الكتاب: الدر المنثور
المؤلف: جلال الدين السيوطي
الجزء: ٥
الوفاة: ٩١١
المجموعة: مصادر التفسير عند السنة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

الدر المنثور
في
التفسير بالمأثور
للامام جلال الدين السيوطي
رحمه الله تعالى
وبهامشه القرآن الكريم
مع تفسير ابن عباس رضي الله عنه
الجزء الخامس
الناشر
دار المعرفة
للطباعة والنشر
بيروت - لبنان
1

بسم الله الرحمن الرحيم
* (سورة المؤمنين مكية) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت بمكة سورة المؤمنين * وأخرج عبد الرزاق والشافعي وسعيد بن
منصور وابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في تاريخه ومسلم وأبو داود وابن ماجة وابن خزيمة والطحاوي
وابن حبان والبيهقي في سننه عن عبد الله بن ثابت قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة الصبح فاستفتح سورة
المؤمنين حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أو ذكر عيسى أخذته سعلة فركع * قوله تعالى (قد أفلح المؤمنون)
* أخرج عبد الرزاق واحمد وعبد بن حميد والترمذي والنسائي وابن المنذر والعقيلي والحاكم وصححه والبيهقي في
الدلائل والضياء في المختارة عن عمر بن الخطاب قال كان إذا انزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي يسمع
عند وجهه كدوي النحل فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة فسرى عنه فاستقبل القبلة فرفع يديه فقال اللهم زدنا ولا
تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وارض عنا وأرضنا ثم قال لقد أنزلت على عشر
آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ قد أفلح المؤمنون حتى ختم العشر * وأخرج البخاري في الأدب المفرد والنسائي
وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن يزيد بن بابنوس قال قلنا لعائشة كيف كان
خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن ثم قالت تقرأ سورة المؤمنون قد أفلح المؤمنون فقرأ
حتى بلغ العشر فقالت هكذا كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن عدي والحاكم والبيهقي في
الأسماء والصفات عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله جنة عدن وغرس أشجارها بيده وقال
لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون * وأخرج الطبراني في السنة وابن مردويه من حديث ابن عباس مثله
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله قد أفلح المؤمنون قال قال كعب لم يخلق الله بيده الا ثلاثة
خلق آدم بيده والتوراة بيده وغرس جنة عدن بيده ثم قال تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون لما علمت فيها من
الكرامة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال لما غرس الله الجنة نظر إليها فقال قد أفلح المؤمنون * وأخرج ابن
حرير عن أبي العالية قال لما خلق الله الجنة قال قد أفلح المؤمنون وأنزل الله به قرآنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن
2

سعيد بن جبير في قوله قد أفلح المؤمنون يعنى سعد المصدقون بتوحيد الله * وأخرج عبد بن حميد عن طلحة بن
مصرف انه كان يقرأ قد أفلح المؤمنون برفع أفلح * وأخرج عن عاصم انه قرأ بنصب أفلح * وأخرج الطستي في
مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله قد أفلح المؤمنون قال فازوا وسعدوا قال وهل تعرف
العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول لبيد
فاعقلي ان كنت ما تعقلي * ولقد أفلح من كان عقل
* قوله تعالى (الذين هم في صلاتهم خاشعون) * أخرج سعيد بن منصور وابن جرير والبيهقي في سننه عن محمد
ابن سيرين قال نبئت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى يرفع بصره إلى السماء فنزلت الذين هم في
صلاتهم خاشعون * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في مراسيله وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من
وجه آخر عن ابن سيرين قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام في الصلاة نظر هكذا وهكذا يمينا وشمالا فنزلت
الذين هم في صلاتهم خاشعون فحنى رأسه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد
ابن سيرين قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة ويلتفتون
يمينا وشمالا فأنزل الله قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون فقالوا برؤوسهم فلم يرفعوا أبصارهم بعد ذلك
في الصلاة ولم يلتفتوا يمينا وشمالا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة عن ابن سيرين قال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم ربما ينظر إلى الشئ في الصلاة فرفع بصره حتى نزلت آية ان لم تكن هذه فلا أدرى ما هي الذين هم
في صلاتهم خاشعون فوضع رأسه * وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن محمد بن سيرين
عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزلت الذين هم في صلاتهم خاشعون
فطأطأ رأسه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر في قوله الذين هم في صلاتهم خاشعون قال كانوا إذا قاموا في
الصلاة أقبلوا على صلاتهم وخفضوا أبصارهم إلى موضع سجودهم وعلموا ان الله يقبل عليهم فلا يلتفتون يمينا ولا
شمالا * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن علي انه سئل عن قوله الذين هم في صلاتهم خاشعون قال الخشوع في
القلب وان تلين كنفك للمرء المسلم وان لا تلتفت في صلاتك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
ابن عباس في قوله الذين هم في صلاتهم خاشعون قال خائفون ساكنون * وأخرج الحكيم الترمذي والبيهقي في
شعب الايمان عن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعوذوا بالله من خشوع النفاق قالوا
يا رسول الله وما خشوع النفاق قال خشوع البدن ونفاق القلب * وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وأحمد في
الزهد عن أبي الدرداء قال استعيذوا بالله من خشوع النفاق قيل له وما خشوع النفاق قال إن ترى الجسد خاشعا
والقلب ليس بخاشع * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال الخشوع في القلب هو الخوف
وغض البصر في الصلاة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن إبراهيم الذين هم في صلاتهم خاشعون
قال الخشوع في القلب وقال ساكتون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله الذين هم في صلاتهم
خاشعون قال كان خشوعهم في قلوبهم فغضوا بذلك أبصارهم وخفضوا لذلك الجناح وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الزهري الذين هم في صلاتهم خاشعون قال هو سكون المرء في صلاته * وأخرج
ابن المبارك وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال الخشوع في الصلاة السكوت
فيها * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن مجاهد عن عبد الله بن الزبير انه كان يقوم للصلاة كأنه
عود وكان أبو بكر رضي الله عنه يفعل ذلك وقال مجاهد هو الخشوع في الصلاة * وأخرج الحكيم الترمذي من
طريق القاسم بن محمد عن أسماء بن أبي بكر عن أم رومان والدة عائشة قالت رآني أبو بكر الصديق رضي الله عنه
أتميل في صلاتي فزجرني زجرة كدت انصرف من صلاتي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام
أحدكم في الصلاة فليسكن أطرافه لا يتميل تميل اليهود فان سكون الأطراف في الصلاة من تمام الصلاة * وأخرج
الحكيم الترمذي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه رأى رجلا يعبث بحليته في صلاته فقال
3

لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه * وأخرج ابن سعد عن أبي قلابة قال سالت مسلم بن يسار عن الخشوع في
الصلاة فقال تضع بصرك حيث تسجد * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وأبو داود والنسائي عن عائشة قالت
سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد
* وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة انه قال في مرضه أقعدوني أقعدوني فان عندي وديعة أودعنيها رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لا يلتفت أحدكم في صلاته فان كان لابد فاعلا ففي غير ما افترض الله عليه * وأخرج عبد
الرزاق وابن أبي شيبة من طريق عطاء قال سمعت أبا هريرة يقول إذا صليت فان ربك امامك وأنت مناجيه فلا
تلتفت قال عطاء وبلغني ان الرب يقول يا ابن آدم إلى من تلتفت أنا خير لك ممن تلتفت إليه * وأخرج ابن أبي
شيبة عن أبي الدرداء قال إياكم والالتفات في الصلاة فإنه لا صلاة للملتفت وإذا غلبتم على تطوع فلا تغلبوا على
المكتوبة * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال إن الله لا يزال مقبلا على العبد ما دام في صلاته ما لم يحدث
أو يلتفت * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن منقد قال إذا قام الرجل إلى الصلاة أقبل الله عليه بوجهه فإذا
التفت أعرض عنه * وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال إذا قام الرجل في الصلاة أقبل الله عليه بوجهه ما لم
يلتفت * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحكم قال إن من تمام الصلاة ان لا تعرف من عن يمينك ولا من عن شمالك
* وأخرج الحاكم وصححه من طريق جبير بن نفير بن عوف بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر
إلى السماء يوما فقال هذا أوان ما يرفع العلم فقال له رجل من الأنصار يقال له ابن لبيد يا رسول الله كيف
يرفع وقد أثبت في الكتب ووعته القلوب فقال إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة ثم ذكر ضلالة اليهود
والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله قال فلقيت شداد بن أوس فحدثته فقال صدق عوف الا أخبرك بأول
ذلك قلت بلى قال الخشوع حتى لا ترى خاشعا * وأخرج الحاكم وصححه من طريق جبير بن نفير عن أبي الدرداء
قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى
لا يقدروا منه على شئ فقال زياد بن لبيد يا رسول الله وكيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأنه ولنقرئنه
نساءنا وأبناءنا فقال ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة هذا التوراة والإنجيل عند اليهود
والنصارى فماذا يغنى عنهم فلقيت عبادة بن الصامت فقلت له ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء وأخبرته
فقال صدق وان شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس الخشوع يوشك ان تدخل المسجد فلا ترى فيه رجلا
خاشعا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والحاكم وصححه عن حذيفة قال أول ما تفقدون من دينكم
الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ولتنقضن عرا الاسلام عروة عروة وليصلين النساء وهن حيض
ولتسلكن طريق من كان قبلكم حذو القذة بالقذة وحذوا النعل بالنعل لا تخطو طريقهم ولا تخطئ بكم حتى
تبقى فرقتان من فرق كثيرة تقول إحداهما ما بال الصلاة الخمس لقد ضل من كان قبلنا انما قال الله أقم الصلاة
طرفي النهار وزلفا من الليل لا تصلوا الا ثلاثا وتقول الأخرى انما المؤمنون بالله كايمان الملائكة لا فينا كافر ولا
منافق حق على الله ان يحشرهما مع الدجال * وأخرج أحمد عن أبي اليسر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
منكم من يصلى الصلاة كاملة ومنكم من يصلى النصف والثلث والربع حتى بلغ العشر * وأخرج ابن أبي شيمة
ومسلم وابن ماجة عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لينتهين قوم يرفعون أبصارهم إلى
السماء في الصلاة أولا ترجع إليهم * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن أنس بن
مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد في ذلك حتى قال
لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم
إلى السماء في الصلاة أولا ترجع إليهم * وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال أما يخشى أحدكم إذا رفع بصره
إلى السماء ان لا يرجع إليه بصره يعنى وهو في الصلاة * قوله تعالى (والذين هم عن اللغو معرضون) * أخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله والذين هم عن اللغو معرضون قال الباطل * وأخرج عبد
الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله والذين هم عن اللغو قال عن المعاصي * وأخرج ابن المبارك
4

عن قتادة في قوله والذين هم عن اللغو معرضون قال أتاهم والله من أمر الله ما وقذهم عن الباطل * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سعيد بن جبير في قوله والذين هم للزكاة فاعلون يعنى الأموال والذين هم لفروجهم حافظون يعنى
الفواحش الا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم يعنى ولائدهم فإنهم غير ملومين قال لا يلامون على جاع
أزواجهم وولائدهم فمن ابتغى وراء ذلك يعنى فمن طلب الفواحش بعد الأزواج والولائد طلب ما لم يحل فأولئك
هم العادون يعنيا المعتدين في دينهم والذين هم لأماناتهم يعنى بهذا ما ائتمنوا عليه فيما بينهم وبين الناس
وعهدهم قال يوفون العهد راعون قال حافظون * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله الا على أزواجهم
يعنى الا من امرأته أو ما ملكت أيمانهم قال أمته * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال كل فرج عليك
حرام الا فرجين قال الله الا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن قتادة في قوله فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون يقول من تعدى الحلال أصابه الحرام * وأخرج عبد بن
حميد عن عبد الرحمن في قوله فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون قال الزنا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
والحاكم وصححه عن أبي أبى مليكة قال سئلت عائشة عن متعة النساء فقالت بيني وبينكم كتاب الله وقرأت والذين
هم لفروجهم حافظون الا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فمن ابتغى وراء ما زوجه الله أو ملكه فقد عدا
* وأخرج عبد الرزاق وأبو داود في ناسخه عن القاسم بن محمد انه سئل عن المتعة فقال انى لأرى تحريمها في
القرآن ثم تلا والذين هم لفروجهم حافظون الا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم * وأخرج عبد الرزاق عن
قتادة قال تسرت امرأة غلاما لها فذكرت لعمر رضي الله عنه فسألها ما جملك على هذا فقالت كنت أرى انه
يحل لي ما يحل للرجل من ملك اليمين فاستشار عمر رضي الله عنه فيها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا تأولت
كتاب الله على غير تأويله فقال عمر لا جرم والله لا أحلك لحر بعده أبدا كأنه عاقبها بذلك ودرأ الحد عنها وأمر
العبد ان لا يقربها * وأخرج عبد الرزاق عن أبي بكر بن عبد الله انه سمع أباه يقول حضرت عمر بن عبد العزيز
جاءته امرأة من العرب بغلام لها رومي فقالت انى استسريته فمنعني بنو عمى وانما أنا بمنزلة الرجل تكون له
الوليدة فيطؤها فأبى على بنو عمى فقال لها عمر أتزوجت قبله قالت نعم قال أما والله لولا منزلتك من الجهالة
لرجمتك بالحجارة * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة عن ابن عمر انه سئل عن امرأة أحلت جاريتها لزوجها فقال
لا يحل لك ان تطأ فرجا الا فرجا ان شئت بعت وان شئت وهبت وان شئت أعتقت * وأخرج عبد الرزاق عن سعيد
ابن وهب قال جاء رجل إلى ابن عمر فقال إن أمي كانت لها جارية وانها أحلتها لي أطوف عليها فقال لا تحل لك الا
ان تشتريها أو تهبها لك * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس قال إذا أحلت امرأة الرجل أو ابنته أو أخته له
جاريتها فليصبها وهي لها * وأخرج عبد الرزاق عن طاوس انه قال هو أحل من الطعام فات ولدت فولدها
للذي أحلت له وهي لسيدها الأول * وأخرج عبد الرزاق عن عطاء قال كان يفعل يحل الرجل وليدته لغلامه
وابنه وأخيه وأبيه والمرأة لزوجها ولقد بلغني ان الرجل يرسل وليدته إلى ضيفه * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن
سيرين قال الفرج لا يعار * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال لا يعار الفرج * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله والذين هم على صلاتهم يحافظون قال أي على وضوئها ومواقيتها وركوعها
وسجودها * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن مسروق قال ما كان في القرآن يحافظون فهو على
مواقيت الصلاة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني عن ابن مسعود انه
قيل له ان الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن الذين هم على صلاتهم دائمون والذين هم على صلاتهم يحافظون
قال ذاك على مواقيتها قالوا ما كنا نرى ذلك الا على تركها قال تركها الكفر * وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح
في قوله والذين هم على صلاتهم يحافظون قال المكتوبة والذي في سال التطوع * وأخرج عبد بن حميد عن
عكرمة في قوله والذين هم على صلاتهم يحافظون قال على المكتوبة * قوله تعالى (أولئك هم الوارثون) الآية
* أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه عن أبي هريرة في قوله أولئك هم الوارثون قال
يرثون مساكنهم ومساكن إخوانهم التي أعدت لهم لو أطاعوا الله * وأخرج سعيد بن منصور وابن ماجة
5

وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما منكم من أحد الا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فإذا مات فدخل النار ورث أهل الجفة منزله
فذلك قوله أولئك هم الوارثون * وأخرج عبد بن حميد عن أنس ان الربيع بنت النضر أتت رسول الله صلى الله
عليه وسلم وكان ابنها الحارث بن سراقة أصيب يوم بدر أصابه سهم غرب فقالت أخبرني عن حارثة فان كان أصاب
الجنة احتسبت وصبرت وان كان لم يصب الجنة اجتهدت في الدعاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أم حارثة انها
جنان في جنة وان ابنك أصاب الفردوس الأعلى والفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها * قوله تعالى (ولقد
خلقنا الانسان) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولقد خلقنا الانسان من سلالة
من طين قال بدء آدم خلق من طين ثم جعلناه نطفة قال ذرية آدم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين قال هو الطين إذا قبضت عليه خرج ماؤه من بين أصابعك
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة ولقد خلقنا الانسان من سلالة قال استل استلالا
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله من سلالة قال السلالة صفو الماء الرقيق الذي
يكون منه الولد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله من سلالة قال من منى آدم * وأخرج ابن أبي
حاتم عن خالد بن معدان قال الانسان خلق من طين وانما تلين القلوب في الشتاء * وأخرج عبد الرزاق
وابن جرير عن قتادة في الآية قال استل آدم من طين وخلقت ذريته من ماء مهين * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
مسعود قال إن النطفة إذا وقعت في الرحم طارت في كل شعر وظفر فتمكث أربعين يوما ثم تنحدر في الرحم فتكون
علقة * وأخرج الديلمي بسند واه عن ابن عباس مرفوعا النطفة التي يخلق منها الولد ترعد لها الأعضاء والعروق
كلها إذ أخرجت وقعت في الرحم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال سألنا ابن عباس
عن العزل فقال اذهبوا فاسألوا الناس ثم ائتوني واخبروني فسألوا ثم أخبروه انهم قالوا انها الموؤدة الصغرى وتلا
هذه الآية ولقد خلقنا الانسان من سلالة حتى فرغ منها ثم قال كيف تكون من الموؤدة حتى تمر على هذه الخلق
* وأخرج عبد الرزاق عن علي بن أبي طالب انه سئل عن عزل النساء فقال ذلك الوأد الخفي * وأخرج عبد
الرزاق عن ابن مسعود قال في العزل هي الموؤدة الخفية * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن
عباس انه كان يقرأ فخلقنا المضغة عظاما * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن قتادة انه كان يقرأ فخلقنا المضغة
عظما فكسونا العظام لحما * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ فخلقنا المضغة عظما بغير ألف فكسونا العظم
على واحده * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ثم أنشأناه خلقا آخر قال نفخ فيه الروح * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن أبي العالية ثم أنشأناه خلقا آخر قال جعل فيه الروح * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن
مجاهد وعكرمة مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ثم أنشأناه خلقا آخر قال حين
استوى به الشباب * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك ثم أنشأناه خلقا آخر قال الانسان والشعر قيل أليس قد
يولد وعلى رأسه الشعر قال فأين العانة والإبط * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن صالح أبى الخليل
قال نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين إلى قوله ثم أنشأناه خلقا
آخر قال عمر فتبارك الله أحسن الخالقين فقال والذي نفسي بيده انها ختمت بالذي تكلمت يا عمر * وأخرج ابن أبي
حاتم عن وهب بن منبه قال قال عزيز يا رب أمرت الماء فجمد في وسط الهواء فجعلت منه سبعا وسميتها السماوات
ثم أمرت الماء ينفتق على التراب وأمرت التراث ابن يتميز من الماء فكان كذلك فسميت ذلك جميع الأرضين
وجميع الماء البحار ثم خلقت من الماء أعمى عين بصرته ومنها أصم آذان أسمعته ومنها ميت أنفس أحييته
خلقت ذلك بكلمة واحدة منها ما عيشه الماء ومنها مالا صبر له على الماء خلقا مختلفا في الأجسام والألوان جنسته
أجناسا وزوجته أزواجا وخلقت أصنافا وألهمته الذي خلقته ثم خلقت من التراب والماء دواب الأرض وماشيتها
وسباعها فمنهم من يمشى على بطنه ومنهم من يمشى على رجلين ومنهم من يمشى على أربع ومنهم العظم الصغير ثم
وعظته بكتابك وحكمتك ثم قضيت عليه الموت لا محالة ثم أنت تعيده كما بدأته وقال عزيز اللهم بكلمتك خلقت جميع
6

خلقك فأتى على مشيئتك ثم زرعت في أرضك كل نبات فيها بكلمة واحدة وتراب واحد تسقى بماء واحد فجاء على
مشيئتك مختلفا أكله ولونه وريحه وطعمه منه الحلو ومنه الحامض والمر والطيب ريحه والمنتن والقبيح والحسن
وقال عزيز يا رب انما نحن خلقك وعمل يديك خلقت أجسادنا في أرحام أمهاتنا وصورتنا كيف تشاء بقدرتك
جعلت لنا أركانا وجعلت فيها عظاما وفتقت لنا أسماعا وأبصارا ثم جعلت لنا في تلك الظلمة نورا وفي ذلك الضيق
سعة وفي ذلك الفم روحا ثم هيات لنا من فضلك رزقا متفاوتا على مشيئتك لم تأن في ذلك مؤنة ولم تعي منه نصبا كان
عرشك على الماء والظلمة على الهواء والملائكة يحملون عرشك ويسبحون بحمدك والخلق مطيع لك خاشع من
خوفك لا يرى فيه نور الا نورك ولا يسمع فيه صوت الا سمعك ثم فتحت خزانة النور وطريق الظلمة فكانا ليلا
ونهارا يختلفان بأمرك * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال خلق الله آدم كما شاء
ومما شاء فكان كذلك فتبارك الله أحسن الخالقين خلق من التراب والماء فمنه شعره ولحمه ودمه وعظامه وجسده
فذلك بدء الخلق الذي خلق الله منه ابن آدم ثم جعلت فيه النفس فيها يقوم ويقعد ويسمع ويبصر ويعلم ما تعلم
الدواب ويتقى ما تتقى ثم جعلت فيه الروح فبه عرف الحق من الباطل والرشد من الغي وبه حذر وتقدم واستتر
وتعلم ودبر الأمور كلها فمن التراب يبوسته ومن الماء رطوبته فهذا بدء الخلق الذي خلق الله منه ابن آدم كما أحب
ان يكون ثم جعلت فيه من هذه الفطر الأربع أنواعا من الخلق أربعة في جسد ابن آدم فهي قوام جسده وملاكه
بإذن الله وهي المرة السوداء والمرة الصفراء والدم والبلغم فيبوسته وحرارته من النفس ومسكنها في الدم وبرودته
من قبل الروح ومسكنه في البلغم فإذا اعتدلت هذه الفطر في الجسد فكان من كل واحد ربع كان جسدا كاملا
وجسما صحيحا وان كثر واحد منها على صاحبه قهرها وعلاها وأدخل عليها السقم من ناحيته وان قل عنها وأخذ
عنها غلبت عليه وقهرته ومالت به وضعفت عن قوتها وعجزت عن طاقتها وأدخل عليها السقم من ناحيته فالطبيب
العالم بالداء يعلم من الجسد حيث أتى سقمه أمن نقصان أم من زيادة * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي قال إذا تمت
النطفة أربعة أشهر بعث إليها ملك فنفخ فيها الروح في الظلمات الثلاث فذلك قوله ثم أنشأناه خلقا آخر يعنى
نفخ الروح فيه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ثم أنشأناه خلقا آخر يقول خرج من بطن أمه بعد
ما خلق فكان من بدء خلقه الآخر ان استهل ثم كان من خلقه ان دله على ثدي أمه ثم كان من خلقه ان علم كيف
يبسط رجليه إلى أن قعد إلى أن حبا إلى أن قام على رجليه إلى أن مشى إلى أن فطم تعلم كيف يشرب ويأكل من
الطعام إلى أن بلغ الحلم إلى أن بلغ أن يتقلب في البلاد * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة ثم أنشأناه خلقا
آخر قال يقول بعضهم هو نبات الشعر وبعضهم يقول هو نفخ الروح * وأخرج ابن جرير عن مجاهد فتبارك الله
أحسن الخالقين قال يصنعون ويصنع الله والله خير الصانعين * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج فتبارك الله
أحسن الخالقين قال عيسى بن مريم يخلق * وأخرج الطيالسي وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن
أنس قال قال عمر وافقت ربى في أربع قلت يا رسول الله لو صليت خلف المقام فأنزل الله واتخذوا من مقام إبراهيم
مصلى وقلت يا رسول الله لو اتخذت على نسائك حجابا فإنه يدخل عليك البر والفاجر فأنزل الله وإذا سألتموهن متاعا
فاسألوهن من وراء حجاب وقلت لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم لتنتهن أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكن فأنزلت
عسى ربه ان طلقكن الآية ونزلت ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين الآية إلى قوله ثم أنشأناه خلقا
آخر فقلت أنا فتبارك الله أحسن الخالقين فنزلت فتبارك الله أحسن الخالقين * وأخرج ابن راهويه وابن المنذر
وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وابن مردويه عن زيد بن ثابت قال أملى على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه
الآية ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين إلى قوله خلقا آخر فقال معاذ بن جبل فتبارك الله أحسن الخالقين
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له معاذ ما أضحكك يا رسول الله قال إنها ختمت فتبارك الله أحسن الخالقين
* وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين الآية قال
عمر فتبارك الله أحسن الخالقين فنزلت فتبارك الله أحسن الخالقين * قوله تعالى (ولقد خلقنا فوقكم سبع
طرائق) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولقد خلقنا فوقكم
7

سبع طرائق قال السماوات السبع * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وما كنا عن الخلق غافلين قال لو
كان الله مغفلا شيئا أغفل ما تسفى الرياح من هذه الآثار يعنى الخطا * قوله تعالى (وأنزلنا من السماء ماء) الآيات
* أخرج ابن مردويه والخطيب بسند ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
أنزل الله من الجنة إلى الأرض خمسة أنهار سيحون وهو نهر الهند وجيحون وهو نهر بلخ ودجلة والفرات وهما
نهر العراق والنيل وهو نهر مصر أنزلها الله من عين واحدة من عيون الجنة من أسفل درجة من درجاتها على
جناحي جبريل فاستودعها الجبال وأحراها في الأرض وجعلها منافع للناس في أصناف معايشهم فذلك قوله
وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل الله جبريل فيرفع
من الأرض القرآن والعلم كله والحجز من ركن البيت ومقام إبراهيم وتابوت موسى بما فيه وهذه الانهار الخمسة
فيرفع كل ذلك إلى السماء فذلك قوله وانا على ذهاب به لقادرون فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض فقد أهلها
خير الدنيا والآخرة * وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عطاف قال إن الله أنزل أربعة أنهار دجلة والفرات وسيحون
وجيحون وهو الماء الذي قال الله وأنزلنا من السماء ماء بقدر الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه
فأنشأنا لكم به جنات قال هي البساتين * قوله تعالى (وشجرة) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم
عن الضحاك رضي الله عنه في قوله من طور سينا قال هو الجبل الذي نودي منه موسى * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وشجرة تخرج قال هي
الزيتون من طور سينا قال جبل حسن تنبت بالدهن وصبغ للآكلين قال جعل الله فيها دهن وأدما * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه من طور سينا قال
المبارك تنبت بالدهن قال تثمر الزيت * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس وشجرة تخرج من طور سينا
قال هي الزيتون * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه وشجرة الآية قال هي شجرة الزيتون تنبت
بالزيت فهو دهن يدهن به وهو صبغ للآكلين يأكله الناس * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية العوفي رضي الله عنه
قال سينا اسم الأرض * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال الطور الجبل وسينا الحجارة وفي لفظ
وسينا الشجر * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبي طور سينا قال جبل ذو شجر * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تنبت بالدهن قال هو الزيت يؤكل ويدهن به
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله تنبت بالدهن وصبغ للآكلين قال يتأدمون
به ويصبغون به * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ من طور سيناء بنصب السين ممدودة
مهموزة الألف تنبت بنصب التاء ورفع الباء * وأخرج عبد بن حميد عن سليمان بن عبد الملك انه كان يقرأ
تنبت بالدهن بنصب التاء ورفع الباء * قوله تعالى (وان لكم في الانعام) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم عن
مجاهد رضي الله عنه وان لكم في الانعام قال الإبل والبقر والضأن والمعز ولكم فيها منافع قال ما تنتج ومنها
مركب ولبن ولحم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله وعلى الفلك قال السفن * قوله تعالى
(فاسلك فيها) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فاسلك فيها الآية
يقول اجعل معك في السفينة من كل زوجين اثنين * قوله تعالى (وقل رب أنزلني) الآيتين * أخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه وقل رب أنزلني منزلا مباركا
قال لنوح حين أنزل من السفينة * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ أنزلني منزلا بنصب الميم
وخفض الزاي * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه وقل رب أنزلني منزلا
مباركا وأنت خير المنزلين قال يعلمكم كيف تقولون إذا ركبتم وكيف تقولون إذا نزلتم اما عند الركوب فسبحان
الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون وبسم الله مجراها ومرساها ان ربى لغفور رحيم وعند
النزول رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين * قوله تعالى (ان في ذلك لآيات) الآية * أخرج عبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ان في ذلك لآيات وان كنا لمبتلين قال أي ابتلى الناس قبلكم
8

* قوله تعالى (ثم أنشأنا من بعدهم قرنا) * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله قرنا قال أمة * قوله تعالى
(هيهات هيهات لما توعدون) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله هيهات هيهات قال
بعيد بعيد * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة هيهات هيهات لم
توعدون قال تباعد ذلك في أنفسهم يعنى البعث بعد الموت * قوله تعالى (فجعلناهم غثاء) * أخرج ابن جرير عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فجعلناهم غثاء قال جعلوا كالشئ الميت البالي من الشجر * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة فجعلناهم غثاء قال هو الشئ البالي * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه فجعلناهم غثاء قال كالرميم الهامد الذي يحتمل السيل تمود احتملوا كذلك
* قوله تعالى (ثم أرسلنا رسلنا تترى) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ثم أرسلنا رسلنا تترى قال يتبع بعضهم بعضا وفي لفظ قال بعضهم على أثر بعض * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد وقتادة رضي الله عنه مثله والله أعلم * قوله تعالى
(وكانوا قوما عالين) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وكانوا قوما عالين قال
علوا على رسلهم وعصوا رسلهم ذلك علوهم وقرأ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا
فسادا * قوله تعالى (وجعلنا ابن مريم وأمه) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه وجعلنا ابن مريم وأمه آية قال ولدته مريم من غير أب هو له * وأخرج
ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله وجعلنا ابن مريم وأمه آية قال عبرة * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه وآويناهما قال عيسى وأمه * وأخرج ابن أبي حاتم
عن مجاهد رضي الله عنه وآويناهما قال عيسى وأمه حين أويا إلى الغوطة وما حولها * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما وآويناهما إلى ربوة الآية قال الربوة المستوى والمعين الماء
الجاري وهو النهر الذي قال الله قد جعل ربك تحتك سريا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما وآويناهما إلى ربوة قال هي المكان المرتفع من الأرض وهي أحسن ما يكون فيه
النبات ذات قرار ذات خصب ومعين ماء ظاهر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
إلى ربوة قال مستوية ذات قرار ومعين قال ماء جار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن عساكر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في الآية قال الربوة المكان المرتفع وهو البيت المقدس والمعين
الماء الظاهر * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن عساكر عن قتادة رضي الله عنه وآويناهما
إلى ربوة قال كنا نحدث ان الربوة بيت المقدس ذات قرار ذات ثمر كثير ومعين ماء جار * وأخرج عبد بن حميد
وابن المنذر وابن عساكر عن وهب بن منبه رضي الله عنه وآويناهما إلى ربوة قال هي مصر * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد وآويناهما إلى ربوة قال وليس الربى الا بمصر والماء حين يرسل يكون الربى
عليها القرى لولا الربى لغرقت تلك القرى * وأخرج ابن عساكر عن زيد بن أسلم رضي الله عنه وآويناهما إلى
ربوة قال هي الإسكندرية * وأخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس ان عيسى بن
مريم أمسك عن الكلام بعد أن كلمهم طفلا حتى بلغ ما يبلغ الغلمان ثم أنطقه الله بعد ذلك بالحكمة والبيان
فلما بلغ سبع سنين أسلمته أمه إلى رجل يعلمه كما يعلم الغلمان فلا يعلمه شيئا الا بدره عيسى إلى علمه قبل ان يعلمه إياه
فعلمه أبا جاد فقال عيسى ما أبو جاد قال المعلم لا أدرى فقال عيسى كيف تعلمني ما لا تدرى فقال المعلم اذن فعلمني
فقال له عيسى فقم من مجلسك فقام فجلس عيسى مجلسه فقال سلني فقال المعلم ما أبو جاد فقال عيسى ألف آلاء
الله باء بهاء الله جيم بهجة الله وجماله فعجب المعلم فكان أول من فسر أبا جاد عيسى عليه السلام وكان عيسى
يرى العجائب في صباه الهاما من الله ففشا ذلك في اليهود وترعرع عيسى فهمت به بنو إسرائيل فخافت أمه عليه
فأوحى الله إليها ان تنطلق به إلى أرض مصر فذلك قوله وجعلنا ابن مريم وأمه آية فسئل ابن عباس ألا قال آيتان
وهما آيتان فقال ابن عباس انما قال آية لان عيسى من آدم ولم يكن من أب لم يشاركها في عيسى أحد فصار آية
9

واحدة وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين قال يعنى أرض مصر * وأخرج وكيع والفريابي وابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وتمام الرازي في فضائل النبوة وابن عساكر بسند صحيح عن ابن عباس
في قوله إلى ربوة قال أنبئنا بأنها دشق * وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن سلام في قوله وآويناهما إلى ربوة قال
هي دمشق * وأخرج ابن عساكر عن يزيد بن سخبرة الصحابي قال دمشق هي الربوة المباركة * وأخرج ابن
عساكر بسند ضعيف عن أبي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه تلا هذه الآية وآويناهما لي ربوة ذات قرار
ومعين قال أتدرون أين هي قالوا الله ورسوله أعلم قال هي بالشام بأرض يقال لها الغوطة مدينة يقال لها دمشق
هي خير مدن الشام * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني
عن سعيد بن المسيب وآويناهما إلى ربوة قال هي دمشق * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط
وابن مردويه وابن عساكر عن مرة البهزي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الرملة الربوة * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو نعيم وابن عساكر عن أبي هريرة في قوله وآويناهما إلى
ربوة قال هي الرملة في فلسطين وأخرجه ابن مردويه من حديثه مرفوعا * وأخرج الطبراني وابن السكن وابن
منده وأبو نعيم وابن عساكر من طرق عن الأقرع بن شفى العكي رضي الله عنه قال دخل على النبي صلى الله عليه
وسلم في مرض يعودني فقلت لا أحسب الا انى ميت من مرضى قال كلا لتبقين ولتهاجرن منها إلى أرض الشام
وتموت وتدفن بالربوة من أرض فلسطين فمات في خلافة عمر رضي الله عنه ودفن بالرملة * وأخرج ابن عساكر
عن قتادة عن الحسن في قوله وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين قال هي أرض ذات أشجار وأنهار يعنى
أرض دمشق وفي لفظ قال ذات ثمار وكثرة ماء هي دمشق * قوله تعالى (يا أيها الرسل) الآية * أخرج
أحمد ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس
ان الله طيب لا يقبل الا طيبا واعملوا صالحا انى بما تعملون عليم وقال يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات
ما رزقناكم ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي من
الحرام يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب فأنى يستجاب لذلك * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي حاتم وابن مردويه
والحاكم وصححه عن أم عبد الله أخت شداد بن أوس انها بعثت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن عند فطره
وهو صائم فرد إليها رسولها انى لك هذا اللبن قالت من شاة لي فرد إليها رسولها انى لك الشاة فقالت اشتريتها من
مالي فشرب منه فلما كان من الغد أتته أم عبد الله فقالت يا رسول الله بعثت إليك بلبن فرددت إلى الرسول فيه
فقال لها بذلك أمرت الرسول قبلي ان لا تأكل الا طيبا ولا تعمل الا صالحا * وأخرج عبدان في الصحابة عن
حفص بن أبي جبلة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى يا أيها الرسل كلوا من الطيبات الآية قال ذاك
عيسى بن مريم يأكل من غزل أمه مرسل حفص تابعي * وأخرج سعيد بن منصور عن حفص الفزاري مثله
موقوفا عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن أبي ميسرة
عن عمر بن شرحبيل في قوله يا أيها الرسول كلوا من الطيبات قال كان عيسى بن مريم عليه السلام يأكل من غزل
أمه * وأخرج البيهقي في الشعب عن جعفر بن سليمان عن ثابت بن عبد الوهاب بن أبي حفص قال أسى
داود عليه السلام صائما فلما كان عند افطاره أتى بشربة لبن فقال من أين لكم هذا اللبن قالوا من شاتنا قال ومن
أين ثمنها قالوا يا نبي الله من أين تسأل قال انا معاشر الرسل أمرنا ان نأكل من الطيبات ونعمل صالحا * وأخرج
الحكيم الترمذي عن حنظلة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاءني جبريل الا أمرني بهاتين الدعوتين
اللهم ارزقني طيبا واستعملني صالحا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله يا أيها الرسل كلوا من الطيبات
واعملوا صالحا الآية قال هذه للرسل ثم قال للناس عامة وان هذه أمتكم أمة واحدة يعنى دينكم دين واحد
* قوله تعالى (فتقطعوا أمرهم) الآيتين * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن
أبى حاتم عن قتادة فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا قال كتبا قال وقال الحسن تقطعوا كتاب الله بينهم فحرفوه وبدلوه
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا قال كتب
10

الله حيث فرقوها قطعا كل خرب يعنى كل قطعة وهؤلاء أهل الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن
ابن زيد فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا قال هذا ما اختلفوا فيه من الأديان كل خرب كل قوم بما لديهم فرحون
معجبون برأيهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد فذرهم في
غمرتهم قال في ضلالتهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد فذرهم في غمرتهم
قال في ضلالتهم حتى حين قال الموت * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل فذرهم في غمرتهم حتى حين قال
يوم بدر * قوله تعالى (أيحسبون انما نمدهم به) الآية * اخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله أيحسبون قال قريش انما نمدهم به قال نعطيهم من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات نزيد
لهم في الخير بل نملي لهم في الخير ولكن لا يشعرون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
أيحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون قال مكر والله بالقوم في أموالهم
وأولادهم فلا تعتبروا الناس بأموالهم وأولادهم ولكن اعتبروهم بالايمان والعمل الصالح * وأخرج ابن جرير
عن عبد الرحمن بن أبي بكرة انه قرأ نسارع لهم بالخيرات * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه
عن الحسن ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى بفروة كسرى فوضعت بين يديه وفي القوم سراقة بن مالك فاخذ
عمر سواريه فرمى بهما إلى سراقة فأخذهما فجعلهما في يديه فبلغتا منكبيه فقال الحمد لله سوارا كسرى بن
هرمز في يدي سراقة بن مالك بن جعشم اعرابي من بنى مدلج ثم قال اللهم إني قد علمت أن رسولك قد كان حريصا
على أن يصيب مالا ينفقه في سبيلك وعلى عبادك فزويت عنه ذلك نظرا منك وخيارا اللهم إني أعوذ بك ان يكون
هذا مكرا منك بعمر ثم تلا أيحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون * وأخرج
ابن أبي حاتم عن يزيد بن ميسرة قال أجد فيما أنزل الله على موسى أيفرح عبدي المؤمن أن أبسط له الدنيا وهو
أبعد له منى أو يجزع عبدي المؤمن أن اقبض عنه الدنيا وهو أقرب له منى ثم تلا أيحسبون انما نمدهم به من
مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون * قوله تعالى (ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون) الآيات
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن قال إن المؤمن جمع احسانا وشفقة وان المنافق جمع إساءة وأمنا
ثم تلا ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون إلى قوله انهم إلى ربهم راجعون وقال المنافق انما أوتيته على علم
عندي * وأخرج الفريابي وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن ماجة وابن أبي الدنيا في نعت الخائفين وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة قالت قلت
يا رسول الله قول الله والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أهو الرجل يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو مع ذلك
يخاف الله قال لا ولكن الرجل يصوم ويتصدق ويصلى وهو مع ذلك يخاف الله ان لا يتقبل منه * وأخرج ابن أبي
الدنيا وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه عن أبي هريرة قال قالت عائشة رضي الله عنها
يا رسول الله والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أهم الذين يخطئون ويعملون بالمعاصي وفي لفظ هو الذي يذنب
الذنب وهو وجل منه قال لا ولكن هم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون وقلوبهم وجلة * وأخرج عبد
الرزاق عن ابن عباس في قوله والذين يؤتون ما آتوا قال يعطون ما أعطوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
في قوله والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة قال يعملون خائفين * وأخرج الفريابي وابن جرير عن ابن عمر في
قوله والذين يؤتون ما آتوا قال الزكاة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عائشة والذين
يؤتون ما آتوا قالت هم الذين يخشون الله ويطيعونه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير
والذين يؤتون ما آتوا قال يعطون ما أعطوا وقلوبهم وجلة قال مما يخافون مما بين أيديهم من الموقف وسوء
الحساب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد والذين يؤتون ما آتوا قال يعطون ما أعطوا وقلوبهم وجلة
قال المؤمن ينفق ماله وقلبه وجل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن الحسن وقتادة انهما كانا
يقرآن يؤتون ما آتوا قال يعملون ما عملوا من الخيرات ويعطون ما أعطوا على خوف من الله ووجل * واخرج
ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير عن الحسن والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة قال كانوا يعملون
11

ما يعملون من أعمال البر ويخافون ان لا ينجيهم ذلك من عذاب الله * وأخرج عبد بن حميد عن ابن أبي مليكة
قال قالت عائشة رضي الله عنها لان تكون هذه الآية كلما قرأ أحب إلى من حمر النعم فقال لها ابن عباس ناهى
قالت الذين يؤتون ما آتوا * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قرأ والذين يؤتون ما أتوا مقصور من المجئ * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في تاريخه وعبد بن حميد
وابن المنذر وابن اشته وابن الأنباري معافى المصاحف والدارقطني في الافراد والحاكم وصححه وابن مردويه عن
عبيد بن عمير أنه سأل عائشة كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية والذين يؤتون ما أتوا أو الذين
يؤتون ما آتوا فقالت أيتهما أحب إليك قلت والذي نفسي بيده لأحداهما أحب إلى من الدنيا جميعا قالت أيهما
قلت الذين يأتون ما أتوا فقالت أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرؤها وكذلك أنزلت ولكن
الهجاء حرف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أولئك يسارعون في الخيرات
وهم لها سابقون قال سبقت لهم السعادة من الله * قوله تعالى (بل قلوبهم في غمرة من هذا) أخرج عبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله بل قلوبهم في غمرة من هذا قال يعنى بالغمرة الكفر والشك ولهم
أعمال من دون ذلك يقول أعمال سيئة دون الشرك هم لها عاملون قال لابد لهم من أن يعملوها * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد بل قلوبهم في غمرة من هذا قال في عمى من هذا
القرآن ولهم أعمال قال خطايا من دون ذلك هم لها عاملون قال لابد لهم من أن يعملوها * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله بل قلوبهم في غمرة من هذا قال في غفلة من
أعمال المؤمنين ولهم أعمال من دون ذلك قال هي شر من أعمال المؤمنين ذكر الله الذين هم من خشية ربهم
مشفقون والذين والذين ثم قال للكافرين بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون الأعمال التي سمى
الذين والذين والذين * قوله تعالى (حتى إذا أخذنا مترفيهم) الآيات * أخرج النسائي عن ابن عباس في قوله
حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب الآية قال هم أهل بدر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن
قتادة حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب قال ذكر لنا انها نزلت في الذين قتل الله يوم بدر * وأخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب قال بالسيوف
يوم بدر إذا هم يجأرون قال الذين بمكة * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب
قال بالسيف يوم بدر * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس في قوله أخذنا مترفيهم قال مستكبريهم
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله إذا هم يجارون قال يستغيثون وفي قوله
فكنتم على أعقابكم تنكصون قال تدبرون وفي قوله سامرا تهجرون قال تسمرون حول البيت وتقولون هجرا
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله تنكصون قال تستأخرون * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن أبي حاتم عن قتادة مستكبرين به قال بالبيت والحرم سامرا قال كان سامرهم لا يخاف مما أعطوا من
الامن وكانت العرف تخاف سامرهم ويغزو بعضهم بعضا وكان أهل مكة لا يخافون ذلك بما أعطوا من الامن
يهجرون قال يتكلمون بالشرك والبهتان في حرم الله وعند بيته قال وكان الحسن يقول سامرا تهجرون كتاب
الله ونبي الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن مستكبرين به قال بحرمي
سامرا تهجرون قال القرآن وذكرى ورسولي * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس مستكبرين
به قال بحرم الله انه لا يظهر عليهم فيه أحد * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك مستكبرين به سامرا تهجرون
قال مستكبرين بحرمي سامرا فيه مما لا ينبغي من القول * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن
مجاهد مستكبرين به قال بمكة بالبلد سامرا قال مجالسا تهجرون بالقول السيئ في القرآن * وأخرج عبد
ابن حميد وابن أبي حاتم عن أبي صالح مستكبرين به قال بالقرآن * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن
الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل سامرا تهجرون قال كانوا يهجرون على اللهو والباطل قال وهل تعرف
العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر يقول
12

وباتوا بشعب لهم سامرا * إذا خب نيرانهم أوقدوا.
* وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال كانت قريش تسمر حول البيت ولا تطوف به
ويفتخرون به فأنزل الله مستكبرين به سامرا تهجرون * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه
عن ابن عباس في قوله سامرا تهجرون قال كانت قريش يستحلقون حلقا يتحدثون حول البيت * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يقرأ مستكبرين به سامرا تهجرون قال كان المشركون يهجرون رسول الله صلى الله عليه وسلم
في القول في سمرهم * واخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ سامرا تهجرون بنصب التاء ورفع الجيم * وأخرج
عبد بن حميد عن عكرمة انه قرأ سامرا تهجرون وكانوا إذا سمروا هجروا في القول * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عكرمة في قوله سامرا تهجرون قال تهجرون الحق * وأخرج النسائي وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن
مردويه عن ابن عباس قال انما كره المسرحين نزلت هذه الآية مستكبرين به سامرا تهجرون قال مستكبرين
بالبيت تقولون نحن أهله تهجرون قال كانوا يهجرونه ولا يعمرونه * قوله تعالى (أفلم يدبروا القول) الآيات
* أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة أفلم يدبروا القول قال إذا والله كانوا يجدون في القرآن زاجرا عن معصية الله
لو تدبره القوم وعقلوه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح في
قوله أم لم يعرفوا رسولهم قال عرفوه ولكن حسدوه وفي قوله ولو اتبع الحق أهواءهم قال الحق الله عز وجل
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله بل أتيناهم بذكرهم قال بينا لهم * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله بل أتيناهم بذكرهم قال هذا القرآن وفي
قوله أم تسألهم أجرا يقول أم تسألهم على ما آتيناهم به جعلا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن الحسن في قوله خرجا قال اجرا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال الخرج وما قبلها من القصة
لكفار قريش * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ أم تسألهم خرجا بغير ألف فخراج ربك بالألف * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن المنذر عن الحسن أنه قرأ أم تسألهم خراجا فخراج ربك خير * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله وانك لتدعوهم إلى صراط مستقيم قال ما فيه عوج ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم
لقى رجلا فقال له أسلم فتصعب له ذلك وكبر عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أرأيت لو كنت في طريق وعر وعث
فلقيت رجلا تعرف وجهه وتعرف نسبه فدعاك إلى طريق واسع سهل أكنت تتبعه قال نعم قال فوالذي نفس
محمد بيده انك لفي أوعر من ذلك الطريق لو كنت فيه وإني لأدعوك إلى أسهل من ذلك الطريق لو دعيت إليه وذكر
لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم لقى رجلا فقال له أسلم فصعده ذلك فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم أرأيت فتييك
أحدهما ان حدث صدقك وان امنته أدى إليك والآخر ان حدث كذبك وان ائتمنته خانك قال بلى فتاي الذي
إذا حدثني صدقني وإذا أمنته أدى إلى قال نبي الله صلى الله عليه وسلم كذا كم أنتم عند ربكم * وأخرج عبد بن
حميد عن مجاهد في قوله وان الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون قال عن الحق لحائدون * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله عن الصراط لناكبون قال عن الحق عادلون * وأخرج ابن
جرير عن ابن جريج في قوله ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر قال الجوع * قوله تعالى (ولقد أخذناهم بالعذاب)
الآيتين * أخرج النسائي وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل
عن ابن عباس قال جاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أنشدك الله والرحم فقد أكلنا العلهز
يعنى الوبر بالدم فأنزل الله ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون * واخرج ابن جرير وأبو
نعيم في المعرفة والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس أن ثمامة بن أثال الحنفي لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وهو
أسير فخلى سبيله لحق باليمامة فحال بين أهل مكة وبين الميرة من اليمامة حتى أكلت قريش العلهز فجاء أبو سفيان
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أليس تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين قال بلى قال فقد قتلت الآباء بالسيف
والأبناء بالجوع فأنزل الله ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون * وأخرج ابن المنذر عن
13

مجاهد في قوله ولقد أخذناهم بالعذاب قال بالسنة والجوع * وأخرج العسكري في المواعظ عن علي بن ابن
طالب رضي الله عنه في قوله فما استكانوا لربهم وما يتضرعون أي لم يتواضعوا في الدعاء ولم يخضعوا ولو خضعوا لله
لاستجاب لهم * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال إذا أصاب الناس من قبل السلطان بلاء فإنما هي نقمة فلا
تستقبلوا نقمة الله بالحمية ولكن استقبلوها بالاستغفار واستكينوا وتضرعوا إلى الله وقرأ هذه الآية ولقد
أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن مردويه عن
ابن عباس في قوله حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد قال قد مضى كان يوم بدر * وأخرج ابن جرير عن ابن
جريج حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد قال يوم بدر * وأخرج ابن جرير عن مجاهد حتى إذا فتحنا عليهم
بابا ذا عذاب شديد قال لكفار قريش الجوع وما قبلها من القصة لهم أيضا * قوله تعالى (قل لمن الأرض) الآيات
* أخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هارون قال في مصحف أبي بن كعب سيقولون لله كلهن بغير ألف * وأخرج
أبو عبيد وابن المنذر عن عاصم الجحدري قال في الامام مصحف عثمان بن عفان قال الذي كتب للناس لله لله كلهن
بغير ألف * وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن أسيد بن زيد قال في مصحف عثمان بن عثمان سيقولون لله
ثلاثتهن بغير ألف * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن عتيق قال رأيت في مصحف الحسن لله لله بغير ألف في
ثلاثة مواضع * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ لله بغير ألف كلهن * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله قل من بيده ملكوت كل شئ قال خزائن كل شئ * قوله
تعالى (ادفع بالتي هي أحسن السيئة) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ادفع بالتي هي
أحسن السيئة يقول اعرض عن أذاهم إياك * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطاء ادفع
بالتي هي أحسن السيئة قال بالسلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في
الآية قال نعمت والله الجرعة تتجرعها وأنت مظلوم فمن استطاع أن يغلب الشر بالخير فليفعل ولا قوة الا بالله
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن أنس في قوله ادفع بالتي هي أحسن السيئة قال قول الرجل لأخيه
ما ليس فيه فيقول ان كنت كاذبا فاما أسأل الله أن يغفر لك وان كنت صادقا فانا أسال الله أن يغفر لي * وأخرج
البخاري في الأدب عن أبي هريرة قال أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي قرابة أصلهم
ويقطعون وأحسن إليهم ويسيئون إلى ويجهلون على واحلم عنهم قال لئن كان كما تقول كأنما تسفهم المل ولا
يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك * قوله تعالى (وقل رب) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد
وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة
من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله
وأعوذ بك رب أن يحضرون قال يحضرون في شئ من أمرى * وأخرج أحمد عن خالد بن الوليد أنه قال يا رسول الله
انى أجد وحشة قال إذا أخذت مضجعك فقل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات
الشياطين وأن يحضرون فإنه لا يضرك وبالحرى أن لا يضرك * قوله تعالى (حتى إذا جاء أحدهم الموت) الآية
* أخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال إذا وضع الكافر في قبره فيرى مقعده من
النار قال رب ارجعون حتى أتوب أعمل صالحا فيقال قد عمرت ما كنت معمرا فيضيق عليه قبره فهو كالمنهوش ينام
ويفزع تهوى إليه هوام الأرض حياتها وعقاربها * وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة قالت ويل لأهل المعاصي من
أهل القبور يدخل عليهم في قبورهم حياة سود حية عند رأسه وحية عند رجليه يضربانه حتى يلتقيان في وسطه
فذلك العذاب في البرزخ الذي قال الله ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن
ابن زيد في قوله قال رب ارجعون قال هذا حين يعاين قبل ان يذوق الموت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن
جريج قال زعموا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة ان المؤمن إذا عاين الملائكة قالوا نرجعك إلى الدنيا فيقول
إلى دار الهموم والأحزان بل قدما إلى الله وأما الكافر فيقولون له نرجعك فيقول رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما
14

تركت * وأخرج الديلمي عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضر الانسان الوفاة يجمع
له كل شئ يمنعه عن الحق فيحول بين عينيه فعند ذلك يقول رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله لعلى أعمل صالحا فيما تركت قال لعلي أقول لا إله إلا الله
* وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله لعلى أعمل صالحا قال أقول
لا إله إلا الله * قوله تعالى (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) * أخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن حسين في
قوله ومن ورائهم برزخ قال امامهم * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم
في الحلية عن مجاهد في قوله ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون قال هو ما بين الموت إلى البعث * وأخرج ابن أبي
حاتم عن مجاهد قال البرزخ الحاجز ما بين الدنيا والآخرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ومن
ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون قال حاجز بين الميت والرجوع إلى الدنيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب
القرظي قال البرزخ ما بين الدنيا والآخرة ليس مع أهل الدنيا يأكلون ويشربون ولا مع أهل الآخرة يجازون
بأعمالهم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في الآية قال البرزخ بين الدنيا والآخرة * وأخرج عبد الرزاق وعبد
ابن حميد وابن جرير عن قتادة قال البرزخ بقية الدنيا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ومن ورائهم برزخ قال
أهل القبور في برزخ ما بين الدنيا والآخرة هم فيه إلى يوم يبعثون * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع قال البرزخ
القبور * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر قال البرزخ المقابر لا هم في الدنيا ولا هم في الآخرة فهم مقيمون إلى يوم
يبعثون * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وسمويه في فوائده عن أبي امامة انه
شهد جنازة فلما دفن الميت قال هذا برزخ إلى يوم يبعثون * وأخرج هناد عن أبي محلم قال قيل للشعبي مات فلان
قال ليس هو في الدنيا ولا في الآخرة هو في البرزخ * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله ومن ورائهم
برزخ قال ما بعد الموت * قوله تعالى (فإذا نفخ في الصور) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون قال حين ينفخ في الصور فلا يبقى حي الا الله عز وجل
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن السدى فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون قال في النفخة الأولى * وأخرج
عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال ليس أحد من الناس يسأل أحدا بنسبه ولا بقرابته شيئا * وأخرج ابن جرير
عن ابن جريج في الآية قال لا يسال أحد يومئذ بنسب شيئا ولا ينمى إليه برحم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد
ابن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس انه سئل عن قوله فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يستاءلون وقوله
وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون فقال إنها مواقف فاما الموقف الذي لا أنساب بينهم ولا يتساءلون عند الصعقة
الأولى لا أنساب بينهم فيها إذا صعقوا فإذا كانت النفخة الآخرة فإذا هم قيام يتساءلون * وأخرج ابن جرير والحاكم
وصححه من وجه آخر عن ابن عباس انه سئل عن الآيتين فقال اما قوله ولا يتساءلون فهذا في النفخة الأولى حين
لا يبقى على الأرض شئ وأما قوله فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون فإنهم لما دخلوا الجنة أقبل بعضهم على بعض
يتساءلون * وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر
عن ابن مسعود قال إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين وفي لفظ يؤخذ بيد العبد أو الأمة يوم القيامة
على رؤس الأولين والآخرين ثم ينادى مناد الا ان هذا فلان بن فلان فمن كان له حق قبله فليأت إلى حقه وفي لفظ
من كان له مظلمة فليجئ فليأخذ حقه فيفرح والله المرء أن يكون له الحق على والده أو ولده أو زوجته وان كان
صغيرا ومصداق ذلك في كتاب الله فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يستاءلون * وأخرج ابن جرير عن
قتادة قال ليس شئ أبغض إلى الانسان يوم القيامة من أن يرى من يعرفه مخافة أن يدور له عليه شئ ثم قرأ يوم يفر
المرء من أخيه الآية * وأخرج أحمد والطبراني والحاكم والبيهقي في سننه عن المسور بن مخرمة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري * وأخرج البزار والطبراني والحاكم
والبيهقي والضياء في المختارة عن عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل سبب ونسب منقطع
يوم القيامة الا سببي ونسبي * وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل نسب وصهر
15

ينقطع يوم القيامة الا نسبي وصهري * قوله تعالى (تلفح وجوههم النار) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن
عباس تلفح وجوههم النار قال تنقح * وأخرج ابن مردويه والضياء في صفة النار عن أبي الدرداء قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم في قوله تلفح وجوههم النار قال تلفحهم لفحة فتسيل لحومهم على أعصابهم * وأخرج ابن أبي
حاتم والطبراني في الأوسط وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
جهنم لما سيق إليها أهلها تلقتهم بعنق فلفحتهم لفحة فلم تدع لحما على عظم الا ألقته على العرقوب * وأخرج أبو
نعيم في الحلية عن ابن مسعود في قوله تلفح وجوههم النار قال لفحتهم لفحة فما أبقت لحما على عظم الا ألقته على
أعقابهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن أبي الهذيل مثله * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي
وصححه وابن أبي الدنيا في صفة النار وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم
في الحلية عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون
قال تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته * وأخرج
ابن أبي شيبة عن مغيث بن سمى قال إذا جئ بالرجل إلى النار قيل انتظر حتى نتحفك فيؤتى بكأس من سم الأفاعي
والأساود إذا أدناها من فيه نثرت اللحم على حدة والعظم على حدة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة
وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله وهم فيها كالحون
قال كلوح الرأس النضيج بدت أسنانهم وتقلصت شفاههم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
ابن عباس في قوله كالحون قال عابسون * قوله تعالى (قالوا ربنا غلبت) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن أبي حاتم عن مجاهد قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا قال شقوتهم التي كتبت عليهم * وأخرج عبد بن حميد عن
الحسن انه كان يقرأ غلبت علينا شقاوتنا * وأخرج عبد بن حميد عن إسحاق قال في قراءة عبد الله شقاوتنا
* قوله تعالى (قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون) * أخرج ابن أبي شيبة والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى على
أهل النار الجوع حتى يعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا
يفنى من جوع فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام ذي غصة فيذكرون انهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا
بالشراب فيستغيثون بالشراب فيرفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم وإذا
دخلت بطونهم قطعت ما في بطونهم فيقولون ادعوا خزنة جهنم فيدعون خزنة جهنم ان ادعوا ربكم يخفف عنا يوما
من العذاب فيقولون أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين الا في ضلال فيقولون
ادعوا مالكا فيدعون مالكا فيقولون يا مالك ليقض علينا ربك فيجيبهم انكم ماكثون فيقولون ادعوا ربكم فلا
أحد خير من ربكم فيقولون ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون
فيجيبهم اخسؤوا فيها ولا تكلمون فعند ذلك يئسوا من كل خير وعند ذلك أخذوا في الزفير والحسرة والويل
* وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني
والحاكم وصححه البيهقي في البعث عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال إن أهل جهنم ينادون مالكا يا مالك
ليقض علينا ربك فيذرهم أربعين عاما لا يجيبهم ثم يجيبهم انكم ماكثون ثم ينادون ربهم ربنا أخرجنا منها فان
عدنا فانا ظالمون فيذرهم مثلي الدنيا لا يجيبهم ثم يجيبهم اخسؤوا فيها ولا تكلمون قال فيئس القوم بعدها
وما هو الا الزفير والشهيق * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الشعب عن محمد بن كعب
قال لأهل النار خمس دعوات يجيبهم الله في أربعة فإذا كانت الخامسة لم يتكلموا بعدها أبدا يقولون ربنا أمتنا
اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل فيجيبهم الله ذلكم بأنه إذا دعى الله وحده كفرتم
وان يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلى الكبير ثم يقولون ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون
فيجيبهم الله فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا انا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون ثم يقولون ربنا
أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل فيجيبهم الله أو لم تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال
16

ثم يقولون ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل فيجيبهم الله أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم
النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير ثم يقولون ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فان عدنا
فانا ظالمون فيجيبهم الله اخسؤوا فيها ولا تكلمون فلا يتكلمون بعدها أبدا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن
جريج قال بلغنا أن أهل النار نادوا خزنه جهنم أن ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب فلم يجيبوهم ما شاء الله فلما
أجابوهم بعد حين قالوا لهم ادعوا وما دعاء الكافرين الا في ضلال ثم نادوا يا مالك لخازن النار ليقض علينا ربك
فسكت عنهم مالك مقدار أربعين سنة ثم أجابهم فقال إنكم ماكثون ثم نادى الأشقياء ربهم فقالوا ربنا أخرجنا
منها فان عدنا فانا ظالمون فسكت عنهم مثلي مقدار الدنيا ثم أجابهم بعد ذلك اخسؤوا فيها ولا تكلمون * وأخرج
عبد بن حميد عن الحسن في الآية قال تكلموا قبل ذلك وخاصموا فلما كان آخر ذلك قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون
قال منعوا الكلام آخر ما عليهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن زياد بن سعد
الخراساني في قوله اخسؤوا فيها ولا تكلمون قال فتنطبق عليهم فلا يسمع منها الا مثل طنين الطست * وأخرج ابن أبي
حاتم عن أبي مالك في قوله اخسؤوا قال اصغروا * وأخرج ابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن
عباس اخسؤوا فيها ولا تكلمون قال هذا قول الرب عز وجل حين انقطع كلامهم منه * وأخرج ابن أبي الدنيا
في صفة النار عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله إذا قال لأهل النار اخسؤوا فيها ولا تكلمون عادت
وجوههم قطعة لحم ليس فيها أفواه ولا مناخير تردد النفس في أجوافهم * وأخرج هناد عن ابن مسعود قال ليس
بعد الآية خروج اخسؤوا فيها ولا تكلمون * قوله تعالى (فاتخذتموهم سخريا) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن ابن زيد في قوله فاتخذتموهم سخريا قال هما مختلفان سخريا وسخريا يقول الله ليتخذ بعضهم سخريا
قال يسخرونهم والآخرون الذين يستهزؤن سخريا * قوله تعالى (قال كم لبثتم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم
عن أيفع بن عبد الكلاعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله إذا أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار
النار قال لأهل الجنة كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قال لنعم ما اتجرتم في يوم أو بعض
يوم رحمتي ورضواني وجنتي اسكنوا فيها خالدين مخلدين ثم يقول يا أهل النار كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا
لبثنا يوما أو بعض يوم فيقول بئس ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم ناري وسخطي امكثوا فيها خالدين * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فاسأل العادين قال الحساب
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد فاسأل العادين قال
الملائكة * قوله تعالى (أفحسبتم) الآية * أخرج الحكيم الترمذي وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن السني في عمل
يوم وليلة وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن ابن مسعود أنه قرأ في اذن مصاب أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا حتى
ختم السورة فبرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا قرأت في أذنه فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
والذي نفسي بيده لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال * وأخرج ابن السني وابن منده وأبو نعيم في المعرفة بسند
حسن من طريق محمد بن إبراهيم بن الحارث التميمي عن أبيه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية
وأمرنا أن نقول إذا نحن أمسينا وأصبحنا أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فقرأناها فغنمنا
وسلمنا والله أعلم * قوله تعالى (ومن يدع مع الله) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لا برهان له قال لا بينة له * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة لا برهان له قال لا بينة له
* وأخرج ابن جرير عن مجاهد لا برهان له قال لا حجة * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ انه لا يفلح
الكافرون بكسر الألف في أنه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه قرأ انه لا يفلح الكافرون بنصب الألف في أنه
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة فإنما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون قال ذاك حساب
الكافر عند الله انه لا يفلح * قوله تعالى (وقل رب اغفر وارحم) * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم
والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن أبي حاتم وابن حبان والبيهقي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
أنه قال يا رسول الله علمني دعاء ادعو به في صلاتي قال قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وانه لا يغفر الذنوب
17

الا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك أنت الغفور الرحيم
* (سورة النور مدنية) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال أنزلت سورة النور بالمدينة * وأخرج عن ابن الزبير مثله * وأخرج
الحاكم والبيهقي في شعب الايمان وابن مردويه عن عائشة مرفوعا لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة يعنى
النساء وعلموهن الغزل وسورة النور * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم علموا رجالكم سورة المائدة وعلموا نساءكم سورة النور * وأخرج أبو عبيد في فضائله عن
حارثة بن مضرب قال كتب إلينا عمر بن الخطاب ان تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور * وأخرج الحاكم عن أبي
وائل قال حججت أنا وصاحب لي وابن عباس على الحج فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها فقال صاحبي سبحان
الله ماذا يخرج من رأس هذا الرجل لو سمعت هذا الترك لأسلمت * قوله تعالى (سورة أنزلناها وفرضناها)
* أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله سورة أنزلناها وفرضناها قال
بيناها * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وفرضناها قال
وفسرناها الامر بالحلال والنهى عن الحرام * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة وفرضناها
قال فرض الله فيها فرائضه وأحل حلاله وحرم حرامه وحد حدوده وأمر بطاعته ونهى عن معصيته * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الحسن انه قرأ وفرضناها خفيفة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج وأنزلنا فيها آيات
بينات قال الحلال والحرام والحدود * قوله تعالى (الزانية والزاني) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطاء ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله قال في الحد أن
يقام عليهم ولا يعطل أما انه ليس بشدة الجلد * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
مجاهد ولا تأخذكم بهما رأفة قال في إقامة الحد * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك ولا تأخذكم بهما رأفة قال
في تعطيل الحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عمران بن حدير قال قلت لأبي مجلز ولا تأخذكم
بهما رأفة في دين الله قال انا لنرجم الرجل أو يجلد أو يقطع قال ليس كذاك انما هو إذا رفع للسلطان فليس له أن
يدعهم رحمة لهم حتى يقيم عليهم الحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن ولا تأخذكم بهما رأفة قال
الجلد الشديد * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم وعامر ولا تأخذكم بهما رأفة قالا شدة الجلد في الزنا ويعطى كل
عضو منه حقه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن شعبة قال قلت لحماد الزاني يضرب ضربا شديدا
قال نعم ويخلع عنه ثيابه قال الله ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله قلت له انما ذلك في الحكم قال في الحكم والجلد
* وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عمرو بن شعيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قضى الله ورسوله ان
شهد أربعة على بكرين جلدا كما قال الله مائة جلدة وغربا سنة غير الأرض التي كانا بها وتغريبهما سنتي * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عمر ان جارية
لابن عمر زنت فضرب رجليها وظهرها فقلت ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله فقال إن الله لم يأمرني ان أقتلها
ولا أن أجلد رأسها وقد أوجعت حيث ضربت * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن أبي برزة الأسلمي انه أتى بأمة لبعض أهله قد زنت وعنده نفر نحو عشرة فامر بها فأجلست في
ناحية ثم أمر بثوب فطرح عليها ثم أعطى السوط رجلا فقال اجلد خمسين جلدة ليس باليسير ولا بالحضفة فقام
فجلدها وجعل يفرق عليها الضرب ثم قرأ وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين * * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين قال الطائفة الرجل فما فوقه
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين قال الطائفة عشرة * وأخرج ابن جرير
عن مجاهد في الآية قال الطائفة واحد إلى الألف * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
في الآية قال أمر الله أن يشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ليكون ذلك عبرة وموعظة ونكالا لهم * وأخرج ابن
جرير عن عكرمة في الآية قال ليحضر رجلان فصاعدا * وأخرج ابن جرير عن الزهري قال الطائفة الثلاثة
18

فصاعدا * واخرج عن ابن زيد في الآية قال الطائفة أربعة * وأخرج ابن أبي حاتم عن نصر بن علقمة في قوله
وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين قال ليس ذلك للفضيحة انما ذاك ليدعوا لله لهما بالتوبة والرحمة * وأخرج
ابن أبي شيبة عن الشيباني قال قلت لابن أبي أوفى رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قلت بعدما أنزلت سورة
النور أو قبلها قال لا أدرى * قوله تعالى (الزاني لا ينكح) الآية * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور
وعبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو داود في ناسخه والبيهقي في سننه والضياء المقدسي في
المختارة من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله الزاني لا ينكح الا زانية قال لبس هذا بالنكاح ولكن الجماع
لا يزنى بها حين يزنى الا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين يعنى الزنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال لما قدم
المهاجرون المدينة قدموها وهم بجهد الا قليل منهم والمدينة غالية السعر شديدة الجهد وفي السوق زوان متعالنات
من أهل الكتاب واما الأنصار منهن أمية وليدة عبد الله بن أبي ونسيكة بنت أمية لرجل من الأنصار في بغايا من ولائد
الأنصار قد رفعت كل امرأة منهن علامة على بابها ليعرف انها زانية وكن من أخصب أهل المدينة وأكثره خيرا
فرغب أناس من مهاجري المسلمين فيما يكتسبن للذي هم فيه من الجهد فأشار بعضهم على بعض لو تزوجنا بعض
هؤلاء الزواني فنصيب من فضول أطعماتهن فقال بعضهم نستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوه فقالوا
يا رسول الله قد شق علينا الجهد ولا نجد ما نأكل وفي السوق بغايا نساء أهل الكتاب وولائدهن وولائد الأنصار
يكتسبن لأنفسهن فيصلح لنا ان نتزوج منهن فنصيب من فضول ما يكتسبن فإذا وجدنا عنهن غنى تركناهن فأنزل
الله الزاني لا ينكح الآية فحرم على المؤمنين ان يتزوجوا الزواني المسافحات العالنات زناهن * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله الزاني لا ينكح الا زانية أو مشركة قال كن نساء في
الجاهلية بغيات فكانت منهن امرأة جميلة تدعى أم مهزول فكان الرجل من فقراء المسلمين يتزوج إحداهن
فتنفق عليه من كسبها فنهى الله ان يتزوجهن أحد من المسلمين * وأخرج عبد بن حميد عن سليمان بن
يسار في قوله الزاني لا ينكح الا زانية أو مشركة قال كن نساء في الجاهلية بغيات فنهى الله المسلمين عن
نكاحهن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطاء قال كانت بغايا في الجاهلية بغايا آل فلان وبغايا آل
فلان فقال الله الزاني لا ينكح الا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها الا زان أو مشرك فاحكم الله ذلك من أمر
الجاهلية بالاسلام قيل له أعن ابن عباس قال نعم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وعبد بن حميد عن
مجاهد في قوله الزاني لا ينكح الا زانية أو مشركة قال رجال كانوا يريدون الزنا بنساء زوان بغايا متعالنات كن
كذلك في الجاهلية قيل لهم هذا حرام فأرادوا نكاحهن فحرم الله عليهم نكاحهن * وأخرج عبد بن حميد
عن مجاهد قال كان في بدء الاسلام قوم يزنون قالوا أفلا نتزوج النساء التي كنا نفجر بهن فأنزل الله الزاني لا ينكح
الا زانية الآية * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن الضحاك الزانية لا ينكحها الا زان أو مشرك قال
انما عنى بذلك الزنا ولم يعن به التزويج * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير الزاني لا ينكح الا
زانية أو مشركة قال لا يزنى حين يزنى الا بزانية مثله أو مشركة * وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة مثله
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في هذه الآية قال الزاني من أهل القبلة
لا يزنى الا بزانية مثله من أهل القبلة أو مشركة من غير أهل القبلة والزانية من أهل القبلة لا تزني الا بزان مثلها
من أهل القبلة أو مشرك من غير أهل القبلة وحرم الزنا على المؤمنين * وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد
قال لما حرم الله الزنا فكان زوان عندهن جمال ومال فقال الناس حين حرم الزنا لننطلقن فلنتزوجهن فأنزل الله في
ذلك الزاني لا ينكح الا زانية الآية * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والنسائي والحاكم وصححه وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه وأبو داود في ناسخه عن عبد الله بن عمر قال كانت امرأة
يقال لها أم مهزول وكانت تسافح الرجل وتشرط ان تنفق عليه فأراد رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم أن يتزوجها فأنزل الله لزانية لا ينكحها الا زان أو مشرك * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي
وحسنه والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي عن
19

عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان رجل يقال له مرثد يحمل الأسارى من مكة حتى يأتي بهم المدينة
وكانت امرأة يقال لها عناق وكانت صديقة له وأنه وجد رجلا من أسارى مكة يحمله قال فجئت حتى انتهيت
إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة فجاءت عناق فأبصرت سواد ظل تحت الحائط فلما انتهت إلى عرفتني
فقالت مرثد فقلت مرثد فقالت مرحبا وأهلا هلم فبت عندنا الليلة قلت يا عناق حرم الله الزنا قالت يا أهل الخيام
هذا الرجل يحمل أسراكم قال فتبعني ثمانية وسلكت الخندمة فانتهيت إلى غار أو كهف فدخلت فجاؤوا حتى
قاموا على رأسي فبالوا وظل بولهم على رأسي ونحاهم الله عنى ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي فحملته حتى قدمت
المدينة فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أنكح عناقا فامسك فلم يرد على شيئا حتى نزلت
الزاني لا ينكح الا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها الا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين فلا تنكحها
* وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن عمر وفي قوله الزاني لا ينكح الا زانية أو مشركة قال كان نساء معلومات
فكان الرجل من فقراء المسلمين يتزوج المرأة منهن لتنفق عليه فنهاهم الله عن ذلك * وأخرج أبو داود
في ناسخه وابن مردويه وابن جرير والبيهقي عن ابن عباس أنها نزلت في بغايا معلنات كن في الجاهلية وكن
زوان مشركان فحرم الله نكاحهن على المؤمنين * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق سعيد مولى ابن عباس قال كنت مع ابن عباس فأتاه رجل فقال
انى كنت أتبع امرأة فأصبت منها ما حرم الله على وقد رزقني الله منها توبة فأردت أن أتزوجها فقال الناس الزاني
لا ينكح الا زانية أو مشركة فقال ابن عباس ليس هذا موضع هذه الآية انما كن نساء بغايا متعالنات يجعلن
على أبوابهن رايات يأتيهن الناس يعرفن بذلك فأنزل الله هذه الآية تزوجها فما كان فيها من اثم فعلى * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن أبي حاتم والبيهقي عن سعيد بن جبير قال كن نساء بغايا في الجاهلية كان الرجل
ينكح المرأة في الاسلام فيصيب منها فحرم ذلك في الاسلام فأنزل الله الزانية لا ينكحها الا زان الآية * وأخرج
أبو داود وابن المنذر وابن عدي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا ينكح الزاني المحدود الا مثله * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن الحسن الزاني لا ينكح الا زانية قال المحدود
لا يتزوج الا محدودة مثله * وأخرج ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور وابن المنذر عن علي ان رجلا تزوج امرأة
ثم انه زنى فأقيم عليه الحد فجاؤوا به إلى على ففرق بينه وبين زوجته وقال له لا تتزوج الا مجلودة مثلك * وأخرج أحمد
والنسائي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة
العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث * وأخرج ابن ماجة عن أنس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من أراد ان يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو
داود وأبو عبيد معا في التاريخ وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن سعيد بن المسيب في هذه الآية
الزاني لا ينكح الا زانية قال يرون ان هذه الآية التي بعدها نسختها وأنكحوا الأيامى منكم فهن من أيامي
المسلمين * قوله تعالى (والذين يرمون المحصنات) * أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير والذين يرمون المحصنات
ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم يعنى الحكام إذا رفع إليهم جلدوا القاذف ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة
أبدا يعنى بعد الجلد ما دام حيا وأولئك هم الفاسقون العاصون فيما قالوه من الكذب * وأخرج أبو داود في
ناسخه وابن المنذر عن ابن عباس والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء الآية ثم استثنى فقال الا الذين
تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فتاب الله عليهم من الفسوق وأما الشهادة فلا تجوز * وأخرج ابن مردويه عن ابن
عباس والذين يرمون المحصنات إلى رحيم فأنزل الله الجلد والتوبة تقبل والشهادة ترد * وأخرج سعيد بن منصور
وابن جرير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال لأبي بكرة ان تبت قبلت شهادتك * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم الا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا قال توبتهم اكذابهم أنفسهم فان
كذبوا أنفسهم قبلت شهادتهم * وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن عباس قال في سورة النور والذين يرمون
المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم واستثنى من ذلك فقال والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم
20

شهداء الا أنفسهم الآية فإذا حلفا فرق بينهما وان لم يحلفا أقيم الحد الجلد أو الرجم * وأخرج ابن المنذر وابن
جرير والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا ثم قال الا الذين تابوا قال فمن تاب وأصلح
فشهادته في كتاب الله تقبل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن المسيب قال شهد على
المغيرة بن شعبة ثلاثة بالزنا ونكل زياد فحد عمر الثلاثة وقال لهم توبوا تقبل شهادتكم فتاب رجلان ولم يتب
أبو بكرة فكان لا تقبل شهادته وكان أبو بكرة أخا زياد لامه فلما كان من أمر زياد ما كان حلف أبو بكرة ان
لا يكلمه أبدا فلم يكلمه حتى مات * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء في الآية قال إذا تاب
القاذف وأكذب نفسه قبلت شهادته * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي والزهري وطاوس ومسروق قالوا
إذا تاب القاذف قبلت شهادته وتوبته ان يكذب نفسه * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب والحسن قالا
القاذف إذا تاب فتوبته فيما بينه وبين الله ولا تجوز شهادته * وأخرج عبد بن حميد عن مكحول في القاذف
إذا تاب لم تقبل شهادته * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين قال القاذف إذا تاب فإنما توبته فيما بينه وبين
الله فاما شهادته فلا تجوز أبدا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال لا شهادة له * وأخرج سعيد بن منصور
وعبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال توبته فيما بينه وبين ربه من العذاب العظيم ولا تقبل شهادته
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا قال كان
الحسن يقول لا تقبل شهادة القاذف أبدا توبته فيما بينه وبين الله * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير
وابن المنذر عن ابن جريج قال كل صاحب حد تجوز شهادته الا القاذف فان توبته فيما بينه وبين ربه * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم قال لا تقبل للقاذف شهادة توبته بينه وبين ربه
* وأخرج عبد بن حميد عن عيسى بن عاصم قال كان أبو بكرة إذا جاءه رجل يشهده قال أشهد غيري فان المسلمين
قد فسقوني * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب قال شهدت عمر بن الخطاب حين جلد قذفة المغيرة
ابن شعبة منهم أبو بكرة وماتع وشبل ثم دعا أبا بكرة فقال إن تكذب نفسك تجز شهادتك فأبى أن يكذب نفسه ولم
يكن عمر يجيز شهادتهما حتى هلكا فذلك قوله الا الذين تابوا وتوبتهم اكذابهم أنفسهم * وأخرج عبد الرزاق
عن عمرو بن شعيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى الله ورسوله أن لا تقبل شهادة ثلاثة ولا اثنين
ولا واحد على الزنا ويجلدون ثمانين ثمانين ولا تقبل لهم شهادة أبدا حتى يتبين للمسلمين منهم توبة نصوح واصلاح
* وأخرج عبد بن حميد عن جعفر بن برقان قال سالت ميمون بن مهران عن هذه الآية والذين يرمون المحصنات
إلى قوله الا الذين تابوا فجعل الله فيها توبته وقال في آية أخرى ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا
في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم فقال أما الأولى فعسى أن تكون قارفت وأما الأخرى فهي التي لم تقارف
شيئا من ذلك * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال لما كان زمن العهد الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبين أهله مكة جعلت المرأة تخرج من أهل مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرة في طلب الاسلام فقال
المشركون انما انطلقت في طلب الرجال فأنزل الله والذين يرمون المحصنات إلى آخر الآية * وأخرج عبد الرزاق
عن الحسن قال الزنا أشد من القذف والقذف أشد من الشرب * وأخرج عبد الرزاق عن عطاء قال جلد الزاني
أشد من جلد الفرية والخمر وجلد الفرية والخمر فوق الحد والله تعالى أعلم * قوله تعالى (والذين يرمون
أزواجهم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن عاصم بن عدي قال لما نزلت والذين يرمون المحصنات
ثم لم يأتوا بأربعة شهداء الآية قلت يا رسول الله إلى أن يأتي الرجل بأربعة شهداء قد خرج الرجل فلم ألبث الا أياما
فإذا ابن عم لي معه امرأته ومعها ابن وهي تقول منك وهو يقول ليس منى فنزلت آية اللعان قال عاصم فانا أول من
تكلم وأول من ابتلى به * وأخرج أحمد وعبد الرزاق والطيالسي وعبد بن حميد وأبو داود وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة
شهداء الآية قال سعد بن عبادة وهو سيد الأنصار أهكذا أنزلت يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا معشر الأنصار ألا تسمعون ما يقول سيدكم فقالوا يا رسول الله لا تلمه فإنه رجل غيور والله ما تزوج امرأة قط الا
21

بكرا وما طلق امرأة قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيرته فقال سعد يا رسول الله انى لا علم أنها
حق وانها من الله ولكني تعجبت انى لو وجدت لكاعا قد تفخذها رجل لم يكن لي ان أهيجه ولا أحركه حتى آتي
بأربعة شهداء فوالله لا آتي بهم حتى يقضى حاجته قال فما لبثوا الا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية وهو أحد الثلاثة
الذين تيب عليهم فجاء من أرضه عشاء فدخل على امرأته فوجد عندها رجلا فرأى بعينه وسمع بأذنيه فلم يهجه
حتى أصبح فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى جئت أهلي عشاء فوجدت عندها رجلا
فرأيت بعيني وسمعت بإذني فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به واشتد به واجتمعت الأنصار فقالوا قد
ابتلينا بما قال سعد بن عبادة الآن فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلال بن أمية وأبطل شهادته في المسلمين
فقال هلال والله انى لأرجو أن يجعل الله لي منها مخرجا فقال يا رسول الله انى قد أرى ما اشتد عليك مما جئت به
والله يعلم انى لصادق وان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يأمر بضربه إذ نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الوحي وكان إذا نزل عليه الوحي عرفوا ذلك في تربد جلده فأمسكوا عنه حتى فرغ من الوحي فنزلت والذين يرمون
أزواجهم ولم يكن لهم الآية فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فقال ابشر يا هلال قد جعل الله لك
فرجا ومخرجا فقال هلال قد كنت أرجو ذلك من ربى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلوا إليها فجاءت
فتلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما وذكرهما وأخبرهما أن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا فقال
هلال والله يا رسول الله لقد صدقت عليها فقالت كذب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعنوا بينهما فقيل لهلال
اشهد فشهد أربع شهادات بالله انه لمن الصادقين فلما كان في الخامسة قيل لهلال فان عذاب الدنيا أهون من
عذاب الآخرة وان هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب فقال والله لا يعذبني الله عليها كما لم يجلدني عليها فشهد
في الخامسة ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ثم قيل لها اشهدي فشهدت أربع شهادات بالله انه لمن
الكاذبين فلما كان في الخامسة قيل لها اتقى الله فان عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة وان هذه الموجبة التي
توجب عليك العذاب فتلكأت ساعة فقالت والله لا أفضح قومي فشهدت في الخامسة أن غضب الله عليها ان كان
من الصادقين ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما وقضى انه لا يدعى لأب ولا يرمى ولدها من أجل الشهادات
الخمس وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ليس لها قوت ولا سكنى ولا عدة من أجل انهما تفرقا من غير طلاق
ولا متوفى عنها * وأخرج البخاري والترمذي وابن ماجة عن ابن عباس ان هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي
صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم البينة أو حد في ظهرك فقال يا رسول الله
إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول البينة والا حد في
ظهرك فقال هلال والذي بعثك بالحق انى لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد فنزل جبريل فأنزل الله
عليه والذين يرمون أزواجهم حتى بلغ ان كان من الصادقين فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليهما فجاء
هلال يشهد والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب ثم قامت فشهدت فلما
كانت عند الخامسة وقفوها وقالوا انها موجبة فتلكأت ونكصت حتى ظننا انها ترجع ثم قالت لا أفضح قومي
سائر اليوم فمضت فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبصروها فان جاءت به أكحل العينين سابغ الأليتين خدلج
الساقين فهو لشريك بن سحماء فجاءت به كذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لولا ما مضى من كتاب الله لكان
لي ولها شان * وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فرمى امرأته برجل فكره ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل يردده حتى أنزل الله والذين يرمون
أزواجهم ولم يكن لهم شهداء الا أنفسهم حتى فرغ من الآيتين فأرسل إليهما فدعاهما فقال إن الله قد أنزل فيكما
فدعا الرجل فقرأ عليه فشهد أربع شهادات بالله انه لمن الصادقين ثم أمر به فامسك على فيه فوعظه فقال له كل شئ
أهون عليك من لعنة الله ثم أرسله فقال لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ثم دعا بها فقرأ عليها فشهدت أربع
شهادات بالله انه لمن الكاذبين ثم أمر بها فامسك على فيها فوعظها وقال ويحك كل شئ أهون عليك من غضب
الله ثم أرسلت فقالت غضب الله عليها ان كان من الصادقين * وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه من طريق
22

سعيد بن جبير عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن امرأتي زنت وسكت رسول الله
صلى الله عليه وسلم كأنه منكس في الأرض ثم رفع رأسه فقال قد أنزل الله فيك وفي صاحبتك فائت بها فجاءت فقال
قم فاشهد أربع شهادات فقام فشهد أربع شهادات بالله انه لمن الصادقين فقال له ويلك أو ويحك انها موجبة
فشهد الخامسة ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ثم قامت امرأته فشهدت أربع شهادات بالله انه لمن
الكاذبين ثم قال ويلك أو ويحك انها موجبة فشهدت الخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين ثم قال له
اذهب فلا سبيل لك عليها فقال يا رسول الله مالي قال لا مال لك ان كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها
وان كنت كذبت عليها فذاك أبعد لك منها * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير
وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال سألت عن المتلاعنين أيفرق بينهما فقال سبحان الله نعم ان أول من سأل عن
ذلك فلان بن فلان قال يا رسول الله أرأيت الرجل يرى امرأته على فاحشة فان تكلم تكلم بأمر عظيم وان سكت
سكت على مثل ذلك فسكت فلم يجبه فلما كان بعد ذلك أتاه فقال إن الذي سألتك عنه قد ابتليت به فأنزل الله هذه
الآية في سورة النور والذين يرمون أزواجهم حتى بلغ ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين فبدأ بالرجل
فوعظه وذكره وأخبره ان عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فقال والذي بعثك بالحق ما كذبتك ثم ثنى
بالمرأة فوعظها وذكرها وأخبرها ان عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فقالت والذي بعثك بالحق انه لكاذب
فبدأ بالرجل فشهد أربع شهادات بالله انه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ثم ثنى
بالمرأة فشهدت أربع شهادات بالله انه لمن الكاذبين والخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين
* وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وعبد بن حميد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان وابن جرير وابن المنذر وابن
مردويه عن ابن عمر قال كنا جلوسا عشية الجمعة في المسجد فجاء رجل من الأنصار فقال أحدنا إذا رأى مع امرأته
رجلا فقتله قتلتموه وان تكلم جلدتموه وان سكت سكت على غيظ والله لئن أصبحت صالحا سألن رسول الله صلى
الله عليه وسلم فسأله فقال يا رسول الله أحدنا إذا رأى مع امرأته رجلا فقتله قتلتموه وان تكلم جلدتموه وان
سكت سكت على غيظ اللهم احكم فنزلت آية اللعان فكان ذلك الرجل أول من ابتلى به * وأخرج عبد الرزاق
وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن
سهل بن سعد قال جاء عويمر إلى عاصم بن عدي فقال سل رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت رجلا وجد مع
امرأته رجلا فقتله أيقتل به أم كيف يصنع فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم المسائل فلقيه عويمر فقال ما صنعت فقال إنك لم تأتني بخير سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاب المسائل
فقال والله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأسألنه فاتاه فوجده قد أنزل عليه فدعا بهما فلاعن بينهما قال
عويمر ان انطلق بها يا رسول الله لقد كذبت عليها ففارقها قبل ان يخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم فصارت سنة
المتلاعنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصروها فان جاءت به أسحم أدعج العينين عظيم الأليتين فلا أراه
الا قد صدق وان جاءت به أحمر كأنه وحرة فلا أراه الا كاذبا فجاءت به على النعت المكروه * وأخرج أبو يعلى وابن
مردويه عن أنس قال لأول لعان كان في الاسلام ان شريك بن سحماء رماه هلال بن أمية بامرأته فرفعته إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة شهود والا فحد في ظهرك فقال يا رسول الله
ان الله ليعلم انى لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الجلد فأنزل الله آية اللعان والذين يرمون أزواجهم إلى
آخر الآية فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال اشهد بالله انك لمن الصادقين فيما رميتها به من الزنا فشهد بذلك
أربع شهادات بالله ثم قال له في الخامسة لعنة الله عليك ان كنت من الكاذبين فيما رميتها به من الزنا ففعل ثم
دعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قومي فاشهدي بالله انه لمن الكاذبين فيما رماك به من الزنا فشهدت بذلك
أربع شهادات ثم قال لها في الخامسة وغضب الله عليك ان كان من الصادقين فيما رماك به من الزنا قال فلما كان
في الرابعة أو الخامسة سكتت سكتة حتى ظنوا انها ستعترف ثم قالت لا أفضح قومي سائر اليوم فمضت على القول
ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما وقال انظروا فان جاءت به جعدا أخمش الساقين فهو لشريك بن سحماء
23

وان جاءت به أبيض سبطا قصير العينين فهو لهلال بن أمية فجاءت به آدم جعدا أخمش الساقين فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لولا ما نزل فيهما من كتاب الله لكان لي ولها شأن * وأخرج النسائي وابن مردويه عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده ان رجلا من الأنصار من بنى زريق قذف امرأته فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فرد ذلك
عليه أربع مرات فأنزل الله آية الملاعنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين السائل قد نزل من الله أمر عظيم
فأبى الرجل الا ان يلاعنها وأبت الا تدرأ عن نفسها العذاب فتلاعنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما تجئ به
أصفر أخمش مفتول العظام فهو للملاعن واما تجئ به أسود كالجمل الأورق فهو لغيره فجاءت به أسود كالجمل
الأورق فدعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعله لعصبة أمه وقال لولا الآيات التي مضت لكان فيه كذا وكذا
* وأخرج البزار عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر لو رأيت مع أم رومان رجلا
ما كنت فاعلا به قال كنت والله فاعلا به شرا قال فأنت يا عمر قال كنت والله قاتله فنزلت والذين يرمون أزواجهم
الآية قلت رجال اسناده ثقات الا ان البزار كان يحدث من حفظه فيخطئ وقد أخرجه ابن مردويه والديلمي من
هذا الطريق وزاد بعد قوله كنت قاتله قال فأنت يا سهيل بن بيضاء قال كنت أقول لعن الله الأبعد فهو خبيث
ولعن الله البعدى فهي خبيثة ولعن الله أول الثلاثة أخبر بهذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تأولت القرآن
يا ابن بيضاء والذين يرمون أزواجهم وهذا أصح من قول البزار فنزلت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن
زيد بن نفيع ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر أرأيت لو وجدت مع أهلك رجلا كيف كنت صانعا قال إذا
لقتلته ثم قال لعمر فقال مثل ذلك فتتابع القوم على قول أبى بكر وعمر ثم قال لسهيل بن البيضاء قال كنت أقول
لعنك الله فأنت خبيثة ولعنك الله فأنت خبيث ولعن الله أول الثلاثة منا يخرج هذا الحديث فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم تأولت القرآن يا ابن البيضاء لو قتله قتل به ولو قذفه جلد ولو قذفها لاعنها * وأخرج ابن أبي حاتم عن
سعيد بن جبير في قوله والذين يرمون أزواجهم قال هو الرجل يرمى زوجته بالزنا ولم يكن لهم شهداء الا أنفسهم
يعنى ليس للرجل شهداء غيره ان امرأته قد زنت فرفع ذلك إلى الحكام فشهادة أحدهم يعنى الزوج يقوم بعد
الصلاة في المسجد فيحلف أربع شهادات بالله ويقول أشهد بالله الذي لا اله الا هو أن فلانة يعنى امرأته زانية
والخامسة ان لعنة الله عليه يعنى على نفسه ان كان من الكاذبين في قوله ويدرأ يدفع الحكام عن المرأة العذاب يعنى
الحد ان تشهد أربع شهادات بالله انه يعنى زوجها لمن الكاذبين فتقوم المرأة مقام زوجها فتقول أربع مرات
أشهد بالله الذي لا اله الا هو انى لست بزانية وان زوجي لمن الكاذبين والخامسة ان غضب الله عليها يعنى على
نفسها ان كان زوجها من الصادقين * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة والخامسة ان لعنة الله عليه ان كان من
الكاذبين قال فان هي اعترفت رجمت وان هي أبت يدرأ عنها العذاب قال عذاب الدنيا ان تشهد أربع شهادات
بالله انه لمن الكاذبين والخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين ثم يفرق بينهما وتعتد عدة المطلقة
* وأخرج عبد الرزاق عن عمر بن الخطاب قال لا يجتمع المتلاعنان أبدا * وأخرج عبد الرزاق عن علي وابن
مسعود مثله * وأخرج عبد الرزاق عن الشعبي قال اللعان أعظم من الرجم * وأخرج عبد الرزاق عن سعيد بن
المسيب قال وجبت اللعنة على أكذبهما * وأخرج البزار عن جابر قال ما نزلت آية التلاعن الا لكثرة السؤال
* وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة قال لما نزلت هذه الآية قال سعد بن عبادة انى لو رأيت
أهلي ومعها رجل انتظر حتى آتي بأربعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال والذي بعثك بالحق لو رأيته
لعاجلته بالسيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار اسمعوا ما يقول سيدكم ان سعد الغيور وأنا
أغير منه والله أغير منى * وأخرج ابن ماجة وابن حبان والحاكم وابن مردويه عن أبي هريرة انه سمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول حين نزلت آية الملاعنة أيما امرأة أدخلت على قوم ما ليس منهم فليست من الله في
شئ ولن يدخلها الله جنته وأيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله منه يوم القيامة وفضحه على رؤس
الأولين والآخرين * قوله تعالى (ان الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم) الآيات * أخرج عبد الرزاق وأحمد
والبخاري وعبد بن حميد ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن عائشة
24

قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج إلى سفر أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج
بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه قالت عائشة فاقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي فخرجت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعدما نزل الحجاب وانا أحمل في هودجي وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم
من غزوته تلك وقفل فدنونا من المدينة قافلين آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت
الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه
واقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت اركب وهم يحسبون أنى فيه
وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم انما تأكل المرأة العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين
رفعوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الحمل فساروا فوجدت عقدي بعدما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس
بها داع ولا مجيب فيممت منزلي الذي كنت به فظننت انهم سيفقدوني فيرجعون إلى فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني
عيني فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد انسان
نائم فأتاني فعرفني حين رآني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي
والله ما كلمني كلمة واحدة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطئ على يديها فركبتها فانطلق
يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد أن نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك في من هلك وكان الذي تولى الإفك
عبد الله بن أبي ابن سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهر أو الناس يفيضون في قول أصحاب الإفك
لا أشعر بشئ من ذلك وهو يريبني في وجعي أنى لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي
كنت أرى منه حين أشتكي انما يدخل على فيسلم ثم يقول كيف تيكم ثم ينصرف فذاك الذي يريبني ولا أشعر
بالشر حتى خرجت بعدما نقهت وخرجت معي أم مسطح قبل المناصع وهي متبرزنا وكنا لا نخرج الا ليلا إلى ليل
وذلك قبل ان نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في التبرز قبل الغائط فكنا نتأذى بالكنف
ان نتخذها عند بيوتنا فانطلقت انا وأم مسطح فأقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتي قد أشرعنا من ثيابنا فعثرت أم مسطح
في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا قالت أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال قلت
وما قال فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا على مرضى فلما رجعت إلى بيتي دخل على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فسلم ثم قال كيف تيكم فقلت أتأذن لي ان آتي أبوى قالت وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما قالت
فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت لأبوي فقلت لأمي يا أمتاه ما يتحدث الناس قالت يا بنية هوني عليك فوالله
لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر الا أكثرن عليها فقلت سبحان الله ولقد تحدث الناس بهذا
فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا اكتحل بنوم ثم أصبحت أبكى ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على
ابن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله فاما أسامة فأشار على رسول الله صلى
الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم لهم في نفسه من لود فقال يا رسول الله أهلك ولا نعلم الا خيرا وأما
علي بن أبي طالب فقال يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وان تسأل الجارية تصدقك فدعا رسول
الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال أي بريرة هل رأيت شيئا يريبك قالت بريرة لا والذي بعثك بالحق ان رأيت عليها
أمرا أغمصه أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله فقام رسول الله صلى
الله عليه وسلم فاستعذر يومئذ من عبد الله بن أبي فقال وهو على المنبر يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل بلغني
أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلي الا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه الا خيرا وما كان يدخل على أهلي
الا معي فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال يا رسول الله أنا أعذرك منه ان كان من الأوس ضربت عنقه وان كان
من إخواننا من بنى الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا
ولكن احتملته الحمية فقال لسعد كذبت لعمر الله ما تقتله ولا تقدر على قتله فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد
فقال أسعد بن عبادة كذبت لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين فتثاور الحيان الأوس والخزرج حتى هموا
ان يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا
25

وسكت فبكيت يومى ذلك فلا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم فأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوما لا أكتحل
بنوم ولا يرقأ لي دمع وأبواي يظنان ان البكاء فالق كبدي فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي فاستأذنت على امرأة
من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس ولم
يجلس عندي منذ قيل في ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشئ فتشهد حين جلس ثم قال أما بعد
يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا فان كنت بريئة فسيبرئك الله وان كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي
إليه فان العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى
ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أحب عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله ما أدرى ما أقول لرسول الله صلى الله
عليه وسلم فقلت لأمي أجيبي عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت والله ما أدرى ما أقول لرسول الله صلى الله عليه
وسلم فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن انى والله لقد علمت أنكم سمعتم هذا الحديث حتى
استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم انى بريئة والله يعلم انى بريئة لا تصدقوني ولئن اعترفت لكم بأمر والله
يعلم أنى منه بريئة لتصدقني والله لا أجد لي ولكم مثلا الا قول أبى يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ثم
تحولت فاضطجعت على فراشي وأنا حينئذ أعلم انى بريئة وان الله مبرئي ببراءتي ولكن والله ما كنت أظن أن الله
منزل في شأني وحيا يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى ولكن كنت أرجو أن يرى
رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا يبرئني الله بها قالت فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج
أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه فاخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي حتى أنه ليتحدر منه مثل الجمان من
العرق وهو في يوم شات من ثقل القول الذي أنزل عليه فلما سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سرى عنه وهو
يضحك فكان أول كلمة تكلم بها ان قال أبشري يا عائشة اما الله فقد برأك فقالت أمي قومي إليه فقلت والله لا أقوم
إليه ولا أحمد الا الله الذي أنزل براءتي وأنزل الله ان الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم العشر الآيات كلها فلما أنزل
الله هذا في براءتي قال أبو بكر وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا
بعد الذي قال لعائشة ما قال فأنزل الله ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة يؤتوا أولى القربى والمساكين إلى قوله
رحيم قال أبو بكر والله انى أحب ان يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال والله لا أنزعها
منه أبدا قالت عائشة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسال زينب ابنة جحش عن أمرى فقال يا زينب ماذا علمت
أو رأيت فقالت يا رسول الله أحمى سمعي وبصرى ما علمت الا خيرا قالت وهي التي كانت تساميني من أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك
* وأخرج البخاري والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عائشة قالت لما ذكر من شأني الذي
ذكر وما علمت به قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطيبا فتشهد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أشيروا على
في أناس أنبوا أهلي وأيم الله ما علمت على أهلي من سوء وأنبوهم بمن والله ما علمت عليه من سوء قط ولا يدخل بيتي قط
الا وأنا حاضر ولا غبت في سفر الا غاب معي فقام سعد بن معاذ فقال ائذن لي يا رسول الله ان تضرب أعناقهم وقام
رجل من بنى الخزرج وكانت أم حسان بن ثابت من رهط ذلك الرجل فقال كذبت أما والله لو كانوا من الأوس
ما أحببت ان تضرب أعناقهم حتى كاد ان يكون بين الأوس والخزرج شر في المسجد وما علمت فلما كان مساه
ذلك اليوم خرجت لبعض حاجتي ومعي أم مسطح فعثرت فقالت تعس مسطح فقلت أي أم تسبين ابنك فسكتت
ثم عثرت الثانية فقالت تعس مسطح فقلت لها أي أم تسبين ابنك ثم عثرت الثالثة فقالت تعس مسطح فانتهرتها
فقالت والله لم أسبه الا فيك فقلت في أي شأني فقرت لي الحديث فقلت وقد كان هذا قالت نعم والله فرجعت إلى بيتي
كان الذي خرجت له لا أجد منه قليلا ولا كثيرا ووعكت فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إلى بيت أبى
فأرسل معي الغلام فدخلت الدار فوجدت أم رومان في السفل وأبا بكر فوق البيت يقرأ فقالت أمي ما جاء بك يا بنية
فأخبرتها أو ذكرت لها الحديث وإذا هو لم يبلغ منها مثل ما بلغ منى فقالت يا بنية خففي عليك الشأن فإنه والله لقلما
كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر الا حسدنها وقيل فيها قلت وقد علم به أبى قالت نعم قلت ورسول
26

الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم فاستعبرت وبكيت فسمع أبو بكر صوتي وهو فوق البيت يقرأ فنزل فقال لأمي
ما شانها قالت بلغها الذي ذكر من شانها ففاضت عيناه فقال أقسمت عليك أي بنية الا رجعت إلى بيتك فرجعت
ولقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فسال عنى خادمي فقالت لا والله ما علمت عليها عيبا الا انها كانت ترقد
حتى تدخل الشاة فتأكل خميرها أو عجينها وانتهرها بعض أصحابه فقال اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
أسقطوا لها به فقالت سبحان الله ما علمت عليها لا ما يعلم الصائغ على تبر الذهب الأحمر فبلغ إلى ذلك الرجل الذي
قيل له فقال سبحان الله والله ما كشفت كنف أنثى قط قالت فقتل شهيدا في سبيل الله قالت وأصبح أبواي عندي
فلم يزالا حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صلى العصر ثم دخل وقد اكتنفني أبواي عن يميني وشمالي
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا عائشة ان كنت قارفت سوأ أو ظلمت فتوبي إلى الله فان الله يقبل التوبة عن
عباده قالت وقد جاءت امرأة من الأنصار فهي جالسة بالباب فقلت ألا تستحي من هذه المرأة ان تذكر شيئا فوعظ
رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت إلى أبى فقلت أجبه قال ماذا أقول فالتقت إلى أمي فقلت أجيبيه قالت أقول
ماذا فلما لم يجيباه تشهدت فحمدت الله وأثنيت عليه ثم قلت أما بعد فوالله لئن قلت لكم انى لم أفعل والله يشهد انى
لصادقة ما ذاك بنافعي عندكم وقد تكلمتم به وأشربته قلوبكم وان قلت انى فعلت والله يعلم انى لم أفعل لتقولن قد
باءت به على نفسها وإني والله لا أجد لي ولكم مثلا والتمست اسم يعقوب فلم أقدر عليه الا أبا يوسف حين قال فصبر
جميل والله المستعان على ما تصفون وأنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ساعته فسكتنا فرفع عنه وإني لأتبين
السرور في وجهه وهو يمسح جبينه ويقول أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك قالت وقد كنت أشد مما كنت
غضبا فقال لي أبواي قومي إليه فقلت والله لا أقوم إليه ولا أحمده ولكن أحمد الله الذي أنزل براءتي لقد سمعتموه
فما أنكرتموه ولا غيرتموه وكانت عائشة تقول أما زينب ابنة جحش فعصمها الله بدينها فلم تقل الا خيرا وأما أختها
حمنة فهلكت فيمن هلك وكان الذي تكلم فيها مسطح وحسان بن ثابت والمنافق عبد الله بن أبي وهو الذي كان
يستوشيه ويجمعه وهو الذي كان تولى كبرء منهم هو وحمنة قالت فحلف أبو بكر ان لا ينفع مسطحا بنافعة أبدا فأنزل
الله ولا يأتل أولو الفضل منكم إلى آخر الآية يعنى أبا بكر والسعة ان يؤتوا أولى القربى والمساكين يعنى مسطحا
إلى قوله الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم قال أبو بكر بلى والله انا نحب ان يغفر الله لنا وعاد له كما كان
يصنع * وأخرج أحمد والبخاري وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن مردويه عن أم رومان قالت بينا أنا عند
عائشة إذ دخلت عليها امرأة فقالت فعل الله بابنها وفعل فقالت عائشة ولم قالت إنه كان فيمن حدث الحديث قالت
عائشة وأي حديث قالت كذا وكذا قلت وقد بلغ ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم قلت وأبا بكر قلت
نعم فخرت عائشة مغشيا عليها فما أفاقت الا وعليها حمى بنافض فقمت فزبرتها وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال
ما شان هذه قلت يا رسول الله أخذتها حمى بنافض قال فلعله من حديث تحدث به قالت واستوت عائشة قاعدة
فقالت والله لئن حلفت لا تصدقوني ولئن اعتذرت إليكم لا تعذروني فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه والله
المستعان على ما تصفون وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عذرها فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم
معه أبو بكر فدخل فقال يا عائشة ان الله قد انزل عذرك فقالت بحمد الله لا بحمدك فقال لها أبو بكر أتقولين هذا
لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم قالت وكان فيمن حدث الحديث رجل كان يعوله أبو بكر فحلف أبو بكر ان
لا يصله فأنزل الله ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة إلى آخر الآية قال أبو بكر بلى فوصله * وأخرج البزار وابن
مردويه بسند حسن عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأصاب
عائشة القرعة في غزوة بنى المصطلق فلما كان في جوف الليل انطلقت عائشة لحاجة فانحلت قلادتها فذهبت
في طلبها وكان مسطح يتيما لأبي بكر وفي عياله فلما رجعت عائشة لم تر العسكر وكان صفوان بن المعطل السلمي
يتخلف عن الناس فيصيب القدح والجراب والإداوة فيحمله فنظر فإذا عائشة فغطى وجهه عنها ثم أدنى
بعيره منها فانتهى إلى العسكر فقالوا قولا وقالوا فيه قال ثم ذكر الحديث حتى انتهى وكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يجئ فيقوم على الباب فيقول كيف تيكم حتى جاء يوما فقال أبشري يا عائشة قد انزل الله عذرك فقالت
27

بحمد الله لا يحمدك وأنزل في ذلك عشر آيات ان الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم فحد رسول الله صلى الله عليه وسلم
مسطحا وحنة وحسان * وأخرج ابن مردويه بسنده عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر
جاء ببعض نسائه وسافر بعائشة وكان لها هودج وكان الهودج له رجال يحملونه ويضعونه فعرس رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأصحابه وخرجت عائشة للحاجة فباعدت فلم يعلم بها فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم والناس قد
ارتحلوا وجاء الذين يحملون الهودج فحملوه فلم يعلموا الا انها فيه فساروا وأقبلت عائشة فوجدت النبي صلى الله
عليه وسلم والناس قد ارتحلوا فجلست مكانها فاستيقظ رجل من الأنصار يقال له صفوان بن معطل وكان لا يقرب
النساء فتقرب منها ومعه بعير له فلما رآها وكان قد عرفها وهي صغيرة قال أم المؤمنين ولوى وجهه وحملها ثم أخذ
بخطام الجمل وأقبل يقوده حتى لحق الناس والنبي صلى الله عليه وسلم قد نزل وفقد عائشة فأكثروا القول وبلغ
ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فشق عليه حتى اعتزلها واستشار فيها زيد بن ثابت وغيره فقال يا رسول الله دعها
لعل الله ان يحدث أمره فيها فقال علي بن أبي طالب النساء كثير وخرجت عائشة ليلة تمشى في نساء فعثرت
أم مسطح فقالت تعس مسطح قالت عائشة بئس ما قلت فقالت انك لا تدرى ما يقول فأخبرتها فسقطت عائشة
مغشيا عليها ثم أنزل الله ان الذين جاؤوا بالإفك الآيات وكان أبو بكر يعطى مسطحا ويصله ويبره فحلف أبو بكر
لا يعطيه فنزل ولا يأتل أولوا الفضل منكم الآية فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيها ويبشرها فجاء أبو
بكر فأخبرها بعذرها وما أنزل الله فيها فقالت بحمد الله لا بحمدك ولا بحمد صاحبك * وأخرج الطبراني وابن
مردويه بسنده عن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ثلاثا فمن أصابته
القرعة خرج بها معه فلما غزا بنى المصطلق أقرع بينهن فأصابت عائشة وأم سلمة فخرج بهما معه فلما كانوا في
بعض الطريق مال رحل أم سلمة فانا خوا بعيرها ليصلحوا رحلها وكانت عائشة تريد قضاء حاجة فلما أبركوا إبلهم
قالت عائشة فقلت في نفسي إلى ما يصلح رحل أم سلمة أقضى حاجتي قال فنزلت من الهودج ولم يعلموا بنزولي
فاتيت خربة فانقطعت قلادتي فاحتسبت في جمعها ونظامها وبعث القوم إبلهم ومضوا وظنوا انى في الهودج
فخرجت ولم أر أحدا فاتبعتهم حتى أعييت فقلت في نفسي ان القوم سيفقدوني ويرجعون في طلبي فقمت
على بعض الطريق فربى صفوان بن المعطل وكان سال النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعله على الساقة فجعله
وكان إذا رحل الناس قام يصلى ثم اتبعهم فما سقط منهم من شئ حمله حتى يأتي به أصحابه قالت عائشة فلما مر بي
ظن انى رجل فقال يا نومان قم فان الناس قد مضوا فقلت انى لست رجلا انا عائشة قال انا لله وانا إليه راجعون ثم
أناخ بعيره فعقل يديه ثم ولى عنى فقال يا أمه قومي فاركبي فإذا ركبت فآذنيني قالت فركبت فجاء حتى حل العقال
ثم بعث جمله فاخذ بخطام الجمل قال عمر فما كلمها كلاما حتى أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الله بن
أبى ابن سلول للناس فجر بها ورب الكعبة وأعانه على ذلك حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة وشاع ذلك
في العسكر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فكان في قلب النبي صلى الله عليه وسلم مما قالوا حتى رجعوا إلى
المدينة وأشاع عبد الله بن أبي هذا الحديث في المدينة واشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة
فدخلت ذات يوم أم مسطح فرأتني وأنا أريد المذهب فحملت معي السطل وفيه ماء فوقع السطل منها فقالت تعس
مسطح قالت لها عائشة سبحان الله تسبين رجلا من أهل بدر وهو ابنك قالت لها أم مسطح انه سال بك السيل وأنت
لا تدرين وأخبرتها بالخبر قالت فلما أخبرتني أخذتني الحمى بنافض مما كان ولم أجد المذهب قالت عائشة وقد كنت
أرى من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك جفوة ولم أدر من أي شئ هو فلما حدثتني أم مسطح علمت أن جفوة رسول
الله صلى الله عليه وسلم من ذاك فلما دخل على قلت أتأذن لي ان اذهب إلى أهلي قال اذهبي فخرجت عائشة حتى أتت
أباها فقال لها مالك قلت أخرجني رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيته قال لها أبو بكر فأخرجك رسول الله صلى الله
عليه وسلم من بيته وآويك انا والله لا آويك حتى يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان يؤويها فقال لها أبو بكر والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية قط فكيف وقد أعزنا الله بالاسلام فبكت عائشة
وأمها أم رومان وأبو بكر وعبد الرحمن وبكى معهم أهل الدار وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر فحمد
28

الله وأثنى عليه فقال أيها الناس من يعذرني ممن يؤذيني فقام إليه سعد بن معاذ فسل سيفه وقال يا رسول الله انا
أعذرك منه ان يكن من الأوس أتيتك برأسه وان يكن من الخزرج أمرتنا بأمرك فيه فقام سعد بن عبادة فقال
كذبت والله ما تقدر على قتله انما طلبتنا بذحول كانت بيننا وبينكم في الجاهلية فقال هذا يا للأوس وقال هذا
يا للخزرج فاضطربوا بالنعال والحجارة فتلاطموا فقام أسيد بن حضير فقال فيم الكلام هذا رسول الله يأمرنا بأمره
فنفعله عن رغم أنف من رغم ونزل جبريل وهو على المنبر فلما سرى عنه تلا عليهم ما نزل به جبريل وان طائفتان
من المؤمنين اقتتلوا إلى آخر الآيات فصاح الناس رضينا بمال أنزل الله وقام بعضهم إلى بعض وتلازموا وتصايحوا
فنزل النبي صلى الله عليه وسلم عن المنبر وأبطأ الوحي في عائشة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب
وأسامة بن زيد وبريرة وكان إذا أراد أن يستشير في أمر أهله لم يعد عليا وأسامة بن زيد بعد موت أبيه زيد فقال لعلى
ما تقول في عائشة فقد أهمنى ما قال الناس قال يا رسول الله قد قال الناس وقد حل لك طلاقها وقال لأسامة ما تقول
أنت قال سبحان الله ما يحل لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم فقال لبريرة ما تقولين يا بريرة قالت والله
يا رسول الله ما علمت على أهلك الا خيرا الا انها امرأة نؤم تنام حتى تجئ الداجن فتأكل عجينها وان كان شئ
من هدا ليخبرنك الله فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى منزل أبى بكر فدخل عليها فقال يا عائشة ان كنت فعلت
هذا الامر فقولي لي حتى أستغفر الله فقالت والله لا أستغفر الله منه أبدا ان كنت قد فعلته فلا غفر الله لي وما
أجد مثلي ومثلكم الا مثل أبى يوسف اذهب اسم يعقوب من الأسف قال انما أشكوا بثي وحزني إلى الله وأعلم من
الله ما لا تعلمون فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمها إذ نزل جبريل بالوحي فأخذت النبي صلى الله عليه وسلم
نعسة فسرى وهو يتبسم فقال يا عائشة ان الله قد أنزل عذرك فقالت بحمد الله لا بحمدك فتلا عليها سورة النور
إلى الموضع الذي انتهى إليه عذرها وبراءتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قومي إلى البيت فقامت وخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فدعا أبا عبيدة بن الجراح فجمع الناس ثم تلا عليهم ما أنزل الله من البراءة
لعائشة وبعث إلى عبد الله بن أبي فجئ به فضربه النبي صلى الله عليه وسلم حدين وبعث إلى حسان ومسطح
وحمنة فضربوا ضربا وجيعا ووجئ في رقابهم قال ابن عمر انما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي
حدين لأنه من قذف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعليه حدان فبعث أبو بكر إلى مسطح لأوصلتك بدرهم
أبدا ولا عطفت عليك بخير أبدا ثم طرده أبو بكر وأخرجه من منزله ونزل القرآن ولا يأتل أولو الفضل منكم إلى آخر
الآية فقال أبو بكر أما إذ نزل القرآن يأمرني فيك لأضاعفن لك وكانت امرأة عبد الله بن أبي منافقة معه فنزل
القرآن الخبيثات يعنى امرأة عبد الله للخبيثين يعنى عبد الله والخبيثون للخبيثات عبد الله وامرأته والطيبات
يعنى عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم للطيبين يعنى النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج الطبراني وابن
مردويه عن أبي اليسر الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة يا عائشة قد أنزل الله عذرك قالت بحمد
الله لا بحمدك فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند عائشة فبعث إلى عبد الله بن أبي فضربه حدين وبعث
إلى مسطح وحمنة فضربهم * وأخرج الطبراني عن ابن عباس ان الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم يريد ان الذين
جاؤوا بالكذب على عائشة أم المؤمنين أربعة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم يريد خير الرسول الله صلى الله
عليه وسلم وبراءة لسيدة نساء المؤمنين وخير لأبي بكر وأم عائشة وصفوان بن المعطل لكل امرئ منهم ما اكتسب
من الاثم والذي تولى كبره منهم يريد اشاعته منهم يريد عبد الله بن أبي ابن سلول له عذاب عظيم يريد في الدنيا جلده
رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الآخرة مصيره إلى النار لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا
وقالوا هذا إفك مبين وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار فيها بريرة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم
فقالوا خيرا وقالوا هذا كذب عظيم لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء لكانوا هم والذين شهدوا كاذبين فإذ لم يأتوا
بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون يريد الكذب بعينه ولولا فضل الله عليكم ورحمته يريد ولولا ما من الله به
عليكم وستركم هذا بهتان عظيم يريد البهتان الافتراء مثل قوله في مريم بهتانا عظيما يعظكم الله أن تعودوا لمثله
يريد مسطحا وحمنة وحسان ويبين الله لكم الآيات التي أنزلها في عائشة والبراءة لها والله عليم بما في قلوبكم من
29

الندامة فيما خضتم به حكيم في القذف ثمانين جلدة ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة يريد بعد هذا في الذين
آمنوا يريد المحصنين والمحصنات من المصدقين لهم عذاب أليم وجيع في الدنيا يريد الحد وفى الآخرة العذاب في النار
والله يعلم وأنتم لا تعلمون ما دخلتم فيه وما فيه من شدة العذاب وأنتم لا تعلمون شدة سخط الله على من فعل هذا ولولا
فضل الله عليكم يريد لولا ما تفضل الله به عليكم ورحمته يريد مسطحا وحمنة وحسان وان الله رؤوف رحيم يريد من الرحمة
رؤوف بكم حيث ندمتم ورجعتم إلى الحق يا أيها الذين آمنوا يريد صدقوا بتوحيد الله لا تتبعوا خطوات الشيطان يريد
الزلات فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر يريد بالفحشاء عصيان الله والمنكر كل ما يكره الله تعالى ولولا فضل الله عليكم
ورحمته يريد ما تفضل الله به عليكم ورحمكم ما زكى منكم من أحد أبدا يريد ما قبل توبة أحد منكم أبدا ولكن الله يزكى
من يشاء فقد شئت أن يتوب عليكم والله سميع عليم يريد سميع لقولكم عليم بما في أنفسكم من الندامة ولا يأتل
يريد ولا يحلف أولو الفضل منكم والسعة يريد ولا يحلف أبو بكر أن لا ينفق على مسطح ان يؤتوا أولى القربى
والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا فقد جعلت فيك يا أبا بكر الفضل وجعلت عندك السعة
والمعرفة بالله فسخطت يا أبا بكر على مسطح فله قرابة وله هجرة ومسكنة ومشاهد رضيتها منه يوم بدر ألا تحبون يا أبا
بكر أن يغفر الله لكم يريد فاغفر لمسطح والله غفور رحيم يريد فإني غفور لمن أخطأ رحيم بأوليائى ان الذين يرمون
المحصنات بريد العفائف الغافلات المؤمنات يريد المصدقات بتوحيد الله وبرسله وقد قال حسان بن ثابت في عائشة
حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فقالت عائشة لكنك لست كذلك لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم يقول أخرجهم من الايمان مثل
قوله في سورة الأحزاب للمنافقين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا والذي تولى كبره يريد كبر القذف واشاعته
عبد الله بن أبي الملعون يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يريد ان الله ختم على
ألسنتهم فشهدت الجوارح وتكلمت على أهلها بذلك وذلك انهم قالوا تعالوا نحلف بالله ما كنا مشركين فختم الله
على ألسنتهم فتكلمت الجوارح بما عملوا ثم شهدت ألسنتهم عليهم بعد ذلك يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق يريد
يجازيهم بأعمالهم بالحق كما يجازى أولياءه بالثواب كذلك يجازى أعداءه بالعقاب كقوله في الحمد مالك يوم
الدين يريد قوم الجزاء ويعلمون يريد يوم القيامة ان الله والحق المبين وذلك أن عبد الله بن أبي كان يشك في الدنيا
وكان رأس المنافقين فذلك قوله يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلم ابن سلول ان الله هو الحق المبين يريد انقطع
الشك واستيقن حيث لا ينفعه اليقين الخبيثات للخبيثين يريد أمثال عبد الله بن أبي ومن شك في الله ويقذف مثل
سيدة نساء العالمين والطيبات للطيبين عائشة طيبها الله لرسوله أتى بها جبريل في سرقة من حرير قبل ان تصور في
رحم أمها فقال له عائشة بنت أبي بكر زوجتك في الدنيا وزوجتك في الجنة عوضا من خديجة وذلك عند موتها
بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقربها عيناه والطيبون للطيبات يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم
طيبه الله لنفسه وجعله سيد ولد آدم والطيبات يريد عائشة أولئك مبرؤون مما يقولون يريد برأها الله من كذب
عبد الله بن أبي لهم مغفرة يريد عصمة في الدنيا ومغفرة في الآخرة ورزق كريم يريد الجنة وثواب عظيم * وأخرج
ابن أبى حاتم والطبراني عن سعيد بن جبير ان الذين جاؤوا بالإفك الكذب عصبة منكم يعنى عبد الله بن أبي المنافق
وحسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش لا تحسبوه شرا لكم يقول لعائشة وصفوان لا تحسبوا الذي
قيل لكم من الكذب ب شرا لكم بل هو خير لكم لأنكم تؤجرون على ذلك لكل امرئ منهم يعنى ممن خاض
في أمر عائشة ما اكتسب من الاثم على قدر ما خاض فيه من أمرها والذي تولى كبره يعنى حظه منهم يعنى القذفة
وهو ابن أبي رأس المنافقين وهو الذي قال ما برئت منه وما برئ منها له عذاب عظيم وفي هذه الآية عبرة عظيمة
لجميع المسلمين إذا كانت فيهم خطيئة فمن أعان عليها بفعل أو كلام أو عرض لها أو أعجبه ذلك أو رضى فهو في تلك
الخطيئة على قدر ما كان منه وإذا كان خطيئة بين المسلمين فمن شهد وكره فهو مثل الغائب ومن غاب ورضى
فهو مثل شاهد لولا إذ سمعتوه قذف عائشة وصفوان ظن المؤمنون والمؤمنات لان منهم حمنة بنت جحش هلا
كذبتم به بأنفسهم خيرا هلا ظن بعضهم ببعض خيرا انهم لم يزنوا وقالوا هذا إفك مبين الا قالوا هذا القذف
30

كذب بين لولا جاؤوا عليه يعنى على القذف بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك يعنى الذين قذفوا عائشة عند
الله هم الكاذبون في قولهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة من تأخير العقوبة لمسكم فيما أفضتم
فيه يعنى فيما قلتم من القذف عذاب عظيم إذ تلقونه بألسنتكم وذلك حين خاضوا في أمر عائشة فقال بعضهم
سمعت فلانا يقول كذا وكذا وقال بعضهم بل كان كذا وكذا فقال تلقونه بألسنتكم يقول يرويه بعضكم عن
بعض وتقولون بأفواهكم يعنى بألسنتكم من قذفها ما ليس لكم به علم يعنى من غير أن تعلموا ان الذي قلتم من
القذف حق وتحسبونه هينا تحسبون ان القذف ذنب هين وهو عند الله عظيم يعنى من الزور لولا إذ سمعتموه
يعنى القذف قلتم ما يكون يعنى ألا قلتم ما يكون ما ينبغي لنا ان نتكلم بهذا ولم تره أعيننا سبحانك هذا بهتان عظيم
يعنى ألا قلتم هذا كذب عظيم مثل ما قال سعد بن معاذ الأنصاري وذلك أن سعدا لما سمع قول من قال في أمر عائشة
قال سبحانك هذا بهتان عظيم والبهتان الذي يبهت فيقول ما لم يكن يعظكم الله ان تعودوا لمثله أبدا يعنى القذف
ان كنتم مؤمنين يعنى مصدقين ويبين الله لكم الآيات يعنى ما ذكر من المواعظ ان الذين يحبون ان تشيع
الفاحشة تفشو ويظهر الزنا لهم عذاب أليم في الدنيا بالحد وفي الآخرة عذاب النار ولولا فضل الله الآية لعاقبكم
بما قلتم لعائشة وان الله رؤوف رحيم حين عفا عنكم فلم يعاقبكم ومن يتبع خطوات الشيطان يعنى تزيينه فإنه
يأمر بالفحشاء يعنى بالمعاصي والمنكر مالا يعرف مثل ما قيل لعائشة ولولا فضل الله عليكم ورحمة يعنى نعمته ما زكا
ما صلح ولكن الله يزكى يصلح من يشاء فلما أنزل الله عذر عائشة وبرأها وكذب الذين قذفوها حلف أبو بكر ان
لا يصل مسطح بن أثاثة بشئ أبدا لأنه كان فيمن ادعى على عائشة من القذف وكان مسطح من المهاجرين الأولين
وكان ابن خالة أبى بكر وكان يتيما في حجره فقيرا فلما حلف أبو بكر ان لا يصله نزلت في أبى بكر ولا يأتل أي ولا
يحلف أولو الفضل منكم يعنى في الغنى أبا بكر الصديق والسعة يعنى في الرزق أن يؤتوا أولى القربى يعنى مسطح
ان أثاثة قرابة أبى بكر وابن خالته والمساكين يعنى ان مسطحا كان فقيرا والمهاجرين في سبيل الله يعنى ان مسطحا
كان من المهاجرين وليعفوا وليصفحوا يعنى ليتجاوزوا عن مسطح ألا تحبون ان يغفر الله لكم فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لأبي بكر أما تحب أن يغفر الله لك قال بلى يا رسول الله قال فاعف واصفح فقال أبو بكر قد عفوت
وصفحت لا أمنعه معروفا بعد اليوم ان الذين يرمون المحصنات يعنى يقذفون بالزنا الحافظات لفروجهن العفائف
الغافلات يعنى عن الفواحش يعنى عائشة المؤمنات يعنى الصادقات لعنوا يعنى جلدوا في الدنيا والآخرة يعذبون
بالنار يعنى عبد الله بن أبي لأنه منافق له عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم يعنى من قذف عائشة يوم القيامة
يومئذ يعنى في الآخرة يوفيهم الله دينهم الحق حسابهم العدل لا يظلمهم ويعلمون ان الله هو الحق المبين يعنى
العدل المبين الخبيثات يعنى السيئ من الكلام قذف عائشة للخبيثين من الرجال والنساء يعنى الذين قذفوها
والخبيثون يعنى من الرجال والنساء للخبيثات يعنى السيئ من الكلام لأنه يليق بهم الكلام السيئ والطيبات
يعنى الحسن من الكلام للطيبين من الرجال والنساء يعنى الذين ظنوا بالمؤمنين والمؤمنات خيرا والطيبون من
الرجال والنساء للطيبات للحسن من الكلام لأنه يليق بهم الكلام الحسن أولئك يعنى الطيبين من الرجال
والنساء مبرؤون مما يقولون هم برآء من الكلام السيئ لهم مغفرة يعنى لذنوبهم ورزق كريم يعنى حسنا في
الجنة فلما أنزل الله عذر عائشة ضمها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نفسه وهي من أزواجه في الجنة * وأخرج
الطبراني وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت أنزل الله عذري وكادت الأمة تهلك في سببي فلما سرى عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرج الملك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي اذهب إلى ابنتك فأخبرها ان الله قد
أنزل عذرها من السماء قالت فأتاني أبى وهو يعدو يكاد أن يعثر فقال أبشري يا بنية بابى وأمي فان الله قد أنزل
عذرك قلت بحمد الله لا بحمدك ولا بحمد صاحبك الذي أرسلك ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتناول
ذراعي فقلت بيده هكذا فاخذ أبو بكر النعل ليعلوني بهما فمنعته أمي فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
أقسمت لا تفعل * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت والله ما كنت أرجو أن ينزل في
كتاب الله ولا أطمع فيه ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا فيذهب ما في نفسه
31

وقد سأل الجارية الحبشية فقالت والله لعائشة أطيب من طيب الذهب ولكنها ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل
عجينها والله لئن كان ما يقول الناس حقا ليخبرنك الله فعجب الناس من فقهها * وأخرج الطبراني عن الحكم
ابن عتيبة قال لما خاض الناس في أمر عائشة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عائشة فقال يا عائشة ما يقول
الناس فقالت لا أعتذر من شئ قالوه حتى ينزل عذري من السماء فأنزل الله فيها خمس عشرة آية من سورة النور
ثم قرأ حتى بلغ الخبيثات للخبيثين * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال نزلت ثمان عشرة آية متواليات
بتكذيب من قذف عائشة وببراءتها * وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن عائشة قالت لما
رميت بما رميت به هممت ان آتي قليبا فاطرح نفسي فيه * وأخرج البزار بسند صحيح عن عائشة انه لما نزل
عذرها قبل أبو بكر رأسها فقالت الا عذرتني فقال أي سماء تظلني وأي أرض تقلني ان قلت مالا أعلم * وأخرج
أحد عن عائشة قالت لما نزل عذري من السماء جاءني النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني بذلك فقلت بحمد الله
لا بحمدك * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة وابن
المنذر وابن مردويه والطبراني والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت لما نزل عذري قام رسول الله صلى الله عليه
وسلم على المنبر فذكر ذلك وتلا القرآن فلما نزل أمر برجلين وامرأة فضربوا حدين * وأخرج ابن جرير عن محمد
ابن عبد الله بن جحش قال تفاخرت عائشة وزينب فقالت زينب أنا التي نزل تزويجي وقالت عائشة وأنا التي نزل
عذري في كتابه حين حملني ابن المعطل فقالت لها زينب يا عائشة ما قلت حين ركبتيها قالت قلت حسبي الله ونعم
الوكيل قالت قلت كلمة المؤمنين * وأخرج البخاري وابن مردويه عن ابن عباس انه دخل على عائشة قبل
موتها وهي مغلوبة فقال كيف تجدينك قالت بخير ان اتقيت قال فأنت بخير زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم ينكح بكرا غيرك ونزل عذرك من السماء * وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة قالت خلال في تسع لم تكن لأحد
الا ما آتي الله مريم جاء الملك بصورتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجني وأنا ابنة سبع سنين وأهديت
إليه وأنا ابنة تسع وتزوجني بكر أو كان يأتيه الوحي وأنا وهو في لحاف واحد وكنت من أحب الناس إليه ونزل في
آيات من القرآن كادت الأمة تهلك فيها ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه غيري وقبض في بيتي لم يله أحد غير
الملك الا أنا * وأخرج ابن سعد عن عائشة قالت فضلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعشر قيل ما هن يا أم
المؤمنين قالت لم ينكح بكرا قط غيري ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري وأنزل الله براءتي من السماء
وجاءه جبريل بصورتي من السماء في حريرة وقال تزوجها فإنها امرأتك وكنت اغتسل أنا وهو من اناء واحد
ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري وكان يصلى وأنا معترضة بين يديه ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه
غيري وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيري وقبض الله نفسه وهو بين
سحري ونحري ومات في الليلة التي كان يدور على فيها ودفن في بيتي * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر والطبراني عن مجاهد في قوله ان الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم قال أصحاب عائشة عبد الله بن أبي
ابن سلول ومسطح وحسان * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال الذين افتروا على عائشة حسان
ومسطح وحمنة بنت جحش و عبد الله بن أبي * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عروة أن عبد الملك بن مروان كتب
إليه يسأله عن الذين جاؤوا بالإفك فكتب إليه انه لم يسم منهم الاحسان ومسطح وحمنة بنت جحش في آخرين لا علم لي بهم
* قوله تعالى (والذي تولى كبره) الآية * أخرج البخاري وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل
عن الزهري قال كنت عند الوليد بن عبد الملك فقال الذي تولى كبره منهم على فقلت لا حدثني سعيد بن المسيب
وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عتبة بن مسعود كلهم سمع عائشة تقول الذي تولى كبره
عبد الله بن أبي قال فقال لي فما كان جرمه قلت حدثني شيخان من قومك أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وأبو بكر
ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أنهما سمعا عائشة تقول كان مسيئا في أمرى وقال يعقوب بن شبة في مسنده
حدثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا الشافعي ثنا عمى قال دخل سليمان بن يسار على هشام بن عبد الملك فقال له
يا سليمان الذي تولى كبره من هو قال عبد الله بن أبي قال كذبت هو على قال أمير المؤمنين أعلم بما يقول فدخل
32

الزهري فقال يا ابن شهاب من الذي تولى كبره فقال له ابن أبي قال كذبت هو على قال أنا أكذب لا أبالك لو نادى
مناد من السماء ان الله أحل الكذب ما كذبت حدثني عروة وسعيد وعبيد الله وعلقمة عن عائشة ان الذي تولى
كبره عبد الله بن أبي * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والطبراني وابن مردويه عن مسروق قال دخل حسان بن ثابت على عائشة رضى الله تعالى عنها فشبب وقال
حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
قالت لكنك لست كذلك قلت تدعين مثل هذا يدخل عليك وقد أنزل الله والذي تولى كبره منهم لهم عذاب عظيم
فقالت وأي عذاب أشد من العمى ولفظ ابن مردويه أو ليس في عذاب قد كف بصره * وأخرج ابن جرير من
طريق الشعبي عن عائشة أنها قالت ما سمعت بشئ أحسن من شعر حسان وما تمثلت به الا رجوت له الجنة قوله
لأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم
هجوت محمدا وأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء
فان أبى ووالده وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء
أتشتمه ولست له بكفء * فشركما لخير كما الفداء
لساني صارم لا عيب فيه * وبحري لا تكدره الدلاء
فقيل يا أم المؤمنين أليس هذا لغوا قالت لا انما اللغو ما قيل عند النساء قيل أليس الله يقول والذي تولى كبره منهم
له عذاب عظيم قالت أليس قد أصابه عذاب أليم أليس قد أصيب بصره وكسع بالسيف وتعني الضربة التي ضربها
إياه صفوان بن المعطل حين بلغه عنه أنه تكلم في ذلك فعلاه بالسيف وكاد يقتله * وأخرج محمد بن سعد عن محمد بن
سيرين أن عائشة كانت تأذن لحسان بن ثابت وتدعو له بالوسادة وتقول لا تؤذوا حسان فإنه كان ينصر رسول
الله صلى الله عليه وسلم بلسانه وقال الله والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم وقد عمى والله قادر أن يجعل ذلك
العذاب العظيم عماه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك والذي تولى كبره منهم يقول الذي بدأ
بذلك * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني عن مجاهد والذي تولى كبره قال عبد
الله بن أبي ابن سلول يذيعه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا أن الذي تولى كبره رجلان من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما من قريش والآخر من الأنصار عبد الله بن أبي ابن سلول ولم يكن شر قط الا وله
قادة ورؤساء في شرهم * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين أن عائشة كانت تأذن لحسان بن ثابت وتلقى له
الوسادة وتقول لا تقولوا لحسان الا خيرا فإنه كان يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال الله والذي تولى كبره
منهم له عذاب عظيم وقد عمى والعمى عذاب عظيم والله قادر على أن يجعله ذلك ويغفر لحسان ويدخله الجنة
* وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن مسروق قال في قراءة عبد الله والذي تولى كبره منهم له عذاب أليم
* قوله تعالى (لولا إذ سمعتموه) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه
وابن عساكر عن بعض الأنصار ان امرأة أبى أيوب قالت له حين قال أهل الإفك ما قالوا ألا تسمع ما يقول الناس في
عائشة قال بلى وذلك الكذب أكنت أنت فاعلة ذلك يا أم أيوب قالت لا والله قال فعائشة والله خير منك وأطيب
انما هذا كذب وإفك باطل فلما نزل القرآن ذكر الله من قال من الفاحشة ما قال من أهل الإفك ثم قال ولولا إذ
سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين أي كما قال أبو أيوب وصاحبته * وأخرج
الواحدي وابن عساكر والحاكم عن أفلح مولى أبى أيوب ان أم أيوب قالت ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة
قال بلى وذلك الكذب أفكنت يا أم أيوب فاعلة ذلك قالت لا والله قال فعائشة والله خير منك فلما نزل القرآن
وذكر أهل الإفك قال الله لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات * قوله تعالى (إذ تلقونه بألسنتكم) * أخرج
الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن مجاهد انه قرأ إذ تلقونه
بألسنتكم قال يرويه بعضكم عن بعض * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة إذ تلقونه بألسنتكم قال يرويه بعضكم
عن بعض * وأخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن أبي مليكة قال
33

كانت عائشة تقرأ إذ تقولونه بألسنتكم وتقول انما هو ولق القول والولق الكذب قال ابن أبي مليكة هي أعلم به من
غيرها لان ذلك نزل فيها * قوله تعالى (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) * أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوى بها في النار
أبعد ما بين السماء والأرض * وأخرج الطبراني عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قذف المحصنة يهدم
عمل مائة سنة * قوله تعالى (ولولا إذ سمعتموه قلتم) الآية * أخرج ابن مردويه عن عائشة قالت كان أبو أيوب
الأنصاري حين أخبرته امرأته قالت يا أبا أيوب ألا تسمع ما يتحدث الناس فقال ما يكون لنا ان نتكلم بهذا
سبحانك هذا بهتان عظيم فأنزل الله ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم
* وأخرج سنيد في تفسيره عن سعيد بن جبير ان سعد بن معاذ لما سمع ما قيل في أمر عائشة قال سبحانك هذا
بهتان عظيم * وأخرج ابن أخي سمى في فوائده عن سعيد بن المسيب قال كان رجلان من أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم إذا سمعا شيئا من ذلك قالا سبحانك هذا بهتان عظيم زيد بن حارثة وأبو أيوب * قوله تعالى (يعظكم
الله ان تعودوا لمثله أبدا) * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن
مردويه يعظكم الله ان تعودا لمثله أبدا قال يحرج الله عليكم * وأخرج الفريابي والطبراني عن مجاهد في قوله
يعظكم الله قال ينهاكم * قوله تعالى (ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة) * أخرج الفريابي وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن مجاهد ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة قال تظهر يحدث عن
شأن عائشة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة قال يحبون ان يظهر الزنا
* وأخرج ابن أبي حاتم عن خالد بن معدان قال من حدث بما أبصرت عيناه وسمعت أذناه فهو من الذين يحبون
ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال من أشاع الفاحشة فعليه النكال وان
كان صادقا * وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي في الشعب عن علي بن أبي طالب قال العامل الفاحشة والذي
يشيع بها في الاثم سواء * وأخرج البخاري في الأدب عن شبل بن عون قال كان يقال من سمع بفاحشة فأفشاها
فهو فيها كالذي أبداها * وأخرج أحمد عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم
ولا تطلبوا عوراتهم فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته * قوله تعالى (ما زكا
منكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ما زكا
منكم قال ما اهتدى أحد من الخلائق لشئ من الخير * قوله تعالى (ولا يأتل أولو الفضل) الآية * أخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولا يأتل أولو الفضل يقول لا تقسموا ان لا تنفقوا
على أحد * وأخرج ابن المنذر عن عائشة رضي الله عنها قالت كان مسطح بن أثاثة ممن تولى كبره من أهل
الإفك وكان قريبا لأبي بكر وكان في عياله فحلف أبو بكر رضي الله عنه ان لا ينيله خيرا أبدا فأنزل الله ولا يأتل
أولو الفضل منكم والسعة الآية قالت فأعاده أبو بكر إلى عياله وقال لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها
الا تحللتها وأتيت الذي هو خير * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ولا يأتل أولو الفضل منكم
الآية قال نزلت هذه الآية في رجل من قريش يقال له مسطح كان بينه وبين أبى بكر قرابة وكان يتيما في حجره
وكان ممن أذاع على عائشة ما أذاع فلما أنزل الله براءتها وعذرها تالي أبو بكر لا يرزؤه خيرا فأنزل الله هذه الآية
فذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم دعا أبا بكر فتلاها عليه فقال ألا تجب ان يغفر الله لك قال بلى قال
فاعف عنه وتجاوز فقال أبو بكر لا جرم والله لا أمنعه معروفا كنت أوليه قبل اليوم * وأخرج ابن المنذر عن
الحسن قال كان ذو قرابة لأبي بكر ممن كثر على عائشة فحلف أبو بكر لا يصله بشئ وقد كان يصله قبل ذلك فلما
نزلت هذه الآية ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة إلى آخر الآية فصار أبو بكر يضعف له بعد ذلك بعدما نزلت
هذه الآية ضعفي ما كان يعطيه * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال حلف أبو بكر لا ينفع مسطح بن
أثاثة ولا يصله وكان بينه وبين أبى بكر قرابة من قبل النساء فاقبل إلى أبى بكر يعتذر فقال مسطح جعلني الله فداءك
والله الذي أنزل على محمد ما قذفتها وما تكلمت بشئ مما قيل لها أي خالي وكان أبو بكر خاله قال أبو بكر ولكن قد
34

ضحكت وأعجبك الذي قيل فيها قال لعله يكون قد كان بعض ذلك فأنزل الله في شأنه ولا يأتل أولو الفضل الآية
* وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن محمد بن سيرين قال حلف أبو بكر في يتيمين كانا في حجره كانا فيمن خاض
في أمر عائشة أحدهما مسطح بن أثاثة قد شهد بدرا فحلف لا يصلهما ولا يصيبا منه خيرا فنزلت هذه الآية
ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة الآية * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ولا
يأتل أولو الفضل منكم والسعة الآية قال كان ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رموا عائشة
بالقبيح وأفشوا ذلك وتكلموا فيها فاقسم ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر ان
لا يتصدقوا على رجل تكلم بشئ من هذا ولا يصلوه قال لا يقسم أولو الفضل منكم والسعة ان يصلوا أرحامهم
وان يعطوهم من أموالهم كالذي كانوا يفعلون قبل ذلك فامر الله ان يغفر لهم وان يعفو عنهم * وأخرج ابن المنذر
عن أبي سلمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقض مال من صدقة قط تصدقوا ولا عفا رجل عن مظلمة الا
زاده الله عزا فاعفوا يعزكم الله ولا فتح رجل على نفسه باب مسألة يسأل الناس الا فتح الله له باب فقر الا ان العفة
خير * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم وابن أبي الدنيا في ذم الغضب والخرائطي في مكارم الأخلاق والحاكم
والطبراني وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي وائل قال رأيت عبد الله أتاه رجل برجل نشوان فأقام عليه الحد
ثم قال للرجل الذي جاء به ما أنت منه قال عمه قال ما أحسنت الأدب ولا سترته وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون ان يغفر
الله لكم الآية ثم قال عبد الله انى لأذكر أول رجل قطعه النبي صلى الله عليه وسلم أتى رجل فلما أمر به لتقطع
يده كاتما سف وجهه رمادا فقيل يا رسول الله كان هذا شق عليك قال لا ينبغي ان تكونوا للشيطان عونا على
أخيكم فإنه لا ينبغي للحاكم إذا انتهى إليه حد الا أن يقيمه وان الله عفو يحب العفو ثم قرأ وليعفوا وليصفحوا ألا
أتحبون ان يغفر الله لكم * قوله تعالى (ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات) الآية * أخرج ابن أبي
حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات قال
نزلت في عائشة خاصة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن خصيف قال قلت لسعيد بن
جبير أنما أشد الزنا أم القذف قال الزنا قلت إن الله يقول إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات قال انما
أنزل هذا في شان عائشة خاصة * وأخرج الطبراني عن الضحاك قال نزلت هذه الآية في عائشة خاصة ان الذين
يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك ان الذين يرمون المحصنات
الغافلات المؤمنات قال انما عنى بهذا نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم
عن أبي الجوزاء ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات قال هذه لأمهات المؤمنين خاصة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سلمة بن نبيط ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات قال هن نساء النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج
سعيد بن منصور وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس انه قرأ سورة النور ففسرها فلما أتى على
هذه الآية ان الذين يرمون المحصنات الغافلات قال هذه في عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجعل لمن
فعل ذلك توبة وجعل لمن رمى امرأة من المؤمنات من غير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم التوبة ثم قرأ والذين
يرمون المحصنات ثم لم باتوا بأربعة شهداء إلى قوله الا الذين تابوا الآية ولم يجعل لمن قذف امرأة من أزواج النبي
صلى الله عليه وسلم توبة ثم تلا هذه الآية لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم فهم بعض القوم ان يقوم إلى
ابن عباس فيقبل رأسه لحسن ما فسر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عائشة قالت رميت بما
رميت به وأنا غافلة فبلغني بعد ذلك فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي جالس إذ أوحى إليه وهو جالس
ثم استوى فمسح على وجهه وقال يا عائشة أبشري فقلت بحمد الله لا بحمدك فقرأ ان الذين يرمون المحصنات
الغافلات المؤمنات حتى بلغ أولئك مبرؤون مما يقولون * قوله تعالى (يوم تشهد عليهم ألسنتهم) الآية * أخرج
أبو يعلى وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبي سعيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم
القيامة عرف الكافر بعمله فجحد وخاصم فيقال هؤلاء جيرانك يشهدون عليك فيقول كذبوا فيقال أهلك
وعشيرتك فيقول كذبوا فيقال احلفوا فيحلفون ثم يصمتهم الله وتشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم ثم يدخلهم النار
35

* وأخرج ابن مردويه عن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول من يختصم يوم القيامة الرجل
وامرأته فما ينطق لسانها ولسانه ولكن يداها ورجلاها يشهدان عليها بما كانت تغتاله أو توليه أو كلمة نحوها
ويداه ورجلاه يشهدون عليه بما كان يوابها ثم يدعى الرجل وخوله فمثل ذلك * وأخرج أحمد وابن مردويه عن
بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم تدعون مفدمة أفواهكم بالفدام وان
أول ما يبين عن أحدكم فرجه وكفه * وأخرج ابن مردويه عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول
ما ينطق من ابن آدم يوم القيامة فخذه * وأخرج ابن مردويه عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أول ما يستنطق من ابن آدم جوارحه في محاقير عمله فيقول وعزتك يا رب ان عندي المضرات العظام * وأخرج
الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن مردويه عن أبي امامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انى لأعلم
آخر رجل من أمتي يجوز الصراط رجل يتلوى على الصراط كالغلام حين يضربه أبوه تزل يده مرة فتصيبها النار
وتزل رجله مرة فتصيبها النار فتقول له الملائكة أرأيت ان بعثك الله من مقامك هذا فمشيت سويا أتخبرنا بكل عمل
عملته فيقول أي وعزته لا أكتمكم من عملي شيئا فيقولون له قم فامش سويا فيقوم فيمشي حتى يجاوز الصراط
فيقولون له أخبرنا بأعمالك التي عملت فيقول في نفسه ان أخبرتهم بما عملت ردوني إلى مكاني فيقول لا وعزته ما عملت
ذنبا قط فيقولون ان لنا عليك بينة فيلتفت يمينا وشمالا هل يرى من الآدميين ممن كان يشهد في الدنيا أحدا فلا
يراه فيقول هاتوا بينتكم فيختم الله على فيه فتنطق يداه ورجلاه وجلده بعمله فيقول أي وعزتك لقد عملتها وان
عندي العظائم المضرات فيقول اذهب فقد غفرتها لك * وأخرج ابن مردويه وابن جرير عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أول عظم يتكلم من الانسان بعد أن يختم على فيه فخذه من جانبه الأيسر * قوله تعالى
(يومئذ يوفيهم الله) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يومئذ يوفيهم الله
دينهم الحق قال حسابهم وكل شئ في القرآن الدين فهو الحساب * وأخرج عبد بن حميد والطبراني عن قتادة يومئذ
يوفيهم الله دينهم الحق أي أعمالهم الحق لحقهم وأهل الباطل لباطلهم ويعلمون ان الله هو الحق المبين * وأخرج
ابن جرير عن مجاهد انه قرأها الحق بالرفع * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده
ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ يومئذ يوفيهم الله الحق دينهم * قوله تعالى (الخبيثات) الآية * أخرج ابن جرير
وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله الخبيثات قال من الكلام للخبيثين قال من الرجال
والخبيثون من الرجال للخبيثات من الكلام والطيبات من الكلام للطيبين من الناس والطيبون من الناس
للطيبات من الكلام نزلت في الذين قالوا في زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ما قالوا من البهتان * وأخرج عبد الرزاق
والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن مجاهد في قوله الخبيثات قال من
الكلام للخبيثين من الناس والخبيثون من الناس للخبيثات من الكلام والطيبات من الكلام للطيبين من
الناس والطيبون من الناس للطيبات من الكلام أولئك مبرؤون مما يقولون قال من كان طيبا فهو مبرأ من كل
قول خبيث لقوله يغفر الله له ومن كان خبيثا فهو مبرأ من كل قول صالح يقوله يرده الله عليه لا يقبله منه * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير والطبراني عن قتادة في قوله الخبيثات قال من القول والعمل للخبيثين من الناس والخبيثون
من الناس للخبيثات من القول والعمل والطيبات من القول والعمل للطيبين من الناس والطيبون من الناس
للطيبات من القول والعمل لهم مغفرة لذنوبهم ورزق كريم هو الجنة * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن
الخبيثات قال من الكلام للخبيثين قال من الناس والخبيثون من الناس للخبيثات من الكلام والطيبات من
الكلام للطيبين من الناس والطيبون من الناس للطيبات من الكلام وهؤلاء مبرؤون مما يقال لهم من السوء
يعنى عائشة * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير عن الضحاك وإبراهيم مثله * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء
الخبيثات قال من القول للخبيثين من الناس والخبيثون من الناس للخبيثات من القول والطيبات من القول
للطيبين من الناس والطيبون من الناس للطيبات من القول ألا ترى انك تسمع بالكلمة الخبيثة من الرجل الصالح
فتقول غفر الله لفلان ما هذا من خلقه ولا من شيمة ولا مما يقول قال الله أولئك مبرؤون مما يقولون ان يكون ذلك
36

من شيمهم ولا من أخلاقهم ولكن الزلل قد يكون * وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى الجزار قال جاء أسير بن جابر
إلى عبد الله فقال قد سمعت الوليد بن عقبة اليوم تكلم بكلام أعجبني فقال عبد الله ان الرجل المؤمن يكون في
فيه الكلمة غير طيبة تتجلجل في صدره ما تستقر حتى يلفظها فيسمعها رجل عنده مثلها فيضمها إليها وان
الرجل الفاجر تكون في قلبه الكلمة الطيبة تتجلجل في صدره ما تستقر حتى يلفظها فيسمعها الرجل الذي عنده
مثلها فيضمها إليها ثم قرأ عبد الله الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن زيد في قوله الخبيثات للخبيثين الآية قال نزلت في عائشة
حين رماها المنافق بالبهتان والفرية فبرأها الله من ذلك وكان عبد الله بن أبي هو الخبيث فكان هو أولى بان
تكون له الخبيثة ويكون لها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبا وكان أولى ان تكون له الطيبة وكانت عائشة
الطيبة فكانت أولى أن يكون لها الطيب وفي قوله أولئك مبرؤون مما يقولون قال ههنا برئت عائشة * وأخرج
ابن مردويه عن عائشة قالت لقد نزل عذري من السماء ولقد خلقت طيبة وعند طيب ولقد وعدت مغفرة
وأجرا عظيما * وأخرج الطبراني عن ذكوان حاجب عائشة قال دخل ابن عباس على عائشة فقال أبشري ما بينك
وبين أن تلقى محمدا والأحبة الا أن تخرج الروح من الجسد كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
رسول الله ولم يكن يحب رسول الله الا طيبا وسقطت قلادتك ليلة الايواء فأنزل الله أن تيمموا صعيدا طيبا وكان
ذلك بسببك وما أنزل الله لهذه الأمة من الرخصة وأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات جاء بها الروح الأمين
فأصبح وليس مسجد من مساجد الله يذكر الله فيه الا هي تتلى فيه آناء الليل وآناء النهار قالت دعني منك يا ابن
عباس فوالذي نفسي بيده لوددت انى كنت نسيا منسيا * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال إذا كان يوم القيامة حد الله الذين قذفوا عائشة ثمانين ثمانين على رؤس الخلائق فيستوهب ربى المهاجرين
منهم فاستأمرك يا عائشة فسمعت عائشة الكلام وهي في البيت فبكت ثم قالت والذي بعثك بالحق نبيا لسرورك
أحب إلى من سروري فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا وقال إنها ابنة أبيها * وأخرج ابن أبي شيبة
وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان فضل
عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام * وأخرج الحاكم عن الزهري قال لو جمع علم الناس كلهم ثم علم أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم لكانت عائشة أوسعهم علما * وأخرج الحاكم عن عروة قال ما رأيت أحدا اعلم بالحلال
والحرام والعلم والشعر والطب من عائشة رضي الله عنها * وأخرج الحاكم عن موسى بن طلحة قال ما رأيت أحدا
أفصح من عائشة رضي الله عنها * وأخرج أحمد في الزهد والحاكم عن الأحنف قال سمعت خطبة أبى بكر وعمر
وعثمان وعلى والخطباء هلم جرا فما سمعت الكلام من فم مخلوق أفخم ولا أحسن منه من في عائشة رضي الله عنها
* وأخرج سعيد بن منصور والحاكم عن مسروق انه سئل أكانت عائشة تحسن الفرائض فقال لقد
رأيت الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض * وأخرج الحاكم عن عطاء
قال كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة * وأخرج ابن أبي شيبة عن مسلم
البطين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة زوجتي في الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت
خلال في سبع لم تكن في أحد من الناس الا ما آتي الله مريم بنت عمران والله ما أقول هذا لكي أفتخر على
صواحبي قيل وما هن قالت نزل الملك بصورتي وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع سنين وأهديت
إليه وأنا نبت تسع سنين وتزوجني بكرا لم يشركه في أحد من الناس وأتاه الوحي وأنا وإياه في لحاف واحد وكنت
من أحب الناس إليه ونزل في آيات من القرآن كادت الأمة تهلك فيهن ورأيت جبريل لم يره أحد من نسائه
غيري وقبض لم يله أحد غير الملك وأنا * وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها ان
جبريل يقرأ عليك السلام قالت عائشة وعليه السلام ورحمة الله وبركاته * وأخرج ابن النجار في تاريخ بغداد من
طريق أبى بكر محمد بن عمر البغدادي الحنبلي عن أبيه ثنا محمد بن الحسن الكاراني حدثني إبراهيم الخرجي قال
ضاق بي شئ من أمور الدنيا فدعوت بدعوات يقال لها دعاه الفرج فقلت وما هي فقال حدثني أبو عبد الله أحمد
37

ابن محمد بن حنبل حدثني سفيان بن عيينة ثنا محمد بن واصل الأنصاري عن أبيه عن جده عن أنس بن مالك
رضي الله عنه قال كنت جالسا عند أم المؤمنين عائشة لأقر عينيها بالبراءة وهي تبكي فقالت والله لقد هجرني
القريب والبعيد حتى هجرتني الهرة وما عرض على طعام ولا شراب فكنت أرقد وأنا جائعة ظامئة فرأيت في
منامي فتى فقال لي مالك فقلت حزينة مما ذكر الناس فقال ادعى بهذه يفرج عنك فقلت وما هي فقال قولي
يا سابغ النعم ودافع النقم ويا فارج الغمم ويا كاشف الظلم يا أعدل من حكم يا حسيب من ظلم يا ولى من
ظلم يا أول بلا بداية ويا آخر بلا نهاية يا من له اسم بلا كنية اللهم اجعل لي من أمرى فرجا ومخرجا قالت
فانتبهت وأنا ريانة شبعانة وقد أنزل الله منه فرجى قال ابن النجار خبر غريب * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا
لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم) الآيات * أخرج الفريابي وابن جرير من طريق عدى بن ثابت عن رجل من
الأنصار قال قالت امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم انى أكون في بيتي على الحالة التي لا أحب أن يراني عليها
أحد لا ولا ولا والد فيأتيني الآتي فيدخل على فكيف أصنع ولفظ ابن جرير وانه لا يزال يدخل على رجل من
أهلي وأنا على تلك الحال فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم الآية * وأخرج الفريابي وسعيد
ابن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه
والبيهقي في شعب الايمان والضياء في المختارة من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لا تدخلوا بيوتا
غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها قال أخطأ الكاتب انما هي حتى تستأذنوا * وأخرج سعيد بن
منصور وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن إبراهيم قال في مصحف عبد الله حتى تسلموا على
أهلها وتستأذنوا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال هي في قراءة أبى حتى تسلموا
وتستأذنوا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله حتى
تستأنسوا قال حتى تستأذنوا * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال الاستئناس الاستئذان * وأخرج ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبي
أيوب قال قلت يا رسول الله أرأيت قول الله حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها هذا التسليم قد عرفناه فما
الاستئناس قال يتكلم الرجل بتسبيحة وتكبيرة وتحميدة ويتنحنح فيؤذن أهل البيت * وأخرج الطبراني عن أبي
أيوب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الاستئناس أن تدعو الخادم حتى يستأنس أهل البيت الذين يسلم عليهم
* وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله حتى تستأنسوا قال تنحنحوا وتنخموا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب وأبو
داود والبيهقي في سننه من طريق ربعي قال حدثنا رجل من بنى عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو
في بيت فقال أألج فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه أخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقيل له قل السلام
عليكم أأدخل * وأخرج ابن جرير عن عمرو بن سعد الثقفي ان رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم
فقال ألج فقال النبي صلى الله عليه وسلم لامة له يقال لها روضة قومي إلى هذا فعلميه فإنه لا يحسن يستأذن فقولي له
يقول السلام عليكم أدخل * وأخرج ابن سعد وأحمد والبخاري في الأدب وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي
والبيهقي في شعب الايمان من طريق كلدة ان صفوان بن أمية بعثه في الفتح بلياى وصقانيس والنبي صلى الله عليه
وسلم بأعلى الوادي قال فدخلت عليه ولم أسلم ولم أستأذن فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فقل السلام عليكم
أأدخل * وأخرج قاسم بن أصبغ وابن عبد البر في التمهيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال استأذن عمر على
النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام على رسول الله السلام عليكم أيدخل عمر * وأخرج ابن وهب في كتاب
المجالس وابن أبي شيبة عن زيد بن أسلم قال أرسلني أبى إلى ابن عمر فجئته فقلت أألج فقال ادخل فلما دخلت قال
مرحبا يا ابن أخي لا تقل أألج ولكن قل السلام عليكم فإذا قالوا وعليك فقل أأدخل فان قالوا ادخل فادخل
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أم أياس قالت كنت في أربع نسوة نستأذن على عائشة فقلت ندخل فقالت لا فقالت
واحدة السلام عليكم أندخل قالت ادخلوا ثم قالت يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا
38

وتسلموا على أهلها * وأخرج الترمذي عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام قبل
الكلام * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب عن أبي هريرة فيمن يستأذن قبل أن يسلم قال لا يؤذن له
حتى يبدأ بالسلام * وأخرج البخاري في الأدب عن أبي هريرة قال إذا دخل ولم يقل السلام عليكم فقل لا حتى
تأتى بالمفتاح * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عبيدة قال كان عبد الله إذا دخل الدار استأنس تكلم ورفع صوته
* وأخرج ابن جرير والبيهقي عن ابن مسعود قال عليكم أن تستأذنوا على أمهاتكم وأخواتكم * وأخرج
البخاري في الأدب وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل البصر فلا اذن له
* وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الاستئذان في البيوت
فقال من دخلت عينه قبل أن يستأذن ويسلم فقد عصى الله ولا اذن له * وأخرج الطبراني عن أبي امامة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يشهد أنى رسول الله فلا يدخل على أهل بيت حتى يستأنس ويسلم فإذا نظر
في قعر البيت فقد دخل * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والبيهقي في شعب الايمان عن هذيل قال جاء سعد
فوقف على باب النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن فقام على الباب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هكذا عنك
فإنما الاستئذان من النظر * وأخرج البخاري في الأدب وأبو داود عن عبد الله بن بشر قال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول السلام
عليكم السلام عليكم وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذ ستور * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي
والنسائي عن سهل بن سعد قال اطلع رجل من حجر في حجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومعه مدرى يحك بها رأسه
فقال لو أعلم انك تنظر لطعنت بها في عينك انما جعل الاستئذان من أجل البصر وفي لفظ انما جعل الله الاذن
من أجل البصر * وأخرج الطبراني عن سعد بن عبادة قال جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيته فقمت
مقابل الباب فاستأذنت فأشار إلى أن تباعد وقال هل الاستئذان الا من أجل النظر * وأخرج عبد بن حميد
وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن قتادة في قوله حتى تستأنسوا قال هو الاستئذان قال وكان يقال
الاستئذان ثلاث فمن لم يؤذن له فيهن فليرجع اما الأولى فيسمع الحي وأما الثانية فيأخذوا حذرهم واما
الثالثة فان شاؤوا أذنوا وان شاؤوا ردوه * وأخرج مالك والبخاري ومسلم وأبو داود عن أبي سعيد الخدري قال
كنت جالسا في مجلس من مجالس الأنصار فجاء أبو موسى فزعا فقلنا له ما أفزعك قال أمرني عمر أن آتيه فأتيته
فاستأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت فقال ما منعك أن تأتيني قلت قد جئت فاستأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي وقد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع قال لتأتيني على هذا بالبينة فقالوا لا
يقوم الا أصغر القوم فقام أبو سعيد معه فشهد له فقال عمر لأبي موسى انى لم أتهمك ولكن الحديث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم شديد * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم يعنى بيوتا
ليست لكم حتى تستأنسوا وتسلموا فيها تقديم يعنى حتى تسنموا ثم تستأذنوا والسلام قبل الاستئذان ذلكم يعنى
الاستئذان والتسليم خير لكم يعنى أفضل من أن تدخلوا من غير اذن ان لا تأثموا ويأخذ أهل البيت حذرهم لعلكم
تذكرون فان لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم يعنى في الدخول وان قيل لكم ارجعوا فارجعوا يعنى
لا تقعدوا ولا تقوموا على أبواب الناس هو أزكى لكم يعنى الرجوع خير لكم من القيام والقعود على أبوابهم والله
بما تعملون عليم يعنى بما يكون عليم ليس عليكم جناح يعنى لا حرج عليكم ان تدخلوا بيوتا غير مسكونة يعنى
ليس بها ساكن وهي الخانات التي على طرق الناس للمسافر لا جناح عليكم أن تدخلوها بغير استئذان ولا تسليم
فيها متاع لكم يعنى منافع من البرد والحر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
في قوله فان لم تجدوا فيها أحدا يقول إن لم يكن لكم فيها متاع فلا تدخلوها الا باذن وفي قوله ليس عليكم جناح
الآية قال كانوا يضعون بطريق المدينة أقتابا وأمتعات في بيوت ليس فيها أحد فأحلت لهم أن يدخلوها بغير اذن
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله بيوتا غير مسكونة قال هي البيوت
التي منزلها السفر لا يسكنها أحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن الحنفية في قوله بيوتا
39

غير مسكونة قال هي هذه الخانات التي في الطرق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن عطاء في قوله فيها متاع لكم قال الخلاء والبول وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله بيوتا غير مسكونة قال
هي البيوت الخربة لقضاء الحاجة * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم النخعي مثله * وأخرج عبد بن حميد عن
الضحاك في قوله فيها متاع لكم يعنى الخانات ينتفع بها من المطر والحر والبرد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن قتادة في قوله بيوتا غير مسكونة قال هي البيوت التي ينزلها الناس في أسفارهم لا أحد فيها وفي قوله فيها متاع
لكم قال بلغة ومنفعة * وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن مردويه عن أنس قال قال رجل من المهاجرين لقد
طلبت عمري كله هذه الآية فما أدركتها ان استأذن على بعض إخواني فيقول لي ارجع فارجع وأنا مغتبط لقوله
تعالى وان قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال كان الرجل في
الجاهلية إذا لقى صاحبه لا يسلم عليه يقول حييت صباحا وحييت مساء وكان ذلك تحية القوم بينهم وكان أحدهم
ينطلق إلى صاحبه فلا يستأذن حتى يقتحم ويقول قد دخلت فيشق ذلك على الرجل ولعله يكون مع أهله فغير الله
ذلك كله في ستر وعفة فقال لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم الآية فلما نزلت آية التسليم في البيوت والاستئذان فقال
أبو بكر يا رسول الله فكيف بتجار قريش الذين يختلفون بين مكة والمدينة والشام وبيت المقدس ولهم بيوت
معلومة على الطريق فكيف يستأذنون ويسلمون وليس فيهم سكان فرخص الله في ذلك فأنزل الله ليس عليكم
جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة بغير اذن * وأخرج البخاري في الأدب وأبو داود في الناسخ وابن جرير عن
ابن عباس قال يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ففسح واستثنى
من ذلك فقال ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم * قوله تعالى (قل للمؤمنين يغضوا)
الآية * أخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال مر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق
من طرقات المدينة فنظر إلى امرأة ونظرت إليه فوسوس لهما الشيطان انه لم ينظر أحدهما إلى الآخر الا اعجابا به
فبينا الرجل يمشى إلى جنب حائط ينظر إليها إذ استقبله الحائط فشق أنفه فقال والله لا اغسل الدم حتى آتي رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه أمرى فاتاه فقص عليه قصته فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا عقوبة ذنبك وأنزل
الله قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم الآية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم
الآية أي عما لا يحل لهم ويحفظوا فروجهم أي عما لا يحل لهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم قال من شهواتهم عما يكره الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد
ابن جبير قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم يعنى أبصارهم فمن هنا صلة في الكلام يعنى يحفظوا أبصارهم عما لا يحل
لهم النظر إليه ويحفظوا فروجهم عن الفواحش ذلك أزكى لهم يعنى غض البصر وحفظ الفرج * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبي العالية قال كل آية يذكر فيها حفظ الفرج فهو من الزنا
الا هذه الآية في النور ويحفظوا فروجهم ويحفظن فروجهن فهو ان يراها أحد * وأخرج أحمد وعبد بن حميد
والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله
عوراتنا ما نأتي منها وما نذر قال احفظ عورتك الا من زوجتك أو ما ملكت يمينك قلت يا نبي الله إذا كان القوم
بعضهم في بعض قال إن استطعت ان لا يراها أحد فلا يرينها قلت إذا كان أحدنا خاليا قال الله أحق ان يستحى منه
من الناس * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن العلاء بن زياد قال كان يقال لا تتبعن بصرك حسن رداء امرأة
فان النظر يجعل شبقا في القلب * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال الشيطان من الرجل على ثلاثة منازل على
عينيه وقلبه وذكره وهو من المرأة على ثلاثة على عينها وقلبها وعجزها * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود
والترمذي والنسائي وابن مردويه عن جرير البجلي قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاة
فأمرني ان أصرف بصرى * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والبيهقي في سننه عن بريدة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لعلى لا تتبع النظرة النظرة فان لك الأولى وليست لك الآخرة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
مردويه من حديث على مثله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تجلسوا في
40

المجالس فان كتم لابد فاعلين فردوا السلام وغضوا الابصار واهدوا السبيل وأعينوا على الحمولة * وأخرج البخاري
ومسلم عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والجلوس على الطرقات قالوا يا رسول الله ما لنا بد
من مجالسنا نتحدث فيها فقال إن أبيتم فاعطوا الطريق حقه قالوا وما حق الطريق يا رسول الله قال غض البصر
وكف الأذى ورد السلام والامر بالمعروف والنهى عن المنكر * وأخرج أبو القاسم البغوي في معجمه والطبراني
عن أبي امامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اكفلوا إلى بست أكفل لكم بالجنة إذا حدث أحدكم فلا
يكذب وإذا ائتمن فلا يخن وإذا وعد فلا يخلف غضوا أبصاركم وكفوا أيديكم واحفظوا فروجكم * وأخرج أحمد
والحكيم في نوادر الأصول والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي امامة عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال ما من مسلم ينظر إلى امرأة أول رمقة ثم يغض بصره الا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها في قلبه
* وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل
كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق وزنا الاذنين الاستماع
وزنا اليدين البطش وزنا الرجلين الخطو والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه * وأخرج
الحاكم وصححه عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة فمن تركها
من خوف الله أثابه ايمانا يجد حلاوته في قلبه * وأخرج ابن أبي الدنيا والديلمي عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم كل عين باكية يوم القيامة الا عينا غضت عن محارم الله وعينا سهرت في سبيل الله وعينا
خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله * قوله تعالى (وقل للمؤمنات) لآية * أخرج ابن أبي حاتم عن
مقاتل قال بلغنا والله أعلم ان جابر بن عبد الله الأنصاري حدث ان أسماء بنت مرشد كانت في نخل لها في بنى حارثة
فجعل النساء يدخلن عليها غير مؤتزرات فيبدو ما في أرجلهن يعنى الخلاخل ويبدو صدورهن وذوائبهن فقالت
أسماء ما أقبح هذا فأنزل الله في ذلك وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن الآية * وأخرج عبد الرزاق والفريابي
وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه
وابن مردويه عن ابن مسعود في قوله ولا يبدين زينتهن قال الزينة السوار والدملج والخلخال والقرط والقلادة
الا ما ظهر منها قال الثياب والجلباب * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال الزينة زينتان زينة ظاهرة وزينة باطنة لا يراها الا الزوج فاما الزينة الظاهرة فالثياب وأما الزينة
الباطنة فالكحل والسوار والخاتم ولفظ ابن جرير فالظاهرة منها الثياب وما يخفى فالخلخالان والقرطان
والسواران * وأخرج أحمد والنسائي والحاكم والبيهقي في سننه عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أيما امرأة استعطرت فخرجت فمرت على قوم فيجدوا ريحها فهي زانية * وأخرج ابن المنذر عن أنس في قوله
ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها قال الكحل والخاتم * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وعبد بن حميد وابن
المنذر والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها قال الكحل والخاتم والقرط
والقلادة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس في قوله الا ما ظهر منها قال هو خضاب الكف والخاتم
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله الا ما ظهر منها قال وجهها وكفاها
والخاتم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله الا ما ظهر منها قال رقعة الوجه
وباطن الكف * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عائشة رضي الله عنها
انها سئلت عن الزينة الظاهرة فقالت القلب والفتخ وضمت طرف كمها * وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة في
قوله الا ما ظهر منها قال الوجه وثغرة النحر * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله الا ما ظهر منها قال
الوجه والكف * وأخرج ابن جرير عن عطاء في قوله الا ما ظهر منها قال الكفات والوجه * وأخرج عبد
الرزاق وابن جرير عن قتادة ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها قال المسكتان والخاتم والكحل قال قتادة وبلغني ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر ان تخرج يدها الا إلى ههنا ويقبض نصف
الذراع * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن المسور بن مخرمة في قوله الا ما ظهر منها قال القلبين يعنى السوار
41

والخاتم والكحل * وأخرج سفيد وابن جرير عن ابن جريج قال قال ابن عباس في قوله ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر
منها قال الخاتم والمسكة قال ابن جريج وقالت عائشة رضي الله عنها القلب والفتخة قالت عائشة دخلت على ابنة
أخي لأمي عبد الله بن الطفيل مزينة فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وأعرض فقالت عائشة رضي الله عنها
انها ابنة أخي وجارية فقال إذا عركت المرأة لم يحل لها ان تظهر الا وجهها والا ما دون هذا وقبض على ذراع نفسه
فترك بين قبضته وبين الكف مثل قبضة أخرى * وأخرج أبو داود والترمذي وصححه والنسائي والبيهقي في سننه
عن أم سلمة انها كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم وميمونة فقالت بينا نحن عنده أقبل ابن أبي مكتوم فدخل
عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجبا عنه فقالت يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا فقال أفعمياوان
أنتما ألستما تبصرانه * وأخرج أبو داود وابن مردويه والبيهقي عن عائشة ان أسماء بنت أبي بكر دخلت على
النبي صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فاعرض عنها وقال يا أسماء ان المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح ان يرى
منها لا هذا وأشار إلى وجهه وكفه * وأخرج أبو داود في مراسيله عن قتادة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
الجارية إذا حاضت لم يصلح ان يرى منها الا وجهها ويداها إلى المفصل والله أعلم * قوله تعالى (وليضربن
بخمرهن على جيوبهن) * أخرج البخاري وأبو داود والنسائي وابن جرير ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة قالت رحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله وليضربن بخمرهن على
جيوبهن أخذ النساء أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها * وأخرج ابن جرير وابن مردويه
والحاكم وصححه عن عائشة قالت لما نزلت هذه الآية وليضربن بخمرهن على جيوبهن شققن أكتف
مروطهن فاختمرن به * وأخرج الحاكم وصححه عن أم سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي تختمر
فقال ليلة لا ليتين * وأخرج أبو داود وابن أبي حاتم وابن مردويه عن صفية بنت شيبة قالت بينا نحن عند عائشة
فذكرن نساء قريش وفضلهن فقالت عائشة ان نساء قريش لفظي وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار
أشد تصديقا لكتاب الله ولا ايمانا بالتنزيل لقد أنزلت سورة النور وليضربن بخمرهن على جيوبهن انقلب
رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل إليهن فيها ويتلو الرجل على امرأته وبنته وأخته وعلى ذي قرابته فما منهن
امرأة الا قامت إلى مرطها فاعتجرت به تصديقا وايمانا بما أنزل الله في كتابه فأصبحن وراء رسول الله صلى الله
عليه وسلم للصبح معتجرات كأن على رؤسهن الغربان * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن عائشة ان
امرأة دخلت عليها وعليها خمار رقيق يشف جبينها فاخذته عائشة فشقته ثم قالت ألا تعلمين ما أنزل الله
في سورة النور فدعت لها بخمار فكستها إياه * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير وليضربن وليشددن
بخمرهن على جيوبهن يعنى النحر والصدر فلا يرى منه شئ * وأخرج أبو داود في الناسخ عن ابن عباس قال في
سورة النور ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن وقال يدنين عليهن من جلابيبهن ثم
استثنى فقال والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن الآية والمتبرجات
اللائي يخرجن غير نحورهن * قوله تعالى (ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن) * أخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبى حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها والزينة الظاهرة الوجه وكحل
العينين وخضاب الكف والخاتم فهذا تظهره في بيتها لمن دخل عليها ثم قال ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن أو آبائهن
الآية والزينة التي تبديها لهؤلاء قرطاها وقلادتها وسوارها فاما خلخالها ومعضدها ونحرها وشعرها فإنها لا تبديه
الا لزوجها * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ولا يبدين زينتهن يعنى ولا يضعن الجلباب وهو القناع من فوق
الخمار الا لبعولتهن أو آبائهن الآية قال فهو محرم وكذلك العم والخال أو نسائهن يعنى نساء المؤمنات أو ما ملكت
أيمانهن يعنى عبد المرأة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن الشعبي وعكرمة في هذه الآية ولا يبدين زينتهن
الا لبعولتهن حتى فرغ منها قال لم يذكر العم والخال لأنهما ينعتان لأبنائهما فلا تضع خمارها عند العم والخال
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أو نسائهن قال من المسلمات لا
تبديه ليهودية ولا لنصرانية وهو النجر والقرط والوشاح وما حوله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي
42

في سننه عن مجاهد قال لا تضع المسلمة خمارها أي لا تكون قابلة عند مشركة ولا تقبلها لان الله تعالى يقول أو
نسائهن فلسن من نسائهن * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في سننه وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أنه كتب إلى أبى عبيدة أما بعد فإنه بلغني أن نساء من نساء المسلمين يدخلن الحمامات مع نساء أهل الشرك فإنه
لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن ينظر إلى عورتها الا أهل ملتها * قوله تعالى (أو ما ملكت أيمانهن)
* أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله أو ما ملكت أيمانهن يعنى عبد المرأة لا يحل لها أن تضع جلبابها عند
عبد زوجها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس قالا لا باس أن يرى العبد شعر سيدته * وأخرج ابن
أبى حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال تضع المرأة الجلباب عند المملوك * وأخرج أبو داود وابن مردويه والبيهقي
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة بعبد قد وهبه لها وعلى فاطمة ثوب إذا قنعت به رأسها لم يبلغ
رجليها وإذا غطت به رجليها لم يبلغ رأسها فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما تلقى قال إنه ليس عليك بأس انما هو
أبوك وغلامك * وأخرج عبد الرزاق وأحمد عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان لإحداكن
مكاتب وكان له ما يؤدى فلتحتجب منه * وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد رضي الله عنه قال كان العبيد يدخلون
على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله أو ما ملكت أيمانهن قال في القراءة
الأولى الذين لم يبلغوا الحلم مما ملكت أيمانكم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن طاوس ومجاهد قال لا ينظر
المملوك لشعر سيدته قالا وفي بعض القراءة أو ما ملكت أيمانكم الذين لم يبلغوا الحلم * وأخرج عبد الرزاق عن
عطاء أنه سئل هل يرى غلام المرأة رأسها وقدمها قال ما أحب ذلك الا أن يكون غلاما يسرا فاما رجل ذو لحية فلا
* وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب قال لا تغرنكم هذه الآية أو ما ملكت أيمانهن انما عنى بها الإماء ولم
يعن بها العبيد * وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال تستتر المرأة من غلامها * قوله تعالى (أو التابعين غير أولى
الإربة من الرجال) * أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس في قوله أو التابعين غير
أولى الإربة من الرجال قال هو الذي لا يستحى منه النساء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في
سننه عن ابن عباس في قوله أو التابعين غير أولى الإربة قال هذا الرجال يتبع القوم وهو مغفل في عقله لا يكترث
للنساء ولا يشتهى النساء * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله أو التابعين غير أولى الإربة من
الرجال قال كان الرجل يتبع الرجل في الزمان الأول لا يغار عليه ولا ترهب المرأة ان تضع خمارها عنده وهو الأحمق
الذي لا حاجة له في النساء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن طاوس غير أولى الإربة قال هو الأحمق
الذي ليس له في النساء أرب ولا حاجة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير والمنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد غير أولى الإربة قال هو الأبله الذي لا يعرف أمر النساء * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس غير أولى الإربة قال هو المخنث الذي لا يقوم زبه * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن
جبير غير أولى الإربة من الرجال قال هو الشيخ الكبير الذي لا يطيق النساء * وأخرج عبد بن حميد غير أولى الإربة
هو العنين * وأخرج ابن المنذر عن الكلبي غير أولى الإربة قال هو الخصي والعنين * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن جرير عن عكرمة قال هو الذي لا يقوم زبه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن سعيد
ابن جبير قال هو المعتوه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن الشعبي قال هو الذي لم يبلغ أربه ان يطلع
على عورات النساء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم
وابن مردويه والبيهقي عن عائشة قالت كان رجل يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مخنث فكانوا
يعدونه من غير أولى الإربة فدخل النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو عند بعض نسائه وهو ينعت امرأة قال إذا
أقبلت أقبلت بأربع وإذا أدبرت أدبرت بثمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا أرى هذا يعرف ما ههنا لا يدخلن
عليكم فحجبوه * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم هيت
وانما كن يعددنه من غير أولى الإربة من الرجال فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو ينعت امرأة
يقول إنها إذا أقبلت أقبلت بأربع وإذا أدبرت أدبرت بثمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أسمع هذا
يعلم ما ههنا لا يدخلن عليكم فأخرجه فكان بالبيداء يدخل كل جمعة يستطعم * قوله تعالى (أو الطفل الذين لم
43

يظهروا على عورات النساء) * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي
في سننه عن مجاهد في قوله أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء قال هم الذين لا يدرون ما النساء من
الصغر قبل الحلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات
النساء قال الغلام الذي لا يحتلم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بكر بن عبد
الرحمن بن الحارث بن هشام قال كل شئ من المرأة عورة حتى ظفرها والله أعلم * قوله تعالى (ولا يضربن بأرجلهن
ليعلم ما يخفين من زينتهن) * أخرج ابن جرير عن حضرمي ان امرأة اتخذت معرنين من فضة واتخذت جزعا فمرت
على القوم فضربت برجلها فوقع الخلخال على الجزع فصوت فأنزل الله ولا يضربن بأرجلهن * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولا يضربن بأرجلهن وهو ان تقرع الخلخال بالآخر عند الرجال
أو تكون على رجليها خلاخل فتحركهن عند الرجال فنهى الله عن ذلك لأنه من عمل الشيطان * وأخرج عبد بن
حميد عن قتادة ولا يضربن بأرجلهن قال كانت المرأة تضرب برجلها ليسمع قعقعة الخلخال فيها فنهى عن ذلك
* وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن قال الخلخال نهى ان تضرب
برجلها ليسمع صوت الخلخال * وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة قال كن نساء الجاهلية يلبسن
الخلاخيل الصم فأنزل الله هذه الآية ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك قال كانت المرأة تمر على المجلس في رجلها الخرز فإذا جاوزت المجلس
ضربت برجلها فنزلت ولا يضربن بأرجلهن الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال إن المرأة
كانت يكون في رجلها الخلخال فيه الجلاجل فإذا دخل عليها غريب تحرك رجلها عمدا ليسمع صوت الخلخال
فقال ولا يضربن يعنى لا يحركن أرجلهن ليعلم ما يخفين يعنى ليعلم الغريب إذا دخل عليها ما تخفى من زينتها
* وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود ليعلم ما يخفين من زينتهن قال الخلخال * وأخرج الترمذي عن ميمونة بنت
سعد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرافلة في الزينة في غير أهلها كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها * قوله
تعالى (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون) * أخرج أحمد والبخاري في الأدب ومسلم وابن مردويه والبيهقي في
شعب الايمان عن الأغر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس توبوا إلى الله جميعا فإني
أتوب إليه كل يوم مائة مرة * وأخرج أحمد عن حذيفة قال كان في لساني ذرب لي أهلي فلم أعده إلى غيره فذكرت
ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال أين أنت من الاستغفار يا حذيفة انى لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة وأتوب إليه
* وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن أبي رافع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل كم للمؤمنين
من ستر قال هي أكثر من أن يحصى ولكن المؤمن إذا عمل خطيئة هتك منها سترا فإذا تاب رجع إليه ذلك الستر
وتسعة معه وإذا لم يتب هتك عنه منها ستر واحد حتى إذا لم يبق عليه منها شئ قال الله تعالى لمن يشاء من ملائكته
ان بني آدم يعيرون ولا يغفرون فخفوه بأجنحتكم فيفعلون به ذلك فان تاب رجعت إليه الأستار كلها وإذا لم
يتب عجبت منه الملائكة فيقول الله لهم أسلموه فيسلموه حتى لا يستر منه عورة * وأخرج ابن المنذر عن عبد الله
ابن مغفل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الندم توبة * وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن مسعود
قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الندم توبة * وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس قال سمعت النبي صلى
الله عليه وسلم يقول الندم توبة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن عباس انه سئل عن الرجل
يزنى بالمرأة ثم يتزوجها فقال أوله سفاح وآخره نكاح وتوبتهما إلى جميعا أحب من توبتهما إلى متفرقين
ان الله يقول توبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون * قوله تعالى (وأنكحوا الأيامى منكم) * أخرج عبد بن
حميد عن قتادة وأنكحوا الأيامى منكم قال قد أمركم الله كما تسمعون ان تنكحوهن فإنه أغض لأبصارهم
واحفظ لفروجهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن انه قال وانكحوا الصالحين من عبيدكم
وإمائكم * وأخرج ابن مردويه عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انكحوا الصالحين والصالحات
فما تبعهم بعد ذلك فهو حسن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس وانكحوا
44

الأيامى منكم الآية قال أمر الله سبحانه بالنكاح ورغبهم فيه وأمرهم ان يتزوجوا أحرارهم وعبيدهم ووعدهم في
ذلك الغنى فقال إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر الصديق قال أطيعوا الله
فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى قال تعالى ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله * وأخرج
عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا ان عمر بن الخطاب قال ما رأيت كرجل لم يلتمس
الغنى في الباءة وقد وعده الله فيها ما وعده فقال إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي
شيبة معا في المصنف عن عمر بن الخطاب قال ابتغوا الغنى في الباءة وفي لفظ اطلبوا الفضل في الباءة وتلا ان يكونوا
فقراء يغنهم الله من فضله * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال التمسوا الغنى في النكاح بقول الله ان يكونوا
فقراء يغنهم الله من فضله * وأخرج الديلمي عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوا الرزق بالنكاح
* وأخرج البزار وابن مردويه والديلمي من طريق عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
انكحوا النساء فإنهن يأتينكم بالمال وأخرجه ابن أبي شيبة وأبو داود في مراسيله عن عروة مرفوعا مرسلا
* وأخرج عبد الرزاق وأحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في
سننه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة حق على الله عونهم الناكح يريد العفاف والمكاتب
يريد الأداء والغازي في سبيل الله * وأخرج الخطيب في تاريخه عن جابر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
يشكو إليه الفاقة فأمره ان يتزوج * قوله تعالى (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا) * أخرج عبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا قال هو الرجل يرى المرأة فكأنه
يشتهى فان كانت له امرأة فليذهب إليها فليقض حاجته منها وان لم تكن له امرأة فلينظر في ملكوت السماوات
والأرض حتى يغنيه الله من فضله * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي روق وليستعفف يقول عما حرم الله عليهم حتى
يرزقهم الله * وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس في قوله وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا الآية قال
ليتزوج من لا يجد فان الله سيغنيه * قوله تعالى (والذين يبتغون الكتاب) أخرج ابن السكن في معرفة الصحابة عن
عبد الله بن صبيح عن أبيه قال كنت مملوكا لحويطب بن عبد العزى فسألته الكتاب فأبى فنزلت والذين يبتغون
الكتاب الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير والذين يبتغون الكتاب يعنى الذين يطلبون المكاتبة
من المملوكين * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله فكاتبوهم قال هذا تعليم ورخصة وليست بعزيمة
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عامر الشعبي فكاتبوهم قال إن شاء كاتب وان شاء لم يكاتب * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن أنس بن مالك قال سألني سيرين المكاتبة فأبيت عليه فأتى عمر بن الخطاب
فاقبل على بالدرة وقال كاتبه وتلا فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا فكاتبته * وأخرج أبو داود في المراسيل والبيهقي
في سننه عن يحيى بن أبي كثير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا قال إن علمتم
فيهم حرفة ولا ترسلوهم كلا على الناس * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن
ابن عباس في قوله ان علمتم فيهم خيرا قال المال * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد مثله
* وأخرج البيهقي عن ابن عباس في قوله ان علمتم فيهم خيرا قال أمانة ووفاء * وأخرج البيهقي عن ابن
عباس في قوله فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا ان علمت أن مكاتبك يقضيك * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن ابن جريج قال قلت لعطاء ما قوله فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا
الخير المال أم الصلاح أم كل ذلك قال ما أراه الا المال كقوله كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت ان ترك
خيرا الخير المال * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبيدة السلماني ان علمتم
فيهم خيرا قال إن علمتم عندهم أمانة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وإبراهيم وأبى صالح مثله * وأخرج عبد
الرزاق وابن المنذر والبيهقي عن نافع قال كان ابن عمر يكره ان يكاتب عبده إذا لم يكن له حرفة ويقول يطعمني
من أوساخ الناس * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن مجاهد
وطاوس في قوله ان علمتم فيهم خيرا قال مالا وأمانة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الحسن مثله
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله ان علمتم فيهم خيرا قال إن علمتم
45

لهم حيلة ولا تلقوا مؤنتهم على المسلمين وآتوهم من مال الله الذي آتاكم يعنى ضعوا عنهم من مكاتبتهم * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والروياني في مسنده والضياء المقدسي في المختارة عن بريدة
وآتوهم من مال الله قال حث الناس عليه ان يعطوه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وآتوهم من مال الله قال
حث الناس عليه مولى وغيره * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال يترك
للمكاتب طائفة من كتابته * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال قال ابن عباس في وآتوهم من مال الله
أمر الله المؤمنين ان يعينوا في الرقاب قال علي بن أبي طالب أمر الله السيد أن يدع للمكاتب الربع من ثمنه وهذا
تعليم من الله ليس بفريضة ولكن فيه أجر * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي من طريق أبى عبد الرحمن السلمي ان علي بن أبي طالب قال في قوله ان علمتم
فيهم خيرا قال مالا وآتوهم من مال الله الذي أتاكم قال يترك للمكاتب الربع * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم
والحاكم وصححه والديلمي وابن المنذر والبيهقي وابن مردويه من طرق عن عبد الله بن حبيب عن علي عن النبي
صلى الله عليه وسلم في قوله وآتوهم من مال الله الذي آتاكم قال يترك للمكاتب الربع * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد عن قتادة قال يترك له العشر من كتابته * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم والبيهقي عن عمر انه
كاتب عبدا له يكنى أبا أمية فجاء بنجمه حين حل قال يا أبا أمية اذهب فاستعن به في مكاتبتك قال يا أمير المؤمنين
لو تركت حين يكون من آخر نجم قال أخاف ان لا أدرك ذلك ثم قرأ وآتوهم من مال الله الذي آتاكم * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال كان ابن عمر إذا كان له مكاتب لم يضع عنه شيئا من أول
نجومه مخافة ان يعجز فترجع إليه صدقته ولكنه إذا كان في آخر مكاتبته وضع عنه ما أحب * وأخرج ابن أبي حاتم
عن زيد بن أسلم وآتوهم من مال الله قال ذلك على الولاة يعطوهم من الزكاة يقول الله وفي الرقاب * قوله تعالى
(ولا تكرهوا فتياتكم) الآية * أخرج ابن أبي شيبة ومسلم وسعيد بن منصور والبزار والدارقطني وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق أبى سفيان عن جابر بن عبد الله قال كان عبد الله بن أبي
يقول لجارية له اذهبي فأبغينا شيئا وكانت كارهة فأنزل الله ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ان أردن تحصنا لتبتغوا
عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم هكذا كان يقرؤها * وأخرج
مسلم من هذا الطريق عن جابر ان جارية لعبد الله بن أبي يقال لها مسيكة وأخرى يقال لها أميمة فكان يريدهما
على الزنا فشكيا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ولا تكرهوا فتياتكم الآية * وأخرج النسائي
والحاكم وصححه وابن جرير وابن مردويه من طريق أبى الزبير عن جابر قال كانت مسيكة لبعض الأنصار
فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن سيدي يكرهني على البغاء فنزلت ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء
* وأخرج البزار وابن مردويه عن أنس قال كانت جارية لعبد الله بن أبي يقال لها معاذة يكرهها على الزنا فلما
جاء الاسلام نزلت ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة مثله * وأخرج ابن مردويه
عن علي بن أبي طالب في قوله ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء قال كان أهل الجاهلية يبغين إماؤهم فنهوا عن ذلك
في الاسلام * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كانوا في الجاهلية يكرهون إماءهم على الزنا يأخذون
أجورهم فنزلت الآية * وأخرج الطيالسي والبزار وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن ابن
عباس ان جارية لعبد الله بن أبي كانت تزني في الجاهلية فولدت له أولادا من الزنا فلما حرم الله الزنا قال لها مالك
لا تزنين قالت لا والله لا أزنى أبدا فضربها فأنزل الله ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء * وأخرج سعيد بن منصور
والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة ان عبد الله بن أبي كانت له أمتان مسيكة ومعاذة وكان يكرههما على
الزنا فقالت إحداهما ان كان خيرا فقد استكثرت منه وان كان غير ذلك فإنه ينبغي ان أدعه فأنزل الله ولا تكرهوا
فتياتكم على البغاء * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن أبي مالك في قوله ولا تكرهوا فتياتكم على
البغاء قال نزلت في عبد الله بن أبي وكانت له جارية تكسب عليه فأسلمت وحسن اسلامها فأرادها ان تفعل كما
كانت تفعل فأبت عليه * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال كان لعبد الله بن أبي جارية تدعى معاذة فكان إذا
46

