الكتاب: الدر المنثور
المؤلف: جلال الدين السيوطي
الجزء: ٤
الوفاة: ٩١١
المجموعة: مصادر التفسير عند السنة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

الدر المنثور في التفسير بالمأثور
للامام جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى
وبهامشه القرآن الكريم مع تفسير ابن عباس رضي الله عنه
الجزء الرابع
دار المعرفة للطباعة والنشر * بيروت لبنان
* (الجزء الرابع) *
من كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور لامام أهل التحقيق
ورئيس ذوي التدقيق عمدة الأئمة المتقدمين والمتأخرين
وخاتمة الحفاظ المحدثين الامام الكبير
والعلم الشهير جلال الدين عبد الرحمن
ابن أبي بكر السيوطي
رحمه الله تعالى
آمين
* (ولتمام النفع قد وضع بهامشه القرآن الشريف مع كتاب
تنوير المقباس تفسير حبر الأمة سيدنا عبد الله بن عباس وقد
جعل القرآن الشريف بأعلى الصحيفة وتفسير ابن عباس
رضي الله عنهما بأسفلها مميزا بينهما بجدول حلية من الطبع) *
دار المعرفة
بيروت - لبنان
1

بسم الله الرحمن الرحيم
* (سورة يوسف عليه السلام مكية) *
* أخرج النحاس وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة يوسف بمكة * وأخرج
ابن مردويه عن ابن الزبير رضي الله عنه قال أنزلت سورة يوسف بمكة * وأخرج الحاكم وصححه عن رفاعة بن
رافع الزرقي انه خرج هو وابن خالته معاذ بن عفراء حتى قدما مكة وهذا قبل خروج الستة من الأنصار فأتيا
النبي صلى الله عليه وسلم قال فقلت أعرض على فعرض عليه السلام وقال من خلق السماوات والأرض والجبال
قلنا الله قال فمن خلقكم قلنا الله قال فمن عمل هذه الأصنام التي تعبدون قلنا نحن قال فالخالق أحق بالعبادة
أم المخلوق فأنتم أحق ان يعبدوكم وأنتم عملتموها والله أحق ان تعبدوه من شئ عملتموه وأنا أدعوكم إلى
عبادة الله والى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وصلة الرحم وترك العدوان وبغض الناس قلنا لو كان الذي
تدعونا إليه باطلا لكان من معالى الأمور ومحاسن الأخلاق أمسك راحلتينا حتى نأتي البيت فجلس عند معاذ بن
عفراء قال فطفت وأخرجت سبعة أقداح فجعلت له منها قدحا فاستقبلت البيت فضربت بها وقلت اللهم ان كان
ما يدعو إليه محمد حقا فاخرج قدحه سبع مرات قال فضربت فخرج سبع مرات فصحت أشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله فاجتمع الناس على وقالوا مجنون رجل صبا قلت بل رجل مؤمن ثم جئت إلى أعلى مكة فلما
رآني معاذ قال لقد جاء رافع بوجه ما ذهب بمثله فجئت وآمنت وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة يوسف
واقرأ باسم ربك ثم رجعنا إلى المدينة * وأخرج ابن سعد عن عكرمة ان مصعب بن عمير لما قدم المدينة يعلم الناس
القرآن بعث إليهم عمر وبن الجموح ما هذا الذي حييتمونا به فقالوا ان شئت جئناك فأسمعناك القرآن قال نعم
فواعدهم يوما فجاء فقرأ عليه القرآن الر تلك آيات الكتاب المبين انا أنزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون
* وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما ان حبرا من اليهود
دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافقه وهو يقرأ سورة يوسف فقال يا محمد من علمكها قال الله علمنيها فعجب
الحبر لما سمع منه فرجع إلى اليهود فقال لهم والله ان محمدا ليقرأ القرآن كما أنزل في التوراة فانطلق بنفر منهم
حتى دخلوا فعرفوه بالصفة ونظروا إلى خاتم النبوة بين كتفيه فجعلوا يستمعون إلى قراءته بسورة يوسف
2

فتعجبوا منه وأسلموا عند ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال سمعت عمر
رضي الله عنه يقرأ في الفجر بسورة يوسف * قوله تعالى (الر تلك آيات الكتاب المبين) * أخرج عبد الرزاق
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله تلك آيات الكتاب المبين قال أي والله يبين
بركته وهداه ورشده وفى لفظ يبين الله رشده وهداه * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله تلك
آيات الكتاب المبين قال يبين حلاله وحرامه * وأخرج ابن جرير عن خالد بن معدان عن معاذ رضي الله عنه انه
قال في قول الله تلك آيات الكتاب المبين قال يبين الله الحروف التي سقطت عن ألسن الأعاجم وهي ستة أحرف
* قوله تعالى (انا جعلناه قرآنا عربيا) * أخرج الطبراني وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في
شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب العرب لثلاث
لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي * وأخرج
الحاكم عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قرآنا عربيا ثم قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الهم إسماعيل هذا اللسان العربي إلهاما * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال نزل القرآن
بلسان قريش وهو كلامهم * قوله تعالى (نحن نقص) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
قالوا يا رسول الله لو قصصت علينا فنزلت نحن نقص عليك أحسن القصص * وأخرج إسحاق بن راهويه والبزار
وأبو يعلى وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعد
ابن أبي وقاص رضي الله عنه قال أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فتلا عليهم زمانا فقالوا يا رسول الله
لو قصصت علينا فأنزل الله الر تلك آيات الكتاب المبين هذه السورة ثم تلا عليهم زمانا فأنزل الله ألم يأن للذين آمنوا أن
تخشع قلوبهم لذكر الله * وأخرج ابن مردويه من طريق عون بن عبد الله عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قالوا
يا رسول الله لو قصصت علينا فنزلت نحن نقص عليك أحسن القصص * وأخرج ابن جرير عن عون بن عبد الله رضي الله عنه
قال مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى الله نزل أحسن
الحديث ثم ملوا ملة أخرى فقالوا يا رسول الله حدثنا فوق الحديث ودون القرآن يعنون القصص فأنزل الله الر
تلك آيات الكتاب المبين هذه السورة فأرادوا الحديث فدلهم على أحسن الحديث وأرادوا القصص فدلهم على
أحسن القصص * وأخرج أبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم ونصر المقدسي في الحجة والضياء في المختارة عن
خالد بن عرفطة قال كنت جالسا عند عمر إذ أتاه رجل من عبد القيس فقال له عمر أنت فلان العبدي قال نعم
فضربه بقناة معه فقال الرجل مالي يا أمير المؤمنين قال اجلس فجلس فقرأ عليه بسم الله الرحمن الرحيم الر تلك آيات
الكتاب المبين إلى قوله لمن الغافلين فقرأها عليه ثلاثا وضربه ثلاثا فقال له لرجل مالي يا أمير المؤمنين فقال أنت
الذي نسخت كتاب دانيال قال مرني بأمرك اتبعه قال انطلق فامحه بالحميم والصوف ثم لا تقرأه ولا تقرئه أحدا
من الناس فلئن بلغني عنك انك قرأته أو أقرأته أحدا من الناس لأنهكنك عقوبة ثم قال اجلس فجلس بين يديه
فقال انطلقت أنا فانتسخت كتابا من أهل الكتاب ثم جئت به في أديم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا
في يدك يا عمر فقلت يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد به علما إلى علمنا فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت
وجنتاه ثم نودي بالصلاة جامعة فقالت الأنصار أغضب نبيكم السلاح فجاؤوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال يا أيها الناس انى قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه واختصر لي اختصارا ولقد أتيتكم بها بيضاء
نقية فلا تتهوكوا ولا يغرنكم المتهوكون قال عمر رضي الله عنه فقمت فقلت رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبك
رسولا ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن الضريس عن إبراهيم النخعي
رضي الله عنه قال كان بالكوفة رجل يطلب كتب دانيال وذلك الضرب فجاء فيه كتاب من عمر بن الخطاب ان يدفع
إليه فلما قدم على عمر رضي الله عنه علاه بالدرة ثم جعل يقرأ عليه الر تلك آيات الكتاب المبين حتى بلغ الغافلين قال
فعرفت ما يريد فقلت يا أمير المؤمنين دعني فوالله لا أدع عندي شيئا من تلك الكتب الا حرقته قال فتركه * وأخرج ابن
3

جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه نحن نقص عليك أحسن القصص قال من الكتب الماضية وأمور الله
السالفة في الأمم وان كنت من قبله أي من قبل هذا القرآن لمن الغافلين * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك
رضي الله عنه نحن نقص عليك أحسن القصص قال القرآن * قوله تعالى (إذ قال يوسف لأبيه) * أخرج أحمد
والبخاري عن ابن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن
الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام * قوله تعالى (انى رأيت أحد عشر كوكبا)
الآية * أخرج ابن حرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله انى رأيت أحد عشر كوكبا قال رؤيا الأنبياء وحى * وأخرج سعيد بن منصور والبزار وأبو
يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والعقيلي وابن حبان في الضعفاء وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن
مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في دلائل النبوة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال جاء بستاني اليهودي إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أخبرني عن الكواكب التي رآها يوسف عليه السلام ساجدة له ما أسماؤها فسكت
النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجبه بشئ فنزل جبريل عليه السلام فأخبره بأسمائها فبعث رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى البستاني اليهودي فقال هل أنت مؤمن ان أخبرتك بأسمائها قال نعم قال حرثان والطارق والذيال
وذو الكفتان وقابس ودثان وهودان والفيلق والمصبح والضروح والفريخ والضياء والنور ورآها في أفق
السماء ساجدة له فلما قص يوسف على يعقوب قال هذا أمر مشتت يجمعه الله من بعد فقال اليهودي أي والله
انها لأسماؤها * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أحد عشر كوكبا قال إخوته والشمس
قال أمه والقمر قال أبوه ولامه راحيل ثلث الحسن * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه
في قوله أحد عشر كوكبا والشمس والقمر قال الكواكب إخوته والشمس والقمر أبواه * وأخرج ابن
جرير عن السدى رضي الله عنه في قوله انى رأيت أحد عشر كوكبا الآية قال رأى أباه وإخوته سجودا له
* وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال قال إخوته وكانوا أنبياء ما رضى ان يسجد له إخوته
حتى سجد له أبواه حين بلغهم * وأخرج أبو الشيخ عن ابن منبه عن أبيه قال كانت رؤيا يوسف عليه السلام ليلة
القدر * قوله تعالى (قال يا بنى) الآيتين * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما وكذلك
يجتبيك ربك قال يصطفيك * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة مثله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ويعلمك من تأويل الأحاديث قال عبارة الرؤيا * وأخرج ابن
جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قول ويعلمك من تأويل الأحاديث قال تأويل العلم والحلم قال
وكان يومئذ أعبر الناس * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه في قوله كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم
وإسحاق قال فنعمته على إبراهيم نجاه من النار وعلى إسحاق ان نجاه من الذبح * قوله تعالى (لقد كان في
يوسف وإخوته آيات للسائلين) * أخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله لقد كان في يوسف
وإخوته آيات قال عبرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين
يقول من سال عن ذلك فهو كذا ما قص الله عليكم وأنبأكم به * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه
في قوله لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين قال من كان سائلا عن يوسف وإخوته فهذا نبأهم * وأخرج
ابن جرير عن ابن إسحاق رضي الله عنه قال انما قص الله على محمد صلى الله عليه وسلم خبر يوسف وبغى إخوته عليه
وحسدهم إياه حين ذكر رؤياه لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بغى قومه عليه وحسدهم إياه حين أكرمه
الله بنبوته ليتأسى به * قوله تعالى (إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا) * أخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن السدى رضي الله عنه قال كان يعقوب عليه السلام نازلا بالشام وكان ليس له هم الا يوسف وأخوه بنيامين
فحسده إخوته مما رأوا من حب أبيه له ورأى يوسف عليه السلام في النوم رؤيا ان أحد عشر كوكبا والشمس
والقمر ساجدين له فحدث أباه بها فقال له يعقوب عليه السلام يا بنى لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا
لك كيدا فبلغ إخوة يوسف الرؤيا فحسدوه فقالوا ليوسف وأخوه بنيامين أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة كانوا عشرة
4

ان أبانا لفي ضلال مبين قالوا في ضلال من أمرنا اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من
بعده قوما صالحين يقول تتوبون مما صنعتم به قال قائل منهم وهو يهوذا الا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب
يلتقطه بعض السيارة ان كنتم فاعلين فلما اجمعوا أمرهم على ذلك أتوا أباهم فقالوا له يا أبانا مالك لا تأمنا على
يوسف قال لن أرسله معكم انى أخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون قالوا لئن اكله الذئب ونحن عصبة انا إذا
لخاسرون فأرسله معهم فأخرجوه وبه عليه كرامة فلما برزوا إلى البرية أظهروا له العداوة فجعل يضربه أحدهم
فيستغيث بالآخر فيضربه به فجعل لا يرى منهم رحيما فضربوه حتى كادوا يقتلونه فجعل يصيح ويقول يا أبتاه
يا يعقوب لو تعلم ما صنع بابنك بنو الإماء فلما كادوا يقتلونه قال يهوذا أليس قد أعطيتموني موثقا ان لا تقتلوه
فانطلقوا به إلى الجب ليطرحوه فيه فجعلوا يدلونه في البئر فيتعلق بشفير البئر فربطوا يديه ونزعوا قميصه فقال
يا إخوتاه ردوا علي قميصي أتوارى به في الجب فقالوا له ادع الاحد عشر كوكبا والشمس والقمر يؤنسونك قال فإني لم
أر شيئا فدلوه في البئر حتى إذا بلغ نصفها ألقوه إرادة ان يموت فكان في البئر ماء فسقط فيه فلم يضره ثم أوى إلى صخرة
في البئر فقام عليها فجعل يبكى فناداه إخوته فظن أنها رقة أدركتهم فأجابهم فأرادوا ان يرضخوه بصخرة فقام يهوذا
فمنعهم وقال قد أعطيتموني موثقا ان لا تقتلوه فكان يهودا يأتيه بالطعام ثم انهم رجعوا إلى أبيهم فأخذوا جديا من
الغنم فذبحوه ونضحوا دمه على القميص ثم أقبلوا إلى أبيهم عشاء يبكون فلما سمع أصواتهم فزع وقال يا بنى مالكم
هل أصابكم في غنمكم شئ قالوا لا قال فما فعل يوسف قالوا يا أبانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله
الذئب وما أنت بمؤمن لنا يعنى بمصدق لنا ولو كنا صادقين فبكى الشيخ وصاح بأعلى صوته ثم قال أين القميص ثم
جاؤوا بقميصه وعليه دم كذب فاخذ القميص وطرحه على وجهه ثم بكى حتى خضب وجهه من دم القميص ثم قال إن
هذا الذئب يا بنى لرحيم فكيف اكل لحمه ولم يخرق قميصه وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه فتعلق يوسف
عليه السلام بالحبل فخرج فلما رآه صاحب الدلو دعا رجلا من أصحابه يقال له بشراي فقال يا بشراي هذا غلام
فسمع به إخوة يوسف عليه السلام فجاؤوا فقالوا هذا عبد لنا آبق ورطنوا له بلسانهم فقالوا لئن أنكرت انك عبد
لنا لنقتلنك أترانا نرجع بك إلى يعقوب عليه السلام وقد أخبرناه ان الذئب قد أكلك قال يا إخوتاه ارجعوا بي
إلى أبى يعقوب فانا اضمن لكم رضاه ولا أذكر لكم هذا أبدا فأبوا فقال الغلام انا عبد لهم فلما اشتراه الرجلان فرقا
من الرفقة ان يقولا اشتريناه فيسألونهما الشركة فيه فقالا نقول ان سألونا ما هذا نقول هذه بضاعة استبضعناها
على البئر فذلك قوله وأسروه بضاعة وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانت عشرين درهما وكانوا في يوسف من
الزاهدين فانطلقوا به إلى مصر فاشتراه العزيز ملك مصر فانطلق به إلى بيته فقال لامرأته أكرمي مثواه عسى ان
ينفعنا أو نتخذه ولدا فأحبته امرأته فقالت له يا يوسف ما أحسن شعرك قال هو أول ما يتناثر من جسدي قالت
يا يوسف ما أحسن عينيك قال هما أول ما يسيلان إلى الأرض من جسدي قالت يا يوسف ما أحسن وجهك قال هو
للتراب يأكله قالت وهيت لك قال هم لك وهي بالقبطية قال معاذ الله انه ربى قال سيدي أحسن مثواي فلا أخونه
في أهله فلم تزل به حتى أطمعها فهمت به وهم بها فدخلا البيت وغلقت الأبواب فذهب ليحل سراويله فإذا هو
بصورت يعقوب عليه السلام قائما في البيت قد عض على أصبعه يقول يا يوسف لا تواقعها فإنما مثلك مثل الطير في جو
السماء لا يطاق ومثلك إذا وقعت عليها مثله إذا مات فوقع على الأرض لا يستطيع ان يدفع عن نفسه ومثلك مثل
الثور الصغب الذي لم يعمل عليه ومثلك إذا واقعتها مثله إذا مات فدخل الماء في أصل قرنيه لا يستطيع ان يدفع
عن نفسه فربط سراويله وذهب ليخرج فأدركته فأخذت بمؤخر قميصه من خلفه فخرقته حتى أخرجته منه وسقط
وطرحه يوسف واشتد نحو الباب وألفيا سيدها جالسا عند الباب هو وابن عم المرأة فلما رأته المرأة قالت ما جزاء
من أراد بأهلك سوأ الا ان يسجن أو عذاب اليم انه راودني عن نفسي فدفعته عنى فشققت قميصه فقال يوسف لا بل
هي راودتني عن نفسي فأبيت وفررت منها فأدركتني فأخذت بقميصي فشقته على فقال ابن عمها في القميص تبيان
الامر انظروا ان كان القميص قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وان كان قد من دبر فكذبت وهو من
الصادقين فلما أتى بالقميص وجده قد قد من دبر فقال إنه من كيدكن ان كيدكن عظيم يوسف أعرض عن هذا
5

واستغفري لذنبك يقول لا تعودي لذنبك وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها
حبا والشغاف جلدة على القلب يقال لها لسان القلب يقول دخل الحب الجلد حتى أصاب القلب فلما سمعت
بمكرهن يقول بقولهن أرسلت إليهن واعتدت لهن متكأ يتكئن عليه وآتت كل واحدة منهن سكينا وأترجا تأكله
وقالت ليوسف اخرج عليهن فلما خرج ورأى النسوة يوسف أعظمنه وجعلن يحززن أيديهن وهن يحسبن
أنهن يقطعن الأترج ويقلن حاشا لله ما هذا بشر ان هذا الا ملك كريم قالت فذلكن الذي لمتني فيه ولقد راودته
عن نفسه فاستعصم بعد ما كان حل سراويله ثم لا أدري ما بدا له قال يوسف رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه
من الزنا ثم إن المرأة قالت لزوجها ان العبد العبراني قد فضحني في الناس انه يعتذر إليهم ويخبرهم انى راودته عن
نفسه ولست أطيق ان اعتذر بعذري فاما ان تأذن لي فاخرج فاعتذر كما يعتذر واما ان تحبسه كما حبستني فذلك قوله
ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات وهو شق القميص وقطع الأيدي ليسجننه حتى حين ودخل معه السجن فتيان
غضب الملك على خبازه انه يريد ان يسمه فحبسه وحبس الساقي وظن أنه مالأه على السم فلما دخل يوسف عليه
السلام السجن قال انى اعتبر الأحلام قال أحد الفتيين هلم فلنجرب هذا العبد العبراني فترائيا من غير أن يكونا
رأيا شيئا ولكنهما خرصا فعبر لهما يوسف خرصهما فقال الساقي رأيتني أعصر خمرا وقال الخباز رأيتني أحمل فوق
رأسي خبزا تأكل الطير منه قال يوسف عليه السلام لا يأتيكما طعام ترزقانه في النوم الا نبأتكما بتأويله في اليقظة
ثم قال يا صاحبي السجن اما أحدكما فيسقى ربه خمرا فيعاد على مكانه واما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه ففزعا
وقالا والله ما رأينا شيئا قال يوسف عليه السلام قضى الامر الذي فيه تستفتيان ان هذا كائن لابد منه وقال
يوسف عليه السلام للساقي اذكرني عند ربك ثم إن الله أرى الملك رؤيا في منامه هالته فرأى سبع بقرات سمان
يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر يأكلهن سبع يابسات فجمع السحرة والكهنة والعافة وهم القافة
والحاذة وهم الذين يزجرون الطير فقصها عليهم فقالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين
وقال الذي نجا منهما واذكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فارسلون قال ابن عباس رضي الله عنهما لم يكن السجن في
المدينة فانطلق الساقي إلى يوسف عليه السلام فقال أفتنا في سبع بقرات إلى قوله لعلى أرجع إلى الناس لعلهم
يعلمون تأويلها قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله قال هو أبقى له الا قليلا مما تأكلون ثم يأتي
من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحصنون قال مما ترفعون ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه
يغاث الناس وفيه يعصرون قال العنب فلما أتى الملك الرسول وأخبره قال ائتوني به فلما جاءه الرسول فأمره ان
يخرج إلى الملك أبى يوسف وقال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن قال السدى قال ابن
عباس رضي الله عنهما لو خرج يوسف يومئذ قبل ان يعلم الملك بشأنه ما زالت في نفس العزيز منه حاجة يقول هذا
الذي راود امرأته قال الملك أئتوني بهن قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من
سوء ولكن امرأة العزيز أخبرتنا انها راودته عن نفسه ودخل معها البيت وحل سراويله ثم شده بعد ذلك ولا
تدرى ما بدا له فقالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق قال تبين انا راودته عن نفسه قال يوسف وقد جئ به
ذلك ليعلم العزيز انى لم أخنه بالغيب في أهله وان الله لا يهدى كيد الخائنين فقالت امرأة العزيز يا يوسف ولا
حين حللت السراويل قال يوسف عليه السلام وما أبرئ نفسي فلما وجد الملك له عذرا قال ائتوني به استخلصه
لنفسي فاستعمله على مصر فكان صاحب أمرها هو الذي يلي البيع والامر فأصاب الأرض الجوع وأصاب بلاد
يعقوب التي كان فيها فبعث بنيه إلى مصر وأمسك بنيامين أخا يوسف فلما دخلوا على يوسف عرفهم وهم له منكرون
فلما نظر إليهم أخذهم وأدخلهم الدار دار الملك وقال لهم أخبروني ما أمركم فإني أنكر شأنكم قالوا نحن من أرض
الشام قال فما جاءكم قالوا نمتار طعاما قال كذبتم أنتم عيون كم أنتم قالوا نحن عشرة قال أنتم عشرة آلاف كل
رجل منكم أمير ألف فأخبروني خبركم قالوا انا إخوة بنو رجل صديق وانا كنا اثنى عشر فكان يحب أخا لنا وانه
ذهب معنا إلى البرية فهلك منا وكان أحبنا إلى أبينا قال فإلى من يسكن أبوكم بعده قالوا إلى أخ له أصغر منه قال
كيف تحدثوني ان أباكم صديق وهو يحب الصغير منكم دون الكبير ائتوني بأخيكم هذا حتى أنظر إليه فان لم
6

تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون قالوا سنراود عنه أباه وانا لفاعلون قال فإني أخشى ان لا تأتوني به فضعوا
بعضكم رهينة حتى ترجعوا فارتهن شمعون عنده فقال لفتيته وهو يكيل لهم اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم
يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون إلى فلما رجع القوم إلى أبيهم كلموه فقالوا يا أبانا ان ملك مصر أكرمنا
كرامة لو كان رجلا منا من بنى يعقوب ما أكرمنا كرامته وانه ارتهن شمعون وقال ائتوني بأخيكم هذا الذي
عطف عليه أبوكم بعد أخيكم الذي هلك حتى أنظر إليه فان لم تأتوني به فلا تقربوا بلادي أبدا فقال لهم يعقوب عليه
السلام إذا أتيتم ملك مصر فاقرأوه منى السلام وقولوا ان أبانا يصلى عليك ويدعو لك بما أوليتنا ولما فتحوا رحالهم
وجدوا بضاعتهم ردت إليهم أتوا أباهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذا بضاعتنا ردت إلينا فقال أبوه حين رأى ذلك لن
أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتينني به الا أن يحاط بكم فحلفوا له فلما آتوه موثقهم قال يعقوب الله على
ما نقول وكيل ورهب عليهم أن يصيبهم العين ان دخلوا مصر فيقال هؤلاء لرجل واحد قال يا بنى لا تدخلوا من
باب واحد يقول من طريق واحد فلما دخلوا على يوسف عرف أخاه فأنزلهم منزلا وأجرى عليهم الطعام والشراب
فلما كان الليل أتاهم بمثل قال لينم كل أخوين منكم على مثال حتى بقى الغلام وحده فقال يوسف عليه السلام
هذا ينام معي على فراشي فبات مع يوسف فجعل يشم ريحه ويضمه إليه حتى أصبح وجعل يقول روبيل ما رأينا
رجلا مثل هذا ان نحن نجونا منه فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه والأخ لا يشعر فلما ارتحلوا
أذن مؤذن قبل أن يرتحل العير أيتها العير انكم لسارقون فانقطعت ظهورهم وأقبلوا عليهم يقولون ماذا
تفقدون إلى قوله فما جزاؤه قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه يقول تاخذونه فهو لكم فبدأ بأوعيتهم قبل
وعاء أخيه فلما بقى رحل أخيه الغلام قال ما كان هذا الغلام ليأخذها قالوا والله لا يترك حتى تنظروا في رحله
ونذهب وقد طابت نفوسكم فادخل يده في رحله فاستخرجها من رحل أخيه يقول الله كذلك كدنا ليوسف
يقول صنعنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك يقول في حكم الملك الا ان يشاء الله ولكن صنعنا لشأنهم
قالوا فهذا جزاؤه قال فلما استخرجها من رحل الغلام انقطعت ظهورهم وهلكوا وقالوا ما يزال لنا منكم بلايا بنى
راحيل حتى أخذت هذا الصواع قال بنيامين بنو راحيل لا يزل لنا منكم بلاء ذهبتم بأخي فأهلكتموه في البرية
وما وضع هذا الصواع في رحلي الا الذي وضع الدراهم في رحالكم قالوا لا تذكر الدراهم فتؤخذ بها فوقعوا فيه
وشتموه فلما أدخلوهم على يوسف دعا بالصواع ثم نقر فيه ثم أدناه من اذنه ثم قال إن صواعي هذا يخبرني انكم كنتم
اثنى عشر أخا وانكم انطلقتم باخ لكم فبعتموه فلما سمعها بنيامين قام فسجدوا ليوسف وقال أيها الملك سل صواعك
هذا أحي أخي ذاك أم لا فنقرها يوسف ثم قال نعم هو حي وسوف تراه قال اصنع بي ما شئت فإنه اعلم بي فدخل
يوسف عليه السلام فبكى ثم توضأ ثم خرج فقال بنيامين أيها الملك انى أراك تضرب بصواعك الحق فسله من
صاحبه فنقر فيه ثم قال إن صواعي هذا غضبان يقول كيف تسألني من صاحبي وقد رأيت مع من كنت وكان بنو
يعقوب إذا غضبوا لم يطاقوا فغضب روبيل فقام فقال أيها الملك والله لتتركنا أو لأصيحن صيحة لا تبقى امرأة حامل
بمصر الا طرحت ما في بطنها وقامت كل شعرة من جسد روبيل فخرجت من ثيابه فقال يوسف لابنه مرة مر إلى جنب
روبيل فمسه فمسه فذهب غضبه فقال روبيل من هذا ان في هذه البلاد لبزرا من بزر يعقوب قال يوسف عليه
السلام ومن يعقوب فغضب روبيل فقال أيها الملك لا تذكرن يعقوب فإنه بشرى الله ابن ذبيح الله ابن خليل
الله فقال يوسف عليه السلام أنت إذا ان كنت صادقا فإذا أتيتم أباكم فاقرؤا عليه منى السلام وقولوا له ان ملك مصر
يدعو لك ان لا تموت حتى ترى ابنك يوسف حتى يعلم أبوكم ان في الأرض صديقين مثله فلما أيسوا منه وأخرج لهم
شمعون وكان قد ارتهنه خلوا بينهم نجيا يتناجون بينهم قال كبيرهم وهو روبيل ولم يكن بأكبرهم سنا ولكن
كنا كبيرهم في العلم ألم تعلموا ان أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض
حتى يأذن لي أبى أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين فأقام روبيل بمصر وأقبل التسعة إلى يعقوب عليه السلام
فأخبروه الخبر فبكى وقال يا بنى ما تذهبون من مرة الا نقصتم واحدا ذهبتم فنقصتم يوسف ثم ذهبتم الثانية فنقصتم
شمعون ثم ذهبتم الثالثة فنقصتم بنيامين وروبيل فصبر جميل عسى الله ان يأتي بهم جميعا انه هو العليم الحكيم
7

وتولى عنهم وقال يا أسفا على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم من الغيظ قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف
حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين الميتين قال انما أشكو بثي وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون قال
أتى يوسف جبريل عليه السلام وهو في السجن فسلم عليه وجاءه في صورة رجل حسن الوجه طيب الريح نقى الثياب
فقال له يوسف أيها الملك الحسن الوجه الكريم على ربه الطيب ريحه حدثني كيف يعقوب قال حزن عليك حزنا
شديدا قال فما بلغ من حزنه قال حزن سبعين مشكلة قال فما بلغ من أجره قال أجر سبعين شهيدا قال يوسف عليه
السلام فإلى من أوى بعدي قال إلى أخيك بنيامين قال فتراني ألقاه قال نعم فبكى يوسف عليه السلام لما لقى أبوه
بعده ثم قال ما أبالي بما لقيت ان الله أرانيه قال فلما أخبروه بدعاء الملك أحست نفس يعقوب وقال ما يكون في
الأرض صديق الا ابني فطمع وقال لعله يوسف قال يا بنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه بمصر ولا تيأسوا من
روح الله قال من فرج الله ان يرد يوسف فلما رجعوا إليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة
مزجاة فاوف لنا الكيل بها كما كنت تعطينا بالدراهم الجيدة وتصدق علينا تفضل ما بين الجياد والرديئة قال لهم
يوسف ورحمهم عند ذلك ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا أئنك لانت يوسف قال أنا يوسف وهذا
أخي فاعتذروا إليه قالوا يا الله لقد آثرك الله علينا وان كنا لخاطئين قال لا تثريب عليكم اليوم لا أذكر لكم ذنبكم
يغفر الله لكم ثم قال ما فعل أبى بعدي قالوا عمى من الحزن فقال اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبى يأت
بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين فقال يهودا انا ذهبت بالقميص إلى يعقوب عليه السلام وهو متلطخ بالدماء وقلت إن
يوسف قد أكله الذئب وأنا أذهب بالقميص وأخبره ان يوسف عليه السلام حي فأفرحه كما أحزنته فهو كان
البشير فلما فصلت العير من مصر منطلقة إلى الشام وجد يعقوب عليه السلام ريح يوسف عليه السلام فقال
لبني بنيه إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون قال له بنو بنيه تالله انك لفي ضلالك القديم من شأن يوسف فلما ان
جاء البشير وهو يهودا ألقى القميص على وجهه فارتد بصيرا قال لبنيه ألم أقل لكم انى أعلم من الله مالا تعلمون ثم حملوا
أهلهم وعيالهم فلما بلغوا مصر كلم يوسف عليه السلام الملك الذي فوقه فخرج هو والملك يتلقونهم فلما لقيهم
قال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه أباه وخالته ورفعهما على العرش قال
السرير فلما حضر يعقوب الموت أوصى إلى يوسف ان يدفنه عند إبراهيم فمات فنفح فيه المر ثم حمله إلى الشام وقال
يوسف عليه السلام رب قد آتيتني من الملك إلى قوله توفني مسلما وألحقني بالصالحين قال ابن عباس رضي الله عنهما
هذا أول نبي سأل الله الموت وأخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم مفرقا في السورة * وأخرج ابن جرير ثنا
وكيع ثنا عمرو بن محمد العبقري عن أسباط عن السدى وقال ابن أبي حاتم حدثنا عبد الله بن سليمان بن
الأشعث ثنا الحسين بن علي ثنا عامر بن الفرات عن أسباط عن السدى به * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن قتادة رضي الله عنه في قوله إذ قالوا ليوسف وأخوه يعنى بنيامين وهو أخو يوسف لأبيه وأمه وفى قوله ونحن
عصبة قال العصبة بين العشرة إلى الأربعين * واخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله
ونحن عصبة قال العصبة الجماعة وفى قوله ان أبانا لفي ضلال مبين قال لفي خطأ من رأيه * قوله تعالى (قال قائل
منهم) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في
قوله قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف قال كنا نحدث انه روبيل وهو أكبر إخوته وهو ابن خالة يوسف * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف قال هو شمعون
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف
وألقوه في غيابت الجب قال قاله كبيرهم الذي تخلف قال والجب بئر بالشام يلتقطه بعض السيارة قال التقطه
ناس من الاعراب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وألقوه في غيابت
الجب يعنى الركية * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه قال الجب البئر * واخرج عبد الرزاق وابن
جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وألقوه في غيابت الجب قال هي بئر ببيت المقدس
يقول في بعض نواحيها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال الجب الذي جعل فيه يوسف عليه
8

السلام بحذاء طبرية بينه وبينها أميال * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه انه قرأ تلتقطه
بعض السيارة بالتاء * قوله تعالى (قالوا يا أبانا) الآيتين * أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي قاسم رضي الله عنه
قال قرأ أبو رزين مالك لا تأمنا على يوسف قال له عبيد بن نضلة لحنت قال ما لحن من قرأ بلغة قومه * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أرسله معنا غدا نرتع ونلعب قال نسعى وننشط
ونلهو * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن هارون رضي الله عنه قال كان أبو عمر ويقرأ نرتع ونلعب بالنون
فقلت لأبي عمر وكيف يقولون كيف نرتع ونلعب وهم أنبياء قال لم يكونوا يومئذ أنبياء * وأخرج ابن جرير عن
السدى رضي الله عنه أرسله معنا غدا يرتع ويلعب هو يعنى بالياء * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه
قرأ يرتع بالياء وكسر العين قال يرعى غنمه وينظر ويعقل ويعرف ما يعرف الرجل * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه أنه قرأ نرتع بالنون وكسر العين قال يحفظ بعضنا بعضا
نتكالؤ نتحارس * وأخرج أبو الشيخ عن الحكم بن عمر الرعيني قال بعثني خالد القسري إلى قتادة أساله عن قوله
نرتع ونلعب فقال قتادة رضي الله عنه لا نرتع ونلعب بكسر العين ثم قال الناس لا يرتعون انما ترتع الغنم * وأخرج
أبو الشيخ عن مقاتل بن حيان رضي الله عنه انه كان يقرؤها أرسله معنا غدا نلهو ونلعب * وأخرج ابن الأنباري
في المصاحف عن الأعرج رضي الله عنه أنه قرأ نرتعي بالنون والياء ويلعب بالياء * قوله تعالى (قال انى ليحزنني)
الآيتين * أخرج أبو الشيخ وابن مردويه والسلفي في الطيوريات عن ابن عمر رضى عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا تلقنوا الناس فيكذبوا فان بنى يعقوب لم يعلموا ان الذئب يأكل الناس فلما لقنهم أبوهم كذبوا فقالوا
أكله الذئب * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبي مجلز رضي الله عنه قال لا ينبغي لأحد ان يلقن ابنه الشر فان بنى يعقوب
لم يدروا ان الذئب يأكل الناس حتى قال لهم أبوهم انى أخاف ان يأكله الذئب * قوله تعالى (وأوحينا إليه)
الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأوحينا إليه
الآية قال أوحى إلى يوسف عليه السلام وهو في الجب لتنبئن إخوتك بما صنعوا وهم لا يشعرون بذلك الوحي
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأوحينا إليه
الآية قال أوحى الله إليه وحيا وهو في الجب ان ستنبئنهم بما صنعوا وهم أي إخوته لا يشعرون بذلك الوحي فهون
ذلك الوحي عليه ما صنع به * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وهم
لا يشعرون قال لا يشعرون انه أوحى إليه * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله وهم لا يشعرون
يقول لا يشعرون انه يوسف * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما دخل إخوة
يوسف على يوسف فعرفهم وهم له منكرون جئ بالصواع فوضعه على يده ثم نقره فطن فقال انى ليخبرني هذا الجام
انه كان لكم أخ من أبيكم يقال له يوسف يدين دينكم وانكم انطلقتم به فألقيتموه في غيابت الجب فأتيتم أباكم
فقلتم ان الذئب أكله وجئتم على قميصه بدم كذب فقال بعضهم لبعض ان هذا الجام ليخبره خبركم قال ابن عباس
رضي الله عنهما فلا نرى هذه الآية نزلت الا في ذلك لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ألقى يوسف في الجب أتاه جبريل عليه
السلام فقال يا غلام من ألقاك في هذا الجب قال إخوتي قال ولم قال لمودة أبى إياي حسدوني قال تريد الخروج
من ههنا قال ذاك إلى إله يعقوب قال قل اللهم إني أسالك باسمك المخزون المكنون يا بديع السماوات والأرض
يا ذا الجلال والاكرام ان تغفر لي ذنبي وترحمني وان تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا وان ترزقني من حيث
احتسب ومن حيث لا أحتسب فقالها فجعل الله من أمره فرجا ومخرجا ورزقه ملك مصر من حيث لا يحتسب
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألظوا بهؤلاء الكلمات فإنهن دعاء المصطفين الأخيار * وأخرج ابن أبي حاتم وابن
مردويه عن أبي بكر بن عباس رضي الله عنه قال كان يوسف عليه السلام في الجب ثلاثة أيام * قوله تعالى (وجاؤا
أباهم) الآية * أخرج ابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه قال جاءت امرأة إلى شريح رضي الله عنه تخاصم في
شئ فجعلت تبكي فقالوا يا أبا أمية أما تراها تبكي فقال قد جاء إخوة يوسف أباهم عشاء يبكون * وأخرج أبو الشيخ
9

عن الضحاك رضي الله عنه وما أنت بمؤمن لنا قال بمصدق لنا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله
وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين قال نزلت على كلام العرب كقولك لا تصدق بالصدق ولو كنت صادقا * قوله
تعالى (وجاؤا على قميصه بدم كذب) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وجاؤا على قميصه بدم كذب قال كان دم سخلة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
بدم كذب قال كان ذلك الدم كذبا لم يكن دم يوسف كان دم سخلة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة
رضي الله عنه في الآية قال أخذوا ظيبا فذبحوه فلطخوا به القميص فجعل يعقوب عليه السلام يقلب القميص
فيقول ما أرى به أثر ناب ولا ظفر ان هذا السبع رحيم فعرف انهم كذبوه * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما وجاؤا على قميصه بدم كذب قال لما أتى يعقوب
بقميص يوسف عليه السلام فلم ير فيه خرقا قال كذبتم لو كان كما تقولون أكله الذئب لخرق القميص * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال لما جئ بقميص يوسف عليه السلام إلى يعقوب
عليه السلام جعل يقلبه فيرى أثر الدم ولا يرى فيه شقا ولا خرقا فقال يا بنى والله ما كنت أعهد الذئب حليما إذ
كل ابني وأبقى قميصه * وأخرج ابن جرير عن الشعبي رضي الله عنه قال ذبحوا جديا ولطخوه بدمه فلما نظر يعقوب
إلى القميص صحيحا عرف ان القوم كذبوه فقال لهم ان كان هذا الذئب لحليما حيث رحم القميص ولم يرحم ابني
* وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال لما أتوا نبي الله يعقوب بقميصه قال ما أرى أثر سبع ولا طعن ولا
خرق * وأخرج أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني في أماليه عن ربيعة رضي الله عنه قال لما أتى يعقوب عليه
السلام فقيل ان يوسف عليه السلام أكله الذئب دعا الذئب فقال أكلت قرة عيني وثمرة فؤادي قال لم أفعل قال
فمن أين جئت ومن أين تريد قال جئت من أرض مصر وأريد أرض جرجان قال فما يعنيك بها قال سمعت الأنبياء
عليهم الصلاة والسلام قبلك يقولون من زار حميما أو قريبا كتب الله له بكل خطوة ألف حسنة وحط عنه ألف
سيئة ويرفع له ألف درجة فدعى بنيه فقال اكتبوا هذا الحديث فأبى ان يحدثهم فقال مالك لا تحدثهم فقال إنهم
عصاة * وأخرج أبو الشيخ عن مبارك قال سئل ابن سيرين عن رجل رأى في المنام انه يستاك كلما اخرج السواك
رأى عليه دما قال اتق الله ولا تكذب وقرأ وجاؤا على قميصه بدم كذب * قوله تعالى (قال بل سولت لكم أنفسكم)
الآية * أخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله بل سولت لكم أنفسكم أمرا قال
أمرتكم أنفسكم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله بل سولت لكم أنفسكم أمرا
يقول بل زينت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل الله المستعان على ما تصفون أي على ما تكذبون * وأخرج ابن أبي
الدنيا في كتاب الصبر وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن حيان بن أبى بجيلة رضي الله عنه قال سئل رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن قوله فصبر جميل قال لا شكوى فيه من بث ولم يصبر * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن
جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فصبر جميل قال ليس فيه جزع
* وأخرج ابن أبى حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال الصبر الجميل الذي ليس فيه شكوى الا إلى الله * واخرج
عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن الثوري عن بعض الصحابة قال يقال ثلاثة من الصبر أن لا تحدث بما يوجعك
ولا بمصيبتك ولا تزكى نفسك * قوله تعالى (وجاءت سيارة) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ
عن الضحاك في الآية قال جاءت سيارة فنزلت على الجب فأرسلوا واردهم فاستقى من الماء فاستخرج يوسف
فاستبشروا بأنهم أصابوا غلاما لا يعلمون علمه ولا منزلته من ربه فزهدوا فيه فباعوه وكان بيعه حراما وباعوه
بدراهم معدودة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فأرسلوا
واردهم يقول فأرسلوا رسولهم فأدلى دلوه فتشبث الغلام بالدلو فلما خرج قال يا بشراي هذا غلام تباشروا به حين
استخرجوه وهي بئر بيت المقدس معلوم مكانها * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي روق في قوله يا بشراي قال يا بشارة
* وأخرج ابن المنذر من طريق أبى عبيد قال سمعت الكسائي يحدث عن حمزة عن الأعمش وأبى بكر عن عاصم
انهما قرأ يا بشرى بارسال الياء غير مضاف إليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
10

السدى في قوله يا بشرى قال كان اسم صاحبه بشرى قال يا بشرى كما تقول يا زيد * وأخرج أبو الشيخ عن
الشعبي في قوله يا بشرى قال كان اسمه بشرى * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
وأسروه بضاعة يعنى إخوة يوسف أسروا شأنه وكتموا ان يكون أخاهم وكتم يوسف شانه مخافة ان يقتله إخوته
واختار البيع فباعه إخوته بثمن بخس * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه
وأسروه بضاعة قال أسروا بيعه * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه وأسروه بضاعة قال
أسره التجار بعضهم من بعض * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله وأسروه بضاعة قال صاحب الدلو ومن معه فقالوا لأصحابهم انا استبضعناه خفية ان
يستشركوكم فيه ان علموا به واتبعهم إخوته يقولون للمدلي وأصحابه استوثقوا منه لا يأبقن حتى وثقوه بمصر
فقال من يبتاعني ويستسر فابتاعه الملك والملك مسلم * قوله تعالى (وشروه بثمن) الآية * أخرج ابن جرير وابن
المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وشروه قال إخوة يوسف باعوه حين اخرج المدلي دلوه * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وشروه قال بيع بينهما بثمن بخس قال حرام لم
يحل لهم بيعه ولا اكل ثمنه * وأخرج ابن جرير عن قتادة وشروه بثمن بخس قال هم السيارة * وأخرج ابن جرير
وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه وشروه بثمن بخس قال باعوه بثمن حرام كان بيعه حراما وشراؤه حراما
* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وشروه بثمن بخس قال البخس هو الظلم وكان
بيع يوسف عليه السلام وثمنه حراما عليهم وبيع بعشرين درهما * وأخرج أبو الشيخ عن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه انه قضى في اللقيط انه حر وشروه بثمن بخس * وأخرج ابن جرير عن إبراهيم رضي الله عنه ان كره
الشراء والبيع للبدوي وتلا هذه الآية وشروه بثمن بخس * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله بثمن بخس قال البخس القليلة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه قال البخس القليل
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن النذر والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال
انما اشترى يوسف عليه السلام بعشرين درهما وكان أهله حين أرسل إليهم بمصر ثلثمائة وتسعين انسانا رجالهم
أنبياء ونساؤهم صديقات والله ما خرجوا مع موسى عليه السلام حتى بلغوا ستمائة الف وسبعين ألفا * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله دراهم معدودة قال
عشرون درهما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله دراهم
معدودة قال اثنان وعشرون درهما لإخوة يوسف أحد عشر رجلا * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن نوف
الشامي البكالي مثله * وأخرج ابن جرير وابن وأبى حاتم وأبو الشيخ عن عطية رضي الله عنه في قوله دراهم معدودة
قال عشرون درهما كانوا عشرة اقتسموا درهمين درهمين * وأخرج أبو الشيخ عن نعيم بن أبى هند دراهم
معدودة قال ثلاثون درهما * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله بثمن بخس قال
البخس القليلة دراهم معدودة قال أربعون درهما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
الضحاك رضي الله عنه في قوله وكانوا فيه من الزاهدين قال إخوته زهدوا فيه لم يعلموا بنبوته ولا بمنزلته من الله
ومكانه * قوله تعالى (وقال الذي اشتراه) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن محمد بن إسحاق رضي الله عنه
قال الذي اشتراه أظيفر بن روحب وكان اسم امرأته راعيل بنت رعائيل * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير
وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما باع يوسف صاحبه الذي باعه من العزيز واسمه مالك
ابن ذعر قال حين باعه من أنت وكان مالك من مدين فذكر له يوسف من هو وابن من هو فرفعه فقال لو كنت
أخبرتني لم أبعك ادع لي فدعا له يوسف فقال بارك الله لك في أهلك قال فحملت امرأته اثنى عشر بطنا في كل بطن
غلامان * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أكرمي مثواه قال منزلته * وأخرج
ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة مثله * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال أفرس الناس ثلاثة العزيز
11

حين تفرس في يوسف فقال لامرأته أكرمي مثواه عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا والمرأة التي أتت موسى فقالت
لأبيها يا أبت استأجره وأبو بكر حين استخلف عمر * وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال بلغنا
ان العزيز كان يلي عملا من أعمال الملك وقال الكلبي كان خبازه وصاحب شرابه وصاحب دوائه وصاحب
السجن * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
ولنعلمه من تأويل الأحاديث قال عبارة الرؤيا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله والله
غالب على أمره قال فعال * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد والله غالب على أمره قال لغة عربية * وأخرج أبو
الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه والله الغالب على أمره قال لما يريد ان يبلغ يوسف * قوله تعالى (ولما بلغ أشده)
الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد والطبراني في الأوسط وابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولما بلغ أشده قال ثلاثا وثلاثين سنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عكرمة رضي الله عنه في قوله بلغ أشده قال خمسا وعشرين سنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه
في قوله بلغ أشده قال ثلاثين سنة * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه ولما بلغ أشده قال عشرين سنة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله بلغ أشده قال عشر سنين * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ربيعة في قوله بلغ أشده قال الحلم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه
قال لأشد الحلم إذا كتبت له الحسنات وكتبت عليه السيئات * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله آتيناه حكما وعلما قال هو الفقه والعلم والعقل قبل النبوة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما
وكذلك نجزى المحسنين يقول المهتدين * قوله تعالى (وراودته التي هو في بيتها) الآية * أخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وراودته التي هو في بيتها قال هي امرأة العزيز * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
زيد رضي الله عنه في قوله وراودته التي هو في بيتها عن نفسه قال حين بلغ مبلغ الرجال * وأخرج عبد الرزاق
والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي وائل رضي الله عنه
قال قرأ عبد الله هيت لك بفتح الهاء والتاء فقلنا له ان ناسا يقرؤنها هيت لك فقال دعوني فإني أقرأ كما أقرئت
أحب إلى * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قرأ هيت لك بنصب الهاء والتاء
ولا يهمز * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم هيت
لك يعنى هلم لك * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما
انه كان يقرأ كما يقرأ عبد الله هيت لك وقال هلم لك تدعوه إلى نفسها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله هيت لك قال هلم لك وهي بالحورانية * وأخرج ابن جرير عن السدى
رضي الله عنه هيت لك قال هلم لك وهي بالقبطية * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله هيت لك
قال تعال * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لقيت لك قال ألقت نفسها واستلقت
له ودعته إلى نفسها وهي لغة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله هيت
لك قال ألقت نفسها واستلقت له لغة عربية تدعوه بها إلى نفسها * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وأبو الشيخ عن
يحيى بن وثاب انه قرأها هيت لك يعنى بكسر الهاء وضم التاء يعنى تهيأت لك * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قرأ هئت لك مكسورة الهاء مضمومة التاء مهموزة قال تهيأت لك
* وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنه ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل هيت لك قال
تهيأت لك قم فاقض حاجتك قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أحيحة الأنصاري وهو يقول
به أحمى المصاب إذا دعال * إذا ما قيل للابطال هيتا
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي وائل رضي الله عنه انه كان يقرأ هئت لك رفع أي تهيأت لك * وأخرج
ابن جرير عن عكرمة عن زر بن حبيش رضي الله عنه انه كان يقرأ هيت لك نصبا أي هلم لك وقال أبو عبيد كذلك
كان الكسائي يحكيها قال هي لغة لأهل نجد وقعت إلى الحجاز معناها تعاله * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن
12