نزل به ضيف أرسلها إليه ليواقعها إرادة الثواب منه والكرامة له فأقبلت الجارية إلى أبى بكر فشكت ذلك إليه
فذكره أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم فأمره بقبضها فصاح عبد الله بن أبي من يعذرنا من محمد يغلبنا على مماليكنا
فنزلت الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الزهري ان رجلا من قريش أسر
يوم بدر وكان عند عبد الله بن أبي أسيرا وكانت لعبد الله بن أبي جارية يقال لها معاذة وكان القرشي الأسير يريدها
على نفسها وكانت مسلمة فكانت تمتنع منه لإسلامها وكان عبد الله بن أبي يكرهها على ذلك ويضربها رجاء ان
تحمل للقرشي فيطلب فداء ولده فأنزل الله ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء * وأخرج الخطيب في رواة مالك من
طريق مالك عن ابن شهاب ان عمر بن ثابت أخا بنى الحرث بن الخزرج حدثه ان هذه الآية في سورة النور
ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء نزلت في معاذة جارية عبد الله بن أبي ابن سلول وذلك أن عباس بن عبد المطلب كان
عندهم أسيرا فكان عبد الله بن أبي يضربها على أن تمكن عباسا من نفسها رجاء ان تحمل منه فيأخذ ولده فداء
فكانت تأبى عليه وقال ذلك الغرض الذي كان ابن أبي يبتغى * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد قال كانوا يأمرون ولائدهم ان يباغوا فكن يفعلن ذلك ويصبن فيأتين بكسبهن قال وكان لعبد الله
ابن أبي جارية فكانت تباغي وكرهت ذلك وحلفت ان لا تفعله فأكرهها فأنزل الله الآية * وأخرج ابن أبي حاتم
عن مقاتل بن حيان قال بلغنا والله أعلم ان هذه الآية نزلت في رجلين كانا يكرهان أمتين لهما إحداهما اسمها
مسيكة وكانت للأنصاري والأخرى أميمة أم مسيكة لعبد الله بن أبي وكانت معاذة وأروى بتلك المنزلة فاتت مسيكة
وأمها النبي صلى الله عليه وسلم فذكرتا ذلك له فأنزل الله في ذلك ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء يعنى الزنا * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء قال لا تكرهوا
إمائكم على الزنا فان فعلتم فان الله لهن غفور رحيم وإثمهن على من يكرههن * وأخرج ابن أبي شيبة عن رافع بن
خديج أن النبي صلى الله عليه قال كسب الحجام خبيث ومهر البغي خبيث * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي جحيفة
قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مهر البغي * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال
في قراءة ابن مسعود فان الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم قال للمكرهات على الزنا * وأخرج عبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة ان أردن تحصنا أي عفة وإسلاما * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير
لتبتغوا عرض الحياة الدنيا يعنى كسبهن وأولادهن من الزنا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد فان الله من بعد إكراههن غفور رحيم قال للمكرهات على الزنا * وأخرج عبد بن حميد عن
قتادة فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم قال لهن وليست لهم * قوله تعالى (ولقد أنزلنا إليكم آيات) الآية
* أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات يعنى ما فرض عليهم في هذه السورة * وأخرج ابن
جرير عن سعيد بن جبير انه كان يقرأ فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم * قوله تعالى (الله نور السماوات
والأرض) * أخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تهجد في الليل يدعو اللهم لك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن ولك
الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيام السماوات والأرض ومن فيهن أنت الحق وقولك
حق ووعدك حق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت
واليك أنبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت الهى لا اله الا
أنت * وأخرج أبو داود والنسائي والبيهقي عن زيد بن أرقم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دبر صلاة
الغداة وفي دبر الصلاة اللهم ربنا ورب كل شئ انا شهيد بأنك أنت الرب وحدك لا شريك لك اللهم ربنا ورب كل
شئ انا شهيد ان محمدا عبدك ورسولك اللهم ربنا ورب كل شئ انا شهيد ان العباد كلهم إخوة اللهم ربنا ورب كل شئ
اجعلني مخلصا لك وأهلي في كل ساعة في الدنيا والآخرة ذا الجلال والاكرام اسمع واستجب الله أكبر الله أكبر الله
نور السماوات والأرض الله أكبر الله أكبر حسبي الله ونعم الوكيل الله أكبر الله أكبر * وأخرج الطبراني عن سعيد
ابن جبير قال كان ابن عباس يقول اللهم إني أسالك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض ان تجعلني في
47

حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله الله نور السماوات والأرض يدبر
الامر فيهما نجومهما وشمسهما وقمرهما * وأخرج الفريابي عن ابن عباس في قوله الله نور السماوات والأرض
مثل نوره الذي أعطاء المؤمن كمشكاة مثل الكوة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد
من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية في سفح جبل لا تصيبها الشمس إذا طلعت ولا إذا غربت يكاد
زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور فذلك مثل قلب المؤمن نور على نور مثل الذين كفروا أعمالهم كسراب
بقيعة قال أعمال الكفار إذا جاؤوا رأوها مثل السراب إذا أتاه الرجل قد احتاج إلى الماء فاتاه فلم يجد شيئا فذلك مثل
عمل الكافر يرى أن له ثوابا وليس له ثواب أو كظلمات في بحر لجي إلى قوله لم يكد يراها فذلك مثل قلب الكافر ظلمة
فوق ظلمة * وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف عن الشعبي قال في قراءة أبي بن كعب مثل نور
المؤمن كمشكاة * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله الله نور السماوات والأرض يقول
مثل نور من آمن بالله كمشكاة قال وهي النقرة يعنى الكوة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس مثل نوره قال
هي خطأ من الكاتب هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة قال مثل نور المؤمن كمشكاة * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق على عن ابن عباس الله نور السماوات
والأرض قال هادي أهل السماوات وأهل الأرض مثل نوره مثل هداه في قلب المؤمن كمشكاة يقول موضع الفتيلة
يقول كما يكاد الزيت الصافي يضئ قبل أن تمسه النار إذا مسته النار ازداد ضوءا على ضوئه كذلك يكون قلب
المؤمن يعمل بالهدى قبل أن يأتيه العلم فإذا أتاه العلم ازداد هدى على هدى ونورا على نور * وأخرج أبو عبيد
وابن المنذر عن أبي العالية قال هي في قراءة أبي بن كعب مثل نور من آمن به أو قال مثل من آمن به * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبي بن كعب الله نور السماوات
والأرض مثل نوره قال هو المؤمن الذي جعل الايمان والقرآن في صدره فضرب الله مثله فقال الله نور السماوات
والأرض فبدأ بنور نفسه ثم ذكر نور المؤمن فقال مثل نور من آمن به فكان أبى بن كعب يقرؤها مثل نور من
آمن به فهو المؤمن جعل الايمان والقرآن في صدره كمشكاة قال فصدر المؤمن المشكاة فيها مصباح والمصباح
النور وهو القرآن والايمان الذي جعل في صدره في زجاجة والزجاجة قلبه كأنها كوكب درى فقلبه مما استنار
فيه القرآن والايمان كأنه كوكب درى يقول كوكب مضئ توقد من شجرة مباركة والشجرة المباركة أصل المبارك
الاخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له زيتونه لا شرقية ولا غربية قال فمثله كمثل شجرة التف بها الشجر فهي
خضراء ناعمة لا تصيبها الشمس على أي حالة كانت لا إذا طلعت ولا إذا غربت فكذلك هذا المؤمن قد أجير من أن
يصله شئ من الفتن وقد ابتلى بها فثبته الله فيها فهو بين أربع خلال ان قال صدق وان حكم عدل وان أعطى
شكر وان ابتلى صبر فهو في سائر الناس كالرجل الحي يمشى بين قبور الأموات نور على نور فهو يتقلب في خمسة
من النور فكلامه نور وعمله نور ومدخله نور ومخرجه نور ومصيره إلى نور يوم القيام إلى الجنة ثم ضرب مثل
الكافر فقال والذين كفروا أعمالهم كسراب الآية قال وكذلك الكافر يجئ يوم القيامة وهو يحسب أن له عند
الله خيرا فلا يجده ويدخله الله النار قال وضرب مثلا آخر للكافر فقال أو كظلمات في بحر لجي الآية فهو يتقلب
في خمس من الظلم فكلامه ظلمة وعمله ظلمة ومخرجه ظلمة ومدخله ظلمة ومصيره يوم القيامة إلى الظلمات
إلى النار فكذلك ميت الاحياء يمشى في الناس لا يدرى ماذا له وماذا عليه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن اليهود قالوا لمحمد كيف يخلص نور الله من دون السماء فضرب
الله مثل ذلك لنوره فقال الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة والمشكاة كوة البيت فيها مصباح وهو
السراج يكون في الزجاجة وهو مثل ضربه الله لطاعته فسمى طاعته نورا ثم سماها أنواعا شتى لا شرقية ولا غربية
قال هي وسط الشجر لا تنالها الشمس إذا طلعت ولا إذا غربت وذلك لوجود الزيت يكاد زيتها يضئ يقول
بغير نار نور على نور يعنى بذلك ايمان العبد وعمله يهدى الله لنوره من يشاء هو مثل المؤمن * وأخرج الطبراني
وابن عدي وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنه في قوله كمشكاة فيها مصباح قال المشكاة
48

جوف محمد صلى الله عليه وسلم والزجاجة قلبه والمصباح النور الذي في قلبه توقد من شجرة مباركة الشجرة إبراهيم
زيتونة لا شرقية ولا غربية لا يهودية ولا نصرانية ثم قرأ ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا
مسلما وما كان من المشركين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن
شمر بن عطية قال جاء ابن عباس رضي الله عنهما إلى كعب الأحبار فقال حدثني عن قول الله الله نور السماوات
والأرض مثل نوره قال مثل نور محمد صلى الله عليه وسلم كمشكاة قال المشكاة الكوة ضربها مثلا لفمه فيها
مصباح والمصباح قلبه في زجاجة والزجاجة صدره كأنها كوكب درى شبه صدر محمد صلى الله عليه وسلم بالكوكب
الدري ثم رجع إلى المصباح إلى قلبه فقال توقد من شجرة مباركة زيتونة يكاد زيتها يضئ قال يكاد محمد صلى الله
عليه وسلم يبين للناس ولو لم يتكلم انه نبي كما يكاد ذلك الزيت انه يضئ ولو لم تمسسه نار * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما الله نور السماوات والأرض قال الله هادي أهل السماوات والأرض مثل نوره يا محمد
في قلبك كمثل هذا المصباح في هذه المشكاة فكما هذا المصباح في هذه المشكاة كذلك فؤادك في قلبك وشبه قلب
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكوكب الدري الذي لا يخبو توقد من شجرة مباركة زيتونة تأخذ دينك عن
إبراهيم عليه السلام وهي الزيتونة لا شرقية ولا غربية ليس بنصراني فيصلى نحو المشرق ولا يهودي فيصلى نحو
المغرب يكاد زيتها يضئ فيقول يكاد محمد ينطق بالحكمة قبل أن يوحى إليه بالنور الذي جعل الله في قلبه
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير مثل نوره قال محمد صلى الله عليه وسلم يكاد زيتها يضئ قال
يكاد من رأى محمدا صلى الله عليه وسلم بعلم انه رسول الله وان لم يتكلم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه
الله نور السماوات والأرض مثل نوره قال مثل نور المؤمن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه
مثل نوره قال مثل هذا القرآن في القلب كمشكاة قال ككوة * وأخرج ابن جرير عن أنس رضي الله عنه
قال إن الهى يقول إن نوري هداي * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله
كمشكاة قال هي موضع الفتيلة من القنديل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما
كمشكاة قال ككوة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنه قال المشكاة الكوة * وأخرج
عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال المشكاة بلسان الحبشة الكوة * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال المشكاة الكوة بلغة الحبشة * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد
ابن عياض كمشكاة قال ككوة بلسان الحبشة * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير كمشكاة قال الكوة
التي ليست بنافذة * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك قال المشكاة
الكوة التي ليس لها منفذ والمصباح السراج * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه
مثل نوره قال مثل نور الله في قلب المؤمن كمشكاة قال الكوة كأنها كوكب درى قال منير يضئ زيتونة
لا شرقية ولا غربية قال لا يفي عليها ظل شرقي ولا غربي كنا نتحدث انها صاحبة الشمس وهو أصفى الزيت
وأطيبه وأعذبه هذا مثل ضربه الله للقرآن أي قد جاءكم من الله نور وهدى متظاهر ان المؤمن يسمع كتاب الله
فوعاه وحفظه وانتفع بما فيه وعمل به فهذا مثل المؤمن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه
كمشكاة قال الصفر الذي في جوف القنديل فيها مصباح قال السراج في زجاجة قال القنديل لا شرقية ولا غربية
قال هي الشمس من حين تطلع إلى أن تغرب ليس لها ظل وذلك أضوأ لزيتها وأحسن له وأنور له نور على نور قال
النار على الزيت جاورته * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك كأنها كوكب درى قال يعنى الزهرة
ضرب الله مثل المؤمن مثل ذلك النور يقول قلبه نور وجوفه نور ويمشي في نور * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة
رضي الله عنه كوكب درى قال ضخم * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم في قوله زيتونة لا شرقية ولا غربية قال قلب إبراهيم لا يهودي ولا نصراني * وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لا شرقية ولا غربية قال شجرة لا يظلها كهف ولا جبل ولا يواريها شئ وهو
أجود لزيتها * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة والضحاك رضي الله عنه ومحمد بن سيرين مثله * وأخرج ابن
49

أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لا شرقية ولا غربية قال ليست شرقية ليس فيها غرب ولا غربية
ليس فيها شرق ولكنها شرقية غربية * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله لا شرقية ولا غربية قال هي في وسط الشجر لا تصيبها الشمس في شرق ولا غرب
وهي من وجوه الشجر * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك ومحمد بن كعب مثله * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال لو كانت هذه الشجرة في الأرض
لكانت شرقية أو غربية ولكنه مثل ضربه الله لنوره * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن
عباس رضي الله عنهما توقد من شجرة مباركة قال رجل صالح لا شرقية ولا غربية قال لا يهودي ولا نصراني
* وأخرج عبد بن حميد في مسنده والترمذي وابن ماجة عن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه يخرج من شجرة مباركة * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبي
أسيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة * وأخرج البيهقي في
الشعب عن عائشة رضي الله عنها انها ذكر عندها الزيت فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر ان يؤكل
ويدهن ويستعط به ويقول إنه من شجرة مباركة * وأخرج الطبراني عن شريك بن سلمة قال ضفت عمر بن
الخطاب رضي الله عنه ليلة فاطعمني كسورا من رأس بعير بارد وأطعمنا زيتا وقال هذا الزيت المبارك الذي قال
الله لنبيه * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة يكاد زيتها يضئ يقول من شدة النور * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
زيد قال الضوء اشراق الزيت * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضي الله عنه نور على نور قال نور النار ونور
الزيت حين اجتمعا أضاء وكذلك نور القرآن ونور الايمان * وأخرج ابن مردويه عن أبي العالية نور على نور قال
أتى نور الله تعالى على نور محمد * قوله تعالى (في بيوت أذن الله ان ترفع) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما في بيوت أذن الله ان ترفع قال هي المساجد تكرم ونهى عن اللغو فيها ويذكر
فيها اسمه يتلى فيها كتابه يسبح يصلى له فيها بالغد وصلاة الغداة والآصال صلاة العصر وهما أول ما فرض الله
من الصلاة وأحب ان يذكرهما ويذكرهما عباده * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن عقبة بن عامر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي فينادى مناد
سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم ثلاث مرات ثم يقول أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع ثم يقول
أين الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ثم يقول أين الحمادون الذين كانوا يحمدون ربهم * واخرج
عبد بن حميد عن قتادة في بيوت أذن الله ان ترفع قال هي المساجد اذن الله في بنيانها ورفعها وأمر بعمارتها
وبطهورها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في بيوت أذن الله ان ترفع قال في مساجد ان تبنى وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير عن الحسن في قوله اذن الله أن ترفع يقول إن تعظم بذكره يسبح يصلى له فيها * وأخرج ابن أبي
حاتم عن مجاهد في بيوت أذن الله أن ترفع قال هي بيوت النبي * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في بيوت أذن
الله ان ترفع قال انما هي أربع مساجد لم يبنهن الا نبي الكعبة بناها إبراهيم وإسماعيل وبيت المقدس بناه داود
وسليمان ومسجد المدينة بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسجد قباء أسس على التقوى بناه رسول الله
صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك وبريدة قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه
الآية في بيوت أذن الله ان ترفع فقام إليه رجل فقال أي بيوت هذه يا رسول الله قال بيوت الأنبياء فقام إليه أبو بكر
فقال يا رسول الله هذا البيت منها لبيت على وفاطمة قال نعم من أفاضلها * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي
وابن ماجة وابن مردويه عن ابن بريدة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول من دعا إلى الجمل الأحمر في
المسجد فقال لا وجدته ثلاثا انما بنيت هذه المساجد للذي بنيت له وقال أبو سنان الشيباني في قوله في بيوت أذن الله
ان ترفع قال تعظم * وأخرج أحمد أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن عائشة قالت أمر رسول الله صلى الله عليه
وسلم ببناء المساجد في الدور وان تنظف وتطيب * وأخرج أحمد عن عروة بن الزبير عمن حدثه من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم قالوا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا ان نصنع المساجد في دورنا وان نصلح صنعتها
50

ونطهرها * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو يعلى عن ابن عمر ان عمر كان يجمر المسجد في كل جمعة * وأخرج ابن أبي
شيبة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التفل في المسجد خطيئة وكفارته أن يواريه * وأخرج ابن أبي
شيبة وأحمد والطبراني عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البزاق في المسجد خطيئة ودفنه حسنة
* وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البزاق في المسجد خطيئة
وكفارته دفنه * وأخرج البزار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البزاق في المسجد خطيئة وكفارته
دفنه * وأخرج البزار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبعث النخامة يوم القيامة في القبلة وهي
في وجه صاحبها * وأخرج الطبراني عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من بزق في قبلة ولم يوارها جاءت
يوم القيامة أحمى ما تكون حتى تقع بين عينيه * وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال من صلى فبزق تجاه القبلة جاءت
البزقة يوم القيامة في وجهه * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال إذا بزق في القبلة جاءت أحمى ما تكون يوم
القيامة حتى تقع بين عينيه * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال إن المسجد لينزوي من المخاط أو النخامة كما
تنزوي الجلدة من النار * وأخرج ابن أبي شيبة عن العباس بن عبد الرحمن الهاشمي قال أول ما خلقت المساجد أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المسجد نخامة فحكها ثم أمر بخلوق فلطخ مكانها قال فخلق الناس المساجد
* وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في قبلة المسجد نخامة فقام إليها فحكها
بيده ثم دعا بخلوق فقال الشعبي هو سنة * وأخرج ابن أبي شيبة عن يعقوب بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يتبع غبار المسجد بجريدة * وأخرج ابن أبى شيبة عن زيد بن أسلم قال كان المسجد يرش ويقم على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن رجل من الأنصار قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليصرها في ثوبه حتى يخرجها * وأخرج ابن ماجة عن ابن عمر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم خصال لا ينبغين في المسجد لا يتخذ طريقا ولا يشهر فيه سلاح ولا يقبض فيه بقوس ولا
يتخذ سوقا * وأخرج ابن ماجة عن واثلة بن الأسقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبوا مساجدكم صبيانكم
ومجانينكم وشراركم وبيعكم وخصوماتكم وإقامة حدودكم وسل سيوفكم واتخذوا على أبوابها المطاهر وبخروها
في الجمع * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذ أمر أحدكم بالنبل في المسجد فليمسك على نصولها * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي
والنسائي وابن ماجة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيع
والشراء في المسجد وعن تناشد الاشعار ولفظ ابن أبي شيبة عن انشاد الضوال * وأخرج الطبراني عن
ثوبان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأيتموه ينشد شعرا في المسجد فقولوا له فض الله فاك
ثلاث مرات ومن رأيتموه ينشد ضالة في المسجد فقولوا لا وجدتها ثلاث مرات ومن رأيتموه يبيع أو يبتاع
في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك * وأخرج الطبراني عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تسل السيوف ولا تنثر النبل في المساجد ولا يحلف بالله في المساجد ولا تمنع القائلة في المساجد مقيما ولا ضيفا
ولا تبنى التصاوير ولا تزين بالقوارير فإنما بنيت بالأمانة وشرفت بالكرامة * وأخرج الطبراني عن جبير بن
مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقام الحدود في المساجد * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس انه
قال لرجل أخرج حصا قمن المسجد ردها والا خاصمتك يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال إن
الحصاة إذا خرجت من المسجد تناشد صاحبها * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال إذ أخرجت الحصاة من
المسجد صاحت أو سبحت وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال الحصاة تسب وتلعن من يخرجها من المسجد
* وأخرج ابن أبي شيبة عن سليمان بن يسار قال الحصاة إذا خرجت من المسجد تصيح حتى ترد إلى موضعها
* وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وابن ماجة عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد يقول بسم الله والسلام على رسول اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب
رحمتك وإذا خرج قال بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك * وأخرج ابن أبي
51

شيبة عن قتادة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أعطوا المساجد حقها قيل وما حقها قال ركعتان قبل ان تجلس
* وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال من أشراط الساعة ان تتخذ المساجد طرقا والله أعلم * قوله تعالى
(يسبح له فيها بالغدو والآصال) * أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ يسبح بنصب الباء * وأخرج ابن أبي شيبة
والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال إن صلاة الضحى لفي القرآن وما يغوص عليها الا غواص في قوله في
بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * قوله تعالى (رجال) * أخرج أحمد عن
أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير مساجد النساء قعر بيوتهن * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن المنذر عن أبي حميد الساعدي عن أبيه عن جدته أم حميد قالت قلت يا رسول الله تمنعنا أزواجنا ان
نصلى معك ونحب الصلاة معك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاتكن في بيوتكن أفضل من صلاتكن في
حجركن وصلاتكن في حجركن أفضل من صلاتكن في الجماعة * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال ما صلت
امرأة قط صلاة أفضل من صلاة تصليها في بيتها الا ان تصلى عند المسجد الحرام الا عجوز في منقلبها يعنى حقبها
* قوله تعالى (لا تلهيهم تجارة) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم في قوله تعالى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله قال هم الذين يضربون في الأرض يبتغون
من فضل الله * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله رجال
لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله قال هم الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عباس في قوله رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله قال كانوا رجالا يبتغون من فضل الله يشترون
ويبيعون فإذا سمعوا النداء بالصلاة ألقوا ما بأيديهم وقاموا إلى المسجد فصلوا * وأخرج الطبراني وابن مردويه
عن ابن عباس في قوله رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله قال اما والله لقد كانوا تجارا فلم تكن تجارتهم ولا
بيعهم يلهيهم عن ذكر الله * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في الآية
قال ضرب الله هذا المثل قوله مثل نوره كمشكاة لأولئك القوم الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وكانوا
أتجر الناس وأبيعه ولكن لم تكن تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى
حاتم عن ابن عباس رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله قال عن شهود الصلاة المكتوبة * وأخرج الفريابي
عن عطاء مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر انه كان في السوق فأقيمت
الصلاة فاغلقوا حوانيتهم ثم دخلوا المسجد فقال ابن عمر فيهم نزلت رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله
* وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير والطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود انه رأى ناسا من أهل السوق
سمعوا الاذان فتركوا أمتعتهم وقاموا إلى الصلاة فقال هؤلاء الذين قال الله لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله قال هم في أسواقهم يبيعون
ويشترون فإذا جاء وقت الصلاة لم يلههم البيع والشراء عن الصلاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار قال
تتقلب في الجوف ولا تقدر تخرج حتى تقع في الخنجرة فهو قوله إذا لقلوب لدى الحناجر كاظمين * وأخرج ابن أبي
حاتم عن زيد بن أسلم في قوله يخافون يوما قال يوم القيامة * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد عن أبي الدرداء
قال ما أحب ان أبايع على هذا الدرج وأربح كل يوم ثلثمائة دينار وأشهد الصلاة في الجماعة اما انا لا أزعم ان ذلك
ليس بحلال ولكنني أحب أن أكون من الذين قال الله رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله * وأخرج هناد بن
السرى في الزهد ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أسماء
بنت يزيد قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد يسمعهم الداعي
وينفدهم البصر فيقوم مناد فينادى أين الذين كانوا يحمدون الله في السراء والضراء فيقومون وهم قليل فيدخلون
الجنة بغير حساب ثم يعود فينادى أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليل فيدخلون
الجنة بغير حساب فيعود فينادى أين الذين كانوا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فيقومون وهم قليل
فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يقوم سائر الناس فيحاسبون * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي
52

في شعب الايمان عن عقبة بن عامر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال يجمع الناس في صعيد
واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي فينادى مناد سيعلم أهل الموقف لمن الكرم اليوم ثلاث مرات ثم
يقول أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع ثم يقول أين الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر
الله وأقام الصلاة إلى آخر الآية ثم يقول أين الحمادون الذين كانوا يحمدون ربهم * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن
حبان عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الرب عز وجل سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل
الكرم فقيل ومن أهل الكرم يا رسول الله قال أهل الذكر في المساجد * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن
الحسن قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم أين الذين كانت تتجافى جنوبهم
عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فيقومون فيتخطون رقاب الناس ثم ينادى
مناد سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم أين الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فيقومون
فيتخطون رقاب الناس ثم ينادى أيضا فيقول سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم أين الحمادون الله على كل حال
فيقومون وهم كثير ثم تكون التبعة والحساب على من بقى * قوله تعالى (والذين كفروا أعمالهم كسراب)
الآيتين * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله والذين كفروا أعمالهم كسراب الآية قال
هو مثل ضربه الله لرجل عطش فاشتد عطشه فرأى سرابا فحسبه ماء فظن أنه قدر عليه حتى أتى فلما أتاه لم يجده
شيئا وقبض عند ذلك يقول الكافر كذلك ان عمله يغنى عنه أو نافعه شيئا ولا يكون على شئ حتى يأتيه
الموت فاتاه الموت لم يجد عمله أغنى عنه شيئا ولم ينفعه الا كما يقع العطشان المشتد إلى السراب أو كظلمات في بحر لجي
قال يعنى بالظلمات الأعمال وبالبحر اللجي قلب الانسان يغشاه موج يعنى بذلك الغشاوة التي على القلب والسمع
والبصر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله كسراب بقيعة يقول أرض مستوية * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله كسراب بقيعة قال بقاع من
الأرض والسراب عمل الكافر حتى إذا جاءه لم يجده شيئا واتيانه إياه موته وفراقه الدنيا وجد الله عنده ووجد الله
عند فراقه الدنيا فوفاه حسابه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة كسراب بقيعة قال بقيعة
من الأرض * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق السدى عن أبيه عن أصحاب محمد صلى الله
عليه وسلم قال إن الكفار يبعثون يوم القيامة وردا عطاشا فيقولون أين الماء فيمثل لهم السراب فيحسبونه ماء
فينطلقون إليه فيجدون الله عنده فيوفيهم حسابهم والله سريع الحساب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة أو كظلمات في بحر لجي قال اللجي العميق القعر يغشاه موج من فوقه موج
الآية قال هذا مثل عمل الكافر في ضلالات ليس له مخرج ولا منفذ أعمى فيها لا يبصر * وأخرج عبد بن حميد عن
الحسن قال إذا أخرج يده لم يكد يراها قال أما رأيت الرجل يقول والله ما رأيتها وما كدت ان أراها * وأخرج ابن
المنذر عن أبي امامة انه قال أيها الناس انكم قد أصبحتم وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيئات
ويوشك ان تظعنوا منه إلى منزل آخر وهو القبر بيت الوحدة وبيت الظلمة وبيت الضيق الا ما وسع الله ثم
تنقلون إلى مواطن يوم القيامة وانكم لفي بعض تلك المواطن حين يغشى الناس أمر من أمر الله فتبيض وجوه
وتسود وجوه ثم تنتقلون إلى منزل آخر فيغشى الناس ظلمة شديدة ثم يقسم النور فيعطى المؤمن نورا ويترك
الكافر والمنافق فلا يعطى شيئا وهو المثل الذي ضربه الله في كتابه أو كظلمات في بحر لجي إلى قوله فماله من نور
فلا يستضئ الكافر والمنافق بنور المؤمن كما لا يستضئ الأعمى ببصر البصير * قوله تعالى (ألم تر ان الله يسبح)
الآية * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن
مجاهد في قوله ألم تر ان الله يسبح له إلى قوله كل قد علم صلاته وتسبيحه قال الصلاة للانسان والتسبيح لما سوى
ذلك من خلقه * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله والطير صافات قال بسط أجنحتهن * وأخرج عبد بن
حميد عن قتادة والطير صافات قال صافات بأجنحتها * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مسعر في قوله والطير صافات
كل قد علم صلاته وتسبيحه قال قد سمى لها صلاة ولم يذكر ركوعا ولا سجودا * قوله تعالى (ألم تر ان الله يزجي سحابا)
53

الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله فترى الودق قال المطر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
المنذر عن مجاهد في قوله فترى الودق قال القطر * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بجيلة عن أبيه قال الودق البرق
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله من خلاله قال السحاب * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس انه
قرأها من خلله بفتح الخاء من غير ألف * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن كعب قال لو أن الجليد
ينزل من السماء الرابعة لم يمر بشئ الا هلكه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
يكاد سنا برقه يقول ضوء برقه * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله يكاد
سنا برقه قال السنا الضوء قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أبا سفيان بن الحارث وهو يقول
يدعو إلى الحق لا يبغي به بدلا * يجلو بضوء سناه داحي الظلم
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة يكاد سنا برقه قال لمعان البرق * وأخرج
ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب ان كعبا سأل عبد الله بن عمر وعن البرق قال هو ما يسبق من البرد وقرأ جبال
فيها من برد يكاد سنا برقه يذهب بالابصار * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله يقلب الله الليل والنهار قال
يأتي بالليل ويذهب بالنهار ويأتي بالنهار ويذهب بالليل * قوله تعالى (والله خلق كل دابة) الآية * أخرج ابن أبي
حاتم عن ابن زيد والله خلق كل دابة من ماء قال النطفة * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن مغفل انه قرأ والله
خالق كل دابة من ماء * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس قال كل شئ يمشى على أربع الا الانسان
والله أعلم * قوله تعالى (ويقولون آمنا بالله) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين قال أناس من المنافقين
أظهروا الايمان والطاعة وهم في ذلك يصدون عن سبيل الله وطاعته وجهاد مع رسوله * وأخرج عبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن قال إن الرجل كان يكون بينه وبين الرجل خصومة أو منازعة على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا دعى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محق أذعن وعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم
سيقضي له بالحق وإذا أراد أن يظلم فدعى إلى النبي صلى الله عليه وسلم أعرض وقال انطلق إلى فلان فأنزل الله وإذا
دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إلى قوله هم الظالمون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان بينه وبين أخيه
شئ فدعاه إلى حكم من حكام المسلمين فلم يجب فهو ظالم لا حق له * وأخرج الطبراني عن الحسن عن سمرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعى إلى سلطان فلم يجب فهو ظالم لا حق له * قوله تعالى (وأقسموا بالله) الآية
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال أتى قوم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله لو أمرتنا أن نخرج
من أموالنا لخرجنا فأنزل الله وأقسموا بالله جهد أيمانهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله وأقسموا بالله
جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قال ذلك في شأن الجهاد قل لا تقسموا قال يأمرهم ان لا يحلفوا على شئ طاعة
معروفة قال يأمرهم ان يكون منهم طاعة معروفة للنبي صلى الله عليه وسلم من غير أن يقسموا * وأخرج ابن
المنذر عن مجاهد طاعة معروفة يقول قد عرفت طاعتكم أي انكم تكذبون به * قوله تعالى (قل أطيعوا الله)
الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله فإنما عليه ما حمل فيبلغ ما أرسل به إليكم وعليكم ما حملتم قال إن
تطيعوه وتعملوا بما أمركم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الزبير عن جابر أنه سئل ان كان على امام فاجر
فلقيت معه أهل ضلالة أقاتل أم لا ليس بي حبه ولا مظاهرة قال قاتل أهل الضلالة أينما وجدتهم وعلى الامام
ما حمل وعليك ما حملت * وأخرج البخاري في تاريخه عن واثل أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم ان كان علينا
أمراء يعملون بغير طاعة الله تعالى فقال عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والترمذي
وابن جرير في تهذيبه وابن مردويه عن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال قدم يزيد بن سلمة على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت ان كان علينا أمراء يأخذوا منا الحق ولا يعطونا فقال انما عليهم ما حملوا وعليكم
ما حملتم * وأخرج ابن جرير وابن قانع والطبراني عن علقمة بن وائل الحضرمي عن سلمة بن يزيد الجهني قال قلت
يا رسول الله أرأيت ان كان علينا أمراء من بعدك يأخذونا بالحق الذي علينا ويمتعونا الحق الذي جعله الله لنا
54

نقاتلهم ونبغضهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم * قوله تعالى (وعد الله الذين آمنوا)
الآية * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن البراء في قوله وعد الله الذين آمنوا منكم الآية قال فينا نزلت ونحن
في خوف شديد * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة
نحوا من عشر سنين يدعون إلى الله وحده وعبادته وحده لا شريك له سرا وهم خائفون لا يؤمرون بالقتال حتى
أمروا بالهجرة إلى المدينة فقدموا المدينة فأمرهم الله بالقتال وكانوا بها خائفين يمسون في السلاح ويصبحون
في السلاح فغيروا بذلك ما شاء الله ثم إن رجلا من أصحابه قال يا رسول الله أبدا الدهر نحن خائفون هكذا أما يأتي
علينا يوم نأمن فيه ونضع فيه السلاح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن 7 تغيروا الا قليلا حتى يجلس الرجل
منكم في الملا العظيم مجتبيا ليست فيهم جديدة فأنزل الله وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم
في الأرض إلى آخر الآية فأظهر الله نبيه على جزيرة العرب فأمنوا ووضعوا السلاح ثم إن الله قبض نبيه فكانوا
كذلك آمنين في إمارة أبى بكر وعمر وعثمان حتى وقعوا فيما وقعوا وكفروا النعمة فادخل الله عليهم الخوف
الذي كان رفع عنهم واتخذوا الحجر والشرط وغيروا فغير ما بهم * وأخرج ابن المنذر والطبراني في الأوسط
والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة عن أبي بن كعب قال لما قدم رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأصحابه المدينة وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحدة فكانوا لا يبيتون الا في السلاح
ولا يصبحون الا فيه فقالوا أترون انا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف الا الله فنزلت وعد الله الذين آمنوا
منكم وعملوا الصالحات الآية * وأخرج أحمد وابن مردويه واللفظ له والبيهقي في الدلائل عن أبي بن كعب
قال لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات الآية قال بشر هذه الأمة
بالسنا والرفعة والدين والنصر والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من
تصيب * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ليستخلفنهم بالياء في الأرض كما استخلف برفع التاء وكسر
اللام وليمكنن بالياء مثقلة وليبدلنهم مخففة بالياء * وأخرج عبد بن حميد عن عطية وعد الله الذين آمنوا منكم
وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض قال أهل بيت ههنا وأشار بيده إلى القبلة * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة وليمكنن لهم دينهم الذين ارتضى لهم قال هو الاسلام * وأخرج عبد بن حميد عن
ابن عباس يعبدونني لا يشركون بي شيئا قال لا يخافون أحدا غيري * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد
ابن حميد وابن المنذر عن مجاهد يعبدونني لا يشركون بي شيئا قال لا يخافون أحدا غيري ومن كفر بعد ذلك فأولئك
هم الفاسقون قال العاصون * وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية ومن كفر بعد ذلك قال كفر بهذه النعمة
ليس الكفر بالله * وأخرج ابن مردويه عن أبي الشعثاء قال كنت جالسا مع حذيفة وابن مسعود فقال
حذيفة ذهب النفاق انما كان النفاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما هو اليوم الكفر بعد
الايمان فضحك ابن مسعود ثم قال بم تقول قال بهذه الآية وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات
إلى آخر الآية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض قال سابقين في الأرض
والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل
ابن حيان قال بلغنا أن رجلا من الأنصار وامرأته أسماء بنت مرشدة صنعا للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما فقالت
أسماء يا رسول الله ما أقبح هذا انه ليدخل على المرأة وزوجها وهما في ثوب واحد كل منهما بغير اذن فأنزل الله
في ذلك يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم من العبيد والإماء والذين لم يبلغوا الحلم منكم قال
من أحراركم من الرجال والنساء * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في هذه الآية قال كان أناس من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبهم ان يواقعوا نساءهم في هذه الساعات ليغتسلوا ثم يخرجوا إلى الصلاة فأمرهم
الله ان يأمروا المملوكين والغلمان أن لا يدخلوا عليهم في تلك الساعات الا باذن * وأخرج ابن مردويه عن ثعلبة
القرظي عن عبد الله بن سويد قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العورات الثلاث فقال إذا أنا وضعت
ثيابي بعد الظهيرة لم يلج على أحد من الخدم من الذين لم يبلغوا الحلم ولا أحد من الاجراء الا باذن وإذا وضعت ثيابي
55

بعد صلاة العشاء ومن قبل صلاة الصبح * وأخرج عبد بن حميد والبخاري في الأدب عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي
أنه ركب إلى عبد الله بن سويد أخي بنى حارثة بن الحارث يسأله عن العورات الثلاث وكان يعمل بهن فقال ما تريد
قال أريد أن أعمل بهن فقال إذا وضعت ثيابي من الظهيرة لم يدخل على أحد من أهلي بلغ الحلم الا بإذني الا أن
أدعوه فذلك اذنه ولا إذا طلع الفجر وتحرك الناس حتى تصلى الصلاة ولا إذا صليت العشاء الآخرة ووضعت ثيابي
حتى أنام قال فتلك العورات الثلاث * وأخرج ابن سعد عن سويد بن النعمان أنه سئل عن العورات الثلاث
فقال إذا وضعت ثيابي من الظهيرة لم يدخل على أحد من أهلي الا أن أدعوه فذلك اذنه وإذا طلع الفجر وتحرك
الناس حتى يصلى الصبح وإذا صليت العشاء وضعت ثيابي فتلك العورات الثلاث * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي
شيبة وأبو داود وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال آية لم يؤمن بها أكثر الناس آية الاذن وإني
لآمر جاريتي هذه لجارية قصيرة قائمة على رأسه ان تستأذن على * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال
هذه الآية تهاون الناس بها يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم وما نسخت قط * وأخرج
ابن أبي شيبة عن الشعبي في قوله ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم قال ليست منسوخة قيل فان الناس
لا يعملون بها قال الله المستعان * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال يمكث الناس في الساعات
الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال ترك
الناس ثلاث آيات فلم يعملوا بهن يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم الآية والآية التي في
سورة النساء وإذا حضر القسمة الآية والآية التي في الحجرات ان أكرمكم عند الله أتقاكم * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم والبيهقي في السنن عن ابن عباس في قوله ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم الآية قال إذا خلا الرجل
باهله بعد العشاء فلا يدخل عليه خادم ولا صبي الا باذنه حتى يصلى الغداة وإذا خلا باهله عند الظهر فمثل ذلك
ورخص لهم في الدخول فيما بين ذلك بغير اذن وهو قوله ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن فاما من بلغ الحلم فإنه
لا يدخل على الرجل وأهله الا باذنه على كل حال وهو قوله وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين
من قبلهم * وأخرج أبو داود ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في السنن عن ابن عباس ان رجلين
سألاه عن الاستئذان في الثلاث عورات التي أمر الله بها في القرآن فقال ابن عباس ان الله ستير يحب الستر وكان
الناس ليس لهم ستور على أبوابهم ولا حجال في بيوتهم فربما فاجا الرجل خادمه أو ولده أو يتيمه في حجره وهو على
أهله فأمرهم الله ان يستأذنوا في تلك العورات التي سمى الله ثم جاء الله بعد بالستور وبسط الله عليهم في الرزق
فاتخذوا الستور واتخذوا الحجال فرأى الناس ان ذلك قد كفاهم من الاستئذان الذي أمروا به * وأخرج ابن أبي
شيبة والبخاري في الأدب وابن جرير وابن المنذر عن ابن عمر في قوله ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم قال هو
على الذكور دون الإناث * وأخرج الفريابي عن ابن عمر في قوله ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح
ب‍؟ دهن طوافون عليكم قال هو للإناث دون الذكور ان يدخلوا بغير اذن * وأخرج ابن مردويه عن أبي سلمة
ابن عبد الرحمن عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم الآية قال
نزلت في النساء ان يستأذن علينا؟؟؟ خرج الحاكم وصححه عن علي بن أبي طالب في قوله ليستأذنكم الذين
ملكت أيمانكم قال النساء فان الرجال يستأذنون * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن أبي عبد الرحمن السلمي في هذه الآية قال هي في النساء خاصة الرجال يستأذنون على كل
حال بالليل والنهار * وأخرج الفريابي عن موسى بن أبي عائشة قالت سألت الشعبي عن هذه الآية يا أيها الذين
آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم أمنسوخة هي قال لا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله
والذين لم يبلغوا الحلم منكم قال أبناؤكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله طوافون عليكم قال
يعنى بالطوافين الدخول والخروج غدوة وعشية بغير اذن وفي قوله إذا بلغ الأطفال يعنى الصغار منكم الحلم يعنى
من الأحرار من ولد الرجل وأقاربه فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم يعنى كما استأذن الكبار من ولد الرجل
وأقاربه * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله كما استأذن الذين من قبلهم قال كما استأذن الذين بلغوا الحلم من
56

قبلهم الذين أمروا بالاستئذان على كل حال * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب قال ليستأذن الرجل
على أمه فإنما نزلت وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم في ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير والبيهقي في السنن عن
ابن مسعود ان رجلا سأله استأذن على أمي فقال نعم ما على كل أحيانها تحب ان تراها * وأخرج ابن أبي
شيبة والبخاري في الأدب عن جابر قال ليستأذن الرجل على ولده وأمه وان كانت عجزوا وأخيه وأخته وأبيه
* وأخرج سعيد بن منصور البخاري في الأدب وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عطاء أنه سأل ابن
عباس استأذن على أختي قال نعم قلت إنها في حجري وإني أنفق عليها وانها معي في البيت استأذن عليها قال نعم ان
الله يقول ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم الآية فلم يؤمر هؤلاء بالاذن الا في هؤلاء
العورات الثلاث قال وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم فالاذن واجب على
خلق الله أجمعين * وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم استأذن على أمي
قال نعم أتحب ان تراها عريانة * وأخرج ابن جرير والبيهقي في السنن عن عطاء بن يسار ان رجلا قال يا رسول الله
استأذن على أمي قال نعم قال انى معها في البيت قال استأذن عليها قال انى خادمها أفأستأذن عليها كلما دخلت قال
أفتحب ان تراها عريانة قال لا قال فاستأذن عليها * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب والبيهقي عن حذيفة
انه سئل أيستأذن الرجل على والدته قال نعم ان تفعل رأيت منها ما تكره * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سيرين
في قوله والذين لم يبلغوا الحلم منكم قال كانوا يعلمونا إذا جاء أحدنا أن نقول السلام عليكم أيدخل فلان * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن عوف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يغلبنكم
الاعراب على اسم صلاتكم قال الله تعالى ومن بعد صلاة العشاء وانما العتمة عتمة الإبل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغلبنكم الاعراب على اسم صلاتكم العشاء فإنما هي
في كتاب الله العشاء وانما يعتم بحلاب الإبل * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ثلاث عورات بالنصب * قوله
تعالى (والقواعد من النساء) الآية * أخرج أبو داود والبيهقي في السنن عن ابن عباس وقل للمؤمنات يغضضن
من أبصارهن فنسخ واستثنى من ذلك القواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا الآية * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم والبيهقي في السنن عن ابن عباس في قوله والقواعد من النساء قال هي المرأة لا جناح عليها ان تجلس
في بيتها بدرع وخمار وتضع عنها الجلباب ما لم تتبرج لما يكره الله وهو قوله فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن
غير متبرجات بزينة * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في السنن عن
ابن عباس انه كان يقرأ ان يضعن ثيابهن ويقول هي الجلباب * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في السنن عن ابن مسعود في قوله فليس عليهن جناح ان يضعن
ثيابهن قال الجلباب والرداء * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عمر في الآية قال تضع الجلباب
* وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن الحسن والقواعد من النساء يقول المرأة إذا قعدت عن النكاح
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير والقواعد من النساء يعنى المرأة الكبيرة التي لا تحيض من الكبر اللاتي
لا يرجون نكاحا يعنى تزويجا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله اللاتي لا يرجون نكاحا
قال لا يردنه * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال أخبرني مسلم مولى امرأة حذيفة بن اليمان انه خضب رأس
مولاته فدخلت عليها فسألتها فقالت نعم يا بنى انى من القواعد اللاتي لا يرجون نكاحا وقد قال الله في ذلك
ما سمعت * وأخرج ابن المنذر عن ميمون بن مهران قال في مصحف أبي بن كعب ومصحف ابن مسعود فليس
عليهن جناح ان يضعن جلابيبهن غير متبرجات * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود وابن عباس انهما كانا
يقرآن فليس عليهن جناح ان يضعن جلابيبهن غير متبرجات * وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة انها سئلت عن
الخضاب والصباغ والقرطين والخلخال وخاتم الذهب وثياب الرقاق فقالت يا معشر النساء قصتكن كلها واحدة
أحل الله لكن الزينة غير متبرجات * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وان
يستعففن خير لهن قال يلبسن جلابيبهن * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في السنن عن عاصم
57

الأحول قال دخلت على حفصة بنت سيرين وقد ألقت عليها ثيابها فقلت أليس يقول الله والقواعد من النساء
اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن قالت اقرأ ما بعده وان يستعففن خير لهن هو ثياب
الجلباب * قوله تعالى (ليس على الأعمى حرج) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال لما نزلت
يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل قالت الأنصار ما بالمدينة مال أعز من الطعام كانوا يتحرجون
ان يأكلوا مع الأعمى يقولون انه لا يبصر موضع الطعام وكانوا يتحرجون الاكل مع الأعرج يقولون الصحيح
يسبقه إلى المكان ولا يستطيع ان يزاحم ويتحرجون الاكل مع المريض يقولون لا يستطيع ان يأكل مثل
الصحيح وكانوا يتحرجون ان يأكلوا في بيوت أقربائهم فنزلت ليس على الأعمى حرج يعنى في الاكل مع الأعمى
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقسم قال كانوا يكرهون ان يأكلوا مع الأعمى والأعرج
والمريض لانهم لا ينالون كما ينال الصحيح فنزلت ليس على الأعمى حرج الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي
شيبة وإبراهيم وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن مجاهد قال كان الرجل
يذهب بالأعمى أو الأعرج والمريض إلى بيت أبيه أو بنت أخيه أو بنت أخته أو بنت عمه أو بنت عمته أو بنت
خاله أو بنت خالته فكان الزمنى يتحرجون من ذلك يقولون انما يذهبون بنا إلى بيوت غيرهم فنزلت هذه الآية
رخصة لهم * وأخرج البزار وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن النجار عن عائشة قالت كان المسلمون يرغبون في
النفير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدفعون مفاتيحهم إلى أمنائهم ويقولون لهم قد أحللنا لكم ان تأكلوا
مما احتجتم إليه فكانوا يقولون انه لا يحل لنا ان نأكل انهم أذنوا لنا من غير طيب أنفسهم وانما نحن أمناء فأنزل الله
ولا على أنفسكم ان تأكلوا إلى قوله أو ما ملكتم مفاتحه * وأخرج عبد بن حميد عن ابن شهاب أخبرني عبيد الله
ابن عبد الله وابن المسيب انه كان رجال من أهل العلم يحدثون انما أنزلت هذه الآية في أمناء المسلمين كانوا
يرغبون في النفير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله فيعطون مفاتيحهم أمنائهم ويقولون لهم قد
أحللنا لكم ان تأكلوا مما في بيوتنا فيقول الذين استودعوهم المفاتيح والله ما يحل لنا مما في بيوتهم شئ وان أحلوه
لنا حتى يرجعوا إلينا وانها لأمانة ائتمنا عليها فلم يزالوا على ذلك حتى أنزل الله هذه الآية فطابت أنفسهم
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس قال لما نزلت يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا
أموالكم بينكم بالباطل قال المسلمون ان الله قد نهانا ان نأكل أموالنا بيننا بالباطل والطعام هو من أفضل
الأموال فلا يحل لأحد منا ان يأكل من عند أحد فكف الناس عن ذلك فأنزل الله ليس على الأعمى حرج إلى قوله
أو ما ملكتم مفاتحة وهو الرجل يوكل الرجل بضيعته والذي رخص الله ان يأكل من ذلك الطعام والتمر وشرب
اللبن وكانوا أيضا يتحرجون ان يأكل الرجل الطعام وحده حتى يكون معه غيره فرخص الله لهم فقال ليس
عليكم جناح ان تأكلوا جميعا أو اشتاتا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال
كان أهل المدينة قبل ان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالطهم في طعامهم أعمى ولا مريض ولا أعرج لان
الأعمى لا يبصر طيب الطعام والمريض لا يستوفى الطعام كما يستوفى الصحيح والأعرج لا يستطيع المزاحمة على
الطعام فنزلت رخصة في مؤاكلتهم * وأخرج الثعلبي عن ابن عباس قال خرج الحارث غازيا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم وخلف على أهله خالد بن زيد فحرج ان يأكل من طعامه وكان مجهودا فنزلت * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وأبو داود في مراسيله وابن جرير والبيهقي عن الزهري انه سئل عن قوله ليس على الأعمى حرج
الآية ما بال الأعمى والأعرج والمريض ذكروا هنا فقال أخبرنا عبيد الله بن عبد الله ان المسلمين كانوا إذا
غزوا أقاموا وصاتهم وكانوا يدفعون إليهم مفاتيح أبوابهم يقولون قد أحللنا لكم ان تأكلوا مما في بيوتنا وكانوا
يتحرجون من ذلك يقولون لا ندخلها وهم غيب فأنزلت هذه الآية رخصة لهم * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال هذا الحي من بنى كنانة بن خزيمة يرى أحدهم ان عليه مخزاة ان يأكل
وحده في الجاهلية حتى أن كان الرجل يسوق الذود الحفل وهو جائع حتى يجد من يؤاكله ويشار به فأنزل الله ليس
عليكم جناح ان تأكلوا جميعا أو أشتاتا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة وأبى صالح قالا كانت الأنصار
58

إذا نزل بهم الضيف لا يأكلون معه حتى يأكل معهم الضيف فنزلت رخصة لهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله أو صديقكم قال إذا دخلت بيت صديقك من غير مؤامرته
ثم أكلت من طعامه بغير اذنه لم يكن بذلك باس * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله أو صديقكم قال هذا
شئ قد انقطع انما كان هذا في أوله ولم يكن لهم أبواب وكانت الستور مرخاة فربما دخل الرجل البيت وليس فيه
أحد فربما وجد الطعام وهو جائع فسوغ له الله ان يأكله قال وذهب ذلك اليوم البيوت فيها أهلها فإذا خرجوا
أغلقوا فقد ذهب ذلك * قوله تعالى (فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم
يقول إذا دخلتم بيوتا فسلموا على أهلها تحية من عند الله وهو السلام لأنه اسم الله وهو تحية أهل الجنة
* وأخرج البخاري في الأدب وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق أبى الزبير عن جابر بن عبد الله
قال إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم تحية من عند الله مباركة طيبة قال أبو الزبير ما رأيته الا أوجبه * وأخرج
الحاكم عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دخلتم بيوتكم فسلموا على أهلها وإذا طعمتم فاذكروا
اسم الله وإذا سلم أحدكم حين يدخل بيته وذكر اسم الله على طعامه يقول الشيطان لأصحابه لا مبيت لكم ولا عناء
وإذا لم يسلم أحدكم ولم يسم يقول الشيطان لأصحابه أدركتم المبيت والعشاء * وأخرج البخاري في الأدب عن جابر
انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان
لا مبيت لكم ولا عشاء فإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وان لم يذكر الله عند
طعامه قال الشيطان أدركتم المبيت والعشاء * وأخرج البيهقي في الشعب وضعفه عن أبي هريرة ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته يقول السلام علينا من ربنا التحيات الطيبات المباركات لله سلام عليكم
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عطاء قال إذا دخلت على أهلك فقل السلام عليكم تحية من عند الله
مباركة طيبة فإذا لم يكن فيه أحد فقل السلام علينا من ربنا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن ماهان في
قوله فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم قال يقول السلام علينا من ربنا * وأخرج الطبراني عن أبي البختري
قال جاء الأشعث بن قيس وجرير بن عبد الله البجلي إلى سلمان فقالا جئناك من عند أخيك أبى الدرداء قال فأين
هديته التي أرسلها معكما قالا ما أرسل معنا بهدية قال اتقيا الله واديا الأمانة ما جاءني أحد من عنده الا جاء معه
بهدية قالا والله ما بعث معنا شيئا الا انه قال اقرؤه منى السلام قال فأي هدية كنت أريد منكما غير هذه وأي
هدية أفضل من السلام تحية من عند الله مباركة طيبة * وأخرج الطبراني عن سلمان عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال من سره ان لا يجد الشيطان عنده طعاما ولا مقيلا ولا مبيتا فليسلم إذا دخل بيته وليسم على طعامه
* وأخرج ابن عدي عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام أحدكم على حجرته ليدخل
فليسم الله فإنه يرجع قرينه من الشيطان الذي معه ولا يدخل فإذا دخلتم فسلموا فإنه يخرج ساكنه منهم
وإذا وضع الطعام فسموا فإنكم تدحرون الخبيث إبليس عن أرزاقكم ولا يشرككم فيها وإذا ارتحلتم دابة
فسموا الله حين تضعون أول حلس فان كل دابة معتقدة وانكم إذا سميتم حططتموه عن ظهرها وان نسيتم ذلك
شرككم في مراكبكم ولا تبيتوا منديل الغمر معكم في البيت فإنه بيت الشيطان ومضجعه ولا تتركوا العمامة
ممسية إذا جمعت في جانب الحجرة فإنها مقعد الشيطان ولا تسكنوا بيوتا غير مغلقة ولا تفترشوا الزبالا التي تفضي
إلى ظهور الدواب ولا تبيتوا على سطح ليس بمحجور وإذا سمعتم نباح الكلاب أو نهيق الحمار فاستعيذوا بالله
من الشيطان الرجيم فإنهما لا يريان الشيطان الا نبح الكلب ونهق الحمار * وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للاسلام سلام ضياء وعلامات كمنار الطريق فرأسها وجماعها شهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وتمام الوضوء والحكم بكتاب الله وسنة نبيه وطاعة ولاة الامر
وتسليمكم على أنفسكم وتسليمكم إذا دخلتم بيوتكم وتسليمكم على بني آدم إذا لقيتموهم * وأخرج البزار وابن عدي
والبيهقي في شعب الايمان عن أنس قال أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم بخمس خصال قال أسبغ
59

الوضوء يزد في عمرك وسلم على من لقيك من أمتي تكثر حسناتك وإذا دخلت بيتك فسلم على أهل بيتك يكثر خير
بيتك وصل صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين قبلك يا انس ارحم الصغير ووقر الكبير تكن من رفقائي يوم
القيامة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس
في قوله فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم قال هو المسجد إذا دخلته فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
* وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في أبى مالك قال إذا دخلت بيتا فيه ناس
من المسلمين فسلم عليهم وان لم يكن فيه أحد أو كان فيه ناس من المشركين فقل السلام علينا وعلى عباد الله
الصالحين * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب عن ابن عمر قال إذا دخل البيت غير المسكون أو المسجد
فليقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد قال إذا دخلت بيتك وليس فيه أحد أو بيت غيرك فقل بسم الله والحمد لله السلام علينا من ربنا
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي عن قتادة في قوله فإذا
دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم قال إذا دخلت بيتك فسلم على أهلك وإذا دخلت بيتا لا أحد فيه فقل السلام
علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنه كان يؤمر بذلك وحدثنا ان الملائكة ترد عليه * وأخرج عبد الرزاق وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله فسلموا على أنفسكم قال ليسلم بعضكم على بعض كقوله
ولا تقتلوا أنفسكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله فسلموا على أنفسكم قال إذا دخل المسلم على المسلم
سلم عليه مثل قوله ولا تقتلوا أنفسكم انما هو لا تقتل أخاك المسلم وقوله ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم قال يقتل
بعضكم بعضا قريظة والنضير وقوله جعل لكم من أنفسكم أزواجا كيف يكون زوج الانسان من نفسه انما هي
جعل لكم أزواجا من بني آدم ولم يجعل من الإبل والبقر وكل شئ في القرآن على هذا * وأخرج عبد بن حميد
عن مجاهد في قوله فسلموا على أنفسكم قال بعضكم على بعض * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال ما أخذت
التشهد الا من كتاب الله سمعت الله يقول فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة
فالتشهد في الصلاة التحيات المباركات الطيبات لله * وأخرج سعيد بن منصور عن ثابت بن عبيد قال أتيت ابن عمر
قبل الغداة وهو جالس في المسجد فقال لي ألا سلمت حين جئت فإنها تحية من عند الله مباركة * قوله تعالى (انما
المؤمنون) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن عروة ومحمد بن كعب القرظي
قالا لما أقبلت قريش عام الأحزاب نزلوا بمجمع الأسيال من بئر رومة بالمدينة قائدها أبو سفيان وأقبلت غطفان
حتى نزلوا بتغمين إلى جانب أحد وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر وضرب الخندق على المدينة وعمل فيه وعمل
المسلمون فيه وابطا رجال من المنافقين وجعلوا يورون بالضعيف من العمل فيتسللون إلى أهليهم بغير علم من رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولا اذن وجعل الرجل من المسلمين إذا نابته النائبة من الحاجة التي لابد منها يذكر ذلك
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويستأذنه في اللحوق لحاجته فيأذن له فإذا قضى حاجته رجع فأنزل الله في
أولئك المؤمنين انما المؤمنون الذي آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع إلى قوله والله بكل شئ عليم
* وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد في قوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه قال ذلك في الغزو والجمعة وإذن الامام
يوم الجمعة يشير بيده * وأخرج الفريابي عن مكحول في قوله وإذا كانوا معه على أمر جامع قال إذا جمعهم
لأمر حزبهم من الحرب ونحوه لم يذهبوا حتى يستأذنوه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن
جبير في الآية قال هي في الجهاد والجمعة والعيدين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
في قوله على أمر جامع قال من طاعة الله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن سيرين قال كان الناس
يستأذنون في الجمعة ويقولون هكذا ويشيرون بثلاث أصابع فلما كان زياد كثر عليه فاغتم فقال من أمسك على
اذنه فهو اذنه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مكحول في الآية قال يعمل بها الآن في الجمعة والزحف
* وأخرج سعيد بن منصور عن إسماعيل بن عياش قال رأيت عمرو بن قيس السكوني يخطب الناس يوم الجمعة
60

فقام إليه أبو المدله اليحصبي في شئ وجده في بطنه فأشار إليه عمرو بيده أي انصرف فسألت عمرا وأبا المدله فقال
هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعون * قوله تعالى (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء
بعضكم بعضا) * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله لا تجعلوا دعاء
الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قال كانوا يقولون يا محمد يا أبا القاسم فنهاهم الله عن ذلك اعظاما لنبيه
صلى الله عليه وسلم فقالوا يا بنى الله يا رسول الله * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله لا تجعلوا
دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا يعنى كدعاء أحدكم إذا دعا أخاه باسمه ولكن وقروه وعظموه وقولوا له
يا رسول الله ويا نبي الله * وأخرج عبد الغنى بن سعيد في تفسيره وأبو نعيم في تفسيره عن ابن عباس في قوله
لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا يريد ولا تصيحوا به من بعيد يا أبا القاسم ولكن كما قال الله في
الحجرات ان الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال أمرهم الله ان يدعوه يا رسول الله في لين وتواضع ولا يقولوا يا محمد في
تجهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال أمر الله ان يهاب
نبيه وان يبجل وان يعظم وان يفخم ويشرف * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال لا تقولوا يا محمد
ولكن قولوا يا رسول الله * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير والحسن مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم الآية يقول دعوة الرسول عليكم موجبة
فاحذروها * وأخرج سعيد بن منصور عن الشعبي في الآية قال لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم على
بعض * قوله تعالى (قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لو إذا) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان في
قوله قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لو إذا قال هم المنافقون كان يثقل عليهم الحديث في يوم الجمعة ويعنى
بالحديث الخطبة فيلوذون ببعض الصحابة حتى يخرجوا من المسجد وكان لا يصلح للرجل ان يخرج من المسجد
الا باذن من النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة بعدما يأخذ في الخطبة وكان إذا أراد أحدهم الخروج أشار بإصبعه
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيأذن له من غير أن يتكلم الرجل لان الرجل منهم كان إذا تكلم والنبي صلى الله عليه
وسلم يخطب بطلت جمعته * وأخرج أبو داود في مراسيله عن مقاتل قال كان لا يخرج أحد لرعاف أو احداث حتى
يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم يشير إليه بإصبعه التي تلى الابهام فيأذن له النبي صلى الله عليه وسلم يشير إليه بيده
وكان من المنافقين من يثقل عليه الخطبة والجلوس في المسجد فكان إذا استأذن رجل من المسلمين قام المنافق إلى
جنبه يستتر به حتى يخرج فأنزل الله قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لو إذا الآية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة
قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لو إذا قال يتسللون عن نبي الله وعن كتابه وعن ذكره * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله لو إذا قال خلافا * وأخرج عبد بن حميد عن سفيان قد يعلم الله الذين يتسللون
منكم لو إذا قال يتسللون من الصف في القتال فليحذر الذين يخالفون عن أمره ان تصيبهم فتنة قال إن يطبع على
قلوبهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن بن صالح قال انى لخائف على من ترك المسح على الخفين ان يكون داخلا
في هذه الآية فليحذر الذين يخالفون عن أمره ان تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم * وأخرج عبد الرزاق في
المصنف عن يحيى بن أبي كثير قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ان يقاتلوا ناحية من خيبر فانصرف
الرجال عنهم وبقى رجل فقاتلهم فرموه فقتلوه فجئ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يصلى عليه فقال أبعد ما نهينا
عن القتال فقالوا نعم فتركه ولم يصل عليه * وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد قال أشد حديث سمعناه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قوله في سعد بن معاذ في أمر القبر ولما كانت غزوة تبوك قال لا يخرج معنا الا رجل مقو فخرج
رجل على بكر له صعب فصرعه فمات فقال الناس الشهيد الشهيد فامر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا ان ينادى
في الناس لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة ولا يدخل الجنة عاص * وأخرج عبد الرزاق عن زيد بن أسلم ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ذات يوم وهو مستقبل العدو لا يقاتل أحد منك فعمد رجل منهم ورمى العدو
وقاتلهم فقتلوه فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم استشهد فلان فقال أبعد ما نهيت عن القتال قالوا نعم قال لا يدخل
61

الجنة عاص * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله الآية قال كان لا يستأذنه إذا
غزا لا المنافقون فكان لا يحل لأحد ان يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يتخلف بعده إذا غزا ولا تنطلق
سرية الا باذنه ولم يجعل الله للنبي صلى الله عليه وسلم ان يأذن لأحد حتى نزلت الآية انما المؤمنون الذين آمنوا بالله
ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع يقول أمر طاعة لم يذهبوا حتى يستأذنوه الآية فجعل الاذن إليه يأذن لمن
يشاء فكان إذا جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس لأمر يأمرهم وينهاهم صبر المؤمنون في مجالسهم
وأحبوا ما أحدث لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يوحى إليه وبما أحبوا وكرهوا فإذا كان شئ مما يكره
المنافقون خرجوا يتسللون يلوذ الرجل بالرجل يستتر لكي لا يراه النبي صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى ان الله
تعالى يبصر الذين يتسللون منكم لو إذا * قوله تعالى (ألا ان لله ما في السماوات والأرض) الآية * أخرج عبد بن
حميد عن قتادة في قوله قد يعلم ما أنتم عليه الآية قال ما كان قوم قط على أمر ولا على حال الا كانوا بعين الله والا كان
عليهم شاهد من الله * وأخرج أبو عبيد في فضائله والطبراني بسند حسن عن عقبة بن عامر قال رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية يعنى خاتمة سورة النور وهو جاعل أصبعيه تحت عينيه يقول والله بكل
شئ بصير والله أعلم
* (سورة الفرقان مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال نزلت سورة
الفرقان بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال نزلت بمكة سورة الفرقان * وأخرج مالك والشافعي
والبخاري ومسلم وابن جرير وابن حبان والبيهقي في سننه عن عمر بن الخطاب قال سمعت هشام بن حكيم يقرأ
سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم
يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت من أقرأك
هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت كذبت فان رسول الله صلى الله
عليه وسلم أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت انى سمعت هذا
يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهشام اقرأ فقرأ فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت ثم قال اقرأ يا عمر فقرأت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت ان
هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه * وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن حميد بن عبد
الرحمن بن عوف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح فقرأ سورة الفرقان فاسقط آية فلما سلم قال هل في
القوم أبى فقال أبى ها أنا يا رسول الله فقال ألم أسقط آية قال بلى قال فلم لم تفتحها على قال حسبتها آية نسخت
قال لا ولكني أسقطتها والله تعالى أعلم * قوله تعالى (تبارك الذي نزل الفرقان) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس قال تبارك تفاعل من البركة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
تبارك الذي نزل الفرقان على عبده قال هو القرآن فيه حلال الله وحرامه وشرائعه ودينه فرق الله به بين الحق
والباطل ليكون للعالمين نذيرا قال بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم نذيرا من الله لينذر الناس باس الله ووقائعه
بمن خلا قبلكم وخلق كل شئ فقدره تقديرا قال بين لكل شئ من خلقه صلاحه وجعل ذلك بقدر معلوم واتخذوا
من دونه آلهة قال هي هذه الأوثان التي تعبد من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون وهو الله الخالق الرازق وهذه
الأوثان تخلق ولا تخلق شيئا ولا تضر ولا تنفع ولا تملك موتا ولا حياة ولا نشورا يعنى بعثا وقال الذين كفروا ان هذا
هذا قول مشركي العرب الإفك هو الكذب افتراه وأعانه عليه أي على حديثه هذا وأمره قوم آخرون فقد
جاؤوا فقد أتوا ظلما وزورا أساطير الأولين قال كذب الأولين وأحاديثهم وقالوا ما لهذا الرسول قال عجب
الكفار من ذلك أن يكون رسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه
كنز أو تكون له جنة يأكل منها قال الله يرد عليهم تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك يقول خيرا مما قال
الكفار من الكنز والجنة جنات تجرى من تحتها الانهار ويجعل لك قصورا قال وانه والله من دخل الجنة ليصيبن
62

قصورا لا تبلى ولا تهدم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال كل شئ في القرآن إفك فهو
كذب * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وأعانه عليه قوم
آخرون قال يهود فقد جاؤوا ظلما وزورا قال كذبا * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ان
عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا سفيان بن حرب والنضر بن الحارث وأبا البختري والأسود بن المطلب وزمعة بن الأسود
والوليد بن المغيرة وأبا جهل بن هشام وعبد الله بن أمية وأمية بن خلف والعاصي بن وائل ونبيه بن الحجاج اجتمعوا
فقال بعضهم لبعض ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا منه فبعثوا إليه ان أشرف قومك قد اجتمعوا
لك ليكلموك قال فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له يا محمد انا بعثنا إليك لنعذر منك فان كنت انما
جئت بهذا لحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا وان كنت تطلب الشرف فنحن نسودك وان كنت تريد
ملكا ملكناك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالي مما تقولون ما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم
ولا الملك عليكم ولكن الله بعثني إليكم رسولا وأنزل على كتابا وأمرني ان أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلغتكم رسالة
ربى ونصحت لكم فان تقبلوا منى ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وان تردوه على أصبر لأمر الله حتى
يحكم الله بيني وبينكم قالوا يا محمد فان كنت غير قابل منا شيئا مما عرضنا عليك 7 قالوا فإذا لم تفعل هذا فسل لنفسك
وسل ربك ان يبعث معك ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك وسله ان يجعل لك جنانا وقصورا من ذهب
وفضة تغنيك عما تبتغى فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمسه حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك ان
كنت رسولا كما تزعم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنا بفاعل ما أنا بالذي يسأل ربه هذا وما بعثت
إليكم بهذا ولكن الله بعثني بشيرا ونذيرا فأنزل الله في قولهم ذلك وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام إلى قوله
وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا أي جعلت بعضكم لبعض بلاء لتصبروا ولو شئت
ان أجعل الدنيا مع رسولي فلا تخالفوه لفعلت * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وقال الظالمون ان
تتبعون قاله الوليد بن المغيرة وأصحابه يوم دار الندوة * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا قال مخرجا
يخرجهم من الأمثال التي ضربوا لك وفي قوله تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجرى قال
حوائط ويجعل لك قصورا قال بيوتا مبنية مشيدة كانت قريش ترى البيت من حجارة قصرا كائنا ما كان
* وأخرج الواحدي وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما
عير المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاقة قالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق حزن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك فنزل جبريل فقال إن ربك يقرئك السلام ويقول وما أرسلنا قبلك
من المرسلين الا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ثم أتاه رضوان خازن الجنان ومعه سفط من نور
يتلألأ فقال هذه مفاتيح خزائن الدنيا فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له فضرب جبريل
إلى الأرض ان تواضع فقال يا رضوان لا حاجة لي فيها فنودي أن ارفع بصرك فرفع فإذا السماوات فتحت أبوابها إلى
العرش وبدت جنات عدن فرأى منازل الأنبياء وعرفهم وإذا منازله فوق منازل الأنبياء فقال رضيت ويرون
ان هذه الآية أنزلها رضوان تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك الآية * وأخرج الفريابي وابن أبي
شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن خيثمة قال قيل للنبي
صلى الله عليه وسلم ان شئت أعطيناك خزائن الأرض ومفاتيحها ما لم يعط نبي قبلك ولا يعطاه أحد بعدك ولا
ينقصك ذلك مما لك عند الله شيئا وان شئت جمعتها لك في الآخرة قال اجمعها إلى في الآخرة فأنزل الله تبارك الذي
ان شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجرى من تحتها الانهار ويجعل لك قصورا * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما جبريل عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال هذا ملك تدلى من السماء
إلى الأرض ما نزل إلى الأرض قط قبلها استأذن ربه في زيارتك فأذن له فلم يلبث ان جاء فقال السلام عليك
يا رسول الله قال وعليك السلام قال إن الله يخيرك ان شئت ان يعطيك من خزائن كل شئ ومفاتيح كل شئ لم يعط

7 هنا بياض بالأصل
63

أحدا قبلك ولا يعطيه أحدا بعدك ولا ينقصك مما دخر لك عنده شيئا فقال لا بل يجمعهما لي في الآخرة جميعا فنزلت
تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك * قوله تعالى (إذا رأتهم من مكان بعيد) * أخرج ابن أبي حاتم عن
السدى في قوله إذا رأتهم من مكان بعيد قال من مسيرة مائة عام * وأخرج الطبراني وابن مردويه من طريق
مكحول عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعدا من بين عيني جهنم
قالوا يا رسول الله وهل لجهنم من عين قال نعم أما سمعتم الله يقول إذا رأتهم من مكان بعيد فهل تراهم الا بعينين
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق خالد بن دريك عن رجل من الصحابة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقل على ما لم أقل أو ادعى إلى غير والديه أو انتمى إلى غير مواليه فليتبوأ
بين عيني جهنم مقعدا قيل يا رسول الله وهل لها من عينين قال نعم أما سمعتم الله يقول إذا رأتهم من مكان بعيد
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم بسند صحيح عن ابن عباس قال إن العبد ليجر إلى النار فتشهق إليه شهقة البغلة
إلى الشعير ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد الا خاف وان الرجل من أهل النار ما بين شحمة أذنيه وبين منكبيه مسيرة
سبعين سنة وان فيها لأودية من قيح تكال ثم تصب في فيه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير في قوله سمعوا لها تغيظا وزفيرا قال إن جهنم لتزفر زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا
نبي مرسل الا ترعد فرائصه حتى أن إبراهيم عليه السلام ليجثو على ركبتيه ويقول يا رب لا أسألك اليوم الا نفسي
* وأخرج ابن وهب في الأهوال عن العطاف بن خالد قال يؤتى بجهنم يومئذ يأكل بعضها بعضا يقودها سبعون ألف
ملك فإذا رأت الناس فذلك قوله إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا زفرت زفرة لا يبقى نبي ولا صديق
الا برك لركبتيه ويقول يا رب نفسي نفسي ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أمتي أمتي * وأخرج أبو الشيخ في
العظمة عن مغيث بن سمى قال ما خلق الله من شئ الا وهو يسمع زفير جهنم غدوة وعشية الا الثقلين الذين عليهم
الحساب والعقاب * وأخرج آدم بن أبي اياس في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله إذا رأتهم من
مكان بعيد قال من مسيرة مائة عام وذلك إذا أتى بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام يشد بكل زمام سبعون ألف ملك
لو تركت لأتت على كل بر وفاجر سمعوا لها تغيظا وزفيرا تزفر زفرة لا يبقى قطرة من دمع الا بدرت ثم تزفر
الثانية فتنقطع القلوب من أماكنها وتبلغ القلوب الحناجر * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن كعب قال إذا كان
يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ونزلت الملائكة صفوفا فيقول الله لجبريل ائت بجهنم
فيأتي بها تقاد بسبعين ألف زمام حتى إذا كانت من الخلائق على قدر مائة عام زفرت زفرة طارت لها أفئدة الخلائق
ثم تزفر زفرة ثانية فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل الا جثى لركبتيه ثم تزفر الثالثة فتبلغ القلوب الحناجر وتذهل
العقول فيفزع كل امرئ إلى عمله حتى أن إبراهيم عليه السلام يقول بخلتي لا أسألك الا نفسي ويقول موسى
بمناجاتي لا أسألك الا نفسي ويقول عيسى بما أكرمتني لا أسألك الا نفسي لا أسألك مريم التي ولدتني ومحمد صلى
الله عليه وسلم يقول أمتي أمتي لا أسألك اليوم نفسي فيجيبه الجليل جل جلاله ألا ان أوليائي من أمتك
لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فوعزتي لأقرن عينك في أمتك ثم تقف الملائكة بين يدي الله تعالى ينتظرون
ما يؤمرون * قوله تعالى (وإذا ألقوا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن أبي أسيد ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم سئل عن قول الله وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين قال والذي نفسي بيده انهم ليستكرهون في
النار كما يستكره الوتد في الحائط * واخرج ابن أبي حاتم من طرق عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمر
إذا ألقوا منها مكانا ضيقا قال مثل الزج في الرمح * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم من طريق قتادة في الآية قال ذكر لنا ان عبد الله كان يقول إن جهنم لتضيق على الكافر كضيق الزج
على الرمح * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله مقرنين قال مكتفين * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك
دعوا هنالك ثبورا قال دعوا بالهلاك فقالوا وا هلاكاه وا هتكاه فقيل لهم لا تدعوا اليوم بهلاك واحد ولكن
ادعوا بهلاك كثير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث بسند صحيح
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول من يكسى حلة من النار إبليس فيضعها على حاجبيه
64

ويسحبها من خلفه وذريته من بعده وهو ينادى يا ثبوراه ويقولون يا ثبورهم حتى يقف على النار فيقول
يا ثبوراه ويقولون وا ثبورهم فيقال لهم لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا * وأخرج عبد بن حميد
عن قتادة دعوا هنالك ثبورا قال ويلا وهلاكا * قوله تعالى (قل أذلك خير) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله كانت لهم جزاء أي من الله ومصيرا أي منزلا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء بن يسار قال قال كعب
الأحبار من مات وهو يشرب الخمر لم يشربها في الآخرة وان دخل الجنة قال عطاء فقلت له فان الله تعالى يقول لهم
فيها ما يشاؤن قال كعب انه ينساها فلا يذكرها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله كان
على ربك وعدا مسؤلا يقول سلوا الذي وعدتكم تنجزوه * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي من طريق سعيد بن
هلال عن محمد بن كعب القرظي في قوله كان على ربك وعدا مسؤلا قال إن الملائكة تسأل لهم ذلك في قولهم
وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم قال سعيد وسمعت أبا حازم يقول إذا كان يوم القيامة قال المؤمنون ربنا عملنا
لك بالذي أمرتنا فأنجز لنا ما وعدتنا فذلك قوله وعدا مسؤلا * قوله تعالى (ويوم نحشرهم) الآيتين * أخرج
الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ويوم نحشرهم وما
يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي قال عيسى وعزيز والملائكة * وأخرج الحاكم وابن مردويه
بسند ضيف عن عبد الله بن غنم قال سألت معاذ بن جبل عن قول الله ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء
أو نتخذ فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ان نتخذ بنصب النون فسألته عن ألم غلبت الروم أو غلبت
قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم غلبت الروم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن الضحاك
قال قرأ رجل عند علقمة ما كان ينبغي لنا ان نتخذ من دونك برفع النون ونصب الخاء فقال علقمة ان نتخذ بنصب
النون وخفض الخاء * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير انه كان يقرؤها ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من
دونك برفع النون ونصب الخاء * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك
من أولياء قال هذا قول الآلهة ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا قال البور الفاسد وانه
ما نسى الذكر قوم قط الا باروا وفسدوا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله قوما بورا قال هلكى
* وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل قوما بورا قال هلكى بلغة
عمان وهم من اليمن قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر وهو يقول
فلا تكفروا ما قد صنعنا إليكم * وكافوا به فالكفر بور لصانعه
* وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال البور بكلام عمان * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن بورا قال قاسين لا خير
فيهم * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله
قوما بورا قال هالكين فقد كذبوكم بما تقولون يقول الله للذين كانوا يعبدون عيسى وعزيز أو الملائكة حين قالوا
سبحانك أنت ولينا من دونهم فقد كذبوكم بما تقولون عيسى وعزيرا والملائكة حين يكذبون المشركين
بقولهم فما يستطيعون صرفا ولا نصرا قال المشركون لا يستطيعون صرف العذاب ولا نصر أنفسهم * قوله تعالى
(ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا) * أخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه قال قرأت اثنين وسبعين كتابا كلها
نزلت من السماء ما سمعت كتابا أكثر تكريرا فيه الظلم معاتبة عليه من القرآن وذلك أن الله علم أن فتنة هذه الأمة
تكون في الظلم وأما الاخر فان أكثر معاتبته إياهم في الشرك وعبادة الأوثان * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير
عن الحسن في قوله ومن يظلم منكم قال هو الشرك * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله ومن يظلم منكم قال
يشرك * قوله تعالى (وما أرسلنا قبلك) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة وما
أرسلنا قبلك من المرسلين الا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق يقول إن الرسل قبل محمد كانوا بهذه المنزلة
يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة قال بلاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن الحسن وجعلنا بعضكم لبعض فتنة قال يقول الفقير لو شاء الله لجعلني
غنيا مثل فلان ويقول السقيم لو شاء الله لجعلني صحيحا مثل فلان ويقول الأعمى لو شاء الله لجعلني بصيرا مثل فلان
65

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة وجعلنا بعضكم لبضع فتنة قال هو التفاضل في الدنيا والقدرة والقهر * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله وجعلنا بعضكم لبعض فتنة قال يمسك على هذا ويوسع على هذا فيقول لم
يعطني ربى ما أعطى فلانا ويبتلي بالوجع فيقول لم يجعلني ربى صحيحا مثل فلان في أشباه ذلك من البلاء ليعلم
من يصبر ممن يجزع وكان ربك بصيرا بمن يصبرون من يجزع * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال لو شاء الله لجلعكم أغنياء كلكم لا فقير فيكم ولو شاء الله لجعلكم فقراء كلكم لا غنى فيكم
ولكن ابتلى بعضكم ببعض * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن رفاعة بن رافع الزرقي قال قال رجل
يا رسول الله كيف ترى في رقيقنا أقوام مسلمين يصلون صلاتنا ويصومون صومنا نضربهم فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم توزن ذنوبهم وعقوبتكم إياهم فان كانت عقوبتكم أكثر من ذنوبهم أخذوا منكم قال أفرأيت سبنا
إياهم قال يوزن ذنبهم وأذاكم إياهم فان كان أذاكم أكثر أعطوا منكم قال الرجل ما أسمع عدوا أقرب إلى منهم
فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا فقال الرجل أرأيت
يا رسول الله ولدى أضر بهم قال إنك لا تتهم في ولدك فلا تطيب نفسا تشبع ويجوع ولا تكتسي ويعروا
* قوله تعالى (وقال الذين لا يرجون لقاءنا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله
وقال الذين لا يرجون لقاءنا قال هذا قول كفار قريش لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا فيخبرنا ان محمدا
رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير في قوله وقال الذين لا يرجون لقاءنا قال
لا يسألون * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة لولا أنزل علينا الملائكة أي تراهم عيانا * وأخرج ابن المنذر عن
ابن عباس في قوله وعتوا عتوا كبيرا قال شدة الكفر * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال العتو في كتاب الله
التجبر * قوله تعالى (يوم يرون الملائكة) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله يوم يرون الملائكة قال يوم القيامة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية في قوله لا بشرى يومئذ
للمجرمين قال إذا كان يوم القيامة يلقى المؤمن بالبشرى فإذا رأى ذلك الكفار قالوا للملائكة بشرونا قالوا حجرا
محجورا حراما محرما ان نتلقاكم بالبشرى * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد ويقولون حجرا محجورا قال عوذا معاذا الملائكة تقوله وفي لفظ قال حراما محرما أن تكون البشرى
اليوم الا للمؤمنين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ويقولون حجرا محجورا قال تقول الملائكة حراما
محرما على الكفار البشرى يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك ويقولون حجرا محجورا
قال تقول الملائكة حراما محرما على الكفار البشرى حين رأيتمونا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري ويقولون حجرا محجورا قال حراما محرما أن
نبشركم بما نبشر به المتقين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن وقتادة في قوله
ويقولون حجرا محجورا قال هي كلمة كانت العرب تقولها كان الرجل إذا نزلت به شدة قال حجرا محجورا حراما محرما
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال كانت المرأة إذا رأت الشئ تكرهه تقول حجر من هذا * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الضحاك في الآية قال لما جاءت زلازل الساعة فكان من زلازلها ان السماء انشقت فهي يومئذ
واهية والملك على أرجائها على سعة كل شئ 7 تشقق فهي من السماء فذلك قوله يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ
للمجرمين ويقولون حجرا محجورا حراما محرما أيها المجرمون ان تكون لكم البشرى اليوم حين رأيتمونا
* قوله تعالى (وقدمنا إلى ما عملوا) الآية * أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد وقدمنا إلى ما عملوا من عمل قال قدمنا إلى ما عملوا من خير ممن لا يتقبل منه في الدنيا
* وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب في قوله هباء منثورا قال
الهباء شعاع الشمس الذي يخرج من الكوة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
علي بن أبي طالب قال الهباء ريح الغبار يسطع ثم يذهب فلا يبقى منه شئ فجعل الله أعمالهم كذلك * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الهباء الذي يطير من النار إذا اضطرمت يطير منها الشرر فإذا وقع لم يكن شيئا
66

* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله هباء منثورا قال الماء المهراق * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله هباء منثورا قال الشعاع في كوة أحدهم لو ذهبت تقبض عليه لم تستطع
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله هباء منثورا قال شعاع الشمس من
الكوة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة هباء منثورا قال شعاع
الشمس الذي في الكوة * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك وعامر في الهباء المنثور شعاع الشمس
* وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك هباء منثورا قال الغبار * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة هباء منثورا قال هو ما تذروه الرياح من حطام هذا الشجر * وأخرج
ابن أبي حاتم عن معلى بن عبيدة قال الهباء الرماد * وأخرج سمويه في فوائده عن سالم مولى أبى حذيفة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجاء يوم القيامة بقوم معهم حسنات مثال جبال تهامة حتى إذا جئ بهم جعل الله
تعالى أعمالهم هباء ثم قذفهم في النار قال سالم بابى وأمي يا رسول الله حل لنا هؤلاء القوم قال كانوا يصلون ويصومون
ويأخذون سنة من الليل ولكن كانوا إذا عرض عليهم شئ من الحرام وثبوا عليه فأدحض الله تعالى أعمالهم * قوله
تعالى (أصحاب الجنة يومئذ خير) الآية * أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا
وأحسن مقيلا قال أحسن منزلا وخير مأوى * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وأحسن مقيلا قال مصيرا
* وأخرج ابن جرير وان أبى حاتم عن ابن عباس في قوله خير مستقرا وأحسن مقيلا قال في الغرف من الجنة وكان
حسابهم أن عرضوا على ربهم عرضة واحدة وذلك الحساب اليسير وذلك مثل قوله فأما من أوتى كتابه بيمينه فسوف
يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال لا ينتصف النهار من يوم القيامة حتى يقيل هؤلاء وهؤلاء
ثم قرأ أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا وقرأ ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس قال انما هي ضحوة فيقبل أولياء الله على الأسرة مع الحور العين ويقيل أعداء الله مع الشياطين مقرنين
* وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم في الحلية عن إبراهيم النخعي قال كانوا
يرون أنه يفرغ من حساب الناس يوم القيامة نصف النهار فيقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار فذلك
قوله أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن الصواف قال بلغني أن يوم
القيامة يقصر على المؤمن حتى يكون كما بين العصر إلى غروب الشمس وانهم ليقيلون في رياض الجنة حين يفرغ
الناس من الحساب وذلك قوله أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا أي مأوى ومنزلا قال قتادة حدث صفوان
ابن محرز قال إنه ليجاء يوم القيامة برجلين كان أحدهما ملكا في الدنيا فيحاسب فإذا عبد لم يعمل خيرا فيؤمر به
إلى النار والآخر كان صاحب كساء في الدنيا فيحاسب فيقول يا رب ما أعطيتني من شئ فتحاسبني به فيقول صدق
عبدي فأرسلوه فيؤمر به إلى الجنة ثم يتركان ما شاء الله ثم يدعى صاحب النار فإذا هو مثل الحممة السوداء فيقال له
كيف وجدت مقيلك فيقول شر مقيل فيقال له عد ثم يدعى صاحب الجنة فإذا هو مثل القمر ليلة البدر فيقال له
كيف وجدت مقيلك فيقول رب خير مقيل فيقال عد * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال انى لأعرف الساعة
التي يدخل فيها أهل الجنة الجنة وأهل النار النار الساعة التي يكون فيها ارتفاع الضحى الأكبر إذا انقلب
الناس إلى أهليهم للقيلولة فينصرف أهل النار إلى النار وأما أهل الجنة فينطلق بهم إلى الجنة فكانت قيلولتهم في
الجنة وأطعموا كبد الحوت فأشبعهم كلهم فذلك قوله أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا * وأخرج
ابن عساكر عن عكرمة أنه سئل عن يوم القيامة أمن الدنيا هو أم من الآخرة فقال صدر ذلك اليوم من الدنيا
وآخره من الآخرة * قوله تعالى (ويوم تشقق السماء بالغمام) * أخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الأهوال
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس أنه قرأ ويوم تشقق السماء بالغمام وتزل الملائكة
تنزيلا قال يجمع الله الخلق يوم القيامة في صعيد واحد الجن والإنس والبهائم والسباع والطير وجميع الخلق
فتشقق السماء الدنيا فينزل أهلها وهم أكثر ممن في الأرض من الجن والإنس وجميع الخلق فيحيطون بالجن
67

والانس وجميع الخلق فيقول أهل الأرض أفيكم ربنا فيقولون لا ثم تشقق السماء الثانية فينزل أهلها وهم
أكثر من أهل السماء الدنيا ومن الجن والإنس وجميع الخلق فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم والجن والانس
وجميع الخلق ثم ينزل أهل السماء الثالثة فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم والجن والانس وجميع الخلق ثم
ينزل أهل السماء الرابعة وهم أكثر من أهل الثالثة والثانية والأولى وأهل الأرض ينزل أهل السماء الخامسة
وهم أكثر ممن تقدم ثم أهل السماء السادسة كذلك ثم أهل السماء السابعة وهم أكثر من أهل السماوات
وأهل الأرض ثم ينزل ربنا في ظلل من الغمام وحوله الكروبيون وهم أكثر من أهل السماوات السبع والانس
والجن وجميع الخلق لهم قرون ككعوب القنا وهم حملة العرش لهم رجل بالتسبيح والتحميد والتقديس لله
تعالى ومن أخمص قدم أحدهم إلى كعبه مسيرة خمسمائة عام ومن كعبه إلى ركبته خمسمائة عام ومن ركبته إلى
فخذه مسيرة خمسمائة عام ومن فخذه إلى ترقوته مسيرة خمسمائة عام ومن ترقوته إلى موضع القرط مسيرة خمسمائة
عام وما فوق ذلك خمسمائة عام * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك ويوم تشقق السماء بالغمام قال هو
قطع السماء إذا انشقت * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ويوم تشقق السماء بالغمام قال هو الذي
قال في ظلل من الغمام الذي يأتي الله فيه يوم القيامة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية يقول تشقق عن
الغمام الذي يأتي الله فيه غمام زعموا في الجنة * قوله تعالى (ويوم يعض الظالم على يديه) * أخرج ابن مردويه
وأبو نعيم في الدلائل بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما ان أبا معيط كان يجلس
مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة لا يؤذيه وكان رجلا حليما وكان بقية قريش إذا جلسوا معه آذوه وكان لأبي
معيط خليل غائب عنه بالشام فقالت قريش صبا أبو معيط وقدم خليله من الشام ليلا فقال لامرأته ما فعل محمد
مما كان عليه فقالت أشد مما كان أمرا فقال ما فعل خليلي أبو معيط فقالت صبا فبات بليلة سوء فلما أصبح أتاه أبو
معيط فحياه فلم يرد عليه التحية فقال مالك لا ترد على تحيتي فقال كيف أرد عليك تحيتك وقد صبوت قال أوقد فعلتها
قريش قال نعم قال فما يبرئ صدورهم ان أنا فعلت قال تأتيه في مجلسه وتبزق في وجهه وتشتمه بأخبث ما تعلمه من
الشتم ففعل فلم يزد النبي صلى الله عليه وسلم ان مسح وجهه من البزاق ثم التفت إليه فقال إن وجدتك خارجا من
جبال مكة أضرب عنقك صبرا فلما كان يوم بدر وخرج أصحابه أبى أن يخرج فقال له أصحابه اخرج معنا قال قد
وعدني هذا الرجل ان وجدني خارجا من جبال مكة أن يضرب عنقي صبرا فقالوا لك جمل أحمر لا يدرك فلو كانت
الهزيمة طرت عليه فخرج معهم فلما هزم الله المشركين وحل به جمله في جدد من الأرض فاخذه رسول الله صلى الله
عليه وسلم أسيرا في سبعين من قريش وقدم إليه أبو معيط فقال تقتلني من بين هؤلاء قال نعم بما بزقت في وجهي
فأنزل الله في أبى معيط ويوم بعض الظالم على يديه إلى قوله وكان الشيطان للانسان خذولا * وأخرج أبو نعيم من
طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال كان عقبة بن أبي معيط لا يقدم من سفر الا صنع طعاما فدعا إليه
أهل مكة كلهم وكان يكثر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم ويعجبه حديثه وغلب عليه الشقاء فقدم ذات يوم من
سفر فصنع طعاما ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعامه فقال ما أنا بالذي آكل من طعامك حتى تشهد أن
لا إله إلا الله وأنى رسول الله فقال أطعم يا ابن أخي قال ما أنا بالذي افعل حتى تقول فشهد بذلك وطعم من طعامه
فبلغ ذلك أبي بن خلف فاتاه فقال أصبوت يا عقبة وكان خليله فقال لا والله ما صبوت ولكن دخل على رجل فأبى
أن يطعم من طعامي الا ان أشهد له فاستحييت أن يخرج من بيتي قبل ان يطعم فشهدت له فطعم فقال ما أنا بالذي
أرضى عنك حتى نأتيه فتبزق في وجهه ففعل عقبة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ألقاك خارجا من مكة الا
علوت رأسك بالسيف فأسر عقبة يوم بدر فقتل صبرا ولم يقتل من الأسارى يومئذ غيره * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن مردويه من طرق عن ابن عباس قال كان أبي بن خلف يحضر النبي صلى الله عليه وسلم فزجره عقبة بن أبي
معيط فنزل ويوم يعض الظالم على يديه إلى قوله وكان الانسان خذولا * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن
جرير وابن المنذر عن مقسم مولى ابن عباس قال إن عقبة بن أبي معيط وأبى بن خلف الجمحي التقيا فقال عقبة بن أبي
معيط لأبي بن خلف وكانا خليلين في الجاهلية وكان أبى قد أتى النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الاسلام
68

فلما سمع بذلك عقبة قال لا أرضى عنك حتى تأتى محمدا فتتفل في وجهه وتشتمه وتكذبه قال فلم يسلطه الله على ذلك
فلما كان يوم بدر أسر عقبة بن أبي معيط في الأسارى فامر به النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب أن يقتله
فقال عقبة يا محمد أمن بين هؤلاء أقتل قال نعم قال بم قال بكفرك وفجورك وعتوك على الله وعلى رسوله فقام إليه
علي بن أبي طالب فضرب عنقه وأما أبي بن خلف فقال والله لأقتلن محمدا فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال بل أنا أقتله إن شاء الله فأفزعه ذلك فوقعت في نفسه لانهم لم يسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قولا الا
كان حقا فلما كان يوم أحد خرج مع المشركين فجعل يلتمس غفلة النبي صلى الله عليه وسلم ليحمل عليه فيحول رجل
من المسلمين بين النبي صلى الله عليه وسلم وبينه فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه خلوا عنه
فاخذ الحربة فرماه بها فوقعت في ترقوته فلم يخرج منه كبير دم واحتقن الدم في جوفه فخار كما يخور الثور فأتى
أصحابه حتى احتملوه وهو يخور وقالوا ما هذا فوالله ما بك الا خدش فقال والله لو لم يصبني الا بريقه لقتلني أليس قد
قال أنا أقتله والله لو كان الذي بي باهل ذي المجاز لقتلهم قال فما لبث الا يوما أو نحو ذلك حتى مات إلى النار وأنزل
الله فيه ويوم يعض الظالم على يديه إلى قوله وكان الشيطان للانسان خذولا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن سابط قال صنع أبي بن خلف طعاما ثم أتى مجلسا فيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال
قوموا فقاموا غير النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا أقوم حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله فتشهد
فقام النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه عقبة بن أبي معيط فقال قلت كذا وكذا قال انما أردت لطعامنا فذلك قوله ويوم
يعض الظالم على يديه * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله ويوم يعض الظالم على يديه قال عقبة بن أبي معيط دعا مجلسا فيه النبي صلى الله عليه وسلم لطعام فأبى
النبي صلى الله عليه وسلم ان يأكل وقال لا آكل حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فلقيه أمية بن خلف
فقال أقد صبوت فقال إن أخاك على ما تعلم ولكن صنعت طعاما فأبى ان يأكل حتى قلت ذلك فقلته وليس من نفسي
* وأخرج ابن أبي حاتم عن هشام في قوله ويوم يعض الظالم على يديه قال يأكل كفيه ندامة حتى يبلغ منكبه لا
يجد مسها * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله ويوم يعض الظالم على يديه قال يأكل يده ثم تنبت * وأخرج
ابن أبى حاتم عن أبي عمران الجوني في قوله ويوم يعض الظالم على يديه قال بلغني انه يعضه حتى يكسر العظم ثم
يعود * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب قال نزلت في أمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط
ويوم يعض الظالم على يديه قال هذا عقبة لم أتخذ فلانا خليلا قال أمية وكان عقبة خدنا لامية فبلغ أمية أن عقبة
يريد الاسلام فاتاه وقال وجهي من وجهك حرام ان أسلمت أن أكلمك أبدا ففعل فنزلت هذه الآية فيهما
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي مالك في قوله لم أتخذ فلانا خليلا قال عقبة بن أبي معيط
وأمية بن خلف كانا متواخيين في الجاهلية يقول أمية بن خلف يا ليتني لم اتخذ عقبة بن أبي معيط خليلا * وأخرج
ابن أبي حاتم عن عمرو بن ميمون في قوله ويوم يعض الظالم على يديه الآية قال نزلت في عقبة بن أبي معيط وأبى بن
خلف دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عقبة في حاجة وقد صنع طعاما للناس فدعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى
طعامه قال لا حتى تسلم فأسلم فاكل وبلغ الخبر أبي بن خلف فأتى عقبة فذكر له ما صنع فقال له عقبة أترى مثل محمد
يدخل منزلي وفيه طعام ثم يخرج ولا يأكل قال فوجهي من وجهك حرام حتى ترجع عما دخلت فيه فرجع
فنزلت الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال ويوم يعض الظالم على يديه قال أبي بن خلف وعقبة بن أبي
معيط وهما الخليلان في جهنم على منبر من نار * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا أن رجلا من
قريش كان يغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه رجل آخر من قريش وكان له صديقا فلم يزل به حتى صرفه
وصده عن غشيان رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله فيهما ما تسمعون * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد يا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا قال الشيطان * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة وكان الشيطان للانسان خذولا قال خذله يوم القيامة وتبرأ منه
وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا هذا قول نبيكم يشتكي قومه إلى ربه قال الله يعزى نبيه
69

وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين يقول إن الرسل قد لقيت هذا من قومها قبلك فلا يكبرن عليك * وأخرج
الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله اتخذوا هذا القرآن مهجورا قال
يهجرون فيه بالقول السيئ يقولون هذا سحر * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله اتخذوا هذا القرآن مهجورا قالوا فيه هجيرا غير الحق ألم تر
الريض إذا هذى قيل هجر أي قال غير الحق * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وكذلك جعلنا لكل نبي
عدوا من المجرمين قال لم يبعث نبي قط الا كان المجرمون له أعداء ولم يبعث نبي قط الا كان بعض المجرمين أشد
عليه من بعض * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين قال كان
عدو النبي صلى الله عليه وسلم أبو جهل وعدو موسى قارون وكل قارون ابن عم موسى * وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين قال يوطن محمد صلى الله عليه وسلم انه جاعل له عدوا من المجرمين
كما جعل لمن قبله * قوله تعالى (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم والحاكم
وصححه وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال قال المشركون ان كان محمد كما يزعم نبيا فلم يعذبه ربه
الا ينزل عليه القرآن جملة واحدة ينزل عليه الآية والآيتين والسورة فأنزل الله على نبيه جواب ما قالوا وقال الذين
كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة إلى وأضل سبيلا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة وقال
الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة يقولون كما أنزل على موسى وعلى عيسى قال الله كذلك لنثبت به فؤادك
ورتلناه ترتيلا قال بيناه تبيينا ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا قال أحسن تفصيلا * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله كذلك لنثبت به فؤادك قال كان الله ينزل عليه الآية فإذا
علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت آية أخرى ليعلمه الكتاب عن ظهر قلبه ويثبت به فؤادك ولا يأتونك
بمثل الا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا يقول أحسن تفصيلا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن
عباس في قوله كذلك لنثبت قال لنشدد به فؤادك ونربط على قلبك ورتلناه ترتيلا قال رسلناه ترسيلا يقول
شيئا بعد شئ ولا يأتونك بمثل يقول لو أنزلنا عليك القرآن جملة واحدة ثم سألوك لم يكن عندك ما تجيب ولكنا نمسك
عليك فإذا سألوك أجبت * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قالت قريش ما للقرآن لم ينزل على النبي
صلى الله عليه وسلم جملة واحدة قال الله في كتابه وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك
لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا قال قليلا قليلا كيما لا يجيؤوك بمثل الا جئناك بما ينقض عليهم فأنزلنا عليك
تنزيلا قليلا قليلا كما جاؤوا بشئ جئناهم بما هو أحسن منه تفسيرا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ورتلناه ترتيلا قال كان ينزل عليه الآية والآيتان والآيات كان ينزل
عليه جوابا لهم إذا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شئ أنزل الله جوابا لهم وردا عن النبي صلى الله عليه وسلم
فيما تكلموا به وكان بين أوله وآخره نحو من عشرين سنة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج
كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا قال كان ينزل عليه القرآن جوابا لقولهم ليعلم ان الله هو يجيب القوم
عما يقولون ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق قال لا يأتيك الكفار الا جئناك بما ترد به ما جاؤوك به من الأمثال
التي جاؤوا بها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي ورتلناه ترتيلا يقول أنزل
متفرقا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى ورتلناه ترتيلا قال فصلناه تفصيلا * وأخرج ابن أبى حاتم عن
عطاء في قوله وأحسن تفسيرا قال تفصيلا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وأحسن
تفسيرا قال بيانا * قوله تعالى (الذين يحشرون) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في
قوله أولئك شر مكانا يقول من أهل الجنة وأضل سبيلا قال طريقا * قوله تعالى (ولقد آتينا موسى الكتاب)
الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا
قال عونا وعضدا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فدمرناهم تدميرا قال أهلكناهم بالعذاب
* وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وعادا وثمودا ينون ثمود * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال الرس
70

قرية من ثمود * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الرس بئر بآذربيجان * وأخرج ابن عساكر عن قتادة
في قوله وأصحاب الرس قال قوم شعيب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وأصحاب
الرس قال حدثنا ان أصحاب الرس كانوا أهل فلج باليمامة وآبار كانوا عليها * وأخرج الفريابي وابن جرير
وابن أبي حاتم عن مجاهد قال الرس بئر كان عليها قوم يقال لهم أصحاب الرس * وأخرج الفريابي وابن جرير
وابن أبي حاتم عن عكرمة قال أصحاب الرس رسوا نبيهم في بئر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس
انه سال كعبا عن أصحاب الرس قال صاحب البئر الذي قال يا قوم اتبعوا المرسلين فرسه قومه في بئر بالأحجار
* وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال الرس بئر قتل به صاحب يس * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والبيهقي
وابن عساكر عن جعفر بن محمد بن علي ان امرأتين سألتاه هل تجد غشيان المرأة المرأة محرما في كتاب الله قال نعم
هن اللواتي كن على عهد تبع وهن صواحب الرس وكل نهر وبئر رس قال يقطع لهن جلباب من نار ودرع من نار
ونطاق من نار وتاج من نار وخفان من نار ومن فوق ذلك ثوب غليظ جاف جلف منتن من نار قال جعفر علموا
هذا نساءكم * وأخرج ابن أبي الدنيا عن واثلة بن الأسقع رفعه قال سحاق النساء زنا بينهن * وأخرج عبد
الرزاق في المصنف عن عبد الله بن كعب بن مالك قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراكبة والمركوبة
* وأخرج ابن جرير عن قتادة قال إن أصحاب الأيكة وأصحاب الرس كانتا أمتين فبعث الله إليهما نبيا واحدا شعيبا
وعذبهما الله بعذابين * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان أول الناس يدخل الجنة يوم القيامة العبد الأسود وذلك أن الله تعالى بعث نبيا إلى أهل قريته فلم
يؤمن به من أهلها أحد الا ذلك الأسود ثم إن أهل القرية عدوا على النبي فحفروا له بئرا فألقوه فيها ثم أطبقوا عليه
بحجر ضخم فكان ذلك العبد يذهب فيحتطب على ظهره ثم يأتي بحطبه فيبيعه فيشترى به طعاما وشرابا ثم يأتي به إلى
تلك البئر فيرفع تلك الصخرة فيعينه الله عليها فيدلي طعامه وشرابه ثم يردها كما كانت كذلك ما شاء الله أن يكون
ثم انه ذهب يوما يحتطب كما كان يصنع فجمع حطبه وحزم حزمته وفرغ منها فلما أراد أن يحتملها وجد سنة
فاضطجع فنام فضرب على أذنه سبع سنين نائما ثم انه هب فتمطى فتحول لشقه الآخر فاضطجع فضرب الله
على أذنه سبع سنين أخرى ثم انه هب فاحتمل حزمته ولا يحسب الا أنه نام ساعة من نهار فجاء إلى القرية فباع
حزمته ثم اشترى طعاما وشرابا كما كان يصنع ثم ذهب إلى الحفرة في موضعها التي كانت فيه فالتمسه فلم
يجده وقد كان بدا لقومه فيه بداء فاستخرجوه فآمنوا به وصدقوه وكان النبي يسألهم عن ذلك الأسود ما فعل
فيقولون له ما ندري حتى قبض ذلك النبي فأهب الله الأسود من نومته بعد ذلك أن ذلك الأسود لأول من يدخل
الجنة * قوله تعالى (وقرونا بين ذلك كثيرا) * أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن أم سلمة سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول بعد عدنان بن أدد بن زيد بن البراء وأعراق الثرى قالت ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه
وسلم أهلك عادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا لا يعلمهم الا الله قالت وأعراق الثرى إسماعيل وزيد
وهميسع وبرانيت * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة وقرونا بين ذلك كثيرا قال كان
يقال ان القرن سبعون سنة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زرارة بن أوفى قال
القرن مائة وعشرون عاما قال فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرن كان آخره العام الذي مات فيه يزيد بن
معاوية * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى سلمة عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كان بين آدم
وبين نوح عشرة قرون وبين نوح وإبراهيم عشرة قرون قال أبو سلمة القرن مائة سنة * وأخرج الحاكم وابن
مردويه عن عبد الله بن بسر قال وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي فقال هذا الغلام يعيش قرنا
فعاش مائة سنة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق محمد بن القاسم الحمصي عن عبد الله بسر المازني قال
وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على رأسي وقال سيعيش هذا الغلام قرنا قلت يا رسول الله كم القرن قال مائة سنة
قال محمد بن القاسم ما زلنا نعد له حتى تمت مائة سنة ثم مات * وأخرج ابن مردويه عن أبي الهيثم بن دهر الأسلمي قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم القرن خمسون سنة * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه
71

وسلم أمتي خمس قرون القرن أربعون سنة * وأخرج ابن المنذر عن حماد بن إبراهيم قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم القرن أربعون سنة * وأخرج ابن جرير عن ابن سيرين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن
أربعون سنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال القرن ستون سنة * وأخرج الحاكم في الكنى عن ابن عباس
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انتهى إلى معد بن عدنان أمسك ثم يقول كذب النسابون قال الله تعالى
وقرونا بين ذلك كثيرا * قوله تعالى (وكلا ضربنا له الأمثال) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
جرير وابن أبي حاتم عن قتادة وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا قال كل قد أعذر الله إليه وبين له ثم انتقم منه
ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء قال قرية لوط بل كانوا لا يرجون نشورا قال بعثا ولا حسابا
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وكلا تبرنا تتبيرا قال تبر الله كلا بالعذاب
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال تبرنا بالنبطية * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله ولقد أتوا على القرية قال هي سدوم قرية قوم لوط التي أمطرت مطر السوء قال الحجارة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء ولقد أتوا على القرية قال قرية لوط * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن ولقد
أتوا على القرية قال هو بين الشام والمدينة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله لا يرجون
نشورا قال بعثا وفي قوله لولا أن صبرنا عليها قال ثبتنا * قوله تعالى (أرأيت من اتخذ إلهه هواه) الآيتين * أخرج
ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله أرأيت من اتخذ إلهه هواه قال كان الرجل يعبد الحجر الأبيض
زمانا من الدهر في الجاهلية فإذا وجد حجرا أحسن منه رمى به وعبد الآخر فأنزل الله الآية * وأخرج ابن مردويه
عن أبي رجاء العطاردي قال كانوا في الجاهلية يأكلون الدم بالعلهز ويعبدون الحجر فإذا وجدوا ما هو أحسن منه
رموا به وعبدوا الآخر فإذا فقدوا الآخر أمروا مناديا فنادى أيها الناس ان إلهكم قد ضل فالتمسوه فأنزل الله هذه
الآية أرأيت من اتخذ إلهه هواه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أرأيت من اتخذ إلهه
هواه قال ذاك الكافر اتخذ دينه بغير هدى من الله ولا برهان * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
الحسن أرأيت من اتخذ إلهه هواه قال لا يهوى شيئا الا تبعه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة أرأيت
من اتخذ إلهه هواه قال كلما هوى شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى * وأخرج
عبد بن حميد عن الحسن انه قيل له في أهل القبلة شرك فقال نعم المنافق مشرك ان المشرك يسجد للشمس والقمر
من دون الله وان المنافق عند هواه ثم تلا هذه الآية أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفانت تكون عليه وكيلا * وأخرج
الطبراني عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تحت ظل السماء من اله يعبد من دون الله أعظم عند
الله من هوى متبع * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أم تحسب ان أكثرهم يسمعون الآية قال مثل
الذين كفروا كمثل البعير والحمار والشاة ان قلت لبعضهم كل لم يعلم ما تقول غير أنه يسمع صوتك كذلك الكافر
ان أمرته بخير أو نهيته عن شراء ووعظته لم يعقل ما تقول غير أنه يسمع صوتك * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في
قوله بل هم أضل سبيلا قال أخطأ للسبيل * قوله تعالى (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل) الآيتين * أخرج سعيد بن
منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ألم تر إلى ربك كيف مد الظل قال بعد الفجر قبل ان تطلع
الشمس * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ألم تر إلى ربك كيف مد الظل الآية قال ألم تر انك إذا صليت
الفجر كان ما بين مطلع الشمس إلى مغربها ظلا ثم بعث الله عليه الشمس دليلا فقبض الله الظل * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ألم تر إلى ربك كيف مد الظل قال ما بين طلوع الفجر إلى طلوع
الشمس ولو شاء لجعله ساكنا قال دائما ثم جعلنا الشمس عليه دليلا يقول طلوع الشمس ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا
قال سريعا * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ألم
تر إلى ربك كيف مد الظل قال ظل الغداة قبل طلوع الشمس ولو شاء لجعله ساكنا قال لا تصيبه الشمس ولا يزول
ثم جعلنا الشمس عليه دليلا قال تحويه ثم قبضناه إلينا فاحوينا الشمس إياه قبضا يسيرا قال خفيفا * وأخرج عبد
ابن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن ألم تر إلى ربك كيف مد الظل قال مده من المشرق إلى المغرب فيما بين طلوع
72

الفجر إلى طلوع الشمس ولو شاء لجعله ساكنا قال تركه كما هو ظلا ممدودا ما بين المشرق والمغرب * وأخرج ابن أبي
حاتم عن أيوب بن موسى ألم تر إلى ربك كيف مد الظل قال الأرض كلها ظل ما بين صلاة الغداة إلى طلوع الشمس
ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا قال قليلا قليلا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم التميمي والضحاك وأبى مالك
الغفاري في قوله كيف مد الظل قالوا الظل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ثم جعلنا الشمس عليه دليلا
قالوا على الظل ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا يعنى ما تقبض الشمس من الظل * وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية
كيف مد الظل قال من حين يطلع الفجر إلى حين تطلع الشمس * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى جعلنا الشمس
عليه دليلا قال يتبعه فيقبضه حيث كان * قوله تعالى (وجعل النهار نشورا) * أخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن
أنس قال إن النهار اثنتا عشرة ساعة فأول الساعة بين طلوع الفجر إلى أن ترى شعاع الشمس ثم الساعة الثانية إذا
رأيت شعاع الشمس إلى أن يضئ الاشراق عند ذلك لم يبق من قرونها شئ وصفا لونها فإذا كانت بقدر ما تريك
عينك قيد رمحين فذلك أول الضحى وذلك أول ساعة من ساعات الضحى ثم من بعد ذلك الضحى ساعتين ثم الساعة
السادسة حين نصف النهار فإذا زالت الشمس عن نصف النهار فتلك ساعة صلاة الظهر وهي التي قال الله أقم
الصلاة لدلوك الشمس ثم من بعد ذلك العشى ساعتين ثم الساعة العاشرة ميقات صلاة العصر وهي الآصال ثم من
بعد ذلك ساعتين إلى الليل * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد في قوله وجعل النهار نشورا قال ينشر فيه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة وجعل النهار
نشورا قال لمعايشهم وحوائجهم وتصرفهم * قوله تعالى (وهو الذي أرسل الرياح بشيرا بين يدي رحمته) * أخرج
عبد بن حميد عن عطاء انه قرأ وهو الذي أرسل الرياح على الجمع بشرا بالباء ورفع الباء بنون فيهما خفيفة * وأخرج
الفريابي وعبد بن حميد عن مسروق انه قرأ الرياح نشرا بالنون ونصف النون منونة مخففة * قوله تعالى (وأنزلنا
من السماء ماء طهورا) * أخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب في قوله وأنزلنا من السماء ماء طهورا قال
لا ينجسه شئ * وأخرج ابن المندر وابن أبي حاتم والدارقطني عن سعيد بن المسيب قال أنزل الله الماء طهورا
لا ينجسه شئ * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الماء لا ينجسه شئ يطهر ولا يطهره شئ فان الله قال وأنزلنا
من المساء ماء طهورا * وأخرج الشافعي وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والدارقطني والحاكم
والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال قيل يا رسول الله أنتوضأ من بئر بضاعة وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم
الكلاب والنتن فقال إن الماء طهور لا ينجسه شئ * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن القاسم بن أبي بزة قال
سأل رجل عبد الله بن الزبير عن طين المطر قال سألتني عن طهورين جميعا قال الله تعالى وأنزلنا من السماء ماء
طهورا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا * قوله تعالى (ولقد صرفناه) الآية
* أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ولقد صرفناه بينهم يعنى المطر تسقى
هذه الأرض وتمنع هذه ليذكروا فأبى أكثر الناس الا كفورا قال عكرمة قال ابن عباس قولهم مطرنا بالأنواء
فأنزل الله في الواقعة وتجعلون رزقكم انكم تكذبون * وأخرج سنيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج عن
مجاهد ولقد صرفناه بينهم قال المطر ينزله في الأرض ولا ينزله في أخرى فأبى أكثر الناس الا كفورا قولهم مطرنا
بنوء كذا وبنوء كذا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ولقد صرفناه بينهم ليذكروا قال إن الله قسم هذا الرزق بين
عباده وصرفه بينهم قال وذكر لنا ان ابن عباس كان يقول ما كان عام قط أقل مطرا من عام ولكن الله يصرفه بين
عباده قال قتادة فترزقه الأرض وتحرمه الأخرى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال ما من عام بأقل مطرا من عام ولكن الله يصرفه حيث
يشاء ثم قرأ هذه الآية ولقد صرفناه بينهم ليذكروا الآية * وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن
مسعود مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر مولى غفرة قال كان جبريل في موضع الجنائز فقال له النبي صلى الله
عليه وسلم يا جبريل انى أحب أن أعلم أمر السحاب فقال جبريل هذا ملك السحاب فسأله فقال تأتينا صكاك
مختتمة اسقوا بلاد كذا وكذا قطرة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله ولقد صرفناه
73

بينهم قال القرآن ألا ترى إلى قوله ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس
في قوله وجاهدهم به قال بالقرآن * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله وجاهدهم به جهادا كبيرا
قال هو قوله واغلظ عليهم والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وهو الذي مرج البحرين) الآية * أخرج ابن جرير عن
ابن عباس وهو الذي مرج البحرين الآية يعنى خلع أحدهما على الآخر فليس يفسد العذب المالح وليس يفسد
المالح العذب * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وهو الذي
مرج البحرين قال أفاض أحدهما في الآخر * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله مرج البحرين قال بحر في
السماء وبحر في الأرض * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله فرات قال العذب وفي قوله أجاج قال الأجاج
المالح * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وهذا ملح أجاج
قال المر * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال هما بحران فتوضأ بأيهما شئت ثم تلا هذه الآية
هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وجعل بينهما
برزخا قال هو اليبس * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد في قوله برزخا قال هو اليبس * وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وجعل بينهما
برزخا قال محبسا لا يختلط البحر العذب بالبحر الملح * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وجعل
بينهما برزخا قال التخوم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن مجاهد في قوله
وجعل بينهما برزخا قال حجازا لا يختلط العذب بالملح ولا يختلط بحر الروم وفارس وبحر الروم ملح قال ابن جريج فلم
أجد بحرا عذبا الا الانهار العذاب فان دجله تقع في البحر فلا تمور فيه يجعل فيه بينهما مثل الخيط الأبيض فإذا
رجعت لم يرجع في طريقها من البحر شئ والنيل زعموا ينصب في البحر * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن
الكلبي في قوله وجعل بينهما برزخا قال حاجزا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وحجرا محجورا يقول
حجر أحدهما عن الآخر بأمره وقضائه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وحجرا محجورا قال إن
الله حجر الملح عن العذب والعذب عن الملح أن يختلط بلطفه وقدرته * قوله تعالى (وهو الذي خلق من الماء
بشرا) * أخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن المغيرة قال سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن نسب وصهر فقال
ما أراكم الا قد عرفتم النسب فاما الصهر فالأختان والصحابة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن
الضحاك في قوله فجعله نسبا وصهرا قال النسب الرضاع والصهر الختونة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فجعله
نسبا وصهرا قال ذكر الله الصهر مع النسب وحرم أربع عشرة امرأة سبعا من النسب وسبعا من الصهر فاستوى
تحريم الله في النسب والصهر * قوله تعالى (وكان الكافر على ربه ظهيرا) * أخرج ابن جرير وابن مردويه عن
ابن عباس في قوله وكان الكافر على ربه ظهيرا يعنى أبا الحكم الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل
ابن هشام * وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله وكان الكافر على ربه قال أبو جهل * وأخرج ابن المنذر عن
عطية في قوله وكان الكافر على ربه ظهيرا قال هو أبو جهل * وأخرج ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور والفريابي
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد وكان الكافر على ربه ظهيرا قال معينا للشيطان
على معاصي الله * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن والضحاك مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير وكان
الكافر على ربه ظهيرا قال عونا للشيطان على ربه بالعداوة والشرك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة
وكان الكافر على ربه ظهيرا قال معينا للشيطان على عداوة ربه * قوله تعالى (وما أرسلناك) الآيات * أخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وما أرسلناك الا مبشرا ونذيرا قال مبشرا بالجنة ونذيرا من
النار وفي قوله الا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا قال بطاعته * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله قل
ما أسألكم عليه من أجر قال قل لهم يا محمد لا أسألكم على ما أدعوكم إليه من أجر يقول عرض من عرض الدنيا
* قوله تعالى (وتوكل على الحي الذي لا يموت) الآيات * أخرج ابن أبي الدنيا في التوكل والبيهقي في شعب
74

الايمان عن عتبة بن أبي ثبيت قال مكتوب في التوراة لا تتوكل على ابن آدم فان ابن آدم ليس له قوام ولكن توكل
على الحي الذي لا يموت * قوله تعالى (فاسأل به خبيرا) * أخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فاسأل به خبيرا قال ما أخبرتك من شئ فهو ما أخبرتك به * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن شمر بن عطية في قوله الرحمن فاسأل به خبيرا قال هذا القرآن خبير به
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن قال قالوا ما نعرف الرحمن
الا رحمن اليمامة فأنزل الله وإلهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم * وأخرج ابن أبي حاتم عن حسين الجحفي
في قوله قالوا ما الرحمن قال جوابها الرحمن علم القرآن * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن إبراهيم قال
قرأ الأسود نسجد لما تأمرنا فسجد فيها قال وقرأها يحيى أنسجد لما تأمرنا * وأخرج عبد بن حميد عن سليمان
قال قرأ إبراهيم في الفرقان أنسجد لما يأمرنا بالياء وقرأ سليمان كذلك * قوله تعالى (تبارك الذي جعل في
السماء بروجا) الآية * أخرج الخطيب في كتاب النجوم عن ابن عباس في قوله تبارك الذي جعل في السماء بروجا
قال هي هذه الاثنا عشر برجا أولها الحمل ثم الثور ثم الجوزاء ثم السرطان ثم الأسد ثم السنبلة ثم الميزان ثم العقرب
ثم القوس ثم الجدي ثم الدلو ثم الحوت * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة تبارك الذي جعل في السماء بروجا قال
قصورا على أبواب السماء فيها الحرس * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير عن يحيى بن رافع جعل في السماء
بروجا قال قصورا في السماء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطية جعل في السماء بروجا قال القصور ثم
تأول هذه الآية ولو كنتم في بروج مشيدة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله جعل
في السماء بروجا قال البروج النجوم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله جعل في السماء بروجا
قال النجوم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي صالح جعل في السماء بروجا قال النجوم
الكبار * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة تبارك الذي جعل في السماء بروجا هي النجوم وقال عكرمة ان أهل
السماء يرون نور مساجد الدنيا كما يرون أهل الدنيا نجوم السماء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة
وجعل فيها سراجا قال هي الشمس * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ وجعل فيها سراجا بكسر السين على
معنى الواحد * وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن أنه كان يقرأ سراجا * وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم
النخعي أنه كان يقرأ وجعل فيها سرجا وقمرا منيرا * قوله تعالى (وهو الذي جعل الليل) الآية * أخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة قال أبيض وأسود * وأخرج الفريابي وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله جعل الليل والنهار خلفة قال هذا يخلف هذا وهذا
يخلف هذا لمن أراد ان يذكر قال يذكر نعمة ربه عليه فيهما أو أراد شكور قال شكور نعمة ربه عليه فيهما
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد جعل الليل والنهار خلفة قال يختلفان هذا اسود وهذا
أبيض وان المؤمن قد ينسى بالليل ويذكر بالنهار وينسى بالنهار ويذكر بالليل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس جعل الليل والنهار خلفة يقول من فاته شئ من الليل ان يعمله أدركه بالنهار ومن فاته
شئ من النهار ان يعمله أدركه بالليل * وأخرج الطيالسي وابن أبي حاتم عن الحسن أن عمر أطال صلاة الضحى
فقيل له صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه فقال إنه بقى على من وردي شئ وأحببت ان أتمه أو قال أقضيه وتلا هذه
الآية وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير جعل الليل والنهار خلفة
يقول جعل الليل خلفا من النهار والنهار خلفا من الليل لمن فرط في عمل أن يقضيه * وأخرج عبد بن حميد عن
الحسن جعل الليل والنهار خلفة قال إن لم يستطع عمل الليل عمله بالنهار وان لم يستطع عمل النهار عمله بالليل فهذا
خلفة لهذا * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله جعل الليل والنهار خلفة قال من عجز بالليل كان له في أول
النهار مستعتب ومن عجز بالنهار كان له في الليل مستعتب * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة أن سلمان جاءه
رجل فقال لا أستطيع قيام الليل قال إن كنت لا تستطيع قيام الليل فلا تعجز بالنهار قال قتادة ذكر لنا أن نبي
الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده ان في كل ليلة ساعة لا يوافقها رجل مسلم يصلى فيها يسال الله فيها
75

خيرا الا أعطاء إياه قال قتادة فأروا الله من أعمالكم خيرا في هذا الليل والنهار فإنهما مطيتان تحملان الناس
إلى آجالهم تقربان كل بعيد وتبليان كل جديد وتجيئان بكل موعود إلى يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن
عاصم أنه قرأ لمن أراد أن يذكر مشددة * وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي أنه كان يقرأ لمن أراد أن
يذكر * قوله تعالى (وعباد الرحمن) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله وعباد الرحمن قال هم المؤمنون الذين يمشون على الأرض هونا قال بالطاعة والعفاف والتواضع
* وأخرج ابن حاتم عن ابن عباس في قوله يمشون على الأرض هونا قال علماء حكماء * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي
حاتم عن الضحاك في قوله هونا قال بالسريانية * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني في قوله هونا قال
حلماء بالسريانية * وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران في قوله هونا قال حلماء بالسريانية * وأخرج عبد
الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان
عن مجاهد في قوله وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا قال بالوقار والسكينة وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا
سلاما قال سدادا من القول * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة مثله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن زيد بن أسلم في قوله يمشون على الأرض هونا قال لا يشتدون * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة
وابن النجار عن ابن عباس قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن * وأخرج
الخرائطي في مكارم الأخلاق عن الفضيل بن عياض في قوله الذين يمشون على الأرض هونا قال بالسكينة والوقار
وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما قال إن جهل عليه حلم وان أسئ إليه أحسن وان حرم أعطى وان قطع وصل
* وأخرج الآمدي في شرح ديوان الأعشى بسنده عن عمر بن الخطاب انه رأى غلاما يتبختر في مشيته فقال إن
البخترة مشية تكره الا في سبيل الله وقد مدح الله أقواما فقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا فاقصد
في مشيتك * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في وقوله الذين يمشون على الأرض هونا قال تواضعا لله لعظمته وإذا
خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما قال كانوا لا يجهلون على أهل الجهل * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن محمد بن علي
الباقر قال سلاح اللئام قبيح الكلام * وأخرج أحمد عن النعمان بن مقرن المزني ان رجلا سب رجلا عند النبي
صلى الله عليه وسلم فجعل الرجل المسبوب يقول عليك السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ان ملكا
بينكما يذب عنك كما شتمك هذا قال له بل أنت وأنت أحق به وإذا قلت له عليك السلام قال لا بل لك أنت أحق به
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير وإذا خاطبهم الجاهلون قال السفهاء قالوا سلاما يعنى ردوا معروفا والذين
يبيتون لربهم سجدا وقياما يعنى يصلون بالليل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب
الايمان عن الحسن يمشون على الأرض هونا الآية قال يمشون حلماء متواضعين لا يجهلون على أحد وان جهل
عليهم جاهل لم يجهلوا هذا نهارهم إذا انتشروا في الناس والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما قال هذا ليلهم إذا
خلوا بينهم وبين ربهم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال كان يقال ابن آدم عف عن محارم الله تكن عابدا
وارض بما قسم الله لك تكن غنيا وأحسن مجاورة من جاورك من الناس تكن مسلما وصاحب الناس بالذي
تحب ان يصاحبوك به تكن عدلا وإياك وكثرة الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب انه قد كان بين يديكم أقوام
يجمعون كثيرا ويبنون شديدا ويا ملون بعيدا فأين هم أصبح جمعهم بورا وأصبح عملهم غرورا وأصبحت
مساكنهم قبورا ابن آدم انك مرتهن بعملك وأنت على أجلك معروض على ربك فخذ مما في يديك لما بين يديك
عند الموت يأتيك من الخير يا ابن آدم طا الأرض بقدمك فإنها عن قليل قبرك انك لم تزل في هدم عمرك منذ
سقطت من بطن أمك يا ابن آدم خالط الناس وزايلهم خالطهم ببدنك وزايلهم بقلبك وعملك يا ابن آدم أتحب
أن تذكر بحسناتك وتكره ان تذكر بسيئاتك وتبغض على الظن 7 وتقيم على اليقين وكان يقال ان المؤمنين
لما جاءتهم هذه الدعوة من الله صدقوا بها وافضاء 7 بعينها خشعت لذلك قلوبهم وأبدانهم وأبصارهم كنت والله
إذا رأيتهم رأيت قوما كأنهم رأى عين والله ما كانوا باهل جدل وباطل ولكن جاءهم من الله أمر فصدقوا به
فنعتهم الله في القرآن أحسن نعت فقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا قال الحسن والهون
76

في كلام العرب اللين والسكينة والوقار وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما قال حلماء لا يجهلون وان جهل عليهم
حلموا يصاحبون عباد الله نهارهم مما تسمعون ثم ذكر ليلهم خير ليل قال والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما
ينتصبون لله على أقدامهم ويفترشون وجوههم سجدا لربهم تجرى دموعهم على خدودهم خوفا من ربهم
قال الحسن لأمر ما سهر ليلهم ولامر ما خشع نهارهم والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها
كان غراما قال كل شئ يصيب ابن آدم لم يدم عليه فليس بغرام انما الغرام اللازم له ما دامت السماوات والأرض
قال صدق القوم والله الذي لا اله الا هو فعلوا ولم يتمنوا فإياكم وهذه الأماني يرحمكم الله فان الله لم يعط عبدا بالمنية
خيرا في الدنيا والآخرة قط وكان يقول يا لها من موعظة لو وافقت من القلوب حياة * وأخرج عبد بن حميد
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ان عذابها كان غراما قال الدائم * وأخرج
الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله ان عذابها كان غراما قال ملازما شديدا كلزوم
الغريم الغريم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول بشر بن أبي حازم
ويوم النسار ويوم الجفار * كانا عذابا وكانا غراما
* وأخرج ابن الأنباري عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله كان غراما ما الغرام قال المولع
قال فيه الشاعر
وما أكلة ان نلتها بغنيمة * ولا جوعة ان جعتها يغرام
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ان عذابها كان غراما قال قد
علموا ان كل غريم يفارق غريمه الا غريم جهنم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
ابن عباس في قوله والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا قال هم المؤمنون لا يسرفون فيقعوا في معصية الله ولا
يقترون فيمنعون حقوق الله * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ولم يقتروا بنصب الياء ورفع التاء * وأخرج
عبد بن حميد عن قتادة في قوله والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا قال الاسراف النفقة في معصية الله والاقتار
الامساك عن حق الله قال وان الله قد فاء لكم فيئة فانتهوا إلى فيئة الله قال في المنفق يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وقولوا قولا سديدا قال قولوا صدقا عدلا وقال للمؤمنين قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم عمالا يحل لهم وقال
في الاستماع الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأحسنه طاعة الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب
في قوله لم يسرفوا ولم يقتروا قال لا ينفقه في باطل ولا يمنعه من حق * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي
حبيب والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا قال أولئك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا لا يأكلون
طعاما يريدون به نعيما ولا يلبسون ثوما يريدون به جمالا كانت قلوبهم على قلب واحد * وأخرج ابن أبي حاتم
عن الأعمش في قوله بين ذلك قواما قال عدلا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عمر مولى غفرة قال القوام أن
لا تنفق من غير حق ولا تمسك من حق هو عليك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن وهب بن منبه وكان بين
ذلك قواما قال الشطر من أموالهم * وأخرج ابن جرير عن يزيد بن مرة الجعفي قال العلم خير من العمل والحسنة
بين السيئتين يعنى إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وخير الأمور أوساطها * وأخرج عبد الرزاق عن الحسن في قوله
لم يسرفوا ولم يقتروا ان عمر بن الخطاب قال كفى سرفا أن الرجل لا يشتهى شيئا الا اشتراه فأكله * وأخرج أحمد
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من فقه الرجل رفقه في معيشته * قوله تعالى (والذين لا يدعون)
الآية * أخرج الفريابي وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أكبر
قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت ثم أي قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قلت ثم أي قالت أن تزاني
حليلة جارك فأنزل الله تصديق ذلك والذين لا يدعون مع الله لها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق
ولا يزنون * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن
مردويه والبيهقي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس أن ناسا من أهل الشرك قد قتلوا فأكثروا وزنوا ثم
77

أتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا ان الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزل والذين
لا يدعون مع الله إلها آخر الآية ونزلت قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية * وأخرج البخاري وابن
المنذر من طريق القاسم بن أبي بزة أنه سأل سعيد بن جبير هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة فقرأت عليه ولا
تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق فقال سعيد قرأتها على ابن عباس كما قرأتها على فقال هذه مكية نسختها
آية مدنية التي في سورة النساء * وأخرج ابن المبارك عن شفى الأصبحي قال إن في جهنم جبلا يدعى صعودا يطلع
فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يرقاه وان في جهنم قصرا يقال له هوى يرمى الكافر من أعلاه فيهوى أربعين
خريفا قبل أن يبلغ أصله قال تعالى ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى وان في جهنم واديا يدعى أثاما فيه حيات
وعقارب في فقار إحداهن مقدار سبعين قلة من السم والعقرب منهم مثل البغلة الموكفة وان في جهنم واديا يدعى
غيا يسيل قيحا ودما * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال
أفضل قال الصلوات لمواقيتهن قلت ثم أي قال بر الوالدين قلت ثم أي قال ثم الجهاد في سبيل الله ولو استزدته لزادني
وسألته أي الذنب أعظم عند الله قال الشرك بالله قلت ثم أي قال أن تقتل ولدك أن يطعم معك فما لبثنا الا يسيرا
حتى أنزل الله والذين لا يدعون الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون الآية
* وأخرج ابن مردويه عن عون بن عبد الله قال سألت الأسود بن يزيد هل كان ابن مسعود يفضل عملا على عمل
قال نعم سالت ابن مسعود قال سألتني عما سالت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أي الأعمال
أحبها إلى الله وأقربها من الله قال الصلاة لوقتها قلت ثم ماذا على أثر ذلك قال ثم بر الوالدين قلت ثم ماذا على أثر ذلك
قال الجهاد في سبيل الله ولو استزدته لزادني قلت فأي الأعمال أبغضها إلى الله وأبعدها من الله قال إن تجعل لله ندا
وهو خلقك وان تقتل ولدك ان يأكل معك وان تزاني حليلة جارك ثم قرأ والذين لا يدعون مع الله إلها آخر الآية
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ان الله ينهاك ان تعبد المخلوق وتذر
الخالق وينهاك ان تقتل ولدك وتغذو كلبك وينهاك ان تزني بحليلة جارك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن عبد الله بن عمر في قوله يلق أثاما قال واد في جهنم * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد يلق آثاما قال واد في جهنم من قيح ودم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن
عكرمة قال آثام أودية في جهنم فيها الزناة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة
يلق آثاما قال نكالا وكنا نحدث أنه واد في جهنم وذكر لنا ان لقمان كان يقول يا بنى إياك والزنا فان أوله مخافة
وآخره ندامة * وأخرج ابن المبارك في الزهد عن شفى الأصبحي قال إن في جهنم واديا يدعى أثاما فيه حياة
وعقارب في فقار إحداهن مقدار سبعين قلة من السم والعقرب منهن مثل البغلة الموكفة * وأخرج ابن الأنباري
عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله يلق أثاما ما الآثام قال الجزاء قال فيه عامر بن الطفيل
وروينا الأسنة من صداء * ولاقت حمير منا أثاما
* وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ومن يفعل ذلك
يلق أثاما * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ يضاعف بالرفع له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه بنصب الياء
ورفع اللام * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ويخلد فيه يعنى في العذاب مهانا يعنى يهان فيه * وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت والذين لا يدعون مع الله إلها آخر الآية اشتد ذلك على المسلمين فقالوا
ما منا أحد الا أشرك وقتل وزنى فأنزل الله يا عبادي الذين أسرفوا الآية يقول لهؤلاء الذين أصابوا هذا في الشرك
ثم نزلت بعده الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات فأبدلهم الله بالكفر الاسلام
وبالمعصية الطاعة وبالانكار المعرفة وبالجهالة العلم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه عن سعيد بن جبير قال نزلت آية من تبارك بالمدينة في شأن قاتل حمزة وحشى وأصحابه كانوا يقولون انا
لنعرف الاسلام وفضله فكيف لنا بالتوبة وقد عبدنا الأوثان وقتلنا أصحاب محمد وشربنا الخمور ونكحنا المشركات
فأنزل الله فيهم والذين لا يدعون مع الله إلها آخر الآية ثم أنزلت توبتهم الا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك
78

يبدل الله سيئاتهم حسنات فأبدلهم الله بقتال المسلمين قتال المشركين ونكاح المشركات نكاح المؤمنات وبعبادة
الأوثان عبادة الله * وأخرج عبد بن حميد عن عامر أنه سئل عن هذه الآية والذين لا يدعون مع الله إلها آخر
لآية قال هؤلاء كانوا في الجاهلية فأشركوا وقتلوا وزنوا فقالوا لن يغفر الله لنا فأنزل الله الا من تاب الآية قال
كانت التوبة والايمان والعمل الصالح وكان الشرك والقتل والزنا كانت ثلاث مكان ثلاث * وأخرج عبد بن
حميد عن أبي مالك قال لما نزلت والذين لا يدعون مع الله إلها آخر قال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
كنا أشركنا في الجاهلية وقتلنا فنزلت الا من تاب الآية * وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابن
عباس قال قرأنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم سنين والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي
حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ثم نزلت الا من تاب وآمن فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
فرح بشئ قط فرحه بها وفرحه بانا فتحنا لك فتحا مبينا * وأخرج أبو داود في تاريخه عن ابن عباس والذين
لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ثم استثنى
الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن
مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العتمة ثم انصرفت فإذا امرأة
عند بابى فقالت جئتك أسالك عن عمل عملته هل ترى لي منه توبة قلت وما هو قالت زنيت وولد لي وقتلته قلت لا ولا
كرامة فقامت وهي تقول وا حسرتاه أيخلق هذا الجسد للنار فلما صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم الصبح من
تلك الليلة قصصت عليه أمر المرأة قال ما قلت لها قال قلت لا ولا كرامة قال بئس ما قلت أما كنت تقرأ هذه الآية
والذين لا يدعون مع الله إلها آخر إلى قوله الا من تاب الآية قال أبو هريرة فخرجت فما بقيت دار بالمدينة ولا خطة
الا وقفت عليها فقلت ان كان فيكم المرأة التي جاءت أبا هريرة فلتأت ولتبشر فلما انصرفت من العشى إذا هي عند
بابى فقلت أبشري انى ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم ما قلت لي وما قلت لك فقال بئس ما قلت أما كنت تقرأ هذه
الآية وقرأتها عليها فخرت ساجدة وقالت أحمد الله الذي جعل لي توبة ومخرجا أشهد أن هذه الجارية لجارية معها
وابن لها حران لوجه الله وأني قد تبت مما عملت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في
قوله فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات قال هم المؤمنون كانوا من قبل ايمانهم على السيئات فرغب الله بهم عن
ذلك فحولهم إلى الحسنات فأبدلهم مكان السيئات الحسنات * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله الا من تاب
قال من ذنبه وآمن قال بربه وعمل صالحا قال فيما بينه وبين ربه فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات قال انما التبديل
طاعة الله بعد عصيانه وذكر الله بعد نسيانه والخير تعمله بعد الشر * وأخرج عبد حميد وابن أبي حاتم عن الحسن
فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات قال التبديل في الدنيا يبدل الله بالعمل السيئ العمل الصالح وبالشرك اخلاصا
وبالفجور عفافا ونحو ذلك * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد يبدل الله سيئاتهم حسنات قال الايمان بعد
الشرك * وأخرج عبد بن حميد عن مكحول يبدل الله سيئاتهم حسنات قال إذا تابوا جعل الله ما عملوا من سيئاتهم
حسنات * وأخرج عبد بن حميد عن علي بن الحسين يبدل الله سيئاتهم حسنات قال في الآخرة وقال الحسن في
الدنيا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وعن أبي عثمان النهدي قال إن المؤمن يعطى كتابه في ستر من الله فيقرأ
سيئاته فإذا قرأ تغير لها لونه حتى يمر بحسناته فيقرؤها فيرجع إليه لونه ثم ينظر فإذا سيئاته قد بدلت
حسنات فعند ذلك يقول هاؤم اقرؤا كتابيه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سلمان قال يعطى رجل
يوم القيامة صحيفة فيقرأ أعلاها فإذا سيئاته فإذا كاد يسوء ظنه نظر في أسفلها فإذا حسناته ثم ينظر في أعلاها
فإذا هي قد بدلت حسنات * وأخرج أحمد وهناد ومسلم والترمذي وابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات
عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه
فيعرض عليه صغارها وينحى عنه كبارها فيقال عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا وهو مقر ليس ينكر وهو مشفق
من الكبار ان تجئ فيقال اعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين ناس يوم القيامة ودوا انهم استكثروا من السيئات قيل
79

ومن هم يا رسول الله قال الذين بدل الله سيئاتهم حسنات * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن ميمون فأولئك
يبدل الله سيئاتهم حسنات قال حتى يتمنى العبد ان سيئاته كانت أكثر مما هي * وأخرج عبد بن حميد
عن أبي العالية انه قيل له ان أناسا يزعمون أنهم يتمنون ان يستكثروا من الذنوب قال ولم ذاك قال يتأولون
هذه الآية يبدل الله سيئاتهم حسنات فقال أبو العالية وكان إذا أخبر بما لا يعلم قال آمنت بما أنزل الله من
كتاب ثم تلا هذه الآية يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا
بعيدا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مكحول قال جاء شيخ كبير فقال يا رسول الله رجل غدر وفجر فلم يدع حاجة
ولا داجة الا اقتطعها بيمينه ولو قسمت خطيئته بين أهل الأرض لأوبقتهم فهل له من توبة فقال النبي صلى الله عليه
وسلم أسلمت قال نعم قال فان الله غافر لك ومبدل سيئاتك حسنات قال يا رسول الله وغدراتي وفجراتي قال
وغدراتك وفجراتك * وأخرج الطبراني عن سلمة بن كهيل قال جاء شاب فقال يا رسول الله أرأيت من لم يدع سيئة
الا عملها ولا خطيئة الا ركبها ولا أشرف له سهم فما فوقه الا اقتطعه بيمينه ومن لو قسمت خطاياه على أهل المدينة
لغمرتهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أأسلمت قال أما أنا فاشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال اذهب
فقد بدل الله سيئاتك حسنات قال يا رسول الله وغدراتي وفجراتي قال وغدراتك وفجراتك ثلاثا فولى الشاب
وهو يقول الله أكبر * وأخرج البغوي وابن قانع والطبراني عن أبي طويل شطب الممدود أنه أتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها فذكر نحوه * وأخرج ابن مردويه عن أبي موسى قال
التبديل يوم القيامة إذا وقف العبد بين يدي الله والكتاب بين يديه ينظر في السيئات والحسنات فيقول قد
غفرت لك ويسجد بين يديه فيقول قد بدلت فيسجد فيقول قد بدلت فيسجد فيقول الخلائق طوبى لهذا العبد
الذي لم يعمل سيئة قط * وأخرج الطبراني عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نام
ابن آدم قال الملك للشيطان اعطني صحيفتك فيعطيه إياها فما وجد في صحيفته من حسنة محا بها عشر سيأت
من صحيفة الشيطان وكتبهن حسنات فإذا أراد أحدكم ان ينام فليكبر ثلاثا وثلاثين تكبيرة ويحمد أربعا
وثلاثين تحميدة ويسبح ثلاثا وثلاثين تسبيحة فتلك مائة * وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن عبد العزيز عن
مكحول في قوله يبدل الله سيئاتهم حسنات قال يجعل مكان السيئات الحسنات قال فرأيت مكحولا غضب حتى
جعل يرتعد * قوله تعالى (والذين لا يشهدون الزور) الآيات * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله
والذين لا يشهدون الزور قال إن الزور كان صنما بالمدينة يلعبون حوله كل سبعة أيام وكان أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا مروا به مروا كراما لا ينظرون إليه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن الضحاك والذين لا يشهدون الزور قال الشرك * وأخرج الخطيب عن ابن عباس في قوله والذين لا يشهدون
الزور قال أعياد المشركين * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله والذين لا يشهدون الزور قال الكذب
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه والذين لا يشهدون الزور الآية قال لا يساعدون
أهل الباطل على باطلهم ولا يمالؤنهم فيه * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن قيس الملائي والذين لا يشهدون
الزور قال مجالس السوء * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة والذين لا يشهدون الزور قال لعب كان في الجاهلية
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن محمد بن الحنفية والذين لا يشهدون الزور قال الغناء واللهو * وأخرج
عبد بن حميد عن أبي الجحاف والذين لا يشهدون الزور قال الغناء * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن والذين
لا يشهدون الزور قال الغناء والنياحة * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذم
الغضب وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد والذين لا يشهدون الزور قال
مجالس الغناء وإذا مروا باللغو مروا كراما قال إذا أوذوا صفحوا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن السدى في قوله وإذا مروا باللغو مروا كراما قال يعرضون عنهم لا يكلمونهم * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير ابن أبي حاتم عن السدى وإذا مروا باللغو مروا كراما قال هي مكية * وأخرج ابن أبي حاتم وابن
عساكر عن إبراهيم بن ميسرة رضي الله عنه قال بلغني ان ابن مسعود مر معرضا ولم يقف فقال النبي صلى الله
80

عليه وسلم لقد أصبح ابن مسعود أو أمسى كريما ثم تلا إبراهيم وإذا مروا باللغو مروا كراما * وأخرج ابن أبي
شيبة عن الضحاك وإذا مروا باللغو مروا كراما قال لم يكن اللغو من حالهم ولا بالهم * وأخرج ابن جرير عن
الحسن في قوله إذا مروا باللغو قال اللغو كله المعاصي * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وإذا مروا باللغو مروا كراما قال كانوا إذا أتوا على ذكر النكاح كفوا عنه
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا
قال لم يصموا عن الحق ولم يعموا عنه هم قوم عقلوا عن الله فانتفعوا بما سمعوا من كتاب الله * وأخرج الفريابي وابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه لم يخروا عليها صما
وعميانا قال كم من قارئ يقرؤها بلسانه يخر عليها أصم أعمى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن
ابن عباس والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين قال يعنون من يعمل بالطاعة
فتقر به أعيننا في الدنيا والآخرة واجعلنا للمتقين إماما قال أئمة هدى يهتدى بنا ولا تجعلنا أئمة ضلالة لأنه قال
لأهل السعادة وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ولأهل الشقاوة وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار * وأخرج عبد
ابن حميد عن عكرمة رضي الله عنه والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين قال لم يريدوا بذلك
صباحة ولا جمالا ولكن أرادوا ان يكونوا مطيعين * وأخرج ابن المبارك في البر والصلة وسعيد بن منصور
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن انه سئل عن هذه
الآية هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين أهذه القرة أعين في الدنيا أم في الآخرة قال لا والله بل في الدنيا
قيل وما هي قال هي ان يرى الرجل المسلم من زوجته من ذريته من أخيه من حميمه طاعة الله ولا والله ما شئ
أحب إلى المرء المسلم من أن يرى ولدا أو والدا أو حميما أو أخا مطيعا لله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير عن مجاهد في قوله والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين قال يحسنون عبادتك
ولا يجرون عليها الجرائر واجعلنا للمتقين إماما قال اجعلنا مؤتمين بهم مقتدين بهم * وأخرج أحمد والبخاري
في الأدب المفرد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن المقداد بن الأسود قال
لقد بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليها نبيا من الأنبياء في قومه من جاهلية ما يرون ان دينا
أفضل من عبادة الأوثان فجاء بفرقان فزق به بين الحق والباطل وفرق به بين الوالد وولده حتى أن كان الرجل
ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا وقد فتح الله قفل قلبه بالايمان ويعلم انه ان هلك دخل النار فلا تقر عينه وهو
يعلم أن حبيبه في النار انها للتي قال الله والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين * وأخرج عبد
ابن حميد عن عاصم انه قرأ هب لنا من أزواجنا وذريتنا واحدة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة
واجعلنا للمتقين إماما يقول قادة في الخير ودعاة وهداة يؤتم بهم في الخير * وأخرج الفريابي عن أبي صالح في
قوله واجعلنا للمتقين إماما قال أئمة يقتدى بهدانا والله تعالى أعلم * قوله تعالى (أولئك يجزون الغرفة)
الآيتين * أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله
أولئك يجزون الغرفة قال هي من ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء أو درة بيضاء ليس فيها قصم ولا وهم * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله أولئك يجزون الغرفة قال الجنة
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن أبي جعفر في قوله أولئك يجزون الغرفة بما صبروا قال على الفقر
في دار الدنيا * وأخرج زاهر بن طاهر الشحامي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة لغرفا
ليس فيها مغاليق من فوقها ولا عماد من تحتها قيل يا رسول الله وكيف يدخلها أهلها قال يدخلونها أشباه الطير
قيل يا رسول الله لمن هي قال لأهل الأسقام والأوجاع والبلوى * وأخرج أحمد عن أبي مالك الأشعري قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم
الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى والناس نيام * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير أولئك يعنى
81

الذين في هؤلاء الآيات يجزون الغرفة يعنى في الآخرة الغرفة الجنة بما صبروا على أمر ربهم ويلقون فيها
يعنى تتلقاهم الملائكة بالتحية والسلام خالدين فيها لا يموتون حسنت مستقرا يعنى مستقرهم في الجنة ومقاما يعنى
مقام أهل الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عاصم قال لقى ابن سيرين رجل فقال حياك الله فقال إن أفضل التحية
تحية أهل الجنة السلام وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ أولئك يجزون الغرفة واحدة بما صبروا ويلقون
خفيفة منصوبة الياء والله تعالى أعلم * قوله تعالى (قل ما يعبأ بكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قل ما يعبأ بكم ربى لولا دعاؤكم يقول لولا ايمانكم فأخبر الله انه لا حاجة له
بهم إذ لو يخلقهم مؤمنين ولو كانت له بهم حاجة لحبب إليهم الايمان كما حببه إلى المؤمنين فسوف يكون لزاما قال
موتا * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
قل ما يعبأ بكم ربى قال ما يفعل لولا دعاؤكم قال لولا دعاؤه إياكم لتعبدوه وتطيعوه * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو
الشيخ في العظمة عن الوليد بن أبي الوليد قال بلغني ان تفسير هذه الآية قل ما يعبأ بكم ربى لولا دعاؤكم أي
ما خلقتكم لي بكم حاجة الا ان تسألوني فاغفر لكم وتسألوني فأعطيكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن الزبير انه قرأ في صلاة الصبح الفرقان فلما أتى على هذه الآية قرأ فقد كذب الكافرون فسوف
يكون لزاما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس انه قرأ
فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاما * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله فسوف
يكون لزاما قال موتا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة فسوف يكون لزاما قال قال أبي بن
كعب هو القتل يوم بدر * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال اللزام هو القتل الذي أصابهم يوم بدر * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن ابن مسعود قال قد مضى اللزام كان يوم بدر قتلوا سبعين وأسروا
سبعين * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير والطبراني
وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال خمس قد مضين الدخان والقمر والروم والبطشة واللزام
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال كنا نحدث ان اللزام يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد
فسوف يكون لزاما قال يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي مالك مثله * وأخرج ابن أبي حاتم
عن الحسن فسوف يكون لزاما قال ذاك يوم القيامة * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال مضى خمس
آيات وبقى خمس منها انشقاق القمر وقد رأيناه ومضى الدخان ومضت البطشة الكبرى ومضى اليوم العقيم
ومضى اللزام والله أعلم
* (سورة الشعراء مكية) *
* أخرج ابن الضريس وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت سورة طسم الشعراء بمكة * وأخرج ابن مردويه
عن عبد الله بن الزبير قال أنزلت سورة الشعراء بمكة * وأخرج النحاس عن ابن عباس قال سورة الشعراء نزلت
بمكة سوى خمس آيات من آخرها نزلت بالمدينة والشعراء يتبعهم الغاوون إلى آخرها * وأخرج أبو نعيم في
الحلية عن معدى كرب قال أتينا عبد الله بن مسعود نسأله عن طسم الشعراء قال ليست معي ولكن عليكم
ممن أخذها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بابى عبد الله خباب بن الأرت * قوله تعالى (طسم) * أخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال اسم من أسماء القرآن * وأخرج
ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله طسم قال الطاء من ذي الطول والسين من القدوس والميم من الرحمن * قوله
تعالى (لعلك باخع نفسك) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن قتادة في قوله لعلك باخع نفسك قال لعلك قاتل نفسك ان لا يكونوا مؤمنين ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية
فظلت أعناقهم لها خاضعين قال لو شاء الله أنزل عليهم آية يذلون بها فلا يلوي أحدهم عنقه إلى معصية الله وما يأتيهم
من ذكر من الرحمن محدث الآية يقول ما يأتيهم من شئ من كتاب الله الا أعرضوا عنه فسيأتيهم يعنى يوم
القيامة أنباء ما استهزؤا به من كتاب الله وفي قوله كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم قال حسن * وأخرج
82

الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله فظلت أعناقهم لها خاضعين قال العنق الجماعة من
الناس قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الحرث بن هشام وهو يقول ويذكر أبا جهل
يخبرنا المخبر ان عمرا * امام القوم من عنق مخيل
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فظلت أعناقهم لها خاضعين قال ذليلين * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن زيد قال الخاضع الذليل * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم قال من نبات الأرض مما يأكل الناس والانعام * وأخرج
الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي كما أنبتنا فيها من كل زوج كريم قال الناس
من نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال كل شئ
في الشعراء من قوله عزيز رحيم فهو ما هلك ممن مضى من الأمم يقول عزيز حين انتقم من أعدائه رحيم بالمؤمنين
حين أنجاهم مما أهلك به أعداءه * قوله تعالى (وإذ نادى ربك موسى) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم
عن السدى رضي الله عنه وإذ نادى ربك موسى قال حين نودي من جانب الطور الأيمن * وأخرج الفريابي وابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولهم على ذنب قال قتل النفس التي قتل فيهم
وفي قوله وفعلت فعلتك التي فعلت قال قتل النفس أيضا وفي قوله فعلتها إذا وأنا من الضالين قال من الجاهلين
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولهم على ذنب قال
قتل النفس وفي قوله ألم نربك فينا وليدا قال التقطه آل فرعون فربوه وليدا حتى كان رجلا وفعلت فعلتك التي
فعلت قال قتلت النفس التي قتلت وأنت من الكافرين قال فتبرأ من ذلك نبي الله قال فعلتها إذا وانا من الضالين
قال من الجاهلين قال وهي في بعض القراءة اذن وأنا من الجاهلين فإنما هو شئ جهله ولم يتعمده * وأخرج
ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين قال من
فرعون على موسى حين رباه يقول كفرت نعمتي * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه وتلك نعمة ثمنها على أن عبدت بني إسرائيل قال قهرتهم
واستعملتهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت
من الكافرين قال للنعمة ان فرعون لم يكن يعلم ما الكفر وفي قوله قال فعلتها إذا وأنا من الضالين قال من
الجاهلين * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال في قراءة ابن مسعود فعلتها اذن وانا من
الجاهلين * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله فوهب لي حكما قال النبوة * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه وتلك نعمة تمنها على قال
يقول موسى لفرعون أتمن على يا فرعون بان اتخذت بني إسرائيل عبيدا وكانوا أحرارا فقهرتهم واتخذتهم عبيدا
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قال فرعون وما رب العالمين إلى قوله ان كنتم تعقلون
قال فلم يزده الا رغما * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين
يقول مبين له خلق حية ونزع يده يقول واخرج موسى يده من جيبه فإذا هي بيضاء تلمع للناظرين ينظر إليها
ويراها * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال أقبل موسى باهله فسار بهم نحو مصر حتى أتاها ليلا
فتضيف على أمه وهو لا يعرفهم في ليلة كانوا يأكلون منها 7 الطقشيل فنزل في جانب الدار فجاء هارون فلما أبصر
ضيفه سال عنه أمه فأخبرته انه ضيف فدعاه فاكل معه فلما قعدا فتحدثا فسأله هارون من أنت قال أنا موسى فقام
كل واحد منهما إلى صاحبه فاعتنقه فلما أن تعارفا قال له موسى يا هارون انطلق بي إلى فرعون فان الله قد أرسلنا
إليه قال هارون سمعا وطاعة فقامت أمهما فصاحت وقالت أنشدكما بالله ان لا تذهبا إلى فرعون فيقتلكما فأبيا
فانطلقا إليه ليلا فأتيا الباب فضرباه ففزع فرعون وفزع البواب فقال فرعون من هذا الذي يضرب ببابي هذه
الساعة فأشرف عليهما البواب فكلمهما فقال له موسى انا رسول رب العالمين ففزع البواب فأتى فرعون فأخبره
فقال إن ههنا انسانا مجنونا يزعم أنه رسول رب العالمين فقال أدخله فدخل فقال إنه رسول رب العالمين قال فرعون
83

وما رب العالمين قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى قال إن كنت جئت بآية فائت بها ان كنت من
الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين والثعبان الذكر من الحيات فاتحة فمها لحييها الأسفل في الأرض والأعلى
على سور القصر ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه فلما رآها ذعر منها ووثب فأحدث ولم يكن يحدث قبل ذلك وصاح
يا موسى خذها وأنا أو من بك وأرسل معك بني إسرائيل فاخذها موسى فصارت عصا فقالت السحرة في نجواهم ان
هذين لساحران يريدان ان يخرجاكم من أرضكم بسحرهما فالتقى موسى وأمير السحرة فقال له موسى أرأيت
ان غلبتك غدا أتؤمن بي وتشهد ان ما جئت به حق قال الساحر لآتين غدا بسحر لا يغلبه شئ فوالله لئن غلبتني
لأومنن بك ولأشهدن انك حق وفرعون ينظر إليهما * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وقيل
للناس هل أنتم مجتمعون قال كانوا بالإسكندرية قال ويقال بلغ ذنب الحية من وراء البحيرة يومئذ قال وهزموا
وسلم فرعون وهمت به فقال خذها يا موسى وكان مما بلى الناس به منه انه كان لا يضع على الأرض شيئا فأحدث
يومئذ تحته وكان ارساله الحية في القبة الخضراء * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في
قوله وقالوا بعزة فرعون انا لنحن الغالبون قال فوجدوا الله أعز منه * وأخرج ابن أبي حاتم عن بشر بن منصور
قال بلغني انه لما تكلم ببعض هذا وقالوا بعزة فرعون قالت الملائكة قصمه ورب الكعبة فقال الله تالون على
قد أمهلته أربعين عاما * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله لا ضير قال يقولون لا يضرنا الذي تقول وان صنعت
بنا وصلبتنا انا إلى ربنا منقلبون يقول انا إلى ربنا راجعون وهو مجازينا بصبرنا على عقوبتك إيانا وثباتنا على
توحيده والبراءة من الكفر به وفي قوله ان كنا أول المؤمنين قال كانوا كذلك يومئذ أول من آمن بآياته حين
رآها * قوله تعالى (وأوحينا إلى موسى ان أسر بعبادي) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضي الله عنه
قال ثم إن الله أمر موسى ان يخرج ببني إسرائيل فقال أسر بعبادي ليلا فامر موسى بني إسرائيل أن
يخرجوا وأمرهم أن يستعيروا الحلي من القبط وأمر ان لا ينادى أحد منهم صاحبه وان يسرجوا في بيوتهم حتى
الصبح وان من خرج منهم امام بابه يكب من دم حتى يعلم أنه قد خرج وان الله قد أخرج كل ولد زنا في القبط من بني إسرائيل
إلى بني إسرائيل وأخرج كل ولد زنا في بني إسرائيل من القبط إلى القبط حتى أتوا آباءهم ثم خرج موسى
ببني إسرائيل ليلا والقبط لا يعلمون وألقى على القبط الموت فمات كل بكر رجل منهم فأصبحوا يدفنونهم فشغلوا
عن طلبهم حتى طلعت الشمس وخرج موسى في ستمائة ألف وعشرين ألفا لا يعدون ابن عشرين لصغره ولا ابن
ستين لكبره وانما عدوا ما بين ذلك سوى الذرية وتبعهم فرعون على مقدمته هامان في ألف ألف وسبعمائة
ألف حصان ليس فيها ماذيانة وذلك حين يقول الله فأرسل فرعون في المدائن حاشرين ان هؤلاء لشرذمة قليلون
فكان موسى على ساقة بني إسرائيل وكان هارون امامهم يقدمهم فقال المؤمن لموسى آين أمرت قال البحر فأراد
أن يقتحم فمنعه موسى فنظرت بنو إسرائيل إلى فرعون قد ردفهم قالوا يا موسى انا لمدركون قال موسى كلا ان معي
ربى سيهدين يقول سيكفين فتقدم هارون فضرب البحر فأبى البحر أن ينفتح وقال من هذا الجبار الذي يضربني
حتى أتاه موسى فكناه أبا خالد وضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم يقول كالجبل العظيم فدخلت بنو
إسرائيل وكان في البحر اثنا عشر طريقا في كل طريق سبط وكانت الطرق إذا انفلقت بجدران فقال كل سبط قد قتل
أصحابنا فلما رأى ذلك موسى صلى الله عليه وسلم دعا الله فجعلها لهم قناطر كهيئة الطبقات ينظر آخرهم إلى
أولهم حتى خرجوا جميعا ثم دنا فرعون وأصحابه فلما نظر فرعون إلى البحر منفلقا قال ألا ترون إلى البحر منفلقا
قد فرق منى فانفتح لي حتى أدرك أعدائي فاقتلهم فلما قام فرعون على أفواه الطرق أبت خيله ان تقتحتم فنزل على
ماذيانة فشامت الحصن ريح الماذيانة فاقتحمت في أثرها حتى إذا هم أولهم ان يخرج ودخل آخرهم أمر الله البحر
أن يأخذهم فالتطم عليهم وتفرد جبريل بفرعون يمقله من مقل البحر فجعل يدسها في فيه * وأخرج عبد بن حميد
عن قتادة في قوله ان هؤلاء لشرذمة قليلون قال ذكر لنا أن بني إسرائيل الذين قطع بهم موسى البحر كانوا ستمائة
ألف مقاتل وعشرين ألفا فصاعدا واتبعهم فرعون على ألف ألف حصان ومائتي ألف حصان * وأخرج
الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله ان هؤلاء لشرذمة قليلون
84

قال ستمائة ألف وسبعون ألفا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي عبيدة مثله * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان هؤلاء لشرذمة قليلون قال كانوا ستمائة ألف * وأخرج ابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله لشرذمة قال قطعة * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه لشرذمة قال الفريد
من الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان أصحاب موسى الذين جاوزوا البحر اثنى عشر سبطا فكان في كل طريق اثنا عشر ألفا كلهم ولد يعقوب عليه
السلام * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ان هؤلاء لشرذمة قليلون قال هم يومئذ ستمائة
ألف ولا يحصى عدد أصحاب فرعون * وأخرج ابن مردويه بسند واه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فرعون عدوا لله حيث غرقه الله هو وأصحابه في سبعين قائدا مع كل قائد سبعون
ألفا وكان موسى مع سبعين ألفا حين عبروا البحر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال أوحى الله
إلى موسى أن أجمع بني إسرائيل كل أربعة أبيات من بني إسرائيل في بيت ثم اذبح أولاد الضان فاضرب بدمائها
على كل باب فإني سامر الملائكة ان لا تدخل بيتا على بابه دم وسامر الملائكة فتقتل أبكار آل فرعون من أنفسهم
وأهليهم ثم اخبزوا خبز فطيرا فإنه أسرع لكم ثم سر حتى تأتى البحر ثم قف حتى يأتيك أمرى فلما ان أصبح
فرعون قال هذا عمل موسى وقومه قتلوا أبكارنا من أنفسنا وأهلينا * وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر عن يحيى بن
عروة بن الزبير قال إن الله أمر موسى أن يسير ببني إسرائيل وقد كان موسى وعد بني إسرائيل أن يسير بهم إذا
طلع القمر فدعا الله أن يؤخر طلوعه حتى يفرغ فلما سار موسى ببني إسرائيل أذن فرعون في الناس ان هؤلاء
لشرذمة قليلون * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب قال خرج موسى من مصر ومعه ستمائة ألف من بني إسرائيل
لا يعدون فيهم أقل من ابن عشرين ولا ابن أكثر من أربعين سنة فقال فرعون ان هؤلاء لشرذمة قليلون
وخرج فرعون على فرس حصان أدهم ومعه ثمانمائة ألف على خيل دهم سوى ألوان الخيل وكان جبريل عليه
السلام على فرس شائع يسير بين يدي القوم ويقول ليس القوم بأحق بالطريق منكم وفرعون على فرس أدهم
حصان وجبريل على فرس أنثى فاتبعها فرس فرعون وكان ميكائيل في أخرى القوم يقول الحقوا أصحابكم حتى
دخل آخرهم وأراد أولهم أن يخرجوا فأطبق عليهم البحر * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن ميمون قال لما أراد
موسى أن يخرج ببني إسرائيل من مصر بلغ ذلك فرعون فقال أمهلوهم حتى إذا صاح الديك فأتوهم فلم يصح في
تلك الليلة الديك فخرج موسى ببني إسرائيل وغدا فرعون فلما أصبح فرعون أمر بشاة فأتى بها فامر بها أن تذبح
ثم قال لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع عندي خمسمائة ألف فارس فاجتمعوا إليه فاتبعهم فلما انتهى موسى إلى
البحر قال له وصيه يا نبي الله أين أمرت قال ههنا في البحر * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان طلائع
فرعون الذين بعثهم في أثرهم ستمائة الف ليس فيهم أحد الا على بهيم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال
كانت سيما خيل فرعون الخرق البيض في أصداغها وكانت جريدته مائة ألف حصان * وأخرج ابن أبي حاتم
عن كعب الأحبار قال اجتمع آل يعقوب إلى يوسف وهم ستة وثمانون انسانا ذكرهم وأنثاهم فخرج بهم موسى
يوم خرج وهم ستمائة الف ونيف وخرج فرعون على أثرهم يطلبهم على فرس أدهم على لونه من الدهم ثمانمائة
ألف أدهم سوى ألوان الخيل وحالت الريح الشمال وتحت جبريل فرس وريق وميكائيل يسوقهم لا يشذ منهم
شاذة الا ضمه فقال القوم يا رسول الله قد كنا نلقى من فرعون من التعس والعذاب ما نلقى فكيف ان صنعنا ما صنعنا
فأين الملجأ قال البحر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس انه قرأ وانا لجميع حاذرون قال مؤدون
مقرون * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الأسود بن يزيد انه كان يقرؤها وانا
لجميع حاذرون قال مؤدون مقرون * وأخرج عبد بن حميد عن الأسود انه كان يقرؤها وانا لجميع حاذرون
يقول رادون مستعدون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير انه كان يقرأ وانا
لجميع حاذرون يقول ما دون في السلاح * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن دينار قال قرأ عبيد وانا لجميع حاذرون
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك وانا لجميع حاذرون يعنى شاكي السلاح * وأخرج عبد بن حميد
85

عن ابن مسعود وانا لجميع حاذرون قال مؤدون مقوون في السلاح والكراع * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم
انه كان يقرؤها وانا لجميع حاذرون * وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له
أخبرني عن قوله وانا لجميع حاذرون ما الحاذرون قال التامون السلاح قال فيه النجاشي
لعمر أبى أتاني حيث أمسى * لقد تأذت به أبناء بكر
خفيفة في كناب حاذرات * يقودهم أبو شبل هزبر
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم قال كانوا في
ذلك في الدنيا فأخرجهم الله من ذلك وأورثها بني إسرائيل * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ومقام
كريم قال المنابر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فاتبعوهم مشرقين قال اتبعهم فرعون
وجنوده حين أشرقت الشمس قال أصحاب موسى انا لمدركون قال موسى وكان أعلمهم بالله كلا ان معي ربى
سيهدين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ فاتبعوهم مشرقين مهموزة مقطوعة الألف * واخرج عبد بن
حميد وابن أبي حاتم عن قتادة قوله فاتبعوهم مشرقين قال خرج أصحاب موسى ليلا فكسف القمر ليلا
وأظلمت الأرض فقال أصحابه ان يوسف كان أخبرنا انا سننجي من فرعون وأخذ علينا العهد لنخرجن بعظامه
معنا فخرج موسى من ليلته يسأل عن قبره فوجد عجوزا سألها على قبره فأخرجته له بحكمها فكان حكمها ان
قالت له احملني فاخرجني معك فجعل عظام يوسف في كساء ثم حمل العجوز على كساء فجعله على رقبته وخيل
فرعون في ملء أعنتها خضراء في أعينهم ولا يبرح حسنه عن موسى وأصحابه حتى برزوا * وأخرج ابن أبي
حاتم عن خالد بن عبد الله القسري ان مؤمن آل فرعون كان امام القوم قال يا نبي الله أين أمرت قال امامك
قال وهل أمامي الا البحر قال والله ما كذبت ولا كذبت ثم سار ساعة فقال مثل ذلك فرد عليه موسى مثل ذلك
قال موسى وكان أعلم القوم بالله كلا ان معي ربى سيهدين * قوله تعالى (وأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك)
الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله كالطود قال كالجبل * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله كالطود قال كالجبل * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال الطود الجبل
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وأزلفنا ثم الآخرين قال هم قوم فرعون قربهم الله حتى أغرقهم
في البحر * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أعلمك
الكلمات التي قالهن موسى حين انفلق البحر قلت بلى قال قل اللهم لك الحمد واليك المتكل وبك المستغاث
وأنت المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله قال ابن مسعود فما تركتهن منذ سمعتهن من النبي صلى الله عليه وسلم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام ان موسى لما انتهى إلى البحر قال يا من
كان قبل كل شئ والمكون لكل شئ والكائن بعد كل شئ اجعل لنا مخرجا فأوحى الله إليه أن اضرب بعصاك
البحر * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال كان البحر ساكنا لا يتحرك فلما كان ليلة ضربه موسى بالعصا
صار يمد ويجزر * وأخرج ابن أبي حاتم عن قيس بن عباد قال لما انتهى موسى ببني إسرائيل إلى البحر قالت بنو
إسرائيل لموسى أين ما وعدتنا هذا البحر بين أيدينا وهذا فرعون وجنوده قد دهمنا من خلفنا فقال موسى
للبحر انفرق أبا خالد فقال لن أفرق لك يا موسى انا أقدم منك وأشد خلقا فنودي أن اضرب بعصاك البحر
* وأخرج أبو العباس محمد بن إسحاق السراح في تاريخه وابن عبد البر في التمهيد من طريق يوسف بن مهران
عن ابن عباس قال كتب صاحب الروم إلى معاوية يسأله عن أفضل الكلام ما هو والثاني والثالث والرابع
وعن أكرم الخلق على الله وأكرم الأنبياء على الله وعن أربعة من الخلق لم يركضوا في رحم وعن قبر سار بصاحبه
وعن المجرة وعن القوس وعن مكان طلعت فيه الشمس لم تطلع قبله ولا بعده فلما قرأ معاوية الكتاب قال أخزاه الله
وما علمي ما ههنا فقيل له اكتب إلى ابن عباس فسله فكتب إليه يسأله فكتب إليه ابن عباس ان أفضل الكلام
لا إله إلا الله كلمة الاخلاص لا يقبل عمل الا بها والتي تليها سبحان الله وبحمده أحب الكلام إلى الله والتي تليها
الحمد لله كلمة الشكر والتي تليها الله أكبر فاتحة الصلوات والركوع والسجود وأكرم الخلق على الله آدم عليه
86

السلام وأكرم إماء الله مريم وأما الأربعة التي لم يركضوا في رحم فآدم وحواء والكبش الذي فدى به إسماعيل
وعصا موسى حيث ألقاها فصار ثعبانا مبينا وأما القبر الذي سار بصاحبه فالحوت حين التقم يونس وأما المجرة
فباب السماء وأما القوس فإنها أمان لأهل الأرض من الغرق بعد قوم نوح وأما المكان الذي طلعت فيه
الشمس لم تطلع قبله ولا بعده فالمكان الذي انفرج من البحر لبني إسرائيل فلما قرأ عليه الكتاب أرسل به إلى
صاحب الروم فقال لقد علمت أن معاوية لم يكن له بهذا علم وما أصاب هذا الا رجل من أهل بيت النبوة
* وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال جاء موسى إلى فرعون وعليه جبة من
صوف ومعه عصا فضحك فرعون فألقى عصاه فانطلقت نحوه كأنها عنق بختي فيها أمثال الرماح تهتز فجعل فرعون
يتأخر وهو على سريره فقال فرعون خذها وأسلم فعادت كما كانت وعاد فرعون كافرا فامر موسى ان يسير
إلى البحر فسار بهم في ستمائة ألف فلما أتى البحر أمر البحر إذا ضربه موسى بعصاه ان ينفرج له فضرب
موسى بعصاه البحر فانفلق مه اثنا عشر طريقا لكل سبط منهم طريق وجعل لهم فيها أمثال الكوى
ينظر بعضهم إلى بعض وأقبل فرعون في ثمانمائة ألف حتى أشرف على البحر فلما رآه هابه وهو على حصان
له وعرض له ملك وهو على فرس له أنثى فلم يملك فرعون فرسه حتى أقحمه وخرج آخر بني إسرائيل وولج
أصحاب فرعون حتى إذا صاروا في البحر فأطبق عليهم فغرق فرعون بأصحابه * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أوحى الله إلى موسى أن أسر بعبادي ليلا انكم متبعون فأسرى
موسى ببني إسرائيل ليلا فاتبعهم فرعون في ألف ألف حصان سوى الإناث وكان موسى في ستمائة ألف
فلما عاينهم فرعون قال إن هؤلاء لشرذمة قليلون وانهم لنا لغائظون وانا لجميع حذرون فأسرى موسى
ببني إسرائيل حتى هجموا على البحر فالتفتوا فإذا هم برهج دواب فرعون فقالوا يا موسى أوذينا من قبل ان
تأتينا ومن بعدما جئتنا هذا البحر أمامنا وهذا فرعون قد رهقنا بمر معه قال عسى ربكم ان يهلك عدوكم
ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون فأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر وأوحى إلى البحر ان
اسمع لموسى وأطع إذا ضربك فثاب البحر له أفكل يعنى رعدة لا يدرى من أي جوانبه يضرب فقال يوشع لموسى
بماذا أمرت قال أمرت ان أضرب البحر قال فاضربه فضرب موسى البحر بعصاه فانفلق فكان فيه اثنا عشر
طريقا كل طريق كالطود العظيم فكان لكل سبط فيهم طريق يأخذون فيه فلما أخذوا في الطريق قال بعضهم
لبعض ما لنا لا نرى أصحابنا فقالوا لموسى ان أصحابنا لا نراهم قال سيروا فإنهم على طريق مثل طريقكم قالوا لن
نؤمن حتى نراهم قال موسى اللهم أعنى على أخلاقكم السيئة فأوحى الله إليه ان قل بعصاك هكذا وأومأ بيده
يديرها على البحر قال موسى بعصاه على الحيطان هكذا فصار فيها كوات ينظر بعضهم إلى بعض فساروا حتى
خرجوا من البحر فلما جاز آخر قوم موسى هجم فرعون على البحر هو وأصحابه وكان فرعون على فرس أدهم
حصان فلما هجم على البحر هاب الحصان ان يقتحم في البحر فتمثل له جبريل على فرس أنثى فلما رآها الحصان
اقتحم خلفها وقيل لموسى اترك البحر رهوا قال طرقا على حاله ودخل فرعون وقومه في البحر فلما دخل آخر قوم
فرعون وجاز آخر قوم موسى أطبق البحر على فرعون وقومه فأغرقوا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه ان موسى حين أسرى ببني إسرائيل بلغ فرعون فامر بشاة فذبحت ثم قال
لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع إلى ستمائة ألف من القبط فانطلق موسى حتى انتهى إلى البحر فقال له انفرق فقال
له البحر لقد استكثرت يا موسى وهل انفرقت لأحد من ولد آدم ومع موسى رجل على حصان له فقال أين أمرت
يا نبي الله بهؤلاء قال ما أمرت الا بهذا الوجه فاقتحم فرسه فسبح به ثم خرج فقال أين أمرت يا نبي الله قال ما أمرت
الا بهذا الوجه قال ما كذبت ولا كذبت فأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فضربه موسى بعصاه
فانفلق فكان فيه اثنا عشر طريقا لكل سبط طريق يتراؤون فلما خرج أصحاب موسى وتتام أصحاب فرعون
التقى البحر عليهم فأغرقهم * وأخرج عبد بن حميد والفريابي وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن أبي موسى عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن موسى لما أراد ان يسير ببني إسرائيل أضل الطريق فقال لبني إسرائيل
87

ما هذا فقال له علماء بني إسرائيل ان يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا ان لا نخرج من مصر حتى ننقل
تابوته معنا فقال لهم موسى أيكم يدرى أين قبره فقالوا ما يعلم أحد مكان قبره الا عجوز لبني إسرائيل فأرسل إليها
موسى فقال دلينا على قبر يوسف فقالت لا والله حتى تعطيني حكمي قال وما حكمك قالت إن أكون معك في الجنة
فكأنه ثقل عليه ذلك فقيل له أعطها حكمها فانطلقت بهم إلى بحيرة مشقشقة ماء فقالت لهم انضبوا عنها الماء
ففعلوا قالت احفروا فحفروا فاستخرجوا قبر يوسف فلما احتملوه إذا الطريق مثل ضوء النهار * وأخرج ابن
عبد الحكم في فتوح مصر عن سماك بن حرب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما أسرى موسى ببني
إسرائيل غشيتهم غمامة حالت بينهم وبين الطريق ان يبصروه وقيل لموسى لن تعبر الا ومعك عظام يوسف قال
وأين موضعها قالوا بنته عجوز كبيرة ذاهبة البصر تركناها في الديار فرجع موسى فلما سمعت حسه قالت موسى
قال موسى قالت ما وراءك قال أمرت ان أحمل عظام يوسف قالت ما كنتم لتعبروا الا وأنا معكم قال دليني على عظام
يوسف قالت لا أفعل الا ان تعطيني ما سألتك قال فلك ما سالت قالت خذ بيدي فاخذ بيدها فانتهت به إلى عمود على
شاطئ النيل في أصله سكة من حديد موتدة فيها سلسلة فقالت انا دفناه من ذلك الجانب فأخصب ذلك الجانب
وأجدب ذا الجانب فحولناه إلى هذا الجانب فأخصب هذا الجانب وأجدب ذاك فلما رأينا ذلك جمعنا عظامه
فجعلناها في صندوق من حديد وألقيناه في وسط النيل فأخصب الجانبان جميعا فحمل الصندوق على رقبته وأخذ
بيدها فألحقها بالعسكر وقال لها سلي ما شئت قالت فإني أسالك ان أكون أنا وأنت في درجة واحدة في الجنة
ويرد على بصرى وشبابي حتى أكون شابة كما كنت قال فلك ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة
رضي الله عنه قال أوصى يوسف عليه السلام ان جاء نبي من بعدي فقولوا له يخرج عظامي من هذه القرية فلما
كان من أمر موسى ما كان يوم فرعون فمر بالقرية التي فيها قبر يوسف فسال عن قبره فلم يجد أحدا يخبره فقيل له
ههنا عجوز بقيت من قوم يوسف فجاءها موسى عليه السلام فقال لها تدليني على قبر يوسف فقالت لا أفعل حتى
تعطيني ما اشترط عليك فأوحى الله إلى موسى ان أعطها شرطها قال لها وما تريدين قالت أكون زوجتك في الجنة
فأعطاها فدلته على قبره فحفر موسى القبر ثم بسط رداءه وأخرج عظام يوسف فجعله في وسط ثوبه ثم لف الثوب
بالعظام فحمله على يمينه فقال له الملك الذي على يمينه الحمل يحمل على اليمين قال صدقت هو على الشمال وانما فعلت
ذلك كرامة ليوسف * وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال كان يوسف
عليه السلام قد عهد عند موته ان يخرجوا بعظامه معهم من مصر قال فتجهز القوم وخرجوا فتحيروا فقال لهم
موسى انما تحيركم هذا من أجل عظام يوسف فمن يدلني عليها فقالت عجوز يقال لها شارح ابنة آشي بن يعقوب انا
رأيت عمى يوسف حين دفن فما تجعل لي ان دللتك عليه قال حكمك فدلته عليه فاخذ عظام يوسف ثم قال احتكمي
قالت أكون معك حيث كنت في الجنة * وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ان
الله أوحى إلى موسى أن أسر بعبادي وكان بنو إسرائيل استعاروا من قوم فرعون حليا وثيابا ان لنا عيدا نخرج
إليه فخرج بهم موسى ليلا وهم ستمائة ألف وثلاثة آلاف ونيف فذلك قول فرعون ان هؤلاء لشرذمة قليلون
وخرج فرعون ومقدمته خمسمائة ألف سوى الجنبين والقلب فلما انتهى موسى إلى البحر أقبل يوشع بن نون
على فرسه فمشى على الماء واقتحم غيره بخيولهم فوثبوا في الماء وخرج فرعون في طلبهم حين أصبح وبعدما طلعت
الشمس فذلك قوله فاتبعوهم مشرقين فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى انا لمدركون فدعا موسى ربه فغشيتهم
ضبابة حالت بينهم وبينه وقيل له اضرب بعصاك البحر ففعل فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم يعنى الجبل
فانفلق منه اثنا عشر طريقا فقالوا انا نخاف ان توحل فيه الخيل فدعا موسى ربه فهبت عليهم الصبا فجف فقالوا
انا نخاف ان يغرق منا ولا نشعر فقال بعصاه فنقب الماء فجعل بينهم كوى حتى يرى بعضهم بعضا ثم دخلوا حتى
جاوزوا البحر وأقبل فرعون حتى انتهى إلى الموضع الذي عبر منه موسى وطرقه على حالها فقال له أدلاؤه ان
موسى قد سحر البحر حتى صار كما ترى وهو قوله واترك البحر رهوا يعنى كما هو فحذ ههنا حتى نلحقهم وهو مسيرة
ثلاثة أيام في البر وكان فرعون يومئذ على حصان فاقبل جبريل على فرس أنثى في ثلاثة وثلاثين من الملائكة
88

ففرقوا في الناس وتقدم جبريل فسار بين يدي فرعون وتبعه فرعون وصاحت الملائكة في الناس الحقوا
الملك حتى إذا دخل آخرهم ولم يخرج أولهم التقى البحر عليهم فغرقوا فسمع بنو إسرائيل وجبة البحر حين
التقى فقالوا ما هذا قال موسى غرق فرعون وأصحابه فرجعوا ينظرون فألقاهم البحر على الساحل * وأخرج
ابن عبد الحكم وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال كان جبريل بين الناس بين بني إسرائيل وبين آل
فرعون فيقول رويدكم ليلحقكم آخركم فقالت بنو إسرائيل ما رأينا سائقا أحسن سياقا من هذا وقال آل
فرعون ما رأينا وازعا أحسن زعة من هذا فلما انتهى موسى وبنو إسرائيل إلى البحر قال مؤمن آل فرعون
يا نبي الله أين أمرت هذا البحر امامك وقد غشينا آل فرعون فقال أمرت بالبحر فاقتحم مؤمن آل فرعون فرسه
فرده التيار فجعل موسى لا يدرى كيف يصنع وكان الله قد أوحى إلى البحر ان أطع موسى وآية ذلك إذا ضربك
بعصاه فأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم فدخل بنو
إسرائيل واتبعهم آل فرعون فلما خرج آخر بني إسرائيل ودخل آخر آل فرعون أطبق الله عليهم البحر
* وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال نزل جبريل يوم غرق فرعون وعليه عمامة سوداء
* وأخرج الخطيب في المنفق والمفترق عن أبي الدرداء قال جعل النبي صلى الله عليه وسلم يصفق بيديه ويعجب
من بني إسرائيل وتعنتهم لما حضروا البحر وحضرهم عدوهم جاؤوا موسى فقالوا قد حضرنا العدو فماذا أمرت
قال إن أنزل ههنا فاما ان يفتح لي ربى ويهزمهم واما ان يفرق لي هذا البحر فضربه فتأطط كما تتأطط الفرش ثم
ضربه الثانية فانصدع فقال هذا من سلطان ربى فأجازوا البحر فلم يسمع بقوم أعظم ذنبا ولا أسرع توبة منهم
* قوله تعالى (واتل عليهم نبأ إبراهيم) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في
قوله فنظل لها عاكفين قال عابدين قال هل يسمعونكم إذ تدعون يقول هل تجيبكم آلهتكم إذا دعوتموهم
* وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله إذ يسمعونكم قال هل يسمعون أصواتكم * قوله تعالى
(الذي خلقني فهو يهدين) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال كان يقال أول نعمة الله على عبده حين
خلقه * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين قال قوله انى سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقوله لسارة انها أختي حين أراد
فرعون من الفراعنة أن يأخذها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وألحقني بالصالحين
يعنى باهل الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله واجعل لي لسان صدق في
الآخرين قال يؤمن بإبراهيم كل ملة * وأخرج ابن أبي الدنيا في الذكر وابن مردويه من طريق الحسن عن
سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ العبد لصلاة مكتوبة فاسبغ الوضوء ثم خرج
من باب داره يريد المسجد فقال حين يخرج بسم الله الذي خلقني فهو يهدين هداه الله للصواب ولفظ ابن
مردويه لصواب الأعمال والذي هو يطعمني ويسقين أطعمه الله من طعام الجنة وسقاه من شراب الجنة وإذا
مرضت فهو يشفين شفاه الله وجعل مرضه كفارة لذنوبه والذي يميتني ثم يحيين أحياه الله حياة السعداء
وأماته ميتة الشهداء والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين غفر الله خطاياه كلها وان كانت أكثر من
زبد البحر رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين وهب الله له حكما وألحقه بصالح من مضى وصالح من بقى واجعل
لي لسان صدق في الآخرين كتب في ورقة بيضاء ان فلان بن فلان من الصادقين ثم وفقه الله بعد ذلك
للصدق واجعلني من ورثة جنة النعيم جعل الله له القصور والمنازل في الجنة وكان الحسن يزيد فيه واغفر لوالدي
كما ربياني صغيرا * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن عائشة انها قالت يا رسول الله ان ابن جدعان كان يقرى
الضيف ويصل الرحم ويفعل ويفعل أينفعه ذلك قال لا انه لم يقل يوما قط رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين * قوله
تعالى (واغفر لأبي) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله واغفر لأبي قال امنن عليه بتوبة
يستحق بها مغفرتك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولا تخزني يوم يبعثون
قال ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ليجيئن رجل يوم القيامة من المؤمنين آخذا بيد أب له مشرك حتى
89

يقطعه النار ويرجو أن يدخله الجنة فيناديه مناد انه لا يدخل الجنة مشرك فيقول رب أبى ووعدت ان لا تخزيني
قال فما يزال متشبثا به حتى يحوله الله في صورة سيئة وريح منتنة في صورة ضبعان فإذا رآه كذلك تبرأ منه وقال
لست بابى قال فكنا نرى أنه يعنى إبراهيم وما سمى به يومئذ * وأخرج البخاري والنسائي عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر فترة وغبرة فيقول له إبراهيم ألم أقل
لك لا تعصيني فيقول أبوه فاليوم لا أعصيك فيقول إبراهيم رب انك وعدتني ان لا تخزيني يوم يبعثون فأي خزى
أخزى من أبى الأبعد فيقول الله انى حرمت الجنة على الكافرين ثم يقال يا إبراهيم ما تحت رجليك فإذا هو بذيخ
متلطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار * وأخرج أحمد عن رجل من بنى كنانة قال صليت خلف النبي صلى الله عليه
وسلم عام الفتح فسمعته يقول اللهم لا تخزني يوم القيامة * قوله تعالى (الا من أتى الله بقلب سليم) * أخرج
ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس في قوله الا من أتى الله بقلب سليم قال شهادة أن لا إله إلا الله
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله الا من أتى الله بقلب سليم قال كان يقال سليم من
الشرك * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله الا من أتى
الله بقلب سليم قال من الشرك ليس فيه شك في الحق * وأخرج عبد بن حميد عن عون قال ذكروا الحجاج عند
ابن سيرين فقال غير ما تقولون أخوف على الحجاج عندي منه قلت وما هو قال إن كان لقى الله بقلب سليم فقد أصاب
الذنوب خير منه قلت وما القلب السليم قال إن يعلم أنه لا إله إلا الله * قوله تعالى (وأزلفت الجنة) الآيات
* أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك وأزلفت الجنة للمتقين قال قربت لأهلها * وأخرج ابن أبي شيبة عن نبيح ابن
امرأة كعب قال تزلف الجنة ثم تزخرف ثم ينظر إليها من خلق الله من مسلم أو يهودي أو نصراني الا رجلان رجلا
قتل مؤمنا متعمدا أو رجلا قتل معاهدا متعمدا * قوله تعالى (فكبكبوا فيها) الآيات * أخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فكبكبوا فيها قال جمعوا فيها هم والغاوون قال مشركو
العرب والآلهة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد فكبكبوا قال رموا * وأخرج الفريابي وابن أبي
حاتم عن السدى فكبكبوا فيها قال في النار هم قال الآلهة والغاوون قال مشركو قريش وجنود إبليس قال ذرية
إبليس ومن ولد * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
والغاوون قال الشياطين * وأخرج ابن مردويه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الناس
يمرون يوم القيامة على الصراط والصراط دحض مزلة يتكفأ بأهله والنار تأخذ منهم وان جهنم لتنطف عليهم
مثل الثلج إذا وقع لها زفير وشهيق فبينما هم كذلك إذ جاءهم نداء من الرحمن عبادي من كنتم تعبدون في دار الدنيا
فيقولون رب أنت تعلم انا إياك كنا نعبد فيجيبهم بصوت لم يسمع الخلائق مثله قط عبادي حق على أن لا أكلكم
اليوم إلى أحد غيري فقد عفوت عنكم ورضيت عنكم فتقوم الملائكة عند ذلك بالشفاعة فينحون من ذلك
المكان فيقول الذين تحتهم في النار فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو ان لنا كرة فنكون من المؤمنين قال الله
فكبكبوا فيها هم والغاوون قال ابن عباس ادخروا فيها إلى آخر الدهر * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن
عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أمتي ستحشر يوم القيامة فبينما هم وقوف إذ جاءهم مناد من الله
ليعتزل سفاكو الدماء بغير حقها فيميزون على حدة فيسيل عندهم سيل من دم ثم يقول لهم الداعي أعيدوا هذه
الدماء في أجسادها فيقولون كيف نعيدها في أجسادها فيقول احشروهم إلى النار فبينما هم يجرون إلى النار إذ
نادى مناد فقال إن القوم قد كانوا يهللون فيوقفون منها مكانا يجدون وهجها حتى يفرغ من حساب أمة محمد
صلى الله عليه وسلم ثم يكبكبون في النار هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه
عن أبي امامة ان عائشة قالت يا رسول الله يكون يوم لا يغنى عنا فيه من الله شئ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
نعم في ثلاث مواطن عند الميزان وعند النور والظلمة وعند الصراط من شاء الله سلمه وأجازه ومن شاء كبكبه في
النار قالت يا رسول الله وما الصراط قال طريق بين الجنة والنار يجوز الناس عليه مثل حد الموسى والملائكة
صافون يمينا وشمالا يخطفونهم بالكلاليب مثل شوك السعدان وهم يقولون سلم سلم وأفئدتهم هواء فمن شاء الله
90

سلمه ومن شاء كبكبه في النار * قوله تعالى (وما أضلنا الا المجرمون) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى في
قوله وما أضلنا الا المجرمون يقول الأولون الذين كانوا قبلنا اقتدينا بهم فضللنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن عكرمة وما أضلنا الا المجرمون قال إبليس وابن آدم القاتل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج
فما لنا من شافعين قال من أهل السماء ولا صديق حميم قال من أهل الأرض * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد
ولا صديق حميم قال شفيق * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فلو ان لنا كرة قال رجعة إلى الدنيا فنكون
من المؤمنين قال حتى تحل لنا الشفاعة كما حلت لهؤلاء والله أعلم * قوله تعالى (كذبت قوم نوح المرسلين)
* أخرج ابن المنذر عن ابن عباس قالوا أنؤمن لك قالوا أنصدقك * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله واتبعك
الأرذلون قال الحواكون * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله واتبعك الأرذلون قال سفلة الناس وأراذلهم
* وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة واتبعك الأرذلون قال الحواكون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج
ان حسابهم الا على ربى قال هو أعلم بما في أنفسهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
في قوله لتكونن من المرجومين قال بالحجارة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن لتكونن من المرجومين قال
بالشتيمة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فافتح بيني وبينهم فتحا قال
اقض بيني وبينهم قضاء * وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح مثله * وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن
الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل الفلك المشحون قال السفينة الموقورة الممتلئة قال وهل تعرف العرب
ذلك قال نعم أما سمعت قول عبيد بن الأبرص
شحنا أرضهم بالخيل حتى * تركناهم أذل من الصراط
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال
تدرون ما المشحون قلنا لا قال هو الموقر * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله الفلك المشحون
قال الممتلئ * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
في قوله الفلك المشحون قال المملوء المفروغ منه تحميلا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة
في الفلك المشحون قال المحمل * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الفلك المشحون كنا نحدث انه الموقر * وأخرج
سعيد بن منصور وعبد حميد وابن المنذر عن الشعبي في الفلك المشحون قال المثقل * وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس مثله * وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح في الفلك المشحون قال سفينة نوح * قوله تعالى (كذبت عاد
المرسلين) الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله أتبنون بكل ريع قال طريق آية قال علما تعبثون
قال تلعبون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أتبنون بكل ريع قال شرف
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة أتبنون بكل ريع قال طريق * وأخرج ابن أبي حاتم
عن أبي صخر قال الريع ما استقبل الطريق بين الجبال والظراب * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أتبنون بكل ريع قال بكل فج بين
جبلين آية قال بنيانا وتتخذون مصانع قال بروج الحمام * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله تعبثون قال
تلعبون * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد وتتخذون مصانع
قال قصورا مشيدة وبنيانا مخلدا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة وتتخذون مصانع قال مأخذ للماء قال وكان في بعض القراءة وتتخذون مصانع كأنكم خالدون * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لعلكم تخلدون قال كأنكم تخلدون * وأخرج سعيد
ابن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وإذا بطشتم بطشتم جبارين قال بالسوط
والسيف * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله بطشتم جبارين قال أقوياء * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان هذا الا خلق الأولين قال دين الأولين * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله ان هذا الا خلق الأولين قال أساطير الأولين * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة
91

وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود انه كان يقرأ ان هذا الا خلق الأولين يقول شئ
اختلقوه وفي لفظ يقول اختلاف الأولين * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ان هذا الا خلق الأولين قال كذبهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن علقمة
ان هذا الا خلق الأولين قال اختلاقهم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ان هذا الا خلق الأولين مرفوعة
الخاء مثقلة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ان هذا
الا خلق الأولين قال قالوا هكذا خلقت الأولون وهكذا كان الناس يعيشون ما عاشوا ثم يموتون ولا بعث عليهم ولا
حساب وما نحن بمعذبين أي انما نحن مثل الأولين نعيش كما عاشوا ثم نموت لا حساب ولا عذاب علينا ولا بعث * قوله
تعالى (كذبت ثمود) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ونخل طلعها
هضيم قال معشب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله
عز وجل طلعها هضيم قال منضم بعضه إلى بعض قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول امرئ القيس
دار لبيضاء العوارض طفلة * مهضومة الكشحين ريا المعصم
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن يزيد بن أبي زياد ونخل طلعها هضيم قال هو الرطب وفي لفظ قال المذنب
الذي قد رطب بعضه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة طلعها هضيم قال لين * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن
طلعها هضيم قال الرخو * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك قال الهضيم إذا بلغ البسر في عذوقه فعظم
فذلك الهضم * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد طلعها هضيم قال يتهشم تهشما * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد طلعها هضيم قال الطلعة إذا مسستها تناثرت * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم عن الحسن طلعها هضيم قال ليس فيه نوى * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم
عن عكرمة قال الهضيم الرطب اللين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وتنحتون بكسر الحاء الجبال بيوتا
فارهين بالألف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فرهين قال حاذقين * وأخرج
الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله فرهين قال حاذقين بنحتها * وأخرج عبد بن حميد عن
معاوية بن قرة فرهين قال حاذقين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فرهين
قال أشرين * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فرهين قال
شرهين * وأخرج عبد بن حميد عن عطية في قوله فارهين قال متحبرين * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير
عن عبد الله بن شداد في قوله فارهين قال يتجبرون * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فرهين قال معجبين بصنعكم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ولا تطيعوا
أمر المسرفين قال هم المشركون وفي قوله انما أنت من المسحرين قال هم الساحرون * وأخرج الفريابي وابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله انما أنت من المسحرين قال
المسحورين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس في
قوله انما أنت من المسحرين قال من المخلوقين ثم أنشد قول لبيد بن ربيعة
ان تسألينا فيم نحن فإننا * عصافير من هذا الأنام المسحر
* وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن أبي صالح ومجاهد في قوله من المسحرين قالا من المخدوعين
* وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ انما أنت من المسحرين مثقلة وقال المسحر السوقة الذي ليس بملك
* وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ان صالحا بعثه الله
إلى قومه فآمنوا به ثم انه لما مات كفر قومه ورجعوا عن الاسلام فأحيا الله لهم صالحا وبعثه إليهم فقال أنا صالح
فقالوا قد مات صالح ان كنت صالحا فائت بآية ان كنت من الصادقين فبعث الله الناقة فعقروها وكفروا
فأهلكوا وعاقرها رجل نساج يقال له قدار بن سالف * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال هذه ناقة لها
شرب ولكم شرب يوم معلوم قال كانت إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله فإذا كان يوم شربهم كان لأنفسهم
92

ومواشيهم وأرضهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال إذا كان يومها أصدرتهم لبنا ما شاؤوا * قوله تعالى
(كذبت قوم لوط المرسلين) الآيات * أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم قال تركتم اقبال النساء إلى أدبار الرجال
وأدبار النساء * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم قال ما أصلح لكم يعنى القبل
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم يقول ترك اقبال النساء إلى
أدبار الرجل * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله بل أنتم قوم عادون قال متعدون * وأخرج سعيد بن
منصور وابن المنذر عن مجاهد قال في قراءة عبد الله وواعدناه أن نؤمنه أجمعين الا عجوزا في الغابرين * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة الا عجوزا في الغابرين قال هي امرأة لوط غبرت في عذاب * وأخرج الطستي
عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله في الغابرين قال في الباقين قال وهل تعرف العرب ذلك
قال نعم أما سمعت قول عبيد بن الأبرض
ذهبوا وخلفني المخلف فيهم * فكأنني في الغابرين غريب
* قوله تعالى (كذب أصحاب الأيكة المرسلين) الآيات * أخرج عبد بن حميد عن مجاهد ليكة قال الأيكة * وأخرج
إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس في قوله كذب أصحاب الأيكة المرسلين قال كانوا أصحاب غيضة بين ساحل
البحر إلى مدين وقد أهلكوا فيما يأتون وكان أصحاب الأيكة مع ما كانوا فيه من الشرك استنوا سنة أصحاب مدين فقال
لهم شعيب انى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم على ما أدعوكم عليه أجرا في العاجل في أموالكم
ان أجرى الا على رب العالمين واتقوا الذي خلقكم والجبلة يعنى وخلق الجبلة الأولين يعنى القرون الأولين الذين
أهلكوا بالمعاصي ولا تهلكوا مثلهم قالوا انما أنت من المسحرين يعنى من المخلوقين وما أنت الا بشر مثلنا وان
نظنك لمن الكاذبين فاسقط علينا كسفا من السماء يعنى قطعا من السماء فاخذهم عذاب يوم الظلة أرسل الله
عليهم سموما من جهنم فأطاف بهم سبعة أيام حتى أنضجهم الحر فحميت بيوتهم وغلت مياههم في الآبار والعيون
فخرجوا من منازلهم ومحلتهم هاربين والسموم معهم فسلط الله عليهم الشمس من فوق رؤسهم فتغشتهم حتى
تقلقلت فيها جماجمهم وسلط الله عليهم الرمضاء من تحت أرجلهم حتى تساقطت لحوم أرجلهم ثم أنشأت لهم
ظلة كالسحابة السوداء فلما رأوها ابتدروها يستغيثون بظلها حتى إذا كانوا تحتها جميعا أطبقت عليهم فهلكوا
ونجى الله شعيبا والذين آمنوا معه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله والجبلة
الأولين قال الخلق الأولين * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد والجبلة الأولين قال الخليقة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فاسقط علينا كسفا من السماء قال
قطعا من السماء * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال إن أهل مدين عذبوا بثلاثة
أصناف من العذاب أخذتهم الرجفة في دارهم حتى خرجوا منها فلما خرجوا منها أصابهم فزع شديد ففرقوا ان
يدخلوا البيوت ان تسقط عليهم فأرسل الله عليهم الظلة فدخل تحتها رجل فقال ما رأيت كاليوم ظلا أطيب ولا
أبرد هلموا أيها الناس فدخلوا جميعا تحت الظلة فصاح فيهم صيحة واحدة فماتوا جميعا * وأخرج ابن المنذر عن
قتادة قال أصحاب الأيكة أصحاب شجر وهم قوم شعيب وأصحاب الرس أصحاب آبار وهم قوم شعيب * وأخرج ابن
المنذر عن السدى قال بعث الله شعيبا إلى أصحاب الأيكة والأيكة غيضة فكذبوه فاخذهم عذاب يوم الظلة قال فنج
الله عليهم بابا من أبواب جهنم فغشيهم من حرما لم يطيقوه فتبردوا بالماء وبما قدروا عليه فبينما هم كذلك إذ
رفعت لهم سحابة فيها ريح باردة طيبة فلما وجدوا بردها ساروا لنحو الظلة فأتوها يتبردون بها فخرجوا من كل شئ
كانوا فيه فلما تكاملوا تحتها طبقت عليهم بالعذاب فذلك قوله فاخذهم عذاب يوم الظلة الآية * وأخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن قال سلط الله الحر على قوم شعيب سبعة أيام ولياليهن حتى كانوا لا ينتفعون بظل
بيت ولا ببرد ماء ثم رفعت لهم سحابة في البرية فوجدوا تحتها الروح فجعلوا يدعو بعضهم بعضا حتى إذا اجتمعوا
تحتها أشعلها الله عليهم نارا فذلك قوله فاخذهم عذاب يوم الظلة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
93

وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس انه سئل عن قوله فاخذهم عذاب يوم الظلة فقال بعث الله عليهم وهدة وحرا
شديدا فاخذ بأنفاسهم فدخلوا أجواف البيوت فدخل عليهم أجواف البيوت فاخذ بأنفاسهم فخرجوا من
البيوت هرابا إلى البرية فبعث الله عليهم سحابة فأظلتهم من الشمس فوجدوا لها بردا ولذة فنادى بعضهم بعضا حتى
إذا اجتمعوا تحتها أسقطها الله عليهم نارا فذلك قوله عذاب يوم الظلة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن
قتادة فاخذهم عذاب يوم الظلة قال ذكر لنا أنه سلط الله عليهم الحر سبعة أيام لا يظلهم ظل ولا ينفعهم منه شئ
فبعث الله عليهم سحابة فلحقوا إليها يلتمسون الروح في ظلها فجعلها الله عليهم عذابا فأحرقتهم بعثت عليهم نارا
فاضطرمت فأكلتهم فذلك عذاب يوم الظلة * وأخرج عبد بن حميد عن علقمة فاخذهم عذاب يوم الظلة قال
أصابهم الحر حتى أقلقهم من بيوتهم فخرجوا ورفعت لهم سحابة فانطلقوا إليها فلما استظلوا بها أرسلت إليهم
فلم ينفلت منهم أحد * وأخرج الحاكم عن زيد بن أسلم قال كان ينهاهم عن قطع الدراهم فاخذهم عذاب يوم الظلة
حتى إذا اجتمعوا كلهم كشف الله عنهم الظلة وأحمى عليهم الشمس فاحترقوا كما يحترق الجراد في المقلى
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن مجاهد في قوله فاخذهم
عذاب يوم الظلة قال ظلل من العذاب أتاهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس قال من
حدثك من العلماء ما عذاب يوم الظلة فكذبه * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس
قال من حدثك من العلماء ما عذاب يوم الظلة 7 قال أخذهم حر أقلقهم من بيوتهم فأنشئت لهم سحابة فأتوها فصيح
بهم فيها والله أعلم * قوله تعالى (وانه لتنزيل رب العالمين) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي
حاتم عن قتادة وانه لتنزيل رب العالمين قال هذا القرآن نزل به الروح الأمين قال جبريل * وأخرج ابن جرير
عن ابن عباس نزل به الروح الأمين قال الروح جبريل رأيت له ستمائة جناح من لؤلؤ قد نشرها فهم مثل
ريش الطواويس * وأخرج ابن مردويه عن الحسن أظنه عن سعد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الا وان
الروح الأمين نفت في روعي انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وان أبطأ عليها * وأخرج ابن أبى شيبة عن
عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها لناس انه ليس من شئ يقربكم من الجنة ويبعدكم
من النار الا قد أمرتكم به وانه ليس شئ يقربكم من النار ويبعدكم من الجنة الا قد نهيتكم عنه وان الروح الأمين
نفث في روعي انه ليس من نفس تموت حتى تستوفى رزقها فاتقوا الله واجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء
الرزق على أن تطلبوه بمعاصي الله فإنه لا ينال ما عند الله الا بطاعته * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله
بلسان عربي مبين قال بلسان قريش ولو كان غير عربي ما فهموه * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن ابن عباس
والبيهقي في شعب الايمان عن بريدة في قوله بلسان عربي مبين قال بلسان جرهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن بريدة مثله * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن سلام قال كان نفر من قريش من أهل مكة قدموا على
قوم من يهود من بني قريظة لبعض حوائجهم فوجدوهم يقرؤن التوراة فقال القرشيون ماذا نلقى ممن يقرأ
توراتكم هذه لهؤلاء أشد علينا من محمد وأصحابه فقال اليهود نحن من أولئك برآء أولئك يكذبون على التوراة
وما أنزل الله في الكتب انما أرادوا عرض الدنيا فقال القرشيون فإذا لقيتموهم فسودوا وجوهم وقال المنافقون
ما يعلمه الا بشر مثله وأنزل الله وانه لتنزيل رب العالمين إلى قوله وانه لقى زبر الأولين يعنى النبي صلى الله عليه وسلم
وصفته ونعته وأمره * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد وانه لفي زبر الأولين يقول في الكتب التي أنزلها على
الأولين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وانه لفي زبر الأولين قال كتب
الأولين أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل قال يعنى بذلك اليهود والنصارى كانوا يعلمون أنهم يجدون
محمدا مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل انه رسول الله * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ أولم يكن لهم
آية بالياء * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله
أولم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بني إسرائيل قال عبد الله بن سلام وغيره من علمائهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال كان عبد الله بن سلام من علماء بني إسرائيل وكان من خيارهم فآمن
94

بكتاب محمد فقال لهم الله أولم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بني إسرائيل * وأخرج ابن أبي حاتم عن مبشر بن عبيد
القرشي في قوله أولم يكن لهم آية يقول أولم يكن لهم القرآن آية * وأخرج ابن سعد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
عطية العوفي في قوله أولم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بني إسرائيل قال كانوا خمسة أسد وأسيد وابن يامين وثعلبة
وعبد الله بن سلام * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولو نزلناه على بعض الأعجمين قال يقول
لو نزلنا هذا القرآن على بعض الأعجمين لكانت العرب أشر الناس فيه لا يفهمونه ولا يدرون ما هو * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ولو نزلناه على بعض الأعجمين قال لو أنزله الله عجميا لكانوا أخسر
الناس به لانهم لا يعرفون العجمية * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ولو نزلناه على بعض الأعجمين قال
الفرس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن في قوله كذلك سلكناه قال الشرك جعلناه في قلوب
المجرمين * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبي جهضم قال رؤى النبي صلى الله عليه وسلم كأنه متحير فسألوه عن ذلك فقال
ولم ورأيت عدوى يلون أمر أمتي من بعدي فنزلت أفرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى
عنهم ما كانوا يمتعون فطابت نفسه * وأخرج عبد بن حميد عن سليمان بن عبد الملك انه كان لا يدع ان يقول في
خطبته كل جمعة انما أهل الدنيا فيها على وجل لم تمض لهم نية ولم تطمئن لهم دار حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك
لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجعلتها ولا يبقى فيها شئ ثم يتلو أفرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون
ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وما أهلكنا من
قرية الا لها منذرون قال الرسل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله وما أهلكنا من قرية الا لها منذرون قال ما أهلك الله من قرية الا من بعدما جاءتهم
الرسل والحجة والبيان من الله ولله الحجة على خلقه ذكرى قال تذكرة لهم وموعظة وحجة لله وما كنا ظالمين يقول
ما كنا لنعذبهم الا من بعد البينة والحجة والعذر حتى نرسل الرسل وننزل الكتب وفي قوله وما تنزلت به الشياطين
يعنى القرآن وما ينبغي لهم أن ينزلوا به وما يستطيعون يقول لا يقدرون على ذلك ولا يستطيعونه انهم عن السمع
لمعزولون قال عن سمع السماء * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله وما تنزلت به الشياطين قال زعموا أن
الشياطين تنزلت به على محمد فأخبرهم الله انها لا تقدر على ذلك ولا تستطيعه وما ينبغي لهم ان ينزلوا بهذا وهو
محجور عليهم * قوله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين) * أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان وفي الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الأقربين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا وعم وخص
فقال يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بنى كعب بن لؤي أنقذوا
أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بنى قصي أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا
ولا نفعا يا معشر بنى عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا بنى عبد المطلب أنقذوا
أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لك ضرا
ولا نفعا الا ان لكم رحما وسأبلها ببلالها * وأخرج أحمد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن مردويه عن عائشة
رضي الله عنها قالت لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا فاطمة ابنة
محمد يا صفية ابنة عبد المطلب يا بنى عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير وابن مردويه عن عروة مرسلا مثله * وأخرج مسدد ومسلم والنسائي وابن جرير
والبغوي في معجمه والباوردي والطحاوي وأبو عوانة وابن قانع والطبراني وابن أبي حاتم وابن مردويه
والبيهقي في الدلائل عن قبيصة بن مخارق وزفير بن عمر وقالا لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين انطلق رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى ربوة من جبل فعلا أعلاها حجرا ثم قال يا بنى عبد مناف انى نذير لكم انما مثلي ومثلكم
كمثل رجل رأى العدو فانطلق يريد أهله فخشى أن يسبقوه إلى أهله فجعل يهتف يا صباحاه يا صباحاه أتيتم
أتيتم * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري قال لما نزلت
95

وأنذر عشيرتك الأقربين وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبعيه في اذنيه ورفع صوته وقال يا بنى عبد مناف
يا صباحاه * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين بكى رسول الله صلى
الله عيه وسلم ثم جمع أهله فقال يا بنى عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار يا بنى عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من
النار يا بنى هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ثم التفت إلى فاطمة فقال يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار
فإني لا غنى عنكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها * وأخرج ابن مردويه عن البراء قال لما نزلت
على النبي صلى الله عليه وسلم وأنذر عشيرتك الأقربين صعد النبي صلى الله عليه وسلم ربوة من جبل فنادى يا صباحاه
فاجتمعوا فحذرهم وأنذرهم ثم قال لا أملك لكم من الله شيئا يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك
لك من الله شيئا * وأخرج ابن مردويه عن الزبير بن العوام قال لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين صالح على أبى
قبيس يا آل عبد مناف انى نذير فجاءته قريش فحذرهم وأنذرهم * وأخرج ابن مردويه عن عدى بن حاتم ان
النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قريشا فقال وانذر عشيرتك الأقربين يعنى قومي * وأخرج عبد بن حميد وابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين جعل يدعوهم قبائل قبائل
* وأخرج سعيد بن منصور والبخاري وابن مردويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين خرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد
على الصفا فنادى يا صباحاه فقالوا من هذا الذي يهتف قالوا محمد فاجتمعوا إليه فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج
أرسل رسولا لينظر ما هو فجاء أبو لهب وقريش فقال أرأيتكم لو أخبرتكم ان خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم
أكنتم مصدقي قالوا نعم ما جربنا عليك الا صدقا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب تبا لك سائر
اليوم ألهذا جمعتنا فنزلت تبت يدا أبى لهب وتب * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه وأنذر عشيرتك
الأقربين قال ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم نادى على الصفا بأفخاذ عشيرته فخذا فخذا يدعوهم إلى الله فقال
في ذلك المشركون لقد بات هذا الرجل يهوت منذ الليلة قال وقال الحسن رضي الله عنه جمع نبي الله صلى الله عليه
وسلم أهل بيته قبل موته فقال الا ان لي عملي ولكم عملكم الا انى لا أغنى عنكم من الله شيئا الا ان أوليائي منكم
المتقون ألا لا أعرفنكم يوم القيامة تأتون بالدنيا تحملونها على رقابكم ويأتي الناس يحملون الآخرة يا صفية
بنت عبد المطلب يا فاطمة بنت محمد اعملا فإني لا أغنى عنكما من الله شيئا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا بنى هاشم ويا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لا أغنى عنكم من الله شيئا
إياكم ان يأتي الناس يحملون الآخرة وتأتون أنتم تحملون الدنيا وانكم تردون على الحوض ذات الشمال
وذات اليمين فيقول القائل منكم يا رسول الله أنا فلان بن فلان فاعرف الحسب وأنكر الوصف فإياكم ان يأتي
أحدكم يوم القيامة وهو يحمل على ظهره فرسا ذات حمحمة أو بعيرا له رغاء أو شاة لها ثغاء أو يحمل قشعا من
أدم فيختلجون من دوني ويقال لي انك لا تدرى ما أحدثوا بعدك فأطيبوا نفسا وإياكم ان ترجعوا القهقرى من
بعدي قال عكرمة رضي الله عنه انما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا القول حيث انزل الله عليه وأنذر
عشيرتك الأقربين * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي امامة رضي الله عنه قال لما نزلت وأنذر عشيرتك
الأقربين جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى هاشم فأجلسهم على الباب وجمع نساءه وأهله فأجلسهم في
البيت ثم اطلع عليهم فقال يا بنى هاشم اشتروا أنفسكم من النار واسعوا في فكاك رقابكم وافتكوها بأنفسكم
من الله فإني لا أملك لكم من الله شيئا ثم أقبل على أهل بيته فقال يا عائشة بنت أبي بكر ويا حفصة بنت عمر ويا أم
سلمة ويا فاطمة بنت محمد ويا أم الزبير عمة رسول الله اشتروا أنفسكم من الله واسعوا في فكاك رقابكم فإني لا أملك
لكم من الله شيئا ولا أغنى فبكت عائشة رضي الله عنها وقالت وهل يكون ذلك يوم لا تغنى عنا شيئا قال نعم في ثلاثة
مواطن يقول الله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة الآيتين فعند ذلك لا أغنى عنكم من الله شيئا ولا أملك لكم
من الله شيئا وعند النور من شاء الله أتم له نوره ومن شاء أكبه في الظلمات يغمه فيها فلا أملك لكم من الله شيئا ولا
أغنى عنكم من الله شيئا وعند الصراط من شاء الله سلمه ومن شاء أجازه ومن شاء كبكبه في النار قالت عائشة قد علمنا
96

الموازين هي الكفتان فيوضع في هذه اليسرى فترجح إحداهما وتخف الأخرى وقد علمنا النور والظلمة فما
الصراط قال طريق بين الجنة والنار يجوز الناس عليها وهو مثل حد الموسى والملائكة حفافه يمينا وشمالا
يخطفونهم بالكلاليب مثل شوك السعدان وهم يقولون رب سلم سلم وافئدتهم هواء فمن شاء الله سلمه ومن شاء
كبكبه فيها * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل من طرق
عن علي رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنذر عشيرتك الأقربين دعاني
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا علي أن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا وعرفت انى
مهما أبادئهم بهذا الامر أرى منهم ما أكره فصمت عليها حتى جاء جبريل فقال يا محمد انك ان لم تفعل ما تؤمر به
يعذبك ربك فاصنع لي صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واجعل لنا عسا من لبن ثم أجمع لي بنى عبد المطلب
حتى أكلمهم وأبلغ ما أمرت به ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه
فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به فلما
وضعته تناول النبي صلى الله عليه وسلم بضعة من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال كلوا بسم
الله فاكل القوم حتى تملوا عنه ما ترى الا آثار أصابعهم والله ان كان الرجل الواحد ليأكل ما قدمت لجميعهم ثم قال
اسق القوم يا علي فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعا وأيم الله ان كان الرجل منهم ليشرب مثله فلما
أراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال لقد سحركم صاحبكم فتفرق القوم ولم
يكلمهم النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان الغد قال يا علي أن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرق
القوم قبل ان أكلمهم فعد لنا بمثل الذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب ثم اجمعهم لي ففعلت ثم جمعتهم ثم
دعاني بالطعام فقربته ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا وشربوا حتى نهلوا ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا بنى
عبد المطلب انى والله ما اعلم أحدا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به انى قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد
أمرني الله ان أدعوكم إليه فأيكم يوازرني على أمرى هذا فقلت وأنا أحدثهم سنا انه أنا فقام القوم يضحكون
* وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الأقربين جمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم بنى عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا منهم العشرة يأكلون المسنة ويشربون العس وامر عليا
برجل شاة صنعها لهم ثم قربها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ منها بضعة فاكل منها ثم تتبع بها جوانب
القصعة ثم قال ادنوا بسم الله فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا ثم دعا بقعب من لبن فجرع منها جرعة
فناولهم فقال اشربوا بسم الله فشربوا حتى رووا عن آخرهم فقطع كلامهم رجل فقال لهم ما سحركم مثل هذا
الرجل فأسكت النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ فلم يتكلم ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ثم
بدرهم بالكلام فقال يا بنى عبد المطلب انى انا النذير إليكم من الله والبشير قد جئتكم بما لم يجئ به أحد جئتكم
بالدنيا والآخرة فأسلموا تسلموا وأطيعوا تهتدوا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله وانذر عشيرتك
الأقربين قال أمر الله محمدا صلى الله عليه وسلم أن ينذر قومه ويبدأ باهل بيته وفصيلته قال وكذب به قومك وهو
الحق * وأخرج ابن جرير عن عمرو بن مرة أنه كان يقرأ وانذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين
* وأخرج ابن مردويه وابن عساكر والديلمي عن عبد الواحد الدمشقي قال رأيت أبا الدرداء يحدث الناس
ويفتيهم وولده وأهل بيته جلوس في جانب الدار يتحدثون فقيل له يا أبا الدرداء ما بال الناس يرغبون فيما عندك
من العلم وأهل بيتك جلوس لاهين فقال انى سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أزهد الناس في الأنبياء
وأشدهم عليهم الأقربون وذلك فيما انزل الله وانذر عشيرتك الأقربين إلى آخر الآية ثم قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان أزهد الناس في العالم أهله حتى يفارقهم وانه يشفع في أهله وجيرانه فإذا مات خلا عنهم من مردة
الشياطين أكثر من عدد ربيعة ومضر قد كانوا مشتغلين به فأكثروا التعوذ بالله منهم * وأخرج ابن عساكر
عن محمد بن جحادة ان كعبا لقى أبا مسلم الخولاني فقال كيف كرامتك على قومك قال انى عليهم لكريم قال انى أجد
في التوراة غير ما تقول قال وما هو قال وجدت في التوراة انه لم يكن حكيم في قوم الا كان أزهدهم فيه قومه ثم
97

الأقرب فالأقرب وان كان في حسبه شئ عيروه به وان كان عمل برهة من دهره ذنبا عيروه به * وأخرج البيهقي في
الدلائل عن كعب انه قال لأبي مسلم كيف تجد قومك لك قال مكرمين مطيعين قال ما صدقتني التوراة اذن ما كان
رجل حكيم في قوم الا بغوا عليه وحسدوه * قوله تعالى (واخفض جناحك) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن
المنذر عن ابن جريج قال لما نزلت وانذر عشيرتك الأقربين بدأ باهل بيته وفصيلته فشق ذلك على المسلمين فأنزل الله
واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله واخفض جناحك لمن اتبعك
يقول ذلك لهم وفي قوله فان عصوك فقل انى برئ مما تعملون وقال أمره بهذا ثم نسخه فأمره بجهادهم * قوله
تعالى (الذي يراك حيت تقوم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله الذي يراك حين تقوم قال للصلاة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك الذي يراك حين تقوم قال من فراشك أو من مجلسك * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن مجاهد الذي يراك حين تقوم قال أينما كنت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد
ابن جبير الذي يراك حين تقوم قال في صلاتك وتقلبك في الساجدين قال كما كانت تقلب الأنبياء قبلك * وأخرج
الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله الذي يراك حين تقوم وتقلبك في
الساجدين قال قيامه وركوعه وسجوده وجلوسه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله الذي
يراك حين تقوم قال يراك قائما وقاعدا وعلى حالاتك وتقلبك في الساجدين قال قيامه وركوعه وسجوده وجلوسه
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله الذي يراك حين تقوم قال يراك قائما وقاعدا وعلى حالاتك
وتقلبك في الساجدين قال في الصلاة يراك وحدك ويراك في الجميع * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
جرير عن قتادة وتقلبك في الساجدين قال في المصلين * وأخرج الفريابي عن مجاهد مثله * وأخرج ابن جرير وابن
مردويه عن ابن عباس الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين يقول قيامك وركوعك وسجودك * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس وتقلبك في الساجدين قال يراك وأنت مع الساجدين تقوم وتقعد معهم
* وأخرج سفيان بن عيينة والفريابي والحميدي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن مجاهد في قوله وتقلبك في الساجدين قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يرى من خلفه في الصلاة كما يرى من بين يديه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وتقلبك في الساجدين قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رأى من خلفه كما يرى من بين يديه * وأخرج مالك وسعيد بن منصور
والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل ترون قبلتي ههنا فوالله ما
يخفى على خشوعكم ولا ركوعكم وإني لأراكم من وراء ظهري * وأخرج ابن أبي عمر العدني في مسنده والبزار وابن أبي
حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن مجاهد في قوله وتقلبك في الساجدين قال من نبي إلى نبي حتى
أخرجت نبيا * وأخرج سفيان بن عيينة والفريابي والحميدي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن مجاهد وتقلبك في الساجدين قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يرى من خلفه في الصلاة كما يرى من بين يديه * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن
ابن عباس في قوله وتقلبك في الساجدين قال ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يتقلب في أصلاب الأنبياء حتى ولدته
أمه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت بابى أنت وأمي أين كنت
وآدم في الجنة فتبسم حتى بدت نواجذه ثم قال انى كنت في صلبه وهبط إلى الأرض وأنا في صلبه وركبت السفينة في
صلب أبى نوح وقذفت في النار في صلب أبى إبراهيم لم يلتق أبواي قطا على سفاح لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة
إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا لا تتشعب شعبتان الا كنت في خيرهما قد أخذ الله بالنبوة ميثاقي وبالإسلام
هداني وبين في التوراة والإنجيل ذكرى وبين كل شئ من صفتي في شرق الأرض وغربها وعلمني كتابه ورقى بي في
سمائه وشق لي من أسمائه فذو العرش محمود وانا محمد ووعدني أن يحبوني بالحوض وأعطاني الكوثر وأنا أول
شافع وأول مشفع ثم أخرجني في خير قرون أمتي وأمتي الحمادون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر * قوله
تعالى (هل أنبئكم على من تنزل الشياطين) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن سعيد بن وهب قال
كنت عند عبد الله بن الزبير فقيل له ان المختار يزعم أنه يوحى إليه فقال ابن الزبير صدق ثم تلا هل أنبئكم على من
98

تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله على كل أفاك أثيم قال كذاب من الناس يلقون السمع قال ما سمعه الشيطان ألقاه على كل أفاك
كذاب من الناس * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله تنزل
على كل أفاك أثيم قال الأفاك الكذاب وهم الكهنة تسترق الجن السمع ثم يأتون به إلى أوليائهم من الانس وفي قوله
يلقون السمع وأكثرهم كاذبون قال كانت الشياطين تصعد إلى السماء فتسمع ثم تنزل إلى الكهنة فتخبرهم
فتحدث الكهنة بما أنزلت به الشياطين من السمع وتخلط به الكهنة كذبا كثيرا فيحدثون به الناس فأما ما كان
من سمع السماء فيكون حقا وأما ما خلطوا به من الكذب فيكون كذبا * وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه
عن عائشة قالت سال أناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال إنهم ليسوا بشئ فقالوا يا رسول الله انهم
يحدثوننا أحيانا بالشئ يكون حقا قال تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقذفها في أذن وليه فيخلطون فيها
أكثر من مائة كذبة * وأخرج البخاري وابن المنذر عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الملائكة تحدث
في العنان والعنان والغمام بالامر في الأرض فيسمع الشيطان الكلمة فيقرها في أذن الكاهن كما تقر القارورة
فيزيدون معها مائة كذبة * قوله تعالى (والشعراء) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن
عباس قال تهاجى رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما من الأنصار والآخر من قوم آخرين وكان
مع كل واحد منهما غواة من قومه وهم السفهاء فأنزل الله والشعراء يتبعهم الغاوون الآيات * وأخرج ابن جرير
عن الضحاك مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال تهاجى شاعران في الجاهلية وكان مع كل واحد منهما فئام
من الناس فأنزل الله والشعراء يتبعهم الغاوون * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن وأبى حاتم وابن عساكر عن
عروة قال لما نزلت والشعراء إلى قوله مالا يفعلون قال عبد الله بن رواحة يا رسول الله قد علم الله أنى منهم فأنزل الله
الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى قوله ينقلبون * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي حسن سالم البراد قال لما نزلت والشعراء الآية جاء عبد الله بن
رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت وهم يبكون فقالوا يا رسول الله لقد أنزل الله هذه الآية وهو يعلم انا شعراء
أهلكنا فأنزل الله الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليهم * وأخرج عبد
ابن حميد والحاكم عن أبي الحسن مولى بنى نوفل أن عبد بن رواحة وحسان بن ثابت أتيا رسول الله صلى الله عليه
وسلم حين نزلت الشعراء يبكيان وهو يقرأ والشعراء يتبعهم الغاوون حتى بلغ الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال
أنتم وذكروا الله كثيرا قال أنتم وانتصروا من بعدما ظلموا قال أنتم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
قال الكفار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس يتبعهم الغاوون قال هم
الكفار يتبعون ضلال الجن والإنس في كل واد يهيمون في كل لغو يخوضون وأنهم يقولون مالا يفعلون أكثر
ولهم مكذبون ثم استثنى منهم فقال الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا في كلامهم وانتصروا من
بعدما ظلموا قال ردوا على الكفار الذين كانوا يهجون المؤمنين * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن
عباس والشعراء قال المشركون منهم الذين كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم يتبعهم الغاوون غواة الجن في
كل واد يهيمون في كل فن من الكلام يأخذون ثم استثنى فقال الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات يعنى حسان بن ثابت
وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك كانوا يذبون عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هجاء لمشركين * وأخرج
الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس يتبعهم الغاوون قال هم الرواة * وأخرج البخاري في الأدب
وأبو داود في ناسخه عن ابن عباس قال والشعراء يتبعهم الغاوون فنسخ من ذلك واستثنى فقال الا الذين آمنوا
وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس الا الذين آمنوا وعملوا
الصالحات وذكروا الله كثيرا قال أبو بكر وعمر وعلى وعبد الله بن رواحة * وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه وأبو
يعلى وابن مردويه عن كعب بن مالك أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم ان الله قد أنزل في الشعراء ما أنزل فكيف
ترى فيه فقال إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده لكأنما بوجههم مثل نضج النبل * وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي سعيد قال بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عرض شاعر ينشد
99

فقال النبي صلى الله عليه وسلم لان يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا * وأخرج الديلمي عن ابن
مسعود مرفوعا الشعراء الذين يموتون في الاسلام يأمرهم الله ان يقولوا شعرا تتغنى به الحور العين لأزواجهن في
الجنة والذين ماتوا في الشرك يدعون بالويل والثبور في النار * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من الشعر حكمة قال وأتاه قرظة بن كعب وعبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت
فقالوا انا نقول الشعر وقد نزلت هذه الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤا فقرؤا والشعراء إلى قوله الا
الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال أنتم هم وذكروا الله كثيرا قال أنتم هم وانتصروا من بعدما ظلموا قال
أنتم هم * وأخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله والشعراء يتبعهم الغاوون قال كان
الشاعران يتقاولان ليكون لهذا تبع ولهذا تبع * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير
عن عكرمة والشعراء يتبعهم الغاوون قال هم عصاة الجن * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة والشعراء يتبعهم الغاوون قال الشياطين ألم تر انهم في كل واد يهيمون قال يمدحون
قوما بباطل ويشتمون قوما بباطل * وأخرج الفريابي وابن جرير وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد والشعراء يتبعهم الغاوون قال الشياطين ألم تر انهم في كل واد يهيمون قال في كل فن يفتنون الا الذين
آمنوا وعملوا الصالحات الآية قال عبد الله بن رواحة وأصحابه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة في
قوله الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال هذه ثنية الله من الشعراء ومن غيرهم وذكروا الله كثيرا وانتصروا من
بعدما ظلموا قال في بعض القراءة وانتصروا بمثل ما ظلموا قال نزلت هذه الآية في رهط من الأنصار هاجوا عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم كعب بن مالك وعبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وسيعلم الذين ظلموا من
الشعراء وغيرهم أي منقلب ينقلبون * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله الا الذين آمنوا
وعملوا الصالحات الآية قال نزلت في عبد الله بن رواحة وفي شعراء الأنصار * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت أهج المشركين فان جبريل
معك * وأخرج ابن سعد عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله ان أبا سفيان بن الحرث بن عبد
المطلب يهجوك فقام ابن رواحة فقال يا رسول الله ائذن لي فيه قال أنت الذي تقول ثبت الله قال نعم يا رسول الله
قلت ثبت الله ما أعطاك من حسن * تثبيت موسى ونصرا مثل ما نصرا
قال وأنت يفعل الله بك مثل ذلك ثم وثب كعب فقال يا رسول الله ائذن لي فيه فقال أنت الذي تقول همت قال
نعم يا رسول الله قلت
همت سخينة ان تغالب ربها * فليغلبن مغالب الغلاب
قال أما ان الله لم ينس لك ذلك ثم قام حسان الحسام فقال يا رسول الله ائذن لي فيه وأخرج لسانا له اسود
فقال يا رسول الله ائذن لي فيه فقال اذهب إلى أبى بكر فليحدثك حديث القوم وأيامهم وأحسابهم
واهجهم وجبريل معك * وأخرج ابن سعد عن ابن بريدة ان جبريل أعان حسان بن ثابت على مدحته
النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين بيتا * وأخرج ابن سعد وأحمد عن أبي هريرة قال مر عمر بحسان وهو
ينشد في المسجد فلحظ إليه فنظر إليه فقال قد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك فسكت ثم التفت حسان إلى
أبي هريرة فقال أنشدك بالله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أجب عنى اللهم أيده بروح القدس
قال نعم * وأخرج ابن سعد عن ابن سيرين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة وهم في سفر أين حسان بن
ثابت فقال لبيك يا رسول الله وسعديك قال أحد فجعل ينشده ويصغي إليه حتى فرغ من نشيده فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لهذا أشد عليهم من وقع النبل * وأخرج ابن عساكر عن حسن بن علي قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة ما الشعر قال شئ يختلج في صدر الرجل فيخرجه على لسانه شعرا * وأخرج
ابن سعد عن مدرك بن عمارة قال قال عبد الله بن رواحة قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تقول الشعر
إذا أردت ان تقول كأنه يتعجب لذاك قلت انظر في ذاك ثم أقول قال فعليك بالمشركين * وأخرج ابن سعد عن جابر
100

ابن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يحمى اعراض المسلمين فقال عبد الله بن رواحة أنا وقال
كعب بن مالك أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انك تحسن الشعر وقال حسان بن ثابت أنا فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أهجهم فان روح القدس سيعينك * وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين رضي الله عنه ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا نضر القوم سلاحهم أنفسهم فألسنتهم أحق فقام رجل فقال يا رسول الله أنا
قال لست هناك فجلس فقام آخر فقال يا رسول الله أنا فقال بيده معنى اجلس فقام حسان فقال يا رسول الله ما
يسرني به مقولا بين صنعاء وبصرى وانك ما سببت قوما قط بشئ هو أشد عليهم من شئ يعرفونه فمر بي إلى من
يعرف أيامهم وبيوتاتهم حتى أضع لساني فامر به إلى أبى بكر * وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين رضي الله عنه
قال هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثلاثة من كفار قريش أبو سفيان بن الحرث وعمرو بن
العاص وابن الزبعرى قال قائل لعلى أهج عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا فقال على أن أذن لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فعلت فقال الرجل يا رسول الله ائذن لعلى كيما يهجو عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا فقال ليس
هناك ثم قال للأنصار ما يمنع القوم الذين قد نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسلاحهم وأنفسهم أن ينصروه
بألسنتهم فقال حسان بن ثابت أنا لها يا رسول الله وأخذ بطرف لسانه فقال والله ما يسرني بهم مقولا بين بصرى
وصنعاء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف تهجوهم وثامنهم فقال انى أسلك منهم كما تسل الشعرة من
العجين فكان يهجوهم ثلاثة من الأنصار يجيبونهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة فكان
حسان وكعب يعارضانهم بمثل قولهم بالوقائع والأيام والمآثر ويعيرونهم بالمناقب وكان ابن رواحة يعيرهم
بالكفر وينسبهم إلى الكفر ويعلم انه ليس فيهم شئ شرا من الكفر وكانوا في ذلك الزمان أشد القول عليهم قول
حسان وكعب وأهون القول عليهم قول ابن رواحة فلما أسلموا وفقهوا الاسلام كان أشد القول عليهم قول ابن
رواحة * وأخرج ابن أبي شيبة عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من الشعر حكما * وأخرج ابن أبي
شيبة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إن من الشعر حكما * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن
مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من الشعر حكما وان من البيان سحرا * وأخرج ابن أبي حاتم عن فضالة
ابن عبيد في قوله وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون قال هؤلاء الذين يخربون البيت * وأخرج أحمد عن أبي
امامة بن سهل حنيف قال سمعت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول أتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه
لا يستخرج كنزا لكعبة الا ذو السويقتين من الحبشة * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن أبي هريرة ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال يبايع رجل بين الركن والمقام ولن يستحل هذا البيت الا أهله فإذا استحلوه فلا تسأل
عن هلكة العرب ثم تجئ الحبشة فتخربه خرابا لا يعمر بعده ابدا وهم الذين يستخرجون كنزه * وأخرج الحاكم
وصححه عن عبد الله بن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة
الا ذو السويقتين من الحبشة * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال من آخر أمر الكعبة ان الحبشة
يغزون البيت فيتوجه المسلمون نحوهم فيبعث الله عليهم ريحا شرقية فلا تدع لله عبدا في قلبه مثقال ذرة من تقى
الا قبضته حتى إذا فرغوا من خيارهم بقى عجاج من الناس * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي
ابن أبي طالب قال كأني أنظر إلى رجل من الحبش أصلع أجمع حمش الساقين جالس عليها وهو يهدمها * وأخرج
ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال كأني به أصيلع أفيدع قائم عليها يهدمها بمسحاته * وأخرج ابن أبي حاتم
عن عائشة قالت كتب أبى في وصيته سطرين بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به أبو بكر بن أبي قحافة عند
خروجه من الدنيا حين يؤمن الكافر ويتقى الفارج ويصدق الكاذب انى استخلفت عليكم عمر بن الخطاب فان
يعدل فذلك ظني به ورجائي فيه وان يجر ويبدل فلا أعلم الغيب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
* وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن رباح قال كان صفوان بن مجرز إذا قرأ هذه الآية بكى وسيعلم الذين ظلموا
أي منقلب ينقلبون
101

* (سورة النمل مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال أنزلت سورة النمل بمكة
* وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * قوله تعالى (طس) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في
قوله طس قال هو اسم الله الأعظم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله طس
قال هو اسم من أسماء القرآن وفي قوله الذين لا يؤمنون بالآخرة قال لا يقرون بها ولا يؤمنون بها فهم
يعمهون قال في ضلالتهم وفي قوله وانك لتلقي القرآن يقول تأخذ القرآن من لدن من عند حكيم عليم * قوله تعالى
(إذ قال موسى لأهله) الآية * أخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل
بشهاب قبس قال شعلة من نار يقتبسون منه قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول طرفة
هم عراني فبت أدفعه * دون سهادي كشعلة القبس
* قوله تعالى (فلما جاءها) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فلما
جاءها نودي أن بورك من في النار يعنى تبارك وتعالى نفسه كان نور رب العالمين في الشجرة ومن حولها يعنى
الملائكة * وأخرج ابن حرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير وابن مردويه عنه عن ابن عباس
نودي أن بورك من في النار ومن حولها يقول بوركت بالنار ناداه الله وهو في النور * وأخرج ابن أبي حاتم عن
ابن عباس في الآية قال كانت تلك النار نورا ان بورك من في النار ومن حول النار * وأخرج الفريابي
وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس أن بورك من في النار قال بوركت النار * وأخرج الفريابي وعبد بن
حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال
في مصحف أبي بن كعب بوركت النار ومن حولها أما النار فيزعمون أنها نور رب العالمين ومن حولها الملائكة
* وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة انه كان يقرأ أن بوركت النار * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب في الآية
قال النار نور الرحمن ومن حولها موسى والملائكة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله بورك قال قدس
* وأخرج عبد بن حميد ومسلم وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي
في الأسماء والصفات من طريق أبى عبيدة عن أبي موسى الأشعري قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل
الليل حجابه النور لو رفع الحجاب لأحرقت سبحات وجهه كل شئ أدركه بصره ثم قرأ أبو عبيدة أن بورك من في النار
ومن حولها وسبحان الله رب العالمين * قوله تعالى (وألق عصاك) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن
جريج في قوله فلما رآها تهتز كأنها جان قال حين تحولت حية تسعى * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولم يعقب يا موسى قال لم يرجع وفي قوله الا من ظلم
ثم بدل حسنا بعد سوء قال ثم تاب من بعد ظلمه وإساءته * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولى مدبرا قال فارا ولم يعقب قال لم يلتفت وفي قوله لا يخاف لدى قال عندي
وفي قوله الا من ظلم قال إن الله لم يجز ظالما ثم عاد الله بعائدته وبرحمته فقال ثم بدل حسنا بعد سوء أي فعمل عملا
صالحا بعد عمل سئ عمله فإني غفور رحيم * وأخرج ابن المنذر عن ميمون قال إن الله قال لموسى انه لا يخاف
لدى المرسلون الا من ظلم وليس للظالم عندي أمان حتى يتوب * وأخرج سعيد بن منصور عن زيد بن أسلم انه
قرأ الا من ظلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كانت على موسى جبة لا تبلغ مرفقيه فقال له ادخل
يدك في حبيبك فأدخلها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مقسم قال انما قيل ادخل يدك في جيبك لأنه لم
يكن لها كم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد قال كانت عليه مدرعة إلى بعض يده ولو كان لها كم أمره
أن يدخل يده في كمه * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وأدخل يدك في جيبك قال جيب القميص
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة وأدخل يدك في جيبك قال في جيب قميصك تخرج بيضاء
من غير سوء قال من غير برص في تسع آيات قال يقول هاتان الآيتان يد موسى وعصاه في تسع آيات وكان ابن
102

عباس رضي الله عنهما يقول التسع آيات موس وعصاه والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنين
في بواديهم ومواشيهم ونقص من الثمرات في أمصارهم وفي قوله فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قال بينة وجحدوا بها قال
كذبت القوم بآيات الله بعدما استيقنتها أنفسهم انها حق والجحود لا يكون الا من بعد المعرفة * وأخرج ابن المنذر
عن ابن عباس في قوله ظلما وعلوا قال تعظما واستكبارا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله واستيقنتها
أنفسهم ظلما وعلوا قال تكبروا وقد استيقنتها أنفسهم وهذا من التقديم والتأخير * وأخرج عبد بن حميد عن
الأعمش انه قرأ ظلما وعليا وقرأ عاصم وعلوا برفع العين واللام * قوله تعالى (ولقد آتينا داود وسليمان علما)
الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال كان داود أعطى ثلاثا سخرت له الجبال يسبحن معه وألين له الحديد وعلم
منطق الطير وأعطى سليمان منطق الطير وسخرت له الجن وكان ذلك مما ورث عنه ولم تسخر له الجبال ولم يلن له
الحديد * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب ان الله لم ينعم على عبد نعمة فحمد الله عليها الا كان
حمده أفضل من نعمته ان كنت لا تعرف ذلك في كتاب الله المنزل قال الله عز وجل ولقد آتينا داود وسليمان علما
وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين وأي نعمة أفضل مما أوتى داود وسليمان * قوله تعالى
(وورث سليمان داود) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وورث سليمان داود
قال ورثة نبوته وملكه وعلمه * قوله تعالى (وقال يا أيها الناس) * أخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي قال الناس عندنا
أهل العلم * قوله تعالى (علمنا منطق الطير) * أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود قال كنت عند عمر بن
الخطاب فدخل علينا كعب الحبر فقال يا أمير المؤمنين الا أخبرك بأغرب شئ قرأت في كتب الأنبياء ان هامة
جاءت إلى سليمان فقالت السلام عليك يا نبي الله فقال وعليك السلام يا هام أخبريني كيف لا تأكلين الزرع
فقالت يا نبي الله لان آدم عصى ربه في سببه لذلك لا آكله قال فكيف لا تشربين الماء قالت يا نبي الله لان الله
أغرق بالماء قوم نوح من أجل ذلك تركت شربه قال فكيف تركت العمران وأسكنت الخراب قالت لان
الخراب ميراث الله وأنا أسكن في ميراث الله وقد ذكر الله ذلك في كتابه فقال وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها
إلى قوله وكنا نحن الوارثين * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن أبي حاتم عن أبي الصديق الناجي قال خرج
سليمان بن داود يستسقى بالناس فمر بنملة مستلقية على قفاها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول اللهم انا خلق
من خلقك ليس بنا غنى عن رزقك فاما ان تسقينا واما ان تهلكنا فقال سليمان للناس ارجعوا فقد سقيتم بدعوة
غيركم * قوله تعالى (وأوتينا من كل شئ) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي الدرداء قال كان داود يقضى بين
البهائم يوما وبين الناس يوما فجاءت بقرة فوضعت قرنها في حلقة الباب ثم تنغمت كما تنغم الوالدة على ولدها وقالت
كنت شابة كانوا ينتجوني ويستعملوني ثم انى كبرت فأرادوا أن يذبحوني فقال داود أحسنوا إليها ولا تذبحوها
ثم قرأ علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ * وأخرج الحاكم في المستدرك عن جعفر بن محمد قال أعطى سليمان
ملك مشارق الأرض ومغاربها فملك سليمان سبعمائة سنة وستة أشهر مالك أهل الدنيا كلهم من الجن والإنس
والدواب والطير والسباع وأعطى كل شئ ومنطق كل شئ وفي زمانه صنعت الصنائع المعجبة حتى إذا أراد الله ان
يقبضه إليه أوحى إليه ان استودع علم الله وحكمته أخاه وولد داود كانوا أربعمائة وثمانين رجلا أنبياء بلا رسالة
قال الذهبي هذا باطل * وأخرج الحاكم عن محمد بن كعب قال بلغنا ان سليمان كان عسكره مائة فرسخ خمسة
وعشرون منها للانس وخمسة وعشرون للجن وخمسة وعشرون للوحش وخمسة وعشرون للطير وكان له ألف
بيت من قوارير على الخشب فيها ثلثمائة صريحة وسبعمائة سرية وأمر الريح العاصف فرفعته فامر الريح
فسارت به فأوحى الله إليه انى زدتك في ملكان ان لا يتكلم أحد بشئ الا جاءت الريح فأخبرتك * وأخرج عبد الله
ابن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر عن وهب بن منبه قال مر سليمان بن داود وهو في ملكه قد حملته الريح على
رجل حراث من بني إسرائيل فلما رآه قال سبحان الله لقد أوتى آل داود ملكا فحملتها الريح فوضعتها في أذنه فقال
ائتوني بالرجل فأتى به فقال ماذا قلت فأخبره فقال سليمان انى خشيت عليك الفتنة لثواب سبحان الله عند الله يوم
القيامة أعظم مما أوتى آل داود فقال الحراث أذهب الله همك كما أذهبت همى قال وكان سليمان رجلا أبيض
103

جسيما أشقر غزاء لا يسمع بملك الا أتاه فقاتله فدوخه يأمر الشياطين فيجعلون له دارا من قوارير فيحمل ما يريد من
آلة الحرب فيها ثم يأمر العاصف فتحمله من الأرض ثم يأمر الرخاء فتقدمه حيث شاء * وأخرج ابن المنذر
عن يحيى بن كثير قال قال سليمان بن داود لبني إسرائيل ألا أريكم بعض ملكي اليوم قالوا بلى يا نبي الله قال يا ريح
ارفعينا فرفعتهم الريح فجعلتهم بين السماء والأرض ثم قال يا طير أظلينا فأظلتهم الطير بأجنحتها لا يرون الشمس
قال با بني إسرائيل أي ملك ترون قالوا نرى ملكا عظيما قال قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شئ قدير خير من ملكي هذا ومن الدنيا وما فيها يا بني إسرائيل من خشى الله في السر والعلانية
وقصد في الغنى والفقر وعدل في الغضب والرضا وذكر الله على كل حال فقد أعطى مثل ما أعطيت * قوله تعالى
(وحشر لسليمان جنوده) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير كان يوضع لسليمان عليه السلام
ثلثمائة ألف كرسي فيجلس مؤمنو الانس مما يليه ومؤمنو الجن من ورائهم ثم يأمر الطير فتظله ثم يأمر الريح
فتحمله فيمرون على السنبلة فلا يحركونها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
فهم يوزعون قال يدفعون * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فهم يوزعون قال جعل على كل صنف منهم
وزعة ترد أولاها على أخراها لئلا يتقدموا في المسير كما تصنع الملوك * وأخرج الطبراني والطستي في مسائله عن
ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله فهم يوزعون قال يحبس أولهم على آخرهم حتى تنام الطير قال وهل
تعرف العرب ذلك قال نعم أو ما سمعت قول الشاعر
وزعت رعيلها بأقب نهد * إذا ما القوم شدوا بعد خمس
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد وأبى رزين في قوله فهم
يوزعون قال يحبس أولهم على آخرهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة فهم يوزعون
قال يرد أولهم على آخرهم * قوله تعالى (حتى إذا أتوا على وادى النمل) * اخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
حتى إذا أتوا على وادى النمل قال ذكر لنا انه واد بأرض الشام * وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال النملة التي
فقه سليمان كلامها كانت من الطير ذات جناحين ولولا ذلك لم يعرف سليمان ما تقول * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال النمل من الطير * وأخرج البخاري في تاريخه وابن أبي
شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن نوف قال كان النمل في زمن سليمان بن داود أمثال الذباب وفي لفظ مثل الذباب
* وأخرج عبد بن حميد عن الحكم قال كان النمل في زمان سليمان أمثال الذباب * وأخرج ابن المنذر عن وهب
ابن منبه قال أمر الله الريح قال لا يتكلم أحد من الخلائق بشئ في الأرض بينهم الا حملته فوضعته في اذن سليمان
فبذلك سمع كلام النملة * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سيرين انه سئل عن التبسم في الصلاة فقرأ هذه الآية
فتبسم ضاحكا من قولها وقال لا أعلم التبسم الا ضحكا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
في قوله أوزعني قال ألهمني * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله
وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين قال مع الأنبياء والمؤمنين * قوله تعالى (وتفقد الطير) الآيات * أخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما
انه سئل كيف تفقد سليمان الهدهد من بين الطير قال إن سليمان نزل منزلا فلم يدر ما بعد الماء وكان الهدهد
يدل سليمان على الماء فاردا أن يسأله عنه ففقده وقيل كيف ذاك والهدهد ينصب له الفخ يلقى عليه التراب
ويضع له الصبى الحبالة فيغيبها فيصيده فقال إذا جاء القضاء ذهب البصر * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى
حاتم عن يوسف بن ماهك انه حدث ان نافع بن الأزرق صاحب الأزارقة كان يأتي عبد الله بن عباس فإذا أفتى
ابن عباس يرى هو انه ليس بمستقيم يقول قف من أين أفتيت بكذا وكذا ومن أين كان فيقول ابن عباس رضي الله عنهما
أو مات من كذا وكذا حتى ذكر يوما الهدهد فقال يعرف بعد مسافة الماء في الأرض فقال له ابن
الأزرق قف قف يا ابن العباس كيف تزعم أن الهدهد يرى مسافة الماء من تحت الأرض وهو ينصب له الفخ
فيذر عليه التراب فيصطاد فقال ابن عباس لولا أن يذهب هذا فيقول كذا وكذا لم أقل له شيئا ان البصر ينفع ما لم
104

يأت القدر فإذا جاء القدر حال دون البصر فقال ابن الأزرق لا أجادلك بعدها في شئ * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد
ابن جبير رضي الله عنه قال كان سليمان إذا أراد أن ينزل منزلا دعا الهدهد ليخبره عن الماء فكان إذا قال ههنا
شققت الشياطين الصخور فجرت العيون من قبل أن يضربوا أبنيتهم فأراد ان ينزل منزلا فتفقد الطير فلم يره
فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في
الآية قال ذكر لنا ان سليمان أراد ان يأخذ مفازة فدعا بالهدهد وكان سيد الهداهد ليعلم مسافة الماء وكان قد
أعطى من البصر بذلك شيئا لم يعطه شئ من الطير لقد ذكر لنا انه كان يبصر الماء في الأرض كما يبصر أحدكم
الخيال من وراء الزجاجة * وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال اسم هدهد سليمان عنبر * وأخرج
عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر والحاكم وصححه
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لأعذبنه عذابا شديدا قال نتف ريشه * وأخرج الفريابي وابن جرير وعبد
ابن حميد عن مجاهد رضي الله عنه لأعذبنه عذابا شديدا قال نتف ريشه كله * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير عن قتادة مثله * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال نتف
ريشة وإلقاؤه للنمل في الشمس * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن يزيد بن رومان قال إن عذابه الذي كان
يعذب به الطير نتف ريش جناحه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
أو ليأتيني بسلطان مبين قال خبر الحق الصدق البين * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة
في قوله أو ليأتيني بسلطان مبين قال بعذر بين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة قال قال ابن عباس
كل سلطان في القرآن حجة ونزع الآية التي في سورة سليمان أو ليأتيني بسلطان قال وأي سلطان كان للهدهد
* واخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال انما دفع الله عن الهدهد ببره والدته * وأخرج الحكيم الترمذي وأبو الشيخ
في العظمة عن عكرمة قال انما صرف الله عذاب سليمان عن الهدهد لأنه كان بارا بوالديه * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله أحطت بما لم تحط به قال اطلعت على ما لم تطلع عليه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن
ابن عباس في قوله وجئتك من سبا بنبأ يقين قال خبر حق * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله وجئتك من سبأ قال سبأ بأرض اليمن يقال لها مآرب بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث ليال بنبأ يقين
قال بخبر حق * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن لهيعة قال يقولون ان مآرب مدينة بلقيس لم يكن بينها وبين بيت
المقدس الا ميل فلما غضب الله عليها بعدها وهي اليوم باليمن وهي التي ذكر الله في القرآن لقد كان لسبأ في
مساكنهم الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال بعث إلى سبأ اثنا عشر نبيا منهم تبع * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الحسن انه قرأ من سبا بنبأ يقين قال بجعله أرضا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة انه قرأ من سبا بنبأ قال
يجعله رجلا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس في قوله انى وجدت امرأة تملكهم قال كان اسمها
بلقيس بنت أبي شبرة وكانت هلباء شعراء * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله انى وجدت امرأة تملكهم
قال هي بلقيس بنت شراحيل ملكة سبأ * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة قال بلغني
انها امرأة تسمى بلقيس بنت شراحيل أحد أبويها من الجن مؤخر إحدى قدميها مثل حافر الدابة وكانت
في بيت مملكة * وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد قال هي بلقيس بنت شراحيل بن مالك بن ريان وأمها
فارعة الجنية * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريح قال بلقيس بنت أبي شرح وأمها بلقته * وأخرج ابن
مردويه عن سفيان الثوري مثله * وأخرج ابن عساكر عن الحسن قال كانت ملكة سبأ اسمها ليلى وسبا
مدينة باليمن وبلقيس حميرية * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه وابن عساكر عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى أبوى بلقيس كان جنيا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن عساكر عن قتادة قال ذكر لنا ان ملك سبا كانت امرأة باليمن كانت في بيت مملكة يقال لها
بلقيس بنت شراحيل هلك أهل بيتها فملكها قومها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد قال صاحبة
سبا كانت أمها جنية * وأخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه عن عثمان بن حاضر قال كانت أم بلقيس امرأة
105

من الجن يقال لها بلقمة بنت شيصان * وأخرج ابن عساكر عن الحسن انه سئل عن ملكة سبا فقال إن أحد
أبويها جنى فقال الجن لا يتوالدون أي ان المرأة من الانس لا تلد من الجن * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
قال كان لصاحبة سليمان اثنا عشر الف قيل تحت كل قيل مائة ألف * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال لما
قال انى وجدت امرأة تملكهم أنكر سليمان أن يكون لأحد على الأرض سلطان غيره * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى في قوله وأوتيت من كل شئ قال من كل شئ في أرضها * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان في قوله وأوتيت من
كل شئ قال من أنواع الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله ولها عرش عظيم قال سرير
كريم من ذهب وقوائمه من جوهر ولؤلؤ حسن الصنعة غالى الثمن * وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد في
قوله ولها عرش عظيم قال سرير من ذهب وصفحتاه مرمول بالياقوت والزبرجد طوله ثمانون ذراعا في عرض
أربعين ذراعا * وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن رومان في قوله وجدتها وقومها يسجدون للشمس قال كانت
لها كوة في بيتها إذا طلعت الشمس نظرت إليها فسجدت لها * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في
قوله يخرج الخبء قال يعلم كل خفية في السماء والأرض * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله يخرج الخبء قال الغيب * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم
عن عكرمة في قوله يخرج الخبء قال السر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة مثله * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله يخرج الخبء قال الماء * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ
في العظمة عن حكيم بن جابر في قوله يخرج الخبء قال المطر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية
قال خبء السماوات والأرض ما جعل من الأرزاق والقطر من السماء والنبات من الأرض * وأخرج ابن المنذر عن
ابن جريج في قوله سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين قال لم يصدقه ولم يكذبه * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله اذهب بكتابي هذا قال كتب معه بكتاب فقال اذهب بكتابي هذا فالقه إليهم ثم تول عنهم يقول كن
قريبا منهم فانظر ماذا يرجعون فانطلق بالكتاب حتى إذا توسط عرشها ألقى الكتاب إليها فقرأه عليها فإذا فيه
انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة قال كانت صاحبة سبا إذا رقدت غلقت الأبواب وأخذت المفاتيح فوضعتها تحت رأسها فلما غلقت الأبواب
وآوت إلى فراشها جاءها الهدهد حتى دخل من كوة بيتها فقذف الصحيفة على بطنها بين فخذيها فأخذت الصحيفة
فقرأتها فقالت يا أيها الملا انى ألقى إلى كتاب كريم تقول حسن ما فيه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
انى ألقى إلى كتاب كريم قال مختوم * وأخرج ابن أبى حاتم عن زهير بن محمد في قوله كتاب كريم قال تريد مختوم
وكذلك الملوك تختم كتبها لا تجيز بينها كتابا الا بخاتم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله انه من سليمان
وانه بسم الله الرحمن الرحيم قال لم يزد زعموا 7 على هذا الكتاب على ما قص الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن
رومان قال كتب بسم الله الرحمن الرحيم من سليمان بن داود إلى بلقيس بنت ذي شرح وقومها * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر عن مجاهد ان سليمان بن داود كتب إلى ملكة سبأ بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله سليمان بن
داود إلى بلقيس ملكة سبا السلام على من اتبع الهدى اما بعد فلا تعلوا على وأتوني مسلمين * وأخرج ابن أبي حاتم
عن مجاهد قال لم يكن في كتاب سليمان إلى صاحبة سبا الا ما تقرؤن في القرآن انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن
الرحيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن
الرحيم أن لا تعلوا على يقول لا تخالفوا على وأتوني مسلمين قال وكذلك كانت الأنبياء تكتب جميلا يطلبون ولا
يكثرون * واخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق سفيان بن منصور قال كان يقال كان سليمان بن داود
أبلغ الناس في كتاب وأقله كلاما ثم قرأ انه من سليمان الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن أبي شيبة
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي قال كان أهل الجاهلية يكتبون باسمك اللهم فكتب النبي صلى الله عليه وسلم
أول ما كتب باسمك اللهم حتى نزلت بسم الله مجراها ومرساها فكتب بسم الله ثم نزلت ادعوا الله أو ادعوا الرحمن
فكتب بسم الله الرحمن ثم أنزلت الآية التي في طسي انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم فكتب بسم الله
106

الرحمن الرحيم * وأخرج أبو عبيد في فضائله عن الحرث العكلي قال قال لي الشعبي كيف كان كتاب النبي صلى الله
عليه وسلم إليكم قلت باسمك اللهم فقال ذاك الكتاب الأول كتب النبي صلى الله عليه وسلم باسمك اللهم فجرت بذلك
ما شاء الله ان تجرى ثم نزلت بسم الله مجراها ومرساها فكتب بسم الله فجرت بذلك ما شاء الله ان تجرى ثم نزلت
قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن فكتب بسم الله الرحمن فجرت بذلك ما شاء الله أن تجرى ثم نزلت انه من سليمان
وانه بسم الله الرحمن الرحيم فكتب بذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يكتب باسمك اللهم حتى نزلت انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر
عن قتادة قال لم يكن الناس يكتبون الا باسمك اللهم حتى نزلت انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم
* وأخرج أبو داود في مراسيله عن أبي مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتب باسمك اللهم فلما نزلت انه من
سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم كتب بسم الله الرحمن الرحيم * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن أبي شيبة عن
سعيد بن المسيب قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر والنجاشي أما بعد فتعالوا إلى كلمة سواء
بيننا وبينكم ان لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا
مسلمون فلما أتى كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيصر فقرأه قال إن هذا الكتاب لم أره بعد سليمان بن داود بسم
الله الرحمن الرحيم * قوله تعالى (قالت يا أيها الملا) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله قالت
يا أيها الملا أفتوني في أمرى قال جمعت رؤس مملكتها فشاورتهم في أمرها فاجتمع رأيهم ورأيها على أن يغزوه
فسارت حتى إذا كانت قريبة قالت أرسل إليه بهدية فان قبلها فهو ملك أقاتله وان ردها تابعته فهو نبي فلما دنت
رسلها من سليمان علم خبرهم فامر الشياطين فهيئوا له ألف قصر من ذهب وفضة فلما رأت رسلها قصور ذهب قالوا
ما يصنع هذا بهديتنا وقصوره ذهب وفضة فلما دخلوا بهديتها قال أتهدونني بمال ثم قال سليمان أيكم يأتيني
بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين فقال كاتب سليمان ارفع بصرك فرفع بصره فلما رجع إليه طرفه إذا هو بسريرها
قال نكروا لها عرشها فنزع عنه فصوصه ومرافقه وما كان عليه من شئ فقيل لها أهكذا عرشك قالت كأنه هو
وأمر الشياطين فجعلوا لها صرحا من قوارير ممردا وجعل فيها تماثيل السمك فقيل لها ادخلي الصرح فكشفت
عن ساقيها فإذا فيها الشعر فعند ذلك أمر بصنعة النورة فقيل لها انه صرح ممرد من قوارير قالت رب انى ظلمت
نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين * وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد في قوله أفتوني في أمرى تقول
أشيروا على برأيكم ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون تريد حتى تشيروا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد قال كان تحت يدي ملكة سبأ اثنا عشر ألف قبول تحت يدي كل قيول مائة ألف مقاتل وهم
الذين قالوا نحن أولو قوة وأولو باس شديد * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال ذكر لنا
انه كان أولو مشورتها ثلاثمائة واثني عشر رجلا كل رجلا منهم على عشرة آلاف من الرجال * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان الملوك إذ دخلوا قرية أفسدوها قال إذا
أخذوها عنوة أخربوها * وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد في قوله وجعلوا أعزة أهلها أذلة قال بالسيف
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال قالت بلقيس ان الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها
أذلة قال يقول الرب تبارك وتعالى وكذلك يفعلون * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله وإني مرسلة إليهم بهدية قال أرسلت بلبنة من ذهب فلما قدموا إذا حيطان المدينة من
ذهب فذلك قوله أتمدونني بمال الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال قالت انى
باعثة إليهم بهدية فمصانعتهم بها عن ملكي ان كانوا أهل دنيا فبعثت إليهم بلبنة من ذهب في حرير وديباج فبلغ
ذلك سليمان فامر بلبنة من ذهب فصنعت ثم قذفت تحت أرجل الدواب على طريقهم تبول عليها وتروث فلما جاء
رسلها واللبنة تحت أرجل الدواب صغر في أعينهم الذي جاؤوا به * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ثابت البناني قال أهدت له صفائح الذهب في أوعية الديباج فلما بلغ ذلك سليمان أمر
الجن فموهوا له الآجر بالذهب ثم أمر به فألقى في الطريق فلما جاؤوا ورأوه ملقى في الطريق وفي كل مكان قالوا جئنا
107

نحمل شيئا نراه ههنا ملقى ما يلتفت إليه فصغر في أعينهم ما جاؤوا به * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وإني مرسلة إليهم بهدية قال جوار لباسهن لباس
الغلمان وغلمان لباسهن لباس الجواري * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال أرسلت
بثمانين من وصيف ووصيفة وحلقت رؤسهم كلهم وقالت إن عرف الغلمان من الجواري فهو بنى وان لم يعرف
الغلمان من الجواري فليس بنبي فدعا بوضوء فقال توضؤا فجعل الغلام يأخذ من مرفقيه إلى كفيه وجعلت الجارية
تأخذ من كفها إلى مرفقها فقال هؤلاء جوار وهؤلاء غلمان * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة
قال كانت هدية بلقيس لسليمان مائتي فرس على كل فرس غلام وجارية الغلمان والجواري على هيئة واحدة
لا يعرف الجواري من الغلمان ولا الغلمان من الجواري على كل فرس لون ليس على الآخر وكانت أول هديتهم
عند سليمان وآخرها عندها * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال الهدية وصفان ووصائف ولبنة من ذهب
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال كانت الهدية جواهر * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال إن
الهدية لما جاءت سليمان بين الغلمان والجواري امتحنهم بالوضوء فغسل الغلمان ظهور السواعد قبل بطونها
وغسلت الجواري بطون السواعد قبل ظهورها * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال قالت إن هو قبل
الهدية فهو ملك فقاتلوه دون ملككم وان لم يقبل الهدية فهو نبي لا طاقة لكم بقتاله فبعثت إليه بهدية غلمان
في هيئة الجواري وحليهم وجوار في هيئة الغلمان ولباسهم وبعثت إليه بلبنات من ذهب وبخرزة مثقوبة مختلفة
وبعثت إليه بقدح وبعثت إليه تعلمه فلما جاء سليمان الهدية أمر الشياطين فموهوا لبن المدينة وحيطانها ذهبا
وفضة فلما رأى ذلك رسلها قالوا أين نذهب باللبنات في أرض هؤلاء وحيطانهم ذهب وفضة فحبسوا اللبنات
وأدخلوا عليه ما سوى ذلك وقالوا أخرج لنا الغلمان من الجواري فأمرهم فتوضؤا وأخرج الغلمان من
الجواري اما الجارية فأفرغت على يدها وأما الغلام فاغترف وقالوا ادخل لنا في هذه الخرزة خيطا فدعا بالدساس
فربط فيه خيطا فادخله فيها فجال فيها واضطرب حتى خرج من الجانب الآخر وقالوا املأ لنا هذا القدح بماء ليس
من الأرض ولا من السماء فامر بالخيل فأجريت حتى إذا أزبدت مسح عرقها فجعله فيه حتى ملأه فلما رجعت
رسلها فأخبروها ان سليمان رد الهدية وفدت إليه وأمرت بعرشها فجعل في سبعة أبيات وغلقت عليها فأخذت
المفاتيح فلما بلغ سليمان ما صنعت بعرشها قال يا أيها الملا أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين * وأخرج ابن أبي
حاتم عن زهير بن محمد قال قال للهدهد ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها يعنى من الإنس والجن
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله لا قبل لهم بها قال لا طاقة لهم بها * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال لما بلغ سليمان انها جاءته وكان قذ ذكر له عرشها فأعجبه وكان
عرشها من ذهب وقوائمه من لؤلؤ وجوهر وكان مستترا بالديباج والحرير وكان عليه سبعة مغاليق فكره ان
يأخذه بعد اسلامهم وقد علم نبي الله سليمان ان القوم متى ما يسلموا تحرم أموالهم مع دمائهم فأحب أن يؤتى به
قبل أن يكون ذلك من أمرهم فقال أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أيكم يأتيني بعرشها قال سرير في أريكة
* وأخرج ابن المنذر من طريق على عن ابن عباس في قوله قبل أن يأتوني مسلمين قال طائعين * وأخرج
الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله قال عفريت من
الجن قال مارد قبل أن تقوم من مقامك قال من مقعدك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي
صالح في قوله قال عفريت قال عظيم كأنه جبل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال كان اسم
العفريت كوزن * وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن رومان قال اسمه كوزى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله قال عفريت من الجن قال هو صخر الجني وإني عليه لقوى قال على حمله أمين
قال على ما استودع فيه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله قبل أن تقوم من
مقامك قال من مجلسك * وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد في قوله قبل أن تقوم من مقامك قال من مجلسك
108

الذي تجلس فيه للقضاء وكان سليمان إذا جلس للقضاء لم يقم حتى تزول الشمس * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله وإني عليه لقوى أمين قال على جوهره * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد في قوله أنا
آتيك به قبل أن تقوم من مقامك قال انى أريد أعجل من هذا قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن
يرتد إليك طرفك قال فخرج العرش من نفق من الأرض * وأخرج عبد بن حميد عن حماد بن سلمة قال قرأت في
مصحف أبي بن كعب وإني عليه لقوى أمين قال أريد أعجل من ذلك وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله قال
الذي عنده علم من الكتاب قال آصف كاتب سليمان * وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن رومان قال هو آصف بن
برخيا وكان صديقا يعلم الاسم الأعظم * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال كان اسمه أسطوم * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن لهيعة قال هو الخضر * وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد قال هو رجل من الانس يقال له ذو النور
* وأخرج ابن عساكر عن الحسن قال هو آصف بن برخيا بن مشعيا بن منكيل واسم أمه باطورا من بني إسرائيل
* وأخرج ابن جرير عن قتادة قال الذي عنده علم من الكتاب قال كان اسمه تمليخا * وأخرج الفريابي
وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله قال الذي عنده علم من
الكتاب قال الاسم الأعظم الذي إذا دعى به أجاب وهو يا ذا الجلال والاكرام * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن قتادة في قوله قال الذي عنده علم من الكتاب قال كان رجلا من بني إسرائيل يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا
دعى به أجاب * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
في قوله قبل أن يرتد إليك طرفك قال إدامة النظر حتى يرتد إليك الطرف خاسئا * وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال في قراءة ابن مسعود قال الذي عنده علم من الكتاب أنا أنظر في كتاب ربى ثم
آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك قال فتكلم ذلك العالم بكلام دخل العرش في نفق تحت الأرض حتى خرج إليهم
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله قبل أن يرتد إليك طرفك قال قال لسليمان انظر
إلى السماء قال فما أطرق حتى جاءه به فوضعه بين يديه * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس مثله * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن الزهري قال دعاء الذي عنده علم من الكتاب يا الهنا واله كل شئ إلها واحدا لا اله
الا أنت ائتني بعرشها قال فمثل له بين يديه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن عساكر عن ابن
عباس قال لم يجر عرش صاحبة سبا بين الأرض والسماء ولكن انشقت به الأرض فجرى تحت الأرض حت
ظهر بين يدي سليمان * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن سابط قال دعا باسمه
الأعظم فدخل السرير فصار له نفق في الأرض حتى نبع بين يدي سليمان * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد
قال دعا باسم من أسماء الله فإذا عرشها يحمل بين عينيه ولا يدرى ذلك الاسم قد خفى ذلك الاسم على سليمان
وقد أعظم ما أعطى * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل
أن يرتد إليك طرفك قال كان رجلا من بني إسرائيل يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به
أعطى وارتداد الطرف ان يرى ببصره حيث بلغ ثم يرد طرفه فدعاه فلما رآه مستقرا عنده جزع وقال رجل غيري
أقدر على ما عند الله منى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله هذا من فضل ربى ليبلوني أأشكر
إذا أتيت بالعرش أم أكفر إذا رأيت من هو أدنى منى في الدنيا أعلم منى * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله قال نكروا لها عرشها قال زيد فيه ونقص لننظر أتهتدي قال لننظر إلى عقلها فوجدت ثابتة
العقل * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
قال نكروا لها عرشها قال تنكيره أن يجعل أسفله أعلاه ومقدمه مؤخره ويزاد فيه أو ينقص منه فلما جاءت قيل
أهكذا عرشك قالت كأنه هو شبهته به وكانت قد تركته خلفها فوجدته أمامها * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى قال لما دخلت وقد غير عرشها فجعل كل شئ من حليته أو فرشه في غير موضعه ليلبسوا عليها قيل أهكذا
عرشك فرهبت ان تقول نعم هو فيقولون ما هكذا كان حليته ولا كسوته ورهبت ان تقول ليس هو فيقال لها بل
هو هو ولكنا غيرناه فقالت كأنه هو * وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد في قوله وأوتينا العلم من قبلها قال
109

سليمان يقوله أوتينا معرفة الله وتوحيده * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وأوتينا العلم من قبلها قال سليمان يقوله وفي قوله وصدها ما كانت تعبد من دون
الله قال كفرها بقضاء الله غير الوثن ان تهتدي للحق في قوله قيل لها ادخلي الصرح بركة ماء ضرب عليها
سليمان قوارير وكانت بلقيس عليها شعر قدماها حافر كحافر الحمار وكانت أمها جنية * وأخرج ابن المنذر وابن
أبى حاتم عن أبي صالح قال كان الصرح من زجاج وجعل فيه تماثيل السمك فلما رأته وقيل لها ادخلي الصرح
فكشفت عن ساقيها وظنت انه ماء قال والممرد الطويل * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال كان قد نعت لها
خلقها فأحب أن ينظر إلى ساقيها فقيل لها ادخلي الصرح فلما رأته ظنت انه ماء فكشفت عن ساقيها فنظر إلى
ساقيها انه عليها شعر كثير فوقعت من عينيه وكرهها فقالت له الشياطين نحن نصنع لك شيئا يذهب به فصنعوا له
نورة من أصداف فطلوها فذهب الشعر ونكحها سليمان عليه السلام * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في
قوله قالت رب انى ظلمت نفسي قال ظنت انه ماء وان سليمان أراد قتلها فقالت أراد قتلى والله على ذلك لأقتحمن
فيه فلما رأته انه قوارير عرفت انها ظلمت سليمان بما ظنت فذلك قولها ظلمت نفسي وانما كانت هذه المكيدة
من سليمان عليه السلام لها ان الجن تراجعوا فيما بينهم فقالوا قد كنتم تصيبون من سليمان غرة فان نكح هذه
المرأة اجتمعت فطنة الوحي والجن فلن تصيبوا له غرة فقدموا إليه فقالوا ان النصيحة لك علينا حق انما قدماها
حافر حمار فذلك حين ألبس البركة قوارير وأرسل إلى نساء من نساء بني إسرائيل ينظرنها إذا كشفت عن ساقيها
ما قدماها فإذا هي أحسن الناس ساقا من ساق شعراء وإذا قدماها هما قدم انسان فبشرن سليمان وكره الشعر
فامر الجن فجعلت النورة فذلك أول ما كانت النورة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس قال كان سليمان بن داود عليه السلام إذا أراد سفرا قعد على سريره ووضعت الكراسي يمينا
وشمالا فيؤذن للانس عليه ثم أذن للجن عليه بعد الانس ثم أذن للشياطين بعد الجن ثم أرسل إلى الطير فتظلهم
وأمر الريح فحملتهم وهو على سريره والناس على الكراسي والطير تظلهم والريح تسير بهم غدوها شهر ورواحها
شهر رخاء حيث أراد ليس بالعاصف ولا باللين وسطا بين ذلك وكان سليمان يختار من كل طير طيرا فيجعله رأس تلك
الطير فإذا أراد ان يسائل تلك الطير عن شئ سال رأسها فبينما سليمان يسير إذ نزل مفازة فقال كم بعد الماء ههنا
فسال الانس فقالوا لا ندري فسال الشياطين فقالوا لا ندري فغضب سليمان وقال لا أبرح حتى أعلم كم بعد مسافة
الماء ههنا فقالت له الشياطين يا رسول الله لا تغضب فان يك شئ يعلم فالهدهد يعلمه فقال سليمان على بالهدهد
فلم يوجد فغضب سليمان وقال لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين يقول بعذر مبين
غيبه عن مسيري هذا قال ومر الهدهد على قصر بلقيس فرأى لها بستانا خلف قصرها فمال إلى الخضرة
فوقع فيه فإذا هو بهدهد في البستان فقال له هدهد سليمان أين أنت عن سليمان وما تصنع ههنا فقال له
هدهد بلقيس ومن سليمان فقال بعث الله رجلا يقال له سليمان رسولا وسخر له الجن والإنس والريح والطير
فقال له هدهد بلقيس أي شئ تقول قال أقول لك ما تسمع قال إن هذا لعجب وأعجب من ذلك أن كثرة هؤلاء
القوم تملكهم امرأة وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم جعلوا الشكر لله أن يسجدوا للشمس من دون الله
قال وذكر لهدهد سليمان فنهض عنه فلما انتهى إلى العسكر تلقته الطير فقالوا تواعدك رسول الله وأخبروه
بما قال وكان عذاب سليمان للطير ان ينتفه ثم يشمسه فلا يطير أبدا ويصير مع هوام الأرض أو يذبحه فلا يكون له
نسل أبدا قال الهدهد وما استثنى نبي الله قالوا بلى قال أو ليأتيني بعذر مبين فلما أتى سليمان قال وما غيبتك عن
مسيري قال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبا بنبأ يقين انى وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها
عرش عظيم قال بل اعتللت سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فالقه إليهم وكتب بسم الله
الرحم الرحيم إلى بلقيس أن لا تعلوا على وائتوني مسلمين فلما ألقى الهدهد الكتاب إليها ألقى في روعها انه
كتاب كريم وانه من سليمان وأن لا تعلوا على وائتوني مسلمين قالوا نحن أولوا قوة قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية
أفسدوها وإني مرسلة إليهم بهدية فلما جاءت الهدية سليمان قال أتمدونني بمال ارجع إليهم فلما رجع
110

إليها رسلها خرجت فزعة فاقبل معها ألف قيل مع كل قيل مائة ألف قال وكان سليمان رجلا مهيبا لا يبتدأ بشئ
حتى يكون هو الذي يسأل عنه فخرج يومئذ فجلس على سريره فرأى رهجا قريبا منه قال ما هذا قالوا بلقيس يا رسول
الله قال وقد نزلت منا بهذا المكان قال ابن عباس وكان بين سليمان وبين ملكة سبا ومن معها حين نظر إلى الغبار كما
بين الكوفة والحيرة قال فاقبل على جنوده فقال أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال وبين سليمان وبين
عرشها حين نظر إلى الغبار مسيرة شهرين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل ان تقوم من مقامك قال وكان
لسليمان مجلس يجلس فيه للناس كما تجلس الامراء ثم يقوم قال سليمان أريد أعجل من ذلك قال الذي عنده علم
من الكتاب أنا انظر في كتاب ربى ثم آتيك قبل ان يرتد إليك طرفك فنظر إليه سليمان فلما قطع كلامه رد سليمان
بصره فنبع عرشها من تحت قدم سليمان من تحت كرسي كان يضع عليه رجله ثم يصعد إلى السرير فلما رأى
سليمان عرشها مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلوني أأشكر إذا أتاني به قبل أن يرتد إلى طرف أم أكفر
إذ جعل من هو تحت يدي أقدر على المجئ منى ثم قال نكروا لها عرشها فلما جاءت تقدمت إلى سليمان قيل لها
أهكذا عرشك فقالت كأنه هو ثم قالت يا سليمان انى أريد ان أسألك عن شئ فأخبرني به قال سلي قالت أخبرني عن
ماء رواء لا من الأرض ولا من السماء قال وكان إذا جاء سليمان شئ لا يعلمه يسأل الانس عنه فان كان عند
الانس منه علم والا سأل الجن فان لم يكن عند الجن علم سال الشياطين فقالت له الشياطين ما أهون هذا يا رسول
الله مر بالخيل فتجرى ثم لتملأ الآنية من عرقها فقال لها سليمان عرق الخيل قالت صدقت قالت فأخبرني عن لون
الرب قال ابن عبس فوثب سليمان عن سريره فخر ساجدا فقامت عنه وتفرقت عنه جنوده وجاءه الرسول فقال
يا سليمان يقول لك ربك ما شأنك قال يا رب أنت اعلم بما قالت قال فان الله يأمرك أن تعود إلى سريرك فتقعد عليه
ونرسل إليها وإلى من حضرها من جنودها وترسل إلى جميع جنودك الذين حضروك فيدخلوا عليك فتسألها
وتسألهم عما سألتك عنه قال ففعل سليمان ذلك فلما دخلوا عليه جميعا قال لها عم سألتيني قالت سألتك عن ماء
رواء لا من الأرض ولا من السماء قال قلت لك عرق الخيل قالت صدقت قال وعن أي شئ سألتيني قالت ما سألتك
عن شئ الا عن هذا قال لها سليمان فلأي شئ خررت عن سريري قالت كان ذلك لشئ لا أدرى ما هو فسال
جنودها فقالوا مثل قولها فسال جنوده من الإنس والجن والطير وكل شئ كان حضره من جنوده فقالوا ما سألتك
يا رسول الله عن شئ الا عن ماء وراء قال وقد كان قال له الرسول يقول الله لك ارجع ثمة إلى مكانك فإني قد
كفيتكهم فقال سليمان للشياطين ابنوا لي صرحا تدخل على فيه بلقيس فرجع الشياطين بعضهم إلى بعض
فقالوا لسليمان رسول الله قد سخر الله ما سخر وبلقيس ملكة سبا ينكحها فتلد له غلاما فلا ننفك له من
العبودية أبدا قال وكانت امرأة شعراء الساقين فقالت الشياطين ابنوا له بنيانا كأنه الماء يرى ذلك منها فلا
يتزوجها فبنوا له صرحا من قوارير فجعلوا له طوابيق من قوارير وجعلوا في باطن الطوابيق كل شئ يكون من
الدواب في البحر من السمك وغيره ثم اطبقوه ثم قالوا لسليمان ادخل الصرح فألقى كرسيا في أقصى الصرح فلما
دخله أتى الكرسي فصعد عليه ثم قال أدخلوا على بلقيس فقيل لها ادخلي الصرح فلما ذهبت تدخله فرأت صورة
السمك وما يكون في الماء من الدواب حسبته لجة فكشفت عن ساقيها لتدخل وكان شعر ساقها ملتويا على ساقيها
فلما رآه سليمان ناداها وصرف وجهه عنها انه صرح ممرد من قوارير فألقت ثوبها وقالت رب انى ظلمت نفسي
وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين فدعا سليمان الانس فقال ما أقبح هذا ما يذهب هذا قالوا يا رسول الله الموسى
فقال الموسى تقطع ساقى المرأة ثم دعا الشياطين فقال مثل ذلك فتلكأوا عليه ثم جعلوا له النورة قال ابن عباس فإنه
لأول يوم رؤيت فيه النورة قال واستنكحها سليمان عليه السلام قال ابن أبي حاتم قال أبو بكر بن أبي شيبة
ما أحسنه من حديث * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير وابن أبي حاتم
عن عبد الله بن شداد قال كان سليمان عليه السلام إذا أراد ان يسير وضع كرسيه فيأتي من أراد من الإنس والجن
ثم يأمر الريح فتحملهم ثم يأمر الطير فتظلهم فبينا هو يسير إذ عطشوا فقال ما ترون بعد الماء قالوا لا ندري فتفقد
الهدهد وكان له منه منزلة ليس بها أطير غيره فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا
111

وكان عذابه إذا عذب الطير نتفه ثم يجففه في الشمس أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين يعنى بعذر بين فلما جاء
الهدهد استقبلته الطير فقالت له قد أوعدك سليمان فقال لهم هل استثنى فقالوا له نعم قد قال الا أن يجئ بعذر
بين فجاء بخبر صاحبة سبا فكتب معه إليها بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وائتوني مسلمين فأقبلت بلقيس فلما
كانت على قدر فرسخ قال سليمان أيكم يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل
أن تقوم من مقامك فقال سليمان أريد أعجل من ذلك فقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك
طرفك فأتى بالعرش في نفق في الأرض يعنى سرب في الأرض قال سليمان غيروه فلما جاءت قيل لها أهكذا عرشك
فاستنكرت السرعة ورأت العرش فقالت كأنه هو قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة ماء وكشفت عن
ساقيها فإذا هي امرأة شعراء فقال سليمان ما يذهب هذا فقال بعض الجن أنا أذهبه وصنعت له النورة وكان أول
ما صنعت النورة وكان اسمها بلقيس * وأخرج ابن عساكر عن عكرمة قال لما تزوج سليمان بلقيس قال ما مستني
حديدة قط فقال للشياطين انظروا أي شئ يذهب بالشعر غير الحديد فوضعوا له النورة فكان أول من وضعها
شياطين سليمان * وأخرج البخاري في تاريخه والعقيلي عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أول من صنعت له الحمامات سليمان * وأخرج الطبراني وابن عدي في الكامل والبيهقي في الشعب عن أبي
موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من دخل الحمام سليمان فلما وجد حره أوه من
عذاب الله * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال لما قدمت ملكة سبأ على سليمان رأت حطبا جزلا فقالت
لغلام سليمان هل يعرف مولاك كم وزن هذا الدخان فقال أنا أعلم فكيف مولاي قالت فكم وزنه فقال الغلام
يوزن الحطب ثم يحرق ثم يوزن الرماد فما نقص فهو دخانه * واخرج البيهقي في الزهد عن الأوزاعي قال كسر برج
من أبراج تدمر فأصابوا فيه امرأة حسناء دعجاء مدمجة كان أعطافها طي الطوامير عليها عمامة طولها ثمانون
ذراعا مكتوب على طرف العمامة بالذهب بسم الله الرحمن الرحيم أنا بلقيس ملكة سبا زوجة سليمان بن داود
ملكت الدنيا كافرة ومؤمنة ما لم يملكه أحد قبلي ولا يملكه أحد بعدي صار مصيري إلى الموت فاقصروا يا طلاب
الدنيا * وأخرج ابن عساكر عن سلمة بن عبد الله بن ربعي قال لما أسلمت بلقيس تزوجها سليمان وأمهرها
باعلبك * قوله تعالى (ولقد أرسلنا إلى ثمود) الآيات * أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فإذا هم فريقان يختصمون قال مؤمن وكافر قولهم صالح مرسل
من ربه وقولهم ليس بمرسل وفي قوله لم تستعجلون بالسيئة قال العذاب قبل الحسنة قال الرحمة وفي قوله قالوا اطيرنا
بك قال تشاء منا وفي قوله وكان في المدينة تسعة رهط قال من قوم صالح وفي قوله تقاسموا بالله قال تحالفوا على
هلاكه فلم يصلوا إليه حتى أهلكوا وقومهم أجمعين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن قتادة في قوله فإذا هم فريقان يختصمون قال إن القوم بين مصدق ومكذب مصدق بالحق ونازل عنده ومكذب
بالحق تاركه في ذلك كانت خصومة القوم قالوا اطيرنا بك قال قالوا ما أصبنا من شر فإنما هو من قبلك ومن قبل من
معك قال طائركم عند الله يقول علم أعمالكم عند الله بل أنتم قوم تفتنون قال تبتلون بطاعة الله ومعصيته وكان
في المدينة تسعة رهط قال من قوم صالح قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله قال توافقوا على أن يأخذوه ليلا فيقتلوه قال
ذكر لنا انهم بينما هم معانيق إلى صالح يعنى مسرعين ليقتلوه بعث الله عليهم صخرة فأخمدتهم ثم لنقولن لوليه
يعنون رهط صالح ومكروا مكرا قال مكرهم الذي مكروا بصالح ومكرنا مكرا قال مكر الله الذي مكر بهم رماهم
بصخرة فأهمدتهم فانظر كيف كان مكرهم قال شر والله كان عاقبة مكرهم أن دمرهم الله وقومهم أجمعين ثم
صيرهم إلى النار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله طائركم قال مصائبكم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وكان في المدينة تسعة رهط قال كان أسماؤهم زعمي وزعيم وهرمى
وهريم وداب وهو أب ورياب وسيطع وقدار بن سالف عاقر الناقة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله وكان في المدينة تسعة رهط قال وهم الذين عقروا الناقة وقالوا حين عقروها تبيتن صالحا وأهله
فنقتلهم ثم نقول لأولياء صالح ما شهدنا من هذا شيئا وما لنا به علم فدمرهم الله أجمعين * وأخرج عبد الرزاق
112

وعبد بن حميد عن عطاء بن أبي رباح وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قال كانوا
يقرضون الدراهم والله أعلم * قوله تعالى (قل الحمد لله) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبزار وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله قال هم أصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم اصطفاهم الله لنبيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سفيان الثوري في قوله وسلام على
عباده الذين اصطفى قال نزلت في أصحاب محمد خاصة * واخرج عبد بن حميد عن قتادة انه كان إذ قرأ آلله خير أما
يشركون قال بل الله خير وأبقى وأجل وأكرم * قوله تعالى (أم من خلق) الآيات * أخرج الطستي عن ابن
عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى حدائق قال البساتين قال وهل تعرف العرب ذلك قال
نعم أما سمعت الشاعر يقول
بلاد سقاها الله أما سهولها * فقضب ودر مغدق وحدائق
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله حدائق قال النخل الحسان ذات بهجة قال
ذات نضارة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله حدائق قال البساتين تخللها الحيطان ذات
بهجة قال ذات حسن * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
في قوله حدائق ذات بهجة قال البهجة الفقاع يعنى النوار مما يأكل الناس والانعام * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة
في قوله أإله مع الله أي ليس مع الله اله وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة بل هم قوم يعدلون قال يشركون
* وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد بل هم قوم يعدلون الآلهة التي عبدوها عدلوها بالله ليس لله عدل ولا ند ولا اتخذ
صاحبة ولا ولدا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وجعل لها رواسي قال رواسيها جبالها وجعل بين البحرين
حاجزا قال حاجزا من الله لا يبغي أحدهما على صاحبه * قوله تعالى (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف
السوء) * أخرج أحمد وأبو داود والطبراني عن رجل من بلجهم قال قلت يا رسول الله الام تدعو قال أدعو إلى
الله وحده الذي ان نزل بك ضر فدعوته كشف عنك والذي ان ضللت بأرض قفر فدعوته رد عليك والذي ان
أصابك سنة فدعوته أنزل لك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جرير في قوله ويكشف السوء قال الضر
* وأخرج ابن أبي شيبة عن سحيم بن نوفل قال بينما نحن عند عبد الله إذ جاءت وليدة إلى سيدها فقالت ما يحبسك
وقد لفع فلان مهرك بعينه فتركه يدور في الدار كأنه في فلك قم فابتغ راقيا فقال عبد الله لا تبتغ راقيا وانفث في منخره
الأيمن أربعا وفي الأيسر ثلاثا وقل لا باس اذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي لا يكشف الضر الا أنت قال
فذهب ثم رجع إلينا فقال فعلت ما أمرتني فما جئت حتى راث وبال وأكل * وأخرج الطبراني عن سعد بن
جنادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فارق الجماعة فهو في النار على وجهه لان الله تعالى يقول امن
يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض فالخلافة من الله عز وجل فان كان خيرا فهو
يذهب به وان كان شرا فهو يؤخذ به عليك أنت بالطاعة فيما أمر الله تعالى به * وأخرج البغوي في معجمه عن
أياد بن لقيط قال قال جعدة بن هبيرة لجلسائه انى قد علمت ما لم تعلموا وأدركت ما لم تدركوا انه سيجئ بعد هذا يعنى
معاوية أمراء ليس من رجاله ولا من ضربائه ولبس فيهم أصغر أو أبتر حتى تقوم الساعة هذا السلطان سلطان
الله جعله وليس أنتم تجعلونه الا وان للراعي على الرعية حقا وللرعية على الراعي حقا فأدوا إليهم حقهم فان ظلموكم
فكلوهم إلى الله فإنكم وإياهم تختصمون يوم القيامة وان الخصم لصاحبه الذي أدى إليه الحق الذي عليه في
الدنيا ثم قرأ فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين حتى بلغ والوزن يومئذ القسط هكذا قرأ * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة ويجعلكم خلفاء الأرض قال خلفا بعد خلف * وأخرج ابن أبي
حاتم عن السدى ويجعلكم خلفاء الأرض قال خلفا لمن قبلكم من الأمم * وأخرج ابن المنذر وابن جرير عن ابن
جريج أمن يهديكم في ظلمات البر قال ضلال الطريق والبحر قال ضلاله طرقه وموجه وما يكون فيه * قوله تعالى
(قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب الا الله) * أخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد
والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي
113

في الأسماء والصفات عن مسروق قال كنت متكئا عند عائشة فقالت عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد
أعظم على الله الفرية قلت وما هن قالت من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية قال وكنت متكئا
فجلست فقلت يا أم المؤمنين أنظريني ولا تعجلي على ألم يقل الله ولقد رآه بالأفق المبين ولقد رآه نزلة أخرى فقالت أنا
أول هذه الأمة سال عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين
المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض قالت أولم تسمع الله عز وجل يقول
لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير أولم تسمع الله يقول وما كان لبشر أن يكلمه الله الا وحيا
إلى قوله على حكيم ومن زعم أن محمدا كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية والله جل ذكره يقول يا أيها
الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك إلى قوله والله يعصمك من الناس قالت ومن زعم أنه يخبر الناس بما يكون في غد
فقد أعظم على الله الفرية والله تعالى يقول قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب الا الله * قوله تعالى (بل
أدارك علمهم) الآيات * اخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس بل أدارك علمهم في الآخرة
قال حين لم ينفع العلم * وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
ابن عباس أنه قرأ بل أدرك علمهم في الآخرة قال لم يدرك علمهم قال أبو عبيد يعنى أنه قرأها بالاستفهام * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس بل أدرك علمهم في الآخرة يقول غاب علمهم * وأخرج الفريابي
وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله بل أدرك علمهم في الآخرة قال أم أدرك علمهم
أم هم قوم طاغون بل هم قوم طاغون * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ بل أدارك علمهم مثقلة مكسورة
اللام على معنى تدارك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة بل أدارك علمهم في الآخرة قال تتابع علمهم
في الآخرة بسفههم وجهلهم بل هم منها عمون قال عموا عن الآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن أنه كان
يقرأ بل أدرك علمهم في الآخرة قال اضمحل علمهم في الدنيا حين عاينوا الآخرة وفي قوله فانظروا كيف كان
عاقبة المجرمين قال كيف عذب الله قوم نوح وقوم لوط وقوم صالح والأمم التي عذب الله * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله عسى أن يكون ردف لكم قال اقترب لكم * وأخرج عبد حميد عن
قتادة عسى أن يكون ردف لكم قال اقترب منكم * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن
مجاهد عسى أن يكون ردف لكم قال عجل لكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله
ردف لكم قال أزف لكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج ردف لكم بعض الذي تستعجلون قال من
العذاب * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وان ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون قال يعلم ما عملوا
بالليل والنهار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ليعلم ما تكن صدورهم قال السر * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس وما من غائبة في السماء والأرض الا في كتاب يقول ما من شئ في السماء
والأرض سرا وعلانية الا يعلمه * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد وما من غائبة الآية يقول ما من قوله ولا عملي في
السماء والأرض الا وهو عنده في كتاب في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله السماوات والأرض * قوله تعالى (ان
هذا القرآن يقص) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ان هذا القرآن
يقص على بني إسرائيل يعنى اليهود والنصارى أكثر الذي هم فيه يختلفون يقول هذا القرآن يبين لهم الذي
اختلفوا فيه * وأخرج الترمذي وابن مردويه عن علي قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان أمتك ستفتتن من
بعدك فسال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سئل ما المخرج منها فقال كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من
بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد من ابتغى العلم في غيره أضله الله ومن ولى هذا الامر فحكم به عصمه
الله هو الذكر الحكيم والنور المبين والصراط المستقيم فيه خبر من قبلكم ونبأ من بعدكم وحكم ما بنيكم وهو
الفصل ليس بالهزل * قوله تعالى (انك لا تسمع الموتى) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله انك لا تسمع الموتى قال هذا مثل ضربه الله للكافر كما لا يسمع الميت كذلك لا يسمع الكافر ولا ينتفع
به ولا يسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين يقول لو أن أصم ولى مدبرا ثم ناديته لم يسمع كذلك الكافر لا يسمع ولا
114

ينتفع بما يستمع والله أعلم * قوله تعالى (وإذا وقع القول عليهم) الآية * أخرج ابن المبارك في الزهد
وعبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة ونعيم بن حماد في الفتن وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب الامر
بالمعروف وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه عن ابن عمر في قوله وإذا وقع القول عليهم أخرجنا
لهم دابة من الأرض تكلمهم قال إذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم قال ذاك
حين لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال سئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم قال إذا تركوا
الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وجب السخط عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وإذا
وقع القول عليهم قال إذا وجب القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم قال وهي في بعض القراءة
تحدثهم تقول لهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن حفصة بنت
سيرين قالت سألت أبا العالية عن قوله وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ما وقوع
القول عليهم فقال أوحى إلى نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن قالت فكأنما كشف عن وجهي شيئا
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال أكثروا الطواف بالبيت قبل أن يرفع وينسى الناس مكانه وأكثروا
تلاوة القرآن قبل ان يرفع قيل وكيف يرفع ما في صدور الرجال قال يسرى عليهم ليلا فيصبحون منه قفرا وينسون
قول لا إله إلا الله ويقعون في قول الجاهلية وأشعارهم فذلك حين يقع القول عليهم * وأخرج الفريابي وابن جرير
عن مجاهد في قوله وقع القول عليهم قال حق عليهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله دابة
من الأرض تكلمهم قال تحدثهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس تكلمهم قال كلامها تنبئهم أن الناس كانوا
بآياتنا لا يوقنون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي داود نفيع الأعمى قال سالت ابن
عباس عن قوله أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أو تكلمهم قال كل ذلك والله يفعل تكلم المؤمن وتكلم
الكافر تجرحه * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ دابة من الأرض تكلمهم مشددة من الكلام أن الناس
بنصب الألف * وأخرج نعيم بن حماد وابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان الوعد
الذي قال الله أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم قال ليس ذلك حديثا ولا كلاما ولكنه سمة تسم من أمرها
الله به فيكون خروجها من الصفا ليلة منى فيصبحون بين رأسها وذنبها لا يدحض داحض ولا يخرج خارج حتى إذا
فرغت مما أمرها الله فهلك من هلك ونجا من نجا كان أول خطوة تضعها بأنطاكية * وأخرج عبد بن حميد عن
عبد الله بن عمرو قال الدابة زغباء ذات وبر وريش * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال الدابة ذات وبر
وريش مؤلفة فيها من كل لون لها أربع قوائم تخرج بعقب من الحاج * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي قال إن
دابة الأرض ذات وبر تناغي السماء * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن
أن موسى عليه السلام سأل ربه أن يريه الدابة فخرجت ثلاثة أيام ولياليهن تذهب في السماء لا يرى واحد من
طرفها قال فرأى منظرا فظيعا فقال رب ردها فردها * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال
لا تقوم الساعة حتى يجتمع أهل بيت على الاناء الواحد فيعرفون مؤمنيهم من كفارهم قالوا كيف ذاك قال إن
الدابة تخرج وهي ذامة للناس تمسح كل انسان على مسجده فاما المؤمن فتكون نكتة بيضاء فتفشو في وجهه حتى
يبيض لها وجهه وأما الكافر فتكون نكتة سوداء فتفشو في وجهه حتى يسود لها وجهه حتى أنهم ليتبايعون في
أسواقهم فيقولون كيف تبيع هذا يا مؤمن وكيف تبيع هذا يا كافر فما يرد بعضهم على بعض * وأخرج عبد بن
حميد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال تخرج الدابة بأجياد مما يلي الصفا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة
وعبد بن حميد من طريق سماك عن إبراهيم قال تخرج الدابة من مكة * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن
عمرو قال تخرج الدابة فيفزع الناس إلى الصلاة فتأتي الرجل وهو يصلى فتقول طول ما شئت أن تطول فوالله
لأخطمنك * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تخرج الدابة يوم تخرج
115

وهي ذات عصب وريش تكلم الناس فتنقط في وجه المؤمن نقطة بيضاء فيبيض وجهه وتنقط في وجه الكافر
نقطة سوداء فيسود وجهه فيتبايعون في الأسواق بعد ذلك بم تبيع هذا يا مؤمن وبم تبيع هذا يا كافر ثم يخرج
الدجال وهو أعور على عينه ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن وكافر * وأخرج أحمد وسمويه
وابن مردويه عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم ثم يعمرون
فيكم حتى يشترى الرجل الدابة فيقال ممن اشتريت فيقال من الرجل المخطم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج دابة الأرض ولها ثلاث خرجات فأول خرجة منها بأرض البادية
والثانية في أعظم المساجد وأشرفها وأكرمها ولها عنق مشرف يراها من بالمشرق كما يراها من بالمغرب ولها وجه
كوجه انسان ومنقار كمنقار الطير ذات وير وزغب معها عصا موسى وخاتم سليمان بن داود تنادى بأعلى صوتها
ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل يا رسول الله وما بعد قال هنات وهنات
ثم خصب وريف حتى الساعة * وأخرج ابن مردويه عن حذيفة بن أسيد أراه رفعه قال تخرج الدابة من أعظم
المساجد حرمة فبينما هم قعود بربو الأرض فبينما هم كذلك إذ تصدعت قال ابن عيينة تخرج حين يسرى الامام من
جمع وانما جعل سابق 7 بالحاج ليخبر الناس ان الدابة لم تخرج * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر أنه قال ألا أريكم
المكان الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان دابة الأرض تخرج منه فضرب بعصاه قبل الشق الذي في
الصفا * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بين يدي الساعة
الدجال والدابة ويأجوج ومأجوج والدخان وطلوع الشمس من مغربها * وأخر ابن أبي شيبة عن عائشة
قالت الدابة تخرج من أجياد * وأخرج ابن جرير عن حذيفة بن اليمان قال ذكر رسول الله صلى الله عليه
وسلم الدابة فقال حذيفة يا رسول الله من أين تخرج قال من أعظم المساجد حرمة على الله بينما عيسى يطوف
بالبيت ومعه المسلمون إذ تضطرب الأرض من تحتهم تحرك القنديل وتشق الصفا مما يلي المسعى وتخرج الدابة
من الصفا أول ما يبدو رأسها ملمعة ذات وبر وريش لن يدركها طالب ولن يفوتها هارب تسم الناس مؤمن
وكافر أما المؤمن فيرى وجهه كأنه كوكب درى وتكتب بين عينيه مؤمن وأما الكافر فتنكت بين عينيه نكتة
سوداء كافر * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في البعث عن ابن عمرو انه قال
وهو يومئذ بمكة لو شئت لاخذت سيتي هاتين ثم مشيت حتى أدخل الوادي التي تخرج منه دابة الأرض وانها
تخرج وهي آية للناس تلقى المؤمن فتسمه في وجهه واكية فيبيض لها وجهه وتسم الكافر واكية فيسود لها
وجهه وهي دابة ذات زغب وريش فتقول ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون * وأخرج سعيد بن منصور ونعيم
ابن حماد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس ان دابة الأرض تخرج من
بعض أودية تهامة ذات زغب وريش لها أربع قوائم فتنكت بين عيني المؤمن نكتة يبيض لها وجهه وتنكت
بين عيني الكافر نكتة يسود بها وجهه * وأخرج أحمد والطيالسي وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن
ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج دابة الأرض ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتجلو وجه المؤمن بالخاتم
وتخطم أنف الكافر بالعصا حتى يجتمع الناس على الخوان يعرف المؤمن من الكافر * وأخرج الطيالسي
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن حذيفة
ابن أسيد الغفاري قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقال لها ثلاث خرجات من الدهر فتخرج
خرجة بأقصى اليمن فينتشر ذكرها بالبادية في أقصى البادية ولا يدخل ذكرها القرية يعنى مكة ثم تكمن زمانا
طويلا ثم تخرج خرجة أخرى دون تلك فيعلو ذكرها في أهل البادية ويدخل ذكرها القرية يعنى مكة قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة وأكرمها المسجد الحرام لم يرعهم
الا وهي ترغو بين الركن والمقام تنفض عن رأسها التراب فأرفض الناس عنها شتى وبقيت عصابة من المؤمنين
ثم عرفوا أنهم لن يعجزوا الله فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى جعلتها كأنها الكوكب الدري وولت في الأرض
116

لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب حتى أن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول يا فلان الآن
تصلى فيقبل عليها فتسمه في وجهه ثم ينطلق ويشترك الناس في الأموال ويصطحبون في الأمصار يعرف المؤمن
من الكافر حتى أن المؤمن ليقول يا كافر اقضني حقي وحتى ان الكافر ليقول يا مؤمن اقضني حقي * وأخرج
ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الشعب جياد مرتين أو
ثلاثا قالوا وبم ذاك يا رسول الله قال تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها من بين الخافقين * وأخرج
ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج دابة الأرض من جياد
فيبلغ صدرها الركن ولم يخرج ذنبها يعد قال وهي دابة ذات وبر وقوائم * وأخرج البخاري في تاريخه وابن ماجة
وابن مردويه عن بريدة قال ذهب بي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موضع بالبادية قريب من مكة فإذا
أرض يابسة حولها رمل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج الدابة من هذا الموضع فإذا شبر في شبر * وأخرج
ابن أبي حاتم عن النزال بن سبرة قال قيل لعلي بن أبي طالب ان ناسا يزعمون أنك دابة الأرض فقال والله ان لدابة
الأرض ريشا وزغبا ومالي ريش ولا زغب وان لها لحافرا ومالي من حافر وانها لتخرج حضر الفرس الجواد ثلاثا
وما خرج ثلثاها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال تخرج الدابة ليلة جمع والناس يسيرون
إلى منى فتحملهم بين نحرها وذنبها فلا يبقى منافق الا خطمته وتمسح المؤمن فيصبحون وهم بشر من
الدجال * وأخرج ابن أبي شيبة والخطيب في تالي التلخيص عن ابن عرم قال لتخرج الدابة من جبل جياد في
أيام التشريق والناس بمنى قال فلذلك جاء سائق الحاج بخبر سلامة الناس * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي
هريرة قال إن الدابة فيها من كل لون ما بين قرنيها فرسخ للراكب * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال تخرج الدابة من صدع في الصفا كجري الفرس ثلاثة أيام لم يخرج ثلثها
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال تخرج الدابة من تحت صخرة بجياد تستقبل المشرق
فتصرخ صرخة ثم تستقبل الشام فتصرخ صرخة منفذة ثم تروح من مكة فتصبح بعسفان قيل ثم ماذا قال لا أعلم
* وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس الدابة مؤلفة ذات زغب وريش فيها من ألوان الدواب كلها وفيها من كل أمة
سيما وسيماها من هذه الأمة انها تتكلم بلسان عربي مبين تكلمهم بكلامها * وأخرج ابن أبي حاتم وابن
مردويه عن أبي الزبير انه وصف الدابة فقال رأسها رأس ثور وعينها عين خنزير وأذنها أذن فيل وقرنها قرن أيل
وعنقها عنق نعامة وصدرها صدر أسد ولونها لون نمر وخاصرتها خاصرة هرة وذنبها ذنب كبش وقوائمها قوائم بعير
بين كل مفصلين منها اثنا عشر ذراعا تخرج معها عصا موسى وخاتم سليمان ولا يبقى مؤمن الا نكتته في مسجده
بعصا موسى نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة حتى يبيض لها وجهه ولا يبقى كافر الا نكتت في وجهه نكتة سوداء
بخاتم سليمان فتفشو تلك النكتة حتى يسود لها وجهه حتى أن الناس يتبايعون في الأسواق بكم ذا يا مؤمن وبكم
ذا يا كافر * وأخرج ابن أبي حاتم عن صدقة بن مزيد قال تجئ الدابة إلى الرجل وهو قائم يصلى في المسجد فتكتب
بين عينيه كذاب * وأخرج ابن أبى شيبة عن حذيفة قال تخرج الدابة مرتين قبل يوم القيامة حتى يضرب فيها
رجال ثم تخرج الثالثة عند أعظم مساجدكم فتأتي القوم وهم مجتمعون عند رجل فتقول ما يجمعكم عند عدو الله
فيبتدرون فتسم المؤمن حتى أن الرجلين ليتبايعون فيقول هذا خذ يا مؤمن ويقول هذا خذ يا كافر * وأخرج
نعيم بن حماد في الفتن عن عمرو بن العاص قال تخرج الدابة من شعب بالأجياد رأسها نمس السحاب وما خرجت
رجلها من الأرض تأتى الرجل وهو يصلى فتقول ما الصلاة من حاجتك ما هذا الا تعوذ أو رياء فتخطمه * وأخرج
نعيم عن وهب بن منبه قال أول الآيات الروم ثم الدجال والثالثة يأجوج ومأجوج والرابعة عيسى والخامسة
الدخان والسادسة الدابة * قوله تعالى (ويوم نحشر من كل أمة) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ويوم نحشر من كل أمة فوجا قال زمرة وفي قوله فهم يوزعون قال يحبس
أولهم على آخرهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله يوزعون قال يساقون * وأخرج ابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله ووقع القول قال وجب القول والقول الغضب وفي قوله والنهار مبصرا قال منيرا والله أعلم * قوله
117

تعالى (ويوم ينفخ في الصور) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن أبي هريرة في قوله ففزع من في
السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله قال هم الشهداء * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عاصم انه قرأ
وكل آتوه داخرين ممدودة مرفوعة التاء على معنى فاعلوه * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم
عن ابن مسعود انه قرأ وكل أتوه داخرين خفيفة بنصب التاء على معنى جاؤه يعنى بلا مد * وأخرج ابن مردويه عن
ابن مسعود قال حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في النمل وكل أتوه داخرين على معنى جاؤه * واخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله داخرين قال صاغرين * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة
مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال الداخر الصاغر الراهب لان المرء إذا فزع انما همته الهرب
من الامر الذي فزع منه فلما نفخ في الصور فزعوا فلم يكن لهم من الله منجا * قوله تعالى (وترى الجبال) الآية
* أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وترى الجبال تحسبها جامدة قال قائمة صنع الله
الذي أتقن كل شئ قال احكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة وترى الجبال تحسبها جامدة قال ثابتة في أصولها
لا تتحرك وهي تمر مر السحاب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله صنع الله الذي أتقن كل شئ
يقول أحسن كل شئ خلقه وأونقه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة صنع الله الذي أتقن كل شئ قال
أحسن كل شئ * وأخرج الفريابي وعبد بن وابن جرير عن مجاهد الذي أتقن كل شئ قال أوثق كل شئ
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن الذي أتقن كل شئ قال ألم تر إلى كل دابة كيف تبقى على نفسها * قوله تعالى
(من جاء بالحسنة) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم من جاء بالحسنة فله خير منها قال هي لا إله إلا الله ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار قال هي الشرك
* وأخرج ابن مردويه عن جابر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الموجبتين قال من جاء بالحسنة فله خير
منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون الا ما كنتم تعملون قال من
لقى الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقى الله يشرك به دخل النار * وأخرج الحاكم في الكنى عن صفوان بن
عسال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة جاء الايمان والشرك يجثوان بين يدي الرب
فيقول الله للايمان انطلق أنت وأهلك إلى الجنة ويقول للشرك انطلق أنت وأهلك إلى النار ثم تلا رسول الله
صلى الله عليه وسلم من جاء بالحسنة فله خير منها يعنى قول لا إله إلا الله ومن جاء بالسيئة يعنى الشرك فكبت
وجوههم في النار * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة وأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجئ
الاخلاص والشرك يوم القيامة فيجثوان بين يدي الرب فيقول الرب للاخلاص انطلق أنت وأهلك إلى الجنة ثم
يقول للشرك انطلق أنت وأهلك إلى النار ثم تلا هذه الآية من جاء بالحسنة بشهادة ان لا إله إلا الله فله خير منها
يعنى بالخير الجنة ومن جاء بالسيئة بالشرك فكبت وجوههم في النار * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والديلمي
عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله من جاء بالحسنة فله خير منها يعنى بها شهادة ان لا إله إلا الله
ومن جاء بالسيئة يعنى بها الشرك يقال هذه تنجي وهذه تردى * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والحاكم
وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات والخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن مسعود من جاء بالحسنة قال بلا إله إلا الله
ومن جاء بالسيئة قال بالشرك * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي قال كان حذيفة جالسا في
حلقة فقال ما تقولون في هذه الآية من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة
فكبت في النار وجوههم فقالوا نعم يا حذيفة من جاء بالحسنة ضعفت له عشر أمثالها فاخذ كفا من حصى يضرب
به الأرض وقال تبا لكم وكان حديدا وقال من جاء بلا إله إلا الله وجبت له الجنة ومن جاء بالشرك وجبت له النار
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس من جاء بالحسنة قال بلا إله إلا الله فله خير منها
قال فمنها وصل إلى الخير ومن جاء بالسيئة قال الشرك * وأخرج الفريابي وبعد بن حميد وابن جرير عن مجاهد من
جاء بالحسنة قال لا إله إلا الله ومن جاء بالسيئة قال الشرك * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وإبراهيم وأبى صالح
وسعيد بن جبير وعطاء وقتادة ومجاهد مثله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس فله خير منها قال ثواب * وأخرج
118

عبد بن حميد عن عكرمة من جاء بالحسنة قال شهادة ان لا إله إلا الله فله خير منها قال يعطى به الجنة * وأخرج عبد
ابن حميد عن الحسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثمن الجنة لا إله إلا الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن زرعة بن
إبراهيم من جاء بالحسنة قال لا إله إلا الله فله خير منها قال لا إله إلا الله خير ليس شئ أخير من لا إله إلا الله * وأخرج
عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وهم من فزع يومئذ آمنون ينون فزع وينصب يومئذ * قوله تعالى (انما أمرت)
الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أن أعبد رب هذه البلدة قال مكة * وأخرج عبد بن حميد عن
قتادة مثله * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال زعم الناس انها مكة * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال
هي منى * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هارون قال في خوف ابن مسعود وأن أتل القرآن على الامر وفي حرف
أبي بن كعب واتل عليهم القرآن * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن مجاهد سيريكم آياته
فتعرفونها قال في أنفسكم وفي الأسماء وفي الأرض وفي الرزق * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما كان في القرآن وما الله بغافل عما تعملون بالتاء وما كان وما ربك بغافل
عما يعملون بالياء
* (سورة القصص مكية) *
* أخرج النحاس وابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال نزلت سورة القصص
بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال أنزلت سورة القصص بمكة * وأخرج أحمد والطبراني وابن
مردويه بسند جيد عن معدى كرب قال أتينا عبد الله بن مسعود فسألناه ان يقرأ علينا طسم المائتين فقال
ما هي معي ولكن عليكم بمن أخذها من رسول الله صلى الله عليه وسلم خباب بن الإرث فاتيت خباب من الأرت فقلت
كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ طسم أو طس فقال كل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ * قوله
تعالى (نتلو عليك) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال كان من شأن فرعون انه رأى
رؤيا في منامه ان نارا أقبلت من بيت المقدس حتى إذا اشتملت على بيوت مصر أحرقت القبط وتركت بني إسرائيل
دعا السحرة والكهنة والعافة والزجرة وهم العافة الذين يزجرون الطير فسألهم عن رؤياه فقالوا له يخرج من
هذا البلد الذي جاء بنو إسرائيل منه يعنون بيت المقدس رجل يكون على وجهه هلاك مصر فامر بني إسرائيل ان
لا يولد لهم ولد الا ذبحوه ولا يولد لهم جارية الا تركت وقال للقبط انظروا مملوكيكم الذين يعملون خارجا فادخلوهم
واجعلوا بني إسرائيل يلون تلك الأعمال القذرة فجعلوا بني إسرائيل في أعمال غلمانهم وادخلوا غلمانهم فذلك
حين يقول الله ان فرعون علا في الأرض يقول تجبر في الأرض وجعل أهلها شيعا يعنى بني إسرائيل يستضعف
طائفة منهم حين جعلهم في الأعمال القذرة وجعل لا يولد لبني إسرائيل مولود الا ذبح فلا يكبر صغير وقذف الله
في مشيخة بني إسرائيل الموت فأسرع فيهم فدخل رؤس القبط على فرعون فكلموه فقالوا ان هؤلاء القوم
قد وقع فيهم الموت فيوشك ان يقع العمل على غلماننا تذبح أبناءهم فلا يبلغ الصغار فيعينون الكبار فلو انك
كنت تبقى من أولادهم فامر ان يذبحوا سنة ويتركوا سنة فلما كان في السنة التي لا يذبحون فيها ولد هارون عليه
السلام فترك فلما كان في السنة التي يذبحون فيها حملت أم موسى بموسى عليه الصلاة والسلام فلما أرادت
وضعه حزنت من شأنه فلما وضعته أرضعته ثم دعت له نجار أو جعلت له تابوتا وجعلت مفتاح التابوت من داخل
وجعلته فيه وألقته في اليم بين أحجار عند بيت فرعون فخرجن جواري آسية امرأة فرعون يغتسلن فوجدن
التابوت فأدخلنه إلى آسية وظنن ان فيه مالا فلما تحرك الغلام رأته آسية صبيا فلما نظرته آسية وقعت عليه رحمتها
وأحبته فلما أخبرت به فرعون أراد ان يذبحه فلم تزل آسية تكلمه حتى تركه لها وقال انى أخاف ان يكون هذا من
بني إسرائيل وأن يكون هذا الذي على يديه هلاكنا فبينما هي ترقصه وتلعب به إذ ناولته فرعون وقالت خذه
قرة عين لي ولك قال فرعون هو قرة عين لك قال عبد الله بن عباس ولو قال هو قرة عين لي إذ الآمن به ولكنه أبى فلما
أخذه إليه أخذ موسى عليه السلام بلحيته فنتفها فقال فرعون على بالذباحين هو ذا قالت آسية لا تقتله عسى ان
ينفعنا أو نتخذه ولدا انما هو صبي لا يعقل وانما صنع هذا من صباه أنا أضع له حليا من الياقوت وأضع له جمرا فان
119

أخذ الياقوت فهو يعقل اذبحه وان أخذ الحمر فإنما هو صبي فأخرجت له ياقوتا ووضعت له طستا من جمر فجاء
جبريل عليه السلام فطرح في يديه جمرة فطرحها موسى عليه السلام في فيه فأحرقت لسانه فأرادوا له المرضعات
فلم يأخذ من أحد من النساء وجعلن النساء يطلبن ذلك لينزلن عند فرعون في الرضاع فأبى ان يأخذ فجاءت أخته
فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فاخذوها فقالوا انك قد عرفت هذا الغلام فدلينا
على أهله فقالت ما أعرفه ولكن انما هم للملك ناصحون فلما جاءته أمه أخذ منها وكادت تقول هو ابني فعصمها الله
فذلك قوله ان كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين قال قد كانت من المؤمنين ولكن بقول
انا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين قال السدى وانما سمى موسى لانهم وجدوه في ماء وشجر والماء بالنبطية
مو والشجر سى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله نتلو عليك من نبا موسى
وفرعون يقول في هذا القرآن نبأهم ان فرعون علا في الأرض أي بغى في الأرض وجعل أهلها شيعا أي فرقا
* وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وجعل
أهلها شيعا قال فرق بينهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله وجعل
أهلها شيعا قال يتعبد طائفة ويقتل طائفة ويستحيى طائفة * قوله تعالى (انه كان من المفسدين) * أخرج
ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال لقد ذكر لنا انه كان يأمر بالقصب فيشق حتى يجعل أمثال الشفار ثم
يصف بعضه إلى بعض ثم يؤتى بحبالي من بني إسرائيل فيوقفن عليه فيجز أقدامهن حتى أن المرأة منهم لتضع
بولدها فيقع بين رجليها فتظل تطؤه وتتقى به حد القصب عن رجليها لما بلغ من جهدها حتى أسرف في ذلك وكاد
يفنيهم قيل له أفنيت الناس وقطعت النسل وانما هم خولك وعمالك فتأمر ان يقتلوا الغلمان عاما ويستحيوا
عاما فولد هارون عليه السلام في السنة التي يستحيى فيها الغلمان وولد موسى عليه السلام في السنة التي فيها
يقتلون وكان هارون عليه السلام أكبر منه بسنة فلما أراد الله بموسى عليه السلام ما أراد واستنقاذ بني إسرائيل
مما هم فيه من البلاء أوحى الله إلى أم موسى حين تقارب ولادها أن ارضعيه * قوله تعالى (ونريد ان نمن)
الآيتين * أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله ونريد ان نمن
على الذين استضعفوا في الأرض قال يوسف وولده * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في
قوله ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض قال هم بنو إسرائيل ونجعلهم أئمة أي هم ولاة الامر ونجعلهم
الوارثين أي يرثون الأرض بعد فرعون وقومه ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون قال
ما كان القوم حذروه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله
ونجعلهم الوارثين قال يرثون الأرض بعد آل فرعون وفي قوله ونرى فرعون الآية قال كان حاز يحزى لفرعون
فقال إنه يولد في هذا العام غلام يذهب بملككم وكان فرعون يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم حذر القول الحازي
فذلك قوله ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه
قال قال عمر رضي الله عنه انى استعملت عمالا لقول الله ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض * قوله
تعالى (وأوحينا إلى أم موسى) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأوحينا
إلى أم موسى يقول ألهمناها الذي صنعت بموسى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
في قوله وأوحينا إلى أم موسى قال قذف في نفسها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة
في قوله وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه قال وحى جاءها عن الله قذف في قلبها وليس بوحي نبوة فإذا خفت عليه
فألقيه في اليم قال فجعلته في تابوت فقذفته في البحر * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عبد الرحمن الحبلى
قال إن الله أوحى إلى أم موسى حين وضعت أن ارضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم فلما خافت عليه
جعلته في التابوت وجعلت المفتاح مع التابوت وطرحته في البحر وخرجت امرأة فرعون إلى البحر وابنة
لفرعون برصاء فرأوا سواد في البحر فاخرج التابوت إليهم فبدرت ابنة فرعون وهي برصاء إلى التابوت فوجدت
موسى في التابوت وهو مولود فاخذته فبرأت من برصها * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش رضي الله عنه
120

قال قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فإذا خفت عليه قال إن يسمع جيرانك صوته * وأخرج ابن المنذر عن
ابن جريج في قوله وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه قال جعلته في بستان فكانت تأتيه في كل يوم مرة فترضعه
وتأتيه في كل ليلة فترضعه فيكفيه ذلك فإذا خفت عليه قال إذا بلغ أربعة أشهر وصاح وابتغى من الرضاع أكثر من
ذلك فذلك قوله فإذا خفت عليه فألقيه في اليم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله
ولا تخافي قال لا تخافي عليه البحر ولا تحزني يقول ولا تحزني لفراقه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
عن قتادة في قوله فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا قال في دينهم وحزنا قال لما يأتيهم به * قوله تعالى (وقالت
امرأة فرعون) الآية * أخرج ابن جرير عن محمد بن قيس قال قالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه قال
فرعون قرة عين لك أما لي فلا قال محمد بن قيس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قال فرعون قرة عين لي ولك لكان
لهما جميعا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك تعنى بذلك
موسى عليه السلام عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا قال ألقيت عليه رحمتها حين أبصرته وهم لا يشعرون ان هلاكهم
على يديه وفي زمانه * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وهم لا يشعرون قال آل فرعون انه عدو لهم
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وهم لا يشعرون قال ما يصيبهم من عاقبة أمره * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال لا يشعرون ان هلاكهم على يديه والله تعالى أعلم
* قوله تعالى (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله وأصبح
فؤاد أم موسى فارغا قال فرغ من ذكر كل شئ من أمر الدنيا الا من ذكر موسى * وأخرج الفريابي وابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وأصبح فؤاد أم موسى فارغا قال خاليا من كل شئ غير ذكر موسى عليه السلام وفي قوله ان كادت لتبدي به
قال تقول يا ابناه * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه وأصبح فؤاد أم موسى
فارغا قال من كل شئ غيرهم موسى عليه السلام * وأخرج الفريابي عن عكرمة رضي الله عنه وأصبح فؤاد أم موسى
فارغا قال من كل شئ من أمر الدنيا والآخرة الا من هم موسى * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه
وأصبح فؤاد أم موسى فارغا قال من كل شئ الا من ذكر موسى * وأخرج ابن أبي حاتم عن مغيث بن سمى أو عن أبي
عبيدة في قوله ان كادت لتبدي به أي لتنبئ انه ابنها من شدة وجدها لولا أن ربطنا على قلبها قال ربط الله على قلبها
بالايمان * قوله تعالى (وقالت لأخته قصيه) * أخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم
وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقالت لأخته قصيه أي اتبعي أثره فبصرت به عن جنب قال عن جانب
* وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله وقالت لأخته قصيه أي اتبعي أثره كيف يصنع به فبصرت به عن جنب قال عن بعد وهم لا يشعرون قال
آل فرعون انه عدو لهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
رضي الله عنه في قوله وقالت لأخته قصيه قال قصي اثره فبصرت به عن جنب يقول بصرت به وهي مجانبة لهم وهم
لا يشعرون انها أخته قال جعلت تنظر إليه وكأنها لا تريده * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال اسم أخت
موسى يواخيد وأمه يحانذ * وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أبي رواد رضي الله عنه ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال لخديجة رضي الله عنها اما علمت أن الله قد زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران وكلثوم أخت
موسى وآسية امرأة فرعون قالت وقد فعل الله ذلك يا رسول الله قال نعم قالت بالرفاء والبنين * وأخرج الطبراني
وابن عساكر عن أبي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شعرت ان الله زوجني مريم
بنت عمران وكلثوم أخت موسى وامرأة فرعون فقلت هنيئا لك يا رسول الله * قوله تعالى (وحرمنا عليه المراضع)
الآيتين * أخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
وحرمنا عليه المراضع من قبل قال لا يؤتى بمرضع فيقبلها * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد
وحرمنا عليه المراضع من قبل قال لا يقبل ثدي امرأة حتى يرجع إلى أمه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن
121

جريج رضي الله عنه قال حين قالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون قالوا قد عرفتيه فقالت انما
أردت الملك هم للملك ناصحون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
وحرمنا عليه المراضع قال جعل لا يؤتى بامرأة الا لم يأخذ ثديها وفي قوله ولتعلم ان وعد الله حق قال وعدها انه راده
إليها وجاء له من المرسلين ففعل الله بها ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه قال
كان فرعون يعطى أم موسى على رضاع موسى كل يوم دينارا * وأخرج أبو داود في المراسيل عن جبير بن نفير
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذين يغزون من أمتي ويأخذون الجعل يعنى يتقوون
على عدوهم مثل أم موسى ترضع ولدها وتأخذ أجرها * قوله تعالى (ولما بلغ أشده واستوى) الآية * أخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والمحاملي في أماليه من طريق مجاهد عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله ولما بلغ أشده قال ثلاثا وثلاثين سنة واستوى قال أربعين سنة * وأخرج ابن أبي الدنيا في
كتاب المعمرين من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولما بلغ أشده واستوى
قال الأشد ما بين الثماني عشرة إلى الثلاثين والاستواء ما بين الثلاثين إلى الأربعين فإذا زاد على الأربعين أخذ في
النقصان * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولما بلغ أشده
قال ثلاثا وثلاثين سنة واستوى قال أربعين سنة آتيناه حكما وعلما قال الحكم الفقه والعقل والعلم قال النبوة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي قبيصة رضي الله عنه في الآية قال يعنى بالاستواء خروج لحيته * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ولما بلغ أشد قال ثلاثا وثلاثين سنة واستوى قال
أربعين سنة * قوله تعالى (ودخل المدينة) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى ان فرعون
ركب مركبا وليس عنده موسى فلما جاء موسى عليه السلام قيل له ان فرعون قد ركب فركب في أثره فأدركه
المقيل بأرض يقال لها منف فدخلها نصف النهار وقد تغلقت أسواقها وليس في طرقها أحد وهي التي يقول الله
تعالى ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله ودخل المدينة على حين غفلة قال نصف النهار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ودخل المدينة على حين غفلة قال نصف النهار والناس
قائلون * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال دخلها
عند القائلة بالظهيرة والناس نائمون وذلك أغفل ما يكون الناس * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج
عن عطاء الخراساني عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله حين غفلة قال ما بين المغرب والعشاء * وأخرج ابن
المنذر عن ابن جريج في قوله على حين غفلة قال ما بين المغرب والعشاء عن أناس وقال آخرون نصف النهار وقال
ابن عباس أحدهما * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فوجد فيها رجلين يقتتلان
هذا من شيعته قال إسرائيلي وهذا من عدوه قال قبطي فاستغاثه الذي من شيعته الإسرائيلي على الذي من عدوه
القبطي فوكزه موسى فقضى عليه قال فمات قال فكبر ذلك على موسى عليه الصلاة والسلام * وأخرج الفريابي
وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فاستغاثه الذي
من شيعته قال من قومه من بني إسرائيل وكان فرعون من فارس من إصطخر فوكزه موسى قال بجمع كفه * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فوكزه موسى قال
بعصاه ولم يتعمد قتله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال الذي وكزه موسى كان خبازا
لفرعون * وأخرج أحمد في الزهد عن وهب رضي الله عنه قال قال الله عز وجل بعزتي يا ابن عمران لو أن هذه
النفس التي وكزت فقتلت اعترفت لي ساعة من ليل أو نهار باني لها خالق أو رازق لأذقتك فيها طعم العذاب
ولكني عفوت عنك في أمرها انها لم تعترف لي ساعة من ليل أو نهار انى لها خالق أو رازق * قوله تعالى (قال رب
انى ظلمت نفسي) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله انى ظلمت نفسي قال بلغني أنه
من أجل أنه لا ينبغي لنبي أن يقتل حتى يؤمر فقتله ولم يؤمر * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضى الله
122

عنه في قوله قال رب انى ظلمت نفسي قال عرف نبي الله عليه السلام من أين المخرج فأراد المخرج فلم يلق ذنبه على
ربه قال بعض الناس أي من جهة المقدور * قوله تعالى (قال رب بما أنعمت على) الآية * أخرج عبد بن حميد
وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله فلن أكون ظهيرا للمجرمين قال معينا للمجرمين * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فلن أكون ظهيرا
للمجرمين قال لن أعين بعدها ظالما على فجره * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبيد الله بن
الوليد الوصافي رضي الله عنه أنه سأل عطاء بن أبي رباح عن أخ له كاتب ليس يلي من أمور السلطان شيئا الا أنه
يكتب لهم بقلم ما يدخل وما يخرج فان ترك قلمه صار عليه دين واحتاج وان اخذ به كان له فيه غنى قال يكتب لمن
قال لخالد بن عبد الله القسري قال ألم تسمع إلى ما قال العبد الصالح رب بما أنعمت على فلن أكون ظهيرا
للمجرمين فلا يهتم بشئ وليرم بقلمه فان الله سيأتيه برزق * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حنظلة جابر بن حنظلة
الكاتب الضبي قال قال رجل لعامر يا أبا عمرو انى رجل كاتب أكتب ما يدخل وما يخرج آخذ ورقا استغنى به أنا
وعيالي قال فلعلك تكتب في دم يسفك قال لا قال فلعلك تكتب في مال يؤخذ قال لا قال فلعلك تكتب في دار تهدم
قال لا قال أسمعت بما قال موسى عليه الصلاة والسلام رب بما أنعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين قال
أبلغت إلى يا أبا عمرو الله لا أخط لهم بقلم أبدا قال والله لا يدعك الله بغير رزق أبدا * وأخرج الحاكم عن أبي بردة
رضي الله عنه قال صليت إلى جنب ابن عمر رضي الله عنهما العصر فسمعته يقول في ركوعه رب بما أنعمت على فلن
أكون ظهيرا للمجرمين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سلمة بن نبيط رضى الله عنه قال بعث عبد الرحمن
ابن مسلم إلى الضحاك فقال اذهب بعطاء أهل بخارى فاعطهم فقال اعفني فلم يزل يستعفيه حتى أعفاه فقال له بعض
أصحابه ما عليك أن تذهب فتعطيهم وأنت لا ترزؤهم شيئا فقال لا أحب أن أعين الظلمة على شئ من أمرهم * قوله
تعالى (فأصبح في المدينة) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله فأصبح في المدينة خائفا
قال خائفا أن يؤخذ * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
في قوله يترقب قال يتلفت * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله يترقب قال يتوحش * وأخرج عبد بن
حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال هو صاحب موسى الذي
استنصره بالأمس * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة قال الذي استنصره هو الذي
استصرخه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه فإذا الذي استنصره
بالأمس يستصرخه قال الاستصراخ الاستغاثة قال والاستنصار والاستصراخ واحد قال موسى انك لغوي مبين
فاقبل عليه موسى عليه السلام فظن الرجل أنه يريد قتله فقال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس قال
قبطي قريب منهما يسمعهما فأفشى عليهما * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فلما أن أراد أن يبطش
قال ظن الذي من شيعته انما يريده فذلك قوله أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس أنه لم يظهر على قتله أحد
غيره فسمع قوله أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس عدوهما فأخبر عليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن
الشعبي قال من قتل رجلين فهو جبار ثم تلا هذه الآية أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس ان تريد الا أن
تكون جبارا في الأرض * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال لا يكون الرجل جبارا
حتى يقتل نفسين * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني قال آية الجبابرة القتل بغير حق والله أعلم * قوله
تعالى (وجاء رجل) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال
مؤمن آل فرعون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال كان اسم الذي قال لموسى ان
الملا يأتمرون بك شمعون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال
يعمل ليس بالسيد اسمه حزقيل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال ذهب القبطي فأفشى عليه
أن موسى هو الذي قتل الرجل فطلبه فرعون وقال خذوه فإنه الذي قتل صاحبنا وقال الذين يطلبونه اطلبوه في
ثنيات الطريق فان موسى غلام لا يهتدى للطريق وأخذ موسى عليه السلام في ثنيات الطريق وقد جاء الرجل
123

فأخبره أن الملا يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين فلما أخذ في
ثنيات الطريق جاء ملك على فرس بيده عنزة فلما رآه موسى عليه السلام سجد له من الفرق فقال لا تسجد لي ولكن
اتبعني فتبعه وهداه نحو مدين فانطلق الملك حتى انتهى به إلى مدين فلما أتى الشيخ وقص عليه القصص قال لا تخف
نجوت من القوم الظالمين فامر إحدى ابنتيه أن تأتيه بعصا وكانت تلك العصا عصا استودعه إياها ملك في صورة
رجل فدفعها إليه فدخلت الجارية فأخذت العصا فاتته بها فلما رآها الشيخ قال لابنته ائتيه بغيرها فألقتها وأخذت
تريد غيرها فلا يقع في يدها الا هي وجعل يرددها وكل ذلك لا يخرج في يديها غيرها فلما رأى ذلك عهد إليه فأخرجها
معه فرعى بها ثم إن الشيخ ندم وقال كانت وديعة فخرج يتلقى موسى عليه السلام فلما رآه قال أعطني العصا فقال
موسى عليه السلام هي عصاي فأبى أن يعطيه فاختصما فرضيا أن يجعلا بينهما أول رجل يلقاهما فأتاهما ملك
يمشى فقضى بينهما فقال ضعوها في الأرض فمن حملها فهي له فعالجها الشيخ فلم يطقها وأخذها موسى عليه السلام
بيده فرفعها فتركها له الشيخ فرعى له عشر سنين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
قتادة في قوله وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال هو مؤمن آل فرعون جاء يسعى وفي قوله فخرج منها خائفا
يترقب قال أن يأخذه الطلب * قوله تعالى (ولما توجه تلقاء مدين) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في
قوله ولما توجه تلقاء مدين قال عرضت لموسى عليه السلام أربعة طرق فلم يدر أيتها يسلك فقال عسى ربى أن
يهديني سواء السبيل فاخذ طريق مدين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله تلقاء مدين قال مدين ماء كان عليه شعيب * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله عسى ربى أن يهديني سواء السبيل قال قصد السبيل
الطريق إلى مدين * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله عسى ربى أن يهديني سواء
السبيل قال الطريق المستقيم قال فالتقى والله يومئذ خير أهل الأرض شعيب وموسى بن عمران * وأخرج
أحمد في الزهد عن كعب بن علقمة رضي الله عنه قال إن موسى عليه السلام لما خرج هاربا من فرعون قال رب
أوصني قال أوصيك لا تعدل بي شيئا أبدا الا اخترتني عليه فإني لا أرحم ولا أزكى من لم يكن كذلك قال وبماذا
يا رب قال بأمك فإنها حملتك وهنا على وهن قال ثم بماذا يا رب قال إن أوليتك شيئا من أمر عبادي فلا تعيهم إليك في
حوائجهم فإنك انما تعيى روحي فإني مبصر ومسمع ومشهد * قوله تعالى (ولما ورد ماء مدين) الآيات
* أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج موسى عليه السلام خائفا
جائعا ليس معه زاد حتى انتهى إلى ماء مدين وعليه أمة من الناس يسقون وامرأتان جالستان بشياههما فسألهما
ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير قال فهل قربكما ماء قالتا لا الا بئر عليها صخرة قد غطت
بها لا يطيقها نفر قال فانطلقا فأريانيها فانطلقتا معه فقال بالصخرة بيده فنحاها ثم استقى لهما سجلا واحدا
فسقى الغنم ثم أعاد الصخرة إلى مكانها ثم تولى إلى الظل فقال رب انى لما أنزلت إلى من خير فقير فسمعتا ما قال
فرجعتا إلى أبيهما فاستنكر سرعة مجيئهما فسألهما فأخبرتاه فقال لإحداهما انطلقي فادعيه فاتته فقالت إن أبى
يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فمشت بين يديه فقال لها امشي خلفي فإني امرؤ من عنصر إبراهيم لا يحل لي أن
أنظر منك ما حرم الله على وارشديني الطريق فلما جاءه وقص عليه القصص قالت إحداهما يا أبت استأجره ان
خير من استأجرت القوى الأمين قال لها أبوها ما رأيت من قوته وأمانته فأخبرته بالامر الذي كان قالت أما قوته
فإنه قلب الحجر وحده وكان لا يقلبه الا النفر وأما أمانته فإنه قال امشي خلفي وارشديني الطريق لأني امرؤ من
عنصر إبراهيم عليه السلام لا يحل لي منك ما حرمه الله تعالى قيل لابن عباس رضي الله عنهما أي الأجلين قضى
موسى عليه السلام قال أبرهما وأوفاهما * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال إن موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين وجد
عليه أمة من الناس يسقون فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر ولا يطيق رفعها الا عشرة رجال فإذا هو بامرأتين
124

قال ما خطبكما فحدثتاه فأتى الصخرة فرفعها وحده ثم استقى فلم يستق الا دلوا واحدا حتى رويت الغنم فرجعت
المرأتان إلى أبيهما فحدثتاه وتولى موسى عليه السلام إلى الظل فقال ربى انى لما أنزلت إلى من خير فقير قال فجاءته
إحداهما تمشى على استحياء واضعة ثوبها على وجهها ليست بسلفع من الناس خراجة ولاجة قالت إن أبى يدعوك
ليجزيك أجر ما سقيت لنا فقام معها موسى عليه السلام فقال لها امشي خلفي وانعتي لي الطريق فإني أكره أن
تصيب الريح ثيابك فتصف جسدك فلما انتهى إلى أبيها قص عليه فقالت إحداهما يا أبت استأجره ان خير من
استأجرت القوى الأمين قال يا بنية ما علمك بأمانته وقوته قالت أما قوته فرفعه الحجر ولا يطيقه الا عشرة رجال وأما
أمانته فقال امشي خلفي وانعتي لي الطريق فإني أكره أن تصيب الريح ثيابك فتصف لي جسدك فزاد ذلك رغبه
فيه فقال انى أريد ان أنكحك إحدى ابنتي هاتين إلى قوله ستجدني إن شاء الله من الصالحين أي في حسن الصحبة
والوفاء بما قلت قال موسى عليه السلام ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان على قال نعم قال الله على
ما تقول وكيل فزوجه وأقام معه يكفيه ويعمل له في رعاية غنمه وما يحتاج إليه وزوجه صفورا وأختها شرفا
وهما التي كانتا تذودان * وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
ولما ورد ماء مدين قال ورد الماء حيث ورد وانه لتترائى خضرة البقل من بطنه من الهزال * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج موسى عليه السلام من مصر إلى مدين وبينه وبينها ثمان
ليال ولم يكن له طعام الا ورق الشجر وخرج إليها حافيا فما وصل حتى وقع خف قدمه * وأخرج عبد بن حميد عن
عكرمة ولما ورد ماء مدين قال كان مسيره خمسة وثلاثين يوما * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أمة من الناس يسقون قال أناسا وفي قوله انى لما أنزلت
إلى من خير فقير قال من طعام * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ووجد من دونهم امرأتين
قال أسماؤهما ليا وصفور أولهما أربع أخوات صغار يسقين الغنم في الصحاف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن ابن عباس في قوله تذودان قال تحبسان * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله
تذودان قال تحبسان غنمهما حتى يفرغ الناس وتخلو لهما البئر * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله قالتا لا نسقي
حتى يصدر الرعاء قال تنتظران ان تسقيا من فضول ما في حياضهم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ حتى
يصدر الرعاء برفع الياء وكسر الراء في الرعاء * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم
وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لقد قال موسى عليه السلام رب انى لما أنزلت
إلى من خير فقير وهو أكرم خلقه عليه ولقد افتقر إلى شق تمرة ولقد لصق بطنه بظهره من شدة الجوع * وأخرج
ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انى لما أنزلت إلى من خير فقير قال سأل فلقا من
الخبز يشد بها صلبه من الجوع * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما هرب موسى عليه
السلام من فرعون أصابه جوع كانت ترى أمعاؤه من ظاهر الثياب قال رب انى أنزلت إلى من خير فقير
* وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سقى موسى للجاريتين ثم تولى
إلى الظل فقال رب انى لما أنزلت إلى من خير فقير قال إنه يومئذ فقير إلى كف من تمر * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
في الزهد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله انى لما أنزلت إلى من خير فقير قال
شبعه يومئذ * وأخرج الفريابي وأحمد عن مجاهد قال ما سأل الا طعاما يأكله * وأخرج الفريابي وأحمد عن
إبراهيم التميمي رضي الله عنه انى لما أنزلت إلى من خير فقير قال ما كان معه رغيف ولا درهم * وأخرج سعيد بن
منصور وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن أبي الهذيل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله
تمشى على استحياء قال جاءت مستترة بكم درعها على وجهها وأخرجه ابن المنذر عن ابن أبي الهذيل موقوفا عليه
* وأخرج أحمد عن مطرف بن الشخير رضي الله عنه قال أما والله لو كان عند نبي الله شئ ما تبع 7 مذقتها ولكن حمله
على ذلك الجهد * وأخرج ابن عساكر عن أبي حازم قال لما دخل موسى عليه السلام على شعيب عليه السلام إذا
هو بالعشاء فقال له شعيب عليه السلام كل قال موسى عليه السلام أعوذ بالله قال ولم ألست بجائع قال بلى ولكن
125

أخاف أن يكون هذا عوضا لما سقيت لهما وأنا من أهل بيت لا نبتغي شيئا من عمل الآخرة بملء الأرض ذهبا قال لا
والله ولكنها عادتي وعادة آبائي نقري الضيف ونطعم الطعام فجلس موسى عليه السلام فاكل وأخرج ابن أبي حاتم
عن مالك بن أنس رضي الله عنه انه بلغه ان شعيبا عليه السلام هو الذي قص عليه السلام القصص * وأخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال يقول ناس انه شعيب وليس بشعيب ولكن سيد الماء يومئذ
* وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي عبيدة قال كان صاحب موسى عليه
السلام أثرون ابن أخي شعيب عليه السلام * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنه قال
كان اسم ختن موسى يثربي * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الذي استأجر موسى عليه
السلام يثرب صاحب مدين * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس رضي الله عنهما ان كان يكره الكنية
بابى مرة وكانت كنية فرعون وكانت صاحبة موسى صغيرا بنت يثرون * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد
ابن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله القوى قال قوته فتح لهما عن بئر حجرا
على فيها فسقى لهما الأمين قال غض بصره عنهما حين سقى لهما * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنهما
قال لما قالت صاحبة موسى يا أبت استأجره ان خير من استأجرت القوى الأمين قال وما رأيت من قوته قالت جاء
إلى البئر وعليه صخرة لا يقلها كذا وكذا فرفعها قال وما رأيت من أمانته قال كنت أمشى امامه فجعلني خلفه
* واخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله انى أريد ان أنكحت إحدى ابنتي هاتين قال بلغني انه
نكح الكبيرة التي دعته واسمها صفورا وأبوها ابن أخي شعيب واسمه رعاويل وقد أخبرني من أصدق ان اسمه في
الكتاب يثرون كاهن مدين والكاهن حبر * وأخرج ابن المنذر عن نوف الشامي قال ولدت المرأة لموسى عليه
السلام غلاما فسماه جرثمة * وأخرج ابن ماجة والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن
عقبة بن المنذر السلمي رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ طس حتى بلغ قصة موسى عليه
السلام قال إن موسى أجر نفسه ثماني سنين أو عشرا على عفة فرجه وطعام بطنه فلما وفى الاجل قيل يا رسول الله
أي الأجلين قضى موسى قال أبرهما وأوفاهما فلما أراد فراق شعيب أمر امرأته ان تسأل أباها ان يعطيها من
غنمه ما يعيشون به فأعطاه ما ولدت من غنمه قالب لون من ذلك العام وكانت غنمه سوداء حسنا فانطلق موسى
إلى عصاه فسماها من طرفها ثم وضعها في أدنى الحوض ثم أوردها فسقاها ووقف موسى بإزاء الحوض فلم يصدر
منها شاة الا ضرب جنبها شاة شاة قال فأنمت وأثلثت ووضعت كلها قوالب ألوان الا شاة أو شاتين ليس فيها فشوش
ولا ضبوب ولا غزور ولا ثفول ولا كمشة تفوت الكف قال النبي صلى الله عليه وسلم فلو افتتحتم الشام وجدتم بقايا
تلك الغنم وهي السامرية قال ابن لهيعة الفشوش التي تفش بلبنها واسعة الشخب والضبوب الطويلة الضرع
مجترة والغزور الضيقة الشخب والثفول التي ليس لها ضرع الا كهيئة حلمتين والكمشة الصغيرة الضرع لا يدركه
الكف * وأخرج ابن جرير عن أنس رضي الله عنه قال لما دعا موسى عليه السلام صاحبه إلى الاجل الذي كان
بينهما قال له صاحبه كل شاة ولدت على لونها فلك لونها فعمد فرفع خيالا على الماء فلما رأت الخيال فزعت فجالت
جولة فولدت كلهن بلقاء الا شاة واحدة فذهب بألوانهن ذلك العام * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي
شيبة في المصنف وعبد بن حميد والبخاري وابن المنذر وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما انه
سئل أي الأجلين قضى موسى فقال قضى أكثرهما وأطيبهما ان رسول الله إذا قال فعل * وأخرج البزار وأبو
يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم سأل جبريل أي الأجلين قضى موسى قال أتمهما وأكملهما * وأخرج ابن أبي حاتم عن يوسف بن
سرح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الأجلين قضى موسى فسأل جبريل فقال لا علم لي فسأل جبريل
ملكا فوقه فقال لا علم لي فسال ذلك الملك ربه فقال الرب عز وجل أبرهما وأتقاهما وأزكاهما * وأخرج ابن
مردويه من طريق علي بن عاصم عن أبي هريرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رجلا سأله أي الأجلين
قضى موسى فقال لا أدرى حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا أدرى حتى أسأل جبريل فقال لا أدرى
126

حتى أسأل ميكائيل فسأل ميكائيل فقال لا أدرى حتى أسال الرفيع فسأل الرفيع فقال لا أدرى حتى أسال
إسرافيل فسأل إسرافيل فقال لا أدرى حتى أسأل ذا العزة فنادى إسرافيل بصوته الأشد يا ذا العزة أي الأجلين
قضى موسى قال أتم الأجلين وأطيبهما عشر سنين قال علي بن عاصم فكان أبو هارون إذا حدث بهذا الحديث
يقول حدثني أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن ميكائيل عن الرفيع عن إسرافيل
عن ذي العزة تبارك وتعالى ان موسى قضى أتم الأجلين وأطيبه عشر سنين * وأخرج ابن مردويه عن جابر
رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأجلين قضى موسى قال أوفاهما * وأخرج ابن
مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل يا محمد ان سألك اليهود أي الأجلين
قضى موسى فقل أوفاهما وان سألوك أيهما تزوج فقل الصغرى منهما * وأخرج الخطيب في تاريخه عن أبي ذر
رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سئلت أي الأجلين قضى موسى فقل خيرهما وأبرهما
وإذا سئلت أي المرأتين تزوج فقل الصغرى منهما وهي التي جاءت فقالت يا أبت استأجره ان خير من استأجرت
القوى الأمين فقال ما رأيت من قوته قالت أخذ حجرا ثقيلا فألقاه على البئر قال وما الذي رأيت من أمانته قالت
قال لي امشي خلفي ولا تمشى أمامي * وأخرج البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سئل رسول الله صلى الله
عليه وسلم أي الأجلين قضى موسى قال أبعدهما وأطيبهما * وأخرج البزار وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط
وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي ذر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الأجلين قضى موسى قال
أبرهما وأوفاهما قال وان سئلت أي المرأتين تزوج فقل الصغرى منهما * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور
وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأجلين قضى موسى قال سوف أسأل جبريل فسأله قال سوف أسأل ميكائيل
فسأله قال سوف أسأل إسرافيل فسأله فقال سوف اسأل الرب فسأله فقال أبرهما وأوفاهما * وأخرج ابن
مردويه عن مقسم قال لقيت الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما فقلت له أي الأجلين قضى موسى
الأول والآخر قال الآخر * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله والله على ما نقول وكيل قال على
قول موسى وختنه * قوله تعالى (فلما قضى موسى الاجل) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فلما قضى موسى الاجل قال عشر سنين ثم مكث بعد ذلك عشرا أخرى * وأخرج
ابن أبي حاتم من طريق السدى قال عبد الله بن عباس لما قضى موسى الاجل سار باهله فضل عن الطريق وكان
في الشتاء ورفعت له نار فلما رآها ظن أنها نار وكانت من نور الله فقال لأهله امكثوا انى آنست نارا لعلى آتيكم
منها بخبر فان لم أجد خبرا آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون من البرد * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن
قتادة رضي الله عنه في قوله آنس قال أحس وفي قوله انى آنست نارا قال أحسست * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله لعلى آتيكم منها بخبر قال لعلي أجد من يدلني على الطريق وكانوا قد ضلوا الطريق
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله جذوة قال شهاب * وأخرج الفريابي
وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله جذرة قال أصل شجرة * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله جذوة قال أصل شجرة في
طرفها نار * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال الجذوة عود من محطب فيه النار * وأخرج عبد بن حميد عن
عاصم رضي الله عنه انه قرأ أو جذوة بنصب الجيم * وأخرج أبو عبيد وابن مردويه وابن عساكر عن أبي المليح
قال أتيت ميمون بن مهران لأودعه عند خروجي في تجارة فقال لا تيأس ان تصيب في وجهك هذا في أمر دينك
أفضل مما ترجو أن تصيب في أمر دنياك فان صاحبة سبأ خرجت وليس شئ أحب إليها من ملكها فأخرجها الله
إلى ما هو خير من ذلك فهداها إلى الاسلام وان موسى عليه السلام خرج يريد ان يقتبس لأهله نارا فأخرجه الله
إلى ما هو خير من ذلك كلمه الله تعالى * وأخرج الخطيب عن عائشة رضي الله عنها قالت كن لما لا ترجو أرجى
منك لما ترجو فان موسى بن عمران عليه السلام خرج يقتبس نارا فرجع بالنبوة * قوله تعالى (فلما أتاها)
127

الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله نودي من شاطئ الوادي الأيمن قال كان النداء من
السماء الدنيا * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله من
شاطئ الوادي الأيمن قال الأيمن عن يمين موسى عليه السلام عند الطور * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن أبي صالح في الآية قال كان النداء من أيمن الشجرة والنداء من السماء وذلك في التقديم والتأخير
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال نودي عن يمين الشجرة * وأخرج ابن المنذر عن ابن
جريج رضي الله عنه في قوله من الشجرة قال أخبرت انها عوسجة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الكلبي
من الشجرة قال شجرة العوسج * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه قال ذكرت لي الشجرة التي أوى إليها موسى عليه السلام فسرت إليها يومى وليلتي حتى
صبحتها فإذا هي سمرة خضراء ترف فصليت على النبي صلى الله عليه وسلم فأهوى إليها بعيري وهو جائع فاخذ منها
ملء فيه فلاكه فلم يستطع أن يسيغه فلفظه فصليت على النبي وسلمت ثم انصرفت * وأخرج ابن أبي حاتم عن نوف
البكالي ان موسى عليه السلام لما نودي من شاطئ الوادي الأيمن قال ومن أنت الذي تنادى قال أنا ربك الأعلى
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر الثقفي قال أتى موسى عليه السلام الشجرة ليلا وهي خضراء والنار تتردد
فيها فذهب يتناول النار فمالت عنه فذعر وفزع فنودي من شاطئ الوادي الأيمن قال عن يمين الشجرة
فاستأنس بالصوت فقال أين أنت أين أنت قيل الصوت انا فوقك قال ربى قال نعم * قوله تعالى (وان ألق عصاك)
الآيات * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ولى مدبرا من الرهب قال هذا من تقديم القرآن
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله واضمم إليك جناحك قال يدك * وأخرج
الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله واضمم إليك
جناحك قال كفه تحت عضد من الرهب قال من الفرق فذانك برهانان قال العصا واليد وفي قوله رد أفال عونا وفي
قوله ونجعل لكما سلطانا قال الحجة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولم يعقب قال لم يلتفت
من الفرق وفي قوله اسلك يدك في جيبك قال في جيب قميصك تخرج بيضاء من غير سوء قال من غير برص واضمم
إليك جناحك من الرهب قال من الرعب فذانك برهانان قال آيتان من ربك فأرسله معي رد أقال عونا لي * وأخرج
عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ من الرهب مخففة مرفوعة الراء وقرأ فذلك مخففة * وأخرج عبد بن
حميد عن عبد الله بن كثير وقيس انهما كانا يقرآن فذانك برهانان مثقلة النون * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم من طريق على عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله رد أيصدقني كي يصدقني * وأخرج ابن أبي حاتم من
طريق ابن وهب نبأنا نافع بن أبي نعيم قال سالت مسلم بن جندب رضي الله عنه في قوله رد أيصدقني قال الردء
الزيادة أما سمعت قول الشاعر
وأسمر خطى كان كعوبه * نوى القصب قد أردى ذراعا على عشر
* وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله سنشد عضدك
بأخيك قال العضد المعين الناصر قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قوله النابغة
في ذمة من أبى قابوس منقذة * للخائفين ومن ليست له عضد
* وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال كان موسى عليه السلام قد ملئ قلبه رعبا من فرعون فكان إذا
رآه قال اللهم أدرأ بك في نحره وأعوذ بك من شره ففرغ الله تعالى ما كان في قلب موسى وجعله في قلب فرعون فكان
إذا رآه بال كما يبول الحمار * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن الضحاك رضي الله عنه قال دعاء موسى حين
توجه إلى فرعون ودعاء النبي عليه السلام يوم حنين ودعاء كل مكروب كنت وتكون وأنت حي لا تموت تنام العيون
وتكدر النجوم وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم يا حي يا قيوم * قوله تعالى (وقال فرعون يا أيها الملا) الآية
* أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما قال فرعون يا أيها الملا ما علمت لكم من اله غيري قال
جبريل عليه السلام يا رب طفي عبدك فائذن لي في هلكة قال يا جبريل هو عبدي ولن يسبقني له اجل قد أجلته حتى
128

يجئ ذلك الاجل فلما قال أنا ربكم الأعلى قال يا جبريل قد سكنت روعتك بغى عبدي وقد جاء أوان هلكه * واخرج
ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمتان قالهما فرعون ما علمت لكم من اله
غيري وقوله أنا ربكم الأعلى قال كان بينهما أربعون عاما فاخذه الله نكال الآخرة والأولى * قوله تعالى (فأوقد لي
يا هامان) الآية أخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر قال حدثنا أسد عن خالد بن عبد الله عن محدث حدثه قال كان
هامان نبطيا وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فأوقد لي يا هامان على الطين قال على المدر يكون لبنا
مطبوخا وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال بلغني ان فرعون أول
من طبخ الآجر * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال كان فرعون أول من طبخ الآجر وصنع له الصرح * وأخرج ابن
المنذر عن ابن جريج قال فرعون أول من صنع الآجر وبنى به * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير
في قوله فأوقد لي يا هامان على الطين قال أوقد على الطين حتى يكون آجرا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال لما
بنوا له الصرح ارتقى فوقه فامر بنشابة فرمى بها نحو السماء فردت إليه وهي متلطخة دما فقال قتلت اله موسى
* قوله تعالى (فأخذناه وجنوده) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله
فنبذناهم في اليم قال في البحر بحر يقال له ساف من وراء مصر غرقهم الله فيه * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار قال جعلهم الله أئمة يدعون إلى المعاصي * وأخرج ابن
المنذر عن ابن جريج في قوله وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة لعنة أخرى ثم استقبل فقال هم من
المقبوحين * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة
قال لعنوا في الدنيا والآخرة هو كقوله واتبعناهم في الدنيا لعنة ويوم القيامة * قوله تعالى (ولقد آتينا موسى
الكتاب) الآية * أخرج البزار وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أهلك الله قوما ولا قرنا ولا أمة ولا أهل قرية بعذاب من السماء
منذ أنزل التوراة على وجه الأرض غير القرية التي مسخت قردة ألم تر إلى قوله تعالى ولقد آتينا موسى
الكتاب من بعدما أهلكنا القرون الأولى وأخرجه البزار وابن جرير وابن أبي حاتم من وجه آخر عن أبي
سعيد موقوفا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله بصائر للناس قال بينة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن زيد قال البصائر الهدى بصائر ما في قلوبهم لذنوبهم * قوله تعالى (وما كنت بجانب الغربي)
الآيتين * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وما كنت بجانب
الغربي قال جانب غربي الجبل * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله وما كنت ثاويا قال الثاوي المقيم
* قوله تعالى (وما كنت بجانب الطور) الآية * أخرج الفريابي والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم
وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله وما كنت بجانب الطور
إذ نادينا قال نودوا يا أمة محمد أعطيتكم قبل أن تسألوني واستجبت لكم قبل أن تدعوني وأخرجه ابن مردويه
من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال رب العزة نادى يا أمة محمد ان رحمتي سبقت غضبى ثم أنزلت هذه الآية في سورة موسى وفرعون وما
كنت بجانب الطور إذ نادينا * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل وأبو نصر السجزي في الإبانة والديلمي
عن عمرو بن عبسة قال سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة
من ربك ما كان النداء وما كانت الرحمة قال كتاب كتبه الله قبل أن يخلق خلقه بألفي عام ثم وضعه على عرشه ثم نادى
يا أمة محمد سبقت رحمتي غضبى أعطيتكم قبل أن تسألوني وغفرت لكم قبل أن تستغفروني فمن لقيني منكم
يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبدي ورسولي صادقا أدخلته الجنة * وأخرج الحلي في الديباج عن سهل بن
سعد الساعدي مرفوعا مثله * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن حذيفة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من شغله ذكرى من مسئلتي أعطيته قبل أن يسألني وذلك في قوله وما كنت بجانب الطور إذ
نادينا قال نودوا يا أمة محمد ما دعوتمونا استجبنا لكم ولا سألتمونا لا أعطيناكم * وأخرج ابن مردويه عن ابن
129

عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما قرب الله موسى طور سينا نجيا قال أي رب هل
أحد أكرم عليك منى قربتني نجيا وكلمتني تكليما قال نعم محمد أكرم على منكم قال فان كان محمد أكرم عليك منى
فهل أمة محمد أكرم من بني إسرائيل فلقت لهم البحر وأنجيتهم من فرعون وعمله وأطعمتهم المن والسلوى قال
نعم أمة محمد أكرم على من بني إسرائيل قال الهى أرنيهم قال إنك لن تراهم وان شئت أسمعتك صوتهم قال نعم
الهى فنادى ربنا أمة محمد أجيبوا ربكم فأجابوا وهم في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم إلى يوم القيامة فقالوا لبيك
أنت ربنا حقا ونحن عبيدك حقا قال صدقتم وأنا ربكم وأنتم عبيدي حقا قد غفرت لكم قبل أن تدعوني
وأعطيتكم قبل أن تسألوني فمن لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله دخل الجنة قال ابن عباس رضي الله عنهما
فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم أراد أن يمن عليه بما أعطاه وبما أعطى أمته فقال يا محمد وما كنت بجانب
الطور إذ نادينا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نصر السجزي في الإبانة عن مقاتل وما كنت بجانب
الطور الآية يقول وما كنت أنت يا محمد بجانب الطور إذ نادينا أمتك وهم في أصلاب آبائهم ان يؤمنوا بك إذا
بعثت * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه وما كنت بجانب الطور إذ نادينا قال إذ
نادينا موسى ولكن رحمة من ربك أي مما قصصنا عليك * قوله تعالى (ولولا أن تصيبهم) الآيات * أخرج ابن
مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الهالك في الفترة يقول رب لم يأتني
كتاب ولا رسول ثم قرأ هذه الآية ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين وأخرج ابن أبي
حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتى مثل ما أوتى موسى أولم
يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا ساحران تظاهرا وقالوا انا بكل كافرون قال هم أهل الكتاب يقول بالكتابين
التوراة والفرقان فقال الله قل فائتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه ان كنتم صادقين * وأخرج الفريابي
وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وبن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه لولا أوتى مثل ما أوتى موسى قال
يهود تأمر قريشا ان تسأل محمدا مثل ما أوتى موسى من قبل يقول الله لمحمد قل لقريش يقولون لهم أولم يكفروا
بما أوتى موسى من قبل قالوا ساحران تظاهرا قال قول يهود لموسى وهارون وقالوا انا بكل كافرون قال يهود تكفر
أيضا بما أوتى محمد * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه أولم يكفروا بما أوتى موسى من قبل قال من قبل
ان يبعث محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج الطبراني عن ابن الزبير رضي الله عنه انه كان يقرأ قالوا ساحران تظاهرا
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير انه كان يقرأ قالوا ساحران تظاهرا قال موسى
وهارون * وأخرج عبد بن حميد والبخاري في تاريخه وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
انه قرأ ساحران تظاهرا بالألف قال يعنى موسى ومحمدا عليهما السلام * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن عكرمة رضي الله عنه انه كان يقرأ سحران تظاهرا قال هما كتابان * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنه قالوا ساحران تظاهرا يقول التوراة والفرقان * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى
رضي الله عنه قالوا ساحران تظاهرا قال التوراة والفرقان حين صدق كل واحد منهما صاحبه * وأخرج ابن أبي
حاتم عن عاصم الجحدري انه كان يقرأ سحران تظاهرا يقول كتابان التوراة والفرقان ألا تراه يقول فائتوا بكتاب
من عند الله هو أهدى منهما * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال لو كان يريد النبي صلى الله عليه
وسلم لم يقل ائتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما اتبعه انما أراد الكتابين * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد
وابن أبي حاتم عن أبي رزين رضي الله عنه انه كان يقرؤها سحران تظاهرا يقول كتابان التوراة والإنجيل * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه قالوا سحران تظاهرا قال ذلك أعداء الله اليهود للإنجيل والقرآن
قال ومن قرأها ساحران يقول محمد وعيسى * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الكريم أبى أمية قال سمعت عكرمة
يقول سحران فذكرت ذلك لمجاهد فقال كذب العبد قرأتها على ابن عباس ساحران فلم يعب على * وأخرج عبد
الرزاق وابن المنذر عن مجاهد قال سالت ابن عباس رضي الله عنهما وهو بين الركن والباب والملتزم وهو متكئ
على يدي عكرمة فقالت أسحران تظاهرا أم ساحران فقلت ذلك مرارا فقال عكرمة ساحران تظاهرا اذهب أيها
130

الرجل * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه وقالوا انا بكل كافرون يقول بالتوراة والقرآن * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن زيد وقالوا انا بكل كافرون قال الذي جاء به موسى والذي جاء به عيسى * قوله تعالى (ولقد
وصلنا لهم القول) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو القاسم البغوي
في معجمه والباوردي وابن قانع الثلاثة في معاجم الصحابة والطبراني وابن مردويه بسند جيد عن رفاعة القرظي
رضي الله عنه قال نزلت ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون إلى قوله أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا
في عشرة رهط انا أحدهم * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه ولقد وصلنا لهم قال لقريش القول * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه ولقد وصلنا
لهم القول قال بينا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ولقد وصلنا لهم القول قال وصل
الله لهم القول في هذا القرآن يخبرهم كيف يصنع بمن مضى وكيف صنعوا وكيف هو صانع * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر عن أبي رفاعة رضي الله عنه قال خرج عشرة رهط من أهل الكتاب منهم أبو رفاعة إلى النبي الله صلى
الله عليه وسلم فآمنوا فأوذوا فنزلت الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون * وأخرج البخاري في تاريخه
وابن المنذر عن علي بن رفاعة رضي الله عنه قال كان أبى من الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب
وكانوا عشرة فلما جاؤوا جعل الناس يستهزؤن بهم ويضحكون منهم فأنزل الله أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما
صبروا الآية * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه الذين آتيناهم الكتاب إلى قوله
لا نبتغي الجاهلين قال في مسلمة أهل الكتاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
في قوله الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون قال كنا نحدث انها أنزلت في أناس من أهل الكتاب
كانوا على شريعة من الحق يأخذون بها وينتهون إليها حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم وصبرهم على ذلك قال
وذكر لنا ان منهم سلمان وعبد الله بن سلام * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما الذين
آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون قال يعنى من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب * وأخرج
ابن مردويه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال تداولتني الموالى حتى وقعت بيثرب فلم يكن في الأرض قوم
أحب إلى من النصارى ولا دين أحب إلى من النصرانية لما رأيت من اجتهادهم فبينا أنا كذلك إذ قالوا قد بعث في
العرب نبي ثم قالوا قدم المدينة فأتيته فجعلت أسأله عن النصارى قال لا خير في النصارى ولا أحب النصار قال
فأخبرته ان صاحبي قال لو أدركته فأمرني ان أقع النار لوقعتها قال وكنت قد استهترت بحب النصارى فحدثت
نفسي بالهرب وقد جرد رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف فأتاني آت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يدعوك فقلت اذهب حتى أجئ وأنا أحدث نفسي بالهرب قال لي لن أفارقك حتى أذهب بك إليه فانطلقت به
فلما رآني قال يا سلمان قد أنزل الله عذرك الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون * وأخرج الطبراني
والخطيب في تاريخه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال انا رجل من أهل رام هرمز كنا قوما مجوسا فأتانا
رجل نصراني من أهل الجزيرة فنزل فينا واتخذ فينا ديرا وكنت في كتاب في الفارسية وكان لا يزال غلام معي في
الكتاب يجئ مضروبا يبكى قد ضربه أبواه فقلت له يوما ما يبكيك قال يضربني أبواي قلت ولم يضربانك قال آتي
صاحب هذا الدير فإذا علما ذلك ضرباني وأنت لو أتيته سمعت منه حديثا عجيبا قلت فاذهب بي معك فأتيناه فحدثنا
عن بدء الخلق وعن بدء مغلق السماوات والأرض وعن الجنة والنار فحدثنا بأحاديث عجب وكنت أختلف إليه معه
ففطن لنا غلمان من الكتاب فجعلوا يجيئون معنا فلما رأى ذلك أهل القرية أتوه فقالوا يا هذا انك قد جاورتنا
فلم نر من جوارك الا الحسن وان غلماننا يختلفون إليك ونحن نخاف ان تفسدهم علينا أخرج عنا قال نعم
فقال لذلك الغلام الذي كان يأتيه اخرج معي قال لا أستطيع ذلك قد علمت شدة أبوى على قلت لكنني أخرج
معك وكنت يتيما لا أب لي فخرجت معه فأخذنا جبل رام هرمز فجعلنا نمشي ونتوكل ونأكل من ثمر الشجر حتى قدمنا
الجزيرة فقدمنا نصيبين فقال لي صاحبي يا سلمان ان ههنا قوما عباد الأرض وأنا أحب ان ألقاهم فجئنا إليهم يوم
الاحد وقد اجتمعوا فسلم عليهم صاحبي فحيوه وبشوا به وقالوا أين كان غيبتك قال كنت في اخوان لي من قبل
131

فارس فتحدثنا ما تحدثنا ثم قال لي صاحبي قم يا سلمان انطلق قلت لا دعني مع هؤلاء قال إنك لا تطيق ما يطيق
هؤلاء يصومون الاحد إلى الاحد ولا ينامون هذا الليل فإذا فيهم مرجل من أبناء الملوك ترك الملك ودخل في العبادة
فكنت فيهم حتى أمسينا فجعلوا يذهبون واحدا واحدا إلى غاره الذي يكون فيه فلما أمسينا قال ذاك الذي من
أبناء الملوك هذا الغلام ما تصنعونه ليأخذه رجل منكم فقالوا خذه أنت فقال لي قم يا سلمان فذهب بي حتى أتى
غاره الذي يكون فيه فقال لي يا سلمان هذا خبز وهذا أدم فكل إذا غرثت وصم إذا نشطت وصل ما بدا لك ونم إذا
كسلت ثم قام في صلاته فلم يكلمني ولم ينظر إلى فأخذني الغم تلك السبعة الأيام لا يكلمني أحد حتى كان الاحد
فانصرف إلى فذهبت إلى مكانهم الذي كانوا يجتمعون وهم يجتمعون كل أحد يفطرون فيه فيلقى بعضهم بعضا
فيسلم بعضهم على بعض ثم لا يلتقون إلى مثله فرجعت إلى منزلنا فقال لي مثل ما قال لي أول مرة هذا خبز وهذا ادم
فكل منه إذا غرثت وصم إذا نشطت وصل ما بدا لك ونم إذا كسلت ثم دخل في صلاته فلم يلتفت إلى ولم يكلمني إلى
الاحد الآخر فأخذني غم حدثت نفسي بالفرار فقلت أصبر أحدين أو ثلاثة فلما كان الاحد رجعنا إليهم
فافطروا واجتمعوا فقال لهم انى أريد بيت المقدس فقالوا له وما تريد إلى ذاك قال لا عهد به قالوا انا نخاف ان يحدث
بك حدث فيليك غيرنا وكنا نحب ان نليك قال لا عهد به فلما سمعته يذكر ذاك فرحت قلت نسافر ونلقى الناس
فيذهب عنى الغم الذي كنت أجد فخرجت أنا وهو وكان يصوم من الاحد إلى الاحد ويصلى الليل كله ويمشي
بالنهار فإذا نزلنا قام يصلى فلم يزل ذاك دأبه حتى نزلنا بين المقدس وعلى الباب رجل مقعد يسال الناس فقال اعطني
فقال ما معي شئ فدخلنا بيت المقدس فلما رآه أهل بيت المقدس بشوا به واستبشروا به فقال لهم غلامي هذا
فاستوصوا به فانطلقوا بي فأطعموني خبزا ولحما ودخل في الصلاة فلم ينصرف إلى حتى كان يوم الاحد الآخر ثم
انصرف فقال لي يا سلمان انى أريد أن أضع رأسي فإذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فأيقظني فبلغ الظل الذي قال
فلم أوقظه رحمة له مما رأيت من اجتهاده ونصبه فاستيقظ مذعورا فقال يا سلمان ألم أكن قلت لك إذا بلغ الظل
مكان كذا وكذا فأيقظني قلت بلى ولكن انما منعني رحمة لك لما رأيت من دأبك قال ويحك يا سلمان انى أكره ان
يفوتني شئ من الدهر لم أعمل فيه لله خيرا ثم قال لي يا سلمان اعلم أن أفضل ديننا اليوم النصرانية قلت ويكون بعد
اليوم دين أفضل من النصرانية كلمة ألقيت على لساني قال نعم يوشك ان يبعث نبي يا كل الهدية ولا يأكل الصدقة
وبين كتفيه خاتم النبوة فإذا أدركته فاتبعه وصدقه قلت وان أمرني ان أدع النصرانية قال نعم فإنه نبي الله لا يأمر
الا بالحق ولا يقول الا حقا والله لو أدركته ثم أمرني ان أقع في النار لوقعتها ثم خرجنا من بيت المقدس فمررنا على ذلك
المقعد فقال له دخلت فلم تعطني وهذا تخرج فاعطني فالتفت فلم ير حوله أحدا قال فاعطني يدك فاخذ بيده
فقال قم بإذن الله فقام صحيحا سويا فتوجه نحو أهله فاتبعته بصرى تعجبا مما رأيت وخرج صاحبي فأسرع المشي
وتبعته فتلقاني رفقة من كلب اعراب فسبوني فحملوني على بعير وشدوني وثاقا فتداولني البياع حتى سقطت إلى
المدينة فاشتراني رجل من الأنصار فجعلني في حائط له من نخل كفنت وفيه ومن ثم تعلمت الخوص أشتري خوصا
بدرهم فاعمله فأبيعه بدرهمين فارد درهما إلى الخوص وأستنفق درهما أحب ان آكل من عمل يدي فبلغنا ونحن
بالمدينة ان رجلا خرج بمكة يزعم أن الله أرسله فمكثنا ما شاء الله أن نمكث فهاجر إلينا وقدم علينا فقلت والله
لأجربنه فذهبت إلى السوق فاشتريت لحم جزور ثم طبخته فجعلت قصعة من ثريد فاحتملتها حتى أتيته بها على عاتقي
حتى وضعتها بين يديه فقال ما هذه أصدقة أم هدية قلت بل صدقة فقال لأصحابه كلوا بسم الله وأمسك ولم يأكل
فمكثت أياما ثم اشتريت لحما أيضا بدرهم فاصنع مثلها فاحتملتها حتى أتيته بها فوضعتها بين يديه فقال ما هذه صدقة
أم هدية فقلت بل هدية فقال لأصحابه كلوا بسم الله وأكل معهم قلت هذا والله يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة
فرأيت بين كتفيه خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة فأسلمت فقلت له ذات يوم يا رسول الله أي قوم النصارى قال لا خير
فيهم ولا فيمن يحبهم قلت في نفسي أنا والله أحبهم قال وذاك حين بعث السرايا وجرد السيف فسرية تخرج وسرية
تدخل والسيف يقطر قلت يحدث بي الآن انى أحبهم فيبعث إلى فيضرب عنقي فقعدت في البيت فجاءني الرسول
ذات يوم فقال يا سلمان أجب رسول الله قلت هذا والله الذي كنت أحذر قلت نعم اذهب حتى ألحقك قال لا والله
132

حتى تجئ وأنا أحدث نفسي ان لو ذهب فأفر فانطلق بي حتى انتهيت إليه فلما رآني تبسم وقال لي يا سلمان ابشر
فقد فرج الله عنك ثم تلا على هؤلاء الآيات الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون إلى قوله لا نبتغي الجاهلين
قلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق سمعته يقول لو أدركته فأمرني ان أقع في النار لوقعتها انه نبي لا يقول الا حقا ولا
يأمر الا بالحق * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون قال نزلت
في عبد الله بن سلام لما أسلم أحب ان يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعظمته في اليهود ومنزلته فيهم وقد ستر بينه
وبينهم سترا فكلمهم ودعاهم فأبوا فقال أخبروني عن عبد الله بن سلام كيف هو فيكم قالوا ذاك سيدنا وأعلمنا
قال أرأيتم ان آمن بي وصدقني أتؤمنون بي وتصدقوني قالوا لا يفعل ذاك هو أفقه فينا من أن يدع دينه ويتبعك
قال أرأيتم ان فعل قالوا لا يفعل قال أرأيتم ان فعل قالوا إذا نفعل قال أخرج يا عبد الله بن سلام فخرج فقال أبسط
يدك أشهد أن لا إله إلا الله وانك رسول الله فبايعه فوقعوا به وشتموه وقالوا والله ما فينا أحدا قل علما منه ولا أجهل
بكتاب الله منه قال ألم تثنوا عليه آنفا قالوا انا استحيينا أن تقول اغتبتم صاحبكم من خلفه فجعلوا يشتمونه فقام إليه
أمين بن يامين فقال أشهد ان عبد الله بن سلام صادق فابسط يدك فبايعه فأنزل الله فيهم الذين آتيناهم الكتاب
من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به انه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين يعنى إبراهيم وإسماعيل
وموسى وعيسى وتلك الأمم كانوا على دين محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس
رضي الله عنه في قوله أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا قال هؤلاء قوم كانوا في زمان الفترة متمسكين بالاسلام
مقيمين عليه صابرين على ما أوذوا حتى أدرك رجال منهم النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد
ابن جبير رضي الله عنه قال لما أتى جعفر وأصحابه النجاشي أنزلهم وأحسن إليهم فلما أرادوا ان يرجعوا قال من
آمن من أهل مملكته ائذن لنا فلنصحب هؤلاء في البحر ونأتي هذا النبي فنحدث به عهدا فانطلقوا فقدموا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدوا معه أحدا وخيبر ولم يصب أحد منهم فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ائذن
لنا فلنأت أرضنا فان لنا أموالا فنجئ بها فننفقها على المهاجرين فانا نرى بهم جهدا فأذن لهم فانطلقوا فجاؤوا
بأموالهم فأنفقوها على المهاجرين فأنزلت فيهم الآية أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤن بالحسنة
السيئة ومما رزقناهم ينفقون * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال إن قوما من
المشركين أسلموا فكانوا يؤذونهم فنزلت هذه الآية فيهم أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا * وأخرج عبد
ابن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه الآية قال أناس من أهل الكتاب
أسلموا فكان أناس من اليهود إذا مروا عليهم سبوهم فأنزل الله هذه الآية فيهم * وأخرج عبد بن حميد عن
قتادة رضي الله عنه سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين قال لا يجاورون أهل الجهل والباطل في باطلهم أتاهم من الله
ما وقذهم عن ذلك * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين رجل من
أهل الكتاب آمن بالكتاب الأول والكتاب الآخر ورجل كانت له أمة فأدبها وأحسن تأديبها ثم أعتقها
وتزوجها وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده * وأخرج أحمد والطبراني عن أبي امامة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسلم من أهل الكتاب فله أجره مرتين * قوله تعالى (انك لا تهدى من
أحببت) الآية * أخرج عبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال لما حضرت وفاة أبى طالب أتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عماه قل لا إله إلا الله
أشهد لك بها عند الله يوم القيامة فقال لولا أن تعيرني قريش يقولون ما حمله عليها الا جزعه من الموت
لأقررت بها عينك فأنزل الله عليه انك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء وهو أعلم بالمهتدين
* وأخرج ابن أبي شيبة واحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
وابن مردويه والبيهقي عن ابن المسيب نحوه وتقدم في سورة براءة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله انك لا تهدى من أحببت قال نزلت هذه الآية في أبى طالب * واخرج سعيد بن منصور وعبد بن
133

حميد وأبو داود في القدر والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن أبي سعيد بن رافع قال قلت لابن عمر انك لا تهدى
من أحببت أفى أبى طالب نزلت قال نعم * وأخرج ابن عساكر عن أبي سعيد بن رافع قال سألت ابن عمر رضي الله عنهما
انك لا تهدى من أحببت أفى أبى جهل وأبى طالب قال نعم * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله انك لا تهدى من أحببت قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم لأبي طالب قل كلمة الاخلاص أجادل عنك بها يوم القيامة قال يا ابن أخي ملة الأشياخ وهو أعلم بالمهتدين قال
ممن قدر الهدى والضلالة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه انك لا تهدي من أحببت قال ذكر لنا انها
نزلت في أبى طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال التمس منه عند موته أن يقول لا إله إلا الله كيما تحل له
الشفاعة فأبى عليه * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه انك لا تهدى من أحببت يعنى أبا طالب ولكن
الله يهدى من يشاء قال العباس * وأخرج أبو سهل السرى بن سهل الجنديسابوري في الخامس من حديثه من
طريق عبد القدوس عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انك لا تهدى من أحببت ولكن الله
يهدى من يشاء قال نزلت في أبى طالب ألح عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يسلم فأبى فأنزل الله انك لا تهدى من
أحببت أي لا تقدر تلزمه الهدى وهو كاره له انما أنت نذير ولكن الله يهدى من يشاء للايمان * وأخرج أيضا من
طريق عبد القدوس عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله انك لا تهدى من أحببت قال نزلت في أبى
طالب عنه موته والنبي صلى الله عليه وسلم عند رأسه وهو يقول يا عم قل لا إله إلا الله أشفع لك بها يوم القيامة قال
أبو طالب لا يعيرني نساء قريش بعدي انى جزعت عند موتى فأنزل الله انك لا تهدى من أحببت يعنى لا تقدر ان
تلزمه الهدى وهو يهوى الشرك ولا تقدر تدخله الاسلام كرها حتى يهواه ولكن الله يهدى من يشاء ان يقهره
على الهدى كرها لفعل وليس بفاعل حتى يكون ذلك منه فأخبر الله بقدرته وهو كقوله لعلك باخع نفسك أن
لا يكونوا مؤمنين ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين فأخبر بقدرته ن أن لا يعجزه شئ
* وأخرج العقيلي وابن عدي وابن مردويه والديلمي وابن عساكر وابن النجار عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت داعيا ومبلغا وليس إلى من الهدى شئ وخلق إبليس مزينا وليس إليه
من الضلالة شئ * قوله تعالى (وقالوا ان نتبع الهدى) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما ان ناسا من قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ان نتبعك يتخطفنا الناس فأنزل
الله تعالى وقالوا ان نتبع الهدى معك الآية * وأخرج النسائي وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما ان
الحارث بن عامر بن نوفل الذي قال إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم
عن قتادة رضي الله عنه في قوله أولم نمكن لهم حرما آمنا قال كان أهل الحرم آمنين يذهبون حيث شاؤوا فإذا خرج
أحدهم قال انا من أهل الحرم لم يعرض له أحد وكان غيرهم من الناس إذا خرج أحدهم قتل وسلب * وأخرج
عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله أولم نمكن لهم حرما آمنا قال أولم يكونوا آمنين في حرمهم لا يغزون
فيه ولا يخافون * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله نتخطف قال كان بعضهم يغير على
بعض * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يجبى إليه ثمرات كل
شئ قال ثمرات الأرض * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث
في أمها رسولا قال في أوائلها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه وما كان ربك مهلك
القرى حتى يبعث في أمها رسولا قال أم القرى مكة بعث الله إليهم رسولا محمدا صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي
حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما كنا مهلكي القرى الا وأهلها ظالمون قال قال
الله لم نهلك قرية بايمان ولكنه أهلك القرى بظلم إذا ظلم أهلها ولو كانت مكة آمنوا لم يهلكوا مع من هلك
ولكنهم كذبوا وظلموا فبذلك هلكوا * قوله تعالى (أفمن وعدناه وعدا حسنا) الآية * أخرج ابن جرير عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا قال نزلت في النبي
صلى الله عليه وسلم وفي أبى جهل * وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أفمن وعدناه
134

الآية قال نزلت في حمزة وأبى جهل * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله أفمن وعدناه وعدا
حسنا فهو لاقيه قال حمزة بن عبد المطلب كمن متعناه متاع الحياة الدنيا قال أبو جهل بن هشام * وأخرج عبد
ابن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه قال هو المؤمن سمع كتاب الله
فصدق به وآمن بما وعد فيه من الخير الجنة كمن متعناه متاع الحياة الدنيا قال هو الكافر ليس كالمؤمن ثم هو يوم
القيامة من المحضرين قال من المحضرين في عذاب الله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن مسروق رضي الله عنه
انه قرأ هذه الآية أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيها * وأخرج الفريابي وابن أبى شيبة وعبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله من المحضرين قال أهل النار أحضروها * وأخرج
البخاري في تاريخه عن عطاء بن السائب قال كان ميمون بن مهران إذا قدم ينزل على سالم البراد فقدم قدمة فلم
يلقه فقالت له امرأته ان أخاك قرأ أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه قالت فشغل * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال من استطاع منكم ان يضع كنزه حيث لا يأكله السوس فليفعل * وأخرج ابن أبي
حاتم عن كعب رضي الله عنه قال مكتوب في التوراة ابن آدم ضع كنزك عندي فلا غرق ولا حرق أدفعه إليك
أفقر ما تكون إليه يوم القيامة * وأخرج مسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل يا ابن آدم مرضت فلم تعدني فيقول رب كيف أعودك وأنت
رب العالمين فيقول أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ويقول يا ابن
آدم استسقيتك فلم تسقني فيقول أي رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين فيقول تبارك وتعالى اما علمت أن
عبدي فلانا استسقاك فلم تسقه أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي قال ويقول يا ابن آدم استطعمتك فلم
تطعمني فيقول أي رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين فيقول أما علمت أن عبدي فلانا استطعمك لم تطعمه
أما انك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن عبد الله بن عبيد بن عمير
رضي الله عنه قال يحشر الناس يوم القيامة أجوع وما كانوا وأعطش ما كانوا وأعرى ما كانوا فمن أطعم لله عز وجل
أطعمه الله ومن كسا لله عز وجل كساه الله ومن سقى لله عز وجل سقاه الله ومن كان في رضا الله كان الله
على رضاه أقدر * قوله تعالى (ويوم يناديهم) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة رضي الله عنه ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون قال هؤلاء بنو آدم قال الذين حق عليهم
القول قال هم الجن ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم الآية وقيل لبني آدم ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم
يستجيبوا لهم ولم يردوا عليهم خيرا * قوله تعالى (ويوم يناديهم) الآيتين * أخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن
حميد والنسائي والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من
أحد الا سيخلو الله به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر فيقول يا ابن آدم ما غرك بي يا ابن آدم ماذا عملت فيما علمت
يا ابن آدم ماذا أجبت المرسلين * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
فعميت عليهم الانباء قال الحجج يومئذ فهم لا يتساءلون قال بالأنساب * قوله تعالى (وربك يخلق ما يشاء
ويختار) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن أرطاة قال ذكرت لأبي عون الحمصي شيئا من قول القدر فقال ما تقرؤن
كتاب الله تعالى وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة * وأخرج البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي
وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعلمنا الاستخارة في الامر كما يعلمنا السورة من القرآن يقول إذا هم أحدكم بالامر فليركع ركعتين من غير
الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر
وتعلم لا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم ان كنت تعلم أن هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمرى وعاجل
أمرى وآجله فاقدره لي ويسره لي وان كنت تعلم أن هذا الامر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمرى وعاجل أمرى
وآجله فاصرفه عنى واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ورضني به ويسمى حاجته باسمها * قوله تعالى
(قل أرأيتم) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان جعل الله عليكم
135

الليل سرمدا قال دائما * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
سرمدا قال دائما لا ينقطع * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله سرمدا إلى يوم القيامة قال دائما
من اله غير الله يأتيكم بضياء قال بنهار * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار
لتسكنوا فيه قال في الليل ولتبتغوا من فضله قال في النهار * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ونزعنا من كل أمة شهيدا قال رسولا فقلنا هاتوا برهانكم
قال هاتوا حجتكم بما كنتم تعبدون وتقولون * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ونزعنا
من كل أمة شهيدا قال شهيدها نبيها ليشهد عليها انه قد بلغ رسالات ربه فقلنا هاتوا برهانكم قال بينتكم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما وضل عنهم في القيامة ما كانوا يفترون يكذبون في الدنيا
* قوله تعالى (ان قارون) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه
وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قارون كان من قوم موسى قال كان ابن عمه وكان يبتغى العلم حتى
جمع علما فلم يزل في أمره ذلك حتى بغى على موسى وحسده فقال له موسى عليه السلام ان الله أمرني أن آخذ
الزكاة فأبى فقال إن موسى عليه السلام يريد أن يأكل أموالكم جاءكم بالصلاة وجاءكم بأشياء فاحتملتموها فتحملوه
أن تعطوه أموالكم قالوا لا نحتمل فما ترى فقال لهم أرى أن أرسل إلى بغى من بغايا بني إسرائيل فترسلها إليه فترميه
بأنه أرادها على نفسها فأرسلوا إليها فقالوا لها نعطيك حكمك على أن تشهدي على موسى أنه فجر بك قالت نعم فجاء
قارون إلى موسى عليه السلام قال أجمع بني إسرائيل فأخبرهم بما أمرك ربك قال نعم فجمعهم فقالوا له بم أمرك
ربك قال أمرني أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأن تصلوا الرحم وكذا وكذا وقد أمرني في الزاني إذا زنى وقد
أحصن أن يرجم قالوا وان كنت أنت قال نعم قالوا فإنك قد زنيت قال أنا فأرسلوا إلى المرأة فجاءت فقالوا ما تشهدين
على موسى فقال لها موسى عليه السلام أنشدك بالله الا ما صدقت قالت أما إذ نشدتني بالله فإنهم دعوني وجعلوا
لي جعلا على أن أقذفك بنفسي وأنا أشهد برئ وأنك رسول الله فخر موسى عليه السلام ساجدا يبكى فأوحى
الله إليه ما يبكيك قد سلطناك على الأرض فمرها فتطيعك فرفع رأسه فقال خذيهم فاخذتهم إلى أعقابهم فجعلوا
يقولون يا موسى يا موسى فقال خذيهم فاخذتهم إلى أعناقهم فجعلوا يقولون يا موسى يا موسى فقال خذيهم
فغيبتهم فأوحى الله يا موسى سألك عبادي وتضرعوا إليك فلم تجبهم وعزتي لو أنهم دعوني لأجبتهم قال ابن عباس
وذلك قوله تعالى فخسفنا به وبداره الأرض خسف به إلى الأرض السفلى * وأخرج الفريابي عن إبراهيم رضي الله عنه
قال كان قارون ابن عم موسى * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ان قارون كان من قوم
موسى قال كان ابن عمه أخي أبيه قارون بن مصر بن فاهث أو قاهث وموسى بن عرمرم بن فاهث أو قاهث
وعرمرم بالعربية عمران * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال كان قارون ابن عم
موسى أخي أبيه وكان قطع البحر مع بني إسرائيل وكان يسمى النور من حسن صوته بالتوراة ولكن عدو الله
نافق كما نافق السامري فأهلكه الله ببغيه وانما بغى لكثرة ماله وولده * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله فبغى
عليهم قال فعلا عليهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه
في قوله ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم قال زاد عليهم في طول ثيابه شبرا * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عطاء رضي الله عنه في قوله وآتيناه من الكنوز قال أصاب كنزا من كنوز يوسف * وأخرج ابن أبي حاتم عن
الوليد بن زوران رضي الله عنه في قوله وآتيناه من الكنوز قال كان قارون يعلم الكيمياء * وأخرج ابن مردويه
عن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أرض دار قارون من فضة وأساسها من ذهب
* وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن خيثمة رضي الله عنه قال وجدت في الإنجيل أن مفاتيح خزائن قارون
كانت وقر ستين بغلا غرا محجلة ما يزيد منها مفتاح على أصبع لكل مفتاح كنز * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن خيثمة رضي الله عنه قال كانت مفاتيح كنوز قارون من جلود كل مفتاح
على خزانة على حدة فإذا ركب حملت المفاتيح على سبعين بغلا أغر محجلا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن
136