عبد الله بن عامر اليحصبي رضي الله عنه انه قرأ هيت لك بكسر الهاء وفتح التاء * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله انه ربى قال سيدي يعنى زوج المرأة * وأخرج
ابن المنذر عن أبي بكر بن عياش رضي الله عنه في قوله انه ربى قال يعنى زوجها * قوله تعالى (ولقد همت به)
الآية * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما همت به تزينت ثم استلقت على فراشها وهم بها وجلس
بين رجليها يحل تبانه نودي من السماء يا ابن يعقوب لا تكن كطائر ينتف ريشه فبقى لا ريش له فلم يتعظ
على النداء شيئا حتى رأى برهان ربه جبريل عليه السلام في صورة يعقوب عاضا على أصبعيه ففزع فخرجت
شهوته من أنامله فوثب إلى الباب فوجده مغلقا فرفع يوسف رجله فضرب لها الباب الأدنى فانفرج له واتبعته
فأدركته فوضعت يديها في قميصه فشقته حتى بلغت عضلة ساقه فألفيا سيدها لدى الباب * وأخرج ابن جرير
وأبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضي الله عنهما انه سئل عن هم يوسف عليه السلام ما بلغ قال حل
الهميان يعنى السراويل وجلس منها مجلس الخاتن فصيح به يا يوسف لا تكن كالطير له ريش فإذا زنى قعد
ليس له ريش * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله ولقد همت به وهم بها
قال طمعت فيه وطمع فيها وكان من الطمع ان هم بحل التكة فقامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت في ناحية
البيت فسترته بثوب أبيض بينها وبينه فقال أي شئ تصنعين فقالت استحى من إلهي ان يراني على هذه الصورة
فقال يوسف عليه السلام تستحين من صنم لا يأكل ولا يشرب ولا استحى أنا من إلهي الذي هو قائم على كل نفس بما
كسبت ثم قال لا تناليها منى أبدا وهو البرهان الذي رأى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وهم بها قال حل سراويله حتى بلغ ثنته وجلس منها مجلس الرجل
من امرأته فمثل له يعقوب عليه السلام فضرب بيده على صدره فخرجت شهوته من أنامله * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لولا أن رأى برهان ربه قال رأى
صورة أبيه يعقوب في وسط البيت عاضا على إبهامه فأدبر هاربا وقال وحقك يا أبت لا أعود أبدا * وأخرج ابن جرير
وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة وسعيد بن جبير في قوله لولا أن رأى برهان ربه قال حل السراويل وجلس
منها مجلس الخائن فرأى صورة فيها وجه يعقوب عاضا على أصابعه فدفع صدره فخرجت الشهوة من أنامله
فكل ولد يعقوب قد ولد له اثنا عشر ولد الا يوسف عليه السلام فإنه نقص بتلك الشهوة ولدا ولم يولد له غير أحد
عشر ولدا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لولا أن رأى برهان ربه قال تمثل له
يعقوب عليه السلام فضرب في صدر يوسف عليه السلام فطارت شهوته من أطراف أنامله فولد لكل ولد
يعقوب اثنا عشر ذكرا غير يوسف لم يولد له الا غلامان * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن
رضي الله عنه في قوله لولا أن رأى برهان ربه قال رأى يعقوب عاضا على أصابعه يقول يوسف يوسف * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال رأى آية من آيات ربه حجزه الله بها عن
معصيته ذكر لنا انه مثل له يعقوب عاضا على أصبعيه وهو يقول له يا يوسف اتهم بعمل السفهاء وأنت مكتوب في
الأنبياء فذلك البرهان فانتزع الله كل شهوة كانت في مفاصله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن محمد بن سيرين رضي الله عنه في قوله لولا أن رأى برهان ربه قال مثل له يعقوب عليه السلام عاضا على أصبعيه
يقول يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن اسمك في الأنبياء وتعمل عمل السفهاء * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال رأى صورة يعقوب عليه السلام في الجدار
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال زعموا أن سقف البيت
انفرج فرأى يعقوب عاضا على أصبعيه * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن رضي الله عنه في
قوله ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه قال إنه لما هم قيل له يوسف ارفع رأسك فرفع رأسه فإذا هو
بصورة في سقف البيت تقول يا يوسف يا يوسف أنت مكتوب في الأنبياء فعصمه الله عز وجل * وأخرج أبو عبيد
13

وابن جرير وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه قال رأى صورة يعقوب في سقف البيت تقول يوسف يوسف
* وأخرج ابن جرير من طريق الزهري أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أن البرهان الذي رأى يوسف عليه
السلام هو يعقوب * وأخرج ابن جرير عن القاسم بن أبي بزة قال نودي يا ابن يعقوب لا تكونن كالطير له ريش
فإذا زنى قعد ليس له ريش فلم يعرض للنداء وقعد فرفع رأسه فرأى وجه يعقوب عاضا على أصبعه فقام مرعوبا
استحياء من أبيه * وأخرج ابن جرير عن علي بن بديمة قال كان يولد لكل رجل منهم اثنا عشر اثنا عشر الا
يوسف عليه السلام ولد له أحد عشر من أجل ما خرج من شهوته * وأخرج ابن جرير عن شمر بن عطية قال
نظر يوسف إلى صورة يعقوب عاضا على أصبعه يقول يا يوسف فذاك حيث كف وقام * وأخرج ابن جرير عن
الضحاك رضي الله عنه قال يزعمون أنه مثل له يعقوب عليه السلام فاستحياء منه * وأخرج ابن حاتم عن الأوزاعي
قال كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول في قوله لولا أن رأى برهان ربه قال رأى آية من كتاب الله فنهته مثلت له
في جدار الحائط * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال البرهان الذي
رأى يوسف عليه السلام ثلاث آيات من كتاب الله وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون وقول الله
وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعلمون من عمل الا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وقول الله أفمن
هو قائم على كل نفس بما كسبت * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن محمد بن كعب قال
رأى في البيت في ناحية الحائط مكتوبا ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ
عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال لما خلا يوسف وامرأة العزيز خرجت كف بلا جسد بينهما مكتوب عليه
بالعبرانية أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ثم انصرفت الكف وقاما مقامهما ثم رجعت الكف بينهما مكتوب
عليها بالعبرانية ان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ثم انصرفت الكف وقاما مقامهما فعادت
الكف الثالثة مكتوب عليها ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا وانصرفت الكف وقاما مقامهما فعادت
الكف الرابعة مكتوب عليها بالعبرانية واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون
فولى يوسف عليه السلام هاربا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لولا أن رأى برهان
ربه قال آيات ربه رأى تمثال الملك * وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية عن جعفر بن محمد رضي الله عنه قال
لما دخل يوسف عليه السلام معها البيت وفى البيت صنم من ذهب قال كما أنت حتى أغطي الصنم فإني أستحي منه
فقال يوسف عليه السلام هذه تستحي من الصنم أنا أحق أن أستحي من الله فكف عنها وتركها * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر رضي الله عنه في قوله كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء قال
الزنا والثناء القبيح * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه انه من عبادنا المخلصين قال الذين لا يعبدون
مع الله شيئا * قوله تعالى (واستبقا الباب) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله واستبقا الباب قال استبق هو والمرأة الباب * وأخرج ابن أبي حاتم
عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة رضي الله عنه قال في قراءة عبد الله ووجدا سيدها * وأخرج ابن جرير عن
زيد بن ثابت رضي الله عنه قال السيد الزوج * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله وألفيا سيدها قال زوجها لدى الباب قال عند الباب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن نوف الشامي رضي الله عنه قال ما كان يوسف عليه السلام يريد ان يذكره حتى قالت ما جزاء من
أراد بأهلك سوأ فغضب يوسف عليه السلام وقال هي راودتني عن نفسي * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله الا أن يسجن أو عذاب أليم قال القيد * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال عثر يوسف عليه السلام ثلاث عثرات حين هم بها فسجن وحين قال اذكرني عند ربك فلبث في
السجن بضع سنين فأنساه الشيطان ذكر ربه وحين قال إنكم لسارقون قالوا ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل
* قوله تعالى (وشهد شاهد من أهلها) الآية * أخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه وشهد شاهد قال
حكم حاكم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وشهد شاهد من
14

أهلها قال صبي في المهد * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه وشهد شاهد من أهلها قال
صبي أنطقه الله كان في الدار * وأخرج أحمد وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما ما عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال نكلم أربعة وهم صغار ابن ماشطة فرعون وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى بن
مريم * وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال عيسى وصاحب يوسف وصاحب جريج تكلموا في
المهد * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جريج وابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله وشهد
شاهد من أهلها قال كان صبيا في المهد * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وشهد شاهد من أهلها قال كان رجلا ذا لحية
* وأخرج الفريابي وابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وشهد شاهد من أهلها قال
كان من خاصة الملك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله وشهد شاهد من أهلها
قال رجل له عقل وفهم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله وشهد شاهد من
أهلها قال ابن عم لها كان حكيما * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله
وشهد شاهد من أهلها قال ذكر لنا انه رجل حكيم من أهلها قال القميص يقضى بينهما ان كان قميصه قد إلى
آخره * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وشهد شاهد من أهلها قال ليس بإنسي ولا جان هو خلق من خلق الله وفى لفظ قال
قميصه مشقوق من دبر فتلك الشهادة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الشعبي
رضي الله عنه قال كان قميص يوسف عليه السلام ثلاث آيات حين قد قميصه من دبر وحين ألقى على وجه أبيه
فارتد بصيرا وحين جاؤوا على قميصه بدم كذب عرف ان الذئب لو أكله خرق قميصه * قوله تعالى (يوسف أعرض
عن هذا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله يوسف أعرض عن هذا قال عن
هذا الامر والحديث واستغفري لذنبك أيتها المرأة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه
في قوله يوسف أعرض عن هذا قال لا تذكره * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله
استغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين قال حلما * قوله تعالى (وقال نسوة) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قد شغفها حبا قال غلبها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قد شغفها قال قتلها حب يوسف الشغف الحب القاتل والشغف حب دون ذلك
والشغاف حجاب القلب * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله قد شغفها
حبا قال الشغاف في القلب في النياط قد امتلأ قلبها من حب يوسف قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت
نابغة بنى ذبيان وهو يقول
وفى الصدر حب دون ذلك داخل * وحول الشغاف غيبته الأضالع
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قد شغفها حبا قال قد علقها * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه انه كان يقرؤها قد شغفها
حبا قال بطنها حبا قال وأهل المدينة يقولون بطنها حبا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن الشعبي رضي الله عنه في قوله قد شغفها حبا قال الشغوف المحب والمشغوف المحبوب * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن المنذر وأبو الشيخ عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه انه كان يقرؤها قد شغفها حبا ويقول الشغف شغف الحب
والشغف شغف الدابة حين تذعر * وأخرج ابن جرير عن أبي العالية رضي الله عنه انه قرأ قد شغفها حبا بالعين
المهملة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله قد
شغفها حبا قال هو الحب اللازق بالقلب * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه قال الشغاف جلدة
رقيقة تكون على القلب بيضاء حبه خرق ذلك الجلد حتى وصل إلى القلب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن ابن زيد قال إن الشعف والشغف يختلفان فالشعف في البغض والشغف في الحب * وأخرج
15

ابن أبي حاتم عن محمد العباداني قال قال رجل ليوسف عليه السلام انى أحبك فقال له يوسف لا أريد أن يحبني
أحد غير الله من حب أبى ألقيت في الجب ومن حب امرأة العزيز ألقيت في السجن * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ
عن مجاهد رضي الله عنه قد شغفها حبا قال دخل حبه في شغافها * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه
في قوله قد شغفها حبا قال دخل حبه تحت الشغاف * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قد شغفها حبا يقول
هلكت عليه حبا * وأخرج ابن جرير عن الأعرج رضي الله عنه انه قرأ قد شعفها حبا بالعين المهملة وقال شغفها
حبا يعنى بالغين معجمة إذا كان هو يحبها * قوله تعالى (فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن) الآية * أخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فلما سمعت بمكرهن قال بحديثهن * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان
رضي الله عنه في قوله سمعت بمكرهن قال بعملهن وقال كل مكر في القرآن فهو عمل * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ رضي الله عنه في قوله وأعتدت لهن متكأ قال هيأت لهن مجلسا وكان سنتهم إذا
وضعوا المائدة أعطوا كل انسان سكينا يأكل بها فلما رأينه قال فلما خرج عليهن يوسف عليه السلام أكبرنه
قال أعظمنه ونظرن إليه وأقبلن يحززن أيديهن بالسكاكين وهن يحسبن أنهن يقطعن الطعام * وأخرج ابن
جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما وأعتدت لهن متكأ قال أعطتهن أترنجا وأعطت كل واحدة
منهن سكينا فلما رأين يوسف أكبرنه وجعلن يقطعن أيديهن وهن يحسبن أنهن يقطعن الأترنج * وأخرج
مسدد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
المتكأ الأترنج وكان يقرؤها خفيفة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله متكأ قال هو الأترنج * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من وجه
ثالث عن مجاهد رضي الله عنه قال من قرأ متكأ شدها فهو الطعام ومن قرأ متكئا خففها فهو الأترنج * وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سلمة بن تمام أبى عبد الله القسري رضي الله عنه قال متكئا بكلام الحبش يسمون
الأترنج متكئا * وأخرج أبو الشيخ عن أبان بن تغلب رضي الله عنه انه أكن يقرؤها وأعتدت لهن متكئا مخففة قال
الأترنج * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله وأعتدت لهن متكأ قال
طعام وشراب وتكاء * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عكرمة رضي الله عنه في قوله متكأ قال كل شئ يقطع بالسكين * واخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه
قال أعطتهن ترنجا وعسلا فكن يحززن الترنج بالسكين ويأكلن بالعسل فلما قيل له اخرج عليهن
خرج فلما رأينه أعظمنه وتهيمن به حتى جعلن يحززن أيديهن بالسكين وفيها الترنج ولا يعقلن لا يحسبن الا أنهن
يحززن الأترنج قد ذهبت عقولهن مما رأين وقلن حاشا لله ما هذا بشر اما هكذا يكون البشر ما هذا الا ملك كريم
* وأخرج ابن أبي حاتم من طريق دريد بن مجاشع عن بعض أشياخه قال قالت للقيم أدخله عليهن وألبسه
ثيابا بيضا فان الجميل أحسن ما يكون في البياض فادخله عليهن وهن يحززن ما في أيديهن فلما رأينه حززن
أيديهن وهن لا يشعرون من النظر إليه فنظرن إليه مقبلا ثم أو مات إليه ان ارجع فنظرن إليه مدبرا وهن يحززن
أيديهن بالسكاكين لا يشعرن بالوجع من نظرهن إليه فلما خرج نظرت إلى أيديهن وجاء الوجع فجعلن
يولولن وقالت لهن أنتن من ساعة واحدة هكذا صنعتن فكيف أصنع أنا قلن حاشا لله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك
كريم * وأخرج أبو الشيخ من طريق عبد العزيز بن الوزير بن الكميت بن زيد بن الكميت الشاعر قال
حدثني أبى عن جدي قال سمعت جدي الكميت يقول في قوله فلما رأينه أكبرنه قال أمنين وأنشد في ذلك
لما رأته الخيل من رأس شاهق * صهلن وأكبرن المنى المدفقا
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فلما رأينه أكبرنه قال لما خرج عليهن يوسف حضن من الفرح وقال الشاعر
نأتى النساء لدى أطهارهن ولا * نأتى النساء إذا أكبرن اكبارا
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فلما رأينه
16

أكبرنه قال أعظمنه وقطعن أيديهن قال حزا بالسكين حتى ألقينها وقلن حاشا لله قال معاذ الله * واخرج ابن أبي
داود في المصاحف والخطيب في تالي التلخيص عن أسد بن يزيد أن في مصحف عثمان وقلن حاش لله ليس فيها ألف
* وأخرج ابن جرير عن أبي الحويرث الحنفي انه قرأها ما هذا بشرا أي ما هذا بمشتري * وأخرج عبد الرزاق
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان هذا الا ملك كريم قال قلن
ملك من الملائكة من حسنه * وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أساس رضي الله عنه قال لما قررن وطابت
أنفسهن قالت لقيمها آتهن ترنجا وسكينا فأتاهن بهن فجعلن يقطعن ويأكلن فقالت هل لكن في النظر إلى
يوسف قلن ما شئت فأمرت قيمها فادخله عليهن فلما رأينه فجعلن يقطعن أصابعهن مع الأترنج وهن لا يشعرن
فلا يجدن ألما مما رأين من حسنه فلما ولى عنهن قالت هذه الذي لمتنني فيه فلقد رأيتكن تقطعن أيديكن وما
تشعرن قال فنظرن إلى أيديهن فجعلن يصحن ويبكين قالت فكيف اصنع فقلن حاشا لله ما هذا بشر ان هذا الا
ملك كريم وما نرى عليك من لوم بعد الذي رأينا * وأخرج أبو الشيخ عن منبه عن أبيه قال مات من النسوة اللاتي
قطعن أيديهن تسع عشرة امرأة كمدا * وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم عن أنس
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعطى يوسف وأمه شطر الحسن * وأخرج ابن سعد وابن جرير
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال أعطى يوسف وأمه ثلث الحسن * وأخرج
الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال كان وجه يوسف مثل البرق وكانت المرأة إذا أتت لحاجة ستر وجهه مخافة ان تفتن به * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال أوتى يوسف عليه السلام وأمه ثلث حسن خلق الانسان
في الوجه والبياض وغير ذلك * وأخرج أبو الشيخ عن إسحاق بن عبد الله رضي الله عنه قال كان يوسف عليه
الصلاة والسلام إذا سار في أزقة مصر تلألأ وجهه على الجدران كما يتلألأ الماء والشمس على الجدران
* وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أعطى يوسف وأمه ثلث حسن
أهل الدنيا وأعطي الناس الثلثين * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قسم الله الحسن
عشرة أجزاء فجعل منها ثلاثة أجزاء في حواء وثلاثة أجزاء في سارة وثلاثة أجزاء في يوسف وجزأ في سائر الخلق وكانت
سارة من أحسن نساء الأرض وكانت من أشد النساء غيرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
ربيعة الجرشى رضي الله عنه قال قسم الله الحسن نصفين فجعل ليوسف وسارة النصف وقسم النصف الآخر بين
سائر الناس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال قسم الحسن ثلاثة أقسام
فأعطى يوسف الثلث وقسم الثلثان بين الناس وكان أحسن الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو
الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال كان فضل حسن يوسف على الناس كفضل القمر ليلة البدر على نجوم السماء
* وأخرج الحاكم عن كعب رضي الله عنه قال قسم الله ليوسف عليه السلام من الجمال الثلثين وقسم بين عباده
الثلث وكان يشبه آدم عليه السلام يوم خلقه الله تعالى فلما عصى آدم عليه السلام نزع منه النور والبهاء
والحسن ووهب له الثلث من الجمال مع التوبة فأعطى الله ليوسف عليه السلام ذلك الثلثين وأعطاه تأويل
الرؤيا وإذا تبسم رأيت النور من ضواحكه * قوله تعالى (فاستعصم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فاستعصم قال امتنع * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن
قتادة رضي الله عنه في قوله فاستعصم قال فاستعصى * قوله تعالى (قال رب السجن) الآية * أخرج سنيد
في تفسيره وابن أبي حاتم عن ابن عيينة رضي الله عنه قال انما يوفق من الدعاء للمقدر أما ترى يوسف عليه
السلام قال رب السجن أحب إلى قال لما قال اذكرني عند ربك أتاه جبريل عليه السلام فكشف له عن الصخرة
فقال ما ترى قال أرى نملة تقضى قال يقول ربك انا لم أنس هذه أنساك انا حبستك أنت قلت رب السجن أحب إلى
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله والا تصرف عنى كيدهن قال إن لا يكن منك
أنت القوى والمنعة لا تكن منى ولا عندي * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في
17

قوله أصب إليهن يقول اتبعهن * وأخرج أبو الشيخ عن عباس رضي الله عنهما أصب إليهن قال أطاوعهن
* وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن مرة رضي الله عنه قال من أتى ذنبا عمد أو خطا فهو جاهل حين يأتيه الا ترى إلى قول
يوسف عليه الصلاة والسلام أصب إليهن وأكن من الجاهلين قال فقد عرف يوسف ان الزنا حرام وان أتاه كان
جاهلا * قوله تعالى (فاستجاب له ربه) الآية * أخرج ابن المنذر عن بكر بن عبيد الله رضي الله عنه قال دخلت
امرأة العزيز على يوسف عليه السلام فلما رأته عرفته وقالت الحمد لله الذي صير العبيد بطاعته ملوكا وجعل
الملوك بمعصيته عبيدا * قوله تعالى (ثم بدا لهم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه
قال سالت ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله بدا لهم من بعدما رأوا الآيات قال ما سألني عنها أحد قبلك
من الآيات قد القميص وأثرها في جسده وأثر السكين وقالت امرأة العزيز ان أنت لم تسجنه ليصدقنه الناس
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال من الآيات شق في
القميص وخمش في الوجه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ثم بدا لهم من بعد
ما رأوا الآيات قال قد القميص من دبر * وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله من بعدما رأوا
الآيات قال من الآيات كلام الصبى * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال الآيات حزهن أيديهن
وقد القميص * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال قال رجل ذو رأى منهم للعزيز انك متى تركت
هذا العبد يعتذر إلى الناس ويقص عليهم أمره وامرأة في بيتها لا تخرج إلى الناس عذروه وفضحوا أهلك فامر به
فسجن * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال عوقب يوسف عليه السلام ثلاث مرات أما أول مرة فبالحبس لما كان من همه بها والثانية لقوله
اذكرني عند ربك فلبث في السجن بضع سنين عوقب بطول الحبس والثالثة حيث قال أيتها العير انكم لسارقون
فاستقبل في وجهه ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة
رضي الله عنه في قوله ليسجننه حتى حين قال سبع سنين * وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء
والخطيب في تاريخه عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك رضي الله عنه عن أبيه قال سمع عمر رضي الله عنه رجلا
يقرأ هذا الحرف ليسجننه حتى حين فقال له عمر رضي الله عنه من أقرأك هذا الحرف قال ابن مسعود رضي الله عنه
فقال عمر رضي الله عنه ليسجننه حتى حين ثم كتب إلى ابن مسعود رضي الله عنه سلام عليك أما بعد فان الله أنزل
القرآن فجعله قرآنا عربيا مبينا وأنزله بلغة هذا الحي من قريش فإذا أتاك كتابي هذا فاقرئ الناس بلغة قريش
ولا تقرئهم بلغة هذيل * قوله تعالى (ودخل معه السجن) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما خازن الملك على طعامه والآخر ساقيه على شرابه * وأخرج
ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن محمد بن إسحاق رضي الله عنه قال في
قوله ودخل معه السجن فتيان قال غلامان كانا للملك الأكبر الريان بن الوليد كان أحدهما على شرابه والآخر
على بعض أمره في سخطة سخطها عليهما اسم أحدهما مجلب والآخر نبوا الذي كان على الشراب فلما رأياه قالا
يا فتى والله لقد أحببناك حين رأيناك قال ابن إسحاق فحدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد رضي الله عنه ان
يوسف عليه الصلاة والسلام قال لهما حين قالا له ذلك أنشدكما بالله ان تحباني فوالله ما أحبني أحد قط الا دخل
على من حبه بلاء قد أحبتني عمتي فدخل على من حبها بلاء ثم أحبني أبى فدخل على بحبه بلاء ثم أحبتني زوجة
صاحبي فدخل على بمحبتها إياي بلاء فلا تحباني بارك الله فيكما فأبيا الا حبه وألفه حيث كان وجعل يعجبهما
ما يريان من فهمه وعقله وقد كانا رأيا حين ادخلا السجن رؤيا فرأى مجلب انه رأى فوق رأسه خبزا تأكل الطير
منه ورأى نبوا انه يعصر خمرا فاستفتياه فيها وقالا له نبئنا بتأويله انا نراك من المحسنين ان فعلت فقال لهما لا يأتيكما
طعام ترزقانه يقول في نومكما الا نبأتكما بتأويله قبل ان يأتيكما ثم دعاهما إلى الله والى الاسلام فقال يا صاحبي
السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار أي خير ان تعبدوا إلها واحد أم آلهة متفرقة لا تغنى عنكم
شيئا ثم قال لمجلب اما أنت فتصلب فتأكل الطير من رأسك وقال لبنوا أما أنت فترد على عملك ويرضى عنك صاحبك
18

قضى الامر الذي فيه تستفتيان * وأخرج وكيع في الغرر عن عمرو بن دينار قال قال يوسف عليه السلام ما لقى
أحد في الحب ما لقيت أحبني أبى فألقيت في الجب وأحبتني امرأة العزيز فألقيت في السجن * وأخرج ابن جرير
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انى أراني أعصر خمرا قال عنبا * وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قرأ
انى أراني أعصر عنبا وقال والله لقد اخذتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله انى أراني أعصر خمرا يقول أعصر عنبا وهو بلغة أهل عمان
يسمون العنب خمرا * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه نبئنا بتأويله قال عبارته * وأخرج
ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله انى أراني أعصر خمرا قال هو بلغة عمان وفى قوله انا نراك من
المحسنين قال كان إحسانه فيما ذكر لنا انه كان يعزى حزينهم ويداوي مريضهم ورأوا منه عبادة واجتهادا
فأحبوه به وقال لما انتهى يوسف عليه السلام إلى السجن وجد فيه قوما قد انقطع رجاؤهم واشتد بلاؤهم وطال
حزنهم فجعل يقول أبشروا اصبروا تؤجروا ان لهذا أجرا ان لهذا ثوابا فقالوا يا فتى بارك الله فيك ما أحسن وجهك
وأحسن خلقك وأحسن خلقك لقد بورك لنا في جوارك انا كنا في غير هذا منذ حبسنا لما تخبرنا من الاجر
والكفارة والطهارة فمن أنت يا فتى قال انا يوسف ابن صفي الله يعقوب ابن ذبيح الله إسحاق ابن خليل الله إبراهيم
عليهم الصلاة والسلام وكانت عليه محبة وقال له عامل السجن يا فتى والله لو استطعت لخليت سبيلك ولكن
سأحسن جوارك وأحسن آثارك فكن في أي بيوت السجن شئت * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال دعا يوسف عليه السلام لأهل السجن فقال اللهم لا تعم عليهم الاخبار وهون عليهم مر الأيام
* وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن
الضحاك رضي الله عنه انه سئل عن قوله انا تراك من المحسنين ما كان احسان يوسف عليه السلام قال كان إذا
مرض انسان في السجن قام عليه وإذا ضاق عليه المكان أوسع له وإذا احتاج جمع له * قوله تعالى (قال
لا يأتيكما طعام) الآية * أخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج رضي الله عنه في
قوله لا يأتيكما طعام ترزقانه قال كره العبارة لهما فأجابهما بغير جوابهما ليريهما ان عنده علما وكان الملك إذا
أراد قتل انسان صنع له طعاما معلوما فأرسل به إليه فقال يوسف عليه السلام لا يأتيكما طعام ترزقانه إلى قوله
تشكرون فلم يدعه صاحب الرؤيا حتى يعبر لهما فكره العبارة فقال يا صاحبي السجن أأرباب إلى قوله ولكن
أكثر الناس لا يعلمون قال فلم يدعاه فعبر لهما * قوله تعالى (واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب)
الآية * أخرج الترمذي وحسنه والحاكم وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق
ابن إبراهيم عليهم السلام * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم عن أبي الأحوص رضي الله عنه قال فاخر أسماء ابن
خارجة الفزاري رجلا فقال أنا من الأشياخ الكرام فقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ذاك يوسف بن
يعقوب بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله * وأخرج الحاكم عن عمر رضي الله عنه انه استأذن عليه رجل
فقال استأذنوا لابن الأخيار فقال عمر ائذنوا له فلما دخل قال من أنت قال فلان بن فلان بن فلان فعد رجلا من
اشراف الجاهلية فقال له عمر رضي الله عنه أنت يوسف بن يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم قال لا قال ذاك من
الأخيار وأنت في الأشرار انما تعد لي جبال أهل النار * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
انه كان يجعل الجد أبا ويقول من شاء لاعناه عند الحجر ما ذكر الله جدا ولا جدة قال الله اخبارا عن يوسف
عليه السلام واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ذلك من فضل الله علينا قال إن جعلنا أنبياء وعلى الناس قال إن
جعلنا رسلا إليهم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس قال إن
المؤمن ليشكر ما به من نعمة الله ويشكر ما في الناس من نعمة الله ذكر لنا ان أبا الدرداء رضي الله عنه كان
19

يقول يا رب شاكر نعمة غير منعم عليه لا يدرى ويا رب حام فقه غير فقيه * قوله تعالى (يا صاحبي السجن
أأرباب) الآيتين * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال لما عرف نبي الله يوسف
عليه السلام ان أحدهما مقتول دعاهما إلى حظهما من ربهما والى نصيبهما من آخرتهما * وأخرج ابن
جرير عن مجاهد رضي الله عنه يا صاحبي السجن يوسف يقوله * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن أبي العالية
رضي الله عنه في قوله ان الحكم الا لله أمر ان لا تعبدوا الا إياه قال أسس الدين على الاخلاص لله وحده لا شريك له
* وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ذلك الدين القيم قال العدل * قوله تعالى (يا صاحبي
السجن اما أحدكما) الآية * أخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه قال أتاه فقال رأيت فيما يرى النائم أنى
غرست حبة من عنب فنبتت فخرج فيه عناقيد فعصرتهن ثم سقيتهن الملك فقال تمكث في السجن ثلاثة أيام ثم
تخرج فتسقيه خمرا * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله فيسقى ربه خمرا قال سيده * واخرج ابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ما رأى صاحبا سجن
يوسف عليه السلام شيئا انما تحاكما إليه ليجربا علمه فلما أول رؤياهما قالا انما كنا نلعب ولم نر شيئا فقال قضى
الامر الذي فيه تستفتيان يقول وقعت العبارة فصار الامر على ما عبر يوسف عليه السلام * وأخرج أبو عبيد
وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي مجلز رضي الله عنه قال كان أحد اللذين قصا على يوسف الرؤيا كاذبا * وأخرج
ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله قضى الامر الذي فيه تستفتيان قال عند قولهما ما رأينا
رؤيا انما كنا نلعب قال قد وقعت الرؤيا على ما أولت * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال قال يوسف
عليه السلام للخباز انك تصلب فتأكل الطير من رأسك وقال لساقيه اما أنت فترد على عملك فذكر لنا انهما قالا
حين عبر لم نر شيئا قال قضى الامر الذي فيه تستفتيان * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه انه قرأ اما أحدكما
فيسقى ربه خمرا * قوله تعالى (وقال للذي ظن أنه ناج منهما) الآية * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن سباط
رضي الله عنه وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك قال عند ملك الأرض * وأخرج ابن جرير عن قتادة
رضي الله عنه في قوله اذكرني عند ربك يعنى بذلك الملك * وأخرج ابن جرير عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه قال
لما انتهى به إلى باب السجن قال له أوصني بحاجتك قال حاجتي ان تذكرني عند ربك ينوى الرب الذي ملك يوسف
عليه السلام * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وقال للذي ظن أنه ناج قال انما عبارة
لرؤيا بالظن فيحق الله ما يشاء ويبطل ما يشاء * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات وابن جرير والطبراني
وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يقل يوسف عليه السلام
الكلمة التي قال ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغى الفرج من عند غير الله تعالى * وأخرج عبد الرزاق
وابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أنه يعنى يوسف قال
الكلمة التي قال ما لبث في السجن طول ما لبث * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله يوسف لو لم يقل اذكرني عند ربك ما لبث في السجن
طول ما لبث * وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال
ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال رحم الله يوسف لولا كلمته ما لبث في السجن طول ما لبث قوله اذكرني
عند ربك ثم بكى الحسن رضي الله عنه وقال نحن إذا نزل بنا أمر فزعنا إلى الناس * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ
عن قتادة رضي الله عنه قال ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لولا أن يوسف استشفع على ربه ما لبث في
السجن طول ما لبث ولكن انما عوقب باستشفاعه على ربه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد
لزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أنس رضي الله عنه قال أوحى إلى يوسف من استنقذك من القتل
حين هم إخوتك يقتلوك قال أنت يا رب قال فمن استنقذك من الجب إذ ألقوك فيه قال أنت يا رب قال فمن
استنقذك من المرأة إذ هممت بها قال أنت يا رب قال فما لك نسيتني وذكرت آدميا قال جزعا وكلمة تكلم بها لساني
قال فوعزتي لأخلدنك في السجن بضع سنين فلبث في السجن بضع سنين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو
20

الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال لما قال يوسف عليه السلام للساقي اذكرني عند ربك قيل له يا يوسف اتخذت
من دوني وكيلا لأطيلن حبسك فبكى يوسف عليه السلام وقال يا رب تشاغل قلبي من كثرة البلوى فقلت كلمة
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وقال للذي ظن أنه
ناج منهما اذكرني عند ربك قال يوسف للذي نجا من صاحبي السجن اذكرني للملك فلم يذكره حتى رأى
الملك الرؤيا وذلك أن يوسف أنساه الشيطان ذكر ربه وأمره بذكر ا؟ لك وابتغاء الفرج من عنده فلبث في
السجن بضع سنين عقوبة لقوله اذكرني عند ربك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ
عن قتادة رضي الله عنه في قوله فلبث في السجن بضع سنين قال بلغنا انه لبث في السجن سبع سنين * وأخرج
عبد الرزاق وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال أصاب أيوب
عليه السلام البلاء سبع سنين وترك يوسف عليه السلام في السجن سبع سنين وعذب 7 بخت نصر خون في السباع
سبع سنين * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فلبث في السجن بضع سنين اثنتي عشرة
سنة * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى بكر بن عياش عن الكلبي رضي الله عنه قال قال يوسف عليه السلام
كلمة واحدة حبس بها سبع سنين قال أبو بكر وحبس قبل ذلك خمس سنين * وأخرج ابن أبي حاتم عن
طاوس والضحاك في قوله فلبث في السجن بضع سنين قالا أربع عشرة سنة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد
رضي الله عنه قال البضع ما بين الثلاث إلى التسع * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال البضع ما بين
الثلاث إلى التسع * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال البضع دون العشرة * وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال عثر يوسف عليه السلام ثلاث عثرات قوله اذكرني عند ربك وقوله
لإخوته انكم لسارقون وقوله ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب فقال له جبريل عليه السلام ولا حين هممت فقال
وما أبرئ نفسي * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال ذهب يوسف عليه السلام وهو ابن سبع عشرة
ولبث في الجب سبعا وفى السجن سبعا وجمع الطعام في سبع فيرون انه التقى هو وأبوه عند ذلك * وأخرج أحمد
في الزهد عن أبي المليح رضي الله عنه قال كان دعاء يوسف عليه السلام في السجن اللهم ان كان خلق وجهي عندك
فإني أتقرب إليك بوجه يعقوب ان تجعل لي فرجا ومخرجا ويسرا وترزقني من حيث لا أحتسب * وأخرج عبد
الله بن أحمد في زوائد الزهد عن عبد الله مؤذن الطائف قال جاء جبريل عليه السلام إلى يوسف عليه السلام فقال
يا يوسف اشتد عليك الحبس قال نعم قال قل اللهم اجعل لي من كل ما أهمنى وكربني من أمر دنياي وأمر آخرتي
فرحا ومخرجا وارزقني من حيث لا أحتسب واغفر لي ذنبي وثبت رجائي واقطعه من سواك حتى لا أرجو أحدا غيرك
* قوله تعالى (وقال الملك) الآيتين * أخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال قال يوسف
عليه الصلاة والسلام للساقي اذكرني عند ربك أي الملك الأعظم ومظلمتي وحبسي في غير شئ قال افعل فلما خرج
الساقي رد على ما كان عليه ورضى عنه صاحبه وأنساه الشيطان ذكر الملك الذي أمره يوسف عليه السلام ان
يذكره له فلبث يوسف عليه السلام بعد ذلك في السجن بضع سنين ثم إن الملك ريان بن الوليد رأى رؤياه التي أرى
فيها فهالته وعرف انها رؤيا واقعة ولم يدر ما تأويلها فقال للملا حوله من أهل مملكته انى أرى سبع بقرات سمان
يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات فلما سمع نبوا من الملك ما سمع منه ومسألته عن تأويلها
ذكر يوسف عليه السلام وما كان عبر له ولصاحبه وما جاء من ذلك على ما قال من قوله فقال أنا أنبئكم بتأويله
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أضغاث أحلام قال من الأحلام الكاذبة * وأخرج
ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه مثله * وأخرج أبو عبيد وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أضغاث أحلام قال أخلاط أحلام * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله واذكر بعد أمة قال
بعد حين * وأخرج ابن جرير عن مجاهد والحسن وعكرمة وعبد الله بن كثير والسدي رضى الله تعالى عنهم مثله
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وادكر بعد أمة يقول بعد سنين * وأخرج ابن أبي
21

حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله وادكر بعد أمة يقول بعد سنين * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن
رضي الله عنه انه قرأ وادكر بعد أمة قال بعد أمة من الناس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما انه قرأ وادكر بعد أمة بالفتح والتخفيف يقول بعد نسيان * وأخرج ابن جرير عن
عكرمة والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك رضي الله عنهم انهم قرؤا بعد أمة أي بعد نسيان * وأخرج ابن جرير عن
حميد رضي الله عنه قال قرأ مجاهد رضي الله عنه وادكر بعد أمة مجزومة مخففة * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن
هارون رضي الله عنه قال في قراءة أبي بن كعب أنا آتيكم بتأويله * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ رضي الله عنه
أنه كان يقرأ أنا آتيكم بتأويله فقيل له أنا أنبئكم قال أهو كان ينبئهم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله أفتنا في سبع بقرات الآية قال أما السمان فسنون
فيها خصب وأما السبع العجاف فسنون مجدبة وسبع سنبلات خضر هي السنون المخاصيب تخرج الأرض نباتها
وزرعها وثمارها وأخر يابسات المحول الجدوب لا تنبت شيئا * قوله تعالى (قال تزرعون) الآيات * أخرج
عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف والسمان ولو كنت مكانه
ولله يغفر له حين أتاه الرسول لبادرتهم الباب ولكنه أراد أن يكون له العذر * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال لم يرض يوسف عليه السلام أن أفتاهم بالتأويل حتى أمرهم بالرفق فقال
تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله لان الحب إذا كان في سنبله لا يؤكل * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله فذروه في سنبله قال أراد يوسف عليه السلام البقاء
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله فذروه في سنبله قال في بعض القراءة الأولى هو أبقى له
لا يؤكل * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه ان يوسف عليه السلام في زمانه كان يصنع لرجل
طعام اثنين فيقربه إلى الرجل فيأكل نصفه ويدع نصفه حتى إذا كان يوما قربه له فأكله كله فقال له يوسف عليه
السلام هذا أول يوم من السبع الشداد * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ
عن قتادة رضي الله عنه في قوله ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد قال هن السنون المحول الجدوب وفى قوله يأكلن
ما قدمتم لهن يقول يأكلن ما كنتم اتخذتم فيهن من القوت الا قليلا مما تحصنون أي مما تدخرون * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله مما تحضون يقول تحزنون وفى قوله وفيه
يعصرون يقول الأعناب والدهن * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عام فيه
يغاث الناس يقول يصيبهم فيه غيث وفيه يعصرون يقول يعصرون فيه العنب ويعصرون فيه الزيت
ويعصرون من كل الثمرات * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ من
وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وفيه يعصرون يحتلبون * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم
وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس قال يغاث الناس بالمطر وفيه
يعصرون الثمار والأعناب والزيتون من الخصب وهذا علم آتاه الله علمه لم يكن فيما سئل عنه * وأخرج عبد
الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ثم يأتي من بعد ذلك عام الآية قال زادهم يوسف
عليه السلام علم سنة لم يسألوه عنه * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ثم يأتي
من بعد ذلك عام قال أخبرهم بشئ لم يسألوه عنه وكان الله تعالى قد علمه إياه فيه يغاث الناس بالمطر وفيه يعصرون
السمسم دهنا والعنب خمرا والزيتون زيتا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه فيه يغاث الناس قال
بالمطر وفيه يعصرون قال يعصرون أعنابهم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه فيه
يغاث الناس قال يغاث الناس بالمطر وفيه يعصرون قال الزيت * وأخرج ابن جرير عن علي بن طلحة رضي الله عنه
قال كان ابن عباس رضي الله عنه يقرأ وفيه تعصرون بالتاء يعنى تحتلبون * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو
الشيخ من طريق عبدان المروزي رضي الله عنه عن عيسى بن عبيد عن عيسى بن عمير الثقفي رضي الله عنه قال
22

سمعته يقرأ فيه يغاث الناس وفيه تعصرون بالتاء يعنى الغياث المطر ثم قرأ وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا
* قوله تعالى (وقال الملك ائتوني به) الآيات * أخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذه الآية فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة التي قطعن أيديهن فقال لو كنت أنا
لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العذر * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال يرحم الله يوسف ان كان لذا أناة حليما لو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إلى لخرجت
سريعا * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه من طرق عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبت لصبر أخي يوسف وكرمه والله يغفر له حيث
أرسل إليه ليستفتى في الرؤيا وان كنت أنا لم أفعل حتى أخرج وعجبت من صبره وكرمه والله يغفر له أتى ليخرج فلم
يخرج حتى أخبرهم بعذره ولو كنت انا لبادرت الباب ولكنه أحب ان يكون له العذر * وأخرج أحمد في الزهد
وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رحم الله أخي يوسف لو انا أتاني الرسول بعد
طول الحبس لأسرعت الإجابة حين قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة * وأخرج ابن المنذر عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن قال أراد يوسف عليه السلام العذر قبل ان
يخرج من السجن * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب
الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما جمع الملك النسوة قال لهن أنتن راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش
لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين قال يوسف
ذلك ليعلم انى لم أخنه بالغيب فغمزه جبريل عليه السلام فقال ولا حين هممت بها فقال وما أبرئ نفسي ان النفس
لأمارة بالسوء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الآن حصحص
الحق قال تبين * وأخرج ابن جرير عن مجاهد وقتادة والضحاك وابن زيد والسدي مثله * وأخرج الحاكم في
تاريخه وابن مردويه والديلمي عن أنس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذلك ليعلم
أنى لم أخنه بالغيب قال لما قالها يوسف عليه السلام قال له جبريل عليه السلام يا يوسف أذكر همك قال وما
أبرئ نفسي * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن أبي الهذيل قال لما قال يوسف عليه السلام ذلك ليعلم انى لم
أخنه بالغيب قال له جبريل عليه السلام ولا يوم هممت بما هممت به فقال وما أبرئ نفسي ان النفس لأمارة
بالسوء * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال لما قال يوسف عليه السلام ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب قال الملك
وطعن في جنبه يا يوسف ولا حين هممت قال وما أبرئ نفسي * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن
حكيم بن جابر في قوله ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب قال يقال له جبريل ولا حين حللت السراويل فقال عند ذلك وما
أبرئ نفسي ان النفس لأمارة بالسوء * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ذلك ليعلم أنى لم
أخنه بالغيب قال هو قول يوسف لمليكه حين أراه الله عذره * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن
جريج قال أراد يوسف عليه السلام العذر قبل أن يخرج من السجن فقال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة
التي قطعن أيديهن ان ربى بكيدهن عليم ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب قال ابن جريج وبين هذا وبين ذلك ما بينه
قال وهذا من تقديم القرآن وتأخيره * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ذلك ليعلم أنى
لم أخنه بالغيب قال يوسف يقول لم أخن سيدي * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي صالح رضي الله عنه
في قوله ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب قال هذا قول يوسف عليه السلام لم يخن العزيز في امرأته قال
فقال له جبريل عليه السلام ولا حين حللت السراويل فقال يوسف عليه السلام وما أبرئ نفسي إلى آخر الآية
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب قال قال له جبريل
عليه السلام أذكر همك قال وما أبرئ نفسي ان النفس لأمارة بالسوء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن
سعيد بن جبير رضي الله عنه ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب فقال له الملك أو جبريل ولا حين هممت بها فقال يوسف
23

عليه السلام وما أبرئ نفسي ان النفس لأمارة بالسوء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب قال فقال له الملك ولا حين هممت فقال وما أبرئ نفسي * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال ذكر لنا ان الملك الذي كان مع يوسف عليه السلام قال له أذكر ما
هممت به قال وما أبرئ نفسي * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله ذلك ليعلم أنى لم
أخنه بالغيب قال خشى نبي الله صلى الله عليه وسلم ان يكون زكى نفسه فقال وما أبرئ نفسي الآية * وأخرج
ابن أبي حاتم من وجه آخر عن الحسن رضي الله عنه في قوله وما أبرئ نفسي قال يعنى همته التي هم بها * وأخرج
ابن أبي حاتم عن عبد العزيز بن عمير رضي الله عنه قال النفس أمارة بالسوء فإذا جاء العزم من الله كانت هي التي
تدعو إلى الخير * قوله تعالى (وقال الملك) الآية * أخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر من طريق الكلبي عن أبي
صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال فاتاه الرسول فقال له ألق عنك ثياب السجن والبس ثيابا جددا وقم
إلى الملك فدعا له أهل السجن وهو يومئذ ابن ثلاثين سنة فلما اتاه رأى غلاما حدثا فقال أيعلم هذا رؤياي ولا
يعلمها السحرة والكهنة وأقعده قدامه وقال له لا تخف وألبسه طوقا من ذهب وثياب حرير وأعطاه دابة مسرجة
مزينة كدابة الملك وضرب الطبل بمصر ان يوسف عليه السلام خليفة الملك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله أستخلصه لنفسي قال اتخذه لنفسي * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر
عن زيد العمى رضي الله عنه قال لما رأى يوسف عليه السلام عزيز مصر قال اللهم أنى أسألك بخيرك من خيره
وأعوذ بعزتك من شره * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن أبي ميسرة رضي الله عنه قال لما رأى العزيز لبق
يوسف وكيسه وظرفه دعاه فكان يتغدى معه ويتعشى دون غلمانه فلما كان بينه وبين المرأة ما كان قالت لم
تدنى هذا من بين غلمانك مرة فليتغد مع الغلمان قال له اذهب فتغد مع الغلمان فقال له يوسف أترغب ان تأكل
معي أنا والله يوسف بن يعقوب نبي الله ابن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله * وأخر سعيد بن منصور وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال الملك ليوسف انى أحب أن تخالطني في
كل شئ الا في أهلي وأنا آنف أن تأكل معي فغضب يوسف عليه السلام فقال أنا أحق ان آنف أنا ابن إبراهيم
خليل الله وأنا ابن إسحاق ذبيح الله وأنا ابن يعقوب نبي الله * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال أسلم
الملك الذي كان معه يوسف عليه السلام * قوله تعالى (قال اجعلني على خزائن الأرض) * أخرج ابن أبي حاتم
والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال استعلمني عمر رضي الله عنه على البحرين ثم نزعني وغرمني اثنى عشر
ألفا ثم دعاني بعد إلى العمل فأبيت فقال لم وقد سأل يوسف عليه السلام العمل وكان خيرا منك فقلت ان يوسف
عليه السلام نبي ابن نبي ابن نبي بن نبي وانا ابن أميمة وأنا أخاف ان أقول بغير حلم وان أفتى بغير علم وان يضرب
ظهري ويشتم عرضي ويؤخذ مالي * وأخرج الخطيب في رواة مالك عن جابر رضي الله عنه قال كان يوسف عليه
السلام لا يشبع فقيل له مالك لا تشبع وبيدك خزائن الأرض قال انى إذا شبعت نسيت الجائع * وأخرج وكيع
في الغرر وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن رضي الله عنه قال قيل ليوسف عليه السلام تجوع
وخزائن الأرض بيدك قال انى أخاف ان أشبع فأنسى الجيعان * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
شيبة بن نعامة الضبي رضي الله عنه في قوله اجعلني على خزائن الأرض يقول على جميع الطعام انى حفيظا لما
استودعتني عليهم بسنين المجاعة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله اجعلني على
خزائن الأرض قال كان لفرعون خزائن كثيرة غير الطعام فأسلم سلطانه كله له وجعل القضاء إليه أمره وقضاؤه نافذ
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله انى حفيظ قال لما وليت عليم بأمره * وأخرج
ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه في قوله انى حفيظ قال حفيظ للحساب عليم بالألسن * وأخرج ابن
جرير وأبو الشيخ عن الأشجعي رضي الله عنه مثله * قوله تعالى (وكذلك مكنا ليوسف) الآية * أخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وكذلك مكنا ليوسف في الأرض قال ملكناه فيما يكون
فيها حيث يشاء من تلك الدنيا يصنع فيها ما يشاء فوضت إليه قال لو شاء ان يجعل فرعون من تحت يده ويجعله من
24