مجاهد رضي الله عنه في الآية قال كانت المفاتيح من جلود لإبل * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله لتنوء بالعصبة يقول لا يرفعها العصبة من الرجال أولى القوة * وأخرج الطستي في مسائله
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله لتنوء بالعصبة قال لتثقل قال وهل تعرف العرب
ذلك قال نعم أما سمعت قول امرئ القيس إذ يقول
تمشى فتثقلها عجيزتها * مشى الضعيف ينوء بالوسق
* وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال العصبة
ما بين العشرة إلى الخمسة عشر وأولو القوة خمسة عشر * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبي قال العصبة
ما بين الخمس عشرة إلى الأربعين * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال العصبة أربعون رجلا
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال كنا نحدث أن العصبة أربعون رجلا * وأخرج عبد بن حميد
عن قتادة رضي الله عنه قال كنا نحدث أن العصبة ما فوق العشرة إلى الأربعين * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي
صالح مولى أم هانئ قال العصبة سبعون رجلا قال وكانت خزانته تحمل على أربعين بغلا * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى رضي الله عنه في قوله إذ قال له قومه لا تفرح قال هم المؤمنون منهم قالوا يا قارون لا تفرح بما أوليت فتبطر
* وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان
الله لا يحب الفرحين قال المرحين الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم * وأخرج الحاكم
وصححه والطبراني وأبو نعيم والبيهقي في الشعب والخرائطي في اعتلال القلوب عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب كل قلب حزين * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان وقال
هذا متن منكر عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زر القبور تذكر بها الآخرة واغسل
الموتى فان معالجة جسد خاو موعظة بليغة وصل على الجنائز لعل ذلك يحزنك فان الحزين في ظل الله يوم القيامة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان الله لا يحب الفرحين قال الفرح هنا البغي * وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله ان الله لا يحب الفرحين قال إن الله لا يحب الفرح بطر أو ابتغ فيما
آتاك الله الدار الآخرة قال تصدق وقرب لله تعالى وصل الرحم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله ان الله لا يحب الفرحين قال المرحين وفي قوله وابتغ فيما آتاك الله الدر الآخرة ولا تنس
نصيبك من الدنيا يقول لا تترك أن تعمل لله في الدنيا * وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله ولا تنس نصيبك من الدنيا قال أن تعمل فيها لآخرتك * واخرج عبد الرزاق والفريابي
وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولا تنس نصيبك من الدنيا قال العلم
بطاعة الله نصيبه من الدنيا الذي يثاب عليه في الآخرة * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن الحسن في قوله ولا تنس نصيبك قال قدم الفضل وأمسك ما يبلغك وفي لفظ قال أمسك قوت سنة وتصدق
بما بقى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ولا تنس نصيبك من الدنيا قال أن تأخذ من الدنيا ما أحل
الله لك فان لك فيه غنى وكفاية * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن منصور رضي الله عنه في قوله
ولا تنس نصيبك من الدنيا قال ليس هو عرض من عرض الدنيا ولكن هو نصيبك عمرك ان تقدم فيه لآخرتك
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله قال انما أوتيته على عم عندي يقول على خير
عندي وعلم عندي * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله انما أوتيته على علم عندي يقول
علم الله أنى أهل لذلك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله
ولا يسال عن ذنوبهم المجرمون قال المشركون لا يسألون عن ذنوبهم ولا يحاسبون لدخول النار بغير حساب
* وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولا يسال عن ذنوبهم المجرمون قال كقوله يعرف
المجرمون بسيماهم سود الوجوه زرق العيون الملائكة لا تسأل عنهم قد عرفتهم * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فخرج على قومه في زينته قال خرج على براذين بيض
137

عليها سرج من أرجوان وعليها ثياب معصفرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله فخرج على
قومه في زينته قال في ثوبين أحمرين * وأخرج عبد بن حميد عن أبي الزبير رضي الله عنه قال خرج قارون على
قومه في ثوبين أحمرين بغير عصفر كالقرمز * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم النخعي
رضي الله عنه في قوله فخرج على قومه في زينته قال في ثياب حمر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن الحسن رضي الله عنه في قوله فخرج على قومه في زينته قال في ثياب صفر وحمر * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد
ابن أسلم رضي الله عنه في قوله فخرج على قومه في زينته قال خرج في سبعين ألفا عليهم المعصفرات وكان ذلك أول
يوم في الأرض رؤيت المعصفرات فيها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فخرج
على قومه في زينته قال في حشمه ذكر لنا أنهم خرجوا على أربعة آلاف دابة عليهم ثياب حمر منها ألف بغلة بيضاء
وعلى دوابهم قطائف الأرجوان * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله فخرج على
قومه في زينته قال خرج على بغلة شهباء عليها الأرجوان وعليها ثلاثمائة جارية على بغال شهب عليهن ثياب حمر
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله فخرج على قومه في زينته قال خرج في جوار بيض على
سروج من ذهب على قطف أرجوان وهن على بغال بيض عليهن ثياب حمر وحلي ذهب * وأخرج ابن مردويه
عن أوس بن أوس الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم فخرج على قومه في زينته قال في أربعة آلاف بغل يعنى
عليه البزيون * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبدة بن أبي لبابة رضي الله عنه قال أول من صبغ بالسواد قارون * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله قال الذين يريدون الحياة الدنيا قال أناس من
أهل التوحيد قالوا يا ليت لنا مثل ما أوتى قارون وفي قوله ولا يلقاها الا الصابرون يعنى لا يلقى ثواب الله والصواب من
القول * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله انه لذو حظ عظيم قال ذ وجد * وأخرج عبد الرزاق
وابن أبي حاتم عن عبد الله بن الحرث رضي الله عنه وهو ابن نوفل الهاشمي قال بلغنا أن قارون أوتى من الكنوز
والمال حتى جعل باب داره من ذهب وجعل داره كلها من صفائح الذهب وكان الملا من بني إسرائيل يغدون إليه
ويروحون يطعمهم الطعام ويتحدثون عنده وكان مؤذيا لموسى عليه الصلاة والسلام فلم تدعه القسوة والهوى
حتى أرسل إلى امرأة من بني إسرائيل مذكورة بالجمال كانت تذكر بريبة فقال لها هل لك أن أمولك وأعطيك
وأخلطك بنسائي على أن تأتيني والملا من إسرائيل عندي فتقولين يا قارون ألا تنهى موسى عنى فقالت بلى فلما
جاء أصحابه واجتمعوا عنده دعا بها فقامت على رؤسهم فقلب الله قلبها ورزقها التوبة فقالت ما أجد اليوم توبة
أفضل من أن أكذب عدو الله وأبرئ رسول الله عليه السلام فقالت إن قارون بعث إلى فقال هل لك ان أمولك
وأعطيك وأخلطك بنسائي على أن تأتني والملا من بني إسرائيل عندي وتقولين يا قارون ألا تنهى موسى عنى
فإني لم أجد اليوم توبة أفضل من أن أكذب عدو الله وأبرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم فنكس قارون
رأسه وعرف ان قد هلك وفشا الحديث في الناس حتى بلغ موسى عليه السلام وكان موسى عليه السلام شديد
الغضب فلما بلغه توضأ ثم صلى وسجد وبكى وقال يا رب عدوك قارون كان لي مؤذيا فذكر أشياء ثم لم يتناه حتى أراد
فضيحتي يا رب سلطني عليه فأوحى الله إليه ان مر الأرض بما شئت تطعك فجاء موسى إلى قارون فلما رآه قارون
عرف الغضب في وجهه فقال يا موسى ارحمني فقال موسى عليه السلام يا أرض خذيهم فاضطربت داره وخسف
به وبأصحابه حتى تغيبت أقدامهم وساخت دارهم على قدر ذلك فقال قارون يا موسى ارحمني فقال يا أرض خذيهم
فاضطربت داره وخسف به وبأصحابه إلى ركبهم وساخت داره على قدر ذلك وجعل يقول يا موسى ارحمني ويقول
موسى يا أرض خذيهم فاضطربت داره وخسف به وبأصحابه إلى سرتهم وساخت داره على قدر ذلك وجعل
يقول يا موسى ارحمني فقال موسى يا أرض خذيهم فخسف به وبداره وبأصحابه فلما خسف به قيل له يا موسى
ما أفظك أما وعزتي لو إياي دعا لرحمته وقال أبو عمران الجوني فقيل لموسى لا أعبد الأرض بعدك أحدا * وأخرج
الفريابي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فخسفنا به وبداره الأرض قال خسف به إلى الأرض السفلى
* وأخرج ابن أبي حاتم من طريق قتادة عن أبي ميمون عن سمرة بن جندب قال يخسف بقارون وقومه في كل يوم
138

قدر قامة فلا يبلغ الأرض السفلى إلى يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
قال ذكرنا انه يخسف به كل يوم قامة وانه يتجلجل فيها لا يبلغ قعرها إلى يوم القيامة * وأخرج ابن المنذر عن ابن
جريج رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال إن الله أمر الأرض ان تطيعه ساعة
* وأخرج عبد بن حميد عن مالك بن دينار رضي الله عنه ان قارون يخسف به كل يوم قامة * وأخرج عبد بن
حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال لما خسف بقارون فهو يذهب وموسى قريب منه قال يا موسى ادع ربك
يرحمني فلم يجبه موسى حتى ذهب فأوحى الله إليه استغاث بك فلم تغثه وعزتي وجلالي لو قال يا رب لرحمته * وأخرج
أحمد في الزهد عن عون بن عبد الله القاري عامل عمر بن عبد العزيز على ديوان فلسطين انه بلغه ان الله عز وجل
أمر الأرض ان تطيع موسى عليه السالم في قارون فلما لقيه موسى قال للأرض أطيعيني فاخذته إلى الركبتين
ثم قال أطيعيني فوارته في جوفها فأوحى الله إليه يا موسى ما أشد قلبك وعزتي وجلالي لو بي استغاث لأغثته قال
رب غضبا لك فعلت * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فما كان
له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين قال ما كانت عنده منعة يمتنع بها من الله تعالى * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ويكأن الله يقول أولا يعلم أن الله
يبسط الرزق وفي قوله ويكأنه لا يفلح الكافرون يقول أولا يعلم أنه لا يفلح الكافرون والله أعلم * قوله تعالى
(تلك الدار الآخرة) الآية * أخرج المحاملي والديلمي في مسند الفردوس عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا قال
التجبر في الأرض والاخذ بغير الحق * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مسلم
البطين رضي الله عنه في قوله للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا قال العلو التكبر في الأرض بغير الحق
والفساد الاخذ بغير الحق * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في
قوله لا يريدون علوا في الأرض قال بغيا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله للذين لا يريدون
علوا في الأرض قال تعظما وتجبرا ولا فسادا قال بالمعاصي * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه
في قوله تلك الدار الآخرة الآية قال نجعل الدار الآخرة للذين لا يريدون علوا في الأرض قال التكبر
وطلب الشرف والمنزلة عند سلاطينها وملوكها ولا فسادا قال لا يعملون بمعاصي الله ولا يأخذون المال بغير
حقه والعاقبة للمتقين قال الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله لا يريدون علوا في الأرض
قال الشرف والعز عند ذوي سلطانهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي معاوية الأسود في قوله لا يريدون علوا في
الأرض ولا فسادا قال لم ينازعوا أهلها في عزها ولا يجزعوا من ذلها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إن الرجل ليحب ان يكون شسع نعله أفضل من شسع نعل
صاحبه فيدخل في هذه الآية تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا * وأخرج
ابن مردويه وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه انه كان يمشى في الأسواق وحده وهو وال يرشد
الضال ويعين الضعيف ويمر بالبقال والبيع فيفتح عليه القرآن ويقرأ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون
علوا في الأرض ولا فسادا ويقول نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع في الولاة وأهل القدرة من سائر الناس
* وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما نحوه * وأخرج ابن مردويه عن عدى بن حاتم رضي الله عنه
قال لما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ألقى إليه وسادة فجلس على الأرض فقال اشهد أنك لا تبغى علوا
في الأرض ولا فسادا فأسلم * قوله تعالى (ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) * أخرج ابن أبي
حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة فأنزل الله
ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد إلى مكة * وأخرج ابن مردويه عن علي بن الحسين بن واقد رضي الله عنه
قال كل القرآن مكي أو مدني غير قوله ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد فإنها أنزلت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة حين خرج مهاجرا إلى المدينة فلا هي مكية ولا مدنية وكل آية نزلت على رسول
139

الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة فهي مكية نزلت بمكة أو بغيرها من البلدان وكل آية نزلت بالمدينة بعد
الهجرة فإنها مدنية نزلت بالمدينة أو بغيرها من البلدان * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري
والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله لرادك إلى معاد قال إلى مكة زاد ابن مردويه كما أخرجك منها * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد
عن مجاهد رضي الله عنه لرادك إلى معاد قال إلى مولدك إلى مكة * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه
مثله * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
لرادك إلى معاد قال الموت * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه لرادك إلى
معاد قال الموت * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه وأبو يعلى وابن جرير عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
لرادك إلى معاد قال الآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما لرادك إلى معاد قال إلى يوم
القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه مثله * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قال يحييك يوم القيامة * وأخرج
عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه لرادك إلى معاد قال إن له معادا يبعثه الله يوم القيامة ثم يدخله الجنة
* وأخرج الحاكم في التاريخ والديلمي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لرادك إلى معاد قال الجنة
* وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في تاريخه وأبو يعلى وابن المنذر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه لرادك إلى
معاد قال معاده الجنة وفي لفظ معاده آخرته * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما لرادك إلى معاد قال إلى معدنك من الجنة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قال لرادك إلى الجنة ثم
سائلك عن القرآن * وأخرج الفريابي عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله لرادك إلى معاد قال إلى الجنة * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله لرادك إلى معاد قال هذه مما
كان يكتم ابن عباس رضي الله عنهما * وأخرج ابن أبي حاتم عن نعيم القاري رضي الله عنه لرادك إلى معاد قال إلى
بيت المقدس * قوله تعالى (كل شئ هالك الا وجهه) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال لما نزلت
كل من عليها فان قالت الملائكة هلك أهل الأرض فلما نزلت كل نفس ذائقة الموت قالت الملائكة هلك كل نفس
فلما نزلت كل شئ هالك الا وجهه قالت الملائكة هلك أهل السماء وأهل الأرض * وأخرج ابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما كل نفس ذائقة الموت قال لما نزلت قيل يا رسول الله فما بال الملائكة فنزلت كل شئ ئ هالك
الا وجهه فبين في هذه الآية فناء الملائكة والثقلين من الجن والإنس وسائر عالم الله وبريته من الطير والوحش
والسباع والانعام وكل ذي روح انه هالك ميت * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه كل شئ هالك الا
وجهه يعنى الحيوان خاصة من أهل السماوات والملائكة ومن في الأرض وجميع الحيوان ثم تهلك السماء
والأرض بعد ذلك ولا تهلك الجنة والنار وما فيهما ولا العرش ولا الكرسي * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس
رضي الله عنهما كل شئ هالك الا وجهه الا ما يريد به وجهه * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه كل شئ
هالك الا وجهه قال الا ما أريد به وجهه * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن سفيان قال كل شئ هالك الا وجهه
قال الا ما أريد به وجهه من الأعمال الصالحة * وخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التفكر عن ابن عمر رضي الله عنهما
انه كان إذا أراد ان يتعاهد قلبه يأتي الخربة يقف على بابها فينادى بصوت حزين أين أهلك ثم يرجع إلى نفسه
فيقول كل شئ هالك الا وجهه * وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت رضي الله عنه قال لما مات موسى بن عمران
عليه الصلاة والسلام جالت الملائكة عليهم السلام في السماوات يقولون مات موسى عليه السلام فأي نفس لا تموت
* (سورة العنكبوت مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت
سورة العنكبوت بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال نزلت سورة العنكبوت
140

بمكة * وأخرج الدارقطني في السنن عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى في
كسوف الشمس والقمر أربع ركعات وأربع سجدات يقرأ في الركعة الأولى بالعنكبوت أو الروم وفي الثانية
بيس * قوله تعالى (ألم أحسب الناس) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن الشعبي رضي الله عنه في قوله ألم أحسب الناس أن يتركوا الآية قال أنزلت في أناس بمكة قد أقروا بالاسلام
فكتب إليهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة لما نزلت آية الهجرة انه لا يقبل منكم اقرار ولا
اسلام حتى تهاجروا قال فخرجوا عامدين إلى المدينة فاتبعهم المشركون فردوهم فنزلت فيهم هذه الآية فكتبوا
إليهم انه قد نزلت فيكم آية كذا وكذا فقالوا نخرج فان اتبعنا أحد قاتلناه فخرجوا فاتبعهم المشركون فقاتلوهم
فمنهم من قتل ومنهم من نجا فأنزل الله فيهم ثم إن ربك للذين هاجروا من بعدما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من
بعدها لغفور رحيم * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ألم أحسب الناس الآية قال نزلت
في أناس من أهل مكة خرجوا يريدون النبي صلى الله عليه وسلم فعرض لهم المشركون فرجعوا فكتب إليهم
إخوانهم بما نزل فيهم من القرآن فخرجوا فقتل من قتل وخلص من خلص فنزل القرآن والذين جاهدوا فينا
لنهدينهم سبلنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال نزلت هذه الآيات في
القوم الذين ردهم المشركون إلى مكة وهؤلاء الآيات العشر مدنيات وسائرها مكي * وأخرج ابن سعد وابن جرير
وابن أبي حاتم وابن عساكر عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال نزلت في عمار بن ياسر يعذب في الله أحسب الناس
أن يتركوا الآية * وأخرج ابن المنذر عن بان جريج قال سمعت ابن عمير وغيره يقولون كان أبو جهل لعنه الله
يعذب عمار بن ياسر وأمه ويجعل على عمار درعا من حديد في اليوم الصائف وطعن في حيا أمه برمح ففي ذلك نزلت
أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وهم لا يفتنون قال لا يبتلون في أموالهم وأنفسهم
ولقد فتنا الذين من قبلهم قال ابتلينا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة أحسب الناس أن
يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون قال يبتلون ولقد فتنا الذين من قبلهم قال ابتلينا الذين من قبلهم فليعلمن
الله الذين صدقوا قال ليعلم الصادق من الكاذب والطائع من العاصي وقد كان يقال ان المؤمن ليضرب بالبلاء
كما يفتن الذهب بالنار وكان يقال ان مثل الفتنة كمثل الدرهم الزيف يأخذه الأعمى ويراه البصير * وأخرج ابن أبي
حاتم عن علي رضي الله عنه انه كان يقرأ فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين قال يعلمهم الناس
* وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال كان الله يبعث النبي إلى
أمته فيلبث فيهم إلى انقضاء اجله في الدنيا ثم يقبضه الله إليه فتقول الأمة من بعده أو من شاء الله منهم انا على منهاج
النبي وسبيله فينزل الله بهم البلاء فمن ثبت منهم على ما كان عليه فهو الصادق ومن خالف إلى غير ذلك فهو الكاذب
* وأخرج ابن ماجة وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال أول من أظهر اسلامه سبعة رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأبو بكر وسمية أم عمار وعمار وصهيب وبلال والمقداد فاما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله
بعمه أبى طالب وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه وأما سائرهم فاخذهم المشركون فألبسوهم ادراع الحديد وصهروهم
في الشمس فما منهم أحد الا وقد أتاهم على ما أرادوا الا بلالا رضي الله عنه فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على
قومه فأخذوه فاعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول أحد أحد والله تعالى أعلم * قوله تعالى
(أم حسب الذين يعملون) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه أم حسب الذي
يعملون السيئات قال الشرك * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله ان يسبقونا قال إن يعجزونا * قوله تعالى (من كان يرجو لقاء الله) الآية * أخرج ابن أبي
حاتم عن سعيد بن جبير وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه من كان يرجو لقاء الله قال من كان
يخشى البعث في الآخرة * قوله تعالى (ووصينا الانسان بوالديه) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قالت أمي لا آكل طعاما ولا أشرب شرابا حتى تكفر بمحمد
141

فامتنعت من الطعام والشراب حتى جعلوا يسجرون فاها بالعصا فنزلت هذه الآية ووصينا الانسان بوالديه
حسنا وان جاهداك لتشرك به ما ليس لك به علم فلا تطعمها الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه ووصينا الانسان بوالديه حسنا وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم
فلا تطعهما قال أنزلت في سعد بن مالك رضي الله عنه لما هاجر قالت أمه والله لا يظلني ظل حتى يرجع فأنزل الله في
ذلك أن يحسن إليهما ولا يطيعهما في الشرك * قوله تعالى (ومن الناس من يقول آمنا بالله) الآيتين * أخرج
الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ومن
الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله إلى قوله وليعلمن المنافقين قال أناس يؤمنون بألسنتهم فإذا أصابهم
بلاء من الناس أو مصيبة في أنفسهم أو أموالهم فتنوا فجعلوا ذلك في الدنيا كعذاب الله في الآخرة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله ومن الناس من يقول آمنا بالله الآية قال كان أناس من المؤمنين آمنوا
وهاجروا فلحقهم أبو سفيان فرد بعضهم إلى مكة فعذبهم فافتتنوا فأنزل الله فيهم هذا * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عطاء رضي الله عنه في قوله فإذا أوذي في الله الآية قال إذا أصابه بلاء في الله عدل بعذاب الله عذاب الناس
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فتنة الناس الآية قال يرتد عن دين الله
إذا أوذي في الله * وأخرج أحمد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن ماجة وأبو يعلى وابن حبان
وأبو نعيم والبيهقي في شعب الايمان والضياء عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد
أوذيت في الله وما يؤذى أحد ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أتت على ثالثة ومالي ولبلال طعام يأكله
ذو كبد الا ما يوارى إبط بلال * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ومن الناس من يقول آمنا بالله
الآية قال ناس من المنافقين بمكة كانوا يؤمنون فإذا أوذوا وأصابهم بلاء من المشركين رجعوا إلى الكفر والشرك
مخافة من يؤذيهم وجعلوا أذى الناس في الدنيا كعذاب الله * واخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ومن
الناس من يقول آمنا بالله إلى قوله وليعلمن المنافقين قال هذه الآيات نزلت في القوم الذين ردهم المشركون إلى مكة
وهذه الآيات العشر مدنية * قوله تعالى (وقال الذين كفروا للذين آمنوا) الآيتين * أخرج الفريابي وابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه وقال الذين كفروا للذين آمنوا
اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم قال قول كفار قريش بمكة لمن آمن منهم قالوا لا نبعث نحن ولا أنتم فاتبعونا فان
كان عليكم شئ فعلينا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك وقال الذين كفروا هم القادة من الكفار
للذين آمنوا لمن آمن من الاتباع اتبعوا سبيلنا ديننا واتركوا دين محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه وما هم بحاملين قال بفاعلين وليحملن أثقالهم قال أوزارهم
وأثقالا مع أثقالهم قال أوزار من أضلوا * واخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر عن ابن الحنفية رضي الله عنه
قال كان أبو جهل وصناديد قريش يتلقون الناس إذا جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسلمون يقولون انه
يحرم الخمر ويحرم الزنا ويحرم ما كانت تصنع العرب فارجعوا فنحن نحمل أو زاركم فنزلت هذه الآية وليحملن
أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه وليحملن أثقالهم وأثقالا
مع أثقالهم قال هي مثل التي في النحل ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم * وأخرج
ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم قال حملهم ذنوب أنفسهم وذنوب من
أطاعهم ولا يخفف ذلك عمن أطاعهم من العذاب شيئا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما داع دعا إلى هدى فاتبع عليه وعمل به فله مثل أجور الذين اتبعوه ولا
ينقص ذلك من أجورهم شيئا وأيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع عليها وعمل بها فعليه مثل أوزار الذين اتبعوه ولا
ينقص ذلك من أوزارهم شيئا قال عون وكان الحسن رضي الله عنه مما يقرأ عليها وليحملن أثقالهم وأثقالا مع
أثقالهم إلى آخر الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي امامة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إياكم والظلم فان الله يقول يوم القيامة وعزتي لا يجيزني اليوم ظلم ثم ينادى مناد فيقول أين فلان بن فلان فيؤتى
142

فيتبعه من الحسنات أمثال الجبال فيشخص الناس إليها أبصارهم ثم يقوم بين يدي الرحمن ثم يأمر المنادى ينادى
من كانت له تباعة أو ظلامة عند فلان بن فلان فهلم فيقومون حتى يجتمعوا قياما بين يدي الرحمن فيقول الرحمن
اقضوا عن عبدي فيقولون كيف نقضي عنه فيقول خذوا لهم من حسناته فلا يزالون يأخذون منها حتى لا تبقى
منها حسنة وقد بقى من أصحاب الظلامات فيقول اقضوا عن عبدي فيقولون لم يبق له حسنة فيقول خذوا من
سيئاتهم فاحملوها عليه ثم نزع النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآية وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم * وأخرج أحمد
عن حذيفة رضي الله عنه قال سال رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فامسك القوم ثم إن رجلا
أعطاه فأعطى القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم من سن خيرا فاستن به كان له أجره ومن أجور من تبعهم غير
منقص من أجورهم شيئا ومن أسن شرا فاستن به كان عليه وزره ومن أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم شيئا
* وأخرج الترمذي وحسنه وابن مردويه عن أبي هريرة وأبى الدرداء قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيروا
سبق المفردون قيل يا رسول الله ومن المفردون قال الذين يهترون في ذكر الله يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون
يوم القيامة خفافا * قوله تعالى (ولقد أرسلنا نوحا) الآيتين * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بعث الله نوحا وهو ابن
أربعين سنة ولبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما يدعوهم إلى الله وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس
وفشوا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال كان عمر نوح عليه السلام قبل أن يبعث إلى قومه
وبعدما بعث ألفا وسبعمائة سنة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
قال قال لي ابن عمر رضي الله عنهما كم لبث نوح عليه السلام في قومه قلت الف سنة الا خمسين عاما قال فان من
كان قبلكم كانوا أطول أعمارا ثم لم يزل الناس ينقصون في الأخلاق والآجال والأحلام والأجسام إلى يومهم هذا
* وأخرج ابن جرير عن عون بن أبي شداد رضى الله تعالى عنه قال إن الله أرسل نوحا عليه السلام إلى قومه وهو
ابن خمسين وثلاثمائة سنة فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاثمائة سنة * وأخرج
ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الدنيا عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاء ملك الموت إلى نوح عليه السلام فقال
يا أطول النبيين عمرا كيف وجدت الدنيا ولذتها قال كرجل دخل بيتا له بابان فوقف وسط الباب هنيهة ثم خرج
من الباب الآخر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله
فاخذهم الطوفان قال الماء الذي أرسل عليهم * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه قال الطوفان
الغرق * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فأنجيناه وأصحاب السفينة قال نوح
وبنوه ونساء بنيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وجعلناها آية
للعالمين قال أبقاها الله آية فهي على الجودي والله أعلم * قوله تعالى (وإبراهيم إذ قال لقومه) الآيات * أخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله انما تعبدون من دون الله أوثانا قال أصناما وتخلقون إفكا قال تصنعون
أصناما * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الحسن في قوله وتخلقون إفكا قال تنحتون * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وتخلقون إفكا قال تصنعون كذبا * وأخرج الفريابي وابن جرير
عن مجاهد مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله كيف يبدئ الله
الخلق ثم يعيده قال يبعثه وفي قوله فانظروا كيف بدأ الخلق قال خلق السماوات والأرض ثم الله ينشئ النشأة
الآخرة قال البعث بعد الموت وفي قوله فما كان جواب قومه قال قوم إبراهيم وفي قوله فأنجاه الله من النار قال قال
كعب ما أحرقت النار منه الا وثاقه وفي قوله قال انما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا قال
اتخذوها لثوابها في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا قال صارت كل خلة
في الدنيا عداوة على أهلها يوم القيامة الا خلة المتقين وفي قوله فآمن له لوط قال فصدقه لوط وقال انى مهاجر إلى
ربى قال هاجرا جميعا من كوني وهي من سواد الكوفة إلى الشام وفي قوله وآتيناه اجره في الدنيا قال عافية وعملا
صالحا وثناء حسنا فلست تلقى أحدا من أهل الملل الا يرضى إبراهيم يتولاه * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن
143

أبى النجود رضي الله عنه انه قرأ وتخلقون إفكا خفيفتين وقرأ أوثانا مودة منصوبة منونة بينكم نصب * وأخرج
ابن أبى شيبة عن جبلة بن سحيم قال سالت ابن عمر رضي الله عنهما عن صلاة الريض على العود قال لا آمركم ان
تتخذوا من دون الله أوثانا ان استطعت ان تصلى قائما والا فقاعدا والا فمضطجعا * وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله النشأة الآخرة قال هي الحياة بعد الموت وهو النشور * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فآمن له لوط قال صدق لوط إبراهيم عليهما السلام * وأخرج
ابن جرير عن الضحاك في قوله وقال انى مهاجر إلى ربى قال هو إبراهيم عليه السلام القائل انى مهاجر إلى ربى
* واخرج ابن أبي حاتم عن كعب رضي الله عنه في قوله وقال انى مهاجر إلى ربى قال إلى حران * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر عن ابن جريج مثله * وأخرج ابن عساكر عن قتادة في قوله وقال انى مهاجر إلى ربى قال إلى الشام
كان مهاجره * وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سيهاجر خيار
أهل الأرض هجرة بعد هجرة إلى مهاجر إبراهيم عليه السلام * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه
قال أول من هاجر من المسلمين إلى الحبشة باهله عثمان بن عفان فقال النبي صلى الله عليه وسلم صحبهما الله ان
عثمان لأول من هاجر إلى الله باهله بعد لوط * وأخرج ابن منده وابن عساكر عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما
قالت هاجر عثمان إلى الحبشة فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه أول من هاجر بعد إبراهيم ولوط * وأخرج
ابن عساكر والطبراني والحاكم في الكنى عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما كان بين عثمان ورقية وبين لوط من مهاجر * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال أول من هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان كما هاجر لوط إلى
إبراهيم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ووهبنا له اسحق
ويعقوب قال هما ولدا إبراهيم وفي قوله وآتيناه أجره في الدنيا قال إن الله رضى أهل الأديان بدينه فليس من أهل
دين الا وهم يتولون إبراهيم ويرضون به * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وآتيناه أجره في الدنيا قال الثناء * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما وآتيناه اجره في
الدنيا قال الولد الصالح والثناء * قوله تعالى (ولوطا إذ قال لقومه) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنهما
في قوله وتقطعون السبيل قال الطريق إذا مر بهم المسافر وهو ابن السبيل قطعوا به وعملوا به ذلك العمل
الخبيث * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله وتأتون في ناديكم المنكر قال مجلسكم * وأخرج
الفريابي وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والشاشي في مسنده والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان وابن عساكر عن
أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى وتأتون في
ناديكم المنكر قال كانوا يجلسون بالطريق فيخذفون ابن السبيل ويسخرون منهم * وأخرج ابن مردويه عن
جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف وهو قول الله وتأتون في ناديكم المنكر * وأخرج
ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله وتأتون في ناديكم المنكر قال الخذف فقال رجل ومالي قلت هكذا
فاخذ ابن عمر كفا من حصباء فضرب به وجهه وقال في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخذ بالمعاريض
* وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وتأتون في ناديكم المنكر قال الخذف * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه وتأتون في ناديكم المنكر قال كانوا يخذفون الناس * وأخرج الفريابي
وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والخرائطي في مساوئ الأخلاق عن مجاهد
في قوله وتأتون في ناديكم المنكر قال كان يجامع بعضهم بعضا في المجالس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة
وتأتون في ناديكم المنكر قال كانوا يعملون الفاحشة في مجالسهم * وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير وابن
المنذر وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها في قوله وتأتون في ناديكم المنكر قال الضراط * وأخرج عبد بن حميد
وابن أبي حاتم عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه انه سئل عن قول الله وتأتون في ناديكم المنكر
144

ماذا كان المنكر الذي كانوا يأتون قال كانوا يتضارطون في مجالسهم يضرط بعضهم على بعض والنادي هو المجلس
* وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وتأتون في ناديكم المنكر قال الصفير ولعب الحمام والجلاهق
وحل أزرار القباء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر عن
قتادة رضي الله عنه في قوله قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها قال لا يلقى المؤمن الا يرحم المؤمن ويحوطه حيثما
كان وفي قوله الا امرأته كانت من الغابرين قال من الباقين في عذاب الله وفي قوله ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم
وضاق بهم ذرعا قال ساء بقومه ظنا يتخوفهم على أضيافه وضاق ذرعا بضيفه مخافة عليهم وفي قوله انا منزلون على
أهل هذه القرية رجزا من السماء قال عذابا من السماء وفي قوله ولقد تركنا منها آية بينة قال هي الحجارة التي
أمطرت عليهم أبقاها الله * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله
ولقد تركنا منها آية بينة قال عبرة * قوله تعالى (وإلى مدين أخاهم شعيبا) الآيات * أخرج الفريابي وابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد فاخذتهم الرجفة قال الصيحة وفي قوله وكانوا
مستبصرين قال في الضلالة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في
قوله فأصبحوا في دارهم جاثمين قال ميتين وفي قوله وكانوا مستبصرين قال معجبين بضلالتهم وفي قوله فمنهم من أرسلنا
عليه صاحبا قال هم قوم لوط ومنهم من أخذته الصيحة قال قوم صالح وقوم شعيب ومنهم من خسفنا به الأرض قال
قارون ومنهم من أغرقنا قال قوم نوح وفرعون وقومه * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله
أرسلنا عليه حاصبا قال حجارة * قوه تعالى (مثل الذين اتخذوا من دون الله) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل
العنكبوت قال هذا مثل ضربه الله للمشرك انه لن يغنى عنه إلهه شيئا من ضعفه وقلة اجزائه مثل ضعف بيت
العنكبوت * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء
قال ذاك مثل ضربه الله لمن عبد غيره ان مثله كمثل بيت العنكبوت * وأخرج أبو داود في مراسيله عن يزيد بن
مرثد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العنكبوت شيطان مسخها الله فمن وجدها فليقتلها
* وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن ميسرة قال العنكبوت شيطان * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال نسجت
العنكبوت مرتين مرة على داود عليه السلام والثانية على النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج الخطيب عن علي
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت أنا وأبو بكر الغار فاجتمعت العنكبوت فنسجت
بالباب فلا تقتلوهن * قوله تعالى (وتلك الأمثال نضربها للناس) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن مرة
قال ما مررت بآية في كتاب الله لا أعرفها الا أحزنتني لأني سمعت الله تعالى يقول وتلك الأمثال نضربها للناس
وما يعقلها الا العالمون * قوله تعالى (ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) * أخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر يقول في الصلاة
منتهى ومزدجر عن معاصي الله * وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله ان الصلاة تنهى
عن الفحشاء والمنكر قال الصلاة فيها ثلاث خلال الاخلاص والخشية وذكر الله فكل صلاة ليس فيها من
هذه الخلال فليست بصلاة فالإخلاص يأمره بالمعروف والخشية تنهاه عن المنكر وذكر الله القرآن
يأمره وينهاه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أنس رضي الله عنه انه كان يقرؤها ان
الصلاة تأمر بالمعروف وتنهى عن الفحشاء والمنكر * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن عمران بن حصين
رضي الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فقال من لم
تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله الا بعدا
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له وفي لفظ لم يزدد بها من الله الا بعدا * وأخرج الخطيب
145

في رواة مالك عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة لم تأمره بالمعروف
وتنهه عن المنكر لم تزده صلاته من الله الا بعدا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه بسند ضعيف
عن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا صلاة لمن لم يطع الصلاة وطاعة الصلاة ان تنهى
عن الفحشاء والمنكر * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن
مسعود رضي الله عنه انه قيل له ان فلانا يطيل الصلاة قال إن الصلاة لا تنفع الا من أطاعها ثم قرأ ان الصلاة تنهى
عن الفحشاء والمنكر * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي
عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال من لم تأمره الصلاة بالمعروف وتنهه عن المنكر لم يزدد من الله الا بعدا
* وأخرج أحمد وابن حبان والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن
فلانا يصلى بالليل فإذا أصبح سرق قال إنه سينهاه ما تقول * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه
قال يا ابن آدم انما الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر فان لم تنهك صلاتك عن الفحشاء والمنكر فإنك لست
تصلى * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة لم تنهه عن الفحشاء
والمنكر لم يزدد من الله الا بعدا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي عون الأنصاري في قوله ان الصلاة تنهى
عن الفحشاء والمنكر الآية قال إذا كنت في صلاة فأنت في معروف وقد حجزتك الصلاة عن الفحشاء والمنكر
والذي أنت فيه من ذكر الله أكبر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن حماد بن أبي سليمان
رضي الله عنه في قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال ما دمت فيها * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر
رضي الله عنهما ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال القرآن الذي يقرأ في المساجد * قوله تعالى (ولذكر
الله أكبر) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولذكر الله
أكبر قال ولذكر الله لعباده إذا ذكروه أكبر من ذكرهم إياه * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن ربيعة قال سألني ابن عباس
رضي الله عنهما عن قوله الله ولذكر الله أكبر فقلت ذكر الله بالتسبيح والتهليل والتكبير قال لا ذكر الله
إياكم أكبر من ذكركم إياه ثم قرأ اذكروني أذكركم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد بن حنبل
في زوائد الزهد وابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه ولذكر الله أكبر قال ذكر الله العبد أكبر من ذكر
العبد لله * وأخرج ابن السني وابن مردويه والديلمي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في
قوله ولذكر الله أكبر قال ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن عطية رضي الله عنه
في قوله ولذكر الله أكبر قال هو قوله فاذكروني أذكركم فذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه ولذكر الله أكبر قال لذكر
الله عبده أكبر من ذكر العبد ربه في الصلاة وغيرها * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ولذكر الله أكبر يقول
لذكر الله إياكم إذا ذكرتموه أكبر من ذكركم إياه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن جابر قال سألت أبا
قرة عن قوله ولذكر الله أكبر قال ذكر الله أكبر من ذكركم إياه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولذكر الله عندما حرمه وذكر الله إياكم أعظم من ذكركم إياه * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن أبي مالك رضي الله عنه ولذكر الله أكبر قال ذكر الله العبد في الصلاة أكبر من الصلاة
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولذكر الله أكبر قال لا شئ أكبر من ذكر الله
* وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله
من ذكر الله قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا ان يضرب بسيفه حتى ينقطع لان الله تعالى يقول في كتابه ولذكر
الله أكبر * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر والحاكم في الكنى والبيهقي في شعب الايمان عن
عنترة قال قلت لابن عباس رضي الله عنهما أي العمل أفضل قال ذكر الله أكبر وما قعد قوم في بيت من بيوت الله
يدرسون كتاب الله ويتعاطونه بينهم الا أظلتهم الملائكة بأجنحتها وكانوا أضياف الله ما داموا فيه حتى يفيضوا في
146

حديث غيره وما سلك رجل طريقا يلتمس فيه العلم الا سهل الله له طريقا إلى الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن جرير عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال ألا أخبركم بخير أعمالكم وأحبها إلى مليككم وانما ها في درجاتكم
وخير من أن تلقوا عدوكم فيضربوا رقابكم وتضربوا رقابهم وخير من اعطاء الدنانير والدراهم قالوا وما هو يا أبا
الدرداء قال ذكر الله ولذكر الله أكبر * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن أم الدرداء رضي الله عنها قالت ولذكر الله
أكبر وان صليت فهو من ذكر الله وان صمت فهو من ذكر الله وكل خير تعمله فهو من ذكر الله وكل شر تجتنبه
فهو من ذكر الله وأفضل من ذلك تسبيح الله * وأخرج ابن جرير عن سلمان رضي الله عنه انه سئل
أي العمل أفضل قال أما تقرأ القرآن ولذكر الله أكبر لا شئ أفضل من ذكر الله والله أعلم * قوله تعالى (ولا
تجادلوا أهل الكتاب) الآيتين * أخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله ولا تجادلوا أهل الكتاب الا
بالتي هي أحسن الا الذين ظلموا منهم قال الذين قالوا مع الله اله أو له ولد أو له شريك أو يد الله مغلولة أو الله فقير
ونحن أغنياء أو آذى محمدا صلى الله عليه وسلم وهم أهل الكتاب وفي قوله وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم
قال لمن يقول هذا منهم يعنى من لم يقل مع الله اله أو له ولد أو له شريك أو يد الله مغلولة أو الله فقير أو آذى محمدا
صلى الله عليه وسلم * وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن
قال إن قالوا شرا فقولوا خيرا الا الذين ظلموا منهم فانتصروا منهم * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن الا الذين ظلموا منهم قال لا تقاتلوا الا من
قاتل ولم يعط الجزية ومن أدى منهم الجزية فلا تقولوا لهم الا حسنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن قال بلا إله إلا الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان
ابن حسين في الآية قال التي هي أحسن قولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم والهنا وإلهكم واحد ونحن له
مسلمون فهذه مجالدتهم بالتي هي أحسن * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
الأنباري في المصاحف عن قتادة ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن قال نهى عن مجادلتهم في هذه
الآية ثم نسخ ذلك فقال قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر الآية ولا مجادلة أشد من السيف * وأخرج
البخاري والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال كان أهل الكتاب يقرؤن التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الاسلام فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم والهنا وإلهكم واحد
ونحن له مسلمون * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال كانت اليهود
يحدثون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيسبحون كأنهم يعجبون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم والهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون
* وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن سعد وأحمد والبيهقي في سننه عن أبي نملة الأنصاري رضي الله عنه ان
رجلا من اليهود قال لجنازة أنا أشهد انها تتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حدثكم أهل الكتاب
فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله فان كان حقا لم تكذبوهم وان كان باطلا لم تصدقوهم
* وأخرج البيهقي في سننه وفي الشعب والديلمي وأبو نصر السجزي في الإبانة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ فإنهم ان يهدوكم وقد ضلوا اما أن تصدقوا بباطل
أو تكذبوا بحق والله لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له الا أن يتبعني * وأخرج عبد الرزاق عن زيد بن أسلم
قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا أنفسهم
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ فإنهم لن
يهدوكم وقد ضلوا لتكذبوا بحق وتصدقوا بباطل فان كنتم سائليهم لا محالة فانظروا ما واطأ كتاب الله فخذوه وما
خالف كتاب الله فدعوه * قوله تعالى (وما كنت تتلو من قبله من كتاب) الآيتين * أخرج ابن أبي شيبة وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك قال كان أهل
147

الكتاب يجدون في كتبهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم لا يخط بيمينه ولا يقرأ كتابا فنزلت وما كنت تتلو من قبله
من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون قريش * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والإسماعيلي
في معجمه عن ابن عباس في قوله وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقرأ ولا يكتب كان أميا وفي قوله بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم قال كان الله أنزل شأن محمد صلى
الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل لأهل العلم وعلمه لهم وجعله لهم آية فقال لهم ان آية نبوته أن يخرج حين
يخرج لا يعلم كتابا ولا يخطه بيمينه وهي الآيات البينات التي قال الله تعالى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك قال كان النبي صلى الله عليه
وسلم لا يقرأ كتابا قبله ولا يخطه بيمينه وكان أميا لا يكتب وفي قوله آيات بينات قال النبي آية بينة في صدور الذين
أوتوا العلم من أهل الكتاب قال وقال الحسن القرآن آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم يعنى المؤمنين * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقرأ ولا يكتب وكذلك جعل
نعته في التوراة والإنجيل أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب وهي الآية البينة وهي قوله وما يجحد بآياتنا الا الظالمون قال
يعنى صفته التي وصف لأهل الكتاب يعرفونه بالصفة * وأخرج البيهقي في سننه عن ابن مسعود رضي الله عنه
في قوله وما كنت تتلو من قبله من كتاب الآية قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ ولا يكتب * قوله تعالى
(أولم يكفهم) الآية * أخرج الدارمي وأبو داود في مراسيله وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن يحيى بن
جعدة رضي الله عنه قال جاء ناس من المسلمين بكتب قد كتبوها فيها بعض ما سمعوه من اليهود فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كفى بقوم حمقا أو ضلالة أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إليهم إلى ما جاء به غيره إلى غيرهم فنزلت أولم
يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم الآية * وأخرج الإسماعيلي في معجمه وابن مردويه من طريق يحيى
ابن جعدة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتبون من التوراة
فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن أحمق الحمق وأضل الضلالة قوم رغبوا عما جاء به نبيهم صلى
الله عليه وسلم إلى نبي غير نبيهم وإلى أمة غير أمتهم ثم أنزل الله أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم الآية
* وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في شعب الايمان عن الزهري أن حفصة جاءت إلى النبي صلى الله عليه
وسلم بكتاب من قصص يوسف في كتف فجعلت تقرؤه عليه والنبي صلى الله عليه وسلم يتلون وجهه فقال والذي نفسي
بيده لو أتاكم يوسف وأنا بينكم فاتبعتموه وتركتموني لضللتم * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن الضريس
والحاكم في الكنى والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن ثابت بن الحرث الأنصاري قال دخل عمر بن الخطاب
رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب فيه مواضع من التوراة فقال هذه أصبتها مع رجل من أهل
الكتاب أعرضها عليك فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغيرا شديدا لم أر مثله قط فقال عبد الله بن الحارث
لعمر رضي الله عنهما أما ترى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضي الله عنه رضينا بالله ربا وبالإسلام
دينا وبمحمد نبيا فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لو نزل موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم انا
حظكم من النبيين وأنتم حظي من الأمم * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن أبي قلابة ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه
مر برجل يقرأ كتابا فاستمعه ساعة فاستحسنه فقال للرجل اكتب لي من هذا الكتاب قال نعم فاشترى أديما
فهيأه ثم جاء به إليه فنسخ له في ظهره وبطنه ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقرؤه عليه وجعل وجه رسول
الله صلى الله عليه وسلم يتلون فضرب رجل من الأنصار بيده الكتاب وقال ثكلتك أمك يا ابن الخطاب أما ترى ووجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اليوم وأنت تقرأ عليه هذا الكتاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك انما
بعثت فاتحا وخاتما وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه واختصر لي الحديث اختصارا فلا يهلكنكم المتهوكون
* واخرج البيهقي وضعفه عن عمر بن الخطاب قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تعلم التوراة فقال
لا تتعلمها وآمن بها وتعلموا ما أنزل إليكم وآمنوا به * وأخرج ابن الضريس عن الحسن ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال يا رسول الله ان أهل الكتاب يحدثونا بأحاديث قد أخذت بقلوبنا وقد هممنا ان نكتبها فقال يا ابن
148

الخطاب أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولكني
أعطيت جوامع الكلم واختصر لي الحديث اختصارا * وأخرج ابن عساكر عن ابن أبي مليكة قال أهدى
عبد الله بن عامر بن كرز إلى عائشة رضي الله عنها هديه فظنت أنه عبد الله بن عمرو فردتها وقالت يتتبع الكتب
وقد قال الله أولم يكفهم انا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم فقيل لها انه عبد الله بن عارم فقبلتها * قوله تعالى
(ويستعجلونك بالعذاب) الآيات * أخرج ابن جرير عن قتادة ويستعجلونك بالعذاب قال قال ناس من جهلة هذه
الأمة اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم * وأخرج ابن المنذر
عن ابن جريج في قوله وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون قال يوم بدر * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وان جهنم لمحيطة بالكافرين قال جهنم هو هذا البحر الأخضر تنتثر الكواكب فيه ويكون فيه
الشمس والقمر ثم تستوقد ثم يكون هو جهنم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله وان
جهنم لمحيطة قال البحر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله يوم يغشاهم العذاب قال
النار * قوله تعالى (يا عبادي الذين آمنوا ان أرضى واسعة) * أخرج الفريابي وابن جرير والبيهقي في شعب
الايمان عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله يا عبادي الذين آمنوا ان أرضى واسعة قال إذا عمل في الأرض
بالمعاصي فاخرجوا منها * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ان أرضى واسعة قال من
أمر بمعصية فليهرب * وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله يا عبادي الذين آمنوا ان أرضى واسعة
فإياي فاعبدون قال فهاجروا وجاهدوا * وأخرج ابن أبي الدنيا في العزلة وابن جرير عن عطاء في الآية قال
إذا أمرتم بالمعاصي فاذهبوا فان أرضى واسعة * وأخرج أحمد عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم البلاد بلاد الله والعباد عباد الله فحيثما ما أصبت خيرا فأقم * وأخرج الطبراني والقضاعي
والشيرازي في الألقاب والخطيب وابن النجار والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم سافروا تصحوا وتغنموا * قوله تعالى (كل نفس ذائقة الموت) الآية * أخرج ابن مردويه عن علي
ابن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية انك ميت وانهم ميتون
قلت يا رب أيموت الخلائق كلهم 7 وتبقى الأنبياء فنزلت كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون * قوله تعالى (وكأين
من دابة) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي وابن عساكر بسند ضعيف عن ابن
عمر رضي الله عنهما قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان المدينة فجعل يلتقط من
التمر ويأكل فقال لي يا ابن عمر مالك لا تأكل قلت لا أشتهيه يا رسول الله قال لكني أشتهيه وهذه صبح رابعة منذ لم
أذق طعاما ولم أجده ولو شئت لدعوت ربى فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم
يخبئون رزق سنتهم ويضعف اليقين قال فوالله ما برحنا ولا رمنا حتى نزلت وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها
وإياكم وهو السميع العليم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لم يأمرني بكنز الدنيا ولا باتباع الشهوات
الا وإني لا أكنز دينارا ولا درهما ولا أدخر رزقا لغد * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله وكأين من دابة لا تحمل رزقها قال الطير والبهائم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن علي بن الأقمر في قوله وكأين من دابة لا تحمل رزقها قال لا تدخر شيئا لغد * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر عن أبي مجلز في الآية قال من الدواب من لا يستطيع أن يدخر لغد يوفق رزقه كل يوم حتى يموت * وأخرج
ابن جرير عن قتادة فأنى يؤفكون قال يعدلون * قوله تعالى (وان الدار الآخرة لهي الحيوان) * أخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وان الدار الآخرة لهي الحيوان قال باقية
* وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله لهي الحيوان قال
الحياة الدائمة * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن أبي جعفر رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يا عجبا كل العجب للمصدق بدار الحيوان وهو يسعى لدار الغرور * قوله تعالى (فإذا ركبوا)
الآيتين * أخرج عبد حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فإذا ركبوا في الفلك الآية قال الخلق كلهم
149

يقرون لله انه ربهم ثم يشركون بعد ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فتمتعوا فسوف تعلمون قال
ما كان في الدنيا فسوف ترونه وما كان في الآخرة فسيبدو لكم * قوله تعالى (أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا) الآية
* أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله أولم يروا انا جعلنا حرما
آمنا الآية قال قد كان لهم في ذلك آية ان الناس يغزون ويتخطفون وهم آمنون أفبالباطل يؤمنون أي
بالشرك وبنعمة الله يكفرون أي يجحدون * وأخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما
انهم قالوا يا محمد ما يمنعنا ان ندخل في دينك الا مخافة ان يتخطفنا الناس لقلتنا والعرب أكثر منا فمتى بلغهم انا قد
دخلنا في دينك اختطفنا فكنا أكلة رأس فأنزل الله أولم يروا انا جعلنا حرما آمنا الآية
* (سورة الروم مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال نزلت سورة الروم بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج عبد الرزاق وأحمد بسند
حسن عن رجل من الصحابة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الصبح فقرأ فيها سورة الروم * وأخرج البزار
عن الأغر المزني رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة الصبح بسورة الروم * وأخرج عبد
الرزاق عن معمر بن عبد الملك بن عمير ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الفجر يوم الجمعة بسورة الروم * وأخرج
ابن أبي شيبة في المصنف وأحمد وابن قانع من طريق عبد الملك بن عمير عن أبي روح رضي الله عنه قال صلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم الصبح فقرأ سورة الروم فتردد فيها فلما انصرف قال انما يلبس علينا صلاتنا قوم
يحضرون الصلاة بغير طهور من شهد الصلاة فليحسن الطهور * قوله تعالى (ألم غلبت الروم) * أخرج أحمد
والترمذي وحسنه والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير والحاكم وصححه وابن مردويه
والبيهقي في الدلائل والضياء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ألم غلبت الروم قال غلبت وغلبت قال كان
المشركون يحبون ان تظهر فارس على الروم لانهم أصحاب أوثان وكان المسلمون يحبون ان تظهر الروم على فارس
لانهم أصحاب كتاب فذكروه لأبي بكر رضي الله عنه فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أما انهم سيغلبون فذكره أبو بكر رضي الله عنه لهم فقالوا اجعل بيننا وبينك أجلا فان ظهرنا
كان لنا كذا وكذا وان ظهرتم كان لكم كذا وكذا فجعل بينهم أجلا خمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك أبو بكر
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الا جعلته أراه قال دون العشر فظهرت الروم بعد ذلك فذلك قوله ألم غلبت
الروم فغلبت ثم غلبت بعد يقول الله لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله قال سفيان
سمعت انهم قد ظهروا عليهم يوم بدر * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كان فارس
ظاهرين على الروم وكان المشركون يحبون ان تظهر فارس على الروم وكان المسلمون يحبون ان تظهر الروم على
فارس لانهم أهل كتاب وهم أقرب إلى دينهم فلما نزلت ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم
سيغلبون في بضع سنين قالوا يا أبا بكر ان صاحبك يقول إن الروم تظهر على فارس في بضع سنين قال صدق قالوا هم
لك إلى أن نقامرك فبايعوه على أربعة قلائص إلى سبع سنين فمضى السبع سنين ولم يكن شئ ففرح المشركون
بذلك وشق على المسلمين وذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ما بضع سنين عندكم قالوا دون العشر قال اذهب
فزايدهم وازدد سنتين في الاجل قال فما مضت السنتان حتى جاءت الركبان بظهور الروم على فارس ففرح المؤمنون
بذلك وأنزل الله ألم غلبت الروم إلى قوله وعد الله لا يخلف الله وعده * وأخرج أبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه
وابن عساكر عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال لما أنزلت ألم غلبت الروم الآية قال المشركون لأبي بكر رضي الله عنه
ألا ترى إلى ما يقول صاحبك يزعم أن الروم تغلب فارس قال صدق صاحبي قالوا هل لك ان نخاطرك فجعل
بينه وبينهم أجلا فحل الاجل قبل ان يبلغ الروم فارس فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فساءه وكرهه وقال لأبي
بكر ما دعاك إلى هذا قال تصديقا لله ورسوله فقال تعرض لهم وأعظم الخطر واجعله إلى بضع سنين فأتاهم أبو بكر
رضي الله عنه فقال هل لكم في العود فان العود أحمد قالوا نعم ثم لم تمض تلك السنون حتى غلبت الروم فارس وربطوا
150

خيولهم بالمدائن وبنو الرومية فقمر أبو بكر فجاء به أبو بكر يحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم هذا السحت تصدق به * وأخرج الترمذي وصححه والدارقطني في الافراد والطبراني وابن
مردويه وأبو نعيم في الدلائل والبيهقي في شعب الايمان عن يسار بن مكرم السلمي قال لما نزلت ألم غلبت الروم
الآية كانت فارس يوم نزلت هذه الآية قاهرين الروم وكان المسلمون يحبون ظهور الروم عليهم لانهم وإياهم
أهل كتاب وفي ذلك يقول الله ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وكانت قريش تحب ظهور فارس لانهم وإياهم
ليسوا أهل كتاب ولا ايمان ببعث فلما أنزل الله هذه الآية خرج أبو بكر رضي الله عنه يصيح في نواحي مكة ألم
غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين فقال ناس من قريش لأبي بكر ذاك بيننا
وبينكم يزعم صاحبك ان الروم ستغلب فارس في بعض سنين أفلا نراهنك على ذاك قال بلى وذلك قبل تحريم الرهان
فارتهن أبو بكر رضي الله عنه والمشركون وتواضعوا الرهان وقالوا لأبي بكر لم تجعل البضع ثلاث سنين إلى تسع
سنين فسم بيننا وبينك وسطا تنتهى إليه قال فسموا بينهم ست سنين فمضت الست قبل ان يظهروا فاخذ المشركون
رهن أبى بكر رضي الله عنه فلما دخلت السنة السابعة ظهرت الروم على فارس فعاب المسلمون على أبى بكر رضي الله عنه
بتسميته ست سنين قال لان الله قال في بضع سنين فأسلم عند ذلك ناس كثير * وأخرج الترمذي وحسنه
وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر رضي الله عنه
لما نزلت ألم غلبت الروم ألا يغالب البضع دون العشر * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن أبي حاتم
وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن ابن شهاب رضي الله عنه قال بلغنا أن المشركين كانوا يجادلون
المسلمين وهم بمكة يقولون الروم أهل كتاب وقد غلبتهم الفرس وأنتم تزعمون أنكم ستغلبون بالكتاب الذي
أنزل على نبيكم فسنغلبكم كما غلبت فارس الروم فأنزل الله ألم غلبت الروم قال ابن شهاب فأخبرني عبيد الله بن عبد
الله بن عتبة بن مسعود قال إنه لما نزلت هاتان الآيتان قامر أبو بكر بعض المشركين قبل أن يحرم القمار على
شئ ان لم تغلب الروم فارس في بضع سنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم فعلت فكل ما دون العشر بضع فكان
ظهور فارس على الروم في سبع سنين ثم أظهر الله الروم على فارس زمن الحديبية ففرح المسلمون بظهور أهل الكتاب
* وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد قال لما كان يوم بدر
ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت ألم غلبت الروم قرأها بالنصب إلى قوله يفرح المؤمنون بنصر
الله قال ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس قال الترمذي هكذا قرأ غلبت * وأخرج ابن جرير وابن مردويه
والبيهقي في الدلائل وابن عساكر من طريق عطية العوفي عن ابن عباس في قوله ألم غلبت الروم قال قد مضى كان
ذلك في أهل فارس والروم وكانت فارس قد غلبتهم ثم غلبت الروم بعد ذلك والتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع
مشركي العرب والتقى الروم مع فارس فنصر الله النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين على مشركي العرب
ونصر أهل الكتاب على العجم قال عطية وسألت أبا سعيد الخدري عن ذلك فقال التقينا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم ومشركي العرب والتقت الروم وفارس فنصرنا على مشركي العرب ونصر أهل الكتاب على المجوس ففرحنا
بنصر الله إيانا على المشركين وفرحنا بنصر أهل الكتاب على المجوس فذلك قوله ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي عن قتادة ألم غلبت الروم في أدنى الأرض قال غلبتهم أهل فارس على
أدنى أرض الشام وهم من بعد غلبهم سيغلبون قال لما أنزل الله هؤلاء الآيات صدق المسلمون ربهم وعرفوا أن
الروم ستظهر على أهل فارس فاقتمروا هم والمشركون خمس قلائص وأجلوا بينهم خمس سنين فولى قمار المسلمين
أبو بكر وولى قمار المشركين أبي بن خلف وذلك قبل أن ينهى عن القمار فجاء الاجل ولم تظهر الروم على فارس
فسال المشركون قمارهم فذكر ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ألم تكونوا أحقاء
أن تؤجلوا أجلا دون العشر فان البضع ما بين الثلاث إلى العشر فزايدوهم ومادوهم في الاجل فأظهر الله الروم على
فارس عند رأس السبع من قمارهم الأول فكان ذلك مرجعهم من الحديبية وكان مما شد الله به الاسلام فهو
قوله ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عن الزبير الكلابي قال رأيت غلبة فارس
151

الروم ثم رأيت غلبة الروم فارس ثم رأيت غلبة المسلمين فارس والروم وظهورهم على الشام والعراق كل ذلك في
خمس عشرة سنة * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سيجئ أقوام يقرؤن غلبت الروم
وانما هي غلبت * وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن غنم قال سالت معاذ بن جبل رضي الله عنه عن قول الله
ألم غلبت الروم أو غلبت فقال أقر أنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم غلبت الروم * وأخرج ابن عبد الحكم في
فتوح مصر وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ألم غلبت الروم قال غلبتهم فارس
ثم غلبت الروم فارس وفي قوله في أدنى الأرض قال في طرف الأرض الشام * وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن
عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البضع ما بين السبع إلى العشرة * وأخرج الطبراني
في الأوسط وابن مردويه عن نيار بن مكرم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البضع ما بين الثلاث إلى التسع
* وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر من طريق إبراهيم بن سعد عن أبي الحويرث رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال البضع سنين ما بين خمس إلى سبع * وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبي
صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال البضع سبع سنين * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ألم غلبت
الروم إلى قوله أكثر الناس لا يعلمون قال ذكر غلبة فارس إياهم وإدالة الروم على فارس وفرح المؤمنون بنصر الله
أهل الكتاب على فارس من أهل الأوثان * وأخرج ابن جرير عن عكرمة أن الروم وفارس اقتتلوا في أدنى الأرض
قال وأدنى الأرض يومئذ أذرعات بها التقوا فهزمت الروم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم بمكة
فشق ذلك عليهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره ان يظهر الأميون من المجوس على أهل الكتاب من الروم
وفرح الكفار بمكة وشمتوا فلقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا انكم أهل كتاب والنصارى أهل كتاب
وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من أهل الكتاب وانكم ان قاتلتمونا لنظهرن عليكم فأنزل الله ألم
غلبت الروم الآيات فخرج أبو بكر رضي الله عنه إلى الكفار فقال فرحتم بظهور إخوانكم على إخواننا فلا
تفرحوا ولا يقرن الله عينكم فوالله لتظهرن الروم على فارس أخبرنا بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم فقام إليه أبي بن
خلف فقال كذبت فقال له أبو بكر رضي الله عنه أنت أكذب يا عدو الله قال انا حبك عشر قلائص منى وعشر
قلائص منك فان ظهرت الروم على فارس غرمت وان ظهرت فارس غرمت إلى ثلاث سنين فجاء أبو بكر رضي الله عنه
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال ما هكذا ذكرت انما البضع من الثلاث إلى التسع فزايده في الخطر
وماده في الاجل فخرج أبو بكر رضي الله عنه فلقى أبيا فقال لعلك ندمت قال لا قال تعال أزايدك في الخطر وأمادك
في الاجل فاجعلها مائة قلوص إلى تسع سنين قال قد فعلت * وأخرج ابن جرير عن سليط قال سمعت ابن عمر
رضي الله عنهما يقرأ ألم غلبت الروم قيل له يا أبا عبد الرحمن على أي شئ غلبوا قال على ريف الشام * وأخرج
ابن جرير عن ابن جريج لله الامر من قبل دولة فارس على الروم ومن بعد دولة الروم على فارس * قوله تعالى (يعلمون
ظاهرا) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما يعلمون ظاهرا من الحياة
الدنيا يعنى معايشهم متى يغرسون ومتى يزرعون ومتى يحصدون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا يعرفون عمران الدنيا وهم في أمر الآخرة جهال
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله يعلمون ظاهرا من
الحياة الدنيا قال يعلمون تجارتها وحرفتها وبيعها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا قال معايشهم وما يصلحهم * وأخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال ليبلغ من حذق أحدهم بأمر دنياه
انه يقلب الدرهم على ظفره فيخبرك بوزنه وما يحسن يصلى * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر وفي قوله
كانوا هم أشد منهم قوة قال كان الرجل ممن كان قبلكم بين منكبيه ميل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأثاروا الأرض قال حرثوا الأرض * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الضحاك في قوله وأثاروا الأرض يقول جنانها وأنهارها وزروعها وعمروها أكثر مما عمروها يقول
152

عاشوا فيها أكثر من عيشكم فيها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوأى قال الذين كفروا جزاؤهم العذاب * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة
عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال السوأى الإساءة جزاء المسيئين * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله يبلس قال ييأس * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله يبلس قال يكتئب * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه قال الابلاس الفضيحة * قوله تعالى (ويوم تقوم الساعة) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون قال فرقة لا اجتماع
بعدها * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله يومئذ يتفرقون قال هؤلاء في عليين وهؤلاء
في أسفل سافلين * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله في روضة يعنى بساتين الجنة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله في روضة يحبرون قال في جنة يكرمون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يحبرون قال يكرمون * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يحبرون قال ينعمون * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي
شيبة وهناد بن السرى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث والخطيب في
تاريخه عن يحيى بن أبي كثير في روضة يحبرون قال لذة السماع في الجنة * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن أبي
كثير في قوله يحبرون قيل يا رسول الله ما الحبر قال اللذة والسماع * وأخرج ابن عساكر عن الأوزاعي في قوله
في روضة يحبرون قال هو السماع إذا أراد أهل الجنة ان يطربوا أوحى الله إلى رياح يقال لها الهفافة فدخلت في
آجام قصب اللؤلؤ الرطب فحركته فضرب بعضه بعضا فتطرب الجنة فإذا طربت لم يبق في الجنة شجرة الا وردت
* وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وابن جرير والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه انه سئل هل في الجنة سماع فقال إن
فيها لشجرة يقال لها القيض لها سماع لم يسمع السامعون إلى مثله * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي
والإصبهاني في الترغيب عن محمد بن المنكدر قال إذا كان يوم القيامة ينادى مناد أين الذين كانوا ينزهون
أنفسهم عن اللهو ومزامير الشيطان أسكنوهم رياض المسك ثم يقول للملائكة أسمعوهم حمدي وثنائي
وأعلموهم ان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * وأخرج الدينوري في المجالسة عن مجاهد رضي الله عنه قال ينادى
منادى يوم القيامة أين الذين كانوا ينزهون أصواتهم وأسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان فيحملهم الله في رياض
الجنة من مسك فيقول للملائكة اسمعوا عبادي تحميدي وتمجيدي وأخبروهم ان لا خوف عليهم ولا هم
يحزنون * وأخرج الديلمي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة
قال الله أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم وأبصارهم عن مزامير الشيطان ميزوهم فيميزون في كتب المسك
والعنبر ثم يقول للملائكة أسمعوهم من تسبيحي وتحميدي وتهليلي قال فيسبحون بأصوات لم يسمع السامعون
بمثلها قط * وأخرج ابن أبي الدنيا والضياء المقدسي كلاهما في صفة الجنة بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال في الجنة شجرة على ساق قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مائة عام فيخرج أهل الجنة أهل الغرف
وغيرهم فيتحدثون في ظلها فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرم تلك
الشجرة بكل لهو كان في الدنيا * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سابط قال إن في الجنة لشجرة لم يخلق الله من
صوت حسن الا وهو في جرمها يلذذهم وينعمهم * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله انى رجل حبب إلى الصوت الحسن فهل في الجنة صوت حسن
فقال أي والذي نفسي بيده ان الله يوحى إلى شجرة في الجنة ان أسمعي عبادي الذين اشتغلوا بعبادتي
وذكرى عن عزف البرابط والمزامير فترفع بصوت لم يسمع الخلائق بمثله من تسبيح الرب وتقديسه * وأخرج
الحكيم الترمذي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استمع إلى صوت
غناء لم يؤذن له أن يسمع الروحانيين في الجنة قيل ومن الروحانيون يا رسول الله قال قراء أهل الجنة * وأخرج
153

الخطيب في المتفق والمفترق عن سعيد بن أبي سعيد الحارثي رضي الله عنه قال إن في الجنة آجاما من قصب من ذهب
حملها اللؤلؤ إذا اشتهى أهل الجنة صوتا بعث الله ريحا على تلك الآجام فاتتهم بكل صوت حسن يشتهونه والله أعلم
* قوله تعالى (فسبحان الله حين تمسون) الآية * أخرج الفريابي وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال أدنى ما يكون من الحين بكرة وعشيا ثم قرأ فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون * وأخرج عبد
الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن أبي رزين رضي الله عنه
قال جاء نافع بن الأزرق إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال هل تجد الصلوات الخمس في القرآن قال نعم فقرأ
فسبحان الله حين تمسون صلاة المغرب وحين تصبحون صلاة الصبح وعشيا صلاة العصر وحين تظهرون صلاة
الظهر وقرأ ومن بعد صلاة العشاء * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال جمعت هذه الآية مواقيت الصلاة فسبحان الله حين تمسون قال المغرب والعشاء وحين تصبحون الفجر وعشيا
العصر وحين تظهرون الظهر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد مثله * وأخرج أحمد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن السني في عمل يوم وليلة والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدعوات
عن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم لم سمى الله إبراهيم خليله الذي وفى
لأنه كان يقول كلما أصبح وأمسى سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا
وحين تظهرون * وأخرج أبو داود والطبراني وابن السني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يصبح سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات
والأرض وعشيا وحين تظهرون يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيى الأرض بعد موتها وكذلك
تخرجون أدرك ما فاته في يومه ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته من ليلته * وأخرج ابن مردويه والخرائطي في
مكارم الأخلاق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين أصبح سبحان الله
وبحمده ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله وكان آخر يومه عتيقا من النار * وأخرج ابن ماجة في تفسيره وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال عمر رضي الله عنه أما الحمد فقد عرفناه فقد يحمد
الخلائق بعضهم بعضا وأما لا إله إلا الله فقد عرفناها فقد عبدت الآلهة من دون الله وأما الله أكبر فقد يكبر المصلى
وأما سبحان الله فما هو فقال رجل من القوم الله أعلم فقال عمر رضي الله عنه قد شقي عمر ان لم يكن يعلم أن الله يعلم
فقال على رضي الله عنه يا أمير المؤمنين اسم ممنوع ان ينتحله أحد من الخلائق واليه يفزع الخلق وأحب ان يقال له
فقال هو كذاك * وأخرج أحمد والحاكم والضياء عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إن الله اصطفى من الكلام أربعا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فمن قال سبحان
الله كتبت له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة ومن قال الله أكبر مثل ذلك ومن قال لا إله إلا الله مثل
ذلك ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون سيئة * وأخرج ابن عساكر
عن الحسن البصري رضي الله عنه قال من قرأ الآيات فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون إلى آخرها لم يفته
شئ في يوم وليلته وأدرك ما فاته من يومه وليلته * قوله تعالى (ومن آياته أن خلقكم) الآيات * أخرج ابن
المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ومن آياته قال كل شئ في القرآن آيات بذلك تعرفون الله انكم لن تروه
فتعرفونه على رؤية ولكن تعرفونه بآياته وخلقه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة
رضي الله عنه في قوله ومن آياته أن خلقكم من تراب قال خلق آدم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون يعنى ذريته
ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا قال حواء خلقها الله من ضلع من أضلاع آدم * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله وجعل بينكم مودة قال الجماع ورحمة قال الولد * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ومن آياته ان تقوم السماء والأرض بأمره قال
قامتا بأمره بغير عمد ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون قال دعاهم من السماء فخرجوا من الأرض
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله إذا أنتم تخرجون قال من قبوركم * وأخرج ابن أبي حاتم
154

عن الأزهر بن عبد الله الجزري قال يقرأ على المصاب إذا أخذ ومن آياته ان تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا
دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله كل له قانتون يقول مطيعون
يعنى الحياة والنشور والموت وهم عاصون له فيما سوى ذلك من العبادة والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وهو الذي
يبدأ الخلق) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن
عكرمة قال تعجب الكفار من احياء الله الموتى فنزلت وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه قال إعادة
الخلق أهون عليه من ابتدائه * وأخرج آدم بن أبي اياس والفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن الأنباري والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله وهو أهون عليه قال الإعادة أهون
عليه من البداءة والبداءة عليه هين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وهو أهون عليه قال أيسر * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال في عقولكم
إعادة شئ إلى شئ كان أهون من ابتدائه إلى شئ لم يكن * وأخرج ابن الأنباري عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله وهو أهون عليه قال الإعادة أهون على المخلوق لأنه يقول له يوم القيامة كن فيكون وابتداء الخلقة من نطفة
ثم من علقة ثم من مضغة * وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه قال كل عليه هين * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وله المثل الأعلى يقول ليس كمثله شئ * وأخرج عبد
الرزاق وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه وله المثل الأعلى قال شهادة ان لا إله إلا الله وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه وله المثل الأعلى قال مثله انه لا اله الا هو ولا معبود غيره * قوله تعالى (ضرب لكم مثلا)
الآية * أخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان يلبى أهل الشرك لبيك اللهم
لبيك لبيك لا شريك لك الا شريك هو لك تملكه وما ملك فأنزل الله هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء * وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله هل لكم مما ملكت أيمانكم لآية قل هي في الآلهة وفيه
يقول تخافونهم ان يرثوكم كما يرث بعضكم بعضا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله ضرب لكم الآية قال هذا مثل ضربه الله لمن عدل به شيئا من خلقه يقول أكان أحد منكم
مشاركا مملوكه في ماله ونفسه وفراشه وزوجته فكذلك لا يرضى الله تعالى ان يعدل به أحد من خلقه * قوله تعالى
(فأقم وجهك) الآية * أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
فطرة الله التي فطر الناس عليها قال الدين الاسلام لا تبديل لخلق الله قال لدين الله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله فطرة الله التي فطر الناس عليها قال الاسلام * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الضحاك في قوله فطرة الله التي فطر الناس عليها قال دين الله الذي فطر خلقه عليه * وأخرج الحكيم
الترمذي في نوادر الأصول عن مكحول رضي الله عنه ان الفطرة معرفة الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله لا تبديل لخلق الله قال دين الله ذلك الدين القيم قال القضاء القيم * وأخرج ابن مردويه
عن حماد بن عمر الصفار قال سألت قتادة رضي الله عنه عن قوله فطرة الله التي فطر الناس عليها فقال حدثني أنس
ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فطرة الله التي فطر الناس عليها قال دين الله * وأخرج
ابن جرير عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ان عمر رضي الله عنه قال له ما قوام هذه الأمة قال ثلاث وهي المنجيات
الاخلاص وهي الفطرة التي فطر الناس عليها والصلاة وهي الملة والطاعة وهي العصمة فقال عمر رضي الله عنه
صدقت * واخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه لا تبديل لخلق الله قال لدين الله * وأخرج ابن جرير
عن عكرمة وقتادة والضحاك وإبراهيم وابن زيد مثله * وأخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبى
حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود الا يولد على
الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول أبو
هريرة رضي الله عنه اقرؤا ان شئتم فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم * وأخرج
مالك وأبو داود وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على
155

الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه كما تنتج الإبل من بهيمة جمعاء هل تحسن من جدعاء قالوا يا رسول الله أفرأيت من
يموت وهو صغير قال الله أعلم بما كانوا عاملين * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد والنسائي والحاكم وصححه
وابن مردويه عن الأسود بن سريع رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية لي خيبر فقاتلوا
المشركين فانتهى بهم القتل إلى الذرية فلما جاؤوا قال النبي صلى الله عليه وسلم ما حملكم على قتل الذرية قالوا
يا رسول الله انما كانوا أولاد المشركين قال وهل خياركم الا أولاد المشركين والذي نفسي بيده ما من نسمة تولد الا
على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها * قوله تعالى (منيبين إليه) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله منيبين إليه قال تائبين إليه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة من الذين فرقوا
دينهم قال هم اليهود والنصارى وفي قوله أم أنزلنا عليهم سلطانا قال يأمرهم بذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون يقول أم أنزلنا عليهم
كتابا فهو ينطق بشركهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله فلت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل قال الضيف ذلك خير للذين
يريدون وجه الله وأولئك هم المضعفون قال هذا الذي يقبله الله ويضاعفه لهم عشر أمثالها وأكثر من ذلك
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما آتيتم من ربا الآية قال الربا رباءان ربا لا باس
به وربا لا يصلح فاما الربا الذي لا باس به فهدية الرجل إلى الرجل يريد فضلها أو أضعافها * وأخرج ابن جرير عن
ابن عباس رضي الله عنهما وما آتيتم من ربا الآية قال هو ما يعطى الناس بعضهم بعضا يعطى الرجل الرجل
العطية يريد أن يعطى أكثر منها * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله قال هي الهدايا * وأخرج الفريابي وابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس قال يعطى
ماله يبتغى أفضل منه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه وما آتيتم من ربا ليربو في
أموال الناس فلا يربو عند الله قال ما أعطيتم من عطية لتثابوا عليها في الدنيا فليس فيها أجر * وأخرج الفريابي
وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله وما آتيتم من ربا الآية قال
هو الربا الحلال أن تهدى تريد أكثر منه وليس له أجر ولا وزر ونهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم خاصة فقال
ولا تمنن تستكثر * وأخرج البيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن
كعب القرظي رضي الله عنه وما آتيتم من ربا الآية قال الرجل يعطى الشئ ليكافئه به ويزداد عليه فلا يربو عند
الله والآخر الذي يعطى الشئ لوجه الله ولا يريد من صاحبه جزاء ولا مكافأة فذلك الذي يضعف عند الله تعالى
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما آتيتم من زكاة قال هي
الصدقة * قوله تعالى (ظهر الفساد) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ظهر
الفساد في البر والبحر قال البر البرية التي ليس عندها نهر والبحر مكان من المدائن والقرى على شط نهر * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي
الناس لآية قال نقصان البركة باعمال العباد كي يتوبوا * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه ظهر
الفساد في البر والبحر قال قحوط المطر قيل له قحوط المطر لن يضر البحر قال إذا قل المطر قل الغوص * وأخرج ابن
المنذر عن عطية رضي الله عنه في الآية انه قيل له هذا البر والبحر أي فساد فيه قال إذا قل المطر قل الغوص
* وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن رفيع رضي الله عنه في قوله ظهر الفساد في البر والبحر قال انقطاع المطر قيل
فالبحر قال إذا لم يمطر عميت دواب البحر * وأخرج الفريابي عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ظهر الفساد في البر
والبحر قال البر الفيافي التي ليس فيها شئ والبحر القرى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة
رضي الله عنه انه سئل عن قوله ظهر الفساد في البر والبحر قال البر قد عرفناه فما بال البحر قال إن العرب تسمى
الأمصار البحر * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
156

ظهر الفساد في البر والبحر قال فساد البر قتل ابن آدم أخاه والبحر أخذ الملك السفن غصبا * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ظهر الفساد في البر والبحر قال هذا قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم
رجع راجعون من الناس * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله ظهر الفساد في البر والبحر
قال البر كل قرية نائية عن البحر مثل مكة والمدينة والبحر كل قرية على البحر مثل كوفة والبصرة والشام وفي قوله
بما كسبت أيدي الناس قال بما عملوا من المعاصي * واخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في الآية قال
البحر الجزائر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لعلهم يرجعون
قال يتوبون * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لعلهم يرجعون قال عن الذنوب * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس قال
أفسدهم الله بذنوبهم في بر الأرض وبحرها بأعمالهم الخبيثة لعلهم يرجعون قال يرجع من بعدهم * قوله
تعالى (فأقم وجهك للدين) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله فأقم وجهك للدين القيم قال الاسلام من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله قال يوم القيامة يومئذ
يصدعون قال فريق في الجنة وفريق في السعير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله يومئذ يصدعون قال يتفرقون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه
في قوله يومئذ يصدعون يومئذ يتفرقون وقرأ فاما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون وأما
الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون قال هذا حين يصدعون يتفرقون
إلى الجنة والنار * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في عذاب
القبر عن مجاهد في قوله فلأنفسهم يمهدون قال يسوون المضاجع في القبر * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات قال بالمطر
وليذيقكم من رحمته قال المطر ولتجري الفلك بأمره قال السفن في البحار ولتبتغوا من فضله قال التجارة في السفن
* قوله تعالى (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) * أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء
رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه الا كان حقا
على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة ثم تلا وكان حقا علينا نصر المؤمنين * قوله تعالى (الله الذي يرسل الرياح)
الآيات * أخرج أبو الشيخ في العظمة عن السدى رضي الله عنه قال يرسل الله الريح فتأتي بالسحاب من بين
الخافقين طرف السماء حين يلتقيان فتخرجه ثم تنشره فيبسطه في السماء كيف يشاء فيسيل الماء على السحاب
ثم يمطر السحاب بعد ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال يرسل الله الريح فتحمل الماء
من السحاب فتمر به السحاب فتدر كما تدر الناقة وثجاج مثل العزالى غير أنه متفرق * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فيبسطه في السماء قال يجمعه ويجعله كسفا قال قطعا * وأخرج أبو يعلى
وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فيجعله كسفا قال قطعا يجعل بعضها فوق بعض فترى الودق قال
المطر يخرج من خلاله قال من بينه * وأخرج الفريابي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فترى الودق قال القطر
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله فيجعله كسفا قال سماء دون سماء وفي قوله لمبلسين قال
لقانطين * قوله تعالى (انك لا تسمع الموتى) الآية * أخرج مسلم وابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر أياما حتى جيفوا ثم أتاهم فقام يناديهم فقال يا أمية بن خلف يا أبا
جهل بن هشام يا عتبة بن ربيعة هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فسمع عمر رضي الله عنه صوته فجاء فقال يا رسول الله
تناديهم بعد ثلاث وهل يسمعون يقول الله انك لا تسمع الموتى فقال والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع منهم ولكنهم
لا يطيقون أن يجيبوا * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قليب بدر فقال هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ثم قال إنهم الآن يسمعون ما أقول
فذكر لعائشة رضي الله عنها فقالت انما قال النبي صلى الله عليه وسلم انهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول
157

لهم هو الحق ثم قرأت انك لا تسمع الموتى حتى قرأت الآية * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
والنسائي من طريق قتادة قال ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة رضي الله عنهما ان نبي الله صلى الله عليه وسلم
أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش فقذفوا في طوى من أطواء بدر خبيث مخبث وكان إذا ظهر
على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها ثم مشى واتبعه أصحابه
قالوا ما ترى ينطلق الا لبعض حاجته حتى قام على شفة الركى فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان
ابن فلان ويا فلان بن فلان أيسركم انكم أطعتم الله ورسوله فانا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد
ربكم حقا فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم انهم
لأسمع لما أقول منكم قال قتادة أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وندما * وأخرج ابن
مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت هذه الآية في دعاء النبي صلى الله
عليه وسلم لأهل بدر انك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين * قوله تعالى (الله الذي خلقكم من
ضعف) الآية * أخرج سعيد بن منصور وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن المنذر والطبراني والشيرازي في
الألقاب والدارقطني في الافراد وابن عدي والحاكم وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه والخطيب في تالي التلخيص عن
ابن عمر رضي الله عنهما قال قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم الله الذي خلقكم من ضعف فقال من ضعف يا بنى
* وأخرج الخطيب عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ الله الذي خلقكم من ضعف
بالضم * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ هذا الحرف في الروم
خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة
رضي الله عنه في قوله الله الذي خلقكم من ضعف قال من نطفة ثم جعل من بعد قوة ضعفا قال الهرم وشيبة قال الشمط
* قوله تعالى (ويوم تقوم الساعة) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
رضي الله عنه في قوله ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة قال يعنون في الدنيا استقل القوم أجل
الدنيا لما عاينوا الآخرة كذلك كانوا يؤفكون قال كذلك كانوا يكذبون في الدنيا وقال الذين أوتوا العلم الآية
قال هذا من تقاديم الكلام وتأويلها وقال الذين أوتوا الايمان والعلم في كتاب الله لقد لبثتم لي يوم البعث
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث قال لبثوا
في علم الله في البرزخ إلى يوم القيامة لا يعلم متى علم وقت الساعة الا الله وفي ذلك أنزل الله وأجل مسمى عنده
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في سننه عن علي رضي الله عنه أن
رجلا من الخوارج ناداه وهو في صلاة الفجر فقال ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن
عملك ولتكونن من الخاسرين فأجابه على رضي الله عنه وهو في الصلاة فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين
لا يوقنون * (سورة لقمان عليه السلام) *
* أخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أنزلت سورة
لقمان بمكة * وأخرج النحاس في تاريخه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سورة لقمان نزلت بمكة سوى ثلاث
آيات منها نزلت بالمدينة ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام إلى تمام الآيات الثلاث * وأخرج النسائي وابن
ماجة عن البراء رضي الله عنه قال كنا نصلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم الظهر ونسمع منه الآية بعد الآية
من سورة لقمان والذاريات * قوله تعالى (ومن الناس من يشترى لهو الحديث) الآية * أخرج البيهقي في
شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ومن الناس من يشترى لهو الحديث يعنى باطل الحديث
وهو النضر بن الحارث بن علقمة اشترى أحاديث العجم وصنيعهم في دهرهم وكان يكتب الكتب من الحيرة
والشام ويكذب بالقرآن فاعرض عنه فلم يؤمن به * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في
قوله ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال شراؤه استحبابه وبحسب المرء من الضلالة ان يختار حديث
الباطل على حديث الحق وفي قوله ويتخذها هزوا قال يستهزئ بها ويكذبها * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن
158

المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ويتخذها هزوا قال سبيل الله يتخذ السبيل هزوا * وأخرج
الفريابي وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ومن الناس من يشترى لهو الحديث
قال باطل الحديث وهو الغناء ونحوه ليضل عن سبيل الله قال قراءة القرآن وذكر الله نزلت في رجل من قريش
اشترى جارية مغنية * وأخرج جويبر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ومن الناس من يشترى لهو
الحديث قال أنزلت في النضر بن الحارث اشترى قينة فكان لا يسمع بأحد يريد الاسلام الا انطلق به إلى
قينته فيقول أطعميه واسقيه وغنيه هذا خير مما يدعوك إليه محمد من الصلاة والصيام وان تقاتل بين يديه
فنزلت * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والترمذي وابن ماجة وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي عن أبي امامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام في مثل هذا
أنزلت هذه الآية ومن الناس من يشترى لهو الحديث إلى آخر الآية * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي
وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله حرم القينة وبيعها وثمنها
وتعليمها والاستماع إليها ثم قرأ ومن الناس من يشترى لهو الحديث * وأخرج البخاري في الأدب المفرد وابن أبي
الدنيا وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما ومن الناس من
يشترى لهو الحديث قال هو الغناء وأشباهه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال هو شراء المغنية * وأخرج ابن عساكر عن مكحول رضي الله عنه
في قوله ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال الجواري الضاربات * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا وابن
جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي الصهباء قال سألت عبد الله بن مسعود رضى
الله تعالى عنه عن قوله تعالى ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال هو والله الغناء * وأخرج ابن أبي الدنيا
وابن جرير عن شعيب بن يسار قال سألت عكرمة رضي الله عنه عن لهو الحديث قال هو الغناء * وأخرج
الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه ومن الناس من
يشترى لهو الحديث قال هو الغناء وكل لعب لهو * وأخرج ابن أبي الدنيا من طريق حبيب بن أبي ثابت عن
إبراهيم رضي الله عنه ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال هو الغناء وقال مجاهد رضي الله عنه هو لهو الحديث
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني رضي الله عنه ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال الغناء والباطل
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال نزلت هذه الآية ومن الناس من يشترى لهو الحديث في
الغناء والمزامير * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في سننه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال الغناء ينبت النفاق في
القلب كما ينبت الماء الزرع والذكر ينبت الايمان في القلب كما ينبت الماء الزرع * وأخرج ابن أبي الدنيا عن
إبراهيم رضي الله عنه قال كانوا يقولون الغناء ينبت النفاق في القلب * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في سننه عن
ابن مسعود رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء
البقل * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه قال إذا ركب الرجل الدابة
ولم يسم ردفه شيطان فقال تغنه فان كان لا يحسن قال له تمنه * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن مردويه عن أبي امامة
رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما رفع أحد صوته بغناء الا بعث الله إليه شيطانين يجلسان على
منكبيه يضربان بأعقابهما على صدره حتى يمسك * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن الشعبي عن القاسم بن
محمد رضي الله عنه أنه سئل عن الغناء فقال أنهاك عنه وأكرهه لك قال السائل احرام هو قال انظر يا ابن أخي إذا
ميز الله الحق من الباطل في أيهما يجعل الغناء * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن الشعبي قال لعن المغني والمغنى
له * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن فضيل بن عياض قال الغناء رقية الزنا * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي
عن أبي عثمان الليثي قال قال يزيد بن الوليد الناقص يا بنى أمية إياكم والغناء فإنه ينقص الحياء ويزيد في الشهوة
ويهدم المروءة وانه لينوب عن الخمر ويفعل ما يفعل السكر فان كنتم لابد فاعلين فجنبوه النساء فان الغناء
159

داعية الزنا * وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي جعفر الأموي عمر بن عبد الله قال كتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه
إلى مؤدب ولده من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى سهل مولاه أما بعد فإني اخترتك على علم منى لتأديب
ولدى وصرفتهم إليك عن غيرك من موالى وذوي الخاصة بي فخذهم بالجفاء فهو أمكن لإقدامهم وترك الصحبة فان
عادتها تكسب الغفلة وكثرة الضحك فان كثرته تميت القلب وليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي
التي بدؤها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمن فإنه بلغني عن الثقات من حملة العلم ان حضور المعازف واستماع
الأغاني واللهج بهما ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب ولعمري لتوقى ذلك بترك حضور تلك المواطن
أيسر على ذوي الذهن من الثبوت على النفاق في قلبه وهو حين يفارقها لا يعتقد مما سمعت أذناه على شئ ينتفع
به وليفتتح كل غلام منهم بجزئه من القرآن يثبت في قراءته فإذا فرغ منه تناول قوسه وكنانته وخرج إلى الغرض
حافيا فرمى سبعة أرشاق ثم انصرف إلى القائلة فان ابن مسعود رضي الله عنه كان يقول يا بنى قيلوا فان الشياطين
لا تقيل والسلام * وأخرج ابن أبي الدنيا عن رافع بن حفص المدني قال أربع لا ينظر الله إليهن يوم القيامة
الساحرة والنائحة والمغنية والمرأة مع المرأة وقال من أدرك ذلك الزمان فأولى به طول الحزن * وأخرج ابن أبي
الدنيا عن علي بن الحسين رضي الله عنه قال ما قدست أمة فيها البر بط * وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبد الرحمن بن
عوف رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة
لهو ولعب ومزامير شيطان وصوت عند مصيبة خش وجوه وشق جيوب وزنة شيطان * وأخرج ابن أبي الدنيا
عن الحسن رضي الله عنه تعالى عنه قال صوتان ملعونان مزمار عند نغمة وزنة عند مصيبة * وأخرج ابن أبي
الدنيا عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال أخبث الكسب كسب الزمارة * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي
عن نافع قال كنت أسير مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في طريق فسمع زمارة راع فوضع أصبعيه في أذنيه ثم
عدل عن الطريق فلم يزل يقول يا نافع أتسمع قلت لا فاخرج أصبعيه من أذنيه وقال هكذا رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم صنع * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية
ومن الناس من يشترى لهو الحديث انما ذلك شراء الرجل اللعب والباطل * وأخرج الحاكم في الكنى عن عطاء
الخراساني رضي الله عنه قال نزلت هذه الآية ومن الناس من يشترى لهو الحديث في الغناء والباطل والمزامير
* وأخرج آدم وابن جرير والبيهقي في سننه عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ومن الناس من يشترى لهو الحديث
قال هو اشتراؤه المغني والمغنية بالمال الكثير والاستماع إليه وإلى مثله من الباطل * وأخرج البيهقي في الشعب
عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال هو رجل يشترى جارية تغنيه ليلا
أو نهارا * قوله تعالى (وإذا تتلى عليه آياتنا) * أخرج ابن أبي الدنيا عن قتادة رضي الله عنه وإذا تتلى عليه آياتنا
ولى مستكبرا قال مكذبا بها * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله وقرا قال ثقلا * قوله تعالى (لهم جنات
النعيم) * أخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال جنات النعيم بين جنات الفروس وبين جنات
عدن وفيها جوار خلقن من ورد الجنة قيل ومن يسكنها قال الذين هموا بالمعاصي فلما ذكروا عظمتي راقبوني
والذين انثنت أصلابهم في خشيتي * قوله تعالى (هذا خلق الله) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن
قتادة رضي الله عنه في قوله هذا خلق الله أي ما ذكر من خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من
الدواب وما أنبت من كل زوج فأروني ماذا خلق الذين من دونه يعنى الأصنام والله أعلم * قوله تعالى (ولقد
آتينا لقمان الحكمة) * أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أتدرون ما كان لقمان قالوا الله ورسوله أعلم قال كان حبشيا * وأخرج ابن أبي شيبة في الزهد وأحمد
وابن أبي الدنيا في كتاب المملوكين وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
كان لقمان عليه السلام عبدا حبشيا نجارا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال
قلت لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما ما انتهى إليكم من شان لقمان عليه السلام قال كان قصيرا أفطس من
النوبة * وأخرج الطبراني وابن حبان في الضعفاء وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال
160

رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذوا السودان فان ثلاثة منهم سادات أهل الجنة لقمان الحكيم والنجاشي
وبلال المؤذن قال الطبراني أراد الحبشة * وأخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن بن يزيد عن جابر رضى الله
تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سادات السودان أربعة لقمان الحبشي والنجاشي وبلال
ومهجع * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه ان لقمان عليه السلام
كان أسود من سودان مصر ذا مشافر أعطاه الله الحكمة ومنعه النبوة * وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن
ابن حرملة قال جاء أسود إلى سعيد بن المسيب رضي الله عنه يسأله فقال له سعيد رضي الله عنه لا تحزن من أجل
انك أسود فإنه كان من أخير الناس ثلاثة من السودان بلال ومهجع مولى عمر بن الخطاب ولقمان الحكيم
كان أسود نوبيا ذا مشافر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان لقمان
عليه السلام عبدا أسود * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه قال كان لقمان عليه السلام عبدا حبشيا غليظ الشفتين مصفح القدمين قاضيا لبني إسرائيل
* وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن المنذر عن سعيد بن المسيب رضى الله تعالى عنه ان لقمان عليه
السلام كان خياطا * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال كان لقمان عليه السلام من أهون
مملوكيه على سيده وان أول ما رؤى من حكمته انه بينما هو مع مولاه إذ دخل المخرج فأطال فيه الجلوس فناداه
لقمان ان طول الجلوس على الحاجة ينجع منه الكبد ويكون منه الباسور ويصعد الحر إلى الرأس فاجلس
هوينا واخرج فخرج فكتب حكمته على باب الحش قال وسكر مولاه فخاطر قوما على أن يشرب ماء بحيرة فلما
أفاق عرف ما وقع منه فدعا لقمان فقال لمثل هذا كنت أخبؤك فقال اجمعهم فلما اجتمعوا قال على أي شئ
خاطرتموه قالوا على أن يشرب ماء هذه البحيرة قال فان لها مواد فاحبسوا موادها عنها قالوا كيف نستطيع ان
نحبس موادها قال وكيف يستطيع ان يشربها ولها مواد * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ولقد آتينا لقمان الحكمة قال يعنى العقل والفهم والفطنة من غير نبوة * وأخرج الحكيم
الترمذي في نوادر الأصول عن أبي مسلم الخولاني رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
لقمان كان عبدا كثير التفكر حسن الظن كثير الصمت أحب الله فأحبه الله تعالى فمن عليه بالحكمة نودي
بالخلافة قبل داود عليه السلام فقيل له يا لقمان هل لك ان يجعلك الله خليفة تحكم بين الناس بالحق قال لقمان
ان أجبرني ربى عز وجل قبلت فإني أعلم انه ان فعل ذلك أعانني وعلمني وعصمني وان خيرني ربى قبلت العافية ولم
أسأل البلاء فقالت الملائكة يا لقمان لم قال لان الحاكم باشد المنازل وأكدرها يغشاه الظلم من كل مكان فيخذل
أو يعان فان أصاب فبالحري ان ينجو وان أخطأ أخطأ طريق الجنة ومن يكون في الدنيا ذليلا خير من أن
يكون شريفا ضائعا ومن يختار الدنيا على الآخرة فاتته الدنيا ولا بصير إلى ملك الآخرة فعجبت الملائكة من
حسن منطقه فنام نومة فغط بالحكمة غطا فانتبه فتكلم بها ثم نودي داود عليه السلام بعده بالخلافة فقبلها ولم
يشترط شرط لقمان فأهوى في الخطيئة فصفح الله عنه وتجاوز وكان لقمان يوازره بعلمه وحكمته فقال داود
عليه السلام طوبى لك يا لقمان أوتيت الحكمة فصرفت عنك البلية وأوتي داود الخلافة فابتلي بالذنب والفتنة
* وأخرج الفريابي وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولقد آتينا
لقمان الحكمة قال العقل والفقه والإصابة في القول في غير نبوة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله ولقد آتينا لقمان الحكمة قال الفقه في الاسلام ولم يكن نبيا ولم يوح إليه * وأخرج ابن أبي حاتم عن
قتادة رضى الله تعالى عنه قال خير الله تعالى لقمان بين الحكمة والنبوة فاختار الحكمة على النبوة فاتاه جبريل
عليه السلام وهو نائم فذر عليه الحكمة فأصبح ينطق بها فقيل له كيف اخترت الحكمة على النبوة وقد خيرك ربك
فقال لو أنه أرسل إلى بالنبوة عزمة لرجوت فيها الفوز منه ولكنت أرجو ان أقوم بها ولكنه خيرني فخفت ان
أضعف عن النبوة فكانت الحكمة أحب إلى * وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضى الله تعالى عنه انه سئل
أكان لقمان عليه السلام نبيا قال لا لم يوح إليه وكان رجلا صالحا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عكرمة
161

رضى الله تعالى عنه قال كان لقمان عليه السلام نبيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ليث رضى الله تعالى عنه
كانت حكمة لقمان عليه السلام نبوة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله تعالى عنه قال كان لقمان
عليه السلام رجلا صالحا ولم يكن نبيا * وأخرج الطبراني والرامهرمزي في الأمثال بسند ضعيف عن أبي امامة
رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لقمان عليه السلام قال لابنه يا بنى عليك
بمجالس العلماء واستمع كلام الحكماء فان الله يحيى القلب الميت بنور الحكمة كما تحيا الأرض الميتة بوابل المطر
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الدرداء رضي الله عنه انه ذكر لقمان الحكيم فقال ما أوتى ما أوتى عن
أهل ولا مال ولا حسب ولا خصال ولكنه كان رجلا صمصامة سكيتا طويل التفكر عميق النظر لم ينم نهارا قط ولم
يره أحد يبزق ولا يتنحنح ولا يبول ولا يتغوط ولا يغتسل ولا يعبث ولا يضحك وكان لا يعيد منطقا نطقه
الا ان يقول حكمة يستعيدها إياه وكان قد تزوج وولد له أولاد فماتوا فلم يبك عليهم وكان يغشى السلطان
ويأتي الحكماء لينظر ويتفكر ويعتبر فبذلك أوتى ما أوتى * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وابن جرير
عن عمر بن قيس رضي الله عنه قال مر رجل بلقمان عليه السلام والناس عنده فقال ألست عبد بنى فلان قال بلى
قال ألست الذي كنت ترعى عند جبل كذا وكذا قال بلى قال فما الذي بلغ بك ما أرى قال تقوى الله وصدق
الحديث وأداء الأمانة وطول السكوت عما لا يعنيني * وأخرج أحمد في لزهد عن محمد بن جحادة رضي الله عنه مثله
* وأخرج أحمد والحكيم الترمذي والحاكم في الكنى والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لقمان الحكيم كان يقول إن الله إذا استودع شيئا حفظه * وأخرج ابن أبي الدنيا
في نعت الخائفين عن الفضل الرقاشي قال ما زال لقمان يعظ ابنه حتى انشقت مرارته فمات * وأخرج ابن أبي
الدنيا عن حفص بن عمر الكندي قال وضع لقمان عليه السلام جرابا من خردل إلى جنبه وجعل يعظ ابنه موعظة
ويخرج خردلة فنفذ الخردل فقال يا بنى لقد وعظتك موعظة لو وعظتها جبلا لتفطر فتفطر ابنه * وأخرج
ابن أبي حاتم والحاكم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقمان لابنه
وهو يعظه يا بنى إياك والتقنع فإنها مخوفة بالليل مذلة بالنهار * وأخرج العسكري في الأمثال والحاكم والبيهقي
في شعب الايمان عن أنس ان لقمان عليه السلام كان عبدا لداود وهو يسرد الدرع فجعل يفتله هكذا بيده
فجعل لقمان عليه السلام يتعجب ويريد ان يسأله وتمنعه حكمته أن يسأله فلما فرغ منها صبها على نفسه وقال
نعم درع الحرب هذه فقال لقمان الصمت من الحكمة وقليل فاعله كنت أردت ان أسالك فسكت حتى كفيتني
* وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الايمان عن عون بن عبد الله رضي الله عنه قال قال لقمان لابنه يا بنى ارج الله
رجاء لا تأمن فيه مكره وخف الله مخافة لا تيأس بها من رحمته فقال يا أبتاه وكيف أستطيع ذلك وانما لي قلب واحد
قال ا؟ ومن كذا له قلبان قلب يرجو به وقلب يخاف به * وأخرج البيهقي عن سليمان التيمي رضى الله تعالى
عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى أكثر من قول رب اغفر لي فان لله ساعة لا يرد فيها سائل * وأخرج
البيهقي والصابوني في المائتين عن عمران بن سليم رضي الله عنه قال بلغني ان لقمان عليه السلام قال لابنه يا بنى
حملت الحجارة والحديد والحمل الثقيل فلم أحمل شيئا أثقل من جار السوء يا بنى انى قد ذقت المر كله فلم أذق شيئا أمر
من الفقر * وأخرج ابن أبي الدنيا في اليقين عن الحسن رضي الله عنه قال قال لقمان لابنه يا بنى ان العمل
لا يستطاع الا باليقين ومن يضعف يقينه يضعف عمله يا بنى إذا جاءك الشيطان من قبل الشك والريبة فاغلبه
باليقين والنصيحة وإذا جاءك من قبل الكسل والسآمة فاغلبه بذكر القبر والقيامة وإذا جاءك من قبل الرغبة
والرهبة فأخبره ان الدنيا مفارقة متروكة * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى عن وهب رضى الله تعالى عنه
قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى اتخذ تقوى الله تجارة يأتك الربح من غير بضاعة * وأخرج ابن أبي الدنيا في
الرضا عن سعيد بن المسيب قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى لا ينزلن بك أمر رضيته أو كرهته الا جعلت في
الضمير منك؟؟؟ ذلك خير لك قال أما هذا فلا أقدر أعطيكها دون ان أعلم ما قلت كما قلت قال يا بنى فان الله قد بعث
نبيا هلم حتى تأتيه فصدقه قال اذهب يا أبت فخرج على حمار وابنه على حمار وتزودا ثم سارا أياما وليالي حتى
162

تلقتهما مفازة فأخذا أهبتهما لها فدخلاها فسارا ما شاء الله حتى ظهرا وقد تعالى النهار واشتد الحر ونفد الماء
والزاد واستبطأ حماريهما فنزلا فجعلا يشتدان على سوقهما فبينما هما كذلك إذ نظر لقمان امامه فإذا هم بسواد
ودخان فقال في نفسه السواد الشجر والدخان العمران والناس فبينما هما كذلك يشتدان إذ وطئ ابن
لقمان على عظم في الطريق فخر مغشيا عليه فوثب إليه لقمان عليه السلام فضمه إلى صدره واستخرج
العظم بأسنانه ثم نظر إليه فذرفت عيناه فقال يا أبت أنت تبكي وأنت تقول هذا خير لي كيف يكون هذا خيرا لي
وقد نفد الطعام والماء وبقيت أنا وأنت في هذا المكان فان ذهبت وتركتني على حالي ذهبت بهم وغم ما بقيت
وان أقمت معي متنا جميعا فقال يا بنى أما بكائي فرقة الوالدين وأما ما قلت كيف يكون هذا خيرا لي فلعل ما صرف عنك
أعظم ما ابتليت به ولعل ما ابتليت به أيسر مما صرف عنك ثم نظر لقمان امامه فلم ير ذلك الدخان والسواد
وإذا بشخص أقبل على فرس أبلق عليه ثياب بيض وعمامة بيضاء يمسح الهواء مسحا فلم يزل يرمقه بعينه حتى
كان منه قريبا فتوارى عنه ثم صاح به أنت لقمان قال نعم قال أنت الحكيم قال كذلك فقال ما قال لك ابنك قال
يا عبد الله من أنت اسمع كلامك ولا أرى وجهك قال أنا جبريل أمرني ربى بخسف هذه المدينة ومن فيها فأخبرت
إنكما تريدانها فدعوت ربى ان يحبسكما عنها بما شاء فحبسكما بما ابتلى به ابنك ولولا ذلك لخسف بكما مع من خسفت
ثم مسح جبريل عليه السلام يده على قدم الغلام فاستوى قائما ومسح يده على الذي كان فيه الطعام فامتلأ طعاما
وعلى الذي كان فيه الماء فامتلأ ماء ثم حملهما وحماريهما فزجل بهما كما يزجل الطير فإذا هما في الدار الذي خرجا
بعد أيام وليال * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن رباح اللخمي انه لما وعظ لقمان عليه السلام ابنه وقال إنها ان
تلك الآية أخذ حبة من خردل فأتى بها إلى اليرموك فألقاها في عرضه ثم مكث ما شاء الله ثم ذكرها وبسط يده
فاقبل بها ذباب حتى وضعها في راحته * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن مالك رضي الله عنه قال بلغني أن
لقمان عليه السلام قال لابنه ليس غنى كصحة ولا نعيم كطيب نفس * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن وهب
ابن منبه رضي الله عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه من كذب ذهب ماء وجهه ومن ساء خلقه كثر غمه ونقل
الصخور من مواضعها أيسر من افهام من لا يفهم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والبيهقي عن الحسن
رضى الله تعالى عنه ان لقمان قال لابنه يا بنى حملت الجندل والحديد وكل شئ ثقيل فلم أحمل شيئا هو أثقل من جار
السوء وذقت المر فلم أذق شيئا هو أمر من الفقر يا بنى لا ترسل رسولك جاهلا فان لم تجد حكيما فكن رسول نفسك
يا بنى إياك والكذب فإنه شهي كلحم العصفور عما قليل يقلى صاحبه يا بنى أحضر الجنائز ولا تحضر العرس فان
الجنائز تذكرك الآخرة والعرس تشهيك الدنيا يا بنى لا تأكل شبعا على شبع فإنك ان تلقه للكلب خير من أن
تأكله يا بنى لا تكن حلوا فتبلغ ولا مرا فتلفظ * وأخرج البيهقي عن الحسن رضى الله تعالى عنه أن لقمان عليه
السلام قال لابنه يا بنى لا تكونن أعجز من هذا الديك الذي يصوت بالأسحار وأنت نائم على فراشك * وأخرج
عبد الله في زوائده والبيهقي عن عثمان بن زائدة رضى الله تعالى عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى لا تؤخر
التوبة فان الموت يأتي بغتة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبيهقي عن سيار بن الحكم قال قيل للقمان عليه السلام
ما حكمتك قال لا أسأل عما قد كفيت ولا أتكلف ما لا يعنيني * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي عثمان الجعدي
رجل من أهل البصرة قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى لا ترغب في ود الجاهل فيرى أنك ترضى عمله ولا
تهاون بمقت الحكيم فيزهد فيك * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عكرمة رضى الله تعالى عنه ان لقمان
عليه السلام قال لا تنكح أمة غيرك فتورث بنيك حزنا طويلا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن محمد بن
واسع رضي الله عنه قال كان لقمان عليه السلام يقول لابنه يا بنى اتق الله ولا تر الناس أنك تخشى الله ليكرموك
بذلك وقلبك فاجر * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير عن خالد الربعي رضى الله تعالى عنه قال كان لقمان
عبدا حبشيا نجارا فقال له سيده اذبح لي شاة فذبح له شاة فقال له ائتني يا طيب مضغتين فيها فاتاه باللسان والقلب
فقال أما كان شئ أطيب من هذين قال لا فسكت عنه ما سكت ثم قال له اذبح لي شاة فذبح له شاة فقال له ألق أخبثها
مضغتين فرمى باللسان والقلب فقال أمرتك بان تأتى بأطيبها مضغتين فأتيتني باللسان والقلب وأمرتك أن تلقى
163

أخبثها مضغتين فألقيت اللسان والقلب فقال إنه ليس شئ بأطيب منهما إذا طابا ولا بأخبث منهما إذا خبثا
* وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال قال لقمان عليه السلام ألا ان يد الله على أفواه
الحكماء لا يتكلم أحدهم الا ما هيأ الله له * وأخرج عبد الله عن سفيان رضي الله عنه قال قال لقمان عليه السلام
لابنه يا بنى ما ندمت على الصمت قط وان كان الكلام من فضة أكن السكوت من ذهب * وأخرج أحمد عن قتادة
رضي الله عنه ان لقمان عليه السلام قال لابنه يا بنى اعتزل الشر كيما يعتزلك فان الشر للشر خلق * وأخرج عن
هشام بن عروة عن أبيه قال مكتوب في الحكمة يعنى حكمة لقمان عليه السلام يا بنى إياك والرغب كل الرغب
فان الرغب كل الرغب 7 ينفذ القرب من القرب ويترك الحلم مثل 7 الرطب يا بنى إياك وشدة الغضب فان شدة الغضب
ممحقة لفؤاد الحكيم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال قال لقمان عليه السلام
لابنه وهو يعظه يا بنى اختر المجالس على عينك فإذا رأيت المجلس يذكر الله عز وجل فيه فاجلس معهم فإنك ان تلك
عالما ينفعك علمك وان تك غبيا يعلموك وان يطلع الله عز وجل إليهم برحمة تصبك معهم يا بنى لا تجلس في المجلس
الذي لا يذكر فيه الله فإنك ان تك عالما لا ينفعك علمك وان تك عيبا يزيدوك عيا وان يطلع الله إليهم بعد ذلك بسخط
يصبك معهم ويا بنى لا يغيظنك امرؤ رحب الذراعين يسفك دماء المؤمنين فان له عند الله قاتلا لا يموت * وأخرج
عبد الله في زوائده عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه لا يأكل طعامك الا الأتقياء وشاور
في أمرك العلماء * وأخرج أحمد عن هشام بن عروة عن أبيه قال مكتوب في الحكمة يعنى حكمة لقمان لتكن
كلمتك طيبة وليكن وجهك بسيطا تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء وقال مكتوب في التوراة كما ترحمون
ترحمون وقال مكتوب في الحكمة كما تزرعون تحصدون وقال مكتوب في الحكمة أحب خليلك وخليل أبيك
* وأخرج أحمد عن أبي قلابة رضي الله عنه قال قيل للقمان عليه السلام أي الناس أصبر قال صبر لا معه أذى قيل
فأي الناس أعلم قال من ازداد من علم الناس إلى علمه قيل فأي الناس خير قال الغنى قيل الغنى من المال قال لا
ولكن الغنى إذا التمس عنده خير وجدوا لا أغنى نفسه عن الناس * وأخرج أحمد عن سفيان رضي الله عنه قال
قيل للقمان عليه السلام أي الناس شر قال الذي لا يبالي ان يراه الناس مسيئا * وأخرج أحمد عن مالك بن
دينار رضي الله عنه قال وجدت في بعض الحكمة يبرد الله عظام الذين يتكلمون بأهواء الناس ووجدت
في الحكمة لا خير لك في أن تتعلم ما لم تعلم إذا لم تعمل بما قد علمت فان مثل ذلك مثل رجل احتطب حطبا فحمل
خرمة فذهب يحملها فعجز عنها فضم إليها أخرى * وأخرج أحمد عن محمد مبن جحادة رضي الله عنه قال قال لقمان
عليه السلام يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم * وأخرج أحمد عن سفيان رضي الله عنه عمن أخبره ان
لقمان عليه السلام قال لابنه أي بنى ان الدنيا بحر عميق وقد غرق فيها ناس كثير فاجعل سفينتك فيها تقوى الله
وحشوها الايمان بالله وشراعها التوكل على الله لعلك ان تنجو ولا أراك ناجيا * وأخرج عبد الله في زوائد عن
عوف بن عبد الله رضي الله عنه قال قال لقمان لابنه يا بنى انى حملت الجندل والحديد فلم أحمل شيئا أثقل من جار
السوء وذقت المرارة كلها فلم أذق أشد من الفقر * وأخرج أحمد عن شرحبيل بن مسلم رضي الله عنه ان لقمان قال
أقصر من اللجاجة ولا أنطق فيما لا يعنيني ولا أكون مضحاكا من غير عجب ولا مشاء إلى غير أرب * وأخرج أحمد
عن أبي الجلد رضي الله عنه قال قرأت في الحكمة من كان له من نفسه واعظ كان له من الله حافظ ومن أنصف
الناس من نفسه زاده الله بذلك عزا والذل في طاعة الله أقرب من التعزز بالمعصية * وأخرج أحمد عن عبد الله بن
دينار رضي الله عنه ان لقمان عليه السلام قال لابنه يا بنى انزل نفسك منزلة من لا حاجة له بك ولا بد لك منه يا بنى كن
كمن يا يبتغى محمدة لناس ولا يكسب ذمهم فنفسه منه في عناء والناس منه في راحة * وأخرج أحمد عن ابن أبي يحيى
رضى الله تعالى عنه قال قال لقمان لابنه أي بنى ان الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك * وأخرج أحمد
عن معاوية بن قرة قال قال لقمان عليه السلام لابنة يا بنى جالس الصالحين من عباد الله فإنك تصيب بمجالستهم خيرا
ولعله ان يكون آخر ذلك تنزل عليهم الرحمة فتصيبك معهم يا بنى لا تجالس الأشرار فإنك لا يصيبك من مجالستهم
خير ولعله ان يكون في آخر ذلك أن تنزل عليهم عقوبة فتصيبك معهم * وأخرج أحمد عن ابن أبى نجيح رضى الله
164

عنه قال قال لقمان عليه السلام الصمت حكم وقليل فاعله فقال طاوس رضي الله عنه أي أبا نجيح من قال واتقى الله
خير ممن صمت واتقى الله * وأخرج أحمد عن عون رضي الله عنه قال قال لقمان عليه السالم لابنه يا بنى إذا انتهيت
إلى نادى قوم فارمهم بسهم الاسلام ثم اجلس في ناحيتهم فان أفاضوا في ذكر الله فاجلس معهم وان أفاضوا في
غير ذلك فتحول عنهم * وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الله بن دينار رضى الله تعالى عنه ان لقمان قدم من سفر
فلقيه غلام في الطريق فقال ما فعل أبى قال مات قال الحمد لله ملكت أمرى قال ما فعلت أمي قال ماتت قال ذهب
همى قال ما فعلت امرأتي قال ماتت قال جدد فراشي قال ما فعلت أختي قال ماتت قال سترت عورتي قال ما فعل
أخي قال مات قال انقطع ظهري * وأخرج عبد الله في زوائده عن عبد الوهاب بن بخت المكي رضى الله تعالى عنه
قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فان الله ليحيى القلوب الميتة بنور الحكمة
كما يحيى الأرض الميتة بوابل السماء * وأخرج عن عبد الله بن قيس رضى الله تعالى عنه قال قال لقمان عليه السلام
لابنه يا بنى امتنع مما يخرج من فيك فإنك ما سكت سالم وانما ينبغي لك من القول ما ينفعك * وأخرج أحمد عن محمد
ابن واسع رضي الله عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى لا تتعلم ما لا تعلم حتى تعمل بما تعلم * وأخرج أحمد عن
بكر المزني رضي الله عنه قال قال لقمان عليه السلام ضرب الوالد لولده كالماء للزرع * وأخرج القالي في أماليه
عن العتبى قال بلغني ان لقمان عليه السلام كان يقول ثلاثة لا يعرفون الا في ثلاثة مواطن الحليم عند الغضب
والشجاع عند الحرب وأخوك عند حاجتك إليه * وأخرج وكيع في الغرر عن الحنظلي رضي الله عنه قال قال لقمان
لابنه يا بنى إذا أردت ان تؤاخي رجلا فأغضبه قبل ذلك فان أنصفك عند غضبه والا فاحذره * وأخرج الدارقطني
عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال بلغني ان لقمان عليه السلام قال لابنه يا بنى انك منذ نزلت إلى الدنيا استدبرتها
واستقبلت الأخرى فدار أنت إليها تسير أقرب من دار أنت عنها تباعد وأخرج ابن المبارك عن ابن أبى مليكة رضي الله عنه
ان لقمان عليه السلام كان يقول اللهم لا تجعل أصحابي الغافلين إذا ذكرتك لم يعينوني وإذا نسيتك لم
يذكروني وإذا أمرت لم يطيعوني وان صمت أحزنوني * وأخرج الحكيم الترمذي عن معتمر عن أبيه ان لقمان
عليه السلام قال لابنه يا بنى عود لسانك أن يقول اللهم اغفر لي فان لله ساعة لا يرد فيها الدعاء * وأخرج الخطيب
عن الحسن رضى الله تعالى عنه قال قال لقمان عليه السلام لابنه يا بنى إياك والدين فإنه ذل النهار هم الليل
* وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال قال لقمان لابنه يا بنى ارج الله
رجاء لا يجرئك على معصيته وخف الله خوفا لا يؤيسك من رحمته * وأخرج عبد الرزاق عن عمر بن عبد العزيز رضى
الله تعالى عنه قال قال لقمان عليه السلام إذا جاءك الرجل وقد سقطت عيناه فلا تقض له حتى يأتي خصمه قال يقول
لعله ان يأتي وقد نزع أربعة أعين * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن رضي الله عنه قال قال
الله عز وجل يا ابن آدم خلقتك وتعبد غير وتدعوا لي وتفر منى وتذكرني وتنساني هذا أظلم ظلم في الأرض ثم يتلو
الحسن ان الشرك لظلم عظيم * قوله تعالى (ووصينا الانسان بوالديه) * أخرج أبو يعلى والطبراني وابن مردويه
وابن عساكر عن أبي عثمان النهدي قال إن سعد بن أبي وقاص قال نزلت في هذه الآية وان جاهداك على أن
تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا كنت رجلا برا بأمي فلما أسلمت قالت يا سعد وما
هذا الذي أراك قد أحدثت لتدعن دينك هذا أولا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي فيقال يا قاتل أمه قلت يا أمه
لا تفعلي فإني لا أدع ديني هذا لشئ فمكثت يوما وليلة لا تأكل فأصبحت قد جهدت فمكثت يوما آخر وليلة قد اشتد
جهدها فلما رأيت ذلك قلت يا أمه تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشئ
فان شئت فكلي وان شئت فلا تأكلي فلما رأت ذلك أكلت فنزلت هذه الآية * وأخرج ابن عساكر عن سعد قال
نزلت في أربع آيات الأنفال وصاحبهما في الدنيا معروفا والوصية والخمر * وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة
قال نزلت هذه الآية في سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه وان جاهداك على أن تشرك بي الآية * وأخرج ابن سعد
عن سعد بن أبي وقاص رضى الله تعالى عنه قال جئت من الرمي فإذا الناس مجتمعون على أمي حمنة بنت سفيان
ابن أمية بن عبد شمس وعلى أخي عامر حين أسلم فقلت ما شأن الناس فقالوا هذه أمك قد أخذت أخاك عامرا
165

تعطى الله عهدا أن لا يظلها ظل ولا تأكل طعاما ولا تشرب شرابا حتى يدع الصباوة فاقبل سعد رضي الله عنه حتى
تخلص إليها فقال على يا أمه فاحلفي قالت لم قال لان تستظلي في ظل ولا تأكلي طعاما ولا تشربي شرابا حتى ترى
مقعدك من النار فقالت انما أحلف على ابني البر فأنزل الله وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا
تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا في آخر الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
وهنا على وهن قال شدة بعد شدة وخلقا بعد خلق * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله وهنا
على وهن قال ضعفا على ضعف * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله وهنا على وهن قال مشقة وهو الولد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله وهنا على وهن قال الولد على وهن قال الوالدة وضعفها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة
رضى الله تعالى عنه في قوله وصاحبهما في الدنيا معروفا قال تعودهما إذا مرضا وتتبعهما إذا ماتا وتواسيهما مما
أعطاك الله واتبع سبيل من أناب لي * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله واتبع سبيل من
أناب إلى قال محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله انها ان تك
مثقال حبة من خردل قال من خير أو شر فتكن في صخرة قال في جبل * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال الأرض على نون والنون على بحر والبحر على صخرة خضراء فخضرة الماء من تلك الصخرة قال
والصخرة على قرن ثور وذلك الثور على الثرى ولا يعلم ما تحت الثرى الا الله فذلك قول الله له ما في السماوات وما في
الأرض وما بينهما وما تحت الثرى فجميع ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى في حرم الرحمن
فإذا كان يوم القيامة لم يبق شئ من خلقه قال إن الملك اليوم فيهتز ما في السماوات والأرض فيجيب هو نفسه فيقول
لله الواحد القهار * وأخرج الفريابي وابن جرير عن أبي مالك رضي الله عنه يأت بها الله قال يعلمها الله * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان الله لطيف قال باستخراجها خبير قال بمستقرها
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله وأمر بالمعروف يعنى بالتوحيد وانه عن المنكر
يعنى عن الشرك واصبر على ما أصابك في أمرهما يقول إذا أمرت بمعروف أو نهيت عن منكر وأصابك في ذلك
أذى وشدة فاصبر عليه ان ذلك يعنى هذا الصبر على الأذى في الامر بالمعروف والنهى عن المنكر من عم الأمور
يعنى من حق الأمور التي أمر الله تعالى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله واصبر على ما أصابك
من الأذى في ذلك أن ذلك من عزم الأمور يقول مما عزم الله عليه من الأمور مما أمر الله به من الأمور * وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر والخطيب في تالي التلخيص عن أبي جعفر الخطمي رضي الله عنه
ان جده عمير بن حبيب وكانت له صحبة أوصى بنيه قال يا بنى إياكم ومجالسة السفهاء فان مجالستهم داء انه
من يحلم عن السفيه يسر بحلمه ومن يجبه يندم ومن لا يقر بقليل ما يأتي به السفيه يقر بالكثير ومن يصبر على
ما يكره يدرك ما يحب وإذا أراد أحدكم ان يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر فيوطن نفسه على الصبر على
الأذى وليثق بالثواب من الله ومن يثق بالثواب من الله لا يجد مس الأذى * وأخرج الطبراني وابن عدي وابن
مردويه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ان سول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله ولا تصعر خدك
للناس قال لي الشدق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا
تصعر خدك للناس يقول لا تتكبر فتحقر عباد الله وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا تصعر خدك للناس قال هو الذي إذا سلم عليه لوى عنقه كالمستكبر
* وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولا تصعر خدك للناس قال الصدود والاعراض
بالوجه عن الناس * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ولا تصعر خدك للناس يقول
لا تعرض وجهك عن فقراء الناس تكبرا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن
الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله ولا تصعر خدك للناس قال ليكن الفقير والغنى عندك في العلم سواء وقد
عوتب النبي صلى الله عليه وسلم عبس وتولى * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
166

واقصد في مشيك قال تواضع * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن يزيد
ابن أبي حبيب رضي الله عنه في قوله واقصد في مشيك قال يعنى السرعة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير
رضي الله عنه في قوله واقصد في مشيك يقول لا تختال واغضض من صوتك قال اخفض من صوتك عن الملا ان
أنكر الأصوات قال أقبح الأصوات لصوت الحمير * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة رضي الله عنه في قوله واقصد في مشيك قال نهاه عن الخيلاء واغضض من صوتك قال أمره بالاقتصاد في
صوته ان أنكر الأصوات قال أقبح الأصوات لصوت الحمير قال أوله زفير وآخره شهيق * وأخرج سعيد بن
منصور وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان أنكر الأصوات لصوت الحمير قال أنكرها على
السمع * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان الثوري رضي الله عنه قال صياح كل شئ تسبيحه الا الحمار * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن ابن ريد رضي الله عنه قال لو كان رفع الصوت خيرا ما جعله الله للحمير * قوله تعالى
(وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) * أخرج البيهقي في شعب الايمان عن عطاء رضي الله عنه قال سألت ابن
عباس رضي الله عنهما عن قوله وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال هذه من كنوز على قال سالت رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال أما الظاهرة فما سوى من خلقك وأما الباطنة فما ستر من عورتك ولو أبداها لقلاك أهلك
فمن سواهم * وأخرج ابن مردويه والبيهقي والديلمي وابن النجار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال أما الظاهرة فالاسلام وما سوى من
خلقك وما أسبغ عليك من رزقه وأما الباطنة فما ستر من مساوي عملك يا ابن عباس ان الله تعالى يقول ثلاث
جعلتهن للمؤمن صلاة المؤمنين عليه من بعده وجعلت له ثلث ماله أكفر عنه من خطاياه وسترت عليه من مساوي
عمله فلم أفضحه بشئ منها ولو أبديتها لنبذه أهله فمن سواهم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وأسبع عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال النعمة الظاهرة الاسلام والنعمة الباطنة كل ما ستر عليكم من
الذنوب والعيوب والحدود * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما أنه قرأ وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة قال هي لا إله إلا الله * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرؤها وأسبغ عليكم نعمه قال
لو كانت نعمة كانت نعمة دون نعمة * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب
الايمان عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأسبغ عليكم نعمه قال لا إله إلا الله ظاهرة قال على اللسان وباطنة قال
في القلب * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عن مقاتل رضي الله عنه في قوله نعمه ظاهرة قال الاسلام وباطنة قال
ستره عليكم العاصي * وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن الضحاك رضي الله عنه في قوله وأسبغ عليكم
نعمه ظاهرة وباطنة قال أما الظاهرة فالاسلام والقرآن وأما الباطنة فما ستر من العيوب * قوله تعالى (ولو أن ما في
الأرض من شجرة أقلام) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان أحبار يهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة يا محمد أرأيت قولك وما أوتيتم من العلم الا قليلا إيانا تريد
أم قومك فقال كلا فقالوا ألست تتلو فيما جاءك انا قد أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شئ فقال إنها في علم الله قليل
فأنزل الله في ذلك ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال اجتمعت اليهود في بيت فأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ان ائتنا فحاء فدخل عليهم فسألوه عن الرجم فقال
أخبروني بأعلمكم فأشاروا إلى ابن صوريا الأعور قال أنت أعلمهم قال إنهم يزعمون ذاك قال فنشدتك بالمواثيق
التي أخذت عليكم وبالتوراة التي أنزلت على موسى ما تجدون في التوراة قال لولا انك نشدتني بما نشدتني به
ما أخبرتك أجد فيها الرجم قال فقضى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا صدقت يا محمد عندنا التوراة فيها حكم
الله فكانوا قبل ذلك لا يظفرون من النبي صلى الله عليه وسلم بشئ قال فنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وما أوتيتم
من العلم الا قليلا فاجتمعوا في ذلك البيت فقال رئيسهم يا معشر اليهود لقد ظفرتم بمحمد فأرسلوا إليه فجاء فدخل
عليهم فقالوا يا محمد ألست أنت أخبرتنا أنه أنزل عليك وكيف يحكموك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم تخبرنا أنه
167

أنزل عليك وما أوتيتم من العلم الا قليلا فهذا مختلف فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليهم قليلا ولا كثيرا
قال ونزل على النبي صلى الله عليه وسلم ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام وجميع خلق الله كتاب وهذا البحر
يمد فيه سبعة أبحر مثله فمات هؤلاء الكتاب كلهم وكسرت هذه الأقلام كلها ويبست هذه البحور الثمانية وكلام
الله كما هو لا ينقص ولكنكم أوتيتم التوراة فيها شئ من حكم الله وذلك في حكم الله قليل فأرسل النبي صلى الله عليه
وسلم فاتوه فقرأ عليهم هذه الآية قال فرجعوا مخصومين بشر * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول فقال رجل يا محمد تزعم انك أوتيت الحكمة وأوتيت
القرآن وأوتينا التوراة فأنزل الله ولو أن ما في الأرض من جرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات
الله وفيه يقول علم الله أكثر من ذلك وما أوتيتم من العلم فهو كثير لكم لقولكم قليل عندي * وأخرج ابن جرير
عن عكرمة رضي الله عنه قال سال أهل الكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح فأنزل الله يسئلونك عن
الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا فقالوا تزعم انا لم نؤت من العلم الا قليلا وقد أوتينا التوراة
وهي الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا فنزلت ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وأبو نصر السجزي في الإبانة عن قتادة
رضي الله عنه قال قال المشركون انما هذا كلام يوشك أن ينفد فنزلت ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام يقول
لو كان شجر الأرض أقلاما ومع البحر سبعة أبحر مدادا لتكسرت الأقلام ونفد ماء البحور قبل ان تنفد عجائب ربى
وحكمته وعلمه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال قال حيى بن اخطب يا محمد تزعم انك أوتيت
الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وتزعم انا لم نؤت من العلم الا قليلا فكيف يجتمع هاتان فنزلت
هذه الآية ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام ونزلت التي في الكهف قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى الآية
* وأخرج عبد الرزاق وأبو نصر السجزي في الإبانة عن أبي الجوزاء رضي الله عنه في قوله ولو أن ما في الأرض من
شجرة أقلام يقول لو كان كل شجرة في الأرض أقلاما والبحار مداد النفد الماء وتكسرت الأقلام قبل ان تنفد
كلمات ربى * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قرأ والبحر
يمده رفع * قوله تعالى (ما خلقكم ولا بعثكم) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة قال يقول له كن فيكون القليل
والكثير * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضى الله تعالى عنه في قوله
ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة يقول انما خلق الله الناس كلهم وبعثهم كخلق نفس واحدة وبعثها وفي
قوله ألم تر أن الله يولج الليل في النهار قال نقصان الليل زيادة النهار ويولج النهار في الليل نقصان النهار زيادة في الليل
كل يجرى إلى أجل مسمى لذلك كله وقت واحد معلوم لا يعدوه ولا يقصر دونه وفي قوله ان في ذلك لآيات لكل صبار
شكور قال إن أحب عباد الله إليه الصبار الشكور الذي إذا أعطى شكر وإذا ابتلى صبر وفي قوله وإذا غشيهم
موج كالظلل قال كالسحاب وفي قوله وما يجحد بآياتنا الا كل ختار كفور قال عذار بذمته كفور بربه * وأخرج
الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فمنهم مقتصد فان في
القول وهو كافر وما يجحد بآياتنا الا كل ختار قال غدار كفور قال كافر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله ختار قال جحاد * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال
له أخبرني عن قوله كل ختار كفور قال الجبار الغدار الظلوم الغشوم الكفور الذي يغطى النعمة قال وهل تعرف
العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر وهو يقول
لقد علمت واستيقنت ذات نفسها * بان لا تخاف الدهر صرمي ولا خترى
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله كل ختار قال الذي يغدر بعهده كفور قال
بربه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا يغرنكم بالله الغرور قال هو
الشيطان * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه ولا يغرنكم بالله الغرور قال الشيطان * وأخرج
168

عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ولا يغرنكم بالله الغرور قال الشيطان * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه ولا يغرنكم بالله الغرور قال إن تعمل بالمعصية وتتمنى
المغفرة * قوله تعالى (ان الله عنده علم الساعة) الآية * أخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه قال جاء رجل من أهل البادية فقال إن امرأتي حبلى فأخبرني ما تلد وبلادنا مجدبة فأخبرني متى ينزل
الغيث وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى أموت فأنزل الله ان الله عنده علم الساعة الآية * أخرج ابن المنذر عن
عكرمة رضي الله عنه ان رجلا يقال له الوراث من بنى مازن بن حفصة بن قيس غيلان جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا محمد متى قيام الساعة وقد أجدبت بلادنا فمتى تخصب وقد تركت امرأتي حبلى فمتى تلد وقد علمت ما كسبت
اليوم فماذا كسب وقد علمت بأي أرض ولدت فبأي أرض أموت فنزلت هذه الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن قتادة رضى الله تعالى عنه في قوله ان الله عنده علم الساعة الآية قال خمس من الغيب استأثر بهن الله فلم يطلع
عليهن ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ان الله عنده علم الساعة فلا يدرى أحد من الناس متى تقوم الساعة في أي سنة ولا
في أي شهر أليلا أم نهارا وينزل الغيث فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث أليلا أم نهارا ويعلم ما في الأرحام فلا يعلم أحد
ما في الأرحام أذكر أم أنثى أحمر أو أسود ولا تدرى نفس ماذا تكسب غدا أخيرا أم شرا وما تدرى نفس بأي أرض
تموت ليس أحد من الناس يدرى أن مضجعه من الأرض أفى بحر أم بر في سهل أم في جبل * وأخرج الفريابي
والبخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاتيح الغيب
خمس لا يعلمهن الا الله لا يعلم ما في غد الا الله ولأمتي تقوم الساعة الا الله ولا يعلم ما في الأرحام الا الله ولا متى ينزل
الغيث الا الله وما تدرى نفس بأي أرض تموت الا الله * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن أبي حاتم
وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله متى الساعة قال ما المسؤول عنها
بأعلم من السائل ولكن سأحدثكم بأشراطها إذا ولدت الأمة ربتها فذاك من أشراطها وإذا كانت الحفاة
العراة رؤس الناس فذاك من أشراطها وإذا تطاول رعاء الغنم في البنيان فذاك من أشراطها خمس من الغيب
لا يعلمهن الا الله ثم تلا ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث إلى آخر الآية * وأخرج أحمد والبزار وابن مردويه
والروياني والضياء بسند صحيح عن بريدة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمس لا يعلمهن
الا الله ان الله عنده علم الساعة الآية * وأخرج ابن جرير من حديث أبي هريرة رضى الله تعالى عنه مثله
* وأخرج ابن مردويه عن أبي امامة رضى الله تعالى عنه ان أعرابيا وقف على النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر
على ناقة له عشراء فقال يا محمد ما في بطن ناقتي هذه فقال له رجل من الأنصار دع عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهلم إلى حتى أخبرك وقعت أنت عليها وفي بطنها ولد منك فاعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال إن
الله يحب كل حي كريم متكره وببغض كل لئيم مستفحش ثم أقبل على الاعرابي فقال خمس لا يعلمهن الا الله ان
الله عنده علم الساعة الآية * وأخرج ابن مردويه عن سلمة بن الأكوع رضى الله تعالى عنه قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم في قبة حمراء إذ جاء رجل على فرس فقال من أنت قال أنا رسول الله قال متى الساعة قال غيب وما
يلم الغيب الا الله قال ما في بطن فرسي قال غيب وما يعلم الغيب الا الله قال فمتى تمطر قال غيب وما يعلم الغيب الا الله
* وأخرج أحمد والطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أوتيت مفاتيح كل شئ الا
الخمس ان الله عنده علم الساعة الآية * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن
مسعود رضي الله عنه قال أوتى نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شئ غير الخمس ان الله عنده علم الساعة الآية
* وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لم يعم على نبيكم صلى الله عليه وسلم الا الخمس من
سرائر الغيب هذه الآية في آخر لقمان إلى آخر السورة * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في الآداب عن
ربعي بن حراش رضي الله عنه قال حدثني رجل من بنى عامر انه قال يا رسول الله هل بقى من العلم شئ لا تعلمه فقال لقد
علمني الله خيرا وان من العلم ما لا يعلمه الا الله الخمس ان الله عنده علم الساعة الآية * وأخرج ابن ماجة عن الربيع
169

بنت معود رضى الله تعالى عنها قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عرسي وعندي جاريتان
تغنيان وتقولان وفينا نبي يعلم ما في غد فقال أما هذا فلا تقولاه لا يعلم ما في غد الا الله * وأخرج الطيالسي وأحمد
وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي غرة الهذلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة فلم بنته حتى يقدمها ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه
وسلم وما تدرى نفس بأي أرض تموت * وأخرج الترمذي وحسنه وابن مردويه عن مطر بن عكامس رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قضى الله لرجل أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة * وأخرج أحمد عن
عامر أو أبى عامر أو أبى مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في مجلس فيه أصحابه جاءه جبريل عليه
السلام في غير صورته فحسبه رجلا من المسلمين فسلم فرد عليه السلام ثم وضع يده على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم
وقال له يا رسول الله ما الاسلام قال أن تسلم وجهك لله وتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وتقيم
الصلاة وتؤتي الزكاة قال فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت قال نعم ثم قال ما الايمان قال أن تؤمن بالله واليوم الآخر
والملائكة والكتاب والنبيين والموت والحياة بعد الموت والجنة والنار والحساب والميزان والقدر خيره وشره قال
فإذا فعلت ذلك فقد آمنت قال نعم ثم قال ما الاحسان قال إن تعبد الله كأنك تراه فان كنت لا تراه فهو يراك قال
فإذا فعلت ذلك فقد أحسنت قال نعم قال فمتى الساعة يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله
خمس لا يعلمها الا الله ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا
وما تدرى نفس بأي أرض تموت ان الله عليم خبير
* (سورة السجدة مكية) *
* أخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت ألم السجدة
بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير مثله * وأخرج النحاس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت
سورة السجدة بمكة سوى ثلاث آيات أفمن كان مؤمنا إلى تمام الآيات الثلاث * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري
ومسلم والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر
يوم الجمعة ألم تنزيل السجدة وهل أتى على الانسان * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي
والنسائي وابن ماجة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة
بالم تنزيل السجدة وهل أتى على الانسان * وأخرج البيهقي في سننه من حديث ابن مسعود مثله * وأخرج
ابن أبي شيبة وأبو داود والحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر
فسجد فظننا انه قرأ ألم تنزيل السجدة * وأخرج أبو يعلى عن البراء رضي الله عنه قال سجدنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الظهر فظننا انه قرأ تنزيل السجدة * وأخرج أبو عبيد في فضائله وأحمد وعبد بن حميد
والدارمي والترمذي والنسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله
عليه وسلم لا ينام حتى قرأ ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك * وأخرج ابن نصر والطبراني والبيهقي في
سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال من صلى أربع ركعات خلف العشاء الآخرة قرأ في الركعتين الأولتين
قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد وفي الركعتين الأخيرتين تبارك الذي بيده الملك والم تنزيل السجدة كتبت
له كأربع ركعات من ليلة القدر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من قرأ تبارك الذي بيده الملك والم تنزيل السجدة بين المغرب والعشاء الآخرة فكأنما قام ليلة القدر
* وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى اله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ في ليلة ألم
تنزيل السجدة ويس واقتربت الساعة وتبارك الذي بيده الملك كن له نورا وحرزا من الشيطان ورفع في
الدرجات إلى يوم القيامة * وأخرج ابن الضريس عن المسيب بن رافع رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال ألم تنزيل تجئ لها جناحان يوم القيامة تظل صاحبها وتقول لا سبيل عليه لا سبيل عليه * وأخرج الدارمي
عن خالد بن معدان رضي الله عنه قال اقرؤا المنجية وهي ألم تنزيل فإنه بلغني ان رجلا كان يقرؤها ما هوى شيئا غيرها
170

وكان كثير الخطايا فنشرت جناحها عليه وقالت رب اغفر له فإنه كان يكثر قراءتي فشفعها الرب فيه وقال اكتبوا له
بكل خطيئة حسنة وارفعوا له درجة * وأخر الدارمي عن خالد بن معدان رضى الله تعالى عنه قال إن ألم تنزيل
تحادل عن صاحبها في القبر تقول اللهم ان كنت من كتابك فشفعني فيه وان لم أكن من كتابك فامحني منه
وانها تكون كالطير تجعل جناحها عليه فتشفع له فتمنعه من عذاب القبر وفي تبارك مثله فكان خالد رضي الله عنه
لا يبيت حتى يقرأ بهما * وأخرج الدارمي وابن الضريس عن كعب رضي الله عنه قال من قرأ في ليلة ألم تنزيل
السجدة وتبارك الذي بيده الملك كتب له سبعون حسنة وحط عنه سبعون سيئة ورفع له سبعون درجة * وأخرج
الدارمي والترمذي وابن مردويه عن طاوس رضي الله عنه قال ألم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك تفضلان على
كل سورة في القرآن بستين حسنة * وأخرج ابن مردويه عن طاوس رضى الله تعالى يعنه انه كان يقرأ ألم تنزيل
السجدة وتبارك الذي بيده الملك في صلاة العشاء وصلاة الفجر كل يوم وليلة في السفر والحضر ويقول من قرأهما
كتب له بكل آية سبعون حسنة فضلا عن سائر القرآن ومحيت عنه سبعون سيئة ورفعت له سبعون درجة
* وأخرج ابن الضريس عن يحيى بن أبي كثير قال كان طاوس رضى الله تعالى عنه لا ينام حتى قرأ هاتين
السورتين تنزيل وتبارك وكان يقول كل آية منها تشفع ستين آية يعنى تعدل ستين آية * وأخرج الخرائطي
في مكارم الأخلاق من طريق حاتم بن محمد عن طاوس رضي الله عنه قال ما على الأرض رجل يقرأ ألم تنزيل
السجدة وتبارك الذي بيده الملك في ليلة الا كتب الله له مثل أجر ليلة القدر قال حاتم رضي الله عنه فذكرت
ذلك لعطاء رضي الله عنه فقال صدق طاوس والله ما تركتهن منذ سمعت بهن الا أن أكون مريضا * وأخرج
سعيد بن منصور وابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه قال عزائم سجود القرآن ألم تنزيل السجدة وحم تنزيل
السجدة والنجم واقرأ باسم ربك الذي خلق * وأخرج أحمد ومسلم وأبو يعلى عن أبي سعيد الخدري رضى الله
تعالى عنه قال حزرنا قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر في الركعتين الأولتين قدر ثلاثين آية قدر قراءة
تنزيل السجدة * وأخرج عبد الرزاق عن أبي العالية رضى الله تعالى عنه قال كان أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم رمقوه في الظهر فحزروا قراءته في الركعة الأولى من الظهر تنزيل السجدة * قوله تعالى (ألم تنزيل)
الآيتين * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله تعالى عنه في قوله لتنذر قوما مقال قريش ما أتاهم من نذير من
قبلك قال لم يأتهم ولا آباءهم لم يأت العرب رسول من الله عز وجل * قوله تعالى (يدبر الامر) الآية * أخرج عبد
الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله يدبر الامر قال ينحدر الامر من السماء إلى الأرض
ويصعد من الأرض إلى السماء في يوم واحد مقداره ألف سنة في السير خمسمائة حين ينزل وخمسمائة حين يعرج
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضى الله تعالى عنه في قوله يدبر الامر الآية قال ينزل الامر من السماء الدنيا
إلى الأرض العليا ثم يعرج إلى مقدار يوم لو ساره الناس ذاهبين وجائين لساروا ألف سنة * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يدبر الامر قال هذا في الدنيا تعرج الملائكة في يوم مقداره ألف سنة
* واخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله يدبر الامر الآية قال تعرج الملائكة وتهبط
في يوم مقداره ألف سنة * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله يدبر الامر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة قال من الأيام الستة
التي خلق الله فيها السماوات والأرض * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه عن عبد الله بن أبي مليكة رضى الله تعالى عنه قال دخلت على ابن عباس
أنا وعبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه قال فيروز يا أبا عباس قوله يدبر الامر من
السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة فكأن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما اتهمه
فقال ما يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فقال انما سألتك لتخبرني فقال ابن عباس رضي الله عنهما هما يومان
ذكرهما الله في كتابه الله أعلم بهما وأكره ان أقول في كتاب الله مالا أعلم فضرب الدهر من ضرباته حتى جلست
إلى ابن المسيب رضي الله عنه فسأله عنها انسان فلم يخبر ولم يدر فقلت الا أخبرك بما أحضرت من ابن عباس قال بلى
171

فأخبرته فقال للسائل هذا ابن عباس رضي الله عنهما أبى ان يقول فيها وهو أعلم منى * واخرج ابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله كان مقداره ألف سنة قال لا ينتصف النهار في مقدار يوم من أيام الدنيا في ذلك
اليوم حتى يقضى بين العباد فينزل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ولو كان إلى غيره لم يفرغ من ذلك خمسين
ألف سنة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله تعالى عنه في يوم كان مقداره ألف سنة يعنى بذلك نزول
الامر من السماء إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد وذلك مقدار ألف سنة لان ما بين السماء إلى
الأرض مسيرة خمسمائة عام * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله تعالى عنه في الآية يقول مقدار مسيره في ذلك
اليوم ألف سنة مما تعدون ومن أيامكم من أيام الدنيا بخمسمائة نزوله وخمسمائة صعوده فذلك ألف سنة
* واخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما ثم يعرج إليه في يوم من أيامكم هذه ومسيرة ما بين السماء
والأرض خمسمائة عام * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه ألف سنة مما تعدون قال من أيام الدنيا والله
أعلم * قوله تعالى (الذي أحسن كل شئ خلقه) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي في نوادر
الأصول وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرؤها الذي أحسن كل شئ خلقه قال أما
رأيت القردة ليست بحسنة ولكنه احكم خلقها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه
وسلم في قوله أحسن كل شئ خلقه قال اما ان لست القردة لبست بحسنة ولكنه أحكم خلقها * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أحسن كل شئ خلقه قال صورته * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله أحسن كل شئ خلقه فجعل الكلب في خلقه حسنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
في قوله أحسن كل شئ خلقه قال أحسن بخلق كل شئ القبيح والحسن والحيات والعقارب وكل شئ مما خلق وغيره
لا يحسن شيئا من ذلك * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله أحسن كل شئ خلقه قال أتقن لم يركب الانسان في صورة الحمار ولا الحمار في صورة الانسان
* وأخرج الطبراني عن أبي امامة رضي الله عنه قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لحقنا عمرو بن
زرارة الأنصاري في حلة قد أسبل فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم بناحية ثوبه فقال يا رسول الله انى أخمش الساقين
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمرو بن زرارة ان الله أحسن كل شئ خلقه يا عمرو بن زرارة ان الله لا يحب
المسبلين * وأخرج أحمد والطبراني عن الشريد بن سويد رضي الله عنه قال أبصر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا
قد أسبل إزاره فقال له ارفع إزارك فقال يا رسول الله انى أحنف تصطك ركبتاي قال ارفع إزارك كل خلق الله حسن
* وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وبدأ خلق الانسان
من طين قال آدم ثم جعل نسله قال ولده من سلالة من بني آدم من ماء مهين قال ضعيف نطفة الرجل * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله جعل نسله قال ذريته من سلالة
هي الماء ثم سواه يعنى ذريته * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله من سلالة قال ماء
يسل من الانسان من ماء مهين قال ضعيف * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضى الله تعالى عنه في قوله أئذا ضللنا قال هلكنا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج عن عطاء بن أبي
رباح انه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول أئذا ظللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد كيف نعاد وترجع
كما كنا وأخبرت ان الذي قال أئذا ضللنا أبي بن خلف * قوله تعالى (قل يتوفاكم ملك الموت) لآية * أخرج
ابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما انه سئل عن نفسين
اتفق موتهما في طرقة عين واحد في المشرق وواحد في المغرب كيف قدرة ملك الموت عليهما قال ما قدرة ملك
الموت على أهل المشارق والمغارب والظلمات والهواء والبحور الا كرجل بين يديه مائدة يتناول من أيها
شاء * وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله ملك الموت واحد والزحفان
يلتقيان من المشرق والمغرب وما بينهما من السقط والهلاك فقال إن الله حوى الدنيا لملك الموت حتى جعلها
كالطست بين يدي أحدكم فهل يفوته منها شئ * وأخرج ابن جرير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن
172

عباس رضي الله عنه قال ملك الموت الذي يتوفى الأنفس كلها وقد سلط على ما في الأرض كما سلط أحدكم على
ما في راحته معه ملائكة من ملائكة الرحمة وملائكة من ملائكة العذاب فإذا توفى نفسا طيبة دفعها إلى
ملائكة الرحمة وإذا توفى نفسا خبيثة دفعها إلى ملائكة العذاب * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت عن ابن
مسعود وابن عباس رضي الله عنهما قالا لما اتخذ الله إبراهيم خليلا سال ملك الموت ربه ان يأذن له فيبشر إبراهيم
عليه السلام بذلك فأذن له فاتاه فقال له إبراهيم عليه السلام يا ملك الموت أرني كيف تقبض أنفسا الكفار قال
يا إبراهيم لا تطيق ذلك قال بلى قال فاعرض إبراهيم ثم نظر إليه فإذا برحل أسود ينال رأسه السماء يخرج من فيه
لهب النار ليس من شعرة في جسده الا في صورة رجل يخرج من فيه ومسامعه لهب النار فغشى على إبراهيم
عليه السالم ثم أفاق وقد تحول ملك الموت في الصورة الأولى فقال يا ملك الموت لو لم يلق الكافر من البلاء والحزن
الا صورتك لكفاه فأرني كيف تقبض أرواح المؤمنين قال أعرض فاعرض ثم التفت فإذا هو برجل شاب
أحسن الناس وجها وأطيبه في ثياب بيض فقال يا ملك الموت لو لم ير المؤمن عند موته من قرة العين والكرامة الا
صورتك هذه لكان يكفيه * وأخرج الطبراني وأبو نعيم وابن منده كلاهما في الصحابة عن الخزرج سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول ونظر إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار فقال يا ملك الموت أرفق بصاحبي فإنه
مؤمن فقال ملك الموت عليه السلام طب نفسا وقر عينا واعلم باني بكل مؤمن رفيق واعلم يا محمد انى لأقبض روح
ابن آدم فإذا صرخ صارخ قمت في الدار ومعي روحه فقلت ما هذا الصارخ والله ما ظلمناه ولا سبقنا أجله ولا
استعجلنا قدره وما لنا في قبضه من ذنب فان ترضوا بما صنع الله تؤجروا وان تسخطوا تأثموا وتؤزروا وان لنا
عندكم عودة بعد عودة فالحذر فالحذر وما من أهل بيت شعر ولا مدر بر ولا فاجر سهل ولا جبل الا أنا أتصفحهم
في كل يوم وليلة حتى أنا لأعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم والله لو أردت أن أقبض روح بعوضة
ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو يأذن بقبضها * وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ في العظمة عن أشعث بن
شعيب رضي الله عنه قال سأل إبراهيم عليه السلام ملك الموت واسمه عزرائيل وله عينان في وجهه وعين في قفاه
فقال يا ملك الموت ما تصنع إذا كانت نفس بالمشرق ونفس بالمغرب ووضع الوباء بأرض والتقى الزحفان كيف
تصنع قال أدعو الأرواح بإذن الله فتكون بين أصبعي هاتين * وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ وأبو نعيم في
الحلية عن شهر بن حوشب رضى الله تعالى عنه قال ملك الموت جالس والدنيا بين ركبتيه واللوح الذي فيه
آجال بني آدم بين يديه وبين يديه ملائكة قيام وهو يعرض اللوح لا يطرف فإذا أتى على أجل عبد قال اقبضوا
هذا * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن خيثمة رضى الله تعالى عنه قال أتى ملك الموت عليه السلام سليمان
ابن داود عليه السلام وكان له صديقا فقال له سليمان عليه السلام مالك تأتى أهل البيت فتقبضهم جميعا وتدع
أهل البيت إلى جنبهم لا تقبض منهم أحدا قال لا أعلم بما أقبض منها انما أكون تحت العرش فيلقى إلى صكاك فيها
أسماء * وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن جريج رضي الله عنه قال بلغنا أنه يقال لملك الموت اقبض فلانا في وقت
كذا في يوم كذا * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في الزهد وأبو الشيخ عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال ما من
أهل بيت الا يتصفحهم ملك الموت عليه السلام في كل يوم خمس مرات هل منهم أحد أمر بقبضه * وأخرج جويبر
عن الضحاك رضي الله عنه عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال وكل ملك الموت عليه السلام بقبض أرواح
الآدميين فهو الذي يلي قبض أرواحهم وملك في الجن وملك في الشياطين وملك في الطير والوحش والسباع
والحيتان والنمل فهم أربعة أملاك والملائكة عليهم السلام يموتون في الصعقة الأولى وان ملك الموت يلي قبض
أرواحهم تم يموت فاما الشهداء في البحر فان الله يلي قبض أرواحهم لا يكل ذلك إلى ملك الموت لكرامتهم عليه
* وأخرج ابن ماجة عن أبي امامة رضى الله تعالى عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله وكل ملك
الموت عليه السلام بقبض الأرواح الا شهداء البحر فإنه يتولى قبض أرواحهم * وأخرج ابن أبي الدنيا
والمروزي في الجنائز وأبو الشيخ عن أبي الشعثاء جابر بن زيد رضي الله عنه أن ملك الموت كان يقبض الأرواح
بغير وجع فسبه الناس ولعنوه فشكا إلى ربه فوضع الله الأوجاع ونسى ملك الموت * وأخرج أبو نعيم في الحلية
173

عن الأعمش رضي الله عنه قال كان ملك الموت عليه السلام يظهر للناس فيأتي للرجل فيقول اقض حاجتك فإني
أريد ان أقبض روحك فشكا فأنزل الداء وجعل الموت خفية * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال خطوة ملك الموت عليه السلام ما بين المشرق والمغرب * وأخرج بن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي جعفر محمد بن علي
رضي الله عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من الأنصار يعوده فإذا ملك الموت عليه السلام
عند رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ملك الموت أرفق بصاحبي فإنه مؤمن فقال ابشر يا محمد فإني بكل
مؤمن رفيق واعلم يا محمد انى لأقبض روح ابن آدم فيصرخ أهله فأقوم في جانب من الدار فأقول والله مالي من ذنب
وان لي لعودة وعودة الحذر الحذر وما خلق الله من أهل بيت ولا مدر ولا شعر ولا وبر في بر ولا بحر الا وأنا أتصفحهم في
كل يوم وليلة خمس مرات حتى انى لأعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم والله يا محمد انى لا أقدر أقبض روح
بعوضة حتى يكون الله تبارك وتعالى هو الذي يأمر بقبضه * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قل يتوفاكم
ملك الموت قال ملك الموت يتوفاكم وله أعوان من الملائكة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قل يتوفاكم
ملك الموت قال حويت له الأرض فجعلت له مثل طست يتناول منها حيث يشاء * قوله تعالى (ولو ترى إذ المجرمون)
الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا
رؤسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا قال أبصروا حين لم ينفعهم البصر وسمعوا حين لم ينفعهم السمع وفي قوله
ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها قال لو شاء الله لهدى الناس جميعا ولو شاء الله أنزل عليهم من السماء آية فظلت
أعناقهم لها خاضعين * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول إن الله يعتذر إلى آدم يوم القيامة بثلاثة معاذ بر يقول يا آدم لولا انى لعنت الكذابين وأبغض
الكذب والخلف وأعذب عليه لرحمت اليوم ذريتك أجمعين من شدة ما أعددت لهم من العذاب ولكن حق
القول منى لمن كذب رسلي وعصى أمرى لأملأن جهنم منهم أجمعين ويقول يا آدم انى لا أدخل أحدا من ذريتك
النار ولا أعذب أحدا منهم بالنار الا من قد علمت في سابق علمي انى لو رددته إلى الدنيا لعاد إلى شر مما كان فيه لم
يراجع ولم يعتب ويقول له يا آدم قد جعلتك اليوم حكما بيني وبين ذريتك قم عند الميزان فانظر ما يرفع إليك من
أعمالهم فمن رجح منهم خيره على شره مثقال ذرة فله الجنة حتى تعلم انى لا أدخل النار اليوم منهم الا ظالما * وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا قال تركتم أن تعملوا للقاء يومكم
هذا * وأخرج ابن أبي الدنيا عن الضحاك رضي الله عنه فذوقوا بما نسيتم الآية قال اليوم نترككم في النار كما
تركتم أمرى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انا نسيناكم
قال تركناكم * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عسا رضي الله عنهما قال نزلت هذه الآية في شان
الصلوات الخمس انما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا أي أتوها وسبحوا أي صلبوا بأمر ربهم وهم
لا يستكبرون عن اتيان الصلوات في الجماعات * قوله تعالى (تتجافى جنوبهم) الآية * أخرج الترمذي
وصححه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن أنس بن مالك رضي الله عنه
أن هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة * وأخرج الفريابي وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال كانوا لا ينامون
حتى يصلوا العشاء * وأخرج البخاري في تاريخه وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال نزلت تتجافى جنوبهم
عن المضاجع في صلاة العشاء * وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال كنا نجتنب الفرش قبل صلاة
العشاء * وأخرج محمد بن نصر وابن جرير عن أبي سلمة رضي الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع في
صلاة العتمة * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال ما رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم راقد اقبل العشاء ولاستحدثا بعدها فان هذه الآية نزلت في ذلك تتجافى جنوبهم عن المضاجع
* وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال نزلت فينا معاشر الأنصار كنا نصلى المغرب فلا نرجع إلى رحالنا
حتى نصلى العشاء مع النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت فينا تتجافى جنوبهم عن المضاجع الآية * وأخرج ابن
174

مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال هم
الذين لا ينامون قبل العشاء فأثنى عليهم فلما ذكر ذلك جعل الرجل يعتزل فراشه مخافة أن تغلبه عينه
فوقتها قبل أن ينام الصغير ويكسل الكبير * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال أنزلت في صلاة العشاء الآخرة كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا ينامون حتى يصلوها * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود ومحمد بن نصر وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس رضي الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال كانوا ينتظرون
ما بين المغرب والعشاء يصلون * وأخرج عبد الله بن أحمد بن جنبل في زوائد الزهد وابن عدي وابن مردويه عن
مالك بن دينار رضي الله عنه قال سالت أنس بن مالك رضي الله عنه عن هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع
قال كان قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين الأولين يصلون المغرب ويصلون بعدها إلى
عشاء الآخرة فنزلت هذه الآية فيهم * وأخرج البزار وابن مردويه عن بلال رضي الله عنه قال كنا نجلس في المجالس
وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون المغرب إلى العشاء فنزلت تتجافى جنوبهم عن المضاجع
* وأخرج محمد بن نصر والبيهقي في سننه عن ابن المنكدر وأبى حازم في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع
قالا هي ما بين المغرب والعشاء صلاة الأوابين * وأخرج محمد بن نصر عن عبد الله بن عيسى رضي الله عنه قال كان
ناس من الأنصار يصلون ما بين المغرب والعشاء فنزلت فيهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع * وأخرج أحمد وابن
جرير وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تتجافى جنوبهم عن
المضاجع قال قيام العبد من الليل * وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة وابن نصر في كتاب
الصلاة وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه
قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا نبي الله أخبرني
بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال لقد سالت عن عظيم وانه اليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا
تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم
جنة والصدقة تطفئ الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قرأ تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعملون
ثم قال ألا أخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه فقلت بلى يا رسول الله قال رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة
وذروة سنامه الجهاد ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله فقلت بلى يا نبي الله فاخذ بلسانه فقال كف عنك هذا
فقلت يا رسول الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم
الا حصائد ألسنتهم * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام
الليل ففاضت عيناه حتى تحادرت دموعه فقال تتجافى جنوبهم عن المضاجع * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة
رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله أخبرني بعمل أهل الجنة قال قد سالت عن عظيم وانه ليسير على من يسره
الله عليه تعبد الله لا تشرك به شيئا وتؤدى الصلاة المكتوبة ولا أدرى ذكر الزكاة أم لا وان شئت أنبأتك برأس
هذا الامر وعموده وذروة سنامه رأسه الاسلام من أسلم سلم وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله والصيام
جنة والصدقة تمحو الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع
* وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال كانت لا تمر عليهم ليلة الا
أخذوا منها بحظ * وأخرج الفريابي وابن أبى شيبة ومحمد بن نصر وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله تتجافى
جنوبهم عن المضاجع قال يقومون فيصلون بالليل * وأخرج ابن نصر وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في
قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال قيام الليل * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد من طريق أبى عبد
الله الجدلي عن عبادة بن الصامت عن كعب رضي الله عنه قال إذا حشر الناس نادى مناد هذا يوم الفصل أين
الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع أين الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ثم يخرج عنق من النار
فيقول أمرت بثلاث بمن جعل مع الله إلها آخر وبكل جبار عنيد وبكل معتد لأنا أعرف بالرجل من الوالد
175

بولده والمولود بوالده ويؤمر بفقراء المسلمين إلى الجنة فيحبسون فيقولون تحسبونا ما كان لنا أموال ولا كنا
أمراء * وأخرج محمد بن نصر وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع
يدعون ربهم خوفا وطمعا قال هم قوم لا يزالون يذكرون الله اما في الصلاة واما قياما واما قعودا وأما إذا استيقظوا
من منامهم هم قوم ملا يزالون يذكرون الله تعالى * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ربيعة الجرشى رضي الله عنه
قال بجمع الله الخلائق يوم القيامة في صعيد واحد فيكونون ما شاء الله أن يكونوا فينادى مناد سيعلم أهل الجمع
لمن العز اليوم والكرم ليقم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا فيقومون وفيهم قلة
ثم يلبث ما شاء الله أن يلبث ثم يعود فينادى سيعلم أهل الجمع لمن العز والكرم ليقم الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع
عن ذكر الله فيقومون وهم أكثر من الأولين ثم يلبث ما شاء الله أن يلبث ثم يعود وينادى سيعلم أهل الجمع لمن
العز اليوم والكرم ليقم الحمادون لله على كل حال فيقومون وهم أكثر من الأولين * وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس رضي الله عنهما تتجافى جنوبهم عن المضاجع يقول تتجافى لذكر الله كلما استيقظوا ذكروا الله ما في
الصلاة واما في قيام أو قعود أو على جنوبهم فهم لا يزالون يذكرون الله * قوله تعالى (فلا تعلم نفس ما أخفى
لهم) * أخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ
فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرأت أعين * وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وابن أبي حاتم وابن
الأنباري في المصاحف عن أبي هريرة رضي الله عنه فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرأت أعين * وأخرج الفريابي
وعبد بن حميد وابن جرير ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في البعث
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان عرش الله على الماء فاتخذ جنة لنفسه ثم اتخذ دونها أخرى ثم أطبقهما
بلؤلؤة واحدة ثم قال ومن دونهما جنتان لم يعلم الخلق ما فيهما وهي التي قال الله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة
أعين جزاء بما كانوا يعملون يأتيهم فيها كل يوم تحفة * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إنه لمكتوب في التوراة لقد أعد الله
للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ولا يعلم ملك مقرب ولا نبي
مرسل وانه لفي القرآن فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وهناد كلاهما في
الزهد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن الأنباري عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت
ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر قال أبو هريرة رضي الله عنه اقرؤا ان شئتم فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة
أعين * وأخرج ابن أبي حاتم عن عامر بن عبد الواحد رضي الله عنه قال بلغني ان الرجل من أهل الجنة يمكث
في مكانه سبعين سنة ثم يلتفت فإذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه فتقول له قد آن لك ان يكون لنا منك نصيب
فيقول من أنت فتقول أنا مزيد فيمكث معها سبعين سنة ويلتفت فإذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه فتقول
قد آن لك ان يكون لنا منك نصيب فيقول من أنت فتقول أنا الذي قال الله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة
أعين * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنه قال إن الرجل من أهل الجنة ليجئ فيشرف عليه
النساء فيقلن يا فلان بن فلان ما أنت حين خرجت من عندنا بأولى بك منا فيقول من أنتن فيقلن نحن من اللاتي
قال الله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن
جبير رضي الله عنه قال يدخلون عليهم على مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات معهم التحف من الله من جنات
عدن مما ليس في جناتهم وذلك قوله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين * وأخرج ابن أبى حاتم عن كعب
قال سأصف لكم منزل الرجل من أهل الجنة كان يطلب في الدنيا حلالا ويأكل حلالا حتى لقى الله على ذلك فإنه
يعطى يوم القيامة قصرا من لؤلؤة واحدة ليس فيها صدع ولا وصل فيها سبعون ألف غرفة وأسفل الغرف سبعون
ألف بيت في كل بيت سقفه صفائح الذهب والفضة ليس بموصول ولولا أن الله سخر له النظر إليه لذهب بصره
من نوره عرض الحائط اثنا عشر ميلا وطوله في السماء سبعون ميلا في كل بيت سبعون ألف باب يدخل عليه
176

في كل بيت من كل باب سبعون ألف خادم لا يراهم من في هذا البيت ولا من في هذا البيت فإذا خرج في قصره صار
في ملكه مثل عمر الدنيا يسير في ملكه عن يمينه وعن يساره ومن ورائه وأزواجه معه وليس معه ذكر غيره ومن
بين يديه ملائكة قد سخروا له بينه وبين أزواجه ستر وبين يديه ستر ووصفاء ووصائف قد أفهموا ما يشتهى
وما يشتهى أزواجه ولا يموت هو ولا أزواجه ولا خدامه أبدا نعيمهم يزداد كل يوم من غير أن يبلى الأول وقرة عين
لا تنقطع أبدا لا يدخل عليه فيه روعة أبدا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لو أن آخر أهل الجنة رجلا أضاف آدم فمن دونه ووضع لهم طعاما وشرابا
حتى يخرجوا من عنده لا ينقصه ذلك مما أعطاه الله * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والطبراني وابن جرير
والحاكم وصححه وابن مردويه ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة من طريق أبى صخر عن أبي حازم عن سهل بن
سعد قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصف الجنة حتى انتهى ثم قال فيها ما لا عين رأت
ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قرأ تتجافى جنوبهم عن المضاجع الآيتين قال أبو صخر فذكرته
للقرظي فقال إنهم أخفوا عملا وأخفى الله لهم ثوابا فقدموا على الله فقرت تلك الأعين * وأخرج ابن جرير عن أبي
اليمان الهذلي قال الجنة مائة درجة أولها درجة فضة وأرضها فضة وآنيتها فضة وترابها المسك والثانية ذهب
ومساكنها ذهب وآنيتها ذهب وترابها المسك والثالثة لؤلؤ وأرضها لؤلؤ ومساكنها لؤلؤ وآنيتها لؤلؤ وترابها
المسك وسبع وتسعون بعد ذلك مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وتلا هذه الآية فلا تعلم
نفس ما أخفى لهم من قرة أعين الآية * وأخرج ابن جرير والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب
الايمان من طريق الحكم بن أبان عن الغطريف عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم عن
الروح الأمين قال يؤتى بحسنات العبد وسيئاته فيقتص بعضها من بعض فان بقيت حسنة واحدة أدخله الله الجنة
قال فدخلت على يزدان فحدث بمثل هذا فقلت فان ذهبت الحسنة قال أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا
ويتجاوز عن سيئاتهم الآية قلت أفرأيت قوله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين قال هو العبد يعمل سرا
أسره إلى الله لم يعلم به الناس فأسر الله له يوم القيامة قرة أعين * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أدنى أهل الجنة حظا قوم يخرجهم الله من النار برحمته بعد أن
يحترقوا يرتاح لهم الرب انهم كانوا لا يشركون بالله شيئا فينبذون بالعراء فينبتون كما ينبت البقل حتى إذا رجعت
الأرواح إلى أجسادها قالوا ربنا كالذي أخرجتنا من النار ورجعت الأرواح إلى أجسادنا فاصرف وجوهنا
عن النار فيصرف وجوههم عن النار ويضرب لهم شجرة ذات ظل وفئ فيقولون ربنا كالذي أخرجتنا من النار
فانقلنا إلى ظل هذه الشجرة فينقلهم إليها فيرون أبواب الجنة فيقولون ربنا كالذي أخرجتنا من النار فانقلنا إلى
أبواب الجنة فيفعل فإذا نظروا إلى ما فيها من الخيرات والبركات قال وقرأ أبو هريرة رضي الله عنه فلا تعلم نفس
ما أخفى لهم من قرة أعين قالوا ربنا كالذي أخرجتنا من النار فأدخلنا لجنة قال فيدخلون الجنة ثم يقال لهم
تمنوا فيقولون يا رب أعطنا حتى إذا قالوا يا ربنا حسبنا قال هذا لكم وعشرة أمثاله * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم
والترمذي وابن جرير والطبراني وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن المغيرة
ابن شعبة رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام سأل ربه فقال رب أي أهل
الجنة أدنى منزلة فقال رجل يجئ بعدما دخل أهل الجنة الجنة فيقال له ادخل فيقول كيف ادخل وقد نزلوا
منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال له أترضى ان يكون لك مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا فيقول نعم أي رب قد
رضيت فيقال له فان لك هذا وعشرة أمثاله معه فيقول أي رب رضيت فيقال له فان لك مع هذا ما اشتهت نفسك
ولذت عينك فقال موسى عليه السلام أي رب فأي أهل الجنة ارفع منزله قال إياها أردت وسأحدثك عنهم انى
غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلا عين رأيت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر قال ومصداق ذلك
في كتاب الله تعالى فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين * قوله تعالى (أفمن كان مؤمنا) الآيات * أخرج
أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني والواحدي وابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر من طرق
177

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال الوليد بن عقبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أنا أحد منك سنانا وأبسط
منك لسانا وأملأ للكتيبة منك فقال له على رضي الله عنه اسكت فإنما أنت فاسق فنزلت أفمن كان مؤمنا كمن كان
فاسقا لا يستوون يعنى بالمؤمن عليا وبالفاسق الوليد بن عقبة بن أبي معيط * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن
عطاء بن يسار قال نزلت بالمدينة في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط قال كان بين الوليد وبين
على كلام فقال الوليد بن عقبة أنا أبسط منك لسانا واحد منك سنانا وارد منك للكتيبة فقال على رضي الله عنه
اسكت فإنك فاسق فأنزل الله أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون الآيات كلها * وأخرج ابن أبى حاتم
عن السدى رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه في قوله أفمن كان
مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون قال نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه والوليد بن عقبة * وأخرج ابن
مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا قال اما
المؤمن فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأما الفاسق فعقبة بن أبي معيط وذلك لسباب كان بينهما فأنزل الله ذلك
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله أفمن كان مؤمنا كمن
كان فاسقا لا يستوون قال لا في الدنيا ولا عند الموت ولا في الآخرة وفي قوله وأما الذين فسقوا قال هم الذين أشركوا
وفي قوله كنتم به تكذبون قال هم يكذبون كما ترون * قوله تعالى (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى) الآية
* أخرج الفريابي وابن منيع وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه
والخطيب والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ولنذيقنهم من العذاب الأدنى قال يوم بدر
دون العذاب الأكبر قال يوم القيامة لعلهم يرجعون قال لعل من بقى منهم يرجع * وأخرج ابن أبي
شيبة والنسائي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ولنذيقنهم
من العذاب الأدنى قال سنون أصابتهم لعلهم يرجعون قال يتوبون * وأخرج مسلم وعبد الله بن أحمد في زوائد
المسند وأبو عوانة في صحيحه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان
عن أبي بن كعب رضي الله عنه في قوله ولنذيقنهم من العذاب الأدنى قال مصائب الدنيا واللزوم والبطشة
والدخان * وأخرج ابن مردويه عن أبي إدريس الخولاني رضي الله عنه قال سألت عبادة بن الصامت رضي الله عنه
عن قول الله ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر فقال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها
فقال هي الصائب والأسقام والأنصاب عذاب للمسرف في الدنيا دون عذاب الآخرة قلت يا رسول الله فما هي
لنا قال زكاة وطهور * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
ولنذيقنهم من العذاب الأدنى قال مصائب الدنيا وأسقامها وبلاياها يبتلى الله بها العباد كي يتوبوا * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير عن إبراهيم رضي الله عنه ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر قال أشياء
يصابون بها في الدنيا لعلهم يرجعون قال يتوبون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر قال الحدود لعلهم يرجعون قال
يتوبون * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ولنذيقنهم ن العذاب الأدنى قال عذاب الدنيا
وعذاب القبر * وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله ولنذيقنهم من العذاب الأدنى قال القتل
والجوع لقريش في الدنيا والعذاب الأكبر يوم القيامة في الآخرة وأخرج هناد عن أبي عبيدة في قوله ولنذيقنهم
من العذاب الأدنى قال عذاب القبر * قوله تعالى (ومن أظلم ممن ذكر) الآية * أخرج ابن منيع وابن جرير
وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن معاذ بن جبل رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول ثلاث من فعلهن فقد أجرم من عقد لواء في غير حق أو عق والديه أو مشى مع ظالم لينصره فقد أجرم
يقول الله عز وجل انا من المجرمين منتقمون * قوله تعالى (ولقد آتينا موسى الكتاب) الآية * أخرج عبد
ابن حميد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق
قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة أسرى بي موسى بن عمران رجلا
طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى بن مريم عليه السلام مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط
178

الرأس ورأيت مالكا خازن جهنم والدجال في آيات أراهن الله إياه قال فلا تكن في مرية من لقائه فكان قتادة
يفسرها أن النبي صلى الله عليه وسلم قد لقى موسى وجعلناه هدى لبني إسرائيل قال جعل الله موسى هدى لبني
إسرائيل * وأخرج الطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند صحيح عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه
وسلم فلا تكن في مرية من لقائه من لقاء موسى ربه وجعلناه هدى لبني إسرائيل قال جعل موسى هدى لبني
إسرائيل * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله فلا تكن في مرية من لقائه قال من لقاء موسى قيل أو لقى
موسى قال نعم ألا ترى إلى قوله واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد فلا تكن في مرية من لقائه قال من أن تلقى موسى * وأخرج الحاكم عن مالك أنه تلا
وجعلنا منهم آية يهدون بأمرنا لما صبروا فقال حدثني الزهري ان عطاء بن يزيد حدثه عن أبي هريرة أنه سمع
النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما رزق عبد خيرا له وأوسع من الصبر * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
وجعلنا منهم أئمة قال رؤساء في الخير سوى الأنبياء يهدون بأمرنا لما صبروا قال على ترك الدنيا والله أعلم * قوله
تعالى (أولم يروا انا نسوق الماء) الآية * أخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أولم
يروا انا نسوق الماء إلى الأرض الجرز قال الجرز التي لا تمطر الا قطرا لا يغنى عنها شيئا الا ما يأتيها من السيول
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله إلى الأرض الجرز قال أرض
باليمن * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله إلى الأرض الجرز قال هي التي
لا تنبت هن أبين ونحوها من الأرض * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة إلى الأرض الجرز قال السماط * وأخرج ابن أبي
حاتم عن السدى إلى الأرض الجرز قال إلى الأرض الميتة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن إلى الأرض الجرز
قال قرى فيما بين اليمن والشام * وأخرج أبو بكر وابن حبان في كتاب الغرر عن الربيع بن سبرة قال الأمثال
أقرب إلى العقول من المعاني ألم تسمع إلى قوله أولم يروا انا نسوق الماء إلى الأرض الجرز ألم تر ألم يروا * قوله تعالى
(ويقولون متى هذا الفتح) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال قال الصحابة ان لنا يوما يوشك
ان نستريح فيه ونتنعم فيه فقال المشركون متى هذا الفتح ان كنتم صادقين فنزلت * وأخرج الحاكم وصححه
والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله ويقولون متى هذا الفتح ان كنتم صادقين قال يوم بدر فتح النبي صلى الله
عليه وسلم فلم ينفع الذين كفروا ايمانهم بعد الموت * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله قل يوم الفتح قال يوم القيامة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله قل يوم الفتح قال يوم القضاء وفي قوله وانتظر انهم منتظرون قال يوم القيامة
* (سورة الأحزاب) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال نزلت سورة
الأحزاب بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والطيالسي وسعيد
ابن منصور وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن منيع والنسائي وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف
والدارقطني في الافراد والحاكم وصححه وابن مردويه والضياء في المختارة عن زر قال قال لي أبي بن كعب كيف تقرأ
سورة الأحزاب أو كم تعدها قلت ثلاثا وسبعين آية فقال أبى قد رأيتها وانها لتعادل سورة البقرة أو أكثر من
سورة البقرة ولقد قرأنا فيها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم فرفع منها
ما رفع * وأخرج عبد الرزاق عن الثوري قال بلغنا ان ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقرؤن
القرآن أصيبوا يوم مسيلمة فذهبت حروف من القرآن * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال أمر عمر
ابن الخطاب مناديا فنادى ان الصلاة جامعة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس لا تجز عن من آية
الرجم فإنها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد وآية ذلك أن النبي صلى الله
عليه وسلم قد رجم وان أبا بكر قد رجم ورجمت بعدهما وانه سيجئ قوم من هذه الأمة يكذبون بالرجم * وأخرج
مالك والبخاري ومسلم وابن الضريس عن ابن عباس ان عمر قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اما بعد أيها الناس
179

ان الله بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها الشيخ والشيخة إذا
زينا فارجموهما البتة ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى ان يطول بالناس زمان فيقول قائل
لا نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله * وأخرج أحمد والنسائي عن عبد الرحمن بن عوف ان
عمر بن الخطاب خطب الناس فسمعته يقول الا وان ناسا يقولون ما بال الرجم وفي كتاب الله الجلد وقد رجم النبي
صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ولولا أن يقول قائلون ويتكلم متكلمون ان عمر زاد في كتاب الله ما ليس منه
لأثبتها كما نزلت * وأخرج النسائي وأبو يعلى عن كثير بن الصلت قال كنا عند مروان وفينا زيد بن ثابت فقال زيد
ما تقرأ الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة قال مروان الا كتبتها في المصحف قال ذكرنا ذلك وفينا عمر بن
الخطاب فقال أشفيكم من ذلك قلنا فكيف قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنبئني آية
الرجم قال لا أستطيع الآن * وأخرج ابن مردويه عن حذيفة قال قال لي عمر بن الخطاب كم تعدون سورة
الأحزاب قلت ثنتين أو ثلاثا وسبعين قال إن كانت لتقارب سورة البقرة وان كان فيها لآية الرجم * وأخرج ابن
الضريس عن عكرمة قال كانت سورة الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول وكان فيها آية الرجم * وأخرج ابن سعد
عن سعيد بن المسيب ان عمر قال إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم وأن يقول قائل لا نجد حدين في كتاب الله فقد
رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فلولا ان يقول الناس أحدث عمر في كتاب الله لكتبتها في المصحف
لقد قرأناها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة قال سعيد فما انسلخ ذو الحجة حتى طعن * وأخرج ابن الضريس
عن أبي امامة بن سهل بن حنيف ان خالته أخبرته قالت لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الرجم الشيخ
والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة * وأخرج ابن الضريس عن عمر قال قلت لرسول الله صلى
الله عليه وسلم لما نزلت آية الرجم اكتمها يا رسول الله قال لا أستطيع ذلك * وأخرج ابن الضريس عن زيد بن
أسلم ان عمر بن الخطاب خطب الناس فقال لا تشكوا في الرجم فإنه حق قد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورجم أبو بكر ورجمت ولقد هممت ان أكتب في المصحف فسال أبي بن كعب عن آية الرجم فقال أبى ألست
أتيتني وانا أستقرئها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعت في صدري وقلت أتستقرئه آية الرجم وهم يتسافدون
تسافد الحمر * وأخرج البخاري في تاريخه عن حذيفة قال قرأت سورة الأحزاب على النبي صلى الله عليه وسلم
فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها * وأخرج أبو عبيد في الفضائل وابن الأنباري وابن مردويه عن عائشة قالت
كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها الا
على ما هو الآن * قوله تعالى (يا أيها النبي اتق الله) الآية * أخرج ابن جرير من طريق جويبر عن الضحاك
عن ابن عباس قال إن أهل مكة منهم الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة دعوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يرجع
عن قوله على أن يعطوه شطر أموالهم وخوفه المنافقون واليهود بالمدينة ان لم يرجع قتلوه فأنزل الله يا أيها النبي اتق
الله ولا تطع الكافرين والمنافقين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ولا تطع الكافرين أبي بن خلف والمنافقين
أبو عامر الراهب وعبد الله بن أبي ابن سلول والجد بن قيس * قوله تعالى (ما جعل الله لرجل من قلبين) الآية
* أخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والضياء
في المختارة عن ابن عباس قال قام النبي صلى الله عليه وسلم يوما يصلى فخطر خطرة فقال المنافقون الذين يصلون معه
ألا ترى ان له قلبين قلبا معكم وقلبا معهم فأنزل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه * وأخرج ابن أبي حاتم من
طريق خصيف عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة قالوا كان رجل يدعى ذا القلبين فأنزل الله ما جعل الله لرجل
من قلبين في جوفه * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال كان رجل من قريش يسمى من دهائه
ذا القلبين فأنزل الله هذا في شأنه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن قال كان رجل على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم يسمى ذا القلبين كان يقول لي نفس تأمرني ونفس تنهاني فأنزل الله فيه ما تسمعون * وأخرج
الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال إن رجلا من بنى فهر قال إن في جوفي
قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد فنزلت * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى انها نزلت في رجل من
180

قريش من بنى جمح يقال له جميل بن معمر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال صلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم صلاة فسها فيها فخطرت منه كلمه فسمها المنافقون فأكثروا فقالوا ان له قلبين ألم تسمعوا إلى قوله وكلامه
في الصلاة ان له قلبا معكم وقلبا مع أصحابه فنزلت يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إلى قوله ما جعل
الله لرجل من قلبين في جوفه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن الزهري في قوله ما جعل الله لرجل من قلبين
في جوفه قال بلغنا ان ذلك كان في زيد بن حارثة ضرب له مثلا يقول ليس ابن رجل آخر ابنك * قوله تعالى (وما
جعل أزواجكم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال كان الرجل يقول لامرأته أنت على كظهر أمي
فقال الله وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهم أمهاتكم وكان يقال زيد بن محمد فقال الله وما جعل أدعياءكم
أبناءكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وما جعل أزواجكم اللائي
تظاهرون منهن أمهاتكم أي ما جعلها أمك وإذا ظاهر الرجل من امرأته فان الله لم يجعلها أمه ولكن جعل فيها
الكفارة وما جعل أدعياءكم أبناءكم يقول ما جعل دعيك ابنك يقول إن ادعى رجل رجلا فليس بابنه ذكر لنا أن
نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول من ادعى إلى غير أبيه متعمدا حرم الله عليه الجنة * وأخرج الفريابي وابن أبي
شيبة وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وما جعل أدعياءكم أبناءكم قال نزلت في زيد بن حارثة رضي الله عنه
* قوله تعالى (ادعوهم لآبائهم) الآية * أخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي
وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عمر أن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما كنا ندعوه الا زيد بن محمد حتى نزل القرآن أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فقال النبي صلى الله عليه
وسلم أنت زيد بن حارثة بن شراحيل * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن
عائشة أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وكان ممن شهد بدرا تبنى سالما وأنكحه بنت أخيه هند بنت
الوليد بن عتبة بن ربيعة وهو مولى لامرأة من الأنصار كما تبنى النبي صلى الله عليه وسلم زيدا وكان من تبنى
رجلا في الجاهلية دعاه الناس إليه وورثه من ميراثه حتى أنزل الله في ذلك ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فان
لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم فردوا إلى آبائهم فمن لم يعلم له أب كان مولى وأخا في الدين فجاءت
سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن سالما كان يدعى لأبي حذيفة رضي الله عنه
وان الله قد أنزل في كتابه ادعوهم لآبائهم وكان يدخل على وأنا وحدي ونحن في منزل ضيق فقال النبي صلى
الله عليه وسلم ارضعي سالما تحرمي عليه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان من أمر
زيد بن حارثة رضي الله عنه أنه كان في أخواله بنى معن من بنى ثعل من طيئ فأصيب في غلمة من طيئ فقدم به
سوق عكاظ وانطلق حكيم بن حزام بن خويلد إلى عكاظ يتسوق بها فأوصته عمته خديجة رضي الله عنها أن يبتاع
لها غلاما ظريفا عربيا ان قدر عليه فلما جاء وجد زيدا يباع فيها فأعجبه ظرفه فابتاعه فقدم به عليها وقال لها انى قد
ابتعت لك غلاما ظريفا عربيا فان أعجبك فخذيه والا فدعيه فإنه قد أعجبني فلما رأته خديجة أعجبها فاخذته فتزوجها
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عندها فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم ظرفه فاستوهبه منها فقالت هو لك فان
أردت عتقه فالولاء لي فأبى عليها فوهبته له ان شاء أعتق وان شاء أمسك قال فشب عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم
انه خرج في إبل لأبي طالب إلى الشام فمر بأرض قومه فعرفه عمه فقام إليه فقال من أنت يا غلام قال غلام من أهل
مكة قال من أنفسهم قال لا قال فحر أنت أم مملوك قال بل مملوك قال لمن قال لمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب فقال له
أعربي أنت أم عجمي قال بل عربي قال ممن أهلك قال من كلب قال من أي كلب قال من بنى عبد ود قال ويحك ابن
من أنت قال ابن حارثة بن شراحيل قال وأين أصبت قال في أخوالي قال ومن أخوالك قال طي قال ما اسم أمك قال
سعدى فالتزمه وقال ابن حارثة ودعا أباه وقال يا حارثة هذا ابنك فاتاه حارثة فلما نظر إليه عرفه قال
كيف صنع مولاك إليك قال يؤثرني على أهله وولده ورزقت منه حبا فلا أصنع الا ما شئت فركب معه أبوه وعمه
وأخوه حتى قدموا مكة فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له حارثة يا محمد أنتم أهل حرم الله وجيرانه وعند
بيته تفكون العاني وتطعمون الأسير ابني عبدك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه فإنك ابن سيد قومه فانا
181

سنرفع لك في الفداء ما أحببت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيكم خيرا من ذلك قالوا وما هو قال أخيره فان
اختاركم فخذوه بغير فداء وان اختارني فكفوا عنه قالوا جزاك الله خيرا فقد أحسنت فدعاه رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال يا زيد أتعرف هؤلاء قال نعم هذا أبى وعمى وأخي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فانا من قد عرفته فان
اخترتهم فاذهب معهم وان اخترتني فانا من تعلم فقال زيد ما أنا بمختار عليك أحدا أبدا أنت منى بمكان الوالد والعم
قال له أبوه وعمه يا زيد تختار العبودية على الربوبية قال ما أنا بمفارق هذا الرجل فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
حرصه عليه قال أشهدوا أنه حر وانه ابني يرثني وأرثه فطابت نفس أبيه وعمه لما رأوا من كرامته عليه فلم يزل زيد في
الجاهلية يدعى زيد بن محمد حتى نزل القرآن أدعوهم لآبائهم فدعى زيد بن حارثة وأخرج ابن عساكر من طريق زيد
ابن شيبة عن الحسن بن عثمان رضي الله عنه قال حدثني عدة من الفقهاء وأهل العلم قالوا كان عامر بن ربيعة
يقال له عامر بن الخطاب واليه كان ينسب فأنزل الله فيه وفي زيد بن حارثة وسالم مولى أبى حذيفة والمقداد بن عمرو
ادعوهم لآبائهم الآية * وأخرج ابن جرير عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه قال قال الله أدعوهم لآبائهم هو أقسط
عند الله فان لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم فانا ممن لا يعلم أبوه وأنا من إخوانكم في الدين * وأخرج
ابن جرير عن قتادة أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله أعدل عند الله فان لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين
ومواليكم فإذا لم تعلم من أبوه فإنما هو أخوك في الدين ومولاك * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فان لم
تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم قال إن لم تعرف أباه فأخوك في الدين ومولاك مولى فلان * وأخرج
ابن أبي حاتم عن مقاتل في الآية يقول إن لم تعملوا لهم آباء تدعوهم إليهم فانسبوهم إخوانكم في الدين إذ تقول
عبد الله وعبد الرحمن وعبيد الله وأشباههم من الأسماء وان يدعى إلى اسم مولاه * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه فان لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم يقول أخوك في الدين ومولاك مولى بنى فلان
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سالم بن أبي الجعد قال لما نزلت ادعوهم لآبائهم لم يعرفوا لسالم أنا ولكن مولى أبى
حذيفة انما كان حليفا لهم * واخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
في قوله وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به قال هذا من قبل النهى في هذا وغيره ولكن ما تعمدت قلوبكم بعد
ما أمرتم وبعد النهى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وليس عليكم جناح فيما
أخطأتم به الآية قال لو دعوت رجلا لغير أبيه وأنت ترى انه أبوه لم يكن عليك باس ولكن ما أردت به العمد
* وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال الله ما أخشى عليك
الخطأ ولكن أخشى عليك العمد * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم انى لست أخاف عليكم الخطأ ولكن أخاف عليكم العمد * قوله تعالى (النبي أولى بالمؤمنين من
أنفسهم) * أخرج البخاري وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال ما من مؤمن الا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة اقرؤا ان شئتم النبي أولى بالمؤمنين من
أنفسهم فأيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا فان ترك دينا أو ضياعا فليأتني فانا مولاه * وأخرج الطيالسي
وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان المؤمن إذا توفى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى به
النبي صلى الله عليه وسلم سال هل عليه دين فان قالوا نعم قال هل ترك وفاء لدينه فان قالوا نعم صلى عليه وان قالوا لا
قال صلوا على صاحبكم فلما فتح الله علينا الفتوح قال أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن ترك دينا فإلى ومن ترك
مالا فللوارث * وأخرج أحمد وأبو داود وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان
يقول أنا أولى بكل مؤمن من نفسه فأيما رجل مات وترك دينا فإلى ومن ترك مالا فهو لورثته * وأخرج ابن أبي
شيبة وأحمد والنسائي عن بريدة رضي الله عنه قال غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغير وقال يا بريدة ألست
أولى بالمؤمنين من أنفسهم قلت بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلى مولاه * قوله تعالى (وأزواجه أمهاتهم)
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأزواجه أمهاتهم قال يعظم بذلك حقهن
182

* وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأزواجه أمهاتهم يقول أمهاتهم في الحرمة لا يحل لمؤمن ان
ينكح امرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ان طلق ولا بعد موته هي حرام على كل مؤمن مثل حرمة
أمه * وأخرج ابن سعد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عائشة ان امرأة قالت لها يا أمه فقالت أنا أم رجالكم
ولست أم نسائكم * وأخرج ابن سعد عن أم سلمة قالت أنا أم الرجال منكم والنساء * وأخرج عبد الرزاق
وسعيد بن منصور وإسحاق بن راهويه وابن المنذر والبيهقي عن بجالة قال مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه
بغلام وهو يقرأ في المصحف النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم فقال يا غلام حكها
فقال هذا مصحف أبى فذهب إليه فسأله فقال إنه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق بالأسواق * وأخرج
الفريابي وابن مردويه والحاكم والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ هذه لآية النبي
أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه انه قرأ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم * وأخرج
ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال كان في الحرف الأول النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم
* وأخرج ابن جرير عن الحسن قال في القراءة الأولى النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم * قوله تعالى
(وأولو الأرحام) لآية * أخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب
الله من المؤمنين والمهاجرين قال لبث المسلمون زمانا يتوارثون بالهجرة والأعرابي المسلم لا يرث من المهاجر شيئا
فأنزل الله هذه الآية فخلط المؤمنين بعضهم ببعض فصارت المواريث بالملل * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله الا ان تفعلوا إلى أوليائكم معروفا قال توصون لحلفائكم
الذين والى بينهم النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار * وأخرج ابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم
عن محمد بن علي بن الحنفية رضي الله عنه في قوله الا ان تفعلوا إلى أوليائكم معروفا قال نزلت هذه الآية في جواز
وصية السلم لليهودي والنصراني * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله
الا ن تفعلوا إلى أوليائكم قال القرابة من أهل الشرك معروفا قال وصية ولا ميراث لهم كان ذلك في الكتاب
مسطورا قال وفي بعض القراءة كان ذلك عند الله مكتوبا أن لا يرث المشرك المؤمن * وأخرج عبد الرزاق عن
قتادة والحسن رضي الله عنه في قوله الا ان تفعلوا إلى أوليائكم معروفا قالا الا ان يكون لك ذو قرابة على دينك
فتوصي له بالشئ وهو وليك في النسب وليس وليك في الدين * قوله تعالى (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم)
الآيتين * أخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وإذ أخذنا من
النبيين ميثاقهم قال في ظهر آدم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا قال أغلظ مما أخذه من الناس ليسأل الصادقين عن
صدقهم قال المبلغين من الرسل المؤدين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وإذ أخذنا
من النبيين ميثاقهم الآية قال أخذ الله على النبيين خصوصا ان يصدق بعضهم بعضا وان يتبع بعضهم بعضا
* وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن أبي مريم الغساني رضي الله عنه ان أعرابيا قال يا رسول
الله ما أول نبوتك قال أخذ الله منى الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم ثم تلا وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك
ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ودعوة أبى إبراهيم قال وابعث فيهم رسولا
منهم وبشارة المسيح بن مريم ورأت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامها انه خرج من بين رجليها سراج
أضاءت له قصور الشام * واخرج الطيالسي والطبراني وابن مردويه عن أبي العالية رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله الخلق وقضى القضية وأخذ ميثاق النبيين وعرشه على الماء فاخذ أهل
اليمين بيمينه وأخذ أهل الشمال بيده الأخرى وكلتا يدي الرحمن يمين فاما أصحاب اليمين فاستجابوا إليه فقالوا
لبيك ربنا وسعديك قال ألست بربكم قالوا بلى فخلط بعضهم ببعض فقال قائل منهم يا رب لم خلطت بيننا فان لهم
أعمالا من دون ذلك هم لها عاملون قال إن يقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين ثم ردهم في صلب آدم عليه
السلم فأهل الجنة أهلها وأهل النار أهلها فقال قائل فما العمل إذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل كل
183

قول لمنزلتهم فقال ابن الخطاب رضي الله عنه اذن نجتهد يا رسول الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قيل يا رسول الله متى أخذ ميثاقك قال وآدم بين الروح والجسد * وأخرج ابن سعد رضي الله عنه
قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم متى استنبئت قال وآدم بين الروح والجسد حين أخذ منى الميثاق * وأخرج
البزار والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قيل يا رسول الله متى كنت
نبيا قال وآدم بين الروح والجسد * وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه والطبراني والحاكم وصححه وأبو نعيم
والبيهقي معا في الدلائل عن ميسرة الفخر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح
والجسد * وأخرج الحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم متى
وجبت لك النبوة قال بين خلق آدم ونفخ الروح فيه * وأخرج أبو نعيم عن الصنابحي قال قال عمر رضي الله عنه
متى جعلت نبيا قال وآدم منجدل في الطين * وأخرج ابن سعد عن ابن أبي الجدعاء رضي الله عنه قال قلت يا رسول
الله متى جعلت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد * وأخرج ابن سعد عن مطرف بن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه
ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح والطين * وأخرج ابن أبي
شيبة عن قتادة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن
نوح قال بدئ بي في الخير وكنت آخرهم في البعث * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه وإذا أخذنا من
النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح قال ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول كنت أول الأنبياء في الخلق
وآخرهم في البعث * وأخرج ابن أبي عاصم والضياء في المختارة عن أبي بن كعب وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم
ومنك ومن نوح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولهم نوح ثم الأول فالأول * وأخرج الحسن بن سفيان
وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والديلمي وابن عساكر من طريق قتادة عن الحسن عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم الآية قال كنت أول
النبيين في الخلق وآخرهم في البعث فبدئ به قبلهم * وأخرج البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خيار ولد
آدم خمسة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وخيرهم محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق
الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما ميثاقهم عهدهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
والطبراني بسند صحيح عن ابن عباس وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم قال انما أخذ الله ميثاق النبيين على قومهم
* وأخرج أبو نعيم والديلمي عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من عالم الا وقد أخذ الله
ميثاقه يوم أخذ ميثاق النبيين يدفع عنه مساوئ عمله لمحاسن عمله الا انه لا يوحى إليه * قوله تعالى (يا أيها الذين
آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم) الآيات * أخرج الحاكم وصححه وابن مردويه وابن عساكر وأبو نعيم
والبيهقي كلاهما في الدلائل من طرق عن حذيفة قال لقد رأيتنا ليلة الأحزاب ونحن صافون قعود وأبو سفيان
ومن معه من الأحزاب فوقنا وقريظة اليهود أسفل نخافهم على ذرارينا وما أتت علينا ليلة قط أشد ظلمة ولا أشد
ريحا منها أصوات ريحها أمثال الصواعق وهي ظلمة ما يرى أحد منا أصبعه فجعل المنافقون يستأذنون النبي صلى
الله عليه وسلم يقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة فما يستأذنه أحد منهم الا أذن له يتسللون ونحن ثلثمائة
أو نحو ذلك إذ استقبلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا رجلا حتى مر على وما على جنة من العدو ولا من البرد
الا مرط لامرأتي ما يجاوز ركبتي فأتاني وأنا جاث على ركبتي فقال من هذا قلت حذيفة فتقاصرت إلى الأرض
فقلت بلى يا رسول الله كراهية أقوم فقال قم فقمت فقال إنه كان في القوم خبر فاتني بخبر القوم قال وأنا
من أشد الناس فزعا وأشدهم قرا فخرجت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم احفظه من بين يديه ومن
خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته قال فوالله ما خلق الله فزعا ولا قرا في جوف الا خرج من جوفي
فما أجد منه شيئا فلما وليت قال يا حذيفة لا تحدث في القوم شيئا حتى تأتيني فخرجت حتى إذا دنوت من عسكر
القوم نظرت في ضوء نار لهم توقد وإذا برجل أدهم ضخم يقول بيده على النار ويمسح خاصرته ويقول الرحيل
الرحيل ثم دخل العسكر فإذا في الناس رجال من بنى عامر يقولون الرحيل الرحيل يا آل عامر لا مقام لكم وإذا
184

الرحيل في عسكرهم ما يجاوز عسكرهم شبرا فوالله انى لأسمع صوت الحجارة في رحالهم ومن بينهم الريح يضربهم
بها ثم خرجت نحو النبي صلى الله عليه وسلم فلما انتصفت في الطريق أو نحو ذلك إذا أنا بنحو من عشرين فارسا
متعممين فقالوا أخبر صاحبك ان الله كفاه القوم فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشتمل في شملة
يصلى وكان إذا خربه أمر صلى فأخبرته خبر القوم أنى تركتهم يرتحلون فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة
الله عليكم إذ جاءتكم جنود الآية * وأخرج الفريابي وابن عساكر عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال قال رجل
لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحملته ولفعلت فقال حذيفة لقد رأيتني ليلة الأحزاب ونحن مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل في ليلة باردة ما قبله ولا بعده برد كان أشد منه
فحانت منى التفاتة فقال ألا رجل يذهب إلى هؤلاء فيأتينا بخبرهم جعله الله معي يوم القيامة قال فما قام منا انسان
قال فسكتوا ثم عاد فسكتوا ثم قال يا أبا بكر ثم قال استغفر الله رسوله ثم قال إن شئت ذهبت فقال يا عمر فقال
استغفر الله رسوله ثم قال يا حذيفة فقلت لبيك فقمت حتى أتيت وان جنبي ليضربان من البرد فمسح رأسي
ووجهي ثم قال ائت هؤلاء القوم حتى تأتينا بخبرهم ولا تحدث حدثا حتى ترجع ثم قال اللهم احفظه من بين يديه
ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته حتى يرجع قال فلان يكون أرسلها كان أحب إلى من
الدنيا وما فيها قال فانطلقت فأخذت أمشى نحوهم كأني أمشى في حمام قال فوجدتهم قد أرسل الله عليهم ريحا
فقطعت أطنابهم وأبنيتهم وذهبت بخيولهم ولم تدع شيئا الا أهلكته قال وأبو سفيان قاعد يصطلي عند نار له
قال فنظرت إليه فأخذت سهما فوضعته في كبد قوسي قال وكان حذيفة راميا فذكرت قول رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا تحدثن حدثا حتى ترجع قال فرددت سهمي في كنانتي قال فقال رجل من القوم الا فيكم عين للقوم
فاخذ كل بيد جليسه فأخذت بيد جليسي فقلت من أنت قال سبحان الله أما تعرفني أنا فلان بن فلان فإذا رجل من
هوازن فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته الخبر فلما أخبرته ضحك حتى بدت أنيابه في سواد الليل
وذهب عنى الدفاء قال فأدناني رسول الله صلى الله عليه وسلم فانا منى عند رجليه وألقى على طرف ثوبه فان كنت لألزق
بطني وصدري ببطن قدميه فلما أصبحوا هزم الله الأحزاب وهو قوله فأرسلنا عليهم ريحا وجنود ألم تروها * وأخرج
ابن أبي حاتم وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما يا أيها الذين آمنوا اذكروا
نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود قال كان يوم أبى سفيان يوم الأحزاب * وأخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قلنا يوم الخندق يا رسول الله هل من شئ نقول فقد بلغت
القلوب الحناجر قال نعم قولوا اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا قال فضرب الله وجوه أعدائه بالريح فهزمهم الله
بالريح * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن
مجاهد إذ جاءتكم جنود قال الأحزاب عيينة بن بدر وأبو سفيان وقريظة فأرسلنا عليهم ريحا قال يعنى ريح الصبا
أرسلت على الأحزاب يوم الخندق حتى كفات قدورهم على أفواهها ونزعت فساطيطهم حتى أظعنتهم وجنودا لم
تروها يعنى الملائكة قال ولم تقاتل الملائكة يومئذ * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم في الكنى وابن
مردويه وأبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما كانت ليلة الأحزاب
جاءت الشمال إلى الجنوب قالت انطلقي فانصري الله ورسوله فقالت الجنوب ان الحرة لا تسرى بالليل فغضب الله
عليها وجعلها عقيما فأرسل الله عليهم الصبا فأطفأت نيرانهم وقطعت أطنابهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور فذلك قوله فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها * وأخرج البخاري ومسلم
والنسائي وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا
وأهلكت عاد بالدبور * وأخرج الحاكم وصححه عن النعمان بن مقرن قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا لم يقاتل من أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس ونهب الرياح * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري
والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة في قوله إذ جاؤكم من فوقكم ومن
أسفل منكم الآية قالت كان ذلك يوم الخندق * وأخرج ابن سعد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو
185

نعيم والبيهقي في الدلائل من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده قال خط رسول
الله صلى الله عليه وسلم الخندق عام الأحزاب فخرجت لنا من الخندق صخرة بيضاء مدورة فكسرت حديدنا وشقت
علينا فشكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ المعول من سلمان فضرب الصخرة ضربة صدعها وبرقت
منها برقة أضاءت ما بين لابتي المدينة حتى لكان مصباحا في جوف ليل مظلم فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبر
المسلمون ثم ضربها الثانية فصدعها وبرق منها برقة أضاء ما بين لابتيها فكبر وكبر المسلمون ثم ضربها الثالثة
فصدعها وبرق منها برقة أضاء ما بين لابتيها وكبر وكبر المسلمون فسألناه فقال أضاء لي في الأولى قصور الحيرة
ومدائن كسرى كأنها أنياب الكلاب فأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها وأضاء لي في الثانية قصور الحمر من
أرض الروم كأنها أنياب الكلاب وأخبرني جبريل ان أمتي ظاهرة عليها وأضاء لي في الثالث قصور صنعاء كأنها
أنياب الكلاب وأخبرني جبريل ان أمتي ظاهرة عليها فابشروا بالنصر فاستبشر المسلمون وقالوا الحمد لله موعد
صادق بان وعدنا النصر بعد الحصر فطلعت الأحزاب فقال المسلمون هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله
وما زادهم الا ايمانا وتسليما وقال المنافقون الا تعجبون يحدثكم ويعدكم ويمنيكم الباطل يخبر انه يبصر من يثرب
قصور الحيرة ومدائن كسرى وانها تفتح لكم وانكم تحفرون الخندق ولا تستطيعون ان تبرزوا وأنزل القرآن
وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا * وأخرج ابن إسحاق وابن مردويه
عن ابن عباس قال أنزل الله في شأن الخندق وذكر نعمه عليهم وكفايته إياهم عدوهم بعد سواء الظن ومقالة من
تكلم من أهل النفاق يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ربحا وجنودا لم
تروها وكانت الجنود التي أتت المسلمين أسد وغطفان وسليما وكانت الجنود التي بعث الله عليهم من الريح
الملائكة فقال إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم فكان الذين جاؤوهم من فوقهم بني قريظة والذين جاؤوهم من
أسفل منهم قريشا وأسدا وغطفان فقال هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا وإذ يقول المنافقون والذين في
قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا يقول معتب بن قشير ومن كان معه على رأيه وإذ قالت طائفة منهم
يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقول أوس بن قيظي ومن كان معه على مثل رأيه
ولو دخلت عليهم من أقطارها إلى وإذن لا تمتعون الا قليلا ثم ذكر يقين أهل الايمان حين أتاهم الأحزاب
فحصروهم وظاهرهم بنو قريظة فاشتد عليهم البلاء فقال ولما رأى المؤمنون الأحزاب إلى أن الله كان غفورا رحيما
قال وذكر الله هزيمة المشركين وكفايته المؤمنين فقال ورد الله الذين كفروا بغيظهم الآية * وأخرج ابن إسحاق
وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن عروة بن الزبير ومحمد بن كعب القرظي قالا قال معتب بن قشير
كان محمدا يرى أن يأكل من كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن ان يذهب إلى الغائط وقال أوس بن قيظي في ملا
من قومه من بنى حارثة ان بيوتنا عورة وهي خارجة من الدينة ائذن لنا فنرجع إلى نسائنا وأبناءنا وذرارينا
فأنزل الله على رسوله حين فرغ منهم ما كانوا فيه من البلاء يذكر نعمته عليهم وكفايته إياهم بعد سوء الظن منهم
ومقالة من قال من أهل النفاق يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا
وجنودا لم تروها فكانت الجنود قريشا وغطفان وبنى قريظة وكانت الجنود التي أرسل عليهم مع الريح الملائكة
إذ جاؤكم من فوقكم بنو قريظة ومن أسفل منكم قريش وغطفان إلى قوله ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا يقول
معتب بن قشير وأصحابه وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب يقول أوس بن قيظي ومن كان معه على ذلك من قومه
* وأخرج ابن أبي شيبة عن البراء بن عازب قال لما كان حيث أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نحفر الخندق
عرض لنا في بعض الجبل صخرة عظيمة شديدة لا تدخل فيها المعاول فاشتكينا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآها أخذ المعول وألقى ثوبه وقال بسم الله ثم ضرب ضربة فكسر
ثلثها وقال الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله انى لأبصر قصورها الحمر الساعة ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا
آخر فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله انى لأبصر قصور المدائن البيض ثم ضرب الثالثة فقال بسم الله
فقطع بقية الحجر وقال الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله انى لأبصر أبواب صنعاء * وأخرج ابن مردويه عن
186

ابن عباس في قوله إذ جاؤكم من فوقكم قال عيينة بن حصن ومن أسفل منكم قال أبو سفيان بن حرب * وأخرج
ابن أبي شيبة عن عائشة في قوله إذ جاؤكم من فوقكم رمن أسفل منكم قال كان ذلك يوم الخندق * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم قال نزلت هذه الآية يوم الأحزاب
وقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا فخندق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل أبو سفيان بقريش ومن
معه من الناس حتى نزلوا 7 بعفوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عيينة بن حصن أخو بنى بدر بغطفان ومن تبعه
حتى نزلوا بعفوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكاتبت اليهود أبا سفيان فظاهروه فبعث الله عليهم الرعب ولريح
فذكر انهم كانوا كلما بنوا بناء قطع الله أطنابه وكلما ربطوا دابة قطع الله رباطها وكلما أوقدوا نارا أطفاها الله
حتى لقد ذكر لنا ان سيد كل حي يقول يا بنى فلان هلم إلى حتى إذا اجتمعوا عنده قال النجاة النجاة أتيتم لما بعث الله
عليهم الرعب * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله إذ جاؤكم
من فوقكم قال عيينة بن حصن في أهل نجد ومن أسفل منكم قال أبو سفيان بن حرب في أهل تهامة ومواجهتهم
قريظة * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وإذ زاغت الابصار قال شخصت الابصار * وأخرج عبد الرزاق وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وبلغت القلوب الحناجر قال شخصت من مكانها فلولا انه ضاق الحلقوم عنها
أن تخرج لخرجت * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله وبلغت القلوب الحناجر قال
فزعها ولفظ ابن أبي شيبة قال إن القلوب لو تحركت أو زالت خرجت نفسه ولكن انما هو الفزع * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وتظنون بالله الظنون قال ظنون مختلفة ظن المنافقون ان محمدا
وأصحابه يستأصلون وأيقن المؤمنون أن ما وعدهم الله ورسوله حق انه سيظهر على الدين كله * وأخرج
الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وتظنون بالله الظنون قال هم المنافقون
يظنون بالله ظنونا مختلفة وفي قوله هنالك ابتلى المؤمنون قال محصوا وفي قوله وإذ يقول المنافقون تكلموا بما في
أنفسهم من النفاق وتكلم المؤمنون بالحق والايمان قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله * وأخرج ابن أبي شيبة
والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله قال لما حفر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الخندق وأصاب النبي
صلى الله عليه وسلم والمسلمين جهد شديد فمكثوا ثلاثا لا يجدون طعاما حتى ربط النبي صلى الله عليه وسلم على بطنه
حجرا من الجوع * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال قال المنافقون يوم الأحزاب حين رأوا الأحزاب
قد اكتنفوهم من كل جانب فكانوا في شك وريبة من أمر الله قالوا ان محمدا كان يعدنا فتح فارس والروم وقد
حصرنا ههنا حتى ما يستطيع يبرز أحدنا لحاجته فأنزل الله وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا
الله ورسوله الا غرورا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال حفر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق
واجتمعت قريش وكنانة وغطفان فاستأجرهم أبو سفيان بلطيمة قريش فاقبلوا حتى نزلوا بفنائه فنزلت قريش
أسفل الوادي ونزلت غطفان عن يمين ذلك وطليحة الأسدي في بنى أسد يسار ذلك وظاهرهم بنو قريظة من
اليهود على قتال النبي صلى الله عليه وسلم فلما نزلوا بالنبي صلى الله عليه وسلم تحصن بالمدينة وحفر النبي صلى الله
عليه وسلم الخندق فبينما هو يضرب فيه بمعوله إذ وقع المعول في صفا فطارت منه كهيئة الشهاب من النار في السماء
وضرب الثاني فخرج مثل ذلك فرأى ذلك سلمان رضي الله عنه فقال يا رسول الله قد رأيت خرج من كل ضربة
كهيئة الشهاب فسطع إلى السماء فقال قد رأيت ذلك فقال نعم يا رسول الله قال تفتح لكم أبواب المدائن وقصور
الروم ومدائن اليمن ففشا ذلك في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فتحدثوا به فقال رجل من الأنصار يدعى قشير
ابن معتب أيعدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يفتح لنا مدائن اليمن وبيض المدائن وقصور الروم وأحدنا لا
يستطيع أن يقضى حاجته الا قتل هذا والله الغرور فأنزل الله تعالى في هذا وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم
مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا * قوله تعالى (وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب) الآية * أخرج ابن
المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وإذ قالت طائفة منهم قال من المنافقين * وأخرج ابن أبي حاتم
من طريق ابن المبارك عن هارون بن موسى قال أمرت رجلا فسال الحسن رضي الله عنه لا مقام لكم أو لا مقام
187

لكم قال كلتاهما عربية قال ابن المبارك رضي الله عنه المقام المنزل حيث هو قائم والمقام الإقامة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله لا مقام لكم قال لا مقاتل لكم ههنا ففروا ودعوا هذا الرجل * وأخرج ابن
المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله لا مقام لكن فارجعوا فروا ودعوا محمدا صلى الله عليه وسلم * وأخرج
مالك واحمد وعبد الرزاق والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفى الناس كما ينفى الكير خبث الحديد
* وأخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله هي طابة هي طابة هي طابة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تدعونها يثرب فإنها طيبة يعنى المدينة ومن قال يثرب فليستغفر
الله ثلاث مرات هي طيبة هي طيبة هي طيبة * قوله تعالى (ويستأذن فريق) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن
السدى رضي الله عنه في قوله وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا قال إلى المدينة عن قتال أبى
سفيان ويستأذن فريق منهم النبي قال جاءه رجلان من الأنصار من بنى حارثة أحدهما يدعى أبا عرابة بن أوس
والآخر يدعى أوس بن قيظي فقالا يا رسول الله ان بيوتنا عورة يعنون انها ذليلة الحيطان وهي في أقصى المدينة
ونحن نخاف السرق فائذن لنا فقال الله وما هي بعورة ان يريدون الا فرارا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه
والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله ويستأذن فريق منهم النبي قال هم بنو حارثة قالوا بيوتنا مخلفيه نخشى
عليها السرق * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال إن الذين قالوا بيوتنا عورة يوم الخندق
بنو حارثة بن الحارث * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله ان بيوتنا عورة نخاف عليها السرق * قوله تعالى (ولو دخلت عليهم من أقطارها) الآيات * أخرج
البيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء تأويل هذه الآية على رأس ستين سنة ولو دخلت عليهم
من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها قال لأعطوها يعنى ادخال بنى حارثة أهل الشام على المدينة * وأخرج عبد
الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم معن الحسن رضي الله عنه في قوله ولو دخلت عليهم من أقطارها قال من نواحيها ثم
سئلوا الفتنة لآتوها قال لو دعوا إلى الشرك لأجابوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولو
دخلت عليهم من أقطارها قال من أطرافها ثم سئلوا الفتنة يعنى الشرك * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه
في قوله ولو دخلت عليهم من أقطارها أي لو دخل عليهم من نواحي المدينة ثم سئلوا الفتنة قال الشرك لآتوها
وما تلبثوا بها الا يسيرا يقول لأعطوه طيبة به أنفسهم وما تلبثوا به الا يسيرا ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل قال
كان ناس غابوا عن وقعة بدر ورأوا ما أعطى الله سبحانه أهل بدر من الفضيلة والكرامة قالوا لئن أشهدنا الله قتالا
لنقاتلن فساق الله إليهم ذلك حتى كان في ناحية المدينة فصنعوا ما قص الله عليكم وفي قوله قل لن ينفعكم الفرار
ان فررتم الآية قال لن تزدادوا على آجالكم التي أجلكم الله وذلك قليل وانما الدنيا كلها قليل * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الربيع بن خثيم رضي الله عنه في قوله وإذا لا تمتعون الا قليلا قال
ما بينهم وبين الاجل * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله قد يعلم الله المعوقين منكم قال المنافقين
يعوقون الناس عن محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله قد يعلم الله
المعوقين منكم الآية قال هذا يوم الأحزاب انصرف رجل من عند النبي صلى الله عليه وسلم فوجد أخاه بين يديه
شواء ورغيف فقال له أنت ههنا في الشواء والرغيف والنبيذ ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرماح والسيوف
قال هلم إلى لقد بلغ بك وبصاحبك والذي يحلف به لا يستقى لها محمد أبدا قال كذبت والذي يحلف به وكان أخاه من
أبيه وأمه والله لأخبرن النبي صلى الله عليه وسلم بأمرك وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره فوجده قد نزل
جبريل عليه السلام بخبره قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس الا قليلا
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله قد يعلم الله المعوقين منكم قال هؤلاء أناس من المنافقين كانوا
يقولون لإخوانهم ما محمد وأصحابه الا أكلة رأس ولو كانوا لحما لالتهمهم أبو سفيان وأصحابه دعوا هذا الرجل
188

فإنه هالك والقائلين لإخوانهم أي من المؤمنين هلم إلينا أي دعوا محمدا وأصحابه فإنه هالك ومقتول ولا يأتون
البأس الا قليلا قال لا يحضرون القتال الا كارهين وان حضروه كانت أيديهم مع المسلمين وقلوبهم مع المشركين
* قوله تعالى (أشحة عليكم) الآية * أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله أشحة عليكم بالخير المنافقون * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله أشحة عليكم
قال في الغنائم إذا أصابها المسلمون شاحوهم عليها قالوا بألسنتهم لستم بأحق بها منا قد شهدنا وقاتلنا * وأخرج
ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك قال إذا حضروا القتال والعدو
رأيتهم ينظرون إليك أجبن قوم وأخذله للحق تدور أعينهم قال من الخوف * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج
رضي الله عنه في قوله تدور أعينهم قال فرقا من الموت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله سلقوكم قال استقبلوكم * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن
الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل سلقوكم بالسنة حداد قال الطعن باللسان قال وهل تعرف العرب ذلك
قال نعم أما سمعت الأعشى وهو يقول
فيهم الخصب والسماحة والنجدة * فيهم والخاطب المسلاق
* وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فإذا ذهب الخوف سلقوكم بالسنة حداد قال أما
عند الغنيمة فأشح قوم وأسواؤه مقاسمة أعطونا أعطونا انا قد شهدنا معكم وأما عند البأس فأجبن قوم وأخذله
للحق * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله أشحة على الخير قال على المال * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وكان ذلك على الله يسيرا يعنى هينا والله أعلم * قوله تعالى (يحسبون
الأحزاب) الآية * أخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
يحسبون الأحزاب لم يذهبوا قال يحسبونهم قريبا لم يبعدوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في
قوله يحسبون الأحزاب لم يذهبوا قال كانوا يتحدثون بمجئ أبى سفيان وأصحابه وانما سموا الأحزاب لانهم حزبوا
من قبائل الاعراب على النبي صلى الله عليه وسلم وان يأت الأحزاب قال أبو سفيان وأصحابه يودوا لو أنهم بأدون
في الاعراب يقول يود المنافقون * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وان يأت الأحزاب قال أبو
سفيان وأصحابه يودوا لو أنهم بأدون يقول يود المنافقون * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله
وان يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بأدون في الاعراب قال هم المنافقون بناحية المدينة كانا يتحدثون بنبي الله صلى
الله عليه وسلم وأصحابه ويقولون اما هلكوا بعد ولم يعلموا بذهاب الأحزاب قد سرهم ان جاءهم الأحزاب انهم
بأدون في الاعراب مخافة القتال * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله يسألون عن أنبائكم قال عن أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وما فعلوا * وأخرج ابن الأنباري في
المصاحف والخطيب في تالي التلخيص عن أسد بن يزيد ان في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه يسلون عن
أنبائكم السؤال بغير ألف * قوله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) * أخرج ابن أبي حاتم عن
السدى رضي الله عنه في قوله لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة قال مواساة عند القتال * وأخرج ابن
مردويه والخطيب في رواة مالك وابن عساكر وابن النجار عن ابن عمر رضي الله عنه في قوله لقد كان لكم في
رسول الله أسوة حسنة قال في جوع رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج مالك والبخاري ومسلم والترمذي
والنسائي وابن ماجة عن سعيد بن يسار قال كنت مع ابن عمر رضي الله عنهما في طريق مكة فلما خشيت الصبح
نزلت فأوترت فقال ابن عمر رضي الله عنه أليس لك في رسول الله أسوة حسنة قلت بلى قال فإنه كان يوتر على البعير
* وأخرج ابن ماجة وابن أبى حاتم عن حفص بن عاصم رضي الله عنه قال قلت لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما
رأيتك في السفر لا تصلى قبل الصلاة ولا بعدها فقال يا ابن أخي صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا فلم
أره يصلى قبل الصلاة ولا بعدها ويقول الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة * وأخرج البخاري ومسلم
والنسائي وابن ماجة وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما انه سئل عن رجل معتمر طاف
189

بالبيت أيقع على امرأته قبل ان يطوف بالصفا والمروة فقال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت
وصلى خلف المقام ركعتين وسعى بين الصفا والمروة ثم قرأ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن عطاء رضي الله عنه ان رجلا أتى ابن عباس رضي الله عنهما فقال انى نذرت أن أنحر نفسي فقال ابن
عباس لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة وفديناه بذبح عظيم فأمره بكبش * وأخرج الطيالسي وعبد
الرزاق والبخاري ومسلم وابن ماجة وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا حرم الرجل عليه
امرأته فهو يمين يكفرها وقال لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما
انه أهل وقال إن حيل بيني وبينه فعلت كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه ثم تلا لقد كان لكم
في رسول الله أسوة حسنة * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن قتادة رضي الله عنه قال هم عمر بن الخطاب
رضي الله عنه ان ينهى عن الحبرة من صباغ البول فقال له رجل أليس قد رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يلبسها قال عمر رضي الله عنه بلى قال الرجل ألم يقل الله لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة فتركها عمر
* وأخرج أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما ان عمر رضي الله عنه أكب على الركن فقال انى لأعلم انك حجر
ولو لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك واستلمك ما استلمتك ولا قبلتك لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة
* وأخرج أحمد وأبو يعلى عن يعلى بن أمية رضي الله عنه قال طفت مع عمر رضي الله عنه فلما كنت عند الركن
الذي يلي الباب مما يلي الحجر أخذت بيده ليستلم فقال ما طفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى قال فهل
رأيته يستلمه قلت لا قال ما بعد عنك فان لك في رسول الله أسوة حسنة * وأخرج عبد الرزاق عن عيسى بن عاصم
عن أبيه قال صلى ابن عمر رضي الله عنهما صلاة من صلاة النهار في السفر فرأى بعضهم يسبح فقال ابن عمر رضي الله عنهما
لو كنت مسبحا لأتممت الصلاة حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان لا يسبح بالنهار وحججت مع أبي
بكر فكان لا يسبح بالنهار وحججت مع عمر فكان لا يسبح بالنهار وحججت مع عثمان رضي الله عنه فكان
لا يسبح بالنهار ثم قال ابن عمر رضي الله عنه لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة * قوله تعالى (ولما رأى
المؤمنون الأحزاب) الآية * أخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما
ولما رأى المؤمنون الأحزاب إلى آخر الآية قال إن الله تعالى قال لهم في سورة البقرة حسبتم ان تدخلوا
الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء فلما مسهم البلاء حيث رابطوا الأحزاب
في الخندق قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله فتأول المؤمنون ذلك فلم يزدهم الا ايمانا أو تسليما * وأخرج جويبر
عن الضحاك رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أنزلت هذه الآية قبل 7 تحول أم حسبتم ان تدخلوا
الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم الآية وصدق الله ورسوله فيما أخبرا به من الوحي قبل ان يكون
* وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن قتادة رضي الله عنه
قال انزل الله في سورة البقرة أم حسبتم ان تدخلوا الجنة الآية فلما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا
الله ورسوله يعنى قوله أم حسبتم ان تدخلوا الجنة الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
الحسن رضي الله عنه في قوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما قال ما زادهم البلاء الا ايمانا بالرب وتسليما للقضاء
* قوله تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا) الآية * أخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي
وابن أبي داود في المصاحف والبغوي وابن مردويه والبيهقي في سننه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال لما
نسخنا المصحف في المصاحف فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها لم
أجدها مع أحد الا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فألحقتها في سورتها في المصحف * وأخرج البخاري وابن أبي حاتم
وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن أنس رضي الله عنه قال نرى هذه الآية نزلت في أنس بن النضر رضي الله عنه
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه * وأخرج ابن سعد وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي والبغوي
في معجمه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الدلائل عن أنس رضي الله عنه
190

قال غاب عمى أنس بن النضر عن بذر فشق عليه وقال أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه لئن
أراني الله مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بعد ليرين الله ما أصنع فشهد يوم أحد فاستقبله سعد بن
معاذ رضي الله عنه فقال يا أبا عمر وإلى أين قال واها لريح الجنة أجدها دون أحد فقاتل حتى قتل فوجد في
جسده بضع وثمانون من بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم ونزلت هذه الآية رجال صدقوا ما عاهدوا
الله عليه وكانوا يرون انها نزلت فيه وفي أصحابه * وأخرج الحاكم وصححه والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن أنس رضي الله عنه ان عمه غاب عن قتال بدر فقال غبت عن أول قتال قاتله
النبي صلى الله عليه وسلم المشركين لئن أشهدني الله تعالى قتالا للمشركين ليرين الله كيف أصنع فلما كان يوم
أحد انكشف المشركون فقال اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء يعنى المشركون واعتذر إليك مما صنع
هؤلاء يعنى أصحابه ثم تقدم فلقيه سعد رضي الله عنه فقال يا أخي ما فعلت فانا معك فلم أستطع ان أصنع ما صنع
فوجد فيه بضعا وثمانين من ضربه بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم فكنا نقول فيه وفي أصحابه نزلت فمنهم من
قضى نحبه ومنهم من ينتظر * وأخرج الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من أحد مر على مصعب بن عمير رضي الله عنه وهو
مقتول فوقف عليه ودعا له ثم قرأ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه الآية ثم قال أشهد ان هؤلاء
شهداء عند الله يوم القيامة فائتوهم وزوروهم فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة الا
ردوا عليه * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن أبي ذر رضي الله عنه قال لما فرغ رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم أحد مر على مصعب بن عمير رضي الله عنه مقتولا على طريقه فقرأ من المؤمنين رجال صدقوا
ما عاهدوا الله عليه الآية * وأخرج ابن مردويه من طريق خباب رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن أبي
عاصم والترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن طلحة رضي الله عنه ان أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم قالوا لأعرابي جاهل سله عمن قضى نحبه من هو وكانوا لا يجترؤن على مسئلته يوقرونه ويهابونه
فسأله الاعرابي فاعرض عنه ثم سأله فاعرض عنه ثم انى انطلقت من باب المسجد فقال أين السائل عمن قضى
نحبه قال الاعرابي أنا قال هذا ممن قضى نحبه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن
طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من أحد صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم
قرأ هذه الآية من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه الآية كلها فقام إليه رجل فقال يا رسول الله
من هؤلاء فأقبلت فقال أيها السائل هذا منهم * وأخرج الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه
عن معاوية رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طلحة ممن قضى نحبه * وأخرج الحاكم عن
عائشة رضي الله عنها قالت دخل طلحة رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا طلحة أنت ممن قضى
نحبه * وأخرج سعيد بن منصور وأبو يعلى وابن المنذر وأبو نعيم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال من سره أن ينظر إلى رجل يمشى على الأرض قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة * وأخرج
ابن مردويه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن منده وابن عساكر عن أسماء بنت أبي
بكر رضي الله عنها قالت دخل طلحة بن عبيد الله على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا طلحة أنت ممن قضى نحبه
* وأخرج أبو الشيخ وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه انهم قالوا حدثنا عن طلحة قال ذاك امرؤ
نزل فيه آية من كتاب الله فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر طلحة ممن قضى نحبه لا حساب عليه فيما يستقبل
* وأخرج سعيد بن منصور وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس انه كان يقرأ فمنهم من قضى نحبه ومنهم من
ينتظر وآخرون ما بدلوا تبديلا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما فمنهم من قضى نحبه قال الموت على ما عاهدوا الله عليه ومنهم من ينتظر على ذلك * وأخرج
الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله قضى نحبه قال أجله الذي
قدر له قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول لبيد رضي الله عنه
191

ألا تسألان المرء ماذا يحاول * أنحب فيقضى أم ضلال وباطل
* وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه فمنهم من
قضى نحبه قال عهده ومنهم من ينتظر يوما فيه جهاد فيقضى نحبه يعنى عهده بقتال أو صدق في لقاء * وأخرج
أحمد والبخاري وابن مردويه عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
الأحزاب الآن نغزوهم ولا يغزونا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في
الدلائل عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال حبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء حتى
كان بعد العشاء بهك كفينا ذلك فأنزل الله وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا فامر رسول الله صلى الله
عليه وسلم بلالا فأقام ثم صلى الظهر كما كان يصليها قبل ذلك ثم أقام فصلى العصر كما كان يصليها قبل ذلك ثم أقام
المغرب فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك ثم أقام العشاء فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك وذلك قبل أن تنزل صلاة
الخوف فان خفتم فرجالا أو ركبانا * وأخرج الحاكم وصححه عن عيسى بن طلحة قال دخلت على أم المؤمنين
وعائشة بنت طلحة وهي تقول لامها أسماء أنا خير منك وأبى خير من أبيك فجعلت أسماء تشتمها وتقول أنت خير
منى فقالت عائشة رضي الله عنها ألا أقضين بينكما قالت بلى قالت فان أبا بكر رضي الله عنه دخل على رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال له أنت عتيق من النار قالت فمن يومئذ سمى عتيقا ثم دخل طلحة رضي الله عنه فقال أنت يا طلحة
ممن قضى نحبه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن اللهف عن أبيه
رضي الله عنه في قوله فمنهم من قضى نحبه قال نذره وقال الشاعر قضت ومن يثرب نحبها فاستمرت * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله فمنهم من قضى نحبه قال مات على ما هو عليه من التصديق والايمان
ومنهم من ينتظر ذلك وما بدلوا تبديلا ولم يغيروا كما غير المنافقون * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه من
المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه على الصدق والوفاء ومنهم من ينتظر من نفسه الصدق
والوفاء وما بدلوا تبديلا يقول ما شكوا ولا ترددوا في دينهم ولا استبدلوا به غيره ويعذب المنافقين ان شاء أو يتوب
عليهم قال يميتهم على نفاقهم فيوجب لهم العذاب أو يتوب عليهم قال يخرجهم من النفاق بالتوبة حتى يموتوا وهم
تائبون من النفاق فيغفر لهم * قوله تعالى (ورد الله الذين كفروا) الآية * أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ورد الله الذي كفروا بغيظهم قال الأحزاب
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضى الله تعالى عنه في قوله ورد الله الذين كفروا بغيظهم قال أبو سفيان
وأصحابه لم ينالوا خيرا قال لم يصيبوا من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ظفرا وكفى الله المؤمنين القتال انهزموا
بالريح من غير قتال * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وكفى الله المؤمنين
القتال قال بالجنود من عنده والريح التي بعث عليهم وكان الله قويا في أمره عزيزا في نقمته * وأخرج ابن سعد
عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال لما كان يوم الأحزاب حصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بضع عشرة
ليلة حتى خلص إلى كل امرئ منهم الكرب وحتى قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك
اللهم انك ان تشأ لا تعبد فبينما هم على ذلك إذ جاءهم نعيم بن مسعود الأشجعي وكان يأمنه الفريقان جميعا فخذل
بين الناس فانطلق الأحزاب منهزمين من غير قتال فذلك قوله وكفى الله المؤمنين القتال * وأخرج ابن مردويه
عن جابر رضي الله عنه قال لما كان يوم الأحزاب ردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم من
يحمى أعراض المسلمين قال كعب رضي الله عنه أنا يا رسول الله وقال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه أنا يا رسول
الله فقال إنك تحسن الشعر فقال حسان أنا يا رسول الله فقال نعم اهجهم أنت فإنه سيعينك عليهم روح القدس
* وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ هذا الحرف وكفى
الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب * قوله تعالى (وأنزل الذين ظاهروهم) الآية * أخرج الفريابي وابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأنزل الذين ظاهروهم من أهل
الكتاب قال قريظة من صياصيهم قال قصورهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من
192

صياصيهم قال حصونهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب قال هم بنو قريضة ظاهروا أبا سفيان وراسلوه ونكثوا العهد
الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم فبينما النبي صلى الله عليه وسلم عند زينب بنت جحش يغسل رأسه وقد
غسلت شقه إذ أتاه جبريل عليه السلام فقال عفا الله عنك ما وضعت الملائكة عليهم السلام سلاحها منذ أربعين
ليلة فانهض إلى بني قريظة فإني قد قطعت أوتادهم وفتحت أبوابهم وتركتهم في زلزال وبلبال فأرسل رسول الله
صلى الله عليه وسلم فحاصرهم وناداهم يا إخوة القردة فقالوا يا أبا القاسم ما كنت فحاشا فنزلوا على حكم سعد بن
معاذ وكان بينهم وبين قومه حلف فرجوا أن تأخذه فيهم مودة فأومأ إليهم أبو لبابة فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا
لا تحزنوا الله والرسول الآية فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وأن تسبى ذراريهم وان عقارهم للمهاجرين دون
الأنصار فقال قومه وعشيرته آثر المهاجرين بالأعقار علينا فقال إنكم كنتم ذوي أعقار وان المهاجرين كانوا
لا أعقار لهم فذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر وقال مضى فيكم بحكم الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن
قتادة رضي الله عنه في قوله وقذف في قلوبهم الرعب قال بصنيع جبريل عليه السلام فريقا تقتلون قال الذين
ضربت أعناقهم وكانوا أربعمائة مقاتل فقتلوا حتى أتوا على آخرهم وتأسرون فريقا قال الذين سبوا وكانوا
فيها سبعمائة سبى * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وأورثكم أرضهم وديارهم
وأموالهم قال قريظة والنضير أهل الكتاب وأرضا لم تطؤها قال خيبر فتحت بعد قريظة * وأخرج عبد الرزاق
وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأرضا لم تطؤها قال كنا نحدث أنها مكة وقال الحسن
رضي الله عنه هي أرض الروم وفارس وما فتح عليهم * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن عكرمة في قوله وأرضا لم تطؤها قال هو ما ظهر عليها المسلمون إلى يوم القيامة * وأخرج البيهقي في
الدلائل عن عروة رضي الله عنه وأرضا لم تطؤها قال يزعمون أنها خيبر ولا أحسبها الا كل أرض فتحها الله على
المسلمين أو هو فاتحها إلى يوم القيامة * وأخرج ابن سعد عن سعيد بن جبير قال كان يوم الخندق بالمدينة فجاء أبو
سفيان بن حرب ومن تبعه من قريش ومن تبعه من كنانة وعيينة بن حصن ومن تبعه من غطفان وطليحة ومن
تبعه من بنى أسد وأبو الأعور ومن تبعه من بنى سليم وقريظة كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد
فنقضوا ذلك وظاهروا المشركين فأنزل الله فيهم وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم فأتى
جبريل عليه السلام ومعه الريح فقال حين سرى جبريل عليه السلام ألا أبشروا ثلاثا فأرسل الله عليهم فهتكت
القباب وكفأت القدور ودفنت الرجال وقطعت الأوتاد فانطلقوا لا يلوي أحد على أحد فأنزل الله إذ جاءتكم
جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن مرويه عن عائشة رضي الله عنها
قالت خرجت يوم الخندق أقفو الناس فإذا أنا بسعد بن معاذ ورماه رجل من قريش يقال له ابن العرقة بسهم
فأصاب أكحله فقطعه فدعا الله سعد فقال اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من قريظة وبعث الله الريح على المشركين
وكفى الله المؤمنين القتال ولحق أبو سفيان ومن معه بتهامة ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد ورجعت بنو
قريظة فتحصنوا في صياصيهم ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأمر بقبة من أدم فضربت على
سعد رضي الله عنه في المسجد قالت فجاء جبريل عليه السلام وان على ثناياه نقع الغبار فقال أو قد وضعت السلاح
لا والله ما وضعت الملائكة السلاح بعد اخرج إلى بني قريظة فقاتلهم فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته
وأذن في الناس بالرحيل أن يخرجوا فأتاهم فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء
عليهم فقيل لهم أنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ فنزلوا وبعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ فأتى به على حمار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احكم فيهم فقال انى أحكم
فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم قال فلقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله * وأخرج
البيهقي عن موسى بن عقبة رضي الله عنه قال أنزل الله في قصة الخندق وبنى قريظة تسعا وعشرين آية فاتحتها
يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يا أيها النبي قل
193

لأزواجك) * أخرج أحمد ومسلم والنسائي وابن مردويه من طريق أبى الزبير عن جابر قال أقبل أبو بكر
رضي الله عنه يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس ببابه جلوس والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فلم
يؤذن له ثم أذن لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فدخلا والنبي صلى الله عليه وسلم جالس وحوله نساؤه وهو ساكت
فقال عمر رضي الله عنه لأكلمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعله يضحك فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله لو رأيت
ابنة زيد امرأة عمر سألتني النفقة آنفا فوجأت عنقها فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدانا جذه وقال هن
حولي يسألنني النفقة فقام أبو بكر رضي الله عنه إلى عائشة رضي الله عنها ليضربها وقام عمر إلى حفصة كلاهما
يقولان تسألان النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده فنهاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا فقلن نساؤه
والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا المجلس ما ليس عنده وأنزل الله الخيار فبدأ بعائشة رضي الله عنها
فقال انى ذاكر لك أمرا ما أحب أن تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك قالت ما هو فتلا عليها يا أيها النبي قل
لأزواجك الآية قالت عائشة رضي الله عنها أفيك أستأمر أبوى بل اختار الله ورسوله وأسألك أن لا تذكر إلى
امرأة من نسائك ما اخترت فقال إن الله لم يبعثني متعنتا وانما بعثني معلما مبشرا لا تسألني امرأة منهن عما اخترت
الا أخبرتها * وأخرج ابن سعد عن أبي سلمة الحضرمي قال جلست مع أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما
وهما يتحدثان وقد ذهب بصر جابر رضي الله عنه فجاء رجل فجلس ثم قال يا أبا عبد الله أرسلني إليك
عروة بن الزبير أسالك فيم هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه فقال جابر رضي الله عنه تركنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ليلة لم يخرج إلى الصلاة فأخذنا ما تقدم وما تأخر فاجتمعنا ببابه يسمع كلامنا ويعلم مكاننا فأطلنا
الوقوف فلم يأذن لنا ولم يخرج إلينا فقلنا قد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانكم ولو أراد أن يأذن لكم لاذن
فتفرقوا لا تؤذوه فتفرقوا غير عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتنحنح ويتكلم ويستأذن حتى أذن له رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال عمر رضي الله عنه فدخلت عليه وهو واضع يده على خده أعرف به الكآبة فقلت له أي نبي الله
بابى أنت وأمي يا رسول الله ما الذي رابك وما الذي لقى الناس بعدك من فقدهم لرؤيتك فقال يا عمر سألتني الإماء
ما ليس عندي يعنى نساء فذاك الذي بلغ بي ما ترى فقلت يا نبي الله قد صككت جميلة بنت ثابت صكة ألصقت
خدها منها بالأرض لأنها سألتني ما ليس عندي وأنت يا رسول الله على موعد من ربك وهو جاعل بعد العسر
يسرا قال فلم أزل أكلمه حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تحلل عنه بعض ذلك فخرجت فلقيت أبا بكر
الصديق رضي الله عنه فحدثته الحديث فدخل أبو بكر عن عائشة رضي الله عنها فقال قد علمت أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا يدخر عنكن شيئا فلا تسأليه ما لا يجد انظري حاجتك فاطلبيها إلى وانطلق عمر رضي الله عنه إلى
حفصة فذكر لها مثل ذلك ثم اتبعا أمهات المؤمنين فجعلا يذكران لهن مثل ذلك فأنزل الله تعالى في ذلك يا أيها النبي
قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا يعنى متعة الطلاق
ويعنى بتسريحهن تطليقهن طلاقا جميلا وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فان الله أعد للمحسنات
منكن أجرا عظيما فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدأ بعائشة رضي الله عنها فقال إن الله قد أمرني ان
أخيركن بين أن تخترن الله ورسوله والدار الآخرة وبين أن تخترن الدنيا وزينتها وقد بدأت بك وأنا أخيرك
قالت وهل بدأت بأحد قبلي منهن قال لا قالت فإني أختار الله ورسوله والدار الآخرة فاكتم على ولا تخبر بذاك نساءك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أخبرهن به فأخبرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا فاخترن الله ورسوله
والدار الآخرة فكان خياره بين الدنيا والآخرة أتخترن الآخرة أو الدنيا قال وان كنتن تردن الله ورسوله
والدار الآخرة فان الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما فاخترن أن لا يتزوجن بعده ثم قال يا نساء النبي من يأت
منكن بفاحشة مبينة يعنى الزنا يضاعف لها العذاب ضعفين يعنى في الآخرة وكان ذلك على الله يسيرا ومن
يقنت منكن لله ورسوله يعنى تطيع الله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين مضاعفا لها في الآخرة
واعتدنا لها رزقا كريما يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه
مرض يقول فجور وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن يقول لا تخرجن من بيوتكن ولا تبرجن يعنى القاء
194

القناع فعل الجاهلية الأولى ثم قال جابر رضي الله عنه ألم يكن الحديث هكذا قال بلى * وأخرج البخاري ومسلم
والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة رضي الله عنها ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه قالت فبدأ بي فقال انى ذاكر لك أمرا فلا عليك أن
تستعجلي حتى تستأمري أبويك وقد علم أن أبوى لم يكونا يأمراني بفراقه فقال إن الله قال يا أيها النبي قل
لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها إلى تمام الآيتين فقلت له ففي أي هذا أستأمر أبوى فإني أريد
الله ورسوله والدار الآخرة وفعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت * وأخرج ابن سعد عن عمرو
ابن سعيد عن أبيه عن جده قال لما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه بدأ بعائشة رضي الله عنها قال إن الله
خيرك فقالت اخترت الله ورسوله ثم خير حفصة رضي الله عنها فقلن جميعا اخترنا الله ورسوله غير العامرية
اختارت قومها فكانت بعد تقول أنا الشقية وكانت تلقط البعر وتبيعه وتستأذن على أزواج النبي صلى الله عليه
وسلم وتقول أنا الشقية * وأخرج ابن سعد عن أبي جعفر رضي الله عنه قال قال نساء رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما نساء أغلى مهورا منا فغار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم فأمره أن يعتزلهن فاعتزلهن تسعة وعشرين يوما
ثم أمره أن يخيرهن فخيرهن * وأخرج ابن سعد عن أبي صالح قال اخترنه صلى الله عليه وسلم جميعا غير
العامرية كانت ذاهبة العقل حتى ماتت * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها
قالت حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهجرنا شهرا فدخل على صبيحة تسعة وعشرين فقلت
يا رسول الله ألم تكن حلفت لتهجرنا شهرا قال إن الشهر هكذا وهكذا وهكذا وضرب بيده جميعا وخنس
يقبض أصبعا في الثالثة ثم قال يا عائشة انى ذاكر لك أمرا فلا عليك أن تعجلي حتى تستشيري أبويك وخشي
رسول الله صلى الله عليه وسلم حداثة سنى قلت وما ذاك يا رسول الله قال انى أمرت ان أخيركن ثم تلا هذه الآية
يا أيها النبي قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها إلى قوله أجرا عظيما قالت فيم استشير أبوى
يا رسول الله بل أختار الله ورسوله فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وسمع نساؤه فتثاورن عليه
* وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال انما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه
بين الدنيا والآخرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة والحسن رضي الله عنهما قالا أمره
الله أن يخيرهن بين الدنيا والآخرة والجنة والناس قال الحسن رضي الله عنه في شئ كن أردنه من الدنيا وقال
قتادة رضي الله عنه في غيرة كانت غارتها عائشة رضي الله عنها وكان تحته يومئذ تسع نسوة خمس من قريش عائشة
وحفصة وأم حبيبة بنت أبي سفيان وسودة بنت زمعة وأم سلمة بنت أبي أمية وكانت تحته صفية بنت حيى الخيبرية
وميمونة بنت الحارث الهلالية وزينب بنت جحش الأسدية وجويرية بنت الحارث من بنى المصطلق وبدأ بعائشة
رضي الله عنها فلما اختارت ورسوله والدار الآخرة رؤى الفرح في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتتابعن كلهن على ذلك فلما خيرهن واخترن الله ورسوله والدار الآخرة شكرهن الله تعالى على ذلك أن قال
لا تحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن فقصره الله تعالى عليهن وهن التسع
اللاتي اخترن الله ورسوله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله يا أيها النبي قل
لأزواجك الآية قال أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يخير نساءه في هذه الآية فلم تختر واحدة منهن نفسها
غير الحميرية * وأخرج البيهقي في السنن عن مقاتل بن سليمان رضي الله عنه في قوله يا نساء النبي من يأت منكن
بفاحشة مبينة يعنى العصيان للنبي صلى الله عليه وسلم يضعف لها العذاب ضعفين في الآخرة وكان ذلك على الله
يسيرا يقول وكان عذابها عند الله هينا ومن يقنت يعنى من يطع منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها
مرتين في الآخرة بكل صلاة أو صيام أو صدقة أو تكبيرة أو تسبيحة باللسان مكان كل حسنة تكتب عشرين
حسنة واعتدنا لها رزقا كريما يعنى حسنا وهي الجنة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
رضي الله عنه في قوله يضعف لها العذاب ضعفين قال عذاب الدنيا وعذاب الآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن
سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله يضعف لها العذاب ضعفين قال يجعل عذابهن ضعفين ويجعل على من قذفهن
195

الحد ضعفين * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع عن أنس رضي الله عنه في قوله يا نساء النبي الآيتين قال إن الحجة
على الأنبياء أشد منها على الاتباع في الخطيئة وان الحجة على العلماء أشد منها على غيرهم فان الحجة على نساء النبي
صلى الله عليه وسلم أشد منها على غيرهن فقال إن من عصى منكن فإنه يكون عليها العذاب الضعف منه على سائر
نساء المؤمنين ومن عمل صالحا فان الاجر لها الضعف على سائر نساء المسلمين * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا قال يقول من يطع الله منكن
وتعمل صالحا لله ورسوله بطاعته * وأخرج ابن سعد عن عطاء بن يسار رضي الله عنه في قوله ومن يقنت منكن
لله ورسوله يعنى تطيع الله ورسوله وتعمل صالحا تصوم وتصلى * وأخرج الطبراني عن أبي امامة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة يؤتون أجرهم مرتين منهم أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج
ابن أبى حاتم عن جعفر بن محمد رضي الله عنه يجرى أزواجه مجرانا في الثواب والعقاب * قوله تعالى (يا نساء النبي
لستن كأحد من النساء) * أخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله لستن
كأحد من النساء قال كأحد من نساء هذه الأمة * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله يا نساء النبي
لستن كأحد الآية يقول أنتن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه تنظرن إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى
الوحي الذي يأتيه من السماء وأنتن أحق بالتقوى من سائر النساء فلا تخضعن بالقول يعنى الرفث من الكلام
أمرهن أن لا يرفثن بالكلام فيطمع الذي في قلبه مرض يعنى الزنا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله فلا تخضعن بالقول قال مقاربة الرجل في القول حتى يطمع الذي في قلبه مرض * وأخرج ابن أبي
حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله فلا تخضعن بالقول قال لا ترفثن بالقول * وأخرج ابن جرير وابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما فلا تخضعن بالقول يقول لا ترخصن بالقول ولا تخضعن بالكلام * وأخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله فيطمع الذي في قلبه مرض قال شهوة الزنا * وأخرج
الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله فيطمع الذي في قلبه مرض قال
الفجور والزنا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الأعشى وهو يقول
حافظ للفرج راض بالتقى * ليس ممن قلبه فيه مرض
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن علي رضي الله عنه قال المرض مرضان فمرض زنا ومرض نفاق
* وأخرج ابن سعد عن عطاء بن يسار رضي الله عنه في قوله فيطمع الذي في قلبه مرض يعنى الزنا وقلن قولا
معروفا يعنى كلاما ظاهرا ليس فيه طمع لأحد * وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله وقلن
قولا معروفا يعنى كلاما ليس فيه طمع لأحد * قوله تعالى (وقرن في بيوتكن) * أخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن محمد بن سيرين قال نبئت انه قيل لسودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها مالك لا تحجين ولا
تعتمرين كما يفعل أخواتك فقالت قد حججت واعتمرت وأمرني الله أن أقر في بيتي فوالله لا أخرج من بيتي حتى
أموت قال فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت بجنازتها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن سعد وعبد الله
ابن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر عن مسروق رضي الله عنه قال كانت عائشة رضي الله عنها إذا قرأت وقرن في
بيوتكن بكت حتى تبل خمارها * وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه
عام حجة الوداع هذه ثم ظهور الحصر قال فكان كلهن يحجن الا زينب بنت جحش وسودة بنت زمعة وكانتا تقولان
والله لا تحركنا دابة بعد أن سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أم نائلة رضي الله عنها
قالت جاء أبو برزة فلم يجد أم ولده في البيت وقالوا ذهبت إلى المسجد فلما جاءت صاح بها فقال إن الله نهى
النساء ان يخرجن وأمرهن يقرن في بيوتهن ولا يتبعن جنازة ولا يأتين مسجدا ولا يشهدن جمعة * وأخرج
الترمذي والبزار عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المرأة عورة فإذا خرجت
استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من رحمة ربها وهي في قعر بيتها * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود
رضي الله عنه قال احبسوا النساء في البيوت فان النساء عورة وان المرأة إذا خرجت من بيتها استشرفها
196

الشيطان وقال لها انك لا تمرين بأحد الا أعجب بك * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر رضي الله عنه قال استعينوا على
النساء بالعرى ان إحداهن إذا كثرت ثيابها وحسنت زينتها أعجبها الخروج * وأخرج البزار عن أنس رضي الله عنه
قال جئن النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله
فما لنا عمل ندرك فضل المجاهدين في سبيل الله فقال من قعدت منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبيل
الله * قوله تعالى (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم
وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت الجاهلية الأولى فيما بين نوح
وإدريس عليهما السلام وكانت ألف سنة وان بطنين من ولد آدم كان أحدهما يسكن السهل والآخر يسكن
الجبال فكان رجال الجبال صباحا وفي النساء دمامة وكان نساء السهل صباحا وفي الرجال دمامة وان إبليس أتى
رجلا من أهل السهل في صورة غلام فأجر نفسه فكان يخدمه واتخذ إبليس شبابة مثل الذي يزمر فيه الرعاء فجاء
بصوت لم يسمع الناس مثله فبلغ ذلك من حوله فإننا بوهم يسمعون إليه واتخذوا عيدا يجتمعون إليه في السنة
فتتبرج النساء للرجال وتتبرج الرجال لهن وان رجلا من أهل الجبل هجم عليهم في عيدهم ذلك فرأى النساء
وصباحتهن فأتى أصحابه فأخبرهم بذلك فتحولوا إليهن فنزلوا معهن وظهرت الفاحشة فيهن فهو قول الله ولا تبرجن
تبرج الجاهلية الأولى * وأخرج ابن جرير عن الحكم رضي الله عنه ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى قال كان بين
آدم ونوح عليهما السلام ثمانمائة سنة فكان نساؤهم من أقبح ما يكون من النساء ورجالهم حسان وكانت
المرأة تريد الرجل على نفسه فأنزلت هذه الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأله فقال أرأيت قول الله تعالى لأزواج النبي
صلى الله عليه وسلم ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى هل كانت الجاهلية غير واحدة فقال ابن عباس رضي الله عنهما
ما سمعت بأولى الا ولها آخرة فقال له عمر رضي الله عنه فأنبئني من كتاب الله ما يصدق ذلك قال إن الله يقول
وجاهدوا في الله حق جهاده كما جاهدتم أول مرة فقال عمر رضي الله عنه من أمرنا ان نجاهد قال بنى مخزوم وعبد
شمس * وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا تبرجن تبرج الجاهلية
الأولى قال تكون جاهلية أخرى * وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة رضي الله عنها أنها تلت هذه الآية فقالت
الجاهلية الأولى كانت على عهد إبراهيم عليه السلام * وأخرج ابن سعد عن عكرمة رضي الله عنه قال الجاهلية
الأولى التي ولد فيها إبراهيم عليه السلام والجاهلية الآخرة التي ولد فيها محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الجاهلية الأولى ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج
ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال الجاهلية الأولى بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم
* وأخرج ابن جرير عن الشعبي رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
قال كانت المرأة تخرج فتمشى بين الرجال فذلك تبرج الجاهلية الأولى * وأخرج البيهقي في سننه عن أبي
أذينة الصدفي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شر النساء المتبرجات وهن المنافقات
لا يدخل الجنة منهن الا مثل الغراب الأعصم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى يقول إذا خرجتن من بيوتكن وكانت لهن مشية فيها
تكسير وتغنج فنهاهن الله عن ذلك * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن أبي نجيح رضي الله عنه في قوله ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى قال التبختر * وأخرج ابن أبي حاتم
عن مقاتل رضي الله عنه في قوله ولا تبرجن الآية قال التبرج انها تلقى الخمار على رأسها ولا تشده
فيوارى قلائدها وقرطها وعنقها ويبدو ذلك كله منها وذلك التبرج ثم عمت نساء المؤمنين في التبرج
* وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما بايع النبي صلى الله عليه وسلم النساء
قال لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى قالت امرأة يا رسول الله أراك تشترط علينا أن لا نتبرج وأن فلانة قد
أسعدتني وقد مات أخوها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهبي فأسعديها ثم تعالى فبايعيني * قوله تعالى
197

(انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر من طريق عكرمة رضي الله عنه
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال نزلت في نساء
النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وقال عكرمة رضي الله عنه من شاء باهلته انها نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
* وأخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت في
نساء النبي صلى الله عليه وسلم * واخرج ابن جرير وابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه في قوله انما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال ليس بالذي تذهبون إليه انما هو نساء النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج
ابن سعد عن عروة رضي الله عنه انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال يعنى أزواج النبي صلى الله
عليه وسلم نزلت في بيت عائشة رضي الله عنها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن
مردويه عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بينهما على
منامة له عليه كساء خيبري فجاءت فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خزيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ادعى زوجك وابنيك حسنا وحسينا فدعتهم فبينما هم يأكلون إذ نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم انما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم بفضلة إزاره فغشاهم إياها ثم
أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم
تطهيرا قالها ثلاث مرات قالت أم سلمة رضي الله عنها فأدخلت رأسي في الستر فقلت يا رسول الله وأنا معكم فقال إنك
إلى خير مرتين * وأخرج الطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها قالت جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى أبيها بثريدة
لها تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه فقال لها أين ابن عمك قالت هو في البيت قال اذهبي فادعيه وابنيك
فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما في يد وعلى رضي الله عنه يمشى في أثرهما حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأجلسهما في حجره وجلس على رضي الله عنه عن يمينه وجلست فاطمة رضي الله عنها عن يساره قالت أم سلمة
رضي الله عنها فأخذت من تحتي كساء كان بساطنا على المنامة في البيت * وأخرج الطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها ائتني بزوجك وابنيه فجاءت بهم فألقى رسول الله صلى
الله عليه وسلم عليهم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ثم قال اللهم ان هؤلاء أهل محمد وفي لفظ آل محمد فاجعل صلواتك
وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم انك حميد مجيد قالت أم سلمة رضي الله عنها فرفعت الكساء
لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال إنك على خير * وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت نزلت هذه الآية في بيتي انما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا وفي البيت سبعة جبريل وميكائيل عليهما السلام وعلى
وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم وأنا على باب البيت قلت يا رسول الله ألست من أهل البيت قال إنك إلى
خير انك من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه والخطيب عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قال كان يوم أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه
الآية انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بحسن وحسين وفاطمة وعلى فضمهم إليه ونشر عليهم الثوب والحجاب على أم سلمة مضروب ثم قال اللهم هؤلاء أهل
بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة رضي الله عنها فانا معهم يا نبي الله قال أنت على مكانك
وانك على خير * وأخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه
من طرق عن أم سلمة رضي الله عنها قالت في بيتي نزلت انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت وفي البيت
فاطمة وعلى والحسن والحسين فجللهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكساء كان عليه ثم قال هؤلاء أهل بيتي فاذهب
عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت هذه الآية في خمسة في وفي علي وفاطمة وحسن وحسين انما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وابن جرير وابن أبي
حاتم والحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر
198

اسود فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما فأدخلهما معه ثم جاء على فادخله معه ثم قال انما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * وأخرج ابن جرير والحام وابن مردويه عن سعد قال نزل على
رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فادخل عليا وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ثم قال اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي
* وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه
عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة ومعه حسن وحسين وعلى حتى
دخل فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه
وأنا مستدبرهم ثم تلا هذه الآية انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن
أنس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بباب فاطمة رضي الله عنها إذا خرج إلى صلاة الفجر
ويقول الصلاة يا أهل البيت الصلاة انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * وأخرج
مسلم عن زيد بن أرقم رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أذكركم الله في أهل بيتي فقيل لزيد رضي الله عنه
ومن أهل بيته أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده آل
على وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس * وأخرج الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي
معا في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قسم الخلق قسمين فجعلني
في خيرهما قسما فذلك قوله وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال فانا من أصحاب اليمين وأنا خير أصحاب اليمين
ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا فذلك قوله وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة
والسابقون السابقون فانا من السابقين وأنا خير السابقين ثم جعل الا ثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك
قوله وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم وانا اتقى ولد آدم وأكرمهم على الله تعالى
ولا فخر ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا فذلك قوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا فانا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قال هم أهل بيت طهرهم الله من السوء
واختصهم برحمته قال وحدث الضحاك بن مزاحم رضي الله عنه ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول نحن أهل
بيت طهرهم الله من شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم * وأخرج ابن
مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال لما دخل على رضي الله عنه بفاطمة رضي الله عنها جاء النبي صلى
الله عليه وسلم أربعين صباحا إلى بابها يقول السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته الصلاة رحمكم الله انما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا انا حرب لما حاربتم أنا سلم لم سالمتم * وأخرج ابن
جرير وابن مردويه عن أبي الحمراء رضي الله عنه قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية أشهر بالمدينة
ليس من مرة يخرج إلى صلاة الغداة الا أتى إلى باب على رضي الله عنه فوضع يده على جنبتي الباب ثم قال الصلاة
الصلاة انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال شهدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أشهر يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب رضي الله عنه
عند وقت كل صلاة فيقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا الصلاة رحمكم الله كل يوم خمس مرات * وأخرج الطبراني عن أبي الحمراء رضي الله عنه
قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي باب على وفاطمة ستة أشهر فيقول انما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * قوله تعالى (واذكرن) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن
سعد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات
الله والحكمة قال القرآن والسنة عتب عليهن بذلك * وأخرج ابن سعد عن أبي امامة بن سهل رضي الله عنه
في قوله واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى عند بيوت
199

أزواجه النوافل بالليل والنهار * قوله تعالى (ان المسلمين والمسلمات) الآية * أخرج أحمد والنسائي وابن جرير
وابن المنذر وابن مردويه والطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ما لنا لا نذكر
في القرآن كما يذكر الرجال فلم ير عنى منه ذات يوم الا نداؤه على المنبر وهو يقول يا أيها الناس ان الله يقول إن
المسلمين والمسلمات إلى آخر الآية * وأخرج الفريابي وابن سعد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والنسائي
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أم سلمة رضي الله عنها انها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم
مالي أسمع الرجال يذكرون في القرآن والنساء لا يذكرن فأنزل الله ان المسلمين والمسلمات الآية * وأخرج
الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي وحسنه والطبراني وابن مردويه عن أم عمارة الأنصارية
رضي الله عنها انها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ما أرى كل شئ الا للرجال وما أرى النساء يذكرن بشئ
فنزلت هذه الآية ان المسلمين والمسلمات * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه بسند حسن عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال قالت النساء يا رسول الله ما باله يذكر المؤمنون ولم يذكر المؤمنات فنزل ان المسلمين
والمسلمات الآية * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال دخل نساء على نساء النبي صلى الله عليه وسلم
فقلن قد ذكركن الله في القرآن ولم نذكر بشئ أما فينا ما يذكر فأنزل الله ان المسلمين والمسلمات الآية * وأخرج
ابن سعد عن عكرمة ومن وجه آخر عن قتادة رضي الله عنه قال لما ذكر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال النساء
لو كان فينا خير لذكرن فأنزل الله ان المسلمين والمسلمات الآية * وأخرج ابن سعد عن عكرمة رضي الله عنه قال
قال النساء للرجال أسلمنا كما أسلمتم وفعلنا كما فعلتم فتذكرون في القرآن ولا نذكر وكان الناس يسمون المسلمين
فلما هاجروا سموا المؤمنين فأنزل الله ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات يعنى المطيعين
والمطيعات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات
والصائمين والصائمات شهر رمضان والحافظين فروجهم والحافظات يعنى من النساء والذاكرين الله كثيرا
والذاكرات يعنى ذكر الله وذكر نعمه أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن
جبير رضي الله عنه في قوله ان المسلمين والمسلمات يعنى المخلصين لله من الرجال والمخلصات من النساء والمؤمنين
والمؤمنات يعنى المصدقين والمصدقات والقانتين والقانتات يعنى المطيعين والمطيعات والصادقين والصادقات
يعنى الصادقين في ايمانهم والصابرين والصابرات يعنى على أمر الله والخاشعين يعنى المتواضعين لله في الصلاة
من لا يعرف من عن يمينه ولا من عن يساره ولا يلتفت من الخشوع لله والخاشعات يعنى المتواضعات من النساء
والصائمين والصائمات قال من صام شهر رمضان وثلاثة أيام من كل شهر فهو من أهل هذه الآية والحافظين
فروجهم والحافظات قال يعنى فروجهم عن الفواحش ثم أخبر بثوابهم فقال أعد الله لهم مغفرة يعنى لذنوبهم
وأجرا عظيما يعنى جزاء وافرا في الجنة * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وأبو يعلى وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أيقظ الرجل امرأته من الليل فصليا ركعتين كانا تلك الليلة من
الذاكرين الله كثيرا والذاكرات * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال لا يكتب الرجل من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا
* قوله تعالى (وما كان لمؤمن) الآية * أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق ليخطب على فتاه زيد بن حارثة فدخل على زينب بنت جحش الأسدية فخطبها
قالت لست بناكحته قال بلى فانكحيه قالت يا رسول الله أو أمر في نفسي فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية
على رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا الآية قالت قد رضيته لي يا رسول
الله منكحا قال نعم قالت اذن لا أعصى رسول الله قد أنكحته نفسي * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة فاستنكفت منه وقالت أنا خير منه
حسبا وكانت امرأة فيها حدة فأنزل الله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة الآية كلها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
200

وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن قتادة رضي الله عنه قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم زينب وهو يريدها
لزيد رضي الله عنه فظنت انه يريدها لنفسه فلما علمت أنه يريدها لزيد أبت فأنزل الله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا
قضى الله ورسوله أمرا الآية فرضيت وسلمت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وما كان لمؤمن ولا
مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا الآية قال زينب بنت جحش وكراهتها زيد بن حارثة حين أمرها به محمد صلى الله
عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزينب رضي الله عنها انى
أريد أن أزوجك زيد بن حارثة فإني قد رضيته لك قالت يا رسول الله لكني لا أرضاه لنفسي وأنا أيم قومي وبنت
عمتك فلم أكن لأفعل فنزلت هذه الآية وما كان لمؤمن يعنى زيدا ولا مؤمنة يعنى زينب إذا قضى الله ورسوله
أمرا يعنى النكاح في هذا الموضع ان تكون لهم الخيرة من أمرهم يقول ليس لهم الخيرة من أمرهم خلاف
ما أمر الله به ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا قالت قد أطعتك فاصنع ما شئت فزوجها زيدا ودخل
عليها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وكانت أول
امرأة هاجرت من النساء فوهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فزوجها زيد بن حارثة فسخطت هي وأخوها
وقالت انما أردنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها عبده فنزلت * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم
وابن مردويه والبيهقي في سننه عن طاوس أنه سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن ركعتين بعد العصر
فنهاه وقال ابن عباس رضي الله عنهما وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم
الخيرة من أمرهم * قوله تعالى (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه) * أخرج البزار وابن أبي حاتم والحاكم
وصححه وابن مردويه عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال جاء العباس وعلي بن أبي طالب إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله جئناك لتخبرنا أي أهلك أحب إليك قال أحب أهلي إلى فاطمة قالا ما نسألك عن
فاطمة قال فأسامة بن زيد الذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه قال على رضي الله عنه ثم من يا رسول الله قال ثم أنت ثم
العباس فقال العباس رضي الله عنه يا رسول الله جعلت عمك آخرا قال إن عليا سبقك بالهجرة * وأخرج عبد
ابن حميد والبخاري والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ان هذه الآية
وتخفى في نفسك ما الله مبديه نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثة * وأخرج أحمد وعبد بن حميد
والبخاري والترمذي وابن المنذر والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس رضي الله عنه قال جاء زيد
ابن حارثة رضي الله عنه يشكو زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
اتق الله وامسك عليك زوجك فنزلت وتخفى في نفسك ما الله مبديه قال أنس رضي الله عنه فلو كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا لكتم هذه الآية فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أولم على امرأة من
نسائه ما أولم عليها ذبح شاة فلما قضى زيد منها وطرا زوجناها فكانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
تقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات * وأخرج ابن سعد وأحمد والنسائي وأبو يعلى وابن أبي
حاتم والطبراني وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لزيد اذهب فاذكرها على فانطلق قال فلما رأيتها عظمت في صدري فقلت يا زينب أبشري أرسلني رسول الله
صلى الله عليه وسلم يذكرك قالت ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربى فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول
الله صلى الله عليه وسلم ودخل عليها بغير اذن ولقد رأيتنا حين دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا
عليها الخبز واللحم فخرج الناس وبقى رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
واتبعته فجعل يتبع حجر نسائه يسلم عليهن ويقولن يا رسول الله كيف وجدت أهلك فما أدرى أنا أخبرته ان
القوم قد خرجوا أو أخبر فانطلق حتى دخل البيت فذهبت ادخل معه فألقى الستر بيني وبينه فنزل الحجاب
ووعظ القوم بما وعظوا به لا تدخلوا بيوت النبي الا أن يؤذن لكم الآية * وأخرج ابن سعد والحاكم عن محمد
ابن يحيى بن حيان رضي الله عنه قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت زيد بن حارثة يطلبه وكان زيد انما يقال
له زيد بن محمد فربما فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجئ لبيت زيد بن حارثة يطلبه فلم يجده وتقوم إليه
201

زينب بنت جحش زوجته فاعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقالت ليس هو ههنا يا رسول الله فادخل فأبى
ان يدخل فأعجبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فولى وهو يهمهم بشئ لا يكاد يفهم منه الا ربما أعلن سبحان
الله العظيم سبحان مصرف القلوب فجاء زيد رضي الله عنه إلى منزله فأخبرته امرأته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتى منزله فقال زيد رضي الله عنه الا قلت له ان يدخل قالت قد عرضت ذلك عليه فأبى قال فسمعت شيئا قالت سمعته
حين ولى تكلم بكلام ولا أفهمه وسمعته يقول سبحان الله سبحان مصرف القلوب فجاء زيد رضي الله عنه حتى أتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بلغني انك جئت منزلي فهلا دخلت يا رسول الله لعل زينب
أعجبتك فأفارقها فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك عليك زوجك فما استطاع زيد إليها سبيلا بعد
ذلك اليوم فيأتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره فيقول أمسك عليك زوجك ففارقها زيد واعتزلها وانقضت
عدتها فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس يتحدث مع عائشة رضي الله عنها إذ أخذته غشية فسرى عنه
وهو يتبسم ويقول من يذهب إلى زينب فيبشرها ان الله زوجنيها من السماء وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك القصة كلها قالت عائشة رضي الله عنها فأخذني
ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها وأخرى هي أعظم الأمور وأشرفها زوجها الله من السماء وقلت هي تفخر
علينا بهذا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والطبراني وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت لو كان النبي صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا من الوحي
لكتم هذه الآية وإذ تقول للذي أنعم الله عليه يعنى بالاسلام وأنعمت عليه بالعتق أمسك عليك زوجك إلى
قوله وكان أمر الله مفعولا وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوجها قالوا تزوج حليلة ابنه فأنزل الله تعالى
ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبناه وهو صغير
فلبث حتى صار رجلا يقال له زيد بن محمد فأنزل الله ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله يعنى أعدل عند الله
* وأخرج الحاكم عن الشعبي رضي الله عنه قال كانت زينب رضي الله عنها تقول للنبي صلى الله عليه وسلم أنا أعظم
نسائك عليك حقا انا خيرهن منكحا وأكرمهن سترا وأقربهن رحما زوجنيك الرحمن من فوق عرشه وكان
جبريل عليه السلام هو السفير بذلك وأنا بنت عمتك ليس لك من نسائك قريبة غيري * وأخرج ابن جرير عن
الشعبي رضي الله عنه قال كانت زينب تقول للنبي صلى الله عليه وسلم انى لأدل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة
تدل بهن ان جدي وجدك واحد وإني أنكحنيك الله من السماء وان السفير لجبريل عليه السلام * وأخرج ابن
سعد وابن عساكر عن أم سلمة رضي الله عنها عن زينب رضي الله عنها قالت انى والله ما أنا كأحد من نساء رسول الله
صلى الله عليه وسلم إنهن زوجن بالمهور وزوجهن الأولياء وزوجني الله ورسوله وأنزل في الكتاب يقرؤه
المسلمون لا يغير ولا يبدل وإذ تقول للذين أنعم الله عليه الآية * وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها
قالت يرحم اله زينب بنت جحش لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شريف ان الله زوجها نبيه
صلى الله عليه وسلم في الدنيا ونطق به القرآن * واخرج ابن سعد عن عصام الأحول ان رجلا من بنى أسد فاخر
رجلا فقال الأسدي هل منكم امرأة زوجها الله من فوق سبع سماوات يعنى زينب بنت جحش * واخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن قتادة رضي الله عنه في قوله وإذ تقول للذي أنعم الله عليه قال
زيد بن حارثة أنعم الله عليه بالاسلام وأنعمت عليه أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك عليك زوجك واتق
الله يا زيد بن حارثة قال جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله ان زينب قد اشتد على لسانها وأنا أريد ان
أطلقها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اتق الله وأمسك عليك زوجك قال والنبي صلى الله عليه وسلم يحب أن
يطلقها ويخشى قالة الناس ان أمره بطلاقها فأنزل الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه قال كان يخفى في نفسه وذاته
طلاقها قال قال الحسن رضي الله عنه ما أنزلت عليه آية كانت أشد عليه منها ولو كان كاتما شيئا من الوحي لكتمها
وتخشى الناس قال خشى النبي صلى الله عليه وسلم قالة الناس فلما قضى زيد منها وطرا قال طلقها زيد زوجناكها
فكانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول أما أنتن زوجكن آباؤكن وأما أنا فزوجني ذو العرش لكي
202

لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهن إذا قضوا منهن وطرا قال إذا طلقوهن وكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم تبنى زيد بن حارثة رضي الله عنه ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل
يقول كما هوى داود النبي عليه السلام المرأة التي نظر إليها فهويها فتزوجها فكذلك قضى الله لمحمد صلى الله عليه
وسلم فتزوج زينب كما كان سنة الله في داود أن يزوجه تلك المرأة وكان أمر الله قدرا مقدورا في أمر زينب * وأخرج
الحكيم الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن علي بن زيد بن جدعان قال قال لي علي بن الحسين
ما يقول الحسن رضي الله عنه في قوله وتخفى في نفسك ما الله مبديه فقلت له فقال لا ولكن الله أعلم نبيه صلى الله عليه
وسلم ان زينب رضي الله عنها ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها فلما أتاه زيد يشكو إليه قال اتق الله وامسك
عليك زوجك فقال قد أخبرتك أنى مزوجكها وتخفى في نفسك ما الله مبديه * وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب
القرظي رضي الله عنه في قوله ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل قال يعنى
يتزوج من النساء ما شاء هذا فريضة وكان من كان من الأنبياء عليهم السلام هذا سنتهم قد كان لسليمان عليه
السلام ألف امرأة وكان لداود عليه السلام مائة امرأة * وأخرج ابن المنذر والطبراني عن ابن جريج رضي الله عنه
في قوله سنة الله في الذين خلوا من قبل قال داود والمرأة التي نكح وزوجها واسمها اليسعية فذلك سنة الله في محمد
وزينب وكان أمر الله قدرا مقدورا كذلك من سنته في داود والمرأة والنبي صلى الله عليه وسلم وزينب * وأخرج
البيهقي في سننه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال لا نكاح الا بولي وشهود ومهر الا ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم
* وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه وابن عساكر من طريق الكميت بن يزيد الأسدي قال حدثني مذكور
مولى زينب بنت جحش قالت خطبني عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليه أخي يشاوره في ذلك
قال فأين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها قال من قال زيد بن حارثة فغضبت وقالت تزوج بنت عمتك مولاك
ثم أتتني فأخبرتني بذلك فقلت أشد من قولها وغضبت أشد من غضبها فأنزل الله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا
قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم فأرسلت إليه زوجني من شئت فزوجني منه فاخذته
بلساني فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له اذن طلقها فطلقني فبت طلاقي فلما انقضت عدني لم أشعر الا
والنبي صلى الله عليه وسلم وأنا مكشوفة الشعر فقلت هذا أمر من السماء دخلت يا رسول الله بلا خطبة ولا شهادة
قال الله المزوج وجبريل الشاهد * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله وإذ تقول للذي أنعم
الله عليه وأنعمت الآية قال بلغنا أن هذه الآية أنزلت في زينب بنت جحش رضي الله عنها وكانت أمها أميمة بنت
عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يزوجها زيد بن حارثة رضي الله عنه فكرهت ذلك تم انها
رضيت بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه ثم أعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم بعد انها من أزواجه
فكان يستحى أن يأمر زيد بن حارثة بطلاقها وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب بعض ما يكون بين الناس فيأمره
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يمسك عليه زوجه وان يتقى الله وكان يخشى الناس ان يعيبوا عليه ان يقولوا تزوج
امرأة ابنه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تبنى زيدا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه
ان النبي صلى الله عليه وسلم اشترى زيد بن حارثة في الجاهلية من عكاظ بحلي امرأته خديجة فاتخذه ولدا فلما
بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم مكث ما شاء الله ان يمكث ثم أراد ان يزوجه زينب بنت جحش فكرهت ذلك فأنزل
الله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم الآية فقيل لها ان
شئت الله ورسوله وان شئت ضلالا مبينا فقالت بل الله ورسوله فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها فمكثت
ما شاء الله أن تمكث ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوما بيت زيد فرآها وهي بنت عمته فكأنها وقعت في نفسه
قال عكرمة رضي الله عنه فأنزل الله وإذ تقول للذي أنعم الله عليه يعنى زيدا بالاسلام وأنعمت عليه يا محمد بالعتق
أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه قفال عكرمة
رضي الله عنه فكان الناس يقولون من شدة ما يرون من حب النبي صلى الله عليه وسلم لزيد رضي الله عنه انه ابنه
فأراد الله أمرا قال الله فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها يا محمد لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج
203

أدعيائهم وأنزل الله ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين فلما طلقها زيد تزوجها النبي
صلى الله عليه وسلم فعذرها قالوا لو كان زيدا بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تزوج امرأة ابنه * وأخرج الحكيم
الترمذي وابن جرير عن محمد بن عبد الله بن جحش قال تفاخرت زينب وعائشة رضي الله عنهما فقالت زينب رضي الله عنها
أنا الذي نزل تزويجي من السماء وقالت عائشة رضي الله عنها أنا الذي نزل عذري من السماء في كتابه
حين حملني ابن المعطل على الراحلة فقالت لها زينب رضي الله عنها ما قلت حين ركبتيها قالت قلت حسبي الله ونعم
الوكيل قالت قلت كلمة المؤمنين * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ما كان محمد أبا أحد من
رجالكم قال نزلت في زيد بن حارثة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر عن علي بن الحسين
رضي الله عنه في قوله ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله قال نزلت في زيد بن حارثة * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ما كان محمد أبا أحد من رجالكم قال نزلت
في زيد رضي الله عنه أي انه لم يكن بابنه ولعمري لقد ولد له ذكور وانه لأبو القاسم وإبراهيم والطيب والمطهر
* وأخرج الترمذي عن الشعبي في قوله ما كان محمد أبا أحد من رجالكم قال ما كان ليعيش له فيكم ولد ذكر
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولكن رسول الله
وخاتم النبيين قال آخر نبي * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله وخاتم النبيين قال ختم الله النبيين بمحمد صلى
الله عليه وسلم وكان آخر من بعث * وأخرج أحمد ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم مثلي ومثل النبيين كمثل رجل بنى دارا فأتمها الا لبنة واحدة فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة * وأخرج
البخاري ومسلم والترمذي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل ابتنى دارا فأكملها وأحسنها الا موضع لبنة فكان من دخلها فنظر إليها قال ما أحسنها الا
موضع اللبنة فانا موضع اللبنة فختم بي الأنبياء * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن مردويه عن أبي هريرة
رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى دارا بناء فأحسنه
وأجمله الا موضع لبنة من زاوية من زواياها فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة
فانا اللبنة وأنا خاتم النبيين * وأخرج أحمد والترمذي وصححه عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال مثلي في النبيين كمثل رجل بنى دارا فأحسنها وأكملها وأجملها وترك فيها موضع لبنة لم يضعها فجعل
الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه ويقولون لو تم موضع هذه اللبنة فانا في النبيين موضع تلك اللبنة * وأخرج
ابن مردويه عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون
كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي * وأخرج أحد عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون منهم أربع نسوة وأني خاتم النبيين لا نبي بعدي
* وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة رضي الله عنها قالت قولوا خاتم النبيين ولا تقولوا لا نبي بعده * وأخرج ابن أبي
شيبة عن الشعبي رضي الله عنه قال قال رجل عند المغيرة بن شعبة صلى الله على محمد خاتم الأنبياء لا نبي بعده
فقال المغيرة حسبك إذا قلت خاتم الأنبياء فانا كنا نحدث ان عيسى عليه السلام خارج فان هو خرج فقد كان
قبله وبعده * وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أبي عبد الرحمن السلمي قال كنت اقرئ الحسن
والحسين فمر بي علي بن أبي طالب رضي الله عنه وانا أقرئهما فقال لي اقرئهما وخاتم النبيين بفتح التاء والله الموفق
* قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله اذكروا الله ذكرا كثيرا يقول لا يفرض على عباده فريضة الا جعل لها حدا
معلوما ثم عذر أهلها في حال عذر غير الذكر فان الله تعالى لم يجعل له حدا ينتهى إليه ولم يعذر أحدا في تركه الا
مغلوبا على عقله فقال اذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم بالليل والنهار في البر والبحر في السفر والحضر في
الغنى والفقر والصحة والسقم والسر والعلانية وعلى كل حال وقد سبحوه بكرة وأصيلا فإذا فعلتم ذلك صلى عليكم هو
وملائكته قال الله تعالى هو الذي يصلى عليكم وملائكته * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله اذكروا الله
204

ذكرا كثيرا قال باللسان بالتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد واذكروه على كل حال وسبحوه بكرة وأصيلا
يقول صلوا لله بكرة بالغداة وأصيلا بالعشي * وأخرج أحمد والترمذي والبيهقي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة قال الذاكرون الله كثيرا
قلت يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله قال لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب
دما لكان الذاكرون الله أفضل منه درجة * وأخرج أحمد ومسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا
* وأخرج أحمد والطبراني عن معاذ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رجلا سأله فقال أي
المجاهدين أعظم أجرا قال أكثرهم لله ذكرا قال فأي الصائمين أعظم أجرا قال أكثرهم لله ذكرا الصلاة والزكاة
والحج والصدقة كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أكثرهم لله ذكرا فقال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما
يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدف بين
حمدان قال يا معاذ أين السابقون قلت مضى ناس قال أين السابقون الذين يستهترون بذكر الله من أحب ان
يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله * وأخرج الطبراني عن أم أنس رضي الله عنها انها قالت يا رسول الله أوصني
قال اهجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة وحافظي على الفرائض فإنها أفضل الجهاد وأكثري من ذكر الله فإنك
لا تأتين الله بشئ أحب إليه من كثرة ذكره * وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكثر ذكر الله فقد برئ من الايمان * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان
والحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أكثر واذكر الله
حتى يقولوا مجنون * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اذكروا الله حتى يقول المنافقون انكم مراؤن * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي الجوزاء
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا من ذكر الله حتى يقول المنافقون انكم مراؤن
* قوله تعالى (وسبحوه بكرة وأصيلا) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وسبحوه بكرة وأصيلا قال صلاة الصبح وصلاة العصر * وأخرج أحمد عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يذكر عن ربه تبارك وتعالى اذكرني بعد الفجر
وبعد العصر ساعة أكفك ما بينهما * وأخرج أحمد عن أبي امامة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لان أقعد أذكر الله وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب إلى من أن أعتق رقبتين أو أكثر
من ولد إسماعيل ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلى من أن أعتق أربع رقاب من ولد إسماعيل
* وأخرج أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يدع رجل منكم ان يعمل الله
ألف حسنة حين يصبح يقول سبحان الله وبحمده مائة مرة فإنها ألف حسنة فإنه لن يعمل إن شاء الله مثل ذلك في
يومه من الذنوب ويكون ما عمل من خير سوى ذلك وافرا * وأخرج أحمد عن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة * وأخرج ابن مردويه عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بقول سبحان الله وبحمده انهما القريبتان
* وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال سبحان الله العظيم
غرس له نخلة أو شجرة في الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة وابن حبان
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في يوم مائة مرة سبحان الله وبحمده
حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر * وأخرج ابن أبي شيبة عن هلال بن يسار رضي الله عنه قال كانت امرأة
من همدان تسبح وتحصيه بالحصى أو النوى فقال لها عبد الله الا أدلك على خير من ذلك تقولين الله أكبر كبيرا
وسبحان الله بكرة وأصيلا * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
205

فقال لنا يعجز أحدكم ان يكسب في اليوم ألف حسنة فقال رجل كيف يكسب أحدنا ألف حسنة قال يسبح
الله مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة وتحط عنه ألف خطيئة * قوله تعالى (هو الذي يصلى علكيم) الآية
* أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال لما نزلت ان الله وملائكته يصلون على النبي قال
أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله ما أنزل الله عليك خيرا الا أشركنا فيه فنزلت هو الذي يصلى عليكم وملائكته
* وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن سليم بن عامر رضي الله عنه قال جاء رجل إلى أبى امامة فقال انى رأيت
في منامي ان الملائكة تصلى عليك كلما دخلت وكلما خرجت وكلما قمت وكلما جلست قال وأنتم لو شئتم صلت عليكم
الملائكة ثم قرأ يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي
العالية رضي الله عنه في قوله هو الذي يصلى عليكم وملائكته قال صلاة الله ثناؤه وصلاة الملائكة عليهم السلام
الدعاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال صلاة الرب الرحمة وصلاة الملائكة الاستغفار
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله هو الذي يصلى عليكم وملائكته قال الله
يغفر لكم وتستغفر لكم ملائكته * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه انه سئل عن قوله اللهم صل
على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم قال أكرم الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم فصلى عليهم
كما صلى على الأنبياء فقال هو الذي يصلى عليكم وملائكته * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
الحسن رضي الله عنه في قوله هو الذي يصلى عليكم قال إن بني إسرائيل سألوا موسى عليه السلام هل يصلى
ربك فكان ذلك كبر في صدر موسى عليه السلام فأوحى الله إليه أخبرهم انى أصلى وأن صلاتي ان رحمتي سبقت
غضبى * وأخرج ابن أبي شيبة عن مصعب بن سعد رضي الله عنه قال إذا قال العبد سبحان الله قالت الملائكة
وبحمده وإذا قال سبحان الله وبحمده صلوا عليه * وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب رضي الله عنه
في الآية قال قال بنو إسرائيل يا موسى سل لنا ربك هل يصلى فتعاظم عليه ذلك فقال يا موسى ما يسألك قومك
فأخبره قال نعم أخبرهم انى أصلى وان صلاتي ان رحمتي سبقت غضبى ولولا ذلك لهلكوا * وأخرج ابن مردويه عن
عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه في قوله هو الذي يصلى عليكم وملائكته قال صلاته على عباده سبوح قدوس
تغلب رحمتي غضبى * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لجبريل عليه السلام هل يصلى ربك قال نعم قلت وما صلاته قال
سبوح قدوس سبقت رحمتي غضبى * قوله تعالى (تحيتهم يوم يلقونه سلام) الآية * أخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله تحيتهم يوم يلقونه سلام تحية أهل الجنة
السلام وأعد لهم أجرا كريما أي الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي الدنيا في ذكر الموت وعبد بن
حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان
عن البراء بن عازب رضي الله عنه في قوله تحيتهم يوم يلقونه سلام قال يوم يلقون ملك الموت ليس من مؤمن يقبض
روحه الا سلم عليه * وأخرج المروزي في الجنائز وابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال
إذا جاء ملك الموت ليقبض روح المؤمن قال ربك يقرئك السلام * قوله تعالى (يا أيها النبي أنا أرسلناك) الآية
* أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما
نزلت يا أيها النبي أنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وقد كان أمر عليا ومعاذا ان يسيرا إلى اليمن فقال انطلقا فبشرا
ولا تنفرا ويسرا ولا تسعرا فإنه قد أنزل على يا أيها النبي انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا قال شاهدا على أمتك
ومبشرا بالجنة ونذيرا من النار وداعيا إلى شهادة لا إله إلا الله باذنه وسراجا منيرا بالقرآن * وأخرج أحمد والبخاري
وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت
أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال أجل والله انه لموصوف في التوراة ببعض صفته في
القرآن يا أيها النبي انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس
بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا تجزي بالسيئة السيئة ولكن تعفو وتصفح * وأخرج الحاكم وصححه
206

والبيهقي عن العرباض بن سارية رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انى عبد الله وخاتم النبيين
وأبى منجدل في طينته وأخبركم عن ذلك أنا دعوة أبى إبراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات
النبيين يرين وان أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت لها قصور الشام ثم تلا يا أيها
النبي أنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا إلى قومه منيرا * وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قالا
لما نزلت ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر قالوا يا رسول الله قد علمنا ما يفعل بك فماذا يفعل بنا فأنزل الله
وبشر المؤمنين بان لهم من الله فضلا كبيرا قال الفضل الكبير الجنة * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال اجتمع عتبة وشيبة وأبو جهل وغيرهم فقالوا أسقط السماء علينا كسفا أو ائتنا بعذاب أو أمطر
علينا حجارة من السماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذاك إلى انما بعثت إليكم داعيا ومبشرا ونذيرا
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله يا أيها النبي انا أرسلناك شاهدا
قال على أمتك بالبلاغ ومبشرا بالجنة ونذيرا من النار وداعيا إلى الله إلى شهادة أن لا إله إلا الله باذنه قال بأمره
وسراجا منيرا قال كتاب الله يدعوهم إليه وبشر المؤمنين بان لهم من الله فضلا كبيرا وهي الجنة ولا تطع
الكافرين والمنافقين ودع أذاهم قال اصبر على أذاهم * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ودع أذاهم قال اعرض عنهم * قوله تعالى (يا أيها
الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
إذا نكحتم المؤمنات الآية قال هذا في الرجل يتزوج المرأة ثم يطلقها من قبل ان يمسها فإذا طلقها واحدة بانت منه
لا عدة عليها تتزوج من شاءت ثم قال فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا يقول إن كان سمى لها صداقا فليس لها
الا النصف وان لم يكن سمى لها صداقا متعها على قدر عسره ويسره وهو السراح الجميل * وأخرج عبد الرزاق
وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال التي نكحت ولم يبن بها ولم يفرض لها فليس لها صداق وليس عليها
عدة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن الآية قال
هي منسوخة نسختها الآية التي في البقرة فنصف ما فرضتم * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه
يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات إلى قوله فمتعوهن قال هي منسوخة نسختها الآية التي في البقرة وان
طلقتموهن من قبل ان تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم فصار لها نصف الصداق ولا متاع لها
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه وأبى العالية رضي الله عنه قالا ليست بمنسوخة لها نصف الصداق
ولها المتاع * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال لكل مطلقة متاع دخل أو لم يدخل بها فرض لها
أو لم يفرض لها * وأخرج عبد بن حميد عن حسين بن ثابت رضي الله عنه قال جاء رجل إلى علي بن حسين فسأله
عن رجل قال إن تزوجت فلانة فهي طالق قال ليس بشئ بدأ الله بالنكاح قبل الطلاق فقال يا أيها الذين آمنوا
إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال سئل ابن عباس
رضي الله عنهما عن رجل يقول إن تزوجت فلانة فهي طالق قال ليس بشئ انما الطلاق لمن يملك قال ابن مسعود
رضي الله عنه كان يقول إذا وقت وقتا فهو كما قال قال رحم الله أبا عبد الرحمن لو كان كما قال لقال الله يا أيها الذين آمنوا
إذا طلقتم النساء ثم نكحتموهن ولكن انما قال إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن * وأخرج عبد الرزاق في
المصنف عن ابن جريج رضي الله عنه قال بلغ ابن عباس رضي الله عنهما ان ابن مسعود يقول إن طلق ما لم ينكح فهو
جائز فقال ابن عباس رضي الله عنهما أخطأ في هذا ان الله تعالى يقول إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل
ان تمسوهن ولم يقل إذا طلقتم المؤمنات ثم نكحتموهن * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طريق طاوس
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه تلا يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل ان تمسوهن
قال فلا يكون طلاق حتى يكون نكاح * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن
عباس رضي الله عنهما أنه قال إذا قال كل امرأة أتزوجها فهي طالق أو ان تزوجت فلانة فهي طالق فليس بشئ
انما الطلاق لمن يملك من أجل أن الله يقول إذا نكحتم المؤمنات طلقتموهن * وأخرج البيهقي في السنن من
207

طريق عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما قالها ابن مسعود وان يكن قالها فزلة من عالم
في الرجل يقول إن تزوجت فلانة فهي طالق قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ولم يقل إذا طلقتم
المؤمنات ثم نكحتموهن * وأخرج الحاكم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لا طلاق الا بعد نكاح ولا عتق الا بعد ملك * وأخرج عبد الرزاق وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طلاق فيما لا تملك ولا بيع فيما لا تملك ولا
وفاء نذر فيما لا تملك ولا نذر الا فيما ابتغى وجه الله تعالى ومن خلف على معصية فلا يمين له ومن حلف على قطيعة رحم
فلا يمين له * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لا طلاق فيما لا تملك ولا عتق فيما لا تملك * وأخرج ابن ماجة وابن مردويه عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لا طلاق قبل نكاح ولا عتق قبل ملك * قوله تعالى (يا أيها النبي أنا أحللنا لك) الآية
* أخرج ابن سعد وابن راهويه وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم
وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت خطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاعتذرت إليه فعذرني فأنزل الله يا أيها النبي انا أحللنا لك أزواجك إلى قوله هاجرن معك قالت فلم أكن أحل له لأني
لم أهاجر معه كنت من الطلقاء * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من وجه آخر عن أم هانئ رضي الله عنها قالت
نزلت في هذه الآية وبنات عماتك اللاتي هاجرن معك فأراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يتزوجني فنهى عن إذ لم
أهاجر * وأخرج ابن سعد عن أبي صالح مولى أم هانئ قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم هانئ بنت أبي
طالب فقالت يا رسول الله انى موتمة وبنى صغار فلما أدرك بنوها عرضت عليه نفسها فقال الآن فلا ان الله تعالى
أنزل على يا أيها النبي أنا أحللنا لك أزواجك إلى هاجرن معك ولم تكن من المهاجرات * وأخرج ابن جرير وابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يا أيها النبي أنا أحللنا لك أزواجك إلى قوله خاصة لك من دون
المؤمنين قال فحرم الله عليه سوى ذلك من النساء وكان قبل ذلك ينكح في أي النساء شاء لم يحرم ذلك عليه وكان
نساؤه يجدن من ذلك وجدا شديدا ان ينكح في أي النساء أحب فلما أنزل الله عليه انى قد حرمت عليك من
النساء سوى ما قصصت عليك أعجب ذلك نساء * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله انا أحللنا لك أزواجك قال هن أزواجه الأول اللاتي كن قبل ان تنزل هذه
الآية في قوله اللاتي آتيت أجورهن قال صدقاتهن وما ملكت يمينك قال هي الإماء التي أفاء الله عليه * وأخرج
ابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه في الآية قال رخص له في بنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته
اللاتي هاجرن معه ان يتزوج منهن ولا يتزوج من غيرهن ورخص له في امرأة مؤمنة ان رهبت نفسها للنبي
صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان وهبت نفسها للنبي
قال بغير صداق أحل له ذلك ولم يكن ذلك أحل له الا خالصة لك من دون المؤمنين قال خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم
* وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في السنن عن عائشة رضي الله عنها قالت التي وهبت نفسها للنبي
صلى الله عليه وسلم خولة بنت حكيم * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري
وابن جرير وابن المنذر والبيهقي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عروة رضي الله عنه ان خولة بنت حكيم بن
الأقوص كانت من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن سعد عن عكرمة رضي الله عنه
في قوله وامرأة مؤمنة الآية قال نزلت في أم شريك الدوسية * وأخرج ابن سعد عن منير بن عبد الله
الدوسي ان أم شريك غزية بنت جابر بن حكيم الدوسية عرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم وكانت
جميلة فقبلها فقالت عائشة رضي الله عنها ما في امرأة حين وهبت نفسها لرجل خير قالت أم شريك رضي الله عنها
فانا تلك فسماها الله تعالى مؤمنة فقال وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي فلما نزلت هذه الآية قالت عائشة
رضي الله عنها ان الله يسارع لك في هواك * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب وعمر بن
الحكم وعبد الله بن عبيدة قالوا تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة امرأة ست من قريش خديجة
208

وعائشة وحفصة وأم حبيبة وسودة وأم سلمة وثلاث من بنى عامر بن صعصعة وامرأتين من بنى هلال ميمونة بنت
الحرث وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وزينب أم المساكين وهي التي اختارت الدنيا وامرأة
من بنى الحارث وهي التي استعاذت منه وزينب بنت جحش الأسدية والسبيتين صفية بنت حيى وجويرية
بنت الحارث الخزاعية * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن
علي بن الحسين رضي الله عنه في قوله وامرأة مؤمنة هي أم شريك الأزدية التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه
وسلم * وأخرج ابن سعد عن ابن أبي عون ان ليلى بنت الحطيم وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ووهبن نساء
أنفسهن فلم نسمع ان النبي صلى الله عليه وسلم قبل منهن أحدا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن الشعبي
انها امرأة من الأنصار وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وهي ممن أرجا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
والطبراني وابن مردويه والبيهقي في السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لم يكن عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم امرأة وهبت نفسها له * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر
والبيهقي عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال لا تحل الهبة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج
عبد الرزاق وابن سعد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الزهري وإبراهيم النخعي رضي الله عنهما في قوله خالصة لك
من دون المؤمنين قالا لا تحل الهبة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي شيبة عن طاوس
رضي الله عنه قال لا يحل لأحد ان يهب ابنته بغير مهر الا للنبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي شيبة عن
مكحول والزهري قالا لا تحل الموهوبة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد عن ابن شهاب رضي الله عنه قال لا يحل لرجل ان يهب ابنته بغير صداق قد جعل الله ذلك للنبي صلى الله عليه
وسلم خاصة دون المؤمنين * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن عطاء رضي الله عنه في امرأة
وهبت نفسها لرجل قال لا يصلح الا بالصداق لم يكن ذلك لا للنبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج البخاري وابن
مردويه عن أنس رضي الله عنه قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا نبي الله هل لك في حاجة
فقالت ابنة أنس ما كان أقل حياءها فقال هي خير منك رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت نفسها عليه
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عروة رضي الله عنه قال كنا
نتحدث ان أم شريك رضي الله عنها كانت ممن وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وكانت امرأة صالحة
* واخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي قال هي ميمونة بنت
الحرث * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال وهبت ميمونة
بنت الحرث نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج مالك وعبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود
والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن سهل بن سعد الساعدي ان امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فوهبت نفسها له فصمت فقال رجل يا رسول الله زوجنيها ان لم يكن لك بها حاجة قال ما عندك تعطيها قال
ما عندي الا إزاري قال إن أعطيتها إزارك جلست لا إزار لك فالتمس شيئا قال ما أجد شيئا فقال التمس ولو خاتما من
حديد فلم يجد فقال هي معك من القرآن شئ قال نعم سورة كذا وسورة كذا السور سماها فقال قد زوجناكها بما
معك من القرآن * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ان وهبت نفسها للنبي قال
فعلت ولم يفعل * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله خالصة لك من دون
المؤمنين قال لا تحل الموهوبة لغيرك ولو أن امرأة وهبت نفسها لرجل لم تحل له حتى يعطيها شيئا * وأخرج عبد بن
حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله خالصة لك من دون المؤمنين يقول ليس لامرأة أن تهب نفسها
لرجل بغير ولى ولا مهر الا للنبي الله صلى الله عليه وسلم كانت خاصة له صلى الله عليه وسلم من دون الناس يزعمون
أنها نزلت في ميمونة بنت الحارث هي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (قد علما ما فرضنا)
الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله قد علمنا
ما فرضنا عليهم الآية قال فرض الله ان لا تنكح امرأة الا بولي وصداق وشهداء ولا ينكح الرجل الا أربعا
209

* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله قد علمنا ما فرضنا عليهم
في أزواجهم قال لا يجاوز الرجل أربع نسوة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله قد علمنا
ما فرضنا عليهم في أزواجهم قال فرض عليهم أنه لا نكاح الا بولي وشاهدين * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم قال فرض عليهم أن لا نكاح الا بولي وشاهدين ومهر
* وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله لكيلا يكون عليك حرج قال جعله الله تعالى في حل من ذلك وكان
نبي الله صلى الله عليه وسلم يقسم * وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي أنه قيل له ان أبا موسى نهى حين فتح تستر أن
لا توطأ الحبالى ولا يشارك المشركون في أولادهم فان الماء يزيد في الولد أشئ قاله برأيه أو شئ رواه عن النبي صلى
الله عليه وسلم فقال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أوطاس أن توطأ حامل حتى تضع أو حائل حتى تستبرأ
* وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا
من وطئ حبلى * وأخرج ابن أبي شيبة والدارقطني وأبو داود وابن منيع والبغوي والباوردي وابن قانع والبيهقي
والضياء عن أبي مورق مولى تجيب قال غزونا مع رويفع بن ثابت الأنصاري نحو المغرب ففتحنا قرية يقال لها
جربة فقام فينا خطيبا فقال انى لا أقول لكم الا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا يوم خيبر قال
من كان يؤمن بالله واليوم الآخرة فلا يسقين ماء زرع غيره * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه قال
لما فتح تستر أصاب أبو موسى سبايا فكتب إليه عمر رضي الله عنه أن لا يقع أحد على امرأة حبلى حتى تضع ولا
تشاركوا المشركين في أولادهم فان الماء تمام الولد * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي رضى الهل عنه قال نهى رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن توطأ الحامل حتى تضع والحائل حتى تستبرأ بحيضة * وأخرج ابن أبي شيبة عن طاوس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مناديا ينادى في غزوة غزاها لا يطأ الرجل حاملا حتى تضع ولا حائلا حتى
تحيض * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي أمامة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر ان
لا توطأ الحبالى حتى يضعن * قوله تعالى (ترجى من تشاء) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس ترجى من
تشاء يقول تؤخر * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ترجى من تشاء منهن قال أمهات
المؤمنين وتؤوي يعنى نساء النبي صلى الله عليه وسلم ويعنى بالارجاء يقول من شئت خليت سبيله منهن ويعنى
بالإيواء يقول من أحببت أمسكت منهن وقوله ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقرأ عينهن
ولا يجزن ويرضين بما آتيتهن كلهن يعنى بذلك النساء اللاتي أحلهن الله له من بنات العم والعمة والخال والخالة
وقوله اللاتي هاجرن معك يقول إن مات من نسائك التي عندك أحد أو خليت سبيلها فقد أحللت لك مكان من
مات من نساءك اللاتي كن عندك أو خليت سبيلها فقد أحللت لك أن تستبدل من اللاتي أحللت لك ولا يصلح
لك ان تزاد على عدة نسائك اللاتي عندك شيئا * وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم
تسع نسوة فخشينا ان يطلقهن فقلن يا رسول الله أقسم لنا من نفسك ومالك ما شئت ولا تطلقنا فأنزل الله ترجى من
تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء إلى آخر الآية قال وكان المؤويات خمسة عائشة وحفصة وأم سلمة وزينب وأم
حبيبة والمرجآت أربعة جويرية وميمونة وسودة وصفية * وأخرج ابن مردويه عن سعيد بن المسيب عن
خولة بنت حكيم قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها فأرجأها فيمن أرجا من نسائه * وأخرج ابن
سعد عن محمد بن كعب القرظي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم موسعا عليه في قسم أزواجه يقسم بينهن
كيف شاء وذلك قول الله ذلك أدنى أن تقرأ عينهن إذا علمن ان ذلك من الله * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن قتادة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم موسعا عليه في قسم أزواجه ان يقسم بينهن
كيف تشاء فلذلك قال الله ذلك أدنى أن تقرأ عينهن إذا علمن ان ذلك من الله * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي ان
امرأة من الأنصار وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وكانت فيمن أرجئ * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن الحسن قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب امرأة لم يكن لرجل ان يخطبها حتى يتزوجها أو
يتركها * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن جرير عن الحسن وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عائشة قالت كنت
210

أغار من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول كيف تهب نفسها فلما أنزل الله ترجى من تشاء
منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك قلت ما أرى ربك الا يسارع في هواك
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن
عائشة رضي الله عنها انها كانت تقول أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل فأنزل الله في نساء النبي صلى الله
عليه وسلم ترجى من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء فقالت عائشة رضي الله عنها أرى ربك يسارع في هواك
* وأخرج ابن سعد عن عائشة رضي الله عنها قالت لما نزلت ترجى من تشاء منهن قلت إن الله يسارع لك فيما
تريد * وأخرج ابن سعد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في السنن عن الشعبي رضي الله عنه قال كن نساء وهبن
أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل ببعض وأرجأ بعضهن فلم يقربن حتى توفى ولم ينكحن بعده منهن أم
شريك فذلك قوله ترجى من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي زيد رضي الله عنه قال هم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطلق من نسائه
فلما رأين ذلك أتينه فقلن لا تخل سبيلنا وأنت في حل فيما بيننا وبينك افرض لنا من نفسك ومالك ما شئت فأنزل
الله ترجى من تشاء منهن نسوة يقول تعزل من تشاء فأرجأ منهن وآوى نسوة وكان ممن أرجئ ميمونة وجويرية
وأم حبيبة وصفية وسودة وكان يقسم بينهن من نفسه وماله ما شاء وكان ممن آوى عائشة وحفصة وأم سلمة وزينب
فكانت قسمته من نفسه وماله بينهن سواء * وأخرج ابن أبي حاتم عن بان شهاب رضي الله عنه في قوله ترجى من
تشاء قال هذا أمر جعله الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم في تأديبه نساءه لكي يكون ذلك أقر لأعينهن وأرضى في
عيشتهن ولم نعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أرجأ منهن شيئا ولا عزله بعد أن خيرهن فاخترنه * وأخرج ابن سعد
عن ثعلبة بن مالك رضي الله عنه قال هم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يطلق بعض نسائه فجعلنه في حل فنزلت
ترجى من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء * وأخرج الفريابي وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ترجى من تشاء منهن قال تعتزل من تشاء منهن لا تأتيه بغير طلاق
وتؤوي إليك من تشاء قال ترده ليك ومن ابتغيت ممن عزلت أن تؤويه إليك ان شئت * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ترجى قال تؤخر * وأخرج ابن أبي حاتم عن
مجاهد رضي الله عنه قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يطلق كان يعتزل * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود
والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يستأذن في يوم المرأة منا بعد أن أنزلت هذه الآية ترجى من تشاء منهن فقلت لها ما كنت تقولين قالت كنت
أقول له ان كان ذاك إلى فإني لا أريد ان أوثر عليك أحدا * قوله تعالى (لا تحل لك النساء من بعد) * أخرج
الفريابي والدارمي وابن سعد وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه
والضياء في المختارة عن زياد رضي الله عنه قال قلت لأبي رضي الله عنه أرأيت لو أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
متن اما يحل له أن يتزوج قال وما يمنعه من ذلك قلت قوله لا تحل لك النساء من بعد فقال انما أحل له ضربا من
النساء ووصف له صفة فقال يا أيها النبي انا أحللنا لك أزواجك إلى قوله وامرأة مؤمنة ثم قال لا تحل لك النساء من
بعد هذه الصفة * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصناف النساء الا ما كان من المؤمنات المهاجرات قال
لا تحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن الا ما ملكت يمينك فأحل له الفتيات
المؤمنات وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي وحرم كل ذات دين الا الاسلام وقال يا أيها النبي انا أحللنا لك
أزواجك إلى قوله خالصة لك من دون المؤمنين وحرم ما سوى ذلك من أصناف النساء * وأخرج أبو داود في ناسخه
وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال كان عكرمة رضي الله عنه يقول لا تحل لك النساء من بعد هؤلاء التي سمى الله
تعالى له الا بنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك * وأخرج الفريابي وأبو داود وابن جرير عن
مجاهد رضي الله عنه لا تحل لك النساء من بعدما بينت لك من هذه الأصناف بنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك
211

وبنات خالاتك وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي فأحل له من هذه الأصناف ان ينكح ما شاء * وأخرج
سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضي الله عنه لا تحل لك
النساء من بعد يهوديات ولا نصرانيات لا ينبغي ان يكن أمهات المؤمنين الا ما ملكت يمينك قال هي اليهوديات
والنصرانيات لا باس أن يشتريها * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله لا تحل لك
النساء من بعد قال يهودية ولا نصرانية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس لا تحل لك النساء من بعد الآية قال
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوج بعد نسائه الأول شيئا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله لا تحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج قال حبسه الله عليهن كما حبسهن
عليه * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس رضي الله عنه قال لما خيرهن
الله فاخترن الله ورسوله قصره عليهن فقال لا تحل لك النساء من بعد * وأخرج ابن سعد عن عكرمة قال لما خير
رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه اخترن الله ورسوله فأنزل الله لا تحل لك النساء من بعد هؤلاء التسع التي
اخترنك فقد حرم عليك تزويج غيرهن * وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت لم يمت
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء الا ذات محرم وذلك قول الله ترجى
من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه
والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وبان مردويه والبيهقي من طريق عطاء
عن عائشة رضي الله عنها قالت لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء الا
ذات محرم لقوله ترجى من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء * وأخرج ابن سعد عن ابن عباس مثله * وأخرج
ابن سعد عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام في قوله لا تحل لك النساء من بعد قال حبس رسول الله
صلى الله عليه وسلم على نسائه فلم يتزوج بعدهن * وأخرج ابن سعد عن سلميان بن يسار رضي الله عنه قال لما
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكندية وبعث في العامريات ووهبت له أم شريك رضي الله عنها نفسها
قالت أزواجه لئن تزوج النبي صلى الله عليه وسلم الغرائب ماله فينا من حاجة فأنزل الله تعالى حبس النبي صلى الله
عليه وسلم على أزواجه وأحل له من بنات العم والعمة والخال والخالة ممن هاجر ما شاء وحرم عليه ما سوى ذلك الا
ما ملكت اليمين غير المرأة المؤمنة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وهي أم شريك * وأخرج سعيد بن
منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي ذر رضي الله عنه لا تحل لك النساء
من بعد قال من المشركات الا ما سبيت فملكته يمينك * قوله تعالى (ولا أن تبدل بهن من أزواج) * أخرج البزار
وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان البدل في الجاهلية ان يقول الرجل تنزل لي عن امرأتك وأنزل
لك عن امرأتي فأنزل الله ولا ان تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن قال فدخل عيينة بن حصن الفزاري على
النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة بلا اذن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الاستئذان قال يا رسول الله
ما استأذنت على رجل من الأنصار منذ أدركت ثم قال من هذه الحميراء إلى جنبك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذه عائشة أم المؤمنين قال أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق قال يا عيينة ان الله رحم ذلك فلما ان خرج قالت عائشة
رضي الله عنها من هذا قال أحمق مطاع وانه على ما ترين لسيد في قومه * وأخرج ابن المنذر عن زيد بن أسلم
رضي الله عنه في قوله ولا ان تبدل بهن من أزواج قال كانوا في الجاهلية يقول الرجل للرجل الآخر وله امرأة
جميلة تبادل امرأتي بامرأتك وأزيدك إلى ما ملكت يمينك * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه في قوله ولا ان تبدل بهن من أزواج قال ذلك لو طلقهن لم يحل له ان
يستبدل وقد كان ينكح بعدما نزلت هذه الآية ما شاء قال ونزلت وتحته تسع نسوة ثم تزوج بعد أم حبيبة رضي الله عنها
بنت أبي سفيان وجويرية بنت الحارث * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق
علي بن زيد عن الحسن رضي الله عنه في قوله ولا ان تبدل بهن من أزواج قال قصره الله على نسائه التسع اللاتي مات
عنهن قال على فأخبرت علي بن الحسين رضي الله عنه فقال لو شاء تزوج غيرهن ولفظ عبد بن حميد فقال بل كان له
212

أيضا ان يتزوج غيرهن * وأخرج عبد بن حميد عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم نزلت
هذه الآية ولا ان تبدل بهن من أزواج قال كان يومئذ يتزوج ما شاء * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه
وكان الله على كل شئ رقيبا أي حفيظا * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي) * أخرج
البخاري وابن جرير وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله
يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب * وأخرج أحمد وعبد بن حميد
والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن
أنس رضي الله عنه قال لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش رضي الله عنها دعا القوم فطعموا
ثم جلسوا يتحدثون وإذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام فلما قام قام من قام وقعد ثلاثة نفر فجاء
النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل فإذا القوم جلوس ثم انهم قاموا فانطلقت فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم
انهم قد انطلقوا فجاء حتى دخل فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه فأنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا
لا تدخلوا بيوت النبي الآية * وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن
أنس رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتى باب امرأة عرس بها فإذا عندها قوم فانطلق فقضى
حاجته فرجع وقد خرجوا فدخل وقد أرخى بيني وبينه سترا فذكرته لأبي طلحة فقال لئن كان كما تقول لينزلن
في هذا شئ فنزلت آية الحجاب * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أنس
رضي الله عنه قال كنت أدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير اذن فجئت يوما لأدخل فقال على مكانك يا بنى
انه قد حدث بعدك أمر لا تدخل علينا الا باذن * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فأطال الجلوس فقال النبي صلى الله عليه وسلم مرارا كي
يتبعه ويقوم فلم يفعل فدخل عمر رضي الله عنه فرأى الرجل وعرف الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه
وسلم فنظر إلى الرجل المقعد فقال لعلك آذيت النبي صلى الله عليه وسلم ففطن الرجل فقام فقال النبي صلى الله عليه
وسلم لقد قمت مرارا كي يتبعني فلم يفعل فقال عمر رضي الله عنه لو اتخذت حجابا فان نساءك لسن كسائر النساء وهو
أطهر لقلوبهن فأنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الآية فأرسل إلى عمر رضي الله عنه فأخبره
بذلك * وأخرج النسائي وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت كنت
آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما في قعب فمر عمر فدعاه فاكل فأصابت أصبعه أصبعي فقال عمر أوه
لو أطاع فيكن ما رأتكن عين فنزلت آية الحجاب * وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال نزل حجاب
رسول الله في عمر أكل مع النبي طعاما فأصاب يده بعض أيدي نساء النبي صلى الله عليه وسلم فامر بالحجاب
* وأخرج ابن سعد وابن جرير وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال ما بقى أحد أعلم بالحجاب منى ولقد سألني
أبي بن كعب رضي الله عنه فقلت نزل في زينب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله
يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلى قوله غير ناظرين أناه قال غير متحينين طعامه ولكن إذا دعيتم
فأدخلوا فإذا طعمتم فانتشروا قال كان هذا في بيت أم سلمة رضي الله عنها أكلوا ثم أطالوا الحديث فجعل النبي
صلى الله عليه وسلم يخرج ويدخل ويستحى منهم والله لا يستحى من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء
حجاب قال بلغنا انهم أمروا بالحجاب عند ذلك لا جناح عليهن في آبائهن قال فرخص لهن ان لا يحتجبن من هؤلاء
* وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال كانوا يجيئون فيدخلون بيت النبي صلى الله عليه
فيجلسون فيتحدثون ليدرك الطعام فأنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم
إلى طعام غير ناظرين أناه ليدرك الطعام ولا مستأنسين لحديث ولا تجلسوا فتحدثوا * وأخرج الطستي عن ابن
عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله غير ناظرين أناه قال الأنا النضيج يعنى إذا أدرك
الطعام قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
ينعم ذاك الأنا الغبيط كما * ينعم غرب المحالة الجمل
* وأخرج ابن جرير عن مجاهد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطعم ومعه بعض أصحابه فأصابت يد رجل
213

منهم يد عائشة رضي الله عنها فكره ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت آية الحجاب * وأخرج ابن جرير عن عائشة
رضي الله عنها ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل إذا برزن إلى المناصع وهو صعيدا فيح وكان
عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول للنبي صلى الله عليه وسلم احجب نساءك فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يفعل فخرجت سودة رضي الله عنها بنت زمعة ليلة من الليالي عشاء وكانت امرأة طويلة فناداها عمر رضي الله عنه
بصوته الأعلى قد عرفناك يا سودة حرصا على أن ينزل الحجاب فأنزل الله تعالى الحجاب قال الله تعالى يا أيها الذين
آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الآية * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله غير ناظرين أناه قال غير متحينين نضجه ولا مستأنسين لحديث بعد أن
تأكلوا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله أناه قال نضجه * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سليمان بن أرقم رضي الله عنه في قوله ولا مستأنسين لحديث قال نزلت في الثقلاء * وأخرج الخطيب
عن أنس رضي الله عنه قال كانوا إذا طعموا جلسوا عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء ان يجئ شئ فنزلت فإذا
طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله وإذا سألتموهن متاعا قال أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عليهن الحجاب * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى رضي الله عنه في قوله وإذا سألتموهن متاعا قال حاجة * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال فضل الناس عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأربع بذكره الأسارى يوم بدر أمر بقتلهم فأنزل الله لولا كتاب من
الله سبق الآية وبذكره الحجاب أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم ان يحتجبن فقالت له زينب رضي الله عنها وانك
لتغار علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل في بيوتنا فأنزل الله وإذا سألتموهن متاعا الآية وبدعوة النبي صلى الله عليه
وسلم اللهم أيد الاسلام بعمر وبرأيه في أبى بكر كان أول الناس بايعه * وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب رضي الله عنه
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض إلى بيته بادروه فاخذوا المجالس فلا يعرف بذلك في وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يبسط يده إلى الطعام مستحيا منهم فعوتبوا في ذلك فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا
تدخلوا بيوت النبي الآية * وأخرج ابن سعد عن أنس رضي الله عنه قال نزل الحجاب مبتنى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بزينب بنت جحش رضي الله عنها وذلك سنة خمس من الهجرة وحجب نساؤه من يومئذ وأنا ابن خمس عشرة
* وأخرج ابن سعد عن صالح بن كيسان قال نزل حجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسائه في ذي القعدة سنة
خمس من الهجرة * قوله تعالى (وما كان لكم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله الآية قال نزلت في رجل هم أن يتزوج بعض نساء النبي صلى
الله عليه وسلم بعده قال سفيان ذكروا أنها عائشة رضي الله عنها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال رجل لئن مات محمد صلى الله عليه وسلم لأتزوجن عائشة فأنزل الله وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله
الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا
يقول إن توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت فلانة من بعده فكان ذلك يؤذى النبي صلى الله عليه وسلم
فنزل القرآن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال
بلغنا ان طلحة بن عبيد الله قال أيحجبنا محمد عن بنات عمنا ويتزوج نساءنا من بعدنا لئن حدث به حدث لنتزوجن
نساءه من بعده فنزلت هذه الآية * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال
قال طلحة بن عبيد الله لو قبض النبي صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة رضي الله عنها فنزلت وما كان لكم أن
تؤذوا رسول الله الآية * وأخرج ابن سعد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم في قوله وما كان لكم ان تؤذوا
رسول الله قال نزلت في طلحة بن عبيد الله لأنه قال إذا توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة رضي الله عنها
* وأخرج البيهقي في السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
لو قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة أو أم سلمة فأنزل الله وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله الآية
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا أتى بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فكلمها
وهو ابن عمها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقومن هذا المقام بعد يومك هذا فقال يا رسول الله انها ابنة عمى والله
214

ما قلت لها منكرا ولا قالت لي قال النبي صلى الله عليه وسلم قد عرفت ذلك أنه ليس أحد أغير من الله وانه ليس أحد
أغير منى فمضى ثم قال يمنعني من كلام ابنة عمى لأتزوجنها من بعده فأنزل الله هذه الآية فأعتق ذلك الرجل رقبة
وحمل على عشرة أبعرة في سبيل الله وحج ماشيا من كلمته * وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها
قالت خطبني على رضي الله عنه فبلغ ذلك فاطمة رضي الله عنها فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن أسماء
متزوجة عليا فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ما كان لها ان تؤذى الله ورسوله * وأخرج البيهقي في السنن عن
حذيفة رضي الله عنه أنه قال لامرأته ان سرك أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تتزوجي بعدي فان المرأة في الجنة
لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة
* وأخرج ابن سعد عن أبي امامة بن سهل بن حنيف في قوله ان تبدوا شيئا أو تخفوه قال إن تتكلموا به
فتقولون نتزوج فلانة لبعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أو تخفوا ذلك في أنفسكم فلا تنطقوا به يعلمه الله
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن شهاب رضي الله عنه قال بلغنا أن
العالية بنت ظبيان طلقها النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يحرم نساؤه على الناس فنكحت ابن عم لها وولدت
فيهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله ان تبدوا شيئا قال مما يكرهه النبي صلى الله عليه وسلم
أو تخفوه في أنفسكم فان الله كان بكل شئ عليما يقول فان الله يعلمه * قوله تعالى (لا جناح عليهن في آبائهن) الآية
* اخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لا جناح عليهن في آبائهن حتى بلغ ولا نسائهن قال
أنزلت هذه الآية في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وقوله نسائهن يعنى نساء المسلمات أو ما ملكت أيمانهن من
المماليك والإماء ورخص لهن أن يروهن بعدما ضرب عليهن الحجاب * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وأبو داود
في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لا جناح عليهن في آبائهن ومن
ذكر معهن أن يروهن يعنى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن سعد عن الزهري رضي الله عنه أنه قيل
له من كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ذي رحم محرم من نسب أو رضاع قيل فسائر الناس
قال كن يحتجبن منه حتى إنهن ليكلمنه من وراء حجاب وربما كان سترا واحدا الا المملوكين والمكاتبين فإنهن
كن لا يحتجبن منهم * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأبو داود في ناسخه عن أبي جعفر محمد بن علي ان الحسن
والحسين رضي الله عنهما كانا لا يريان أمهات المؤمنين فقال ابن عباس رضي الله عنهما ان رؤيتهما لهن لحل
* وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأبو داود في ناسخه عن عكرمة رضي الله عنه قال بلغ ابن عباس رضي الله عنهما
ان عائشة رضي الله عنها احتجبت من الحسن رضي الله عنه فقال إن رؤيته لها لتحل * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله لا جناح عليهن الآية قال لم يذكر العم والخال لأنهما ينعتانها لأبنائهما
* قوله تعالى (ان الله وملائكته) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما يصلون يتبركون * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه
قال صلاة الله عليه ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة عليه الدعاء له * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في
العظمة وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان بني إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام هل يصلى ربك
فناداه ربه يا موسى سألوك هل يصلى ربه فقل نعم أنا أصلى وملائكتي على أنبيائي ورسلي فأنزل الله على نبيه صلى
الله عليه وسلم ان الله وملائكته يصلون على النبي الآية * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ان الله
وملائكته الآية قال لما نزلت جعل الناس يهنئونه بهذه الآية وقال أبي بن كعب ما أنزل فيك خيرا الا خلطنا به
معك الا هذه الآية فنزلت وبشر المؤمنين الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية
قال صلاة الله على النبي هي مغفرته ان الله لا يصلى ولكن يغفر وأما صلاة الناس على النبي صلى الله عليه وسلم
فهي الاستغفار * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قرأ صلوا عليه كما صلى عليه وسلموا تسليما
* وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال لما
نزلت ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما قلنا يا رسول الله قد علمنا
215

السلام عليك فكيف الصلاة عليك قال قالوا للهم صل عليه محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل
إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد
* وأخرج ابن جرير عن يونس بن خباب قال خطبنا بفارس فقال إن الله وملائكته الآية قال أنبأني من سمع
ابن عباس رضي الله عنهما يقول هكذا انزل فقالوا يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك
فقال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آله محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد وارحم محمدا
وآل محمد كما رحمت آل إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم
انك حميد مجيد * وأخرج ابن جرير عن إبراهيم رضي الله عنه في قوله ان الله وملائكته الآية قالوا يا رسول
الله هذا السلام قد عرفناه فكيف الصلاة عليك فقال قولوا للهم صلى على محمد عبدك ورسولك وأهل بيته كما
صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل بيته كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد
وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن أبي كثير بن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال لما نزلت ان الله وملائكته
يصلون على النبي الآية قالوا يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك وقد غفر لك ما تقدم
من ذنبك وما تأخر قال قولوا اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم اللهم بارك على محمد كما باركت على آل إبراهيم
* وأخرج عبد الرزاق من طريق أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم كان يقول اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد
مجيد وبارك على محمد وعلى أهل بيته وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم انك حميد مجيد * وأخرج عبد الرزاق
وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه
عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله أما السلام عليك فقد علمناه فكيف الصلاة عليك قال
قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما
باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد * وأخرج أبو داود وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره ان يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل اللهم
صل على محمد النبي وأزواجه وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن عدي
عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره ان يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت
فليقل اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على محمد وأزواجه وذريته وأمهات المؤمنين كما صليت على إبراهيم انك
حميد مجيد * وأخرج الدارقطني في الافراد وابن النجار في تاريخه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال كنت
عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فسلم فرد النبي صلى الله عليه وسلم وأطلق وجهه وأجلسه إلى جنبه فلما
قضى الرجل حاجته نهض فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر هذا رجل يرفع له كل يوم كعمل أهل الأرض
قلت ولم ذاك قال إنه كلما أصبح صلى على عشر مرات كصلاة الخلق أجمع قلت وما ذاك قال يقول اللهم صل على
محمد النبي عدد من صلى عليه من خلقك وصل على محمد النبي كما ينبغي لنا أن نصلى عليه وصل على محمد النبي كما
أمرتنا أن نصلى عليه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والنسائي وابن أبي عاصم والهيتم بن كليب الشاشي
وابن مردويه عن طلحة بن عبيد الله قال قلت يا رسول الله كيف الصلاة عليك قال قل اللهم صل على محمد وعلى آل
محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن جرير عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
قال أتى رجل لنبي صلى الله عليه وسلم فقال سمعت الله يقول إن الله وملائكته يصلون على النبي فكيف
الصلاة عليك قال قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى
آل محمد كما باركت على إبراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن جرير عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال لما نزلت
ان الله وملائكته يصلون على النبي الآية قمت إليه فقلت السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك يا رسول
الله قال قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى
آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري
216

والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك
قد علمناه فكيف الصلاة عليك قال قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم وبارك
على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم * وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن مردويه عن أبي
هريرة رضي الله عنه انهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نصلى عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى
آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وال إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد والسلام
كما قد علمتم * وأخرج مالك وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
مردويه عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه أن بشير بن سعد قال يا رسول الله أمرنا الله أن نصلى عليك
فكيف نصلى عليك فسكت حتى تمنينا أنا لم نسأله ثم قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على
إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم
* وأخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن أبي حميد
الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلى عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا اللهم
صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم
انك حميد مجيد * وأخرج ابن مردويه عن علي قال قلت يا رسول الله كيف نصلى عليك قال قولوا اللهم صلى على
محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف نصلى عليك قال قولوا اللهم اجعل صلواتك
وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه
قال إذا قال الرجل في الصلاة ان الله وملائكته يصلون على النبي الآية فليصل عليه * وأخرج ابن خزيمة
والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن أبي مسعود عقبة بن عمر وان رجلا قال يا رسول الله أما السلام عليك فقد
عرفناه فكيف نصلى عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا فصمت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال إذا أنتم صليتم
على فقولوا اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد
النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن
مسعود رضي الله عنه قال يتشهد الرجل ثم يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو لنفسه * وأخرج البخاري
في الأدب المفرد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما رجل مسلم لم يكن عنده
صدقة فليقل في دعائه اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وصل على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
فإنها له زكاة * وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من قال اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما
باركت على إبراهيم وآل إبراهيم وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم شهدت له يوم
القيامة بالشهادة وشفعت له * وأخرج البخاري في الأدب عن أنس ومالك بن أوس بن الحدثان ان النبي صلى الله
عليه وسلم قال إن جبريل عليه السلام جاءني فقال من صلى عليك واحدة صلى الله عليه عشرا ورفع له عشر درجات
* وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
من صلى على صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات * وأخرج البخاري في الأدب ومسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى على واحدة صلى الله عليه عشرا
* وأخرج البخاري في الأدب عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر فلما رقى
الدرجة الأولى قال آمين ثم رقى الثانية فقال آمين ثم رقى الثالثة فقال آمين فقالوا يا رسول الله سمعناك تقول آمين
ثلاث مرات قال لما رقيت الدرجة الأولى جاءني جبريل فقال شقي عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له فقلت
آمين ثم قال شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة فقلت آمين ثم قال شقي عبد ذكرت عنده ولم يصل
عليك فقلت آمين * وأخرج البخاري في الأدب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر
217

فقال آمين آمين آمين قيل له يا رسول الله ما كنت تصنع هذا فقال قال جبريل رغم أنف عبد أدرك أبويه أو
أحدها لم يدخله الجنة قلت آمين ثم قال رغم أنف رجل دخل عليه رمضان فلم يغفر له فقلت آمين رغم أنف
امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين * وأخرج ابن سعد وأحمد والنسائي وابن مردويه عن زيد بن أبي
خارجة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف نصلى عليك فقال صلوا على واجتهدوا
ثم قولوا اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن
مردويه عن أنس رضي الله عنه ان رهطا من الأنصار قالوا يا رسول الله كيف الصلاة عليك قال قولوا اللهم صل على
محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم فقال فتى من الأنصار يا رسول الله من آل محمد قال كل مؤمن
* وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم
عليك فكيف نصلى عليك قال قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد كما جعلتها على
إبراهيم انك حميد مجيد * وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم
تعرضون على بأسمائكم ومسماكم فاحسنوا الصلاة على * وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد عن أبي طلحة رضي الله عنه
قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته مسرورا فقلت يا رسول الله ما أدرى متى رأيتك أحسن
بشرا وأطيب نفسا من اليوم قال وما يمنعني وجبريل خرج من عندي الساعة فبشرني ان لكل عبد صلى على
صلاة يكتب له بها عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيأت ويرفع له بها عشر درجات ويعرض على كما قالها ويرد
عليه بمثل ما دعا * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عيينة قال أخبرني يعقوب بن زيد التيمي رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني آت من ربى فقال لا يصلى عليك عبد صلاة الا صلى الله عليه عشرا فقال رجل
يا رسول الله الا أجعل نصف دعائي لك قال إن شئت قال ألا أجعل كل دعائي لك قال اذن يكفيك الله هي الدنيا
والآخرة * وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن النجار عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال قالوا يا رسول الله
أرأيت قول الله ان الله وملائكته يصلون على النبي قال إن هذا لمن المكتوم ولولا انكم سألتموني عنه ما أخبرتكم
ان الله وكل بي ملكين لا أذكر عند عبد مسلم فيصلى على الا قال ذانك الملكان غفر الله لك وقال الله وملائكته
جوابا لذينك الملكين آمين ولا أذكر عند عبد مسلم فلا يصلى على الا قال ذلك الملكان لا غفر الله لك وقال
الله وملائكته لذينك الملكين آمين * وأخرج مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على واحدة صلى الله عليه عشرا
* وأخرج الترمذي وحسنه وابن حبان عن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم على صلاة * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن حبان عن ابن مسعود
رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم على صلاة * وأخرج
أحمد والترمذي عن الحسين بن علي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البخيل من ذكرت عنده فلم يصلى
على * وأخرج ابن ماجة عن ابن عباس رضي الله عنهما والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة رضي الله عنه قالا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسى الصلاة على أخطأ طريق الجنة * وأخرج الترمذي وحسنه عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم
الا كان عليهم ترة فان شاء عذبهم وان شاء غفر لهم * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن جابر رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمع قوم ثم تفرقوا عن غير ذكر الله وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
الا قاموا عن أنتن جيفة * وأخرج النسائي وابن أبي عاصم وأبو بكر في الغيلانيات والبغوي في الجعديات
والبيهقي في الشعب والضياء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجلس قوم
مجلسا لا يصلون فيه على النبي صلى الله عليه وسلم الا كان عليهم حسرة وان دخلوا الجنة لما يرون من الثواب
* وأخرج البيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل فقال رغم
أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصلى عليك * وأخرج القاضي إسماعيل عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله
218

صلى الله عليه وسلم كفى به شحا أن يذكرني قوم فلا يصلون على * وأخرج الأصبهاني في الترغيب والديلمي
عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ومواطنها أكثركم
على في دار الدنيا صلاة انه قد كان في الله وملائكته كفاية ولكن خص المؤمنين بذلك ليثيبهم عليه * وأخرج
الخطيب في تاريخه والإصبهاني عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أمحق
للخطايا من الماء البارد والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من عتق الرقاب وحب النبي صلى الله عليه وسلم
أفضل من مهج الأنفس أو قال من ضرب السيف في سبيل الله * وأخرج ابن عدي عن ابن عمر رضي الله عنهما
وأبي هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا على صلى الله عليكم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن
حميد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رجل
يا رسول الله أرأيت ان جعلت صلاتي كلها عليك قال إذا يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك * وأخرج ابن أبي
شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي عن أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال أصبح رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوما طيب النفس يرى في وجهه البشر قالوا يا رسول الله أصبحت اليوم طيبا يرى في وجهك البشر قال
أتاني آت من ربى فقال من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيأت ورفع
له عشر درجات ورد عليه مثلها وفي لفظ فقال أتاني الملك فقال يا محمد أما يرضيك ان ربك يقول إنه لا يصلى عليك
أحد من أمتك الا صليت عليه عشرا ولا يسلم عليك أحد من أمتك الا سلمت عليه عشرا قال بلى * وأخرج البيهقي
في شعب الايمان وابن عساكر وابن المنذر في تاريخه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان أقربكم منى يوم القيامة في كل موطن أكثركم على صلاة في الدنيا من صلى على يوم الجمعة وليلة الجمعة
مائة مرة قضى الله له مائة حاجة سبعين من حوائج الآخرة وثلاثين من حوائج الدنيا ثم يوكل الله بذلك ملكا يدخله
في قبري كما يدخل عليكم الهدايا يخبرني بمن صلى على باسمه ونسبه إلى عشرة فأثبته عندي في صحيفة بيضاء * وأخرج
البيهقي في الشعب والخطيب وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
صلى على عند قبري سمعته ومن صلى على نائيا كفى أمر دنياه وآخرته وكنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا الصلاة على
يوم الجمعة فإنها معروضة على * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والطبراني والحاكم في الكنى عن عامر بن
ربيعة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على صلاة صلى الله عليه فأكثروا أو أقلوا
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم
قال اللهم تقبل شفاعة محمد الكبرى وارفع درجته العليا وأعطه سؤله في الآخرة والأولى كما آتيت إبراهيم
وموسى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن ماجة وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إذا صليتم
على النبي صلى الله عليه وسلم فاحسنوا الصلاة عليه فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه قالوا فعلمنا قال قولوا
اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وامام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك امام
الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون اللهم صل على محمد وعلى
آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال قلنا يا رسول الله قد عرفنا كيف السلام عليك فكيف نصلى عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وأبلغه درجة
الوسيلة من الجنة اللهم اجعل في المصطفين محبته وفي المقربين مودته وفي عليين ذكره وداره والسلام عليك
ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد وبارك
على محمد وعلى آل محمد * وأخرج الخطيب في تاريخه عن عائشة رضي الله عنها قالت زينوا مجالسكم بالصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج الشيرازي في الألقاب عن زيد بن وهب قال قال ابن مسعود رضي الله عنه
يا زيد بن وهب لا تدع إذا كان يوم الجمعة ان تصلى على النبي ألف مرة تقول اللهم صل على النبي الأمي * وأخرج
عبد الرزاق والقاضي إسماعيل وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول
219

الله صلى الله عليه وسلم قال صلوا على أنبياء الله ورسله فان الله بعثهم كما بعثني * وأخرج ابن أبي شيبة والقاضي
إسماعيل وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لا تصلح الصلاة على أحد الا
النبي صلى الله عليه وسلم ولكن يدعى للمسلمين والمسلمات بالاستغفار * وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن
حميدة قالت أوصت لنا عائشة رضي الله عنها بمتاعها فكان في مصحفها ان الله وملائكته يصلون على النبي والذين
يصفون الصفوف الأول * قوله تعالى (ان الذين يؤذون الله ورسوله) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان الذين يؤذون الله ورسوله الآية قال نزلت في الذين طعنوا على
النبي صلى الله عليه وسلم حين أخذ صفية بنت حيى رضي الله عنها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال أنزلت في عبد الله بن أبي وناس معه قذفوا عائشة رضي الله عنها فخطب النبي صلى الله عليه وسلم وقال من
يعذرني في رجل يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني فنزلت * وأخرج الحاكم عن ابن أبي مليكة قال جاء رجل من
أهل الشام فسب عليا رضي الله عنه عند ابن عباس رضي الله عنهما فحصبه ابن عباس رضي الله عنهما وقال
يا عدو الله آذيت رسول الله ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة لو كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم حيا لآذيته * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ان الذين يؤذون الله
ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة قال آذوا الله فيما يدعون معه وآذوا رسول الله قالوا انه ساحر مجنون
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ان الذين يؤذون الله ورسوله قال أصحاب
التصاوير * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم
كان يقول فيما يروى عن ربه عز وجل شتمني ابن آدم ولم ينبغ له أن يشتمني وكذبني ولم ينبغ له أن يكذبني فاما شتمه
إياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الاحد الصمد وأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني قال قتادة ان كعبا رضي الله عنه
كان يقول تخرج يوم القيامة عنق من النار فيقول يا أيها الناس انى وكلت منكم بثلاث بكل عزيز كريم
وبكل جبار عنيد وبمن دعا مع الله إلها آخر فيلتقطهم كما يلتقط الطير الحب من الأرض فتنطوي عليهم فندخل
النار فتخرج عنق أخرى فتقول يا أيها الناس انى وكلت منكم بثلاثة بمن كذاب الله وكذب على الله وآذى الله فاما
من كذاب الله فمن زعم أن الله لا يبعثه بعد الموت وأما من كذب على الله فمن زعم أن الله يتخذ ولدا وأما من آذى الله
فالذين يصورون ولا يحيون فتلقطهم كما تلقط الطير الحب من الأرض فتنطوي عليهم فتدخل النار * قوله
تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات) الآية * أخرج الفريابي وابن سعد في الطبقات وابن أبي شيبة وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات
قال يقعون بغير ما اكتسبوا يقول بغير ما عملوا فقد احتملوا بهتانا قال اثما * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في الآية قال يلقى الجرب على أهل النار فيحكون حتى تبدو العظام فيقولون ربنا بم أصابنا هذا فيقال
بأذاكم المسلمين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال إياكم وأذى
المؤمنين فان الله يحوطهم ويغضب لهم وقد زعموا أن عمر بن الخطاب قرأها ذات يوم فأفزعه ذلك حتى ذهب إلى أبى
ابن كعب رضي الله عنه فدخل عليه فقال يا أبا المنذر انى قرأت آية من كتاب الله تعالى فوقعت منى كل موقع والذين
يؤذون المؤمنين والمؤمنات والله انى لأعاقبهم وأضربهم فقال له انك لست منهم انما أنت معلم * وأخرج ابن المنذر
عن الشعبي رضي الله عنه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال انى لأبغض فلانا فقيل للرجل ما شان عمر رضي الله عنه
يبغضك فلما أكثر القوم في الذكر جاء فقال يا عمر أفتقت في الاسلام فتقا قال لا قال فجنيت جناية قال لا قال
أحدثت حدثا قال لا قال فعلام تبغضني وقد قال الله والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا
بهتانا وإثما مبينا فقد آذيتني فلا غفرها الله لك فقال عمر رضي الله عنه صدق والله ما فتق فتقا ولا ولا فاغفرها لي فلم
يزل به حتى غفرها له * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنهما والذين يؤذون المؤمنين
والمؤمنات إلى قوله وإثما مبينا قال فكيف بمن أحسن إليهم يضاعف لهم الاجر * وأخرج الطبراني وابن مردويه
وابن عساكر عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا ذو حسد ولا نميمة ولا
220

خيانة ولا إهانة ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات الآية
* وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لأصحابه أي الربا أربى عند الله قالوا الله ورسوله أعلم قال أربى الربا عند الله استحلال عرض
امرئ مسلم ثم قرأ والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا الآية * قوله تعالى (يا أيها النبي قل
لأزواجك) الآية * أخرج ابن سعد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن عائشة
رضي الله عنها قالت خرجت سودة رضي الله عنها بعدما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من
يعرفها فرآها عمر رضي الله عنه فقال يا سودة انك والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين فانكفأت راجعة
ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وانه ليتعشى وفي يده عرق فدخلت وقالت يا رسول الله انى خرجت لبعض
حاجتي فقال لي عمر رضي الله عنه كذا وكذا فأوحى إليه ثم رفع عنه وان العرق في يده فقال إنه قد أذن لكن ان
تخرجن لحاجتكن * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي
مالك قال كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن بالليل لحاجتهن وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن
فيؤذين فقيل ذلك للمنافقين فقالوا انما نفعله بالإماء فنزلت هذه الآية يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء
المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى ان يعرفن فلا يؤذين فامر بذلك حتى عرفوا من الإماء * وأخرج
ابن جرير عن أبي صالح رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة على غير منزل فكان نساء النبي صلى
الله عليه وسلم وغيرهن إذا كان الليل خرجن يقضين حوائجهن وكان رجال يجلسون على الطريق للغزل فأنزل الله
يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك الآية يعنى بالجلباب حتى تعرف الأمة من الحرة * وأخرج ابن سعد عن محمد
ابن كعب القرظي رضي الله عنه قال كان رجل من المنافقين يتعرض لنساء المؤمنين يؤذيهن فإذا قيل له قال كنت
أحسبها أمة فأمرهن الله تعالى ان يخالفن زي الإماء ويدنين عليهن من جلابيبهن تخمر وجهها الا إحدى عينيها
ذلك أدنى ان يعرفن يقول ذلك أحرى ان يعرفن * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما في هذه الآية قال أمر الله نساء المؤمنات إذا خرجن من بيوتهن في حاجة ان يغطين وجوههن
من فوق رؤسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو داود وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت لما نزلت هذه الآية يدنين عليهن من جلابيبهن خرج
نساء الأنصار كان على رؤسهن الغربان من أكسية سود يلبسنها * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي قلابة رضي الله عنه
قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يدع في خلافته أمة تقنع ويقول انما القناع للحرائر لكيلا يؤذين
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن أنس رضي الله عنه قال رأى عمر رضي الله عنه جارية مقنعة فضربها
بدرته وقال ألقي القناع لا تشبهين بالحرائر * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت رحم الله نساء الأنصار لما نزلت
يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين الآية شققن مروطهن فاعتجرن بها فصلين خلف رسول الله صلى
الله عليه وسلم كأنما على رؤسهن الغربان * وأخرج عبد بن حميد عن ابن شهاب رضي الله عنه انه قيل له الأمة
تزوج فتخمر قال يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن فنهى الله الإماء
ان يتشبهن بالحرائر * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين
رضي الله عنه قال سألت عبيدة رضي الله عنه عن هذه الآية يدنين عليهن من جلابيبهن فرفع ملحفة كانت عليه
فقنع بها وغطى رأسه كله حتى بلغ الحاجبين وغطى وجهه وأخرج عينه اليسرى من شق وجهه الأيسر مما يلي
العين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين
عليهن من جلابيبهن قال أخذ الله عليهن إذا خرجن ان يعدنها على الحواجب ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين قال
قد كانت المملوكة يتناولونها فنهى الله الحرائر ان يتشبهن بالإماء * وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي في الآية
قال كن النساء يخرجن إلى الجبابين لقضاء حوائجهن فكان الفساق يتعرضون لهن فيؤذونهن فأمرهن الله ان
يدنين عليهن من جلابيبهن حتى تعلم الحرة من الأمة * وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة ان ذعارا من ذعار
221

أهل المدينة كانوا يخرجون بالليل فينظرون النساء ويغمزونهن وكانوا لا يفعلون ذلك بالحرائر انما يفعلون ذلك
بالإماء فأنزل الله هذه الآية يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير
وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال كانت الحرة تلبس لباس الأمة فامر الله نساء المؤمنين
ان يدنين عليهن من جلابيبهن وأدنى الجلباب ان تقنع وتشده على جبينها * وأخرج ابن سعد عن الحسن رضي الله عنه
في قوله يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن
فلا يؤذين قال إماء كن بالمدينة يتعرض لهن السفهاء فيؤذين فكانت الحرة تخرج فيحسب انها أمة فتؤذى
فأمرهن الله أن يدنين عليهن من جلابيبهن * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في الآية قال كان أناس
من فساق أهل المدينة بالليل حين يختلط الظلام يأتون إلى طرق المدينة فيتعرضون للنساء وكانت مساكن أهل
المدينة ضيقة فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق فيقضين حاجتهن فكان أولئك الفساق يتبعون ذلك منهن
فإذا رأوا امرأة عليها جلباب قالوا هذه حرة فكفوا عنها وإذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا هذه أمة فوثبوا
عليها * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله يدنين عليهن من جلابيبهن قال يسدان
عليهن من جلابيبهن وهو القناع فوق الخمار ولا يحل لمسلمة أن يراها غريب الا ان يكون عليها القناع فوق
الخمار وقد شدت به رأسها ونحرها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه
في الآية قال تدنى الجلباب حتى لا يرى ثغرة نحرها * وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في
قوله يدنين عليهن من جلابيبهن قال هو الرداء * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المندر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يدنين عليهن من جلابيبهن قال يتجلببن بها فيعلمن أنهن
حرائر فلا يعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين رضي الله عنه
قال سألت عبيدة السلماني رضي الله عنه عن قوله الله يدنين عليهن من جلابيبهن فتقنع بملحفة فغطى رأسه
ووجهه وأخرج إحدى عيينة * قوله تعالى (لئن لم ينته المنافقون) * أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة
رضي الله عنه قال إن أناسا من المنافقين أرادوا ان يظهروا نفاقهم فنزلت فيهم لئن لم ينته المنافقون والذين في
قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم لنحرشنك بهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال الارجاف الكذب الذي كان يذيعه أهل النفاق
ويقولون قد أتاكم عدد وعدة وذكر لنا ان المنافقين أرادوا ان يظهروا ما في قلوبهم من النفاق فأوعدهم الله
بهذه الآية لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض إلى قوله لنغرينك بهم أي لنحملنك عليهم ولنحرشنك
بهم فلما أوعدهم الله بهذه الآية كتموا ذلك وأسروه ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا أي بالمدينة ملعونين قال
على كل حال أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا قال إذا هم أظهروا النفاق سنة الله في الذين خلوا من قبل يقول
هكذا سنة الله فيهم إذا أظهروا النفاق * وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله لئن لم ينته
المنافقون قال يعنى المنافقين بأعيانهم والذين في قلوبهم مرض شك يعنى المنافقين أيضا * وأخرج ابن سعد عن
عبيد بن حنين رضي الله عنه في قوله لئن لم ينته المنافقون قال عرف المنافقين بأعيانهم والذين في قلوبهم مرض
والمرجفون في المدينة هم المنافقون جميعا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن طاوس رضي الله عنه
في الآية قال نزلت في بعض أمور النساء * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال سالت عكرمة رضي الله عنه عن قول الله لئن لم ينته
المنافقون والذين في قلوبهم مرض قال أصحاب الفواحش * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله
والذين في قلوبهم مرض قال أصحاب الفواحش * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله والذين
في قلوبهم مرض قال كانوا مؤمنين وكان في أنفسهم ان يزنوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه
في قوله لئن لم ينته المنافقون قال كان النفاق على ثلاثة وجوه نفاق مثل نفاق عبد الله بن أبي ابن سلول ونفاق مثل
نفاق عبد الله بن نبتل ومالك بن داعس فكان هؤلاء وجوها وجوه الأنصار فكانوا يستحبون أن يأتوا الزنا
222

يصونون بذلك أنفسهم والذين في قلوبهم مرض قال الزنا ان وجدوه وعملوه وان لم يجدوه لم يبتغوه ونفاق يكابرون
النساء مكابرة وهم هؤلاء الذين كانوا يكابرون النساء لنغرينك بهم يقول لنعلمنك بهم ثم قال ملعنونين ثم فصله
في الآية أينما ثقفوا يعملون هذا العمل مكابرة النساء أخذوا وقتلوا تقتيلا قال السدى رضي الله عنه هذا حكم
في القرآن ليس يعمل به لو أن رجلا أو أكثر من ذلك اقتصوا أثرا مرأة فغلبوها على نفسها ففجروا بها كان
الحكم فيها غير الجلد والرجم ان يؤخذوا فتضرب أعناقهم سنة الله في الذين خلوا من قبل كذلك كان يفعل بمن
مضى من الأمم ولن تجد لسنة الله تبديلا قال فمن كابر امرأة على نفسها فغلبها فقتل فليس على قاتله دية لأنه مكابر
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لنغرينك بهم قال لنسلطنك
عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والخطيب في تالي التلخيص عن محمد بن سيرين رضي الله عنه في قوله لئن
لم ينته المنافقون الآية قال لا أعلم أغرى بهم حتى مات * وأخرج ابن الأنباري عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله لنغرينك بهم قال لنولعنك قال الحارث بن حلزة
لا تخلنا على غرائك انا * قلما قد رشى بنا الأعداء
* قوله تعالى (وما يدريك) أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة رضي الله عنه قال كل شئ في
القرآن وما يدريك فلم يخبر به وما كان ما أدراك فقد أخبره * قوله تعالى (وقالوا ربنا) الآية * أخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ربنا انا أطعنا سادتنا وكبراءنا أي
رؤسنا في الشر والشرك ربنا آتهم ضعفين من العذاب يعنى بذلك جهنم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه
في قوله سادتنا وكبراءنا قال منهم أبو جهل بن هشام * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا) الآية
* أخرج عبد الرزاق واحمد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه
من طرق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام كان رجلا حييا
ستيرا لا يرى من جلده شئ استحياء منه فآذاه من أذاه من بني إسرائيل وقالوا ما يستتر هذا الستر الا من عيب بجلده
اما برص واما أدرة واما آفة وان الله أراد ان يبرئه مما قالوا وان موسى عليه السلام خلا يوما وحده فوضع ثيابه على
حجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها وان الحجر عدا بثوبه فاخذ موسى عليه السلام عصاه وطلب الحجر
فجعل يقول ثوبي حجر ثوبي حجر حتى انتهى الا ملا من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وأبرأه مما
يقولون وقام الحجر فاخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه فوالله ان بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا
أو خمسا فذلك قوله يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا * وأخرج البزار وابن
الأنباري في المصاحف وابن مردويه عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان موسى رجلا حييا
وانه أتى الماء ليغتسل فوضع ثيابه على صخرة وكان لا يكاد تبدو عورته فقالت بنو إسرائيل ان موسى عليه
السلام آدر به آفة يعنون انه لا يضع ثيابه فاحتملت الصخرة ثيابه حتى صارت بحذاء مجالس بني إسرائيل فنظروا
إلى موسى عليه السلام كأحسن الرجال فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما
قالوا وكان عند الله وجيها * وأخرج أحمد عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موسى
ابن عمران كان إذا أراد أن يدخل الماء لم يلق ثوبه حتى يوارى عورته في الماء * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف
وابن جرير وابن المنذر وابن الحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لا تكونوا كالذين
آذوا موسى قال قال له قومه انه آدر فخرج ذات يوم يغتسل فوضع ثيابه على صخرة فخرجت الصخرة تشتد بثيابه
فخرج موسى عليه السلام يتبعها عريانا حتى انتهت به إلى مجالس بني إسرائيل فرأوه وليس بآدر فذلك قوله
فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها * وأخرج ابن منيع وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه
وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله لا تكونوا كالذين آذوا
موسى قال صعد موسى وهارون الجبل فمات هارون عليه السلام فقالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام أنت
قتلته كان أشد حبا لنا منك وألين فآذوه من ذلك فامر الله الملائكة عليهم السلام فحملته فمروا به على مجالس بنى
223

إسرائيل وتكلمت الملائكة عليهم السلام بموته فبرأه الله من ذلك فانطلقوا به فدفنوه ولم يعرف قبره الا الرخم
وان الله جعله أصم أبكم * وأخرج الحاكم وصححه من طريق السدى رضي الله عنه عن أبي مالك عن ابن عباس
رضي الله عنهما وعن مرة عن ابن مسعود رضي الله عنه وناس من الصحابة ان الله أوحى إلى موسى عليه السلام
انى متوف هارون فائت به جبل كذا وكذا فانطلقا نحو الجبل فإذا هم بشجرة وبيت فيه سرير عليه فرش وريح
طيب فلما نظر هارون عليه السلام إلى ذلك الجبل والبيت وما فيه أعجبه قال يا موسى انى أحب ان أنام على
هذا السرير قال نم عليه قال نم معي فلما ناما أخذ هارون عليه السلام الموت فلما قبض رفع ذلك البيت وذهبت تلك
الشجرة ورفع السرير إلى السماء فلما رجع موسى عليه السلام إلى بني إسرائيل قالوا قتل هارون عليه السلام
وحسده حب بني إسرائيل له وكان هارون عليه السلام أكف عنهم وألين لهم وكان موسى عليه السلام فيه
بعض الغلظة عليهم فلما بلغه ذلك قال ويحكم انه كان أخي أفتروني أقتله فلما أكثروا عليه قام يصلى ركعتين ثم
دعا الله فنزلت الملائكة بالسرير حتى نظروا إليه بين السماء والأرض فصدقوه * وأخرج ابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال أنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تؤذوا نبيكم كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا قال
لا تؤذوا محمدا كما آذى قوم موسى موسى * واخرج البخاري ومسلم وابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما فقال رجل ان هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله فذكر ذلك للنبي صلى
الله عليه وسلم فاحمر وجهه ثم قال رحمة الله على موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر * وأخرج ابن أبي حاتم عن
الحسن رضي الله عنه في قوله وكان عند الله وجيها قال مستجاب الدعوة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سنان عمن
حدثه في قوله وكان عند الله وجيها قال ما سأل موسى عليه السلام ربه شيئا قط الا أعطاه إياه الا النظر * قوله تعالى
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري
رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر ثم قال على مكانكم أثبتوا ثم أتى الرجال فقال إن
الله أمرني أن آمركم ان تتقوا الله وان تقولوا قولا سديدا ثم أتى النساء فقال إن الله أمرني ان آمركن ان
تتقين الله وان تقلن قولا سديدا * وأخرج أحمد في الزهد وأبو داود في المراسيل عن عروة رضي الله عنه قال أكثر
ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب
التقوى عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر الا سمعته يقول
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * وأخرج سمويه في فوائده عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب الناس أو علمهم لا يدع هذه الآية أن يتلوها يا أيها الذين
آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا إلى قوله فقد فاز فوزا عظيما * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن سهل
ابن سعد الساعدي رضي الله عنه قال ما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المنبر قط الا تلا هذه الآية
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله قولا سديدا قال قولا عدلا حقا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت
قول حمزة بن عبد المطلب
أمين على ما استودع الله قلبه * فان قال قولا كان فيه مسددا
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله وقولوا قولا سديدا قال صدقا * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله قولا سديدا قال عدلا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله قولا سديدا قال سدادا * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله وقولوا قولا
سديدا قال قولوا لا إله إلا الله * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وقولوا قولا سديدا قال قولوا لا إله إلا الله * قوله تعالى (انا عرضنا الأمانة) الآية * أخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انا عرضنا
الأمانة الآية قال الأمانة الفرائض عرضها الله على السماوات والأرض والجبال أن أدوها أثابهم وان ضيعوها
224

عذبهم فكرهوا ذلك وأشفقوا من غير معصية ولكن تعظيما لدين الله ان لا يقوموا بها ثم عرضها على آدم فقبلها
بما فيها وهو قوله وحملها الانسان كان ظلوما جهولا يعنى غرا بأمر الله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض قال الأمانة ما أمروا به
ونهوا عنه وفي قوله وحملها الانسان قال آدم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم قال إن الله عرض
الأمانة على السماء الدنيا فأبت ثم التي تليها حتى فرغ منها ثم الأرضين ثم الجبال ثم عرضها على آدم عليه السلام فقال
نعم بين أذني وعاتقي قال الله فثلاث آمرك بهن فإنهن لك عون انى جعلت لك بصرا وجعلت لك شفرتين فغضهما
عن كل شئ نهيتك عنه وجعلت لك لسانا بين لحيين فكه عن كل شئ نهيتك عنه وجعلت لك فرجا واريته فلا
تكشفه إلى ما حرمت عليك * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري عن ابن جريج رضي الله عنه في الآية
قال بلغني ان الله تعالى لما خلق السماوات والأرض والجبال قال انى فارض فريضة وخالق جنة ونارا
وثوابا لمن أطاعني وعقابا لمن عصاني فقالت السماء خلقتني فسخرت في الشمس والقمر والنجوم والسحاب
والريح والغيوب فانا مسخرة على ما خلقتني لا أتحمل فريضة ولا أبغي ثوابا ولا عقابا وقالت الأرض خلقتني
وسخرتني فجرت في الانهار فأخرجت من الثمار وخلقتني لما شئت فانا مسخرة على ما خلقتني لا أتحمل فريضة ولا
أبغي ثوابا ولا عقابا وقالت الجبال خلقتني رواسي الأرض فانا على ما خلقتني لا أتحمل فريضة ولا أبغي ثوابا ولا
عقابا فلما خلق الله آدم عرض عليه فحمله انه كان ظلوما ظلمه نفسه في خطيئته جهولا بعاقبة ما تحمل * وأخرج
ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال لما خلق الله السماوات والأرض والجبال عرض الأمانة عليهن
فلم يقبلوها فلما خلق آدم عليه السلام عرضها عليه قال يا رب وما هي قال هي ان أحسنت أجرتك وان أسأت
عذبتك قال فقد تحملت يا رب قال فما كان بين أن تحملها إلى أن أخرج الا قدر ما بين الظهر والعصر * وأخرج
سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب
الأضداد والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انا عرضنا الأمانة قال عرضت على آدم عليه السلام
فقيل خذها بما فيها فان أطعت غفرت لك وان عصيت عذبتك قال قبلتها بما فيها فما كان الا قدر ما بين الظهر إلى
الليل من ذلك اليوم حتى أصاب الذنب * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن أشوع في الآية قال عرض عليهن العمل
وجعل لهن الثواب فضججن إلى الله ثلاثة أيام ولياليهن فقلن ربنا لا طاقة لنا بالعمل ولا نريد الثواب * وأخرج
أبو عبيد وابن المنذر عن الأوزاعي ان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عرض العمل على محمد بن كعب فأبى
فقال له عمر رضي الله عنه أتعصي فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن الله تعالى حين عرض الأمانة على السماوات
والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها هل كان ذلك منها معصية قال لا فتركه * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن الله قال لآدم عليه السالم انى عرضت الأمانة
على السماوات والأرض والجبال فلم تطقها فهل أنت حاملها بما فيها قال أي رب وما فيها قال إن حملتها أجرت وان
ضيعتها عذبت قال قد حملتها بما فيها قال فما عبر في الجنة الا قدر ما بين الأولى والعصر حتى أخرجه إبليس من الجنة
قيل للضحاك وما الأمانة قال هي الفرائض وحق على كل مؤمن ان لا يغش مؤمنا ولا معاهدا في شئ قليل ولا كثير
فمن فعل فقد خان أمانته ومن انتقص من الفرائض شيئا فقد خان أمانته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن
قتادة رضي الله عنه انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال قال يعنى به الدين والفرائض والحدود
فأبين ان يحملنها وأشفقن منها قيل لهن ان تحملنها وتؤدين حقها فقلنا لا نطيق ذلك وحملها الانسان قيل له
أتحملها قال نعم قيل أتؤدى حقها فقال أطيق ذلك قال الله انه كان ظلوما جهولا أي ظلوما بها جهولا عن
حقها ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات قال هذان اللذان خاناها ويتوب الله على المؤمنين
والمؤمنات قال هذان اللذان أدياها وكان الله غفورا رحيما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن
جبير رضي الله عنه انا عرضنا الأمانة قال الفرائض * وأخرج الفريابي عن الضحاك رضي الله عنه في قوله انا
عرضنا الأمانة قال الدين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال قال رسول الله
225

صلى الله عليه وسلم الأمانة ثلاث الصلاة والصيام والغسل من الجنابة * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في سننه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال من الأمانة ان ائتمنت المرأة على
فرجها * وأخرج ابن أبي الدنيا في الورع والحكيم والترمذي عن عبد الله بن عمرو قال أول ما خلق الله من الانسان
فرجه ثم قال هذه أمانتي عندك فلا تضيعها الا في حقها فالفرج أمانة والسمع أمانة والبصر أمانة * وأخرج ابن أبي
الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمرو رضي الله عنه قال من تضييع الأمانة النظر في الحجرات والدور
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ومن الأمانة الا ومن
الخيانة ان يحدث الرجل أخاه بالحديث فيقول اكتم عنى فيفشيه * وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة
الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها * وأخرج الطبراني وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي
وحسنه وأبو يعلى والبيهقي والضياء عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا حدث الرجل
بالحديث ثم التفت فهي أمانة وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله ليعذب الله المنافقين
الآية قال هما اللذان ظلماها واللذان خاناها المنافق والمشرك * وأخرج ابن جرير بسند ضعيف عن الحكم
ابن عمير وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الأمانة والوفاء نزلا على ابن
آدم مع الأنبياء فأرسلوا به فمنهم رسول الله ومنهم نبي ومنهم نبي رسول الله ونزل القرآن وهو كلام الله ونزلت
العربية والعجمية فعلموا أمر القرآن وعلموا أمر السنن بألسنتهم ولن يدع الله شيئا من أمره مما يأتون ومما يجتنبون
وهي الحج عليهم الا بينت لهم فليس أهل لسان الا وهم يعرفون الحسن من القبيح ثم الأمانة أول شئ يرفع ويبقى
أثرها في جذر قلوب الناس ثم يرفع الوفاء والعهد والذمم ويبقى الكتب لعالم يعلمه وجاهل يعرفها وينكرها ولا
يحملها حتى وصل إلى وإلى أمتي فلا يهلك على الله الا هالك ولا يغفله الا تارك والحذر أيها الناس وإياكم
والوسواس الخناس فإنما يبلوكم أيكم أحسن عملا والله أعلم
* (سورة سبأ) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنه قال نزلت سورة
سبأ بمكة * وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال سورة سبأ مكية * قوله تعالى (الحمد لله) الآيات * أخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله وهو الحكيم الخبير قال حكم في
أمره خبير بخلقه * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله يعلم ما يلج في الأرض قال من المطر وما
يخرج منها قال من النبات وما ينزل من السماء قال الملائكة وما يعرج فيها قال الملائكة * وأخرج عبد الرزاق
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله قل بلى وربى لتأتينكم عالم الغيب قال يقول بلى وربى عالم الغيب
لتأتينكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله أولئك لهم
مغفرة ورزق كريم قال مغفرة لذنوبهم ورزق كريم في الجنة والذين سعوا في آياتنا معاجزين قال أي لا يعجزون
وفي قوله أولئك لهم عذاب من رجز أليم قال الرجز هو العذاب والأليم الموجع وفي قوله ويرى الذين أوتوا العلم
الذي أنزل إليك من ربك هو الحق قال أصحاب محمد * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ويرى الذين أوتوا
العلم قال الذين أوتوا الحكمة من قبل قال يعنى المؤمنين من أهل الكتاب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم قال قال
ذلك مشركو قريش إذا مزقتم كل ممزق يقول إذا أكلتكم الأرض وصرتم عظاما ورفاتا وتقطعتكم السباع والطير
انكم لفي خلق جديد انكم ستحيون وتبعثون قالوا ذلك تكذيبا به افترى على الله كذبا أم به جنة قال قالوا اما أن
يكون يكذب على الله واما أن يكون مجنونا أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض قال إنك ان
نظرت عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك رأيت السماء والأرض ان نشأ نخسف بهم الأرض كما
خسفنا بمن كان قبلهم أو نسقط عليهم كسفا من السماء أي قطعا من السماء ان يشأ يعذب بسمائه فعل وان يشأ
226

يعذب بأرضه فعل وكل خلقه له جند قال قتادة رضي الله عنه وكان الحسن رضي الله عنه يقول إن الزبد لمن جنود
الله ان في ذلك لآية لكل عبد منيب قال قتادة تائب مقبل على الله عز وجل * قوله تعالى (ولقد آتينا داود)
الآية * أخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أوبي معه قال سبحي معه
* وأخرج ابن جرير عن أبي ميسرة رضي الله عنه أوبي معه قال سبحي معه بلسان الحبشة * وأخرج الفريابي وعبد
ابن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه أوبي معه قال سبحي * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وأبى عبد
الرحمن مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله يا جبال
أوبي معه قال سبحي مع داود عليه السلام إذا سبح * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله
يا جبال أوبي معه والطير أيضا يعنى يسبح معه الطير * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن وهب رضي الله عنه
قال أمر الله الجبال والطير أن تسبح مع داود عليه السلام إذا سبح * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه
انه قرأ الطير بالنصب بجملة قال سخرنا له الطير * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
وألنا له الحديد قال كالعجين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله وألنا
له الحديد قال لين الله له الحديد فكان يسرده حلقا بيده يعمل به كما يعمل بالطين من غير أن يدخله النار ولا يضربه
بمطرقة وكان داود عليه السلام أول من صنعها وانما كانت قبل ذلك صفائح من حديد يتحصنون بها من عدوهم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله وألنا له الحديد فيصير في يده مثل العجين فيصنع منه الدروع
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقدر في السرد قال
حلق الحديد * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وقدر في السرد قال السرد
المسامير التي في الحلق * وأخرج عبد الرزاق والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقدر في السرد قال
لا تدق المسامير وتوسع الحلق فتسلسل ولا تغلظ المسامير وتضيق الحلق فتنقصم واجعله قدرا * وأخرج الفريابي
وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه وقدر في السرد قال قدر المسامير والحلق لا تدق المسمار فيسلسل
ولا تحلها فينقصم * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي حاتم عن ابن شوذب رضي الله عنه قال
كان داود عليه السلام يرفع في كل يوم درعا فيبيعها بستة آلاف درهم ألفين له ولأهله وأربعة آلاف يطعم
بها بني إسرائيل الخبز الحوارى * قوله تعالى (ولسليمان الريح) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عاصم رضي الله عنه
انه قرأ ولسليمان الريح برفع الحاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله
ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر قال تغدو مسيرة شهر وتروح مسيرة شهر في يوم * وأخرج عبد بن حميد
عن مجاهد رضي الله عنه قال الريح مسيرها شهران في يوم * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال إن سليمان عليه السلام لما شغلته الخيل فاتته صلاة العصر غضب
لله فعقر الخيل فأبدله الله مكانها خيرا منها وأسرع الريح تجرى بأمره كيف شاء فكان غدوها شهرا ورواحها
شهرا وكان يغدو من إيليا فيقيل بقريرا ويروح من قريرا فيبيت بكابل * وأخرج الخطيب في رواية مالك عن
سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال كان سليمان عليه السلام يركب الريح من إصطخر فيتغدى ببيت المقدس ثم
يعود فيتعشى بأصطخر * وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن رضي الله عنه في قوله غدوها شهر ورواحها شهر قال
كان سليمان عليه السلام يغدو من بيت المقدس فيقيل بأصطخر ثم يروح من إصطخر فيقيل بقلعة خراسان
* وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
وأسلنا له عين القطر قال النحاس * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له
أخبرني عن قوله وأسلنا له عين القطر أعطاه الله عينا من صفر تسيل كما يسيل الماء قال وهل تعرف العرب ذلك
قال نعم أما سمعت قول الشاعر
فألقى في مراجل من حديد * قدور القطر ليس من البرام
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه وأسلنا له عين القطر قال عين النحاس
227

كانت باليمن وان ما يصنع الناس اليوم مما أخرج الله لسليمان عليه السلام * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة
رضي الله عنه في قوله وأسلنا له عين القطر قال أسال الله تعالى له القطر ثلاثة أيام يسيل كما يسيل الماء قيل إلى أين
قال لا أدرى * واخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال سيلت له عين من نحاس ثلاثة أيام * وأخرج
ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنهما قال القطر النحاس لم يقدر عليها أحد بعد سليمان
عليه السلام وانما يعمل الناس بعد فيما كان أعطى سليمان * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه
عين القطر الصفر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال ليس كل
الجن سخر له كما تسمعون ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا قال يعدل عما يأمره
سليمان عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد ومن يزغ منهم عن أمرنا قال من الجن
* قوله تعالى (يعملون له ما يشاء من محاريب) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله يعملون له
ما يشاء من محاريب وتماثيل قال من شبه ورخام * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله من محاريب قال بنيان دون القصور وتماثيل قال من نحاس وجفان قال
صحاف كالجوابي قال الجفنة مثل الجوبة من الأرض وقدور راسيات قال عظام * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عطية رضي الله عنه في الآية قال المحاريب القصور والتماثيل الصور وجفان كالجوابي قال كالجوبة من الأرض
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله من محاريب قال قصور
ومساجد وتماثيل قال من رخام وشبه وجفان كالجوابي كالحياض وقدور راسيات قال ثابتات لا يزلن عن مكانهن
كن يرين بأرض اليمن * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وتماثيل
قال اتخذ سليمان عليه السالم تماثيل من نحاس فقال يا رب انفخ فيها الروح فإنها أقوى على الخدمة فنفخ الله فيها
الروح فكانت تخدمه وكان اسفيديار من بقاياهم فقيل لداود عليه السلام اعملوا آل داود شكرا وقليل من
عبادي الشكور * وأخرج ابن جرير وابن أبي شيبة وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله من محاريب
قال المساجد وتماثيل قال الصور وجفان كالجوابي قال كحياض الإبل العظام وقدور راسيات قال قدور عظام
كانوا ينحتونها من الجبال * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وجفان
كالجوابي قال كالجوبة من الأرض وقدور راسيات قال أثافيها منها * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله وجفان كالجوابي قال كالحياض الواسعة تسع الجفنة الجزور
قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت طرفة بن العبد وهو يقول
كالجوابي لا هي مترعة * لقرى الأضياف أو للمحتضر
(وقال أيضا)
يجبر المجروب فينا ماله * بقباب وجفان وخدم
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه وجفان كالجوابي قال كالحياض وقدور راسيات قال القدور
العظام التي لا تحول من مكانها * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه وقدور
راسيات قال عظام تفرغ افراغا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله اعملوا آل داود شكرا قال اعملوا
شكر الله على ما أنعم به عليكم * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن شهاب في قوله اعملوا آل داود شكرا قال
قولوا الحمد لله * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ثابت البناني رضي الله عنه
قال بلغنا داود عليه السلام جزأ الصلاة على بيوته على نسائه وولده فلم تكن تأتى ساعة من الليل والنهار
الا وإنسان قائم من آل داود يصلى فعمتهم هذه الآية اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور * وأخرج
الفريابي وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال قال داود لسليمان عليهما السلام قد ذكر الله الشكر فاكفني
قيام النهار أكفك قيام الليل قال لا أستطيع قال فاكفني صلاة النهار فكفاه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال الشكر تقوى الله والعمل بطاعته
228

* وأخرج ابن أبي حاتم عن الفضيل رضي الله عنه قال قال داود عليه السلام يا رب كيف أشكرك والشكر نعمة
منك قال الآن شكرتني حين علمت أن النعم منى * وأخرج أحمد بن حنبل في الزهد وابن المنذر والبيهقي في
شعب الايمان عن المغيرة بن عتبة قال داود عليه السلام يا رب هل بات أحد من خلقك الليلة أطول ذكرا لك
منى فأوحى الله إليه نعم الضفدع وأنزل الله تعالى على داود عليه السالم اعملوا آل داود شكرا فقال داود عليه
السلام يا رب كيف أطيق شكرك وأنت الذي تنعم على ثم ترزقني على النعمة الشكر فالنعمة منك والشكر منك
فكيف أطيق شكرك قال يا داود الآن عرفتني حق معرفتي * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي حاتم في كتاب
الشكر والبيهقي في شعب الايمان عن أبي الجلد رضي الله عنه قال قرأت في مسألة داود عليه السلام انه قال أي
رب كيف لي ان أشكرك وأنا لا أصل إلى شكرك الا بنعمتك قال فاتاه الوحي ان يا داود أليس تعلم أن الذي
بك من النعم منى قال بلى يا رب قال فإني أرضى بذلك منك شكرا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن الحسن
رضي الله عنه قال قال داود عليه السلام الهى لو أن لكل شعرة منى لسانين يسبحانك الليل والنهار والدهر كله
ما قضيت حق نعمة واحدة من نعمك على * وأخرج ابن المنذر عن السدى رضي الله عنه في قوله اعملوا آل
داود شكرا قال لم ينفك منهم مصل * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال لما قيل لهم اعملوا آل داود شكرا لم يأت على القوم ساعة الا ومنهم من يصلى * وأخرج ابن المنذر عن
عطاء بن يسار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس على المنبر وقرأ هذه
الآية اعملوا آل داود شكرا قال ثلاث من أوتيهن فقد أوتى ما أوتى آل داود قيل وما هن يا رسول الله قال
العدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وذكر الله في السر والعلانية وأخرجه ابن مردويه من
طريق عطاء بن يسار عن حفصة رضي الله عنها مرفوعا به وأخرجه الحكيم الترمذي من طريق عطاء بن يسار
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا به وأخرجه ابن النجار في تاريخه من طريق عطاء بن يسار عن أبي ذر رضي الله عنه
مرفوعا به وقال خشية الله في السر والعلانية والله أعلم * قوله تعالى (وقليل من عبادي الشكور)
* أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقليل من عبادي الشكور
يقول قليل من عبادي الموحدين توحيدهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم التيمي
رضي الله عنه قال قال رجل عند عمر رضي الله عنه اللهم اجعلني من القليل فقال عمر رضي الله عنه ما هذا الدعاء
الذي تدعو به قال انى سمعت الله يقول وقليل من عبادي الشكور فانا أدعو الله ان يجعلني من ذلك القليل فقال
عمر رضي الله عنه كل الناس أعلم من عمر * قوله تعالى (فلما قضينا عليه الموت) الآية * أخرج ابن أبي حاتم
عن السدى رضي الله عنه قال كان سليمان عليه السلام يخلو في بيت المقدس السنة والسنتين والشهر والشهرين
وأقل من ذلك وأكثر ويدخل طعامه وشرابه فادخله في المرة التي مات فيها وكان بدء ذلك أنه لم يكن يوما يصبح فيه
الا نبتت في بيت المقدس شجرة فيأتيها فيسألها ما اسمك فتقول الشجرة اسمي كذا وكذا فيقول لها لأي شئ نبت
فتقول نبت لكذا وكذا فيأمر بها فتقطع فان كانت نبتت لغرس غرسها وان كانت نبتت دواء قالت نبت دواء
لكذا وكذا فيجعلها لذلك حتى نبتت شجرة يقال لها الخرنوبة قال لها لأي شئ نبت قالت نبت لخراب هذا المسجد
فقال سليمان عليه السلام ما كان الله ليخربه وأنا حي أنت الذي على وجهك هلاكي وخراب بيت المقدس فنزعها
فغرسها في حائط له ثم دخل المحراب فقام يصلى متكئا على عصا فمات ولا تعلم به الشياطين في ذلك وهم يعملون له
مخافة ان يخرج فيعاقبهم وكانت الشياطين حول المحراب يجتمعون وكان المحراب له كوا من بين يديه ومن خلفه
وكان الشيطان المريد الذي يريد ان يخلع يقول ألست جليدا ان دخلت فخرجت من ذلك الجانب فيدخل حتى
يخرج من الجانب الآخر فدخل شيطان من أولئك فمر ولم يكن شيطان ينظر إلى سليمان الا احترق فمر ولم يسمع
صوت سليمان ثم رجع فلم يسمع صوته ثم عاد فلم يسمع ثم رجع فوقع في البيت ولم يحترق ونظر إلى سليمان قد سقط
ميتا فخرج فأخبر الناس ان سليمان قد مات ففتحوا عنه فأخرجوه فوجدوا منساته وهي العصا بلسان الحبشة قد
أكلتها الأرضة ولم يعلموا منذ كم مات فوضعوا الأرضة على العصا فأكلت منها يوما وليلة ثم حسبوا على نحو ذلك
229

فوجدوه قد مات منذ سنة وهي في قراءة ابن مسعود فمكثوا يدينون له من بعد موته حولا كاملا فأيقن الناس
عند ذلك أن الجن كانوا يكذبون لو أنهم علموا الغيب لعلموا بموت سليمان عليه السلام ولما لبثوا في العذاب سنة
يعملون له ثم إن الشياطين قالوا للأرضة لو كنت تأكلين الطعام أتيناك بأطيب الطعام ولو كنت تشربين أتيناك
بأطيب الشراب ولكننا ننقل إليك الطين والماء فهم ينقلون إليها حيث كانت ألم تر إلى الطين الذي يكون في جوف
الخشب فهو مما يأتيها الشياطين شكرا لها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس دابة
الأرض تأكل منسأته عصاه * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال
لبث سليمان عليه السلام على عصاه حولا بعدما مات ثم خر على رأس الحول فأخذت الانس عصا مثل عصاه ودابة
مثل دابته فأرسلوها عليها فأكلتها في سنة وكان ابن عباس يقرأ فلما خر تبينت الانس ان لو كان الجن يعلمون الغيب
ما لبثوا في العذاب المهين سنة قال سفيان وفي قراءة ابن مسعود وهم يدأبون له حولا * وأخرج البزار وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن السني في الطب النبوي وابن مردويه عن ابن عباس عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال كان سليمان عليه السلام إذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه فيقول لها ما اسمك فتقول كذا وكذا فان
كانت لغرس غرست وان كانت لدواء نبتت فصلى ذات يوم فإذا شجرة نابتة بين يديه فقال لها ما اسمك قالت
الخرنوب قال لأي شئ أنت قالت لخراب هذا البيت فقال سليمان عليه السلام اللهم عم عن الجن موتى حتى يعلم
الانس ان الجن لا يعلمون الغيب فاخذ عصا فتوكأ عليها وقبضه الله وهو متكئ فمكث حينا ميتا والجن تعمل
فأكلتها الأرضة فسقطت فعلموا عند ذلك بموته فتبينت الانس ان الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في
العذاب المهين وكان ابن عباس يقرؤها كذلك فشكرت الجن الأرضة فأينما كانت يأتونها بالماء وأخرجه
البزار والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس موقوفا * وأخرج الديلمي عن زيد بن أرقم مرفوعا يقول الله
انى تفضلت على عبادي بثلاث ألقيت الدابة على الحبة ولولا ذلك لكنزتها الملوك كما يكنزون الذهب والفضة
وألقيت النتن على الجسد ولولا ذلك لم يدفن حبيب حبيبه وأسليت الحزين ولولا ذلك لذهب التسلي * وأخرج عبد
ابن حميد عن قتادة قال كانت الجن تخبر الانس انهم يعلمون من الغيب أشياء وانهم يعلمون ما في غد فابتلوا بموت
سليمان عليه الصلاة والسلام فمات فلبث سنة على عصاه وهم لا يشعرون بموته وهم مسخرون تلك السنة ويعملون
دائبين فلما خر تبينت الجن وفي بعض القراءة فلما خر تبينت الانس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في
العذاب المهين وقد لبثوا يدأبون ويعملون له حولا بعد موته * وأخرج عبد بن حميد من طريق قيس بن سعد عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت الانس تقول في زمن سليمان عليه السلام ان الجن تعلم الغيب فلما مات
سليمان عليه السلام مكث قائما على عصاه ميتا حولا والجن تعمل بقيامه فلما خر تبينت الانس أن لو كان الجن
يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين كان ابن عباس رضي الله عنهما كذلك يقرؤها قال قيس بن سعد رضي الله عنه
وهي قراءة أبي بن كعب رضي الله عنه كذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال قال
سليمان عليه السلام لملك الموت إذا أمرت بي فأعلمني فاتاه فقال يا سليمان قد أمرت بك قد بقيت لك سويعة فدعا
الشياطين فبنوا عليه صرحا من قوارير ليس عليه باب فقام يصلى فاتكأ على عصاه فدخل عليه ملك الموت عليه
السلام فقبض روحه وهو متكئ على عصاه ولم يصنع ذلك فرارا من الموت قال والجن تعمل بين يديه وينظرون
يحسبون انه حي فبعث الله دابة الأرض دابة تأكل العيدان يقال لها القادح فدخلت فيها فأكلتها حتى إذا أكلت
جوف العصا ضعفت وثقل عليها فخر ميتا فلما رأت ذلك الجن انفضوا وذهبوا فذلك قوله ما دلهم على موته الا دابة
الأرض تأكل منسأته * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال لما رد الله
الخاتم إليه لم يصل صلاة الصبح يوما الا نظر وراءه فإذا هو بشجرة خضراء تهتز فيقول يا شجرة أما يأكلنك جن ولا
انس ولا طير ولا هوام ولا بهائم فتقول انى لم أجعل رزقا لشئ ولكن دواء من كذا ودواء من كذا فقام الإنس والجن
يقطعونها ويجعلونها في الدواء فصلى الصبح ذات يوم والتفت فإذا هو بشجرة وراءه قال ما أنت يا شجرة
قالت أنا الخرنوبة قال والله ما الخرنوبة الا خراب بيت المقدس والله لا يخرب ما كنت حيا ولكني أموت فدعا بحنوط
230

فتحنط وتكفن ثم جلس على كرسيه ثم جميع كفيه على طرف عصاه ثم جعلها تحت ذقنه ومات فمكث الجن سنة
يحسبون أنه حي وكانت لا ترفع أبصارها إليه وبعث الله الأرضة فأكلت طرف العصا فخر منكبا على وجهه فعلمت
الجن أنه قد مات فذلك قوله تبينت الجن ولقد كانت الجن تعلم أنها لا تعلم الغيب ولكن في القراءة الأولى تبينت
الانس أن لو كانت الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال بلغت نصف العصا فتركها في النصف الباقي فأكلتها في حول فقالوا مات عام أول * وأخرج
عبد بن حميد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال مكث سليمان بن داود عليه السلام حولا على عصاه متكئا حتى
أكلتها الأرضة فخر * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله الا دابة الأرض
تأكل منسأته قال عصاه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال الأرضة أكلت
عصاه حتى خر * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه تأكل منسأته قال العصا * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه أنه سئل عن المنسأة قال هي العصا وأنشد فيها شعرا قاله عبد المطلب
أمن أجل حبل لا أبالك صدته * بمنسأة قد جر حبلك أحبلا
* وأخرج ابن جرير عن السدى رضي الله عنه قال المنسأة العصا بلسان الحبشة * قوله تعالى (لقد كان لسبأ)
الآية * اخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه والترمذي وحسنه وابن المنذر والحاكم وصححه وابن
مردويه عن فروة بن مسيك المرادي رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ألا أقاتل
من أدبر من قومي بمن أقبل منهم فأذن لي في قتالهم وأمرني فلما خرجت من عنده أرسل في أثرى فردني فقال ادع
القوم فمن أسلم منهم فاقبل منه ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث إليك وأنزل في سبأ ما أنزل فقال رجل يا رسول الله
وما سبأ أرض أم امرأة قال ليس بأرض ولا امرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيا من منهم ستة وتشاءم
منهم أربعة فاما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعريون وحمير وكندة
ومذحج وأنمار فقال رجل يا رسول الله وما أنمار قال الذين منهم خثعم وبجيلة * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والطبراني
وابن أبي حاتم وابن عدي والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا سال النبي صلى
الله عليه وسلم عن سبا أرجل هو أو امرأة أم أرض فقال بل هو رجل ولد عشرة فسكن اليمن منهم ستة وبالشام
منهم أربعة فاما اليمانيون فمذحج وكندة والأزد والأشعريون وأنمار وخمير وأما الشاميون فلخم وجذام وعاملة
وغسان * وأخرج الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ لقد كان لسبأ في
مساكنهم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ لقد كان لسبأ بالخفض منونة مهموزة
في مساكنهم على الجماع بالألف * وأخرج الفريابي عن يحيى بن وثاب أنه كان يقرؤها لقد كان لسبأ في
مساكنهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال كان لسبأ جنتان بين جبلين فكانت المرأة تمر
ومكتلها على رأسها فتمشى بين جبلين فتمتلئ فاكهة وما مسته بيدها فلما طغوا بعث الله عليهم دابة يقال لها الجرذ
فنقب عليهم فغرقهم فما بقى منهم الا أثل وشئ من سدر قليل * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله
لقد كان لسبأ في مساكنهم الآية قال لم يكن يرى في قريتهم بعوضة قط ولا ذباب ولا برغوث ولا عقرب ولا حية
وان الركب ليأتون في ثيابهم القمل والدواب فما هو الا أن ينظروا إلى بيوتها فتموت تلك الدواب وان كان الانسان
ليدخل الجنتين فيمسك القفة على رأسه ويخرج حين يخرج وقد امتلأت تلك القفة من أنواع الفاكهة ولم يتناول
منها شيئا بيده * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله بلدة
طيبة ورب غفور قال هذه البلد طيبة وربكم غفور لذنوبكم وفي قوله فاعرضوا قال بطر القوم أمر الله وكفروا نعمته
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال كان أهل سبا أعطوا ما لم يعطه أحد من أهل زمانهم فكانت
المرأة تخرج على رأسها المكتل فتريد حاجتها فلا تبلغ مكانها الذي تريد حتى يمتلئ مكتلها من أنواع الفاكهة
فاجمعوا ذلك فكذبوا رسلهم وقد كان السيل يأتيهم من مسيرة عشرة أيام حتى يستقر في واديهم فيجمع الماء من
تلك السيول والجبال في ذلك الوادي وكانوا قد حفروه بمسناة وهم يسمون المسناة العرم وكانوا يفتحون إذا شاؤوا
231