فوق لفعل * وأخرج ابن أبي حاتم عن الفضيل بن عياض رضي الله عنه قال وقفت امرأة العزيز على ظهر الطريق
حتى مر يوسف عليه السلام فقالت الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته وجعل الملوك عبيدا بمعصيته
* وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن إسحاق رضي الله عنه قال ذكروا ان أطيفر هلك في تلك الليالي وان الملك
الريان زوج يوسف عليه السلام امرأته راعيل فقال لها حين أدخلت عليه أليس هذا خيرا مما كنت تريدين
فقالت أيها الصديق لا تلمني فإني كنت امرأة كما ترى حسناء جملاء ناعمة في ملك ودنيا وكان صاحبي لا يأتي النساء
وكنت كما جعلك الله في حسنك وهيئتك فغلبتني نفسي على ما رأيت فيزعمون أنه وجدها عذراء فأصابها فولدت له
رجلين * وأخرج أبو الشيخ عن عبد العزيز بن منبه عن أبيه قال تعرضت امرأة العزيز ليوسف عليه السلام
في الطريق حتى مر بها فقالت الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيته عبيدا وجعل العبيد بطاعته ملوكا فعرفها
فتزوجها فوجدها بكرا وكان صاحبها من قبل لا يأتي النساء * وأخرج الحكيم الترمذي عن وهب بن منبه رضي الله عنه
قال أصابت امرأة العزيز حاجة فقيل لها لو أتيت يوسف بن يعقوب فسألتيه فاستشارت الناس في ذلك
فقالوا لا تفعلي فانا نخاف عليك قالت كلا انى لا أخاف ممن يخاف الله فدخلت عليه فرأته في ملكه فقالت الحمد لله
الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته ثم نظرت إلى نفسها فقالت الحمد لله الذي جعل الملوك عبيدا بمعصيته فقضى لها
جميع حوائجها ثم تزوجها فوجدها بكرا فقال لها أليس هذا أجمل مما أردت قالت يا نبي الله انى ابتليت فيك
بأربع كنت أجمل الناس كلهم وكنت انا أجمل أهل زماني وكنت بكرا وكان زوجي عنينا * وأخرج أبو الشيخ عن
زيد بن أسلم رضي الله عنه ان يوسف عليه السلام تزوج امرأة العزيز فوجدها بكرا وكان زوجها عنينا * قوله
تعالى (نصيب برحمتنا من نشاء) * أخرج الحكيم الترمذي وابن أبى الدنيا في الفرج والبيهقي في الأسماء
والصفات عن انس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اطلبوا الخير دهركم كله
وتعرضوا لنفحات رحمة الله فان لله عز وجل نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده واسالوا الله ان
يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم * قوله تعالى (ولأجر الآخرة) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
مالك بن دينار رضي الله عنه قال سالت الحسن رضي الله عنه فقلت يا أبا سعيد قوله ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا
وكانوا يتقون ما هيه قال يا مالك اتقوا المحارم خمصت بطونهم تركوا المحارم وهم يشتهونها * قوله تعالى (وجاء
إخوة يوسف) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن إخوة
يوسف لما دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون جاء بصواع الملك الذي كان يشرب فيه فوضعه على يده فجعل ينقره
ويطن وينقره ويطن فقال إن هذا الجام ليخبرني عنكم خبر أهل كان لكم أخ من أبيك يقال له يوسف وكان أبوه
يحبه دونكم وانكم انطلقتم به فألقيتموه في الجب وأخبرتم أباكم ان الذئب أكله وجئتم على قميصه بدم كذب قال
فجعل بعضهم ينظر إلى بعض ويعجبون ان هذا الجام ليخبر خبرهم فمن أين يعلم هذا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي
الجلد رضي الله عنه قال قال يوسف عليه السلام لإخوته ان أمركم ليريبني كأنكم جواسيس قالوا يا أيها العزيز ان
أبانا شيخ صديق وانا قوم صديقون وان الله ليحيى بكلام الأنبياء القلوب كما يحيى وابل السماء الأرض ويقول
لهم وفى يده الاناء وهو يقرعه القرعة كان هذا يخبر عنكم بأنكم جواسيس * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
ابن عون قال قلت للحسن رضي الله عنه ترى يوسف عرف إخوته قال لا والله ما عرفهم حتى تعرفوا إليه * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فعرفهم وهم له منكرون
قال لا يعرفونه * وأخرج أبو الشيخ عن وهب رضي الله عنه قال لما جعل يوسف عليه السلام ينقر الصاع
ويخبرهم قام إليه بعض إخوته فقال أنشدك الله ان لا تكشف لنا عورة * قوله تعالى (ولما جهزهم) الآيات
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ائتوني باخ لكم من أبيكم قال يعنى بنيامين وهو
أخو يوسف لأبيه وأمه * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأنا خير المنزلين
قال خير من يضيف بمصر * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأنا خير المنزلين قال
خير المضيفين * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه وأنا خير المنزلين قال يوسف عليه السلام أنا خير من
25

يضيف بمصر * وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم انه كان يقرأ وقال لفتيته أي لغلمانه اجعلوا بضاعتهم أي
أوراقهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن إسحاق قال كان منزل يعقوب وبنيه فيما ذكر لي بعض أهل العلم
بالعربات من أرض فلسطين بغور الشام وبعض كان يقول بالإدلاج من ناحية شعب أسفل من جسمي وما
كان صاحب باديه له بها شاء وابل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن المغيرة عن أصحاب عبد الله فأرسل
معنا أخانا نكتل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه فأرسل معنا أخانا يكتل له
بعيرا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مغيرة عن أصحاب عبد الله رضي الله عنه فالله خير حافظا * وأخرج
سعيد بن منصور وأبو عبيد وابن المنذر عن علقمة انه كان يقرأ ردت إلينا بكسر الراء * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قوله ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا يقول ما نبغي هذه أوراقنا ردت
إلينا وقد أوفى لنا الكيل ونزداد كيل بعير أي حمل بعير * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله ونزداد كيل بعير قال حمل حمار قال وهي لغة قال أبو عبيد يعنى مجاهد ان الحمار يقال له في
بعض اللغات بعير * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله الا ان يحاط بكم قال الا ان تغلبوا حتى لا تطيقوا ذلك * قوله تعالى (وقال يا بنى) الآيتين * أخرج
ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقال يا بنى لا تدخلوا من باب واحد قال رهب يعقوب
عليهم العين * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله لا تدخلوا من
باب واحد قال خشى عليهم العين * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله لا تدخلوا من باب واحد
قال خشى يعقوب على ولده العين * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لا تدخلوا من باب واحد
قال خاف عليهم العين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه
في قوله لا تدخلوا من باب واحد قال كانوا قد أوتوا صورا وجمالا فخشى عليهم أنفس الناس * وأخرج سعيد بن
منصور وابن المنذر وأبو الشيخ عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه في قوله وادخلوا من أبواب متفرقة قال أحب
يعقوب ان يلقى يوسف أخاه في خلوة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
مجاهد في قوله الا حاجة في نفس يعقوب قضاها قال خيفة العين على بنيه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وانه لذو علم لما علمناه قال إنه لعامل بما علم ومن لا يعمل لا يكون عالما * قوله
تعالى (ولما دخلوا على يوسف) لآيات * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في
قوله أوى إليه أخاه قال ضمه إليه وأنزله معه وفى قوله ولا تبتئس قال لا تحزن ولا تياس وفى قوله فلما جهزهم
بجهازهم قال لما قضى حاجتهم وكال لهم طعامهم وفى قوله جعل السقاية قال هو اناء الملك الذي يشرب منه في رحل
أخيه قال في متاع أخيه * وأخرج ابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله جعل السقاية قال هو الصواع وكل شئ يشرب منه فهو صواع * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن الأنباري عن مجاهد رضي الله عنه قال السقاية والصواع شئ واحد يشرب منه يوسف * وأخرج ابن أبي
حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال السقاية هو الصواع وكان كأسا من ذهب على ما يذكرون * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أيتها العير قال كانت العير حميرا * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري وأبو الشيخ وابن منده في غرائب شعبة وابن مردويه والضياء عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله صواع الملك قال شئ يشبه المكوك من فضة كانوا يشربون فيه * وأخرج ابن
الأنباري في الوقف والابتداء والطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن
قوله صواع الملك قال الصواع الكاس الذي يشرب فيه قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الأعشى وهو
يقول
له درمك في رأسه ومشارب * وقدر وطباخ وصاع وديسق
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله صواع الملك قال
26

هو المكوك الذي يلتقي طرفاه كانت تشرب فيه الأعاجم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه
في قوله صواع الملك قال كان من فضة * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
صواع الملك قال كان من نحاس * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه كان
يقرأ ففقد صواع الملك بضم الصاد مع الألف * وأخرج سعيد بن منصور وابن الأنباري عن أبي هريرة رضي الله عنه
أنه كان يقرأ صاع الملك * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن يحيى بن يعمر أنه كان يقرؤها صوغ الملك بالغين
المعجمة قال كان صيغ من ذهب أو فضة سقايته التي كان يشرب فيها * وأخرج ابن الأنباري عن أبي رجاء رضي الله عنه
أنه قرأ ففقد صواع الملك بعين غير معجمة وصاد مفتوحة * وأخرج عن عبد الله بن عون رضي الله عنه أنه
كان يقرأ صوع الملك بصاد مضمومة * وأخرج عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه كا يقرأ صياع الملك * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولمن جاء به حمل بعير
قال حمل حمار طعام وهي لغة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله حمل بعير وقر بعير
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأنابه زعيم قال كفيل * واخرج ابن
جرير عن سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة والضحاك مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأنا به زعيم قال الزعيم هو المؤذن الذي قال أيتها العير * وأخرج ابن الأنباري
في الوقف والابتداء عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله وأنا به زعيم ما الزعيم
قال الكفيل قال فيه فروة بن مسيك
أكون زعيمكم في كل عام * بجيش جحفل لجب لهام
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله ما جئنا لنفسد في الأرض
يقول ما جئنا لنعصي في الأرض * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله قالوا فما جزاؤه
قال عرفوا الحكم في حكمهم فقالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه وكان الحكم عند الأنبياء يعقوب وبنيه عليهم
السلام أن يؤخذ السارق بسرقته عبدا يسترق * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن الكلبي رضي الله عنه
قال أخبروه بما يحكم في بلادهم انه من سرق أخذ عبدا فقالوا جزاؤه من وجد في رحله * وأخرج عبد
الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله فبدأ بأوعيتهم الآية قال
ذكر لنا انه كان كلما فتح متاع رجل استغفر تأثما مما صنع حتى بقى متاع الغلام قال ما أظن أن هذا أخذ شيئا قالوا
بلى فاستبره * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله
كذلك كدنا ليوسف قال كذلك صنعنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك يقول في سلطان الملك قال كان في
دين ملكهم انه من سرق أخذت منه السرقة ومثلها معها من ماله فيعطيه المسروق * وأخرج ابن جرير وابن أبى
حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك يقول في سلطان الملك
* وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه في الآية قال دين الملك لا يؤخذ به من سرق أصلا
ولكن الله تعالى كاد لأخيه حتى تكلموا بما تكلموا به فآخذهم بقولهم وليس في قضاء الملك * وأخرج عبد
الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ما كان ليأخذ أخاه في دين
الملك قال لم يكن ذلك في دين الملك ان يأخذ من سرق عبدا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن الكلبي
رضي الله عنه قال كان حكم الملك ان من سرق ضاعف عليه الغرم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله الا أن يشاء الله قال الا بعلة كادها الله ليوسف عليه السلام فاعتل بها
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق مالك بن أنس رضي الله عنه قال سمعت زيد بن أسلم
رضي الله عنه يقول في هذه الآية نرفع درجات من نشاء قال بالعلم يرفع الله به من يشاء في الدنيا * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله نرفع درجات من نشاء قال يوسف وإخوته أوتوا
علما فرفعنا يوسف فوقهم في العلم درجة * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
27

والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وفوق كل ذي علم عليم قال يكون هذا
أعلم من هذا وهذا أعلم من هذا والله فوق كل عالم * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال كنا
عند ابن عباس رضي الله عنهما فحدث بحديث فقال رجل عنده وفوق كل ذي علم عليم فقال ابن عباس رضي الله عنهما
بئس ما قلت الله العليم الخبير هو فوق كل عالم * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب رضي الله عنه
قال سأل رجل عليا رضي الله عنه عن مسألة فقال فيها فقال الرجل ليس هكذا ولكن كذا وكذا قال على
رضي الله عنه أحسنت وأخطأت وفوق كل ذي علم عليم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن عكرمة رضي الله عنه في قوله وفوق كل ذي علم عليم قال علم الله فوق كل
عالم * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه وفوق كل ذي علم عليم قال الله أعلم من كل أحد
* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال ليس عالم الا فوقه عالم حتى ينتهى العلم إلى الله منه بدأ واليه
يعود وفى قراءة عبد الله وفوق كل عالم عليم * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله وفوق كل
ذي علم عليم قالا هو ذلك أيضا يوسف وإخوته هو فوقهم في العلم * قوله تعالى (قالوا ان يسرق) الآية * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله قالوا ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل قال يعنون يوسف
وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال كان أول ما دخل على يوسف عليه السلام
من البلاء فيما بلغني ان عمته وكانت أكبر ولد إسحاق عليه السلام وكانت إليها منطقة إسحاق فكانوا يتوارثونها
بالكبر وكان يعقوب حين ولد له يوسف عليه السلام قد حضنته عمته فكان معها واليها فلم يحب أحد شيئا من الأشياء
كحبها إياه حتى إذا ترعرع وقعت نفس يعقوب عليه السلام عليه فأتاها فقال يا أخية سلمى إلى يوسف فوالله ما أقدر
على أن يغيب عنى ساعة قالت فوالله ما أنا بتاركته فدعه عندي أياما انظر إليه لعل ذلك يسليني عنه فلما خرج
يعقوب من عندها عمدت إلى منطقة إسحاق عليها السلام فحزمتها على يوسف عليه السلام من تحت ثيابه ثم قالت
فقدت منطقة إسحاق فانظروا من أخذها ومن أصابها فالتمست ثم قالت اكشفوا أهل البيت فكشفوهم
فوجدوها مع يوسف عليه السلام فقالت والله انه لسلم لي أصنع فيه ما شئت فأتاها يعقوب عليه السلام فأخبرته
الخبر فقال لها أنت وذاك ان كان فعل ذلك فهو سلم لك ما أستطيع غير ذلك فأمسكته فما قدر عليه حتى ماتت عليها
السلام فهو الذي يقول إخوة يوسف عليهم السلام حين صنع بأخيه ما صنع ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل
* وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سرق مكحلة لخالته * وأخرج أبو الشيخ عن عطية رضي الله عنه
قال سرق في صباه ميلين من ذهب * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى
الله عليه وسلم في قوله ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل قال سرق يوسف عليه السلام صنما لجده أبى أمه من ذهب
وفضة فكسره وألقاه في الطريق فعيره بذلك إخوته * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه
في الآية قال كانت أم يوسف عليه السلام أمرت يوسف عليه السلام أن يسرق صنما لخاله كان يعبده وكانت
مسلمة * واخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال سرقته التي عابوه بها أخذ صنما كان لأبي أمه وانما أراد
بذلك الخير * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال كان يوسف عليه
السلام غلاما صغيرا مع أمه عند خال له وهو يلعب مع الغلمان فدخل كنيسة لهم فوجد تمثالا لهم صغيرا من ذهب
فاخذه قال وهو الذي عيره إخوته به ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عطية
رضي الله عنه في الآية قال كان يوسف عليه السلام معهم على الخوان فاخذ شيئا من الطعام فتصدق به * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضي الله عنه انه سئل كيف أخاف يوسف أخاه
بأخذ الصواع وقد كان أخبره انه أخوه وأنتم تزعمون أنه لم يزل متنكرا لهم مكايدهم حتى رجعوا فقال إنه لم يعترف
له بالنسب ولكنه قال انا أخوك مكان أخيك الهالك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أسر في نفسه قوله أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون وأخرج
28

ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله شر مكانا قال يوسف
يقول والله أعلم بما تصفون قال تقول * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن شيبة رضي الله عنه قال لما لقى يوسف
أخاه قال هل تزوجت بعدي قال نعم قال وما شغلك الحزن على قال إن أباك يعقوب عليه السلام قال لي تزوج لعل
الله أن يذرأ منك ذرية يثقلون أو قال يسكنون الأرض بتسبيحة * قوله تعالى (فلما استيأسوا منه) الآية * أخرج
ابن جرير عن ابن إسحاق رضي الله عنه فلما استيأسوا منه قال أيسوا ورأوا شدته في الامر * واخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله خلصوا نحبا قال وحدهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله قال كبيرهم قال شمعون الذي تخلف أكبرهم عقلا وأكبر
منه في الميلاد روبيل * وأخرج ابن جرير وابن أبي سائم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله قال كبيرهم هو
روبيل وهو الذي كان نهاهم عن قتله وكان أكبر القوم * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أو يحكم
الله لي قال أقاتل بالسيف حتى أقتل وأخرج أبو الشيخ عن وهب رضي الله عنه قال إن شمعون كان أشد بنى يعقوب
بأسا وانه كان إذا غضب قام شعره وانتفخ فلا يطفئ غضبه شئ الا ان يمسه أحد من آل يعقوب وانه كان قد أغار مرة
على أهل قرية فدمرهم وانه غضب يوم أخذ بنو يعقوب بالصواع غضبا شديدا حتى انتفخ فامر يوسف عليه السلام
ابنه ان يمسسه فسكن غضبه وبرد وقال قد مسني يد من آل يعقوب * قوله تعالى (ارجعوا إلى أبيكم) الآيات
* أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قرأ ان ابنك سرق * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه
قال قال يعقوب عليه السلام لبنيه ما يدرى هذا الرجل ان السارق يؤخذ بسرقته الا بقولكم قالوا
ما شهدنا الا بما علمنا لم نشهد ان السارق يؤخذ بسرقته الا وذاك الذي علمنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم
رضي الله عنه انه كره ان يكتب الرجل شهادته فإذا استشهد شهد ويقرأ وما شهدنا الا بما علمنا * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وما كنا للغيب حافظين قال لم نعلم أنه
سيسرق * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله وما كنا للغيب
حافظين قال ما كنا نعلم أن ابنك يسرق * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وما كنا للغيب حافظين قال يقولون ما كنا نظن أن ابنك يسرق * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله واسأل القرية قال مصر وفى قوله عسى الله ان
يأتيني بهم جميعا قال بيوسف وأخيه وروبيل * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله عسى الله ان
يأتيني بهم جميعا قال بيوسف وأخيه وكبيرهم الذي تخلف * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي روق رضي الله عنه قال
لما حبس يوسف عليه السلام أخاه بسبب السرقة كتب إليه يعقوب عليه السلام من يعقوب بن إسحاق بن
إبراهيم خليل الله إلى يوسف عزيز فرعون أما بعد فانا أهل بيت موكل بنا البلاء ان أبى إبراهيم عليه السلام ألقى
في النار في الله فصبر فجعلها الله عليه بردا وسلاما وان أبى إسحاق عليه السلام قرب للذبح في الله فصبر ففداه الله
بذبح عظيم وان الله كان وهب لي قرة عين فسلبنيه فاذهب حزنه بصرى وأيبس لحمي على عظمي فلا ليلى ليل ولا
نهاري نهار والأسير الذي في يديك بما ادعى عليه من السرق أخوه لامه فكنت إذا ذكرت أسفى عليه قربته منى
فيسلي عنى بعض ما كنت أجد وقد بلغني انك حبسته بسبب سرقة فخل سبيله فإني لم ألد سارقا وليس بسارق والسلام
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الجلد رضي الله عنه قال قال له أخوه يا أيها العزيز لقد ذهب لي أخ ما رأيت أحدا
أشبه به منك لكأنه الشمس فقال له يوسف عليه السلام اسأل آل يعقوب ان يرحم صباك وان يرد إليك أخاك
* قوله تعالى (وتولى عنهم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنه
في قوله يا أسفا على يوسف قال يا حزنا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في
قوله يا أسفا على يوسف قال يا حزنا على يوسف * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يا أسفا على يوسف قال يا جزعا * وأخرج أبو عبيد وابن سعيد وابن أبي شيبة وابن
المنذر عن يونس رضي الله عنه قال لما مات سعيد بن الحسن حزن عليه الحسن حزنا شديدا فكلم الحسن في ذلك فقال
29

ما سمعت الله عاب على يعقوب عليه السلام الحزن * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وأبو الشيخ
عن الحسن رضي الله عنه قال كان منذ خرج يوسف عليه السلام من عند يعقوب عليه السلام إلى يوم رجع ثمانون
سنة لم يفارق الحزن قلبه ودموعه تجرى على خديه ولم يزل يبكى حتى ذهب بصره والله ما على وجه الأرض يومئذ
خليقة أكبر على الله من يعقوب * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير
رضي الله عنه قال لم يعط أحدا لاسترجاع غير هذه الأمة ولو أعطيها أحد لأعطيها يعقوب عليه السلام الا تستمعون
إلى قوله يا أسفا على يوسف وأخرج ابن أبي حاتم عن الأحنف بن قيس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
داود قال يا رب ان بني إسرائيل يسألونك بإبراهيم وإسحاق ويعقوب فاجعلني لهم رابعا فأوحى الله إليه ان
إبراهيم ألقي في النار بسببي فصبر وتلك بلية لم تنلك وان إسحاق بذل مهجة دمه في سببي فصبر وتلك بلية لم تنلك
وان يعقوب أخذت منه حبيبه حتى ابيضت عيناه من الحزن فصبر وتلك بلية لم تنلك * وأخرج ابن جرير
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فهو كظيم قال حزين * وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس
رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله فهو كظيم ما الكظيم قال المغموم قال فيه قيس بن زهير
فان أك كاظما لمصاب شاس * فإني اليوم منطلق لساني
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فهو كظيم قال كظم
الحزن * وأخرج ابن المبارك وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه
في قوله فهو كظم قال كظم على الحزن فلم يقل الا خيرا وفى لفظ يردد حزنه في جوفه ولم يتكلم بسوء * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر عن عطاء الخراساني رضي الله عنه في قوله فهو كظيم قال فهو مكروب * وأخرج ابن
أبى حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله كظيم قال مكروب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه قال الكظيم الكمد * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه فهو
كظيم قال مكمود * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه قال الكظيم الذي لا يتكلم
بلغ به الحزن حتى كان لا يكلمهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ليث بن أبي سليم رضي الله عنه ان
جبريل عليه السلام دخل على يوسف عليه السلام في السجن فعرفه فقال له أيها الملك الكريم على ربه هل
لك علم بيعقوب قال نعم قال ما فعل قال ابيضت عيناه من الحزن عليك قال فماذا بلغ من حزنه قال حزن سبعين مثكلة
قال هل له على ذلك من أجر قال نعم أجر مائة شهيد * وأخرج ابن جرير من طريق ليث عن ثابت البناني رضي الله عنه
مثله سواء * وأخرج ابن جرير من طريق ليث بن أبي سليم عن مجاهد رضي الله عنه قال حدثت ان جبريل
عليه السلام دخل على يوسف عليه السلام وهو بمصر في صورة رجل فلما رآه يوسف عليه السلام عرفه فقام
إليه فقال أيها الملك الطيب ريحه الطاهر ثيابه الكريم على ربه هل لك بيعقوب من علم قال نعم قال فكيف هو
فقال ذهب بصره قال وما الذي اذهب بصره قال الحزن عليك قال فما أعطى على ذلك قال أجر سبعين شهيدا
* وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن أبي جعفر رضي الله عنه قال دخل جبريل عليه السلام على يوسف عليه
السلام في السجن فقال له يوسف يا جبريل ما بلغ من حزن أبى قال حزن سبعين ثكلى قال فما بلغ أجره من الله قال
أجر مائة شهيد * وأخرج ابن أبي شيبة عن خلف بن خوشب مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال لما أتى جبريل عليه السلام يوسف عليه السلام
بالبشرى وهو في السجن قال هل تعرفني أيها الصديق قال أرى صورة طاهرة وريحا طيبة لا تشبه أرواح
الخاطئين قال فإني رسول رب العالمين وانا الروح الأمين قال فما الذي أدخلك إلى مدخل المذنبين وأنت أطيب
الطيبين ورأس المقربين وأمين رب العالمين قال ألم تعلم يا يوسف ان الله يطهر البيوت بمطهر النبيين وان الأرض
التي تدخلونها هي أطيب الأرضين وان الله قد طهر بك السجن وما حوله بأطهر الطاهرين وابن المطهرين انما
يتطهر بفضل طهرك وطهر آبائك الصالحين المخلصين قال كيف تسميني بأسماء الصديقين وتعدني من المخلصين
وقد دخلت مدخل المذنبين وسميت بالضالين المفسدين قال لم يفتن قلبك الحزن ولم يدنس حريتك الرق ولم تطع
30

سيدتك في معصية ربك فلذلك سماك الله بأسماء الصديقين وعدك مع المخلصين وألحقك بآبائك الصالحين قال
هل لك علم بيعقوب قال نعم وهب الله له الصبر الجميل وابتلاه بالحزن عليك فهو كظيم قال فما قدر حزنه قال قدر
سبعين ثكلى قال فماذا له من الاجر قال قدر مائة شهيد * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه
قال أتى جبريل عليه السلام يوسف عليه السلام وهو في السجن فسلم عليه فقال له يوسف أيها الملك الكريم على
ربه الطيب ريحه الطاهر ثيابه هل لك علم بيعقوب قال نعم ما أشد حزنه قال ماذا له من الاجر قال أجر سبعين ثكلى
قال أفتراني لاقيه قال نعم فطابت نفس يوسف * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم انه سئل ما بلغ وجد يعقوب على ابنه قال وجد سبعين ثكلى قيل فما كان له من الاجر قال أجر مائة شهيد
وما ساء ظنه بالله ساعة من ليل أو نهار * وأخرج أحمد في الزهد عن عمرو بن دينار انه ألقى على يعقوب عليه
السلام حزن سبعين مثكل ومكث في ذلك الحزن ثمانين عاما * قوله تعالى (قالوا تالله تفتؤ) الآية * أخرج ابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تالله تفتؤ تذكر
يوسف قال لا تزال تذكر يوسف حتى تكون حرضا قال دنفا من المرض أو تكون من الهالكين قال الميتين * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف
قال لا تزال تذكر يوسف لا تفتر عن حبه حتى تكون حرضا قال هرما أو تكون من الهالكين قال أو تموت * وأخرج
ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه حتى تكون حرضا قال
الحرض الشئ البالي أو تكون من الهالكين قال الميتين * وأخرج ابن الأنباري والطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تفتؤ تذكر يوسف قال لا تزال تذكر يوسف قال وهل تعرف
العرب ذلك قال نعم اما سمعت الشاعر وهو يقول
لعمرك لا تفتؤ تذكر خالدا * وقد غاله ما غال تبع من قبل
قال أخبرني عن قوله حتى تكون حرضا قال الحرض المدنف الهالك من شدة الوجع قال وهل تعرف العرب ذلك
قال نعم اما سمعت الشاعر وهو يقول
أمن ذكر ليلى ان نأت قرية بها * كأنك حم للأطباء محرض
* قوله تعالى (قال انما أشكو بثي وحزني إلى الله) * أخرج ابن جرير عن طلحة بن مصرف الأيامى قال ثلاثة
لا تذكرهن واجتنب ذكرهن ولا تشك مرضك ولا تشك مصيبتك ولا تزك نفسك قال وأنبئت ان يعقوب عليه السلام
دخل عليه جار له فقال يا يعقوب مالي أراك قد أنهشت وفنيت ولم تبلغ من السن ما بلغ أبوك قال هشمني وإفنائي
ما ابتلاني الله به من هم يوسف وذكره فأوحى الله إليه يا يعقوب أتشكوني إلى خلقي فقال يا رب خطيئة أخطائها
فاغفرها لي قال فإني قد غفرت لك فكان بعد ذلك إذا سئل قال انما أشكو بثي وحزني إلى الله * وأخرج عبد
الرزاق وابن جرير عن مسلم بن يسار رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال من بث لم يصبر ثم قرأ انما
أشكو بثي وحزني إلى الله * وأخرج ابن عدي والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من بث لم يصبر ثم قرأ انما أشكو بثي وحزني إلى الله * وأخرج ابن عدي والبيهقي
في شعب الايمان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنوز البر إخفاء
الصدقة وكتمان المصائب والأمراض ومن بث لم يصبر * وأخرج البيهقي من وجه آخر عن العلاء بن عبد
الرحمن بن يعقوب رضي الله عنه قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كنوز البر كتمان الصدقة
وكتمان المصيبة وكتمان المرض * وأخرج البيهقي في الشعب وضعفه عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من أصبح حزينا على الدنيا أصبح ساخطا على ربه ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو
الله ومن تضعضع لغنى لينال من دنياه أحبط الله ثلثي عمله ومن أعطى القرآن فدخل النار فأبعده الله * وأخرج
البيهقي وضعفه عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا مثله * وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن أبي الدرداء
رضي الله عنه قال ثلاث من ملاك أمرك أن لا تشكو مصيبتك وان لا تحدث بوجعك وان لا تزكى نفسك
31

بلسانك * وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال وجدت في التوراة أربعة أسطر
متوالية من شكا مصيبته فإنما يشكو ربه ومن تضعضع لغنى ذهبا ثلثا دينه ومن حزن على ما في يد غيره فقد سخط
قضاء ربه ومن قرأ كتاب الله فظن أن لا يغفر له فهو من المستهزئين بآيات الله * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي
عن الحسن رضي الله عنه قال من ابتلى ببلاء فكتمه ثلاثا لا يشكو إلى أحد آتاه برحمته * وأخرج عبد
الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن حبيب بن أبي ثابت ان
يعقوب عليه السلام كان قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر فكان يرفعهما بخرقة فقيل له ما بلغ بك هذا قال
طول الزمان وكثرة الأحزان فأوحى الله إليه يا يعقوب أتشكوني قال يا رب خطيئة أخطأتها فاغفر لي * وأخرج
ابن أبي حاتم عن نصر بن عربي قال بلغني ان يعقوب عليه السلام لما طال حزنه على يوسف ذهبت عيناه من الحزن
فجعل العواد يدخلون عليه فيقولون السلام عليك يا نبي الله كيف تجدك فيقول شيخ كبير قد ذهب بصرى فأوحى
الله إليه يا يعقوب شكوتني إلى عوادك قال أي رب هذا ذنب عملته لا أعود إليه فلم يزل بعد يقول انما أشكو بثي
وحزني إلى الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انما أشكو بثي
قال همى * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله أشكو
بثي قال حاجتي * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأعلم من الله ما لا
تعلمون يقول اعلم أن رؤيا يوسف عليه السلام صادقة وإني سأسجد له * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور
وابن سعد وابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه قال سمعت نشيج عمر
ابن الخطاب رضي الله عنه وإني لفي آخر الصفوف في صلاة الصبح وهو يقرأ انما أشكو بثي وحزني إلى الله
* وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن علقمة بن أبي وقاص رضي الله عنه قال صليت خلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه
العشاء فقرأ سورة يوسف عليه السلام فلما أتى على ذكر يوسف عليه السلام نشج حتى سمعت نشيجه
وأنا في مؤخر الصفوف * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال ذكر لنا أن
يعقوب عليه السلام لم تنزل به شدة بلاء قط الا أتاه حسن ظنه بالله من وراء بلائه * وأخرج ابن المنذر عن عبد
الرزاق رضي الله عنه قال بلغنا ان يعقوب عليه السلام قال يا رب أذهبت ولدى وأذهبت بصرى قال بلى وعزتي
وجلالي وإني لأرحمك ولأردن عليك بصرك وولدك وانما ابتليتك بهذه البلية لأنك ذبحت جملا فشويته فوجد
جارك ريحه فلم تنله * وأخرج إسحاق بن راهويه في تفسيره وابن أبي الدنيا في كتاب الفرج بعد الشدة وابن أبي
حاتم والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أنس رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ليعقوب عليه السلام أخ مؤاخ فقال له ذات يوم يا يعقوب ما الذي
أذهب بصرك وما الذي قوس ظهرك قال أما الذي أذهب بصرى فالبكاء على يوسف وأما الذي قوس ظهري
فالحزن على بنيامين فاتاه جبريل عليه السلام فقال يا يعقوب ان الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك
ما تستحي تشكوني إلى غيري فقال يعقوب عليه السلام انما أشكو بثي وحزني إلى الله فقال جبريل عليه السلام
الله أعلم بما تشكو يا يعقوب ثم قال يعقوب اما ترحم الشيخ الكبير أذهبت بصرى وقوست ظهري فاردد على
ريحانتي أشمه شمة قبل الموت ثم اصنع بي ما أردت فاتاه جبريل عليه السلام فقال يا يعقوب ان الله يقرئك السلام
ويقول لك ابشر وليفرح قلبك فوعزتي لو كانا ميتين لنشرتهما لك فاصنع طعاما للمساكين فان أحب عبادي
إلى الأنبياء والمساكين وتدري لم أذهبت بصرك وقوست ظهرك وصنع إخوة يوسف به ما صنعوا انكم ذبحتم
شاة فأتاكم مسكين وهو صائم فلم تطعموه منها شيئا فكان يعقوب عليه السلام إذا أراد الغداء أمر مناديا ينادى
الا من أراد الغداء من المساكين فليتغد مع يعقوب وإذا كان صائما أمر مناديا الا من كان صائما من المساكين
فليفطر مع يعقوب * قوله تعالى (يا بنى اذهبوا) الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن النصر بن عربي رضي الله عنه
قال بلغني ان يعقوب عليه السلام مكث أربعة وعشرين عاما لا يدرى أحي يوسف عليه السلام أم ميت حتى
تخلل له ملك الموت فقال له من أنت قال أنا ملك الموت قال فأنشدك باله يعقوب هل قبضت روح يوسف عليه
32

السلام قال لا فعند ذلك قال يا بنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله فخرجوا إلى مصر
فلما دخلوا عليه لم يجدوا كلاما أرق من كلام استقبلوه به فقالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولا تيأسوا من روح
الله قال من رحمة الله * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن
زيد رضي الله عنه في قوله ولا تيأسوا من روح الله قال من فرج الله يفرج عنكم الغم الذي أنتم فيه * قوله تعالى
(فلما دخلوا عليه) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله يا أيها العزيز مسنا
وأهلنا الضر أي الضر في المعيشة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وجئنا
ببضاعة قال دراهم مزجاة قال كاسدة غير طائلة * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ببضاعة مزجاة قال رثة المتاع خلق الحبل والغرارة
والشئ * وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما
ببضاعة مزجاة قال الورق الردية الزيوف التي لا تنفق حتى يوضع فيها * وأخرج سعيد بن منصور
وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ببضاعة مزجاة قال قليلة * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عكرمة رضي الله عنه في قوله ببضاعة مزجاة قال دراهم زيوف * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
سعيد بن جبير وعكرمة رضي الله عنهما في قوله ببضاعة مزجاة قال أحدهما ناقصة وقال الآخر فلوس رديئة
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه في قوله ببضاعة
مزجاة قال متاع الاعراب الصوف والسمن * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي صالح رضي الله عنه
في قوله ببضاعة مزجاة قال حبة الخضراء وصنوبر وقطن * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة
رضي الله عنه في قوله ببضاعة مزجاة قال ببعيرات وبقرات عجاف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
عن الضحاك رضي الله عنه في قوله مزجاة قال كاسدة * وأخرج ابن النجار عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله ببضاعة مزجاة قال سويق المقل * وأخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن أنس رضي الله عنهما انه سئل عن أجر
الكيالين أيؤخذ من المشترى قال الصواب والذي يقع في قلى ان يكون على البائع وقد قال إخوة يوسف عليهم
السلام أوف لنا الكيل وتصدق علينا وكان يوسف عليه السلام هو الذي يكيل * واخرج ابن جرير عن إبراهيم
رضي الله عنه قال في مصحف عبد الله فاوف لنا الكيل وأوقر ركابنا * وأخرج ابن جرير عن سفيان بن عيينة رضي الله عنه
انه سئل هل حرمت الصدقة على أحد من الأنبياء قيل النبي صلى الله عليه وسلم فقال ألم تسمع قوله فاوف
لنا الكيل وتصدق علينا ان الله يجزى المتصدقين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال الأنبياء
عليهم السلام لا يأكلون الصدقة انما كانت دراهم نفاية لا تجوز بينهم فقالوا تجوز عنا ولا تنقصنا من السعر
لأجل ردئ دراهمنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله وتصدق
علينا قال أردد علينا أخانا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ان رجلا قال له تصدق
على تصدق الله عليك بالجنة فقال ويحك ان الله لا يتصدق ولكن الله يجزى المتصدقين * وأخرج أبو عبيد وابن
المنذر عن مجاهد رضي الله عنه انه سئل أيكره ان يقول الرجل في دعائه اللهم تصدق على فقال نعم انما الصدقة
لمن يبتغى الثواب * واخرج ابن أبي حاتم عن ثابت البناني رضي الله عنه قال قيل لبني يعقوب ان بمصر رجلا يطعم
المسكين ويملأ حجر اليتيم قالوا ينبغي ان يكون هذا منا أهل البيت فنظروا فإذا هو يوسف بن يعقوب * قوله تعالى
(قالوا أئنك لانت يوسف) الآية * أخرج أبو الشيخ عن الأعمش رضي الله عنه قال قرأ يحيى بن وثاب رضي الله عنه
انك لانت يوسف بهمزة واحدة * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه قال في حرف عبد الله قال أنا
يوسف وهذا أخي بيني وبينه قربى قد من الله علينا * وأخرج أبو الشيخ في قوله انه من يتق الزنا ويصبر على العزوبة
فان الله لا يضيع أجر المحسنين * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال مكتوب في
الكتاب الأول ان الحاسد لا يضر بحسده الا نفسه ليس ضارا من حسد وان الحاسد ينقصه حسده وان المحسود
33

إذا صبر نجاه الله بصبره لان الله يقول إنه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع أجر المحسنين * قوله تعالى (قالوا تالله)
الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله قالوا تالله لقد آثرك الله علينا
وذلك بعد ما عرفهم نفسه لقوا رجلا حليما لم يبث ولم يثرب عليهم أعمالهم * قوله تعالى (قال لا تثريب عليكم)
الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله لا تثريب قال لا تعيير * وأخرج ابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لا تثريب قال لا إباء * وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن
جده قال لما استفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة التفت إلى الناس فقال ماذا تقولون وماذا تظنون قالوا
ابن عم كريم فقال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم * واخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أهل مكة ماذا تظنون ماذا
تقولون قالوا نظن خيرا ونقول خيرا ابن عم كريم قد قدرت قال فإني أقول كما قال أخي يوسف لا تثريب عليكم
اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين * واخرج البيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة طاف بالبيت وصلى ركعتين ثم أتى الكعبة فاخذ بعضادتي الباب فقال ماذا تقولون
وماذا تظنون قالوا نقول ابن أخ وابن عم حليم رحيم فقال أقول كما قال يوسف لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم
وهو أرحم الراحمين فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الاسلام * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
عطاء الخراساني رضي الله عنه قال طلب الحوائج إلى الشباب أسهل منها إلى الشيوخ ألم تر إلى قول يوسف
لا تثريب عليكم اليوم وقال يعقوب عليه السلام سوف استغفر لكم ربى * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران
الجوني رضي الله عنه قال أما والله ما سمعنا بعفو قط مثل عفو يوسف * قوله تعالى (اذهبوا بقميصي هذا)
* أخرج الحكيم الترمذي وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال لما كان من أمر إخوة يوسف ما كان
كتب يعقوب إلى يوسف وهو لا يعلم أنه يوسف بسم الله الرحمن الرحيم من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم إلى عزيز
آل فرعون سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله الا هو أما بعد فانا أهل بيت مولع بنا أسباب البلاء كان
جدي إبراهيم خليل الله عليه السلام ألقي في النار في طاعة ربه فجعلها عليه الله بردا وسلاما وأمر الله جدي ان يذبح
له أبى ففداه الله بما فداه الله به وكان لي ابن وكان من أحب الناس إلى ففقدته فاذهب حزني عليه نور بصرى وكان
له أخ من أمه كنت إذا ذكرته ضممته إلى صدري فاذهب عنى وهو المحبوس عندك في السرقة وإني أخبرك انى لم
أسرق ولم ألد سارقا فلما قرأ يوسف عليه السلام الكتاب بكى وصاح وقال اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبى
يأت بصيرا * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قوله اذهبوا
بقميصي هذا ان نمرود لما ألقى إبراهيم في النار نزل إليه جبريل بقميص من الجنة وطنفسة من الجنة فألبسه
القميص وأقعده على الطنفسة وقعد معه يتحدث فأوحى الله إلى النار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ولولا أنه قال
وسلاما لآذاه البرد ولقتله البرد * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رجل للنبي صلى الله عليه
وسلم يا خير البشر فقال ذاك يوسف صديق الله ابن يعقوب إسرائيل الله ابن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله
ان الله كسى إبراهيم ثوبا من الجنة فكساه إبراهيم إسحاق فكساه إسحاق يعقوب فاخذه يعقوب فجعله في قصبة
حديد وعلقه في عنق يوسف ولو علم إخوته إذ ألقوه في الجب لأخذوه فلما أراد الله أن يرد يوسف على يعقوب وكان بين
رؤياه تعبيرها أربعين سنة أمر البشير ان يبشره من ثمان مراحل فوجد يعقوب ريحه فقال انى لأجد ريح
يوسف لولا أن تفندون فلما ألقاه على وجهه ارتد بصير أو ليس يقع شئ من الجنة على عاهة من عاهات الدنيا الا
أبرأها بإذن الله تعالى * وأخرج ابن أبي حاتم عن المطلب بن عبد الله بن حنطب رضي الله عنه قال لما ألقى إبراهيم
في النار كساه الله تعالى قميصا من الجنة فكساه إبراهيم إسحاق وكساه إسحاق يعقوب وكساه يعقوب يوسف
فطواه وجعله في قصبة فضة فجعله في عنقه وكان في عنقه حين ألقى في الجب وحين سجن وحين دخل عليه إخوته
وأخرج القميص من القصبة فقال اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبى يأت بصيرا فشم يعقوب عليه
السلام ريح الجنة وهو بأرض كنعان بأرض فلسطين فقال انى لأجد ريح يوسف * قوله تعالى (وائتوني
34

بأهلكم أجمعين) * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كان أهله حين أرسل
إليهم فاتوا مصر ثلاثة وتسعين انسانا رجالهم أنبياء ونساؤهم صديقات والله ما خرجوا مع موسى عليه السلام
حتى بلغوا ستمائة ألف وسبعين ألفا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال خرج
يعقوب عليه السلام إلى يوسف عليه السلام بمصر في اثنين وسبعين من ولده ولد ولده فخرجوا منها مع
موسى عليه السلام وهم ستمائة ألف * قوله تعالى (ولما فصلت العير) الآيتين * أخرج عبد الرزاق
والفريابي واحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله ولما فصلت العير قال خرجت العير هاجت ريح فجاءت يعقوب بريح قميص يوسف قال
انى لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون تسفهون قال فوجد ريحه من مسيرة ثمانية أيام * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انى لأجد ريح يوسف قال وجد ريحه من مسيرة عشرة أيام
* وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما انه سئل من كم وجد يعقوب عليه السلام
ريح القميص قال وجده من مسيرة ثمانين فرسخا * وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه قال وجد
ريح يوسف من مسيرة شهر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال وجد يعقوب عليه
السلام ريح يوسف من مسيرة ستة أيام * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب رضي الله عنه قال وجد ريحه
من مسيرة سبعة أيام * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لولا أن تفندون يقول
تجهلون * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لولا أن تفندون قال تكذبون * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لولا أن تفندون قال تهرمون تقولون قد ذهب
عقلك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال المفند الذي ليس له عقل
يقولون لا يعقل قال وقال الشاعر * مهلا فان من العقول مفندا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع
رضي الله عنه في قوله لولا أن تفندون قال لولا أن تحمقون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله انك لفي ضلالك القديم يقول خطئك القديم * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن
جبير رضي الله عنه في قوله لفي ضلالك القديم يقول جنونك القديم * وأخر ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله لفي ضلالك القديم قال حبك القديم * قوله تعالى (فلما ان جاء البشير) الآية * أخرج ابن جرير
وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فلما ان جاء البشير ألقاه على وجهه قال البريد * وأخرج ابن
جرير وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله فلما ان جاء البشير قال البشير يهودا بن يعقوب * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن
سفيان رضي الله عنه قال البشير هو يهودا قال وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقرأ وجاء البشير من بين يدي العير
* وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال لما جاء البشير إلى يعقوب عليه السلام قال ما وجدت عندنا
شيئا واختبزنا منذ سبعة أيام ولكن هون الله عليك سكرة الموت * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن
لقمان الحنفي رضي الله عنه قال بلغنا ان يعقوب عليه السلام لما أتاه البشير قال له ما أدرى ما أثيبك اليوم ولكن
هون الله عليك سكرات الموت * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال لما ان جاء البشير إلى يعقوب
عليه السلام فألقى عليه القميص قال على أي دين خلفت عليه يوسف عليه السلام قال على الاسلام قال الآن
تمت النعمة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه قال لما بعث عليه السلام
القميص إلى يعقوب عليه السلام أخذه فشمه ثم وضعه على بصره فرد الله عليه بصره ثم حملوه إليه فلما دخلوا
ويعقوب متكئ على ابن له يقال له يهودا استقبله يوسف عليه السلام في الجنود والناس فقال يعقوب يا يهودا
هذا فرعون مصر قال لا يا أبت ولكن هذا ابنك يوسف قيل له انك قادم فتلقاك في أهل مملكته والناس فلما لقيه
ذهب يوسف عليه السلام ليبدأه بالسلام فمنع من ذلك ليعلم ان يعقوب أكرم على الله منه فاعتنقه وقبله وقال
السلام عليك أيها الذاهب بالأحزان عنى * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال إن يعقوب عليه السلام
35

لقى ملك الموت عليه السلام فقال هل قبضت نفس يوسف فيمن قبضت قال لا فعند ذلك قال ألم أقل لكم انى أعلم
من الله ما لا تعلمون * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وأبو الشيخ عن عمر بن يونس اليمامي قال بلغني ان
يعقوب عليه السلام كان أحب أهل الأرض إلى ملك الموت وان ملك الموت استأذن ربه في أن يأتي يعقوب عليه
السلام فأذن له فجاءه فقال له يعقوب عليه السلام يا ملك الموت أسالك بالذي خلقك هل قبضت نفس يوسف
فيمن قبضت من النفوس قال لا قال له ملك الموت يا يعقوب الا أعلمك كلمات لا تسأل الله شيئا الا أعطاك قال بلى قال
قل يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ولا يحصيه غيرك فدعا بها يعقوب عليه السلام في تلك الليلة فلم يطلع الفجر
حتى طرح القميص على وجهه فارتد بصيرا * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسن
انه حدث ان ملكا من ملوك العمالق خطب إلى يعقوب ابنته رقية فأرسل إليه يعقوب ان المرأة المسلمة
المعزوزة لا تحل للكافر الأغرل فغضب ذلك الملك وقال لأقتلنه ولأقتلن ولده فبعث إليهم جيشا فغزا يعقوب ومعه
بنوه فجلس لهم على تل مرتفع ثم قال أي بنى أي ذلك أحب إليكم ان تقتلوهم بأيديكم قتلا أو يكفيكموهم الله فإني
قد سالت الله ذلك فأعطانيه قالوا نقتلهم بأيدينا هو أشفى لأنفسنا قال أي بنى أو تقبلون كفاية الله قال فدعا الله
عليهم يعقوب عليه السلام فخسف بهم * قوله تعالى (قالوا يا أبانا استغفر لنا) الآيتين * أخرج أبو عبيد
وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله
سأستغفر لكم ربى قال إن يعقوب عليه السلام اخر بنيه إلى السحر * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله سأستغفر لكم ربى قال أخرهم إلى السحر وكان يصلى بالسحر * وأخرج أبو الشيخ
وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل لم أخر يعقوب بنيه في الاستغفار
قال أخرهم إلى السحر لان دعاء السحر مستجاب * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم في قصه قول أخي يعقوب لبنيه سوف أستغفر لكم ربى يقول حتى تأتى ليلة
الجمعة * وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء علي بن أبى
طالب رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال بابي أنت وأمي تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر
عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع الله بهن من علمته
ويثبت ما تعلمت في صدرك قال أجل يا رسول الله فعلمني قال إذا كانت ليلة الجمعة فان استطعت ان تقوم ثلث الليل
الأخير فإنه ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب وقد قال أخي يعقوب لبنيه سوف أستغفر لكم ربى يقول حتى تأتى
ليله الجمعة فان لم تستطع فقم في وسطها فان لم تستطع فقم في أولها فصل أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى
بفاتحة الكتاب وسورة يس وفى الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان وفى الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم
تنزيل السجدة وفى الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن
الثناء على الله وصل على وعلى سائر النبيين واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانك الذين سبقوك بالايمان
ثم قل في آخر ذلك اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني وارحمني ان أتكلف ما لا يعنيني وارزقني حسن النظر
فيما يرضيك عنى اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والاكرام والعزة التي لا ترام أسالك يا الله يا رحمن
بجلالك ونور وجهك ان تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وارزقني ان أتلوه على النحو الذي يرضيك عنى اللهم
بديع السماوات والأرض ذا الجلال والاكرام والعزة التي لا ترام أسالك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك ان تنور
بكتابك بصرى وان تطلق به لساني وان تفرج به عن قلبي وأن تشرح به صدري وأن تغسل به بدني فإنه لا يعينني
على الحق غيرك لا يؤتيه الا أنت ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم يا أبا الحسن تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا
أو سبعا بإذن الله تعالى والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط قال ابن عباس رضي الله عنهما فوالله ما مكث
على رضي الله عنه الا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس فقال يا رسول الله انى
كنت فيما خلالا آخذ الأربع آيات ونحوهن فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها فإذا
قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تفلت وأنا اليوم اسمع
36

الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك مؤمن ورب الكعبة
أبا الحسن * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عمرو بن قيس رضي الله عنه في قوله سأستغفر لكم ربى قال في
صلاة الليل * وأخرج ابن جرير عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال إن الله لما جمع ليعقوب عليه السلام شمله
ببنيه وأقر عينه خلا ولده نجيا فقال بعضهم لبعض ألستم قد علمتم ما صنعتم وما لقى منكم الشيخ فجلسوا بين يديه
ويوسف إلى جنب أبيه قاعد قالوا يا أبانا أتيناك في أمر لم نأتك في مثله قط ونزل بنا أمر لم ينزل بنا مثله حتى حركوه
والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ارحم البرية فقال مالكم يا بنى قالوا ألست قد علمت ما كان منا إليك وما كان منا
إلى أخينا يوسف قالا بلى قالوا أفلستما قد عفوتما قالا بلى قالوا فان عفوكما لا يغنى عنا شيئا ان كان الله لم يغن عنا قال
فما تريدون يا بنى قالوا نريد ان تدعو الله فإذا جاءك من عند الله بأنه قد عفا قرت أعيننا واطمأنت قلوبنا والا فلا
قرة عين في الدنيا لنا أبدا قال فقام الشيخ فاستقبل القبلة وقام يوسف خلف أبيه وقاموا خلفهما أذلة خاشعين فدعا
وأمن يوسف فلم يجب فيهم عشرين سنة حتى إذا كان رأس العشرين نزل جبريل عليه السلام على يعقوب عليه
السلام فقال إن الله بعثني أبشرك بأنه قد أجاب دعوتك في ولدك وانه قد عفا عما صنعوا وانه قد اعتقد مواثيقهم
من بعدك على النبوة * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال لما جمع الله ليعقوب عليه السلام بنيه
قال ليوسف حدثني ما صنع بك إخوتك قال فابتدأ يحدثه فغشى عليه جزعا فقال يا أبت هذا من أهون ما صنعوا
بي فقال لهم يعقوب عليه السلام يا بنى أما لكم موقف بين يدي الله تخافون أن يسألكم عما صنعتم قالوا يا أبانا قد
كان ذاك فاستغفر لنا قال وقد كان الله تبارك وتعالى عود يعقوب عليه السلام إذا سأله حاجة أن يعطيها إياه في
أول يوم أو في الثاني أو الثالث لا محالة فقال إذا كان السحر فأفيضوا عليكم من الماء ثم البسوا ثيابكم التي تصونوها
ثم هلموا إلى ففعلوا فجاؤوا فقام يعقوب امامهم ويوسف عليه السلام خلفه وهم خلف يوسف إلى أن طلعت الشمس
لم تنزل عليهم التوبة ثم اليوم الثاني ثم اليوم الثالث فلما كانت ليلة الرابعة ناموا فجاءهم يعقوب عليه السلام
فقال يا بنى تنامون والله عليكم ساخط فقوموا فقام وقاموا عشرين سنة يطلبون إلى الله الحاجة فأوحى الله إلى
يعقوب عليه السلام انى قد تبت عليهم وقبلت توبتهم قال يا رب النبوة قال قد أخذت ميثاقهم في النبيين
* وأخرج أبو الشيخ عن ابن عائشة قال ما تيب على ولد يعقوب الا بعد عشرين سنة وكان أبوهم بين أيديهم فما
تيب عليهم حتى نزل جبريل عليه السلام فعلمه هذا الدعاء يا رجاء المؤمنين لا تقطع رجاءنا يا غياث المؤمنين
أغثنا يا مانع المؤمنين امنعنا يا مجيب التائبين تب علينا قال فأخره إلى السحر فدعا به فتيب عليهم * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الليث بن سعد ان يعقوب وإخوة يوسف أقاموا عشرين سنة يطلبون فيما فعل إخوة يوسف بيوسف
لا يقبل ذلك منهم حتى لقى جبريل يعقوب فعلمه هذا الدعاء يا رجاء المؤمنين لا تخيب رجائي ويا غوث المؤمنين
أغثني ويا عون المؤمنين أعنى يا حبيب التوابين تب على فاستجيب لهم * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر
عن ابن جريج في قوله سوف أستغفر لكم ربى إلى قوله إن شاء الله آمنين قال يوسف أستغفر لكم ربى إن شاء الله
وبين هذا وبين ذاك ما بينه قال وهذا من تقديم القرآن وتأخيره قال أبو عبيد ذهب ابن جريج إلى أن الاستثناء
في قوله إن شاء الله من كلام يعقوب عليه السلام حين قال ادخلوا مصر * وأخرج ابن جرير عن أبي عمران
الجوني رضي الله عنه قال ما قص الله علينا نبأهم يعيرهم بذلك انهم أنبياء من أهل الجنة ولكن قص علينا نبأهم
لئلا يقنط عبده * قوله تعالى (فلما دخلوا على يوسف) الآيتين * أخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة قال دخل
يعقوب عليه السلام مصر وفى ملك يوسف عليه السلام وهو ابن مائة وثمانين سنة عاش في ملكه ثلاثين سنة ومات
يوسف عليه السلام وهو ابن مائة وعشرين سنة قال أبو هريرة رضي الله عنه وبلغني انه كان عمر إبراهيم خليل الله
مائة وخمسة وتسعين سنة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله آوى إليه أبويه قال أبوه
وأمه ضمهما * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضي الله عنه في قوله ورفع أبويه على العرش
قال أبوه وخالته وكانت توفيت أم يوسف في نفاس أخيه بنيامين * وأخرج أبو الشيخ عن سفيان بن عيينة ورفع
أبويه قال كانت الخالة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
37

ورفع أبويه على العرش قال السرير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ورفع
أبويه على العرش قال السرير * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في
قوله ورفع أبويه على العرش قال مجلسه * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عدى بن حاتم رضي الله عنه في
قوله وخروا له سجدا قال كان تحية من كان قبلكم السجود بها يحيى بعضهم بعضا وأعطى الله هذه الأمة السلام تحية
أهل الجنة كرامة من الله عجلها لهم ونعمة منه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه
في قوله وخروا له سجدا قال ذلك السجود تشرفة كما سجدت الملائكة عليهم السلام تشرفة لآدم عليه السلام
وليس بسجود عبادة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله وخروا له
سجدا قال بلغنا أبويه وإخوته سجدوا ليوسف عليه السلام ايماء برؤوسهم كهيئة الأعاجم وكانت تلك تحيتهم
كما يصنع ذلك ناس اليوم * وأخرج ابن جرير عن الضحاك وسفيان رضي الله عنهما قالا كانت تلك تحيتهم * وأخرج
الفريابي وابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم
والبيهقي في شعب الايمان عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال كان بين رؤيا يوسف عليه السلام وبين تأويلها
أربعون سنة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وأبو الشيخ والبيهقي عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه قال كان
بين رؤيا يوسف عليه السلام وتأويلها أربعون سنة واليه ينتهى أقصى الرؤيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن
قتادة رضي الله عنه قال بينهما خمسة وثلاثون عاما * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن رضي الله عنه
قال كان بين الرؤيا والتأويل ثمانون سنة * وأخرج ابن جرير والحاكم وابن مردويه عن الفضيل بن
عياض رضي الله عنه قال كان بين فراق يوسف بن يعقوب إلى أن التقيا ثمانون سنة * وأخرج ابن جرير عن ابن
جريج رضي الله عنه قال كان بينهما سبع وسبعون سنة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن عبد الحكم
في فتوح مصر وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه عن الحسن رضي الله عنه
ان يوسف عليه السلام ألقى في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة ولقى أباه بعد ثمانين سنة وعاش بعد ذلك ثلاثا
وعشرين سنة ومات وهو ابن مائة وعشرين سنة * وأخرج ابن مردويه عن زياد يرفعه قال لبث يوسف عليه
السلام في العبودية بضعا وعشرين سنة * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن حذيفة رضي الله عنه
قال كان بين فراق يوسف يعقوب عليهما السلام إلى أن لقيه سبعين سنة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن علي بن أبي طلحة رضي الله عنه في قوله وجاء بكم من البدو قال كان يعقوب وبنوه بأرض كنعان أهل
مواش وبرية * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وجاء بكم من البدو قال كانوا
أهل بادية وماشية وبلغنا ان بينهم يومئذ ثمانين فرسخا وقد كان فارقه قبل ذلك ببضع وسبعين سنة
* وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان ربى لطيف لما يشاء قال لطف بيوسف وصنع له حين
أخرجه من السجن وجاء باهله من البدو ونزع من قلبه نزع الشيطان وتحريشه على إخوته * وأخرج
أبو الشيخ عن ثابت البناني رضي الله عنه قال لما قدم يعقوب على يوسف عليه السلام تلقاه عليه السلام
على العجل وليس حلية الملوك وتلقاه فرعون إكراما ليوسف فقال يوسف لأبيه ان فرعون قد أكرمنا فقال له
فقال له يعقوب لقد بوركت يا فرعون * وأخرج أبو الشيخ عن سفيان الثوري رضي الله عنه قال لما التقى يوسف
ويعقوب عانق وكل واحد منهما صاحبه وبكى فقال يوسف يا أبت بكيت على حتى ذهب بصرك ألم تعلم أن القيامة
تجمعنا قال بلى يا بنى ولكن خشيت ان يسلب دينك فيحال بيني وبينك * وأخرج أبو الشيخ عن ثابت البناني رضي الله عنه
قال لما حضر يعقوب عليه السلام الموت قال ليوسف عليه السلام انى أسالك خصلتين وأعطيك
خصلتين أسألك تعفو عن إخوتك ولا تعاقبهم بما صنعوا بك وأسألك إذا انا مت ان تحملني فتدفنني مع آبائي
إبراهيم وإسحاق وأعطيك ان تغمضني عند الموت وان ادخل ابنين لك في الأسباط فلما وضع يوسف عليه السلام
يده على وجه أبيه ليغمضه فتح عينيه ثم قال يا بنى ان هذا من الأبناء للآباء عند الله عظيم * وأخرج أبو الشيخ عن أبي
بكر بن عياش رضي الله عنهما قال لما مات يعقوب النبي صلى الله عليه وسلم أقيم عليه النوائح أربعة أشهر
38

* وأخرج أحمد في الزهد عن مالك بن دينار رضي الله عنه أن يعقوب عليه السلام قال لما ثقل لابنه يوسف
عليه السلام أدخل يدك تحت صلبي فاحلف لي برب يعقوب لتدفنني مع آبائي فإني قد أشركتهم في العمل فأشركني
معهم في قبورهم فلما توفى يعقوب عليه السلام فعل ذلك يوسف حتى أتى به أرض كنعان فدفنه معهم * قوله
تعالى (رب قد آتيتني من الملك) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الأعمش رضي الله عنه
قال لما قال يوسف عليه السلام رب قد آتيتني من الملك إلى قوله توفني مسلما وألحقني بالصالحين شكر الله له ذلك
فزاد في عمره ثمانين عاما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق ابن جريج عن
ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال اشتاق إلى لقاء الله وأحب ان يلحق به وبآبائه فدعا الله ان يتوفاه وان
يلحقه بهم قال ابن عباس رضي الله عنهما ولم يسال نبي قط الموت غير يوسف عليه السلام فقال رب قد آتيتني من
الملك الآية قال ابن جريج رضي الله عنه وأنا أقول في بعض القرآن من الأنبياء من قال توفني * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما سال نبي الوفاة غير يوسف * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك
رضي الله عنه في قوله توفني مسلما وألحقني بالصالحين يقول توفني على طاعتك واغفر لي إذا توفيتني * وأخرج
أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله وألحقني بالصالحين قال يعنى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله توفني مسلما وألحقني بالصالحين
قال يعنى أهل الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال لما أوتى يوسف عليه السلام من
الملك ما أوتى تاقت نفسه إلى آبائه قال رب قد آتيتني من الملك إلى قوله وألحقني بالصالحين قال بآبائه إبراهيم
وإسحاق ويعقوب * وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال لما قدم على يوسف أبوه وإخوته
وجمع الله شمله وأقر عينيه وهو يومئذ مغموس في نعيم من الدنيا اشتاق إلى آبائه الصالحين إبراهيم وإسحاق
ويعقوب فسال الله القبض ولم يتمن الموت أحد قط نبي ولا غيره الا يوسف * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد
ابن عبد العزيز رضي الله عنه ان يوسف عليه السلام لما حضرته الوفاة قال يا إخوتاه انى لم انتصر من أحد ظلمني
في الدنيا وإني كنت أحب أن أظهر الحسنة وأخفى السيئة فذلك زادي من الدنيا يا إخوتاه انى أشركت آبائي
في أعمالهم فأشركوني معهم في قبورهم وأخذ عليهم الميثاق فلم يفعلوا حتى بعث الله موسى عليه السلام فسأل عن
قبره فلم يجد أحدا يخبره الا امرأة يقال لها شارخ بنت شير ابن يعقوب فقالت أدلك عليه على أن اشترط عليك قال
ذاك لك قالت أصير شابة كلما كبرت قال ذاك لك قالت وأكون معك في درجتك يوم القيامة فكأنه امتنع فامر
أن يمضى لها ذلك ففعل فدلته عليه فأخرجه فكانت كلما كانت بنت خمسين سنة صارت مثل ابنة ثلاثين سنة حتى
عمرت عمر نسرين ألف وستمائة سنة أو ألف وأربعمائة سنة حتى أدركها سليمان بن داود عليه السلام فتزوجها
* وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال إن الله حين أمر موسى عليه السلام
بالسير ببني إسرائيل أمره ان يحتمل معه عظام يوسف عليه السلام وان لا يخلفها بأرض مصر وان يسير بها معه
حتى يضعها بالأرض المقدسة فسأل موسى عليه السلام عمن يعرف موضع قبره فما وجد الا عجوزا من بني إسرائيل
فقالت يا نبي الله انى أعرف مكانه ان أنت أخرجتني معك ولم تخلفني بأرض مصر دللتك عليه قال أفعل وقد كان
موسى وعد بني إسرائيل ان يسير بهم إذا طلع الفجر فدعا ربه ان يؤخر طلوعه حتى يفرغ من أمر يوسف ففعل
فخرجت به العجوز حتى أرته إياه في ناحية من النيل في الماء فاستخرجه موسى عليه السلام صندوقا من مرمر
فاحتمله * قوله تعالى (ذلك من أنباء الغيب) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما كنت لديهم إذا أجمعوا أمرهم وهم يمكرون قال هم بنو
يعقوب إذ يمكرون بيوسف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه وما كنت لديهم
يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم يقول ما كنت لديهم وهم يلقونه في غيابة الجب وهم يمكرون بيوسف * وأخرج
أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه وكأين من آية قال كم من آية في السماء يعنى شمسها وقمرها ونجومها
وسحابها وفى الأرض ما فيها من الخلق والأنهار والجبال والمدائن والقصور * وأخرج ابن جرير وابن أبي
39

حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال في مصحف عبد الله وكائن من آية في السماوات والأرض يمشون عليها والسماء
والأرض آيتان عظيمتان * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون قال سلهم من خلقهم ومن خلق السماوات والأرض فيقولون الله
فذلك ايمانهم وهم يعبدون غيره * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عطاء رضي الله عنه
في قوله وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون قال كانوا يعلمون الله ربهم وهو خالقهم وهو
رازقهم وكانوا مع ذلك يشركون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون قال ايمانهم قولهم الله خلقنا وهو يرزقنا ويميتنا فهذا ايمان مع شرك
عبادتهم غيره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله وما يؤمن أكثرهم بالله
الا وهم مشركون قال كانوا يشركون به في تلبيتهم يقولون لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك
تملكه وما ملك * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون
قال ذاك المنافق يعمل بالرياء وهو مشرك بعمله * قوله تعالى (أفأمنوا ان تأتيهم) الآية * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله غاشية من عذاب الله قال تغشاهم * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله غاشية من عذاب الله قال واقعة
تغشاهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله غاشية قال عقوبة من
عذاب الله * قوله تعالى (قل هذه سبيلي) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قل
هذه سبيلي قال دعوتي * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس رضي الله عنه مثله * وأخرج
أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قل هذه سبيلي قال صلاتي * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد
رضي الله عنه في قوله قل هذه سبيلي قال أمري وسنتي ومنهاجي * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله بصيرة أي على هدى أنا ومن اتبعني * قوله تعالى (وما أرسلنا من قبلك) الآية * أخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما أرسلنا من قبلك الا رجالا يوحى إليهم من أهل القرى
أي ليسوا من أهل السماء كما قلتم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله وما أرسلنا
من قبلك الا رجالا يوحى إليهم قال إنهم قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ وقوله وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين
وما تسألهم عليه من أجر وقوله وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وقوله أفأمنوا ان تأتيهم
غاشية من عذاب الله وقوله أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كم أهلكنا قال كل ذلك قال لقريش أفلم يسيروا في
الأرض فينظروا في آثارهم فيعتبروا ويتفكروا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة
رضي الله عنه في قوله وما أرسلنا من قبلك الا رجالا يوحى إليهم من أهل القرى قال ما نعلم أن الله أرسل رسولا قط
لا من أهل القرى لانهم كانوا أعلم وأحكم من أهل العمود * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في
قوله أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم قال فينظروا كيف عذب الله قوم نوح
وقوم لوط وقوم صالح والأمم التي عذب * قوله تعالى (حتى إذا استيأس الرسل) الآية * أخرج أبو عبيد والبخاري
والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق عروة انه سال عائشة رضي الله عنها
عن قوله حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا قال قلت اكذبوا أم كذبوا قالت عائشة رضي الله عنها بل
كذبوا يعنى بالتشديد قلت والله لقد استيقنوا قومهم كذبوهم فما هو بالظن قالت أجل لعمري لقد استيقنوا
بذلك فقلت لعلها وظنوا انهم قد كذبوا مخففة قالت معاذ الله لم تكن الرسل لتظن ذلك بربها قلت فما هذه الآية
قالت هم اتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم وطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأس
الرسل ممن كذبهم من قومه وظنت الرسل ان اتباعهم قد كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن أبي مليكة رضي الله عنه ان ابن عباس رضي الله عنهما
قرأها عليه وظنوا انهم كذبوا مخففة يقولوا أخلفوا وقال ابن عباس رضي الله عنهما وكانوا بشرا وتلا حتى
40

يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله قال ابن أبي مليكة فذهب ابن عباس رضي الله عنهما إلى انهم يئسوا
وضعفوا فظنوا أنهم قد أخلفوا قال ابن أبي مليكة وأخبرني عروة عن عائشة انها خالفت ذلك وأبتا وقالت ما وعد
الله ورسوله من شئ الا علم أنه سيكون قبل ان يموت ولكنه لم يزل البلاء بالرسل حتى ظنوا ان من معهم من المؤمنين
قد كذبوهن وكانت تقرؤها وظنوا انهم قد كذبوا مثقلة للتكذيب * وأخرج ابن مردويه من طريق عروة عن
عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ وظنوا انهم قد كذبوا بالتشديد * وأخرج ابن مردويه من
طريق عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ وظنوا انهم قد كذبوا مخففة * وأخرج أبو عبيد
وسعيد بن منصور والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق
عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا مخففة قال
يئس الرسل من قومهم ان يستجيبوا لهم وظن قومهم ان الرسل قد كذبوهم فيما جاؤوهم به جاءهم نصرنا قال جاء
الرسل نصرنا * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ عن
تميم بن حرام قالت قرأت على ابن مسعود رضي الله عنه القرآن فلم يأخذ على الا حرفين كل أتوه داخرين فقال
أتوه مخففة وقرأت عليه وظنوا أنهم قد كذبوا فقال كذبوا مخففة قال استيأس الرسل من ايمان قومهم ان يؤمنوا
لهم وظن قومهم حين أبطأ الامر أنهم قد كذبوا * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى الأحوص عن ابن
مسعود رضي الله عنه قال حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة يوسف وظنوا انهم قد كذبوا خفيفة
* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ربيعة بن كلثوم قال حدثني أبى ان مسلم بن يسار رضي الله عنه سال سعيد
ابن جبير رضي الله عنه فقال يا أبا عبد الله آية قد بلغت منى كل مبلغ حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد
كذبوا فهذا الموت ان نظن الرسل انهم قد كذبوا أو نظن أنهم قد كذبوا مخففة فقال سعيد بن جبير رضي الله عنه
حتى إذا استيأس الرسل من قومهم ان يستجيبوا لهم وظن قومهم ان الرسل كذبتهم جاءهم نصرنا فقام مسلم إلى
سعيد فاعتنقه وقال فرج الله عنك كما فرجت عنى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن إبراهيم عن أبي حمزة
الجزري قال صنعت طعاما فدعوت ناسا من أصحابنا منهم سعيد بن جبير والضحاك بن مزاحم فسال فتى من
قريش سعيد بن جبير رضي الله عنه فقال يا أبا عبد الله كيف تقرأ هذا الحرف فإني إذا أتيت عليه تمنيت انى لا أقرأ
هذه السورة حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا قال نعم حتى إذا استيأس الرسل من قومهم ان
يصدقوهم وظن المرسل إليهم ان الرسل قد كذبوا فقال الضحاك رضي الله عنه لو رحلت في هذه إلى اليمن لكان
قليلا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه انه قرأها كذبوا بفتح الكاف والتخفيف قال استيأس الرسل
ان يعذب قومهم وظن قومهم ان الرسل قد كذبوا جاءهم نصرنا قال جاء الرسل نصرنا قال مجاهد قال في المؤمن فلما
جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم قال قولهم نحن أعلم منهم ولن نعذب وقوله وحاق بهم ما كانوا
به يستهزؤن قال حاق بهم ما جاءت به رسلهم من الحق * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما فننجي
من نشاء قال فننجي الرسل ومن نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين وذلك أن الله تعالى بعث الرسل يدعون قومهم
فاخبروهم أنه من أطاع الله نجا ومن عصاه عذب وغوى * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما
جاءهم نصرنا قال العذاب * وأخرج أبو الشيخ عن نصر بن عاصم رضي الله عنه انه قرأ فنجا من نشاء * وأخرج
أبو الشيخ عن أبي بكر رضي الله عنه انه قرأ فننجي من نشاء * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه ولا يرد
بأسنا قال عذابه * قوله تعالى (لقد كان في قصصهم) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله لقد كان في قصصهم عبرة قال يوسف وإخوته * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لقد كان في قصصهم عبرة قال معرفة لأولي الألباب قال لذوي العقول * وأخرج
ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ما كان حديثا يفترى والفرية الكذب ولكن تصديق الذي بين
يديه قال القرآن يصدق الكتب التي كانت قبله من كتب الله التي أنزلها قبله على أنبيائه فالتوراة والإنجيل
والزبور يصدق ذلك كله ويشهد عليه ان جميعه حق من عند الله وتفصيل كل شئ فصل الله به بين حرامه وحلاله
41

وطاعته ومعصيته * وأخرج ابن السى والديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا عسر على المرأة ولادتها أخذ اناء نظيف وكتب عليه كأنهم يوم يرون ما يوعدون إلى آخر الآية وكأنهم يوم
يرونها إلى آخر الآية ولقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب إلى آخر الآية ثم تغسل وتسقى المرأة منه وينضح
على بطنها وفرجها
* (سورة الرعد مكية) *
* أخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سورة الرعد نزلت بمكة * وأخرج سعيد بن
منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال سورة الرعد مكية * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة الرعد بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضي الله عنه قال
نزلت الرعد بالمدينة * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال سورة الرعد مدنية الا آية مكية
ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة * وأخرج ابن أبي شيبة والمروزي في الجنائز عن جابر بن زيد رضي الله عنه
قال كان يستحب إذا حضر الميت ان يقرأ عنده سورة الرعد فان ذلك يخفف عن الميت فإنه أهون لقبضه
وأيسر لشانه * قوله تعالى (المر تلك آيات الكتاب) الآية * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله المر قال انا الله أرى * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله تلك آيات
الكتاب قال التوراة والإنجيل والذي أنزل إليك من ربك الحق قال القرآن * واخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن
قتادة رضي الله عنه في قوله تلك آيات الكتاب قال الكتب التي كانت قبل القرآن والذي انزل إليك من ربك
الحق أي هذا القرآن * قوله تعالى (الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها) الآية * أخرج ابن أبي شيبة
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال قلت لابن عباس رضي الله عنهما ان فلانا
يقول إنها على عمد يعنى السماء فقال اقرأها بغير عمد ترونها أي لا ترونها * واخرج ابن جرير وابن المنذر
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله رفع السماوات بغير عمد ترونها قال وما يدريك لعلها بعمد لا ترونها
* واخرج عبد الرزاق وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله بغير عمد ترونها يقول
لها عمد ولكن لا ترونها يعنى الأعماد * واخرج ابن جرير عن أياس بن معاوية رضي الله عنه في قوله رفع السماوات
بغير عمد ترونها قال السماء مقبية على الأرض مثل القبة * واخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال السماء على أربعة املاك كل زاوية موكل بها ملك * واخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله بغير عمد ترونها قال هي بعمد لا ترونها * واخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم
وأبو الشيخ عن الحسن وقتادة رضي الله عنهما انهما كانا يقولان خلقها بغير عمد قال لها قومي فقامت * واخرج
ابن أبي شيبة وابن المنذر عن معاذ قال في مصحف أبى بغير عمد ترونه * واخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى قال أجل معلوم وحد لا يقصر دونه ولا يتعدى * وأخرج
ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله كل يجرى لأجل مسمى قال الدنيا * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يدبر الامر قال يقضيه وحده * وأخرج أبو الشيخ عن
قتادة في قوله لعلكم بلقاء ربكم توقنون قال إن الله انما أنزل كتابه وبعث رسله ليؤمن بوعده ويستيقن بلقائه
* قوله تعالى (وهو الذي مد الأرض) * أخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن عبد الله مولى غفرة ان كعبا قال لعمر
ابن الخطاب ان الله جعل مسيرة ما بين المشرق والمغرب خمسمائة سنة فمائة سنة في المشرق لا يسكنها شئ من
الحيوان لا جن ولا انس ولا دابة ولا شجرة ومائة سنة في المغرب بتلك المنزلة وثلثمائة فيما بين المشرق والمغرب
يسكنها الحيوان * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمر والدنيا مسيرة خمسمائة عام أربعمائة عام خراب
ومائة عمار في أيدي المسلمين من ذلك مسيرة سنة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن وهب بن منبه
رضي الله عنه قال ما العمارة في الدنيا في الخراب الا كفسطاط في البحر * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي
الجلد رضي الله عنه قال الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ فالسودان اثنا عشر ألفا والروم ثمانية ولفارس
42

ثلاثة وللعرب ألف * وأخرج ابن أبي حاتم عن خالد بن مضرب رضي الله عنه قال الأرض مسيرة خمسمائة سنة
ثلثمائة عمار ومائتان خراب * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن حسان بن عطية رضي الله عنه قال سعة الأرض
مسيرة خمسمائة سنة البحار ثلثمائة ومائة خراب ومائة عمران * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال الأرض سبعة أجزاء ستة أجزاء فيها يأجوج ومأجوج وجزء فيه سائر الخلق * وأخرج ابن أبي حاتم عن
قتادة رضي الله عنه قال ذكر لي أن الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ اثنا عشر ألفا منه أرض الهند وثمانية
الصين وثلاثة آلاف المغرب وألف العرب * وأخرج ابن المنذر عن مغيث بن سمى رضي الله عنه قال الأرض
ثلاثة أثلاث ثلث فيه الناس والشجر وثلث في البحار وثلث هواء * قوله تعالى (وجعل فيها رواسي) * أخرج
أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن الله تبارك وتعالى حين أراد أن يخلق الخلق خلق الريح فنشجت
الريح فأبدت عن حشفة فهي تحت الأرض ومنها دحيت الأرض حيث ما شاء في العرض والطول فكانت تميد
فجعل الجبال الرواسي * وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لما خلق الله الأرض قمصت
وقالت أي رب تجعل على بني آدم يعملون علي الخطايا ويجعلون علي الخبث فأرسل الله فيها من الجبال ما ترون
وما لا ترون فكان اقرارها كاللحم ترجرج * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه قال أول
جبل وضع في الأرض أبو قبيس * قوله تعالى (جعل فيها زوجين اثنين) الآيتين * أخرج أبو الشيخ عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله جعل فيها زوجين اثنين قال ذكرا وأنثى من كل صنف * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن
قتادة رضي الله عنه في قوله يغشى الليل النهار أي يلبس الليل النهار * قوله تعالى (وفى الأرض قطع متجاورات)
الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وفى
الأرض قطع متجاورات قال يريد الأرض الطيبة العذبة التي تخرج نباتها باذن ربها تجاورها السبخة القبيحة
المالحة التي لا تخرج وهما أرض واحدة وماؤهما شئ ملح وعذب ففضلت إحداهما على الأخرى * وأخرج ابن
أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ليس في الأرض ماء الا ما نزل من السماء ولكن عروق في الأرض تغيره
فمن أراد أن يعود الملح عذبا فليصعد الماء من الأرض * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله وفى الأرض قطع متجاورات قال السبخة والعذبة والمالح والطيب * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة
رضي الله عنه وفى الأرض قطع متجاورات قال قرى متجاورات قريب بعضها من بعض * وأخرج أبو الشيخ عن
الحسن رضي الله عنه وفى الأرض قطع متجاورات قال فارس والأهواز والكوفة والبصرة * وأخرج ابن جرير
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وفى الأرض قطع متجاورات قال الأرض تنبت حلوا والأرض تنبت حامضا
وهي متجاورات تسقى بماء واحد * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه وفى الأرض
قطع متجاورات قال الأرض الواحدة يكون فيها الخوخ والكمثرى والعنب الأبيض والأسود وبعضه أكبر
حملا من بعض وبعضه حلو وبعضه حامض وبعضه أفضل من بعض * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن البراء بن عازب رضي الله عنه في قوله صنوان وغير
صنوان قال الصنوان ما كان أصله واحدا وهو متفرق وغير صنوان التي تنبت وحدها وفى لفظ صنوان النخلة في
النخلة ملتصقة وغير صنوان النخل المتفرق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
صنوان قال مجتمع النخيل في أصل واحد وغير صنوان قال النخل المتفرق * وأخرج ابن جرير وأبى شيبة وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وفى الأرض قطع متجاورات قال طينها
عذبها وخبيثها السباخ وفى قوله وجنات من أعناب قال جنات وما معها وفى قوله صنوان قال النخلتان وأكثر في
أصل واحد وغير صنوان وحدها تسقى بماء واحد قال ماء السماء كمثل صالح بني آدم وخبيثهم أبوهم واحد وكذلك
النخلة أصلها واحد وطعامها مختلف وهو يشرب بماء واحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله صنوان وغير صنوان قال مجتمع وغير مجتمع يسقى بماء واحد ونفضل بعضها
على بعض في الاكل قال العنب الأبيض والأسود والأحمر والتين الأبيض والأسود والنخل الأحمر والأصفر
43

* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه صنوان قال ثلاث نخلات في أصل واحد كمثل ثلاث من
بنى أب وأم يتفاضلون في العمل كما يتفاضل ثمر هذه النخلات الثلاث في أصل واحد * وأخرج ابن جرير عن
الحسن رضي الله عنه في الآية قال مثل ضربه الله عز وجل لقلوب بني آدم كما كانت الأرض في يد الرحمن طينة
واحدة فسطحها وبطحها فصارت الأرض قطعا متجاورة فينزل عليها الماء من السماء فتخرج هذه زهرتها وثمرها
وشجرها وتخرج نباتها وتحيي موتاها وتخرج هذه سبخها وملحها وخبثها وكلتاهما يسقى بماء واحد فلو كان
الماء مالحا قيل انما استبخت هذه من قبل الماء كذلك الناس خلقوا من آدم فينزل عليهم من السماء تذكرة فترق
قلوب فتخشع وتخضع وتقسوا قلوب فتلهوا وتسهو وتجفو قال الحسن رضي الله عنه والله ما جالس القرآن أحد
الا قام من عنده بزيادة أو نقصان قال الله تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين
الا خسارا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه صنوان قال الصنوان النخلة التي يكون
فيها نخلتان وثلاث أصلهن واحد قال وحدثني رجل انه كان بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبين العباس
قول فأسرع إليه العباس فجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا نبي الله ألم تر عباسا فعل بي وفعل فأردت ان
أجيبه فذكرت مكانك منه فكففت عنه فقال يرحمك الله ان عم الرجل صنو أبيه * وأخرج عبد الرزاق وابن
جرير عن مجاهد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تؤذونني في العباس فإنه بقية آبائي وان عم الرجل
صنو أبيه * وأخرج ابن جرير عن عطاء رضي الله عنه وابن أبي مليكة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر
يا عمر أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه * وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا علي الناس من شجر شتى وأنا وأنت يا علي من شجرة واحدة ثم قرأ
النبي صلى الله عليه وسلم وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرأ ونفضل بعضها على بعض بالنون * وأخرج الترمذي
وحسنه والبزار وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم في قوله ونفضل بعضها على بعض في الاكل قال الدقل والفارسي والحلو والحامض * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ونفضل بعضها على بعض في الاكل قال هذا حامض
وهذا حلو وهذا دقل وهذا فارسي * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد ونفضل بعضها على بعض في الاكل قال هذا
حلو وهذا مر وهذا حامض كذلك بنو آدم أبوهم واحد ومنهم المؤمن والكافر * قوله تعالى (وان
تعجب) الآية * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله وان تعجب فعجب قولهم قال إن
تعجب يا محمد من تكذيبهم إياك فعجب قولهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه
في الآية قال إن تعجب من تكذيبهم وهم رأوا من قدرة الله وأمره وما ضرب لهم من الأمثال وأراهم حياة
الموتى والأرض الميتة فتعجب من قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أولا يرون انه خلقهم من نطفة أشد من
الخلق من تراب وعظام * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وان تعجب
فعجب قولهم قال عجب الرحمن من تكذيبهم بالبعث * قوله تعالى (وأولئك الأغلال في أعناقهم) * أخرج ابن أبي
شيبة وابن أبي حاتم والخطيب عن الحسن رضي الله عنه قال إن الأغلال لم تجعل في أعناق أهل النار لانهم
أعجزوا الرب ولكنها جعلت في أعناقهم لكي إذا طغا بهم اللهب أرسبتهم في النار * قوله تعالى (ويستعجلونك)
الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ويستعجلونك
بالسيئة قبل الحسنة قال بالعقوبة قبل العافية وقد خلت من قبلهم المثلات قال وقائع الله في الأمم فيمن خلا قبلكم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال المثلات ما أصاب القرون الماضية من العذاب
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وقد خلت
من قبلهم المثلات قال الأمثال * وأخرج ابن جرير عن الشعبي رضي الله عنه في قوله وقد خلت من قبلهم
المثلات قال القردة والخنازير هي المثلات * قوله تعالى (وان ربك) الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس
44

رضي الله عنهما وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وان ربك لشديد العقاب قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ لأحد العيش ولولا وعيده وعقابه لاتكل كل أحد * قوله تعالى (ويقول الذين
كفروا) الآية * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ويقول الذين كفروا لولا أنزل
عليه آية من ربه قال هذا قول مشركي العرب انما أنت منذر ولكل قوم هاد لكل قوم داع يدعوهم إلى الله
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما ولكل قوم هاد قال داع * وأخرج
ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله انما أنت منذر ولكل
قوم هاد قال المنذر محمد صلى الله عليه وسلم ولكل قوم هاد نبي يدعوهم إلى الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله انما أنت منذر ولكل قوم هاد قال محمد المنذر والهادي الله
عز وجل * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انما أنت منذر ولكل قوم هاد
قال المنذر محمد صلى الله عليه وسلم والله عز وجل هادي كل قوم وفى لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المنذر وهو
الهادي * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه وأبى الضحى في قوله انما أنت منذر ولكل قوم هاد قالا
محمد صلى الله عليه وسلم هو المنذر وهو الهادي * وأخرج ابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة والديلمي
وابن عساكر وابن النجار قال لما نزلت انما أنت منذر ولكل قوم هاد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على
صدره فقال أنا المنذر وأوما بيده إلى منكب علي رضي الله عنه فقال أنت الهادي يا علي بك يهتدى المهتدون
من بعدي * وأخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول انما أنت منذر ووضع يده على صدر نفسه ثم وضعها على صدر علي ويقول لكل قوم هاد * وأخرج ابن
مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر
والهادي علي بن أبي طالب رضي الله عنه * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن أبي حاتم
والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه وابن مردويه وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله انما
أنت منذر ولكل قوم هاد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر وانا الهادي وفى لفظ والهادي رجل من بنى
هاشم يعنى نفسه * قوله تعالى (الله يعلم ما تحمل كل أنثى) الآية * أخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه
الله يعلم ما تحمل كل أنثى قال يعلم ذكر هو أو أنثى وما تغيض الأرحام قال هي المرأة ترى الدم في حملها * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وما تغيض الأرحام قال خروج
الدم وما تزداد قال استمساكه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما تغيض
الأرحام قال إن ترى الدم في حملها وما تزداد قال في التسعة أشهر * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك رضي الله عنه
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما تغيض الأرحام وما تزداد قال ما تزداد على التسعة وما تنقص من
التسعة قال الضحاك رضي الله عنه وضعتني أمي وقد حملتني في بطنها سنتين وولدتني وقد خرجت ثنيتي * وأخرج
ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما تغيض الأرحام قال ما دون تسعة أشهر وما تزداد
فوق التسعة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الله يعلم ما تحمل كل أنثى
وما تغيض الأرحام يعنى السقط وما تزداد يقول ما زادت في الحمل على ما غاضت حتى ولدته تماما وذلك أن من
النساء من تحمل عشرة أشهر ومنهن من تحمل تسعة أشهر ومنهن من تزيد في الحمل ومنهن من تنقص فذلك
الغيض والزيادة التي ذكر الله تعالى وكل ذلك بعلمه تعالى * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
الضحاك رضي الله عنه قال ما دون التسعة أشهر فهو غيض وما فوقها فهو زيادة * وأخرج ابن جرير عن عائشة
رضي الله عنها قالت لا يكون الحمل أكثر من سنتين قدر ما يتحول فلكة مغزل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال ما غاضت الرحم بالدم يوما الا زاد في الحمل يوما
حتى تستكمل تسعة أشهر طاهرا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله وما
تغيض الأرحام قال السقط * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضى الله
45

عنه في الآية قال إذا رأت الدم هش الولد وإذا لم تر الدم عظم الولد * وأخرج ابن أبي حاتم عن مكحول رضي الله عنه
قال الجنين في بطن أمه لا بطلب ولا يحزن ولا يغتم وانما يأتيه رزقه في بطن أمه من دم حيضتها فمن ثم لا تحيض
الحامل فإذا وقع إلى الأرض استهل واستهلاله استنكارا لمكانه فإذا قطعت سرته حول الله رزقه إلى ثدي أمه حتى
لا يطلب ولا يغتم ولا يحزن ثم يصير طفلا يتناول الشئ بكفه فيأكله فإذا بلغ قال أنى لي بالرزق يا ويحك غذاك وأنت
في بطن أمك وأنت طفل صغير حتى إذا اشتددت وعقلت قلت انى لي بالرزق ثم قرأ مكحول رضي الله عنه يعلم
ما تحمل كل أنثى الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وكل شئ عنده بمقدار رأى
بأجل حفظ أرزاق خلقه وآجالهم وجعل لذلك أجلا معلوما * قوله تعالى (عالم الغيب والشهادة) * أخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عالم الغيب والشهادة قال السر والعلانية * واخرج ابن أبي شيبة
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله سواء منكم من أسر القول ومن
جهر به قال من أسره وأعلنه عنده سواء ومن هو مستخف بالليل راكب رأسه في المعاصي وسارب بالنهار قال
ظاهر بالنهار بالمعاصي * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه سواء منكم من
أسر القول ومن جهر به قال كل ذلك عنده سواء السر عنده علانية والظلمة عنده ضوء * وأخرج ابن أبي حاتم عن
الحسن رضي الله عنه في الآية قال يعلم من السر ما يعلم من العلانية ويعلم من العلانية ما يعلم من السر ويعلم من
الليل ما يعلم من النهار ويعلم من النهار ما يعلم من الليل * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله وسارب بالنهار قال الظاهر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار قال هو صاحب ريبة مستخف بالليل وإذا خرج بالنهار
أرى الناس انه برئ من الاثم * قوله تعالى (له معقبات) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني
في الكبير وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق عطاء بن يسار رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان أربد بن قيس وعامر بن الطفيل قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيا إليه وهو جالس
فجلسا بين يديه فقال عامر ما تجعل لي ان أسلمت قال النبي صلى الله عليه وسلم لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم قال
أتجعل لي ان أسلمت الامر من بعدك قال ليس لك ولا لقومك ولكن لك أعنة الخيل قال فاجعل لي الوبر ولك المدر
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا فلما قفى من عنده قال لأملأنها عليك خيلا ورجالا قال النبي صلى الله عليه وسلم
يمنعك الله فلما خرج أربد وعامر قال عامر يا أربد انى سألهي محمدا عنك بالحديث فاضربه بالسيف فان الناس
إذا قتلت محمدا لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية ويكرهوا الحرب فسنعطيهم الدية فقال أربد افعل فأقبلا راجعين
فقال عامر يا محمد قم معي أكلمك فقام معه فخليا إلى الجدار ووقف معه عامر يكلمه وسل أربد السيف فلما وضع
يده على سيفه يبست على قائم السيف فلا يستطيع سل سيفه وأبطأ أربد على عامر بالضرب فالتفت رسول الله صلى
الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع فانصرف عنهما وقال عامر لأربد مالك حشمت قال وضعت يدي على قائم
السيف فيبست فلما خرج عامر واربد من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانا بحرة واقم نزلا فخرج
إليهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير فقال أشخصا يا عدوى الله لعنكما الله ووقع بهما فقال عامر من هذا يا سعد
فقال سعد هذا أسيد بن حضير الكتائب قال اما والله ان كان حضير صديقا لي حتى إذا كانا بالرقم أرسل الله على
أربد صاعقة فقتلته وخرج عامر حتى إذا كان بالخريب أرسل الله عليه قرحة فأدركه الموت فيها فأنزل الله الله يعلم
ما تحمل كل أنثى إلى قوله له معقبات من بين يديه قال المعقبات من أمر الله يحفظون محمدا صلى الله عليه وسلم ثم
ذكرا وبد وما قتله فقال هو الذي يريكم البرق إلى قوله وهو شديد المحال * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله له معقبات من بين يديه ومن خلفه
يحفظونه قال هذه للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
يحفظونه من أمر الله قال عن أمر الله يحفظونه من بين يديه ومن خلفه * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله يحفظونه من أمر الله قال ذلك الحفظ من أمر الله بأمر الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
46

وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله له معقبات قال الملائكة يحفظونه من أمر الله قال بإذن الله
* وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله له معقبات قال الملائكة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله له معقبات الآية قال الملائكة من أمر الله * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
في قوله له معقبات قال الملائكة يحفظونه من أمر الله قال حفظهم إياه بأمر الله * وأخرج ابن جرير عن
قتادة رضي الله عنه في قوله يحفظونه من أمر الله قال بأمر الله قال وفى بعض القراءة يحفظونه بأمر الله * وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله معقبات الآية يعنى ولى السلطان يكون عليه الحراس
يحفظونه من بين يديه ومن خلفه يقول الله يحفظونه من أمري فإني إذا أردت بقوم سوأ فلا مرد له * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله له معقبات الآية قال الملوك
يتخذون الحرس يحفظونه من امامه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله يحفظونه من القتل ألم تسمع ان الله تعالى
يقول وإذا أراد الله بقوم سوأ لم يغن الحرس عنه شيئا * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه في قوله له
معقبات قال هؤلاء الامراء * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله له معقبات
قال هم الملائكة تعقب بالليل والنهار وتكتب على بني آدم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله له معقبات قال الحفظة * وأخرج ابن المنذر من وجه آخر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله له معقبات قال
الملائكة تعقب الليل والنهار تكتب على ابن آدم وبلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يجتمعون فيكم عند صلاة
الصبح وصلاة العصر من بين يديه مثله قوله عن اليمين وعن الشمال الحسنات من بين يديه والسيئات من خلفه
الذي على يمينه يكتب الحسنات والذي على يساره لا يكتب الا بشهادة الذي على يمينه فإذا مشى كان أحدهما
أمامه والآخر وراءه وان قعد كان أحدهما على يمينه والآخر على يساره وان رقد كان أحدهما عند رأسه
والآخر عند رجليه يحفظونه من أمر الله قال يحفظون عليه * وأخرج أبو الشيخ عن عطاء رضي الله عنه له
معقبات قال هم الكرام الكاتبون حفظة من الله على ابن آدم أمروا به * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو
الشيخ عن إبراهيم رضي الله عنه في قوله يحفظونه من أمر الله قال من الجن * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن
جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله له معقبات قال ملائكة يحفظونه من بين
يديه ومن خلفه فإذا جاء قدره خلوا عنه * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال ما من عبد الا به ملك
موكل يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام فما منها شئ يأتيه يريده الا قال وراءك الا شيئا يأذن الله
فيه فيصيبه * وأخرج ابن جرير عن كعب الأحبار رضي الله عنه قال لو تجلى لابن آدم كل سهل وحزن لرأى على كل
شئ من ذلك شياطين لولا أن الله وكل بكم ملائكة يذبون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم إذا لتخطفنكم
* وأخرج ابن جرير عن أبي مجلز رضي الله عنه قال جاء رجل من مراد إلى على رضي الله عنه وهو يصلى
فقال احترس فان ناسا من مراد يريدون قتلك فقال إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر فإذا جاء القدر
خليا بينه وبينه ون الاجل جنة حصينة * واخرج ابن جرير عن أبي امامة رضي الله عنه قال ما من آدمي الا ومعه
ملك يذود عنه حتى يسلمه للذي قدر له * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في الآية قال ليس من
عبد الا له معقبات من الملائكة ملكان يكونان معه في النهار فإذا جاء الليل صعدا وأعقبهما ملكان فكانا معه
ليله حتى يصبح يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ولا يصيبه شئ لم يكتب عليه إذا غشى من ذلك شئ دفعاه عنه
ألم تره يمر بالحائط فإذا جاز سقط فإذا جاء الكتاب خلوا بينه وبين ما كتب له وهم من أمر الله أمرهم ان يحفظونه
* واخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال في قراءة أبي بن كعب رضي الله عنه له معقبات من بين يديه
ورقيب من خلفه يحفظونه من أمر الله * واخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ له معقبات من بين يديه ورقباء من خلفه من أمر الله يحفظونه
* واخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم عن الجارود بن أبى سبرة رضي الله عنه قال سمعني ابن
عباس رضي الله عنهما اقرأ له معقبات من بين يديه ومن خلفه فقال ليست هناك ولكن له معقبات من بين
47