من ذلك الماء فيسقون جنانهم إذا شاؤوا ويسدون إذا شاؤوا فلما غضب الله عليهم وأذن في هلاكهم ودخل رجل إلى
جنته وهو عمرو بن عامر فيما بلغنا وكان كاهنا فنظر إلى جرذة تنقل أولادها من بطن الوادي إلى أعلى الجبل فقال
ما نقلت هذه أولادها من ههنا الا وقد حضر أهل هذه البلاد عذاب ويقدر أنها خرقت ذلك العرم فنقبت نقبا
فسال ذلك النقب ماء إلى جنته فامر عمرو بن عامر بذلك النقب فسد فأصبح وقد انفجر بأعظم ما كان فامر به أيضا
فسد ثم انفجر بأعظم ما كان فلما رأى ذلك دعا ابن أخيه فقال إذا أنا جلست العشية في نادى قومي فائتني فقل
علام تحبس على مالي فإني سأقول ليس لك عندي مال ولا ترك أبوك شيئا وانك لكاذب فإذا أنا كذبتك فكذبني
واردد على مثل ما قلت لك فإذا فعلت ذلك فإني سأشتمك فاشتمني فإذا أنت شتمتني لطمتك فإذا أنا لطمتك فقم
فالطمني قال ما كنت لأستقبلك بذلك يا عم قال بلى فافعل فإني أريد بها صلاحك وصلاح أهل بيتك فقال الفتى نعم
حيث عرف هوى عمه فجاء فقال ما أمر به حتى لطمه فتناوله الفتى فلطمه فقال الشيخ يا معشر بنى فلان ألطم فيكم
لا سكنت في بلد لطمني فيه فلان أبدا من يبتاع منى فلما عرف القوم منه الجد أعطوه فنظر إلى أفضلهم عطية
فأوجب له البيع فدعا بالمال فنقده وتحمل هو وبنوه من ليلته فتفرقوا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن
عكرمة رضي الله عنه قال كان في سبأ كهنة وكانت الشياطين يسترقون السمع فأخبروا الكهنة بشئ من
أخبار السماء وكان فيهم رجل كاهن شريف كثير المال وانه أخبر ان زوال أمرهم قد دنا وان العذاب قد
أظلهم فلم يدر كيف يصنع لأنه كان له مال كثير من عقر فقال لرجل من بنيه وهو أعزهم أخوالا إذا كان غدا
وامرأتك بأمر فلا تفعله فإذا نهرتك فانتهرني فإذا تناولتك فالطمني قال يا أبت لا تفعل ان هذا أمر عظيم وأمر
شديد قال يا بنى قد حدث أمر لابد منه فلم يزل حتى هيأه على ذلك فلما أصبحوا واجتمع الناس قال يا بنى افعل كذا
وكذا فأبى فانتهره أبوه فأجابه فلم يزل ذلك بينهما حتى تناوله أبوه فوثب على أبيه فلطمه فقال ابني يلطمني على
بالشفرة قالوا وما تصنع بالشفرة قال اذبحه قالوا تذبح ابنك الطمه واصنع ما بدا لك فأبى الا ان يذبحه فأرسلوا إلى
أخواله فأعلموهم بذلك فجاء أخواله فقالوا خذ منا ما بدا لك فأبى الا ان يذبحه قالوا فلتموتن قبل ان تدعوه قال فإذا
كان الحديث هكذا فإني لا أريد ان أقيم ببلد يحال بيني وبين ابني فيه اشتروا منى دوري اشتروا منى أرضى فلم يزل
حتى باع دوره وأرضه وعقاره فلما صار الثمن في يده وأحرزه قال أي قوم ان العذاب قد أظلكم وزوال أمركم
قد دنا فمن أراد منكم دارا جديد أو جملا شديدا وسفرا فليلحق بعمان ومن أراد منكم الخمر والخمير والعصير فليلحق
ببصري ومن أراد منكم الراسخان في الوحل المطعمات في المحل المقيمات في الضحل فليلحق بيثرب ذات نخل فأطاعه
قوم فخرج أهل عمان إلى عمان وخرجت غسان إلى بصرى وخرجت الأوس والخزرج وبنو كعب بن عمرو
إلى ثرب فلما كانوا ببطن نخل قال بنو كعب هذا مكان صالح لا نبتغي به بدلا فأقاموا فلذلك سموا خزاعة لانهم
انخزعوا عن أصحابهم وأقبلت الأوس والخزرج حتى نزلوا بيثرب * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه
في قوله لقد كان لسبأ الآيات قال كان لهم مجلس مشيد بالمرمر فأتاهم ناس من النصارى فقالوا اشكروا الله
الذي أعطاكم هذا قالوا ومن أعطاناه انما كان لآبائنا فورثناه فسمع ذلك ذو يزن فعرف انه سيكون لكلمتهم
تلك خبر فقال لابنه كلامك على حرام ان لم تأت غدا وأنا في مجلس قومي فتصك وجهي ففعل ذلك فقال لا أقيم
بأرض فعل هذا ابني بي فيها الا من يبتاع منى مالي فابتدره الناس فابتاعوه فبعث الله جرذا أعمى يقال له الخلد
من جرذان عمى فلم يزل يحفر السد حتى خرقه فانهدم وذهب الماء بالجنتين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال لقد بعث الله إلى سبأ ثلاثة عشر نبيا فكذبوهم وكان لهم سد كانوا قد بنوه
بنيانا أبدا وهو الذي كان يرد عنهم السيل إذا جاء أن يغشى أموالهم وكان فيما يزعمون في علمهم من كهانتهم انه
انما يخرب سدهم ذلك فارة فلم يتركوا فرجة بين حجرين الا ربطوا عندها هرة فلما جاء زمانه وما أراد الله بهم من
التفريق أقبلت فيما يذكرون فارة حمراء إلى هرة من تلك الهرر فساورنها حتى استأخرت عنها الهرة فدخلت في
الفرجة التي كانت عندها فتغلغلت بالسد فحفرت فيه حتى رققته للسيل وهم لا يدرون فلما ان جاء السيل وجد
عللا فدخل فيه حتى قلع السد وفاض على الأموال فاحتملها فلم يبق منها الا ما ذكر عن الله تبارك وتعالى
232

* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال كانت أودية اليمن تسيل إلى وادى
سبا وهو واد بين جبلين فعمد أهل سبأ فسدوا ما بين الجبلين بالقير والحجارة وتركوا ما شاؤوا لجناتهم فعاشوا بذلك
زمانا من الدهر ثم انهم عتوا وعملوا بالمعاصي فبعث الله على ذلك السد جرذا فنقبه عليهم فغرق الله مساكنهم
وجناتهم وبدلهم بمكان جنتيهم جنتين خمط والخمط الأراك واثل الأثل القصير من الشجر الذي يصنعون منه
الأقداح * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سيل العرم قال
الشديد * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عمرو بن شرحبيل رضي الله عنه
سيل العرم قال المنساة بلحن اليمن * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله سل العرم قال العرم
بالحبشة وهي المنسأة التي يجتمع فيها الماء ثم ينشق * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه قال العرم اسم
الوادي * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما سيل العرم قال واد كان باليمن كان يسيل إلى مكة
* وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه قال وادى سبا يدعى العرم * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله سيل العرم السد ماء أحمر أرسله الله في السد
فشقه وهدمه وحفر الوادي عن الجنتين فارتفعا وغار عنهما الماء فيبستا ولم يكن الماء الأحمر من السد كان شيئا
أرسله الله عليهم وفي قوله أكل خمط قال الخمط الأراك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله أكل خمط قال الأراك واثل قال الطرفاء * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله أكل خمط قال الأراك قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت
الشاعر يقول ما معول فود تراعى بعينها * أغن غضيض الطرف من خلل الخمط
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن شرحبيل رضي الله عنه في قوله واثل قال الأثل شجر لا يأكلها شئ وانما هي
حطب * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في الآية قال الخمط الأراك والأثل النضار والسدر النبق * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله لقد كان لسبأ في مساكنهم آية قال قوم أعطاهم
الله نعمة وأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته قال الله فاعرضوا قال ترك القوم أمر الله فأرسلنا عليهم سيل العرم
ذكر لنا العرم وادى سبا كانت تجتمع إليه مسايل من أودية شتى فعمدوا فسدوا ما بين الجبلين بالقير
والحجارة وجعلوا عليه أبوابا وكانوا يأخذون من مائه ما احتاجوا إليه ويسدون عنهم ما لم يعبؤا به أمن مائه
فلما تركوا أمر الله بعث الله عليهم جرذا فنقبه من أسفله فاتسع حتى غرق الله به حروثهم وخرب به راضيهم
عقوبة بأعمالهم قال الله فبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط والخمط الأراك وأكل بربرة وأثل وشئ
من سدر قليل بينما شجر القوم من خير الشجر إذ صيرة الله من شر الشجر عقوبة بأعمالهم قال الله ذلك
جزيناهم بما كفروا وهل يجازى الا الكفور ان الله إذا أراد بعبد كرامة أو خيرا تقبل حسناته وإذا أراد بعبد
هوانا أمسك عليه بذنبه * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال الخمط هو الأراك * وأخرج عبد بن
حميد عن الحسن وأبى مالك مثله * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله وهل يجازى الا الكفور قال تلك
المناقشة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن طاوس وهل يجازى الا الكفور
قال هو المناقشة في الحساب ومن نوقش الحساب عذب وهو الكافر لا يغفر له * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه وهل يجازى قال هل يعاقب الا الكفور * وأخرج ابن أبي
حاتم عن أبي حياة وكان من أصحاب على قال جزاء المعصية الوهن في العبادة والضيق في المعيشة والمنغص في اللذة
قيل وما المنغص قال لا يصادف لذة حلال الا جاءه من ينغصه إياها * وأخرج ابن جرير عن مجاهد القرى التي
باركنا فيها قال الشام * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وجعلنا بينهم وبين القرى التي
باركنا فيها قال هي الشام * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى
ظاهرة قال كان فيما بين اليمن إلى الشام قرى متواصلة والقرى التي باركنا فيها الشام كان الرجل يغدو فيقبل في
233

القرية ثم يروح فيبيت في القرية الأخرى وكانت المرأة تخرج وزنبيلها على رأسها فما تبلغ حتى يمتلئ من كل
الثمار * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن أبي مليكة في
قوله وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة قال كانت قراهم متصلة ينظر بعضهم إلى بعض
وثمرهم متدل فبطروا * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله وقدرنا فيها السير قال دانينا فيها السير * وأخرج
إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس في قوله وجعلنا بينهم يعنى بين مساكنهم وبين القرى التي باركنا فيها
يعنى الأرض المقدسة قرى فيما بين منازلهم والأرض المقدسة ظاهرة يعنى عامرة مخصبة وقدرنا فيها السير يعنى
فيما بين مساكنهم وبين أرض الشام سيروا فيها يعنى إذا ظعنوا من منازلهم إلى أرض الشام من الأرض المقدسة
* وأخرج ابن عساكر عن زيد بن أسلم في قوله ظاهرة قال قرى بالشام * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله سيروا فيها ليالي وأياما آمنين قال لا يخافون
جوعا ولا ظمأ انما يغدون فيقيلون في قرية ويروحون فيبيتون في قرية أهل جنة ونهر حتى ذكر لنا أن المرأة
كانت تضع مكتلها على رأسها فيمتلئ قبل أن ترجع إلى أهلها وكان الرجل يسافر لا يحمل معه زادا فبطروا
النعمة فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا فمزقوا كل ممزق وجعلوا أحاديث * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك
في قوله فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا قال قالوا يا ليت هذه القرى يبعد بعضها عن بعض فنسير على نجائبنا * وأخرج
ابن أبى حاتم عن يحيى بن يعمر رضي الله عنه انه قرأ قالوا ربنا بعد بين أسفارنا مثقلة قال لم يدعوا على أنفسهم
ولكن شكوا ما أصابهم * وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي رضي الله عنه انه قرأ قالوا ربنا بعد بين أسفارنا مثقلة
على معنى فعل * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن أبي الحسن رضي الله عنه انه قرأ بعد بين أسفارنا بنصب
الباء ورفع العين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ ربنا بالنصب باعد بنصب الباء وكسر
العين على الدعاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه في قوله ومزقناهم
كل ممزق قال أما غسان فلحقوا بالشام وأما الأنصار فلحقوا بيثرب وأما خزاعة فلحقوا بتهامة وأما الأزد فلحقوا
بعمان فمزقهم الله كل ممزق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان في
ذلك لآيات لكل صبار شكور قال مطرف في قوله ان في ذلك لآيات نعم العبد الصبار الشكور الذي إذا أعطى
شكر وإذا ابتلى صبر * وأخرج عن الشعبي رضي الله عنه في قوله لكل صبار شكور قال صبار في الكريهة
شكور عند الحسنة * واخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن عامر رضي الله عنه قال
الشكر نصف الايمان والصبر نصف الايمان واليقين الايمان كله * وأخرج البيهقي عن أبي الدرداء قال سمعت
أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول إن الله قال يا عيسى بن مريم انى باعث بعدك أمة ان أصابهم ما يحبون حمدوا
وشكروا وان أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم ولا علم قال يا رب كيف يكون هذا لهم ولا حلم ولا علم
قال أعطيهم من حلمي وعلمي * وأخرج أحمد ومسلم والبيهقي في شعب الايمان والدارمي وابن حبان عن صهيب
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن أمر المؤمن كله خير ان أصابته سراء شكر كان خيرا وان
أصابته ضراء صبر كان خيرا * وأخرج أحمد والبيهقي عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
عجبت للمؤمن ان أعطى قال الحمد لله فشكر وان ابتلى قال الحمد لله فصبر فالمؤمن من يؤجر على كل حال حتى اللقمة
يرفعها إلى فيه * وأخرج البيهقي في الشعب وأبو نعيم عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من نظر في الدين إلى من هو فوقه وفي الدنيا إلى من هو تحته كتبه الله صابرا وشاكرا ومن نظر في الدين إلى من هو
تحته ونظر في الدنيا إلى من هو فوقه لم يكتبه الله صابرا ولا شاكرا والله سبحانه وتعالى أعلم * قوله تعالى (ولقد صدق
عليهم إبليس ظنه) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولقد صدق
عليهم إبليس ظنه قال إبليس ان آدم خلق من تراب ومن طين ومن حما مسنون خلقا ضعيفا وإني خلقت من نار
والنار تحرق كل شئ لاحتنكن ذريته الا قليلا قال فصدق ظنه عليهم فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين قال هم
المؤمنون كلهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرؤها
234

ولقد صدق عليهم إبليس ظنه مشددة قال ظن بهم ظنا فصدقه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله ولقد صدق عليهم إبليس ظنه قال على الناس الا من أطاع ربه * وأخرج الفريابي وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولقد صدق عليهم إبليس ظنه ظن
بهم فوافق ظنه * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال لما أهبط آدم عليه السلام من الجنة ومعه
حواء عليها السلام هبط إبليس فرحا بما أصاب منهما وقال إذا أصبت من الأبوين ما أصبت فالذرية أضعف
وكان ذلك ظنا من إبليس عند ذلك فقال لا أفارق ابن آدم ما دام فيه الروح أغره وأمنيه وأخدعه فقال الله تعالى
وعزتي لا أحجب عنه التوبة ما لم يغرغر بالموت ولا يدعوني الا أجبته ولا يسألني الا أعطيته ولا يستغفرني الا غفرت
له * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله وما
كان له عليهم من سلطان قال والله ما ضربهم بعصا ولا سيف ولا سوط وما أكرههم على شئ وما كان الا غرورا
وأماني دعاهم إليها فأجابوه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله الا لنعلم الآية
قال انما كان بلاء ليعلم الله الكافر من المؤمن * قوله تعالى (قل ادعوا الذين) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ومالهم فيهما من شرك يقول ما لله من شريك في
السماوات ولا في الأرض وماله منهم قال من الذين دعوا من دونه من ظهير يقول من عون بشئ * وأخرج ابن أبي
حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله وماله منهم من ظهير يقول من عون من الملائكة * قوله تعالى (ولا تنفع
الشفاعة) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فزع عن قلوبهم
قال خلى * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أوحى الجبار إلى محمد صلى الله
عليه وسلم دعا الرسول من الملائكة ليبعثه بالوحي فسمعت الملائكة عليهم السلام صوت الجبار يتكلم بالوحي
فلما كشف عن قلوبهم سئلوا عما قال الله فقالوا الحق وعلموا أن الله تعالى لا يقول الا حقا قال ابن عباس رضي الله عنهما
وصوت الوحي كصوت الحديد على الصفا فلما سمعوا خروا سجدا فلما رفعوا رؤسهم قالوا ماذا قال ربكم
قالوا الحق وهو العلى الكبير * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان إذا نزل الوحي كان
صوته كوقع الحديد على الصفوان فيصعق أهل السماء حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالت الرسل
عليهم السلام الحق وهو العلى الكبير * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال ينزل الامر إلى السماء الدنيا له وقع كوقعة السلسة على الصخرة فيفزع له جميع أهل السماوات
فيقولون ماذا قال ربكم ثم يرجعون إلى أنفسهم فيقولون الحق وهو العلى الكبير * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل من طريق
معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا
في نفر من أصحابه فرمى بنجم فاستنار قال ما كنتم تقولون إذا كان هذا في الجاهلية قالوا كنا نقول يولد عظيم أو
يموت عظيم قال فإنها لا ترمى لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبح حملة العرش ثم سبح أهل السماء
الذين يلون حملة العرش فيقول الذين يلون حملة العرش ماذا قال ربكم فيخبرونهم ويخبر أهل كل سماء سماء حتى
ينتهى الخبر إلى هذه السماء وتخطف الجن السمع فيرمون فما جاؤوا به على وجهه فهو حق ولكنهم يحرفونه
ويزيدون فيه قال معمر قلت للزهري أكان يرمى بها في الجاهلية قال نعم قال أرأيت وانا كنا نقعد منها مقاعد
للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا قال غلظت وشدد أمرها حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
* وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
إذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان يفزعهم ذلك فإذا
فزع من قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الذي قال الحق وهو العلى الكبير فيسمعها مسترقو السمع ومسترقو السمع
هكذا واحد فوق آخر وصف سفيان بيده وفرج بين أصابعه نصبها بعضها فوق بعض فيسمع الكلمة فيلقيها إلى
235

من تحته ثم يليقها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل ان يلقيها
وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا فيصدق بتلك
الكلمة التي سمعت من السماء * وأخرج ابن جرير وابن خزيمة وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ في العظمة
وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا أراد الله أن يوحى بأمر تكلم بالوحي فإذا تكلم بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله تعالى
فإذا سمع بذلك أهل السماوات صعقوا وخروا سجدا فيكون أول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام فيكلمه الله من
وحيه بما أراد فيمضى به جبريل عليه السلام على الملائكة عليهم السلام كلما مر بسماء سماء سأله ملائكتها
ماذا قال ربنا يا جبريل فيقول قال الحق وهو العلى الكبير فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل عليه السلام فينتهي
جبريل عليه السلام بالوحي حيث أمره الله من السماء والأرض * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي
هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فرغ من قلوبهم يعنى بالراء والغين المعجمة * واخرج البيهقي وابن أبي شيبة
وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله عز وجل حتى إذا فزع عن قلوبهم قال كان لكل قبيل
من الجن مقعد في السماء يستمعون منه الوحي وكان إذا نزل الوحي سمع له صوت كامرار السلسلة على الصفوان فلا
ينزل على أهل سماء الا صعقوا حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير وان كان
مما يكون في الأرض من أمر الغيب أو موت أو شئ مما يكون في الأرض تكلموا به فقالوا يكون كذا وكذا فسمعته
الشياطين فنزلوا به على أوليائهم يقولون يكون العام كذا ويكون كذا فيسمعه الجن فيخبرون الكهنة به والكهنة
تخبر به الناس يقولون يكون كذا وكذا فيجدونه كذلك فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم دحروا بالنجوم فقالت
العرب حين لم يخبرهم الجن بذلك هلك من في السماء فجعل صاحب الإبل ينحر كل يوم بعيرا وصاحب البقر ينحر كل
يوم بقرة وصاحب الغنم شاة حتى أسرعوا في أموالهم فقالت ثقيف وكانت أعقل العرب أيها الناس أمسكوا عليكم
أموالكم فإنه لم يمت من في السماء وان هذا ليس بانتشار ألستم ترون معالمكم من النجوم كما هي والشمس والقمر
والنجوم والليل والنهار قال فقال إبليس لقد حدث اليوم في الأرض حدث فائتوني من تربة كل أرض فاتوه بها
فجعل يشمها فلما شم تربة مكة قال من ههنا جاء الحديث منتشرا فنقبوا فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث
* واخرج أبو داود والبيهقي في الأسماء والصفات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل
السماء الدنيا صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل عليه السلام فإذا
جاءهم جبريل عليه السلام فزع عن قلوبهم فيقولون يا جبريل ماذا قال ربنا فيقول الحق فيقولون الحق الحق
* وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه
والبيهقي من وجه آخر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كجر
السلسلة على الصفوان فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل عليه السلام فإذا أتاهم جبريل عليه السلام
فزع عن قلوبهم قالوا جبريل ماذا قال ربنا فيقول الحق فينادون الحق الحق * وأخرج ابن مردويه عن بهز بن
حكيم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما نزل جبريل بالوحي على رسول الله فزع أهل السماوات
لانحطاطه وسمعوا صوت الوحي كاشد ما يكون من صوت الحديد على الصفا فكلما مر باهل سماء فزع عن قلوبهم
فيقولون يا جبريل بماذا أمرت فيقول نور العزة العظيم كلام الله بلسان عربي * وأخرج عبد بن حميد عن
قتادة رضي الله عنه في الآية قال يوحى الله إلى جبريل عليه السلام فتفزع الملائكة عليهم السلام من مخافة أن
يكون شئ من أمر الساعة فإذا خلى عن قلوبهم وعلموا ان ذلك ليس من أمر الساعة قالوا ماذا قال ربكم قالوا
الحق * وأخرج أبو نصر السجزي في الإبانة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
رأيت جبريل عليه السلام وزعم أن إسرافيل عليه السلام يحمل العرش وان قدمه في الأرض السابعة والألواح
بين عينيه فإذا أراد والعرش أمرا سمعت الملائكة كجر السلسلة على الصفا فيغشى عليهم فإذا قاموا قالوا ماذا قال
ربكم قال من شاء الله الحق وهو العلى الكبير * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة والكلبي
236

رضي الله عنهما في قوله حتى إذا فزع عن قلوبهم قالا لما كانت الفترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم فنزل
الوحي مثل صوت الحديد فافزع الملائكة عليهم السلام ذلك حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا إذا جلى عن قلوبهم
ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم في الآية قال زعم ابن
مسعود أن الملائكة المعقبات الذين يختلفون إلى أهل الأرض يكتبون أعمالهم إذا أرسلهم الرب تبارك
وتعالى فانحدر واسمع لهم صوت شديد فيحسب الذين أسفل منهم من الملائكة أنه من أمر الساعة فيخرون سجدا
وهكذا كلما مروا عليهم فيفعلون ذلك من خوف ربهم تبارك وتعالى * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال إذا قضى
الله تبارك وتعالى أمرا رجفت السماوات والأرض والجبال وخرت الملائكة كلهم سجدا حسبت الجن أن أمرا
يقضى فاسترقت فلما قضى الامر رفعت الملائكة رؤسهم وهي هذه الآية حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال
ربكم قالوا جميعا الحق وهو العلى الكبير * وأخرج ابن الأنباري عن الحسن رضي الله عنه أنه كان يقرأ حتى إذا
فزع عن قلوبهم ثم يفسره حتى إذا انجلى عن قلوبهم * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق آخر عن الحسن رضي الله عنه
أنه كان يقرأ فزع عن قلوبهم قال ما فيها من الشك والتكذيب وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله
حتى إذا فزع عن قلوبهم قال فزع الشيطان عن قلوبهم ففارقهم وأمانيهم وما كان يضلهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا
الحق وهو العلى الكبير قال وهذا في بني آدم عند الموت أقروا حين لا ينفعهم الاقرار * وأخرج الفريابي وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله حتى إذا فزع عن قلوبهم قال كشف الغطاء عنها
يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم والضحاك أنهما كانا يقرآن حتى إذا فزع عن قلوبهم يقولون
جلى عن قلوبهم * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين أنه سئل كيف تقرأ هذه الآية حتى إذا فزع عن
قلوبهم أو فرغ عن قلوبهم قال إذا فزع عن قلوبهم قال فان الحسن يقول برأيه أشياء أهاب أن أقولها
* وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ حتى إذا فزع عن قلوبهم بالعين مثقلة الزاي * وأخرج عبد بن حميد
عن أبي رجاء أنه كان يقرأ فزع عن قلوبهم * قوله تعالى (قل من يرزقكم) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم
وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ثم أمره الله أن يسأل الناس فقال قل من يرزقكم من السماوات
والأرض * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله وانا
أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين قال انا نحن لعلى هدى وانكم لفي ضلال مبين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وانا أو إياكم الآية قال قد قال ذلك أصحاب محمد للمشركين والله ما نحن وأنتم على
أمر واحد ان أحد الفريقين مهتد وفي قوله قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا أي يقضى * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الفتاح قال القاضي
* قوله تعالى (وما أرسلناك الا كافة للناس) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد في قوله
وما أرسلناك الا كافة للناس قال إلى الناس جميعا * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله كافة للناس قال
للناس عامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وما أرسلناك الا كافة للناس
قال أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى العرب والعجم فأكرمهم على الله أطوعهم له * وأخرج ابن المنذر عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي بعثت إلى الناس
كافة إلى كل أبيض وأحمر وأطعمت أمتي المغنم لم يطعم أمة قبل أمتي ونصرت بالرعب بين يدي من مسيرة شهر
وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأعطيت الشفاعة فادخرتها لامتي يوم القيامة * وأخرج ابن مردويه عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي بعثت إلى الناس
كافة الأحمر والأسود وانما كان النبي يبعث إلى قومه ونصرت بالرعب يرعب منى عدوى على مسيرة شهر وأطعمت
المغنم وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأعطيت الشفاعة فادخرتها لامتي إلى يوم القيامة وهي إن شاء الله نائلة
من لا يشرك بالله شيئا * قوله تعالى (وقال الذين كفروا) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
عن قتادة في قوله وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن قال هذا قول مشركي العرب كفروا بالقرآن ولا بالذي
237

بين يديه من الكتب والأنبياء * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ولا بالذي بين يديه قال التوراة والإنجيل
وفي قوله يقول الذين استضعفوا قال هم الاتباع للذين استكبروا قال هم القادة وفي قوله بل مكر الليل والنهار
يقول غركم اختلاف الليل والنهار * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير
رضي الله عنه في قوله بل مكر الليل والنهار قال بل مكركم بما في الليل والنهار * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم
عن قتادة في قوله بل مكر الليل والنهار قال بل مكركم بالليل والنهار * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد
رضي الله عنه في قوله بل مكر الليل والنهار قال بل مكركم بما في الليل والنهار يا أيها العظماء والرؤساء حتى أزلتمونا
عن عبادة الله تعالى * قوله تعالى (وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا) * أخرج ابن أبي حاتم عن
الحسن رضي الله عنه قال ما في جهنم دار ولا مغار ولا غل ولا قيد ولا سلسلة الا اسم صاحبها عليها مكتوب فحدث به
أبو سليمان الداراني رضي الله عنه فبكى ثم قال فكيف به لو جمع هذا كله عليه فجعل القيد في رجليه والغل في يديه
والسلسلة في عنقه ثم أدخل الدار وأدخل المغار * قوله تعالى (وما أرسلنا في قرية) الآية * أخرج ابن أبي شيبة
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال كان رجلان شريكان خرج أحدهما إلى الساحل وبقى الآخر
فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى صاحبه يسأله ما فعل فكتب إليه أنه لم يتبعه أحد من قريش الا رذالة
الناس ومساكينهم فترك تجارته وأتى صاحبه فقال له دلني عليه وكان يقرأ الكتب فأتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال الام تدعو قال إلى كذا وكذا قال أشهد أنك رسول الله قال ما علمك بذلك قال إنه لم يبعث نبي الا اتبعه رذالة
الناس ومساكينهم فنزلت هذه الآيات وما أرسلنا في قرية من نذير الا قال مترفوها لآيات فأرسل إليه النبي
صلى الله عليه وسلم ان الله قد أنزل تصديق ما قلت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله الا قال مترفوها قال هم جبابرتهم ورؤسهم وأشرافهم وقادتهم في الشر * وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج في قوله الا قال مترفوها قال جبابرتها * قوله تعالى (وما أموالكم ولا أولادكم) الآية
* أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله عندنا زلفى قال قربى * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال لا تعتبروا الناس بكثرة المال والولد وان الكافر
يعطى المال وربما حبسه عن المؤمن * وأخرج ابن أبي حاتم عن طاوس أنه كان يقول اللهم ارزقني الايمان
والعمل وجنبني المال والولد فإني سمعت فيما أوحيت وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى * وأخرج
أحمد ومسلم وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر إلى صوركم
وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم * قوله تعالى (فأولئك لهم جزاء الضعف) الآية
* أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا قال بالواحد
عشرا وفي سبيل الله بالواحد سبعمائة * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
محمد بن كعب رضي الله عنه قال إذا كان المؤمن عنيا تقيا آتاه الله أجره مرتين وتلا هذه الآية وما أموالكم إلى قوله
فأولئك لهم جزاء الضعف قال تضعيف الحسنة * قوله تعالى (وهم في الغرفات آمنون) * أخرج ابن أبي شيبة
والترمذي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة
لغرفا يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها قالوا لمن هي قال لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام
الصيام وصلى بالليل والناس نيام * قوله تعالى (وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه) * أخرج ابن المنذر عن الضحاك
رضي الله عنه أنه سئل عن قوله وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه النفقة في سبيل الله قال لا ولكن نفقة الرجل على نفسه
وأهله فالله يخلفه * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الأدب المفرد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في
شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه قال في غير إسراف ولا تقتير
* وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنفقتم على
أهليكم في غير إسراف ولا تقتير فهو في سبيل الله * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن سعد بن
جبير رضي الله عنه في قوله وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه قال من غير إسراف ولا تقتير * وأخرج الفريابي وعبد
238

ابن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال إذا كان لأحدكم شئ فليقتصد ولا يتأول هذه
الآية وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه فان الرزق مقسوم يقول لعل رزقه قليل وهو ينفق نفقة الموسع عليه * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه قال ما كان من خلف
فهو منه وربما أنفق الانسان ماله كله في الخير ولم يخلف حتى يموت ومثلها وما من دابة في الأرض الا على الله رزقها
يقول ما آتاها من مرزق فمنه وربما لم يرزقها حتى تموت * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن جابر بن عبد الله
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ما أنفق العبد نفقة فعلى الله خلفها ضامنا الا نفقة في بنيان أو
معصية * وأخرج ابن عدي في الكامل والبيهقي من وجه آخر عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة وما أنفق المرء على نفسه وأهله كتب له به صدقة وما وقى به
عرضه كتب له به صدقة وكل نفقة أنفقها مؤمن فعلى الله خلفها ضامن الا نفقة في معصية أو بنيان قيل بان
المنكدر وما أراد بما وقى به المرء عرضه كتب له به صدقة قال ما أعطى الشاعر وذا اللسان المتقى * وأخرج أبو
يعلى وابن أبى حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا
ان بعد زمانكم هذا زمانا عضوضا يعض الموسر على ما في يده حذر الانفاق قال الله وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه
* وأخرج البخاري وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل
أنفق يا ابن آدم أنفق عليك * وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن لكل يوم نحسا فادفعوا نحس ذلك اليوم بالصدقة ثم قال اقرؤا مواضع الخلف فإني سمعت الله يقول
وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه إذا لم تنفقوا كيف يخلف * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المعونة تنزل من السماء على قدر المؤنة * وأخرج
الحكيم الترمذي عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال جئت حتى جلست بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاخذ بطرف عمامتي من ورائي ثم قال يا زبير انى رسول الله إليك خاصة وإلى الناس عامة أتدرون ماذا قال ربكم قلت
الله ورسوله أعلم قال قال ربكم حين استوى على عرشه فنظر خلقه عبادي أنتم خلقي وأنا ربكم أرزاقكم بيدي
فلا تتعبوا فيما تكفلت لكم فاطلبوا منى أرزاقكم أتدرون ماذا قال ربكم قال الله تبارك وتعالى أنفق أنفق
عليك وأوسع أوسع عليك ولا تضيق أضيق عليك ولا تصر فأصر عليك ولا تخزن فأخزن عليك ان باب الرزق مفتوح
من فوق سبع سماوات متواصل إلى العرش لا يغلق ليلا ولا نهارا ينزل الله منه الرزق على كل امرئ بقدر نيته
وعطيته وصدقته ونفقته فمن أكثر أكثر له ومن أقل أقل له ومن أمسك أمسك عليه يا زبير فكل واطعم ولا توك
فيوكى عليك ولا تحص فيحصى عليك ولا تقتر فيقتر عليك ولا تعسر فيعسر عليك يا زبير ان الله يحب الانفاق
ويبغض الاقتار وان السخاء من اليقين والبخل من الشك فلا يدخل النار من أيقن ولا يدخل الجنة من شك
يا زبير ان الله يحب السخاوة ولو بفلق تمرة والشجاعة ولو بقتل عقرب أو حية يا زبير ان الله يحب الصبر عند زلزلة
الزلازل واليقين النافذ عند مجئ الشهوات والعقل الكامل عند نزول الشبهات والورع الصادق عند الحرام
والخبيثات يا زبير عظم الاخوان وجلل الأبرار ووقر الأخيار وصل الجار ولا تماش الفجار من فعل ذلك دخل
الجنة بلا حساب ولا عذاب هذه وصية الله إلى ووصيتي إليك * قوله تعالى (ويوم نحشرهم) الآيات * أخرج عبد
ابن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون
قال استفهام كقوله لعيسى عليه السلام أأنت قلت للناس الآية * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله بل كانوا يعبدون الجن قال الشياطين * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وما آتيناهم من كتب
يدرسونها قال لم يكن عندهم كتاب يدرسونه فيعلمون ان ما جئت به حق أم باطل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وما آتيناهم من كتب يدرسونها أي يقرؤنها وما أرسلنا
إليهم قبلك من نذير وقال وان من أمة الا خلا فيها نذير ولا ينقض هذا هذا ولكن كلما ذهب نبي فمن بعده في نذارته
حتى يخرج النبي الآخر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما وما بلغوا
239

معشار ما آتيناهم يقول من القدرة في الدنيا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله وكذب الذين
من قبلهم قال القرون الأولى وما بلغوا أي الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم معشار ما آتيناهم من القوة
والاجلال والدنيا والأموال * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله وكذب الذين من قبلهم قال كذب الذين قبل هؤلاء وما بلغوا معشار ما آتيناهم قال يخبركم أنه أعطى القوم
ما لم يعطكم من القوة وغير ذلك فكيف كان نكير يقول فقد أهلك الله أولئك وهم أقول وأخلد * قوله تعالى
(قل انما أعظكم) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قل
انما أعظكم بواحدة قال بطاعة الله أن تقوموا لله مثنى وفرادى قال واحدا واثنين * وأخرج الفريابي وعبد بن
حميد عن مجاهد رضي الله عنه قل انما أعظكم بواحدة قال بلا إله إلا الله * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه
في قوله قل انما أعظكم بواحدة قال لا إله إلا الله وفي قوله ان تقوموا لله قال ليس بالقيام على الأرجل كقوله
كونوا قوامين بالقسط * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه في الآية قال
يقوم الرجل من الرجل أو وحده فيتفكر ما بصاحبكم من جنة يقول إنه ليس بمجنون * وأخرج ابن أبي حاتم
عن أبي امامه رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول أعطيت ثلاثا لم يعطهن نبي قبلي ولا فخر أحلت لي
الغنائم ولم تحل لمن كان قبلي كانوا يجمعون غنائمهم فيحرقونها وبعثت إلى كل أحمر واسود وكان كل نبي يبعث إلى
قومه وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا أتيمم بالصعيد وأصلي فيها حيث أدركتني الصلاة قال الله تعالى ان
تقوموا لله مثنى وفرادى وأعنت بالرعب مسيرة شهر بين يدي * قوله تعالى (قل ما سألتكم من أجر) الآيات
* أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله قل ما حالتكم من
أجر أي من جعل فهو لكم يقول لم أسألكم على الاسلام جعلا وفي قوله قل ان ربى يقذف بالحق وما يبدئ
الباطل قال الشيطان لا يبدئ ولا يعيد إذا هلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله يقذف
بالحق قال ينزل بالوحي * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله جاء
الحق قال جاء القرآن وما يبدئ الباطل وما يعيد قال ما يخلق إبليس شيئا ولا يبعثه * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن عمر بن سعد رضي الله عنه قل ان ضللت فإنما أضل على نفسي قال أو خذ بخيانتي * قوله تعالى (ولو ترى
إذ فزعوا) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله
ولو ترى إذ فزعوا قال في الدنيا عند الموت حين عاينوا الملائكة ورأوا باس الله وأنى لهم التناوش من مكان بعيد
قال لا سبيل لهم إلى الايمان كقوله فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وقد كفروا به من قبل قال قد كانوا
يدعون إليه وهم في دعة ورخاء فلم يؤمنوا به ويقذفون بالغيب يرجمون بالظن يقولون انه لا جنة ولا نار ولا بعث
وحيل بينهم وبين ما يشتهون قال اشتهوا طاعة الله لو أنهم عملوا بها فحيل بينهم وبين ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولو ترى إذ فزعوا قال يوم القيامة فلا فوت قالم يفوتوا ربك * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ولو ترى إذ فزعوا قال في القبور من الصيحة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله ولو ترى إذ فزعوا الآية قال هذا يوم بدر حين ضربت
أعناقهم فعاينوا العذاب فلم يستطيعوا فرارا من العذاب ولا رجوعا إلى التوبة * وأخرج عبد بن حميد عن
الضحاك رضي الله عنه في قوله ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت قال هو يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد عن زيد بن
أسلم مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت قال هم قتلى
المشركين من أهل بدر نزلت فيهم هذه الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب قال هو جيش السفياني قال من أين أخذ
قال من تحت أقدامهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية رضي الله عنه في قوله ولو ترى إذ فزعوا الآية
قال قوم خسف بهم أخذوا من تحت أقدامهم * وأخرج ابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يبعث ناس إلى المدينة حتى إذا كانوا ببيداء بعث الله عليهم جبريل عليه السلام فضربهم
240

برجله ضربة فيخسف الله بهم فذلك قوله ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت قال هم
الجيش الذين يخسف بهم بالبيداء يبقى منهم رجل يخبر الناس بما لقى أصحابه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد عن أبي معقل رضي الله عنه ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت قال أخذوا فلم يفوتوا * وأخرج أحمد عن نفيرة
امرأة القعقاع بن أبي حدرد رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم بجيش قد خسف
به فقد أظلت الساعة * وأخرج أحمد ومسلم والحاكم عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا بالبيداء خسف أوساطهم فينادى
أولهم آخرهم فيخسف بهم خسفا فلا ينجو الا الشريد الذي يخبر عنهم * وأخرج أحمد عن حفصة رضي الله عنها
قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي جيش من قبل المشرق يريدون رجلا من أهل مكة حتى إذا
كانوا بالبيداء خسف بهم فيرجع من كان امامهم لينظر ما فعل القوم فيصيبهم ما أصابهم قلت يا رسول الله
فكيف بمن كان مستكرها قال يصيبهم كلهم ذلك ثم يبعث الله كل امرئ على نيته * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
عن صفية أم المؤمنين رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينتهى الناس عن غزو هذا البيت
حتى يغزوه جيش حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بأولهم وآخرهم ولم ينج أوسطهم قلت يا رسول الله أرأيت المكره
قال يبعثهم الله على ما في أنفسهم * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت بينما رسول الله
صلى الله عليه وسلم 3 * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن أم سلمة رضي الله عنها سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول يعوذ عائذ بالحرم فيبعث إليه بعث فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم قلت
يا رسول الله فكيف بمن يخرج كارها قال يخسف به معهم ولكنه يبعث على نيته يوم القيامة * وأخرج ابن أبي
شيبة والطبراني عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع الرجل من أمتي بين الركن والمقام
كعدة أهل بدر فيأتيه عصب العراق وابدال الشام فيأتيهم جيش من الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم
ثم يسير إليه رجل من قريش أخواله كلب فيهزمهم الله قال وكان يقال ان الخائب يومئذ من خاب من غنيمة
كلب * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المحروم من
حرم غنيمة كلب ولو عقا لا والذي نفسي بيده لتباعن نساؤهم على درج دمشق حتى ترد المرأة من كسر بساقها
* وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تنتهى البعوث عن غزو
بيت الله حتى يخسف بجيش منهم * وأخرج الحاكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة تحارب القبائل وعامئذ ينهب الحاج فتكون ملحمة بمنى حتى يهرب
صاحبهم فيبايع بين الركن والمقام وهو كاره يبايعه مثل عدة أهل بدر يرضى عنه ساكن السماء وساكن
الأرض * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج رجل يقال له
السفياني في عمق دمشق وعامة من يتبعه من كلب فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان فيجمع لهم قيس
فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة ويخرج رجل من أهل بيتي فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم
فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم الا المخبر عنهم * وأخرج
الحاكم وصححه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحذركم سبع فتن فتنة تقبل من المدينة
وفتنة بمكة وفتنة من اليمن وفتنة تقبل من الشام وفتنة تقبل من المشرق وفتنة تقبل من المغرب وفتنة من بطن
الشام وهي السفياني فقال ابن مسعود رضي الله عنه منكم من يدرك أولها ومن هذه الأمة ومن يدرك آخرها قال
الوليد بن عياش رضي الله عنه فكانت فتنة المدينة من قبل طلحة والزبير وفتنة مكة فتنة ابن الزبير وفتنة
الشام من قبل بنى أمية وفتنة المشرق من قبل هؤلاء * قوله تعالى (وقالوا آمنا به) الآيتين * أخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وقالوا آمنا به قال بالله
وأنى لهم التناوش قال التناول كذلك من مكان بعيد قال ما كان بين الآخرة والدنيا وقد كفروا به من قبل قال

3 هنا بياض بالأصل
241

كفروا بالله في الدنيا ويقذفون بالغيب من مكان بعيد قال في الدنيا قولهم هو ساحر بل هو كاهن بل هو شاعر
بل هو كذاب * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه وأنى لهم
التناوش الرد من مكان بعيد قال من الآخرة إلى الدنيا * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما وأنى لهم التناوش قال كيف لهم الرد من
مكان بعيد قال يسألون الرد وليس حين رد * وأخرج ابن المنذر عن التيمي قال أتيت ابن عباس قلت ما التناوش
قال تناول الشئ وليس بحين ذاك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه وأنى لهم التناوش
قال التوبة * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك رضي الله عنه مثله * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه
انه قرأ التناوش ممدودة مهموزة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ويقذفون
بالغيب قال يرجمون بالظن انهم كانوا في الدنيا يكذبون بالآخرة ويقولون لا بعث ولا جنة ولا نار * قوله تعالى
(وحيل بينهم وبين ما يشتهون) * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
الحسن رضي الله عنه في قوله وحيل بينهم وبين ما يشتهون قال حيل بينهم وبين الايمان * وأخرج الفريابي
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وحيل بينهم وبين ما يشتهون
قال من مال أو ولد أو زهرة أو أهل كما فعل بأشياعهم من قبل قال كما فعل بالكفار من قبلهم * وأخرج البيهقي في
شعب الايمان عن السدى رضي الله عنه في قوله وحيل بينهم وبين ما يشتهون قال التوبة * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وحيل بينهم وبين ما يشتهون قال كان رجل من بني إسرائيل فاتحا أي الله
فتح له مالا فورثه ابن له تافه أي فاسد فكان يعمل في مال أبيه بمعاصي الله فلما رأى ذلك اخوان أبيه أتوا الفتى
فعذلوه ولاموه فضجر الفتى فباع عقاره بصامت ثم رحل فأتى عينا تجاهه فسرح فيها ماله وابتنى قصرا فبينما هو ذات
يوم جالس إذ شملت عليه ريح بامرأة من أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا فقالت من أنت يا عبد الله قال أنا
امرؤ من بني إسرائيل قالت فلك هذا القصر وهذا المال قال نعم قالت فهل لك من زوجة قال لا قالت فكيف
يهنيك العيش ولا زوجة لك قال قد كان ذاك فهل لك من بعل قالت لا قال فهل لك ان أتزوجك قالت انى امرأة
منك على مسيرة ميل فإذا كان غد فتزود زاد يوم وائتني لو أن رأيت في طريقك هولا قال نعم قالت إنه لا باس عليك
فلا يهولنك فلما كان من الغد تزود زاد يوم وانطلق إلى قصر فقرع بابه فخرج إليه شاب من أحسن الناس وجها
وأطيبهم ريحا فقال من أنت يا عبد الله قال أنا الإسرائيلي قال فما حاجتك قال دعتني صاحبة هذا القصر إلى نفسها
قال صدقت فهل رأيت في طريقك هولا قال نعم ولولا أنها أخبرتني ان لا باس على لهالني الذي رأيت أقبلت حتى
إذا انفرج بي السبيل إذا أنا بكلبة فاتحة فاها ففزعت فوثبت فإذا أنا من ورائها وإذا جروها ينحر على صدرها قال
لست تدرك هذا هذا يكون في آخر الزمان يقاعد الغلام المشيخة فيغلبهم على مجلسهم ويأسرهم حديثهم ثم
أقبلت حتى إذا انفرج بي السبيل وإذا بمائة أعنز حفل وإذا فيها جدي يمصها فإذا أتى عليها فظن أنه لم يترك شيئا فتح
فاه يلتمس الزيادة قال لست تدرك هذا هذا يكون في آخر الزمان ملك يجمع صامت الناس كلهم حتى إذا ظن أنه
لم يترك شيئا فتح فاه يلتمس الزيادة قال ثم أقبلت حتى إذا انفرج بي السبيل إذا أنا بشجرة فأعجبني غصن من شجرة
منها ناضر فأردت قطعه فنادتني شجرة أخرى يا عبد الله منى فخذ حتى ناداني الشجر يا عبد الله منا فخذ قال لست
تدرك هذا هذا يكن في آخر الزمان يقل الرجال ويكثر النساء حتى أن الرجل ليخطب المرأة فتدعوه العشرة
والعشرون إلى أنفسهن قال ثم أقبلت حتى انفرج بي السبيل فإذا أنا برجل قائم على عين يغرف لكل انسان من
الماء فإذا تصدعوا عنه صب الماء في جرته فلم تعلق جرته من الماء بشئ قال لست تدرك هذا هذا يكون في آخر
الزمان القاضي يعلم الناس العلم ثم يخالفهم إلى معاصي الله ثم أقبلت حتى إذا انفرج بي السبيل إذا أنا برجل
يميح على قليب كلما أخرج دلوه صبه في الحوض فانساب الماء راجعا إلى القليب قال هذا رجل رد الله عليه صالح
عمله فلم يقبله ثم أقبلت حتى إذا انفرج بي السبيل إذا أنا برجل يبذر بذرا فيستحصد فإذا حنطة طيبة قال هذا
رجل قبل الله صالح عمله وأزكاه له قال ثم أقبلت حتى إذا انفرج بي السبيل إذا أنا بعنز وإذا قوم قد أخذوا بقوائمها
242

وإذا رجل آخذ بقرنيها وإذا رجل آخذ بذنبها وإذا رجل قد ركبها وإذا رجل يحلبها فقال أما العنز فهي الدنيا
والذين أخذوا بقوائمها فهم يتساقطون من عليتها وأما الذي قد أخذ بقرنيها فهو يعالج من عيشها ضيقا وأما الذي
قد أخذ بذنبها فقد أدبرت عنه وأما الذي ركبها فقد تركها وأما الذي يتحلبها فبخ بخ ذهب ذاك بها قال ثم أقبلت
حتى إذا انفرج بي السبيل إذا أنا برجل مستلق على قفاه فقال يا عبد الله أدن منى فخذ بيدي وأقعدني فوالله
ما قعدت منذ خلقني الله فأخذت بيده فقام يسعى حتى ما أراه فقال له الفتى هذا عمرك فقد وأنا ملك الموت وأنا المرأة
التي أتيتك أمرني الله بقبض روحك في هذا المكان ثم أصيرك إلى جهنم قال ففيه نزلت هذه الآية وحيل بينهم
وبين ما يشتهون * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات بسند ضعيف من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال لا تهتكوا سترا فإنه كان رجل في بني إسرائيل وكانت له امرأة وكانت إذا قدمت إليه الطعام ثم قامت
على رأسه ثم تقول هتك الله ستر امرأة تخون زوجها بالغيب فبعث إليها يوما بسمكة ثم قامت على رأسه فقالت هتك
الله ستر امرأة تخون زوجها بالغيب فقهقهت السمكة حتى سقطت من القصعة ثم قال لها أعيدي مقالتك فعادت
فقهقهت السمكة حتى سقطت من القصعة فعل ذلك ثلاث مرات كل ذلك تقهقه السمكة وتضطرب حتى تسقط من
الخوان فأتى عالم بني إسرائيل فأخبره فقال انطلق فاذكر ربك وكل طعامك واخسا الشيطان عنك فقال له
أخف الناس انطلق إلى ابنه فإنه أعلم منه فانطلق فأخبره فقال ائتني بكل من في دارك ممن لم تر عورته فاتاه فنظر في
وجوههم ثم قال اكشف عن هذه الحبشية فكشف عنها فإذا مثل ذراع البكر فقال من هذا أتيت فمات أبو الفتى
العالم وهتك بهتكه ذلك الستر واحتاج إليه الناس فاتاه بنو إسرائيل فقالوا ويحك أنت كنت أعلمناه وأميننا
فلما ان أكثروا عليه هرب منهم إلى أن بلغ إلى أقصى موضع بني إسرائيل من أرض البلقاء فأتيح له امرأة
جميلة تستفتيه فقال لها هل لك ان تمكنيني من نفسك واهب لك مائة دينار قالت أو خير من ذلك تجئ إلى أهلي
وتتزوجني وأكون لك حلالا أبدا قال فأين منزلك فوصفت له فطابت عليه تلك الليلة فمضى فإذا هو بكلبة تنبج في
بطنها جراؤها قال ما أعجب هذا قيل له امضه لا تكونن مكلفا فسوف يأتيك خبر هذا فمضى فإذا هو برجل يحمل
حجارة كلما ثقلت عليه وسقطت منه زاد عليها فقال له أنت لا تستطيع تحمل هذا تزيد عليه قال امض لا تكونن
مكلفا سوف يأتيك خبر هذا فمضى فإذا هو برجل يستقى من بئر ويصبه في حوض إلى جنب البئر وفي الحوض
ثقب فالماء يرجع إلى البئر قال له لو سددت الحجر استمسك لك الماء قال امض لا تكونن مكلفا سوف يأتيك خبر
هذا فمضى فإذا هو بظبية ورجل راكب عليها وآخر يحلبها وآخر يمسك بقرنيها وآخرون يمسكون بقوائمها
قال ما أعجب هذا قال امض لا تكونن مكلفا سوف يأتيك خبر هذا فمضى فإذا هو برجل يبذر بذرا فلا يقع على
الأرض حتى ينبت ثم مضى فإذا هو برجل معه منجل يحصد ما بلغ وما لم يبلغ قال له لو حصدت ما بلغ وتركت ما لم يبلغ
قال له امض لا تكونن مكلفا سوف يأتيك خبر هذا فمضى فإذا هو بالقصر الذي وعدته وإذا دونه نهر وإذا رجل
جالس على سرير فقال له كيف الطريق إلى هذا القصر ولقد رأيت في ليلتي أعاجيب قال ما هي فذكر الكلبة قال
يأتي على الناس زمان يثب الصغير على الكبير والوضيع على الشريف والسفيه على الحليم وذكر له الذي يحمل
الحجارة قال يأتي على الناس زمان يكون عند الرجل الأمانة فلا يقدر يؤديها ويزيد عليها وذكر له الذي يستقى قال
يأتي على الناس زمان يتزوج الرجل المرأة لا يتزوجها لدين ولا حسب ولا جمال انما يريد مالها وتكون لا تلد
فيكون كل شئ منه يرجع فيها وذكر له الظبية قال هي الدنيا أما الراكب عليها فالملك وأما الذي يحلبها فهو
أطيب الناس عيشا وأما الذي يمسك بقرنيها فمن أيبس الناس عيشا وأما الذي يمسك بذنبها فالذي لا يأتيه
رزقه الا قوتا والذين يمسكون بقوائمها فسفلة الناس وذكر له البذر قال يأتي على الناس زمان لا يدرى متى يتزوج
الرجل ومتى يولد المولود ومتى قد بلغ وذكر له الذي يحصد قال ذاك ملك الموت يحصد الصغير والكبير وأنا هو
بعثي الله إليك لأقبض روحك على أسوأ أحوالك * وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم رضي الله عنه قال ما قرأت
هذه الآية الا ذكرت برد الشراب وحيل بينهم وبين ما يشتهون * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر
رضي الله عنه انه شرب ماء باردا فبكى فقيل له ما يبكيك فقال ذكرت آية في كتاب الله وحيل بينهم وبين ما يشتهون
243

فعرفت ان أهل النار لا يشتهون الا الماء البارد وقد قال الله أفيضوا علينا من الماء * قوله تعالى (انهم كانوا في
شك مريب) * أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله انهم كانا في شك مريب قال إياكم والشك
والريبة فإنه من مات على شك بعث عليه ومن مات على يقين بعث عليه والله أعلم
* (سورة فاطر) *
* أخرج ابن الضريس والبخاري وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أنزلت
سورة فاطر بمكة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال سورة الملائكة مكية * وأخرج
ابن سعد عن ابن أبي مليكة قال كنت أقوم بسورة الملائكة في ركعة * قوله تعالى (الحمد لله فاطر السماوات)
الآية * أخرج أبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال كنت لا أدرى ما فاطر السماوات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال
أحدهما أنا فطرتها قال ابتدأتها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فاطر السماوات
والأرض قال بديع السماوات والأرض * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال كل شئ في القرآن فاطر السماوات
والأرض فهو خالق السماوات والأرض * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله جاعل الملائكة
رسلا قال إلى العباد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فاطر
السماوات والأرض قال خلق السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع قال بعضهم
له جناحان وبعضهم له ثلاثة أجنحة وبعضهم له أربعة أجنحة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه
في قوله أولى أجنحة مثنى قال للملائكة الأجنحة من اثنين إلى ثلاثة إلى اثنى عشر وفي ذلك وتر الثلاثة الأجنحة
والخمسة والذين على الموازين فطران وأصحاب الموازين أجنحتهم عشرة عشرة وأجنحة الملائكة زغبة ولجبريل
ستة أجنحة جناح بالمشرق وجناح بالمغرب وجناحان على عينيه وجناحان منهم من يقول على ظهره ومنهم من
يقول متسرولا بهما * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله يزيد في الخلق ما يشاء يزيد في
أجنحتهم وخلقهم ما يشاء * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس يزيد في الخلق ما يشاء قال الصوت الحسن * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن الزهري رضي الله عنه في قوله يزيد في الخلق
ما يشاء قال حسن الصوت * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن حذيفة انه سمع أبا التياح يؤذن فقال من يرد الله
ان يجعل رزقه في صوته فعل * وأخرج البيهقي عن قتادة رضي الله عنه في قوله يزيد في الخلق ما يشاء قال الملاحة
في العينين * قوله تعالى (ما يفتح الله للناس) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ما يفتح الله للناس الآية قال ما يفتح الله للناس من باب توبة فلا مرسل له من بعده وهم لا يتوبون
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها
وما يمسك فلا مرسل له من بعده يقول ليس لك من الامر شئ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن
قتادة رضي الله عنه في قوله ما يفتح الله للناس من رحمة أي من خير فلا ممسك لها قال فلا يستطيع أحد حبسها
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها قال المطر
* وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن وهب قال سمعت مالكا يحدث ان أبا هريرة رضي الله عنه كان إذا أصبح في
الليلة التي يمطرون فيها وتحدث مع أصحابه قال مطرنا الليلة بنوء الفتح ثم يتلوها يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك
لها * وأخرج ابن المنذر عن عامر بن عبد قيس رضي الله عنه قال أربع آيات من كتاب الله إذا قرأتهن فما أبالي
ما أصبح عليه وأمسى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وان يمسسك الله بضر
فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله وسيجعل الله بعد عسر يسرا وما من دابة في الأرض الا على الله
رزقها * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن جعفر بن الزبير قال كان عروة يقول في ركوب المحمل هي والله رحمة فتحت
للناس ثم يقول ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله يرزقكم من
السماء والأرض قال الرزق من السماء المطر ومن الأرض النبات * قوله تعالى (يا أيها الناس) الآيات * أخرج
244

عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال الغرة في الحياة الدنيا ان يغتر بها وتشغله عن الآخرة ان يمهد لها
ويعمل لها كقول العبد إذا أقضى إلى الآخرة يا ليتني قدمت لحياتي والغرة بالله أن يكون العبد في معصية الله
ويتمنى على الله المغفرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله
ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا قال عادوه فإنه يحق على كل مسلم عداوته وعداوته أن يعاديه بطاعة الله
وفي قوله انما يدعو حزبه قال أولياء ليكونوا من أصحاب السعير أي ليسوقهم إلى النار فهذه عداوته * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله انما يدعو حزبه الآية قال يدعو حزبه إلى معاصي الله وأصحاب
معاصي الله أصحاب السعير وهؤلاء حزبه من الانس الا تراه يقول أولئك حزب الشيطان قال والحزب ولاية الذين
يتولاهم ويتولونه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله لهم مغفرة وأجر كبير قال كل شئ في
القرآن لهم مغفرة وأجر كبير ورزق كريم فهو الجنة * قوله تعالى (أمن زين له سوء عمله) الآية * أخرج ابن أبي
حاتم عن أبي قلابة أنه سئل عن هذه الآية أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا أهم عمالنا هؤلاء الذين يصنعون قال
ليس هم ان هؤلاء ليس أحدهم يأتي شيئا مما لا يحل له الا قد عرف ان ذلك حرام عليه ان أتى الزنا فهو حرام أو قتل
النفس فهو حرام انما أولئك أهل الملل اليهود والنصارى والمجوس وأظن الخوارج منهم لان الخارجي يخرج
بسيفه على جميع أهل البصرة وقد عرف أنه ليس ينال حاجته منهم وانهم سوف يقتلونه ولولا أنه من دينه ما فعل
ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة والحسن في قوله أفمن زين له سوء عمله قال
الشيطان زين لهم والله الضلالات فلا تذهب نفسك عليهم حسرات أي لا تحزن عليهم * وأخرج ابن المنذر
عن ابن جريج في قوله أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا قال هذا المشرك فلا تذهب نفسك عليهم حسرات كقوله
لعلك باخع نفسك * وأخرج ابن جرير من طريق جويبر عن الضحاك رضي الله عنه قال أنزلت هذه
الآية أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أعز دينك بعمر بن الخطاب
أو بابى جهل بن هشام فهدى الله عمر رضي الله عنه وأضل أبا جهل ففيهما أنزلت * قوله تعالى (كذلك
النشور) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فأحيينا به الأرض بعد
موتها كذلك النشور قال أحيا الله هذه الأرض الميتة بهذا الماء كذلك يبعث الناس يوم القيامة * وأخرج
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال يقوم ملك بالصور بين السماء
الأرض فينفخ فيه فلا يبقى خلق لله في السماوات والأرض الا من شاء الله الآيات ثم يرسل الله من تحت العرش منيا
كمنى الرجال فتنبت أجسامهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الثرى ثم قرأ عبد الله رضي الله عنه الله
الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور ويكون بين
النفختين ما شاء الله ثم يقوم ملك فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها * وأخرج الطيالسي وأحمد وعبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي رزين العقيلي رضي الله عنه قال
قلت يا رسول الله كيف يحيى الله الموتى قال اما مررت بأرض مجدبة ثم مررت بها مخصبة تهتز خضراء قال بلى قال
كذلك يحيى الله الموتى وكذلك النشور * قوله تعالى (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) * أخرج الفريابي
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله من كان يريد العزة قال
بعبادة الأوثان فلله العزة جميعا قال فليتعزز بطاعة الله * قوله تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح
يرفعه) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات
عن ابن مسعود قال إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله ان العبد المسلم إذا قال سبحان
الله وبحمده والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وتبارك الله قبض عليهن ملك يضمهن تحت جناحه ثم يصعد بهن إلى
السماء فلا يمر بهن على جمع من الملائكة الا استغفروا لقائلهن حتى يجئ بهن وجه الرحمن ثم قرأ إليه يصعد
الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله إليه
يصعد الكلم الطيب قال ذكر الله والعمل الصالح يرفعه قال أداء الفرائض فمن ذكر الله في أداء فرائضه حمل عمله
245

ذكر الله فصعد به إلى الله ومن ذكر الله ولم يؤد فرائضه وكلامه على عمله وكان عمله أولى به * وأخرج آدم ابن أبي
اياس والبغوي والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد رضي الله عنه إليه
يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه قال هو الذي يرفع الكلام الطيب * وأخرج الفريابي عن سعيد
ابن جبير رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في قوله إليه يصعد الكلم
الطيب قال القرآن * وأخرج ابن أبي حاتم عن مطر رضي الله عنه في قوله إليه يصعد الكلم الطيب قال الدعاء
* وأخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله إليه يصعد الكلم الطيب
والعمل الصالح يرفعه قال العمل الصالح يرفع الكلام الطيب إلى الله ويعرض القول على العمل فان وافقه رفع
والا رد * وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله إليه
يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه قال العمل الصالح يرفع الكلام الطيب * وأخرج سعيد بن منصور
وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن شهر بن حوشب في الآية قال العمل الصالح يرفع الكلام الطيب
* وأخرج ابن المنذر عن مالك بن سعد قال إن الرجل ليعمل الفريضة الواحدة من فرائض الله وقد أضاع
ما سواها فما يزال الشيطان يمنيه فيها ويزين له حتى ما يرى شيئا دون الجنة فقبل أن تعملوا أعمالكم فانظروا
ما تريدون بها فان كانت خالصة لله فأمضوها وان كانت لغير الله فلا تشقوا على أنفسكم ولا شئ لكم فان الله لا يقبل
من العمل الا ما كان له خالصا فإنه قال تبارك وتعالى إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله والعمل الصالح يرفعه قال لا يقبل قول الا بعمل وقال الحسن
بالعمل قبل الله * وأخرج ابن المبارك عن قتادة رضي الله عنه والعمل الصالح يرفعه قال يرفع الله العمل الصالح
لصاحبه * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن الحسن رضي الله عنه قال ليس الايمان بالتمني ولا بالتخلي ولكن
ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال من قال حسنا وعمل غير صالح رده الله على قوله ومن قال حسنا وعمل صالحا رفعه
العمل ذلك لان الله قال إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة
والبيهقي في سننه عن ابن عباس أنه سئل أتقطع المرأة والكلب والحمار الصلاة فقال إليه يصعد الكلم الطيب والعمل
الصالح يرفعه فما يقطع هذا ولكنه مكروه * قوله تعالى (والذين يمكرون السيئات) الآيات * أخرج سعيد بن
منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد في قوله والذين يمكرون السيئات قال هم
أصحاب الرياء وفي قوله ومكر أولئك هو يبور قال الرياء * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله والذين
يمكرون السيئات قال الذين يعملون الرياء * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والبيهقي في شعب الايمان عن شهر بن حوشب في قوله والذين يمكرون السيئات قال يراؤن ومكر أولئك هو يبور
قال هم أصحاب الرياء لا يصعد عملهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله والذين يمكرون السيئات قال هم
المشركون ومكر أولئك هو يبور قال بار فلم ينفعهم ولم ينتفعوا به وضرهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله والذين يمكرون السيئات قال يعملون
السيئات ومكر أولئك هو يبور قال يفسد * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ومكر أولئك هو يبور قال
يهلك فليس له ثواب في الآخرة * قوله تعالى (والله خلقكم من تراب) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله والله خلقكم من تراب يعنى خلق آدم من تراب ثم نطفة يعنى ذريته ثم
جعلكم أزواجا يعنى زوج بعضكم بعضا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ثم جعلكم أزواجا قال
ذكرانا وإناثا * قوله تعالى (وما يعمر من معمر) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله وما يعمر من معمر الآية يقول ليس أحد قضيت له طول العمر والحياة الا وهو
بالغ ما قدرت له من العمر وقد قضيت له ذلك فإنما ينتهى له الكتاب الذي قدرت له لا يزاد عليه وليس أحد قضيت
له أنه قصير العمر والحياة ببالغ العمر ولكن ينتهى إلى الكتاب الذي كتب له فذلك قوله ولا ينقص من عمره الا في
كتاب يقول كل ذلك في كتاب عنده * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره
246

يقول لم يخلق الناس كلهم على عمر واحد لهذا عمر ولهذا عمر هو أنقص من عمره كل ذلك مكتوب لصاحبه بالغ
ما بلغ * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره قال ما من
يوم يعمر في الدنيا الا ينقص من أجله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن أبي مالك في قوله وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره قال ليس يوم يسلبه من عمره الا في كتاب كل يوم
في نقصان * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير في قوله وما
يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب قال مكتوب في أول الصحيفة عمره كذا وكذا ثم يكتب في أسفل ذلك
ذهب يوم ذهب يومان حتى يأتي على آخر عمره * وأخرج ابن أبي حاتم عن حسان بن عطية في قوله ولا ينقص من
عمره قال كل ما ذهب من يوم وليلة فهو نقصان من عمره * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج عن مجاهد
في قوله وما يعمر من معمر الا كتب الله له أجله في بطن أمه ولا ينقص من عمره يوم تضعه أمه بالغا ما بلغ يقول لم
يخلق الناس كلهم على عمر واحد لذا عمر ولذا عمر هو أنقص من عمر هذا وكل ذلك مكتوب لصاحبه بالغا ما بلغ
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال ألا ترى الناس يعيش الانسان مائة سنة وآخر يموت
حين يولد فهو هذا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال ليس من مخلوق الا كتب الله له عمره جملة فكل
يوم يمر به أو ليلة يكتب نقص من عمر فلان كذا وكذا حتى يستكمل بالنقصان عدة ما كان له من أجل مكتوب
فعمره جميعا في كتاب ونقصانه في كتاب * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني في الآية قال
لا يذهب من عمر انسان يوم ولا شهر ولا ساعة الا ذلك مكتوب محفوظ معلوم * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في
الآية قال أما العمر فمن بلغ ستين سنة وأما الذي ينقص من عمره فالذي يموت قبل ان يبلغ ستين سنة * وأخرج
ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وما يعمر من معمر قال في بطن أمه * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ولا
ينقص من عمره قال ما لفظت الأرحام من الأولاد من غير تمام * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن حذيفة بن
أسيد الغفاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو
بخمسة وأربعين ليلة فيقول أي رب أشقى أم سعيد ذكر أم أنثى فيقول الله ويكتبان ثم يكتب عمله ورزقه
وأجله وأثره ومصيبته ثم تنطوي الصحيفة فلا يزاد فيها ولا ينقص منها * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي
وأبو الشيخ عن عبد الله بن مسعود قال قالت أم حبيبة اللهم أمتعني بزوجي النبي صلى الله عليه وسلم وبأبي أبى
سفيان وبأخي معاوية فقال النبي صلى الله عليه وسلم فإنك سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق
مقسومة ولن يعجل شيئا قبل حله أو يؤخر شيئا عن حله ولو كنت سالت الله أن يعيذك من عذاب النار أو عذاب
القبر كان خيرا وأفضل * وأخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان في
بني إسرائيل اخوان ملكان على مدينتين وكان أحدهما بارا برحمه عادلا على رعيته وكان الآخر عاقا برحمه جائرا
على رعيته وكان في عصرهما نبي فأوحى الله إلى ذلك النبي انه قد بقى من عمر هذا البار ثلاث سنين وبقى من عمر هذا
العاق ثلاثون سنة فأخبر النبي رعية هذا ورعية هذا فأحزن ذلك رعية العادل وأحزن ذلك رعية الجائر ففرقوا بين
الأمهات والأطفال وتركوا الطعام والشراب وخرجوا إلى الصحراء يدعون الله تعالى أن يمتعهم بالعادل
ويزيل عنهم الجائر فأقاموا ثلاثا فأوحى الله إلى ذلك النبي ان أخبر عبادي أني قد رحمتهم وأجبت دعاءهم فجعلت
ما بقى من عمر هذا البار لذلك الجائر وما بقى من عمر الجائر لهذا البار فرجعوا إلى بيوتهم ومات العاق لتمام ثلاث
سنين وبقى العادل فيهم ثلاثين سنة ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا
في كتاب ان ذلك على الله يسير * قوله تعالى (وما يستوي البحران) * أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب
الايمان عن أبي جعفر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شرب الماء قال الحمد لله الذي جعله عذبا فراتا
برحمته ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
وما يستوي البجران هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج قال الأجاج المر ومن كل تأكلون لحما طريا أي منهما جميعا
وتستخرجون حلية تلبسونها هذا اللؤلؤ وترى الفلك فيه مواخر قال السفن مقبلة ومدبرة تجرى بريح واحدة
247

يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل قال نقصان الليل في زيادة النهار ونقصان النهار في زيادة الليل وسخر
الشمس والقمر كل يجرى إلى أجل مسمى قال أجل معلوم وحد لا يتعداه ولا يقصر دونه ذلكم الله ربكم يقول هو
الذي سخر لكم هذا * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي حاتم عن سنان بن سلمة انه سال ابن عباس عن
ماء البحر فقال بحران لا يضرك من أيهما توضأت ماء البحر وماء الفرات * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في
قوله ومن كل تأكلون لحما طريا قال السمك وتستخرجون حلية تلبسونها قال اللؤلؤ من البحر الأجاج * وأخرج
سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ما يملكون من قطمير
قال القطمير القشر وفي لفظ الجلد الذي يكون على ظهر النواة * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن
الأزرق قال له أخبرني عن قوله من قطمير قال الجلدة البيضاء التي على النواة قال وهل تعرف العرب ذلك قال
نعم أما سمعت أمية بن أبي الصلت وهو يقول
لم أنل منهم بسطا ولا زبدا * ولا فوفة ولا قطميرا
* وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال القطمير الذي بين النواة والتمرة القشر الأبيض * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله قطمير قال لفافه النواة كسحاة البصلة * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر عن الضحاك في قوله من قطمير قال رأس التمرة يعنى القمع * قوله تعالى (ان تدعوهم) الآية
* أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم
ولو سمعوا ما استجابوا لكم أي ما قبلوا ذلك منكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم قال لا يضرون ولا يقرون به ولا
ينبئك مثل خبير والله هو الخبير انه سيكون هذا من أمرهم يوم القيامة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في
قوله ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم قال هي الآلهة لا تسمع دعاء من دعاها وعبدها من دون الله تعالى ولو سمعوا
ما استجابوا لكم قال ولو سمعت الآلهة دعاءكم ما استجابوا لكم بشئ من الخير ويوم القيامة يكفرون بشرككم
قال بعبادتكم إياهم * قوله تعالى (ولا تزر وازرة) الآية * أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة
عن عمرو بن الأحوص ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع الا لا يجنى جان الا على نفسه لا يجنى والد
على ولده ولا مولود على والده * وأخرج سعيد بن منصور وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه عن أبي
رمثة قال انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأيته قال لأبي ابنك هذا قال أي ورب الكعبة
قال أما انه لا يجنى عليك ولا تجنى عليه ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تزر وازرة وزر أخرى * وأخرج ابن أبي
حاتم عن عطاء الخرساني في قوله وان تدع مثقلة إلى حملها قال إن تدع نفس مثقلة من الخطايا ذا قرابة أو غير ذي
قرابة لا يحمل عنها من خطاياها شئ * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وان
تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شئ يكون عليه وزر لا يجد أحدا يحمل عنه من وزره شيئا * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وان تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شئ كنحو لا تزر وازرة
وزر أخرى * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال إن الجار يتعلق بجاره يوم القيامة فيقول يا رب
سل هذا لم كان يغلق بابه دوني وان الكافر ليتعلق بالمؤمن يوم القيامة فيقول له يا مؤمن ان لي عندك يدا قد عرفت
كيف كنت في الدنيا وقد احتجت إليك اليوم فلا يزال المؤمن يشفع له إلى ربه حتى يرده إلى منزلة دون منزلة
وهو في النار وأن الوالد يتعلق بولده يوم القيامة فيقول يا بنى أي والد كنت لك فيثنى خيرا فيقول يا بنى انى احتجت
إلى مثقال ذرة من حسناتك أنجو بها مما ترى فيقول له ولده يا أبت ما أيسر ما طلبت ولكني لا أطيق أن أعطيك
شيئا أتخوف مثل الذي تخوفت فلا أستطيع ان أعطيك شيئا ثم يتعلق بزوجته فيقول يا فلانة أي زوج كنت
لك فتثني خيرا فيقول لها فإني أطلب إليك حسنة واحدة تهبيها لي لعلى أنجو مما ترين قالت ما أيسر ما طلبت
ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئا أتخوف مثل الذي تخوفت يقول الله وان تدع مثقلة إلى حملها الآية ويقول الله
يوما لا يجزى والد عن ولده ويوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله وان تدع مثقلة إلى حملها أي إلى ذنوبها لا يحمل منه شئ ولو كان ذا قربى قال قرابة قريبة
248

لا يحمل من ذنوبه شيئا ويحمل عليها غيرها من ذنوبها شيئا انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب يخشون النار
والحساب في قوله ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه أي من عمل عملا صالحا فإنما يعمل لنفسه وفي قوله وما يستوي
الآية قال خلق فضل بعضه على بعض فاما المؤمن فعبد حي الأثر حي البصر حي النية حي العمل والكافر عبد ميت
الأثر ميت البصر ميت القلب ميت العمل * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة وما يستوي
الأعمى والبصير الآية قال هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن يقول كما لا يستوي هذا وهذا كذلك لا يستوي
الكافر والمؤمن * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله وما يستوي الأعمى والبصير قال الكافر
والمؤمن ولا الظلمات قال الكفر ولا النور قال الايمان ولا الظلل قال الجنة ولا الحرور قال النار وما يستوي
الاحياء ولا الأموات قال المؤمن والكافر ان الله يسمع من يشاء قال يهدى من يشاء * وأخرج أبو سهل السرى
ابن سهل الجنديسابوري الخامس من حديثه من طريق عبد القدوس عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله انك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع من في القبور قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف على القتلى
يوم بدر ويقول هل وجدتم ما وعد ربكم حقا يا فلان بن فلان ألم تكفر بربك ألم تكذب نبيك ألم تقطع رحمك
فقالوا يا رسول الله أيسمعون ما تقول قال ما أنتم بأسمع منهم لما أقول فأنزل الله انك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع
من في القبور ومثل ضربه الله للكفار أنهم لا يسمعون لقوله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم
عن قتادة في قوله وما أنت بمسمع من في القبور فكذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع وفي قوله وان من أمة الا
خلا فيها نذير يقول كل أمة قد كان لها رسول جاءها من الله وفي قوله وان يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم قال
يعزى نبيه جاءتهم رسلهم بالبينات والزبر والكتاب ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير قال شديد والله لقد
عجل لهم عقوبة الدنيا ثم صيرهم إلى النار * قوله تعالى (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء) الآية * أخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ألم تر ان الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها قال
أحمر وأصفر ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها أي جبال حمر وغرابيب سود والغرابيب السود يعنى لونه
كما اختلفت ألوان هذه الجبال وألوان الناس والدواب والانعام كذلك انما يخشى الله من عباده العلماء قال كان
يقال كفى بالرهبة علما * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ثمرات مختلفا
ألوانها قال الأبيض والأحمر والأسود وفي قوله ومن الجبال جدد بيض قال طرائق بيض يعنى الألوان * وأخرج
البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيصبغ ربك قال نعم صبغا
لا ينقض احمر واصفر وابيض * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني
عن قوله جدد قال طرائق طريقة بيضاء وطريقة خضراء قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت الشاعر
وهو يقول قد غادر السبع في صفحاتها جددا * كأنها طرق لاحت على أكم
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله ومن الجبال جدد بيض قال طرائق
بيض وغرابيب سود قال جبال سود * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الغربيب الأسود الشديد
السواد * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله مختلفا ألوانها منها الأحمر والأبيض
والأخضر والأسود وكذلك ألوان الناس منهم الأحمر والأسود والأبيض وكذلك والدواب والانعام * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله ومن الجبال جدد قال
طرائق تكون في الجبل بيض وحمر فتلك الجدد وغرابيب سود قال جبال سود ومن الناس والدواب والانعام
الآية قال كذلك اختلاف الناس والدواب والانعام كاختلاف الجبال ثم قال انما يخشى الله من عباده العلماء فلا
فضل لما قبلها * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ومن الجبال جدد بيض قال طرائق مختلفة كذلك
اختلاف ما ذكر من اختلاف ألوان الناس والدواب والانعام كذلك كما اختلفت هذه الانعام تختلف الناس في
خشية الله كذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال الخشية والايمان والطاعة والتشتت
في الألوان * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما انما يخشى الله من عباده العلماء قال العلماء بالله
249

الذين يخافونه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انما
يخشى الله من عباده العلماء قال الذين يعلمون ان الله على كل شئ قدير * وأخرج ابن أبي حاتم وابن عدي عن
ابن مسعود رضي الله عنه قال ليس العلم من كثرة الحديث ولكن العلم من الخشية * وأخرج ابن المنذر عن
يحيى بن أبي كثير قال العالم من خشى الله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن صالح أبى الخليل رضي الله عنه
في قوله انما يخشى الله من عباده العلماء قال أعلمهم الله أشدهم له خشية * واخرج ابن أبي حاتم من
طريق سفيان عن أبي حيان التيمي عن رجل قال كان يقال العلماء ثلاثة عالم بالله وعالم بأمر الله وعالم بالله ليس
بعالم بأمر الله وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله فالعالم بالله وبأمر الله الذي يخشى الله ويعلم الحدود والفرائض
والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله الذي يخشى الله ولا يعلم الحدود ولا الفرائض والعالم بأمر الله ليس بعالم بالله الذي
يعلم الحدود والفرائض ولا يخشى الله * وأخرج ابن أبي حاتم وابن عدي عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال إن
العلم ليس بكثرة الرواية انما العلم نور يقذفه الله في القلب * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن
رضي الله عنه قال الايمان من خشى الله بالغيب ورغب فيما رغب الله فيه وزهد فيما أسخط الله ثم تلا انما يخشى
الله من عباده العلماء * وأخرج عبد بن حميد عن مسروق قال كفى بالمرء علما أن يخشى الله وكفى بالمرء جهلا
أن يعجب بعمله * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال كفى بخشية الله علما وكفى باغترار المرء جهلا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه
قال الفقيه من يخاف الله * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن العباس العمى قال بلغني ان داود
عليه السلام قال سبحانك تعاليت فوق عرشك وجعلت خشيتك على من في السماوات والأرض فاقرب خلقك
إليك أشدهم لك خشية وما علم من لم يخشك وما حكمة من لم يطع أمرك * وأخرج أحمد في الزهد عن ابن مسعود
رضي الله عنه قال ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية * وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي والحاكم عن
الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم علمان علم في القلب فذاك العلم النافع وعلم على
اللسان فتلك حجة الله على خلقه * وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال بحسب المرء من العلم أن يخشى الله
* وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس
نائمون وبنهاره إذا الناس يفطرون وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون وبصمته إذا الناس
يخلطون وبخشوعه إذا الناس يختالون وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون صخابا ولا صياحا ولا حديدا * وأخرج
الخطيب في المتفق والمفترق عن وهب بن منبه قال أقبلت مع عكرمة أقود ابن عباس رضي الله عنهما بعدما ذهب
بصره حتى دخل المسجد الحرام فإذا قوم يمترون في حلقة لهم عند باب بنى شيبة فقال أمل بي إلى حلقة المراء
فانطلقت به حتى أتاهم فسلم عليهم فأرادوه على الجلوس فأبى عليهم وقال انتسبوا إلى أعرفكم فانتسبوا إليه فقال
أما علمتم أن لله عبادا أسكتتهم خشيته من غير عي ولا بكم انهم لهم الفصحاء النطقاء النبلاء العلماء بأيام الله غير أنهم
إذا ذكروا عظمة الله طاشت عقولهم من ذلك وانكسرت قلوبهم وانقطعت ألسنتهم حتى إذا استقاموا من
ذلك سارعوا إلى الله بالاعمال الزاكية فأين أنتم منهم ثم تولى عنهم فلم ير بعد ذلك رجلان * وأخرج الخطيب فيه
أيضا عن سعيد بن المسيب قال أوضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه للناس ثماني عشرة كلمة حكم كلها قال
ما عاقبت من عصى الله فيك مثل أن تطيع الله فيه وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك منه ما يغلبك ولا تظنن
بكلمة خرجت من مسلم شرا أنت تجد لها في الخير محملا ومن عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء الظن به من
كتم سره كانت الخيرة في يده وعليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء عدة في البلاء وعليك
بالصدق وان قتلك ولا تعرض فيما لا يعنى ولا تسأل عما لم يكن فان فيما كان شغلا عما لم يكن ولا تطلب حاجتك إلى
من لا يحب نجاحها لك ولا تهاون بالحلف الكاذب فيهلكك الله ولا تصحب الفجار لتعلم من فجورهم واعتزل عدوك
واحذر صديقك الا الأمين ولا أمين الا من خشى الله وتخشع عند القبور وذل عند الطاعة واستعصم عند المعصية
واستشر الذين يخشون الله فان الله تعالى يقول انما يخشى الله من عباده العلماء * وأخرج عبد بن حميد
250

عن مكحول قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العالم والعابد فقال فضل العالم على العابد كفضلي على
أدناكم ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية انما يخشى الله من عباده لعلماء ثم قال إن الله وملائكته وأهل
السماء وأهل لأرض والنون في البحر ليصلون على معلمي الخير * قوله تعالى (ان الذين يتلون كتاب الله) الآيات
* أخرج عبد الغنى بن سعيد الثقفي في تفسيره عن ابن عباس أن حصين بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد
مناف القرشي نزلت فيه ان الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة لآية * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله يرجون تجارة لن تبور قال الجنة لن تبور لا تبيد ليوفيهم أجورهم
ويزيدهم من فضله قال هو كقوله ولدينا مزيد انه غفور قال لذنوبهم شكور لحسناتهم * وأخرج ابن أبي
حاتم عن السدى في قوله يرجون تجارة لن تبور قال لن تهلك * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير
ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ان الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة الآية قال
كان مطرف بن عبد الله يقول هذه آية القراء * قوله تعالى (ثم أورثنا الكتاب) الآية * أخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من
عبادنا قال هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ورثهم الله كل كتاب انزل فظالمهم مغفور له ومقتصدهم يحاسب حسابا
يسيرا وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب * وأخرج الطيالسي وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال في هذه الآية ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق
بالخيرات قال هؤلاء كلهم بمنزلة واحدة وكلهم في الجنة * وأخرج الفريابي وأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن أبي الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول قال الله تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق
بالخيرات بإذن الله فاما الذين سبقوا فأولئك يدخلون الجنة بغير حساب واما الذين اقتصدوا فأولئك الذين يحاسبون
حسابا يسيرا وأما الذين ظلموا أنفسهم فأولئك يحبسون في طول المحشر ثم هم الذين تلقاهم الله برحمة فهم الذين
يقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب
ولا يمسنا فيها لغوب قال البيهقي ان أكثر الروايات في حديث ظهر أن للحديث أصلا * وأخرج الطيالسي وعبد
ابن حميد وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والحاكم وابن مردويه عن عقبة بن صهبان قلت لعائشة أرأيت
قول الله ثم أورثنا الكتاب الآية قالت أما السابق فقد مضى في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد له بالجنة
وأما المقتصد فمن اتبع أمرهم فعمل بمثل أعمالهم حتى يلحق بهم وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلك ومن اتبعنا وكل
في الجنة * وأخرج الطبراني والبيهقي في البعث عن أسامة بن زيد رضي الله عنه فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد
ومنهم سابق بالخيرات قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم من هذه الأمة وكلهم في الجنة * وأخرج ابن أبي
حاتم والطبراني عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمتي ثلاثة أثلاث فثلث يدخلون الجنة بغير
حساب وثلث يحاسبون حسابا يسيرا ثم يدخلون الجنة وثلث يمحصون ويكسفون ثم تأتى الملائكة فيقولون
وجدناهم يقولون لا إله إلا الله وحده فيقول الله ادخلوهم الجنة بقولهم لا إله إلا الله وحده واحملوا خطاياهم على
أهل التكذيب وهي التي قال الله وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وتصديقا في التي ذكر الملائكة قال الله
تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فجعلهم ثلاثة أنواع فمنهم ظالم لنفسه فهذا الذي يكسف
ويمحص ومنهم مقتصد وهو الذي يحاسب حسابا يسيرا ومنهم سابق بالخيرات فهو الذي يلج الجنة بغير حساب ولا
عذاب بإذن الله يدخلونها جميعا لم يفرق بينهم يحلون فيها من أساور من ذهب إلى قوله لغوب * وأخرج ابن
جرير عن ابن مسعود قال هذه الآية ثلاثة أثلاث يوم القيامة ثلث يدخلون الجنة بغير حساب وثلث يحاسبون
حسابا يسيرا وثلث يحبسون بذنوب عظام الا انهم لم يشركوا فيقول الرب ادخلوا هؤلاء في سعة رحمتي ثم قرأ
ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي
251

في البعث عن عمر بن الخطاب انه كان إذا نزع بهذه الآية قال الا ان سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له
* وأخرج العقيلي وابن لآل وابن مردويه والبيهقي من وجه آخر عن عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له وقرأ عمر فمنهم ظالم لنفسه الآية * وأخرج ابن
النجار عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له * وأخرج الطبراني
عن ابن عباس قال السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب والمقتصد برحمة الله والظالم لنفسه وأصحاب الأعراف
يدخلون الجنة بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم
وابن مردويه عن عثمان بن عفان انه نزع بهذه الآية قال إن سابقنا أهل جهاد الا وان مقتصدنا ناج أهل حضرنا
الا وان ظالمنا أهل بدونا * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في البعث عن البراء بن عازب في قوله فمنهم ظالم
لنفسه قال أشهد على الله انه يدخلهم الجنة جميعا * وأخرج الفريابي وابن مردويه عن البراء قال قرأ رسول الله
صلى الله عليه وسلم هذه الآية ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا قال كلهم ناج وهي هذه الأمة
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن ابن عباس في قوله ثم أورثنا الكتاب الآية قال هي مثل الذين في الواقعة
أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون صنفان ناجيان وصنف هالك * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور
وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله فمنهم ظالم لنفسه الآية قال الظالم
لنفسه هو الكافر والمقتصد أصحاب اليمين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي
عن كعب الأحبار أنه تلا هذه الآية ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا إلى قوله لغوب قال دخلوها
ورب الكعبة وفي لفظ قال كلهم في الجنة ألا ترى على أثره والذين كفروا لهم نار جهنم فهؤلاء أهل النار فذكر
ذلك للحسن فقال أبت ذلك عليهم الواقعة * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي امامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر الجنة فقال مسورون بالذهب والفضة مكللة بالدر وعليهم أكاليل من در وياقوت متواصلة وعليهم
تاج كتاج الملوك جرد مرد مكحلون * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول يبعث الله الناس على ثلاثة أصناف وذلك في قول الله فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق
بالخيرات فالسابق بالخيرات يدخل الجنة بلا حساب والمقتصد يحاسب حسابا يسيرا والظالم لنفسه يدخل الجنة
برحمة الله * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ثم أورثنا الكتاب قال جعل الله أهل الايمان
على ثلاثة منازل كقوله أصحاب الشمال ما أصحاب الشمال وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين والسابقون
السابقون أولئك المقربون فهم على هذا المثال * وأخرج ابن مردويه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله
فمنهم ظالم لنفسه قال الكافر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة فمنهم ظالم لنفسه قال هذا المنافق ومنهم
مقتصد قال هذا صاحب اليمين ومنهم سابق بالخيرات قال هذا المقرب قال قتادة كان الناس ثلاث منازل عند
الموت وثلاث منازل في الدنيا وثلاث منازل في الآخرة فاما الدنيا فكانوا مؤمن ومنافق ومشرك وأما عند الموت
فان الله قال فاما ان كان من المقربين الآية واما ان كان من أصحاب اليمين الآية واما ان كان من المكذبين
الضالين وأما الآخرة فكانوا أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك
المقربون * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن الحسن فمنهم ظالم لنفسه قال هو المنافق سقط والمقتصد والسابق
بالخيرات في الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبيهقي عن عبيد بن عمير في الآية قال كلهم
صالح * وأخرج عبد بن حميد عن صالح أبى الخليل قال قال كعب يلومني أحبار بني إسرائيل انى دخلت في أمة
فرقهم الله ثم جمعهم مثم أدخلهم الجنة ثم تلا هذه الآية ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا حتى بلغ جنات
عدن يدخلونها قال قال فأدخلهم الله الجنة جميعا * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال العلماء ثلاثة منهم عالم
لنفسه ولغيره فذلك أفضلهم وخيرهم ومنهم عالم لنفسه محسن ومنهم عالم لا لنفسه ولا لغيره فذلك شرهم * وأخرج
عبد بن حميد عن أبي مسلم الخولاني قال قرأت في كتاب الله ان هذه الأمة تصنف يوم القيامة على ثلاثة أصناف
صنف منهم يدخلون الجنة بغير حساب وصنف يحاسبهم الله حسابا يسيرا ويدخلون الجنة وصنف يوقفون ويؤخذ
252

منهم ما شاء الله ثم يدركهم عفو الله وتجاوزه * وأخرج عبد بن حميد عن كعب في قوله جنات عدن يدخلونها
قال دخلوها ورب الكعبة فأخبر الحسن بذلك فقال أبت والله ذلك عليهم الواقعة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن الحارث ان ابن عباس سال كعبا عن قوله ثم أورثنا الكتاب الذين
اصطفينا من عبادنا الآية قال نجوا كلهم ثم قال تحاكت مناكبهم ورب الكعبة ثم أعطوا الفضل بأعمالهم
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن الحنفية قال أعطيت هذه الأمة ثلاثا لم يعطها أمة كانت قبلها منهم ظالم
لنفسه مغفور له ومنهم مقتصد في الجنان ومنهم مسابق بالمكان الأعلى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه قال هم أصحاب المشأمة
ومنهم مقتصد قال هم أصحاب الميمنة ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله قال هم السابقون من الناس كلهم * وأخرج
عبد بن حميد عن قتادة في قوله ذلك هو الفضل الكبير قال ذاك من نعمة الله * وأخرج الترمذي والحاكم وصححه
والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله جنات عدن يدخلونها يحلون فيها
من أساور من ذهب ولؤلؤا فقال إن عليهم التيجان ان أدنى لؤلؤة منها لتضئ ما بين المشرق والمغرب * واخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أهل الجنة حين دخلوا الجنة وقالوا الحمد لله
الذي أذهب عنا الحزن قال هم قوم كانوا في الدنيا يخافون الله ويجتهدون له في العبادة سرا وعلانية وفي قلوبهم
حزن ومن ذنوب قد سلفت منهم فهم خائفون ان لا يتقبل منهم هذا الاجتهاد من الذنوب التي سلفت فعندها
قالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور غفر لنا العظيم وشكر لنا القليل من أعمالنا
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الحمد
لله الذي أذهب عنا الحزن قال حزن النار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله الذي
أذهب عنا الحزن قال ما كانوا يعملون * وأخرج الحاكم وأبو نعيم وابن مردويه عن صهيب رضي الله عنه سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المهاجرون هم السابقون المدلون على ربهم والذي نفس محمد بيده انهم ليأتون
يوم القيامة على عواتقهم السلاح فيقرعون باب الجنة فتقول لهم الخزنة من أنتم فيقولون نحن المهاجرون
فتقول لهم الخزنة هل حوسبتم فيجثون على ركبهم ويرفعون أيديهم إلى السماء فيقولون أي رب أبهذه نحاسب
قد خرجنا وتركنا الاهل والمال والولد فيمثل الله لهم أجنحة من ذهب مخوصة بالزبرجد والياقوت فيطيرون
حتى يدخلوا الجنة فذلك قوله وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إلى قوله ولا يمسنا فيها لغوب قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم فلهم بمنازلهم في الجنة أعرف منهم بمنازلهم في الدنيا * وأخرج ابن المنذر عن شمر بن عطية رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث دخلوا الجنة قالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن قال حزنهم هو
الحزن * وأخرج ابن أبي حاتم عن شمر بن عطية رضي الله عنه في قوله الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن قال
الجوع * وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه في قوله الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن قال طلب الخبز
في الدنيا فلا نهتم له كاهتمامنا له في الدنيا طلب الغداء والعشاء * وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه
قال ينبغي لمن يحزن ان يخاف ان لا يكون من أهل الجنة لانهم قالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن
وينبغي لمن يشفق ان يخاف ان لا يكون من أهل الجنة لانهم قالوا انا كنا قبل في أهلنا مشفقين * وأخرج سعيد
ابن منصور وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن شمر بن عطية رضي الله عنه
في قوله الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن قال حزن الطعان ان ربنا لغفور شكور قال غفر لهم الذنوب التي
عملوها وشكر لهم الخير الذي دلهم عليه فعملوا به فانا بهم عليه * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي رافع رضي الله عنه
قال يأتي يوم القيامة العبد بدواوين ثلاثة بديوان فيه النعم وديوان فيه ذنوبه وديوان فيه حسناته فيقال لأصغر
نعمة عليه قومي فاستوفى ثمنك من حسناته فتقوم فتستوهب تلك النعمة حسناته كلها وتبقى بقية النعم
عليه وذنوبه كاملة فمن ثم يقول العبد إذا أدخله الله الجنة ان ربنا لغفور شكور * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان ربنا لغفور شكور يقول غفور لذنوبهم
253

شكور لحسناتهم الذي أحلنا دار المقامة من فضله قال أقاموا فلا يتحولون ولا يحولون لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا
فيها لغوب قال قد كان القوم ينصبون في الدنيا في طاعة الله وهم قوم جهدهم الله قليلا ثم أراحهم كثيرا فهنيئا لهم
* وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال قال رجل
يا رسول الله ان النوم مما يقر الله به أعيننا في الدنيا فهل في الجنة من نوم قال لا ان النوم شريك الموت وليس في
الجنة موت قال يا رسول الله فما راحتهم فأعظم ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقال ليس فيها لغوب كل أمرهم
راحة فنزلت لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه لا يمسنا فيها نصب
أي وجع * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لغوب قال إعياء * قوله
تعالى (وهم يصطرخون فيها) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وهم
يصطرخون فيها قال يستغيثون فيها * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أولم نعمركم
ما يتذكر فيه من تذكر قال ستين سنة * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبيهقي في سننه وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة قيل أين أبناء الستين وهو العمر الذي قال الله أولم نعمركم
ما يتذكر فيه من تذكر * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري والنسائي والبزار وابن جرير وابن أبي حاتم
والحاكم وابن مردويه عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعذر الله إلى امرئ
أخر عمره حتى بلغ ستين سنة * وأخرج عبد بن حميد والطبراني والروياني في الأمثال والحاكم وابن مردويه
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغ العبد ستين سنة فقد أعذر الله إليه في
العمر * وأخرج ابن جرير عن علي رضي الله عنه في الآية قال العمر الذي عمرهم الله به ستون سنة * وأخرج
الرامهرمزي في الأمثال عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمره الله ستين
سنة أعذر إليه في العمر يريد أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر * وأخرج الترمذي وابن المنذر والبيهقي
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم
من يجوز ذلك * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال العمر ستون سنة * وأخرج ابن جرير وابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر قال هو ست وأربعون سنة * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر قال أربعين
سنة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال اعملوا ان طول العمر حجة فنعوذ
بالله ان نعير بطول العمر قال نزلت وان فيهم لابن ثمان عشرة سنة وفي قوله وجاءكم النذير قال احتج عليهم
بالعمر والرسل * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله وجاءكم النذير قال محمد صلى الله عليه
وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وجاءكم النذير قال محمد صلى الله عليه
وسلم وقرأ هذا نذير من النذر الأولى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في
قوله وجاءكم النذير قال الشيب * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما وجاءكم
النذير قال الشيب * قوله تعالى (هو الذي جعلكم خلائف في الأرض) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله هو الذي جعلكم خلائف في الأرض قال أمة بعد أمة * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله هو الذي جعلكم خلائف في الأرض قال أمة بعد
أمة وقرنا بعد قرن وفي قوله أروني ماذا خلقوا من الأرض قال لا شئ والله خلقوا منها وفي قوله أم لهم شرك في
السماوات قال لا والله ما لهم فيهما من شرك أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه يقول أم آتيناهم كتابا فهو يأمرهم
ان لا يشركوا بي * قوله تعالى (ان الله يمسك السماوات والأرض) الآية * أخرج أبو يعلى وابن جرير وابن أبي
حاتم والدارقطني في الافراد وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات والخطيب في تاريخه عن أبي هريرة رضى
254

الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وقع في نفس موسى عليه السلام هل ينام الله عز وجل فأرسل
الله ملكا إليه فارقه ثلاثا وأعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره ان يتحفظ بهما فجعل ينام وتكاد يداه يلتقيان
ثم يستيقظ فيحبس إحداهما عن الأخرى حتى نام نومة فاصطفقت يداه وانكسرت القارورتان قال ضرب الله له
مثلا ان الله تبارك وتعالى لو كان ينام ما كان يمسك السماء ولا الأرض * وأخرج ابن أبى حاتم عن خرشة بن الحر
رضي الله عنه قال حدثني عبد الله بن سلام ان موسى عليه السلام قال يا جبريل هل ينام ربك فقال جبريل
يا رب ان عبدك موسى يسألك هل تنام فقال الله يا جبريل قل له فليأخذ بيده قارورتين وليقم على الجبل من
أول الليل حتى يصبح فقام على الجبل وأخذ قارورتين فصبر فلما كان آخر الليل غلبته عيناه فسقطتا فانكسرتا
فقال يا جبريل انكسرت القارورتان فقال الله يا جبريل قل لعبدي انى لو نمت لزالت السماوات والأرض
* وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق عن عكرمة قال أسر موسى عليه السلام إلى الملائكة هل ينام رب العزة
قال فسهر موسى أربعة أيام ولياليهن ثم قام على المنبر يخطب ورفع إليه قارورتين في كل يد قارورة وأرسل الله
عليه النعاس وهو يخطب إذا أدنى يده من الأخرى وهو يضرب القارورة على الأخرى ففزع ورد يده ثم خطب ثم
أدنى يده فضرب بها على الأخرى ففزع ثم قال لا إله إلا الله الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم قال عكرمة السنة
التي يضرب برأسه وهو جالس والنوم الذي يرقد * وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن سعيد بن أبي بردة
عن أبيه رضي الله عنه ان موسى عليه السلام قال له قومه أينام ربك قال اتقوا الله ان كنتم مؤمنين فأوحى
الله إلى موسى ان خذ قارورتين فاملأهما ماء ففعل فنعس فنام فسقطتا من يده فانكسرتا فأوحى الله إلى موسى
انى أمسك السماوات والأرض ان تزولا ولو نمت لزالتا قال البيهقي رضي الله عنه هذا أشبه ان يكون هو المحفوظ
* وأخرج الطبراني في كتاب السنة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه ان بني إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام
هل ينام ربنا الخ * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا أتيت
سلطانا مهيبا تخاف ان يسطو عليك فقل الله أكبر الله أعز من خلقه جميعا الله أعز مما أخاف وأحذر أعوذ بالله
الذي لا اله الا هو الممسك السماوات السبع ان يقعن على الأرض الا باذنه من شر عبدك فلان وجنوده واتباعه
وأشياعه من الجن والإنس اللهم كن لي جارا من شرهم جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك ولا اله غيرك ثلاث
مرات * وأخرج ابن السني في عمل يوم وليلة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إن العبد إذا دخل بيته وأوى إلى فراشه ابتدره ملكه وشيطانه يقول شيطانه اختم بشر ويقول الملك اختم يخير
فان ذكر الله ووحده طرد الملك الشيطان وظل يكلؤه وان هو انتبه من منامه وابتدره ملكه وشيطانه يقول له
الشيطان افتح بشر ويقول الملك افتح بخير فان هو قال الحمد لله الذي رد إلى نفسي بعد موتها ولم يمتها في منامها الحمد
لله الذي يمسك السماوات والأرض ان تزولا ولئن زالتا ان أمسكهما من أحد من بعده انه كان حليما غفورا وقال
الحمد لله الذي يمسك السماء ان تقع على الأرض الا باذنه ان الله بالناس لرؤف رحيم قال فان خرج من فراشه
فمات كان شهيدا وان قام يصلى صلى * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
من طريق أبى مالك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الأرض على حوت والسلسلة على أذن الحوت في يد الله
تعالى فذلك قوله ان الله يمسك السماوات والأرض ان تزولا قال من مكانهما * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ان
كعبا كان يقول إن السماء تدور على نصب مثل نصب الرحا فقال حذيفة بن اليمان كذب كعب ان الله يمسك
السماوات والأرض أن تزولا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن شقيق قال
قيل لابن مسعود ان كعبا يقول إن السماء تدور في قطبة مثل قطبة الرحا في عمود على منكب ملك فقال كذب
كعب ان الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا وكفى بها زوالا تدور * قوله تعالى (وأقسموا بالله) الآيات
* أخرج ابن أبي حاتم عن أبي هلال أنه بلغه ان قريشا كانت تقول ان الله بعث منا نبيا ما كانت أمة من الأمم أطوع
لخالقها ولا أسمع لنبيها ولا أشد تمسكا بكتابها منا فأنزل الله لو أن عندنا ذكرا من الأولين ولو أنا أنزل علينا الكتاب
لكنا أهدى منهم وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم وكانت اليهود
255

تستفتح به على الأنصار فيقولون انا نجد نبيا يخرج * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله فلما جاءهم
نذير قال هو محمد صلى الله عليه وسلم ما زادهم الا نفورا استكبارا في الأرض ومكر السيئ وهو الشرك ولا يحيق
المكر السئ الا باهله أي الشرك فهل ينظرون الا سنة الأولين قال عقوبة الأولين * وأخرج ابن المنذر عن ابن
جريج في قوله وأقسموا بالله جهد أيمانهم قال قريش ليكونن أهدى من إحدى الأمم قال أهل الكتاب وفي قوله
تعالى ومكر السيئ قال الشرك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال ثلاث
من فعلهن لم ينج حتى ينزل به من مكر أو بغى أو نكث ثم قرأ ولا يحيق المكر السيئ الا باهله يا أيها الناس انما بغيكم
على أنفسكم ومن نكث فإنما ينكث على نفسه * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سفيان عن أبي زكريا
الكوفي عن رجل حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إياكم والمكر السيئ فإنه لا يحيق المكر السيئ لا باهله
ولهم من الله طالب * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله فهل ينظرون الا سنة الأولين قال هل ينظرون
الا ان يصيبهم من العذاب مثل ما أصاب الأولين من العذاب * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وما كان الله
ليعجزه قال لن يفوته * قوله تعالى (ولو يؤاخذ الله الناس) الآية * أخرج الفريابي وابن المنذر والطبراني
والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال إن كان الجعل ليعذب في حجره من ذنب ابن آدم ثم قرأ ولو يؤاخذ الله
الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة والله أعلم
* (سورة يس عليه السلام) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة يس بمكة * وأخرج
ابن مردويه عن عائشة قالت نزلت سورة يس بمكة * وأخرج الدارمي والترمذي والبيهقي في شعب الايمان عن
أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لكل شئ قلبا وقلب القلب يس ومن قرأ يس كتب الله له
بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات * وأخرج البزار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لكل
شئ قلبا وقلب القرآن يس * وأخرج الدارمي وأبو يعلى والطبراني في الأوسط وابن مردويه والبيهقي في شعب
الايمان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر الله له تلك الليلة
* وأخرج ابن حبان عن جندب بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه
الله غفر له * وأخرج الدارمي عن الحسن قال من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له وقال بلغني انها تعدل
القرآن كله * وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة ومحمد بن نصر وابن حبان والطبراني والحاكم
والبيهقي في شعب الايمان عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يس قلب القرآن لا يقرؤها
عبد يريد الله والدار الآخرة الا غفر له ما تقدم من ذنبه فاقرأوها على موتاكم * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي
عن حسان بن عطية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سورة يس تدعى في التوراة المعمة تعم صاحبها
بخير الدنيا والآخرة وتكابد عنه بلوى الدنيا والآخرة وتدفع عنه أهاويل الدنيا والآخرة وتدعى المدافعة
القاضية تدفع عن صاحبها كل سوء وتقضى له كل حاجة من قرأها عدلت له عشرين حجة ومن سمعها عدلت له
ألف دينار في سبيل الله ومن كتبها ثم شربها أدخلت جوفه ألف دواء وألف نور وألف يقين وألف بركة وألف
رحمة ونزعت عنه كل غل وداء قال البيهقي تفرد به محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني عن سليمان بن رفاع
الجندي وهو منكر * وأخرج الخطيب من حديث أنس مثله * وأخرج الخطيب عن علي قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من سمع سورة يس عدلت له عشرين دينارا في سبيل الله ومن قرأها عدلت له عشرين حجة
ومن كتبها وشربها أدخلت جوفه ألف يقين وألف نور وألف بركة وألف رحمة وألف رزق ونزعت منه كل
غل وداء * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أبي عثمان النهدي قال أبو برزة من قرأ يس مرة فكأنما قرأ
القرآن عشر مرات وقال أبو سعيد من قرأ يس مرة فكأنما قرأ القرآن مرتين قال أبو برزة تحدث أنت بما
سمعت وأحدث أنا بما سمعت * وأخرج البزار عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لوددت انها في قلب
كل انسان من أمتي يعنى يس * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن أنس قال قال رسول الله صلى الله
256

عليه وسلم من داوم على قراءة يس كل ليلة ثم مات مات شهيدا * وأخرج الدارمي عن عطاء بن أبي رباح قال بلغني ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ يس في صدر النهار قضيت حوائجه * وأخرج الدارمي عن ابن عباس قال
من قرأ يس حين يصبح أعطى يسر يومه حتى يمسي ومن قرأها في صدر ليله أعطى يسر ليله حتى يصبح * وأخرج
ابن مردويه والديلمي عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ميت يقرأ عنده يس الا هون الله عليه
* وأخرج أبو الشيخ في فضائل القرآن والديلمي من حديث أبي ذر مثله * وأخرج ابن سعد وأحمد في مسنده
عن صفوان بن عمرو قال كانت المشيخة يقولون إذا قرئت يس عند الميت خفف عنه بها * وأخرج البيهقي في شعب
الايمان عن أبي قلابة قال من قرأ يس غفر له ومن قرأها عند طعام خاف قلته كفاه ومن قرأها عند ميت هون
عليه ومن قرأها عند امرأة عسر عليها ولدها يسر عليها ومن قرأها فكأنما قرأ القرآن إحدى عشرة مرة ولكل
شئ قلب وقلب القرآن يس قال البيهقي هكذا نقل إلينا عن أبي قلابة وهو من كبار التابعين ولا يقول ذلك أن صح
عنه الا بلاغا * وأخرج الحاكم والبيهقي عن أبي جعفر محمد بن علي قال من وجد في قلبه قسوة فليكتب يس
والقرآن الحكيم في جام من زعفران ثم يشربه * وأخرج سعيد بن منصور من طريق سماك بن حرب عن رجل
من أهل المدينة عمن صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة فقرأ بقاف والقرآن المجيد ويس والقرآن
الحكيم * وأخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ يس فكأنما قرأ
القرآن عشر مرات * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل شئ قلب
وقلب القرآن يس ومن قرأ يس فكأنما قرأ القرآن عشر مرات * وأخرج ابن مردويه من حديث أبي هريرة
وأنس مثله * وأخرج ابن سعد عن عمار بن ياسر انه كان يقرأ كل يوم جمعة على المنبر يس * وأخرج محمد بن
عثمان وابن أبي شيبة في تاريخه والطبراني وابن عساكر عن خريم بن فاتك قال خرجت في طلب إبل لي وكنا إذا
نزلنا بواد نقول نعوذ بعزيز هذا الوادي فتوسدت ناقة وقلت أعوذ بعزيز هذا الوادي فإذا هاتف يهتف بي ويقول
ويحك عذ بالله ذي الجلال * منزل الحرام والحلال
ووحد الله ولا تبالي * ما كيد ذا الجن من الأهوال
إذ يذكر الله على الأميال * وفي سهول الأرض والجبال
وصار كيد الجن في سفال * الا التقى وصالح الأعمال
فقلت له أيها القائل ما تقول * أرشد عندك أم تضليل
فقال هذا رسول الله ذا الخيرات * جاء بياسين وحاميمات
وسور بعد مفصلات * يأمر بالصلاة والزكاة
ويزجر الأقوام عن هنات * فذاك في الأنام منكرات
فقلت له من أنت قال ملك من ملوك الجن بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جن نجد قلت أما كان لي من
يؤدى إبلي هذه إلى أهلي لآتيه حتى أسلم قال فانا أؤديها فركبت بعيرا منها ثم تقدمت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم
على المنبر فلما رآني قال ما فعل الرجل الذي ضمن لك أن يؤدى إبلك أما انه قد أداها سالمة * وأخرج الطبراني في
الأوسط عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح بيس * وأخرج ابن النجار في تاريخه
عن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من زار قبر والديه أو أحدهما في كل جمعة فقرأ عندهما
يس غفر الله له بعدد كل حرف منها * وأخرج أبو نصر السجزي في الإبانة وحسنه عن عائشة قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان في القرآن لسورة تدعى العظيمة عند الله يدعى صاحبها الشريف عند الله يشفع صاحبها
يوم القيامة في أكثر من ربيعة ومضر وهي سورة يس * وأخرج الترمذي والطبراني والحاكم وصححه عن ابن
عباس قال قال علي بن أبي طالب يا رسول الله ان القرآن ينفلت من صدري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا
أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع من علمته قال نعم بابى أنت وأمي قال صل ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ في
الركعة الأولى بفاتحة الكتاب ويس وفي الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان وفي الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل
257

السجدة وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله واثن عليه وصل على النبيين
واستغفر للمؤمنين ثم قل اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني وارحمني مالا أتكلف مالا يعنيني وارزقني
حسن النظر فيما يرضيك عنى وأسألك أن تنور بالكتاب بصرى وتطلق به لساني وتفرج به عن قلبي وتشرح به
صدري وتستعمل به بدني وتقويني على ذلك وتعينني عليه فإنه لا يعينني على الخير غيرك ولا يوفق له الا أنت فافعل
ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تحفظه بإذن الله وما أخطأ مؤمنا قط فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعد سبع جمع
فأخبره بحفظه القرآن والحديث فقال النبي صلى الله عليه وسلم مؤمن ورب الكعبة علم أبا حسن علم أبا حسن
* قوله تعالى (يس والقرآن الحكيم) الآيات * أخرج ابن مردويه من طريق ابن عباس قال يس محمد صلى
الله عليه وسلم وفي لفظ قال يا محمد * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن محمد بن الحنفية في قوله
يس قال يا محمد * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس
في قوله يس قال يا انسان * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وعكرمة والضحاك مثله * وأخرج ابن جرير وابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يس قال يا انسان بالحبشية * وأخرج ابن أبي حاتم عن أشهب قال
سالت مالك بن أنس أينبغي لأحد أن يتسمى بيس فقال ما أراه ينبغي لقوله يس والقرآن الحكيم يقول هذا اسمي
تسميت به * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله الله يس والقرآن الحكيم قال يقسم الله بما يشاء ثم نزع بهذه
الآية سلام على آل ياسين كأنه يرى أنه سلم على رسوله * وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن أبي كثير في قوله يس
والقرآن الحكيم قال يقسم بألف عالم انك لمن المرسلين * وأخرج ابن مردويه عن كعب الأحبار في قوله يس قال
هذا قسم أقسم به ربك قال يا محمد انك لمن المرسلين قبل أن أخلق الخلق بألفي عام * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله يس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين قال أقسم كما تسمعون
انه لمن المرسلين على صراط مستقيم أي على الاسلام تنزيل العزيز لرحيم قال هو القرآن لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم
قال قريش لم يأت العرب رسول قبل محمد صلى الله عليه وسلم لم يأتهم ولا آباءهم رسول قبله * وأخرج ابن جرير عن
عكرمة لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم قال بعضهم لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم ما أنذر الناس من قبلهم وقال بعضهم
لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم أي هذه الأمة لم يأتهم نذير حتى جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم
عن الضحاك رضي الله عنه في قوله لقد حق القول على أكثرهم قال سبق في علمه * وأخرج ابن مردويه وأبو
نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المسجد فيجهر بالقراءة
حتى تأذى به ناس من قريش حتى قاموا ليأخذوه وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم وإذا هم لا يبصرون فجاؤوا إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ننشدك الله والرحم يا محمد ولم يكن بطن من بطون قريش الا وللنبي صلى الله عليه وسلم
فيهم قرابة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم حتى ذهب ذلك عنهم فنزلت يس والقرآن الحكيم إلى قوله أم لم تنذرهم
لا يؤمنون قال فلم يؤمن من ذلك النفر أحد * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه قال قال أبو جهل لئن
رأيت محمدا لأفعلن ولأفعلن فنزلت انا جعلنا في أعناقهم أغلالا إلى قوله لا يبصرون فكانوا يقولون هذا محمد
فيقول أين هو أين هو لا يبصره * وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق السدى الصغير عن الكلبي عن أبي صالح
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وجعلنا من بين أيديهم سدا قال كفار قريش غطاء فأغشيناهم يقول
ألبسنا أبصارهم فهم لا يبصرون النبي صلى الله عليه وسلم فيؤذونه وذلك أن ناسا من بنى مخزوم تواطئوا بالنبي
صلى الله عليه وسلم ليقتلوه منهم أبو جهل والوليد بن المغيرة فبينا النبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلى يسمعون قراءته
فأرسلوا إليه الوليد ليقتله فانطلق حتى أتى المكان الذي يصلى فيه فجعل يسمع قراءته ولا يراه فانصرف إليهم فأعلمهم
ذلك فاتوه فلما انتهوا إلى المكان الذي يصلى فيه سمعوا قراءته فيذهبون إليه فيسمعون أيضا من خلفهم فانصرفوا
ولم يجدوا إليه سبيلا فذلك قوله وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سد الآية * وأخرج ابن إسحاق وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الدلائل عن محمد بن كعب القرظي قال اجتمع قريش وفيهم أبو جهل على باب
النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا على بابه ان محمدا يزعم انكم ان بايعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم وبعثتم
258

من بعد موتكم فجعلت لكم نار تحرقون فيها فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ حفنة من تراب في يده قال
نعم أقول ذلك وأنت أحدهم وأخذ الله على أبصارهم فلا يرونه فجعل ينثر ذلك التراب على رؤسهم وهو يتلو هذه
الآيات يس والقرآن الحكيم إلى قوله فأغشيناهم فهم لا يبصرون حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من
هؤلاء الآيات فلم يبق رجل الا وضع على رأسه ترابا فوضع كل رجل منهم يده على رأسه وإذا عليه تراب فقالوا لقد
كان صدقنا الذي حدثنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الأغلال ما بين الصدر إلى
الذقن فهم مقمحون كما تقمح الدابة باللجام * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس
رضي الله عنهما انه قرأ انا جعلنا في أعناقهم أغلالا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله مقمحون قال
مجموعة أيديهم إلى أعناقهم تحت الذقن * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله
مقمحون قال المقمح الشامخ بأنفه المنكس برأسه قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
ونحن على جوانبها قعود * نغض الطرف كالإبل القماح
* وأخرج الخرائطي في مساوئ الأخلاق عن الضحاك رضي الله عنه في قوله انا جعلنا في أعناقهم أغلالا قال
البخل أمسك الله أيديهم عن النفقة في سبيل الله فهم لا يبصرون * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير
وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله انا جعلنا في أعناقهم أغلالا قال في بعض القراءات انا جعلنا في أيمانهم
أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون قال مغلولون عن كل خير * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم
عن مجاهد فهم مقمحون قال رافعوا رؤسهم وأيديهم موضوعة على أفواههم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم
انه قرأ وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا برفع السين فيهما فأغشيناهم بالغين * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عباس قال اجتمعت قريش بباب النبي صلى الله عليه وسلم ينتظرون خروجه ليؤذوه فشق ذلك عليه فاتاه
جبريل بسورة يس وأمره بالخروج عليهم فاخذ كفا من تراب وخرج وهو يقرؤها ويذر التراب على رؤسهم فما
رأوه حتى جاز فجعل أحدهم يلمس رأسه فيجد التراب وجاء بعضهم فقال ما يجلسكم قالوا ننتظر محمدا فقال لقد رأيته
داخلا المسجد قالوا قوموا فقد سحركم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال اجتمعت قريش فبعثوا عتبة بن
ربيعة فقالوا ائت هذا الرجل فقل له ان قومك يقولون انك جئت بأمر عظيم ولم يكن عليه آباؤنا ولا يتبعك عليه
أحلامنا وانك انما صنعت هذا انك ذو حاجة فان كنت تريد المال فان قومك سيجمعون لك ويعطونك فدع
ما تريد وعليك بما كان عليه آباؤك فانطلق إليه عتبة فقال له الذي أمره فلما فرغ من قوله وسكت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم فقرأ عليه من أولها حتى بلغ فان أعرضوا
فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود فرجع عتبة فأخبرهم الخبر فقال لقد كلمني بكلام ما هو بشعر ولا
بسحر وانه لكلام عجيب ما هو بكلام الناس فوقعوا به وقالوا نذهب إليه بأجمعنا فلما أرادوا ذلك طلع عليهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم فعمدهم حتى قام على رؤسهم وقال بسم الله الرحمن الرحيم يس والقرآن الحكيم حتى بلغ
جعلنا في أعناقهم أغلالا فضرب الله بأيديهم على أعناقهم فجعل من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فاخذ ترابا
فجعله على رؤسهم ثم انصرف عنهم ولا يدرون ما صنع بهم فعجبوا وقالوا ما رأينا أحدا قط أسحر منه أنظروا ما صنع
بنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال ائتمر ناس من قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم ليسطوا
عليه فجاؤوا يريدون ذلك فجعل الله من بين أيديهم سدا قال ظلمة ومن خلفهم سدا قال ظلمة فأغشيناهم فهم
لا يبصرون قال فلم يبصروا النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة
قال كان ناس من المشركين من قريش يقول بعضهم لبعض لو قد رأيت محمدا لفعلت به كذا وكذا فأتاهم النبي
صلى الله عليه وسلم وهم في حلقة في المسجد فوقف عليهم فقرأ يس والقرآن الحكيم حتى بلغ لا يبصرون ثم أخذ
ترابا فجعل يذره على رؤسهم فما يرفع إليه رجل طرفه ولا يتكلم كلمة ثم جاوز النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا ينفضون
التراب عن رؤسهم ولحاهم والله ما سمعنا والله ما أبصرنا والله ما عقلنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا قال عن الحق فهم يترددون فأغشيناهم
259

فهم لا يبصرون هدى ولا ينتفعون به * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال جعل هذا السد
بينهم وبين الاسلام والايمان فلم يخلصوا إليه وقرأ وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون من منعه الله
لا يستطيع * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم النخعي وأنه كان يقرأ من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا بنصب
السين * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أنه قرأ فأغشيناهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله انما تنذر من اتبع الذكر قال اتباع الذكر اتباع القرآن وخشي الرحمن بالغيب قال خشى
عذاب الله وناره فبشره بمغفرة وأجر كريم قال الجنة * قوله تعالى (انا نحن نحيي الموتى) الآية * أخرج عبد الرزاق
والترمذي وحسنه والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب
الايمان عن أبي سعيد الخدري قال كان ينو سلمة في ناحية من المدينة فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد فأنزل
الله انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه يكتب آثاركم ثم
قرأ عليهم الآية فتركوا * وأخرج عبد بن حميد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه انا نحن نحيي الموتى ونكتب
ما قدموا وآثارهم قال الخطا * وأخرج الفريابي وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر
والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت الأنصار منازلهم بعيدة من المسجد فأرادوا أن
ينتقلوا قريبا من المسجد فنزلت ونكتب ما قدموا وآثارهم فقالوا بل نمكث مكاننا * وأخرج مسلم وابن جرير وابن
مردويه عن جابر بن عبد الله قال إن بنى سلمة أرادوا أن يبيعوا ديارهم ويتحولوا قريبا من المسجد فقال لهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم يا بنى سلمة دياركم تكتب آثاركم * وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وابن مردويه عن أنس قال
أراد بنو سلمة أن يبيعوا دورهم ويتحولوا قريب المسجد فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فكره أن تعرى المدينة
فقال يا بنى سلمة أما تحبون أن تكتب آثاركم إلى المسجد قالوا بلى فأقاموا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس رضي الله عنه
في قوله ونكتب ما قدموا وآثارهم قال هذا في الخطو يوم الجمعة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد
ومسلم وأبو داود وابن ماجة وابن مردويه عن أبي بن كعب قال كان رجل ما يعلم من أهل المدينة ممن يصلى القبلة
أبعد منزلا منه من المسجد فكان يشهد الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له لو اشتريت حمارا تركبه في الرمضاء
والظلمات فقال والله ما يسرني أن منزلي بلصق المسجد فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك
فقال يا رسول الله كيما يكتب أثرى وخطأي ورجوعي إلى أهلي واقبالي وادباري فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أعطاك الله ذلك كله وأعطاك ما احتسبت أجمع * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من حين يخرج أحدكم من منزله إلى منزل رجل يكتب له حسنة ويحط عنه سيئة
* وأخرج عبد بن حميد عن مسروق قال ما خطا رجل خطوة الا كتب الله له حسنة أو سيئة * وأخرج ابن أبي شيبة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجرا * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه ونكتب ما قدموا قال أعمالهم وآثارهم قال خطاهم
بأرجلهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال لو كان مغفلا شيئا من
أثر ابن آدم لأغفل هذا الأثر التي تعفها الرياح ولكن أحصى على ابن آدم أثره وعمله كله حتى أحصى هذا الأثر فيما
هو في طاعة الله أو معصيته فمن استطاع منكم ان يكتب أثره في طاعة الله فليفعل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله نكتب ما قدموا وآثارهم قال ما سنوا من سنة فعملوا بها من
بعد موتهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله نكتب
ما قدموا قال ما قدموا من خير وآثارهم قال ما أورثوا من الضلالة * وأخرج ابن أبي حاتم عن جرير بن عبد الله
البجلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن
ينقص من أجورهم شئ ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم
شئ ثم تلا هذه الآية ونكتب ما قدموا وآثارهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن الضريس في فضائل
القرآن وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وكل شئ أحصيناه في امام مبين قال أم
260

الكتاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وكل شئ أحصيناه في امام
مبين قال كل شئ في امام عند الله محفوظ يعنى في كتاب * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم رضي الله عنه وكل
شئ أحصيناه في امام مبين قال كتاب * قوله تعالى (واضرب لهم مثلا) الآيات * أخرج الفريابي عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله واضرب لهم مثلا أصحاب القرية قال هي أنطاكية * وأخرج ابن أبي حاتم عن بريدة
أصحاب القرية قال أنطاكية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله
أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون قال أنطاكية * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله أصحاب
القرية إذ جاءها المرسلون قال ذكر لنا انها قرية من قرى الروم بعث عيسى بن مري إليها رجلين فكذبوهما
* وأخرج ابن سعد وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان
موسى بن عمران عليه السلام بينه وبين عيسى ألف سنة وتسعمائة سنة م ولم يكن بينهما وانه أرسل بينهما ألف نبي
من بني إسرائيل ثم من أرسل من غيرهم وكان بين ميلاد عيسى والنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وتسع
وستون سنة بعث في أولها ثلاثة أنبياء وهو قوله إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث والذي عزز به
شمعون وكان من الحواريين وكانت الفترة التي ليس فيها رسول الله أربعمائة سنة وأربعة وثلاثين سنة * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله إذ أرسلنا إليهم
اثنين قال بلغني ان عيسى بن مريم بعث إلى أهل القرية وهي أنطاكية رجلين من الحواريين واتبعهم بثالث
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث قال
لكي تكون عليهم الحجة أشد فاتوا أهل القرية فدعوهم إلى الله وحده وعبادته لا شريك له فكذبوهم * وأخرج
ابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال اسم الرسولين اللذين قالا إذ أرسلنا إليهم اثنين شمعون ويوحنا واسم الثالث
بولص * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
فعززنا بثالث مخففة * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله إذ أرسلنا إليهم اثنين الآية قال
اسم الثالث الذي عزز به شمعون بن يوحنا والثالث بولص فزعموا أن الثلاثة قتلوا جميعا وجاء حبيب وهو
يكتم ايمانه فقال يا قوم اتبعوا المرسلين فلما رأوه أعلن بايمانه فقال انى آمنت بربكم فاسمعون وكان نجارا ألقوه
في بئر وهي الرس وهم أصحاب الرس * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرر وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن قتادة رضي الله عنه في قوله قالوا انا تطيرنا بكم قال يقولون ان أصابنا شر فإنما هو من أجلكم لئن لم تنتهوا
لنرجمنكم بالحجارة قالوا طائركم معكم أي أعمالكم معكم أئن ذكرتم يقول أئن ذكرناكم بالله تطيرتم بنا * وأخرج
عبد بن حميد عن مجاهد في قوله لنرجمنكم قال لنشتمنكم قال والرجم في القرآن كله الشتم وفي قوله طائركم معكم
أئن ذكرتم يقول ما كتب عليكم واقع بكم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله طائركم معكم
قال شؤمكم معكم * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن وثاب انه قرأها أئن ذكرتم بالخفض وقرأها زر بن حبيش
أن ذكرتم بالنصب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال هو
حبيب النجار * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله * وأخرج ابن جرير عن أبي مجلز قال كان اسم صاحب
يس حبيب بن مري * وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس قال اسم صاحب يس حبيب وكان
الجذام قد أسرع فيه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال بلغني أنه رجل كان يعبد الله في غار واسمه حبيب فسمع بهؤلاء النفر الذين
رسلهم عيسى إلى أهل أنطاكية فجاءهم فقال أتسألون اجرا فقالوا لا فقال لقومه يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من
لا يسألكم أجرا وهم مهتدون حتى بلغ فاسمعون قال فرجموه بالحجارة فجعل يقول رب اهد قومي فإنهم لا يعلمون بما
غفر لي ربى حتى بلغ ان كانت الا صيحة واحدة قال فما نوظروا بعد قتلهم إياه حتى أخذتهم صيحة واحدة فإذا هم
خامدون * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن الحكم في قوله وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال بلغنا أنه كان
قصارا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وجاء من أقصى المدينة رجل كان حراثا * وأخرج ابن أبي شيبة
261

وابن المنذر عن كعب ان ابن عباس سأله عن أصحاب الرس فقال إنكم معشر العرب تدعون البئر رسا وتدعون
القبر رسا فخذوا خدودا في الأرض وأوقدوا فيها النيران للرسل الذين ذكر الله في يس إذ أرسلنا إليهم اثنين
فكذبوهما فعززنا بثالث وكان الله تعالى إذا جمع لعبد النبوة والرسالة منعه من الناس وكانت الأنبياء تقتل فلما
سمع بذلك رجل من أقصى المدينة وما يراد بالرسل أقبل يسعى ليدركهم فيشهدهم على ايمانه فاقبل على قومه فقال
يا قوم اتبعوا المرسلين إلى قوله لفي ضلال مبين ثم أقبل على الرسل فقال انى آمنت بربكم فاسمعون ليشهدهم على
ايمانه فاخذ فقذف في النار فقال الله تعالى ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربى وجعلني من
المكرمين * وأخرج الحاكم عن ابن مسعود قال لما قال صاحب يس يا قوم اتبعوا المرسلين خنقوه ليموت
فالتفت إلى الأنبياء فقال انى آمنت بربكم فاسمعون أي فاشهدوا لي * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله قيل ادخل الجنة قال وجبت له الجنة قال يا ليت قومي يعلمون قال هذا حين رأى
الثواب * وأخرج ابن جرر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله وما أنزلنا على قومه الآية قال ما استعنت عليهم
جندا من السماء ولا من الأرض * وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن سيرين قال
في قراءة ابن مسعود ان كانت الا رتقة واحدة وفي قراءتنا ان كانت الا صيحة واحدة * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى في قوله فإذا هم خامدون قال ميتون * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال السبق ثلاثة فالسابق إلى موسى يوشع بن نون والسابق إلى عيسى صاحب يس
والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب * وأخرج ابن عساكر من طريق صدقة القرشي عن رجل
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق خير أهل الأرض الا أن يكون نبي والا مؤمن آل ياسين
والا مؤمن آل فرعون * وأخرج ابن عدي وابن عساكر ثلاثة ما كفروا بالله قط مؤمن آل ياسين وعلي بن أبي
طالب وآسية امرأة فرعون * وأخرج البخاري في تاريخه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الصديقون ثلاثة حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار صاحب آل ياسين وعلي بن أبي طالب * وأخرج أبو
داود وأبو نعيم وابن عساكر والديلمي عن أبي ليل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديقون ثلاثة حبيب
البحار مؤمن آل ياسين الذي قال يا قوم اتبعوا المرسلين وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال أتقتلون رجلا أن
يقول ربى الله وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم * وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن عروة قال قدم عروة بن
مسعود الثقفي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استأذن ليرجع إلى قومه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
انهم قاتلوك قال لو وجدوني نائما ما أيقظوني فرجع إليهم فدعاهم إلى الاسلام فعصوه وأسمعوه من الأذى فلما
طلع الفجر قام على غرفة فأذن بالصلاة وتشهد فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم حين بلغه قتله مثل عروة مثل صاحب يس دعا قومه إلى الله فقتلوه * وأخرج ابن مردويه من حديث ابن
شعبة موصولا نحوه * وأخرج عبد بن حميد والطبراني عن مقسم عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث
عروة بن مسعود إلى الطائف إلى قومه ثقيف فدعاهم إلى الاسلام فرماه رجل بسهم فقتله فقال ما أشبهه بصاحب
يس * وأخرج ابن أبي شيبة عن عامر الشعبي قال شبه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر من أمته قال دحية الكلبي
يشبه جبريل وعروة بن مسعود الثقفي يشبه عيسى بن مريم وعبد العزى يشبه الدجال * قوله تعالى (يا حسرة
على العباد) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يا حسرة على العباد يقول يا ويلا للعباد
* وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس انه قال يا حسرة
على العباد * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد يا حسرة على العباد
قال كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
في قوله يا حسرة على العباد يا حسرة العباد على أنفسها على ما ضيعت من أمر الله وفرطت في جنب الله تعالى وقال
وفي بعض القراءة يا حسرة العباد على أنفسها ما يأتيهم من رسول * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
يا حسرة على العباد قال الندامة على العباد الذين ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزؤن يقول الندامة عليهم إلى
262

يوم القيامة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله يا حسرة على العباد قال يا حسرة لهم * وأخرج
أبو عبيد وابن المنذر عن هارون قال في حرف أبي بن كعب يا حسرة العباد ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزؤن
* قوله تعالى (ألم يروا) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ألم
يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون قال عادا وثمودا وقرونا بين ذلك كثيرا كل لما جميع
لدينا محضرون قال يوم القيامة * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق هارون عن الأعرج وأبى عمرو في قوله انهم إليهم
لا يرجعون قالا ليس في مدة اختلاف هذا من رجوع الدنيا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي اسحق قال
قيل لابن عباس ان ناسا يزعمون أن عليا مبعوث قبل يوم القيامة فسكت ساعة ثم قال بئس القوم نحن ان كنا
أنكحنا نساءه واقتسمنا ميراثه ما تقرؤن ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون * قوله
تعالى (وما عملته أيديهم) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن عباس انه قرأ وما عملته أيديهم قال
وجدوه معمولا لم تعمله أيديهم يعنى الفرات ودجلة ونهر بلخ وأشباهها أفلا يشكرون لهذا والله أعلم * قوله
تعالى (سبحان الذين خلق الأزواج) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله سبحان الذي خلق الأزواج
كلها قال الأصناف كلها الملائكة زوج والانس زوج والجن زوج وما تنبت الأرض زوج وكل صنف من الطير زوج
ثم فسر فقال مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون الروح لا يعلمه الملائكة ولا خلق الله لم يطلع على الروح
أحد وقوله ومما لا يعلمون لا يعلم الملائكة ولا غيرها * قوله تعالى (وآية لهم الليل) الآية * أخرج ابن جرير عن
مجاهد في قوله وآية لهم الليل نسلخ منه النهار قال يخرج أحدهما من الآخر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وآية لهم الليل نسلخ منه النهار قال كقوله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل
* قوله تعالى (والشمس تجرى) الآية * أخرج عبد بن حميد والبخاري والترمذي وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في
العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ذر قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد
عند غروب الشمس فقال يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس قلت الله ورسوله اعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد
تحت العرش فذلك قوله والشمس تجرى لمستقر لها قال مستقرها تحت العرش * وأخرج سعيد بن منصور
وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي عن أبي ذر
قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله والشمس تجرى لمستقر لها قال مستقرها تحت العرش * وأخرج
سعيد بن منصور وأحمد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي ذر قال دخلت المسجد حين غابت
الشمس والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فقال يا أبا ذر أتدري أين تذهب هذه قلت الله ورسوله اعلم قال فإنها تذهب
حتى تسجد بين يدي ربها فتستأذن في الرجوع فيأذن لها وكأنها قيل لها اطلعي من حيث جئت فتطلع من مغربها
ثم قرأ وذلك مستقر لها قال وذلك قراءة عبد الله * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
عبد الله بن عمر في الآية قال مستقرها ان تطلع فتردها ذنوب بني آدم فإذا غربت سلمت وسجدت واستأذنت
فيؤذن لها حتى إذا غربت سلمت وسجدت فلا يؤذن لها فتقول ان السير بعيد وإني لم يؤذن لي لا أبلغ فتحبس ما شاء
الله ان تحبس ثم يقال اطلعي من حيث غربت قال فمن يومئذ إلى يوم القيامة لا ينفع نفسا ايمانها * وأخرج أبو
عبيد في فضائله وابن الأنباري في المصاحف وأحمد عن ابن عباس انه كان يقرأ والشمس تجرى لمستقر لها
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عمر وقال لو أن الشمس تجرى مجرى واحدا من أهل
الأرض فيخشى منها ولكنها تحلق في الصيف وتعترض في الشتاء فلو انها طلعت مطلعها في الشتاء في الصيف
لأنضجهم الحر ولو أنها طلعت مطلعها في الصيف لقطعهم البرد وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي راشد رضي الله عنه
في قوله والشمس تجرى لمستقر لها قال موضع سجودها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم
وابن الأنباري في المصاحف عن قتادة رضي الله عنه في قوله والشمس تجرى لمستقر لها قال لوقتها ولأجل لا تعدوه
* قوله تعالى (والقمر قدرناه) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله
والقمر قدرناه منازل الآية قال قدره الله منازل فجعل ينقص حتى كان مثل عذق النخلة فشبهه بذلك * وأخرج
263

الخطيب في كتاب النجوم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم
قال في ثمانية وعشرين منزلا ينزلها القمر في كل شهر أربعة عشر منها شامية وأربعة عشر منها يمانية فأولها
السرطين والبطين والثريا والدبران والهقعة والهنعة والذراع والنثرة والطرف والجبهة والزبرة والصرفة والعواء
والسماك وهو آخر الشامية والعقرب والزبانين والإكليل والقلب والشولة والنعائم والبلدة وسعد الذابح وسعد
بلع وسعد السعود وسعد الأخبية ومقدم الدلو ومؤخر الدلو والحوت وهو آخر اليمانية فإذا سار هذه الثمانية
وعشرين منزلا عاد كالعرجون القديم كما كان في أول الشهر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله كالعرجون القديم يعنى أصل العذق القديم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله كالعرجون القديم قال عرجون النخل اليابس * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله كالعرجون القديم قال هو عذق النخلة اليابس
المنحني * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله كالعرجون القديم قال كعذق النخلة
إذا قدم فانحنى * وأخرج ابن المنذر عن الحسين بن الوليد قال أعتق رجل كل غلام له عتيق قديم فسئل يعقوب
فقال من كان لسنة فهو حر قال الله حتى عاد كالعرجون القديم وكان لسنة * قوله تعالى (لا الشمس ينبغي لها)
الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه لا الشمس ينبغي لها أن
تدرك القمر قال لا يشبه ضوء أحدهما ضوء الآخر ولا ينبغي لهما ذلك ولا الليل سابق النهار قال يتطالبان
حثيثين يسلخ أحدهما من الآخر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله لا الشمس
ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار قال لكل حد وعلم لا يعدوه ولا يقصر دونه إذا جاء سلطان هذا
ذهب سلطان هذا وإذا جاء سلطان هذا ذهب سلطان هذا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
الحسن رضي الله عنه في قوله لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر قال ذاك ليلة الهلال * وأخرج عبد الرزاق وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن 3 في قوله لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار قال لكل واحد
منهما سلطان للقمر سلطان بالليل وللشمس سلطان بالنهار فلا ينبغي للشمس أن تطلع بالليل وقوله ولا الليل سابق
النهار يقول لا ينبغي إذا كان ليل أن يكون ليل آخر حتى يكون النهار * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه
في قوله ولا الليل سابق النهار قال لا يذهب الليل من ههنا حتى يجئ النهار من ههنا وأومأ بيده إلى المشرق
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولا الليل سابق النهار قال في قضاء الله وعلمه
ان لا يفوت الليل النهار حتى يدركه فتذهب ظلمته وفي قضاء الله وعلمه ان لا يفوت النهار الليل حتى يدركه فيذهب
بضوئه * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله لا الشمس ينبغي لها أن
تدرك القمر ولا الليل سابق النهار قال لا يدرك هذا ضوء هذا ولا هذا ضوء هذا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة
رضي الله عنه في الآية قال لا يسبق هذا ضوء هذا ولا هذا ضوء هذا * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه
في الآية قال لا يعلو هذا ضوء هذا ولا هذا على هذا * قوله تعالى (وآية لهم انا حملنا ذريتهم) الآيات
* أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله وآية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك
المشحون قال سفينة نوح عليه السلام حمل فيها من كل زوجين اثنين وخلقنا لهم من مثله ما يركبون قال
السفن التي في البحور والأنهار التي يركب الناس فيها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي صالح في قوله
حملنا ذريتهم في الفلك المشحون قال سفينة نوح وخلقنا لهم من مثله ما يركبون قال هذه السفن مثل خشبها
وصنعتها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما وخلقنا لهم من مثله ما يركبون
قال هي السفن جعلت من بعد سفينة نوح على مثلها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه
وخلقنا لهم من مثله ما يركبون قال يعنى السفن الصغار وقال الحسن رضي الله عنه هي الإبل * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وخلقنا لهم من مثله ما يركبون يعنى الإبل خلقها الله تعالى
كما رأيت فهي سفن البر يحملون عليها ويركبونها * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر

3 بياض بالأصل
264

وابن أبي حاتم عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه في قوله وخلقنا لهم من مثله ما يركبون قال الإبل * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وخلقنا لهم من مثله ما يركبون قال
الانعام وفي قوله وان نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم قال لا مغيث لهم يستغيثون به * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه فلا صريخ لهم قال لا مغيث لهم وفي قوله ومتاعا
إلى حين قال إلى الموت وفي قوله وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم قال من الوقائع التي قد خلت فيمن كان قبلكم
والعقوبات التي أصابت عادا وثمودا والأمم وما خلفكم قال من أمر الساعة وفي قوله وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم
الله الآية قال نزلت في الزنادقة كانوا لا يطعمون فقيرا فعاب الله ذلك عليهم وعيرهم * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم قال
ما مضى وما بقى من الذنوب * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله أنطعم من لو يشاء الله أطعمه
قال اليهود تقوله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن إسماعيل عن أبي خالد رضي الله عنه في قوله أنطعم من
لو يشاء الله أطعمه قال يهود تقوله * قوله تعالى (ما ينظرون الا صيحة واحدة) الآيتين * أخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ما ينظرون الا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون قال
ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول تهيج الساعة بالناس والرجل يسقى ماشيته والرجل يصلح
حوضه والرجل يقيم سلعته في سوقه والرجل يخفض ميزانه ويرفعه فتهيج بهم وهم كذلك فلا يستطيعون توصية
ولا إلى أهلهم يرجعون قال اعجلوا عن ذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله
ما ينظرون الا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون قال هذا مبتدأ يوم القيامة * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى رضي الله عنه في قوله وهم يخصمون قال يتكلمون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال
لينفخن في الصور والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم حتى أن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان فما
يرسله أحدهما من يده حتى ينفخ في الصور فيصعق به وهي التي قال الله ما ينظرون الا صيحة واحدة تأخذهم وهم
يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن
المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه في هذه الآية قال تقوم الساعة والناس في أسواقهم
يتبايعون ويذرعون الثياب ويحلبون اللقاح وفي حوائجهم فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون
* وأخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال إن
الساعة تقوم والرجل يذرع الثوب والرجل يحلب الناقة ثم قرأ فلا يستطيعون توصية الآية * وأخرج سعيد
ابن منصور والبخاري ومسلم وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولتقومن الساعة وهو يليط
حوضه فلا يبقى فيه ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ولتقومن الساعة وقد رفع
أكلته إلى فمه فلا يطعمها * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله تأخذهم
وهم يخصمون قال تذرهم في أسواقهم وطرقهم فلا يستطيعون توصية قال لا يوصى بعضهم إلى بعض والله أعلم
* قوله تعالى (ونفخ في الصور) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ونفخ في الصور
فإذا هم من الأجداث قال النفخة الأخيرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
فإذا هم من الأجداث يعنى من القبور إلى ربهم ينسلون قال يخرجون * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة
رضي الله عنه مثله * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله من
الأجداث قال القبور قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول عبد الله بن رواحة
حينا يقولون إذ مروا على جدثي * أرشده يا رب من غاز وقدر شدا
قال أخبرني عن قوله إلى ربهم ينسلون قال النسل المشي الخبب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت
نابغة بن جعدة وهو يقول
265

عملان الذنب أمشى فاريا * يرد الليل عليه فنسل
* وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن علي رضي الله عنه انه قرأ يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا * وأخرج ابن
الأنباري عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال ينامون نومة قبل البعث فيجدون لذلك راحة فيقولون يا ويلنا من
بعثنا من مرقدنا * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي بن كعب رضي الله عنه
في قوله من بعثنا من مرقدنا قال ينامون قبل البعث نومة * وأخرج هناد في الزهد وعبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري عن مجاهد قال للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم قبل يوم القيامة فإذا صيح
باهل القبور يقول الكافر يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا فيقول المؤمن إلى جنبه هذا ما وعد الرحمن وصدق
المرسلون * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال يقول المشركون يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا
فيقول المؤمن هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة رضي الله عنه في قوله يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا قال أولها للكفار وآخرها للمسلمين قال الكفار يا ويلنا
من بعثنا من مرقدنا وقال المسلمون هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن أبي
صالح رضي الله عنه في الآية قال كانوا يرون ان العذاب يخفف عنهم ما بين النفختين فلما كانت النفخة
الثانية قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا * وأخرج ابن أبي حاتم رضي الله عنه في الآية قال ينامون قبل البعث
نومة فإذا بعثوا قال الكفار يا ولينا من بعثنا من مرقدنا قال فتجيبهم الملائكة هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فإذا هم جميع لدنيا
محضرون قال عند الحساب * قوله تعالى (ان أصحاب الجنة) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون قال
يعجبون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله ان أصحاب الجنة اليوم
في شغل فاكهون قال شغلهم النعيم عما فيه أهل النار من العذاب * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في صفة
الجنة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله في شغل
فاكهون قال في اقتضاض الأبكار * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن
جرير وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ان أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون قال شغلهم
اقتضاض العذارى * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وقتادة مثله * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن
ابن عمر رضي الله عنهما قال إن المؤمن كلما أراد زوجة وجدها عذراء * وأخرج البزار والطبراني في الصغير وأبو
الشيخ في العظمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة إذا جامعوا
نساءهم عادوا أبكارا * وأخرج المقدسي في صفة الجنة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم انه سئل أنطؤ في الجنة قال نعم والذي نفسي بيده دحما دحما فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله في شغل فاكهون قال ضرب الأوتار قال أبو حاتم هذا خطا من
السمع انما هو اقتضاض الأبكار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
وأزواجهم قال حلائلهم * قوله تعالى (ولهم ما يدعون) * أخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة بسند جيد عن أبي
امامة رضي الله عنه قال إن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الشراب من شراب الجنة فيجئ إليه الإبريق فيقع في
يده فيشرب فيعود إلى مكانه * قوله تعالى (سلام قولا من رب رحيم) * أخرج ابن ماجة وابن أبي الدنيا في صفة
الجنة والبزار وابن أبي حاتم والآجري في الرؤية وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤسهم فإذا الرب قد أشرف عليهم من فوقهم فقال السلام
عليكم يا أهل الجنة وذلك قول الله سلام قولا من رب رحيم قال فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتوا إلى شئ من
النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سلام قولا من رب رحيم قال فان الله هو يسلم عليهم * وأخرج ابن جرير
266

عن البراء رضي الله عنه في قوله سلام قولا من رب رحيم قال يسلم عليهم عند الموت * وأخرج ابن جرير وأبو نصر
السجزي في الإبانة عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه في قوله سلام قولا من رب رحيم قال يأتيهم تبارك
وتعالى في درجاتهم فيسلم عليهم فيردون عليه السلام فيقول سلوني فيقولون ما نسألك وعزتك وجلالك لو أنك
قسمت علينا رزق الثقلين الجن والإنس لأطعمناهم ولأسقيناهم ولألبسناهم ولأخدمناهم ولا ينقصنا ذلك شيئا
فيقول ان لدى مزيدا فيقول ذلك باهل كل درجة حتى ينتهى ثم يأتيهم التحف من الله تحمله إليهم الملائكة * قوله
تعالى (وامتازوا اليوم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال إذا كان يوم القيامة جمع الله
الناس على تل رفيع ثم نادى مناد امتازوا اليوم أيها المجرمون * وأخرج ابن أبي حاتم عن رواد بن الجراح رضي الله عنه
في الآية قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد ان ميزوا المسلمين من المجرمين الا صاحب الأهواء يعنى يترك
صاحب الهوى مع المجرمين * وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون رضي الله عنه انه قرأ هذه الآية وامتازوا اليوم
أيها المجرمون فرق وبكى وقال ما سمع الناس قط بنعت أشد منه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم
عن قتادة رضي الله عنه في قوله وامتازوا اليوم أيها المجرمون قال عزلوا عن كل خير * قوله تعالى (ألم أعهد إليكم)
الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله ألم أعهد إليكم يقول ألم أنهكم * وأخرج ابن المنذر
عن مكحول رضي الله عنه في قوله ألا تعبدوا الشيطان قال انما عبادته طاعته * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله جبلا كثيرا قال خلقا كثيرا * وأخرج عبد بن
حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ جبلا كثيرا بكسر الجيم مثقلة اللام أفلم يكونوا يعقلون بالياء * وأخرج
عبد بن حميد عن هذيل رضي الله عنه انه قرأ جبلا كثيرا مخففة * وأخرج الحاكم عن أبي هريرة ان النبي صلى
الله عليه وسلم قرأ ولقد أضل منكم جبلا مخففة * قوله تعالى (اليوم نختم على أفواههم) * أخرج أحمد ومسلم
والنسائي وابن أبي الدنيا في التوبة واللفظ له وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس
رضي الله عنه في قوله اليوم نختم على أفواههم قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه قال
أتدرون مم ضحكت قلنا لا يا رسول الله قال من مخاطبة لعبد ربه فيقول يا رب ألم تجرني من الظلم فيقول بلى فيقول
انى لا أجيز على الا شاهدا منى فيقول كفى بنفسك عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا فيختم على فيه ويقال
لأركانه انطقي فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعد الكن وسحقا فعنكن كنت أنا ضل * وأخرج
مسلم والترمذي وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى
العبد ربه فيقول الله أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع
فيقول بلى أي رب فيقول أفظننت انك ملاقي فيقول لا فيقول فإني أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثاني فيقول مثل ذلك
ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك فيقول آمنت بك وبكتابك وبرسولك وصليت وصمت وتصدقت ويثني بخير
ما استطاع فيقول ألا نبعث شاهدنا عليك فيفكر في نفسه من الذي يشهد على فيختم على فيه ويقال لفخذه انطقي
فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله ما كان ذلك يعذر من نفسه وذلك بسخط الله عليه * وأخرج أحمد وابن جرير
وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
أول عظم من الانسان يتكلم يوم يختم على الأفواه فخذه من الرجل الشمال * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال يدعى المؤمن للحساب يوم القيامة فيعرض عليه ربه عمله فيما بينه وبينه
ليعترف فيقول أي رب عملت عملت فيغفر الله له ذنوبه ويستر منها قال فما على الأرض خليقة يرى من تلك
الذنوب شيئا وتبدو حسناته فود ان الناس كلهم يرونها ويدعى الكافر والمنافق للحساب فيعرض ربه عليه عمله
فيجحد ويقول أي رب وعزتك لقد كتب على هذا الملك ما لم أعمل فيقول له الملك أما عملت كذا في يوم كذا في مكان
كذا فيقول لا وعزتك أي رب ما عملته فإذا فعل ذلك ختم على فيه فإني أحسب أول ما ينطق منه لفخذه اليمنى ثم تلا
اليوم نختم على أفواههم الآية * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن بسرة
وكانت من المهاجرات قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ولا تغفلن
267

واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات ومستنطقات * وأخرج ابن جرير عن الشعبي رضي الله عنه قال يقال للرجل
يوم القيامة عملت كذا وكذا فيقول ما عملته فيختم على فيه وتنطق جوارحه فيقول لجوارحه أبعدكن الله ما خاصمت
الا فيكن * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أسماء بن عبيد رضي الله عنه قال يؤتى بابن آدم يوم القيامة ومعه
جبل من صحف لكل ساعة صحيفة فيقول الفاجر وعزتك لقد كتبوا على ما لم أعمل فعند ذلك يختم على أفواههم
ويؤذن لجوارحهم في الكلام فيكون أول ما يتكلم من جوارح ابن آدم فخذه اليسرى * وأخرج ابن أبي حاتم
عن السدى رضي الله عنه في قوله نختم على أفواههم قال فلا يتكلمون * وأخرج عبد بن حميد وبن جرير وابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال كانت خصومات وكلام وكان هذا آخره ان ختم على أفواههم
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال أول ما ينطق من الانسان فخذه اليمنى * قوله تعالى
(ولو نشاء) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله ولو نشاء لطمسنا على أعينهم قال أعميناهم وأضللناهم عن الهدى فأنى يبصرون فكيف
يهتدون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فاستبقوا
الصراط قال الطريق فأنى يبصرون وقد طمسنا على أعينهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله ولو نشاء لمسخناهم قال أهلكناهم على مكانتهم قال في مساكنهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله ولو نشاء لمسخناهم يقول لجعلناهم حجارة * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ولو نشاء لطمسنا الآية قال لو شاء الله لتركهم عميا يترددون ولو نشاء
لمسخناهم على مكانتهم قال لو نشاء لجعلناهم كسحا لا يقومون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله
فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون قال فلم يستطيعوا أن يتقدموا ولا يتأخروا * قوله (ومن نعمره) الآية * أخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ومن نعمره ننكسه في الخلق قال هو الهرم
يتغير سمعه وبصره وقوته كما رأيت * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ومن نعمره ننكسه في
الخلق قال نرده إلى أرذل العمر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سفيان في قوله ومن نعمره
ننكسه قال ثمانين سنة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ومن نعمره يقول من نمد
له في العمر ننكسه في الخلق كيلا يعلم من بعد علم شيئا يعنى الهرم * قوله تعالى (وما علمناه الشعر) الآيتين
* أخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله وما علمناه الشعر قال محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وما علمناه الشعر وما ينبغي له قال محمد صلى الله عليه وسلم
عصمه الله من ذلك أن هو الا ذكر قال هذا القرآن لينذر من كان حيا قال حي القلب حي البصر ويحق القول
على الكافرين بأعمالهم أعمال السوء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن قتادة رضي الله عنه قال بلغني انه قيل لعائشة رضي الله عنها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشئ من
الشعر قالت كان أبغض الحديث إليه غير أنه كان يتمثل ببيت أخي بنى قيس يجعل آخره أوله وأوله آخره ويقول
ويأتيك من لم تزود بالاخبار فقال له أبو بكر رضى لله عنه ليس هكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى والله
ما أنا بشاعر ولا ينبغي لي * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله
عيه وسلم إذا استراب الخبر تمثل ببيت طرفة ويأتيك بالاخبار من لم تزود * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل من الاشعار ويأتيك بالاخبار من لم تزود * وأخرج
ابن سعد وابن أبي حاتم والمرزباني في معجم الشعراء عن الحسن رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمثل
بهذا البيت * كفى بالاسلام والشيب للمرء ناهيا * فقال أبو بكر رضي الله عنه أشهد أنك رسول الله ما علمك
الشعر وما ينبغي لك * وأخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن أبي الزناد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال للعباس بن مرداس أرأيت قولك أصبح نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة فقال أبو بكر رضي الله عنه
بابى أنت وأمي يا رسول الله ما أنت بشاعر ولا راويه ولا ينبغي لك انما قال بين عيينة والأقرع * وأخرج البيهقي
268

في سننه بسند فيه من يجهل حاله عن عائشة رضي الله عنها قالت ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت شعر قط
الا بيتا واحدا
يقال بما نهوى يكن فلقا * يقال لشئ كان الا يحقق
قالت عائشة رضي الله عنها فقل تحققا لئلا يعربه فيصير شعرا * وأخرج أبو داود والطبراني والبيهقي عن ابن عمرو
رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أبالي ما أتيت ان أنا شربت ترياقا أو تعلقت تميمة
أو قلت الشعر من قبل نفسي * وأخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن الضحاك رضي الله عنه في قوله
لينذر من كان حيا قال عاقلا * وأخرج ابن أبي شيبة عن نوفل بن عقرب قال سألت عائشة رضي الله عنها هل كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسامع عنده الشعر قالت كان أبغض الحديث إليه * قوله تعالى (أولم يروا) الآيات
* أخرج ابن حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله مما عملت أيدينا قال من صنعتنا * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فهم لها مالكون قال ضابطون وذللناها لهم فمنها
ركوبهم يركبونها ويسافرون عليها ومنها يأكلون لحومها ولهم فيها منافع قال يلبسون أصوافها ومشارب
يشربون البانها أفلا يشكرون * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن عروة رضي الله عنه قال في مصحف عائشة
رضي الله عنها فمنها ركوبتهم * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هارون رضي الله عنه قال في حرف أبي بن كعب
رضي الله عنها فمنها ركوبتهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن هارون رضي الله عنه قال قراءة الحسن والأعرج وأبى
عمرو والعامة فمنها ركوبهم يعنى ركوبتهم حمولتهم * وأخرج ابن أبي الدنيا عن قتادة رضي الله عنه في قوله واتخذوا
من دون الله آلهة قال هي الأصنام * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله لعلهم ينصرون قال
يمنعون * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله لا يستطيعون نصرهم قال لا تستطيع الآلهة
نصرهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله لا يستطيعون
نصرهم قال نصر الآلهة ولا تستطيع الآلهة نصرهم وهم لهم جند محضرون قال المشركون يغضبون للآلهة
في الدنيا وهي لا تسوق إليهم خيرا ولا تدفع عنهم سوأ انما هي أصنام * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه
في قوله وهم لهم جند محضرون قال هم لهم جند في الدنيا وهم محضرون في النار * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وهم لهم جند محضرون قال محضرون لآلهتهم التي يعبدون يدفعون
عنهم ويمنعونهم * قوله تعالى (أولم ير الانسان) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والإسماعيلي في
معجمه والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
جاء العاص بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم حائل ففته بيده فقال يا محمد أيحيي الله هذا بعدما أرى
قال نعم يبعث الله هذا ثم يميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم فنزلت الآيات من آخر يس أولم ير الانسان أنا
خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين إلى آخر السورة * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال جاء عبد الله بن أبي وفي يده عطم حائل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكسره بيده ثم قال يا محمد
كيف يبعثه الله وهو رميم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الله هذا ويميتك ثم يدخلك جهنم قال الله
قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال جاء أبي بن خلف وفي يده عظم حائل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكسره بيده ثم قال يا محمد كيف يبعثه الله
وهو رميم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الله هذا ويميتك ثم يدخلك جهنم قال الله قل يحييها الذي
أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء أبي بن
خلف الجمحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم نخر فقال أتعدنا يا محمد إذا بليت عظامنا فكانت
رميما ان الله باعثنا خلقا جديدا ثم جعل يفت العظم ويذره في الريح فيقول يا محمد من يحيى هذا فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم نعم يميتك الله ثم يحييك ويجعلك في جهنم ونزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب لنا مثلا
ونسى خلقه الآيتين * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في البعث عن أبي مالك قال جاء أبي بن
269

خلف بعظم نخرة فجعل يفته بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قال من يحيى العظام وهي رميم فأنزل الله أولم ير
الانسان انا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين إلى قوله وهو بكل شئ عليم * وأخرج ابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال نزلت هذه الآية في أبى جهل بن هشام جاء بعظم حائل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذراه
فقال من يحيى العظام وهي رميم فقال الله يا محمد مقل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وضرب لنا مثلا قال أبي بن
خلف جاء بعظم فقال يا محمد أتعدنا انا إذا متنا فكنا مثل هذا العظم البالي في يده ففته وقال من يحيينا إذا كنا مثل
هذا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله وضرب لنا مثلا
الآية قال نزلت في أبي بن خلف جاء بعظم نخر فجعل يذره في الريح فقال أنى يحيى الله هذا قال النبي صلى الله عليه
وسلم نعم يحيى الله هذا ويدخلك النار * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله أولم ير الانسان انا
خلقناه من نطفة قال نزلت في أبي بن خلف أتى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عظم قد دثر فجعل يفته بين أصابعه
ويقول يا محمد أنت الذي تحدث ان هذا يحيا بعدما قد بلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ليميتن الاخر ثم
ليحيينه ثم ليدخلنه النار * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال جاء أبي بن خلف إلى النبي صلى الله
عليه وسلم وفي يده عظم حائل فقال يا محمد أنى يحيى الله هذا فأنزل الله وضرب لنا مثلا ونسى خلقه فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم خلقها قبل أن تكون أعجب من احيائها وقد كانت * وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة بن لزبير
رضي الله عنه قال لما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ان الناس يحاسبون بأعمالهم ومبعوثون يوم القيامة
أنكروا ذلك انكارا شديدا فعمد أبي بن خلف إلى عظم حائل قد نخر ففته ثم ذراه في الريح ثم قال يا محمد إذا بليت
عظامنا انا لمبعوثون خلقا جديدا فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من استقباله إياه بالتكذيب والأذى في وجهه
وجدا شديدا فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة الآية * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا
يقول الذي أخرج هذه النار من هذا الشجر قادر على أن يبعثه وفي قوله أو ليس الذي خلق السماوات والأرض
بقادر الآية قال هذا مثل قوله انما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون قال ليس من كلام العرب أهون
ولا أخف من ذلك فامر الله كذلك
* (سورة الصافات مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت
سورة الصافات بمكة * وأخرج النسائي والبيهقي في سننه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات * وأخرج ابن أبي داود في فضائل القرآن وابن النجار في تاريخه
عن نهشل بن سعيد الورداني عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
قرأ يس والصافات يوم الجمعة ثم سال الله أعطاه سؤله * وأخرج أبو نعيم في الدلائل والسلفي في الطيور يأت عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم أهل حضرموت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو وليعة حمزة ومحرش
ومشرح وأبضعة وأختهم العمردة وفيهم الأشعث بن قيس وهو أصغرهم فقالوا أبيت اللعن فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لست ملكا أنا محمد بن عبد الله قالوا نسميك باسمك قال لكن الله سماني وأنا أبو القاسم قالوا يا أبا
القاسم انا قد خبأنا لك خبيئا فما هو إذ كانوا خبأوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم جرادة في حمية سمن فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم سبحان الله انما يفعل هذا بالكاهن وان الكاهن والكهانة والتكهن في النار فقالوا يا رسول
الله كيف نعلم أنك رسول الله فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفا من حصى فقال هذا يشهد أنى رسول الله
فسبح الحصى في يده قالوا نشهد انك رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله بعثني بالحق وأنزل
على كتابا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد أثقل في الميزان من الجبل العظيم
وفي الليلة الظلماء مثل نور الشهاب قالوا فأسمعنا منه فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصافات صفا حتى
270

بلغ رب المشارق تم سكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكن روعه فما يتحرك منه شئ ودموعه تجرى على
لحيته فقالوا انا نراك تبكي أفمن مخافة من أرسلك تبكي قال إن خشيتي منه أبكتني بعثني على صراط مستقيم في مثل
حد السيف ان زغت عنه هلكت ثم تلا ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك إلى آخر الآية * قوله تعالى
(والصافات صفا) الآيات * أخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والطبراني والحاكم وصححه من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه والصافات صفا قال الملائكة فالزاجرات زجرا
قال الملائكة فالتاليات ذكوا قال الملائكة * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنه مثله
* وأخرج سعيد بن منصور عن مسروق رضي الله عنه قال كان يقال في الصافات والمرسلات والنازعات هي
الملائكة * وأخر ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله والصافات صفا
فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا قال الملائكة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله
والصافات صفا قال هم الملائكة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله فالزاجرات
زجرا قال ما زجر الله عنه في القرآن * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله فالتاليات ذكرا
قال الملائكة يجيئون بالكتاب والقرآن من عند الله إلى الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله والصافات صفا قال الملائكة صفوف في السماء فالزاجرات زجرا قال ما زجر الله
عنه في القرآن فالتاليات ذكرا قال ما يتلى في القرآن من أخبار الأمم السالفة ان إلهكم لواحد قال وقع القسم
على هذا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله رب المشارق قال المشارق ثلاثمائة
وستون مشرقا والمغارب ثلاثمائة وستون مغربا في السنة قال والمشرقان مشرق الشتاء ومشرق الصيف
والمغربان مغرب الشتاء ومغرب الصيف * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال
المشارق ثلاثمائة وستون مشرقا والمغارب مثل ذلك تطلع الشمس كل يوم من مشرق وتغرب في مغرب * وأخرج
أبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ورب المشارق قال عدد أيام السنة كل يوم مطلع ومغرب
* قوله تعالى (انا زينا السماء الدنيا) الآيات * أخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود انه كان يقرأ بزينة
الكواكب منونة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي بكر بن عياش قال قال عاصم رضي الله عنه من
قرأها بزينة الكواكب مضافا ولم ينون فلم يجعلها زينة للسماء وانما جعل الزينة للكواكب * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وحفظا قال جعلناها حفظا من كل شيطان ما رد
لا يسمعون لي الملا الأعلى قال منعوا بها يعنى بالنجوم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ لا يسمعون إلى الملا الأعلى مخففة وقال إنهم كانوا يتسمعون
ولكن لا يسمعون * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله لا يسمعون إلى الملا الأعلى قال الملائكة
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ويقذفون من كل
جانب قال يرمون من كل مكان دحورا قال مطرودين أولهم عذاب واصب قال دائم * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن قتادة رضي الله عنه ويقذفون من كل جانب دحورا قال قذفا بالشهب ولهم عذاب واصب قال دائم
* وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله عذاب واصب
قال دائم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
في قوله الا من خطف الخطفة يقول الا من استرق السمع من أصوات الملائكة فاتبعه شهاب يعنى الكواكب
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا رمى الشهاب لم يخط من رمى به
وتلا فاتبعه شهاب ثاقب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فاتبعه شهاب ثاقب
قال إن الجني يجئ فيسترق فإذا سرق السمع فرمى بالشهاب قال للذي يليه كان كذا وكذا * وأخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن يزيد الرقاشي في قوله شهاب ثاقب قال يثقب الشيطان حتى يخرج من
الجانب الآخر فذكر ذلك لأبي مجلز رضي الله عنه فقال ليس ذاك ولكن ثقوبه ضوءه * وأخرج عبد بن حميد
271

وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله شهاب ثاقب قال ضوءه إذا نقض فأصاب الشيطان * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال الثاقب المتوقد * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة والحسن
في قوله ثاقب قالا مضئ * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال الثاقب المحرق * قوله تعالى
(فاستفتهم) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
أهم أشد خلقا أم خلقنا قال السماوات والأرض والجبال * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله أم من خلقنا قال أم من عددنا عليك من خلق السماوات والأرض قال الله
تعالى لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه أنه قرأ
أهم أشد خلقا أم من عددنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله أم من خلقنا قال من
الأموات والملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه
في قوله من طين لازب قال ملتصق * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله
قال له أخبرني عن قوله من طين لازب قال الملتزق قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت النابغة وهو يقول
فلا تحسبون الخير لا شر بعده * ولا تحسبون الشر ضربة لازب
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من طين لازب قال اللزب
الجيد * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن عكرمة رضي الله عنه من طين لازب قال لازج * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من طين لازب قال اللازب والحمأ والطين واحد كان أوله ترابا
ثم صار حمأ منتنا ثم صار طينا لازبا فخلق الله منه آدم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال
اللازب الذي يلزق بعضه إلى بعض * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة رضي الله عنه قال اللازب الذي يلزق باليد * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله طين لازب قال لازم منتن * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والحاكم
وصححه وابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ بل عجبت ويسخرون بالرفع * وأخرج أبو عبيد وعبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق الأعمش عن شقيق بن سلمة عن شريح
رضي الله عنه أنه كان يقرأ هذه الآية بل عجبت ويستخرون بالنصب ويقول إن الله لا يعجب من الشئ انما يعجب
من لا يعلم قال الأعمش فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي رضي الله عنه فقال إن شريحا كان معجبا برأيه وعبد الله بن
مسعود رضي الله عنه كان أعلم منه كان يقرؤها بل عجبت * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس
رضي الله عنهما أنه قرأ بل عجبت * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله بل
عجبت ويسخرون قال عجبت من كتاب الله ووحيه ويسخرون بما جئت به * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج
رضي الله عنه في قوله بل عجبت قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبت بالقرآن حين أنزل ويسخر منه ضلال بني آدم
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله بل عجبت قال عجب محمد صلى الله
عليه وسلم من هذا القرآن حين أعطيه وسخر منه أهل الضلالة ويسخرون يعنى أهل مكة وإذا ذكروا لا يذكرون
أي لا ينتفعون ولا يبصرون وإذا رأوا آية يستسخرون أي يسخرون منه ويستهزؤن * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يسخرون قال يستهزؤن وفي قوله فإنما هي
زجرة قال صيحة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله فإنما هي زجرة واحدة قال
نفخة واحدة وهي النفخة لآخرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله هذا يوم الدين قال يدين الله فيه العباد بأعمالهم هذا يوم الفصل يعنى يوم القيامة * قوله تعالى
(احشروا الذين ظلموا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله احشروا الذين ظلموا
وأزواجهم قال تقول الملائكة للزبانية احشروا الذين ظلموا وأزواجهم * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي
شيبة وابن منيع في مسنده وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه
272

والبيهقي في البعث من طريق النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله احشروا الذين ظلموا
وأزواجهم قال أمثالهم الذين هم مثلهم يجئ أصحاب الربا مع أصحاب الربا وأصحاب الزنا مع أصحاب الزنا وأصحاب
الخمر مع أصحاب الخمر أزواج في الجنة وأزواج في النار * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله احشروا
الذين ظلموا وأزواجهم قال أشباههم وفي لفظ نظراءهم * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وعكرمة رضي الله عنهما
مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله احشروا الذين ظلموا
وأزواجهم قال أزواجهم في لأعمال وقرأ وكنتم أزواجا ثلاثة الآية فأصحاب الميمنة زوج وأصحاب المشامة زوج
والسابقون زوج * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله احشروا الذين
ظلموا وأزواجهم قال أمثالهم القتلة مع القتل والزناة مع الزناة وأكلة الربا مع أكلة الربا * وأخرج عبد بن حميد
وابن مردويه وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله احشروا الذين ظلموا وأزواجهم قال
أشباههم من الكفار مع الكفار وما كانوا يعبدون من دون الله قال الأصنام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن
أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فاهدوهم إلى صراط الجحيم قال سوقوهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فاهدوهم قال دلوهم إلى صراط الجحيم قال طريق النار * قوله تعالى (وقفوهم
انهم مسؤلون) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقفوهم مانهم مسؤلون قال احبسوهم
انهم محاسبون * وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي والدارمي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم
وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من داع دعا إلى شئ الا كان موقوفا يوم
القيامة لازما به لا يفارقه وان دعا رجل رجلا ثم قرأ وقفوهم انهم مسؤلون * وأخرج ابن المنذر عن عطية رضي الله عنه
في قوله وقفوهم انهم مسؤلون قال يقفون يوم القيامة حتى يسئلوا عن أعمالهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عثمان بن زائدة رضي الله عنه قال كان يقال ان أول ما يسال عنه العبد يوم القيامة عن جلسائه * قوله تعالى
(مالكم لا تناصرون) الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله مالكم لا تناصرون
قال لا تمانعون منا بل هم اليوم مستسلمون مسخرون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون أقبل بعضهم يلوم بعضا
قال الضعفاء الذين استكبروا انكم كنتم تأتوننا عن اليمين تقهروننا بالقدرة 7 عليكم قالوا بل لم تكونوا مؤمنين في علم
الله وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين مشركين في علم الله فحق علينا قول ربنا فوجب علينا قضاء
ربنا لأنا كنا أذلاء وكنتم أعزة فإنهم يومئذ قال كلهم في العذاب مشتركون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله مالكم لا تناصرون قال لا يدفع بعضكم بعضا بل هم اليوم
مستسلمون في عذاب لله وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال الانس على الجن قالت الانس للجن انكم تأتوننا
عن اليمين قال من قبل الخير أفتنهونا عنه قالت الجن للانس بل لم تكونوا مؤمنين فحق علينا قول ربنا قال هذا قول
الجن فأغويناكم انا كنا غاوين هذا قول الشياطين لضلال بني آدم ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون
يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم بل جاء بالحق وصدق المرسلين أي صدق من كان قبله من المرسلين انكم لذائقو
العذاب الأليم وما تجزون الا ما كنتم تعملون الا عباد الله المخلصين قال هذه ثنية الله أولئك لهم رزق معلوم قال
الجنة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون
قال ذلك إذا بعثوا في النفخة الثانية * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله كنتم تأتوننا
عن اليمين قال كانوا يأتونهم عند كل خير ليصدوهم عنه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله تأتوننا عن اليمين قال عن الحق الكفار تقوله للشياطين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
شيبة وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله لم تكونوا مؤمنين قال لو كنتم مؤمنين منعتم منا * وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله فأغويناكم قال الشياطين تقول أغويناكم في الدنيا انا كنا غاوين
فإنهم يومئذ ومن أغووا في الدنيا في العذاب مشتركون * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس
273

رضي الله عنهما انهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون قال كانوا إذا لم يشرك بالله يستنكفون ويتولون
أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون لا يعقل قال فحكى الله صدقه فقال بل جاء بالحق وصدق المرسلين * وأخرج ابن
جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم منى ماله ونفسه الا
بحقه وحسابه على الله وأنزل الله في كتابه وذكر قوما استكبروا فقال إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون
وقال إذا جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة
التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وهي لا إله إلا الله محمد رسول الله استكبر عنها المشركون يوم الحديبية يوم كاتبهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم على قضية الهدنة * وأخرج البخاري في تاريخه عن وهب بن منبه رضي الله عنه أنه
قيل له أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة قال بلى ولكن ليس من مفتاح الا وله أسنان فمن جاء بأسنانه فتح له ومن
لا لم يفتح له * وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد رضي الله عنه أنه كان يقرأ الا عباد الله المخلصين * وأخرج ابن
جرير عن السدى رضى الله عنه في قوله أولئك لهم رزق معلوم قال في الجنة * قوله تعالى (يطاف عليهم) الآيات
* أخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال كل
كأس ذكره الله في القرآن انما عنى به الخمر * وأخرج عبد الرزاق ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله بكأس من معين قال كأس من خمر لم تعصر والمعين هي الجارية لا فيها غول ولا هم
عنها ينزفون قال لا تذهب عقولهم ولا تصدع رؤسهم ولا توجع بطونهم * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه
بكأس من معين هو الجاري * وأخرج ابن جرير عن السدى رضي الله عنه في قوله بيضاء قال في قراءة
عبد الله صفراء * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله يطاف عليهم بكأس من معين قال الخمر لا فيها غول قال ليس فيها صداع ولا هم عنها ينزفون قال لا تذهب
عقولهم * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال في الخمر أربع خصال السكر
والصداع والقئ والبول فنزه الله خمر الجنة عنها لا فيها غول لا تغول عقولهم من السكر ولا هم عنها ينزفون
لا يقيئون عنها كما يقئ صاحب خمر الدنيا عنها والقئ مستكره * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله لا فيها غول قال ليس فيها نتن ولا كراهية كخمر الدنيا قال وهل تعرف
العرب ذلك قال نعم أما سمعت امرأ القيس وهو يقول
رب كأس شربت لا غول فيها * وسقيت النديم منها مزاجا
قال أخبرني عن قوله ولا هم عنها ينزفون قال لا يسكرون قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول عبد
الله بن رواحة رضي الله عنه وهو يقول
ثم لا ينزفون عنها ولكن * يذهب الهم عنهم والغليل
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما لا فيها غول قال هي الخمر ليس فيها وجع بطن * وأخرج
هناد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لا فيها غول قال وجع بطن ولا هم عنها ينزفون
قال لا تذهب عقولهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله
بكأس من معين قال المعين الخمر لا فيها غول قال وجع بطن ولا هم عنها ينزفون لا مكروه فيها ولا أذى * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وعندهم قاصرات
الطرف يقول عن غير أزواجهن كأنهن بيض مكنون قال اللؤلؤ المكنون * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد
رضي الله عنه وعندهم قاصرات الطرف يقول عن غير أزواجهن قال قصرت طرفهن على أزواجهن عين قال
حسان العيون * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله عين قال العين العظام الأعين * وأخرج
ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله كأنهن بيض مكنون قال بياض البيضة ينزع عنها فوقها وغشاؤها
الذي يكون في العرف * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضى
274

الله عنه في قوله كأنهن بيض مكنون قال كأنهن بطن البيض * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى
رضي الله عنه في قوله كأنهن بيض مكنون قال بياض البيض حين ينزع قشره * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي
حاتم عن عطاء الخراساني رضي الله عنه في قوله كأنهن بيض مكنون قال هو السخاء الذي يكون بين قشرته العليا
ولباب البيضة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله كأنهن
بيض مكنون قال البيض في عشه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
في قوله وعندهم قاصرات الطرف قال قصرت طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم كأنهن بيض مكنون قال
البيض الذي لم تلوثه الأيدي * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله كأنهن بيض مكنون قال
محصون لم تمرته الأيدي * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله كأنهن بيض مكنون قال
البيض الذي يكنه الريش مثل بيض النعام الذي أكنه الريش من الريح فهو أبيض إلى الصفرة فكانت تترقرق
فذلك المكنون * قوله تعالى (فاقبل بعضهم) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال أهل الجنة * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله انى كان لي قرين قال شيطان * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن عطاء
الخراساني رضي الله عنه قال كان رجلان شريكين وكان لهما ثمانية آلاف دينار فاقتسماها فعمد أحدهما
فاشترى بألف دينار أرضا فقال صاحبه اللهم ان فلانا اشترى بألف دينار أرضا وإني أشتري منك بألف دينار أرضا
في الجنة فتصدق بألف دينار ثم ابتنى صاحبه دارا بألف دينار فقال هذا اللهم ان فلانا ابتنى دارا بألف دينار وإني
أشتري منك دارا في الجنة بألف دينار فتصدق بألف دينار ثم تزوج صاحبه امرأة فأنفق عليها ألف دينار فقال
اللهم ان فلانا تزوج امرأة فأنفق عليها ألف دينار وإني أخطب إليك من نساء الجنة بألف دينار فتصدق بألف
دينار ثم اشترى خدما ومتاعا بألف دينار وإني أشتري منك خدما ومتاعا في الجنة بألف دينار فتصدق بألف دينار ثم
أصابته حاجة شديدة فقال لو أتيت صاحبي هذا لعله ينالني منه معروف فجلس على طريقه فمر به في حشمه وأهله
فقام إليه الآخرة فنظر فعرفه فقال فلان فقال نعم فقال ما شأنك فقال أصابتني بعدك حاجة فأتيتك لتصيبني بخير
قال فما فعل المال فقد اقتسمناه مالا واحدا فأخذت شطره وأنا شطره فقال اشتريت دارا بألف دينار ففعلت أنا كذلك
وفعلت أنا كذلك فقص عليه القصة فقال إنك لمن المصدقين بهذا اذهب فوالله لا أعطيك شيئا فرده فقضى لهما أن
توفيا فنزلت فيهما فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون حتى بلغ أئنا لمدينون قال لمحاسبون * وأخرج سعيد بن
منصور وابن جرير عن فرات بن ثعلبة البهراني رضي الله عنه في قوله انى كان لي قرين قال ذكر لي أن رجلين كانا
شريكين فاجتمع لهما ثمانية آلاف دينار فكان أحدهما ليس له حرفة والآخر له حرفة فقال إنه ليس لك حرفة
فما أراني الا مفارقك ومقاسمك فقاسمه ثم فارقه ثم إن أحد الرجلين اشترى دارا كانت لملك بألف دينار فدعا صاحبه
ثم قال كيف ترى هذه الدار ابتعتها بألف دينار فقال ما أحسنها فلما خرج قال اللهم ان صاحبي قد ابتاع هذه الدار
وإني أسالك دارا من الجنة فتصدق بألف دينار ثم مكث ما شاء الله أن يمكث ثم تزوج امرأة بألف دينار فدعاه وصنع
له طعاما فلما أتاه قال انى تزوجت هذه المرأة بألف دينار قال ما أحسن هذا فلما خرج قال اللهم ان صاحبي تزوج
امرأة بألف دينار وإني أسالك امرأة من الحور العين فتصدق بألف دينار ثم انه مكث ما شاء الله ان يمكث ثم اشترى
بستانين بألفي دينار ثم دعاه فأراه وقال انى قد ابتعت هذه البستانين بألفي دينار فقال ما أحسن هذا فلما خرج قال
يا رب ان صاحبي قد ابتاع بستانين بألفي دينار وإني أسالك بستانين في الجنة فتصدق بألفي دينار ثم إن الملك أتاهما
فتوفاهما فانطلق بهذا المتصدق فادخله دارا تعجبه فإذا امرأة يضئ ما تحتها من حسنها ثم أدخله البستانين وشيئا
الله به عليم فقال عند ذلك ما أشبه هذا برجل كان من أمره كذا وكذا قال فإنه ذلك ولك هذا المنزل والبستانان
والمرأة فقال إنه كان لي قرين يقول أئنك لمن المصدقين قيل له فإنه في الجحيم قال فهل أنتم مطلعون فاطلع فرآه في سواء
الجحيم فقال عند ذلك تالله ان كدت لتردين * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في الآية قال كانا
شريكين في بني إسرائيل أحدهما مؤمن والآخر كافر فافترقا على ستة آلاف دينار كل واحد منهما ثلاثة آلاف
275

دينار ثم افترقا فمكثا ما شاء الله أن يمكثا ثم التقيا فقال الكافر للمؤمن ما صنعت في مالك أضربت به شيئا اتجرت
به في شئ قال له المؤمن لا فما صنعت أنت قال اشتريت به نخلا وأرضا وثمارا وأنهارا بألف دينار فقال له المؤمن
أو فعلت قال نعم فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل فصلى ما شاء الله أن يصلى فلما انصرف أخذ ألف دينار
فوضعها بين يدين ثم قال اللهم ان فلانا يعنى شريكه الكافر اشترى أرضا ونخلا وثمارا وأنهارا بألف دينار ثم
يموت ويتركها غدا اللهم وإني اشترى منك بهذه الألف دينار أرضا ونخلا وثمارا وأنهارا في الجنة ثم أصبح
فقسمها للمساكين ثم مكثا ما شاء الله أن يمكثا ثم التقيا فقال الكافر للمؤمن ما صنعت أضربت به في شئ
اتجرت به قال لا قال فما صنعت أنت قال كانت ضيعتي قد اشتد على مؤنتها فاشتريت رقيقا بألف دينار يقومون
لي ويعملون لي فيها فقال المؤمن أو فعلت قال نعم فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل صلى ما شاء الله أن يصلى
فلما انصرف أخذ ألف دينار فوضعها بين يديه ثم قال اللهم ان فلانا اشترى رقيقا من رقيق الدنيا بألف دينار
يموت غدا فيتركهم أو يموتون فيتركونه اللهم وإني أشتري منك بهذه الألف دينار رقيقا في الجنة ثم أصبح
فقسمها بين المساكين ثم مكثا ما شاء الله أن يمكثا ثم التقيا فقال الكافر للمؤمن ما صنعت في مالك أضربت به
في شئ اتجرت به في شئ قال لا فما صنعت أنت قال كان أمرى كله قد تم الا شيئا واحدا فلانة مات عنها زوجها
فأصدقتها ألف دينار فجاءتني بها وبمثلها معها فقال له المؤمن أو فعلت قال له نعم فرجع المؤمن حتى إذا كان
الليل صلى ما شاء الله أن يصلى فلما نصرف أخذ الألف دينار الباقية فوضعها بين يديه وقال اللهم ان فلانا تزوج
زوجة من أزواج الدنيا بألف دينار ويموت عنها فيتركها أو تموت فتتركه اللهم وإني أخطب إليك بهذه الألف دينار
حوراء عيناء في الجنة ثم أصبح فقسمها بين المساكين فبقى المؤمن ليس عنده شئ فلبس قميصا من قطن وكساء من
صوف ثم جعل يعمل ويحفر بقوته فقال رجل يا عبد الله أتؤاجر نفسك مشاهرة شهرا بشهر تقوم على دواب لي قال
نعم فكان صاحب الدواب يغدو كل يوم ينظر إلى دوابه فإذا رأى منها دابة ضامرة أخذ برأسه فوجأ عنقه ثم يقول له
سرقت شعير هذه البارحة فلما رأى المؤمن الشدة قال لآتين شريكي الكافر فلأعملن في أرضه يطعمني هذه
الكسرة يوما بيوم ويكسيني هذين الثوبين إذا بليا فانطلق يريده فانتهى إلى بابه وهو ممس فإذا قصر في السماء
وإذا حوله البوابون فقال لهم استأذنوا لي صاحب هذا القصر فإنكم ان فعلتم ذلك سره فقالوا له انطلق فان كنت
صادقا فنم في ناحية فإذا أصبحت فتعرض له فانطلق المؤمن فألقى نصف كسائه تحته ونصفه فوقه ثم نام فلما أصبح
أتى شريكه فتعرض له فخرج شريكه وهو راكب فلما رآه عرفه فوقف فسلم عليه وصافحه ثم قال له ألم تأخذه من
المال مثل ما أخذت فأين مالك قال لا تسألني عنه قال فما جاء بك قال جئت أعمل في أرضك هذه تطعمني هذه
الكسرة يوما بيوم وتكسوني هذين الثوبين إذا بليا قال لا ترى منى خيرا حتى تخبرني ما صنعت في مالك قال
أقرضته من الملئ الوفي قال من قال الله ربى وهو مصافحه فانتزع يده ثم قال أئنك لمن المصدقين أئذا متنا وكنا ترابا
وعظاما أئنا لمدينون وتركه فلما رآه المؤمن لا يلوي عليه رجع وتركه يعيش المؤمن في شدة من الزمان ويعيش
الكافر في رخاء من الزمان فإذا كان يوم القيامة وأدخل الله المؤمن الجنة يمر فإذا هو بأرض ونخل وأنهار وثمار
فيقول لمن هذا فيقال هذا لك فيقول أو بلغ من فضل عملي ان أثاب بمثل هذا ثم يمر فإذا هو برقيق لا يحصى عددهم
فيقول لمن هذا فيقال هؤلاء لك فيقول أو بلغ من فضل عملي ان أثاب بمثل هذا ثم يمر فإذا هو بقبة من ياقوتة حمراء
مجوفة فيها حوراء عيناء فيقول لمن هذه فيقال هذه لك فيقول أو بلغ من فضل عملي ان أثاب بمثل هذا ثم يذكر
شريكه الكافر فيقول انى كان لي قرين يقول أئنك لمن المصدقين فالجنة عالية والنار هاوية فيريه الله شريكه في
وسط الجحيم من بين أهل النار فإذا رآه عرفه المؤمن فيقول تالله ان كدت لتردين ولولا نعمة ربى لكنت من
المحضرين أفمن نحن بميتين الا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ان هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون
بمثل ما قدمت عليه قال فيتذكر المؤمن ما مر عليه في الدنيا من الشدة فلا يذكر أشد عليه من الموت * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أئنا لمدينون قال لمحاسبون * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
276

هل أنتم مطلعون يقول مطلعون إليه حتى أنظر إليه في النار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سواء الجحيم قال وسط الجحيم * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس
رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله في سواء الجحيم قال وسط الجحيم قال وهل تعرف العرب ذلك قال
نعم أما سمعت قول الشاعر
رماهم بسهم فاستوى في سوائها * وكان قبولا للهوى والطوارق
* وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله فاطلع فرآه في سواء الجحيم قال
اطلع ثم التفت إلى أصحابه فقال لقد رأيت جماجم القوم تغلي * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال
ذكر لنا ان كعب الأحبار رضي الله عنه قال في الجنة كوى فإذا أراد أحد من أهلها أن ينظر إلى عدوه في النار
اطلع فازداد شكرا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله هل أنتم مطلعون قال سأل ربه ان يطلعه فاطلع فرآه في سواء الجحيم يقول في وسطها فرأى جماجمهم
تغلي فقال فلان فلولا ان الله عرفه إياه لما عرفه لقد تغير خبره وسبره فعند ذلك قال تالله ان كدب لتردين يقول
لتهلكني لو أطعتك ولولا نعمة ربى لكنت من المحضرين قال في النار أفما نحن بميتين إلى قوله الفوز العظيم قال
هذا قول أهل الجنة يقول الله لمثل هذا فليعمل العاملون * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال
عملوا ان كل نعيم بعد الموت يقطعه فقالوا أفما نحن بميتين الا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين قيل لا قالوا ان هذا لهو
الفوز العظيم * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال يقول الله تعالى لأهل الجنة كلوا
واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون قال قول الله هنيئا أي لا تموتون فيها فعندها قالوا أفما نحن بميتين الا موتتنا الأولى
وما نحن بمعذبين ان هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون * وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب
قال كنت أمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في يدي فرأى جنازة فأسرع المشي حتى أتى القبر ثم جثا على
ركبتيه فجعل يبكى حتى بل الثرى ثم قال لمثل هذا فليعمل العاملون * قوله تعالى (أذلك خير نزلا) الآيات
* أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال لما ذكر الله شجرة الزقوم افتتن بها
الظلمة فقال أبو جهل يزعم صاحبكم هذا ان في النار شجرة والنار تأكل الشجر وانا والله ما نعلم الزقوم الا التمر
والزبد فتزقموا فأنزل الله حين عجبوا ان يكون في النار شجر انها شجرة تخرج في أصل الجحيم أي غذيت بالنار ومنها
خلقت طلعها كأنه رؤس الشياطين قال يشبهها بذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله انا جعلناها فتنة للظالمين قال قول أبى جهل انما الزقوم التمر والزبد أتزقمه * وأخرج ابن أبي حاتم عن
وهب بن منبه رضي الله عنه في قوله طلعها كأنه رؤس الشياطين قال شعور الشياطين قائمة إلى السماء * وأخرج
عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد الزهد وابن المنذر عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه قال بلغنا ان ابن آدم
لا ينهش من شجرة الزقوم نهشة لا نهشت منه مثلها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
مر أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس فلما نفد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى لك فأولى
ثم أولى لك فأولى فسمع أبو جهل فقال من توعد يا محمد قال إياك فقال بم توعدني فقال أوعدك بالعزيز الكريم
فقال أبو جهل أليس أنا العزيز الكريم فأنزل الله ان شجرة الزقوم طعام الأثيم إلى قوله ذق انك أنت العزيز
الكريم فلما بلغ أبا جهل ما نزل فيه جمع أصحابه فاخرج إليهم زبدا وتمرا فقال تزقموا من هذا فوالله ما يتوعدكم
محمد الا بهذا فأنزل الله انها شجرة تخرج في أصل الجحيم إلى قوله ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم فقال في الشوب
انها تختلط باللبن فتشوبه بها فان لهم على ما يأكلون لشوبا من حميم * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال لو أن قطرة من زقوم جهنم أنزلت إلى الأرض لأفسدت على الناس معايشهم * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ثم إن لهم عليها لشوبا قال لمزجا * وأخرج الطستي عن ابن
عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم قال يختلط الحميم
والفساق قال له وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
277

تلك المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
* وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لشوبا من حميم قال يخلط طعامهم ويشاب بالحميم
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقبل
هؤلاء وهؤلاء أهل الجنة وأهل النار وقرأ ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن جريج
رضي الله عنه قال في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم قال مزجا ثم إن مرجعهم
لإلى الجحيم قال فهم في عناء وعذاب بين نار وحميم وتلا هذه الآية يطوفون بينها وبين حميم آن * قوله تعالى (انهم
ألفوا آباءهم) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله انهم ألفوا آباءهم قال وجدوا آباءهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في
قوله انهم ألفوا آباءهم قال وجدوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون أي مسرعين * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله انهم ألفوا آباءهم ضالين قال جاهلين فهم على
آثارهم يهرعون قال كهيئة الهرولة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله فانظر كيف كان
عاقبة المنذرين قال كيف عذب الله قوم نوح وقوم لوط وقوم صالح والأمم التي عذب الله * وأخرج ابن جرير عن
السدى رضي الله عنه في قوله الا عباد الله المخلصين قال الذين استخلصهم الله سبحانه وتعالى * قوله تعالى (ولقد
نادانا نوح) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولقد
نادانا نوح فلنعم المجيبون قال أجابه الله تعالى * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي
صلى الله عليه وسلم إذا صلى في بيتي فمر بهذه الآية ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون قال صدقت ربنا أنت أقرب من
دعى وأقرب من يعطى فنعم المدعى ونعم المعطى ونعم المسؤول ونعم المولى أنت ربنا ونعم النصير * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله ونجيناه وأهله من الكرب العظيم قال من غرق الطوفان
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وجعلنا
ذريته هم الباقين قال فالناس كلهم من ذرية نوح عليه السلام وتركنا عليه في الآخرين قال أبقى الله عليه
الثناء الحسن في الآخرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وجعلنا ذريتهم
هم الباقين يقول لم يبق الا ذرية نوح عليه السلام وتركنا عليه في الآخرين يقول يذكر بخير * وأخرج
الترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم في قوله وجعلنا ذريته هم الباقين قال سام وحام ويافث * وأخرج ابن سعد وأحمد والترمذي وحسنه
وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن سمرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال سام أبو العرب وحام أبو الحبش ويافث أبو الروم * وأخرج البزار وابن أبي حاتم والخطيب في تالي التلخيص
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد نوح ثلاثة سام وحام ويافث فولد سام
العرب وفارس والروم والخير فيهم وولد يافث يأجوج ومأجوج والترك الصقالبة ولا خير فيهم وأما ولد حام
القبط والبربر والسودان * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وجعلنا ذريتهم
هم الباقين قال ولد نوح ثلاثة فسام أبو العرب وحام أبو الحبش ويافث أبو الروم * وأخرج الحاكم عن ابن مسعود
رضي الله عنه أن نوحا عليه السلام اغتسل فرأى ابنه ينظر إليه فقال تنظر إلى وأنا أغتسل حار الله لونك فاسود فهو
أبو السودان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وتركنا عليه في الآخرين قال
لسان صدق للأنبياء عليهم الصلاة والسلام كلهم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه وتركنا عليه
في الآخرين قال هو السلام كما قال سلام على نوح العالمين * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن
رضي الله عنه وتركنا عليه في الآخرين قال الثناء الحسن * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وان من شيعته قال من أهل ذريته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
278

مجاهد رضي الله عنه في قوله وان من شيعته لإبراهيم قال من شيعة نوح إبراهيم على منهاجه وسننه إذ جاء ربه بقلب
سليم قال ليس فيه شك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله وان من شيعته
لإبراهيم قال على دينه إذ جاء ربه بقلب سليم من الشرك أئفكا آلهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين إذا لقيتموه
وقد عبدتم غيره * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في
قوله فنظر نظرة في النجوم قال رأى نجما طالعا فقال انى سقيم قال 7 كايديني في النجوم قال كلمة من كلام العرب يقول
الله عز دينه وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فنظر نظرة في النجوم قال كلمة من كلام العرب يقول
إذا تفكر نظر في النجوم وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله فنظر نظرة في
النجوم قال في السماء فقال انى سقيم قال مطعون * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انى
سقيم قال مريض * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه في قوله انى سقيم قال مطعون * وأخرج عبد بن
حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله انى سقيم قال مطعون * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه
في قوله انى سقيم قال طعين وكانوا يفرون من المطعون * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال
أرسل إليه ملكهم فقال إن غدا عيدنا فاخرج قال فنظر إلى نجم فقال إن ذا النجم لم يطلع قط الا طلع بسقم لي فتولوا
عنه مدبرين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فتولوا عنه مدبرين قال
فنكصوا عنه منطلقين فراغ قال فمال إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون يستنطقهم 7 منطلقين مالكم لا تنطقون فراغ
عليهم ضربا باليمين أي فاقبل عليهن فكسرهن فاقبلوا إليه يزفون قال يسعون قال أتعبدون ما تنحتون من الأصنام
والله خلقكم وما تعملون قال خلقكم وخلق ما تعملون بأيديكم فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين قال فما ناظرهم
الله بعد ذلك حتى أهلكهم وقال انى ذاهب إلى ربى قال ذاهب بعمله وقلبه ونيته * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن الحسن قال خرج قوم إبراهيم عليه السلام إلى عيد لهم وأرادوا إبراهيم عليه السلام على الخروج
فاضطجع على ظهره وقال انى سقيم لا أستطيع الخروج وجعل ينظر إلى السماء فلما خرجوا أقبل على آلهتهم
فكسرها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فاقبلوا إليه يزفون
قال يجرون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه فاقبلوا إليه يزفون قال
ينسلون والزفيف النسلان * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله
يزفون قال يسعون * وأخرج البخاري في خلق أفعال العباد والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن حذيفة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله صانع كل صانع وصنعته وتلا عند ذلك والله خلقكم
وما تعملون * وأخرج ابن جرير عن السدى قال قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم قال فحبسوه في بيت وجمعوا
له حطبا حتى أن كانت المرأة لتمرض فتقول لئن عافاني الله لأجمعن حطبا لإبراهيم فلما جمعوا له وأكثروا من الحطب
حتى أن كانت الطير لتمر بها فتحترق من شدة وهجها فعمدوا إليه فرفعوه على رأس البنيان فرفع إبراهيم عليه
السلام رأسه إلى السماء فقالت السماء والأرض والجبال والملائكة إبراهيم يحرق فيك فقال أنا أعلم به وان دعاكم
فأغيثوه وقال إبراهيم عليه السلام حين رفع رأسه إلى السماء اللهم أنت الواحد في السماء وأنا الواحد في الأرض
ليس في الأرض واحد يعبدك غيري حسبي الله ونعم الوكيل فناداها يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم * وأخرج
ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقال انى ذاهب إلى ربى سيهدين قال حين هاجر * وأخرج ابن أبي
حاتم عن السدى في قوله رب هب لي من الصالحين قال ولد صالحا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن
الحسن في قوله فبشرناه بغلام حليم قال بولادة اسحق عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه فبشرناه بغلام حليم قال بشر بإسحاق قال ولم يثن الله
بالحلم على أحد الا على إبراهيم وإسحاق عليهما السلام * وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه في قوله
فبشرناه بغلام حليم قال هو إسماعيل عليه السلام قال وبشره الله بنبوة اسحق بعد ذلك * وأخرج عبد الرزاق
وابن المنذر من طريق الزهري عن القاسم رضي الله عنه في قوله فبشرناه بغلام حليم قال قال ابن عباس رضى الله
279

عنهما هو اسحق عليه السلام وكان ذلك بمنى وقال كعب رضي الله عنه هو اسحق عليه السلام وكان ذلك ببيت
المقدس * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله فبشرناه بغلام حليم قال
إسماعيل عليه السلام * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه فبشرناه بغلام حليم قال هو اسحق عليه السلام
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عبيد بن عمير رضي الله عنه في قوله فبشرناه بغلام حليم قال هو اسحق عليه
السلام * قوله تعالى (فلما بلغ معه السعي) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله بلغ معه السعي قال العمل * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله فلما بلغ
معه السعي قال أدرك معه العمل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله
فلما بلغ معه السعي قال لما مشى مع أبيه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه فلما بلغ
معه السعي قال لما مشى فأسر في نفسه حزنا في قراءة عبد الله قال يا بني انى أرى في المنام انى أذبحك * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه فلما بلغ معه السعي قال لما شب حتى
أدرك سعيه سعى إبراهيم في العمل فلما أسلما قال سلما ما أمرا به وتله للجبين قال وضع وجهه للأرض فقال
لا تذبحني وأنت تنظر إلى وجهي عسى أن ترحمني فلا تجهز على أربط يدي إلى رقبتي ثم ضع وجهي للأرض ففعل
فلما أدخل يده ليذبحه نودي أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا فامسك يده ورفع رأسه فرأى الكبش ينحط إليه
حتى وقع عليه فذبحه * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أراد إبراهيم عليه السلام
أن يذبح اسحق قال لأبيه إذا ذبحتني فاعتزل لا أضطرب فينتضح عليك دمى فشده فلما أخذ الشفرة وأراد أن
يذبحه نودي من خلفه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا * وأخرج أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع
حصيات فساخ ثم أتى به الجمرة القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع فساخ فلما أراد إبراهيم أن يذبح اسحق
عليهما السلام قال لأبيه يا أبت أوثقني لاضطرب فينتضح عليك دمى إذا ذبحتني فشده فلما أخذ الشفرة فأراد
أن يذبحه نودي من خلفه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا * وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه من طريق
مجاهد رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما وان من شيعته لإبراهيم قال من شيعة نوح على منهاجه
وسننه بلغ معه السعي شب حتى بلغ سعيه سعى إبراهيم في العمل فلما أسلما سلما ما أمرا به وتله وضع وجهه
للأرض فقال لا تذبحني وأنت تنظر عسى أن ترحمني فلا تجهز على وان أجزع فانكص فامتنع منك ولكن
أربط يدي إلى رقبتي ثم ضع وجهي إلى الأرض فلما أدخل يده ليذبحه فلم تصل المدية حتى نودي أن يا إبراهيم قد
صدقت الرؤيا فامسك يده فذلك قوله وفديناه بذبح عظيم بكبش عظيم متقبل وزعم ابن عباس رضي الله عنهما
أن الذبيح إسماعيل * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
رؤيا الأنبياء وحى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي
في الأسماء والصفات عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال رؤيا الأنبياء وحى ثم تلا هذه الآية انى أرى في المنام
انى أذبحك فانظر ماذا ترى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال رؤيا الأنبياء عليهم السلام
حتى إذا رأوا شيئا فعلوه * وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب
الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أمر إبراهيم عليه السلام بالمناسك عرض له الشيطان عند المسعى
فسابقه فسبقه إبراهيم عليه السلام ثم ذهب به جبريل عليه السلام إلى جمرة لعقبة فعرض له الشيطان فرماه
بسبع حصيات حتى ذهب ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات ثم تله للجبين وعلى إسماعيل عليه
السلام قميص أبيض فقال يا أبت ليس لي ثوب تكفني فيه غيره فاخلعه حتى تكفني فيه فعالجه ليخلعه فنودي من
خلفه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا فالتفت فإذا كبش أبيض أعين أقرن فذبحه * وأخرج ابن جرير والحاكم
من طريق عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه قال المفدى إسماعيل وزعمت اليهود انه اسحق وكذبت اليهود
* وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه من طريق الشعبي عن ابن عباس
280

رضي الله عنهما قال الذبيح إسماعيل عليه السلام * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم
من طريق مجاهد ويوسف بن ماهك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الذبيح إسماعيل عليه السلام
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق يوسف بن مهران وأبى الطفيل عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال الذبيح إسماعيل عليه السلام وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير قالا الذي أراد إبراهيم
عليه السلام ذبحه إسماعيل عليه السلام * وأخرج ابن جرير عن الشعبي ومجاهد والحسن ويوسف بن مهران
ومحمد بن كعب القرظي مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما
في قوله وفديناه بذبح عظيم قال إسماعيل ذبح عنه إبراهيم الكبش * وأخرج ابن جرير والآمدي في مغازيه
والخلعي في فوائده والحاكم وابن مردويه بسنده ضعيف عن عبد الله بن سعيد الصنايجي قال حضرنا مجلس معاوية
ابن أبي سفيان فتذاكر القوم إسماعيل وإسحاق أيهما الذبيح فقال معاوية سقطتم على الخبير كنا عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم فاتاه اعرابي فقال يا رسول الله خلفت الكلأ يابسا والماء عابسا هلك العيال وضاع المال فعد
على مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه فقال القوم من الذبيحان
يا أمير المؤمنين قال إن عبد المطلب لما حفر زمزم نذر لله ان سهل حفرها أن ينحر بعض ولده فلما فرغ أسهم
بينهم وكانوا عشرة فخرج السهم على عبد الله فأراد ذبحه فمنعه أخواله من بنى مخزوم وقالوا أرض ربك وافد ابنك
ففداه بمائة ناقة فهو الذبيح وإسماعيل الثاني * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والحاكم عن محمد بن كعب
القرظي رضي الله عنه قال إن الذي أمر الله إبراهيم بذبحه من ابنيه إسماعيل وانا لنجد ذلك في كتاب الله وذلك أن
الله يقول حين فرغ من قصة المذبوح وبشرناه بإسحاق وقال فبشرناها بإسحاق ومن وراء اسحق يعقوب بابن
وابن ابن فلم يكن يأمر بذبح اسحق وله فيه موعود بما وعده وما الذي أمر بذبحه الا إسماعيل * وأخرج الحاكم بسند
فيه الواقدي عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال سألت خوات بن جبير رضي الله عنه عن ذبيح الله قال إسماعيل
عليه السلام لما بلغ سبع سنين رأى إبراهيم عليه السلام في النوم في منزله بالشام ان يذبحه فركب إليه على
البراق حتى جاءه فوجده عند أمه فاخذ بيديه ومضى به لما أمر به وجاء الشيطان في صورة رجل يعرفه 7 فذبح
طرفي حلقه فإذا هو نحر في نحاس فشحذ الشفرة مرتين أو ثلاثا بالحجر ولا تحز قال إبراهيم ان هذا الامر من
الله فرفع رأسه فإذا هو بوعل واقف بين يديه فقال إبراهيم قم يا بنى قد نزل فداؤك فذبحه هناك بمنى * وأخرج
الحاكم بسند فيه الواقدي من طريق عطاء بن يسار رضي الله عنه عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال الذبيح
إسماعيل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد والحسن رضي الله عنهما قال الذبيح إسماعيل * وأخرج عبد
ابن حميد من طريق الفرزدق الشاعر قال رأيت أبا هريرة رضي الله عنه يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه
وسلم ويقول إن الذي أمر بذبحه إسماعيل * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن محمد بن كعب رضي الله عنه ان عمر
ابن عبد العزيز رضي الله عنه أرسل إلى رجل كان يهوديا فأسلم وحسن اسلامه وكان من علمائهم فسأله أي ابني
إبراهيم أمر بذبحه فقال إسماعيل والله يا أمير المؤمنين وان اليهود لتعلم بذلك ولكنهم يحسدونكم معشر العرب
* وأخرج البزار وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه عن العباس بن عبد المطلب قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال نبي الله داود يا رب أسمع الناس يقولون رب إبراهيم وإسحاق ويعقوب فاجعلني رابعا قال إن
إبراهيم ألقى في النار فصبر من أجلى وأن اسحق جاد لي بنفسه وان يعقوب غاب عنه يوسف وتلك بلية لم تنلك
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال
قال موسى عليه السلام يا رب يقولون يا رب إبراهيم وإسحاق ويعقوب لأي شئ يقولون ذلك قال لان إبراهيم لم يعدل بي
شيئا الا اختارني عليه وان اسحق جاد لي بنفسه فهو على ما سواه أجود وأما يعقوب فما ابتليت ببلاء لا ازداد بي
حسن الظن * وأخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان داود
سال ربه مسالة فقال اجعلني مثل إبراهيم وإسحاق ويعقوب فأوحى الله إليه انى ابتليت إبراهيم بالنار فصبر وابتليت
اسحق بالذبح فصبر وابتليت يعقوب فصبر * وأخرج الدارقطني في الافراد والديلمي عن ابن مسعود رضي الله عنه

7 بياض بالأصل
281

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذبيح اسحق * وأخرج ابن مردويه عن بهار وكانت له صحبة عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال اسحق ذبيح * وأخرج عبد بن حميد والطبراني عن أبي الأحوص قال فاخر أسماء بن خارجة
عند ابن مسعود فقال أنا ابن الأشياخ الكرام فقال ابن مسعود رضي الله عنه ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق
ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سئل النبي صلى
الله عليه وسلم من أكرم الناس قال يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله * وأخرج ابن أبى حاتم والطبراني في
الأوسط بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله خيرني بين أن
يغفر لنصف أمتي أو شفاعتي فاخترت شفاعتي ورجوت أن تكون أعم لامتي ولولا الذي سبقني إليه العبد الصالح
لعجلت دعوتي ان الله لما فرج عن إسحاق كرب الذبح قيل له يا أبا إسحاق سل تعطه قال أما والله لا تعجلها قبل نزغات
الشيطان اللهم من مات لا يشرك بك شيئا قد أحسن فاغفر له * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن كعب رضي الله عنه أنه قال لأبي
هريرة ألا أخبرك عن إسحاق قال بلى قال أرى إبراهيم أن يذبح اسحق قال الشيطان والله لئن لم أفتن عند هذه آل
إبراهيم لا أفتن أحدا منهم أبدا فتمثل الشيطان رجلا يعرفونه فاقبل حتى خرج إبراهيم بإسحاق ليذبحه دخل على
سارة فقال أين أصبح إبراهيم غاديا بإسحاق قالت لبعض حاجته قال لا والله قالت فلم غدا قال ليذبحه قالت لم يكن
ليذبح ابنه قال بلى والله قالت سارة فلم يذبحه قال زعم أن ربه أمره بذلك قالت قد أحسن أن يطيع ربه ان كان
أمره بذلك فخرج الشيطان فأدرك اسحق وهو يمشى على أثر أبيه قال أين أصبح أبوك غاديا قال لبعض حاجته
قال لا والله بل غدا بك ليذبحك قال ما كان أبى ليذبحني قال بلى قال لم قال زعم أن الله أمره بذلك قال اسحق فوالله
لئن أمره ليطيعنه فتركه الشيطان وأسرع إلى إبراهيم فقال أين أصبحت غاديا بابنك قال لبعض حاجتي قال لا
والله ما غدوت به الا لتذبحه قال ولم أذبحه قال زعمت أن الله أمرك بذلك فقال والله لئن كان الله أمرني لأفعلن قال
فتركه ويئس أن يطاع فلما أخذ إبراهيم اسحق ليذبحه وسلم اسحق عافاه الله وفداه بذبح عظيم فقال قم أي بنى
فان الله قد عافاك فأوحى الله إلى اسحق انى قد أعطيتك دعوة استجيب لك فيها قال فإني أدعوك ان تستجيب لي أيما
عبد لقيك من الأولين والآخرين لا يشرك بك شيئا فادخله الجنة * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن
المنذر عن علي رضي الله عنه قال الذبيح اسحق * وأخرج عبد الرزاق والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال الذبيح اسحق * وأخرج عبد بن حميد والبخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه عن العباس بن عبد المطلب قال الذبيح اسحق * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن
جرير والحاكم وصححه من طريق عكرمة عن ابن عباس قال الذبيح اسحق * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد
الزهد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال لما رأى إبراهيم عليه السلام في المنام ذبح اسحق سار به من منزله إلى
المنحر بمنى مسيرة شهر في غداة واحدة فلما صرف عنه الذبح وأمر بذبح الكبش ذبحه ثم راح به وراحا إلى منزله في
عشية واحدة مسيرة شهر طويت له الأودية والجبال * وأخرج الحاكم بسند فيه الواقدي عن جابر بن عبد الله
رضي الله عنه قال أرى إبراهيم عليه السلام في المنام ان يذبح اسحق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن
مسروق رضي الله عنه قال الذبيح اسحق * وأخرج ابن عساكر عن نوح بن حبيب قال سمعت الشافعي يقول
كلاما ما سمعت قط أحسن منه سمعته يقول قال خليل الله إبراهيم لولده في وقت ما قص عليه ما رأى ماذا ترى أي ماذا
تشير به ليستخرج بهذه اللفظة منه ذكر التفويض والصبر والتسليم والانقياد لأمر الله الا لمواراته لدفع أمر الله
تعالى يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين قال الشافعي رضى لله عنه والتفويض هو الصبر
والتسليم هو الصبر والانقياد هو ملاك الصبر فجمع له الذبيح جميع ما ابتغاه بهذه اللفظة اليسيرة * وأخرج
الخطيب في تالي التلخيص عن فضيل بن عياض قال أضجعه ووضع الشفرة فاقلب جبريل الشفرة فقال يا أبت
شدني فإني أخاف ان ينتضح عليك من دمى ثم قال يا أبت حلني فإني أخاف أن تشهد على الملائكة انى جزعت من
أمر الله تعالى * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال أتى إبراهيم في النوم فقيل له أوف
282

بنذرك الذي نذرت ان الله رزقك غلاما من سارة ان تذبحه فقال يا اسحق انطلق نقرب قربانا إلى الله فاخذ سكينا
وحبلا ثم انطلق به حتى إذا ذهب به بين الجبال قال الغلام يا أبت أين قربانك قال يا بنى انى أرى في المنام انى أذبحك
فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين قال له اسحق يا أبت اشدد رباطي حتى
لا أضطرب واكفف عنى ثيابك حتى لا ينضح عليها من دمى شئ فتراه سارة فتحزن وأسرع مر السكين على حلقي
ليكون أهون للموت على فإذا أتيت سارة فاقرأ عليها السلام منى فاقبل عليه إبراهيم بقلبه وهو يبكى وإسحاق
يبكى ثم انه جر السكين على حلقه فلم تنحر وضرب الله على حلق اسحق صفيحة من نحاس فلما رأى ذلك ضرب به
على جبينه وحز من قفاه وذلك قول الله فلما أسلما يقول سلما الله لأمر وتله للجبين فنودي يا إبراهيم قد صدقت
الرؤيا بإسحاق فالتفت فإذا هو بكبش فاخذه وحل عن ابنه وأكب عليه يقبله وجعل يقول اليوم يا بنى وهبت لي
* وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال إن الله لما أمر إبراهيم بذبح ابنه قال له يا بنى خذ الشفرة فقال الشيطان هذا
أوان أصيب حاجتي من آل إبراهيم فلقى إبراهيم متشبها بصديق له فقال له يا إبراهيم أين تعمد قال لحاجة قال والله
ما تذهب الا لتذبح ابنك من أجل رؤيا رأيتها والرؤيا تخطئ وتصيب وليس في رؤيا رأيتها ما تذهب اسحق فلما رأى
أنه لم يستفد من إبراهيم شيئا لقى اسحق فقال أين تعمد يا اسحق قال لحاجة إبراهيم قال إبراهيم انما يذهب بك
ليذبحك فقال اسحق وما شأنه يذبحني وهل رأيت أحدا يذبح ابنه قال يذبحك لله قال فان يذبحني لله أصبر والله لذلك
أهل فلما رأى أنه لم يستفد من اسحق شيئا جاء إلى سارة فقال أين يذهب اسحق قالت ذهب مع إبراهيم لحاجته فقال
انما ذهب به ليذبحه فقالت وهل رأيت أحدا بذبح ابنه قال يذبحه لله قالت فان ذبحه لله فان إبراهيم وإسحاق لله
والله ذلك أهل فلما رأى أنه لم يستفد منهما شيئا أتى الجمرة فانتفخ حتى سد الوادي ومع إبراهيم الملك فقال الملك أرم
يا إبراهيم فرمى بسبع حصيات يكبر في أثر كل حصاة فافرج له عن الطريق تم انطلق حتى أتى الجمرة الثانية فانتفخ
حتى سد الوادي فقال له الملك ارم يا إبراهيم فرمى بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة فافرج له عن الطريق ثم انطلق
حتى أتى الجمرة الثالث فانتفخ حتى سد الوادي عليه فقال له الملك ارم يا إبراهيم فرمى بسبع حصيات يكبر في أثر كل
حصاة فافرج له عن الطريق حتى أتى المنحر * وأخرج البيهقي في شعب الايمان من طريق الكلبي عن أبي صالح
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال انما سميت تروية وعرفة لان إبراهيم عليه السلام أتاه الوحي في منامه ان يذبح
ابنه فرأى في نفسه أمن الله هذا أم من الشيطان فأصبح صائما فلما كان ليلة عرفة أتاه الوحي فعرف انه الحق من
ربه فسميت عرفة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فلما أسلما قال
أسلم هذا نفسه لله وأسلم هذا ابنه لله وتله أي كبه لفيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله فلما أسلما قال أنفقا على أمر واحد وتله للجبين قال أكبه للجبين * وأخرج
ابن جرير وابن عباس رضي الله عنهما في قوله وتله للجبين قال أكبه على وجهه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وتله للجبين قال صرعه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد
رضي الله عنه قال لما أراد إبراهيم ان يذبح ابنه قال يا أبتاه خذ بناصيتي واجلس بين كتفي حتى لا أوذيك إذا مسني حر
السكين ففعل فانقلبت السكين قال مالك يا أبتاه قال انقلبت السكين قال فاطعن بها طعنا قال فتثنت قال مالك
يا أبتاه قال تثنت فعرف الصدق ففداه الله بذبح عظيم وهو اسحق * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله وتله للجبين قال ساجدا * وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح رضي الله عنه قال لما ان وضع السكين على
حلقه انقلبت صارت نحاسا * وأخرج عبد بن حميد عن عثمان بن حاضر قال لما أراد إبراهيم ان يذبح ابنه اسحق
ترك أمه سارة في مسجد الخيف وذهب بإسحاق معه فلما بلغ حيث أراد ان يذبحه قال إبراهيم لمن كان معه استأخروا
منى وأخذ بيد ابنه اسحق فعزله فقال يا بنى انى أرى في المنام انى أذبحك فانظر ماذا ترى قال له اسحق يا أبت ربى
أمرك قال إبراهيم نعم يا اسحق قال اسحق افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما لأمر الله وتله
قال اسحق لأبيه يا أبت أوثقني لأطيش بك نودي يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا وهبط عليه الكبش من ثبير وقد قيل إنه
ارتعى في الجنة أربعين سنة فلما كشف عن إسحاق دعا ربه ورغب إليه وحمده وأوحى إليه ان ادع فان دعاءك
283

مستجاب فقال اللهم من خرج من الدنيا لا يشرك بك شيئا فادخله الجنة قال ابن خاضر ان إبراهيم كان قال لربه يا رب
أي ولدى اذبح فأوحى الرب إليه أحبهما إليك * واخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه ان داود قال يا رب
ان الناس يقولون رب إبراهيم وإسحاق ويعقوب فاجعلني لهم رابعا فأوحى الله إليه ان تلك بلية لم تصل إليك بعد أن
إبراهيم لم يعدل بي شيئا الا اختارني ووفى بجميع ما أمرته وان اسحق جاد لي بنفسه وان يعقوب أخذت
خاصته غيبته عنه طول الدهر فلم ييأس من روحي * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن عطاء بن يسار
رضي الله عنه قال خرج إبراهيم عليه السلام بابنه إسماعيل وإسحاق عليهما السلام فتمثل له الشيطان في صورة
رجل فقال له أين تذهب فقال إبراهيم عليه السلام مالك ولذلك اذهب في حاجتي قال فإنك تزعم انك تذهب بابنك
فتذبحه قال والله ان كان الله أمرني بذلك انى لحقيق ان أطيع ربى ثم ذهب لي ابنه وهو وراءه يمشى فقال له أين
تذهب قال اذهب مع أبي فقال إن أباك يزعم أن الله أمره بذبحك فقال له مثل ما قال إبراهيم ثم انطلق إبراهيم عليه
السلام حتى إذا كانوا على جبل قال لابنه يا بنى انى أرى في المنام انى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل
ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ويا أبت أوثقني رباطا لا ينتضح عليك من دمى فقام إليه إبراهيم بالشفرة
فبرك عليه فجعل ما بين لبته إلى منحره نحاسا لا تحيك فيه الشفرة ثم إن إبراهيم التفت وراء فإذا هو بالكبش
فقال له أي بنى قم فان الله فداك فذبح إبراهيم الكبش وترك ابنه ثم إن إبراهيم عليه السلام قال يا بنى ان الله قد
أعطاك بصبرك اليوم فسل ما شئت تعطى قال فإني أسأل الله ان لا يلقاه له عبد مؤمن به يشهد ان لا إله إلا الله
وحده لا شريك له الا غفر له وأدخله الجنة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي رضي الله عنه
في قوله وفديناه بذبح عظيم قال كبش أبيض أعين أقرن قد ربط بسمرة في أصل ثبير * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وفديناه بذبح عظيم قال كبش قد رعى في
الجنة أربعين خريفا * وأخرج البخاري في تاريخه عن علي بن أبي طالب قال هبط الكبش الذي فدى ابن
إبراهيم من هذه الخيبة على يسار الجمرة الوسطى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال الصخرة التي بمنى بأصل ثبير هي التي ذبح عليها إبراهيم عليه السلام فدى ابنه اسحق
هبط عليه من ثبير كبش أعين أقرن له ثغاء هو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه وكان مخزونا في الجنة
حتى فدى به اسحق عليه السلام * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبيهقي في سننه عن امرأة من بنى سليم
قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن طلحة فسألت عثمان لما دعاه النبي صلى الله عليه وسلم
قال قال انى كنت رأيت قرني الكبش حين دخلت الكعبة فنسيت ان آمرك ان تخمرهما فخمرهما فإنه لا ينبغي
ان يكون في البيت شئ يشغل المصلين * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال فدى الله إسماعيل
عليه السلام بكبشين أملحين أقرنين أعينين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه وفديناه
بذبح عظيم قال بكبش متقبل * وأخرج البغوي عن عطاء بن السائب رضي الله عنه قال كنت قاعدا بالمنحر مع
رجل من قريش فحدثني القرشي قال حدثني أبى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ان الكبش الذي نزل على
إبراهيم في هذا المكان * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وفديناه بذبح عظيم قال
خرج عليه كبش من الجنة وقد رعاها قبل ذلك أربعين خريفا فأرسل إبراهيم عليه السلام ابنه واتبع الكبش
فأخرجه إلى الجمرة الأولى فرماه بسبع حصيات فأفلته عنده فجاء الجمرة الوسطى فأخرجه عندها فرماه بسبع
حصيات ثم أفلته عند الجمرة الكبرى فرماه بسبع حصيات فأخرجه عندها ثم أخذه فأتى به المنحر من منى فذبحه
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال كان اسم كبش إبراهيم حرير * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن
المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال له رجل نذرت لانحرن نفسي فقال
ابن عباس رضي الله عنهما لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ثم تلا وفديناه بذبح عظيم فأمره بكبش فذبحه
* وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال من نذر ان يذبح نفسه فليذبح كبشا ثم تلا لقد كان لكم في
رسول الله أسوة حسنة * وأخرج الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه لما فدى الله اسحق من الذبح أتاه
284

جبريل عليه السلام فقال يا اسحق انه لم يصبر أحد من الأولين والآخرين 7 يشهد أن لا إله إلا الله فاغفر له سبقني
أخي اسحق عليه السالم إلى الدعوة * قوله تعالى (وبشرناه بإسحاق) الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين قال انما بشر به نبيا حين فداه الله من الذبح ولم تكن
البشارة بالنبوة حين مولده * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وبشرناه بإسحاق قال بشرى نبوة بشر به مرتين حين ولد وحين نبي * وأخرج
عبد بن حميد عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة قال قلت لابن المسيب وفديناه بذبح عظيم هو اسحق قال معاذ الله
ولكنه إسماعيل عليه السلام فثوب بصبره اسحق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة رضي الله عنه في قوله وبشرناه بإسحاق نبيا قال بشر به بعد ذلك نبيا بعدما كان هذا من أمره لما جاد لله
بنفسه وباركنا عليه وعلى اسحق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين أي مؤمن وكافر وفي قوله ولقد مننا على
موسى وهارون ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم أي من آل فرعون وآتيناهما الكتاب المستبين قال
التوراة وهديناهما الصراط المستقيم قال الاسلام وتركنا عليهما في الآخرين قال أبقى الله عليهما الثناء الحسن
في الآخرين * قوله تعالى (وان الياس لمن المرسلين) * أخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله وان الياس لمن المرسلين الآيات قال انما سمى بعلبك لعبادتهم البعل وكان موضعهم
البدء فسمى بعلبك وأخرج ابن عساكر عن الحسن رضي الله عنه في قوله وان الياس قال إن الله تعالى بعث الياس
إلى بعلبك وكانوا قوما يعبدون الأصنام وكانت ملوك بني إسرائيل متفرقة على العامة كل ملك على ناحية يأكلها وكان
الملك الذي كان الياس معه يقوم له أمره ويقتدى برأيه وهو على هدى من بين أصحابه حتى وقع إليهم قومن من عبدة
الأصنام فقالوا له ما يدعوك الا إلى الضلالة والباطل وجعلوا يقولون له أعبد هذه الأوثان التي تعبد الملوك وهم على
ما نحن عليه يأكلون ويشربون وهم في ملكهم يتقلبون وما تنقص دنياهم من ربهم الذي تزعم أنه باطل وما لنا
عليهم من فضل فاسترجع الياس فقام شعر رأسه وجلده فخرج عليه الياس قال الحسن رضي الله عنه وان الذي
زين لذلك الملك امرأته وكانت قبله تحت ملك جبار وكان من الكنعانيين في طول وجسم وحسن فمات زوجها
فاتخذت تمثالا على صورة بعلها من الذهب وجعلت له حدقتين من ياقوتتين وتوجته بتاج مكلل والجوهر ثم
أقعدته على سرير تدخل عليه فتدخنه وتطيبه وتسجد له ثم تخرج عنه فتزوجت بعد ذلك هذا الملك الذي كان
الياس معه وكانت فاجرة قد قهرت زوجها ووضعت البعل في ذلك البيت وجعلت سبعين سادنا فعبدوا البعل
فدعاهم الياس إلى الله فلم يردهم ذلك الا بعدا فقال الياس اللهم إني بني إسرائيل قد أبوا الا الكفر بك وعبادة غيرك
فغير ما بهم من نعمتك فأوحى الله إليه انى قد جعلت أرزاقهم بيدك فقال اللهم أمسك عنهم القطر ثلاث سنين
فامسك الله عنهم القطر وأرسل إلى الملك فتاه اليسع فقال قل له ان الياس يقول لك انك اخترت عبادة البعل على
عبادة الله واتبعت هوى امرأتك فاستعد للعذاب والبلاء فانطلق اليسع فبلغ رسالته للملك فعصمه الله تعالى من
شر الملك وأمسك الله عنهم القطر حتى هلكت الماشية والدواب وجهد الناس جهدا شديدا وخرج الياس إلى
ذروة جبل فكان الله يأتيه برزقه وفجر له عينا معينا لشرابه وطهوره حتى أصاب الناس الجهد فأرسل الملك إلى
السبعين فقال لهم سلوا البعل أن يفرج ما بنا فاخرجوا أصنامهم فقربوا لها الذبائح وعطفوا عليها وجعلوا
يدعون حتى طال ذلك بهم فقال لهم الملك ان اله الياس كان أسرع إجابة من هؤلاء فبعثوا في طلب الياس فأتى
فقال أتحبون ان يفرج عنكم قالوا نعم قال فاخرجوا أوثانكم فدعا الياس عليه السلام ربه ان يفرج عنهم
فارتفعت سحابة مثل الترس وهم ينظرون ثم أرسل الله عليهم المطر فأغاثهم فتابوا ورجعوا * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر عن ابن مسعود قال الياس هو إدريس * وأخرج عبد
بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال كان يقال ان الياس هو إدريس عليه السلام * وأخرج ابن
عساكر عن كعب رضي الله عنه قال أربعة أنبياء اليوم أحياء اثنان في الدنيا الياس والخضر واثنان في السماء
عيسى وإدريس * وأخرج ابن عساكر عن ابن شوذب رضي الله عنه قال الخضر عليه السلام من وفد فارس

7 هكذا بالأصول ولعل فيه سقطا
285

وإلياس عليه السلام من بني إسرائيل يلتقيان كل عام بالموسم * وأخرج ابن عساكر عن وهب رضي الله عنه
قال دعا الياس عليه السلام ربه ان يريحه من قومه فقيل له انظر يوم كذا وكذا فإذا هو بشئ قد أقبل على صورة
فرس فإذا رأيت دابة لونها مثل لون النار فاركبها فجعل يتوقع ذلك اليوم فإذا هو بشئ قد أقبل على صورة فرس لونه
كلون الناس حتى وقف بين يديه فوثب عليه فانطلق به فكان آخر العهد به فكساه الله الريش وكساه النور
وقطع عنه لذة المطعم والمشرب فصار في الملائكة عليهم السلام * وأخرج ابن عساكر عن الحسن رضي الله عنه قال
الياس عليه السلام موكل بالفيافي والخضر عليه السلام بالجبال وقد أعطيا الخلد في الدنيا إلى الصيحة الأولى
وأنهما يجتمعان كل عالم بالموسم * وأخرج الحاكم عن كعب رضي الله عنه قال كان الياس عليه السلام صاحب
جبال وبرية يخلو فيها يعبد ربه عز وجل وكان ضخم الرأس خميص البطن دقيق الساقين في صدره شامة حمراء
وانما رفعه الله تعالى إلى أرض الشام لم يصعد به إلى السماء وهو الذي سماه الله ذا النون * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضر هو الياس * وأخرج الحاكم وصححه
والبيهقي في الدلائل وضعفه عن أنس رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا
فإذا رجل في الوادي يقول اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفورة المثاب لها فأشرفت على الوادي فإذا طوله
ثلثمائة ذراع وأكثر فقال من أنت قلت أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أين هو قلت هو ذا يسمع
كلامك قال فاته وأقره منى السلام وقل له أخوك الياس يقرئك السلام فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته
فجاء حتى عانقه وقعدا يتحدثان فقال له يا رسول الله انى انما آكل في كل سنة يوما وهذا يوم فطري فكل أنت وأنا
فنزلت عليها مائدة من السماء وخبز وحوت وكرفس فأكلا وأطعماني وصليا العصر ثم ودعني وودعه ثم
رأيته مر على السحاب نحو السماء قال الحكم هذا حديث صحيح الاسناد وقال الذهبي بل هو موضوع قبح الله من
وضعه قال وما كنت أحسب ولا أجوز ان الجهل يبلغ بالحاكم إلى أن يصحح هذا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أتدعون بعلا قال صنما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد
رضي الله عنه أتدعون بعلا قال ربا * وأخرج ابن أبي حاتم وإبراهيم الحربي في غريب الحديث عن ابن عباس
رضي الله عنهما انه أبصر رجلا يسوق بقرة فقال من بعل هذه فدعاه فقال ممن أنت قال من أهل اليمن فقال هي لغة
أتدعون بعلا أي ربا * وأخرج ابن الأنباري عن مجاهد رضي الله عنه استام بناقة رجل من حمير فقال له أنت
صاحبها قال أنا بعلها فقال ابن عباس أتدعون بعلا أتدعون ربا ممن أنت قال من حمير * وأخرج ابن أبي حاتم عن
الضحاك رضي الله عنه قال مر رجل يقول من يعرف البقرة فقال رجل أنا بعلها فقال له ابن عباس رضي الله عنهما
تزعم انك زوج البقرة قال الرجل أما سمعت قول الله أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين قال تدعون
بعلا وأنا ربكم فقال له ابن عباس رضي الله عنهما صدقت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن
قتادة رضي الله عنه في قوله أتدعون بعلا قال ربا بلغة أزد شنوءة * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه
في قوله أتدعون بعلا قال صنما لهم كانوا يعبدونه في بعلبك وهي وراء دمشق فكان بها البعل الذي يعبدونه
* وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله أتدعون بعلا قال ربا باليمانية يقول الرجل للرجل من
بعل الثوب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قيس بن سعد قال سال رجل ابن عباس
رضي الله عنه عن قوله أتدعون بعلا فسكت عنه ابن عباس رضي الله عنهما ثم سأله فسكت عنه فسمع رجلا
ينشد ضالة فسمع آخر بقول أنا بعلها فقال ابن عباس أين السائل اسمع ما يقول السائل أنا بعلها أنا ربها أتدعون
بعلا أتدعون ربا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله سلام على الياسين قال هو الياس * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الضحاك أنه قرأ سلام على إدراسين وقال هو مثل الياس مثل عيسى والمسيح ومحمد وأحمد وإسرائيل
ويعقوب * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سلام على آل
ياسين قال نحن آل محمد آل ياسين * قوله تعالى (وان لوطا) الآيات * أخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه
الا عجوزا في الغابرين يقول الا امرأته تخلفت فمسخت حجرا وكانت تسمى هيشفع * وأخرج ابن جرير
286

وابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله الا عجوزا في الغابرين قال الهالكين وانكم لتمرون عليهم قال في
أسفاركم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة وانكم لتمرون عليهم مصبحين
وبالليل قال نعم صباحا ومساء من أخذ من المدينة إلى الشام أخذ على سدوم قرية قوم لوط وأخرج عبد الرزاق وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل قال تمرون عليهم مصبحين قال على قرية
قوم لوط أفلا تعقلون قال أفلا تتفكرون أن يصيبكم ما أصابهم * قوله تعالى (وان يونس) الآيات * أخرج عبد
الرزاق وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر عن طاوس في قوله وان يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك
المشحون قال قيل ليونس عليه السلام ان قومك يأتيهم العذاب يوم كذا وكذا فلما كان يومئذ خرج يونس عليه
السلام ففقده قومه فخرجوا وخرجوا بالصغير والكبير والدواب وكل شئ ثم عزلوا الوالدة عن ولدها والشاة عن
ولدها والناقة والبقرة عن ولدها فسمعت لهم عجيجا فأتاهم العذاب حتى نظروا إليه ثم صرف عنهم فلما لم يصبهم
العذاب ذهب يونس عليه السلام مغاضبا فركب في البحر في سفينة مع أناس حتى إذا كانوا حيث شاء الله تعالى
ركدت السفينة فلم تسر فقال صاحب السفينة ما يمنعنا أن نسير الا أن فيكم رجلا مشؤوما قال فاقترعوا ليلقوا
أحدهم فخرجت القرعة على يونس فقالوا ما كنا لنفعل بك هذا ثم اقترعوا أيضا فخرجت القرعة عليه ثلاثا فرمى
بنفسه فالتقمه الحوت قال طاوس بلغني أنه لما نبذه الحوت بالعراء وهو سقيم نبتت عليه شجرة من يقطين واليقطين
الدباء فمكث حتى إذا رجعت إليه نفسه يبست الشجرة فبكى يونس عليه السلام حزنا عليها فأوحى الله إليه أتبكي على
هلاك شجرة ولا تبكي على هلاك مائة ألف * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لما بعث الله يونس
عليه السلام إلى أهل قريته فردوا عليه ما جاءهم به فامتنعوا منه فلما فعلوا ذلك أوحى الله إليه انى مرسل عليهم
العذاب في يوم كذا وكذا فاخرج من بين أظهرهم فاعلم قومه الذي وعد الله من عذابه إياهم فقالوا ارمقوه فان هو
خرج من بين أظهركم فهو والله كائن ما وعدكم فلما كانت الليلة التي وعدوا العذاب في صبيحتها أدلج فرآه القوم
فحذوا فخرجوا من القرية إلى براز من أرضهم وفرقوا بين كل دابة وولدها ثم عجوا إلى الله وأنابوا واستقالوا فأقالهم
وانتظر يونس عليه الخبر عن القرية وأهلها حتى مر مار فقال ما فعل أهل القرية قال فعلوا أن نبيهم لما خرج من
بين أظهرهم عرفوا أنه قد صدقهم ما وعدهم من العذاب فخرجوا من قريتهم إلى براز من الأرض ثم فرقوا بين كل
ذان ولد وولدها ثم عجوا إلى الله وتابوا إليه فقبل منهم وأخرج عنهم العذاب فقال يونس عليه السلام عند ذلك لا أرجع
إليهم كذابا أبدا ومضى على وجهه * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن الحارث قال لما خرج يونس عليه السلام
مغاضبا أتى السفينة فركبها فامتنعت أن تجرى فقال أصحاب السفينة ما هذا الا لحدث أحدثتموه فقال بعضهم
لبعض تعالوا حتى نقترع فمن وقعت عليه القرعة فألقوه في الماء فاقترعوا فوقعت القرعة عن يونس عليه السلام ثم
عادوا فوقعت القرعة عليه في الثالثة فلما رأى يونس ذلك قال هو أنا فخرج فطرح نفسه في الماء فإذا حوت قد
رفع رأسه من الماء قدر ثلاثة أذرع فذهب ليطرح نفسه فاستقبله الحوت فإذا هوى إليه ليأخذه فتحول إلى
الجانب الآخر فإذا الحوت قد استقبله فلما رأى يونس عليه السلام ذلك عرف أنه أمر من الله فطرح نفسه
فاخذه الحوت قبل أن يمر على الماء فأوحى الله إلى الحوت أن لا تهضم له عظما ولا تأكل له لحما حتى آمر بأمر 7 بكذا
وكذا وكذا حتى ألزقه بالطين فسمع تسبيح الأرض فذلك حين نادى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ألقى يونس عليه السلام نفسه في البحر التقمه
الحوت هوى به حتى انتهى إلى مفجر من الأرض أو كلمة تشبهها فسمع تسبيح الأرض فنادى في الظلمات أن لا اله
الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين فأقبلت الدعوة تحوم حول العرش فقالت الملائكة يا ربنا انا نسمع صوتا
ضعيفا من بلاد غربة قال وتدرون ما ذاكم قالوا لا يا ربنا قال ذاك عبدي يونس قالوا الذي كنا لا نزال نرفع له عملا
متقبلا ودعوة مجابة قال نعم قالوا يا ربنا ألا ترحم ما كان يصنع في الرخاء وتنجيه عند البلاء قال بلى فامر الحوت
فلفظه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان لفظه
حين لفظه في أصل يقطينة وهي الدباء فلفظه وهو كهيئة الصبى وكان يستظل بظلها وهيأ الله له أرواة من
287

الوحش فكانت تروح عليه بكرة وعشية فتفشخ رجليها فيشرب من لبنها حتى بنت لحمه * وأخرج ابن إسحاق
والبزار وابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد الله حبس يونس
عليه السلام في بطن الحوت أوحى الله إلى الحوت أن خذه ولا تخدش له لحما ولا تكسر له عظما فأخذه ثم
أهوى به إلى مسكنه في البحر فلما انتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حسا فقال في نفسه ما هذا فأوحى الله إليه
وهو في بطن الحوت ان هذا تسبيح دواب الأرض فسبح وهو في بطن الحوت فسمع الملائكة عليهم السلام
تسبيحه فقالوا ربنا انا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غربة قال ذاك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في
البحر قالوا العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم عمل صالح قال نعم فشفعوا له عند ذلك فأمره فقذفه في
الساحل كما قال الله وهو سقيم * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن يونس عليه السلام كان وعد قومه العذاب وأخبرهم انه
يأتيهم إلى ثلاثة أيام فتفرقوا بين كل والدة وولدها ثم خرجوا فجأروا إلى الله واستغفروه فكف الله عنهم العذاب
وغدا يونس عليه السلام ينتظر العذاب فلم ير شيئا وكان من كذب ولم يكن له بينة قتل فانطلق مغاضبا حتى أتى قوما
في سفينة فحملوه وعرفوه فلما دخل السفينة ركدت والسفن تسير يمينا وشمالا فقال ما بال سفينتك قالوا ما ندري
قال ولكني أدرى ان فيها عبدا أبق من ربه وانها والله لا تسير حتى تلقوه قالوا ما أنت والله يا نبي الله فلا نلقيك
فقال لهم يوسن عليه السلام اقترعوا فمن قرع فليقع فاقترعوا فقرعهم يونس عليه السلام ثلاث مرار فوقع وقد
وكل به الحوت فلما وقع ابتلعه فأهوى به إلى قرار الأرض فسمع يونس عليه السلام تسبيح الحصى فنادى في الظلمات
أن لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين قال ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة لليل قال فنبذ بالعراء
هو سقيم قال كهيئته الفرخ الممعوط الذي ليس عليه ريش وأنبت الله عليه شجرة من يقطين فكان يستظل
بها ويصيب منها فيبست فبكى عليها حين يبست فأوحى الله إليه أتبكي على شجرة ان يبست ولا تبكي على مائة ألف
أو يزيدون أردت أن تهلكهم فخرج فإذا هو بغلام يرعى غنما فقال ممن أنت يا غلام قال من قوم يونس قال فإذا
رجعت إليهم فاقرئهم السلام وأخبرهم انك لقيت يونس فقال له الغلام ان تكن يونس فقد تعلم أنه من كذب
ولم يكن له بينة قتل فمن يشهد لي قال تشهد لك هذه الشجرة وهذه البقعة فقال الغلام ليونس مرهما فقال لهما
يونس عليه السلام إذا جاءكما هذا الغلام فاشهدا له قالتا نعم فرجع الغلام إلى قومه وكان له إخوة فكان في منعة
فأتى الملك فقال انى لقيت يونس وهو يقرأ عليكم السلام فامر به الملك أن يقتل فقال إن له بينة فأرسل معه فانتهوا
إلى الشجرة والبقعة فقال لهما الغلام نشدتكما بالله هل أشهدكما يونس قالتا نعم فرجع القوم مذعورين
يقولون تشهد لك الشجرة والأرض فاتوا الملك فحدثوه بما رأوا فتناول الملك يد الغلام فأجلسه في مجلسه وقال أنت
أحق بهذا المكان منى وأقام لهم أمرهم ذلك الغلام أربعين سنة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن وهب
ابن منبه رضي الله عنه قال إن يونس بن متى كان عبدا صالحا وكان في خلقه ضيق فلما حملت عليه أثقال النبوة ولها
أثقال لا يحملها الا قليل تفسخ تحتها تفسخ الربع تحت الحمل فقذفها من يده وخرج هازيا منها يقول الله لنبيه
فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تكن كصاحب الحوت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فساهم فكان من المدحضين قال من المسهومين قال اقترع فكان من
المدحضين قال من المسهومين * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي عن قتادة رضي الله عنه
فساهم فكان من المدحضين قال احتبست السفينة فعلم القوم انها احتبست من حدث أحدثوه فتساهموا
فقرع يونس عليه اللام فرمى بنفسه فالتقمه الحوت وهو مليم أي مسئ فيما صنع فلولا انه كان من المسبحين
قال كان كثير الصلاة في الرخاء فنجا وكان يقال في الحكمة ان العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر وإذا ما صرع
وجد متكأ للبث في بطنه إلى يوم يبعثون يقول لصارت له قبرا إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة عن وهب بن
منبه رضي الله عنه انه جلس هو وطاوس ونحوهم من أهل ذلك الزمان فذكروا أي أمر الله أسرع فقال بعضهم
قول الله تعالى كلمح البصر وقال بعضهم السرير حين أتى به سليمان فقال ابن منبه أسرع أمر الله ان يونس على
288

حافة السفينة إذا أوحى الله تعالى إلى نون في نيل مصر فما خر من حافتها الا في جوفه * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة
رضي الله عنه قال التقمه حوت يقال له نجم فجرى به في بحر الروم ثم النيل ثم فارس ثم في دجلة * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وهو مليم مسئ * وأخرج ابن الأنباري
والطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله وهو مليم قال المليم المسئ
والمذنب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أمية بن أبي الصلت وهو يقول
برئ من الآفات ليس لها باهل * ولكن المسئ هو المليم
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه وهو مليم قال مذنب * وأخرج أحمد في الزهد عن
الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله فلولا انه كان من المسبحين قال لولا أنه حلاله عمل صالح للبث في بطنه إلى
يوم يبعثون قال وفي الحكمة ان العمل الصالح يرفع صاحبه * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير
وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله فلولا انه كان من المسبحين قال من المصلين قبل أن يدخل
بطن الحوت * وأخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله فلولا انه كان من المسبحين
قال ما كان الا صلاة أحدثها في بطن الحوت فذكر ذلك لقتادة رضي الله عنه فقال لا انما كان يعمل في الرخاء
* وأخرج عبد الرزاق والفريابي وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس فلولا انه كان من المسبحين قال من المصلين * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه فلولا انه كان
من المسبحين قال العابدين الله قبل ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن أبي الحسن رضي الله عنه
فلولا انه كان من المسبحين قال لولا انه كان له سلف من عبادة وتسبيح تداركه الله به حين أصابه ما أصابه نعمه في
بطن الحوت أربعين من بين يوم وليلة ثم أخرجه وتاب عليه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه
فلولا انه كان من المسبحين قال نعلم والله ان التضرع في الرخاء استعداد لنزول البلاء ويجد صاحبه متكأ إذا نزل به
وان سالف السيئة تلحق صاحبها وان قدمت * وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك رضي الله عنه قال اذكروا
الله في الرخاء يذكركم في الشدة فان يونس عليه السلام كان عبدا صالحا ذاكر الله فلما وقع في بطن الحوت قال الله
فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون وان فرعون كان عبدا طاغيا ناسيا لذكر الله فلما أدركه
الغرق قال آمنت أنه لا اله الا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين فقيل له الآن وقد عصيت قبل وكنت
من المفسدين * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن رضي الله عنه في قوله فلولا
انه كان من المسبحين قال كان يكثر الصلاة في الرخاء فلما حصل في بطن الحوت ظن أنه الموت فحرك رجليه فإذا هي
تتحرك فسجد وقال يا رب اتخذت لك مسجدا في موضع لم يسجد فيه أحد * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد
الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن الشعبي قال التقمه الحوت ضحى ولفظه عشية ما بات في بطنه
* وأخرج الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مكث يونس عليه السلام في بطن الحوت أربعين يوما
* وأخرج عبد الرزاق وابن مردويه عن ابن جريج قال بقى يونس في بطن الحوت أربعين يوما * وأخرج ابن أبي
شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي مالك رضي الله عنه
قال لبث يونس عليه السلام في بطن الحوت أربعين يوما * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير
رضي الله عنه قال لبث يونس في بطن الحوت سبعة أيام فطاف به البحار كلها ثم نبذه على شاطئ دجلة * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال التقمه حوت يقال له نجم وانه لبث
ثلاثا في جوفه وفي قوله فلولا انه كان من المسبحين قال كان كثير الصلاة في الرخاء فنجا للبث في بطنه قال لصار له بطن
الحوت قبرا إلى يوم يبعثون قال إلى يوم القيامة وفي قوله فنبذناه بالعراء قال شط دجلة ونينوى على شط دجلة
مكث في بطنه أربعين يوما يتردد به في دجلة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
فنبذناه بالعراء قال ألقيناه بالساحل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن شهر بن حوشب رضي الله عنه
قال انطلق يونس عليه السلام مغضبا فركب مع قوم في سفينة فوقفت السفينة لم تسر فساهمهم فتدلى في البحر
289

فجاء الحوت يبصبص بذنبه فنودي الحوت انا لم نجعل يونس لك رزقا انما جعلناك له حرزا ومسجدا * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال لما ذهب مغاضبا فكان في بطن الحوت قال من بطن الحوت الهى من
البيوت أخرجتني ومن رؤس الجبال أنزلتني وفي البلاد سيرتني وفي البحر قذفتني وفي بطن الحوت سجنتني فما
تعرف منى عملا صالحا تروح به عنى قالت الملائكة عليهم السلام ربنا صوت معروف من مكان غربة فقال لهم الرب
ذاك عبدي يونس قال الله فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون وكان في بطن الحوت أربعين
يوما فنبذه الله بالعراء وهو سقيم وأنبت عليه شجرة من يقطين قال واليقطين الدباء فاستظل بظلها وأكل من قرعها
وشرب من أصلها ما شاء الله ثم إن الله تعالى أيبسها وذهب ما كان فيها فحزن يونس عليه السلام فأوحى الله إليه
حزنت على شجرة أنبتها ثم أيبستها ولم تحزن على قومك حين جاءهم العذاب فصرف عنهم ثم ذهبت مغاضبا وأخرج
أحمد في الزهد وعبد بن حميد وأبو الشيخ عن حميد بن هلال قال كان يونس عليه السلام يدعو قومه فيأبون عليه
فإذا خلا دعا الله لهم بالخير وقد بعثوا عليه عينا فلما أعيوه دعا الله عليهم فأتاهم عينهم فقال ما كنتم صانعين
فاصنعوا فقد أتاكم العذاب فقد دعا عليكم فانطلق ولا يشك أنه سيأتيهم العذاب فخرجوا قد ولهوا البهائم عن
أولادها فخرجوا تائبين فرحمهم الله تعالى وجاء يونس عليه السلام ينظر بأي شئ أهلكها فإذا الأرض مسودة
منهم بدون عذاب وذاك حين ذهب مغاضبا فركب مع قوم في سفينة فجعلت السفينة لا تنفذ ولا ترجع فقال
بعضهم لبعض ماذا الا لذنب بعضكم فاقترعوا أيكم نلقيه في الماء ونخلي وجهنا فاقترعوا فبقى سهم يونس عليه السلام
في الشمال فقالوا لا نفتدي من أصحابنا بنبي الله فقال يونس عليه السلام ما يراد غيري فاقذفوني ولا تنكسوني
ولكن صبوني على رجلي صبا ففعلوا وجاء الحوت شاحبا فاه فالتقمه فاتبعه حوت أكبر من ذلك ليلتقمهما فسبقه
فكان يونس في بطن الحوت حتى رق العظم وذهب اللحم والبشر والشعر وكان سقيما فدعا بما دعا به فنبذ بالعراء
وهو سقيم فأنبت الله عليه شجرة من يقطين فكان فيها غداه حتى اشتد العظم ونبت اللحم والشعر والبشر فعاد كما
كان فبعث الله عليها ريحا فيبست فبكى عليها فأوحى الله إليه يا يونس أتبكي على شجرة جعل الله لك فيها غذاء ولا
تبكي على قومك أن يهلكوا * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال لما بعث الله يونس عليه
السلام إلى قومه يدعوهم إلى الله وعبادته وأن يتركوا ما هم في أتاهم فدعاهم فأبوا عليه فرجع إلى ربه فقال
رب ان قومي قد أبوا على وكذبوني قال فارجع إليهم فان هم آمنوا وصدقوا والا فأخبرهم ان العذاب مصبحهم غدوة
فأتاهم فدعاهم فأبوا عليه قال فان العذاب مصبحكم غدوة ثم تولى عنهم فقال القوم بعضهم لبعض والله ما جربنا عليه
من كذب منذ كان فينا فانظروا صاحبكم فان بات فيكم لليلة ولم يخرج من قريتكم ولم يبت فيها فاعلموا أن العذاب
مصبحكم حتى إذا كان في جوف الليل أخذ مخلاة فجعل فيها طعيما له ثم خرج فلما رأوه فرقوا بين كل والدة وولدها
من بهيمة أو انسان ثم عجوا إلى الله مؤمنين ومصدقين بيونس عليه السلام وبما جاء به فلما رأى الله ذلك منهم بعد
ما كان قد غشيهم العاذب كما يغشى القبر بالثوب كشفه عنهم ومكث ينظر ما أصابهم من العذاب فلما أصبح رأى
القوم يخرجون لهم يصبهم شئ من العذاب قال لا والله لا آتيهم وقد جربوا على كذبه فخرج فذهب مغاضبا لربه
فوجد قوما يركبون في سفينة فركب معهم فلما نجحت بهم السفينة تكفت ووقفت فقال القوم ان فيكم لرجلا
عظيم الذنب فاستهموا لا تغرقوا جميعا فاستهم القوم فسهمهم يونس عليه السلام قال القوم لا نلقى فيه نبي الله
اختلطت سهامكم فأعيدوها فأسهموا فسهمهم يونس فلما رأى يونس عليه السلام ذلك قال للقوم فألقوني
لا تغرقوا جميعا فألقوه فوكل الله تعالى به حوتا فالتقمه لا يكسر له عظما ولا يأكل له لحما فهبط به الحوت إلى أسفل
البحر فلما جنه الليل نادى من ظلمات ثلاث ظلمة بطن الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر أن لا اله الا أنت سبحانك
انى كنت من الظالمين فأوحى الله إلى الحوت أن ألقيه في البر فارتفع الحوت فألقاه في البر لا شعر له ولا جلد ولا ظفر
فلما طلعت عليه الشمس أذاه حرها فدعا الله فأنبتت عليه شجرة من يقطين وهي الدباء * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال لما ألقى يونس عليه السلام في بطن الحوت طاف في البحور كلها
سبعة أيام ثم انتهى به إلى شط دجلة فقذفه على شط دجلة فأنبت الله عليه شجرة من يقطين قال من نبات البرية
290

فأرسله إلى مائة ألف أو يزيدون قال يزيدون بسبعين ألفا وقد كان أظلهم العذاب ففرقوا بين كل ذات رحم
ورحمها من الناس والبهائم ثم عجوا إلى الله فصرف عنهم العذاب ومطرت السماء دما * وأخرج عبد الرزاق
وأحمد في الزهد وعبد بن حميد عن وهب قال أمر الحوت أن لا يضره ولا يكلمه قال الله فلولا أنه كان من المسبحين
قال من العابدين قبل ذلك فذكر بعبادته فلما خرج من البحر نام نومة فأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهي الدباء
فأظلته فبلغت في يومها فرآها قد أظلته ورأى خضرتها فأعجبته ثم نام نومة فاستيقظ فإذا هي قد يبست فجعل يحزن
عليها فقيل أنت الذي لم تخلق ولم تسق ولم تنبت تحزن عليها وأنا الذي خلقت مائة ألف من الناس أو يزيدون ثم
رحمتهم فشق عليك * وأخرج ابن جرير من طريق ابن قسيط انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول طرح بالعراء
فأنبت الله عليه يقطينة فقلنا يا أبا هريرة ما اليقطينة قال شجرة الدباء هيا الله تعالى له أروية وحشية تأكل من
خشاش الأرض فتفشخ عليه فترويه من لبنها على عشية وبكرة حتى نبت وقال ابن أبي الصلت قبل الاسلام في ذلك
بيتا من شعر فأنبت يقطينا عليه برحمة * من الله لولا الله ألقى ضاحيا
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأنبتنا علية شجرة من
يقطين قال القرع * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود
رضي الله عنه في قوله شجرة من يقطين قال القرع * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال
كنا نحدث انها الدباء هذا القرع الذي رأيتم أنبتها الله عليه يأكل منها * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله شجرة من يقطين قال القرع * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة وسعيد بن جبير في قوله
شجرة من يقطين قالا هي الدباء * وأخرج الديلمي عن الحسن بن علي رفعه كلوا اليقطين فلو علم الله عز وجل
شجرة أخف منها لأنبتها على يونس عليه السلام وإذا اتخذ أحدكم مرقا فليكثر فيه من الدباء فإنه يزيد في الدماغ
وفي العقل * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه قال أنبت الله شجرة من يقطين وكان لا يتناول منها
ورقة فيأخذها الا أروته لبنا أو قال يشرب منها ما شاء حتى نبت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد
رضي الله عنه وأنبتنا عليه شجرة من يقطين قال غير ذات أصل من الدباء أو غيره من شجرة فليس لها ساق * وأخرج
عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما وأنبتنا عليه شجرة من يقطين قال كل شئ نبت ثم يموت من عامه
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
ما بال البطيخ من القرع هو كل شئ يذهب على وجه الأرض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن
سعيد بن جبير رضي الله عنه قال كل شجرة لا ساق لها فهي من اليقطين والذي يكون على وجه الأرض من البطيخ
والقثاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه انه سئل
عن اليقطين أهو القرع قال لا ولكنها شجرة سماها الله اليقطين أظلته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأرسلنا قبل ان يلتقمه الحوت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن وقتادة في قوله وأرسلناه قالا بعثه الله تعالى قبل ان يصيبه ما أصابه أرسل إلى أهل
نينوى من أرض الموصل * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال انما كانت رسالة يونس عليه السلام بعدما نبذه الحوت ثم تلا فنبذناه بالعراء إلى قوله وأرسلناه إلى مائة
ألف * وأخرج الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال
سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون قال يزيدون عشرين ألفا
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أو يزيدون قال يزيدون
ثلاثين ألفا * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات وابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله أو يزيدون قال يزيدون بضعة وثلاثين ألفا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله إلى مائة ألف أو يزيدون قال كانوا مائة ألف وبضعة وأربعين ألفا * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد
ابن جبير في قوله مائة ألف أو يزيدون قال يزيدون بسبعين ألفا * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن نوف
291

في قوله مائة ألف أو يزيدون قال كانت زيادتهم سبعين ألفا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله فآمنوا فمتعناهم إلى حين قال الموت * قوله تعالى (فاستفتهم) الآيات
* أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فاستفتهم قال فسلهم
يعنى مشركي قريش ألربك البنات ولهم البنون قال لانهم قالوا لله البنات ولهم البنون وقالوا ان الملائكة إناث
فقال أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون كذلك الا انهم من إفكهم ليقولون ولد الله وانهم لكاذبون اصطفى
البنات على البنين فكيف يجعل لكم البنين ولنفسه البنات مالكم كيف تحكمون ان هذا لحكم جائر أفلا
تذكرون أم لكم سلطان مبين أي عذر مبين فائتوا بكتابكم أي بعذركم ان كنتم صادقين وجعلوا بينه وبين الجنة
نسبا قال زعم أعداء الله أنه تبارك وتعالى انه هو وإبليس اخوان * وأخرج آدم بن أبي اياس وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وجعلوا بينه وبين الجنة
نسبا قال قال كفار قريش الملائكة بنات الله فقال لهم أبو بكر الصديق فمن أمهاتهم فقالوا بنات سروات الجن
فقال الله ولقد علمت الجنة انهم لمحضرون يقول إنها ستحضر الحساب قال والجنة الملائكة * وأخرج جويبر عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال أنزلت هذه الآية في ثلاثة أحياء من قريش سليم وخزاعة وجهينة وجعلوا بينه
وبين الجنة نسبا قال قالوا صاهر إلى كرام الجن الآية * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه وجعلوا
بينه وبين الجنة نسيا قال قالوا الملائكة بنات الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية رضي الله عنه في قوله وجعلوا
بينه وبين الجنة نسيا قال قالوا صاهر إلى كرام الجن * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه
قال الجنة الملائكة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه قال إنهم
سموا الجن كأنهم كانوا على الجنات والملائكة كلهم أجنة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولقد علمت الجنة انهم لمحضرون قال في النار سبحان الله عما يصفون قال عما
يكذبون الا عباد الله المخلصين قال هذه ثنيا الله من الجن والإنس * قوله تعالى (فإنكم وما تعبدون) الآيتين
* أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما فإنكم يا معشر المشركين وما تعبدون يعنى الآلهة ما أنتم عليه
بفاتنين بمضلين الا من هو صال الجحيم يقول الا من سبق في علمي انه سيصلى الجحيم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
واللالكائي في السنة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ما أنتم عليه بفاتنين الا من هو صال الجحيم يقول لا
تضلون أنتم ولا أضل منكم الا من قضيت عليه انه صال الجحيم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
ما أنتم عليه بفاتنين قال بمضلين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه ما أنتم عليه بفاتنين قال
بمضلين الا من هو صال الجحيم الا من قدر له ان يصلى الجحيم * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم التيمي وعمر بن عبد
العزيز والضحاك مثله * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال لا يفتنون الا من يصلى الجحيم
ولا يفتنون المؤمن ولا يسلطون عليه * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في الأسماء والصفات عن عمر بن عبد العزيز
رضي الله عنه قال لو أراد الله لا يعصى ما خلق إبليس ثم قرأ ما أنتم عليه بفاتنين الا من هو صال الجحيم * وأخرج
عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال يا بنى إبليس انكم لن تقدروا ان تفتنوا أحدا من عبادي الا من
سيصلى الجحيم * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال لا يفتنون الا من
هو صال الجحيم * قوله تعالى (وما منا الا له مقام) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله وما منا الا له مقام معلوم قال الملائكة وانا لنحن الصافون قال الملائكة وانا لنحن
المسبحون قال الملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه مثله * وأخرج
عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال ذاك قول جبريل عليه السلام * وأخرج أبو الشيخ في العظمة
عن سعيد بن جبير رضي الله عنه وما منا الا له مقام معلوم مقال الملائكة ما في السماء موضع الا عليه ملك اما ساجد
أو قائم حتى تقوم الساعة * وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن
مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في السماء موضع قدم الا عليه ملك
292

ساجد أو قائم وذلك قول الملائكة عليهم السلام وما منا الا له مقام معلوم وانا لنحن الصافون * وأخرج محمد بن
نصر وابن عساكر عن العلاء بن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لجلسائه أطت السماء
وحق لها ان تئط ليس منها موضع قدم الا عليه ملك راكع أو ساجد ثم قرأ وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون
* وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن من السماوات لسماء ما فيها موضع شبر الا
عليه جبهة ملك أو قدماه قائما أو ساجدا ثم قرأ وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون * وأخرج عبد بن حميد عن
مجاهد رضي الله عنه وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون قال أطت السماء وما تلام ان تئط ان في السماء
لسماء ما فيها موضع شبر الا عليه جبهة مالك أو قدماه * وأخرج الترمذي وحسنه وابن ماجة وابن مردويه عن أبي
ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى أرى ما لا ترون واسمع ما لا تسمعون ان السماء أطت
وحق لها ان تئط ما فيها موضع أربع أصابع الا وملك واضع جبهته ساجدا لله * وأخرج ابن مردويه عن حكيم
ابن حزام رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل تسمعون ما أسمع قلنا يا رسول الله
ما تسمع قال اسمع أطيط السماء وما تلام ان تئط ما فيها موضع قدم الا وفيه ملك راكع أو ساجد * وأخرج ابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال كانوا يصلون الرجال والنساء جميعا حتى نزلت وما منا الا له مقام معلوم فتقدم
الرجال وتأخر النساء * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن مالك رضي الله عنه قال كان الناس يصلون متبددين فأنزل
الله وانا لنحن الصافون فأمرهم أن يصفوا * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه
قال حدثت انهم كانوا لا يصفون حتى نزلت وانا لنحن الصافون * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج
عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث رضي الله عنه قال كانوا لا يصفون في الصلاة حتى نزلت وانا لنحن الصافون
* وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن الحسن رضي الله عنه قال كانت أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه
وسلم الظهر فأتاه جبريل عليه السلام فقال وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون فقام جبريل عليه السام بين
يديه ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ثم صف النساء من خلفه والنساء خلف الرجال فصلى بهم الظهر أربعا
حتى إذا كان عند العصر قام جبريل عليه السلام ففعل مثلها ثم جاءه حين غربت الشمس فصلى بهم ثلاثا يقرأ في
الركعتين الأولتين يجهر فيهما ولم يسمع في الثالثة حتى إذا كان عند العشاء وغاب الشفق جاء جبريل
عليه السلام فصلى بالناس أربع ركعات يجهر بالقراءة في ركعتين حتى إذا أصبح ليلته أتاه فصلى ركعتين يجهر
فيهما ويطول القراءة * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى
الصلاة قال استووا تقدم يا فلان تأخر يا فلان أقيموا صفوفكم يريد الله بكم هدى الملائكة ثم يتلو وانا لنحن
الصافون وانا لنحن المسبحون * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن جابر بن سمرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم قال يقيمون الصفوف
المقدمة ويتراصون في الصف * وأخرج مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلنا
على الناس بثلاث جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وجعلت لنا الأرض مسجدا وجعلت لنا تربتها طهورا إذا
لم نجد الماء * وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتدلوا في
صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من ورائي قال أنس رضي الله عنه لقد ريت أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه
وقدمه بقدمه * وأخرج ابن أبي شيبة عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
يقوم الصفوف كما تقوم القداح فأبصر يوما صدر رجل خارجا من الصف فقال لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله
بين وجوهكم * وأخرج أحمد وابن أبي شيبة عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أقيموا صفوفكم لا يتخللكم الشيطان كأولاد الحذف قيل يا رسول الله وما أولاد الحذف قال ضأن سود يكون
بأرض اليمن * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا
في الصلاة ويقول استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم * وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال قال
293

رسول الله صلى الله عليه وسلم أقيموا صفوفكم فان من حسن الصلاة إقامة الصف * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي
موسى الأشعري رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا فقال إذا
صليتم فأقيموا صفوفكم * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه
وسلم يقول إذا قمتم إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم وسدوا الفرج فإني أراكم من وراء ظهري * وأخرج ابن أبي شيبة
عن عطاء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سد فرجة في صف رفعه الله بها درجة وبنى له بيتا
في الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سووا صفوفكم
وأحسنوا ركوعكم وسجودكم * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه قال استووا تستو قلوبكم وتراصوا
ترحموا * وأخرج محمد بن نصر عن أبي صالح رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية ان ربكم يعلم انك تقوم أدنى من
ثلثي الليل إلى قوله علم أن لن تحصوه قال جبريل عليه السلام أشق ذلك عليكم قال نعم قال وما منا الا له مقام معلوم
وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في
قوله وانا لنحن الصافون قال صفوف في السماء وانا لنحن المسبحون أي المصلون هذا قول الملائكة يبينون مكانهم
من العبادة * قوله تعالى (وان كانوا ليقولون) الآيات * أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله لو أن عندنا ذكرا من الأولين الآيات قال لما جاء المشركين من أهل مكة ذكر الأولين وعلم
الآخرين كفروا بالكتاب فسوف يعلمون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله وان كانوا
ليقولون الآية قال قالت هذه الأمة ذلك قبل ان يبعث محمد صلى الله عليه وسلم قول أهل الشرك من أهل مكة فلما
جاءهم ذكر الأولين وعلم الآخرين كفروا به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله وان كانوا ليقولون الآية قال قالت هذه الأمة ذلك قبل ان يبعث محمد صلى الله عليه وسلم فلما جاءهم محمد
صلى الله عليه وسلم كفروا به فسوف يعلمون وفي قوله ولقد سبقت كلمتنا الآية قال كانت الأنبياء تقتل وهم
منصورون والمؤمنون يقتلون وهم منصورون نصروا بالحجج في الدنيا والآخرة ولم يقتل نبي قط ولا قوم يدعون
إلى الحق من المؤمنين فتذهب تلك الأمة والقرن حتى يبعث الله قرنا ينتصر بهم منهم * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فتول عنهم حتى حين قال إلى الموت وأبصرهم فسوف
يبصرون قال ابصروا حين لم ينفعهم البصر * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله
فتول عنهم حتى حين قال يوم القيامة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله فتول
عنهم حتى حين قال يوم بدر وفي قوله فإذا نزل بساحتهم قال بدارهم فساء صباح المنذرين قال بئسما يصبحون
* وأخرج جويبر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قالوا يا محمد أرنا العذاب الذي تخوفنا به عجله لنا فنزلت
أفبعذابنا يستعجلون * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أنس
رضي الله عنه قال صبح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وقد خرجوا بالمساحي فلما نظروا إليه قالوا محمد
والخميس فقال الله أكبر خربت خيبر انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين فأصبنا حمرا خارجة من
القرية فطبخناها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ورسوله ينهاكم عن الحمر الأهلية فإنها رجس من عمل
الشيطان * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وتول عنهم حتى حين قال قيل له أعرض عنهم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله وأبصر فسوف يبصرون قال يقول يوم القيامة ما
صنعوا من أمر الله وكفرهم بالله ورسوله وكتابه قال أبصروا بصرهم واحد * قوله تعالى (سبحان ربك) الآيتين
* أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله سبحان
ربك رب العزة قال يسبح نفسه إذ كذب عليه وقيل عليه البهتان عما يصفون قال عما يكذبون وسلام على المرسلين
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلمتم على فسلموا على المرسلين فإنما أنا رسول من المرسلين * وأخرج ابن
مردويه من طريق أبى العوام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلمتم
على فسلموا على المرسلين فإنما أنا رسول من المرسلين قال أبو العوام رضي الله عنه كان قتادة يذكر هذا الحديث
294

إذا تلا هذه الآية سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وأخرج ابن سعد وابن
مردويه من طريق سعيد عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلمتم على المرسلين
فسلموا على فإنما أنا بشر من المرسلين * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنا نعرف انصراف
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة بقوله سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله
رب العالمين * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو يعلى وابن مردويه عن أبي سعيد عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان إذا أراد أن يسلم من صلاته قال سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام
على المرسلين والحمد لله رب العالمين * وأخرج الدارقطني في الافراد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يقرأ هذه الآيات سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
* وأخرج الخطيب عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بعد أن يسلم سبحان ربك
رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين * وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال دبر كل صلاة سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين ثلاث مرات فقد اكتال بالمكيال الأوفى من الاجر * وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى من الاجر يوم القيامة فليقل آخر مجلسه حين
يريد أن يقوم سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين * وأخرج البغوي في
تفسيره من وجه آخر متصل عن علي موقوفا * وأخرج حميد بن زنجويه في ترغيبه من طريق الأصبغ بن نباتة
عن علي بن أبي طالب قال من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقر هذه الآية ثلاث مرات سبحان ربك رب العزة
عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
* (سورة ص مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال نزلت سورة ص بمكة
* وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال لما مرض أبو طالب دخل عليه رهط من قريش فيهم أبو جهل
فقالوا ان ابن أخيك يشتم آلهتنا ويفعل ويفعل ويقول ويقول فلو بعثت إليه فنهيته فبعث إليه فجاء النبي صلى
الله عليه وسلم فدخل البيت وبينهم وبين أبى طالب قدر مجلس فخشى أبو جهل ان جلس إلى أبى طالب ان يكون
أرق عليه فوثب فجلس في ذلك المجلس فلم يحد رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا قرب عمه فجلس عند الباب فقال
له أبو طالب أي ابن أخي ما بال قومك يشكونك يزعمون انك تشتم آلهتهم وتقول وتقول قال وأكثروا عليه من
القول وتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عم انى أريدهم على كلمة واحدة يقولونها تدين لهم بها العرب
وتؤدى إليهم بها العجم الجزية ففزعوا لكلمته ولقوله فقال القوم كلمة واحدة نعم وأبيك عشرا قالوا فما هي قال
لا إله إلا الله فقاموا فزعين ينفضون ثيابهم وهو يقولون أجعل الآلهة إلها واحد ان هذا الشئ عجاب فنزل فيهم
ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق إلى قوله بل لما يذقوا عذاب * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن السدى ان ناسا من قريش اجتمعوا فيهم أبو جهل بن هشام والعاصي بن وائل الأسود بن المطلب بن
عبد يغوث في نفر من مشيخة قريش فقال بعضهم لبعض انطلقوا بنا إلى أبى طالب نكلمه فيه فلينصفنا منه
فليكف عن شتم آلهتنا وندعه وإلهه الذي يعبد فإننا نخاف أن يموت هذا الشيخ فيكون منا شئ فتعيرنا العرب
يقولون تركوه حتى إذا مات عمه تناولوه فبعثوا رجلا منهم يسمى المطلب فاستأذن لهم على أبى طالب فقال هؤلاء
مشيخة قومك وسرواتهم يستأذنون عليك قال أدخلهم فلما دخلوا عليه قالوا يا أبا طالب أنت كبيرنا وسيدنا
فانصفنا من ابن أخيك فمره فليكف عن شتم آلهتنا وندعه وإلهه فبعث إليه أبو طالب فلما دخل عليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال يا ابن أخي هؤلاء مشيخة قومك وسرواتهم قد سألوك النصف أن تكف عن شتم آلهتهم
ويدعوك وإلهك فقال أي عم أولا ادعوهم إلى ما هو خير لهم منها قال والام تدعوهم قال أدعوهم إلى أن يتكلموا
295

بكلمة يدين لهم بها العرب ويملكون بها العجم فقال أبو جهل من بين القوم ما هي وأبيك لنعطينكها وعشر
أمثالها قال تقول لا إله إلا الله فنفروا وقالوا سلنا غير هذه قال لو جئتموني بالشمس حتى تضعوها في يدي ما
سألتكم غيرها فغضبوا وقاموا من عنده غضابا وقالوا والله لنشتمنك وإلهك الذي يأمرك بهذا وانطلق الملا منهم
أن امشوا إلى قوله اختلاق * قوله تعالى (ص والقرآن ذي الذكر) الآيتين * أخرج عبد بن حميد عن أبي
صالح قال سئل جابر بن عبد الله وابن عباس رضي الله عنهما عن ص فقالا ما ندري ما هو * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله ص قال حادث القرآن * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه
في قوله انه كان يقرأ ص والقرآن بخفض الدال وكان يجعلها من المصاداة يقول عارض القرآن قال عبد الوهاب
أعرضه على عملك فانظر أين عملك من القرآن * وأخرج ابن مردويه عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ص يقول
انى أنا الله الصادق * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله ص قال صدق الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال ص محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ص والقرآن
ذي الذكر قال نزلت في مجالسهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ص والقرآن ذي الذكر قال ذي الشرف
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن قتادة بل الذين كفروا في عزة قال ههنا وقع
القسم في عزة وشقاق قال في حمية وفراق * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله بل الذين
كفروا في عزة وشقاق قال معازين وشقاق قال عاصين وفي قوله فنادوا ولات حين مناص قال ما هذا بحين فرار
* وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن التميمي
قال سألت ابن عباس رضي الله عنه عن قول الله فنادوا ولات حين مناص قال ليس بحين تزور ولا فرار * وأخرج
الطستي عن ابن عباس رضي الله عنه أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله ولات حين قال ليس بحين فرار قال
وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الأعشى هو يقول
تذكرت ليلى لات حين تذكر * وقد تبت عنها والمناص بعيد
* وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما فنادوا ولات حين مناص قال نادوا
والنداء حين لا ينفعهم وأنشد تذكرت * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبى ظبيان عن ابن عباس ولات حين
مناص قال لا حين فرار * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما
ولات حين مناص قال لبس بحين مغاث * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير ولات حين مناص ليس بحين
جزع * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه ولات حين مناص قال وليس حين نداء * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي في قوله ولات حين مناص قال نادوا بالتوحيد والعقاب حين
مضت الدنيا عنهم فاستناصوا التوبة حين زالت الدنيا عنهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة فنادوا
ولات حين مناص قال نادى القوم على غير حين نداء وأرادوا التوبة حين عاينوا عذاب الله فلم ينفعهم ولم يقبل
منهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه ولات حين مناص قال ليس حين انقلاب
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن وهب بن منبه ولات حين مناص قال إذا أراد السرياني أن يقول وليس
يقول ولات * قوله تعالى (وعجبوا أن جاءهم منذر منهم) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة
وعجبوا أن جاءهم منذر منهم يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم فقال الكافرون هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلها
واحدا ان هذا لشئ عجاب قال عجب المشركون أن دعوا إلى الله وحده وقالوا انه لا يسع حاجتنا جميعا اله واحد
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مجلز قال قال رجل يوم بدر ما هم الا النساء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هم
الملا وتلا وانطلق الملا منهم * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وانطلق
الملا منهم الآية قال نزلت حين انطلق أشراف قريش إلى أبى طالب يكلموه في النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما وانطلق الملا منهم قال أبو جهل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن مجاهد في قوله وانطلق الملا منهم أن امشوا واصبروا قال هو عقبة بن أبي معيط وفي قوله ما سمعنا
296

بهذا في الملة الآخرة قال النصرانية قالوا لو كان هذا القرآن حقا لأخبرتنا به النصارى * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة قال ملة عيسى عليه السلام
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة قال النصرانية * وأخرج الفريابي
وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة قال النصرانية
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة أي في ديننا هذا
ولا في زماننا هذا ان هذا الا اختلاق قال قالوا ان هذا الا شئ يخلقه وفي قوله أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز
الوهاب قال لا والله ما عندهم منها شئ ولكن الله يختص برحمته من يشاء أم لهم ملك السماوات الأرض وما بينهما
فليرتقوا في الأسباب قال في السماء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله فليرتقوا في الأسباب قال في السماء * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال الأسباب
أدق من الشعر وأحد من الحديد وهو بكل مكان غير أنه لا يرى * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فليرتقوا في الأسباب قال طرق السماء أبوابها وفي قوله وجند ما هنالك قال قريش
من الأحزاب قال القرون الماضية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب قال وعده الله وهو بمكة انه سيهزم له جند المشركين فجاء تأويلها
يوم بدر وفي قوله وفرعون ذوا الأوتاد قال كانت له أوتاد وأرسان وملاعب يلعب له عليها وفي قوله ان كل الا كذب
الرسل فحق عقاب قال هؤلاء كلهم قد كذبوا الرسل فحق عليهم عقاب وما ينظر هؤلاء يعنى أمة محمد صلى الله عليه
وسلم الا صيحة واحدة يعنى الساعة مالها من فواق يعنى مالها من رجوع ولا مثوبة ولا ارتداد وقالوا ربنا عجل
لنا قطنا أي نصيبنا حظنا من العذاب قبل يوم القيامة قد كان قال ذلك أبو جهل اللهم ان كان ما يقول محمد حقا
فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله مالها من فواق قال رجوع وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قال عذابنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله مالها من فواق قال من رجعة وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قال
سألوا الله أن يعجل لهم * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن
قوله تعالى عجل لنا قطنا قال القط الجزاء قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الأعشى وهو يقول
ولا الملك النعمان يوم لقيته * بنعمة يعطيني القطوط ويطلق
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله عجل لنا قطنا قال عقوبتنا * وأخرج عبد بن حميد عن
الحسن رضي الله عنه في قوله عجل لنا قطنا قال كتابنا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه عجل لنا قطنا
قال حظنا * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء رضي الله عنه في قوله وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قال هو النضر بن الحرث
ابن علقمة بن كلدة أخو بنى عبد الدار وهو الذي قال سال سائل بعذاب واقع قال سال بعذاب هو واقع به فكان
الذي سال ان قال اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم قال
عطاء رضي الله عنه لقد نزلت فيه بضع عشرة آية من كتاب الله * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الزبير بن عدي
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عجل لنا قطنا قال نصيبنا من الجنة * قوله تعالى (وذكر عبدنا داود ذا
الأيد) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله داود ذا الأيد قال القوة في العمل في طاعة الله تعالى
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله ذا الأيد قال القوة العبادة * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله واذكر عبدنا داود ذا الأيد قال أعطى قوة في العبادة وفقها في
الاسلام * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه ذا الأيد قال القوة في العبادة والبصر في الهدى
* وأخرج البخاري في تاريخه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر داود عليه
السلام وحدث عنه قال كان أعبد البشر * وأخرج الديلمي عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا ينبغي لأحد أن يقول انى أعبد من داود * وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت رضي الله عنه قال كان داود عليه
297

السلام يطيل الصلاة من الليل فيركع الركعة ثم يرفع رأسه فينظر إلى أديم السماء ثم يقول إليك رفعت رأسي يا عامر
السماء نظر العبيد إلى أربابها * وأخرج أحمد عن الحسن رضي الله عنه قال قال داود عليه السلام الهى أي رزق
أطيب قال ثمرة يدك يا داود * وأخرج أحمد عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال كان داود عليه السلام يصنع القفة
من الخوص وهو على المنبر ثم يرسل بها إلى السوق فيبيعها ثم يأكل بثمنها * وأخرج أحمد عن سعيد بن أبي هلال
رضي الله عنه قال كان داود عليه السلام إذا قام من الليل يقول اللهم نامت العيون وغارت النجوم وأنت الحي
القيوم الذي لا تأخذك سنة ولا نوم * قوله تعالى (انه أواب) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال الأواب المسبح * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال الأواب المسبح * وأخرج ابن أبي حاتم
عن عمرو بن شرحبيل رضي الله عنه قال الأواب المسبح بلغة الحبشية * وأخرج الديلمي عن مجاهد رضي الله عنه
قال سألت ابن عمر رضي الله عنه عن الأواب فقال سالت النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقال هو الرجل يذكر
ذنوبه في الخلاء فيستغفر الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله انه أواب قال
منيب راجع عن الذنوب * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال الأواب التائب الراجع * وأخرج
عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه انه أواب قال كان مطيعا لربه كثير الصلاة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال الأواب الموقن * قوله تعالى (انا سخرنا الجبال معه) الآية * أخرج عبد بن حميد
عن قتادة رضي الله عنه انا سخرنا الجبال معه يسجن قال يسجن معه إذا سبح بالعشي والاشراق قال إذا أشرقت
الشمس * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل
بالعشي والاشراق قال إذا أشرقت الشمس وجبت الصلاة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الأعشى
وهو يقول لم ينم ليلة التمام لكي * يصبح حتى إضاءة الاشراق
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عطاء الخراساني أن ابن عباس قال لم يزل في نفسي من صلاة الضحى شئ
حتى قرأت هذه الآية سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه
قال كان ابن عباس رضي الله عنهما لا يصلى الضحى ويقول أين هي في القرآن حتى قال بعد هي قول الله
يسبحن بالعشي والاشراق هي الاشراق فصلاها ابن عباس رضي الله عنهما بعد * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لقد أتى على زمان وما أدرى ما وجه هذه لآية يسجن بالعشي والاشراق قال
رأيت الناس يصلون الضحى * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال كنت أمر بهذه الآية يسبحن بالعشي والاشراق فما أدرى ما هي حتى حدثتني أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها
ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يوم فتح مكة صلاة الضحى ثمان ركعات فقال ابن عباس
رضي الله عنهما قد ظننت أن لهذه الساعة صلاة لقول الله تعالى يسبحن بالعشي والاشراق * وأخرج ابن مردويه
عن عبد الله بن الحارث قال دخلت على أم هانئ رضي الله عنها فحدثتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى
صلاة الضحى فخرجت فلقيت ابن عباس رضي الله عنهما فقلت انطلق إلى أم هانئ فدخلنا عليها فقلت حدثني
ابن عمك عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم الضحى فحدثته فقال تأول هذه الآية صلاة الاشراق وهي صلاة
الضحى * وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد عن سعيد عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت
دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وقد علاه الغبار فامر بقصعة فإني أنظر إلى أثر العجين فسكبت
فيها بأمر بثوب فيما بيني وبينه فاستتر فقام فأفاض عليه الماء ثم قام فصلى الضحى ثمان ركعات قال مجاهد فحدثت
ابن عباس رضي الله عنهما بهذا الحديث فقال هي صلاة الاشراق * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن
الحرث رضي الله عنه قال سالت عن صلاة الضحى في إمارة عثمان بن عفان وأصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم متوافرون فلم أجد أحدا أثبت لي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أم هانئ قالت رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلاها مرة واحدة ثمان ركعات يوم الفتح في ثوب واحد مخالفا بين طرفيه لم أره صلاها قبلها ولا
بعدها فذكرت ذلك لابن عباس رضي الله عنهما فقال انى كنت لأمر على هذه الآية يسبحن بالعشي والاشراق
298

فأقول أي صلاة صلاة الاشراق فهذه صلاة الاشراق * وأخرج ابن جرير والحاكم عن عبد الله بن الحارث عن ابن
عباس رضي الله عنهما كان لا يصلى الضحى حتى أدخلناه على أم هانئ فقلنا لها أخبري ابن عباس رضي الله عنهما
بما أخبرتنا به فقالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فصلى صلاة الضحى ثمان ركعات فخرج ابن عباس
رضي الله عنهما وهو يقول لقد قرأت ما بين اللوحين فما عرفت صلاة الاشراق الا الساعة يسبحن بالعشي
والاشراق * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس رضي الله عنهما قال طلبت صلاة الضحى في القرآن
فوجدتها بالعشي والاشراق * وأخرج البخاري في تاريخه والحاكم وصححه وابن مردويه والطبراني في الأوسط
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحافظ على صلاة الضحى الا أواب هي صلاة
الأوابين * وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن أنس رضي الله عنه قال أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال يا أنس صل صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والطبراني عن زيد بن
أرقم رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أهل قباء وهم يصلون الضحى وفي لفظ وهم
يصلون بعد طلوع لشمس فقال صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال * وأخرج البيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحافظ على سبحة الضحى الا أواب * وأخرج الترمذي وابن ماجة عن أنس
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له في الجنة قصرا من
ذهب * وأخرج أبو نعيم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صل صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين * وأخرج
حميد بن زنجويه في فضائل الأعمال والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من صلى الفجر ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى من الضحى ركعتين حرمه الله على النار
ان تلفحه أو تطعمه * وأخرج حميد بن زنجويه والطبراني والبيهقي عن عتيبة بن عبد الله السلمي وأبى امامة الباهلي
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى الصبح في مسجد جماعة ثم ثبت فيه حتى يسبح تسبيحة الضحى كان
له كأجر حاج أو معتمر قالم له حجته وعمرته * وأخرج أبو داود والطبراني والبيهقي عن معاذ بن أنس الجهني ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتي الضحى لا يقول الا
خيرا غفر له خطاياه وان كانت أكثر من زبد البحر * وأخرج الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين ومن صلى أربعا كتب من العابدين
ومن صلى ستا كفى ذلك اليوم ومن صلى ثمانيا كتب من القانتين ومن صلى ثنتي عشرة بنى الله له بيتا في الجنة
* وأخرج حميد بن زنجويه والبزار والبيهقي عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان صليت الضحى ركعتين لم تكتب من الغافلين وان صليتها أربعا كنت من المحسنين وان صليتها ستا كتبت
من القانتين وان صليتها ثمانيا كتبت من الفائزين وان صليتها عشرا لم يكتب لك ذلك اليوم ذنب وان صليتها
ثنتي عشرة بنى الله لك بيتا في الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وأحمد وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حافظ على سبحة الضحى غفر له ذنوبه وان كانت مثل زبد البحر * قوله
تعالى (والطير محشورة) الآيتين * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه والطير
محشورة قال مسخرة له كل له أواب قال مطيع وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة أي السنة وفصل الخطاب قال
البينة على الطالب واليمين على المطلوب * وأخرج عبد بن حميد والحاكم عن مجاهد رضي الله عنه وشددنا ملكه
قال كان أشد ملوك أهل الدنيا لله سلطانا وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب قال ما قال من شئ أنفذه وعدله في
الحكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ادعى رجل من بني إسرائيل
عند داود عليه السلام 7 الرجل على ذلك فجحده فسأل الآخر البينة فلم تكن بينة فقال لهما داود عليه
السلام قوما حتى أنظر في أمركما فقاما من عنده فأتى داود عليه السلام في منامه فقيل له أقتل الرجل الذي استعدى
فقال إن هذه رؤيا ولست أعجل حتى أثبت فأتى الليلة الثانية في منامه فقيل له أقتل الرجل فلم يفعل ثم أتى الليلة
الثالثة فقيل له أقتل الرجل أو تأتيك العقوبة من الله تعالى فأرسل داود عليه السلام إلى الرجل فقال إن الله
299

أمرني ان أقتلك فقال تقتلني بغير بينة ولا تثبت قال نعم والله لأنفذن أمر الله فيك فقال له الرجل لا تعجل على حتى
أخبرك انى والله ما أخذت بهذا الذنب ولكني كنت اغتلت والد هذا فقتلته فبذلك أخذت فامر به داود عليه
السلام فقتل فاشتدت هيبته في بني إسرائيل وشدد به ملكه فهو قول الله تعالى وشددنا ملكه * وأخرج ابن جرير
والحاكم عن السدى رضي الله عنه في قوله وشددنا ملكه قال كان يحرسه كل يوم وليلة أربعة آلاف وفي قوله
وآتيناه الحكمة قال النبوة وفصل الخطاب قال علم القضاء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما وآتيناه الحكمة قال أعطى الفهم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن
مجاهد رضي الله عنه وآتيناه الحكمة قال الصواب وفصل الخطاب قال الايمان والشهود * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه وفصل الخطاب قال إصابة القضاء وفهمه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن أبي عبد الرحمن رضي الله عنه وفصل الخطاب قال فصل القضاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
عن الحسن رضي الله عنه وفصل الخطاب قال الفهم في القضاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي عن
شريح رضي الله عنه وفصل الخطاب قال الشهود والايمان * وأخرج البيهقي عن أبي عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه
ان داود عليه السلام أمر بالقضاء فقطع به فأوحى الله تعالى إليه ان استحلفهم باسمي وسلهم البينات قال
فذلك فصل الخطاب * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن قتادة رضي الله عنه وفصل الخطاب قال البينة على المدعى
واليمين على المدعى عليه * وأخرج ابن جرير عن الشعبي رضي الله عنه في قوله وفصل الخطاب قال هو قول الرجل
أما بعد * وأخرج ابن أبي حاتم والديلمي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال أول من قال أما بعد داود
عليه السلام وهو فصل الخطاب * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر
عن الشعبي رضى الله عن انه سمع زياد بن أبي سفيان رضي الله عنه يقول فصل الخطاب الذي أوتى داود عليه
السلام أما بعد * قوله تعالى (وهل أتاك نبأ الخصم) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما ان داود عليه السلام حدث نفسه ان ابتلى ان يعتصم فقيل له انك ستبتلى وستعلم
اليوم الذي تبتلى فيه فخذ حذرك فقيل له هذا اليوم الذي تبتلى فيه فاخذ الزبور ودخل المحراب وأغلق باب
المحراب وأدخل الزبور في حجره وأقعد منصفا على الباب وقال لا تأذن لأحد على اليوم فبينما هو يقرأ الزبور إذ
جاء طائر مذهب كأحسن ما يكون للطير فيه من كل لون فجعل يدرج بين يديه فدنا منه فأمكن ان يأخذه فتناوله
بيده ليأخذه فطار فوقع على كوة المحراب فدنا منه ليأخذه فطار فأشرف عليه لينظر أين وقع فإذا هو بامرأة
عند بركتها تغتسل من الحيض فلما رأت ظله حركت رأسها فغطت جسدها أجمع بشعرها وكان زوجها غازيا
في سبيل الله فكتب داود عليه السلام إلى رأس الغزاة انظر فاجعله في حملة التابوت اما ان يفتح عليهم واما أن
يقتلوا فقدمه في حملة التابوت فقتل فلما انقضت عدتها خطبها داود عليه السلام فاشترطت عليه ان ولدت غلاما
ان يكون الخليفة من بعده وأشهدت عليه خمسا من بني إسرائيل وكتبت عليه بذلك كتابا فأشعر بنفسه انه كتب
حتى ولدت سليمان عليه الصلاة والسلام وشب فتسور عليه الملكان المحراب فكان شأنهما ما قص الله تعالى في
كتاب وخر داود عليه السلام ساجدا فغفر الله له وتاب عليه * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما أصابه القدر الا من عجب عجب بنفسه وذلك أنه قال يا رب ما من ساعة من ليل
ونهار الا وعابد من بني إسرائيل يعبدك يصلى لك أو يسبح أو يكبر وذكر أشياء فكره الله ذلك فقال يا داود ان
ذلك لم يكن الا بي فلولا عوني ما قويت عليه وجلالي لأكلك إلى نفسك يوما قال يا رب فأخبرني به فأصابته الفتنة
ذلك اليوم * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن أبي حاتم بسند ضعيف عن أنس رضي الله عنه
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن داود عليه السلام حين نظر إلى المرأة قطع على بني إسرائيل
وأوصى صاحب الجيش فقال إذا حضر العدو تضرب فلانا بين يدي التابوت وكان التابوت في ذلك الزمان يستنصر
به من قدم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يقتل أو ينهزم معه الجيش فقتل وتزوج المرأة ونزل المكان على داود
عليه السلام فسجد فمكث أربعين ليلة ساجدا حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه فأكلت الأرض جبينه وهو
300

يقول في سجوده رب زل داود زلة أبعد مما بين المشرق والمغرب ربن ان لم ترحم ضعف داود وتغفر ذنوبه جعلت
ذنبه حديثا في المخلوق من بعده فجاء جبريل عليه السلام من بعد أربعين ليلة فقال يا داود ان الله قد غفر لك وقد
عرفت ان الله عدل لا يميل فكيف بفلان إذا جاء يوم القيامة فقال يا رب دمى الذي عند داود قال جبريل ما سالت
ربك عن ذلك فان شئت لأفعلن فقال نعم ففرح جبريل وسجد داود عليه السلام فمكث ما شاء الله ثم نزل فقال
قد سألت الله يا داود عن الذي أرسلتني فيه فقال قل لداود ان الله يجمعكما يوم القيامة فيقول هب لي دمك الذي
عند داود فيقول هو لك يا رب فيقول فان لك في الجنة ما شئت وما اشتهيت عوضا * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد
وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال لما أصاب داود عليه السلام الخطيئة وانما كانت خطيئته انه لما أبصرها
أمر بها فعزلها فلم يقربها فتاه الخصمان فتسورا في المحراب فلما أبصرهما قام إليهما فقال أخرجا عنى ما جاء بكما إلى
فقال انما نكلمك بكلام يسير ان هذا أخي له تسع وتسعون نعجة وأنا لي نعجة واحدة وهو يريد ان يأخذها منى فقال
داود عليه السلام والله أنا أحق أن ينشر منه من لدن هذه إلى هذه يعنى من أنفه إلى صدره فقال رجل هذا داود
فعله فعرف داود عليه السلام انما عنى بذلك وعرف ذنبه فخر ساجدا لله عز وجل أربعين يوما وأربعين ليلة
وكانت خطيئته مكتوبة في يده ينظر إليها لكي لا يغفل حتى نبت البقل حوله من دموعه ما غطى رأسه فنودي أجائع
فتطعم أم عار فتكسى أم مظلوم فتنصر قال فنحب نحبة هاج ما يليه من البقل حين لم يذكر ذنبه فعند ذلك غفر له
فإذا كان يوم القيامة قال له ربه كن أمامي فيقول أي رب ذنبي ذنبي فيقول الله كن خلفي فيقول له خذ بقدمي
فيأخذ بقدمه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا
المحراب قال إن داود عليه السلام قال يا رب قد أعطيت إبراهيم وإسحاق ويعقوب من الذكر ما لو وددت انك
أعطيتني مثله قال الله عز وجل انى ابتليتهم بما لم أبتلك به فان شئت ابتليتك بمثل ما ابتليتهم به وأعطيتك كما
أعطيتهم قال نعم قال له فاعمل حتى أرى بلاءك فكان ما شاء الله ان يكون وطال ذلك عليه فكاد ان ينساه فبينما
هو في محرابه إذ وقعت عليه حمامة فأراد ان يأخذها فطارت على كوة المحراب فذهب ليأخذها فطارت فاطلع من
الكوة فرأى امرأة تغتسل فنزل من المحراب فذهب ليأخذها فأرسل إليها فجاءته فسألها عن زوجها وعن شانها
فأخبرته ان زوجها غائب فكتب إلى أمير تلك السرية ان يؤمره على السرايا ليهلك زوجها ففعل فكان يصاب
أصحابه وينجو وربما نصروا وان الله عز وجل لما رأى الذي وقع فيه داود عليه السلام أراد ان ينفذ أمره فبينما
داود عليه السلام ذات يوم في محرابه إذ تسور عليه الملكان من قبل وجهه فلما رآهما وهو يقرأ فزع وسكت وقال
لقد استضعفت في ملكي حتى أن الناس يتسورون على محرابي فقالا له لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض ولم
يكن لنا بد من أن نأتيك فاسمع منا فقال أحدهما ان هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة فقال اكفلنيها
يريد أن يتم مائة ويتركني ليس لي شئ وعزني في الخطاب قال إن دعوت ودعا كان أكثر منى وان بطشت وبطش
كان أشد منى فذلك قوله وعزني في الخطاب قال له داود عليه السلام أنت كنت أحوج إلى نعجتك منه لقد ظلمك
بسؤال نعجتك إلى نعاجه إلى قوله وقليل ما هم ونسى نفسه صلى الله عليه وسلم فنظر الملكان أحدهما إلى الآخر
حين قال فتبسم أحدهما إلى الآخر فرآه داود عليه السلام فظن انما فتن فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب أربعين
ليلة حتى نبتت الخضرة من دموع عينيه ثم شدد الله ملكه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن
رضي الله عنه ان داود عليه السلام جزأ الدهر أربعة أجزاء يوما لنسائه ويوما للعبادة ويوما للقضاء بين بني إسرائيل
ويوما لبني إسرائيل ذكروا فقالوا هل يأتي على الانسان يوم لا يصيب فيه ذنبا فأضمر داود عليه السلام في نفسه انه
سيطيق ذلك فلما كان في يوم عبادته غلق أبوابه وأمر أن لا يدخل عليه أحد وأكب على التوراة فبينما هو
يقرؤها إذ حمامة من ذهب فيها من كل لون حسن قد وقعت بين يديه فأهوى إليها ليأخذها فطارت فوقعت غير
بعيد من غير مرتبتها فما زال يتبعها حتى أشرف على امرأة تغتسل فأعجبه حسنها وخلقها فما رأت ظله في الأرض
جللت نفسها بشعرها فزاد ذلك أيضا بها اعجابا وكان قد بعث زوجها على بعض بعوثه فكتب إليه أن يسير إلى
مكان كذا وكذا مكان إذا سار إليه قتل ولم يرجع ففعل فأصيب فخطبها داود عليه السلام فتزوجها فبينما هو في
301

المحراب إذ تسور الملكان عليه وكان الخصمان انما يأتونه من باب المحراب ففزع منهم حين تسوروا المحراب فقالوا
لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط أي لا تمل واهدنا إلى سواء الصراط أي أعدله
وخيره ان هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة يعنى تسعا وتسعين امرأة لداود وللرجل نعجة واحدة
فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب أي قهرني وظلمني قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وان كثيرا من الخلطاء
ليبغي بعضهم على بعض الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر
راكعا وأناب قال سجد أربعين ليلة حتى أوحى الله إليه انى قد غفرت لك قال رب كيف تغفر لي وأنت حكم عدل
لا تظلم أحدا قال انى أقضيك له ثم استوهبه دمك ثم أثيبه من الجنة حتى يرضى قال الآن طابت نفسي وعلمت ان قد
غفرت لي قال الله تعالى فغفرنا له ذلك وان له عندنا لزلفى وحسن مآب * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي عمران
الجوني رضي الله عنه في قوله وهل أتاك نبا الخصم فجلسا فقال لهما قضاء فقال أحدهما إلى الآخر أخي له تسع
وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب فعجب داود عليه السلام وقال لقد ظلمك بسؤال
نعجتك إلى نعاجه فأغلظ له أحدهما وارتفع فعرف داود انما ذلك بذنبه فسجد فكان أربعين يوما وليلة لا يرفع
رأسه الا إلى الصلاة الفريضة حتى يبست وقرحت جبهته وقرحت كفاه وركبتاه فاتاه ملك فقال يا داود انى رسول
ربك إليك وأنه يقول لك ارفع رأسك فقد غفرت لك فقال يا رب كيف وأنت حكم عدل كيف تغفر لي ظلامة الرجل
فترك ما شاء الله ثم أتاه ملك آخر فقال يا داود انى رسول ربك إليك وأنه يقول لك انك تأتيني يوم القيامة وابن صوريا
تختصمان إلى فأقضي له عليك ثم أسألها إياه فيهبها لي ثم أعطيه من الجنة حتى يرضى * وأخرج ابن جرير والحاكم
عن السدى قال إن داود عليه السلام قد قسم الدهر ثلاثة أيام يوما يقضى فيه بين الناس ويوما يخلو فيه لعبادة
ربه ويوما يخلو فيه بنسائه وكان له تسع وتسعون امرأة وكان فيما يقرأ من الكتب قال يا رب أرى الخير قد
ذهب به آبائي الذين كانوا قبلي فاعطني مثل ما أعطيتهم وافعل بي مثل ما فعلت بهم فأوحى الله إليه ان آباءك
قد ابتلوا ببلايا لم تبتل بها ابتلى إبراهيم بذبح ولده وابتلى اسحق بذهاب بصره وابتلى يعقوب بحزنه على يوسف وانك
لم تبتل بشئ من ذلك قال رب ابتلني بما ابتليتهم به واعطني مثل ما أعطيتهم فأوحى الله إليه انك مبتلى فاحترس
فمكث بعد ذلك ما شاء الله تعالى أن يمكث إذ جاءه الشيطان قد تمثل في صورة حمامة حتى وقع عند رجليه وهو
قائم يصلى فمد يده ليأخذ فتنحى فتبعه فتباعد حتى وقع في كوة فذهب ليأخذ فطار من الكوة فنظر أين يقع فبعث
في أثره فأبصر امرأة تغتسل على سطح لها فرأى امرأة من أجمل الناس خلقا فحانت منها التفاتة فأبصرته
فالتفت بشعرها فاستترت به فزاده ذلك فيها رغبة فسال عنها فأخبر أن لها زوجا غائبا بمسلحة كذا وكذا فبعث إلى
صاحب المسلحة يأمره أن يبعث إلى عدو كذا وكذا فبعثه ففتح له أيضا فكتب إلى داود عليه السلام بذلك فكتب
إليه أن ابعثه إلى عدو كذا وكذا فبعثه فقتل في المرة الثالثة وتزوج امرأته فلما دخلت عليه لم يلبث الا يسيرا حتى
بعث الله له ملكين في صورة إنسيين فطلبا أن يدخلا عليه فتسورا عليه المحراب فما شعر وهو يصلى إذ هما بين يديه
جالسين ففزع منهما فقالا لا تخف انما نحن خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط يقول لا تخف
واهدنا إلى سواء الصراط إلى عدل القضاء فقال قصا على قصتكما فقال أحدهما ان هذا أخي له تسع وتسعون نعجة
ولى نعجة واحدة قال الآخر وانا أريد أن آخذها فأكمل بها نعاجي مائة قال وهو كاره قال إذا لا ندعك وذاك قال يا أخي
أنت على ذلك بقادر قال فان ذهبت تروم ذلك ضربنا منك هذا وهذا يعنى طرف الانف والجبهة قال يا داود أنت
أحق أن يضرب منك هذا وهذا حيث لك تسع وتسعون امرأة ولم يكن لا وريا الا امرأة واحدة فلم تزل تعرضه للقتل
حتى قتلته وتزوجت امرأته فنظر فلم ير شيئا فعرف ما قد وقع فيه وما قد ابتلى به فخر ساجدا فبكى فمكث يبكى أربعين
يوما لا يرفع رأسه الا لحاجة ثم يقع ساجدا يبكى ثم يدعو حتى نبت العشب من دموع عينيه فأوحى الله إليه بعد أربعين
يوما يا داود ارفع رأسك قد غفر لك قال يا رب كيف أعلم انك قد غفرت لي وأنت حكم عدل لا تحيف في القضاء إذا
جاء يوم القيامة أخذ رأسه بيمينه أو بشماله تشخب أوداجه دما في يقول يا رب سل هذا فيم قتلني فأوحى الله إليه إذا
كان ذلك دعوت أوريا فاستوهبك منه فيهبك لي فأثيبه بذلك الجنة قال رب الآن علمت أنك غفرت لي فما استطاع
302

ان يملأ عينيه من السماء حياء من ربه حتى قبض صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب
القرظي رضي الله عنه نحوه * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله إذ تسوروا المحراب قال المسجد
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي الأحوص قال دخل الخصمان على داود عليه السلام
وكل واحد منهما آخذ برأس صاحبه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ففزع منهم قال كان الخصوم
يدخلون من الباب ففزع من تسورهما * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ولا تشطط أي لا تمل * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ان هذا أخي قال على ديني * وأخرج عبد الرزاق والفريابي
وأحمد في الزهد وابن جرير والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ما زاد داود عليه السلام على أن قال
أكفلنيها * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
فقال أكفلنيها قال فما زاد داود عليه السلام على أن قال تحول لي عنها * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود
رضي الله عنه قال ما زاد داود عليه السلام على أن قال انزل لي عنها * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه
في قوله أكفلنيها قال أعطنيها طلقها لي أنكها وخل سبيلها وعزني في الخطاب قال قهرني ذلك العز الكلام
والخطاب * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله أكفلنيها قال أعطنيها وعزني في الخطاب قال
إذا تكلم كان أبلغ منى وإذا دعا كان أكثر قال أحد الملكين ما جزاؤه قال يضرب ههنا وههنا وههنا ووضع
يده على جبهته ثم على أنفه ثم تحت الانف قال ترى ذلك جزاءه فلم يزل يرد ذلك عليه حتى علم أنه ملك وخرج الملك فخر
داود ساجدا قال ذكر انه لم يرع رأسه أربعين صباحا يبكى حتى أعشب الدموع ما حول رأسه حتى إذا مضى
أربعون صباحا زفر زفرة هاج ما حول رأسه من ذلك العشب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله وقليل ما هم يقول قليل الذين هم فيه وفي قوله انما فتناه قال اختبرناه * وأخرج ابن
جرير عن قتادة رضي الله عنه وظن داود قال علم داود * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه وظن داود
انما فتناه قال ظن انما ابتلى بذلك * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
قال انما كان فتنة داود عليه السلام النظر * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله وخر راكعا
قال ساجدا * وأخرج عبد بن حميد عن كعب رضي الله عنه قال سجد داود نبي الله أربعين يوما وأربعين ليلة لا يرفع
رأسه حتى رقا دمعه ويبس وكان من آخر دعائه وهو ساجد ان قال يا رب رزقتني العافية فسألتك البلاء فلما
ابتليتني لم أصبر فان تعذبني فانا أهل ذاك وان تغفر لي فأنت أهل ذاك قال وإذا جبريل عليه السلام قائم على رأسه
قال يا داود ان الله قد غفر لك فارفع رأسك فلم يلتفت إليه وناجى ربه وهو ساجد فقال يا رب كيف تغفر لي وأنت
الحكم العدل قال إذا كان يوم القيامة دفعتك إلى أوريا ثم أستوهبك منه فيهبك لي وأثيبه الجنة قال يا رب الآن علمت أنك
قد غفرت لي فذهب يرفع رأسه فإذا هو يابس لا يستطيع فمسحه جبريل عليه السلام ببعض ريشه فانبسط
فأوحى الله تعالى إليه بعد ذلك يا داود قد أحللت لك امرأة أوريا فتزوجها فولدت له سليمان عليه الصلاة والسلام
لم تلد قبله ولا بعده قال كعب رضي الله عنه فوالله لقد كان داود بعد ذلك يظل صائما اليوم الحار فيقرب الشراب إلى
فيه فيذكر خطيئته فينزل دمعه في الشراب حتى يفيضه ثم يرده ولا يشربه * وأخرج أحمد وعبد بن حميد عن يونس
ابن خباب رضي الله عنه ان داود عليه السلام بكى أربعين ليلة حتى نبت العشب حوله من دموعه ثم قال يا رب قرح
الجبين ورقا الدمع وخطيئتي على كما هي فنودي أن يا داود أجائع فتطعم أم ظمآن فتسقى أم مظلوم فتنصر فنحب
نحبة هاج ما هنالك من الخضرة فغفر له عند ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن عبيد بن عمير الليثي
رضي الله عنه ان داود عليه السلام سجد حتى نبت ما حوله خضرا من دموعه فأوحى الله إليه أن يا داود سجدت
أتريد أن أزيدك في ملكك وولدك وعمرك فقال يا رب أبهذا ترد على أريد أن تغفر لي * وأخرج أحمد في الزهد
والحكيم الترمذي عن الأوزاعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل عيني داود كالقربتين ينطفان ماء ولقد
خددت الدموع في وجهه خديد الماء في الأرض * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد من طريق عطاء
ابن السائب عن أبي عبد الله الجدلي قال ما رفع داود عليه السلام رأسه إلى السماء بعد الخطيئة حتى مات * وأخرج
303

ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد عن صفوان بن محرز قال كان لداود عليه السلام يوم يتأوه فيه يقول أوه من
عذاب الله أوه من عذاب الله أوه من عذاب الله قيل لا أوه * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لما أوحى الله إلى داود عليه السلام ارفع رأسك فقد غفرت لك فقال يا رب كيف تكون هذه
المغفرة وأنت قضاء بالحق ولست بظلام للعبيد ورجل ظلمته غصبته قتلته فأوحى الله تعالى إليه بلى يا داود إنكما
تجتمعان عندي فأقضي له عليك فإذا برز الحق عليك أستوهبك منه فوهبك لي وأرضيته من قبلي وأدخلته الجنة
فرفع داود رأسه وطابت نفسه وقال نعم يا رب هكذا تكون المغفرة * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد
وابن جرير عن مجاهد قال لما أصاب داود الخطيئة خر ساجدا أربعين ليلة حتى نبت من دموع عينيه من البقل
ما غطى رأسه ثم نادى رب قرح الجبين وجمدت العين وداود لم يرجع إليه في خطيئته شئ فنودي أجائع فتطعم أم
مريض فتشفى أم مظلوم فتنصر فنحب نحبا هاج منه نبت الوادي كله فعند ذلك غفر له وكان يؤتى بالإناء
فيشرب فيذكر خطيئته فينتحب فتكاد مفاصله تزول بعضها من بعض فما يشرب بعض الاناء حتى يمتلئ من
دموعه وكان يقال دمعة داود عليه السلام تعدل دمعة الخلائق ودمعة آدم عليه السلام تعدل دمعة داود ودمعة
الخلائق فيجئ يوم القيامة مكتوبة بكفه يقرؤها يقول ذنبي ذنبي فيقول رب قدمني فيتقدم فلا يأمن ويتأخر
فلا يأمن حتى يقول تبارك وتعالى خذ بقدمي * وأخرج أحمد في الزهد عن علقمة بن يزيد قال لو عدل بكاء أهل
الأرض ببكاء داود ما عدله ولو عدل بكاء داود وبكاء أهل الأرض ببكاء آدم عليه السلام محين اهبط إلى الأرض
ما عدله * وأخرج أحمد عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر أن داود عليه السلام كان يعاتب في كثره البكاء
فيقول ذروني أبكى قبل يوم البكاء قبل تحريق العظام واشتعال اللحى وقبل ان يؤمر بي ملائكة غلاظ شداد
لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون * وأخرج أحمد والحكيم الترمذي وابن جرير عن عطاء الخراساني
ان داود عليه السلام نقش خطيئته في كفه لكيلا ينساها وكان إذا رآها اضطربت يداه * وأخرج عن مجاهد قال
يحشر داود عليه السلام وخطيئته منقوشة في كفه * وأخرج أحمد عن عثمان بن أبي العاتكة قال كان من دعاء
داود عليه السلام سبحانك الهى إذا ذكرت خطيئتي ضاقت على الأرض برحبها وإذا ذكرت رحمتك ارتدت إلى
روحي سبحانك الهى فكلهم 7 عليل بذنبي * وأخرج أحمد عن ثابت قال اتخذ داود عليه السلام سبع حشايا من
سعد وحشاهن من الرماد ثم بكى حتى أنفذها دموعا ولم يشرب شرابا الا مزجه بدموع عينيه * وأخرج أحمد
عن وهب بن منبه قال بكى داود عليه السلام حتى خددت الدموع في وجهه واعتزل النساء وبكى حتى رعش
* وأخرج أحمد عن مالك بن دينار قال إذا خرج داود عليه السلام من قبره فرأى الأرض نارا وضع يده على رأسه
وقال خطيئتي اليوم موبقتي * وأخرج عن عبد الرحمن بن جبير ان داود عليه السلام كان يقول اللهم ما كتبت
في هذا اليوم من مصيبة فخلصني منها ثلاث مرات وما أنزلت في هذا اليوم من خير فائتني منه نصيبا ثلاث مرات
وإذا أمسى قال مثل ذلك فلم ير بعد ذلك مكروها * وأخرج أحمد عن معمر ان داود عليه السلام لما أصاب الذنب
قال رب كنت أبغض الخطائين فانا ليوم أحب أن تغفر لهم * وأخرج عبد الله ابنه والحكيم الترمذي في
نوادر الأصول عن سعيد بن أبي هلال ان داود عليه السلام كان يعوده الناس وما يظنون الا انه مريض وما به الا
شدة الفرق من الله سبحانه وتعالى * وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال كان داود عليه السلام إذا أفطر
استقبل القبلة وقال اللهم خلصني من كل مصيبة نزلت من السماء ثلاثا وإذا طلع حاجب الشمس قال اللهم اجعل
لي سهما في كل حسنة نزلت الليلة من السماء إلى الأرض ثلاثا * قوله تعالى (وخر راكعا وأناب) * أخرج أحمد
والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس انه قال في السجود في ص
ليس من عزائم السجود وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها * وأخرج النسائي وابن مردويه
بسند جيد عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم سجد في ص وقال سجدها داود ونسجدها شكرا * وأخرج
ابن أبي شيبة والبخاري عن العوام قال سالت مجاهدا عن سجدة ص فقال سالت ابن عباس من أين سجدت
فقال أو ما تقرأ من ذريته داود وسليمان إلى قوله أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده فكان داود ممن أمر
304

نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يقتدى به فسجد بها داود عليه السلام فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج
سعيد بن منصور عن الحسن قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسجد في ص حتى نزلت أولئك الذين هدى
الله فبهداهم اقتده فسجد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج الترمذي وابن ماجة والطبراني والحاكم
وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
انى رأيت في هذه الليلة فيما يرى النائم كأني أصلى عند شجرة وكأني قرأت سورة السجدة فسجدت فرأيت
الشجرة سجدت بسجودي وكأني أسمعها وهي تقول اللهم اكتب لي بها عندك ذكرا وضع عنى بها وزرا
واجعلها إلى عندك ذخرا وأعظم بها أجرا وتقبل منى كما تقبلت من عبدك داود قال ابن عباس فقرأ رسول الله صلى
الله عليه وسلم السجدة فسمعته يقول في سجوده كما أخبر الرجل عن قول الشجرة * وأخرج ابن مردويه عن أبي
هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في ص * وأخرج ابن مردويه عن السائب بن يزيد قال صليت خلف
عمر الفجر فقرأ بنا سورة ص فسجد فيها فلما قضى الصلاة قال له رجل يا أمير المؤمنين ومن عزائم السجود هذه
فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها * وأخرج ابن مردويه عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم سجد في ص * وأخرج الدارمي وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان والدارقطني والحاكم وصححه وابن مردويه
والبيهقي في سننه عن أبي سعيد الخدري قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ص فلما بلغ السجدة
نزل فسجد وسجد الناس معه فلما كان آخر يوم قرأها فلما بلغ السجدة تهيا الناس للسجود فقال انما هي توبة
نبي ولكني رأيتكم تهيأتم للسجود فنزل فسجد * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة ص وهو على المنبر فلما أتى على السجدة قرأها ثم نزل فسجد * وأخرج
سعيد بن منصور وابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير ان عمر بن الخطاب كان يسجد في ص * وأخرج ابن أبي شيبة
عن ابن عمر قال في ص سجدة * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن
مسعود انه كان لا يسجد في ص ويقول انما هي توبة نبي ذكرت * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العالية قال كان
بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسجد في ص وبعضهم لا يسجد فأي ذلك شئت فافعل * وأخرج ابن أبي شيبة
عن أبي مريم قال لما قدم عمر الشام أتى محراب داود عليه السلام فصلى فيه فقرأ سورة ص فلما انتهى إلى السجدة
سجد * وأخرج أحمد والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي سعيد انه رأى رؤيا انه يكتب ص
فلما انتهى إلى التي يسجد بها رأى الدواة والقلم وكل شئ بحضرته انقلب ساجدا فقصها على النبي صلى الله
عليه وسلم فلم يزل يسجد بها بعد * وأخرج أبو يعلى عن أبي سعيد قال رأيت فيما يرى النائم كأني تحت شجرة وكان
الشجرة تقرأ ص فلما أتت على السجدة سجدت فقالت في سجودها اللهم اغفر لي بها اللهم حط عنى بها وزرا
واحدث لي بها شكرا وتقبلها منى كما تقبلت من عبدك داود سجدته فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبرته فقال سجدت أنت يا أبا سعيد فقلت لا فقال أنت أحق بالسجود من الشجرة ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه
وسلم ص ثم أتى على السجدة وقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها * وأخرج الطبراني والخطيب عن ابن
عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السجدة التي في ص سجدها داود توبة ونحن نسجدها شكرا * وأخرج
الطبراني عن ابن عباس قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في سفره وهو يقرأ ص فسجد فيها * قوله تعالى
(وان له عندنا لزلفى وحسن مآب) * أخرج أحمد في الزهد والحكيم الترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مالك
ابن دينار في قوله وان عندنا لزلفى وحسن مآب قال مقام داود م عليه السلام يوم القيامة عند ساق العرش ثم
يقول الرب جل وعلا يا داود مجدني اليوم بذلك الصوت الحسن الرخيم الذي كنت تمجدني به في الدنيا فيقول يا رب
كيف وقد سلبته فيقول انى راده عليك اليوم فيندفع بصوت يستفز نعيم أهل الجنة * وأخرج سعيد بن منصور
وابن المنذر عن محمد بن كعب أنه قال وان له عندنا لزلفى أول الكائن يوم القيامة داود وابنه عليهما السلام
* وأخرج عبد بن حميد عن السدى بن يحيى قال حدثني أبو حفص رجل قد أدرك عمر بن الخطاب ان الناس
يصيبهم يوم القيامة عطش وحر شديد فينادى المنادى داود فيسقى على رؤس العالمين فهو الذي ذكر الله وان له عندنا
305

لزلفى وحسن مآب * وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر يوم القيامة
فعظم شانه وشدته قال ويقول الرحمن لداود عليه السلام مر بين يدي فيقول داود يا رب أخاف ان تدحضي
خطيئتي فيقول خذ بقدمي فيأخذ بقدمه عز وجل فيمر قال فتلك الزلفى التي قال الله وان له عندنا لزلفى وحسن مآب
* وأخرج عبد بن حميد عن عبيد بن عمير رضي الله عنه وان له عندنا لزلفى وحسن مآب قال يدنو حتى يضع يده
عليه * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه فغفرنا له ذلك الذنب وان له عندنا لزلفى وحسن مآب قال حسن
المنقلب * وأخرج الحكيم الترمذي عن مجاهد رضي الله عنه قال يبعث داود عليه السلام يوم القيامة وخطيئته
في كفه فإذا رآها يوم القيامة لم يجد منها مخرجا الا ان يلجأ لي رحمة الله تعالى ثم يرى فيقلق فيقال له ههنا فذلك قوله
وان له عندنا لزلفى وحسن مآب * قوله تعالى (يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض) الآية * أخرج الثعلبي من
طريق العوام بن حوشب قال حدثني رجل من قومي شهد عمر رضي الله عنه انه سأل طلحة والزبير وكعبا وسلمان
ما الخليفة من الملك قال طلحة والزبير ما ندري فقال سلمان رضي الله عنه الخليفة الذي يعدل في الرعية ويقسم
بينهم بالسوية ويشفق عليهم شفقة الرجل على أهله ويقضى بكتاب الله تعالى فقال كعب ما كنت أحسب
أحدا يعرف الخليفة من الملك غيري * وأخرج ابن سعد من طريق مردان عن سليمان رضي الله عنه ان عمر رضي الله عنه
قال له أنا ملك أم خليفة فقال له سلمان رضي الله عنه الخليفة الذي يعدل ان أنت جبيت من أرض المسلمين
درهما أو أقل أو أكثر ثم وضعته في غير حقه فأنت ملك غير خليفة فاستعبر عمر رضي الله عنه * وأخرج ابن سعد عن
ابن أبي العرجاء قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه والله ما أدرى أخليفة انا أم ملك قال قائل يا أمير المؤمنين ان
بينهما فرقا قال ما هو قال الخليفة لا يأخذ الا حقا ولا يضعه الا في حق وأنت الحمد لله كذلك والملك يعسف الناس
فيأخذ من هذا ويعطى هذا * وأخرج ابن سعد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال إن الامارة ما ائتمرتها
وان الملك ما غلب عليه بالسيف * وأخرج الثعلبي عن معاوية رضي الله عنه انه كان يقول إذا جلس على المنبر
يا أيها الناس ان الخلافة ليست بجمع المال ولكن الخلافة العمل بالحق والحكم بالعدل وأخذ الناس بأمر الله
* وأخرج الحكيم الترمذي عن سالم مولى أبى جعفر قال خرجنا مع أبي جعفر أمير المؤمنين إلى بيت المقدس فلما
دخل وشق بعث إلى الأوزاعي فاتاه فقال يا أمير المؤمنين حدثني حسان بن عطية عن جدك ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله
قال إذا ارتفع إليك الخصمان فكان لك في أحدهما هوى فلا تشته في نفسك الحق له فيفلح على صاحبه فأمحو اسمك
من نبوتي لا تكون خليفتي ولا كرامة يا أمير المؤمنين حدثنا حسان بن عطية عن جدك قال من كره الحق فقد
كره الله لان الحق هو الله يا أمير المؤمنين حدثني حسان بن عطية عن جدك في قوله لا يغادر صغيرة ولا كبيرة قال
الصغيرة التبسم والكبيرة الضحك فكيف ما جنته الأيدي * وأخرج ابن جرير عن السدى رضي الله عنه في قوله
فاحكم بين الناس بالحق يعنى بالعدل والانصاف ولا تتبع الهوى يقول ولا تؤثر هواك في قضائك بينهم على الحق
والعدل فتزوغ عن الحق فيضلك عن سبيل الله * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه في قوله لهم عذاب
شديد بما نسوا يوم الحساب قال هذا من التقديم والتأخير يقول لهم يوم الحساب عذاب شديد بما نسوا * وأخرج
أحمد في الزهد عن أبي السليل رضي الله عنه قال كان داود عليه السلام يدخل المسجد فينظر أغمض حلقة من بني إسرائيل
فيجلس إليهم ثم يقول مسكينا بين ظهراني مساكين * وأخرج أحمد عن زيد بن أسلم رضي الله عنه ان ابنا
لداود مات فاشتد عليه جزعه فقيل ما كان يعدل عندك قال كان أحب إلى من ملء الأرض ذهبا فقيل له ان الاجر
على قدر ذلك * وأخرج عبد الله في زوائده والحكيم الترمذي عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال كان من دعاء
داود عليه السلام سبحان مستخرج الشكر بالعطاء ومستخرج الدعاء بالبلاء * وأخرج عبد الله عن الأوزاعي
رضي الله عنه قال أوحى الله إلى داود عليه السلام الا أعلمك علمين إذا علمتهما ألقيت وجوه الناس إليك وبلغت
بهما رضاي قال بلى يا رب قال احتجز فيما بيني وبينك بالورع وخالط الناس بأخلاقهم * وأخرج أحمد عن يزيد
ابن منصور رضي الله عنه قال قال داود عليه السلام الا ذاكر لله فاذكر معه الا مذكر فاذكر معه * وأخرج أحمد
306

عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال كان داود عليه السلام يصنع القفة من الخوص وهو على المنبر ثم يرسل بها
إلى السوق فيبيعها فيأكل بثمنها * وأخرج أحمد عن سعيد بن أبي هلال رضي الله عنه قال كان داود عليه السلام إذا
قام من الليل يقول اللهم نامت العيون وغارت النجوم وأنت الحي القيوم الذي لا تأخذك سنة ولا نوم * وأخرج
أحمد عن عثمان الشحام أبى سلمة قال حدثني شيخ من أهل البصرة كان له فضل وكان له سن قال بلغني ان داود عليه
السلام سال ربه قال يا رب كيف لي ان أمشى لك في الأرض بنصح واعمل لك فيها بنصح قال يا داود تحب من يحبني
من أحمر وأبيض ولا تزال شفتاك رطبتين من ذكرى واجتنب فراش الغيبة قال رب كيف لي ان تحببني في أهل
الدنيا البر والفاجر قال يا داود تصانع أهل الدنيا لدنياهم وتحب أهل الآخرة لآخرتهم وتختار إليك دينك بيني
وبينك فإنك إذا فعلت ذلك لا يضرك من ضل إذا اهتديت قال رب فأرني أضيافك من خلقك من هم قال نقى الكفين
نقى القلب يمشى تماما ويقول صوابا * وأخرج الخطيب في تاريخه عن يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه قال قال داود
عليه السلام لابنه سليمان عليه السلام أتدري ما جهد البلاء قال شراء الخبز من السوق والانتقال من منزل إلى
منزل * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال قال داود عليه السلام اللهم اجعل حبك أحب إلى من
نفسي وسمعي وبصرى وأهلي ومن الماء البارد * وأخرج أحمد عن وهب رضي الله عنه قال قال داود عليه السلام
رب أي عبادك أحب إليك قال مؤمن حسن الصورة قال فأي عبادك أبغض إليك قال كافر حسن الصورة شكر
هذا وكفر هذا قال يا رب فأي عبادك أبغض إليك قال عبد استخارني في أمر فخرت له فلم يرض به * وأخرج عبد الله
في زوائده عن عبد الله بن أبي مليكة رضي الله عنه قال قال داود عليه السلام الهى لا تجعل لي أهل سوء فأكون
رجل سوء * وأخرج أحمد عن عبد الرحمن قال بلغني أنه كان من دعاء داود عليه السلام اللهم لا تفقرني فأنسى
ولا تغنني فأطغى * وأخرج أحمد عن الحسن رضي الله عنه قال قال داود عليه السلام الهى أي رزق أطيب قال
ثمرة يدك يا داود * وأخرج أحمد عن أبي الجلد رضي الله عنه ان الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام يا داود انذر
عبادي الصديقين لا يعجبن بأنفسهم ولا يتكلن على أعمالهم فإنه ليس أحد من عبادي أنصبه للحساب وأقيم عليه
عدل الا عذبته من غير أن أظلمه وبشر الخاطئين أنه لا يتعاظم ذنب ان أغفره وأتجاوز عنه * وأخرج أحمد عن أبي
الجلد رضي الله عنه ان داود عليه السلام أمر مناديا فنادى الصلاة جامعة فخرج الناس وهم يرون أنه سيكون منه
يومئذ موعظة وتأديب ودعاء فلما رقى مكانه قال اللهم اغفر لنا وانصرف فاستقبل آخر الناس أوائلهم قالوا مالكم
قالوا ان النبي انما دعا بدعوة واحدة فأوحى الله تعالى إليه ان أبلغ قومك عنى فإنهم قد استقلوا دعاءك انى من أغفر
له أصلح أمر آخرته ودنياه * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه قال كان داود
عليه السلام اصبر الناس على البلاء وأحملهم وأكظمهم للغيظ * وأخرج أحمد عن سعيد بن عبد العزيز رضي الله عنه
قال قال داود عليه السلام يا رب كيف أسعى لك في الأرض بالنصيحة قال تكثر ذكرى وتحب من أحبني
من أبيض وأسود وتحكم للناس كما تحكم لنفسك وتجتنب فراش الغيبة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي عبد الله
الجدلي رضي الله عنه قال كان داود عليه السلام يقول اللهم إني أعوذ بك من جار عينه ترابى وقلبه يرعاني ان
رأى خيرا دفنه وان رأى شرا أشاعه * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن أبي سعيد رضي الله عنه قال كان من
دعاء داود عليه السلام اللهم إني أعوذ بك من الجار السوء * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن بريدة رضي الله عنه
ان داود عليه السلام كان يقول اللهم إني أعوذ بك من عمل يخزيني وهم يرديني وفقر ينسيني وغنى يطغيني
* وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال أوحى الله إلى داود عليه السلام أحببت
عبادي وحببني إلى عبادي قال يا رب هذا أحبك وأحب عبادك فكيف أحببك إلى عبادك قال تذكرني
عندهم فإنهم لا يذكرون منى الا الحسن * وأخرج أحمد عن أبي الجعد رضي الله عنه قال بلغنا ان داود عليه
السلام قال الهى ما جزاء من عزى حزينا لا يريد به الا وجهك قال جزاؤه ان ألبسه لباس التقوى قال الهى ما جزاء
من شيع جنازة لا يريد بها الا وجهك قال جزاؤه أن تشيعه ملائكتي إذا مات وان أصلى على روحه في الأرواح قال
الهى ما جزاء من أسند يتيما أو أرملة لا يريد بها الا وجهك قال جزاءه ان أظله تحت ظل عرشي يوم لا ظل الا ظلي
307

قال الهى ما جزاء من فاضت عينا من خشيتك قال جزاؤه أن أؤمنه يوم الفزع الأكبر وان أقي وجهه فيح جهنم
* وأخرج أحمد عن أبي الجلد رضي الله عنه قال قرأت في مسألة داود عليه السلام أنه قال الهى ما جزاء من يعزى
الحزين المصاب ابتغاء مرضاتك قال جزاؤه ان أكسوه رداء من أردية الايمان أستره به من النار وأدخله الجنة
قال الهى فما جزاء من شيع الجنازة ابتغاء مرضاتك قال جزاؤه ان تشيعه الملائكة يوم يموت إلى قبره وان أصلى
على روحه في الأرواح قال الهى فما جزاء من أسند اليتيم والأرملة ابتغاء مرضاتك قال جزاؤه ان أظله في ظل
عرش يوم لا ظل الا ظلي قال الهى فما جزاء من بكى من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجهه قال جزاؤه ان أحرم
وجهه على النار وان أؤمنه يوم الفزع الأكبر * وأخرج أحمد عن عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه قال قال
داود عليه السلام لسليمان كن لليتيم كالأب الرحيم واعلم انك كما تزرع تحصد واعلم أن خطيئة 7 القوم كالمسئ عند
رأس الميت واعلم أن المرأة الصالحة لأهلها كالملك المتوج بالتاج المخوص بالذهب واعلم أن المرأة السوء لأهلها
كالشيخ الضعيف على ظهره الحمل الثقيل وما أقبح الفقر بعد الغنى وأقبح من ذلك الضلالة بعد الهدى وان
وعدت صاحبك فانجز ما وعدته فإنك ان لا تفعل تورث بينك وبينه عداوة ونعوذ بالله من صاحب إذا ذكرت
لم يعنك وإذا نسيت لم يذكرك * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن الحسن رضي الله عنه قال كان داود عليه السلام
يقول اللهم لا مرض يفنيني ولا صحة تنسيني ولكن بين ذلك * وأخرج عبد الله بن زيد بن رفيع قال نظر داود عليه
السلام منجلا يهوى بين السماء والأرض فقال يا رب هذا قال هذه لعنتي أدخلها بيت كل ظلام * وأخرج ابن أبي
شيبة عن ابن أبزى رضي الله عنه قال قال داود عليه السلام نعم العون اليسار على الدين * وأخرج ابن أبي
شيبة عن مجاهد رضي الله عنه قال قال داود عليه السلام يا رب طال عمري وكبر سنى وضعف ركني فأوحى الله
إليه يا داود طوبى لمن طال عمره وحسن عمله * وأخرج الخطيب من طريق الأوزاعي عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه
قال أعطي داود عليه السلام من حسن الصوت ما لم يعط أحد قط حتى أن كان الطير والوحش حوله
حتى تموت عطشا وجوعا وان الانهار لتقف والله أعلم * قوله تعالى (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات
كالمفسدين في الأرض) * أخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أم نجعل الذين آمنوا وعملوا
الصالحات كالمفسدين في الأرض قال الذين آمنوا على وحمزة وعبيدة بن الحارث والمفسدين في الأرض عتبة
وشيبة والوليد وهم الذين تبارزوا يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه أم نجعل الذين آمنوا
وعملوا الصالحات إلى قوله كالفجار قال لعمري ما استووا لقد تفرق القوم في الدنيا عند الموت * قوله تعالى
(أم نجعل المتقين كالفجار) * أخرج أبو يعلى عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم
كما أنه لا يجتنى من الشوك العنب كذلك لا تنال الفجار منازل الأبرار * قوله تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك)
* أخرج سعيد بن منصور عن الحسين رضي الله عنه في قوله ليدبروا آياته اتباعه بعمله * وأخرج ابن جرير
عن السدى رضي الله عنه أولو الألباب قال أولو العقول من الناس * قوله تعالى (ووهبنا لداود سليمان)
* أخرج ابن أبي حاتم عن مكحول قال لما وهب الله لداود سليمان قال له يا بني ما أحسن قال سكينة الله والايمان
قال فما أقبح قال كفر بعد ايمان قال فما أحلى قال روح الله بين عباده قال فما أبرد قال عفو الله عن الناس
وعفو الناس بعضهم عن بعض قال داود عليه السلام فأنت نبي * وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السلام انى سائل ابنك عن سبع كلم فان أخبرك
فورثه العلم والنبوة فقال له داود عليه السلام ان الله أوحى إلى أن أسألك عن سبع كلم فان أخبرتني ورثتك العلم
والنبوة قال سلني عما شئت قال أخبرني ما أحلى من العسل وما أبرد من الثلج وما ألين شيئا من الخز وما لا يرى أثره في
الماء ومالا يرى اثره في الصفاء وما لا يرى أثره في السماء ومن يسمن في الخصب والجدب قال أما ما أحلى من العسل
فروح الله للمتحابين في الله واما ما أبرد من الثلج فكلام الله إذا قرع أفئدة أولياء الله وأما ما ألين شيئا من الخز
فحكمة الله تعالى إذا أنشدها أولياء الله بينهم وأما ما لا يرى أثره في الماء فالفلك تمر فلا يرى أثرها وأما ما لا يرى
أثره في الصفاء فالنملة تمر على الحجر فلا يرى أثرها واما ما لا يرى اثره في السماء فالطير يطير ولا يرى اثره في السماء
308

واما من يسمن في الجندب والخصب فهو المؤمن إذا أعطاه الله شكر وإذا ابتلاه صبر فقلبه أجرد أزهر قال انظر إلى
ابنك فاسأله عن أربع عشرة كلمة فان أخبرك فورثه العلم والنبوة فسأله فقال مالي من ذي علم فقال داود لسليمان
عليه السلام أخبرني يا بنى أين موضع العقل منك قال الدماغ قال أين موضع الحياء منك قال العينان قال أين موضع
الباطل منك قال الأذنان قال أين باب الخطايا منك قال اللسان قال أين الطريق منك قال المنخران قال أين موضع
الأدب والبيان منك قال الكلوتان قال أين باب الفظاظة والغلظة منك قال الكبد قال أين بيت الريح منك قال
الرئة قال أين باب الفرح منك قال الطحال قال أين باب الكسب منك قال اليدان قال أين باب النصب منك قال
الرجلان قال أين باب الشهوة منك قال الفرج قال أين باب الذرية منك قال الصلب قال أين باب العلم والفهم
والحكمة منك قال القلب إذا صلح القلب صلح ذلك كله وإذا فسد القلب فسد ذلك كله * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ووهبنا لداود سليمان نعم العبد انه أواب قال كان مطيعا الله كثير الصلاة إذ عرض
عليه بالعشي الصافنات الجياد قال يعنى الخيل وصفونها قيامها وبسطها قوائمها قال انى أحببت حب الخير أي
المال عن ذكر ربى عن صلاة العصر حتى توارت بالحجاب * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه
الصافنات الجياد قال الخيل خيل خلقت على ما شاء * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله الصافنات قال صفون الفرس رفع إحدى يديه حتى يكون على أطراف الحافر وفي قوله الجياد
قال السراع * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن وقتادة رضي الله عنهما
في قوله الصافنات الجياد قال الخيل إذا صفن قيامها 7 عقرها تطلع أعناقها وسوقها وفي قوله أحببت حب الخير عن
ذكر ربى قال الخير المال والخيل من ذلك فقوله شغلته عن الصلاة قال لا والله لا تشغلني عن عبادة الله تعالى جرها
عليك فكشف عراقيبها وضرب أعناقها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عوف رضي الله عنه قال بلغني
ان الخيل التي عقر سليمان عليه السلام كانت خيلا ذات أجنحة أخرجت له من البحر لم تكن لأحد قبله ولا بعده
* وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله حب الخير قال
المال وفي قوله ردوها على قال الخيل فطفق مسحا قال عقرا بالسيف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن علي رضي الله عنه
قال الصلاة التي فرط فيها سليمان عليه السلام صلاة العصر * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن كعب رضي الله عنه في قوله حتى توارت بالحجاب قال حجاب من ياقوت أخضر محيط بالخلائق فمنه اخضرت السماء
التي يقال لها السماء الخضراء واخضر البحر من السماء فمن ثم يقال البحر الأخضر * وأخرج أبو داود عن عائشة رضي الله عنها
قالت قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر فجئت فكشفت ناحية الستر عن بنات لعب
لعائشة فقال ما هذا يا عائشة قالت بناتي ورأى بينهن فرسا لها جناحان من رقاع فقال ما هذا الذي أرى وسطهن
قالت فرس له جناحان قال وما هذا الذي عليه فقلت جناحان قال فرس له جناحان قالت أما سمعت ان لسليمان عليه
السلام خيلا لها أجنحة فضحك حتى رؤيت نواجذه * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن
إبراهيم التيمي رضي الله عنه في قوله إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد قال كانت عشرين ألف فرس ذات
أجنحة فعقرها * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله حتى توارث بالحجاب قال توارت
من وراء قرية خضرة السماء منها * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان
سليمان عليه السلام لا يكلم اعظاما له فلقد فاتته صلاة العصر وما استطاع أحد ان يكلمه * وأخر ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عن ذكر ربى يقول من ذكر ربى فطفق مسحا يقول
جعل يمسح أعراف الخيل وعراقيبها * وأخرج الطبراني في الأوسط والإسماعيلي في معجمه وابن مردويه بسند
حسن عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فطفق مسحا بالسوق والأعناق قال قطع
سوقها وأعناقها بالسيف * قوله تعالى (ولقد فتنا سليمان) الآية * أخرج الفريابي والحكيم الترمذي والحاكم
وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا قال هو الشيطان
الذي كان على كرسيه يقضى بين الناس أربعين يوما وكان لسليمان عليه السلام امرأة يقال لها جرادة وكان بين
309

بعض أهلها وبين قوم خصومة فقضى بينهم بالحق الا انه ود ان الحق كان لأهلها فأوحى الله تعالى إليه انه
سيصيبك بلاء فكان لا يدرى يأتيه من السماء أم من الأرض * وأخرج النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم بسند
قوى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أراد سليمان عليه السلام ان يدخل الخلاء فأعطى الجرادة خاتمه وكانت
جرادة امرأة وكانت أحب نسائه إليه فجاء الشيطان في صورة سليمان فقال لها هاتي خاتمي فأعطته فلما لبسه
دانت له الجن والانس والشياطين فلما خرج سليمان عليه السلام من الخلاء قال لها هاتي خاتمي فقالت قد
أعطيته سليمان قال انا سليمان قالت كذبت لست سليمان فجعل لا يأتي أحدا يقول انا سليمان لا كذبه حتى جعل
الصبيان يرمونه بالحجارة فلما رأى ذلك عرف انه من أمر الله عز وجل وقام الشيطان يحكم بين الناس فلما أراد
الله تعالى أن يرد على سليمان عليه السلام سلطانه ألقى في قلوب الناس انكار ذلك الشيطان فأرسلوا إلى
نساء سليمان عليه السلام فقالوا لهن أيكون من سليمان شئ قلنا نعم انه يأتينا ونحن حيض وما كان يأتينا
قبل ذلك فلما رأى الشيطان انه قد فظن له ظن أن أمره قد انقطع فكتبوا كتبا فيها سحر ومكر فدفنوها تحت
كرسي سليمان ثم أثاروها وقرؤها على الناس قالوا بهذا كان يظهر سليمان على الناس ويغلبهم فأكفر
الناس سليمان فلم يزلوا يكفرونه وبعث ذلك الشيطان بالخاتم فطرحه في البحر فتلقته سمكة فاخذته وكان
سليمان عليه السالم يعمل على شط البحر بالاجر فجاء رجل فاشترى سمكا فيه تلك السمكة التي في بطنها الخاتم فدعا
سليمان عليه السلام فقال تحمل لي هذه السمك ثم انطلق إلى منزله فلما انتهى الرجل إلى باب داره أعطاه تلك
السمكة التي في بطنها الخاتم فاخذها سليمان عليه السلام فشق بطنها فإذا الخاتم في جوفها فاخذه فلبسه فلما لبسه
دانت له الإنس والجن والشياطين وعاد إلى حاله وهرب الشيطان حتى لحق بجزيرة من جزائر البحر فأرسل
سليمان عليه السلام في طلبه وكان شيطانا مريدا يطلبونه ولا يقدرون عليه حتى وجدوه يوما نائما فجاؤوا فنقبوا
عليه بنيانا من رصاص فاستيقظ فوثب فجعل لا يثبت في مكان من البيت الا أن دار معه الرصاص فأخذوه وأوثقوه
وجاؤا به إلى سليمان عليه السلام فامر به فنقر له في رخام ثم أدخل في جوفه ثم سد بالنحاس ثم أمر به فطرح في
البحر فذلك قوله ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا يعنى الشيطان الذي كان تسلط عليه * وأخرج عبد
الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أربع آيات من كتاب الله أدر ما هي حتى سالت عنهن كعب
الأحبار رضي الله عنه قوله قوم تبع في القرآن ولم يذكر تبع فقال إن تبعا كان ملكا وكان قومه كهانا وكان في
قومه قوم من أهل الكتاب وكان الكهان يبغون على أهل الكتاب ويقتلون تابعهم فقال أهل الكتاب لتبع
انهم يكذبون علينا فقال تبع ان كنتم صادقين فقربوا قربانا فأيكم كان أفضل أكلت النار قربانه فقرب أهل
الكتاب والكهان فنزلت نار من السماء فأكلت قربان أهل الكتاب فاتبعهم تبع فأسلم فلهذا ذكر الله قومه في
القرآن ولم يذكره قال ابن عباس رضي الله عنه وسألته عن قوله وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال الشيطان
أخذ خاتم سليمان عليه السلام الذي فيه ملكه فقذف به في البحر فوقع في بطن سمكة فانطلق سليمان يطوف إذ
تصدق عليه بتلك السمكة فاشتوها فأكلها فإذا فيها خاتمه فرجع إليه ملكه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال صخر الجني مثل على كرسيه
على صورته * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال أمر سليمان عليه السلام
ببناء بيت المقدس فقيل له ابنه ولا يسمع فيه صوت حديد فطلب ذلك فلم يقدر عليه فقيل له ان شيطانا يقال له صخر
شبه المارد فطلبه وكانت عين في البحر يردها في كل سبعة أيام مرة فنزح ماءها وجعل فيها خمرا فجاء يوم وروده فإذا
هو بالخمر فقال إنك لشراب طيب تصيب من الحليم وتزيد من الجاهل جهلا ثم جفل حتى عطش عطشا شديدا ثم
أتاها فشربها حتى غلب على عقله فأوتي بالخاتم فختم بين كتفيه فذل وكان ملكه في خاتمه فأتى به سليمان فقال انا
قد أمرنا ببناء هذا البيت فقيل لنا لا تسمعن فيه صوت حديد فأتى ببيض الهدهد فجعل عليه زجاجة فجاء الهدهد
فدار حولها فجعل يرى بيضه ولا يقدر عليه فذهب فجاء بالماس فوضعها عليه فقطعها حتى أفضى إلى بيضه فاخذوا
لماس فجعلوا يقطعون به الحجارة وكان سليمان عليه السلام إذا أرد أن يدخل الخلاء أو الحمام لم يدخل بخاتمه
310

في الضر سبعين عاما فكان في البلاء سبع سنين ودعا فجاء جبريل عليه السلام يوما فاخذ بيده ثم قال قم فقام فنحاه
عن مكانه وقال اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب فركض برجله فنبعت عين فقال اغتسل فاغتسل منها
ثم جاء أيضا فقال اركض برجلك فنبعت عين أخرى فقال له اشرب منها وهو قوله اركض برجلك هذا مغتسل
بارد وشراب وألبسه الله تعالى حلة من الجنة فتنحى أيوب فجلس في ناحية وجاءت امرأته فلم تعرفه فقال يا عبد الله
أين المبتلى الذي كان ههنا لعل الكلاب ذهبت به أو الذئاب وجعلت تكلمه ساعة فقال ويحك انا أيوب قد رد الله
على جسدي ورد الله عليه ماله وولده عيانا ومثلهم معهم وأمطر عليهم جرادا من ذهب فجعل يأخذ الجراد بيده ثم
يجعله في ثوبه وينشر كساءه فيجعل فيه فأوحى الله إليه يا أيوب أما شبعت قال يا رب من ذا الذي يشبع من فضلك
ورحمتك * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن إبليس
قعد على الطريق فاتخذ تابوتا يداوى الناس فقالت امرأة أيوب يا عبد الله ان ههنا مبتلى من أمره كذا وكذا فهل
لك ان تداويه قال نعم بشرط ان أنا شفيته ان يقول أنت شفيتني لا أريد منه أجرا غيره فاتت أيوب عليه السلام
فذكرت ذلك له فقال ويحك ذاك الشيطان لله على أن شفاني الله تعالى ان أجلدك مائة جلدة فلما شفاه الله تعالى
أمره أن يأخذ ضغثا فاخذ عذقا فيه مائة شمراخ فضرب بها ضربة واحدة * وأخرج ابن أبي حاتم قال الشيطان
الذي مس أيوب يقال له مسوط فقالت امرأة أيوب ادع الله يشفيك فجعل لا يدعو حتى مر به نفر من بني إسرائيل
فقال بعضهم لبعض ما أصابه ما أصابه الا بذنب عظيم أصابه فعند ذلك قال رب انى مسني الضر وأنت
أرحم الراحمين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله اركض برجلك هذا الماء مغتسل
بارد وشراب قال ركض رجله اليمنى فنبعت عين وضرب بيده اليمنى خلف ظهره فنبعت عين فشرب من إحداهما
واغتسل من الأخرى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال ضرب برجله أرضا
يقال لها الحمامة فإذا عينان ينبعان فشرب من إحداهما واغتسل من الأخرى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن الحسن رضي الله عنه ان نبي الله أيوب عليه السلام لما اشتد به البلاء اما دعا واما عرض بالدعاء فأوحى الله تعالى
إليه أن اركض برجلك فنبعت عين فاغتسل منها فذهب ما به ثم مشى أربعين ذراعا ثم ضرب برجله فنبعت عين
فشرب منها * وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة رضي الله عنه قال إن نبي الله أيوب عليه السلام لما أصابه
الذي أصابه قال إبليس يا رب ما يبالي أيوب ان تعطيه أهله ومثلهم معهم وتخلف له ماله وسلطانه سلطني على
جسده قال اذهب فقد سلطتك على جسده وإياك يا خبيث ونفسه قال فنفخ فيه نفخة سقط لحمه فلما أعياه صرخ
صرخة اجتمعت إليه جنوده قالوا يا سيدنا ما أغضبك فقال لا أغضب انى أخرجت آدم من الجنة وان ولده هذا
الضعيف قد غلبني فقالوا يا سيدنا ما فعلت امرأته فقال حية فقال أما هي فقد كفيك أمرها فقال له فان أطلقتها فقد
أصبت والا 7 فاعطه فجاء إليها فاستبرأها فاتت أيوب فقالت له يا أيوب إلى متى هذا البلاء كلمة واحدة ثم استغفر ربك
فيغفر لك فقال لها فعلتها أنت أيضا ثم قال لها أما والله لئن الله تعالى عافاني لأجلدنك مائة جلدة فقال رب انى مسني
الشيطان بنصب وعذاب فاتاه جبريل عليه السلام فقال اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب فرجع إليه
حسنه وشبابه ثم جلس على تل من التراب فجاءته امرأته بطعامه فلم تر له أثرا فقالت لأيوب عليه السلام وهو على
التل يا عبد الله هل رأيت مبتلى كان ههنا فقال لها ان رأيته تعرفينه فقالت له لعلك أنت هو قال نعم فأوحى الله
إليه ان خذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث قال والضغث ان يأخذ الحزمة من السياط فيضرب بها الضربة
الواحدة * وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الرحمن بن جبير رضي الله عنه قال ابتلى أيوب عليه السلام بماله وولده
وجسده وطرح في المزبلة فجعلت امرأته تخرج فتكتسب عليه ما تطعمه فحسده الشيطان بذلك فكان يأتي
أصحاب الخير والغنى الذي كانوا يتصدقون عليها فيقول اطردوا هذه المرأة التي تغشاكم فإنها تعالج صاحبها
وتلمسه بيدها فالناس يتقذرون طعامكم من أجلها أنها تأتيكم وتغشاكم فجعلوا لا يدنونها منهم ويقولون تباعدي
عنا ونحن نطعمك ولا تقربينا فأخبرت بذلك أيوب عليه السلام فحمد الله تعالى على ذلك وكان يلقاها إذا خرجت
كالمتحزن بما لقى أيوب فيقول لج لصاحبك وأبى الا ما أبى الله ولو تكلم بكلمة واحدة تكشف عنه كل ضر ولرجع
311

إسرائيل أمر الشيطان فقال بعضهم لبعض هل تنكرون من أمر ملككم ما ننكر عليه قالوا نعم قال اما لقد
هلكتم أنتم العامة واما قد هلك ملككم فقالوا والله ان عندكم من هذا الخبر نساؤه معكم فاسألوهن فان كن أنكرن
ما أنكرنا فقد ابتلينا فسألوهن فقلن أي والله لقد أنكرنا فلما انقضت مدته انطلق سليمان عليه السلام حتى أتى
ساحل البحر فوجد صيادين يصيدون السمك فصادوا سمكا كثيرا غلبهم بعضه فألقوه فأتاهم سليمان عليه السلام
فاستطعمهم فاعطوه تلك الحيتان قال لا بل أطعموني من هذا فأبوا فقال أطعموني فإني سليمان فوثب إليه بعضهم
بالعصا فضربه غضبا لسليمان فأتى إلى تلك الحيتان التي ألقوا فاخذ منها حوتين فانطلق بهما إلى البحر فغسلهما
فشق بطن أحدهما فإذا فيه الخاتم فاخذه فجعله في يده فعاد في ملكه فجاءه الصيادون يبيعون إليه فقال لهم لقد كنت
استطعمتكم فلم تطعموني فلم أظلمكم إذ أهنتموني ولم أحمدكم إذ أكرمتموني * وأخرج عبد بن حميد عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال كان سليمان عليه السلام إذا دخل الخلاء أعطى خاتمه أحب نسائه إليه فإذا هو قد
خرج وقد وضع له وضوءه فدفع خاتمه إلى امرأته فلبث ما شاء الله وخرج عليها شيطان في صورة سليمان فدفعت
الخاتم إليه فضاق ذرعا به فألقاه في البحر فالتقمته سمكة فخرج سليمان عليه السلام على امرأته فسألها الخاتم
فقالت قد دفعته إليك فعلم سليمان عليه السلام انه قد ابتلى فخرج وترك ملكه ولزم البحر فجعل يجوع فأتى يوما
على صيادين قد صادوا سمكا بالأمس فنبذوه وصادوا يومهم سمكا فهو بين أيديهم فقام عليهم سليمان عليه السلام
فقال أطعموني بارك الله فيكم فإني ابن سبيل فلم يلتفتوا إليه ثم عاد فقال لهم مثل ذلك فرفع رجل منهم رأسه إليه
فقال ائت ذلك السمك فخذ منه سمكة فاتاه سليمان عليه السلام فاخذ منه أدنى سمكة فلما أخذها إذا فيها ريح فأتى
بها البحر فغسلها وشق بطنها فإذا هو بخاتمه فحمد الله وأخذه فتختم به ونطق كل شئ كان حوله من جنوده
وفزع الصيادون لذلك فقاموا إليه وحيل بينهم ولم يصلوا إليه ورد الله إليه ملكه * وأخرج عبد بن حميد والحكيم
الترمذي من طريق علي بن زيد عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه ان سليمان بن داود عليه السلام احتجب
عن الناس ثلاثة أيام فأوحى الله إليه أن يا سليمان احتجبت عن الناس ثلاثة أيام فلم تنظر في أمور العباد
ولم تنصف مظلوما من ظالم وكان ملكه في خاتمه وكان إذا دخل الحمام وضع خاتمه تحت فراشه فجاء الشيطان
فاخذه فاقبل الناس على الشيطان فقال سليمان يا أيها الناس أنا سليمان نبي الله فدفعوه فساح أربعين
يوما فأتى أهل سفينة فاعطوه حوتا فشقها فإذا هو بالخاتم فيها فتختم به ثم جاء فاخذ بناصيته فقال عند ذلك
رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي قال وكان أول من أنكره نساؤه فقال بعضهم لبعض أتنكرون
منه شيئا قلن نعم وكان يأتيهن وهن حيض فقال على فذكرت ذلك للحسن فقال ما كان الله يسلطه على نسائه
* وأخرج عبد بن حميد عن عبد الرحمن بن رافع رضي الله عنه قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدث عن فتنة سليمان عليه السلام قال إنه كان في قومه رجل كعمر بن الخطاب في أمتي فلما أنكر حال الجان
الذي كان مكانه أرسل إلى أفاضل نسائه فقال هل تكرهن من صاحبكن شيئا فقلن نعم كان لا يأتينا حيضا وهذا يأتينا
حيضا فاشتمل على سيفه ليقتله فرد الله على سليمان ملكه فاقبل فوجده في مكانه فأخبره بما يريد * وأخرج ابن
جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا قال الجسد الشيطان الذي
كان دفع سليمان عليه السلام إليه خاتمه فقذفه في البحر وكان ملك سليمان عليه السلام في خاتمه وكان اسم الجني
صخرا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه وألقينا على كرسيه جسدا قال الجسد الشيطان الذي أكن
دفع إليه سليمان خاتمه شيطانا يقال له آصف * وأخرج ابن جرير عن السدى رضي الله عنه في قوله وألقينا على
كرسيه جسدا قال الشيطان حين جلس على كرسيه أربعين يوما كان لسليمان عليه السلام مائة امرأة وكانت
امرأة منهن يقال لها جرادة وهي آثر نسائه عنده وآمنهن وكان إذا أجنب أو أتى حاجة نزع خاتمه ولم يأتمن عليه
أحدا من الناس غيرها فجاءته يوما من الأيام فقالت إن أخي بينه وبين فلان خصومة وأنا أحب ان تقضى له إذا
جاءك فقال نعم ولم يفعل وابتلى فأعطاها خاتمه ودخل المخرج فخرج الشيطان في صورته فقال هات الخاتم فأعطته
فجاء حتى جلس على مجلس سليمان وخرج سليمان عليه السلام بعد فسألها تعطيه خاتمه فقالت ألم تأخذه قبل
312

قال لا قال وخرج مكانه تائها ومكث الشيطان يحكم بين الناس أربعين يوما فأنكر الناس أحكامه فاجتمع قراء بني إسرائيل
وعلماؤهم فجاؤوا حتى دخلوا على نسائه فقالوا انا قد أنكرنا هذا وأقبلوا يمشون حتى أتوه فأحدقوا به ثم
نشروا فقرؤا التوراة فطار من بين أيديهم حتى وقع على شرفه والخاتم معه ثم طار حتى ذهب إلى البحر فوقع
الخاتم منه في البحر فابتلعه حوت من حيتان البحر وأقبل سليمان في حالته التي كان فيها حتى انتهى إلى صياد من
صيادي البحر وهو جائع فاستطعمه من صيدهم فأعطاه سمكتين فقام إلى شط البحر فشق بطونهما فوجد خاتمه
في بطن إحداهما فاخذه فلبسه فرد الله عليه بهاءه وملكه فأرسل إلى الشيطان فجئ به فامر به فجعل في صندوق
من حديد ثم أطبق عليه وأقفل عليه بقفل وختم عليه بخاتمه ثم أمر به فألقى في البحر فهو فيه حتى تقوم الساعة
وكان اسمه حبقيق * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ثم أناب قال دخل سليمان على امرأة
تبيع السمك فاشترى منه سمكة فشق بطنها فوجد خاتمه فجعل لا يمر على شجرة ولا على شئ الا سجد له حتى أتى ملكه
وأهله فذلك قوله ثم أناب يقول ثم رجع * قوله تعالى (قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي انك
أنت الوهاب) * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد في مسنده والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء
والصفات عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الا استفتحه بسبحان ربى
الأعلى الوهاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله رب اغفر لي وهب لي ملكا
لا ينبغي لأحد من بعدي يقول لا أسلبه كما سلبته * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه رب اغفر لي وهب
لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي قال لا تسلبنيه كما سلبتنيه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال عرض لي الشيطان في مصلاي الليلة كأنه هركم هذا فأردت ان أحبسه حتى أصبح فذكرت
دعوة أخي سليمان رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فتركته * وأخرج عبد بن حميد والبخاري
ومسلم والنسائي والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان عفريتا جعل يتلفت على البارحة ليقطع على صلاتي وان الله تعالى أمكنني منه فلقد هممت
ان أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا فتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان رب اغفر
لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فرده الله خاسئا * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينا أنا قائم أصلى اعترض الشيطان فأخذت حلقه فخنقته حتى انى لأجد برد
لسانه على إبهامي فيرحم الله سليمان لولا دعوته لأصبح مربوطا تنظرون إليه * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت لصلاة الصبح فلقيني شيطان
في السدة سدة المسجد فزحمني حتى انى لأجد مس شعره فاستمكنت منه فخنقته حتى انى لأجد برد لسانه على يدي
فلولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لأصبح مقتولا تنظرون إليه * وأخرج أحمد عن أبي سعيد رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يصلى صلاة الصبح فقرأ فألبست عليه القراءة فلما فرغ من صلاته قال لو رأيتموني
وإبليس فأهويت بيدي فمازلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين الابهام والتي تليها ولولا دعوة
أخي سليمان لأصبح مربوط بسارية من سواري المسجد فتلاعب به صبيان المدينة * وأخرج أحمد وعبد بن حميد
وابن مردويه والبيهقي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على الشيطان
فتناولته فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي فقال أوجعتني أوجعتني ولولا ما دعا به سليمان لأصبح مناطا إلى
أسطوانة من أساطين المسجد ينظر إليه ولدان أهل المدينة * وأخرج الطبراني عن جابر بن سمرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشيطان أراد ان يمر بين يدي فخنقته حنى وجدت برد لسانه على يدي وأيم
الله لولا ما سبق إليه أخي سليمان لربطته إلى سارية من سواري المسجد حتى يطيف به ولدان أهل المدينة
* وأخرج الحاكم في المستدرك عن عمر بن علي بن حسين قال مشيت مع عمى وأخي جعفر فقلت زعموا ان
سليمان عليه السلام سال ربه ان يهبه ملكا قال حدثني أبى عن أبيه عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لن
يعمر ملك في أمة نبي مضى قبله ما بلغ بذلك النبي صلى الله عليه وسلم من العمر في أمته * وأخرج عبد بن حميد
313

عن وهب بن منبه رضي الله عنه انه ذكر من ملك سليمان وتعظيم ملكه انه كان في رباطه اثنا عشر ألف حصان
وكان يذبح على غدائه كل يوم سبعين ثورا سوى الكباش والطير والصيد فقيل لوهب أكان يسع هذا ماله قال كان
إذا ملك الملك على بني إسرائيل اشترط عليهم انهم رقيقه وان أموالهم له ما شاء أخذ منها وما شاء ترك * وأخرج
عبد بن حميد عن أبي خالد البجلي رضي الله عنه قال بلغني ان سليمان عليه السلام ركب يوما في موكبه فوضع سريره
فقعد عليه وألقيت كراسي يمينا وشمالا فقعد الناس عليها يلونه والجن وراءهم ومردة الجن والشياطين
وراء الجن فأرسل إلى الطير فأظلته بأجنحتها وقال للريح احملينا يريد بعض مسيره فاحتملته الريح وهو على سريره
والناس على كراسيهم يحدثهم ويحدثونه لا يرتفع كرسي ولا يتضع والطير تظلهم وكان موكب سليمان يسمع
من مكان بعيد ورجل من بني إسرائيل آخذ مسحاته في زرع له قائما يهيئه إذ سمع الصوت فقال إن هذا الصوت
ما هو الا لموكب سليمان وجنوده فحان من سليمان التفاتة وهو على سريره فإذا هو برجل يشتد يبادر الطريق
فقال عليه السلام في نفسه ان هذا الرجل ملهوف أو طالب حاجة فقال للريح حين وقفت به قفى فوقفت به
وبجنوده حتى انتهى إليه الرجل وهو منبهر فتركه سليمان حتى ذهب بهره ثم أقبل عليه فقال ألك حاجة وقد وقف
عليه الخلق فقال الحاجة جاءت بي إلى هذا المكان يا رسول الله انى رأيت الله أعطاك ملكا لم يعطه أحدا قبلك ولا
أراه يعطيه أحدا بعدك فكيف تجد ما مضى من ملكك هذه الساعة قال أخبرك عن ذاك انى كنت نائما فرأيت
رؤيا ثم تنبهت فعبرتها قال ليس الا ذاك قال فأخبرني كيف تجد ما بقى من ملكك الساعة قال تسألني عن شئ لم أره
قال فإنما هي هذه الساعة ثم انصرف عنه موليا فجلس سليمان عليه السلام ينظر في قفاه ويتفكر فيما قاله ثم قال
للريح امضى بنا فمضت به قال الله رخاء حيث أصابه قال الرخاء التي ليست بالعاصف ولا باللينة وسطا قال الله تعالى
غدوها شهر ورواحها شهر ليست بالعاصف التي تؤذيه ولا باللينة التي تشق عليه * وأخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد عن سليمان بن عامر الشيباني رضي الله عنه قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أرأيتم
سليمان وما أعطاه الله تعالى من ملكه فلم يكن يرفع طرفه إلى السماء تخشعا حتى قبضه الله تعالى * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رفع سليمان عليه السلام طرفه إلى
السماء تخشعا حيث أعطاه الله تعالى ما أعطاه * وأخرج أحمد في الزهد عن عطاء رضي الله عنه قال كان
سليمان عليه السلام يعمل الخوص بيده ويأكل خبز الشعير ويطعم بني إسرائيل الحوارى * وأخرج الحكيم
الترمذي في نوادر الأصول وابن المنذر وابن عساكر عن صالح بن سمار رضي الله عنه قال بلغني انه لما مات داود
عليه السلام أوحى الله تعالى إلى سليمان عليه الصلاة والسلام سلني حاجتك قال أسالك ان تجعل قلبي يخشاك كما
كان قلب أمي وان تجعل قلبي يحبك كما كان قلب أبى فقال أرسلت إلى عبدي أسأله حاجته فكانت حاجته ان أجعل
قلبه يخشاني وان أجعل قلبه يحبني لأهبن له ملكا لا ينبغي لأحد من بعده قال الله تعالى فسخرنا له الريح تجرى بأمره
رخاء حيث أصاب والتي بعدها مما أعطاه وفى الآخرة لا حساب عليه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه
في قوله فسخرنا له الريح الآية قال لم يكن في ملكه يوم دعا الريح والشياطين * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن الحسن رضي الله عنه قال لما عقر سليمان عليه السلام الخيل أبدله الله خيرا منها وأمر الريح تجرى بأمره
كيف يشاء رخاء قال ليست بالعاصف ولا باللينة بين ذلك وأخرج ابن المنذر عن الحسن وابن جرير وابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تجرى بأمره رخاء قال مطيعة له حيث أصاب قال حيث أراد * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله رخاء حيث أصاب قال حيث شاء * وأخرج عبد الرزاق وعبد
ابن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله رخاء قال لينة حيث أصاب قال حيث أرادوا الشياطين كل بناء
قال يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وغواص قال يستخرجون له الحلي من البحر وآخرين مقرنين في
الأصفاد قال مردة الشياطين في الأغلال * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله رخاء قال الطيبة والشياطين
كل بناء وغواص قال يغوص للحلية وبناء بنوا لسليمان قصرا على الماء فقال اهدموه من غير أن تمسه الأيدي
فرموه بالفادقات حتى وضعوه فبقيت لنا منفعته بعدهم فكان من عمل الجن وبقيت لنا منفعة السياط كان يضرب
314

الجن بالخشب فيكسر أيديها وأرجلها فقالوا هل توجعنا فلا تكسرنا قال نعم فدلوه على السياط والتمويه أمر الجن
فموهت على 7 ثم أمر به فألقي على الأساطين تحت قوائم خيل بلقيس والقارورة لما أخرج الأعور شيطان البحر حيث
أراد بناء بيت المقدس قال الأعور ابتغوا إلى بيضة هدهد ثم قال اجعلوا عليها قارورة فجاء الهدهد فجعل يرى بيضته
وهو لا يقدر عليها ويطيف بها فانطلق فجاء بماسة مثل هذه فوضعها على القارورة فانشقت فانشق بيت المقدس
بتلك الماسة والقذافة وكان في البحر كنز فدلوا عليه سليمان عليه السلام وزعموا أن سليمان عليه السلام يدخل
الجنة بعد الأنبياء بأربعين سنة لما أعطى من الملك في الدنيا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في
قوله هذا اعطاؤنا قال كل هذا أعطاه إياه بعد رد الخاتم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله فامنن يقول أعتق من الجن من شئت وامسك منهم من شئت * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة
رضي الله عنه في قوله هذا عطاؤنا الآية قال الحسن الملك الذي أعطيناك فاعط ما شئت وامنع ما شئت فليس لك
تبعة ولا حساب عليك في ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله هذا عطاؤنا فامنن
أو أمسك بغير حساب قال بغير حرج ان شئت أمسكت وان شئت أعطيت * واخرج عبد بن حميد عن عكرمة
رضي الله عنه في الآية قال أعطيت أو أمسكت فليس عليك فيه حساب * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة
رضي الله عنه قال ما من نعمة أنعم الله على عبد الا وقد سأله فيها الشكر الا سليمان بن داود عليه السلام قال الله
لسليمان عليه السلام فامنن أو أمسك بغير حساب * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال إن الله
أعطى سليمان عليه السلام ملكا هنيئا فقال الله هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب قال إن أعطى أجر وان لم
يعط لم يكن عليه تبعة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله وان له عندنا لزلفى وحسن
مآب أي حسن مصير * وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه وان له عندنا لزلفى وحسن مآب قال الزلفى
القرب وحسن مآب قال المرجع * قوله تعالى (واذكر عبدنا أيوب) الآيات * أخرج عبد بن حميد عن
قتادة رضي الله عنه واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه انى مسني الشيطان بنصب وعذاب قال ذهاب الاهل والمال
والضر الذي أصابه في جسده قال ابتلى سبع سنين وأشهرا فألقي على كناسة بني إسرائيل تختلف الدواب في جسده
ففرج الله عنه وأعظم له الاجر وأحسن * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله بنصب
وعذاب قال بنصب الضر في الجسد وعذاب قال في المال * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي حاتم وابن عساكر عن
ابن عباس رضي الله عنهما ان الشيطان عرج إلى السماء قال يا رب سلطني على أيوب عليه السلام قال الله قد
سلطتك على ماله وولده ولم أسلطك على جسده فنزل فجمع جنوده فقال لهم قد سلطت على أيوب عليه السلام فأروني
سلطانكم فصاروا نيرانا ثم صاروا ماء فبينما هم بالمشرق إذا هم بالمغرب وبينما هم بالمغرب إذا هم بالمشرق فأرسل
طائفة منهم إلى زرعة وطائفة إلى أهله وطائفة إلى بقره وطائفة إلى غنمه وقال إنه لا يعتصم منكم الا بالمعروف
فاتوه بالمصائب بعضها على بعض فجاء صاحب الزرع فقال يا أيوب ألم تر إلى ربك أرسل على زرعك عدوا فذهب
به وجاء صاحب الإبل فقال يا أيوب ألم تلى إلى ربك أرسل على إبلك عدوا فذهب بها ثم جاءه صاحب البقر فقال ألم تر
إلى ربك أرسل على بقرك عدوا فذهب بها وتفرد هو ببنيه جمعهم في بيت أكبرهم فبينما هم يأكلون ويشربون
إذ هبت ريح فأخذت بأركان البيت فألقته عليهم فجاء الشيطان إلى أيوب بصورة غلام فقال يا أيوب ألم تر إلى ربك
جمع بنيك في بيت أكبرهم فبينما هم يأكلون ويشربون إذ هبت ريح فأخذت بأركان البيت فألقته عليهم
فلو رأيتهم حين اختلطت دماؤهم ولحومهم بطعامهم وشرابهم فقال له أيوب أنت الشيطان ثم قال له أنا اليوم
كيوم ولدتني أمي فقام فحلق رأسه وقام يصلى فرن إبليس رنة سمع بها أهل السماء وأهل الأرض ثم خرج إلى
السماء فقال أي رب انه قد اعتصم فسلطني عليه فإني لا أستطيعه الا بسلطانك قال قد سلطتك على جسده ولم
أسلطك على قلبه فنزل فنفخ تحت قدمه نفخة قرح ما بين قدميه إلى قرنه فصار قرحة واحدة وألقى على الرماد حتى بدا
حجاب قلبه فكانت امرأته تسعى إليه حتى قالت له أما ترى يا أيوب قد نزل بي والله من الجهد والفاقة ما ان بعت
قروني برغيف فأطعمك فادع الله أن يشفيك ويريحك قال ويحك كنا في النعيم سبعين عاما فاصبري حتى نكون

7 بياض بالأصل
315

فانطلق يوما إلى الحمام وذلك الشيطان صخر معه فدخل الحمام وأعطى الشيطان خاتمه فألقاه في البحر فالتقمته
سمكة ونزع ملك سليمان عليه السلام منه وألقى على الشيطان شبه سليمان فجاء فقعد على كرسيه وسلط على
ملك سليمان كله غير نسائه فجعل يقضى بينهم أربعين يوما حتى وجد سليمان عليه السلام خاتمه في بطن السمكة
فاقبل فجعل لا يستقبله جنى ولا طير الا سجد له حتى انتهى إليهم وألقينا على كرسيه جسدا قال هو الشيطان صخر
ثم أناب قال ناب ثم أقبل يعنى سليمان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
وألقينا على كرسيه جسدا قال شيطانا يقال له آصف فقال له سليمان كيف تفتنون الناس قال أرني خاتمك
أخبرك فلما أعطاه إياه نبذه آصف في البحر فساح سليمان عليه السلام وذهب ملكه وقعد آصف على كرسيه
ومنعه الله تعالى نساء سليمان عليه السلام فلم يقربهن ولا يقربنه وأنكرنه وأنكر الناس أمر سليمان عليه
السلام وكان سليمان عليه السلام يستطعم فيقول أتعرفوني أسنا سليمان فيكذبوه حتى أعطته امرأته يوما حوتا
وطيب بطنه فوجد خاتمه في بطنه فرجع إليه ملكه وفر الشيطان فدخل البحر نارا * وأخرج الطبراني في
الأوسط وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد
لسليمان ولد فقال للشيطان تواريه من الموت قالوا نذهب به إلى المشرق فقال يصل إليه الموت قالوا فإلى المغرب
قال يصل إليه قالوا إلى البحار قال يصل إليه الموت قال نضعه بين السماء والأرض ونزل عليه ملك الموت فقال انى أمرت
بقبض نسمة طلبتها في البحار وطلبتها في تخوم الأرض فلم أصبها فبينا أنا صاعد أصبتها فقبضتها وجاء جسده حتى
وقع على كرسي سليمان فهو قول الله ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب وقال ابن سعد رضي الله عنه
أخبرنا الواقدي حدثنا معشر عن المقبري ان سليمان بن داود عليه السلام قال لأطوفن الليلة بمائة امرأة
من نسائي فتأتي كل امرأة منهن بفارس يجاهد في سبيل الله ولم يستثن ولو استثنى لكان فطاف على مائة امرأة فلم
تحمل امرأة الا امرأة واحدة حملت بشق انسان قال ولم يكن شئ أحب إلى سليمان من تلك الشقة قال وكان
أولاده يموتون فجاء ملك الموت في صورة رجل فقال له سليمان عليه السلام ان استطعت أن تؤخر ابني هذا ثمانية
أيام إذا جاءه أجله فقال لا ولكن أخبرك قبل موته بثلاثة أيام قال لمن عنده من الجن أيكم يخبأ لي ابني هذا قال
أحدهم أنا أخبؤه لك في المشرق قال ممن تخبؤه قال من ملك الموت قال يبصره قال آخر أنا أخبؤه لك بين قرينين
لا يريان قال سليمان عليه السلام ان كان شئ فهذا فلما جاء أجله نظر ملك الموت في الأرض فلم يره في مشرقها ولا في
معربها ولا شئ من البحار ورآه بين قرينين فجاءه فاخذه فقبض روحه على كرسي سليمان فذلك قوله ولقد فتنا
سليمان وهو قول الله وألقينا على كرسيه جسدا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه قال بينما سليمان بن داود جالسا على شاطئ البحر وهو يعبث بخاتمه إذ سقط منه في البحر وكان
ملكه في خاتمه فانطلق وخلف شيطانا في أهله فأتى عجوزا فآوى إليها فقالت له العجوز ان شئت ان تنطلق فتطلب
وأكفيك عمل البيت وان شئت ان تكفيني عمل البيت وانطلق فالتمس قال فانطلق يلتمس فأتى قوما يصيدون
السمك فجلس إليهم فنبذوا سمكات فانطلق بهن حتى أتى العجوز فأخذت تصلحه فشقت بطن سمكة فإذا فيها الخاتم
فاخذته وقالت لسليمان عليه السلام ما هذا فاخذه سليمان عليه السلام فلبسه فأقبلت إليه الشياطين والانس
والجن والطير والوحش وهرب الشيطان الذي خلف في أهله فأتى جزيرة في البحر فبعث إليه الشياطين فقالوا لا نقدر
عليه انه يرد عينا في جزيرة في البحر في سبعة أيام يوما ولا نقدر عليه حتى يسكر قال فصب له في تلك العين خمرا فاقبل
فشرب فسكر فاروه الخاتم فقال سمعا وطاعة فأوثقه سليمان عليه السلام ثم بعث به إلى جبل فذكروا انه جبل الدخان
فالدخان الذي يرون من نفسه والماء الذي يخرج من الجبل بوله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن
وألقينا على كرسيه جسدا قال هو الشيطان دخل سليمان عليه السالم الحمام فوضع خاتمه عند امرأة من أوثق
نسائه في نفسه فأتاها الشيطان فتمثل لها على صورة سليمان عليه السلام فاخذ الخاتم منها فلما خرج سليمان
عليه السلام أتاها فقال لها هاتي الخاتم فقالت قد دفعته إليك قال ما فعلت فهرب سليمان عليه السلام وجلس
الشيطان على ملكه وانطلق سليمان عليه السلام هاربا في الأرض يتتبع ورق الشجر خمسين ليلة فأنكر بنو
316

إليه ماله وولده فتجئ فتخبر أيوب فيقول لها لقيك عدو الله فلقنك هذا الكلام لئن أقامني الله من مرضى
لأجلدنك مائة فلذلك قال الله تعالى وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث يعنى بالضغث القبضة من الكبائس
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما وخذ بيدك ضغثا قال الضغث
القبضة من المرعى الطيب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما وخذ بيدك ضغثا
قال حزمة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله وخذ بيدك
ضغثا قال عود فيه تسعة وتسعون عودا والأصل تمام المائة وذلك أن امرأته قال لها الشيطان قولي لزوجك
يقول كذا وكذا فقالت له فحلف ان يضربها مائة فضربها تلك الضربة فكانت تحلة ليمينه وتخفيفا عن امرأته
* وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أن بلغه ان أيوب عليه السلام حلف ليضربن امرأته
مائة في أن جاءته في زيادة على ما كانت تأتى به من الخبز الذي كانت تعمل عليه وخشي ان تكون قارفت من الخيانة
فلما رحمه الله وكشف عنه الضر علم براءة امرأته مما اتهمها به فقال الله عز وجل وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا
تحنث فاخذ ضغثا من ثمام وهو مائة عود فضرب به كما أمره الله تعالى * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد
وابن المنذر من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وخذ بيدك ضغثا قال هي لأيوب عليه السلام
خاصة وقال عطاء هي للناس عامة * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه وخذ بيدك ضغثا قال جماعة
من الشجر وكانت لأيوب عليه السلام خاصة وهي لنا عامة * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وخذ بيدك ضغثا الآية وذلك أنه أمره ان يأخذ ضغثا فيه مائة طاق من عيدان ألقت فيضرب به امرأته
لليمين التي كان يحلف عليها قال ولا يجوز ذلك لأحد بعد أيوب الا الأنبياء عليهم السلام * وأخرج عبد الرزاق
وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن أبي امامة بن سهل بن حنيف قال حملت وليدة في بنى ساعدة من
زنا فقيل لها ممن حملك قالت من فلان المقعد فسئل المقعد فقال صدقت فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال خذوا له عثكولا فيه مائة شمراخ فاضربوه به ضربة واحدة ففعلوا * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير
والطبراني وابن عساكر من طريق أبى امامة بن سهل بن حنيف عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال كان في
أبياتنا انسان ضعيف مجدع فلم يرع أهل الدار الا وهو على أمة من إماء أهل الدار يعبث بها وكان مسلما فرفع
سعد رضي الله عنه شانه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اضربوه حده فقالوا يا رسول الله انه أضعف
من ذلك أن ضربناه مائة قتلناه فال فخذوا له عثكالا فيه مائة شمراخ فاضربوه ضربة واحدة وخلوا سبيله
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن محمد بن عبد الرحمن عن ثوبان رضي الله عنه ان رجلا أصاب فاحشة
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض على شفا موت فأخبر أهله بما صنع فامر النبي صلى الله عليه
وسلم بقنو فيه مائة شمراخ فضربه ضربة واحدة * وأخرج الطبراني عن سهل بن سعد ان النبي صلى الله عليه وسلم
أتى بشيخ قد ظهرت عروقه قد زنى بامرأة فضربه بضغث فيه مائة شمراخ ضربة واحدة * قوله تعالى (انا وجدناه
صابرا نعم العبد) الآية * أخرج ابن عساكر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال أيوب عليه السلام رأس الصابرين
يوم القيامة * وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن العاصي رضي الله عنه قال نودي أيوب عليه السلام يا أيوب لولا
أفرغت مكان كل شعرة منك صبرا ما صبرت * وأخرج ابن عساكر عن ليث بن أبي سليم رضي الله عنه قال قيل
لأيوب عليه السلام لا تعجب بصبرك فلولا انى أعطيت موضع كل شعرة منك صبرا ما صبرت * وأخرج عبد بن حميد
عن ابن عباس رضي الله عنهما ان امرأة أيوب قالت يا أيوب انك رجل مجاب الدعوة فادع الله ان يشفيك
فقال ويحك كنا في النعماء سبعين عاما فدعينا نكون في البلاء سبع سنين * وأخرج ابن عساكر عن وهب
ابن منبه رضي الله عنه قال زوجة أيوب عليه السلام رحمة رضي الله عنها بنت ميشا بن يوسف بن يعقوب بن
إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن الحسن رضي الله عنه قال كان
أيوب عليه السلام كلما أصابه مصيبة قال اللهم أنت أخذت وأنت أعطيت مهما تبقى نفسك أحمدك على حسن
بلائك * قوله تعالى (واذكر عبادنا إبراهيم) * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي
317

حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ واذكر عبدنا إبراهيم ويقول انما ذكر إبراهيم ثم ذكر بعده
ولده * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ واذكر عبادنا على الجمع إبراهيم وإسحاق ويعقوب
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أولى الأيدي قال القوة في
العبادة والابصار قال البصر في أمر الله * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أولى الأيدي
والابصار قال اما اليد فهو القوة في العمل وأما الابصار فالبصر ما هم فيه من أمر دينهم * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه أولى الأبدي قال القوة في أمر الله والابصار قال العقل * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه أولى الأيدي والابصار قال أولى القوة في العبادة ونصرا في الدين
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار قال أخلصوا
بذلك ويذكرهم دار يوم القيامة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه انا أخلصناهم بخالصة
ذكرى الدار قال بذكر الآخرة وليس لهم هم ولا ذكر غيرها * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه انا
أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار قال لهذه أخلصهم الله تعالى كانوا يدعون إلى الآخرة وإلى الله تعالى
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن انا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار قال بفضل أهل الجنة * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير ذكرى الدار قال عقبى الدار * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ واليسع
خفيفة وعن الأعمش انه قرأ اليسع مشددة * قوله تعالى (هذا ذكر وان للمتقين لحسن مآب) الآيات * أخرج
ابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله جنات عدن مفتحة لهم الأبواب قال يرى ظاهرها من باطنها وباطنها
من ظاهرها يقال لها انفتحي وانغلقي تكلمي فتفهم وتتكلم * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن
محمد بن كعب في قوله وعندهم قاصرات الطرف أتراب قال قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهن
أتراب قال سن واحد * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس في قوله أتراب
قال أمثال * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ان هذا لرزقنا ماله من نفاد
أي من انقطاع هذا فليذوقوه حميم وغساق قال كنا نحدث ان الغساق ما يسيل من بين جلده ولحمه وآخر من
شكله أزواج قال من نحوه أزواج من العذاب * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد عن أبي رزين قال
الغساق ما يسيل من صديدهم * وأخرج هناد عن عطية في قوله وغساق قال الذي يسيل من جلودهم * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وغساق قال الزمهرير وآخر من شكله قال نحوه أزواج قال ألوان من
العذاب * وأخرج هناد بن السرى في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال الغساق الذي لا يستطيعون
أن يذوقوه من شدة برده * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن بريدة قال الغساق المنتن وهو بالطغاوية * وأخرج
أحمد والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن أبي
سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا * وأخرج ابن
جرير عن كعب قال غساق عين في جهنم يسيل إليها حمة كل ذات حمة من حية أو عقرب أو غيرها فليستنقع
* وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله
وآخر من شكله أزواج قال الزمهرير * وأخرج عبد بن حميد عن مرة قال ذكروا الزمهرير فقال وعبد الله وآخر من
شكله أزواج فقالوا لعبد الله ان للزمهرير بردا فقرأ هذه الآية لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا الا حميما وغساقا
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله وآخر من شكله أزواج قال ألوان من العذاب
* وأخرج ابن جرير عن الحسن قال ذكر الله العذاب فذكر السلاسل والأغلال وما يكون في الدنيا ثم قال وآخر
من شكله أزواج قال آخر لم ير في الدنيا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد انه قرأ وأخر من شكله برفع الألف
ونصب الخاء * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ وآخر من شكله ممدودة منصوبة الألف * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله هذا فوج مقتحم معكم إلى قوله فبئس القرار قال هؤلاء الاتباع
يقولونه للرؤوس * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود في قوله فزده عذابا ضعفا في النار
318

قال أفاعي وحيات * قوله تعالى (وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار) الآيات * أخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن عساكر عن مجاهد في قوله وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار قال
ذلك قول أبى جهل بن هشام في النار مالي لا أرى بلالا وعمارا وصهيبا وخبابا وفلانا اتخذناهم سخريا وليسوا كذلك
أم زاغت عنهم الابصار أم هم في النار ولا نراهم * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله ما لنا لا نرى رجلا كنا
نعدهم من الأشرار الآية قال عبد الله بن مسعود ومن معه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن شمر بن
عطية وقالوا ما لنا لا نرى رجالا الآية قال أبو جهل في النار أين خباب أين أصيب أين بلال أين عمار * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار قال فقدوا أهل الجنة
اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الابصار قال أم هما معنا في النار ولا نراهم زاغت أبصارنا عنهم فلم ترهم حين
أدخلوا النار * قوله تعالى (قل انما أنا منذر وما من اله الا الله) الآيتين * أخرج النسائي ومحمد بن نصر
والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل
قال لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار * قوله تعالى (قل هو نبأ عظيم
أنتم عنه معرضون) الآيات * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو نصر السجزي في الإبانة
عن مجاهد في قوله قل هو نبأ عظيم قال القرآن * وأخرج عبد بن حميد في الإبانة ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة وابن
جرير عن قتادة قل هو نبا عظيم قال إنكم تراجعون نبأ عظيما فاعقلوه عن الله ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ
يختصمون قال هم الملائكة عليهم السلام كانت خصومتهم في شان آدم عليه السلام إذ قال ربك للملائكة انى
جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء إلى قوله انى خالق بشرا من طين فإذا سويته
ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ففي هذا اختصم الملا الأعلى * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله ما كان لي من علم بالملأ الأعلى قال الملائكة حين شووروا في خلق آدم عليه السلام
فاختصموا فيه قالوا أتجعل في الأرض خليفة * وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون قال هي الخصومة في شان آدم
أتجعل فيها من يفسد فيها * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
هل تدرون فيم يختصم الملا الأعلى قالوا الله ورسوله أعلم قال يختصمون في الكفارات الثلاث اسباغ الوضوء
في المكروهات والمشي على الاقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة * أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد
ابن حميد والترمذي وحسنه ومحمد بن نصر رضي الله عنه في كتاب الصلاة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتاني ربى الليلة في أحسن صورة أحسبه قال في المنام قال يا محمد هل تدرى فيم يختصم الملا الأعلى قلت لا فوضع يده
بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي أو في نحري فعلمت ما في السماوات وما في الأرض ثم قال يا محمد هل تدرى فيم
يختصم الملا الأعلى قلت نعم في الكفارات والمكث في المسجد بعد الصلوات والمشي على الاقدام إلى الجماعات
واسباغ الوضوء في المكاره ومن فعل ذلك عاش بخير وكان من خطيئة كيوم ولدته أمه وقل يا محمد إذا صليت
اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير
مفتون قال والدرجات افشاء السلام واطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام * وأخرج الترمذي وصححه
ومحمد بن نصر والطبراني والحاكم وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال احتبس عنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس فخرج سريعا فثوب بالصلاة فصلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم دعا بسوطه فقال على مصافكم كما أنتم ثم انفتل إلينا ثم قال أما انى أحدثكم ما حبسني
عنكم الغداة انى قمت الليلة فقمت وصليت ما قدر لي ونعست في صلاتي حتى استثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى
في أحسن صورة فقال يا محمد قلت لبيك ربى قال فيم يختصم الملا الأعلى قلت لا أدرى فوضع كفه بين كتفي فوجدت
برد أنامله بين ثديي فتجلى لي كل شئ وعرفته فقال يا محمد قلت لبيك رب قال فيم يختصم الملا الأعلى قلت في الدرجات
والكفارات فقال ما الدرجات فقلت اطعام الطعام وافشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام قال صدقت فما
319

الكفارات قلت اسباغ الوضوء في المكاره وانتظار الصلاة بعد الصلاة ونقل الاقدام إلى الجماعات قال صدقت
قل يا محمد اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وان تغفر لي وترحمني وإذا أردت بعبادك
فتنة فاقبضني إليك غير مفتون اللهم إني أسألك حبك وحب من أحبك وحب عمل يقربني إلى حبك قال النبي صلى
الله عليه وسلم تعلموهن وادرسوهن فإنهن حق * وأخرج الطبراني في السنة وابن مردويه عن جابر بن سمرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تجلى لي في أحسن صورة فسألني فيم يختصم الملائكة
قلت يا رب مالي به علم فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي فما سألني عن شئ الا علمته قلت في الدرجات
والكفارات واطعام الطعام وافشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام * وأخرج الطبراني في السنة وابن
مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت ربى في أحسن صورة قال يا محمد
فقلت لبيك ربى وسعديك ثلاث مرات قال هل تدرى فيم يختصم الملا الأعلى قلت لا فوضع يده بين كتفي فوجدت
بردها بين ثديي ففهمت الذي سألني عنه فقلت نعم يا رب يختصمون في الدرجات والكفارات قلت الدرجات اسباغ
الوضوء بالسبرات والمشي على الاقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة والكفارات اطعام الطعام
وافشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام * وأخرج الطبراني في السنة والشيرازي في الألقاب وابن مردويه
عن أنس رضي الله عنه قال أصبحنا يوما فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرنا فقال أتاني ربى البارحة في
منامي في أحسن صورة فوضع يده بين ثدي وبين كتفي فوجدت بردهن بين ثديي فعلمني كل شئ قال يا محمد قلت
لبيك رب وسعديك قال هل تدرى فيم يختصم الملا الأعلى قلت نعم يا رب في الكفارات والدرجات قال فما
الكفارات قلت افشاء السلام واطعام الطعام والصلاة والناس نيام قال فما الدرجات قلت اسباغ الوضوء في
المكروهات والمشي على الاقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة * وأخرج ابن نصر والطبراني وابن
مردويه عن أبي امامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتاني ربى في أحسن صورة فقال يا محمد
فقلت لبيك وسعديك قال فيم يختصم الملا الأعلى قلت لا أدرى فوضع يده بين ثديي فعلمت في منامي ذلك ما سألني
عنه من أمر الدنيا والآخرة فقال فيم يختصم الملا الأعلى فقلت في الدرجات والكفارات فاما الدرجات فاسباغ
الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة بعد الصلاة قال صدقت من فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته
كيوم ولدته أمه وأما الكفارات فاطعام الطعام وافشاء السلام وطيب الكلام والصلاة والناس نيام ثم قال
اللهم إني أسألك فعل الحسنات وترك السيئات وحب المساكين ومغفرة وان تتوب على وإذا أردت في قوم فتنة
فنجني غير مفتون * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن طارق بن شهاب رضي الله عنه قال سئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم فيم يختصم الملا الأعلى قال في الدرجات والكفارات فاما الدرجات فاطعام الطعام وافشاء
السلام والصلاة بالليل والناس نيام وأما الكفارات فاسباغ الوضوء في السبرات ونقل الاقدام إلى الجماعات
وانتظار الصلاة بعد الصلاة * وأخرج ابن مردويه عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لما أسري بي إلى السماء السابعة قال يا محمد فيم يختصم الملا الأعلى فذكر الحديث * وأخرج
الطبراني في السنة والخطيب عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما كان
ليلة أسرى بي رأيت ربى عز وجل في أحسن صورة فقال يا محمد فيم يختصم الملا الأعلى قلت في الكفارات
والدرجات قال وما الكفارات قلت اسباغ الوضوء في السبرات ونقل الاقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة
بعد الصلاة قال فما الدرجات قلت اطعام الطعام وافشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام ثم قال قل قلت فما
أقول قال قل اللهم إني أسالك عملا بالحسنات وترك المنكرات وإذا أردت بقوم فتنة وانا فيهم فاقبضني إليك غير
مفتون * وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة والطبراني في السنة عن عبد الرحمن بن عابس الحضرمي رضي الله عنه
قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة فقال له قائل ما رأيناك أسفر وجها منك الغداة قال ومالي
لا أكون كذلك وقد رأيت ربى عز وجل في أحسن صورة فقال فيم يختصم الملا الأعلى يا محمد فقلت في
الكفارات قال وما هن قلت المشي على الاقدام إلى الجماعات والجلوس في المساجد لانتظار الصلوات ووضع
320