يديه ورقيب من خلفه * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن علي رضي الله عنه له معقبات من بين يديه ومن خلفه
يحفظونه من أمر الله قال ليس من عبد الا ومعه ملائكة يحفظون من أن يقع عليه حائط أو يتردى في بئر
أو يأكله سبع أو غرق أو حرق فإذا جاء القدر خلوا بينه وبين القدر * واخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان
والطبراني والصابوني في المائتين عن أبي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل بالمؤمن
ثلثمائة وستون ملكا يدفعون عنه ما لم يقدر عليه من ذلك للبصر سبعة املاك يذبون عنه كما يذب عن قصعة العسل
من الذباب في اليوم الصائف وما لو بدا لكم لرأيتموه على كل سهل وجبل كلهم باسط يديه فاغر فاه وما لو وكل
العبد فيه إلى نفسه طرفة عين لاختطفته الشياطين * واخرج أبو داود في القدر وابن أبى الدنيا وابن عساكر
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لكل عبد حفظة يحفظونه لا يخر عليه حائط أو يتردى في بئر أو تصيبه دابة
حتى إذا جاء القدر الذي قدر له خلت عنه الحفظة فأصابه ما شاء الله ان يصيبه وفى لفظ لأبي داود وليس من الناس
أحد الا وقد وكل به ملك فلا تريده دابة ولا شئ الا قال اتقه اتقه فإذا جاء القدر خلى عنه * واخرج ابن جرير عن
كنانة العدوي رضي الله عنه قال دخل عثمان بن عفان رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله أخبرني عن العبد كم معه من ملك فقال ملك عن يمينك على حسناتك وهو امين على الذي على
الشمال إذا عملت حسنة كتبت عشرا فإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين اكتب قال لا لعله
يستغفر الله ويتوب فإذا قال ثلاثا قال نعم اكتبه أراحنا الله منه فبئس القرين ما أقل مراقبته لله وأقل استحياءه
منه يقول الله ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وملكان من بين يديك ومن خلفك يقول الله له معقبات من بين
يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله وملك قابض على ناصيتك فإذا تواضعت لله رفعك وإذا تجبرت على الله قصمك
وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك الا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وملك قائم على فيك لا يدع ان
تدخل الحية في فيك وملكان على عينيك فهؤلاء عشرة املاك على كل بني آدم ينزلون ملائكة الليل على ملائكة
النهار لان ملائكة الليل سوى ملائكة النهار فهؤلاء عشرون ملكا على كل آدمي وإبليس بالنهار وولده بالليل
* واخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم لا يغير ما بهم من
النعمة حتى يعملوا بالمعاصي فيرفع الله عنهم النعم * واخرج ابن أبى شيبة في كتاب العرش وأبو الشيخ وابن مردويه
عن علي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي ما من أهل
قرية ولا أهل بيت ولا رجل ببادية كانوا على ما كرهته من معصيتي ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي الا
تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي وما من أهل بيت ولا قرية ولا رجل ببادية كانوا على ما
أحببت من طاعتي ثم تحولوا عنها إلى ما كرهت من معصيتي الا تحولت لهم عما يحبون من رحمتي إلى ما يكرهون
من غضبى * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه قال أتى عامر بن الطفيل واربد بن
ربيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عامر ما تجعل لي ان اتبعتك قال أنت فارس أعطيك أعنة الخيل قال
فقط قال فما تبغى قال لي الشرق ولك الغرب ولى الوبر ولك المدر قال لا قال لأملأنها إذا عليك خيلا ورجالا
قال يمنعك الله ذلك وأتيا قبيلة تدعى الأوس والخزرج فخرجا فقال عامر لأربد ان كان الرجل لنا يمكنا لو قتلناه
ما انتطحت فيه عنزان ولرضوا بان نعقله لهم وأحبوا السلم وكرهوا الحرب إذا رأوا أمرا قد وقع فقال الآخر ان
شئت فتشاورا وقال ارجع فانا أشغله عنك بالمجادلة وكن وراءه فاضربه بالسيف ضربة واحدة فكانا كذلك
واحد وراء النبي صلى الله عليه وسلم والآخر قال أقصص على قصصك قال ما تقول قال قرأتك فجعل يجادله
ويستبطئه حتى قال له ما لك أحشمت قال وضعت يدي على قائم السيف فيبست فما قدرت على أن أحلى ولا أمرى
فجعل يحركها ولا تتحرك فخرجا فلما كانا بالحرة سمع بذلك سعد بن معاذ وأسيد بن حضير فخرجا إليه على كل
واحد منهما لامته ورمحه بيده وهو متقلد سيفه فقالا لعامر بن الطفيل يا أعور الخبيث أنت الذي تشترط على
رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا انك في أمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رمت المنزل حتى ضربت عنقك
فقال من هذا قالوا أسيد بن حضير قال لو كان أبوه حيا لم يفعل بي هذا ثم قال عامر لأربد أخرج أنت يا أربد إلى ناحية
48

عذبة وأخرج انا إلى محمد فاجمع الرجال فنلتقي عليه فخرج أربد حتى إذا كان بالرقم بعث الله سحابة من الصيف فيها
صاعقة فأحرقته وخرج عامر حتى إذا كان بوادي الحريد أرسل الله عليه الطاعون فجعل يصيح يا آل عامر أغدة
كغدة البعير تقتلني وموت أيضا في بيت سلولية وهي امرأة من قيس فذلك قول الله سواء منكم من أسر القول
ومن جهر به إلى قوله له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله هذا مقدم ومؤخر لرسول الله صلى
الله عليه وسلم تلك المعقبات من أمر الله ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم حتى بلغ وما دعاء الكافرين
الا في ضلال وقال لبيد في أخيه أربد وهو يبكيه
أخشى على أربد الحتوف ولا * أرهب نوء السماء والأسد
فجعتي الرعد والصواعق * بالفارس يوم الكريهة النجد
* وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم قال انما يجئ
التغيير من الناس والتيسير من الله فلا تغيروا ما بكم من نعم الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم رضي الله عنه
قال أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل ان قل لقومك انه ليس من أهل قرية ولا أهل بيت يكونون على
طاعة الله فيتحولون إلى معصية الله الا تحول الله مما يحبون إلى ما يكرهون ثم قال إن تصديق ذلك في كتاب الله
تعالى ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن أبى هلال رضي الله عنه قال
بلغني ان نبيا من الأنبياء عليهم السلام لما أسرع قومه في المعاصي قال لهم اجتمعوا إلى لأبلغكم رسالة ربى فاجتمعوا
إليه وفى يده فخارة فقال إن الله تبارك وتعالى يقول لكم انكم قد عملتم ذنوبا قد بلغت السماء وانكم لا تتوبوا
منها وتنزعوا عنها الا ان كسرتكم كما تكسر هذه فألقاها فانكسرت وتفرقت ثم قال وأفرقكم حتى لا ينتفع بكم ثم
ابعث عليكم من لا حظ له فينتقم لي منكم ثم أكون الذي أنتقم لنفسي بعد * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه
قال إن الحجاج عقوبة فلا تستقبلوا عقوبة الله بالسيف ولكن استقبلوها بتوبة وتضرع واستكانة
* وأخرج أبو الشيخ عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال كلما أحدثتم ذنبا أحدث الله لكم من سلطانكم عقوبة
* وأخرج أبو الشيخ عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال قرأت في بعض الكتب انى انا الله مالك الملوك قلوب
الملوك بيدي فلا تشغلوا قلوبكم بسب الملوك وادعوني أعطفهم عليكم * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه
ومالهم من دونه من وال قال هو الذي تولاهم فينصرهم ويلجئهم إليه * قوله تعالى (هو الذي يريكم البرق
خوفا وطعما) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في
قوله هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا قال خوفا للمسافر يخاف أذاه ومشقته وطمعا للمقيم طمع في رزق
الله ويرجو بركة المطر ومنفعته * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله يريكم البرق خوفا وطمعا
قال خوفا لأهل البحر وطمعا لأهل البر * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله يريكم البرق
خوفا وطمعا قال الخوف ما يخاف من الصواعق والطمع الغيث * وأخرج ابن جرير عن أبي جهضم موسى
ابن سالم مولى ابن عباس رضي الله عنهما قال كتب ابن عباس إلى أبى الجلد يسأله عن البرق فقال البرق الماء
* وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله يريكم البرق قال شعيب الجياني في كتاب الله الملائكة
حملة العرش أسماؤهم في كتاب الله الحيات لكل ملك وجه انسان وأسد ونسر فإذا حركوا أجنحتهم فهو البرق
قال أمية بن أبي الصلت
رجل وثور تحت رجل يمينه * والنسر للأخرى وليث مرصد
* وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يريكم البرق قال ملائكة تمصع بأجنحتها فذلك البرق زعموا
انها تدعى الحيات * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن مسلم رضي الله عنه قال بلغنا ان البرق له أربعة وجوه وجه
انسان ووجه ثور ووجه نسر ووجه أسد فإذا مصع بذنبه فذلك البرق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ
عن مجاهد رضي الله عنه قال البرق مصع ملك يسوق السحاب * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر وأبو الشيخ
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال البرق ملك يترايا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
49

وأبو الشيخ والخرائطي في مكارم الأخلاق والبيهقي في سننه من طرق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال البرق
مخاريق من نار بأيدي ملائكة السحاب يزجرون به السحاب * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال
البرق مخاريق يسوق به الرعد السحاب * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال البرق اصطفاق
البرد * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في كتاب العظمة عن كعب رضي الله عنه قال البرق تصفيق الملك البرد ولو
ظهر لأهل الأرض لصعقوا * واخرج الشافعي عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال إذا رأى أحدكم البرق أو
الودق فلا يشير إليه وليصف ولينعت * قوله تعالى (وينشئ السحاب الثقال) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وينشئ السحاب الثقال قال الذي فيه الماء * وأخرج أحمد
وابن أبي الدنيا في كتاب المطر وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله ينشئ السحاب فينطق أحسن النطق ويضحك أحسن
الضحك قال إبراهيم بن سعد النطق الرعد والضحك البرق * وأخرج العقيلي وضعفه وابن مردويه عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينشئ الله السحاب ثم ينزل فيه الماء فلا شئ أحسن من ضحكه
ولا شئ أحسن من منطقه ومنطقه الرعد وضحكه البرق * وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن بجاد الأشعري
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم السحاب عند الله العنان والرعد ملك يزجر السحاب
والبرق طرف ملك يقال له روقيل * واخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ان خزيمة بن ثابت
وليس بالأنصاري رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن منشأ السحاب فقال إن ملكا موكل
بالسحاب يلم القاصية ويلحم الدانية في يده مخراق فإذا رفع برقت وإذا زجر رعدت وإذا ضرب صعقت * قوله تعالى
(ويسبح الرعد بحمده) * أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في
العظمة وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أقبلت يهود إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم انا نسألك عن خمسة أشياء فان أنبأتنا بهن عرفنا انك نبي واتبعناك
فاخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قال والله على ما نقول وكيل قال هاتوا قالوا أخبرنا عن علامة النبي قال تنام
عيناه ولا ينام قلبه قالوا أخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر قال يلتقي الماءان فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة
أذكرت وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت قالوا أخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه فقال كان يشتكي عرق النساء
فلم يجد شيئا يلائمه الا البان كذا وكذا يعنى الإبل فحرم لحومها قالوا صدقت قالوا أخبرنا ما هذا الرعد قال ملك من
ملائكة الله موكل بالسحاب بيديه مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله قالوا فماذا الصوت
الذي نسمع قال صوته قالوا صدقت انما بقيت واحدة وهي التي نتابعك ان أخبرتنا انه ليس من نبي الا له
ملك يأتيه بالخبر فأخبرنا من صاحبك قال جبريل قالوا جبريل ذلك ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا لو قلت
ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والمطر لكان فأنزل الله قل من كان عدوا لجبريل إلى آخر الآية * وأخرج
ابن أبي الدنيا في كتاب المطر وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه والخرائطي في مكارم الأخلاق عن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه قال الرعد ملك والبرق ضربه السحاب بمخراق من حديد * وأخرج ابن المنذر وأبو
الشيخ والخرائطي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الرعد ملك يسوق السحاب بالتسبيح كما يسوق الحادي
الإبل بحدائه * وأخرج البخاري في الأدب المفرد وابن أبي الدنيا في المطر وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما
انه كان إذا سمع صوت الرعد قال سبحان الذي سبحت له وقال إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي
بغنمه * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الرعد ملك من الملائكة اسمه الرعد
وهو الذي تسمعون صوته والبرق صوت من نور يزجر به الملك السحاب * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الرعد ملك اسمه الرعد وصوته هذا تسبيحه فإذا اشتد زجره احتك السحاب
واصطدم من خوفه فتخرج الصواعق بينه * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الرعد ملك
يرجز السحاب بالتسبيح والتكبير * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ما خلق الله شيئا أشد سوفا
50

من السحاب ملك يسوقه الرعد صوت الملك يزجر به والمخاريق يسوقه بها * وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن
عمرو انه سئل عن الرعد فقال ملك وكله الله بسياق السحاب فإذا أراد الله أن يسوقه إلى بلد أمره فساقه فإذا تفرق
عليه زجره بصوته حتى يجتمع كما يرده أحدكم ركابه ثم تلا هذه الآية ويسبح الرعد بحمده * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال الرعد ملك ينشئ السحاب ودويه صوته * وأخرج ابن المنذر
وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ويسبح الرعد بحمده قال هو ملك يسمى الرعد وذلك الصوت تسبيحه
* وأخرج ابن جرير والخرائطي وأبو الشيخ عن أبي صالح رضي الله عنه ويسبح الرعد بحمده قال ملك من
الملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عكرمة رضي الله عنه قال إن الرعد ملك بن
الملائكة وكل بالسحاب يسوقها كما يسوق الراعي الإبل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ في العظمة
عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال إن الرعد ملك يزجر السحاب كما يحث الراعي الإبل فإذا شذت سحابة ضمها
فإذا اشتد غضبه طار من فيه النار فهي الصواعق * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ان رجلا سأله عن الرعد
فقال ملك يسبح بحمده * وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الرعد الملك
والبرق الماء * وأخرج الخرائطي عن عكرمة رضي الله عنه قال الرعد ملك يزجر السحاب بصوته * وأخرج
الخرائطي عن مجاهد رضي الله عنه مثله * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عمرو بن أبي عمرو عن الثقة ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال هذا سحاب ينشئ الله عز وجل فينزل الله منه الماء فما من منطق أحسن من منطقه ولا من
ضحك أحسن من ضحكه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم منطقه الرعد وضحكه البرق * وأخرج أحمد والحاكم
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن ربكم لو أن عبادي أطاعوني لأسقيتهم
المطر بالليل وأطلعت عليهم الشمس بالنهار ولم أسمعهم صوت الرعد * واخرج ابن أبي شبية وأحمد والبخاري في
الأدب والترمذي والنسائي وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وابن مردويه والخرائطي في مكارم الأخلاق
عن ابن عمر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال اللهم
لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه
برفع الحديث انه كان إذا سمع الرعد قال سبحان من يسبح الرعد بحمده * وأخرج ابن مردويه وابن جرير
عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا هبت الريح أو سمع صوت الرعد تغير لونه
حتى عرف ذلك في وجهه ثم يقول للرعد سبحان من سبحت له ويقول للريح اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا
* وأخرج الشافعي عن المطلب بن حنطب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا برقت السماء أو رعدت
عرف ذلك في وجهه فإذا أمطرت سرى عنه * وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله فإنه لا يصيب ذاكرا * وأخرج أبو داود
في مراسيله عن عبيد الله بن أبي جعفر رضي الله عنه ان قوما سمعوا الرعد فكبروا فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا سمعتم الرعد فسبحوا ولا تكبروا * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان إذا سمع
الرعد قال سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم * وأخرج ابن جرير عن علي رضي الله عنه انه كان إذا سمع صوت
الرعد قال سبحان من سبحت له * واخرج مالك وابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والبخاري في الأدب وابن
المنذر والخرائطي وأبو الشيخ في العظمة عن عبد الله بن الزبير انه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال سبحان
الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثم يقول إن هذا الوعيد لأهل الأرض شديد * وأخرج ابن أبى حاتم عن علي
بن الحسين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما الرعد وعيد من الله فإذا سمعتموه فامسكوا
عن الحديث * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال من سمع صوت الرعد فقال
سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته وهو على كل شئ قدير فان أصابته صاعقة فعلى ديته * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير وأبو الشيخ عن عبد الله بن أبي زكريا رضي الله عنه قال بلغني ان من سمع صوت الرعد
فقال سبحان الله وبحمده لم تصبه صاعقة * وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أحمد بن داود رضى
51

الله عنه قال بينما سليمان بن داود عليه السلام يمشى مع أبويه وهو غلام إذ سمع صوت الرعد فخر فلصق بفخذ
أبيه فقال يا بنى هذا صوت مقدمات رحمته فكيف لو سمعت صوت مقدمات غضبه * وأخرج أبو الشيخ في العظمة
عن كعب رضي الله عنه قال من قال حين يسمع الرعد سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثلاثا
عوفي مما يكون في ذلك الرعد * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا جلوسا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم فسمع الرعد فقال أتدرون ما يقول فقلنا الله ورسوله أعلم قال فإنه يقول موعدك لمدينة كذا
* وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما رجل في فلاة من
الأرض فسمع صوتا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك
الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا هو رجل قائم في حديقة يحول الماء بمسحاته فقال له
يا عبد الله ما اسمك فقال فلان للاسم الذي سمع في السحابة فقال له لم سألتني عن اسمي قال سمعت في السحاب
الذي هذا ماؤه اسق حديقة فلان لاسمك بما تصنع فيها قال أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق
بثلثه وآكل انا وعيالي ثلثا وأرد فيه ثلثه * قوله تعالى (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء) الآية * أخرج
النسائي والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني في الأوسط وابن مردويه
والبيهقي في الدلائل عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من أصحابه إلى رأس
من رؤساء المشركين يدعوه إلى الله فقال المشرك هذا الاله الذي تدعوني إليه أمن ذهب هو أم من فضة أم من
نحاس فتغالهم مقالته فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال ارجع إليه فرجع إليه فأعاد عليه القول
الأول فرجع فأعاده الثالثة فبينما هما يتراجعان الكلام بينهما إذ بعث الله سحابة حيال رأسه فرعدت وأبرقت
ووقع منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه فأنزل الله تعالى ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء الآية
* وأخرج ابن جرير والخرائطي في مكارم الأخلاق عن عبد الرحمن بن صحار العبدي انه بلغه ان نبي الله صلى
الله عليه وسلم بعث إلى جبار يدعوه فقال أرأيتم ربكم اذهب أم فضة هو أم لؤلؤ هو قال فبينما هو يجادلهم
إذ بعث الله سحابة فرعدت فأرسل الله عليه صاعقة فذهبت بقحف رأسه فأنزل الله هذه الآية ويرسل الصواعق
فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال * وأخرج الحكيم الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أخبرني عن ربك من ذهب هو
أم من لؤلؤ أم ياقوت فجاءه صاعقة فاخذته فأنزل الله ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء الآية * وأخرج
ابن جرير عن علي رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد حدثني عن إلهك هذا الذي
تدعو إليه أياقوت هو أذهب هو أم ما هو فنزلت على السائل صاعقة فأحرقته فأنزل الله تعالى ويرسل الصواعق
فيصيب بها من يشاء * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبي كعب المكي رضي الله عنه قال قال خبيث من خبثاء قريش
أخبرونا عن ربكم من ذهب هو أم من فضة أم من نحاس فقعقعت السماء قعقعة فإذ أقحف رأسه ساقط بين
يديه فأنزل الله تعالى ويرسل الصواعق الآية * وأخرج ابن جرير والخرائطي عن قتادة رضي الله عنه ذكر
لنا ان رجلا أنكر القرآن وكذب النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل الله عليه صاعقة فأهلكته فأنزل الله تعالى فيه
وهم يجادلون في الله الآية * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ويرسل الصواعق
قال نزلت في عامر بن الطفيل وفى أربد بن قيس أقبل عامر فقال إن لي حاجة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
اقترب فاقترب حتى جثى على النبي صلى الله عليه وسلم وسل أربد بعض سيفه فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم
بريقه تعوذ بآية من القرآن كان يتعوذ بها فأيبس الله يد أربد على السيف وأرسل عليه صاعقة فاحترق
فذلك قول أخيه
أخشى على أربد الحتوف ولا * أرهب نوء السماك والأسد
فجعني البرق والصواعق * بالفارس يوم الكريهة النجد
* وأخرج ابن أبي حاتم والخرائطي وأبو الشيخ في العظمة عن أبي عمران الجوني قال إن بحورا من النار دون
52

العرش يكون فيها الصواعق * وأخرج أبو الشيخ عن السدى قال الصواعق نار * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان
رضي الله عنه قال الصواعق من نار السموم وهذا صوت الحجب التي بحرها ما بيننا وبينه من الحجاب يسوق السحاب
* وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن دينار رضي الله عنه قال لم أسمع أحد اذهب البرق ببصره لقول الله تعالى يكاد البرق
يخطف أبصارهم والصواعق تحرق لقول الله تعالى ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء * وأخرج أبو الشيخ
عن ابن أبي نجيح رضي الله عنه قال رأيت صاعقة أصابت نخلتين بعرفة فأحرقتهما * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن أبي جعفر رضي الله عنه قال الصاعقة تصيب المؤمن والكافر ولا تصيب ذاكر الله * وأخرج أبو
الشيخ عن نصر بن عاصم الثقفي رضي الله عنه قال من قال سبحان الله شديد المحال لم تصبه عقوبة * قوله تعالى
(وهو شديد المحال) * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وهو شديد المحال قال
شديد القوة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو شديد المحال قال شديد المكر
شديد القوة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو شديد المحال قال شديد الحول * وأخرج ابن
جرير عن علي رضي الله عنه وهو شديد المحال قال شديد الاخذ * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه وهو
شديد المحال قال شديد الانتقام * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه وهو شديد المحال قال شديد الحقد
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه وهو شديد المحال قال شديد
القوة والحيلة * واخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه وهو شديد المحال قال شديد الحول والقوة * قوله تعالى
(له دعوة الحق) * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله له دعوة الحق قال
التوحيد لا إله إلا الله * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي
في الأسماء والصفات من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله له دعوة الحق قال شهادة ان لا إله إلا الله
* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله له دعوة الحق قال لا إله إلا الله ليست تنبغي لأحد
غيره لا ينبغي ان يقال فلان إله بنى فلان * قوله تعالى (والذين يدعون من دونه) الآية * وأخرج ابن جرير عن علي
رضي الله عنه في قوله الا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه قال كالرجل العطشان يمد يده إلى
البئر ليرتفع الماء إليه وما هو ببالغه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله كباسط كفيه إلى الماء قال يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيده فلا يأتيه أبدا كذلك لا يستجيب من هو دونه
* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه والذين يدعون من دونه ولا يستجيبون لهم بشئ الا
كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وليس ببالغه حتى يتمزع عنقه ويهلك عطشا قال الله تعالى وما دعاء
الكافرين الا في ضلال فهذا مثل ضربه الله تبارك وتعالى ان هذا الذي يدعون من دون الله هذا لوثن وهذا الحجر
لا يستجيب له بشئ في الدنيا ولا يسوق إليه خيرا ولا يدفع عنه سوأ حتى يأتيه الموت كمثل هذا الذي بسط ذراعيه
إلى الماء ليبلغ فاه ولا يبلغ فاه ولا يصل ذلك إليه حتى يموت عطشا * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن عطاء رضي الله عنه في قوله والذين يدعون من دونه الآية قال الرجل يقعد على شفة البئر فيبسط
كفيه إلى قعر البئر ليتناول بهما فيده لا تبلغ الماء والماء لا ينزو إلى يده فكذلك لا ينفعهم ما كانوا يدعون من دون
الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن بكير بن معروف رضي الله عنه قال لما قتل قابيل أخاه جعله الله بناصيته في البحر
ليس بينه وبين الماء الا أصبع وهو يجد برد الماء من تحث قدميه ولا يناله وذلك قول الله الا كباسط كفيه إلى
الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه فإذا كان الصيف ضرب عليه سبع حيطان من سموم وإذا كان الشتاء ضرب عليه
سبع حيطان من ثلج * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه قال هذا مثل المشرك الذي عبد مع الله غيره فمثله كمثل الرجل العطشان الذي
ينظر إلى خياله في الماء من بعيد هو يريد ان يتناوله ولا يقدر عليه * قوله تعالى (ولله يسجد) الآية * أخرج
ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو
53

والآصال قال ظل المؤمن يسجد طوعا وهو طائع لله وظل الكافر يسجد كرها وهو كاره * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها قال أما المؤمن
فيسجد طائعا وأما الكافر فيسجد كارها يسجد ظله * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال
الطائع المؤمن والكاره ظل الكافر * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال يسجد من في
السماوات طوعا ومن في الأرض طوعا وكرها * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال من دخل
طائعا هذا طوعا وكرها من لم يدخل الا بالسيف * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن منذر قال كان
ربيع بن خثيم إذا سجد في سجدة الرعد قال بل طوعا يا ربنا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله وظلالهم بالغدو والآصال يعنى حين يفئ ظل أحدهم عن يمينه أو شماله * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وظلالهم بالغدو والآصال قال ذكر لنا أن ظلال
الأشياء كلها تسجد لله وقرأ سجدا لله وهم داخرون قال تلك الضلال تسجد لله * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وظلالهم بالغدو والآصال قال ظل الكافر يصلى وهو لا يصلى * وأخرج أبو
الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال إذا طلعت الشمس يسجد ظل كل شئ نحو المغرب فإذا أزالت
الشمس سجد ظل كل شئ نحو المشرق حتى تغيب * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه انه سئل عن قوله
وظلالهم قال ألا ترى إلى الكافر فان ظلاله جسده كله أعضاؤه لله مطيعة غير قلبه * قوله تعالى (قل من رب
السماوات والأرض قل الله) * أخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال قالوا يا رسول الله انا نكون عندك
على حال فإذا فارقناك كنا على غيره فنخاف ان يكون ذلك النفاق قال كيف أنتم وربكم قالوا الله ربنا في السر
والعلانية قال كيف أنتم ونبيكم قالوا أنت نبينا في السر والعلانية قال ليس ذاكم بالنفاق * قوله تعالى (قل هل
يستوي الأعمى والبصير) الآية * أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله هل يستوي الأعمى
والبصير قال المؤمن والكافر * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل
تستوى الظلمات والنور قال أما الأعمى والبصير فالكافر والمؤمن وأما الظلمات والنور فالهدى والضلال
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أم جعلوا
لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قال خلقوا كخلقه فحملهم ذلك على أن شكوا في الأوثان * وأخرج
ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه قال ضربت مثلا * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله تعالى أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه قال فأخبرني ليث بن أبي
سليم عن ابن محمد عن حذيفة بن اليمان عن أبي بكر اما حضر ذلك حذيفة من النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر
واما حدثه إياه أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل قال أبو بكر يا رسول الله
وهل الشرك الا ما عبد من دون الله أو ما دعى مع الله قال ثكلتك أمك الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ألا أخبرك
بقول يذهب صغاره وكباره أو قال لصغيره وكبيره قال بلى قال تقول كل يوم ثلاث مرات اللهم إني أعوذ بك ان
أشرك بك وانا أعلم واستغفرك لما لا أعلم والشرك ان تقول أعطاني الله وفلان والند ان يقول الانسان لولا فلان
قتلني فلان * وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال انطلقت مع أبي بكر الصديق
رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا بكر للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل فقال أبو بكر رضي الله عنه
وهل الشرك الا من جعل مع الله إلها آخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده للشرك فيكم أخفى
من دبيب النمل ألا أدلك على شئ إذا قلته ذهب قليله وكثيره قل اللهم إني أعوذ بك ان أشرك بك وأنا أعلم واستغفرك
لما لا أعلم * قوله تعالى (أنزل من السماء ماء) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أنزل من السماء ماء الآية قال هذا مثل ضربه الله تعالى احتملت منه
القلوب على قدر يقينها وشكها فاما الشك فيما ينفع معه العمل وأما اليقين فينفع الله به أهله وهو قوله فاما الزبد
فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض وهو اليقين كما يجعل الحلي في النار فيؤخذ خالصه به ويترك
54

خبيثة في النار كذلك يقبل الله تعالى اليقين ويترك الشك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فسالت أودية بقدرها قال الصغير قدر صغيره والكبير قدر كبيره
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال هذا مثل ضربه الله تعالى بين الحق
والباطل يقول احتمل السيل ما في الوادي من عود ودمنة ومما توقدون عليه في النار فهو الذهب والفضة والحلية
والمتاع النحاس والحديد وللنحاس والحديد خبث فجعل الله تعالى مثل خبثه كمثل زبد الماء فاما ما ينفع الناس
فالذهب والفضة وأما ما ينفع الأرض فما شربت من الماء فأنبتت فجعل ذلك مثل العمل الصالح الذي يبقى لأهله
والعمل السيئ يضمحل من محله فما يذهب هذا الزبد فذلك الهدى والحق جاء من عند الله تعالى فمن عمل بالحق كان له
وما بقى كما يبقى ما ينفع الناس في الأرض وكذلك الحديد لا يستطيع ان يعمل منه سكين ولا سيف حتى يدخل النار
فتأكل خبثه فيخرج جيده فينتفع به كذلك يضمحل الباطل وإذا كان يوم القيامة وأقيم الناس وعرضت الأعمال
فيرفع الباطل ويهلك وينتفع أهل الحق بالحق وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق السدى عن أبي مالك
وعن أبي صالح من طريق مرة عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله فسالت أودية بقدرها الآية قال فمر السيل
على رأسه من التراب والغثاء حتى استقر في القرار وعليه الزبد فضربته الريح فذهب الزبد جفاء إلى جوانبه فيبس
فلم ينفع أحدا وبقى الماء الذي ينتفع به الناس فشربوا منه وسقوا أنعامهم فكما ذهب الزبد فلم ينفع فكذلك الباطل
يضمحل يوم القيامة فلا ينفع أهله وكما نفع الماء فكذلك ينفع الحق أهله هذا مثل ضربه الله * وأخرج ابن
أبى حاتم وأبو الشيخ عن عطاء رضي الله عنه في قوله أنزل من السماء ماء قال هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمنين
والكافر فسالت أودية بقدرها حتى جرى الوادي وامتلأ بقدر ما يحمل فاحتمل السيل زبدا رابيا قال زبد الماء
ومما يوقدون عليه في النار قال زبد ما توقدون عليه من ذلك حلية وما سقط فهو مثل زبد الماء وهو مثل ضرب للحق
والباطل فاما خبث الحديد والذهب وزبد الماء فهو الباطل وما تصنعوا من الحلية والماء والحديد فمثل الحق
* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عطاء رضي الله عنه قال ضرب الله تعالى مثل الحق والباطل فضرب مثل الحق
السيل الذي يمكث في الأرض فينتفع الناس به ومثل الباطل مثل الزبد الذي لا ينفع الناس ومثل الحق مثل الحلي
الذي يجعل في النار فما خلص منه انتفع به أهله وما خبث منه فهو مثل الباطل علم أن لا ينفع الزبد أو خبث الحلي
أهله فكذلك الباطل لا ينفع أهله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في
قوله أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها قال الصغير بصغره والكبير بكبره فاحتمل السيل زبدا رابيا قال
عاليا ومما يوقدون إلى قوله فيذهب جفاء والجفاء ما يتعلق بالشجر واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض هذه ثلاثة
أمثال ضربها الله تعالى في مثل واحد يقول كما اضمحل هذا الزبد فصار جفاء لا ينتفع به ولا يرجى بركته كذلك
يضمحل الباطل عن أهله وكما مكث هذا الماء في الأرض فأمرعت وربت بركته وأخرجت نباتها كذلك يبقى الحق
لأهله وقوله ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية كما يبقى خالص هذا الذهب والفضة حين أدخل النار كذلك
فيذهب خبثه كذلك يبقى الحق لأهله وكما اضمحل خبث هذا الذهب والفضة حين أدخل في النار كذلك يضمحل
الباطل عن أهله وقوله أو متاع زبد مثله يقول هذا الحديد وهذا الصفر حين دخل النار وذهبت بخبثه كذلك يبقى
الحق لأهله كما بقى خالصهما * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في
قوله فسألت أودية بقدرها قال الكبير بقدره والصغير بقدره زبدا رابيا قال ربى فوق الماء الزبد ومما توقدون عليه
في النار قال هو الذهب إذا ادخل النار بقى صفوه وذهب ما كان فيه من كدر وهذا مثل ضربه الله للحق والباطل فاما
الزبد فيذهب جفاء يتعلق بالشجر ولا يكون شيئا هذا مثل الباطل وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض هذا يخرج
النبات وهذا مثل الحق أو متاع زبد مثله قال المتاع الصفر والحديد * وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها
قال بملئها ما أطاقت فاحتمل السيل زبدا رابيا قال انقضى الكلام ثم استقبل فقال ومما توقدون عليه في النار
ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله قال بالمتاع الحديد والنحاس والرصاص وأشباهه زبد مثله قال خبث ذلك الحديد
55

والحلية مثل زبد السيل وأما ما ينفع الناس من الماء فيمكث في الأرض وأما الزبد فيذهب جفاء قال جمودا في
الأرض قال فكذلك مثل الحق والباطل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن
رضي الله عنه في قوله أنزل من السماء ماء الآية قال ابتغاء حلية الذهب والفضة أو متاع الصفر والحديد قال كما
أوقد على الذهب والفضة والصفر والحديد فخلص خالصه كذلك بقى الحق لأهله فانتفعوا به * وأخرج أبو الشيخ
عن ابن عيينة رضي الله عنه في قوله أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها قال أنزل من السماء قرآنا
فاحتمله عقول الرجال * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله للذين استجابوا لربهم الحسنى قال
الحياة والرزق * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله للذين استجابوا لربهم الحسنى قال
هي الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن فرقد السبخي رضي الله عنه قال
قال لي شهر بن حوشب رضي الله عنه سوء الحساب أن لا يتجاوز له عن شئ * وأخرج سعيد بن منصور وابن
جرير وأبو الشيخ عن فرقد السبخي رضي الله عنه قال قال لي إبراهيم النخعي رضي الله عنه يا فرقد أتدري ما سوء
الحساب قلت لا قال هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله لا يغفر له منه شئ * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن
رضي الله عنه قال سوء الحساب ان يؤخذ العبد بذنوبه كلها ولا يغفر له منها ذنب * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن أبي الجوزاء رضي الله عنه في الآية قال سوء الحساب المناقشة في الأعمال
* قوله تعالى (أفمن يعلم انما أنزل إليك) الآية * اخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه
في قوله أفمن يعلم أنما انزل إليك من ربك الحق قال هؤلاء قوم انتفعوا بما سمعوا من كتاب الله وعقلوه ووعوه
كمن هو أعمى قال عن الحق فلا يبصره ولا يعقله انما يتذكر أولو الألباب فبين من هم فقال الذين يوفون بعهد الله
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله أولو الألباب يعنى من كان له لب أو عقل * وأخرج
ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال انما عاتب الله تعالى أولى الألباب لأنه يحبهم ووجدت ذلك في آية من
كتاب الله تعالى انما يتذكر أولو الألباب * قوله تعالى (الذين يوفون بعهد الله) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق فعليكم بالوفاء بالعهد ولا
تنقضوا الميثاق فان الله قد نهى عنه وقدم فيه أشد التقدمة وذكره في بضع وعشرين آية نصيحة لكم وتقدمة
إليكم وحجة عليكم وانما تعظم الأمور بما عظمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل وأهل العلم بالله وذكر لنا أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته لا ايمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له * قوله تعالى (والذين
يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) * أخرج الخطيب وابن عساكر عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان البر والصلة ليخففان سوء العذاب يوم القيامة
ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله والذين يصلون ما أمر الله به ان
يوصل يعنى من ايمان بالنبيين وبالكتب كلها ويخشون ربهم يعنى يخافون في قطيعة ما أمر الله به ان يوصل
ويخافون سوء الحساب يعنى شدة الحساب * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله
والذين يصلون ما أمر الله بن ان يوصل قال ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اتقوا الله وصلوا
الأرحام فإنه أبقى لكم في الدنيا وخير لكم في الآخرة وذكر لنا أن رجلا من خثعم أتى النبي صلى الله
عليه وسلم وهو بمكة فقال أنت الذي تزعم انك رسول الله قال نعم قال فأي الأعمال أحب إلى الله قال الايمان بالله
قال ثم ماذا قال صلة الرحم وكان عبد الله بن عمرو يقول إن الحليم ليس من ظلم ثم حلم حتى إذا هيجه قوم اهتاج ولكن
الحليم من قدر ثم عفا وان الوصول ليس من وصل ثم وصل فتلك مجازاة ولكن الوصول من قطع ثم وصل وعطف
على من لا يصله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل
قال بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا لم تمش إلى ذي رحمك برجلك ولم تعطه من مالك فقد قطعته * قوله تعالى
(والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم) الآية * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله
56

والذين صبروا يعنى على أمر الله ابتغاء وجه ربهم يعنى ابتغاء رضا ربهم وأقاموا الصلاة يعنى وأتموها وأنفقوا مما
رزقناهم يعنى من الأموال سرا وعلانية يعنى في حق الله تعالى وطاعته ويدرؤن يعنى يدفعون بالحسنة السيئة يعنى
يردون معروفا على من يسئ إليهم أولئك لهم عقبى الدار يعنى دار الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه ويدرؤن بالحسنة السيئة قال يدفعون بالحسنة السيئة * وأخرج
ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ويدرؤن بالحسنة السيئة قال يدفعون الشر بالخير لا يكافئون الشر
بالشر ولكن يدفعونه بالخير * قوله تعالى (جنات عدن) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبد
الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة قصرا يقال له عدن حوله البروج
والمروج له خمسة آلاف باب عند كل باب خمسة آلاف حيرة لا يدخله أولا يسكنه الا نبي أو صديق أو شهيد أو امام
عادل * وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال قرأ عمر رضي الله عنه
على المنبر جنات عدن فقال أيها الناس هل تدرون ما جنات عدن قصر في الجنة له عشرة آلاف باب على كل باب
خمسة وعشرون ألفا من الحور العين لا يدخله الا نبي أو صديق أو شهيد * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي
شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله جنات عدن قال بطنان
الجنة يعنى وسطها * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه قال جنات عدن وما يدريك
ما جنات عدن قال قصر من ذهب لا يدخله الا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ
عن الضحاك رضي الله عنه في قوله جنات عدن قال مدينة وسط الجنة فيها الرسل والأنبياء والشهداء وأئمة الهدى
والناس حولهم بعد والجنات حولها * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه ان عمر قال لكعب ما عدن
قال هو قصر في الجنة لا يدخله الا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل * وأخرج ابن مردويه عن علي قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم جنة عدن قضيب غرسه الله بيده ثم قال له كن فكان * قوله تعالى (يدخلونها ومن
صلح من آبائهم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال يدخل الرجل الجنة
فيقول أين أمي أين ولدى أين زوجتي فيقال لم يعملوا مثل عملك فيقول كنت أعمل لي ولهم ثم قرأ جنات عدن
يدخلونها ومن صلح يعنى من آمن بالتوحيد بعد هؤلاء من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم يدخلون معهم والملائكة
يدخلون عليهم من كل باب قال يدخلون عليهم على مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات معهم التحف من الله
ما ليس لهم في جنات عدن ويقولون لهم سلام عليكم بما صبرتم يعنى على أمر الله تعالى فنعم عقبى الدار يعنى دار
الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه ومن صلح
من آبائهم قال من آمن في الدنيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مجلز رضي الله عنه في الآية قال علم الله تعالى
ان المؤمن يحب ان يجمع الله تعالى له أهله وشمله في الدنيا فأحب ان يجمعهم له في الآخرة * وأخر ابن أبي حاتم
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قرأ جنات عدن يدخلونها ومن صلح حتى ختم الآية قال إنه لفي خيمة من درة
مجوفة ليس فيها صدع ولا وصل طولها في الهواء ستون ميلا في كل زاوية منها أهل ومال لها أربعة آلاف مصراع
من ذهب يقوم على كل باب منها سبعون ألفا من الملائكة مع كل ملك هدية من الرحمن ليس مع صاحبه مثلها
لا يصلون إليه الا باذن بينه وبينهم حجاب * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أخس أهل
الجنة منزلا يوم القيامة له قصر من درة جوفاء فيها سبعة آلاف غرفة لكل غرفة سبعون ألف باب يدخل عليه
من كل باب سبعون ألفا من الملائكة بالتحية والسلام * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه في قوله سلام عليكم بما صبرتم قال على دينكم فنعم عقبى الدار قال
فنعم ما أعقبكم الله تعالى من الدنيا الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله
سلام عليكم بما صبرتم قال صبروا على فضول الدنيا * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن نصر الحارثي رضي الله عنه
سلام عليكم بما صبرتم قال على الفقر في الدنيا * وأخرج أحمد والبزار وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان
وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن عمرو
57

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يدخل الجنة من خلق الله تعالى فقراء المهاجرين الذين تسد بهم
الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فيقول الله تعالى لمن يشاء من
الملائكة ائتوهم فحيوهم فتقول الملائكة ربنا نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا ان نأتي هؤلاء
فنسلم عليهم قال الله تعالى ان هؤلاء عبادي كانوا يعبدوني في الدنيا ولا يشركون بي شيئا وتسد بهم الثغور
وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون
عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي امامة رضي الله عنه
قال إن المؤمن ليكون متكئا على أريكة إذا دخل الجنة وعنده سماطان من خدم وعند طرف السماطين
باب مبوب فيقبل الملك فيستأذن فيقول أقصى الخدم للذي يليه ملك يستأذن ويقول الذي يليه للذي يليه ملك
يستأذن حتى يبلغ المؤمن فيقول ائذنوا له فيقول أقربهم إلى المؤمن ائذنوا ويقول الذي يليه للذي يليه ائذنوا
حتى تبلغ أقصاهم الذي عند الباب فيفتح له فيدخل فيسلم عليه ثم ينصرف * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه
عن أنس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي أحدا كل عام فإذا تفوه الشعب سلم على قبور
الشهداء فقال سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار * وأخرج ابن جرير عن محمد بن إبراهيم رضي الله عنه قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قبور الشهداء على رأس كل حول فيقول سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار
وأبو بكر وعمر وعثمان * قوله تعالى (والذين ينقضون عهد الله) الآية * أخرج أبو الشيخ عن ميمون بن
مهران رضي الله عنه قال قال لي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لا تؤاخين قاطع رحم فإني سمعت الله
لعنهم في سورتين في سورة الرعد وسورة محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ولهم سوء الدار قال سوء العاقبة * قوله تعالى (وما الحياة الدنيا في الآخرة الا متاع) * أخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد الرحمن بن سابط رضي الله عنه في قوله وما الحياة الدنيا في الآخرة
الا متاع قال كان الرجل يخرج في الزمان الأول في إبله أو غنمه فيقول لأهله متعوني فيمتعونه فلقلة الخبز أو التمر
فهذا مثل ضربه الله للدنيا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله الا متاع قال قليل ذاهب * وأخرج الترمذي والحاكم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قال نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك فقال ما لي
وللدنيا ما أنا في الدنيا الا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها * قوله تعالى (ويقول الذين كفروا)
الآيتين * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله يهدى إليه من أناب أي
من تاب وفى قوله وتطمئن قلوبهم بذكر الله قال هشت إليه واستأنست به * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه
الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم يذكر الله يقول إذا حلف لهم بالله صدقوا ألا بذكر الله تطمئن القلوب قال
تسكن القلوب * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله ألا بذكر الله تطمئن القلوب قال محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه * وأخرج أبو الشيخ عن أنس
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين نزلت هذه الآية ألا بذكر الله تطمئن القلوب
هل تدرون ما معنى ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال من أحب الله ورسوله وأحب أصحابي * وأخرج ابن مردويه
عن علي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية ألا بذكر الله تطمئن القلوب قال ذاك
من أحب الله ورسوله وأحب أهل بيتي صادقا غير كاذب وأحب المؤمنين شاهدا وغائبا ألا بذكر الله يتحابون
* قوله تعالى (طوبى لهم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله طوبى لهم قال فرح وقرة عين * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله طوبى لهم قال نعم مالهم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ
عن الضحاك رضي الله عنه في قوله طوبى لهم قال غبطة لهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
قتادة رضي الله عنه في قوله طوبى لهم قال حسنى لهم وهي كلمة من كلام العرب * وأخرج ابن جرير عن قتادة
58

رضي الله عنه في قوله طوبى لهم قال هذه كلمة عربية يقول الرجل طوبى لك أي أحببت خيرا * وأخرج ابن
جرير وأبو الشيخ عن إبراهيم رضي الله عنه في قوله طوبى لهم قال الخير والكرامة الذي أعطاهم الله سبحانه
وتعالى * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله طوبى
لهم قال الجنة * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه في قوله طوبى لهم قال الجنة * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال طوبى اسم الجنة بالحبشية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال لما خلق الله الجنة وفرغ منها قال الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب
وذلك حين أعجبته * وأخرج جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن مسجوح رضي الله عنه قال طوبى اسم الجنة
بالهندية * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال طوبى اسم الجنة بالهندية * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال طوبى اسم شجرة في الجنة * وأخرج عبد الرزاق
وابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال طوبى شجرة في
الجنة يقول الله تعالى لها تفتقي لعبدي عما شاء فتنفتق له عن الخيل بسروجها ولجمها وعن الإبل برحالها وأزمتها
وعما شاء من الكسوة * وأخرج ابن جرير من طريق معاوية بن قرة رضي الله عنه عن أبيه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم طوبى شجرة غرسها الله تعالى بيده ونفخ فيها من روحه تنبت بالحلي والحلل وان أغصانها
لترى من وراء سور الجنة * وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث
والنشور عن عتبة بن عبد رضي الله عنه قال جاء اعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله في الجنة
فاكهة قال نعم فيها شجرة تدعى طوبى هي نطاق الفردوس قال قال أي شجر أرضنا تشبه قال ليس تشبه شيئا من
شجر أرضك ولكن أتيت الشام قال لا قال فإنها تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة تنبت على ساق واحد ثم ينشر
أعلاها قال ما عظم أصلها قال لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما أحطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتاها هرما قال
فهل فيها عنب قال نعم قال ما عظم العنقود منه قال مسيرة شهر للغراب الأبقع * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير
وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه والخطيب في تاريخه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان رجلا قال يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك قال طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى ثم
طوبى لمن آمن بي ولم يرني قال رجل وما طوبى قال شجرة في الجنة مسيرة مائة عام تخرج من أكمامها * وأخرج ابن أبي
شيبة في صفة الجنة وابن أبي حاتم عن أبي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من
أحد يدخل الجنة الا انطلق به إلى طوبى فتنفتح له أكمامها فيأخذ له من أي ذلك شاء ان شاء أبيض وان شاء احمر
وان شاء اخضر وان شاء اصفر وان شاء اسود مثل شقائق النعمان وأرق وأحسن * وأخرج ابن أبي حاتم عن
ابن سيرين رضي الله عنه قال شجرة في الجنة أصلها في حجرة على وليس في الجنة حجرة الا وفيها غصن من أغصانها
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي جعفر رجل من أهل الشام قال إن ربك أخذ لؤلؤة فوضعها ثم دملجها
ثم فرشها وسط الجنة فقال لها امتدي حتى تبلغي مرضاتي ففعلت ثم أخذ شجرة فغرسها وسط اللؤلؤة ثم قال لها
امتدي ففعلت فلما استوت تفجرت من أصولها أنهار الجنة وهي طوبى * وأخرج ابن أبي حاتم عن فرقد السبخي
رضي الله عنه قال أوحى الله إلى عيسى ابن مريم عليه السلام في الإنجيل يا عيسى جد في أمري ولا تهزل واسمع
قولي وأطع أمري يا ابن البكر البتول انى خلقتك من غير فحل وجعلتك وأمك آية للعالمين فإياي فاعبد وعلى
فتوكل وخذ الكتاب بقوة قال عيسى عليه السلام أي رب أي كتاب آخذ بقوة قال خذ كتاب الإنجيل بقوة
ففسره لأهل السريانية وأخبرهم انى انا الله لا إله الا أنا الحي القيوم البديع الدائم الذي لا زوال له فآمنوا بالله
ورسوله النبي الأمي الذي يكون في آخر الزمان فصدقوه واتبعوه صاحب الجمل والمدرعة والهراوة والتاج الأنجل
العين المقرون الحاجبين صاحب الكساء الذي انما نسله من المباركة يعنى خديجة يا عيسى لها بيت من لؤلؤ من
قصب موصل بالذهب لا يسمع فيه أذى ولا نصب لها ابنة يعنى فاطمة ولها ابنان فيستشهدان يعنى الحسن
والحسين طوبى لمن سمع كلامه وأدرك زمانه وشهد أيامه قال عيسى عليه السلام يا رب وما طوبى قال شجرة
59

في الجنة انا غرستها بيدي وأسكنتها ملائكتي أصلها من رضوان وماؤها من تسنيم * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو
الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال طوبى في الجنة حملها مثال ثدي النساء فيه حلل أهل الجنة * وأخرج ابن أبى
الدنيا في العزاء وابن أبى حاتم عن خالد بن معدان رضي الله عنه قال إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى ضروع كلها
ترضع صبيان أهل الجنة فمن مات من الصبيان الذين يرضعون رضع من طوبى وان سقط المرأة يكون في نهر من أنهار
الجنة يتقلب فيه حتى تقوم القيامة فيبعث ابن أربعين سنة * واخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن شهر بن حوشب
قال طوبى شجرة في الجنة كل شجرة في الجنة منها أغصانها من وراء سور الجنة * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ
عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها
زهرها رياط وورقها برود وقضبانها عنبر وبطحاؤها ياقوت وترابها كافور وحلها مسك يخرج من أصلها
أنهار الخمر واللبن والعسل وهي مجلس من مجالس أهل الجنة ومتحدث بينهم فبينما هم في مجلسهم إذ أتتهم
ملائكة من ربهم يقودون خيما مزمومة بسلاسل من ذهب وجوهها كالمصابيح من حسنها ووبرها كخد
المرعزي من لينه عليها رحال ألواحها من ياقوت ودفوفها من ذهب وثيابها من سندس واستبرق فينيخونها
ويقولون ربنا أرسلنا إليكم لتزوروه فيركبوها فهي أسرع من الطائر وأوطأ من الفراش نجباء من غير مهنة
يسير الرجل إلى جنب أخيه وهو يكلمه ويناجيه لا يصيب اذن راحلة منها اذن صاحبتها ولا تزل راحلة بزل
صاحبتها حتى أن الشجرة لتنحى عن طرقهم لئلا يفرق بين الرجل وأخيه فيأتون إلى الرحمن الرحيم فيسفر
لهم عن وجهه الكريم حتى ينظروا إليه فإذا رأوه قالوا اللهم أنت السلام ومنك السلام وحق لك الجلال
والاكرام ويقول عز وجل عند ذلك انا السلام ومنى السلام وعليكم حقت رحمتي ومحبتي مرحبا بعبادي
الذين خشوني بالغيب وأطاعوا أمري فيقولون ربنا انا لم نعبدك حق عبادتك ولم نقدرك حق قدرك فأذن لنا في
السجود قدامك فيقول الله عز وجل انها ليست بدار نصب ولا عبادة ولكنها دار ملك ونعيم وإني قد رفعت عنكم
نصب العبادة فسلوني ما شئتم فان لكل رجل منكم أمنيته فيسألونه حتى أن أقصرهم أمنية ليقول رب تنافس
أهل الدنيا في دنياهم فتضايقوا فيها رب فائتني كل شئ كانوا فيه من يوم خلقتها إلى أن انتهت الدنيا فيقول الله
عز وجل لقد قصرت بك أمنيتك ولقد سالت دون منزلتك هذا لك منى وسأتحفك بمنزلتي لأنه ليس في غطائي نكد
ولا تصربد ثم يقول اعرضوا على عبادي ما لم تبلغ أمانيهم ولم يخطر لهم على بال فيعرضون عليهم حتى تقصر بهم
أمانيهم التي في أنفسهم فيكون فيما يعرضون عليهم براذين مقرنة على كل أربعة منهم سرير من ياقوتة واحدة على
كل منها قبة من ذهب مفرغة في كل قبة منها فرش من فرش الجنة مظاهرة في كل قبة منها جاريتان من الحور العين
على كل جارية منهن ثوبان من ثياب الجنة وليس في الجنة ألوان الا وهو فيهما ولا ريح طيبة الا وقد عبقتا به ينفذ
ضوء وجوههما غلظ القبة حتى يظن من يراهما انهما من دون القبة يرى مخهما من فوق أسرتهما كالسلك
الأبيض من ياقوتة حمراء يريان له من الفضل على صاحبته كفضل الشمس على الحجارة أو أفضل ويرى هو لهما
مثل ذلك ثم يدخل إليهما فيجيئانه ويقبلانه ويعانقانه ويقولان له والله ما ظننا ان الله يخلق مثل ذلك ثم يأمر
الله تعالى الملائكة فيسيرون بهم صفا في الجنة حتى ينتهى كل رجل منهم إلى منزله الذي أعد له * وأخرج ابن أبي
حاتم من وجه آخر عن وهب بن منبه رضي الله عنه عن محمد بن علي بن الحسين بن فاطمة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ان في الجنة شجرة يقال لها طوبى لو يسير الراكب الجواد في ظلها لسار فيه مائة عام قبل ان يقطعه
وورقها برود خضر وزهرها رباط صفر واقتادها سندس واستبرق وثمرها حلل خضر وصمغها زنجبيل وعسل
وبطحاؤها ياقوت أحمر وزمرد أخضر وترابها مسك وعنبر وكافور أصفر وحشيشها زعفران منبع والأجوج
ناججان في غير وقود ينفجر من أصلها أنهارها السلسبيل والمعين في الرحيق وظلها مجلس من مجالس أهل الجنة
يألفونه ومتحدث يجمعهم فبينما هم يوما في ظلها يتحدثون إذ جاءتهم ملائكة يقودون نجبا جبلت من الياقوت ثم نفخ
فيها الروح مزمومة بسلاسل من ذهب كان وجوهها المصابيح نضارة وبرها خز أحمر ومرعز أحمر يخترطان لم ينظر
الناظرون إلى مثله حسنا وبهاء ولا من غير مهانة عليها رحال ألواحها من الدر والياقوت مفضضة باللؤلؤ والمرجان
60

فأناخوا إليهم تلك النجائب ثم قالوا لهم ربكم يقرئكم السلام ويستزيدكم لتنظروا إليه وينظر إليكم وتحبونه
ويحبكم وتكلمونه ويكلمكم ويزيدكم من فضله وسعته انه ذو رحمة واسعة وفضل عظيم فتحول كل رجل منهم على
راحلته حتى انطلقوا صفا واحدا معتدلا لا يفوت منه شئ ولا يفوت أذن ناقة اذن صاحبتها ولا بركة ناقة بركة
صاحبها ولا يمرون بشجرة من أشجار الجنة الا أتحفتهم بثمرها ورجلت لهم عن طريقها كراهية ان تثلم صفهم
أو تفرق بين رجل ورفيقه فلما دفعوا إلى الجبار تعالى سفر لهم عن وجهه الكريم وتجلى لهم في عظمته العظيم
يحييهم بالسلام فقالوا ربنا أنت السلام ومنك السلام لك حق الجلال والاكرام قال لهم ربهم انا السلام
ومنى السلام ولى حق الجلال والاكرام فمرحبا بعبادي الذين حفظوا وصيتي ورعوا عهدي وخافوني بالغيب
وكانوا منى على كل حال مشفقين قالوا ما وعزتك وعظمتك وجلالك وعلو مكانك وما قدرناك حق قدرك ولا
أدينا إليك كل حقك فائذن لنا بالسجود لك قال لهم ربهم انى قد وضعت عنكم مؤنة العبادة وأرحت لكم
أبدانكم طالما نصبتم لي الأبدان وأعنتم لي الوجوه فالآن أفضتم إلى روحي ورحمتي وكرامتي وطولي وجلالي
وعلو مكاني وعظمة شأني فما يزالون في الأماني والعطايا والمواهب حتى أن المقصر منهم في أمنيته ليتمنى مثل
جميع الدنيا منذ يوم خلقها الله تعالى إلى يوم يفنيها قال لهم ربهم لقد قصرتم في أمانيكم ورضيتم بدون ما يحق
لكم فقد أوجبت لكم ما سألتم وتمنيتم وألجقت بكم وزدتكم ما قصرت عنه أمانيكم فانظروا إلى مواهب ربكم
التي وهبكم فإذا بقباب في الرفيق الأعلى وغرف مبنية من الدر والمرجان أبوابها من ذهب وسررها من ياقوت
وفرشها من سندس واستبرق ومنابرها من نور يفور من أبوابها وأعراصها نور مثل شعاع الشمس عنده مثل
الكوكب الدري في النهار المضئ وإذا بقصور شامخة في أعلى عليين من الياقوت يزهر نورها فلولا انه مسخر
اذن لالتمع الابصار فما كان من تلك القصور من الياقوت الأبيض فهو مفروش بالحرير الأبيض وما كان منها
من الياقوت الأحمر فهو مفروش بالعبقري وما كان منها من الياقوت الأخضر فهو مفروش بالسندس
الأخضر وما كان منها من الياقوت الأصفر فهو مفروش بالارجوان الأصفر مبوبة بالزمرد الأخضر والذهب
الأحمر والفضة البيضاء قواعدها وأركانها من الجوهر وشرفها قباب من لؤلؤ وبروجها غرف من المرجان فلما
انصرفوا إلى ما أعطاهم ربهم قربت لهم براذين من ياقوت أبيض منفوخ فيها الروح بجنبها الولدان المخلدون
بيد كل وليد منهم حكمة برذون من تلك البراذين ولجمها وأعنتها من فضة بيضاء منظومة بالدر والياقوت
سروجها سرر موضونة مفروشة بالسندس والاستبرق فانطلقت بهم تلك البراذين تزف بهم وتطؤ رياض الجنة
فلما انتهوا إلى منازلهم وجدوا الملائكة قعودا على منابر من نور ينتظرونهم ليزوروهم ويصافحوهم ويهنوهم
كرامة ربهم فلما دخلوا قصورهم وجدوا فيها جميع ما تطاول به عليهم ربهم مما سألوا وتمنوا وإذا على باب كل قصر
من تلك القصور أربعة جنان جنتان ذواتا أفنان وجنتان مدهامتان وفيهما عينان نضاختان وفيهما من كل
فاكهة زوجان وحور مقصورات في الخيام فلما تبوؤا منازلهم واستقروا اقرارهم قال لهم ربهم هل وجدتم ما وعد
ربكم حقا قالوا نعم وربنا قال هل رضيتم بثواب ربكم قالوا ربنا رضينا فارض عنا قال برضاي عنكم حللتم داري
ونظرتم إلى وجهي وصافحتم ملائكتي فهنيئا هنيئا لكم عطاء غير مجذوذ ليس فيه تنغيص ولا تصريد فعند ذلك
قالوا الحمد لله الذين اذهب عنا الحزن وأدخلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ان ربنا
لغفور شكور * وأخرج عبد بن حميد عن زيد مولى بنى مخزوم قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول إن في
الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها واقرؤا ان شئتم وظل ممدود فبلغ ذلك كعبا رضي الله عنه فقال
صدق والذي أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمد صلى الله عليه وسلم لو أن رجلا ركب حقة أو جذعة ثم دار
بأصل تلك الشجرة ما بلغها حتى يسقط هرما ان الله عز وجل غرسها بيده ونفخ فيها من روحه وان أفنانها
من وراء سور الجنة وما في الجنة نهر الا يخرج من أصل تلك الشجرة * وأخرج ابن جرير عن مغيث بن سمى رضي الله عنه
قال طوبى شجرة في الجنة لو أن رجلا ركب قلوصا جذعا أو جذعة ثم دار بها لم يبلغ المكان الذي ارتحل
منه حتى يموت هرما وما من أهل الجنة منزل الا غصن من تلك الشجرة متدل عليهم فإذا أرادوا ان يأكلوا من الثمرة
61

تدلى إليهم فيأكلون ما شاؤوا ويجئ الطير فيأكلون منه قديدا وشويا ما شاؤوا ثم يطير * وأخرج ابن أبي
شيبة عن أبي صالح رضي الله عنه قال طوبى شجرة في الجنة لو أن راكبا ركب حقة أو جذعة فأطاف بها ما بلغ ذلك
الموضع الذي ركب فيه حتى يقتله الهرم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ذكر عند النبي
صلى الله عليه وسلم طوبى فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر هل بلغك طوبى قال الله تعالى ورسوله اعلم قال
طوبى شجرة في الجنة لا يعلم طولها الا الله تعالى يسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا ورقها الحلل
يقع عليها الطير كأمثال البخت قال أبو بكر رضي الله عنه ان ذلك الطير ناعم قال أنعم منه من يأكله وأنت منهم يا أبا
بكر إن شاء الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى
شجرة في الجنة غرسها الله بيده ونفخ فيها من روحه وان أغصانها لترى من وراء سور الجنة تنبت الحلي والثمار
منهدلة على أفواهها * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد بن السرى في الزهد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مغيث بن سمى رضي الله عنه قال طوبى شجرة في الجنة ليس في الجنة دار الا يظلها
غصن من أغصانها فيه من ألوان الثمر ويقع عليها طيرا مثال البخت فإذا اشتهى الرجل طيرا دعاه فيقع على
خوانه فيأكل من إحدى جانبيه شواء والآخرة قديدا ثم يصير طائرا فيطير فيذهب * وأخرج ابن أبي الدنيا في
العزاء وابن أبي حاتم عن خالد بن معدان رضي الله عنه قال إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى كلها ضروع فمن مات
من الصبيان الذين يرضعون رضع من طوبى * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله
طوبى لهم قال غبطة وحسن مآب قال حسن مرجع * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه وحسن
مآب قال حسن منقلب * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه مثله * قوله تعالى (كذلك أرسلناك)
الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وهم يكفرون بالرحمن قال
ذكر لنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية حين صالح قريشا كتب في الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم
فقالت قريش أما الرحمن فلا نعرفه وكان أهل الجاهلية يكتبون باسمك اللهم فقال أصحابه دعنا نقاتلهم قال لا
ولكن اكتبوا كما يريدون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال هذا لما كاتب رسول الله
صلى الله عليه وسلم قريشا في الحديبية كتب بسم الله الرحمن الرحيم فقالوا لا نكتب الرحمن وما ندري ما الرحمن
وما نكتب الا باسمك اللهم فأنزل الله تعالى وهم يكفرون بالرحمن الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
واليه متاب قال توبتي * قوله تعالى (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال) الآية * أخرج الطبراني
وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ان كان كما تقول فأرنا
أشياخنا الأولى من الموتى نكلمهم وافسح لنا هذه الجبال جبال مكة التي قد ضمتنا فنزلت ولو أن قرآنا سيرت
به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عطية العوفي
رضي الله عنه قال قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم لو سيرت لنا جبال مكة حتى تتسع فنحرث فيها أو قطعت لنا
الأرض كما كان سليمان عليه السلام يقطع لقومه بالريح أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى عليه السلام يحيى
الموتى لقومه فأنزل الله تعالى ولو أن قرآنا سيرت به الجبال الآية إلى قوله أفلم ييأس الذين آمنوا قال أفلم يتبين الذين
آمنوا قالوا هل تروى هذا الحديث عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال قال المشركون من قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم لو وسعت لنا أودية مكة وسيرت
جبالها فاحترثناها وأحييت من مات منا واقطع به الأرض أو كلم به الموتى فأنزل الله تعالى ولو أن قرآنا * وأخرج
أبو يعلى وأبو نعيم في الدلائل وابن مردويه عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال لما نزلت وانذر عشيرتك
الأقربين صاح رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبى قبيس يا آل عبد مناف انى نذير فجاءته قريش فحذرهم
وأنذرهم فقالوا تزعم انك نبي يوحى إليك وأن سليمان عليه السلام سخرت له الريح والجبال وان موسى عليه
السلام سخر له البحر وان عيسى عليه السلام كان يحيى الموتى فادع الله أن يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا
62

الأرض أنهارا فنتخذها محارث فنزرع ونأكل والا فادع الله أن يحيى لنا الموتى فنكلمهم ويكلمونا والا فادع الله
أن يجعل هذه الصخرة التي تحتك ذهبا فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف فإنك تزعم انك كهيئتهم
فبينا نحن حوله إذ نزل عليه الوحي فلما سرى عنه الوحي قال والذي نفسي بيده لقد أعطاني الله ما سألتم ولو شئت
لكان ولكنه خيرني بين أن تدخلوا باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن
باب الرحمة ولا يؤمن مؤمنكم فاخترت باب الرحمة ويؤمن مؤمنكم وأخبرني ان أعطاكم ذلك ثم كفرتم يعذبكم عذابا
لا يعذبه أحدا من العالمين فنزلت وما منعنا أن نرسل بالآيات الا ان كذب بها الأولون حتى قرأ ثلاث آيات ونزلت
ولو أن قرآنا سيرت به الجبال الآية * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة ان هذه الآية ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو
قطعت به الأرض أو كلم به الموتى مكية * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولو أن قرآنا سيرت به
الجبال الآية قال قول كفار قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم سير جبالنا تتسع لنا أرضنا فإنها ضيقة أو قرب لنا
الشام فانا نتجر إليها أو أخرج لنا آباءنا من القبور نكلمهم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال قالوا سير بالقرآن الجبال قطع بالقرآن الأرض اخرج به موتانا * وأخرج ابن جرير عن
الضحاك رضي الله عنه قال قال كفار مكة لمحمد صلى الله عليه وسلم سير لنا الجبال كما سخرت لداود وقطع لنا الأرض
كما قطعت لسليمان عليه السلام فاغد بها شهرا ورح بها شهرا أو كلم لنا الموتى كما كان عيسى عليه السلام يكلمهم
يقول لم أنزل بهذا كتابا ولكن كان شيئا أعطيته أنبيائي ورسلي * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه قال قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان كنت نبيا كما تزعم
فباعد عن مكة أخشبيها هذين مسيرة أربعة أيام أو خمسة أيام فإنها ضيقة حتى نزرع فيها أو نرعى وابعث لنا آباءنا
من الموتى حتى يكلمونا ويخبرونا انك نبي أو احملنا إلى الشام أو إلى اليمن أو إلى الحيرة حتى نذهب ونجئ في ليلة
كما زعمت أنك فعلته فأنزل الله تعالى ولو أن قرآنا سيرت به الجبال الآية * وأخرج إسحاق وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله بل لله الامر جميعا لا يصنع من ذلك الا ما يشاء ولم يكن ليفعل * قوله تعالى (أفلم
ييأس) * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ أفلم ييأس
الذين آمنوا * وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قرأ أفلم يتبين
الذين آمنوا فقيل له انها في المصحف أفلم ييأس فقال أظن الكتاب كتبها وهو ناعس * وأخرج ابن جرير عن علي
رضي الله عنه انه كان يقرأ أفلم يتبين الذين آمنوا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما أفلم ييأس يقول يعلم * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن
الأزرق سأله عن قوله أفلم ييأس الذين آمنوا قال أفلم يعلم بلغة بنى مالك قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما
سمعت مالك بن عوف يقول *
لقد يئس الأقوام أنى أنا ابنه * وان كنت عن أرض العشيرة نائيا
* وأخرج ابن الأنباري عن أبي صالح رضي الله عنه قال في قوله أفلم ييأس الذين آمنوا قال أفلم يعلم بلغة هوازن
وأنشد قول مالك بن عوف النضري
أقول لهم بالشعب إذ ييأسونني * ألم تعلموا انى ابن فارس زهدم
* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما أفلم ييأس الذين آمنوا قال أفلم يعلم الذين آمنوا
* وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه أفلم ييأس الذين آمنوا قال ألم يعرف الذين آمنوا * وأخرج أبو الشيخ
عن ابن زيد رضي الله عنه أفلم ييأس أفلم يعلم ومن الناس من يقرؤها أفلم يتبين وانما هو 7 كالاستنقاء أفلم يعقلوا
ليعلموا ان الله يفعل ذلك لم ييأسوا من ذلك وهم يعلمون ان الله تعالى لو شاء فعل ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن أبي العالية رضي الله عنه أفلم ييأس الذين آمنوا قال قد يئس الذين آمنوا ان يهدوا ولو شاء الله لهدى
الناس جميعا * قوله تعالى (ولا يزال) الآية * أخرج الفريابي وابن جرير وابن مردويه بن طريق عكرمة
رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تصيبهم بما صنعوا قارعة قال السرايا * واخرج الطيالسي وابن
63

جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق سعيد بن جبير رضي الله عنه
عن ابن عباس عنهما في قوله ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة قال سرية أو تحل
قريبا من دارهم قال أنت يا محمد حتى يأتي وعد الله قال فتح مكة * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه
في قوله تصيبهم بما صنعوا قارعة قال سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تحل يا محمد قريبا من دارهم
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في الدلائل عن مجاهد رضي الله عنه قال
القارعة السرايا أو تحل قريبا من دارهم قال الحديبية حتى يأتي وعد الله قال فتح مكة * وأخرج ابن جرير عن
عكرمة رضي الله عنه في قوله ولا يزال الذين كفروا الآية قال نزلت بالمدينة في سرايا النبي صلى الله عليه وسلم
أو تحل أنت يا محمد قريبا من دارهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله تصيبهم بما صنعوا قارعة قال نكبة * وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق
العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تصيبهم بما صنعوا قارعة قال عذاب من السماء أو تحل قريبا من
دارهم يعنى نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وقتاله إياهم * أخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في
قوله أو تحل قريبا من دارهم قال أو تحل القارعة قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله قال يوم القيامة * قوله تعالى
(ولقد استهزئ برسل من قبلك) * أخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رجل
خلف النبي صلى الله عليه وسلم يحاكيه ويلمطه فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فقال كذلك فكن فرجع إلى أهله
فلبط به مغشيا شهرا ثم أفاق حين أفاق وهو كما حاكى رسول الله صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (أفمن هو قائم
على كل نفس بما كسبت) * أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أفمن هو قائم
على كل نفس بما كسبت قال يعنى بذلك نفسه * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء رضي الله عنه في قوله
أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت قال الله تعالى قائم بالقسط والعدل * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه
أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت قال ذلكم ربكم تبارك وتعالى قائم على بني آدم بأرزاقهم وآجالهم
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله أفمن هو قائم على كل نفس بما
كسبت قال الله عز وجل القائم على كل نفس بما كسبت على رزقها وعلى عملها وفى لفظ قائم على كل بر وفاجر
يرزقهم ويكلؤهم ثم يشرك به منهم من أشرك وجعلوا لله شركاء يقول آلهة معه قل سموهم ولو سموا آلهة لكذبوا
وقالوا في ذلك غير الحق لان الله تعالى واحد لا شريك له أم تنبؤنه بما لا يعلم في الأرض يقول لا يعلم الله تعالى في
الأرض إلها غيره أم بظاهر من القول يقول أم بباطل من القول وكذب * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن
جريج رضي الله عنه أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت يعنى بذلك نفسه يقول قائم على كل نفس على كل بر
وفاجر بما كسبت وعلى رزقهم وعلى طعامهم فانا على ذلك وهم عبيدي ثم جعلوا لي شركاء قل سموهم ولو سموهم
كذبوا في ذلك لا يعلم الله تعالى من إله غير الله فذلك قوله أم تنبؤنه بما لا يعلم في الأرض * وأخرج أبو الشيخ عن
ربيعة الجرشى رضي الله عنه أنه قام في الناس يوما فقال اتقوا الله في السرائر وما ترخى عليه الستور ما بال أحدكم
ينزع عن الخطيئة للنبطي يمر به والأمة من إمائه والله تعالى يقول أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ويحكم فأجلوا
مقام الله سبحانه وتعالى ما يؤمن أحدكم أن يمسخه قردا أو خنزيرا بمعصيته إياه فإذا هو خزى في الدنيا وعقوبة في
الآخرة فقال رجل من القوم والله الذي لا إله الا هو ليكونن ذاك يا ربيعة فنظر القوم من الحالف فإذا هو
عبد الرحمن بن غنم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله أم بظاهر من القول قال بظن بل زين للذين كفروا مكرهم قال قولهم * وأخرج ابن جرير وأبو
الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله أم بظاهر من القول قال الظاهر من القول هو الباطل * قوله تعالى (مثل
الجنة) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله مثل الجنة قال نعت الجنة ليس
للجنة مثل * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه في قوله أكلها دائم قال لذتها دائمة
في أفواههم * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن خارجة بن مصعب رضي الله عنه قال كفرت الجهمية بآيات من
64

القرآن قالوا ان الجنة تنفد ومن قال تنفد فقد كفر بالقرآن قال الله تعالى ان هذا لرزقنا ماله من نفاد وقال
لا مقطوعة ولا ممنوعة فمن قال إنها تنقطع فقد كفر وقال عطاء غير مجذوذ فمن قال إنها تنقطع فقد كفر وقال أكلها
دائم وظلها فمن قال إنها لا تدوم فقد كفر * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال ما من
شئ من ثمار الدنيا أشبه بثمار الجنة من الموز لأنك لا تطلبه في صيف ولا شتاء الا وجدته قال الله تعالى أكلها دائم
* قوله تعالى (والذين آتيناهم الكتاب) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
قتادة رضي الله عنه في قوله والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل إليك قال أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه
وسلم فرحوا بكتاب الله وبرسوله صلى الله عليه وسلم وصدقوا به ومن الأحزاب من ينكر بعضه يعنى اليهود
والنصارى والمجوس * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله والذين آتيناهم الكتاب
يفرحون بما انزل إليك قال هذا من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب يفرحون بذلك وقرأ ومنهم
من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به ومن الأحزاب من ينكر بعضه قال الأحزاب الأمم اليهود والنصارى والمجوس منهم
من آمن به ومنهم من أنكره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ومن
الأحزاب قال من أهل الكتاب من ينكر بعضه قال بعض القرآن * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله واليه مآب قال إليه مصير كل عبد * قوله تعالى (وكذلك
أنزلناه) الآية * أخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله مالك من الله من ولى ولا واق قال من أحد
يمنعك من عذاب الله تعالى * قوله تعالى (ولقد أرسلنا رسلا) الآية * أخرج ابن ماجة وابن المنذر وابن أبي
حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق قتادة عن الحسن عن سمرة قال نهى رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن التبتل وقرأ قتادة رضي الله عنه ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية * وأخرج
ابن أبي حاتم وابن مردويه عن سعد بن هشام قال دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت انى أريد ان أتبتل قالت
لا تفعل أما سمعت الله يقول ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
والترمذي عن أبي أيوب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع من سنن المرسلين التعطر
والنكاح والسواك والختان وأخرجه عبد الرزاق في المصنف بلفظ الختان والسواك والتعطر والنكاح من
سنتي * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله لكل أجل كتاب يقول لكل كتاب ينزل من
السماء أجل فيمحو الله من ذلك ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب * قوله تعالى (يمحو الله ما يشاء ويثبت)
الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال قالت قريش حين
أنزل وما كان لرسول أن يأتي بآية الا بإذن الله ما نراك يا محمد تملك من شئ ولقد فرغ من الامر فأنزلت هذه الآية
تخويفا لهم ووعيدا لهم يمحو الله ما يشاء ويثبت انا ان شئنا أحدثنا له من أمرنا ما شئنا ويحدث الله تعالى
في كل رمضان فيمحو الله ما يشاء ويثبت من أرزاق الناس ومصائبهم وما يعطيهم وما يقسم لهم * وأخرج
عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال ينزل الله تعالى في كل شهر رمضان إلى سماء الدنيا يدبر أمر السنة إلى
السنة في ليلة القدر فيمحو ما يشاء ويثبت الا الشقوة والسعادة والحياة والممات * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما يمحو الله ما يشاء هو الرجل يعمل الزمان بطاعة الله ثم يعود لمعصية الله
فيموت على ضلاله فهو الذي يمحو والذي يثبت الرجل يعمل بمعصية الله تعالى وقد سبق له خير حتى يموت وهو في
طاعة الله سبحانه وتعالى * وأخرج ابن جرير ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن
عباس رضي الله عنهما يمحو الله ما يشاء ويثبت قال من أحد الكتابين هما كتابان يمحو الله ما يشاء من أحدهما
ويثبت وعنده أم الكتاب أي جملة الكتاب * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن لله لوحا
محفوظا مسيرة خمسمائة عام من درة بيضاء له دفتان من ياقوت والدفتان لوحان لله كل يوم ثلاث وستون لحظة
يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والطبراني عن أبي
65

الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى ينزل في ثلاث ساعات يبقين من الليل
فينسخ الذكر في الساعة الأولى منها ينظر في الذكر الذي لا ينظر في أحد غيره فيمحو ما يشاء ويثبت ثم ينزل في
الساعة الثانية إلى جنة عدن وهي داره التي لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر لا يسكنها من بني آدم غير ثلاثة النبيين
والصديقين والشهداء ثم يقول طوبى لمن نزلك ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى السماء الدنيا بروحه وملائكته
فتنتفض فيقول قومي بعزتي ثم يطلع إلى عباده فيقول هل من مستغفر فاغفر له هل من داع فأجيبه حتى يصلى الفجر
وذلك قوله ان قرآن الفجر كان مشهودا يقول يشهده الله وملائكة الليل والنهار * وأخرج الطبراني في الأوسط
وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عمر رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يمحو الله ما
يشاء ويثبت الا الشقوة والسعادة والحياة والموت * وأخرج ابن سعد وابن جرير وابن مردويه عن الكلبي رضي الله عنه
في الآية قال يمحو من الرزق ويزيد فيه ويمحو من الاجل ويزيد فيه فقيل له من حدثك بهذا قال أبو صالح عن
جابر بن عبد الله بن رباب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال ذلك كل ليلة القدر يرفع ويخفض
ويرزق غير الحياة والموت والشقاوة والسعادة فان ذلك لا يزول * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن علي رضي الله عنه
انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقال له لأقرن عينيك بتفسيرها ولأقرن عين أمتي
بعدي بتفسيرها الصدقة على وجهها وبر الوالدين واصطناع المعروف يحول الشقاء سعادة ويزيد في العمر
ويقي مصارع السوء * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لا ينفع الحذر من القدر ولكن
الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر * وأخرج ابن جرير عن قيس بن عباد رضي الله عنه قال العاشر من رجب هو
يوم يمحو الله فيه ما يشاء * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن قيس بن عباد رضي الله عنه قال
لله أمر في كل ليلة العاشر من أشهر الحرم اما العشر من الأضحى فيوم النحر واما العشر من المحرم فيوم عاشوراء
واما العشر من رجب ففيه يمحو الله ما يشاء ويثبت قال ونسيت ما قال في ذي القعدة * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال وهو يطوف بالبيت اللهم ان كنت كتبت على شقاوة
أو ذنبا فامحه فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب فاجعله سعادة ومغفرة * وأخرج ابن أبي شيبة في
المصنف وابن أبي الدنيا في الدعاء عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ما دعا بعد قط بهذه الدعوات الا وسع الله له في
معيشته يا ذا المن ولا يمن عليه يا ذا الجلال والاكرام يا ذا الطول لا إله الا أنت ظهر اللاجين وجار المستجيرين ومأمن
الخائفين ان كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا فامح عنى اسم الشقاء وأثبتني عندك سعيدا وان كنت
كتبتني عندك في أم الكتاب محروما مقترا على رزقي فامح حرماني ويسر رزقي وأثبتني عندك سعيدا موفقا للخير
فإنك تقول في كتابك الذي أنزلت يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب * وأخرج ابن مردويه والبيهقي
في شعب الايمان عن السائب بن ملجان من أهل الشام وكان قد أدرك الصحابة رضي الله عنهم قال لما دخل عمر
رضي الله عنه الشام حمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ثم قال إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قام فينا خطيبا كقيامي فيكم فامر بتقوى الله وصلة الرحم وصلاح ذات البين وقال عليكم بالجماعة
فان يد الله على الجماعة وان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد لا يخلون رجل بامرأة فان الشيطان ثالثهما
ومن ساءته سيئته وسرته حسنته فهو أمارة المسلم المؤمن وأمارة المنافق الذي لا تسوءه سيئته ولا تسره حسنته ان
عمل خيرا لم يرج من الله في ذلك ثوابا وان عمل شرا لم يخف من الله في ذلك الشر عقوبة وأجملوا في طلب الدنيا فان
الله قد تكفل بأرزاقكم وكل سيتم له عمله الذي كان عاملا استعينوا الله على أعمالكم فإنه يمحو ما يشاء ويثبت
وعنده أم الكتاب صلى الله على نبينا محمد وآله وعليه السلام ورحمة الله السلام عليكم قال البيهقي رضي الله عنه
هذه خطبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أهل الشام أثرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن
مردويه والديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان أبو رومي من شر أهل زمانه وكان لا يدع شيئا من
المحارم الا ارتكبه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لئن رأيت أبا رومي في بعض أزقة المدينة لأضربن عنقه
66

وان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتاه ضيف له فقال لامرأته اذهبي إلى أبى رومي فخذي لنا منه بدرهم
طعاما حتى ييسره الله تعالى فقالت له انك لتبعثني إلى أبى رومي وهو من أفسق أهل المدينة فقال اذهبي فليس
عليك منه باس إن شاء الله تعالى فانطلقت إليه فضربت عليه الباب فقال من هذا قالت فلانة قال ما كنت لنا بزوارة
ففتح لها الباب فاخذها بكلام رفث ومد يده إليها فاخذها رعدة شديدة فقال لها ما شأنك قالت إن هذا عمل ما عملته
قط قال أبو رومي ثكلت أبا رومي أمه هذا عمل عمله منذ هو صغير لا تأخذه رعدة ولا يبالي على أبى رومي عهد
الله ان عاد لشئ من هذا أبدا فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بأبي رومي وأخذ يوسع
له المكان وقال له يا أبا رومي ما عملت البارحة فقال ما عسى ان أعمل يا نبي الله أنا شر أهل الأرض فقال النبي
صلى الله عليه وسلم ان الله قد حول مكتبك إلى الجنة فقال يمحو الله ما يشاء ويثبت * وأخرج يعقوب بن
سفيان وأبو نعيم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان أبو رومي من شر أهل زمانه وكان لا يدع شيئا من
المحارم الا ارتكبه فلما غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم من بعيد قال مرحبا
بأبي رومي واخذ يوسع له المكان فقال يا أبا رومي ما عملت البارحة قال ما عسى ان أعمل يا نبي الله أنا شر أهل الأرض
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان الله قد حول مكتبك إلى الجنة فقال يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب
* وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال إن الله ينزل كل شئ يكون
في السنة في ليلة القدر فيمحو ما يشاء من الآجال والأرزاق والمقادير الا الشقاء والسعادة فإنهما نابتان
* وأخرج ابن جرير عن منصور رضي الله عنه قال سالت مجاهدا رضي الله عنه فقلت أرأيت دعاء أحدنا يقول
اللهم ان كان اسمي في السعداء فأثبته فيهم وان كان في الأشقياء فامحه منهم واجعله في السعداء فقال حسن ثم
لقيته بعد ذلك بحول أو أكثر من ذلك فسألته عن ذلك فقال انا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل
أمر حكيم قال يعنى في ليلة القدر ما يكون في السنة من رزق أو مصيبة ثم يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء فاما كتاب
الشقاء والسعادة فهو ثابت لا يغير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يمحو الله
ما يشاء ويثبت قال الا الحياة والموت والشقاء والسعادة فإنهما لا يتغيران * وأخرج ابن جرير عن شقيق بن أبي
وائل قال كان مما يكثر أن يدعو بهؤلاء الدعوات اللهم ان كنت كتبتنا أشقياء فامحنا واكتبنا سعداء وان كنت
كتبتنا سعداء فأثبتنا فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني عن
ابن مسعود رضي الله عنه انه كان يقول اللهم ان كنت كتبتني في السعداء فأثبتني في السعداء وان كنت كتبتني في
الأشقياء فامحني من الأشقياء وأثبتني في السعداء فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب * وأخرج ابن جرير
عن كعب رضي الله عنه انه قال لعمر رضي الله عنه يا أمير المؤمنين لولا آية في كتاب الله لأنبأتك بما هو كائن إلى يوم
القيامة قال وما هي قال قول الله يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب * وأخرج ابن جرير عن الضحاك
رضي الله عنه في الآية قال يقول انسخ ما شئت واصنع في الآجال ما شئت وان شئت زدت فيها وان شئت
نقصت وعنده أم الكتاب قال جملة الكتاب وعلمه يعنى بذلك ما ينسخ منه وما يثبت * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في المدخل عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال
يبدل الله ما يشاء من القرآن فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدله وعنده أم الكتاب يقول وجملة ذلك عنده في أم
الكتاب الناسخ والمنسوخ وما يبدل وما يثبت كل ذلك في كتاب الله تعالى * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه
في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال هي مثل قوله ما ننسخ من آية أو ننساها نأت بخير منها أو مثلها وقوله وعنده أم
الكتاب أي جملة الكتاب وأصله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال يمحو الله ما يشاء مما
ينزل على الأنبياء ويثبت ما يشاء مما ينزل على الأنبياء وعنده أم الكتاب لا يغير ولا يبدل * وأخرج ابن
جرير عن ابن جريج رضي الله عنه يمحو الله ما يشاء قال ينسخ وعنده أم الكتاب قال الذكر * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال يمحو الله الآية
بالآية وعنده أم الكتاب قال أصل الكتاب * وأخرج ابن أبي جرير وابن أبي حاتم عن الحسن
67

رضي الله عنه في قوله لكل أجل كتاب قال أجل بني آدم في كتاب يمحو الله ما يشاء قال من جاء أجله ويثبت
قال من لم يجئ أجله بعد فهو يجرى إلى أجله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن
رضي الله عنه في الآية قال يمحو الله رزق هذا الميت ويثبت رزق هذا المخلوق الحي * وأخرج ابن جرير عن سعيد
ابن جبير رضي الله عنه في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت قال يثبت في البطن الشقاء والسعادة وكل شئ هو كائن
فيقدم منه ما يشاء ويؤخر ما يشاء * وأخرج الحاكم عن أبي الدرداء رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قرأ يمحو الله ما يشاء ويثبت مخففة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وعنده أم
الكتاب قال الذكر * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه وعنده الكتاب قال الذكر * وأخرج عبد
الرزاق وابن جرير عن سيار عن ابن عباس رضي الله عنهما انه سال كعبا رضي الله عنه عن أم الكتاب فقال
علم الله ما هو خالق وما خلقه عاملون فقال لعلمه كن كتابا فكان كتابا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه
وعنده أم الكتاب يقول عنده الذي لا يبدل * قوله تعالى (أولم يروا أنا نأتي الأرض) لآية * أخرج ابن
مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ننقصها من أطرافها قال
ذهاب العلماء * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة ونعيم بن حماد في الفتن وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ننقصها من أطرافها قال موت علمائها وفقهائها وذهاب
خيار أهلها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ننقصها من أطرافها قال موت
العلماء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله أولم يروا أنا
نأت الأرض ننقصها من أطرافها قال كان عكرمة يقول هو قبض الناس وكان الحسن يقول هو ظهور المسلمين
على المشركين * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من
أطرافها قال أولم يروا أنا نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم الأرض بعد الأرض * وأخرج ابن جرير وابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها يعنى بذلك ما فتح الله على محمد
صلى الله عليه وسلم فذلك نقصانها * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن الضحاك رضي الله عنه في قوله أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها قال يعنى ان نبي الله صلى الله عليه
وسلم كان ينتقص له ما حوله من الأرضين فينظرون إلى ذلك فلا يعتبرون وقال الله في سورة الأنبياء عليهم السلام
ننقصها من أطرافها فهم الغالبون قال بل نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه هم الغالبون * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن المنذر عن عطية رضي الله عنه في الآية قال نقصها الله من المشركين للمسلمين * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى رضي الله عنه في قوله ننقصها من أطرافها قال نفتحها لك من أطرافها * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك
رضي الله عنه أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها قال أولم يروا انا نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم أرضا بعد
أرض * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ننقصها من أطرافها
يقول نقصان أهلها وبركتها * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال انما تنقص
الأنفس والثمرات وأما الأرض فلا تنقص * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن
الشعبي رضي الله عنه في الآية قال لو كانت الأرض تنقص لضاق عليك حشك ولكن تنقص الأنفس والثمرات
* وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال هو الموت لو كانت الأرض تنقص لم تجد مكانا تجلس فيه
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أولم يروا أنا نأتي الأرض
ننقصها من أطرافها قال أولم يروا إلى القرية تخرب حتى يكون العمران في ناحية منها * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ننقصها من أطرافها قال خرابها * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبي
مالك رضي الله عنه ننقصها من أطرافها قال القرية تخرب ناحية منها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه
والله يحكم لا معقب لحكمه ليس أحد يتعقب حكمه فيرده كما يتعقب أهل الدنيا بعضهم حكم بعض فيرده
* قوله تعالى (لله المكر جميعا) * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه
68

وسلم يدعو بهذا الدعاء رب أعنى ولا تعن على وانصرني ولا تنصر على وامكر لي ولا تمكر على واهدني ويسر
الهدى إلى وانصرني على من بغى على * قوله تعالى (ويقول الذين كفروا) الآية * أخرج ابن مردويه عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أسقف من اليمن فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم هل تجدني في الإنجيل رسولا قال لا فأنزل الله قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب
يقول عبد الله بن سلام * وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق عبد الملك بن عمير ان محمد بن يوسف بن
عبد الله بن سلام قال قال عبد الله بن سلام قد أنزل الله في القرآن قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده
علم الكتاب * وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الملك بن عمير عن جندب رضي الله عنه قال جاء عبد الله بن
سلام رضي الله عنه حتى أخذ بعضادتي باب المسجد ثم قال أنشدكم بالله أتعلمون انى انا الذي أنزلت فيه ومن عنده
علم الكتاب قالوا اللهم نعم * وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عبد الله بن
سلام رضي الله عنه انه لقى الذين أرادوا قتل عثمان رضي الله عنه فناشدهم بالله فيمن تعلمون نزل قل كفى بالله
شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب قالوا فيك * وأخرج ابن سعد وابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر
عن مجاهد رضي الله عنه انه كان يقرأ ومن عنده علم الكتاب قال هو عبد الله بن سلام * وأخرج ابن جرير من
طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما ومن عنده علم الكتاب قال هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال كان من أهل
الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه منهم عبد الله بن سلام والجارود وتميم الداري وسلمان الفارسي
* وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن مردويه وابن عدي بسند ضعيف عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى
الله عليه وسلم قرأ ومن عنده علم الكتاب قال من عند الله علم الكتاب * واخرج تمام في فوائد وابن مردويه
عن عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ومن عنده علم الكتاب قال من عند الله علم الكتاب
* وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ ومن عنده
علم الكتاب يقول ومن عند الله علم الكتاب * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والنحاس في ناسخه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه انه سئل عن قوله ومن عنده علم الكتاب أهو عبد الله بن سلام
رضي الله عنه قال وكيف وهذه السورة مكية * وأخرج ابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه قال ما نزل في عبد الله
ابن سلام رضي الله عنه شئ من القرآن * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ومن عنده
علم الكتاب قال جبريل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه ومن عنده علم
الكتاب قال هو الله عز وجل * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الزهري رضي الله عنه قال كان عمر بن الخطاب
رضي الله عنه شديدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق يوما حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
يصلى فسمعه وهو يقرأ وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون حتى بلغ الظالمون
وسمعه وهو يقرأ يقول الذين كفروا لست مرسلا إلى قوله علم الكتاب فانتظره حتى سلم فأسرع في أثره فأسلم
* (سورة إبراهيم عليه السلام مكية) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة إبراهيم عليه السلام بمكة * وأخرج
ابن مردويه عن الزبير رضي الله عنه قال نزلت سورة إبراهيم عليه السلام بمكة * وأخرج النحاس في تاريخه
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سورة إبراهيم عليه السلام نزلت بمكة سوى آيتين منها نزلتا بالمدينة وهما
ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا الآيتين نزلتا في قتلى بدر من المشركين * قوله تعالى (كتاب أنزلناه إليك)
الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله لتخرج الناس من الظلمات إلى
النور قال من الضلالة إلى الهدى * قوله تعالى (الذين يستحبون) * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك
رضي الله عنه في قوله يستحبون قال يختارون * قوله تعالى (وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه) * أخرج
عبد بن حميد وأبو يعلى وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس
69

رضي الله عنهما قال إن الله فضل محمدا صلى الله عليه وسلم على أهل السماء وعلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
قيل ما فضله على أهل السماء قال إن الله قال لأهل السماء ومن يقل منهم انى إله من دونه فذلك نجزيه جهنم وقال
لمحمد صلى الله عليه وسلم ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر فكتب له براءة من النار قيل له فما فضله على
الأنبياء قال إن الله تعالى يقول وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم وما أرسلناك الا
كافة للناس فأرسله الإنس والجن * وأخرج أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم
يبعث الله نبيا الا بلغة قومه * وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال كان جبريل عليه السلام يوحى إليه بالعربية وينزل هو إلى كل نبي بلسان قومه * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه قال بلغة قومه
ان كان عربيا فعربيا وان كان عجميا فعجميا وان كان سريانيا فسريانيا ليبين لهم الذي أرسل الله إليهم ليتخذ
بذلك الحجة عليهم * وأخرج الخطيب في تالي التلحيص عن ابن عمر رضي الله عنهما وما أرسلنا من رسول الا
بلسان قومه قال أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم بلسان قومه عربي * واخرج ابن مردويه عن عثمان بن عفان
رضي الله عنه الا بلسان قومه قال نزل القرآن بلسان قريش * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال
نزل القرآن بلسان قريش * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سفيان الثوري رضي الله عنه قال لم ينزل وحى
الا بالعربية تم يترجم كل نبي لقومه بلسانهم قال ولسان يوم القيامة سريانية ومن دخل الجنة تكلم بالعربية
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر رضي الله عنه قال لا تأكلوا ذبيحة المجوس ولا ذبيحة نصارى العرب أترونهم أهل
الكتاب فإنهم ليسوا باهل كتاب قال الله تعالى وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم وانما أرسل عيسى
عليه السلام بلسان قومه وأرسل محمد صلى الله عليه وسلم بلسان قومه عربي فلا لسان عيسى عليه السلام أخذوا
ولا ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم اتبعوا فلا تأكلوا ذبائحهم فإنهم ليسوا باهل كتاب * قوله تعالى (ولقد أرسلنا
موسى بآياتنا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد وعطاء وعبيد بن عمير في قوله
ولقد أرسلنا موسى بآياتنا قال بالبينات التسع الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والعصا ويده والسنين
ونقص من الثمرات * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أن أخرج
قومك من الظلمات إلى النور قال من الضلالة إلى الهدى * وأخرج النسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي بن كعب رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وذكرهم بأيام الله قال بنعم الله وآلائه * وأخرج عبد الرزاق وابن
المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما وذكرهم بأيام الله قال نعم الله * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه قال لما نزلت وذكرهم بأيام الله قال وعظهم * وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الله بن سلمة
عن علي أو الزبير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فيذكرنا بأيام الله حتى نعرف ذلك في وجهه كأنما
بذكر قوما يصبحهم الامر غدوة أو عشية وكان إذا كان حديث عهد بجبريل عليه السلام لم يتبسم ضاحكا حتى
يرتفع عنه * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وذكرهم بأيام الله قال بالنعم التي أنعم بها عليهم
أنجاهم من آل فرعون وفلق لهم البحر وظلل عليهم الغمام وأنزل عليهم المن والسلوى * وأخرج ابن أبي حاتم
عن الربيع رضي الله عنه في قوله وذكرهم بأيام الله قال بوقائع الله في القرون الأولى * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور قال نعم العبد
عبد إذا ابتلى صبر وإذا أعطى شكر * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله لكل صبار شكور
قال وجدنا أصبرهم أشكرهم وأشكرهم أصبرهم * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان من طريق
أبى ظبيان عن علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال الصبر نصف الايمان واليقين الايمان كله قال فذكرت
هذا الحديث للعلاء بن يزيد رضي الله عنه فقال أو ليس هذا في القرآن ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور ان في
ذلك لآيات للموقنين * قوله تعالى (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن
70