الوضوء أماكنه في المكان قال وفيم قلت في الدرجات قال وما هن قال اطعام الطعام وافشاء السلام والصلاة
بالليل والناس نيام ثم قال يا محمد قل اللهم إني أسألك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين فوالذي نفسي
بيده إنهن حق * وأخرج ابن نصر والطبراني في السنة عن ثوبان رضي الله عنه قال خرج إلينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعد صلاة الصبح فقال إن ربى عز وجل أتاني الليلة في أحسن صورة فقال لي يا محمد هل تدرى فيم
يختصم الملا الأعلى فقلت لا أعلم يا رب قال فوضع كفيه بنى كتفي حتى وجدت أنامله في صدري فتجلى لي بين
السماء والأرض قلت نعم يا رب يختصمون في الكفارات والدرجات قال فما الدرجات قلت اطعام الطعام
وافشاء السلام وقيام الليل والناس نيام وأما الكفارات فمشى على الاقدام إلى الجماعات واسباغ الوضوء
في الكراهيات وجلوس في المساجد خلف الصلوات ثم قال يا محمد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع قلت اللهم إني
أسالك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وان تغفر لي وترحمني وإذ أردت في قوم فتنة فتوفني
إليك وأنا غير مفتون اللهم إني أسالك حبك وحب من أحبك وحب عمل يبلغني إلى حبك * قوله تعالى (إذ قال
ربك للملائكة) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ما كان لي من علم بالملأ
الأعلى إذ يختصمون إذ قال ربك للملائكة قال هذه الخصومة * قوله تعالى (لما خلقت بيدي) * أخرج
ابن أبي الدنيا في صفة الجنة وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله ثلاثة أشياء بيده خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس
الفردوس بيده ثم قال وعزتي لا يسكنها مدمن خمر ولا ديوث قالوا يا رسول الله قد عرفنا مدمن الخمر فما الديوث
قال الذي يشير لأهله السوء * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
خلق الله أربعا بيده العرش وجنات عدن والقلم وآدم ثم قال لكل شئ كن فكان واحتجب من خلقه بأربعة
بنار وظلمة ونور 7 * وأخرج هناد عن ميسرة رضي الله عنه قال خلق الله أربعة بيده خلق آدم بيده وكتب التوراة
بيده وغرس جنة عدن بيده وخلق القلم بيده * وأخرج هناد عن إبراهيم رضي الله عنه مثله * وأخرج عبد بن
حميد عن كعب قال إن الله لم يخلق بيده الا ثلاثة أشياء خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده
* وأخرج ابن جرير عن قتادة قال الرجيم اللعين قوله الا عبادك منهم المخلصين قال المخلصين بالنصب فقلت كل شئ
في القرآن هكذا نقرؤها قال نعم * قوله تعالى (قال فالحق والحق أقول) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله فالحق والحق أقول قال انا الحق أقول الحق * وأخرج عبد
ابن حميد عن عاصم رضي الله عنه قال فالحق رفع والحق نصب أقول رفع * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه
انه قرأها فالحق بالرفع والحق أقول نصبا قال يقول الله أنا الحق والحق أقول * قوله تعالى (قل ما أسألكم
عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال قل يا محمد
ما أسألكم على ما أدعوكم إليه من أجر عرض من الدنيا * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر
وابن مردويه عن مسروق رضي الله عنه قال بينما رجل يحدث في المسجد فقال فيما يقول يوم تأتى السماء
بدخان يكون يوم القيامة يأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام قال فقمنا حتى
دخلنا على عبد الله رضي الله عنه وهو في بيته فأخبرناه وكان متكئا فاستوى قاعدا فقال أيها الناس من علم منكم
علما فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من
المتكلفين * وأخرج الديلمي وابن عساكر عن الزبير رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انى لا ألي
من التكلف وصالحو أمتي * وأخرج أحمد وابن عدي والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان
عن شقيق رضي الله عنه قال دخلت أنا وصاحب لي على سلمان رضي الله عنه فقرب إلينا خبزا وملحا فقال لولا أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن التكلف لتكلفت لكم فقال صاحبي لو كان في ملحتنا صعتر فبعث مطهرته
فرهنها فجاء الصعتر فلما أكلنا قال صاحبي الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا فقال سلمان رضي الله عنه لو قنعت
ما كانت مطهرتي مرهونة عند البقال * وأخرج الطبراني والحاكم والبيهقي عن سلمان رضي الله عنه قال نهانا
321

رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نتكلف للضيف * وأخرج البيهقي عن سلمان رضي الله عنه قال أمرنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن لا نتكلف للضيف ما ليس عندنا وان نقدم ما حضر * وأخرج ابن عدي عن أبي برزة رضي الله عنه
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم باهل الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال الرحماء بينهم ألا أنبئكم
باهل النار قلنا بلى قال هم الآيسون القانطون الكذابون المتكلفون * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن
ابن المنذر قال آية المتكلف ثلاث تكلف فيما لا يعلم وينازل من فوقه ويتعاطى مالا ينال * وأخرج ابن سعد عن أبي
موسى الأشعري رضي الله عنه قال من علم علما فليعلمه ولا يقولن ما ليس له به علم فيكون من المتكلفين ويمرق
من الدين * قوله تعالى (ولتعلمن نباه بعد حين) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله ولتعلمن نباه بعد حين قال بعد الموت وقال الحسن رضي الله عنه يا ابن آدم عند الموت يأتيك الخبر اليقين
* وأخرج ابن جرير عن السدى رضي الله عنه في قوله ولتعلمن نباه بعد حين قال بعضهم يوم القيامة * وأخرج ابن
جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ولتعلمن نباه قال صدق هذا الحديث نبا ما كذبوا به بعد حين من الدنيا وهو
يوم القيامة وقرأ لكل نبا مستقر قال وهو الآخرة يستقر فيها الحق ويبطل فيها الباطل
* (سورة الزمر مكية) *
* أخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أنزلت سورة
الزمر بمكة * وأخرج النحاس في تاريخه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت بمكة سورة الزمر سوى ثلاث
آيات نزلت بالمدينة في وحشى قاتل حمزة قال يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم إلى ثلاث آيات * قوله تعالى
(تنزيل الكتاب) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله انا
أنزلنا إليك الكتاب بالحق يعنى القرآن فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص قال شهادة أن لا إله إلا الله
والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم الا ليقربونا إلى الله زلفى قال ما نعبد هذه الآلهة الا ليشفعوا لنا عند
الله تعالى * وأخرج ابن مردويه عن يزيد الرقاشي رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله انا نعطى أموالنا
التماس الذكر فهل لنا في ذلك من أجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبل الا من أخلص له ثم تلا
رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ألا لله الدين الخالص * وأخرج ابن جرير من طريق جويبر عن ابن
عباس رضي الله عنهما والذين اتخذوا من دونه أولياء الآية قال أنزلت في ثلاثة أحياء عامر وكنانة وبنى سلمة
كانوا يعبدون الأوثان ويقولون الملائكة بناته فقالوا انما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ما نعبدهم الا ليقربونا إلى الله زلفى قال قريش يقولون
للأوثان ومن قبلهم يقولونه للملائكة ولعيسى بن مريم ولعزير * وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد رضي الله عنه
قال كان عبد الله رضي الله عنه يقرأ والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم الا ليقربونا إلى الله زلفى
* وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه انه كان يقرؤها قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا إلى الله زلفى
* قوله تعالى (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله يكور الليل على النهار قال يحمل الليل * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن
المنذر عن قتادة رضي الله عنه يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل قال هو غشيان أحدهما على الآخر
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل قال يغشى
هذا هذا وهذا هذا * قوله تعالى (خلقكم من نفس واحدة) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
عن قتادة رضي الله عنه في قوله خلقكم من نفس واحدة يعنى آدم وخلق منها زوجها خلقها من ضلع من أضلاعه
وأنزل لكم من الانعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق قال نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم
عظاما ثم لحما ثم أنبت الشعر أطوارا في ظلمات ثلاث قال البطن والرحم والمشيمة فأنى تصرفون قال كقوله فأنى
تؤفكون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأنزل لكم من الانعام
ثمانية أزواج من الإبل والبقر والضان والمعز وفي قوله من بعد خلق قال نطفة ثم ما يتبعها حتى يتم خلقه في ظلمات
322

ثلاث قال البطن والرحم والمشيمة * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله خلقا من بعد خلق قال علقمة ثم مضغة ثم عظاما في ظلمات ثلاث قال ظلمة البطن وظلمة الرحم
وظلمة المشيمة * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك رضي الله عنه في ظلمات ثلاث قال البطن والرحم والمشيمة
* قوله تعالى (ان تكفروا فان الله غنى عنكم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء
والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما ان تكفروا فان الله غنى عنكم يعنى الكفار الذين لم يرد الله أن يطهر
قلوبهم فيقولون لا إله إلا الله ثم قال ولا يرضى لعباده الكفر وهم عباده المخلصون الذين قال إن عبادي ليس لك
عليهم سلطان فالزمهم شهادة أن لا إله إلا الله وحببها إليهم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه
ولا يرضى لعباده الكفر قال لا يرضى لعباده المسلمين الكفر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال
والله ما رضى الله لعبده ضلالة ولا أمره بها ولا دعا إليها ولكن رضى لكم طاعته وأمركم بها ونهاكم عن معصيته
* قوله تعالى (دعا ربه منيبا إليه) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في
قوله دعا ربه منيبا إليه قال أي مخلصا إليه * قوله تعالى (أمن هو قانت آناء الليل) * أخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه تلا هذه الآية أمن هو
قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه الآية قال ذاك عثمان بن عفان وفي لفظ نزلت في
عثمان بن عفان * وأخرج ابن سعد في طبقاته وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أمن هو قانت
آناء الليل ساجدا وقائما قال نزلت في عمار بن ياسر * وأخرج جويبر عن عكرمة مثله * وأخرج جويبر عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت هذه الآية في ابن مسعود وعمار وسالم مولى أبى حذيفة رضي الله عنهم
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يحذر الآخرة يقول يحذر عذاب الآخرة
* واخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه كان يقرأ أمن هو قانت آناء الليل
ساجدا وقائما يحذر عذاب الآخرة والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه) * أخرج
الترمذي والنسائي وابن ماجة عن أنس رضي الله عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل وهو في
الموت فقال كيف تجدك قال أرجو وأخاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا
الموطن الا أعطاه الذي يرجو وأمنه الذي يخاف * قوله تعالى (وأرض الله واسعة) * أخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأرض الله واسعة قال أرضى واسعة فهاجروا واعتزلوا الأوثان
* قوله تعالى (انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) * أخرج عبد بن حميد وابن جرر عن قتادة رضي الله عنه
انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب قال لا والله ما هناك مكيال ولا ميران * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج
رضي الله عنه في قوله انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب قال بلغني أنه لا يحسب عليهم ثواب عملهم ولكن
يزادون على ذلك * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
الله إذا أحب عبدا أو أراد أن يصافيه صب عليه البلاء صبا ويحثه عليه حثا فإذا دعا قالت الملائكة عليهم السلام صوت
معروف قال جبريل عليه السلام يا رب عبدك فلان اقض حاجته فيقول الله تعالى دعه انى أحب أن أسمع صوته
فإذا قال يا رب قال الله تعالى لبيك عبدي وسعديك وعزتي لا تدعوني بشئ الا استجبت لك ولا تسألني شيئا الا أعطيتك
اما أن أعجل لك ما سالت واما أن أدخر لك عندي أفضل منه واما أن أدفع عنك من البلاء أعظم منه ثم قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم وتنصب الموازين يوم القيامة فيأتون باهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين ويؤتى
باهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين ويؤتى باهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين ويؤتى باهل الحج فيوفون
أجورهم بالموازين ويؤتى باهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ويصب عليهم الاجر صبا بغير حساب حتى يتمنى أهل
العافية أنهم كانوا في الدنيا تقرض أجسادهم بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل وذلك قوله انما يوفى
الصابرون أجرهم بغير حساب * وأخرج الطبراني وابن عساكر وابن مردويه عن الحسن بن علي رضي الله عنه
قال سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى يؤتى باهل البلاء يوم
323

القيامة فلا يرفع لهم ديوان ولا ينصب لهم ميزان يصب عليهم الاجر صبا وقرأ انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
* وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال يود أهل البلاء يوم القيامة أن جلودهم كانت تقرض
بالمقاريض * قوله تعالى (قل ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله قل ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم الآية قال هم الكفار الذين خلقهم الله للنار زالت عنهم
الدنيا وحرمت عليهم الجنة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله خسروا أنفسهم وأهليهم
يوم القيامة قال أهليهم من أهل الجنة كانوا أعدوا لهم لو عملوا بطاعة الله فغبنوهم * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم يخسرونها فيتحسرون في
النار أحياء ويخسرون أهليهم فلا يكون لهم أهل يرجعون إليهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وعبد بن حميد
عن قتادة رضي الله عنه الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة قال ليس أحد الا قد أعد الله تعالى له أهلا في
الجنة ان أطاعه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد مثله * قوله تعالى (لهم من فوقهم ظلل من النار)
الآية * أخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله لهم من فوقهم ظلل قال غواش ومن تحتهم ظلل قال مهاد * وأخرج
ابن أبي شيبة عن سويد بن غفلة قال إذا أراد الله أن يعذب أهل النار جعل لكل انسان منهم تابوتا من نار على قدره
ثم أقفل عليه بأقفال من نار فلا يعرف منه عرق الا وفيه مسمار ثم جعل ذلك التابوت في تابوت آخر من نار ثم يقفل
بأقفال من نار ثم يضرم بينهما نار فلا يرى أحد منهم أن في النار غيره فذلك قوله لهم من فوقهم ظلل من النار ومن
تحتهم ظلل وقوله لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش * قوله تعالى (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها)
الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها قال نزلت
هاتان الآيتان في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون لا إله إلا الله في زيد بن عمرو بن نفيل وأبي ذر الغفاري
وسلمان الفارسي * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان سعيد بن زيد وأبو ذر وسلمان
يتبعون في الجاهلية أحسن القول وأحسن القول والكلام لا إله إلا الله قالوا بها فأنزل الله تعالى على نبيه صلى الله
عليه وسلم يستمعون القول فيتبعون أحسنه الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال الطاغوت
الشيطان هو ههنا واحد وهي جماعة مثل قوله يا أيها الانسان ما غرك قال هي للناس كلهم الذين قال لهم الناس
نما هو واحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه والذي اجتنبوا الطاغوت قال الشيطان
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وأنابوا إلى الله لهم البشرى قال أقبلوا إلى الله فبشر عبادي الذين
يستمعون القول فيتبعون أحسنه قال أحسنه طاعة الله * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن
الضحاك في قوله فيتبعون أحسنه قال ما أمر الله تعالى النبيين عليهم السلام من الطاعة * وأخرج سعيد بن منصور
عن الكلبي في قوله الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه قال هو الرجل الذي يقعد إلى المحدث فيذهب بأحسن
ما سمع * واخرج سعيد بن منصور عن عمر بن الخطاب قال لولا ثلاث يسرني أن أكون قدمت لولا أن أضع جبيني
لله وأجالس قوما يلتقطون طيب الكلام كما يلتقطون طيب الثمر والسير في سبيل الله * وأخرج جويبر عن جابر بن
عبد الله قال لما نزلت لها سبعة أبواب الآية أتى رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان
لي سبعة مماليك وإني أعتقت لكل باب منها مملوكا فنزلت هذه الآية فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون
أحسنه * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال لما نزلت فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا فنادى من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة فاستقبل عمر الرسول فرده
فقال يا رسول الله خشيت أن يتكل الناس فلا يعملون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس قدر رحمة
الله لاتكلوا ولو يعلمون قدر سخط الله وعقابه لاستصغروا أعمالهم * قوله تعالى (أفمن حق عليه كلمة العذاب)
الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله لهم غرف من فوقها غرف قال علالي * قوله تعالى
(ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ألم تر ان الله
أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض قال ما أنزل الله من السماء ولكن عروق في الأرض تغمره فذلك
324

قوله فسلكه ينابيع في الأرض فمن سره أن يعود الملح عذبا فليصعد * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة
والخرائطي في مكارم الأخلاق عن الشعبي رضي الله عنه في قوله فسلكه ينابيع في الأرض أصله من السماء
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله فسلكه ينابيع في الأرض قال عيونا * وأخرج عبد
ابن حميد عن الكلبي رضي الله عنه قال العيون والركايا مما أنزل الله من السماء فسلكه ينابيع في الأرض والله
أعلم * قوله تعالى (أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه) * أخرج ابن جرير وابن المنذر
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أفمن شرح الله صدره للاسلام الآية قال ليس المشروح صدره كالقاسية قلوبهم
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله أفمن شرح الله صدره للاسلام
فهو على نور من ربه قالوا يا رسول الله فهل ينفرج الصدر قال نعم قالوا هل لذلك علامة قال نعم التجافي عن دار الغرور
والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزول الموت * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه فقلنا
يا رسول الله كيف انشراح صدره قال إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح قلنا يا رسول الله فما علامة ذلك قال
الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والتأهب للموت قبل نزول الموت * وأخرج الحكيم الترمذي
في نوادر الأصول عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رجلا قال يا نبي الله أي المؤمنين أكيس قال أكثرهم ذكرا
للموت وأحسنهم له استعداد وإذا دخل النور القلب انفسح واستوسع فقالوا ما آية ذلك يا نبي الله قال الإنابة إلى
دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزول الموت ثم أخرج عن أبي جعفر عبد الله بن
المسور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه وزاد فيه أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه
* قوله تعالى (فويل للقاسية قلوبهم) الآية * أخرج الترمذي وابن مردويه وابن شاهين في الترغيب في
الذكر والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكثروا
الكلام بغير ذكر الله فان كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وان أبعد الناس من الله القلب القاسي
* وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الجلد رضي الله عنه أن عيسى عليه السلام أوصى إلى الحواريين ان لا تكثروا
الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم وان القاسي قلبه بعيد من الله ولكن لا يعلم * وأخرج ابن مردويه عن علي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل العباد ونومهم عليه قسوة في قلوبهم * وأخرج العقيلي والطبراني
في الأوسط وابن عدي وابن السني وأبو نعيم كلاهما في الطب والبيهقي في شعب الايمان وابن مردويه عن عائشة
رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة ولا تناموا عليه فتقسو قلوبكم
* وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يورث القسوة في القلب ثلاث
خصال حب الطعام وحب النوم وحب الراحة والله أعلم * قوله تعالى (الله نزل أحسن الحديث كتابا
متشابها) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قالوا يا رسول الله لو حدثتنا فنزل الله نزل
أحسن الحديث * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها
مثاني قال القرآن كله مثاني * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله مثاني قال القرآن
يشبه بعضه بعضا ويرد بعضه إلى بعض * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما كتابا
متشابها حلاله وحرامه لا يختلف شئ منه الآية تشبه الآية والحرف يشبه الحرف مثاني قال يثنى الله فيه الفرائض
والحدود والقضاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه كتابا متشابها قال القرآن كله
مثاني قال من ثناء الله إلى عبده * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله متشابها
قال يفسر بعضه بعضا ويدل بعضه على بعض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي رجاء رضي الله عنه قال
سالت الحسن رضي الله عنه عن قول الله تعالى الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها قال ثنى الله فيه القضاء
تكون في هذه السورة الآية وفي السورة الآية الأخرى تشبه بها * وأخرج عبد بن حميد عن أبي 7 رضي الله عنه
قال سئل عكرمة رضي الله عنه عنها وأنا أسمع فقال ثنى الله فيه القضاء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
325

المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم هذا نعت أولياء الله نعتهم الله تعالى قال
تقشعر جلودهم وتبكي أعينهم وتطمئن قلوبهم إلى ذكر الله تعالى ولم ينعتهم الله تعالى بذهاب عقولهم والغشيان
عليهم انما هذا في أهل البدع وانما هو من الشيطان * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله تقشعر
منه جلود الذين يخشون ربهم الآية قال إذا سمعوا ذكر الله والوعيد اقشعروا ثم تلين جلودهم إذا سمعوا ذكر
الجنة واللين يرجون رحمة الله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن مردويه وابن أبي حاتم وابن عساكر
عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال قلت لجدتي أسماء رضي الله عنها كيف كان يصنع أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا قرؤا القرآن قالت كانوا كما نعتهم الله تعالى تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم قلت فان ناسا ههنا إذا
سمعوا ذلك تأخذهم عليه غشية فقال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن
عامر بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال جئت أمي فقلت وجدت قوما ما رأيت خيرا منهم قط يذكرون الله
تعالى فيرعد أحدهم حتى يغشى عليه من خشية الله فقالت لا تقعد معهم ثم قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يتلو القرآن ورأيت أبا بكر وعمر يتلوان القرآن فلا يصيبهم هذا أفتراهم أخشى من أبى بكر وعمر * وأخرج
ابن أبي شيبة عن قيس بن جبير رضي الله عنه قال الصعقة من الشيطان * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي
شيبة وابن المنذر عن إبراهيم رضي الله عنه في الرجل يرى الضوء قال من الشيطان لو كان يرى خيرا لأوثر به
أهل بدر * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه إذا اقشعر جلد
العبد من خشية الله تحاتت عنه خطاياه كما يتحات عن الشجرة البالية ورقها * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي
ابن كعب رضي الله عنه قال ليس من عبد على سبيل ذكر سنة ذكر الرحمن فاقشعر جلده من مخافة الله تعالى
الا كان مثله مثل شجرة يبس ورقها وهي كذلك فأصابتها ريح تحات 7 ورقها كما تحات عنها ورقها وليس من عبد
على سبيل وذكر سنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله الا لم تمسه النار أبدا * قوله تعالى (أفمن يتقى بوجهه
سوء العذاب يوم القيامة) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله أفمن يتقى بوجهه سوء العذاب يوم القيامة قال يجر على وجهه في النار وهو مثل قوله أفمن يلقى في النار
خير أمن يأتي آمنا يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ينطلق به إلى النار مكتوفا ثم
يرمى فيها فأول ما تمس وجهه النار * قوله تعالى (قرآنا عربيا غير ذي عوج) الآية * أخرج الآجري في
الشريعة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قرآنا عربيا غير ذي
عوج قال غير مخلوق * وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
في قوله قرآنا عربيا غير ذي عوج قال غير مخلوق * وأخرج ابن شاهين في السنة عن أبي الدرداء رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال القرآن كلام الله غير مخلوق * وأخرج ابن أبي حاتم في السنة والبيهقي في
الأسماء والصفات عن الفرج بن زيد الكلاعي رضي الله عنه قال قالوا لعلى حكمت كافرا ومنافقا فقال
ما حكمت مخلوقا ما حكمت الا القرآن * وأخرج البيهقي وابن عدي عن أنس بن مالك رضي الله عنه انه قال
القرآن كلام الله وليس كلام الله بمخلوق * وأخرج البيهقي عن عكرمة رضي الله عنه قال صلى ابن عباس رضي الله عنهما
على جنازة فلما وضع الميت في قبره قال له رجل اللهم رب القرآن اغفر له فقال له ابن عباس رضي الله عنه
مه لا تقل مثل هذا منه بدا واليه يعود وفي لفظ فقال ابن عباس ثكلتك أمك ان القرآن منه * وخرج البيهقي
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال القرآن كلام الله * وأخرج البيهقي عن سفيان بن عيينة رضي الله عنه
قال أدركت مشيختنا منذ سبعين سنة منهم عمرو بن دينار يقولون القرآن كلام الله ليس بمخلوق * وأخرج
البيهقي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال سئل علي بن الحسين عن القرآن فقال ليس بخالق ولا بمخلوق وهو كلام
الخالق * وأخرج البيهقي عن قيس بن الربيع قال سالت جعفر بن محمد رضي الله عنه عن القرآن فقال كلام
الله قلت مخلوق قال لا قلت فما تقول فيمن زعم أنه مخلوق قال يقتل ولا يستناب * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله قرآنا عربيا غير ذي عوج قال غير ذي سلس * قوله تعالى
326

(ضرب الله مثلا رجلا) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ضرب الله
مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون قال الرجل يعبد آلهة شئ فهذا مثل ضربه الله تعالى لأهل الأوثان رجلا
سالما يعبد إلها واحدا ضرب لنفسه مثلا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله
ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون قال هو المشرك تنازعه الشياطين لا يعرفه بعضهم لبعض ورجلا
سالما لرجل قال هذا المؤمن أخلص لله الدعوة والعبادة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سالما لرجل قال مثل آلهة الباطل
واله الحق * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه شركاء متشاكسون يعنى الصنم * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ورجلا سالما قال ليس لأحد فيه شئ * وأخرج عبد بن حميد
عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قرأها ورجلا سلما لرجل بغير ألف منصوبة اللام * وأخرج ابن أبي حاتم عن
مبشر بن عبيد القرشي رضي الله عنه قال قراءة عبد الله بن عمر رضي الله عنه ورجلا سالما لرجل قال خالصا لرجل
فإنما يعنى مستسلما لرجل * قوله تعالى (انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون)
* أخرج عبد بن حميد والنسائي وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنه قال لقد لبثنا
برهة من دهرنا ونحن نرى ان هذه الآية نزلت فينا وفي أهل الكتابين من قبل انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم
القيامة عند ربكم تختصمون قلنا كيف نختصم ونبينا واحد وكتابنا واحد حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض
بالسيف فعرفت انها نزلت فينا * وأخرج نعيم بن حماد في الفتن والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال عشنا برهة من دهرنا ونحن نرى هذه الآية نزلت فينا انك ميت وانهم ميتون انكم يوم القيامة
عند ربكم تختصمون فقلت لم نختصم أما نحن فلا نعبد الا الله وأما ديننا فالاسلام وأما كتابنا فالقرآن لا نغيره أبدا
ولا نحرف الكتاب وأما قبلتنا فالكعبة وأما حرمنا فواحد وأما نبينا فمحمد صلى الله عليه وسلم فكيف نختصم
حتى كفح بعضنا وجه بعض بالسيف فعرفت انها نزلت فينا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه
عن ابن عمر رضي الله عنهما قالت نزل علينا الآية ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون وما ندري ما تفسيرها
ولفظ عبد بن حميد وما ندري فيم نزلت قلنا ليس بيننا خصومة فما التخاصم حتى وقعت الفتنة فقلنا هذا الذي
وعدنا ربنا ان نختصم فيه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن عساكر عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه
قال أنزلت هذه الآية انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون وما ندري فيم
نزلت قلنا ليس بيننا خصومة قالوا وما خصومتنا ونحن اخوان فلما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه قالوا هذه
خصومة ما بيننا * وأخرج عبد بن حميد عن الفضل بن عيسى رضي الله عنه قال لما قرئت هذه الآية انك ميت
وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قيل يا رسول الله فما الخصومة قال في الدماء * وأخرج
عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله انك ميت وانهم ميتون قال نعى لنبيه صلى الله عليه وسلم نفسه ونعى لكم
أنفسكم * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وابن منيع وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن أبي حاتم والحاكم
وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في البعث والنشور عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال لما
نزلت انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قلت يا رسول الله أينكر علينا ما يكون
بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب قال نعم لينكرن ذلك عليكم حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه قال الزبير رضي الله عنه
فوالله ان الامر لشديد * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم عن عبد الله بن الزبير
رضي الله عنه قال لما أنزلت هذه الآية انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قال
الزبير رضي الله عنه يا رسول الله يكرر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم نعم ليكرر ذلك عليكم حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه قال الزبير رضي الله عنه ان الامر لشديد
* وأخرج سعيد بن منصور عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال لما نزلت ثم انكم يوم القيامة عند ربكم
تختصمون كنا نقول ربنا واحد وديننا واحد فما هذه الخصومة فلما كان يوم صفين وشد بعضنا على بعض
327

بالسيوف قلنا نعم هو هذا * وأخرج أحمد بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليختصمن يوم القيامة كل شئ حتى الشاتين فيما انتطحتا * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند لا باس
به عن أبي أيوب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أول من يختصم يوم القيامة الرجل وامرأته
والله ما يتكلم لسانها ولكن يداها ورجلاها يشهدان عليها بما كانت لزوجها وتشهد يداه ورجلاه بما كان
يوليها ثم يدعى الرجل وخادمه بمثل ذلك ثم يدعى أهل الأسواق وما يوجد ثم دوانق ولا قراريط ولكن حسنات
هذا تدفع إلى هذا الذي ظلم وسيآت هذا الذي ظلمه توضع عليه ثم يؤتى بالجبارين في مقامع من حديد فيقال
أوردوهم إلى النار فوالله ما أدرى يدخلونها أو كما قال الله وان منكم الا واردها * وأخرج أحمد والطبراني بسند
حسن عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول خصمين يوم القيامة جاران
* وأخرج البزار عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاء بالأمير الجائر فتخاصمه
الرعية * وأخرج ابن منده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال يختصم الناس يوم القيامة حتى يختصم الروح
مع الجسد فيقول الروح للجسد أنت فعلت ويقول الجسد للروح أنت أمرت وأنت سولت فيبعث الله تعالى
ملكا فيقضى بينهما فيقول لهما ان مثلكما كمثل رجل مقعد بصير وآخر ضرير دخلا بستانا فقال المقعد
للضرير انى أرى ههنا ثمارا ولكن لا أصل إليها فقال له الضرير اركبني فتناولها فركبه فتناولها فأيهما المعتدى
فيقولان كلاهما فيقول لهما الملك فإنكما قد حكمتما على أنفسكما يعنى ان الجسد للروح كالمطية وهو راكبه
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون يقول
يخاصم الصادق الكاذب والمظلوم الظالم والمهتدي الضال والضعيف المستكبر * وأخرج أحمد في الزهد
عن أبي الدرداء رضي الله عنه ان رجلا أبصر جنازة فقال من هذا قال أبو الدرداء رضي الله عنه هذا أنت هذا أنت
يقول الله انك ميت وانهم ميتون * قوله تعالى (فمن أظلم ممن كذب على الله) الآيات * أخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق أي بالقرآن
وصدق به قال المؤمنون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء
والصفات عن ابن عباس في قوله والذي جاء بالصدق يعنى بلا إله إلا الله وصدق به يعنى برسول الله صلى الله عليه
وسلم أولئك هم المتقون يعنى اتقوا الشرك * وأخرج ابن جرير والباوردي في معرفة الصحابة وابن عساكر من
طريق أسيد بن صفوان وله صحبة عن علي بن أبي طالب قال الذي جاء بالحق محمد صلى الله عليه وسلم وصدق به
أبو بكر رضي الله عنه هكذا الرواية بالحق ولعلها قراءة لعلى رضي الله عنه * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة
والذي جاء بالصدق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق به قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله والذي جاء بالصدق قال هو جبريل عليه السلام وصدق به قال هو النبي
صلى الله عليه وسلم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد انه
كان يقرأ والذي جاء بالصدق وصدقوا به قال هم أهل القرآن يجيئون بالقرآن يوم القيامة يقولون هذا ما
أعطيتمونا قد اتبعنا ما فيه * قوله تعالى (أليس بالله بكاف عبده) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى
في قوله أليس الله بكاف عبده قال محمد صلى الله عليه وسلم * واخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة قال قال لي
رجل قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لتكفن عن شتم آلهتنا أو لنأمرنها فلتخبلنك فنزلت ويخوفونك بالذين من
دونه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن جرير عن قتادة ويخوفونك بالذين من دونه قال بالآلهة قال
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد ليكسر العزى فقال سادنها وهو قيمها يا خالد انى أحذركها لا يقوم
لها شئ فمشى إليها خالد بالفاس وهشم أنفها * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد ويخوفونك بالذين من
دونه قال الأوثان والله أعلم * قوله تعالى (قل أرأيتم ما تدعون) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن
قتادة قل أرأيتم ما تدعون من دون الله يعنى الأصنام * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ هل من كاشفات
ضره مضاف لا منون كاشفات وممسكات رحمته مثلها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وما أنت عليهم
328

بوكيل قال بحفيظ والله أعلم * قوله تعالى (الله يتوفى الأنفس حين موتها) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله الله يتوفى الأنفس الآية قال نفس وروح بينهما شعاع الشمس فيتوفى الله النفس في منامه
ويدع الروح في جسده وجوفه يتقلب ويعيش فان بد الله أن يقبضه قبض الروح فمات أو أخر أجله رد النفس
إلى مكانها من جوفه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ في العظمة
والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله الله يتوفى الأنفس حين موتها الآية قال يلتقي أرواح الاحياء وأرواح
الأموات في المنام فيتساءلون بينهم ما شاء الله تعالى ثم يمسك الله أرواح الأموات ويرسل أرواح الاحياء إلى
أجسادها إلى أجل مسمى لا يغلط بشئ من ذلك فذلك قوله أن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون * وأخرج عبد بن
حميد عن ابن عباس في قوله الله يتوفى الأنفس حين موتها الآية قال كل نفس لها سبب تجرى فيه فإذا قضى عليها
الموت نامت حتى ينقطع السبب والتي لم تمت تترك * وأخرج جويبر عن ابن عباس في الآية قال سبب ممدود
بين السماء والأرض فأرواح الموتى وأرواح الاحياء إلى ذلك السبب فتعلق النفس الميتة بالنفس الحية فإذا أذن
لهذه الحية بالانصراف إلى جسدها لتستكمل رزقها أمسكت النفس الميتة وأرسلت الأخرى * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر عن فرقد قال ما من ليلة من ليالي الدنيا الا والرب تبارك وتعالى يقبض الأرواح كلها مؤمنها
وكافرها فيسأل كل نفس ما عمل صاحبها من النهار وهو أعلم ثم يدعو ملك الموت فيقول اقبض هذا واقبض هذا
من قضى عليه الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن سليم بن عامر ان
عمر بن الخطاب قال العجب من رؤيا الرجل انه يبيت فيرى الشئ لم يخطر له على بال فتكون رؤياه كأخذ باليد ويرى
الرجل الرؤيا فلا تكون رؤياه شيئا فقال علي بن أبي طالب أفلا أخبرك بذلك يا أمير المؤمنين يقول الله تعالى الله
يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليهما الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى
فالله يتوفى الأنفس كلها فما رأت وهي عنده في السماء فهي الرؤيا الصادقة وما رأت إذا أرسلت إلى أجسادها تلقتها
الشياطين في الهواء فكذبتها وأخبرتها بالأباطيل فكذبت فيها فعجب عمر من قوله * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي
أيوب انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان نازلا عليه في بيته حين أراد أن يرقد قال كلاما لم نفهمه
قال فسألته عن ذلك فقال اللهم أنت تتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فتمسك التي قضى عليها الموت
وترسل الأخرى إلى أجل مسمى أنت خلقتني وأنت تتوفاني فان أنت توفيتني فاغفر لي وان أنت أخرتني فاحفظني
* وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى أحدكم إلى
فراشه فلينفضه بداخلة إزاره فإنه لا يدرى ما خلفه عليه ثم ليقل اللهم باسمك ربى وضعت جنبي وباسمك ارفعه ان
أمسكت نفسي فارحمها وان أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين من عبادك * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي
جحيفة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره الذي ناموا فيه حتى طلعت الشمس ثم قال إنكم
كنتم أمواتا فرد الله إليكم أرواحكم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري وأبو داود والنسائي عن أبي قتادة
رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم ليلة الوادي ان الله قبض أرواحكم حين شاء وردها عليكم حين
شاء * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فقال
من يكلؤنا الليلة فقلت أنا فنام ونام الناس ونمت فلم نستيقظ الا بحر الشمس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها
الناس ان هذه الأرواح عارية في أجساد العباد فيقبضها إذا شاء ويرسلها إذا شاء * وأخرج الطبراني عن أبي
أمامة رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلم يستيقظ حتى طلعت الشمس فأقام الصلاة
ثم صلى بهم ثم قال إذا رقد أحدكم فغلبته عيناه فليفعل هكذا فان الله سبحانه وتعالى يتوفى الأنفس حين موتها والتي
لم تمت في منامها * قوله تعالى (أم اتخذوا من دون الله شفعاء) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة
رضي الله عنه في قوله أم اتخذوا من دون الله شفعاء قال الآلهة * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
والبيهقي في البعث والنشور عن مجاهد رضي الله عنه في قوله قل لله الشفاعة جميعا قال لا يشفع عنده أحد الا باذنه
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وإذا ذكر الله وحده اشمأزت
329

قال انقبضت قال هو يوم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم عليهم والنجم عند باب الكعبة * وأخرج ابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة قال قست ونفرت قلوب
هؤلاء الأربعة الذين لا يؤمنون بالآخرة أبو جهل بن هشام والوليد بن عتبة وصفوان وأبى بن خلف وإذا ذكر
الذين من دونه اللات والعزى إذا هم يستبشرون * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن
الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة قال نفرت قلوب الكافرين من
ذكر الله سبحانه وتعالى قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عمرو بن كلثوم الثعلبي وهو يقول
إذا غض النفاق لها اشمأزت * وولته عشورته زبونا
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب
الذين لا يؤمنون بالآخرة قال استكبرت ونفرت وإذا ذكر الذين من دونه قال الآلهة * قوله تعالى (قل اللهم
فاطر السماوات والأرض) * أخرج مسلم وأبو داود والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة رضي الله عنها
قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل
فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلفت
من الحق باذنك انك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم * قوله تعالى (وإذا مس الانسان الضر دعا ربه) الآية
* أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ثم إذا خولناه نعمه منا
قال أعطيناه قال انما أوتيته على علم أي على شرف أعطانيه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ثم إذا خولناه نعمة منا قال أعطيناه وعن قتادة في قوله انما أوتيته على
علم قال على خبر عندي بل هي فتنة قال بلاء * وأخرج ابن جرير عن السدى رضي الله عنه في قوله قد قالها الذين من
قبلهم الأمم الماضية والذين ظلموا من هؤلاء قال من أمة محمد صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (قل يا عبادي الذين
أسرفوا على أنفسهم) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قل يا عبادي الذين
أسرفوا على أنفسهم في مشركي أهل مكة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن
مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر رضي الله عنهما 3 فكتبتها بيدي ثم بعثت إلى هشام بن العاصي
* وأخرج الطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان بسند لين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وحشى بن حرب قاتل حمزة يدعوه إلى الاسلام فأرسل إليه يا محمد كيف تدعوني
وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنى يلق آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا وأنا صنعت ذلك
فهل تجد لي من رخصة فأنزل الله الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله
غفورا رحيما فقال وحشى هذا شرط شديد الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فلعلي لا أقدر على هذا فأنزل الله
ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فقال وحشى هذا أرى بعد مشيئة فلا يدرى يغفر لي أم لا
فهل غير هذا فأنزل الله يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية قال وحشى هذا فهم فأسلم فقال الناس
يا رسول الله أنا أصبنا ما أصاب وحشى قال بلى للمسلمين عامة * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد
قال لما أسلم وحشى أنزل الله والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق قال وحشى
وأصحابه فنحن قد ارتكبنا هذا كله فأنزل الله قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية * وأخرج محمد بن نصر
في كتاب الصلاة عن وحشى قال لما كان من أمر حمزة ما كان ألقى الله خوف محمد صلى الله عليه وسلم في قلبي خرجت
هاربا أكمن النهار وأسير الليل حتى صرت إلى أقاويل حمير فنزلت فيهم فأقمت حتى أتاني رسول رسول الله صلى الله
عليه وسلم يدعوني إلى الاسلام قلت وما الاسلام قال تؤمن بالله ورسوله وتترك الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله
وشرب الخمر والزنا والفواحش كلها وتستحم من الجنابة وتصلى الخمس قال إن الله قد أنزل هذه الآية يا عبادي
الذين أسرفوا على أنفسهم فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فصافحني وكناني بابى حرب
* وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم على رهط من أصحابه يضحكون
330

فقال والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ثم انصرف وبكى القوم فأوحى الله إليه يا محمد
لم تقنط عبادي فرجع النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبشروا وقربوا وسددوا * وأخرج ابن مردويه والبيهقي
في سننه عن عمر بن الخطاب قال اتفقت أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاصي بن بن وائل ان نهاجر إلى
المدينة فخرجت أنا وعياش وفتن هشام فافتتن فقدم على عياش أخوه أبو جهل والحارث بن هشام فقالا ان أمك
قد نذرت ان لا يظلها ظل ولا يمس رأسها غسل حتى تراك فقلت والله ان يريداك الا أن يفتناك عن دينك وخرجا
به وفتنوه فافتتن قال فنزلت يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله قال عمر رضي الله عنه
فكتبت إلى هشام فقدم * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله يا عبادي الذين أسرفوا على
أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله وذلك أن أهل مكة قالوا يزعم محمد ان من عبد الأوثان ودعا مع الله إلها آخر وقتل
النفس التي حرم الله لم يغفر له فكيف نهاجر ونسلم وقد عبدنا الآلهة وقتلنا النفس ونحن أهل الشرك فأنزل
الله يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا وقال وأنيبوا إلى
ربكم وأسلموا له وانما يعاتب الله أولى الألباب وانما الحلال والحرام لأهل الايمان فإياهم عاتب وإياهم أمر إذا
أسرف أحدهم على نفسه أن لا يقنط من رحمة الله وان يتوب ولا يضن بالتوبة على ذلك الاسراف والذنب
الذي عمل وقد ذكر الله تعالى في سورة آل عمران المؤمنين حين سألوا المغفرة فقالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا
في أمرنا فينبغي ان يعلم أنهم كانوا يصيبون الامرين فأمرهم بالتوبة * وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار
قال نزلت هذه الآيات الثلاث بالمدينة في وحشى وأصحابه يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم إلى قوله وأنتم
لا تشعرون * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال نزلت هذه الآيات في عياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد ونفر
من المسلمين كانوا أسلموا ثم فتنوا وعذبوا فافتتنوا فكنا نقول لا يقبل الله من هؤلاء صرفا ولا عدلا أبدا أقوام
أسلموا ثم تركوا دينهم بعذاب عذبوه فنزلت هؤلاء الآيات وكان عمر بن الخطاب كاتبا فكتبها بيده ثم كتب بها إلى
عياش والوليد وإلى أولئك النفر فأسلموا وهاجروا * وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه
والبيهقي في شعب الايمان عن ثوبان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أحب ان لي الدنيا وما فيها
بهذه الآية يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم إلى آخر الآية فقال رجل يا رسول الله فمن أشرك فسكت النبي
صلى الله عليه وسلم قال الا ومن أشرك ثلاث مرات * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه
وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وابن مردويه عن أسماء بنت يزيد سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقرأ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي انه
هو الغفور الرحيم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في حسن الظن وابن جرير وابن أبي حاتم
والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود انه مر على قاص يذكر الناس فقال يا مذكر الناس لا تقنط
الناس ثم قرأ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله * وأخرج ابن جرير عن ابن سيرين قال
قال على أي آية أوسع فجعلوا يذكرون آيات من القرآن من يعمل سوأ أو يظلم نفسه لآية ونحوها فقال على
رضي الله عنه ما في القرآن أوسع آية من يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية قد دعا الله إلى مغفرته من
زعم أن المسيح هو الله ومن زعم أن المسيح ابن الله ومن زعم أن عزيرا ابن الله ومن زعم أن الله فقير ومن زعم أن يد
الله مغلولة ومن زعم أن الله ثالث ثلاثة يقول الله تعالى لهؤلاء أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور
رحيم ثم دعا لي توبته من هو أعظم قولا من هؤلاء من قال أنا ربكم الأعلى وقال ما علمت لكم من اله غيري قال ابن
عباس رضي الله عنهما من آيس العباد من التوبة بعد هذا فقد جحد كتاب الله ولكن لا يقدر العبد أن يتوب حتى
يتوب الله عليه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال إن إبليس قال يا رب زدني قال
صدورهم مساكن لكم وتجرون منهم مجرى الدم قال يا رب زدني قال اجلب عليهم بخيلك ورحلك وشاركهم في
الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا فقال آدم عليه السلام يا رب قد سلطته على وإني لا أمتنع
331

منه الا بك فقال لا يولد لك ولد الا وكلت به من يحفظه من قرناء السوء قال يا رب زدني قال الحسنة عشرا أو أزيد
والسيئة واحدة أو أمحوها قال يا رب زدني قال باب التوبة مفتوح ما كان الروح في الجسد قال يا رب زدني قال
يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم
* وأخرج أحمد وأبو يعلى والضياء عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي
نفسي بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم لغفر لكم والذي نفس محمد بيده لو لم
تخطئوا لجاء الله بقوم يخطئون ثم يستغفرون فيغفر لهم * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم عن أبي أيوب الأنصاري
رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لولا انكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيغفر لهم
* وأخرج الخطيب عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أوحى الله إلى داود عليه السلام يا داود ان العبد من عبيدي
ليأتيني بالحسنة فاحكمه في قال داود عليه السلام وما تلك الحسنة قال كربة فرجها عن مؤمن قال
داود عليه السلام اللهم حقيق على من عرفك حق معرفتك أن لا يقنط منك * وأخرج الحكيم الترمذي
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل عليه السلام يا محمد ان
الله يخاطبني يوم القيامة فيقول يا جبريل مالي أرى فلان بن فلان في صفوف أهل النار فأقول يا رب انا لم نجد له
حسنة يعود عليه خيرها اليوم فيقول الله انى سمعته في دار الدنيا يقول يا حنان يا منان فأته فاسأله فيقول
وهل من حنان ومنان غيري فآخذ بيده من صفوف أهل النار فادخله في صفوف أهل الجنة * وأخرج ابن
الضريس وأبو القاسم بن بشير في أماليه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إن الفقيه كل الفقيه من لم
يقنط الناس من رحمة الله تعالى ولم يرخص لهم في معاصيه ولم يؤمنهم عذاب الله ولم يدع القرآن رغبة منه إلى
غيره انه لا خير في عبادة لا علم فيها ولا علم لا فهم فيه ولا قراءة لا تدبر فيها * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن يسار
رضي الله عنه قال إن للمقنطين جسرا يطأ الناس يوم القيامة على أعناقهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن
عائشة رضي الله عنها انها قالت ألم أحدث انك تعظ الناس قال بلى قالت فإياك واهلاك الناس وتقنيطهم * وأخرج
عبد الرزاق وابن المنذر عن زيد بن أسلم رضي الله عنه ان رجلا كان في الأمم الماضية يجتهد في العبادة ويشدد على
نفسه ويقنط الناس رحمة الله تعالى ثم مات فقال أي رب مالي عندك قال النار قال فأين عبادتي واجتهادي
فقيل له كنت تقنط الناس من رحمتي وانا أقنطك اليوم من رحمتي * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال ذكر لنا ان ناسا أصابوا في الشرك عظاما فكانوا يخافون أن لا يغفر لهم
فدعاهم الله بهذه الآية يا عبادي الذين أسرفوا الآية * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مجلز لا حق بن حميد
السدوسي قال لما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
ان الله يغفر الذنوب جميعا إلى آخر الآية قام نبي الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس وتلا عليهم فقام رجل فقال
يا رسول الله والشرك بالله فسكت فأعاد ذلك ما شاء الله فأنزل الله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن
يشاء * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم إلى قوله وأنيبوا إلى
ربكم واسلموا له قال عكرمة رضي الله عنه قال ابن عباس رضي الله عنهما فيها علقة وأنيبوا إلى ربكم * قوله تعالى
(وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه وأنيبوا إلى ربكم
وأسلموا قال اقبلوا إلى ربكم * وأخرج ابن المنذر عن عبيد بن يعلى رضي الله عنه قال الإنابة الدعاء * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت
الآيات قال أخبر الله سبحانه ما العباد قائلون قبل أن يقولوه وعملهم قيل إن يعملوه ولا ينبئك مثل خبير أن تقول
نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين يقول 7 المحلوقين أو تقول لو أن الله هداني
لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين يقول من المهتدين فأخبر
الله سبحانه وتعالى انهم لو ردوا لم يقدروا على الهدى قال الله تعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون
وقال ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة قال ولو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى كما حلنا
332

بينهم وبينه أول مرة في الدنيا * وأخرج آدم بن أبي اياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الأسماء
والصفات عن مجاهد رضي الله عنه في قوله على ما فرطت في جنب الله قال في ذكر الله * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن قتادة رضي الله عنه أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين قال فلم
يكفه أن ضيع طاعة الله تعالى حتى جعل يسخر باهل طاعة الله قال هذا قول صنف منهم أو تقول لو أن الله
هداني لكنت من المتقين قال هذا قول صنف منهم آخر أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من
المحسنين قال لو رجعت إلى الدنيا قال هذا قول صنف آخر يقول الله ردا لقولهم وتكذيبا لهم بلى قد جاءتك
آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين * وأخرج أحمد والنسائي والحاكم وصححه وابن مردويه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول لو
أن الله هداني فيكون عليه حسرة وكل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيحمد الله فيكون له شكرا ثم تلا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله * وأخرج ابن مردويه عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما جلس قوم مجلسا لا يذكرون الله فيه الا كان
عليهم حسرة يوم القيامة وان كانوا من أهل الجنة يرون ثواب كل مجلس ذكروا الله فيه ولا يرون ثواب ذلك
المجلس فيكون عليهم حسرة * وأخرج البخاري في تاريخه والطبراني وابن مردويه عن أبي بكرة رضي الله عنه
قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين
* وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ بلى قد جاءتك آياتي بنصب الكاف فكذبت بها واستكبرت وكنت من
الكافرين بنصب التاء فيهن كلهن وينجي الله الذين اتقوا بمفازاتهم على الجماع * قوله تعالى (أليس في جهنم
مثوى للمتكبرين) * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب والترمذي وحسنه والنسائي وابن مردويه
والبيهقي في شعب الايمان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر المتكبرون
يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يشربون من عصارة
أهل النار طينة الخبال * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
المتكبرين يوم القيامة يجعلون في توابيت من نار يطبق عليهم ويجعلون في الدرك الأسفل من النار * وأخرج
عبد بن حميد والبيهقي عن كعب رضي الله عنه قال يحشر المتكبرون يوم القيامة رجالا في صور الذر يغشاهم الذل
من كل مكان يسلكون في نار الأنيار يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجاء بالجبارين والمتكبرين رجالا في صور الذر يطؤهم
الناس من هوانهم على الله حتى يقضى بين الناس ثم يذهب بهم إلى نار الأنيار قيل يا رسول الله وما نار الأنيار قال
عصارة أهل النار * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم قال بأعمالهم
* قوله تعالى (الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل) * أخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسألنكم الناس عن كل شئ حتى يسألوكم هذا الله خالق
كل شئ فمن خلق الله فان سئلتم فقولوا الله كان قبل كل شئ وهو خالق كل شئ وهو كائن بعد كل شئ والله أعلم
* قوله تعالى (له مقاليد السماوات والأرض) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله له مقاليد السماوات والأرض قال مفاتيحها * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه له مقاليد السماوات قال مفاتيح بالفارسية * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة والحسن رضي الله عنهما له مقاليد السماوات والأرض مفاتيحها
* وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة فقال
انى رأيت في غداتي هذه كأني أتيت بالمقاليد والموازين فاما المقاليد فالمفاتيح وأما الموازين فموازينكم هذه التي
تزنون بها وجئ بالموازين فوضعت ما بين السماء والأرض ثم وضعت في كفة وجئ بالأمة فوضعت في الكفة
الأخرى فرجحت بهم ثم جئ بابى بكر فوضع في كفة فوزن بهم ثم جئ بعمر فوضع في كفة والأمة في كفة فوزنهم
ثم رفعت الميزان * وأخرج أبو يعلى ويوسف القاضي في سننه وأبو الحسن القطان في المطولات وابن السني في عمل
333

يوم وليلة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن قول الله تعالى له مقاليد السماوات والأرض قال لا إله إلا الله أكبر سبحان الله والحمد لله أستغفر
الله الذي لا اله الا هو الأول والآخر والظاهر والباطن يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ
قدير يا عثمان من قالها كل يوم مائة مرة أعطى بها عشر خصال أما أولها فيغفر له ما تقدم من ذنبه وأما الثانية
فيكتب له براءة من النار وأما الثالثة فيوكل به ملكان يحفظانه في ليله ونهاره من الآفات والعاهات وأما الرابعة
فيعطى قنطارا من الاجر وأما الخامسة فيكون له أجر من أعتق مائة رقبة محررة من ولد إسماعيل وأما السادسة
فيزوج من الحور العين وأما السابعة فيحرس من إبليس وجنوده وأما الثامنة فيعقد على رأسه تاج الوقار وأما
التاسعة فيكون مع إبراهيم وأما العاشرة فيشفع في سبعين رجلا من أهل بيته يا عثمان ان استطعت فلا تفوتك يوما
من الدهر تفز بها مع الفائزين وتسبق بها لأولين والآخرين * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان عثمان بن عفان رضي الله عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أخبرني عن مقاليد السماوات
والأرض فقال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة لا بالله العلى العظيم الأول والآخرة
والظاهر والباطن بيده الخير يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير يا عثمان من قالها إذا أصبح عشر مرات وإذا
أمسى أعطاه الله ست خصال أما أولهن فيحرس من إبليس وجنوده وأما الثانية فيعطى قنطارا من الاجر وأما
الثالث فيتزوج من الحور العين وأما الرابعة فيغفر له ذنوبه وأما الخامسة فيكون مع إبراهيم وأما السادسة
فيحضره اثنا عشر ملكا عند موته يبشرونه بالجنة ويزفونه من قبره إلى الموقف فان أصابه شئ من أهل ويل يوم
القيامة قالوا له لا تخف انك من الآمنين ثم يحاسبه الله حسابا يسيرا ثم يؤمر به إلى الجنة يزفونه إلى الجنة من موقفه
كما تزف العروس حتى يدخلوه الجنة بإذن الله والناس في شدة الحساب * وأخرج الحارث بن أبي أسامة وابن
مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سئل عثمان بن عفان رضي الله عنه عن مقاليد السماوات والأرض فقال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
من كنوز العرش * وأخرج العقيلي والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عمر رضي الله عنهما ان عثمان رضي الله عنه
سال النبي صلى الله عليه وسلم عن تفسير له مقاليد السماوات والأرض فقال للنبي صلى الله عليه وسلم ما سألني
عنها أحد تفسيرها لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والله أكبر وأستغفر الله ولا حول ولا قوة الا بالله الأول
والآخر والظاهر والباطن بيده الخير يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه
له مقاليد السماوات والأرض له مفاتيح خزائن السماوات والأرض * قوله تعالى (قل أفغير الله تأمرون
أعبد أيها الجاهلون) الآيتين * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان قريشا دعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ويزوجوه ما أراد من النساء ويطأون عقبه فقالوا له هذا
لك عندنا يا محمد وتكف عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء فان لم تفعل فانا نعرض عليك خصلة واحدة هي لنا ولك
7 فدلوه قال حتى أنظر ما يأتيني من ربى فجاء الوحي قل يا أيها الكافرون إلى آخر السورة وأنزل الله عليه قل أفغير
الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من
الخاسرين * وأخرج البيهقي في الدلائل عن الحسن رضي الله عنه قال قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم
إياك وأجدادك يا محمد فأنزل الله قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون إلى قوله بل الله فاعبد وكن من
الشاكرين * قوله تعالى (وما قدر والله حق قدره) الآية * أخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن
حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر والدارقطني في الأسماء والصفات عن ابن
مسعود رضي الله عنه قال جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد انا نجد ان الله يحمل
السماوات يوم القيامة على أصبع والأرضين على أصبع والشجر على أصبع والماء والثرى على أصبع وسائر
الخلق على أصبع فيقول انا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم
قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة * وأخرج أحمد
334

والترمذي وصححه وابن جرير وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر يهودي برسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو جالس قال كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السماوات على ذه وأشار بالسبابة
والأرضين على ذه والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه كل ذلك يشير بأصابعه فأنزل الله وما قدروا الله حق قدره
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال
تكلمت اليهود من صفة الرب فقالوا ما لم يعلموه وما لم يروا فأنزل الله وما قدروا الله حق قدره * وأخرج ابن أبي حاتم
عن الحسن رضي الله عنه قال اليهود نظروا في خلق السماوات والأرض والملائكة فلما زاغوا أخذوا يقدرونه
فأنزل الله وما قدروا الله حق قدره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه
قال لما نزلت وسع كرسيه السماوات والأرض قالوا يا رسول الله هذا لكرسي هكذا فكيف بالعرش فأنزل الله
وما قدروا الله حق قدره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة
وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض * وأخرج
سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ
هذه الآية ذات يوم على المنبر وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات
بيمينه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده ويحركها يقبل بها ويدبر يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا
المتكبر أنا الملك أنا العزيز أنا الكريم فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرن به * وأخرج
أحمد وعبد بن حميد والترمذي والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال حدثتني عائشة رضي الله عنها انها سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية وما قدروا الله حق
قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه قال يقول أنا الجبار أنا أنا ويمجد نفسه فرجف
برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى أن قلنا ليخرن به قالوا فأين الناس يومئذ يا رسول الله قال على جسر جهنم
* وأخرج البزار وابن عدي وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية على المنبر وما قدروا الله حق قدره حتى بلغ عما يشركون فقال المنبر هكذا
فذهب وجاء ثلاث مرات * وأخرج أبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن
عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة جمع الله السماوات السبع
والأرضين السبع في قبضته ثم يقول أنا الله أنا الرحمن أنا الملك أنا القدوس أنا السلام أنا المؤمن أنا المهيمن أنا
العزيز أنا الجبار أنا المتكبر أنا الذي بدأت الدنيا ولم تك شيئا أنا الذي أعيدها أين الملوك أين الجبارون * وأخرج
الطبراني بسند ضعيف عن جرير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفر من أصحابه أنا قارئ
عليكم آيات من آخر الزمر فمن بكى منكم وجبت له الجنة فقرأها من عند وما قدروا الله حق قدره إلى آخر السورة
فمنا من بكى ومنا من لم يبك فقال الذين لم يبكوا يا رسول الله لقد جهدنا أن نبكي فلم نبك فقال انى سأقرؤها عليكم
فمن لم يبك فليتباك * وأخرج الطبراني بسند مقارب وأبو الشيخ في العظمة عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يقول ثلاث خلال غيبتهن عن عبادي لو رآهن رجل ما عمل
سوأ أبدا لو كشفت غطائي فرآني حتى استيقن ويعلم كيف أعمل بخلقي إذا أمتهم وقبضت السماوات بيدي ثم
قبضت الأرضين ثم قلت أنا الملك من ذا الذي له الملك دوني ثم أريهم الجنة وما أعددت لهم فيها من كل خير فيستيقنوا
بها وأريهم النار وما أعددت لهم فيها من كل شر فيستيقنوا بها ولكن عمدا غيبت عنهم ذلك لأعلم كيف
يعملون وقد بينته لهم * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن مسروق رضي الله عنه ان نبي الله صلى الله
عليه وسلم قال ليهودي إذ ذكر من عظمة ربنا فقال السماوات على الخضر والأرضون على البنصر والجبال على
الوسطى والماء على السبابة وسائر الخلق على الابهام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قدروا الله حق
335

قدره والأرض جميعا قبضته * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال يطوى الله السماوات بما فيها من الخليقة والأرضين السبع بما فيها من الخليقة يطوى كما بيمينه يكون ذلك في
يده بمنزلة خردلة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه والسماوات مطويات بيمينه * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه قال كلهن
في يمينه * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن شيبان النحوي رضي الله عنه وما قدروا الله حق قدره
والأرض جميعا قبضته يوم القيامة قال لم يفسرها قتادة * وأخرج البيهقي عن سفيان بن عيينة رضي الله عنه قال
كل ما وصف الله من نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي ذر
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدري ما الكرسي قلت لا قال ما في السماوات وما في الأرض
وما فيهن في الكرسي الا كحلقة ألقاها ملق في الأرض وما الكرسي في العرش الا كحلقة ألقاها ملق في الأرض
وما الماء في الريح الا كحلقة ألقاها ملق في ارض فلاة وما جميع ذلك في قبضة الله عز وجل الا كحبة وأصغر من الحبة
في كف أحدكم وذلك قوله والأرض جميعا قبضته يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال ما في السماوات السبع والأرضين السبع في يد الله عز وجل الا كخردلة في يد أحدكم * وأخرج ابن جرير عن
عائشة رضي الله عنها قالت سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله والأرض جميعا قبضته يوم القيامة فأين الناس
يومئذ قال على الصراط * وأخرج ابن جرير عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم حبر من اليهود فقال أرأيت إذ يقول الله عز وجل في كتابه والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات
مطويات بيمينه فأين الخلق عند ذلك قال هم كرتم الكتاب * قوله تعالى (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات
ومن في الأرض) الآية * أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة وابن جرير وابن
مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رجل من اليهود بسوق المدينة والذي اصطفى موسى على البشر فرفع
رجل من الأنصار يده فلطمه قال أتقول هذا وفينا رسول الله فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قال
الله ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون
فأكون أول من يرفع رأسه فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدرى أرفع رأسه قبلي أو كان ممن استثنى
الله عز وجل * وأخرج أبو يعلى والدارقطني في الافراد وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سئل جبريل عليه السلام عن هذه الآية فصعق من
في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله من الذين لم يشاء الله أن يصعقهم قال هم الشهداء مقلدون بأسيافهم
حول عرشه تتلقاهم الملائكة عليهم السلام يوم القيامة إلى المحشر بنجائب من ياقوت أزمتها الدر برحائل السندس
والاستبرق نمارها ألين من الحرير مد خطاها مد أبصار الرجل يسيرون في الجنة يقولون عند طول البرهة
انطلقوا بنا إلى ربنا ننظر كيف يقضى بين خلقه يضحك إليهم الهى وإذا ضحك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه
* وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن أبي هريرة فصعق من في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله
قال هم الشهداء ثنية الله تعالى * وأخرج سعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد
ابن جبير في قوله الا من شاء الله قال هم الشهداء ثنية الله متقلدي السيوف حول العرش * وأخرج الفريابي وعبد
ابن حميد وأبو نصر السجزي في الإبانة وابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفخ في الصور
فصعق من في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين استثنى الله قال جبريل
وميكائيل وملك الموت وإسرافيل وحملة العرش فإذا قبض الله أرواح الخلائق قال لملك الموت من بقى وهو أعلم
فيقول رب سبحانك رب تعاليت ذا الجلال والاكرام بقى جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت فيقول خذ نفس
ميكائيل فيقع كالطود العظيم فيقول يا ملك الموت من بقى فيقول سبحانك رب ذا الجلال والاكرام بقى جبريل
وملك الموت فيقل مت يا ملك الموت فيموت فيقول يا جبريل من بقى فيقول سبحانك يا ذا الجلال والاكرام بقى
جبريل وهو من الله بالمكان الذي هو به فيقول يا جبريل ما بد من موتك فيقع ساجدا يخفق بجناحيه يقول
336

سبحانك رب تبارك وتعاليت ذا الجلال والاكرام أنت الباقي وجبريل الميت الفاني ويأخذ روحه في الخفقة
التي يخفق فيها فيقع على حيز من فضل خلقه على خلق ميكائيل كفضل الطود العظيم * وأخرج ابن مردويه
والبيهقي في البعث عن أنس رفعه في قوله ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله
الآية قال فكان ممن استثنى الله جبريل وميكائيل وملك الموت فيقول الله وهو أعلم يا ملك الموت من بقى فيقول بقى
وجهك الكريم وعبدك جبريل وميكائيل وملك الموت فيقول توف نفس ميكائيل ثم يقول وهو أعلم يا ملك الموت
من بقى فيقول بقى وجهك الكريم وعبدك جبريل وملك الموت فيقول توف نفس جبريل ثم يقول وهو أعلم يا ملك
الموت من بقى فيقول بقى وجهك الباقي الكريم وعبدك ملك الموت وهو ميت فيقول مت ثم ينادى أنا بدأت الخلق
وأنا أعيده فأين الجبارون المتكبرون فلا يجيبه أحد ثم ينادى لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد فيقول هو لله الواحد
القهار ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون * وأخرج ابن المنذر عن جابر فصعق من في السماوات ومن في
الأرض الا من شاء الله قال استثنى موسى عليه السلام لأنه كان صعق قبل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
عن عكرمة رضي الله عنه الا من شاء الله قال هم حملة العرش * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال ما يبقى أحد الا مات وقد استثنى والله أعلم بثنياه * وأخرج
أحمد ومسلم عن عمر قال قال رسول الله عليه وسلم يخرج الدجال في أمتي فيمكث فيهم أربعين يوما وأربعين عاما أو
أربعين شهرا أو أربعين ليلة فيبعث الله عيسى بن مريم عليه السلام كأنه عروة بن مسعود الثقفي فيطلبه فيهلكه
الله تعالى ثم يلبث الناس بعده سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يبعث الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى أحد في
قلبه مثقال ذرة من الايمان الا قبضته حتى لو كان أحدهم في كبد جبل لدخلت عليه ويبقى شرار الناس في خفة
الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا فيتمثل لهم الشيطان فيقول الا تستجيبون فيأمرهم
بالأوثان فيعبدوها وهم في ذلك دارة أرزاقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد الا صغى وأول من
يسمعه رجل يلوط حوضه فيصعق ثم لا يبقى أحد الا صعق ثم يرسل الله مطرا كأنه الطل فتنبت منه أجساد الناس ثم
ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ثم يقال يا أيها الناس هلموا إلى ربكم وقفوهم انهم مسؤلون ثم يقال اخرجوا
بعث النار فيقال من كم فيقال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فذلك يوم يجعل الولدان شيبا وذلك يوم يكشف
عن ساق * وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين
النفختين أربعون قالوا يا أبا هريرة أربعون يوما قال أبيت قالوا أربعون شهرا قال أبيت قالوا أربعون عاما قال أبيت
ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل وليس من الانسان شئ الا يبلى الا عظما واحدا وهو عجب الذنب
ومنه يركب الخلق يوم القيامة * وأخرج أبو داود في البعث وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال ينفخ في الصور والصور كهيئة القرن فصعق من في السماوات ومن في الأرض وبين النفختين
أربعون عاما فيمطر الله في تلك الأربعين مطرا فينبتون من الأرض كما ينبت البقل ومن الانسان عظم لا تأكله
الأرض عجب ذنبه ومنه يركب جسده يوم القيامة * واخرج ابن أبي عاصم في السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ابن آدم تأكله الأرض الا عجب الذنب ينبت ويرسل الله ماء الحياة فينبتون منه
نبات الخضر حتى إذا خرجت الأجساد أرسل الله الأرواح فكان كل روح أسرع إلى صاحبه من الطرف ثم ينفخ
في الصور فإذا هم قيام ينظرون * وأخرج ابن المبارك عن الحسن قال بين النفختين أربعون سنة الأولى يميت الله
بها كل حي والأخرى يحيى الله بها كل ميت * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي
وحسنه والنسائي وابن المنذر وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عمر وأن
أعرابيا سال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصورة فقال قرن ينفخ فيه * وأخرج مسدد وعبد بن حميد وابن المنذر
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال الصور كهيئة القرن ينفخ فيه * وأخرج سعيد بن منصور واحمد وعبد بن حميد
والترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن حبان وابن خزيمة وابن المنذر والحاكم وابن مردويه والبيهقي في البعث
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن
337

وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر فينفخ قال المسلمون كيف نقول يا رسول الله قال قولوا حسبنا الله ونعم
الوكيل على الله توكلنا * وأخرج أبو الشيخ وصححه وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعدا ينظر العرض مخافة أن يؤمر بالصيحة قبل أن يرتد
إليه طرفه كان عينيه كوكبان دريان * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وهو صاحب
الصور يعنى إسرافيل * وأخرج ابن ماجة والبزار وابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان صاحبي الصور بأيديهما قرنان يلاحظان النظر حتى يؤمران * وأخرج البزار والحاكم
عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من صباح الا وملكان موكلان بالصور ينتظران
متى يؤمران فينفخان * وأخرج أحمد والحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
النافخان في السماء الثانية رأس أحدهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب ينتظران متى يؤمران أن ينفخا في الصور
فينفخا * وأخرج عبد بن حميد والطبراني في الأوسط بسند حسن عن عبد الله بن الحارث قال كنت عند عائشة
رضي الله عنها وعندها كعب رضي الله عنه فذكر إسرافيل عليه السلام فقالت عائشة أخبرني عن إسرافيل عليه
السلام قال له أربعة أجنحة جناحان في الهواء وجناح قد تسرول به وجناح على كاهله والقلم على أذنه فإذا نزل
الوحي كتب القلم ودرست الملائكة وملك الصور أسفل منه جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب الأخرى فالتقم
الصور فحنى ظهره وطرفه إلى إسرافيل ضم جناحيه ان ينفخ في الصور * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي بكر
الهذلي قال إن ملك الصور الذي وكل به إحدى قدميه لفي الأرض السابعة وهو جاث على ركبتيه شاخص
ببصره إلى إسرافيل عليه السلام ما طرف منذ خلقه الله ينظر متى يشير إليه فينفخ في الصور * وأخرج أبو الشيخ
عن وهب رضي الله عنه قال خلق الله الصور من لؤلؤة بيضاء في صفاء الزجاجة ثم قال للعرش خذ الصور فتعلق به
ثم قال كن فكان إسرافيل فأمره أن يأخذ الصور فاخذه وبه ثقب بعدد كل روح مخلوقة ونفس منفوسة لا يخرج
روحا من مثقب واحد وفي وسط الصور كوة كاستدارة السماء والأرض وإسرافيل عليه السلام واضع فمه على تلك
الكوة ثم قال له الرب عز وجل قد وكلتك بالصور فأنت للنفخة وللصيحة فدخل إسرافيل في مقدمة العرش فادخل
رجله اليمنى تحت العرش وقدم اليسرى ولم يطرف منذ خلقه الله تعالى لينظر ما يؤمر به * وأخرج أحمد وأبو
داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن أوس بن أوس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من
أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه نفخة الصور وفيه الصعقة * وأخرج ابن جرير عن الحسن
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كأني أنفض رأسي من التراب أول خارج فالتفت فلا أرى أحد الا موسى متعلقا
بالعرش فلا أدرى أممن استثنى الله أن لا تصيبه النفخة فبعث قبلي * وأخرج ابن جرير عن السدى فصعق قال مات
الا من شاء الله قال جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ثم نفخ فيه أخرى قال في الصور * وأخرج عبد بن حميد
عن أبي عمران الجوني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث الله إلى صاحب الصور فاخذه فأهوى بيده إلى
فيه فقدم رجلا وأخر رجلا حتى يؤمر فينفخ فاتقوا النفخة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن مردويه
عن ابن عباس في قوله ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن الأرض قال نفخ فيه أول مرة فصاروا عظاما
ورفاتا ثم نفخ فيه الثانية فإذا هم قيام ينظرون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان نبي الله
صلى الله عليه وسلم قال أتاني ملك فقال يا محمد اختر نبيا ملكا أو نبيا عبدا قال فأومأ إلى جبريل ان تواضع فقلت نبيا
عبدا فأعطيت خصلتين ان جعلت أول من تنشق عنه الأرض وأول شافع فارفع رأسي فأجد موسى آخذ بالعرش
فالله أعلم أصعق لهذه الصعقة الأولى أم أفاق قبلي ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون * وأخرج عبد بن حميد
عن إبراهيم عن أبيه قال كنت جالسا عند عكرمة فذكروا الذين يغرقون في البحر فقال عكرمة الحمد لله الذين
يغرقون في البحار فلا يبقى منهم شئ الا العظام فتقلبها الأمواج حتى تلقيها إلى البر فتمكث العظام حينا حتى تصير
حائلة نخرة فتمر بها الإبل فتأكلها ثم تسير الإبل فتبعر ثم يجئ بعدهم قوم فينزلون فيأخذون ذلك البعر فيوقدونه
338

في تلك النار فتجئ ريح فتلقى ذلك الرماد على الأرض فإذا جاءت النفخة قال الله فإذا هم قيام ينظرون فخرج أولئك
وأهل القبور سواء * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن العاصي قال ينفخ في الصور النفخة الأولى من باب إيليا
الشرقي أو قال الغربي والنفخة الثانية من باب آخر * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال بلغني ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال بين النفختين أربعون يقول الحسن فلا ندري أربعين سنة أو أربعين شهرا أو أربعين ليلة
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين النفختين أربعون قال أصحابه
فما سألناه عن ذلك وما زاد غير أنهم كانوا يرون من رأيهم انها أربعون سنة قال وذكر لنا انه يبعث في تلك الأربعين
مطر يقال له مطر الحياة حتى تطيب الأرض وتهتز وتنبت أجساد الناس نبات البقل ثم ينفخ النفخة الثانية فإذا هم
قيام ينظرون * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة في قوله ونفخ في الصور قال الصور مع إسرافيل عليه السلام وفيه
أرواح كل شئ يكون فيه ثم نفخ فيه نفخة الصعقة فإذا نفخ فيه نفخة البعث قال الله بعزتي ليرجعن كل روح إلى
جسده قال ودارة منها أعظم من سبع سماوات ومن الأرض فحلق الصور على إسرافيل وهو شاخص ببصره إلى
العرش حتى يؤمر بالنفخة فينفخ في الصور * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله ونفخ في الصور الآية قال الأولى
من الدنيا والأخيرة من الآخرة * وأخرج عبد بن حميد وعلي بن سعيد في كتاب الطاعة والعصيان وأبو يعلى وأبو
الحسن القطان في المطولات وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو موسى المديني كلاهما في
المطولات وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في البعث والنشور عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول وعنده طائفة من أصحابه ان الله تبارك وتعالى لما فرغ من خلق السماوات والأرض خلق الصور فأعطاه
إسرافيل فهو واضعه على فيه شاخص بصره إلى السماء فينظر متى يؤمر فينفخ فيه قلت يا رسول الله وما الصور قال
القرن قلت فكيف هو قال عظيم والذي بعثني بالحق ان عظم دارة فيه لعرض السماوات والأرض فينفخ فيه النفخة
الأولى فيصعق من في السماوات ومن في الأرض ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون لرب العالمين فيأمر الله
إسرافيل عليه السلام في النفخة الأولى ان يمدها ويطولها فلا يفتر وهو الذي يقول الله ما ينظر هؤلاء الا صيحة
واحدة مالها من فواق فيسير الله الجبال فتكون سرابا وترتج الأرض بأهلها رجا فتكون كالسفينة الموسقة في البحر
تضربها لرياح تنكفأ بأهلها كالقناديل المعلقة بالعرش تميلها الرياح وهي التي يقول الله يوم ترجف الراجفة تتبعها
الرادفة قلوب يومئذ واجفة فيميد الناس على ظهرها وتذهل المراضع وتضع الحوامل وتشيب الولدان وتطير
الشياطين هاربة من الفزع حتى تأتى الأقطار فتلقاها الملائكة فتضرب وجوهها فترجع وتولى الناس به مدبرين
ينادى بعضهم بعضا فبينما هم على ذلك إذ تصدعت الأرض كل صدع من قطر إلى قطر فرأوا أمرا عظيما لم يروا
مثله وأخذهم لذلك من الكرب والهول ما الله به عليم ثم نظروا إلى السماء فإذا هي كالمهل ثم انشقت وانتثرت
نجومها وخسف شمسها وقمرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والأموات لا يعلمون شيئا من ذلك فقلت يا رسول
الله فمن استثنى الله حين يقول ففزع من في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله قال أولئك الشهداء وانما يصل
الفزع إلى الاحياء وهم أحياء عند ربهم يرزقون ووقاهم الله فزع ذلك اليوم وآمنهم منه وهو الذي يقول الله
يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم إلى قوله ولكن عذاب الله شديد فينفخ نفخة الصور فيصعق أهل
السماوات وأهل الأرض الا من شاء الله فإذا هم خمود ثم يجئ ملك الموت إلى الجبار فيقول يا رب قد مات أهل
السماوات وأهل الأرض الا من شئت فيقول وهو أعلم فمن بقى فيقول يا رب بقيت أنت الحي الذي لا يموت وبقى
حملة عرشك وبقى جبريل وميكائيل وإسرافيل وبقيت أنا فيقول الله ليمت جبريل وميكائيل وإسرافيل وينطق
الله العرش فيقول يا رب تمت جبريل وميكائيل وإسرافيل فيقول الله له اسكت فإني كتبت الموت على من كان
تحت عرشي فيموتون ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار فيقول يا رب قد مات جبريل وميكائيل وإسرافيل فيقول
الله عز وجل وهو أعلم فمن بقى فيقول يا رب بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقى حملة عرشك وبقيت أنا فيقول الله
له ليمت حملة عرشي فيموتون ويأمر الله العرش فيقبض الصور ثم يأتي ملك الموت الرب عز وجل فيقول يا رب مات
حملة عرشك فيقول الله وهو أعلم فمن بقى فيقول يا رب بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقيت أنا فيقول الله له أنت
339

خلق من خلقي خلقتك لما رأيت فمت فيموت فإذا لم يبق الا الله الواحد القهار الصمد الذي لم يلد ولم يولد كان آخرا
كما كان أولا طوى السماوات والأرض كطي السجل للكتاب ثم قال بهما فلفهما ثم قال أنا الجبار أنا الجبار ثلاث
مرات ثم هتف بصوته لمن الملك اليوم لمن الملك اليوم لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد ثم يقول لنفسه الله الواحد
القهار يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات فبسطها وسطحها ثم مدها مد الأديم العكاظي لا ترى فيها عوجا
ولا أمتا ثم يزجر الله الخلق زجرة واحدة فإذا هم في هذه المبدلة من كان في بطنها كان في بطنها ومن كان على ظهرها
كان على ظهرها ثم ينزل الله عليكم ماء من تحت العرش فيأمر الله السماء أن تمطر فتمطر أربعين يوما حتى يكون
الماء فوقكم اثنى عشر ذراعا ثم يأمر الله الأجساد أن تنبت فتنبت نبات 7 الطوانيت كنبات البقل حتى إذا تكاملت
أجسامهم وكانت كما كانت قال الله ليحيي حملة العرش فيحيون ويأمر الله إسرافيل فيأخذ الصور فيضعه على فيه ثم
يقول الله ليحيي جبريل وميكائيل فيحييان ثم يدعو الله بالأرواح فيؤتى بهن توهج أرواح المؤمنين نورا والأخرى ظلمة
فيقبضهن الله جميعا ثم يلقيها في الصور ثم يأمر إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث فتخرج الأرواح كأنها النحل قد
ملأت ما بين السماء والأرض فيقول وعزتي وجلالي ليرجعن كل روح إلى جسده فتدخل الأرواح في الأرض
إلى الأجساد فتدخل في الخياشيم تم تمشى في الأجساد كما يمشى السم في اللديغ ثم تنشق الأرض عنكم وأنا أول من
تنشق الأرض عنه فتخرجون منها سراعا إلى ربكم تنسلون مهطعين إلى الداعي يقول الكافرون هذا يوم عسر
حفاة عراة غلفا غرلا فبينما نحن وقوف إذ سمعنا حسا من السماء شديدا فينزل أهل سماء الدنيا بمثلي من في
الأرض من الجن والإنس حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت الأرض بنورهم ثم ينزل أهل السماء الثانية بمثلي من نزل
من الملائكة ومثلي من فيها من الجن والإنس حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت الأرض بنورهم وأخذوا مصافهم
ثم ينزل أهل السماء الثالثة بمثلي من نزل من الملائكة ومثلي من فيها من الجن والإنس حتى إذا دنوا من الأرض
أشرقت الأرض بنورهم وأخذوا مصافهم ثم ينزلون على قدر ذلك من التضعيف إلى السماوات السبع ثم ينزل
الجبار في ظلل من الغمام والملائكة يحمل عرشيه يومئذ ثمانية وهم اليوم أربعة أقدامهم على تخوم الأرض
السفلى والأرضون والسماوات إلى حجزهم والعرش على مناكبهم لهم زجل بالتسبيح فيقولون سبحان ذي العزة
والجبروت سبحان ذي الملك والملكوت سبحان الحي الذي لا يموت سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت سبوح
قدوس رب الملائكة والروح سبحان ربنا الأعلى الذي يميت الخلائق ولا يموت فيضع عرشه حيث يشاء من الأرض ثم
يهتف بصوته فيقول يا معشر الجن والإنس انى قد أنصت لكم منذ يوم خلقكم إلى يومكم هذا أسمع قولكم وأبصر
أعمالكم فانصتو إلى فإنما هي أعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن
الا نفسه ثم يأمر الله جهنم فيخرج منها عنق ساطع مظلم ثم يقول ألم أعهد إليكم يا بني آدم ان لا تعبدوا الشيطان انه
لكم عدو مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم إلى قوله وامتازوا اليوم أيها المجرمون فيميز بين الناس وتجثو
الأمم قال وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها ويقفون موقفا واحدا مقدار سبعين عاما لا يقضى بينهم
فيبكون حتى تنقطع الدموع ويدمعون دما ويعرقون عرقا إلى أن يبلغ ذلك منهم أن يلجمهم العرق وان يبلغ
الأذقان منهم فيصيحون ويقولون من يشفع لنا إلى ربنا فيقضى بيننا فيقولون ومن أحق بذلك من أبيكم آدم عليه
السلام فيطلبون ذلك إليه فيأبى ويقول ما أنا بصاحب ذلك ثم يستفزون الأنبياء نبيا نبيا كلما جاؤوا نبيا أبى عليهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأتوني فانطلق حتى آتي فاخر ساجدا قال أبو هريرة رضي الله عنه وربما
قال قدام العرش حتى يبعث إلى ملكا فيأخذ بعضدي فيرفعني فيقول لي يا محمد فأقول نعم يا رب فيقول ما شأنك وهو
أعلم فأقول يا رب وعدتني الشفاعة فشفعني في خلقك فاقض بينهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فارجع
فأقف مع الناس فيقضى الله بين الخلائق فيكون أول من يقضى فيه في الدماء ويأتي كل من قتل في سبيل الله
يحمل رأسه وتشخب أوداجه فيقولون يا ربنا قتلنا فلان وفلان فيقول الله وهو أعلم أقتلتم فيقولون يا ربنا
قتلنا لتكون العزة لك فيقول الله لهم صدقتم فيجعل لوجوههم نورا مثل نور الشمس ثم توصلهم الملائكة إلى
الجنة ويأتي من كان قتل على غير ذلك يحمل رأسه وتشخب أوداجه فيقولون يا ربنا قتلنا فلان وفلان فيقول لم
340

وهو أعلم فيقولون لتكون العزة لك فيقول الله تعستم ثم ما يبقى نفس قتلها الا قتل بها ولا مظلمة ظلمها الا أخذ
وكان في مشيئة الله تعالى ان شاء عذبه وان شاء رحمه ثم يقضى الله بين من بقى من خلقه حتى لا يبقى مظلمة لأحد
عند أحد الا أخذها الله تعالى للمظلوم من الظالم حتى أنه ليكلف يومئذ شائب اللبن للبيع الذي كان يشوب اللبن
بالماء ثم يبيعه فيكلف أن يخلص اللبن من الماء فإذا فرغ الله من ذلك نادى نداء أسمع الخلائق كلهم الا ليلحق كل
قوم بآلهتهم وما كانوا يعبدون من دون الله فلا يبقى أحد عبد من دون الله شيئا الا مثلث له آلهة بين يديه
ويجعل يومئذ من الملائكة على صورة عزيز ويجعل ملك من الملائكة على صورة عيسى فيتبع هذا اليهود وهذا
النصارى ثم يعود بهم آلهتهم إلى النار فهي التي قال الله لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون فإذا لم يبق
الا المؤمنون وفيهم المنافقون فيقال لهم يا أيها الناس ذهب الناس فالحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون فيقولون
والله ما لنا اله الا الله وما كنا نعبد غيره فيقال لهم الثانية والثالثة فيقولون مثل ذلك فيقول أنا ربكم فهل بينكم
وبين ربكم آية تعرفونه بها فيقولون نعم فيكشف عن ساق ويريهم الله ما شاء من الآية أن يريهم فيعرفون أنه
ربهم فيخرون له سجدا لوجوههم ويخر كل منافق على قفاه يجعل الله أصلابهم كصياصي البقر ثم يأذن الله لهم
فيرفعون رؤسهم ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم كدقة الشعر وكحد السيف عليه كلاليب وخطاطيف
وحسك كحسك السعدان دونه جسر دحض مزلة فيمرون كطرف العين وكلمح البرق وكمر الريح وكجياد الخيل وكجياد
الركاب وكجياد الرجال فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوش على وجهه في جهنم فإذا أفضى أهل الجنة إلى الجنة
فدخلوها فوالذي بعثني بالحق ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم
إذا دخلوا الجنة فدخل كل رجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله في الجنة واثنتين آدميتين من ولد آدم
لهما فضل على من أنشأ الله لعبادتهما في الدنيا فيدخل على الأولى منهن في غرفة من ياقوتة على سرير من ذهب
مكلل باللؤلؤ على سبعون زوجا من سندس واستبرق ثم انه يضع يده بين كتفيها فينظر إلى يدها من صدرها ومن
وراء ثيابها ولحمها وجلدها وانه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في الياقوتة كبدها له مرآة فبينما
هو عندها لا يملها ولا تمله ولا يأتيها مرة الا وجدها عذراء لا يفتران ولا يألمان فبينما هو كذلك إذ نودي فيقال
له انا قد عرفنا انك لا تمل ولا تمل وان لك أزواجا غيرها فيخرج فيأتيهن واحدة واحدة كلما جاء واحدة قالت له
والله ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك ولا شيئا في الجنة أحب إلى منك قال وإذا وقع أهل النار في النار وقع فيها خلق
من خلق الله أوبقتهم أعمالهم فمنهم ممن تأخذه النار إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه النار في جسده كله الا وجهه حرم
الله صورهم على النار فينادون في النار فيقولون من يشفع لنا إلى ربنا حتى يخرجنا من النار فيقولون ومن أحق
بذلك من أبيكم آدم فينطلق المؤمنون إلى آدم فيقولون خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وكلمك فيذكر آدم
ذنبه فيقول ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بنوح فإنه أول رسل الله فيأتون نوحا عليه السلام ويذكرون ذلك إليه
فيذكر ذنبا فيقول ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بإبراهيم فان الله اتخذه خليلا فيؤتى إبراهيم فيطلب ذلك إليه
فيذكر ذنبا فيقول ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بموسى فان الله قربه نجيبا وكلمه وأنزل عليه التوراة فيؤتى موسى
فيطلب ذلك إليه فيذكر ذنبا ويقول ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بروح الله وكلمته عيسى بن مريم عليه السلام
فيؤتى عيسى بن مريم عليه السلام فيطلب ذلك إليه فيقول ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه
وسلم فيأتوني ولد عند ربى ثلاث شفاعات وعدنيهن فانطلق حتى آتي باب الجنة فآخذ بحلقة الباب فاستفتح
فيفتح لي فاخر ساجدا فيأذن لي من حمده وتمجيده بشئ ما أذن به لأحد من خلقه ثم يقول ارفع رأسك يا محمد
اشفع تشفع وسل تعطه فإذا رفعت رأسي قال لي وهو أعلم ما شأنك فأقول يا رب وعدتني الشفاعة فشفعني
فأقول يا رب من وقع في النار من أمتي فيقول الله أخرجوا من عرفتم صورته فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم
أحد ثم يأذن الله بالشفاعة فلا يبقى نبي ولا شهيد الا شفع فيقول الله أخرجوا من وجدتم في قلبه زنة دينار
من خير فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد وحتى لا يبقى في النار من عمل خيرا قط ولا يبقى أحد له شفاعة الا
شفع حتى أن إبليس ليتطاول في النار لما يرى من رحمة الله رجاء ان يشفع له ثم يقول الله بقيت وأنا أرحم
341

الراحمين فيقبض قبضة فيخرج منها مالا يحصيه غيره فينبتهم على نهر يقال له نهر الحيوان فينبتون فيه كما
تنبت الحبة في حميل السيل فما يلي الشمس أخضر وما يلي الظل أصفر فينبتون كالدر مكتوب في رقابهم
الجهنميون عتقاء الرحمن لم يعملوا لله خيرا قط يقول مع التوحيد فيمكثون في الجنة ما شاء الله وذلك الكتاب
في رقابهم ثم يقولون يا ربنا امح عنا هذا الكتاب فيمحوه عنهم * قوله تعالى (وأشرقت الأرض بنور ربها)
الآية * أخرج ابن جرير عن السدى رضي الله عنه وأشرقت الأرض قال أضاءت ووضع الكتاب قال الحساب
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه وأشرقت الأرض بنور ربها قال فما
يتضارون في نوره الا كما يتضارون في اليوم الصحو الذي لا دخن فيه وجئ بالنبيين والشهداء قال الذين
استشهدوا * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما وجئ بالنبيين والشهداء قال النبيون
الرسل والشهداء الذين يشهدون بالبلاغ ليس فيهم طعان ولا لعان * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن
ابن عباس رضي الله عنهما وجئ بالنبيين والشهداء قال يشهدون بتبليغ الرسالة وتكذيب الأمم إياهم
* قوله تعالى (وسبق الذين كفروا إلى جهنم زمرا) الآية * أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال إن جهنم إذا سيق إليها أهلها تلفحهم بعنق منها لفحة لم تدع لحما على عظم الا ألقته
على العرقوب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ولكن حقت كلمة العذاب على
الكافرين قال بأعمالهم أعمال السوء والله أعلم * قوله تعالى (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا) * أخرج
أحمد وعبد بن حميد ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول زمرة يدخلون الجنة
على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على صورة أشد كوكب درى في السماء إضاءة * وأخرج ابن
المبارك في الزهد وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن راهويه وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في صفة الجنة والبيهقي في
البعث والضياء في المختارة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال يساق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى
إذا انتهوا إلى باب من أبوابها وجدوا عنده شجرة يخرج من تحت ساقها عينان تجريان فعمدوا إلى إحداهما
فشربوا منها فذهب ما في بطونهم من أذى أو قذى وبأس ثم عمدوا إلى الأخرى فتطهروا منها فجرت عليهم
نضرة النعيم فلن تغير أبشارهم بعدها أبدا ولن تشعث أشعارهم كأنما دهنوا بالدهان ثم انتهوا إلى خزنة الجنة
فقالوا سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ثم تلقاهم الولدان يطوفون بهم كما يطيف أهل الدنيا بالحميم فيقولون
ابشر بما أعد الله لك من الكرامة ثم ينطلق غلام من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين فيقول
قد جاء فلان باسمه الذي يدعى به في الدنيا فتقول أنت رأيته فيقول أنا رأيته فيستخفها الفرح حتى تقوم على
أسكفة بابها فإذا انتهى إلى منزله نظر شيئا من أساس بنيانه فإذا جندل اللؤلؤ فوقه أخضر وأصفر وأحمر من كل
لون ثم رفع رأسه فنظر إلى سقفه فإذا مثل البرق ولولا أن الله تعالى قدر انه لا ألم لذهب ببصره ثم طأطأ برأسه فنظر إلى
أزواجه وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة فنظر إلى تلك النعمة ثم اتكأ على أريكة من
أريكته ثم قال الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله الآية ثم ينادى مناد تحيون فلا تموتون
أبدا وتقيمون فلا تظعنون أبدا وتصحون فلا تمرضون أبدا والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وفتحت أبوابها)
* أخرج البخاري ومسلم والطبراني عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الجنة
ثمانية أبواب منها باب يسمى الريان لا يدخله الا الصائمون * وأخرج مالك وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي
والنسائي وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أنفق زوجين من ماله
في سبيل الله دعى من أبواب الجنة وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة ومن كان من أهل
الصيام دعى من باب الريان ومن كان من أهل الصدقة دعى من باب الصدقة ومن كان من أهل الجهاد دعى من
باب الجهاد فقال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله فهل يدعى أحد منها كلها قال نعم وأرجو أن تكون منهم
* وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة وأبو يعلى والطبراني والحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم للجنة ثمانية أبواب سبعة مغلقة وباب مفتوح للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه * وأخرج
342

بن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال للجنة ثمانية أبواب باب للمصلين وباب للصائمين وباب للحاجين
وباب للمعتمرين وباب للمجاهدين وباب للذاكرين وباب للشاكرين * وأخرج أحمد عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل عمل أهل من أبواب الجنة يدعون منه بذلك العمل * وأخرج البزار عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة دعى الانسان بأكبر عمله فإذا كانت
الصلاة أفضل دعى بها وان كان صيامه أفضل دعى به وان كان الجهاد أفضل دعى به فقال أبو بكر رضي الله عنه أثم
أحد يدعى بعملين قال نعم أنت * وأخرج الطبراني في الأوسط والخطيب في المتفق والمفترق عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة بابا يقال له الضحى فإذا كان يوم القيامة نادى منادى أين الذين
كانوا يديمون صلاة الضحى هذا بابكم فأدخلوه برحمة الله * وأخرج أحمد عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بين مصراعين من مصاريع الجنة أربعون عاما وليأتين عليهن يوم وانه
لكظيظ * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده
لما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى * وأخرج ابن أبي شيبة عن عتبة بن
غزوان رضي الله عنه انه خطب فقال إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لمسيرة أربعين عاما وليأتين على أبواب
الجنة يوم وليس منها باب الا وهو كظيظ * وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب رضي الله عنه قال ما بين مصراعي الجنة
أربعون خريفا للراكب المجد وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الزحام * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي حرب بن أبي
الأسود الديلي قال إن الرجل ليوقف على باب الجنة مائة عام بالذنب عمله وانه ليرى أزواجه وخدمه * وأخرج أحمد
والبزار عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاتيح الجنة شهادة ان لا إله إلا الله
* وأخرج الطيالسي والدارمي عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاتيح الجنة الصلاة
* وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والدارمي ومسلم وأبو داود وابن ماجة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ما منكم من أحد يسبغ الوضوء ثم يقول أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن
محمدا عبده ورسوله الا فتحت له من الجنة ثمانية أبواب من أيها شاء دخل * وأخرج النسائي والحاكم وابن حبان
عن أبي هريرة وأبى سعيد رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يصلى الصلوات الخمس ويصوم
رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع الا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يوم القيامة * وأخرج أحمد وابن
جرير والبيهقي عن عتبة بن عبد الله السلمي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد
يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث الا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل * وأخرج الطبراني
في الأوسط عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له بنتان أو أختان أو عمتان
أو خالتان فعالهن فتحت له بواب الجنة * وأخرج الطبراني في الأوسط بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما امرأة اتقت ربها وحفظت فرجها فتحت لها له ثمانية أبواب الجنة فقيل لها
ادخلي من حيث شئت * وأخرج أبو نعيم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
حفظ على أمتي أربعين حديثا ينفعهم الله بها قيل له ادخل من أي أبواب الجنة شئت * قوله تعالى (سلام
عليكم طبتم) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله سلام عليكم طبتم قال كنتم
طيبين بطاعة الله * قوله تعالى (أو قالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأورثنا الأرض قال أرض الجنة * وأخرج هناد عن أبي العالية رضي الله عنه
مثله * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله نتبوأ من الجنة حيث نشاء قال الله انتهت مشيئتهم
إلى ما أعطوا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم سئل عن
أرض الجنة قال هي بيضاء نقية * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال أرض الجنة رخام من فضة
* وأخرج عبد بن حميد عن عطاء رضي الله عنه وترى الملائكة حافين من حول العرش قال مديرين * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه وترى الملائكة حافين من حول العرش قال محدقين به * وأخرج
343

ابن عساكر عن كعب رضي الله عنه قال جبل الخليل والطور والجودي يكون كان واحد منهم يوم القيامة لؤلؤة
بيضاء تضئ ما بين السماء والأرض يعنى يرجعن إلى بيت المقدس حتى يجعلن في زواياه ويضع عليها كرسيه
حتى يقضى بين أهل الجنة والنار والملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضى بينهم بالحق
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله
رب العالمين قال افتتح أول الخلق بالحمد وختم بالحمد فتح بقوله الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وختم بقوله
وقيل الحمد لله رب العالمين * وأخرج عبد بن حميد عن وهب رضي الله عنه قال من أراد أن يعرف قضاء الله في
خلقه فليقرأ آخر سورة الزمر
* (سورة غافر مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أنزلت الحواميم
السبع بمكة * وأخرج ابن جرير عن الشعبي رضي الله عنه قال أخبرني مسروق رضي الله عنه أنها أنزلت بمكة
* وأخرج ابن مردويه والديلمي عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال نزلت الحواميم جميعا بمكة * وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت حم المؤمن بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضي الله عنه
قال نزلت سورة المؤمن بمكة * وأخرج ابن نصر وابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله أعطاني السبع مكان التوراة وأعطاني الراآت إلى الطواسين مكان
الإنجيل وأعطاني ما بين الطواسين إلى الحواميم مكان الزبور وفضلني بالحواميم والمفصل ما قرأهن
نبي قبلي * وأخرج أبو عبيد في فضائله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن لكل شئ لبابا وان لباب القرآن
الحواميم * وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن المنذر والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود
رضي الله عنه قال الحواميم ديباج القرآن * وأخرج أبو عبيد ومحمد بن نصر وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال إذا وقعت في الحواميم وقعت في روضات أتأنق فيهن * وأخرج محمد بن نصر وحميد بن زنجويه من وجه
آخر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن مثل القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلا فمر بأثر غيث فبينما
هو يسير فيه ويتعجب منه إذ هبط على روضات دمثات فقال عجبت من الغيث الأول فهذا أعجب وأعجب فقيل له
ان مثل الغيب الأول كمثل عظم القرآن وان مثل هؤلاء الروضات الدمثات مثل آل حم في القرآن * وأخرج أبو
الشيخ وأبو نعيم والديلمي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحواميم ديباج القرآن
* وأخرج الديلمي وابن مردويه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه مرفوعا الحواميم روضة من رياض الجنة
* وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن الخليل بن مرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحواميم
سبع وأبواب جهنم سبع تجئ كل حم منها تقف على باب من هذه الأبواب تقول اللهم لا تدخل من هذا
الباب من كان يؤمن بي ويقرأني * وأخرج الدارمي ومحمد بن نصر عن سعد بن إبراهيم قال كن الحواميم يسمين
العرائس * وأخرج أبو عبيد وابن سعد ومحمد بن نصر والحاكم عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه بنى
مسجدا فقيل له ما هذا فقال لآل حم * وأخرج الترمذي والبزار ومحمد بن نصر وابن مردويه والبيهقي
في الشعب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حم إلى واليه المصير وآية
الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح * قوله تعالى (حم)
أخرج ابن الضريس عن إسحاق بن عبد الله رضي الله عنه قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل شجرة
ثمرا وان ثمرات القرآن ذوات حم من روضات مخصبات معشبات متجاورات فمن أحب أن يرتع في رياض الجنة
فليقرأ الحواميم ومن قرأ سورة الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفورا له ومن قرأ ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي
بيده الملك في يوم وليلة فكأنما وافق ليلة القدر ومن قرأ إذا زلزلت الأرض زلزالها فكأنما قرأ ربع القرآن
ومن قرأ قل يا أيها الكافرون فكأنما قرأ ربع القرآن ومن قرأ قل هو الله أحد عشر مرات نبي الله له قصرا
في الجنة فقال أبو بكر رضي الله عنه اذن نستكثر من القصور فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا طيب
344

ومن قرأ قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس لم يبق شئ من البشر الا قال أي رب أعذه من شرى ومن قرأ أم
القرآن فكأنما قرأ ربع القرآن ومن قرأ ألهاكم التكاثر فكأنما قرأ ألف آية * وأخرج ابن مردويه عن أبي
أمامة رضي الله عنه قال حم اسم من أسماء الله تعالى * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وأبو عبيد وابن سعد وابن أبي
شيبة وأبو داود والترمذي والحاكم وصححه وابن مردويه عن المهلب بن أبي صفرة رضي الله عنه قال حدثني من
سمع النبي صلى الله عليه وسلم ان ملتم الليلة حم لا ينصرون * وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي والحاكم وابن مردويه
عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنكم تلقون عدوكم غدا فليكن شعاركم حم
لا ينصرون * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أنس رضي الله عنه قال انهزم المسلمون بخيبر فاخذ رسول الله صلى الله
عليه وسلم حفنة من تراب حفنها في وجوههم وقال حم لا ينصرون فانهزم القوم وما رميناهم بسهم ولا طعن برمح
* وأخرج البغوي والطبراني عن شيبة بن عثمان رضي الله عنه قال لما كان يوم خيبر تناول رسول الله صلى الله عليه
وسلم من الحصى ينفح في وجوههم وقال شاهت الوجوه حم لا ينصرون * وأخرج عبد بن حميد عن يزيد بن الأصم
رضي الله عنه ان رجلا كان ذا باس وكان من أهل الشام وان عمر فقده فسال عنه فقيل له في الشراب فدعا عمر رضي الله عنه
كاتبه فقال له اكتب من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا اله الا هو
غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا اله الا هو إليه المصير ثم دعا وأمن من عنده فدعوا له أن يقبل
الله عليه بقلبه وان يتوب الله عليه فلما أتت الصحيفة الرجل جعل يقرؤها ويقول غافر الذنب قد وعدني أن يغفر
لي وقابل التوب شديد العقاب قد حذرني الله عقابه ذي الطول والطول الكثير الخير إليه المصير فلم يزل يرددها
على نفسه حتى بكى ثم نزع فأحسن النزع فلما بلغ عمر رضي الله عنه أمره قال هكذا فافعلوا إذا رأيتم أخا لكم في زلة
فسددوه ووفقوه وادعوا الله له أن يتوب عليه ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة
رضي الله عنه قال كان شاب بالمدينة صاحب عبادة وكان عمر رضي الله عنه يحبه فانطلق إلى مصر فانفسد فجعل
لا يمتنع من شر فقدم على عمر رضي الله عنه بعض أهله فسأله حتى سأله عن الشاب فقال لا تسألني عنه قال لم قال
لأنه قد فسد وخلع فكتب إليه عمر رضي الله عنه من عمر إلى فلان حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر
الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا اله الا هو إليه المصير فجعل يقرؤها على نفسه فاقبل بخير * وأخرج
أبو الشيخ في العظمة عن الحسن رضي الله عنه في قوله غافر الذنب وقابل التوب قال غافر الذنب لمن لم يتب وقابل
التوب لمن تاب * وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن أبي اسحق السبيعي قال جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فقال يا أمير المؤمنين ان قتلت فهل لي من مثوبة فقرأ عليه حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر
الذنب وقابل التوب وقال اعمل ولا تياس * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن
ابن عباس رضي الله عنهما ذي الطول السعة والغنى * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه ذي الطول
قال ذي الغنى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ذي الطول قال ذي النعم * وأخرج عبد بن حميد
وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه ذي الطول قال ذي المن * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن
ابن عمر رضي الله عنهما في قوله غافر الذنب وقابل التوب الآية قال غافر الذنب لمن يقول لا إله إلا الله قابل التوب
لمن يقول لا إله إلا الله شديد العقاب لمن لا يقول لا إله إلا الله ذي الطول ذي الغنى لا اله الا هو كانت كفار قريش
لا يوحدونه فوحد نفسه إليه المصير مصير من يقول لا اله الا هو فيدخله الجنة ومصير من لا يقول لا اله الا هو فيدخله
النار * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن ثابت البناني رضي الله عنه قال كنت مع مصعب بن الزبير رضي الله عنه
في سواد الكوفة فدخلت حائطا أصلى ركعتين فافتتحت حم المؤمن حتى بلغت لا اله الا هو إليه المصير فإذا خلفي
رجل على بغلة شهباء عليه مقطنات يمنية فقال إذا قلت قابل التوب فقل يا قابل التوب اقبل توبتي وإذا قلت شديد
العقاب فقل يا شديد العقاب لا تعاقبني ولفظ ابن أبي شيبة أعف عنى وإذا قلت ذي الطول فقل يا ذا الطول طل على
بخير قال فقلتها ثم التفت فلم أر أحدا فخرجت إلى الباب فقلت مر بكم رجل عليه مقطنات يمنية قالوا ما رأينا أحدا
كانوا يقولون انه الياس * قوله تعالى (ما يجادل في آيات الله) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضى الله
345

عنه في قوله ما يجادل في آيات الله الا الذين كفروا نزلت في الحرث بن قيس السلمي * وأخرج عبد بن حميد عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان جدالا في القرآن كفر * وأخرج عبد بن حميد عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مراء في القرآن كفر * وأخرج عبد بن حميد عن أبي جهم
رضي الله عنه قال اختلف رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في آية فقال أحدهما تلقيتها من في رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقال الآخر أنا تلقيتها من في رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم
فذكرا ذلك له فقال أنزل القرآن على سبعة أحرف وإياكم والمراء فيه فان المراء كفر * وأخرج عبد بن حميد عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جدال في القرآن كفر * وأخرج عبد الرزاق وعبد
ابن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله فلا يغررك تقلبهم في البلاد قال اقبالهم وادبارهم وتقلبهم في أسفارهم
وفي قوله والأحزاب من بعدهم قال من بعد قوم نوح عاد وثمود وتلك القرون كانوا أحزابا على الكفار وهمت كل
أمة برسولهم ليأخذوه فيقتلوه وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا قال حق عليهم العذاب بأعمالهم * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله فلا يغررك تقلبهم في البلاد قال فسادهم فيها وكفرهم
فاخذتهم فكيف كان عقاب قال والله شديد العقاب * قوله تعالى (وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق) * أخرج
الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أعان باطلا ليدحض بباطله حقا فقد
برئت منه ذمة الله وذمة رسوله * قوله تعالى (الذين يحملون العرش) الآية * أخرج أبو يعلى وابن مردويه بسند
صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لي أن أحدث عن ملك قد مرقت
رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبيه وهو يقول سبحانك أين كنت وأين تكون * وأخرج أبو داود
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات بسند صحيح عن جابر رضي الله عنه
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش ما بين شحمة أذنه
إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن حبان بن عطية رضي الله عنه قال حملة العرش
ثمانية أقدامهم مثقبة في الأرض السابعة ورؤسهم قد جاوزت السماء السابعة وقرونهم مثل طولهم عليها العرش
* وأخرج أبو الشيخ عن ذاذان رضي الله عنه قال حملة العرش أرجلهم في التخوم لا يستطيعون أن يرفعوا
أبصارهم من شعاع النور * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن هارون بن رباب رضي الله عنه
قال حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت رخيم يقول أربعة منهم سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك
وأربعة منهم يقولون سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك * وأخرج أبو الشيخ وبان أبى حاتم من طريق أبى
قبيل انه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول حملة العرش ثمانية ما بين موق أحدهم إلى مؤخر عينيه مسيرة
خمسمائة عام * وأخرج أبو الشيخ عن وهب رضي الله عنه قال حملة العرش الذي يحملونه لكل ملك منهم أربعة
وجوه وأربعة أجنحة جناحان على وجهه ينظر إلى العرش فيصعق وجناحان يطير بهما أقدامهم في الثرى
والعرش على أكتافهم لكل واحد منهم وجه ثور ووجه أسد ووجه انسان ووجه نسر ليس لهم كلام الا أن
يقولوا قدوس الله القوى ملأت عظمته السماوات والأرض * وأخرج أبو الشيخ عن وهب رضي الله عنه قال حملة
العرش أربعة فإذا كان يوم القيامة أيدوا بأربعة آخرين ملك منهم في صورة انسان يشفع لبني آدم في أرزاقهم
وملك منهم في صورة نسر يشفع للطير في أرزاقهم وملك منهم في صورة ثور يشفع للبهائم في أرزاقهم وملك في صورة
أسد يشفع للسباع في أرزاقهم فلما حملوا العرش وقعوا على ركبهم من عظمة الله فلقنوا لا حول ولا قوة الا بالله
فاستووا قياما على أرجلهم * وأخرج أبو الشيخ عن مكحول رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
في حملة العرش أربعة أملاك ملك على صورة سيد الصور وهو ابن آدم وملك على صورة سيد السباع وهو الأسد
وملك على صورة سيد الانعام وهو الثور فما زال غضبان مذيوم العجل إلى ساعتي هذه وملك على صورة سيد الطير
وهو النسر * وأخرج ابن مردويه عن أم سعد رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول العرش على
ملك من لؤلؤة على صورة ديك رجلاه في تخوم الأرض وجناحاه في الشرق وعنقه تحت العرش * وأخرج عبد بن
346

حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال حملة العرش كلهم على صورة قيل يا عكرمة وما صور فأمال خده قليلا * وأخرج عبد
ابن حميد عن ميسرة رضي الله عنه قال لا تستطيع الملائكة الذين يحملون العرش أن ينظروا إلى ما فوقهم من شعاع
النور * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
حملة العرش ما بين منكب أحدهم إلى أسفل قدميه مسيرة خمسمائة عام وذكر ان خطوة تلك الملك ما بين المشرق
والمغرب * وأخرج عبد بن حميد عن ميسرة رضي الله عنه قال حملة العرش أرجلهم في الأرض السفلى ورؤسهم
قد خرقت العرش وهم خشوع لا يرفعون طرفهم وهم أشد خوفا من أهل السماء السابعة وأهل السماء السابعة
أشد خوفا من أهل السماء التي تليها وأهل السماء التي تليها أشد خوفا من التي تليها * وأخرج البيهقي عن عروة
رضي الله عنه قال حملة العرش منهم من صورته صورة الانسان ومنهم من صورته صورة النسر ومنهم من صورته
صورة الثور ومنهم من صورته صورة الأسد * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي أمامة رضي الله عنه قال إن الملائكة
الذين يحملون العرش يتكلمون بالفارسية * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه فقال ما جمعكم قالوا اجتمعنا نذكر ربنا ونتفكر في عظمته فقال لن
تدركوا التفكر في عظمته ألا أخبركم ببعض عظمة ربكم قيل بلى يا رسول الله قال إن ملكا من حملة العرش يقال
له إسرافيل زاوية من زوايا العرش على كاهله قد مرقت قدماه في الأرض السابعة السفلى ومرق رأسه من السماء
السابعة في مثله من خليفة ربكم تعالى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال في بعض القراءة الذين
يحملون العرش فالذين حوله الملائكة يسبحون بحمد ربهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه
ويستغفرون للذين آمنوا قال مطرف بن عبد الله بن الشخير وجدنا أنصح عباد الله لعباده الملائكة
عليهم السلام ووجدنا أغش عباد الله لعباده الشياطين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه
قال في بعض القراءة الذين يحملون العرش في قوله فاغفر للذين تابوا من الشرك واتبعوا سبيلك قال طاعتك
وفي قوله وأدخلهم جنات عدن قال إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا كعب ما عدن قال قصور من ذهب
في الجنة يسكنها النبيون والصديقون وأئمة العدل وفي قوله وقهم السيئات قال العذاب * قوله تعالى (ان الذين
كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم) الآية * أخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في
قوله ان الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم قال إذا كان يوم القيامة فرأوا ما صاروا إليه مقتوا
أنفسهم فقيل لهم لمقت الله إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الايمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال مقتوا أنفسهم لما دخل المؤمنون الجنة وأدخلوا النار فأكلوا أنا ملهم من
المقت قال ينادون في النار لمقت الله إياكم في الدنيا إذ تدعون لي الايمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم
في النار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم الآية يقول
لمقت الله أهل الضلالة حين يعرض عليهم الايمان في الدنيا فتركوه وأبوا أن يقبلوا أكبر مما مقتوا أنفسهم حين
عاينوا عذاب الله يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن زر الهمداني رضي الله عنه في قوله ان الذين
كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم قال هذا شئ يقال لهم يوم القيامة حين مقتوا أنفسهم فيقال
لهم لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم قال مقتوا أنفسهم حين عاينوا عذاب الله يوم القيامة حين مقتوا أنفسهم
الآن حين علمتم انكم من أصحاب النار * قوله تعالى (قالوا ربنا أمتنا اثنتين) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله أمتنا
اثنتين وأحييتنا اثنتين قال هي مثل التي في البقرة كنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم كانوا أمواتا في أصلاب
آبائهم ثم أخرجهم فأحياهم ثم يميتهم ثم يحييهم بعد الموت * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين قال كنتم أمواتا قبل أن يخلقكم فهذه ميتة ثم
أحياكم فهذه حياة ثم يميتكم فترجعون إلى القبور فهذه ميتة أخرى ثم يبعثكم يوم القيامة فهذه حياة فهما
ميتتان وحياتان فهو كقوله كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون
347

* وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك رضي الله عنه قال كانوا أمواتا فأحياهم الله تعالى فأماتهم ثم يحييهم الله تعالى
يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين قال
كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم فأحياهم الله تعالى في الدنيا ثم أماتهم الموتة التي لابد منها ثم أحياهم للبعث يوم
القيامة فهما حياتان وموتتان فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل فهل إلى كرة إلى الدنيا من سبيل * قوله
تعالى (فادعوا الله مخلصين له الدين) * أخرج مسلم وأبو داود والنسائي عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول دبر الصلاة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير
ولا إله إلا الله ولا نعبد الا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون * قوله تعالى (يلقى الروح من أمره على من
يشاء من عباده) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله يلقى الروح
من أمره قال الوحي والرحمة لينذر يوم التلاق قال يوم يتلاقى أهل السماء وأهل الأرض والخالق وخلقه يوم هم
بارزون ولا يسترهم جبل ولا شئ * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال يوم التلاق ويوم الآزفة
ونحو هذا من أسماء يوم القيامة عظمه الله وحذره عباده * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه يوم هم
بارزون لا يخفى على الله منهم شئ قال واليوم لا يخفى على الله منهم شئ ولكنهم برزوا لله يوم القيامة لا يستترون بجبل
ولا مدر * قوله تعالى (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) * أخرج عبد بن حميد في زوائد الزهد وابن أبي
حاتم والحاكم وصححه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ينادى مناد بين يدي الساعة يا أيها
الناس أتتكم الساعة فيسمعها الاحياء والأموات وينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول لمن الملك اليوم لله الواحد
القهار * وأخرج ابن أبي الدنيا في البعث والديلمي عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ينادى مناد بين الصيحة يا أيها الناس أتتكم الساعة ومد بها صوته يسمعه الاحياء والأموات وينزل الله إلى
السماء الدنيا ثم ينادى مناد لمن الملك اليوم لله الواحد القهار * قوله تعالى (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت)
الآية * أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن جابر رضي الله عنه قال بلغني حديث عن رجل
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في القصاص فاتيت بعيرا فشددت عليه رحلي ثم سرت إليه شهرا حتى قدمت
مصر فاتيت عبد الله بن أنيس فقلت له حديث بلغني عنك في القصاص فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول يحشر الله العباد حفاة عراة غرلا قلنا ما هما قال ليس معهم شئ ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه
من قرب أنا الملك انا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة ان يدخل الجنة ولا لأحد من أهل النار ان يدخل النار وعنده
مظلمة حتى أقصه منها حتى اللطمة قلنا كيف وان نأتي الله غرلا بهما قال بالحسنات والسيئات وتلا رسول الله صلى
الله عليه وسلم اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال الذنوب ثلاثة فذنب يغفر وذنب لا يغفر وذنب لا يترك منه شئ فالذنب الذي يغفر العبد يذنب الذنب
فيستغفر الله فيغفر له وأما الذنب الذي لا يغفر فالشرك وأما الذنب الذي لا يترك منه شئ فمظلمة الرجل أخاه ثم قرأ
ابن عباس رضي الله عنهما اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب يؤخذ للشاة الجماء
من ذات القرون بفضل نطحها * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال يجمع الله الخلق يوم
القيامة بصعيد واحد بأرض بيضاء كأنها سبيكة فضة لم يعص الله عليها قط ولم يخط فيها فأول ما يتكلم ان ينادى
مناد لمن الملك اليوم لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب فأول
ما يبدؤن به من الخصومات الدماء فيؤتى بالقاتل والمقتول فيقول سل عبدك هذا فيم قتلتني فيقول نعم فان قال قتلته
لتكون العزة لله فإنها له وان قال قتلته لتكون العزة لفلان فإنها ليست له ويبوء بإثمه فيقتله ومن كان قتل بالغين
ما بلغوا ويذوقوا الموت كما ذاقوه في الدنيا * وأخرج الخطيب في تاريخه بسند واه عن عمر رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس يوم القيامة كما ولدتهم أمهاتهم حفاة عراة غرلا فقالت عائشة رضي الله عنها
وا سوأتاه ينظر بعضا إلى بعض فضرب على منكبها وقال يا بنت أبي قحافة شغل الناس يومئذ عن النظر
وسموا بأبصارهم إلى السماء موقوفون أربعين سنة لا يأكلون ولا يشربون ولا يتكلمون سامين أبصارهم إلى
348

السماء يلجمهم العرل فمنهم من بلغ العرق قدميه ومنهم من بلغ ساقيه ومنهم من بلغ فخذيه وبطنه ومنهم من يلجمه
العرق يم يرحم بعد ذلك على العباد فيأمر الملائكة المقربين فيحملون عرش الرب عز وجل حتى يوضع في أرض
بيضاء كأنها الفضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل فيها خطيئة وذلك أول يوم نظرت عين إلى الله تعالى ثم تقوم
الملائكة حافين من محول العرش ثم ينادى مناد فينادى بصوت يسمع الثقلين الجن والإنس يستمع الناس لذلك
الصوت ثم يخرج لرجل من الموقف فيعرف الناس كلهم ثم يعرق بأخذ حسناته فتخرج معه فيخرج بشئ لم ير الناس
مثله كثرة ويعرف الناس تلك الحسنات فإذا وقف بين يدي رب العالمين قال أين أصحاب المظالم فيقول له الرحمن
تعالى أظلمت فلان بن فلان في يوم كذا وكذا فيقول نعم يا رب وذلك يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم
بما كانوا يعملون فإذا فرغ من ذلك فيؤخذ من حسناته فيدفع إلى من ظلمه وذلك يوم لا دينار ولا درهم الا أخذ
من الحسنات وترك من السيئات فإذا لم يبق حسنة قال من بقى يا ربنا ما بال غيرنا استوفوا حقوقهم وبقينا قيل
لا تعجلوا فيؤخذ من سيئاتهم عليه فإذا لم يبق أحد يطلبه قيل له ارجع إلى أمك الهاوية فإنه لا ظلم اليوم ان الله
سريع الحساب ولا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا صديق ولا شهيد الا ظن أنه لم ينج لما رأى من شدة الحساب
* قوله تعالى (وانذرهم يوم الآزفة) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه وانذرهم
يوم الآزفة قال الساعة إذ القلوب لدى الحناجر قال وقعت في حناجرهم من المخافة فلا تخرج ولا تعود إلى أماكنها
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه وانذرهم يوم الآزفة قال يوم القيامة * وأخرج ابن
المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه إذ القلوب لدى الحناجر قال إذا عاين أهل النار النار حتى تبلغ حناجرهم فلا
تخرج فيموتون ولا ترجع إلى أماكنها من أجوافهم وفي قوله كاظمين قال باكين * قوله تعالى (يعلم خائنة
الأعين) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور قال الرجل يكون في القوم فتمر بهم المرأة فيريهم انه يغض بصره
عنها وإذا غفلوا لحظ إليها وإذا نظروا غض بصره عنها وقد اطلع الله من قلبه انه ود انه ينظر إلى عورتها * وأخرج
أبو نعيم في الحلية وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله يعلم خائنة الأعين قال نظرت إليها لتريد الخيانة أم لا وما تخفى الصدور قال إذا قدرت عليها أتزني
بها أم لا الا أخبركم والله يقضى بالحق قادر على أن يجزى بالحسنة الحسنة بالسيئة السيئة * وأخرج
عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة عن قتادة رضي الله عنه يعلم خائنة الأعين قال يعلم همزه واضمامه بعينيه فيما
لا يحب الله تعالى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه يعلم خائنة الأعين قال نظر العين إلى
ما نهى عنه * وأخرج عبد بن حميد عن أبي الجوزاء رضي الله عنه يعلم خائنة الأعين قال كان الرجل يدخل على
القوم في البيت وفي البيت امرأة فيرفع رأسه فيلحظ إليها ثم ينكس * وأخرج أبو داود والنسائي وابن
مردويه عن سعد رضي الله عنه قال لما كان يوم فنح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس الا
أربعة نفر وامرأتين وقال اقتلوهم وان وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة منهم عبد الله بن سعد بن أبي
سرح فاختبأ عند عثمان بن عفان رضي الله عنه فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة جاء به
فقال يا رسول الله بايع عبد الله فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى يبايعه ثم بايعه ثم أقبل على أصحابه فقال
اما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله فقالوا ما يدرينا يا رسول الله ما في
نفسك هلا أومأت إلينا بعينك قال إنه لا ينبغي لنبي ان يكون له خائنة الأعين * وأخرج الخطيب في تاريخه
والحكيم الترمذي عن أم معبد رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم طهر قلبي
من النفاق وعملي من الرياء ولساني من الكذب وعيني من الخيانة فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله والله يقضى بالحق قال قادر على أن يقضى بالحق والذين
يدعون من دونه لا يقدرون على أن يقضوا بالحق * قوله تعالى (أو لم يسيروا في الأرض) الآيات
* أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه وما كان لهم من الله من واق قال من واق يقيهم ولا ينفعهم
349

* قوله تعالى (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة
رضي الله عنه فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا الآية قال هذا بعد القتل الأول ولفظ
عبد بن حميد هذا قتل غير القتل الأول الذي كان * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله
وقال فرعون ذروني أقتل موسى قال أنظر من يمنعه منى * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه
انى أخاف ان يبدل دينكم وان يظهر في الأرض الفساد قال إن يقتلوا أبناءكم ويستحيوا نساءكم إذا ظهروا
عليكم كما كنتم تفعلون بهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه انى أخاف ان يبدل دينكم
أي أمركم الذي أنتم عليه وان يظهر في الأرض الفساد والفساد عنده ان يعمل بطاعة الله ان الله لا يهدى من هو
مسرف كذاب قال المشرك أسرف على نفسه بالشرك * قوله تعالى (وقال رجل مؤمن من آل فرعون
يكتم ايمانه) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لم يكن في آل
فرعون مؤمن غيره وغير امرأة فرعون وغير المؤمن الذي أنذر موسى عليه السلام الذي قال إن الملا يأتمرون بك
ليقتلوك قال ابن المنذر أخبرت ان اسمه حزقيل * وأخرج عبد بن حميد عن أبي اسحق رضي الله عنه قال
كان اسم الرجل الذي آمن من آل فرعون حبيب * وأخرج البخاري وابن المنذر وابن مردويه من طريق
عروة رضي الله عنه قال قلت لعبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنه أخبرني باشد شئ صنعه المشركون
برسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط
فاخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا فاقبل أبو بكر رضي الله عنه
فاخذ بمنكبيه ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال أتقتلون رجلان ان يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من
ربكم * وأخرج ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عمرو بن العاصي
رضي الله عنه قال ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا كان أشد من أن طاف بالبيت ضحى فلقوه حين فرغ
فاخذوا بمجامع ردائه وقالوا أنت الذي تنهانا عما كان يعبد آباؤنا قال انا ذاك فقام أبو بكر رضي الله عنه فالتزمه
من ورائه ثم قال أتقتلون رجلا ان يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وان يك كاذبا فعليه كذبه وان يك
صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ان الله لا يهدى من هو سرف كذاب رافعا صوته بذلك وعيناه يسحان حتى
أرسلوه * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
غشى عليه فقام أبو بكر رضي الله عنه فجعل ينادى ويلكم أتقتلون رجلا ان يقول ربى الله قالوا من هذا
قال هذا ابن أبي قحافة * وأخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما
نحوه * وأخرج البزار وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن علي رضي الله عنه انه قال أيها الناس أخبروني
بأشجع الناس قالوا أنت قال لا قالوا فمن قال أبو بكر رضي الله عنه لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخذته قريش هذا يحثه وهذا يبلبله وهم يقولون أنت الذي جعلت الآلهة إلها واحدا قال فوالله ما دنا منا
أحد الا أبو بكر رضي الله عنه يضرب هذا ويجاهد هذا وهو يقول ويلكم أتقتلون رجلا ان يقول
ربى الله ثم رفع على رضي الله عنه بردة كانت عليه فبكى حتى أخضلت لحيته ثم قال أنشدكم بالله أمؤمن آل
فرعون خير أم أبو بكر رضي الله عنه خير من مؤمن آل فرعون ذاك رجل يكتم ايمانه وهذا رجل أعلن ايمانه
* قوله تعالى (يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس مثل دأب
مثل حال * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه مثل دأب قوم نوح قال هم الأحزاب قوم
نوح وعاد وثمود * قوله تعالى (ويا قوم انى أخاف عليكم يوم التناد) * أخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه قال إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا فتشققت بأهلها
فتكون الملائكة على حافتها حتى يأمرهم الرب فينزلون فيحيطون بالأرض ومن بهائم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة ثم
الخامسة ثم السادسة ثم السابعة فصفوا صفا دون صف ثم ينزل الملك الأعلى ليسري جهنم فإذا رآها أهل الأرض
هربوا فلا يأتون قطرا من أقطار الأرض الا وجدوا سبعة صفوف من الملائكة فيرجعون إلى المكان الذي كانوا
350

فيه فذلك قوله يوم التناد يعنى بتشديد الدال يوم تولون مدبرين مالكم من الله من عاصم وذلك قوله وجاء ربك والملك
صفا صفا وجئ يومئذ بجهنم وقوله يا معشر الجن والإنس ان استطعتم ان تنفذوا من أقطار السماوات والأرض
فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان وقوله وانشقت السماء فهي يومئذ واهية والملك على أرجائها يعنى ما تشقق فيها
فبينما هم كذلك إذ سمعوا الصوت فاقبلوا إلى الحساب * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله يوم
التناد قال ينادى كل قوم بأعمالهم فينادى أهل النار أهل الجنة وأهل الجنة أهل النار يوم تولون مدبرين إلى النار
مالكم من الله من عاصم أي من ناصر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ويا قوم انى أخاف عليكم يوم التناد
قال ينادى أهل الجنة أهل النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قال وينادى أهل
النار أهل الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
يوم تولون مدبرين قال قادرين غير معجزين * قوله تعالى (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات) الآية
* أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات قال رؤيا يوسف عليه
السلام * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان قال بغير برهان
* وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ما رآه المؤمنون حسنا فهو حسن عند الله وما رآه المؤمنون
سيأ فهو سيئ عند الله وكان الأعمش رضي الله عنه يتأول بعده كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا * وأخرج عبد
ابن حميد عن عاصم رضي الله عنه كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر مضاف لا ينون في قلب * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا قال كان أول من بنى بهذا الآجر
وطبخه لعلى أبلغ الأسباب قال الأبواب أسباب أي أبواب السماوات وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل
قال فعل ذلك به وزين له سوء عمله وما كيد فرعون الا في تباب أي في ضلال وخسار * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن
جبير رضي الله عنه في قوله يا هامان ابن لي صرحا قال أوقد على الطين حتى يكون الآجر * وأخرج عبد بن حميد
عن أبي صالح رضى الله عن في قوله أسباب السماوات قال طرق السماوات * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله الا في تباب قال خسران * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في تباب قال في خسار
* وأخرج عبد حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ وصدوا عن السبيل برفع الصاد * قوله تعالى (يا قوم انما هذه
الحياة الدنيا متاع) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة
آلاف سنة * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الحياة
الدنيا متاع وليس من متاعها شئ خيرا من المرأة الصالحة التي إذا نظرت إليها سرتك وإذا غبت عنها حفظتك في
نفسها ومالك * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه وان الآخرة هي دار القرار استقرت الجنة بأهلها
واستقرت النار بأهلها من عمل سيئة قال الشرك فلا يجزى الا مثلها ومن عمل صالحا أي خيرا من ذكر أو أنثى وهو
مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب لا والله ما هناك مكيال ولا ميزان * وأخرج عبد بن حميد
عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ فأولئك يدخلون الجنة بنصب الياء * قوله تعالى (ويا قوم مالي أدعوكم إلى
النجاة) الآية * أخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله ويا قوم مالي أدعوكم إلى
النجاة قال إلى الايمان وفي قوله لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا قال الوثن ليس بشئ وان المسرفين
السفاكين الدماء بغير حقها هم أصحاب النار * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ليس له دعوة في الدنيا ولا في
الآخرة قال لا يضر ولا ينفع وان المسرفين هم أصحاب النار قال 7 جميع أصحابنا ان المسرفين هم أصحاب النار
* وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله فوقاه الله سيأت ما مكروا قال كان قبطيا
من قوم فرعون فنجا مع موسى وبنى إسرائيل حين نجوا * قوله تعالى (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا)
الآيات * أخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد عن هذيل بن شرحبيل رضي الله عنه قال إن أرواح آل
فرعون في أجواف طير سود تغدو وتروح على النار فذلك عرضها وأرواح الشهداء في أجواف طير خضر
وأولاد المسلمين الذين لا يبلغوا الحنث في أجواف عصافير من عصافير الجنة ترعى وتسرح * وأخرج عبد بن حميد
351

عن الضحاك رضي الله عنه أنه سئل عن أرواح الشهداء قال تجعل أرواحهم في أجواف طير خضر تسرح في
الجنة وتأوي بالليل إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش فتاوى فيها قيل فأرواح الكفار قال توجد أرواحهم فتجعل
في أجواف طير سود تغدو وتروح على النار ثم قرأ هذه الآية النار يعرضون عليها غدوا وعشيا * وأخرج عبد
الرزاق وابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تسرح بهم في الجنة
حيث شاؤوا وان أرواح ولدان المؤمنين في أجواف عصافير تسرح في الجنة حيث شاءت وان أرواح آل فرعون
في أجواف طير سود تغدو على جهنم تروح فذلك عرضها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
النار يعرضون عليها غدوا وعشيا قال صباحا ومساء يقال لهم هذه منازلكم فانظروا إليها توبيخا ونقمة
وصغارا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله يعرضون عليها غدوا وعشيا قال ما كانت الدنيا
تعرض أرواحهم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة
رضي الله عنه أنه كان له صرختان في كل يوم غدوة وعشية كان يقول أول النهار ذهب الليل وجاء النهار وعرض آل
فرعون على النار فلا يسمع أحد صوته الا استعاذ بالله من النار * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت
وابن جرير عن الأوزاعي رضي الله عنه انه سال رجل فقال يا أبا عمر وانا نرى طيرا أسود تخرج من البحر فوجا فوجا
لا يعلم عددها الا الله تعالى فإذا كان العشاء عاد مثلها بيضا قال وفطنتم لذلك قالوا نعم قال تلك في حواصلها أرواح
آل فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا فترجع وكورها وقد أحرقت رياشها وصارت سوداء فينبت عليها
ريش أبيض وتتناثر السود ثم تعرض على النار ثم ترجع إلى وكورها فذلك دأبهم في الدنيا فإذا كان يوم القيامة
قال الله ادخلوا آل فرعون أشد العذاب * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن مردويه عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده من الغداة والعشي
ان كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وان كان من أهل النار فمن أهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم
القيامة زاد ابن مردويه النار يعرضون عليها غدوا وعشيا * وأخرج البزار وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن
مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أحسن محسن
مسلم أو كافر الا أثابه الله قلنا يا رسول الله ما إثابة الكافر قال المال والولد والصحة وأشباه ذلك قلنا وما أثابته في
الآخرة قال عذابا دون العذاب وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخلوا آل فرعون أشد العذاب قراءة
مقطوعة الألف * قوله تعالى (انا لننصر رسلنا) * أخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة
والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من
رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه نار جهنم ثم تلا انا لننصر رسلنا الآية * وأخرج ابن مردويه من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله انا لننصر رسلنا
الآية قال ذلك في الحجة يفتح الله حجتهم في الدنيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في هذه الآية
قال لم يبعث الله رسولا إلى قوم فيقتلونه أو قوما من المؤمنين فيدعون إلى الحق فيقتلون فيذهب ذلك القرن حتى
يبعث الله إليهم من ينصرهم فيطلب بدمائهم ممن فعل ذلك بهم في الدنيا وهم منصورون فيها * وأخرج أبو الشيخ
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ويوم يقوم الا شهاد قال هم الملائكة * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة رضي الله عنه
مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سفيان رضي الله عنه قال سألت الأعمش عن قوله ويوم يقوم
الاشهاد قال الملائكة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال الاشهاد ملائكة الله وأنبياؤه والمؤمنون
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال الاشهاد أربعة الملائكة الذين يحصون
أعمالنا وقرأ وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد والنبيون شهداء على أممهم وقرأ فكيف إذا جئنا من كل أمة
بشهيد وأمة محمد صلى الله عليه وسلم شهداء على الأمم وقرأ لتكونوا شهداء على الناس والأجساد والجلود وقرأ
وقالوا لجلودهم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك وسبح بحمد
ربك بالعشي والابكار قال صل لربك بالعشي والابكار قال الصلوات المكتوبات * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
352

عن قتادة رضي الله عنه في قوله بالعشي والابكار قال صلاة الفجر والعصر * قوله تعالى (ان الذين يجادلون في آيات
الله) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم بسند صحيح عن أبي العالية رضي الله عنه قال إن اليهود أتوا النبي
صلى الله عليه وسلم فقالوا ان الدجال يكون منا في آخر الزمان ويكون من أمره فعظموا أمره وقالوا يصنع كذا فأنزل
الله ان الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم ان في صدورهم الأكبر ما هم ببالغيه قال لا يبلغ الذي يقول
فاستعذ بالله فامر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ من فتنة الدجال لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس
الدجال * وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار رضي الله عنه في قوله ان الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان قال
هم اليهود نزلت فيهم فيما ينتظرونه من أمر الدجال * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله لخلق
السماوات والأرض أكبر من خلق الناس قال زعموا أن اليهود قالوا يكون منا ملك في آخر الزمان البحر إلى ركبتيه
والسحاب دون رأسه يأخذ الطير بين السماء والأرض معه جبل خبز ونهر فنزلت لخلق السماوات والأرض
أكبر من خلق الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ان في صدورهم الأكبر قال عظمة
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة انما حملهم على التكذيب الزيغ الذي في قلوبهم * وأخرج عبد بن حميد عن
قتادة وما يستوي الأعمى والبصير قال الأعمى الكافر والبصير المؤمن والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسئ
قليلا ما تتذكرون قال هم في بغيهم بعد * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما كان من فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة أعظم من فتنة الدجال وما من نبي الا حذره قومه ولأخبرنكم عنه
بشئ ما أخبره نبي قبلي فوضع يده على عينه ثم قال أشهد أن الله ليس باعور * وأخرج ابن عدي قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من نبي الا وقد حذر أمته الدجال هو أعور بين عينيه طفرة مكتوب عليه كافر معه
واديان أحدهما جنة والآخر نار فناره جنة وجنته نار * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن داود بن عامر بن سعد بن أبي
وقاص عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لم يكن نبي قبلي الا وقد وصف الدجال لامته
ولأصفنه صفة لم يصفها أحد كان قبلي انه أعور وان الله عز وجل ليس باعور * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو
داود والترمذي وحسنه عن أبي عبيدة بن الجراح سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه لم يكن نبي الا قد
أنذر قومه الدجال وأنا أنذركموه فوصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لعله سيدركه بعض من رآني وسمع
كلامي قالوا يا رسول الله كيف قلوبنا يومئذ قال مثلها اليوم أو خير * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد
في مسنده والحاكم عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى خاتم ألف نبي أو أكثر ما بعث نبي
الا وقد حذر أمته وإني قد بين لي من أمره ما لم يتبين لأحد وانه أعور وان ربكم ليس باعور وعينه اليمنى جاحظة
كأنها في حائط مجصص وعينه اليسرى كأنها كوكب درى معه من كل لسان ومعه صورة الجنة خضراء يجرى
فيها الماء ومعه صورة النار سوداء تدخن يتبعه من كل قوم يدعونهم بلسانهم إليها * وأخرج أحمد والبخاري
ومسلم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بعث نبي الا أنذر أمته الأعور الكذاب الا انه أعور وان
ربكم ليس باعور مكتوب بين عينيه كافر * وأخرج يعقوب بن سفيان عن معاذ بن جبل قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ما من نبي الا وقد حذر أمته الدجال وإني أحذركم أمره انه أعور وان ربكم عز وجل ليس
باعور مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه الكاتب وغير الكاتب معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار * وأخرج ابن أبي
شيبة والبزار وابن مردويه عن جابر عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لخاتم
ألف نبي أو أكثر وانه ليس منهم نبي الا وقد أنذر قومه الدجال وانه قد تبين لي ما لم يتبين لأحد منهم وانه أعور
وان ربكم ليس باعور * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قام رسول الله صلى
الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال انى أنذركموه وما من نبي الا قد أنذر قومه
لقد أنذر نوح قومه ولكن سبأ قول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وان الله ليس باعور * وأخرج
أحمد عن عبد الله بن عمر قال كنا نحدث بحجة الوداع ولا نرى أنه الوداع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر
المسيح الدجال فأطنب في ذكره قال ما بعث الله من نبي الا قد أنذر أمته لقد أنذر نوح أمته والنبيون من بعده
353

الا ما خفى عليكم من شانه فلا يخفين عليكم ان ربكم ليس باعور قالها ثلاثا * وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال الدجال أعور العين عليها طفرة مكتوب بين عينيه كافر * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن
عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الدجال أعور جعد حجان أحمر كان رأسه غصن شجرة
أشبه الناس بعبد العزى فاما هلك الهلك فإنه أعور وان ربكم ليس باعور * وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنا أعلم بما مع الدجال معه نهران يجريان أحدهما رأى العين نار تتأجج
فمن أدرك ذلك فليأت النار الذي يراه فليغمض عينيه ثم يطأطئ رأسه يشرب قانه بارد وان الدجال ممسوح العين
عليها طفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أحدثكم عن الدجال حديثا ما حدثه نبي قط انه أعور وانه يجئ
معه بمثل الجنة والنار فالذي يقول هي الجنة هي النار وإني أنذركم به كما أنذر نوح قومه * وأخرج ابن أبي شيبة
وأحمد وأبو داود والطبراني والحاكم عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
سمع منكم بخروج الدجال فلينأ عنه ما استطاع فان الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فما يزال به حتى يتبعه مما
يرى من الشبهات * وأخرج ابن أبي شيبة عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال ما كان أحد يسال رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن الدجال أكثر منى قال وما تسألني عنه قلت إن الناس يقولون ان معه الطعام والشراب قال هو
أهون على الله من ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من شر فتنة المسيح الدجال * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نجا من ثلاث فقد نجا قالها ثلاث مرات قالوا ما ذاك يا رسول
الله قال داء والدجال وقتل خليفة يصطبر بالحق يعطيه * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه
قال يمكث الناس بعد خروج الدجال أربعين عاما ويغرس النخل وتقوم الأسواق * وأخرج ابن أبي شيبة
عن أبي العلاء بن الشخير رضي الله عنه ان نوحا عليه السلام ومن بعده من الأنبياء عليهم السلام كانوا
يتعوذون من فتنة الدجال * وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله عنه قال لا يخرج الدجال حتى يكون
خروجه أشهى إلى المسلمين من شرب الماء على الظمأ فقال له رجل لم قال من شدة البلاء والشر * وأخرج ابن أبي
شيبة عن حذيفة رضي الله عنه قال حتى لا يكون غائب أحب إلى المؤمن خروجا منه وما خروجه بأضر للمؤمن
من حصاة يرفعها من الأرض وما علم أحدهم أدناهم وأقصاهم الا سواء * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي وائل رضي الله عنه
قال أكثر اتباع الدجال اليهود وأولاد الأمهات * وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال كان بمقدمة الأعور
الدجال ستمائة ألف يلبسون التيجان * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم عن هشام بن عامر رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال * وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه وابن ماجة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم ان الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان يتبعه أقوام كان وجوههم المجان المطرقة
* وأخرج أحمد عن أبي بن كعب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده الدجال فقال إحدى عينيه كأنها
زجاجة خضراء * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عاصم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما مسيح الضلالة فرجل
أجلى الجبهة ممسوخ العين اليسرى عريض النحر فيه دمامة كأنه فلان بن عبد العزى أو عبد العزى بن فلان
* وأخرج ابن أبي شيبة عن سفينة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه لم يكن نبي الا حذر الدجال أمته
أعور العين اليسرى بعينه اليمنى ظفرة غليظة بين عينيه كافر معه واديان أحدهما جنة والآخر نار فجنته نار وناره
جنة ومعه ملكان يشبهان نبيين من الأنبياء أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله فيقول 7 من الناس الا صاحبه
فيقول صاحبه صدقت فيسمعه الناس فيحسبون ما صدق الدجال وذلك فتنة ثم يسير حتى يأتي الشام فينزل عيسى
فيقتله الله عند عقبة أفيق * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يمكث أبو الدجال ثلاثين عاما لا يولد لهما ولد ثم يولد لهما غلام أعور أضر شئ وأقله نفعا تنام عيناه ولا ينام قلبه ثم
354

نعت أبويه فقال أبوه رجل طوال ضرب اللحم طويل الانف كان أنفه مهار وأمه امرأة فرغانية عظيمة الثديين
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الدجال يطوى الأرض كلها الا مكة والمدينة
فيأتي المدينة فيجد كل نقب من أنقابها صفوفا من الملائكة فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه ثم ترجف المدينة
ثلاث رجفات فيخرج إليه كل منافق ومنافقة * وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة رضي الله عنه قال لو خرج الدجال
لآمن به قوم في قبورهم * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال يهبط الدجال من كور كرمان معه
ثمانون ألفا عليهم الطيالسة ينتعلون كان وجوههم مجان مطرقة * وأخرج ابن أبي شيبة من طريق حوط
العبدي عن عبد الله رضي الله عنه قال إن أذن حمار الدجال لتظل سبعين ألفا * وأخرج ابن أبي شيبة عن جنادة
ابن أمية الدري رضي الله عنه قال دخلت أنا وصاحب لي على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلنا حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحدثنا عن غيره وان كان عندك مصدقا قال نعم
قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال أنذركم الدجال أنذركم الدجال أنذركم الدجال فإنه لم يكن نبي الا
أنذره أمته وانه فيكم أيتها الأمة وانه جعد آدم ممسوخ العين اليسرى وانه معه جنة ونارا فناره جنة وجنته نار
وان معه نهر ماء وجبل خبز وانه يسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها لا يسلط على غيرها وانه يمطر السماء وينبت
الأرض وانه يلبث في الأرض أربعين صباحا حتى يبلغ منها كل منهل وانه لا يقرب أربعة مساجد مسجد الحرام
ومسجد الرسول ومسجد المقدس ومسجد الطور وما عليكم من الأشياء فان الله ليس باعور مرتين * وأخرج
ابن أبي شيبة والطبراني عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله لا تقوم
الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال ممسوخ العين اليسرى كأنها عين أبى يحيى لشيخ
من الأنصار وانه متى يخرج فإنه يزعم أنه الله فمن آمن به وصدقه واتبعه فليس ينفعه صالح له من عمل له سلف
ومن كفر به وكذبه فليس يعاقب بشئ من عمل له سلف وانه سيظهر على الأرض كلها الا الحرم وبيت المقدس
فهزمه الله وجنوده حتى أن حرم الحائط أو أصل الشجرة ينادى يا مؤمن هذا كافر يستتر بي فتعال فاقتله ولن
يكون ذاك كذلك حتى تروا أمورا يتفاقم شأنها في أنفسكم فتتساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها
شيئا ذكرا وحتى تزول جبار عن مراتبها ثم على أثر ذلك القبض وأشار بيده إلى الموت * وأخرج ابن أبي شيبة
عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال يخوض البحار إلى ركبتيه ويتناول السحاب
ويسبق الشمس إلى مغربها وفي جبهته قرن منه الحيات وقد صور في جسده السلاح كله حتى ذكر السيف والرمح
والدرق * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال يخرج الدجال فيمكث في الأرض أربعين صباحا
يبلغ منها كل منهل اليوم منها كالجمعة والجمعة كالشهر والشهر كالسنة * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد بن عمير
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبن الدجال قوم يقولون انا لنصحبه وانا لنعلم انه كذاب
ولكنا انما نصحبه لنأكل من الطعام ونرعى من الشجر وإذا نزل غضب الله نزل عليهم كلهم * وأخرج الطبراني
عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه قال ذكر الدجال عند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال لا تكثروا
ذكره فان الامر إذا قضى في السماء كان أسرع لنزوله إلى الأرض ان يظهر على السنة الناس * قوله تعالى
(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) * أخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري
في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن
حبان والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الايمان عن النعمان بن بشير رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء تلو العبادة ثم قرأ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ان الذين
يستكبرون عن عبادتي قال عن دعائي سيدخلون جهنم داخرين هل تدرون ما عبادة الله قلنا الله ورسوله أعلم
قال هو اخلاص الله مما سواه * وأخرج ابن مردويه والخطيب عن البراء رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إن الدعاء هو العبادة وقرأ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ
في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ادعوني أستجب لكم قال اعبدوني * وأخرج ابن جرير عن
355

السدى رضي الله عنه في قوله سيدخلون جهنم داخرين قال صاغرين * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها
قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء الاستغفار * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وأحمد عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يدع الله يغضب عليه * وأخرج أحمد والحكيم
الترمذي وأبو يعلى والطبراني عن معاذ رضي الله عنه قال لن ينفع حذر من قدر ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما
لم ينزل فعليكم بالدعاء عباد الله * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فتح الله على عبد بالدعاء فليدع فان الله يستجيب له * وأخرج الحكيم الترمذي
وابن عدي في نوادر الأصول عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
الله يحب الملحين في الدعاء * وأخرج الحكيم الترمذي عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال نجد فيما أنزل
الله تعالى في بعض الكتب ان الله تعالى يقول أنزل البلاء استخرج به الدعاء * وأخرج ابن المنذر عن أنس
ابن مالك رضي الله عنه في قوله أدعوني أستجب لكم قال قال ربكم عبدي انك ما دعوتني ورجوتني فإني سأغفر
لك على ما كان فيك ولو لقيتني بقراب الأرض خطايا لقيتك بقرابها مغفرة ولو أخطأت حتى تبلغ خطاياك عنان
السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي * وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال أفضل العبادة الدعاء وقرأ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن
الحسن رضي الله عنه في قوله ادعوني استجب لكم الآية قال اعملوا وابشروا فإنه حق على الله أن يستجيب للذين
آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن كعب رضي الله عنه انه
تلا هذه الآية فقال ما أعطى أحد من الأمم ما أعطيت هذه الأمة الا بنى الرجل المجتبى يقال له سل تعطه * وأخرج
البخاري في الأدب عن عائشة رضي الله عنها قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العبادة أفضل فقال دعاء المراء
لنفسه * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن كعب رضي الله عنه قال قال الله تعالى لموسى عليه
الصلاة والسلام قل للمؤمنين لا يستعجلوني إذا دعوني ولا يبخلوني أليس يعلمون انى أبغض البخيل فكيف أكون
بخيلا يا موسى لا تخف منى بخلا أن تسألني عظيما ولا تستحي أن تسألني صغيرا طلب إلى الدقة واطلب إلى العلف
لشاتك يا موسى أما علمت انى خلقت الخردلة فما فوقها وإني لم أخلق شيئا الا وقد علمت أن الخلق يحتاجون إليه فمن
يسألني مسألة وهو يعلم انى قادر أعطى وأمنع أعطيته مسئلته مع المغفرة فان حمدني حين أعطيته وحين أمنعه
أسكنته دار الحمادين وأيما عبد لم يسألني مسالة ثم أعطيته كان أشد عليه من الحساب * وأخرج الحكيم الترمذي
عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال قال عروة بن الزبير رضي الله عنه انى لا سأل الله تعالى حوائجي في صلاتي حتى
أسأله الملح لأهلي * وأخرج الحكيم الترمذي عن زهرة بن معبد رضي الله عنه قال سمعت محمد بن المنكدر رضي الله عنه
يدعو يقول اللهم قو ذكرى فان فيه منفعة لأهلي * وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت البناني رضي الله عنه
قال تعبد رجل سبعين سنة فكان يقول في دعائه رب اجزني بعملي فادخل الجنة فمكث فيها سبعين عاما فلما وفت
قيل له اخرج قد استوفيت عملك أي شئ كان في الدنيا أوثق في نفسه فلم يجد شيئا أوثق في نفسه مما دعا الله سبحانه
فاقبل يقول في دعائه رب سمعتك وأنا في الدنيا وأنت تقيل العثرات فأقل اليوم عثرتي فترك في الجنة * قوله
تعالى (الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه) الآيات * أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مغفل قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عيسى بن مريم عليه السلام قال يا معشر الحواريين الصلاة جامعة فخرج
الحواريون في هيئة العبادة قد تضمرت البطون وغارت العيون واصفرت الألوان فسار بهم عيسى عليه السلام
إلى فلاة من الأرض فقام على رأس جرثومة فحمد الله وأثنى عليه ثم أنشأ يتلو عليهم آيات الله وحكمته فقال يا معشر
الحواريين اسمعوا ما أقول لكم انى لأجد في كتاب الله المنزل الذي أنزل الله في الإنجيل أشياء معلومة فاعملوا بها
قالوا يا روح الله وما هي قال خلق الليل لثلاثة خصال وخلق النهار لسبع خصال فمن مضى عليه الليل والنهار وهو في
غير هذه الخصال خاصمه الليل والنهار يوم القيامة فخصماه خلق الليل لتسكن فيه العروق الفاترة التي أتبعتها في
نهارك وتستغفر لذنبك الذي كسبته في النهار ثم لا تعود فيه وتقنت فيه قنوت الصابرين فثلث تنام وثلث تقوم
356

وثلث تتضرع إلى ربك فهذا ما خلق له الليل وخلق النهار لتؤدي فيه الصلاة المفروضة التي عنها تسئل وبها
تحاسب وبر والديك وأن تضرب في الأرض تبتغى المعيشة معيشة يومك وأن تعود فيه وليا لله تعالى كيما
يتعهدكم الله برحمته وأن تشيعوا فيه جنازة كيما تنقلبوا مغفورا لكم وان تأمروا بمعروف وتنهوا عن منكر فهو
ذروة الايمان وقوام الدين وأن تجاهدوا في سبيل الله وتراحموا إبراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام في قبته
ومن مضى عليه الليل والنهار وهو في غير هذه الخصال خاصمه الليل والنهار يوم القيامة وهو عند مليك مقتدر
* قوله تعالى (هو الحي لا اله الا هو) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه
والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال من قال لا إله إلا الله فليقل على أثرها الحمد لله رب
العالمين وذلك قوله فادعوا الله مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير
رضي الله عنه انه كان يستحب إذا قال لا اله الله يتبعها الحمد لله رب العالمين ثم يقرأ هذه الآية هو الحي لا اله الا هو
فادعوه مخلصين له الدين والله أعلم * قوله تعالى (قل انى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله) الآية
* أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما ان الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة قالا يا محمد ارجع عما
تقول وعليك بدين آبائك وأجدادك فأنزل الله تعالى قل انى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني
البينات من ربى وأمرت أن أسلم لرب العالمين * قوله تعالى (هو الذي خلقكم من تراب) الآيات * أخرج
عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال يثغر الغلام لسبع ويحتلم لأربعة عشر وينتهي طوله لإحدى وعشرين
وينتهي عقله لثمان وعشرين ويبلغ أشده لثلاث وثلاثين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه
ومنكم من يتوفى من قبل قال من قبل أن يكون شيخا ولتبلغوا أجلا مسمى الشيخ والشاب ولعلكم تعقلون عن
ربكم انه يحييكم كما أماتكم وهذه لأهل مكة كانوا يكذبون بالبعث * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه
أنى يصرفون قال أنى يكذبون وهم يعقلون * قوله تعالى (إذ الأغلال في أعناقهم) الآية * أخرج
أحمد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار
يسجرون فقال لو أن رصاصة مثل هذه وأشار إلى جمجمة أرسلت من السماء إلى الأرض وهي مسيرة خمسمائة
سنة لبلغت الأرض قبل الليل ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل والنهار قبل أن تبلغ
أصلها أو قال قعرها * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وابن مردويه عن يعلى بن منبه رضي الله عنه
رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينشئ الله سحابة لأهل النار سوداء مظلمة يقال لها ولأهل
النار أي شئ تطلبون فيذكرون بها سحاب الدنيا فيقولون يا ربنا الشراب فتمطرهم أغلالا في أعناقهم
وسلاسل تزيد في سلاسلهم وجمرا يلتهب عليهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قرأ
والسلاسل يسبحون في الحميم * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه وهو يصلى في شهر
رمضان يردد هذه الآية فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار
يسجرون * وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة النار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال يسحبون في الحميم فيسلخ
كل شئ عليهم من جلد ولحم وعرق حتى يصير في عقبه حتى أن لحمه قدر طوله ستون ذراعا ثم يكسى جلدا آخر ثم
يسجر في الحميم فيسلخ كل شئ عليهم من جلد ولحم وعرق * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يسجرون قال توقد بهم النار وفي قوله تمرحون قال تبطرون
وتأشرون * قوله تعالى (ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية الا بإذن الله فإذا جاء أمر الله
قضى بالحق وخسر هنالك المبطلون) * أخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
في قوله ومنهم من لم نقصص عليك قال بعث الله عبدا حبشيا نبيا فهو ممن لم يقصص على محمد صلى الله عليه
وسلم * قوله تعالى (الله الذي جعل لكم الانعام) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم قال أسفاركم لحاجتكم ما كانت وفي قوله وآثارا في الأرض قال المشي
357

فيها بأرجلهم وفي قوله فرحوا بما عندهم من العم قال قولهم نحن أعلم منهم ولن نعذب وفي قوله وحاق بهم ما كانوا
به يستهزؤن قال ما جاءت به رسلهم من الحق * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله
ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم قال من بلد إلى بلد وفي قوله سنت الله التي قد خلت في عباده قال سنته انهم كانوا إذا
رأوا بأسنا آمنوا فلم ينفعهم ايمانهم عند ذلك
* (سورة فصلت مكية) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت حم السجدة بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن
الزبير رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو يعلى والحاكم وصححه وابن مردويه
وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل وابن عساكر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال اجتمع قريش يوما
فقالوا انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر فليأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا وشتت أمرنا وعاب
ديننا فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه فقالوا ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة قالوا أنت يا أبا الوليد فاتاه فقال يا محمد
أنت خير أم عبد الله أنت خير أم عبد المطلب فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فان كنت تزعم أن
هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت وان كنت تزعم انك خير منهم فتكلم حتى نسمع لك أما والله ما رأينا
سلحة قط أشأم على قومه منك فرقت جماعتنا وشتت أمرنا وعبت ديننا وفضحتنا في العرب حتى لقد طار فيهم ان في
قريش ساحرا وان في قريش كاهنا والله ما ننتظر الا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف يا أيها
الرجل ان كان انما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا واحدا وان كان نما بك الباءة فاختر أي
نساء قريش شئت فلنزوجك عشرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فرغت قال نعم فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون حتى بلغ
فان أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود فقال عتبة حسبك ما عندك غير هذا قال لا فرجع
إلى قريش فقالوا ما وراءك قال ما تركت شيئا أرى انكم تكلمون به الا كلمته قالوا هل أجابك قال والذي نصبها
بنية ما فهمت شيئا مما قال غير أنه قال أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود قالوا ويلك يكلمك الرجل بالعربية
وما تدرى ما قال قال لا والله ما فهمت شيئا مما قال غير ذكر الصاعقة * وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر والبيهقي
في الدلائل وابن عساكر عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال حدثت ان عتبة بن ربيعة وكان أشد
قريش حلما قال ذات يوم وهو جالس في نادى قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده في المسجد
يا معشر قريش الا أقوم إلى هذا فأكلمه فاعرض عليه أمورا لعله ان يقبل منها بعضه ويكف عنا قالوا بلى يا أبا
الوليد فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث فيما قال له عتبة وفيما عرض عليه
من المال والملك وغير ذلك حتى إذا فرغ عتبة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرغت يا أبا الوليد قال نعم قال
فاسمع منى قال افعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب
فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون فلما سمعها عتبة أنصت لها وألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما يستمع
منه حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة فسجد فيها ثم قال سمعت يا أبا الوليد قال سمعت قال أنت
وذاك فقام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به
فلما جلس إليهم قالوا ما وراءك يا أبا الوليد قال والله انى قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط والله ما هو بالشعر
ولا بالسحر ولا بالكهانة والله ليكونن لقوله الذي سمعت نبا * وأخرج أبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم على عتبة بن ربيعة حم تنزيل من الرحمن الرحيم
أتى أصحابه فقال يا قوم أطيعوني في هذا اليوم واعصوني بعده فوالله لقد سمعت من هذا الرجل كلاما ما سمعت
مثله قط وما دريت ما أرد عليه * واخرج البيهقي في الدلائل عن ابن شهاب رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم مصعب بن عمير فنزل في بنى غنم على أسعد بن زرارة فجعل يدعو الناس فجاء سعد بن معاذ فتوعده
فقال له أسعد بن زرارة اسمع من قوله فان سمعت منكرا فاردده يا هذا وان سمعت حقا فأجب إليه فقال ماذا تقول
358

فقرأ مصعب حم والكتاب المبين انا جعلناه قرآنا عربيا لقوم يعقلون قال سعد بن معاذ رضي الله عنه ما أسمع الا
ما أعرف فرجع وقد هداه الله * وأخرج البيهقي في الدلائل وابن عساكر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه
قال قال أبو جهل والملا من قريش قد انتشر علينا أمر محمد صلى الله عليه وسلم فلو التمستم رجلا عالما بالسحر
والكهانة والشعر فقال عتبة علمت من ذلك علما وما يخفى على أن كان كذلك فاتاه فلما أتاه قال له يا محمد أنت خير أم
هاشم أنت خير أم عبد المطلب فلم يجبه قال فيه تشتم آلهتنا وتظل آباءنا فان كنت انما بك الرياسة عقدنا ألويتنا لك
فكنت رأسنا ما بقيت وان كان بك الباءة زوجناك عشرة نسوة تختار من أي بنات قريش وان كان بك المال
جمعنا لك من أموالنا ما تستغنى به أنت وعقبك من بعدك ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلم فلما
فرغ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته
قرآنا عربيا فقرأ حتى بلغ فان أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود فامسك عتبة على فيه وناشده
الرحم ان يكف عنه ولم يخرج إلى أهله واحتبس عنهم فقال أبو جهل يا معشر قريش ما نرى عتبة الا قد صبا إلى
محمد وأعجبه طعامه وما ذاك الا من حاجة أصابته انتقلوا بنا إليه فاتوه فقال أبو جهل والله يا عتبة ما حسبنا الا انك
صبوت إلى محمد وأعجبك أمره فان كنت بك حاجة جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن محمد فغضب وأقسم بالله لا يكلم
محمدا أبدا وقال لقد علمتم انى أكثر قريش مالا ولكني أتيته فقص عليهم القصة فأجابني بشئ والله ما هو بسحر
ولا شعر ولا كهانة قرأ بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا حتى بلغ
أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود فأمسكت بفيه وناشدته الرحم فكيف وقد علمتم ان محمدا إذا قال شيئا لم
يكذب فخفت ان ينزل بكم العذاب * وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنهما ان قريشا اجتمعت برسول
الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد فقال لهم عتبة بن ربيعة دعوني حتى أقوم إلى
محمد فأكلمه فإني عسى ان أكون أرفق به منكم فقام عتبة حتى جلس إليه فقال يا ابن أخي انك أوسطنا بيتا وأفضلنا
مكانا وقد أدخلت في قومك ما لم يدخل رجل على قومه قبلك فان كنت تطلب بهذا الحديث مالا فدلك لك على قومك
ان تجمع لك حتى تكون أكثرنا مالا وان كنت تريد شرفا فنحن مشرفوك حتى لا يكون أحد من قومك فوقك ولا
نقطع الأمور دونك وان كان هذا عن لم يصيبك لا تقدر على النزوع عنه بذلنا لك خزائننا في طلب الطلب لذلك
منه وان كنت تريد ملكا ملكناك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرغت يا أبا الوليد قال نعم فقرأ رسول الله
صلى الله عليه وسلم حم السجدة حتى مر بالسجدة فسجد وعتبة ملق يده خلف ظهره حتى فرغ من قراءتها وقام
عتبة لا يدرى ما يراجعه به حتى أتى نادى قومه فلما رأوه مقبلا قالوا لقد رجع إليكم بوجه ما قام به من عندكم فجلس
إليهم فقال يا معشر قريش قد كلمته بالذي أمرتموني به حتى إذا فرغت كلمني بكلام لا والله ما سمعت أذناي بمثله
قط فما دريت ما أقول له يا معشر قريش أطيعوني اليوم واعصوني فيما بعده اتركوا الرجل واعتزلوه فوالله ما هو
بتارك ما هو عليه وخلوا بينه وبين سائر العرب فان يكن يظهر عليهم يكن شرفه شرفكم وعزه عزكم وملكه
ملككم وان يظهروا عليه تكونوا قد كفيتموه بغيركم قالوا أصبأت إليه يا أبا الوليد * وأخرج الحكيم الترمذي
في نوادر الأصول عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه قال جئت أزور عائشة رضي الله عنها ورسول الله
صلى الله عليه وسلم يوحى إليه ثم سرى عنه فقال يا عائشة ناوليني ردائي فناولته ثم أتى المسجد فإذا مذكر يذكر
فجلس حتى إذا قضى المذكر تذكره افتتح حم تنزيل من الرحمن الرحيم فسجد حتى طالت سجدته ثم تسامع به من
كان على ميلين وتلا عليه السجدة فأرسلت عائشة رضي الله عنها في خاصتها ان احضروا رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلقد رأيت ما لم أره منه منذ كنت معه فرفع رأسه فقال سجدت هذه السجدة شكرا لربي فيما أبلاني في أمتي فقال له
أبو بكر رضي الله عنه وماذا أبلاك في أمتك قال أعطاني سبعين ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب فقال أبو بكر
رضي الله عنه يا رسول الله ان أمتك كثير طيب فازدد قال قد فعلت فأعطاني مع كل واحد من السبعين ألفا سبعين
ألفا فقال يا رسول الله ازدد لامتك فقال بيده ثم قال بها على صدره فقال عمر رضي الله عنه وعيت يا رسول الله
* وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن الخليل بن مرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام
359

حتى يقرأ تبارك وحم السجدة * قوله تعالى (وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه) الآية * أخرج عبد بن حميد
وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وقالوا قلوبنا في أكنة قالوا كالجعبة للنبل * وأخرج أبو سهل السرى
ابن سهل الجنديسابوري في حديثه من طريق عبد القدوس عن نافع بن الأزرق عن ابن عمر عن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه في قوله وقالوا قلوبنا في أكنه الآية قال أقبلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
لهم ما يمنعكم من الاسلام فتسودوا العرب فقالوا يا محمد ما نفقه ما تقول ولا نسمعه وان على قلوبنا لغلفا وأخذ أبو
جهل ثوبا فمده فيما بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا
وقر ومن بيننا وبينك حجاب فقل لهم النبي صلى الله عليه وسلم أدعوكم إلى خصلتين أن تشهدوا أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له وأني رسول الله فلما سمعوا شهادة أن لا إله إلا الله ولوا على أدبارهم نفورا وقالوا أجعل الآلهة
إلها واحدا ان هذا لشئ عجاب وقال بعضهم لبعض امشوا واصبروا على آلهتكم ان هذا لشئ يراد ما سمعنا بهذا
في الملة الآخرة ان هذا الا اختلاق أأنزل عليه الذكر من بيننا وهبط جبريل فقال يا محمد ان الله يقرئك السلام
ويقول أليس يزعم هؤلاء أن على قلوبهم أكنه أن يفقهوه وفي آذانهم وقر فليس يسمعون قولك كيف وإذا
ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا لو كان كما زعموا لم ينفروا ولكنهم كاذبون يسمعون ولا
ينتفعون بذلك كراهية له فلما كان من الغد أقبل منهم سبعون رجلا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد
أعرض علينا الاسلام فلما عرض عليهم الاسلام أسلموا عن آخرهم فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم قال الحمد
الله ألستم بالأمس تزعمون أن على قلوبكم غلفا وقلوبكم في أكنة مما ندعوكم إليه وفي آذانكم وقرا وأصبحتم
اليوم مسلمين فقالوا يا رسول الله كذبنا والله بالأمس لو كان كذلك ما اهتدينا أبدا ولكن الله الصادق والعباد
الكاذبون عليه وهو الغنى ونحن الفقراء إليه * قوله تعالى (وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم
بالآخرة هم كافرون) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة قال لا يشهدون أن لا إله إلا الله وفي
قوله لهم أجر غير ممنون قال غير منقوص * وأخرج عبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن المنذر عن عكرمة
رضي الله عنه في قوله وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة قال لا يقولوا لا إله إلا الله * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد عن قتادة في قوله الذين لا يؤتون الزكاة قال كان يقال الزكاة قنطرة الاسلام من قطعها برئ ونجا
ومن لم يقطعها هلك والله أعلم * قوله تعالى (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين) الآيات
* أخرج ابن جرير والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في
الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن خلق
السماوات والأرض فقال خلق الله الأرض يوم الاحد والاثنين وخلق الجبال وما فيهن من منافع يوم الثلاثاء وخلق
يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب فهذه أربعة فقال تعالى قل أئنكم لتكفرون بالذي
خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها
في أربعة أيام سواء للسائلين وخلق يوم الخميس السماء خلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى
ثلاث ساعات بقين منه فخلق في أول ساعة من هذه الثلاثة الآجال حين يموت ومن مات وفي الثانية ألقي الآفة على كل
شئ من منتفع به وفي الثالثة خلق آدم وأسكنه الجنة وأمر إبليس بالسجود له وأخرجه منها في آخر ساعة قالت
اليهود ثم ماذا يا محمد قال ثم استوى على العرش قالوا قد أصبت لو أتممت ثم قالوا استراح فغضب النبي صلى الله عليه
وسلم غضبا شديدا فنزل ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما
يقولون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وقدر فيها أقواتها قال شق الانهار وغرس الأشجار ووضع
الجبال وأجرى البحار وجعل في هذه ما ليس في هذه وفي هذه ما ليس في هذه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم
عن عكرمة في قوله وقدر فيها أقواتها قال قدر كل أرض شيئا لا يصلح في غيرها * وأخرج سعيد بن منصور
وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله وقدر فيها أقواتها قال لا يصلح النيسابوري الا بنيسابور ولا ثياب
360

اليمن الا باليمن * وأخرج عبد الرزاق عن الحسن وقدر فيها أقواتها قال أرزاقها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد عن قتادة في قوله سواء للسائلين قال من سال فهو كما قال الله * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس
قال خلق الله السماوات من دخان ثم ابتدأ خلق الأرض يوم الاحد ويوم الاثنين فذلك قول الله تعالى قل أئنكم
لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ثم قدر فيها أقواتها في يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فذلك قوله وقدر فيها
أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فسمكها وزينها بالنجوم والشمس والقمر
وأجراهما في فلكهما وخلق فيها ما شاء من خلقه وملائكته يوم الخميس ويوم الجمعة وخلق الجنة يوم الجمعة
وخلق آدم عليه السلام يوم الجمعة فذلك قول الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام وست كل شئ يوم السبت
فعظمت اليهود يوم السبت لأنه يسبت فيه كل شئ وعظمت النصارى يوم الاحد لأنه ابتدئ فيه خلق كل شئ وعظم
المسلمون يوم الجمعة لان الله فرغ فيه من خلقه وخلق في الجنة رحمته وجمع فيه آدم عليه السلام وفيه هبط من الجنة
وفيه قبلت توبته وهو أعظمها * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال إن الله تعالى خلق يوما فسماه الاحد ثم
خلق ثانيا فسماه الاثنين ثم خلق ثالثا فسماه الثلاثاء ثم خلق رابعا فسماه الأربعاء وخلق خامسا فسماه الخميس
فخلق الأرض يوم الاحد والاثنين وخلق الجبال يوم الثلاثاء ولذلك يقول الناس انه يوم ثقيل كذلك وخلق
مواضع الانهار والشجر والقرى يوم الأربعاء وخلق الطير والوحش والسباع والهوام والآفة يوم الخميس وخلق
الانسان يوم الجمعة وفرغ من الخلق يوم السبت * وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال إن
الله تعالى ابتدأ الخلق وخلق الأرض يوم الاحد والاثنين وخلق الأقوات والرواسي يوم الثلاثاء والأربعاء وخلق
السماوات يوم الخميس والجمعة إلى صلاة العصر وخلق آدم عليه السلام في تلك الساعة التي لا يوافقها عبد يدعو ربه
الا استجاب له فهو ما بين صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه أن
اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ما يوم الاحد قال خلق الله فيه الأرض قالوا فيوم الأربعاء قال الأقوات
قالوا فيه الخميس قال فيه خلق الله السماوات قالوا فيوم الجمعة قال خلق في ساعتين الملائكة وفي ساعتين الجنة
والنار وفي ساعتين الشمس والقمر والكواكب وفي ساعتين الليل والنهار قالوا ألست تذكر الراحة فقال سبحان
الله فأنزل الله ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب * وأخرج أبو الشيخ من
وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى فرغ من خلقه
في ستة أيام أولهن يوم الاحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة خلق يوم الاحد السماوات وخلق يوم
الاثنين الشمس والقمر وخلق يوم الثلاثاء دواب البحر ودواب الأرض وفجر الانهار وقوت الأقوات وخلق
الأشجار يوم الأربعاء وخلق يوم الخميس الجنة والنار وخلق آدم عليه السلام يوم الجمعة ثم أقبل على الامر
يوم السبت * وأخرج ابن جرير عن أبي بكر رضي الله عنه قال جاء اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا
يا محمد أخبرنا ما خلق الله من الخلق في هذه الأيام الستة فقال خلق الله الأرض يوم الاحد والاثنين وخلق
الجبال يوم الثلاثاء وخلق المدائن والأقوات والأنهار وعمرانها وخرابها يوم الأربعاء وخلق السماوات
والملائكة يوم الخميس إلى ثلاث ساعات يعنى من يوم الجمعة وخلق في أول ساعة الآجال وفي الثانية الآفة
وفي الثالثة آدم قالوا صدقت ان تممت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ما يريدون فغضب فأنزل الله وما مسنا من
لغوب فاصبر على ما يقولون * وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله قال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قال قال للسماء اخرجي شمسك اخرجي قمرك ونجومك
وقال للأرض شققي أنهارك واخرجي ثمارك فقالتا أتينا طائعين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله ائتيا قال أعطيا وفي قوله أتينا قال أعطينا * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأوحى في كل سماء أمرها قال ما أمر به وأراده من خلق النيرات وغير ذلك
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه وأوحى في كل سماء أمرها قال خلق فيها شمسها وقمرها ونجومها
وصلاحها * قوله تعالى (فان أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) الآيات * أخرج عبد بن
361

حميد وابن المنذر عن الكلبي رضي الله عنه قال كل شئ في القرآن صاعقة فهو عذاب * وأخرج عبد الرزاق وعبد
ابن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود يقول أنذرتكم وقيعة عاد وثمود وفي
قوله ريحا صرصرا باردة وفي قوله نحسات قال مشؤومات نكدات * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه
فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا قال شديدة الشؤم قال مشؤومات * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله وأما ثمود فهديناهم قال بينا لهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه وأما
ثمود فهديناهم يقول بينا لهم سبيل الخير والشر والله أعلم * قوله تعالى (ويوم يحشر أعداه الله إلى النار)
الآية * أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فيهم يوزعون قال يحبس
أولهم على آخرهم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وأبى رزين رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يوزعون قال يدفعون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج
رضي الله عنه في قوله ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون قال الوزعة الساقة من الملائكة عليهم السلام
يسوقونهم إلى النار ويردون الآخر على الأول * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال
عليهم وزعة ترد أولهم على آخرهم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه في قوله فهم يوزعون قال
يحبسون بعضا على بعض قال عليهم وزعة ترد أولهم على آخرهم * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبى الضحى
عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لابن الأزرق ان يوم القيامة يأتي على الناس منه حين لا ينطقون ولا يعتذرون
ولا يتكلمون حتى يؤذن لهم فيختصمون فيجحد الجاحد بشركه بالله تعالى فيحلفون له كما يحلفون لكم فيبعث
الله عليهم حين يجحدون شهودا من أنفسهم جلودهم وأبصارهم وأيديهم وأرجلهم ويختم على أفواههم ثم تفتح
الأفواه فتخاصم الجوارح فتقول أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ وهو خلقكم أول مرة واليه ترجعون فتقر الألسنة
بعد * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر
وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنت مستترا بأستار الكعبة فجاء
ثلاثة نفر قرشي وثقفيان أو ثقفي وقرشيان كثير لحم بطونهم قليل فقه قلوبهم فتكلموا بكلام لم أسمعه فقال
أحدهم أترون ان الله يسمع كلامنا هذا فقال الآخر انا إذا رفعنا أصواتنا سمعه وإذا لم نرفعه لم يسمع فقال
الآخر ان سمع منه شيئا سمعه كله قال فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله وما كنتم تستترون ان يشهد
عليكم سمعكم ولا أبصاركم إلى قوله من الخاسرين * وأخرج عبد الرزاق وأحمد والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم
والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
تحشرون ههنا وأومأ بيده إلى الشام مشاة وركبانا على وجوهكم وتعرضون على الله وعلى أفواهكم الفدام وان أول
ما يعرب عن أحدكم فخذه وكفه وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا
أبصاركم ولا جلودكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال ما كنتم تظنون * وأخرج ابن
جرير عن السدى رضي الله عنه وما كنتم تستترون قال تستخفون * وأخرج أحمد والطبراني وعبد بن حميد ومسلم
وأبو داود وابن ماجة وابن حبان وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموتن
أحدكم الا وهو يحسن الظن بالله فان قوما قد أرداهم سوء ظنهم بالله عز وجل قال الله عز وجل وذلكم ظنكم الذي
ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين * قوله تعالى (وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم) الآية * أخرج الفريابي
وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وقيضنا لهم قرناء قال شياطين * وأخرج ابن المنذر
عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله فزينوا لهم ما بين أيديهم قال الدنيا يرغبونهم فيها وما خلفهم قال الآخرة زينوا
لهم نسيانها والكفر بها * قوله تعالى (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن) الآية * أخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة إذا قرأ القرآن يرفع صوته
فكان المشركون يطردون الناس عنه ويقولون لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون وكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا أخفى قراءته لم يسمع من يحب أن يسمع القرآن فأنزل الله ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت
362

بها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله والغوا فيه قال بالتصفير والتخليط في المنطق
على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن قريش تفعله * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه
والغوا فيه قال يقولون اجحدوا به وأنكروه وعادوه والله أعلم * قوله تعالى (وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين
أضلانا من الجن والإنس) الآية * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه وابن وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه انه
سئل عن قوله ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس قال هو ابن آدم الذي قتل أخاه وإبليس * وأخرج عبد بن
حميد عن عكرمة وإبراهيم مثله * قوله تعالى (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) * أخرج الترمذي والنسائي
والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن عدي وابن مردويه قال قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذه الآية ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال قد قالها ناس من الناس ثم كفر أكثرهم فمن قالها حتى يموت
فهو ممن استقام عليها * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور ومسدد وابن سعد وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن عمران عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قوله ان الذين
قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال الاستقامة أن لا تشركوا بالله شيئا * وأخرج ابن راهويه وعبد بن حميد والحكيم
الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية من طريق الأسود بن هلال
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه انه قال ما تقولون في هاتين الآيتين ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا والذين
آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قالوا لم يذنبوا قال لقد حملتموها على أمر شديد الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم
يقول بشرك والذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يرجعوا إلى عبادة الأوثان * وأخرج ابن مردويه من طريق
الثوري رضى الله عن بعض أصحابه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا
قال على فرائض الله * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان الذين
قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال على شهادة أن لا إله إلا الله * وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وأحمد في الزهد
وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا
قال استقاموا بطاعة الله ولم يروغوا روغان الثعلب * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس انه سئل أي آية في كتاب
الله أرجى قال قوله ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا على شهادة أن لا اله الله قيل له فأين قوله تعالى يا عبادي
الذين أسرفوا على أنفسهم الآية 7 زاد قرأ وأنيبوا إلى ربكم فيهما علقه اعملوا * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم
ومجاهد رضي الله عنهما في قوله ثم استقاموا قال قالوا لا إله إلا الله لم يشركوا بعدها بالله شيئا حتى يلقوه * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قالوا ربنا الله وحده ثم استقاموا يقول على أداء فرائض
الله تتنزل عليهم الملائكة قال في الآخرة * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والدارمي والبخاري في تاريخه ومسلم
والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان عن سفيان الثقفي ان رجلا قال يا رسول الله مرني بأمر في الاسلام
لا أسال عنه أحدا بعدك قال قل آمنت بالله ثم استقم قلت فما اتقى فأومأ إلى لسانه * قوله تعالى (تتنزل عليهم
الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد والبيهقي في الشعب عن مجاهد في
قوله تتنزل عليهم الملائكة قال عند الموت * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال أن لا تخافوا
مما تقدمون عليه من الموت وأمر الآخرة ولا تحزنوا على ما خلفتم من أمر دنياكم من ولد وأهل ودين مما استخلفكم
في ذلك كله * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال يؤتى المؤمن عند الموت
فيقال لا تخف مما أنت قادم عليه فيذهب خوفه ولا تحزن على الدنيا ولا على أهلها وأبشر بالجنة فيموت وقد قر الله
عينه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في الآية قال يبشر بها عند موته وفي قبره ويوم يبعث فإنه
لقى الجنة وما رميت فرحة البشارة من قلبه * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال لا تخافوا من ضيعتكم
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في ذكر الموت عن علي بن أبي طالب قال حرام على كل نفس ان تخرج من
الدنيا حتى تعلم أين مصيرها * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال إن المؤمن يبشر بصلاح ولده من بعده لتقر
363

عينه * وأخرج أحمد والنسائي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه
قلنا يا رسول الله كلنا يكره الموت قال ليس ذلك كراهية الموت ولكن المؤمن إذا احتضر جاءه البشير من الله بما هو
صائر إليه فليس شئ أحب إليه من أن يكون لقى الله فأحب الله لقاءه وان الكافر والفاجر إذا احتضر جاءه بما هو
صائر إليه من الشر فكره لقاء الله فكره الله لقاءه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ثابت أنه قرأ السجدة حتى
بلغ تتنزل عليهم الملائكة فوقف قال بلغنا ان العبد المؤمن يبعثه الله من قبره يتلقاه ملكاه اللذان كانا معه في الدنيا
فيقولان له لا تخف ولا تحزن وأبشر بالجنة التي كنت توعد فيؤمن الله خوفه ويقر عينه بما عصمه الا وهي
للمؤمن قرة عين لما هداه الله تعالى ولما كان يعمل في الدنيا * وأخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه نحن أولياؤكم الآية قال رفقاؤكم في الدنيا لا نفارقكم حتى ندخل معكم
الجنة ولفظ عبد بن حميد قال قرناؤهم الذين معهم في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قالوا لن نفارقكم حتى ندخلكم
الجنة * وأخرج أبو نعيم في صفة الجنة والبيهقي في البعث عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بينا أهل الجنة في مجلس لهم إذ سطح لهم نور على باب الجنة فرفعوا رؤسهم فإذا الرب تعالى قد أشرف فقال يا أهل
الجنة سلوني فقالوا نسألك الرضا عنا قال رضاي أحلكم داري وأنا لكم كرامتي هذه وأيها تسألوني قالوا نسألك
الزيادة قال فيؤتون بنجائب من ياقوت أحمر أزمتها زبرجد أخضر وياقوت أحمر فجاؤوا عليها تضع حوافرها عند
منتهى طرفها فامر الله بأشجار عليها الثمار فتجئ حور من العين وهن يقلن نحن الناعمات فلا نبأس ونحن
الخالدات فلا نموت أزواج قوم مؤمنين كرام ويأمر الله بكثبان من مسك أبيض أذفر فتنثر عليهم ريحا يقال لها
المثيرة حتى تنتهى بهم إلى جنة عدن وهي قصبة الجنة فتقول الملائكة يا ربنا قد جاء القوم فيقول مرحبا بالصادقين
فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله فيتمتعون بنور الرحمن حتى لا يبصر بعضهم بعضا ثم يقول ارجعوهم إلى
القصور بالتحف فيرجعون وقد أبصر بعضهم بعضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك قوله تعالى نزلا من غفور
رحيم * وأخرج ابن النجار من حديث أبي هريرة رضى الله تعالى عنه مثله سواء * قوله تعالى (ومن أحسن قولا ممن
دعا إلى الله وعمل صالحا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها ومن
أحسن قولا ممن دعا إلى الله قالت المؤذن وعمل صالحا قالت ركعتان فيما بين الأذان والإقامة * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن المنذر وابن مردويه من وجه آخر عن عائشة رضي الله عنها قالت ما أرى هذه الآية نزلت الا في المؤذنين ومن
أحسن قولا ممن دعا إلى الله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ومن أحسن قولا
ممن دعا إلى الله قال هو النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن سيرين رضي الله عنه في
قوله ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن
الحسن رضي الله عنه في الآية قال هو المؤمن عمل صالحا ودعا إلى الله تعالى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى
الله عنه ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين قال هذا عبد صدق قوله وعمله ومولجه
ومخرجه وسره وعلانيته ومشهده ومغيبه * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه ومن أحسن قولا ممن دعا
إلى الله قال قول لا إله إلا الله يعنى المؤذن وعمل صالحا صام وصلى * وأخرج الخطيب في تاريخه عن قيس بن أبي حازم
رضي الله عنه في قوله ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله قال الاذان وعمل صالحا قال الصلاة بين الأذان والإقامة قال
الخطيب قال أبو بكر النقاش رضي الله عنه قال لي أبو بكر بن أبي داود في تفسيره عشرون ومائة ألف حديث
ليس فيه هذا الحديث * وأخرج سعيد بن منصور عن عاصم بن هبيرة قال إذا فرغت من أذانك فقل لا إله إلا الله
والله أكبر وأنا من المسلمين ثم قرأ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن ماجة عن معاوية رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن المؤمن أطول الناس
أعناقا يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة والديلمي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم بلال سيد المؤذنين يوم القيامة ولا يتبعه الا مؤمن والمؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة * وأخرج
ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤذن يغفر له مد صوته ويصدقه كل
364

رطب ويابس * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر رضي الله عنه انه قال لرجل ما عملك قال الاذان قال نعم العمل عملك
يشهد لك كل شئ سمعك * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لو أطقت الاذان مع
الخليفي لأذنت * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد رضي الله عنه قال لان أقوى على الاذان أحب إلى من أن أحج أو
أعتمر أو أجاهد * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لو كنت مؤذنا ما باليت ان لا أحج ولا أغزو
* وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب رضي الله عنه قال من أذن كتب له سبعون حسنة وان أقام فهو أفضل
* وأخرج ابن أبي شيبة من طريق هشام عن يحيى رضي الله عنه قال حدثت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لو علم الناس ما في الاذان لتجاذبوه قال وكان يقال ابتدر والاذان ولا تبتدر والإمامة * وأخرج سعيد بن منصور
وابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه قال المؤذن المحتسب أول ما يكسى يوم القيامة * قوله تعالى (ولا تستوى
الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي
في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن قال أمر الله
المؤمنين بالصبر عند الغضب والحلم عند الجهل والعفو عند الإساءة فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من
الشيطان وخضع لهم عدوهم كأنه ولى حميم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن قال القه بالسلام فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم
* وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب
الايمان عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ادفع بالتي هي أحسن قال السلام ان تسلم عليه إذا لقيته * وأخرج
عبد بن حميد عن عطاء رضي الله عنه ادفع بالتي هي أحسن قال السلام * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
عن قتادة رضي الله عنه في قوله وكانه ولى حميم قال ولى رقيب وفي قوله الا ذو حظ عظيم قال الجنة * وأخرج عبد بن
حميد عن الحسن رضي الله عنه وما يلقاها الا الذين صبروا قال والله لا يصيبها صاحبها حتى يكظم غيظا ويصفح عن
بعض ما يكره * وأخرج ابن المنذر عن أنس رضي الله عنه في قوله وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ
عظيم قال الرجل يشتمه أخوه فيقول ان كنت صادقا يغفر الله لي وان كنت كاذبا يغفر الله لك والله أعلم * قوله
تعالى (واما ينزغنك من الشيطان نزع) الآية * أخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
والحاكم وابن مردويه عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم
فاشتد غضب أحدهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم انى لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الغضب أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم فقال الرجل أمجنون تراني فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم واما ينزغنك من الشيطان نزغ
فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى عرف الغضب في وجه
أحدهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لأعلم كلمة لو قالها ذهب غضبه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
* وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اتقوا الغضب
فإنها جمرة توقد في قلب ابن آدم ألم تر انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه فمن أحسن من ذلك شيئا فليلزق بالأرض
* وأخرج ابن أبي شيبة عن خيثمة رضي الله عنه قال كان يقال ان الشيطان يقول كيف يغلبني ابن آدم إذا
رضى حيث أكون في قلبه وإذا غضب طرت حيث أكون على رأسه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة
رضي الله عنه في قوله واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله قال ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم بينما
هو يصلى إذ جعل يسند حتى يستند السارية ثم يقول ألعنك بلعنة الله التامة فقال بعض أصحابه يا نبي الله ما شئ
رأيناك تصنعه قال أتاني الشيطان بشهاب من نار ليحرقني به فلعنته بلعنة الله التامة فانكب لفيه وطفئت ناره
* قوله تعالى (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر) لآيات * أخرج أبو يعلى وابن مردويه عن
جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الليل والنهار ولا الشمس ولا القمر ولا الرياح
فإنها ترسل رحمة لقوم وعذابا لقوم * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن
365

الأزرق سأله عن قوله لا يسأمون قال لا يملون ولا يفترون قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت
قول الشاعر
من الخوف لأذى سامة من عبادة * ولا مؤمن طول التعبد يجهد
* واخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي في سننه من طريق سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس
رضي الله عنهما كان يسجد بآخر الآيتين من حم السجدة وكان ابن مسعود رضي الله عنه يسجد الأولى منهما
* وأخرج سعيد بن منصور عن أبي اسحق قال كان عبد الله رضي الله عنه وأصحابه يسجدون بالآية الأولى
* وأخرج ابن أبي شيبة عن رجل من بنى سليم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد بالآية الأولى * وأخرج
ابن سعد وابن أبي شيبة من طريق نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما انه كان يسجد بالآية الأولى * وأخرج
البخاري عن عبدة بن حزن البصري رضي الله عنه وله صحبة أنه سجد في الآية الأولى من حم * وأخرج سعيد بن
منصور من طريق مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يسجد في الآية الأخيرة * قوله تعالى (ومن
آياته انك ترى الأرض) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله ومن آياته
انك ترى الأرض خاشعة قال غبراء متهشمة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت قال 7 تغرف الغيث وربوها إذا
ما أصابها * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله اهتزت قال
بالنبات وربت قال ارتعشت قبل أن تنبت * قوله تعالى (ان الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا) * أخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان الذين يلحدون في آياتنا قال هو ان يوضع الكلام على غير
موضعه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان الذين يلحدون في آياتنا قال هو ان
يوضع الكلام على غير موضعه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان الذين
يلحدون في آياتنا قال الحاد ما ذكر معه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في الآية
قال الالحاد التكذيب * وأخرج أحمد في الزهد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال إن هذا القرآن كلام الله
فضعوه على مواضعه ولا تتبعوا فيه هواكم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أفمن
يلقى في النار خير قال أبو جهل بن هشام أم من يأتي آمنا يوم القيامة قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن عساكر عن بشير بن تميم رضي الله عنه قال نزلت هذه
الآية في أبى جهل وعمار بن ياسر أفمن يلقى في النار أبو جهل أم من يأتي آمنا يوم القيامة عمار * وأخرج ابن
عساكر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة نزلت في عمار بن ياسر
وفي أبى جهل * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله اعملوا ما شئتم
قال هذا وعيد * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة اعملوا ما شئتم قال خيركم وأمركم بالعمل واتخذ الحجة وبعث رسوله
وأنزل كتابه وشرع شرائعه حجة وتقدمة إلى خلقه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
اعملوا ما شئتم قال هذا لأهل بدر خاصة * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه قال ذكر ان
السماء فرجت يوم بدر فقيل اعملوا ما شئتم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال فأبيحت لهم
الأعمال * قوله تعالى (ان الذين كفروا بالذكر) الآيتين * أخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو سئل ما المخرج منها فقال كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه
ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد * وأخرج ابن مردويه عن ابن سعد لا أحسبه الا أسنده ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال مثل القرآن ومثل الناس كمثل الأرض والغيث بينما الأرض ميتة هامدة ثم لا يزال ترسل
الأودية حتى تبذر وتنبت ويتم شانها ويخرج الله ما فيها من زينتها ومعايش الناس وكذلك فعل الله بهذا القرآن
والناس * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن عقبة بن عامر رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم تلا ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم إلى قوله حميد فقال إنكم لن ترجعوا إلى الله بشئ أحب
إليه من شئ خرج منه يعنى القرآن * وأخرج البيهقي عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
366

وسلم انكم لن ترجعوا إلى الله بشئ أفضل مما خرج منه يعنى القرآن * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات
عن عطية بن قيس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما تكلم العباد بكلام أحب إلى الله من كلامه
وما أناب العباد إلى الله بكلام أحب إليه من كلامه بالذكر قال بالقرآن * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله لا يأتيه الباطل قال الشيطان * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه
في الآية لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قال لا يدخل فيه الشيطان ما ليس منه ولا أحد من الكفرة
* وأخرج عبد بن حميد وابن الضريس عن قتادة رضي الله عنه وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه
ولا من خلفه قال أعزه الله لأنه كلامه وحفظه من الباطل والباطل إبليس لا يستطيع أن ينقص منه حقا
ولا يزيد فيه باطلا * قوله تعالى (ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة
رضي الله عنه في قوله ما يقال لك من التكذيب الا ما قد قيل للرسل من قبلك فكما كذبت فقد كذبوا وكما صبروا
على أذى قومهم لهم فاصبر على أذى قومك إليك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه
في قوله ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك قال من الأذى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة
في الآية قال تعزية * قوله تعالى (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولو جعلناه قرآنا أعجميا الآية يقول لو جعلنا القران أعجميا ولسانك
يا محمد عربي لقالوا أأعجمي وعربي يأتينا به مختلفا أو مختلطا لولا فصلت آياته فكان القرآن مثل اللسان يقول
فلم يفعل لئلا يقولوا فكانت حجة عليهم * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في الآية قال
لو نزل أعجميا قال المشركون كيف يكون أعجميا وهو عربي * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير
رضي الله عنه قال قالت قريش لولا أنزل هذا القرآن أعجميا وعربيا فأنزل الله وقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي
وعربي وأنزل الله تعالى بعد هذه الآية فيه بكل لسان حجارة من سجيل قال ابن جبير رضي الله عنه والقراءة على
هذا أعجمي بالاستفهام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي ميسرة رضي الله عنه قال في القرآن بكل لسان
* وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق عن قتادة رضي الله عنه في قوله أولئك ينادون من مكان بعيد قال بعيد من
قلوبهم * قوله تعالى (ولولا كلمة سبقت من ربك) الآيات * أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله
ولولا كلمة سبقت من ربك قال سبق لهم من الله حين واجلهم 7 بالغرة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله وما تخرج من ثمرة من أكمامها قال حين تطلع * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما أذناك أعلمناك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله
لا يسام الانسان قال لا يمل * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله
ولئن أذقناه رحمة منا الآية قال عافية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله سنريهم آياتنا في الآفاق
قال كانوا يسافرون فيرون آثار عاد وثمود
يقولون والله لقد صدق محمد صلى
الله عليه وسلم وما أراهم
في أنفسهم قال
الا مرض
* (تم الجزء الخامس من الدر المنثور في التفسير بالمأثور) *
* (ويليه الجزء السادس أوله سورة شورى) *
367