الربيع رضي الله عنه في قوله وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم قال أخبرهم موسى عليه السلام عن ربه عز
وجل انهم ان شكروا النعمة زادهم من فضله وأوسع لهم في الرزق وأظهرهم على العالمين * وأخرج عبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم قال حق على الله ان
يعطى من سأله ويزيد من شكره والله منعم يحب الشاكرين فاشكروا لله نعمه * وأخرج ابن جرير عن الحسن
رضي الله عنه في قوله لئن شكرتم لأزيدنكم قال من طاعتي * وأخرج ابن المبارك وابن جرير وابن أبي حاتم
والبيهقي في شعب الايمان عن علي بن صالح رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن جرير وأبن أبى حاتم عن سفيان
الثوري رضي الله عنه في قوله لئن شكرتم لأزيدنكم قال لا تذهب أنفسكم إلى الدنيا فإنها أهون على الله من
ذلك ولكن يقول لئن شكرتم هذه النعمة انها منى لأزيدنكم من طاعتي * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي
في شعب الايمان عن أبي زهير يحيى بن عطارد بن مصعب عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما أعطى أحد أربعة فمنع أربعة ما أعطى أحد الشكر فمنع الزيادة لان الله تعالى يقول لئن شكرتم لأزيدنكم وما
أعطى أحد الدعاء فمنع الإجابة لان الله يقول ادعوني أستجب لكم وما أعطى أحد الاستغفار فمنع المغفرة لان الله
يقول استغفروا ربكم انه كان غفارا وما أعطى أحد التوبة فمنع التقبل لان الله يقول وهو الذي يقبل التوبة عن
عباده * وأخرج أحمد والبيهقي عن أنس رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم سائل فامر له بتمرة فلم
يأخذها وأتاه أخر فامر له بتمرة فقبلها وقال تمرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للجارية اذهبي إلى أم سلمة
فاعطيه الأربعين درهما التي عندها * وأخرج البيهقي عن أنس رضي الله عنه ان سائلا أتى النبي صلى الله عليه
وسلم فأعطاه تمرة فقال الرجل سبحان الله نبي من الأنبياء يتصدق بتمرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أما علمت أن
فيها مثاقيل ذر كثيرة فاتاه آخر فسأله فأعطاه تمرة فقال تمرة من نبي لا تفارقني هذه التمرة ما بقيت ولا أزال أرجو
بركتها أبدا فامر له النبي صلى الله عليه وسلم بمعروف وما لبث الرجل ان استغنى * وأخرج أبو نعيم في الحلية من
طريق مالك بن أنس عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين قال لما قال له سفيان الثوري رضي الله عنه لا أقوم حتى
تحدثني قال جعفر رضي الله عنه اما انى أحدثك وما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان إذا أنعم الله عليك بنعمة
فأحببت بقاءها ودوامها فأكثر من الحمد والشكر عليها فان الله تعالى قال في كتابه لئن شكرتم لأزيدنكم وإذا
استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار فان الله تعالى قال في كتابه استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء
عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين يعنى في الدنيا والآخرة ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا يا سفيان
إذا أحزنك أمر من سلطان أو غيره فأكثر من لا حول ولا قوة الا بالله فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة
* وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أربع من أعطيهن لم يمنع من الله أربعا من أعطى الدعاء لم يمنع الإجابة قال الله ادعوني استجب لكم ومن أعطى
الاستغفار لم يمنع المغفرة قال الله تعالى استغفروا ربكم انه كان غفارا ومن أعطى الشكر لم يمنع الزيادة قال الله
لئن شكرتم لأزيدنكم ومن أعطى التوبة لم يمنع القبول قال الله وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن
السيئات * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
أعطى الشكر لم يحرم الزيادة لان الله تعالى يقول لئن شكرتم لأزيدنكم ومن أعطى التوبة لم يحرم القبول
لان الله يقول وهو الذي يقبل التوبة عن عباده * وأخرج البخاري في تاريخه والضياء المقدسي في المختارة عن
أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهم خمسة لم يحرم خمسة من الهم الدعاء لم يحرم
الإجابة لان الله يقول ادعوني استجب لكم ومن الهم التوبة لم يحرم القبول لان الله يقول وهو الذي يقبل التوبة
عن عباده ومن الهم الشكر لم يحرم الزيادة لان الله تعالى يقول لئن شكرتم لأزيدنكم ومن الهم الاستغفار لم
يحرم المغفرة لان الله تعالى يقول استغفروا ربكم انه كان غفارا ومن الهم النفقة لم يحرم الخلف لان الله تعالى
يقول وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه * قوله تعالى (ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم) الآية * أخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه انه كان يقرؤها وعادا وثمودا والذين من بعدهم
71

لا يعلمهم الا الله قال كذب النسابون * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عمرو بن ميمون رضي الله عنه مثله
* وأخرج ابن الضريس عن أبي مجلز رضي الله عنه قال قال رجل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أنا أنسب الناس
قال إنك لا تنسب الناس قال بلى فقال له على رضي الله عنه أرأيت قوله تعالى وعادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين
ذلك كثيرا قال انا انسب ذلك الكثير قال أرأيت قوله ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من
بعدهم لا يعلمهم الا الله فسكت * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال
ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء؟ عد بن عدنان * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
بين عدنان وإسماعيل ثلاثون أبا لا يعرفون * قوله تعالى (جاءتهم رسلهم بالبينات) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال لما سمعوا كتاب الله عجبوا ورجعوا بأيديهم إلى أفواههم
وقالوا انا كفرنا بما أرسلتم به وانا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب يقولون لا نصدقكم فيما جئتم به فان عندنا فيه
شكا قويا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا
أيديهم في أفواههم قال كذبوا رسلهم بما جاؤوهم من البينات فردوه عليهم بأفواههم وقالوا انا لفي شك مما تدعوننا
إليه مريب وكذبوا ما في الله عز وجل شك أفيمن فطر السماوات والأرض وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات
رزقا لكم وأظهر لكم من النعم والآلاء المظاهرة ما لا يشك في الله عز وجل * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله فردوا أيديهم في أفواههم قال ردوا عليهم قولهم وكذبوهم * وأخرج عبد الرزاق
والفريابي وأبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه
فردوا أيديهم في أفواههم قال عضوا عليها وفى لفظ عضوا على أناملهم غيظا على رسلهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن
ابن زيد رضي الله عنه في قوله فردوا أيديهم في أفواههم قال ادخلوا أصابعهم في أفواههم قال وإذا غضب الانسان
عض على يده * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه في قوله فردوا أيديهم في أفواههم قال
هو التكذيب * قوله تعالى (قالت رسلهم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ويؤخركم
إلى أجل مسمى قال ما قد خط من الاجل فإذا جاء الاجل من الله لم يؤخر * قوله تعالى (وما لنا أن لا نتوكل على الله)
* أخرج الديلمي في مسند الفردوس عن أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا إذا أذاك البراغيث فخذ قدحا من ماء
واقرأ عليه سبع مرات وما لنا ان لا نتوكل على الله الآية ثم ترش حول فراشك * وأخرج المستغفري في الدعوات
عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أذاك البرغوث فخذ قدحا من ماء واقرأ عليه سبع
مرات وما لنا ان لا نتوكل على الله الآية فان كنتم مؤمنين فكفوا شركم وأذاكم عنا ثم ترشه حول فراشك فإنك تبيت
آمنا من شرها * قوله تعالى (وقال الذين كفروا لرسلهم) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال كانت الرسل والمؤمنون يستضعفهم قومهم ويقهرونهم ويكذبونهم
ويدعونهم إلى أن يعودوا في ملتهم فأبى الله لرسله والمؤمنين ان يعودوا في ملة الكفر وأمرهم ان يتوكلوا
على الله وأمرهم ان يستفتحوا على الجبابرة ووعدهم ان يسكنهم الأرض من بعدهم فأنجز الله لهم وعدهم
واستفتحوا كما أمرهم الله ان يستفتحوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
رضي الله عنه في قوله ولنسكننكم الأرض من بعدهم قال وعدهم النصر في الدنيا والجنة في الآخرة فبين الله
تعالى من يسكنها من عباده فقال ولمن خاف مقام ربه جنتان وان لله مقاما هو قائمه وان أهل الايمان خافوا
ذلك المقام فنصبوا ودأبوا الليل والنهار * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال لما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قوا أنفسكم وأهليكم نارا تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم
على أصحابه ذات ليلة فخر فتى مغشيا عليه فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده فإذا هو يتحرك فقال يا فتى
قل لا إله إلا الله فقالها فبشره بالجنة فقال أصحابه يا رسول الله أمن بيننا قال أما سمعتم قوله تعالى ذلك لمن خاف
مقامي وخاف وعيد وأخرج الحكيم والترمذي في نوادر الأصول وابن أبي حاتم وابن أبي الدنيا عن عبد العزيز
72

ابن أبي رواد رضي الله عنه قال بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم
وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ولفظ الحكيم لما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم هذه الآية تلاها على
أصحابه وفيهم شيخ ولفظ الحكيم فتى فقال يا رسول الله حجارة جهنم كحجارة الدنيا فقال النبي صلى الله عليه وسلم
والذي نفسي بيده لصخرة من صخر جهنم أعظم من جبال الدنيا فوقع مغشيا عليه فوضع النبي صلى الله عليه وسلم
يده على فؤاده فإذا هو حي فناداه فقال قل لا إله إلا الله فقالها فبشره بالجنة فقال أصحابه يا رسول الله أمن بيننا فقال
نعم يقول الله عز وجل ولمن خاف مقام ربه جنتان ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد * وأخرج الحاكم من طريق
حماد بن أبي حميد عن مكحول عن عياض بن سليمان رضي الله عنه وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم خيار أمتي فيما أنبأني الملا الأعلى قوم يضحكون جهرا في سعة رحمة ربهم ويبكون سرا من خوف عذاب
ربهم يذكرون ربهم بالغداة والعشي في البيوت الطيبة والمساجد ويدعونه بألسنتهم رغبا ورهبا ويسألونه
بأيديهم خفضا ورفعا ويقبلون بقلوبهم عودا وبدأ فمؤونتهم على الناس خفيفة وعلى أنفسهم ثقيلة يدأبون في
الليل حفاة على أقدامهم كدبيب النمل بلا مرح ولا بذخ يقرؤن القرآن ويقربون القربان ويلبسون الخلقان
عليهم من الله تعالى شهود حاضرة وعين حافظة يتوسمون العباد ويتفكرون في البلاد أرواحهم في الدنيا وقلوبهم
في الآخرة ليس لهم هم الا أمامهم أعدوا الجواز لقبورهم والجواز لسبلهم والاستعداد لمقامهم ثم تلا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد قال الذهبي رضي الله عنه هذا حديث عجب منكر وأحسبه
أدخل علي بن السماك رضي الله عنه يعنى شيخ الحاكم الذي حدثه به قال ولا وجه لذكره في هذا الكتاب يعنى
المستدرك قال وحماد ضعيف ولكن لا يحتمل مثل هذا ومكحول مدلس وعياض لا يدرى من هو انتهى * قوله
تعالى (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله واستفتحوا قال للرسل كلها يقول استنصروا وفى قوله وخاب كل جبار عنيد قال معاند للحق مجانب
له * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله واستفتحوا قال
استنصرت الرسل على قومها وخاب كل جبار عنيد يقول بعيد عن الحق معرض عنه أبى أن يقول لا إله إلا الله
* وأخرج ابن جرير عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه في قوله عنيد قال هو الناكب عن الحق * واخرج ابن أبي
حاتم عن كعب رضي الله عنه قال يجمع الله الخلق في صعيد واحد يوم القيامة الجن والإنس والدواب والهوام
فيخرج عنق من النار فيقول وكلت بالعزيز الكريم والجبار العنيد الذي جعل مع الله إلها آخر قال فيلقطهم كما
يلقط الطير الحب فيحتوي عليهم ثم يذهب بهم إلى مدينة من النار يقال لها كيت وكيت فيثورون فيها ثلثمائة
عام قبل القضاء * وأخرج الترمذي وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصران وأذنان يسمعان
ولسان ينطق فيقول انى وكلت بثلاثة بكل جبار عنيد وبكل من دعا مع الله إلها آخر وبالمصورين * وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد والبزار وأبو يعلى والطبراني في الأوسط وابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج عنق من النار يوم القيامة فيتكلم بلسان طلق ذلق له عينان يبصر بهما
ولسان يتكلم به فيقول انى أمرت بكل جبار عنيد ومن دعا مع الله إلها آخر ومن قتل نفسا بغير نفس فتنضم
عليهم فتقذفهم في النار قبل الناس بخمسمائة سنة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في جهنم واديا يقال له هبهب حق على الله ان يسكنه كل جبار * وأخرج الطستي
عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله كل جبار عنيد قال الجبار العيار والعنيد الذي
يعند عن حق الله تعالى قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول
مصر على الحنث لا تخفى شواكله * يا ويح كل مصر القلب جبار
* قوله تعالى (ويسقى من ماء صديد) * أخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن أبي الدنيا في صفة النار وأبو
يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو نعيم في الحلية وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث
73

والنشور عن أبي امامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ويسقى من ماء صديد يتجرعه قال يقرب
إليه فيتكرهه فإذا دنا منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره يقول
الله تعالى وسقوا ماء حميما فقطع أمعائهم وقال وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه * وأخرج ابن أبي
شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من ماء صديد قال ما يسيل بين جلد الكافر ولحمه * وأخرج عبد
ابن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ويسقى من ماء صديد قال القيح والدم * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث والنشور عن مجاهد في قوله من ماء صديد قال دم وقيح * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ويسقى من ماء
صديد قال ماء يسيل من بين لحمه وجلده * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه قال لو أن دلوا من صديد
جهنم دلي من السماء فوجد أهل الأرض ريحه لأفسد عليهم الدنيا * قوله تعالى (ويأتيه الموت) الآية
* أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويأتيه الموت من كل مكان قال أنواع العذاب وليس
منها نوع الا الموت يأتيه منه لو كان يموت ولكنه لا يموت لان الله لا يقضى عليهم فيموتوا * وأخرج ابن جرير
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت قال تعلق نفسه عند حنجرته فلا تخرج
من فيه فيموت ولا ترجع إلى مكانها من جوفه فيجد لذلك راحة فتنفعه الحياة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ميمون بن مهران رضي الله عنه في قوله ويأتيه الموت من كل مكان قال من كل عظم وعرق وعصب * وأخرج
أبو الشيخ في العظمة عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله ويأتيه الموت من كل مكان قال من كل عضو ومفصل
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه ويأتيه الموت من
كل مكان قال من كل موضع شعرة في جسده ومن ورائه عذاب غليظ قال الخلود * وأخرج ابن المنذر عن فضيل بن
عياض في قوله ومن ورائه عذاب غليظ قال حبس الأنفاس * قوله تعالى (مثل الذين كفروا بربهم) الآية
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد
قال الذين كفروا بربهم عبدوا غيره فأعمالهم يوم القيامة كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون على
شئ من أعمالهم ينفعهم كما لا يقدر على الرماد إذا أرسل في يوم عاصف * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضي الله عنه
في الآية قال مثل أعمال الكفار كرماد ضربته الريح فلم ير منه شئ فكما لم ير ذلك الرماد ولم يقدر منه على
شئ كذلك الكفار لم يقدروا من أعمالهم على شئ * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وعن ابن جريج رضي الله عنه
في قوله كرماد اشتدت به الريح قال حملته الريح * قوله تعالى (وبات بخلق جديد) * أخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ويأت بخلق جديد قال بخلق آخر * قوله تعالى (وبرزوا لله)
الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله فقال الضعفاء قال الاتباع للذين
استكبروا قال للقادة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله سواء علينا أجزعنا
أم صبرنا قال جزعوا مائة سنة وصبروا مائة سنة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال إن
أهل النار قال بعضهم لبعض تعالوا نبكي ونتضرع إلى الله تعالى فإنما أدرك أهل الجنة الجنة ببكائهم وتضرعهم
إلى الله فبكوا فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا تعالوا نصبر فإنما أدرك أهل الجنة الجنة بالصبر فصبروا صبرا لم ير مثله فلم
ينفعهم ذلك فعند ذلك قالوا سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن
مردويه عن كعب بن مالك رضي الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما أحسب في قوله سواء علينا أجزعنا
أم صبرنا ما لنا من محيص قال يقول أهل النار هلموا فلنصبر فيصبرون خمسمائة عام فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا
هلموا فلنجزع فيبكون خمسمائة عام فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص
* قوله تعالى (وقال الشيطان لما قضى الامر) الآية * أخرج ابن المبارك في الزهد وابن جرير وابن أبي حاتم
والطبراني وابن مردويه وابن عساكر بسند ضعيف عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا جمع الله الأولين والآخرين وقضى بينهم وفرغ من القضاء يقول المؤمنون قد قضى بيننا ربنا
74

وفرغ من القضاء فمن يشفع لنا إلى ربنا فيقولون آدم خلقه الله بيده وكلمه فيأتونه فيقولون قد قضى ربنا وفرغ
من القضاء قم أنت فاشفع إلى ربنا فيقول ائتوا نوحا فيأتون نوحا عليه السلام فيدلهم على إبراهيم عليه السلام
فيأتون إبراهيم عليه السلام فيدلهم على موسى عليه السلام فيأتون موسى عليه السلام فيدلهم على عيسى عليه
السلام فيأتون عيسى عليه السلام فيقول أدلكم على العربي الأمي فيأتوني فيأذن الله لي ان أقوم إليه فيثور
مجلسي من أطيب ريح شمها أحد قط حتى آتي ربى فيشفعني ويجعل لي نورا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي
ويقول الكافرون عند ذلك قد وجد المؤمنون من يشفع لهم ما هو الا إبليس فهو الذي أضلنا فيأتون إبليس
فيقولون قد وجد المؤمنين من يشفع لهم قم أنت فاشفع لنا فإنك أنت أضللتنا فيقوم إبليس فيثور مجلسه من
أنتن ريح شمها أحد قط ثم يعظم لجهنم ويقول عند ذلك أن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم الآية
* وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه في قوله وقال الشيطان لما قضى الامر الآية قال قام
إبليس يخطبهم فقال إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم إلى قوله ما أنا بمصرخكم يقول بمغن عنكم
شيئا وما أنتم بمصرخي انى كفرت بما أشركتمون من قبل قال فلما سمعوا مقالته مقتوا أنفسهم فنودوا لمقت الله
أكبر من مقتكم أنفسكم الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال
إذا كان يوم القيامة قام إبليس خطيبا على منبر من نار فقال إن الله وعدكم وعد الحق قوله وما أنتم بمصرخي قال
بناصري انى كفرت بما أشركتمون من قبل قال بطاعتكم إياي في الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن
الشعبي رضي الله عنه في هذه الآية قال خطيبان يقومان يوم القيامة إبليس وعيسى بن مريم فاما إبليس فيقوم
في حزبه فيقول هذا القول واما عيسى عليه السلام فيقول ما قلت لهم الا ما أمرتني به ان اعبدوا الله ربى وربكم
وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد * وأخرج ابن أبى
شيبة وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن من الناس من يذلله الشيطان كما يذلل أحدكم قعوده من
الإبل * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله ما انا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي قال ما أنا بنافعكم
وما أنتم بنافعي انى كفرت بما أشركتمون من قبل قال شركة عبادته * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة
رضي الله عنه في قوله ما انا بمصرخكم قال ما انا بمغيثكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله مصرخي قال بمغيثي * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله انى
كفرت بما أشركتموني من قبل يقول عصيت الله فيكم * قوله تعالى (وادخل الذين آمنوا) الآية * أخرج
ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله تحيتهم فيها سلام قال الملائكة يسلمون عليهم في الجنة
* قوله تعالى (ألم تر كيف ضرب الله مثلا) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في
الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة شهادة ان لا إله إلا الله
كشجرة طيبة وهو المؤمن أصلها ثابت يقول لا إله إلا الله ثابت في قول المؤمن وفرعها في السماء يقول يرفع بها
عمل المؤمن إلى السماء ومثل كلمة خبيثة وهي الشرك كشجرة خبيثة وهي الكافر اجتثت من فوق الأرض
مالها من قرار يقول الشرك ليس له أصل يأخذ به الكافر ولا برهان له ولا يقبل الله مع الشرك عملا * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ألم تر كيف ضرب الله مثلا الآية قال يعنى بالشجرة
الطيبة المؤمن ويعنى بالأصل الثابت في الأرض وبالفرع في السماء يكون المؤمن يعمل في الأرض ويتكلم فيبلغ
عمله وقوله السماء وهو في الأرض تؤتى أكلها كل حين باذن ربها يقول يذكر الله كل ساعة من الليل والنهار وفى
قوله ومثل كلمة خبيثة قال ضرب الله مثل الشجرة الخبيثة كمثل الكافر يقول إن الشجرة الخبيثة اجتثت من فوق
الأرض مالها من قرار يعنى ان الكافر لا يقبل عمله ولا يصعد إلى الله تعالى فليس له أصل ثابت في الأرض ولا فرع
في السماء يقول ليس له عمل صالح في الدنيا ولا في الآخرة * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن انس في قوله كلمة
طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت في الأرض وكذلك كان يقرؤها قال ذلك المؤمن ضرب مثله قال الاخلاص لله
وحده وعبادته لا شريك له أصلها ثابت قال أصل عمله ثابت في الأرض وفرعها في السماء قال ذكره في السماء
75

تؤتى أكلها كل حين قال يصعد عمله أول النهار وآخره ومثل كلمة خبيثة قال هذا الكافر ليس له عمل في الأرض
ولا ذكر في السماء اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار قال أعمالهم يحملون أوزارهم على ظهورهم
* وأخرج ابن جرير عن عطية العوفي في قوله ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة قال ذلك مثل المؤمن
لا يزال يخرج منه كلام طيب وعمل صالح يصعد إليه ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة قال ذلك مثل الكافر لا
يصعد له قول طيب ولا عمل صالح * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله كشجره طيبة إلى قوله
تؤتى أكلها كل حين قال تجتمع ثمرتها كل حين وهذا مثل المؤمن يعمل كل حين وكل ساعة من النهار وكل ساعة
من الليل وفى الشتاء وفى الصيف بطاعة الله قال وضرب الله مثل الكافر كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض
مالها من قرار يقول ليس لها أصل ولا فرع وليست لها ثمرة وليست فيها منفعة كذلك الكافر ليس يعمل
خيرا ولا يقوله ولم يجعل الله تعالى فيه بركة ولا منفعة له * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه
قال إن الله جعل طاعته نورا ومعصيته ظلمة ان الايمان في الدنيا هو النور يوم القيامة ثم انه لا خير في قول ولا
عمل ليس له أصل ولا فرع وانه قد ضرب مثل الايمان فقال والكفر ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة إلى قوله
وفرعها في السماء وانما هي الأمثال في الايمان والكفر فذكر ان العبد المؤمن المخلص هو الشجرة انما ثبت
أصله في الأرض وبلغ فرعه في السماء ان الأصل الثابت الاخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له ثم إن الفرع
هي الحسنة تم يصعد عمله أول النهار وآخره فهي تؤتى أكلها كل حين باذن ربها ثم هي أربعة أعمال إذا جمعها
العبد الاخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له وخشيته وحبه وذكره إذا جمع ذلك فلا تضره الفتن * وأخرج
ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور فقال أرأيت لو عمد
إلى متاع الدنيا فركب بعضها إلى بعض أكان يبلغ السماء أفلا أخبرك بعمل أصله في الأرض وفرعه في السماء
تقول لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد الله عشر مرات في دبر كل صلاة فذلك أصله في الأرض وفرعه في
السماء * وأخرج الترمذي والنسائي والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن
مردويه عن أنس رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع من بسر فقال مثل كلمة طيبة كشجرة
طيبة حتى بلغ تؤتى أكلها كل حين باذن ربها قال هي النخلة ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة حتى بلغ ما لها من
قرار قال هي الحنظلة * وأخرج عبد الرزاق والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والرامهرمزي في
الأمثال عن شعيب بن الحجاب رضي الله عنه قال كنا عند أنس فأتينا بطبق عليه رطب فقال أنس رضي الله عنه لأبي
العالية رضي الله عنه كل يا أبا العالية فان هذا من الشجرة التي ذكر الله في كتابه ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة
طيبة ثابت أصلها قال هكذا قرأها يومئذ أنس قال الترمذي رضي الله عنه هذا الموقوف أصح * وأخرج أحمد وابن
مردويه بسند جيد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله كشجرة طيبة قال هي التي لا ينقص ورقها هي
النخلة * وأخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا عند
النبي صلى الله عليه وسلم فقال أخبروني بشجرة مثل الرجل المسلم لا يتحات ورقها ولا ولا تؤتى أكلها كل حين باذن
ربها قال عبد الله رضي الله عنه فوقع في نفسي انها النخلة فأردت أن أقول هي النخلة فإذا أنا أصغر القوم وثم أبو
بكر وعمر رضي الله عنهما فلما لم يتكلما بشئ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي النخلة * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما نزلت هذه الآية ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أتدرون أي شجرة هذه قالوا الله ورسوله أعلم قال هي النخلة قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقلت
والذي انزل عليك الكتاب بالحق لقد وقع في نفسي انها النخلة ولكني كنت أصغر القوم لم أحب ان أتكلم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير * وأخرج ابن جرير وابن مردويه
عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل تدرون ما الشجرة الطيبة قال ابن عمر رضي الله عنهما
فأردت ان أقول هي النخلة فمنعني مكان عمر فقالوا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي
النخلة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله كشجرة طيبة قال هي النخلة * وأخرج
76

الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله كشجرة طيبة قال هي النخلة تؤتى أكلها كل حين قال بكرة وعشية * وأخرج ابن جرير عن مجاهد
في قوله كشجرة طيبة قال هي النخلة وقوله كشجرة خبيثة قال هي الحنظلة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
والرامهرمزي عن عكرمة رضي الله عنه في قوله كشجرة طيبة قال هي النخلة لا يزال فيها شئ ينتفع به اما ثمرة واما
حطب قال وكذلك الكلمة الطيبة تنفع صاحبها في الدنيا والآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله تؤتى أكلها كل حين قال كل ساعة بالليل والنهار والشتاء والصيف وذلك مثل المؤمن يطيع ربه
بالليل والنهار والشتاء والصيف * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما تؤتى أكلها قال يكون
أخضر ثم يكون أصفر * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تؤتى أكلها كل حين قال
جذاذ النخل * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما تؤتى
أكلها كل حين قال تطعم في كل ستة أشهر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه
انه سئل عن رجل حلف ان لا يصنع كذا وكذا إلى حين فقال إن من الحين حينا يدرك ومن الحين حينا لا يدرك
فالحين الذي لا يدرك قوله ولتعلمن نبأ بعد حين والحين الذي يدرك تؤتى أكلها كل حين باذن ربها وذلك من
حين تصرم النخلة إلى حين تطلع وذلك ستة أشهر * وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن
سعيد بن جبير قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال انى حلفت ان لا أكلم أخي حينا فقال ابن عباس رضي الله عنهما
أوقت شيئا قال لا قال فان الله تعالى يقول تؤتى أكلها كل حين باذن ربها فالحين سنة * وأخرج البيهقي في سننه عن علي
رضي الله عنه قال الحين ستة أشهر * وأخرج البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الحين قد يكون غدوة
وعشية * وأخرج ابن جرير من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما انه سئل عن رجل حلف
لا يكلم أخاه حينا قال الحين ستة أشهر ثم ذكر النخلة ما بين حملها إلى صرامها ستة أشهر * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر من طريق عكرمة قال قال ابن عباس رضي الله عنهما الحين حينان حين يعرف وحين لا يعرف فاما الحين
الذي لا يعرف فقوله ولتعلمن نبأه بعد حين وأما الحين الذي يعرف فقوله تؤتى أكلها كل حين * وأخرج ابن جرير
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله كل حين قال كل سنة * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه قال أرسل إلى عمر
ابن عبد العزيز فقال يا مولى ابن عباس انى حلفت ان لا أفعل كذا وكذا حينا فما الحين الذي يعرف به فقلت ان
من الحين حينا لا يدرك ومن الحين حين يدرك فاما الحين الذي لا يدرك فقول الله هل أتى على الانسان حين من
الدهر لم يكن شيئا مذكورا والله ما ندري كم أتى له إلى أن خلق وأما الذي يدرك فقوله تؤتى أكلها كي حين فهو
ما بين العام إلى العام المقبل فقال أصبت يا مولى ابن عباس ما أحسن ما قلت * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن سعيد بن المسيب قال الحين يكون شهرين والنخلة انما يكون حملها شهرين
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه تؤتى أكلها كل حين قال تؤكل
ثمرتها في الشتاء والصيف * وأخرج البيهقي عن قتادة رضي الله عنه في قوله تؤتى أكلها كل حين قال في كل سبعة
أشهر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تؤتى أكلها كل حين قال هو شجر جوز الهند
لا يتعطل من ثمرة يحمل في كل شهر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
كشجرة طيبة قال هي شجرة في الجنة وفى قوله كشجرة خبيثة قال هذا مثل ضربه الله لم يخلق الله هذه الشجرة على
وجه الأرض * وأخرج ابن مردويه عن عدى بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قلب
العباد ظهرا وبطنا فكان خير العرب قريشا وهي الشجرة المباركة التي قال الله في كتابه مثل كلمة طيبة يعنى
القرآن كشجرة طيبة يعنى بها قريشا أصلها ثابت يقول أصلها كبير وفرعها في السماء يقول الشرف الذي
شرفهم الله بالاسلام الذي هداهم الله له وجعلهم من أهله * وأخرج ابن مردويه من طريق حيان بن شعبة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله كشجرة خبيثة قال الشريان قلت لأنس وما الشريان قال الحنظل
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر حميد بن زياد الخراط في الآية قال الشجرة الخبيثة التي تحمل في المنكر
77

* وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قعد ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا هذه
الآية اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار فقالوا يا رسول الله نراه الكماة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الكماة من المن وماؤها شفاء للعين والعجوة من الجنة وهي شفاء من السم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله اجتثت من فوق الأرض قال استؤصلت من فوق الأرض
* وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال اعقلوا عن الله الأمثال * وأخرج ابن جرير عن قتادة
رضي الله عنه ان رجلا لقى رجلا من أهل العلم فقال ما تقول في الكلمة الخبيثة فقال ما أعلم لها في الأرض
مستقرا ولا في السماء مصعدا الا أن تلزم عنق صاحبها حتى يوافي بها القيامة * وأخرج ابن جرير من طريق
قتادة رضي الله عنه عن أبي العالية ان رجلا خالجت الريح رداءه فلعنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعنها
فإنها مأمورة وانه من لعن شيئا ليس له باهل رجعت اللعنة على صاحبها * قوله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا)
الآية * أخرج الطيالسي والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن البراء بن عازب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم إذا سئل في
القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله سبحانه يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة
الدنيا وفى الآخرة * وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب رضي الله عنه في قول الله يثبت الله الذين آمنوا
بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال ذلك في القبر ان كان صالحا وفق وان كان لا خير فيه وجد اثلة
* وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة في المصنف وأحمد بن حنبل وهناد بن السرى في الزهد وعبد بن حميد وأبو داود
وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في كتاب عذاب القبر عن البراء بن عازب رضي الله عنه
قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس
رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤسنا الطير وفى يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه
فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال
من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كان وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة
وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت ثم يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس
المطمئنة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء وان كنتم ترون
غير ذلك فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفى ذلك الحنوط
ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون على ملا من الملائكة
الا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونها في الدنيا حتى ينتهوا
بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى تنتهى
به إلى السماء السابعة فيقول الله اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها
أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول
ربى الله فيقولان له ما دينك فيقول ديني الاسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله
فيقولان له وما علمك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادى مناد من السماء ان صدق عبدي
فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره
ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول ابشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توحد
فيقول له من أنت فوجهك الوجه يجئ بالخير فيقول له أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة
حتى أرجع إلى أهلي ومالي قال وان العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الآخرة نزل إليه من
السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه
فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من
الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك السوح ويخرج منها كأنتن
78

ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملا من الملائكة الا قالوا ما هذا الروح
الخبيث فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا
فيستفتح فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفتح لهم أبواب السماء فيقول الله عز وجل
اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن
يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق فتعاد روحه في جسده
ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه
لا أدرى فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدرى فينادى مناد من السماء ان كذب
عبدي فافرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه
ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول ابشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول
من أنت فوجهك الوجه يجئ بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة * وأخرج ابن أبي شيبة عن
البراء بن عازب رضي الله عنه يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا قال التثبيت في الحياة الدنيا إذا
جاء الملكان إلى الرجل والقبر فقالا له من ربك قال ربى الله قال وما دينك قال ديني الاسلام قال ومن نبيك قال نبي
محمد فذلك التثبيت في الحياة الدنيا * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن ابن سعيد الخدري رضي الله عنه
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا
وفى الآخرة قال في الآخرة القبر * وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال المخاطبة في القبر من ربك وما دينك ومن نبيك
* وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله يثبت الله الذين آمنوا بالقول
الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال هذا في القبر * وأخرج البيهقي في عذاب القبر عن عائشة رضي الله عنها
قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بي يفتن أهل القبور وفيه نزلت يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت
* وأخرج البزار عن عائشة قالت قلت يا رسول الله تبتلى هذه الأمة في قبورها فكيف بي وانا امرأة ضعيفة قال يثبت
الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن البراء بن عازب عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال وذكر قبض روح المؤمن فيأتيه آت فيقول من ربك فيقول الله فيقول وما دينك فيقول
الاسلام فيقول ومن نبيك فيقول محمد ثم يسال الثانية فيقول مثل ذلك ثم يسال الثالثة ويؤخذ أخذا شديدا فيقول
مثل ذلك فذلك قول الله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في عذاب
القبر عن ابن عباس قال إن المؤمن إذا حضره الموت شهدته الملائكة فسلموا عليه وبشروه بالجنة فإذا مات مشوا
معه في جنازته ثم صلوا عليه مع الناس فإذا دفن أجلس في قبره فيقال له من ربك فيقول ربى الله فيقال له من رسولك
فيقول محمد فيقال له ما شهادتك فيقول أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد ان محمدا رسول الله فذلك قوله يثبت الله الذين
آمنوا الآية فيوسع له في قبره مد بصره وأما الكافر فتنزل الملائكة فيبسطوا أيديهم والبسط هو الضرب يضربون
وجوههم وأدبارهم عند الموت فإذا دخل قبره اقعد فقيل له من ربك فلم يرجع إليهم شيئا وأنساه الله ذكر ذلك وإذا
قيل له من الرسول الذي بعث إليكم لم يهتد له ولم يرجع إليهم شيئا فذلك قوله ويضل الله الظالمين * وأخرج ابن جرير
والطبراني والبيهقي في عذاب القبر عن ابن مسعود قال إن المؤمن إذا مات أجلس في قبره فيقال له من ربك وما دينك
ومن نبيك فيقول ربى الله وديني الاسلام ونبيي محمد فيوسع له قبره ويفرج له فيه ثم قرأ يثبت الله الذين آمنوا
بالقول الثابت الآية وان الكافر إذا دخل قبره أجلس فقيل له من ربك وما دينك ومن نبيكم فيقول لا أدرى فيضيق
عليه قبره ويعذب فيه ثم قرأ ابن مسعود ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن
منده والطبراني في الأوسط عن أبي قتادة الأنصاري قال إن المؤمن إذا مات أجلس في قبره فيقال له من ربك فيقول
الله فيقال له من نبيك فيقول محمد بن عبد الله فيقال له ذلك ثلاث مرات ثم يفتح له باب إلى النار فيقال له انظر إلى
منزلك لو زغت ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال له انظر إلى منزلك في الجنة ان ثبت وإذا مات الكافر أجلس في قبر
79

فيقال من ربك من نبيك فيقول لا أدرى كنت أسمع الناس يقولون فيقال له لا دريت ثم يفتح له باب إلى الجنة
فيقال انظر إلى منزلك لو ثبت ثم يفتح له باب إلى النار فيقال له انظر إلى منزلك إذ زغت فذلك قوله يثبت الله الذين
آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا قال لا إله إلا الله وفى الآخرة قال المسألة في القبر * وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا
في ذكر الموت وابن أبي عاصم في السنة والبزار وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في عذاب القبر بسند صحيح عن أبي
سعيد الخدري قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فقال يا أيها الناس ان هذه الأمة تبتلى في
قبورها فإذا الانسان دفن فتفرق عنه أصحابه جاء ملك في يده مطراق فأقعده قال ما تقول في هذا الرجل فان كان
مؤمنا قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقول له صدقت ثم يفتح له باب إلى النار فيقول له هذا
كان منزلك لو كفرت بربك فاما إذا آمنت فهذا منزلك فيفتح له باب إلى الجنة فيريد ان ينهض إليه فيقول له أسكن
ويفسح له في قبره وان كان كافرا أو منافقا قيل له ما تقول في هذا الرجل فيقول لا أدرى سمعت الناس يقولون
شيئا فيقول لا دريت ولا تليت ولا اهتديت ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول هذا منزلك لو آمنت بربك فاما إذا كفرت
به فان الله أبدلك منه هذا ويفتح له باب إلى النار ثم يقمعه مقمعة بالمطراق يسمعها خلق الله كلهم غير الثقلين
فقال بعض القوم يا رسول الله ما أحد يقوم عليه ملك في يد مطراق الا هبل عند ذلك فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يثبت الله الذي آمنوا بالقول الثابت * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن أبي هريرة قال
شهدنا جنازة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من دفنها وانصرف الناس قال إنه الآن يسمع خفق
نعالكم أتاه منكر ونكير عيناهما مثل قدور النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر وأصواتهما مثل
الرعد فيجلسانه فيسألانه ما كان يعبد ومن نبيه فان كان ممن يعبد الله قال كنت أ عبد الله ونبيي محمد صلى الله عليه
وسلم جاءنا بالبينات والهدى فآمنا به واتبعناه فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا
وفى الآخرة فيقال له على اليقين حييت وعليه مت وعليه تبعث ثم يفتح له باب إلى الجنة ويوسع له في حفرته وان
كان من أهل الشك قال لا أدرى سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيقال له على الشك حييت وعليه مت وعليه
تبعث ثم يفتح له باب إلى النار ويسلط عليه عقارب وتنانين لو نفخ أحدهم في الدنيا ما أنبتت شيئا تنهشه وتؤمر
الأرض فتنضم عليه حتى تختلف أضلاعه * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن
حبان والطبراني في الأوسط والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
والذي نفسي بيده ان الميت إذا وضع في قبره انه ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه فإذا كان مؤمنا كانت الصلاة
عند رأسه والزكاة عن يمينه والصوم عن شماله وفعل الخيرات والمعروف والاحسان إلى الناس من قبل رجليه
فيؤتى من قبل رأسه فيقول الصلاة ليس قبلي مدخل فيؤتى عن يمينه فتقول الزكاة ليس قبلي مدخل ويؤتى من قبل
شماله فيقول الصوم ليس قبلي مدخل ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات والمعروف والاحسان إلى
الناس ليس قبلي مدخل فيقال له اجلس فيجلس وقد مثلت له الشمس قد قربت للغروب فيقال أخبرنا عما
نسألك فيقول دعني حتى أصلى فيقال انك ستفعل فأخبرنا عما نسألك فيقول عم تسألوني فيقال له ما تقول في هذا
الرجل الذي كان فيكم يعنى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول أشهد انه رسول الله جاءنا بالبينات من عند ربنا فصدقنا
واتبعنا فيقال له صدقت على هذا حييت وعلى هذا مت وعليه تبعث إن شاء الله ويفسح له في قبره مد بصره فذلك
قول الله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة ويقال افتحوا له بابا إلى النار يقال هذا
كان منزلك لو عصيت الله فيزداد غبطة وسرورا فيعاد الجسد إلى ما بدا منه من التراب ويجعل روحه في النسيم
الطيب وهي طير خضر تعلق في شجر الجنة وأما الكافر فيؤتى في قبره من قبل رأسه فلا يوجد شئ فيؤتى من قبل
رجليه فلا يوجد شئ فيجلس خائفا مرعوبا فيقال له ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم وما تشهد به فلا يهدى
لاسمه فيقال محمد صلى الله عليه وسلم فيقول سمعت الناس يقولون شيئا فقلت كما قالوا فيقال له صدقت على هذا
حييت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فذلك قوله تعالى ومن أعرض
عن ذكرى فان له معيشة ضنكا فيقال افتحوا له بابا إلى الجنة فيفتح له باب إلى الجنة فيقال هذا كان منزلك وما أعد الله
80

لك لو كنت أطعته فيزداد حسرة وثبورا ثم يقال افتحوا له باب إلى النار فيفتح له باب إليها فيقال له هذا منزلك وما أعد
الله لك فيزداد حسرة وثبورا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال تلا رسول الله صلى
الله عليه وسلم يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال ذاك إذا قيل في القبر من ربك
وما دينك فيقول ربى الله وديني الاسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات والهدى من عند الله فآمنت به
وصدقت فيقال له صدقت على هذا عشت وعليه مت وعليه تبعث * وأخرج ابن جرير عن طاوس في قوله يثبت
الله الذين آمنوا بالقول الثابت الآية قال هي فتنة القبر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن المسيب بن رافع
رضي الله عنه في قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت الآية قال نزلت في صاحب القبر * وأخرج ابن جرير
عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال نزلت في الميت الذي يسأل في قبره عن النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج
ابن جرير عن مجاهد يثبت الله الذين آمنوا الآية قال هذا في القبر ومخاطبته * وأخرج ابن جرير وعبد الرزاق
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن طاوس رضي الله عنه يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا قال
لا إله إلا الله وفي الآخرة قال المسألة في القبر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير
والعمل الصالح وأما قوله وفى الآخرة ففي القبر * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم في قوله تعالى يثبت الله الذين آمنوا قال هو المؤمن في قبره عند محنته يأتيه ممتحناه فيقولان من ربك وما
دينك ومن نبيك فيقول الله ربى وديني الاسلام فيقولان ثبتك الله لما يحب ويرضى ويفسحان له في قبره مد البصر
ويفتحان له بابا إلى الجنة ويقولان نم قرير العين نومة الشاب النائم الآمن في خير مقبل وفيه نزلت أصحاب الجنة
يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا وأما الكافر فإنهما يقولان من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول لا أدرى
فيقولان لا دريت ولا اهتديت فيضربانه بسوط من النار يذعر لها كل دابة ما خلا الجن والإنس ثم يفتحان له بابا
إلى النار ويضيق عليه قبره حتى يخرج دماغه من بين أظفاره ولحمه * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع الميت في قبره جاءه ملكان فسألاه فقالا كيف تقول في هذا الرجل
الذي كان بين أظهركم الذي يقال له محمد فلقنه الله الثبات وثبات القبر خمس ان يقول العبد ربى الله وديني الاسلام
ونبي محمد أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم قال له اسكت فإنك عشت مؤمنا ومت مؤمنا
وتبعث مؤمنا ثم أرياه منزله من الجنة يتلألأ بنور عرش الرحمن * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن
مردويه من طريق قتادة رضي الله عنه عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان العبد إذا
وضع في قبره وتولى عنه أصحابه انه ليسمع قرع نعالهم يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل
زاد ابن مردويه الذي كان بين أظهركم الذي يقال له محمد صلى الله عليه وسلم قال فاما المؤمن فيقول اشهد أنه عبد
الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم فيراهما
جميعا قال قتادة رضي الله عنه وذكر لنا انه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضرا وأما المنافق والكافر
فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدرى كنت أقول كما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت
ويضرب بمطراق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه الا الثقلين * وأخرج أحمد وأبو داود وابن مردويه
والبيهقي في عذاب القبر عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذه الأمة تبتلى في قبورها
وان المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فسأله ما كنت تعبد فان الله هداه قال كنت أبو عبد الله فيقال له ما كنت تقول
في هذا الرجل فيقول هو عبد الله ورسوله فما يسأل عن شئ بعدها فينطلق إلى بيت كان له في النار فيقال له هذا
بيتك كان لك في النار ولكن الله عصمك ورحمك فأبدلك بيتا في الجنة فيقول دعوني حتى أذهب فابشر أهلي
فيقال له أسكن وان الكافر إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره فيقول له ما كنت تعبد فيقول لا أدرى فيقول له
ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول كنت أقول ما يقول الناس فيضربونه بمطراق من حديد بين اذنيه فيصيح
صيحة يسمعها الخلق الا الثقلين * وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط والبيهقي من طريق ابن
81

الزبير رضي الله عنه أنه سال جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن فتاني القبر فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فإذا ادخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه جاءه ملك شديد الانتهار فيقول له
ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول المؤمن أقول انه رسول الله وعبده فيقول له الملك انظر إلى مقعدك الذي كان
من النار قد أنجاك الله منه وأبدلك بمقعدك الذي ترى من النار مقعدك الذي ترى من الجنة فيراهما كليهما
فيقول المؤمن دعوني ابشر أهلي فيقال له أسكن وأما المنافق فيقعد إذا تولى عنه أهله فيقال له ما كنت تقول في
هذا الرجل فيقول لا أدرى أقول ما يقول الناس فيقال له لا دريت هذا مقعدك الذي كان لك من الجنة قد أبدلك
الله مكانه مقعدك من النار قال جابر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يبعث كل عبد في القبر
على ما مات المؤمن على ايمانه والمنافق على نفاقه * وأخرج ابن أبي عاصم في السنة وابن مردويه والبيهقي من
طريق أبى سفيان عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع المؤمن في قبره أتاه ملكان
فانتهراه فقام يهب كما يهب النائم فيقال له من ربك فيقول الله ربى والاسلام ديني ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي
فينادى مناد أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة فيقول دعوني أخبر أهلي فيقال له أسكن
* وأخرج البيهقي في كتاب عذاب القبر عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنت يا عمر
إذا انتهى بك إلى الأرض فحفر لك ثلاثة أذرع وشبر في ذراع وشبر ثم أتاك منكر ونكير أسودان
يجران شعرهما كأن أصواتهما الرعد القاصف وكأن أعينهما البرق الخاطف يحفران الأرض بأنيابهما
فأجلساك فزعا فتلتلاك وتوهلاك فقال يا رسول الله وأنا يومئذ على ما أنا عليه قال نعم قال أكفيكهما بإذن الله
يا رسول الله * وأخرج البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت
ليسمع خفق نعالهم حين يولون ثم يجلس فيقال له من ربك فيقول الله ربى ثم يقال له ما دينك فيقول الاسلام
ثم يقال له من نبيك فيقول محمد فيقال وما علمك فيقول عرفته وآمنت به وصدقت بما جاء به من الكتاب ثم
يفسح له في قبره مد البصر ويجعل روحه مع أرواح المؤمنين * وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال اسم الملكين اللذين يأتيان في القبر منكر ونكير * وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا
والطبراني والآجري في الشريعة وابن عدي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذكر فتاني القبر فقال عمر رضي الله عنه أترد إلينا عقولنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
نعم كهيئتكم اليوم فقال عمر بفيه الحجر * وأخرج ابن أبي داود في البعث والحاكم في التاريخ والبيهقي في عذاب
القبر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنت إذا كنت في أربعة
أذرع في ذراعين ورأيت منكرا ونكيرا قلت يا رسول الله وما منكر ونكير قال فتانا القبر يبحثان الأرض
بأنيابهما ويطآن في أشعارهما أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف معهما مرزبة لو
اجتمع عليها أهل أمتي لم يطيقوا رفعها هي أيسر عليهما من عصاي هذه فامتحناك فان تعاييت أو تلويت ضرباك
بها ضربة تصير بها رمادا قلت يا رسول الله وأنا على حالي هذه قال نعم قلت إذا أكفيكهما * وأخرج الترمذي
وحسنه وابن أبي الدنيا وابن أبي عاصم والآجري والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما منكر والآخر نكير فيقولان ما كنت تقول
في هذا الرجل فيقول ما كان يقول هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقولان قد
كنا نعلم أنك تقول هذا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه فيقال له نم فيقول ارجع إلى أهلي
فأخبرهم فيقولون نم كنومة العروس الذي لا يوقظه الا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك فان كان
منافقا قال سمعت الناس يقولون فقلت مثله لا أدرى فيقولون قد كنا نعلم أنك كنت تقول ذلك فيقال للأرض
التئمي عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك * وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه كيف أنت إذا رأيت منكرا ونكيرا
قال وما منكر ونكير قال فتانا القبر أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف يطآن في أشعارهما
82

ويحفران بأنيابهما معهما عصا من حديد لو اجتمع عليها أهل منى لم يقلوها * وأخرج البخاري عن أسماء بنت أبي
بكر رضي الله عنها انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه قد أوحى إلى انكم تفتنون في القبور فيقال
ما علمكم بهذا الرجل فاما المؤمن أو الموقن فيقول هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا فيقال له
قد علمنا أن كنت لمؤمنا ثم صالحا وأما المنافق أو المرتاب فيقول لا أدرى سمعت الناس يقولون شيئا فقلت * وأخرج أحمد
عن أسماء رضى الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ادخل الانسان قبره فان كان مؤمنا أحف
به عمله الصلاة والصيام فيأتيه الملك من نحو الصلاة فترده ومن نحو الصيام فيرده فيناديه اجلس فيجلس فيقول له ما
تقول في هذه الرجل يعنى النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال محمد قال اشهد أنه رسول الله فيقول وما يدريك أدركته
قال أشهد انه رسول الله فيقول على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث وان كان فاجرا أو كافرا جاءه الملك
وليس بينه وبينه شئ يرده فأجلسه وقال ما تقول في هذا الرجل قال أي رجل قال محمد فيقول والله ما أدرى سمعت
الناس يقولون شيئا فقلته فيقول له الملك على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعت ويسلط عليه دابة في قبره معها سوط
ثمرته جمرة مثل عرف البعير يضربه ما شاء الله لا تسمع صوته فترحمه * وأخرج أحمد والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها
قالت جاءت يهودية فاستطعمت على بابي فقالت أطعموني أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر
فلم أزل أحبسها حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ما تقول هذه اليهودية قال وما تقول قلت
تقول أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع يديه مدا يستعيذ
بالله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر ثم قال أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي الا قد حذر أمته وسأحذركموه
بحديث لم يحدثه نبي أمته انه أعور والله ليس باعور مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن وأما فتنة القبر فبي
تفتنون وعنى تسألون فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف ثم يقال له فيم كنت فيقول في
الاسلام فيقال هذا الرجل الذي كان فيكم فيقول محمد رسول الله جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه فيفرج
له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له انظر إلى ما وقاك الله ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى
زهرتها وما فيها فيقال هذا مقعدك منها ويقال على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله وإذا كان
الرجل السوء جلس في قبره فزعا مشعوفا فيقال له فيم كنت فيقول لا أدرى فيقال ما هذا الرجل الذي كان
فيكم فيقول سمعت الناس يقولون قولا فقلت كما قالوا فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال
انظر إلى ما صرف الله عنك ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا ويقال هذا مقعدك منها
على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله * وأخرج أحمد في الزهد وأبو نعيم في الحلية عن طاوس رضي الله عنه
قال إن الموتى يفتنون في قبورهم سبعا فكانوا يستحبون ان يطعم عنهم تلك الأيام * وأخرج ابن جرير
في مصنفه عن الحارث بن أبى الحرث عن عبيد بن عمير قال يفتن رجلان مؤمن ومنافق فاما المؤمن فيفتن سبعا واما
المنافق فيفتن أربعين صباحا * وأخرج ابن شاهين في السنة عن راشد بن سعد رضي الله عنه قال كان النبي صلى
الله عليه وسلم يقول تعلموا حجتكم فإنكم مسؤلون حتى أنه كان أهل البيت من الأنصار يحضر الرجل منهم الموت
فيوصونه والغلام إذا عقل فيقولون له إذا سألوك من ربك فقل الله ربى وما دينك فقل الاسلام ديني ومن نبيك فقل
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أبو نعيم عن انس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف
على قبر رجل من أصحابه حين فرغ منه فقال له انا لله وانا إليه راجعون اللهم نزل بك وأنت خير منزول به جاف
الأرض عن جنبيه وافتح أبواب السماء لروحه وأقبله منك بقبول حسن وثبت عند المسائل منطقه * وأخرج
أبو داود والحاكم والبيهقي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة عند قبر
وصاحبه يدفن فقال استغفروا لأخيكم واسالوا له التثبيت فإنه الآن يسئل * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن
مسعود رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على القبر بعد ما يستوي عليه فيقول اللهم نزل
بك صاحبنا وخلف الدنيا خلف ظهره اللهم ثبت عند المسألة منطقه ولا تبتله في قبره بما لا طاقة له به * وأخرج
الطبراني وابن منده عن أبي امامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مات أحد من إخوانكم
83

فسويتم التراب عليه فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل يا فلان بن فلانة فإنه يسمعه ولا يجيب ثم يقول يا فلان بن
فلانة فإنه يستوي قاعدا ثم يقول يا فلان بن فلانة فإنه يقول أرشدنا رحمك الله ولكن لا يشعرون فليقل أذكر
ما خرجت عليه من الدنيا شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد
صلى الله عليه وسلم نبيا وبالقرآن إماما فان منكرا ونكيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول انطلق بنا
ما يقعدنا عند من لقن حجته فيكون حجيجه دونهما قال رجل يا رسول الله فان لم يعرف أمه قال ينسبه إلى حواء
يا فلان ابن حواء * وأخرج ابن منده عن أبي امامة رضي الله عنه قال إذا مت فدفنتموني فليقم انسان عند رأسي
فليقل يا صدي بن عجلان أذكر ما كنت عليه في الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله * وأخرج
سعيد بن منصور عن راشد بن سعد وضمرة بن حبيب وحكيم بن عميرة قالوا إذ استوى على الميت قبره وانصرف الناس
عنه كان يستحب أن يقال للميت عند قبره يا فلان قل لا إله إلا الله ثلاث مرات يا فلان قل ربى الله وديني الاسلام
ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ثم ينصرف * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن عمرو بن مرة رضي الله عنه
قال كانوا يستحبون إذا وضع الميت في اللحد ان يقول اللهم أعذه من الشيطان الرجيم * وأخرج الحكيم
الترمذي عن سفيان الثوري رضي الله عنه قال إذا سئل الميت من ربك ترايا له الشيطان في صورة فيشير إلى نفسه
انى أنا ربك * وأخرج النسائي عن راشد بن سعد رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون
في قبورهم الا الشهيد فقال كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه
قال خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من الأشعريين سبع حجج فقال إن لهذا علينا حقا ادعوه
فليرفع إلينا حاجته فدعوه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ارفع إلينا حاجتك فقال يا رسول الله دعني حتى أصبح
فأستخير الله فلما أصبح دعاه فقال يا رسول الله أسألك الشفاعة يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبت
الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال فأعني على نفسك بكثرة السجود * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن المنذر عن ميمون بن أبي شبيب رضي الله عنه قال أردت الجمعة في زمان الحجاج فتهيأت للذهاب
وقلت أين أذهب أصلى خلف هذا فقلت مرة اذهب ومرة لا أذهب فناداني مناد من جهة البيت يا أيها الذين
آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله قال وجلست مرة أكتب كتابا فعرض لي شئ ان أنا
كتبته زين كتابي وكنت قد كذبت وان أنا تركته كان في كتابي بعض القبح وكنت قد صدقت فقلت مرة أكتبه
وقلت مرة لا أكتبه فاجمع رأيي على تركه فتركته فناداني مناد من جانب البيت يثبت الله الذين آمنوا بالقول
الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة الآية * قوله تعالى (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) الآيات * أخرج
عبد الرزاق وسعيد بن منصور والبخاري والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هم كفار أهل مكة * وأخرج البخاري
في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله ألم تر إلى الذين بدلوا
نعمة الله كفرا قال هما الأفجران من قريش بنو المغيرة وبنو أمية فاما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر وأما بنو أمية
فمتعوا إلى حين * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لعمر رضي الله عنه يا أمير المؤمنين
هذه الآية الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هم الأفجران من قريش أخوالي وأعمامك فاما أخوالي فاستأصلهم الله
يوم بدر وأما أعمامك فأملى الله لهم إلى حين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط
وابن مردويه والحاكم وصححه من طرق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله
كفرا قال هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة فاما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر وأما بنو أمية
فمتعوا إلى حين * وأخرج عبد الرزاق والفريابي والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف
وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن أبي الطفيل رضي الله عنه ان ابن الكواء رضي الله عنه
سال عليا رضي الله عنه من الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هم الفجار من قريش كفيتهم يوم بدر قال فمن الذين ضل
سعيهم في الحياة الدنيا قال منهم أهل حروراء * وأخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه انه سئل عن الذين بدلوا
84

نعمة الله كفرا قال بنو أمية وبنو مخزوم رهط أبى جهل * وأخرج ابن مردويه عن أرطاة رضي الله عنه سمعت
عليا رضي الله عنه على المنبر يقول الذين بدلوا نعمة الله كفرا الناس منها برآء غير قريش * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن أبى حسين رضي الله عنه قال قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال ألا أحد يسألني عن القرآن فوالله لو
أعلم اليوم أحدا أعلم به منى وان كان من وراء البحور لأتيته فقام عبد الله بن الكواء رضي الله عنه فقال من الذين
بدلوا نعمة الله كفرا قال هم مشركو قريش أتتهم نعمة الله الايمان فبدلوا قومهم دار البوار * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر والحاكم في الكنى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال
هم كفار قريش الذين نحروا يوم بدر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ألم تر إلى الذين
بدلوا نعمة الله كفرا قال هم المشركون من أهل بدر * وأخرج مالك في تفسيره عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه
في قوله ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هم كفار قريش الذين قتلوا يوم بدر * وأخرج ابن جرير عن عطاء
ابن يسار قال نزلت هذه الآية في الذين قتلوا من قريش يوم بدر ألم تر الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هم قريش
ومحمد النعمة * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا الآية
قال كنا نحدث أنهم أهل مكة أبو جهل وأصحابه الذين قتلهم الله يوم بدر * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال هو جبلة بن الأهيم والذين اتبعوه من العرب فلحقوا
بالروم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأحلوا قومهم دار البوار قال أحلوا
من أطاعهم من قومهم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله دار البوار قال النار
قال وقد بين الله ذلك وأخبرك به فقال جهنم يصلونها فبئس القرار * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم
عن قتادة في قوله جهنم يصلونها قال هي دارهم الآخرة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
في قوله وجعلوا لله أندادا قال أشركوا بالله * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبي رزين في قوله قل تمتعوا فان مصيركم
إلى النار قال تمتعوا إلى أجلكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال قال إن الله تعالى قد علم أن في الدنيا بيوعا وخلالا يتخالون بها في
الدنيا فلينظر رجل من يخالل وعلام يصاحب فان كان لله فليداوم وان كان لغير الله فليعلم ان كل خلة ستصير على
أهلها عداوة يوم القيامة الا خلة المتقين * قوله تعالى (وسخر لكم الانهار) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وسخر لكم الانهار قال بكل بلدة * قوله تعالى (وسخر لكم الشمس والقمر
دائبين) أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وسخر لكم الشمس والقمر دائبين قال دأبهما
في طاعة الله * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في كتاب العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الشمس
بمنزلة الساقية تجرى بالنهار في السماء في فلكها فإذا غربت جرت الليل في فلكها تحت الأرض حتى تطلع من
مشرقها وكذلك القمر * قوله تعالى (وآتاكم من كل ما سألتموه) * أخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة رضي الله عنه
في قوله وآتاكم من كل ما سألتموه قال من كل شئ رغبتم إليه فيه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن مجاهد رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن جرير عن الحسن وآتاكم من كل ما سألتموه قال من كل الذي
سألتموني تفسيره أعطاكم أشياء ما سألتموها ولم تلتمسوها * قوله تعالى (وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها)
* أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير والبيهقي في الشعب عن طلق بن حبيب رضي الله عنه قال إن حق الله أثقل من
أن يقوم به العباد وان نعم الله أكثر من أن تحسبها العباد ولكن أصبحوا توابين وأمسوا توابين * وأخرج ابن أبي
الدنيا والبيهقي عن بكر بن عبد الله رضي الله عنه قال ما قال عبد قط الحمد لله الا وجبت عليه نعمة يقول الحمد لله
فقيل فما جزاء تلك النعمة قال جزاؤها أن يقول الحمد لله فجاءت نعمة أخرى فلا تنفد نعم الله * وأخرج ابن أبي الدنيا
والبيهقي في الشعب عن سليمان التيمي رضي الله عنه قال إن الله أنعم على العباد على قدره وكلفهم الشكر على
قدرهم * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن بكر بن عبد الله المزني رضي الله عنه قال يا ابن آدم إذا أردت
أن تعرف قدر ما أنعم الله عليك فغمض عينيك * وأخرج البيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال من لم
85

يعرف نعمة الله عليه الا في مطعمه ومشربه فقد قل علمه وحضر عذابه * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن
سفيان بن عيينة رضي الله عنه قال ما أنعم الله على العباد نعمة أفضل من أن عرفهم لا إله إلا الله وان لا إله إلا الله
لهم في الآخرة كالماء في الدنيا * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن لله على أهل
النار منة فلو شاء أن يعذبهم باشد من النار لعذبهم * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن محمد بن صالح قال كان
بعض العلماء إذا تلا وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها قال سبحان من لم يجعل من معرفة نعمه الا المعرفة بالتقصير
عن معرفتها كما لم يجعل في أحد من ادراكه أكثر من العلم انه لا يدركه فجعل معرفة نعمه بالتقصير عن معرفتها
شكرا كما شكر علم العالمين انهم لا يدركونه فجعله ايمانا علما منه أن العباد لا يجاوزون ذلك * وأخرج ابن أبي
الدنيا والبيهقي عن أبي أيوب القرشي مولى بنى هاشم قال قال داود عليه السلام رب أخبرني ما أدنى نعمتك على
فأوحى الله يا داود تنفس فتنفس فقال هذا أدنى نعمتي عليك * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن وهب بن منبه
رضي الله عنه قال عبد الله عابد خمسين عاما فأوحى الله إليه انى قد غفرت لك قال يا رب وما تغفر لي ولم أذنب فأذن الله
تعالى لعرق في عنقه فضرب عليه فلم ينم ولم يصل ثم سكن فنام تلك الليلة فشكا إليه فقال ما لقيت من ضربان
العرق قال الملك ان ربك يقول إن عبادتك خمسين سنة تعدل سكون ذلك العرق * قوله تعالى (ان الانسان لظلوم
كفار) * أخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال اللهم اغفر لي ظلمي وكفري قال قائل
يا أمير المؤمنين هذا الظلم فما بال الكفر قال إن الانسان لظلوم كفار * قوله تعالى (وإذ قال إبراهيم رب اجعل)
الآيتين * أخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني
وبنى ان نعبد الأصنام قال فاستجاب الله تعالى لإبراهيم عليه السلام دعوته في ولده فلم يعبد أحد من ولده صنما بعد
دعوته وجعل هذا البلد آمنا ورزق أهله من الثمرات وجعله إماما وجعل من ذريته من يقيم الصلاة وتقبل دعاءه
وأراه مناسكه وتاب عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في
قوله رب إنهن أضللن كثيرا من الناس قال الأصنام فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم قال اسمعوا
إلى قول خليل الله إبراهيم عليه السلام لا والله ما كانوا لعانين ولا طعانين قال وكان يقال ان من أشرار عباد الله
كل لعان قال وقال نبي الله ابن مريم عليه السلام ان تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم
* وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم انى دعوت للعرب فقلت اللهم من لقيك منهم مؤمنا موقنا بك مصدقا بلقائك فاغفر له أيام حياته وهي دعوة
أبينا إبراهيم ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ومن أقرب الناس إلى لوائي يومئذ العرب * وأخرج أبو نعيم في الدلائل
عن عقيل بن أبي طالب ان النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاه الستة النفر من الأنصار جلس إليهم عند جمرة العقبة
فدعاهم إلى الله والى عبادته والموازرة على دينه فسألوه ان يعرض عليهم ما أوحى إليه فقرأ من سورة إبراهيم وإذ قال
إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبنى ان نعبد الأصنام إلى آخر السورة فرق القوم وأخبتوا حين سمعوا
منه ما سمعوا وأجابوه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن إبراهيم التيمي قال من يأمن البلاء بعد قول إبراهيم
واجنبني وبنى ان نعبد الأصنام * وأخرج عن سفيان بن عيينة قال لم يبعد أحد من ولد إسماعيل الأصنام لقوله
واجنبني وبنى ان نعبد الأصنام قيل فكيف لم يدخل ولد إسحاق وسائر ولد إبراهيم قال لأنه دعا لأهل هذا البلد ان
لا يعبدوا إذا سكنهم فقال اجعل هذا البلد آمنا ولم يدع لجميع البلدان بذلك وقال واجنبني وبنى ان نعبد الأصنام
فيه وقد خص أهله وقال ربنا انى أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك الحرام ربنا ليقيموا الصلاة * قوله
تعالى (ربنا انى أسكنت من ذريتي) الآية * أخرج الواقدي وابن عساكر من طريق عامر بن سعد عن أبيه قال
كانت سارة عليها السلام تحت إبراهيم عليه السلام فمكثت معه دهرا لا ترزق منه ولدا فلما رأيت ذلك وهبت له هاجر
أمة لها قبطية فولدت له إسماعيل عليه السلام فغارت من ذلك سارة رضي الله عنها فوجدت في نفسها وعتبت على
هاجر فحلفت ان تقطع منها ثلاثة أشراف فقال لها إبراهيم عليه السلام هل لك ان تبرى يمينك فقالت كيف
أصنع قال اثقبي أذنيها واخفضيها والخفض هو الختان ففعلت ذلك بها فوضعت هاجر رضي الله عنها في أذنيها
86

قرطين فازدادت بهما حسنا فقالت سارة رضي الله عنها أراني انما زدتها جمالا فلم تقاره على كونه معها ووجد بها
إبراهيم عليه السلام وجدا شديدا فنقلها إلى مكة فكان يزورها في كل يوم من الشام على البراق من شغفه بها
وقلة صبره عنها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ربنا انى أسكنت من ذريتي بواد غير ذي
زرع قال أسكن إسماعيل وأمه مكة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن إبراهيم عليه
السلام قال فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم لو قال فاجعل أفئدة الناس تهوى إليهم لغلبتكم عليه الترك
والروم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله واجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم قال
لو قال أفئدة الناس تهوى إليهم لازدحمت عليه فارس والروم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن
الحكم قال سالت عكرمة وطاوسا وعطاء بن أبي رباح من هذه الآية فقالوا البيت تهوى إليه قلوبهم يأتونه وفى
لفظ قالوا هواهم إلى مكة أن يحجوا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فاجعل أفئدة
من الناس تهوى إليهم قال تنزع إليهم * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن محمد بن مسلم الطائفي ان إبراهيم
عليه السلام لما دعا للحرم وارزق أهله من الثمرات نقل الله الطائف من فلسطين * وأخرج ابن أبي حاتم
عن الزهري رضي الله عنه قال إن الله تعالى نقل قرية من قرى الشام فوضعها بالطائف لدعوة إبراهيم عليه السلام
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة بواد غير ذي زرع قال مكة لم يكن بها زرع يومئذ * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ربنا انى أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك
المحرم وانه بيت طهره الله من السوء وجعله قبلة وجعله حرمه اختاره نبي الله إبراهيم عليه السلام لولده وقد ذكر
لنا ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال في خطبته ان هذا البيت أول من وليه ناس من طسم فعصوا واستخفوا
بحقه واستحلوا حرمته فأهلكهم الله ثم وليه ناس من جرهم فعصوا فيه واستخفوا بحقه واستحلوا حرمته فأهلكهم
الله ثم وليتموه معاشر قريش فلا تعصوا ولا تستخفوا بحقه ولا تستحلوا حرمته وصلاة فيه أفضل من مائة صلاة بغيره
والمعاصي فيه على قدر ذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فاجعل أفئدة
من الناس تهوى إليهم قال إن إبراهيم سال الله أن يجعل أناسا من الناس يهوون سكنى مكة * واخرج ابن أبي حاتم
عن السدى رضي الله عنه فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم يقول خذ بقلوب الناس إليهم فإنه حيث يهوى
القلب يذهب الجسد فلذلك ليس من مؤمن الا وقلبه معلق بحب الكعبة قال ابن عباس رضي الله عنهما لو أن
إبراهيم عليه السلام حين دعا قال اجعل أفئدة الناس تهوى إليهم لازدحمت عليه اليهود والنصارى ولكنه خص
حين قال أفئدة من الناس فجعل ذلك أفئدة المؤمنين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الشعب بسند
حسن عن ابن عباس قال لو كان إبراهيم عليه السلام قال فاجعل أفئدة الناس تهوى إليهم لحجه اليهود والنصارى
والناس كلهم ولكنه قال أفئدة من الناس فخص به المؤمنين * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة اللهم بارك لهم في صاعهم ومدهم واجعل أفئدة الناس تهوى
إليهم * قوله تعالى (ربنا انك تعلم ما نخفى وما نعلن) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ربنا انك تعلم ما نخفى من حب إسماعيل وأمه وما نعلن قال وما نظهر من الجفاء لهما * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق
قال هذا بعد ذاك بحين * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال بشر إبراهيم بعد سبع عشرة ومائة سنة
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي قال فلن يزال من
ذرية إبراهيم عليه السلام ناس على الفطرة يعبدون الله تعالى حتى تقوم الساعة * وأخرج ابن أبي حاتم عن
الشعبي رضي الله عنه قال ما يسرني بنصيبي من دعوة نوح وإبراهيم للمؤمنين والمؤمنات حر النعم * قوله تعالى
(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والخرائطي في مساوئ الأخلاق
عن ميمون بن مهران رضي الله عنه في قوله ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون قال هي تعزية للمظلوم
ووعيد للظالم * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كان في بني إسرائيل رجل
87

عقيم لا يولد له ولد فكان يخرج فإذا رأى غلاما من غلمان بني إسرائيل عليه حلى يخدعه حتى يدخله فيقتله ويلقيه
في مطمورة له فبينما هو كذلك إذ لقى غلامين أخوين عليهما حلى لهما فأدخلهما فقتلهما وطرحهما في مطمورة
له وكانت له امرأة مسلمة تنهاه على ذلك فتقول له انى أحذرك النقمة من الله تعالى وكان يقول لو أن الله آخذني
على شئ آخذني يوم فعلت كذا وكذا فتقول ان صاعك لم يمتلئ بعد ولو قد امتلأ صاعك أخذت فلما قتل الغلامين
الأخوين خرج أبوهما يطلبهما فلم يجد أحدا يخبره عنهما فأتى نبيا من أنبياء بني إسرائيل فذكر ذلك له فقال له
النبي عليه السلام هل كانت لهما لعبة يلعبان بها قال نعم كان لهما جرو فأتى بالجرو فوضع النبي عليه السلام خاتمه
بين عينيه ثم خلى سبيله وقال له أول دار يدخلها من بني إسرائيل فيها تبيان فاقبل الجرو يتخلل الدور به حتى دخل
دارا فدخلوا خلفه فوجدوا الغلامين مقتولين مع غلام قد قتله وطرحهم في المطمورة فانطلقوا به إلى النبي
عليه السلام فامر به ان يصلب فلما وضع على خشبته أتته امرأته فقالت يا فلان قد كنت أحذرك هذا اليوم
وأخبرك ان الله تعالى غير تاركك وأنت تقول لو أن الله آخذني على شئ آخذني يوم فعلت كذا وكذا فأخبرتك
أن صاعك بعد لم يمتلئ ألا وان صاعك هذا الا وان قد امتلأ * قوله تعالى (انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار)
* أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله انما يؤخرهم ليوم
تشخص فيه الابصار قال شخصت فيه والله أبصارهم فلا ترتد إليهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله مهطعين قال يعنى بالاهطاع النظر من غير أن تطرف مقنعي رؤسهم قال الاقناع رفع رؤسهم
لا يرتد إليهم طرفهم قال شاخصة أبصارهم وأفئدتهم هواء ليس فيها شئ من الخير فهي كالخربة * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه مهطعين قال مديمي النظر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر
عن قتادة مهطعين قال مسرعين * وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن
الأزرق قال له أخبرني عن قوله مهطعين ما المهطع قال الناظر قال فيه الشاعر
إذ دعانا فأهطعنا لدعوته * داع سميع فلفونا وساقونا
قال فأخبرني عن قوله مقنعي رؤسهم ما المقنع قال الرافع رأسه قال فيه كعب بن زهير
هجان وحمر مقنعات رؤسها * وأصفر مشمول من الزهر فاقع
* وأخرج ابن الأنباري عن تميم بن حذام رضي الله عنه في قوله مهطعين قال هو التجميح والعرب تقول للرجل إذا
قبض ما بين عينيه لقد جح * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله مقنعي
رؤسهم قال رافعي رؤسهم يجيئون وهم ينظرون لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء تمور في أجوافهم إلى حلوقهم
ليس لها مكان تستقر فيه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأفئدتهم
هواء قال ليس فيها شئ خرجت من صدورهم فشبت في حلوقهم * وأخرج ابن أبي شبية وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مرة رضي الله عنه وأفئدتهم هواء قال متخرقة لا تعي شيئا * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي
صالح رضي الله عنه قال يحشر الناس هكذا ووضع رأسه وأمسك بيمينه على شماله عند صدر * قوله تعالى
(وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
رضي الله عنه في قوله وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب يقول أنذرهم في الدنيا من قبل ان يأتيهم العذاب * وأخرج
ابن جرير عن مجاهد في قوله وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب قال يوم القيامة فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى
أجل قريب قال مدة يعملون فيها من الدنيا أولم تكونوا أقسمتم من قبل لقوله وأقسموا بالله جهد ايمانهم
لا يبعث الله من يموت مالكم من زوال قال الانتقال من الدنيا إلى الآخرة * وأخرج ابن جرير عن محمد بن
كعب القرظي رضي الله عنه قال بلغني ان أهل النار ينادون ربنا أخرنا إلى اجل قريب نجب دعوتك ونتبع
الرسل فرد عليهم أولم تكونوا قسمتم من قبل مالكم من زوال إلى قوله لتزول منه الجبال * واخرج ابن المنذر
عن ابن عباس في قوله مالكم من زوال عما أنتم فيه إلى ما تقولون * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله مالكم
من زوال قال بعث بعد الموت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
88

رضي الله عنه في قوله وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم قال سكن الناس في مساكن في قوم نوح وعاد وثمود
وقرون بين ذلك كثيرة ممن هلك من الأمم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال قال قد والله بعث الله
رسله وأنزل كتبه وضرب لكم الأمثال فلا يصم فيها الا الأصم ولا يخيب فيها الا الخائب فاعقلوا عن الله أمره
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم
قال عملتم بمثل أعمالهم * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وضربنا لكم الأمثال قال الأشباه
* قوله تعالى (وان كان مكرهم لتزول منه الجبال) اخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وان كان مكرهم
يقول ما كان مكرهم لتزول منه الجبال * وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن الحسن رضي الله عنه
قال أربعة أحرف في القرآن وان كان مكرهم لتزول منه الجبال ما كان مكرهم وقوله لاتخذناه من لدنا ان كنا فاعلين
ما كنا فاعلين وقوله ان كان للرحمن ولد ما كان للرحمن ولد وقوله ولقد مكناهم في ما ان مكناهم فيه ما مكناكم فيه
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وان كان مكرهم يقول
شركهم كقوله تكاد السماوات ينفطرن منه * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله وان كان مكرهم لتزول
منه الجبال قال هو كقوله وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات ينفطرن منه وتنشق الأرض
وتخر الجبال هدا * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ان الحسن كان يقول كان أهون على الله وأصغر
من أن تزول منه الجبال يصفهم بذلك قال قتادة رضي الله عنه وفى مصحف عبد الله بن مسعود وان كان مكرهم
لتزول منه الجبال وكان قتادة رضي الله عنه يقول عند ذلك تكاد السماوات ينفطرن منه وتنشق الأرض وتخر
الجبال هدا أي لكلامهم ذلك * وأخرج أبو حميد وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر كان يقرأ وان
كان مكرهم بالنون لتزول رفع اللام الثانية وفتح الأولى * وأخرج ابن الأنباري عن الحسن انه كان يقرأ وان كان
مكرهم لتزول بكسر اللام الأولى وفتح الثانية ويقول فان مكرهم أهون وأضعف من ذلك * وأخرج ابن الأنباري
في المصاحف عن عمر بن الخطاب انه قرأ وان كاد مكرهم لتزول منه الجبال يعنى بالدال * وأخرج ابن المنذر وابن
الأنباري عن علي بن أبي طالب انه كان يقرأ وان كان مكرهم * وأخرج ابن الأنباري عن أبي بن كعب أنه قرأ وان
كان مكرهم * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس أنه قرأ وان كاد مكرهم * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر
عن ابن عباس انه قرأ وان كان مكرهم قال وتفسيره عنده تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال
هذا أن دعوا للرحمن ولدا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد انه كان يقرأ لتزول بفتح اللام الأولى ورفع الثانية
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
انه قرأ هذه الآية وان كان مكرهم لتزول منه الجبال ثم فسرها فقال إن جبارا من الجبابرة قال لا انتهى حتى انظر
إلى ما في السماء فامر بفراخ النسور تعلف اللحم حتى شبت وغلظت وأمر بتابوت فنجر يسبع رجلين ثم جعل في
وسطه خشبة ثم ربط أرجلهن بأوتاد ثم جوعهن ثم جعل على رأس الخشبة لحما ثم دخل هو وصاحبه في التابوت
ثم ربطهن إلى قوائم التابوت ثم خلى عنهن يردن اللحم فذهبن به ما شاء الله تعالى ثم قال لصاحبه افتح فانظر ماذا
ترى ففتح فقال انظر إلى الجبال كأنها الذباب قال أغلق فأغلق فطرن به ما شاء الله ثم قال افتح ففتح فقال انظر
ماذا ترى فقال ما أرى الا السماء وما أراها تزداد الا بعدا قال صوب الخشبة فصوبها فانقضت تريد اللحم فسمع
الجبال هدتها فكادت تزول عن مراتبها * وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال أخذ الذي
حاج إبراهيم عليهم السلام في ربه نسرين صغيرين فرباهما حتى استغلظا ومن استعلجا وشبا فأوثق رجل كل واحد
منهما بوتر إلى تابوت وجوعهما وقعد هو ورجل آخر في التابوت ورفع في التابوت عصا على رأسه اللحم
فطارا وجعل يقول لصاحبه انظر ماذا ترى قال أرى كذا وكذا حتى قال أرى الدنيا كأنها ذباب قال صوب العصا
فصوبها فهبطا قال فهو قول الله تعالى وان كان مكرهم لتزول منه الجبال وكذلك هي في قراءة ابن مسعود
وان كان مكرهم لتزول منه الجبال * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه ان بخت نصر
جوع نسورا ثم جعل عليهن تابوتا ثم دخله وجعل رماحا في أطرافها واللحم فوقها فعلت تذهب نحو اللحم حتى
89

انقطع بصره من الأرض وأهلها فنودي أيها الطاغية أين تريد ففرق ثم سمع الصوت فوقه فصوب الرماح فقوضت
النسور ففزعت الجبال من هدتها وكادت الجبال ان تزول من حسن ذلك فذلك قوله وان كان مكرهم لتزول
منه الجبال كذا قرأها مجاهد * واخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير رضى الله تعالى عنه في الآية قال إن نمرود
صاحب النسور لعنه الله أمر بتابوت فجعل وجعل معه رجلا ثم أمر بالنسور فاحتمل فلما صعد قال لصاحبه أي
شئ ترى قال أرى الماء وجزيرة يعنى الدنيا ثم صعد فقال لصاحبه أي شئ ترى قال ما نزداد من السماء الا بعدا
قال اهبط * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي عبيدة ان جبارا من الجبابرة قال لا انتهى حتى انظر إلى من في السماء
فسلط عليه أضعف خلقه فدخلت بعوضة في أنفه فاخذه الموت فقال اضربوا رأسي فضربوه حتى نسروا دماغه
* وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله وان كان مكرهم لتزول منه الجبال
قال انطلق ناس وأخذوا هذه النسور فعلقوا عليها كهيئة التوابيت ثم أرسلوها في السماء فرأتها الجبال فظنت
انه شئ نزل من السماء فتحركت لذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال أمر الذي حاج إبراهيم
في ربه بإبراهيم فاخرج من مدينته فلقى لوطا على باب المدينة وهو ابن أخيه فدعاه فآمن به وقال انى مهاجر إلى ربى
وحلف نمرود أن يطلب إله إبراهيم فاخذ أربعة فراخ من فراخ النسور فرباهن بالخبز واللحم حتى إذا كبرن وغلظن
واستعلجن قرنهن بتابوت وقعد في ذلك التابوت ثم رفع رجلا من لحم لهن فطرن حتى إذا دهم في السماء أشرف
فنظر إلى الأرض والى الجبال تدب كدبيب النمل ثم رفع لهن اللحم ثم نظر فرأى الأرض محيطا بها بحركاتها فلكة في
ماء ثم رفع طويلا فوقع في ظلمة فلم ير ما فوقه ولم ير ما تحته فألقى اللحم فاتبعته منقضات فلما نظر الجبال إليهن قد أقبلن
منقضات وسمعن حفيفهن فزعت الجبال وكادت ان تزول من أمكنتها ولم يفعلن فذلك قولهم وقد مكروا مكرهم
وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال وهي في قراءة عبد الله بن مسعود وان كاد مكرهم فكان
طيورهن به من بيت المقدس ووقوعهن في جبال الدخان فلما رأى أنه لا يطيق شيئا أخذ في بنيان الصرح فبناه حتى
أسنده إلى السماء ارتقى فوقه ينظر يزعم إلى إله إبراهيم فأحدث ولم يكن يحدث وأخذ الله بنيانه من القواعد فخر
عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون يقول من مأمنهم وأخذهم من أساس الصرح
فتنقض بهم وسقط فتبلبلت ألسنة الناس يومئذ من الفزع فتكلموا بثلاثة وسبعين لسانا فلذلك سميت بابل
وكان قبل ذلك بالسريانية * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان الله عزيز ذو انتقام
قال عزيز والله في أمره يملي وكيده متين ثم إذا انتقم انتقم بقدره * قوله تعالى (يوم تبدل الأرض غير الأرض
والسماوات) * أخرج مسلم وابن جرير والحاكم والبيهقي في الدلائل عن ثوبان رضي الله عنه قال جاء حبر من
اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم هم في الظلمة دون الجسر * وأخرج أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه والحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت أنا أول الناس سأل رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية يوم تبدل الأرض غير الأرض قلت أين الناس يومئذ قال على الصراط
* وأخرج البزار وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله يوم تبدل الأرض غير الأرض قال أرض بيضاء كأنها فضة لم يسفك فيها دم
حرام ولم يعمل فيها خطيئة * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والطبراني وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن ابن مسعود في قوله يوم تبدل
الأرض غير الأرض قال تبدل الأرض أرضا بيضاء كأنها سبيكة فضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل عليها خطيئة
قال البيهقي الموقوف أصح * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن زيد بن ثابت قال أتى اليهود النبي صلى الله عليه
وسلم يسألونه فقال جاؤني يسألوني سأخبرهم قبل ان يسألوني يوم تبدل الأرض غير الأرض قال أرض بيضاء
كالفضة فسألهم فقالوا أرض بيضاء كالنقي * وأخرج ابن مردويه عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في
قوله يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات قال ارض بيضاء لم يعمل عليها خطيئة ولم يسفك عليها دم * وأخرج
90

ابن جرير وابن مردويه عن أنس بن مالك انه تلا هذه الآية يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات قال يبدلها
الله يوم القيامة بأرض من فضة لم يعمل عليها الخطايا ثم ينزل الجبار عز وجل عليها * وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة
الجنة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب في الآية قال تبدل الأرض من فضة والسماء من
ذهب * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله يوم تبدل الأرض غير الأرض زعم أنها تكون فضة * واخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات قال أرض كأنها فضة
والسماوات كذلك * وأخرج البيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يوم تبدل الأرض غير الأرض
والسماوات قال يزاد فيها وينقص منها وتذهب آكامها وجبالها وأوديتها وشجرها وما فيها تمد مد الأديم العكاظي
أرض بيضاء مثل الفضة لم يسفك فيها دم ولم يعمل عليها خطيئة والسماوات تذهب شمسها وقمرها ونجومها
وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير وابن مردويه عن سهل بن سعد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر
الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة نقى ليس فيها معلم لأحد * واخرج البخاري ومسلم وابن مردويه
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة
يتكفؤها الجبار بيده كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفرة نزلا لأهل الجنة قال فاتاه رجل من اليهود فقال بارك الله
عليك أبا القاسم الا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة قال تكون الأرض خبزة واحدة يوم القيامة كما قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال فنظر إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال الا أخبرك
بإدامهم قال بلى قال إدامهم ثور قالوا ما هذا قال هذا ثور بالام يأكل من زيادة كبدها سبعون ألفا * وأخرج ابن
مردويه عن أفلح مولى أبى أيوب رضي الله عنه ان رجلا من يهود سال النبي صلى الله عليه وسلم يوم تبدل الأرض
غير الأرض ما الذي تبدل به فقال خبرة فقال اليهودي در مكة بأبي أنت قال فضحك ثم قال قاتل الله يهود هل تدرون
ما الدرمكة لباب الخبز * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله يوم تبدل الأرض غير الأرض
قال تبدل الأرض خبزه بيضاء يأكل المؤمن ومن تحت قدميه * وأخرج البيهقي في البعث عن عكرمة رضي الله عنه
قال تبدل الأرض بيضاء مثل الخبزة يأكل منها أهل الاسلام حتى يفرغوا من الحساب * وأخرج ابن جرير عن محمد
ابن كعب القرظي في قوله يوم تبدل الأرض غير الأرض قال خبز يأكل منها المؤمنون من تحت أقدامهم * وأخرج
أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الدلائل عن أبي أيوب الأنصاري قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم حبر من
اليهود وقال أرأيت إذ يقول الله يوم تبدل الأرض غير الأرض فأين الخلق عند ذلك قال أضياف الله لن يعجزهم
ما لديه * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال بلغنا ان هذه الأرض تطوى والى جنبها أخرى يحشر
الناس منها إليها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي بن كعب في الآية قال تغير السماوات جنانا ويصير
مكان البخر نارا وتبدل الأرض غيرها * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال الأرض كلها نار يوم القيامة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله يوم تبدل الأرض غير الأرض الآية قال هذا يوم القيامة خلق سوى
الخلق الأول * وأخرج البخاري في تاريخه عن عائشة رض الله عنها انها سالت النبي صلى الله عليه وسلم أين
الأرض يوم القيامة قال هي رخام من الجنة * قوله تعالى (وترى المجرمين يومئذ مقرنين الأصفاد) * أخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله مقرنين في الأصفاد قال الكبول * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن
قتادة رضي الله عنه في قوله مقرنين في الأصفاد قال في القيود والأغلال * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن
جبير رضي الله عنه في قوله في الأصفاد قال في السلاسل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله في الأصفاد يقول في وثاق * قوله تعالى (سرابيلهم من قطران) الآية * أخرج
ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله سرابيلهم قال قمصهم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه
قال السرابيل القمص * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في
قوله من قطران قال قطران الإبل * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله من قطران قال هذا القطران يطلى به
حتى يشتعل نارا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من قطران قال
91

وهو النحاس المذاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
سرابيلهم من قطران قال من نحاس آن قال قد أنى لهم ان يعذبوا به * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
انه قرأ من قطران قال القطر الصفر والآن الحار * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن جرير وابن
المنذر عن عكرمة رضي الله عنه انه كان يقرؤها من قطر قال من صفر يحمى عليه آن قال قد انتهى جره * وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله وتغشى وجوههم النار قال تلفحهم فتحرقهم * وأخرج ابن أبي
شيبة وأحمد ومسلم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة إذا لم تتب
قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن أبي
امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة إذ لم تتب قبل موتها توقف في طريق بين الجنة
والنار سرابيلها من قطران وتغشى وجهها النار * قوله تعالى (هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا انما هو إله
واحد وليذكر أولو الألباب) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله هذا بلاغ للناس
قال القرآن ولينذروا به قال بالقرآن
* (سورة الحجر مكية) *
* أخرج النحاس في ناسخه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة الحجر بمكة * وأخرج
ابن مردويه عن ابن الزبير رضي الله عنه قال نزلت سورة الحجر بمكة * قوله تعالى (الر تلك آيات الكتاب قرآن
مبين) * أخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله الر والم قال فواتح يفتتح بها كلامه تلك آيات الكتاب
قال التوراة والإنجيل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله
الر تلك آيات الكتاب قال لكتب التي كانت قبل القرآن وقرآن مبين قال مبين والله هداه ورشده وخيره * قوله
تعالى (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) * أخرج ابن أبى حاتم من طريق السدى عن أبي مالك وأبى صالح
عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين قالوا ود
المشركون يوم بدر حين ضربت أعناقهم حين عرضوا على النار انهم كانوا مؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ربما يود
الذين كفروا قال ذلك يوم القيامة يتمنى الذين كفروا لو كانوا مسلمين قال موحدين * وأخرج ابن جرير عن أبن
مسعود رضي الله عنه في قوله ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين قال هذا في الجهنميين إذا رأوهم يخرجون من
النار * وأخرج سعيد بن منصور وهناد بن السرى في الزهد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي
في البعث والنشور عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما زال الله يشفع ويدخل الجنة ويشفع ويرحم حتى يقول
من كان مسلما فليدخل الجنة فذلك قوله ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين * وأخرج ابن المبارك في الزهد
وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث عن ابن عباس وأنس رضي الله عنهما انهما تذاكرا هذه
الآية ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين فقالا هذا حيث يجمع الله بين أهل الخطايا من المسلمين والمشركين
في النار فيقول المشركون ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون فيغضب الله لهم فيخرجهم بفضل رحمته * وأخرج
سعيد بن منصور وهناد والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين قال إذا
خرج من النار من قال لا إله إلا الله * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه بسند صحيح عن جابر بن عبد الله
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ناسا من أمتي يعذبون بذنوبهم فيكونون في النار ما شاء الله
ان يكونوا ثم يعيرهم أهل الشرك فيقولون ما نرى ما كنتم فيه من تصديقكم نفعكم فلا يبقى موحد الا أخرجه
الله تعالى من النار ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين * أخرج ابن أبى
عاصم في السنة وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم
من شاء الله من أهل القبلة قال الكفار للمسلمين ألم تكونوا مسلمين قالوا بلى قالوا فما أغنى عنكم الاسلام وقد
92

صرتم معنا في النار قالوا كانت لنا ذنوب فأخذنا بها فسمع الله ما قالوا فامر بكل من كان في النار من أهل القبلة
فاخرجوا فلما رأى ذلك من بقى من الكفار قالوا يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا ثم قرأ رسول الله صلى الله
عليه وسلم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين
كفروا لو كانوا مسلمين * وأخرج إسحاق وابن راهويه وابن حبان والطبراني وابن مردويه عن أبي سعيد
الخدري انه سئل هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية شيئا ربما يود الذين كفرا لو
كانوا مسلمين قال نعم سمعته يقول يخرج الله أناسا من المؤمنين من النار بعدما يأخذ نقمته منهم لما أدخلهم
الله النار مع المشركين قال لهم المشركون ألستم كنتم تزعمون أنكم أولياء الله في الدنيا فما بالكم معنا في النار فإذا
سمع الله ذلك منهم أذن في الشفاعة لهم فيشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون حتى يخرجوا بإذن الله فإذا رأى
المشركون ذلك قالوا يا ليتنا كنا مثلهم فتدركنا الشفاعة فنخرج معهم فذلك قول الله ربما يود الذين كفروا لو
كانوا مسلمين قال فيسمون في الجنة الجهنميين من أجل سواد في وجوههم فيقولون يا ربنا أذهب عنا هذا
الاسم فيأمرهم فيغتسلون في نهر الجنة فيذهب ذلك الاسم عنهم * وأخرج هناد بن السرى والطبراني في
الأوسط وأبو نعيم عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ناسا من أهل لا إله إلا الله
يدخلون النار بذنوبهم فيقول لهم أهل اللات والعزى ما أغنى عنكم قول لا إله إلا الله وأنتم معنا في النار فيغضب
الله لهم فيخرج فيلقيهم في نهر الحياة فيبرؤون من حرقهم كما يبرأ القمر من خسوفه فيدخلون الجنة ويسمون
فيها الجهنميين * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أول ما يأذن الله عز وجل له يوم
القيامة في الكلام والشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيقال له قل تسمع وسل تعطه قال فيخر ساجدا فيثنى
على الله ثناء لم يثن عليه أحد فيقال ارفع رأسك فيرفع رأسه فيقول أي رب أمتي أمتي فيخرج له ثلث من في النار
من أمته ثم يقال قل تسمع وسل تعط فيخر ساجدا فيثنى على الله ثناء لم يثنه أحد فيقال ارفع رأسك فيرفع رأسه
ويقول أي رب أمتي أمتي فيخرج له ثلث آخر من أمته ثم يقال له قل تسمع وسل تعط فيخر ساجدا فيثنى على الله
ثناء لم يثنه أحد فيقال ارفع رأسك فيرفع رأسه ويقول رب أمتي أمتي فيخرج له الثلث الباقي فقيل للحسن ان أبا
حمزة يحدث بكذا وكذا فقال يرحم الله أبا حمزة نسى الرابعة قيل وما الرابعة قال من ليست له حسنة لا إله إلا الله
فيقول رب أمتي أمتي فيقال له يا محمد هؤلاء ينجيهم الله برحمته حتى لا يبقى أحد ممن قال لا إله إلا الله فعند ذلك يقول
أهل جهنم مالنا من شافعين ولا صديق حميم فلو ان كنا كره فنكون من المؤمنين وقوله ربما يود الذين كفروا لو
كانوا مسلمين * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال يقوم نبيكم رابع أربعة فيشفع فلا يبقى
في النار الا من شاء الله من المشركين فذلك قوله ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين * وأخرج ابن أبي حاتم
وابن شاهين في السنة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أصحاب
الكبائر من موحدي الأمم كلها الذين ماتوا على كبائرهم غير نادمين ولا تائبين من دخل منهم جهنم لا تزرق
أعينهم ولا تسود وجوههم ولا يقرنون بالشياطين ولا يغلون بالسلاسل ولا يجرعون الحميم ولا يلبسون القطران
حرم الله أجسادهم على الخلود من أجل التوحيد وصورهم على النار من أجل السجود فمنهم من تأخذه النار إلى
قدميه ومنهم من تأخذه النار إلى عقبيه ومنهم من تأخذه النار إلى فخذيه ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته ومنهم
من تأخذه النار إلى عنقه على قدر ذنوبهم وأعمالهم ومنهم من يمكث فيها شهرا ثم يخرج منها ومنهم من يمكث فيها
سنة ثم يخرج منها وأطولهم فيها مكثا بقدر الدنيا منذ يوم خلقت إلى أن تفنى فإذا أراد الله ان يخرجهم منها قالت
اليهود والنصارى ومن في النار من أهل الأديان والأوثان لمن في النار من أهل التوحيد آمنتم بالله وكتبه ورسله
فنحن وأنتم اليوم في النار سواء فيغضب الله غضبا لم يغضبه لشئ فيما مضى فيخرجهم إلى عين بين الجنة
والصراط فينبتون فيها نبات الطراثيث في جميل السيل ثم يدخلون الجنة مكتوب في جباههم هؤلاء الجهنميون
عنقاء الرحمن فيمكثون في الجنة ما شاء الله أن يمكثوا ثم يسألون الله تعالى أن يمحو ذلك الاسم عنهم فيبعث الله ملكا
فيمحوه ثم يبعث الله ملائكة معهم مسامير من نار فيطبقونها على من بقى فيها يسمرونها بتلك المسامير فينساهم
93

الله على عرشه ويشتغل عنهم أهل الجنة بنعيمهم ولذاتهم وذلك قوله ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين
* وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن زكريا بن يحيى صاحب القضيب قال سألت أبا غالب رضي الله عنه
عن هذه الآية ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين فقال حدثني أبو أمامة رضي الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم انها نزلت في الخوارج حين رأوا تجاوز الله عن المسلمين وعن الأمة والجماعة قالوا يا ليتنا كنا
مسلمين * وأخرج الحاكم في الكنى عن حماد رضي الله عنه قال سالت إبراهيم عن هذه الآية ربما يود الذين
كفروا لو كانوا مسلمين قال حدثت ان أهل الشرك قالوا لمن دخل النار من أهل الاسلام ما أغنى عنكم ما كنتم
تعبدون فيغضب الله لهم فيقول للملائكة والنبيين اشفعوا لهم فيشفعون لهم فيخرجون حتى أن إبليس
ليتطاول رجاء ان يدخل معهم فعند ذلك يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين * قوله تعالى (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا
ويلههم الامل) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ذرهم يأكلوا ويتمتعوا الآية قال
هؤلاء الكفرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله ذرهم قال خل عنهم * وأخرج أحمد
في الزهد والطبراني في الأوسط وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
لا أعلمه الا رفعه قال صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين ويهلك آخرها بالبخل والأمل * وأخرج أحمد وابن
مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غرس عودا بين يديه وآخر إلى جنبه وآخر
بعده قال أتدرون ما هذا قالوا الله ورسوله اعلم قال فان هذا الانسان وهذا أجله وهذا أمله فيتعاطى الامل
فيختلجه الاجل دون ذلك * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الامل وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى
الله عليه وسلم قال مثل الانسان والأمل والأجل فمثل الاجل إلى جانبه والأمل امامه فبينما هو يطلب الامل إذ أتاه
الاجل فاختلجه * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم خط خطوطا وخط
خطا منها ناحية فقال أتدرون ما هذا هذا مثل ابن آدم وذاك الخط الامل فبينما هو يؤمل إذ جاءه الموت * قوله
تعالى (وما أهلكنا من قرية الا ولها كتاب معلوم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
وما أهلكنا من قرية الا ولها كتاب معلوم قال أجل معلوم وفى قوله ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون قال
لا مستأخر بعده * وأخرج ابن جرير عن الزهري رضي الله عنه في قوله ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون قال
نرى انه إذا حضر أجله فإنه لا يؤخر ساعة ولا يقدم وأما ما لم يحضر أجله فان الله يؤخر ما شاء ويقدم ما شاء * قوله
تعالى (وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر) الآيات * أخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله وقالوا يا أيها الذي
نزل عليه الذكر قال القرآن * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله لو ما تأتينا بالملائكة قال
ما بين ذلك إلى قوله ولو فتحنا عليهم بابا من السماء قال وهذا من التقديم والتأخير فظلوا فيه يعرجون أي فظلت
الملائكة تعرج فنظروا إليه لقالوا انما سكرت أبصارنا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد في قوله ما ننزل الملائكة الا بالحق قال بالرسالة والعذاب * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وما
كانوا إذا منظرين قال وما كانوا لو تنزلت الملائكة بمنظرين من أن يعذبوا * قوله تعالى (انا نحن نزلنا الذكر وانا له
لحافظون) * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وانا له لحافظون قال
عندنا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله انا نحن نزلنا الذكر وانا له
لحافظون وقال في آية أخرى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والباطل إبليس قال فأنزله الله ثم حفظه فلا
يستطيع إبليس ان يزيد فيه باطلا ولا ينقص منه حقا حفظه الله من ذلك والله أعلم بالصواب * قوله تعالى (ولقد
أرسلنا من قبلك) * الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولقد أرسلنا من
قبلك في شيع الأولين قال أمم الأولين * وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس في قوله كذلك نسلكه في قلوب المجرمين
لا يؤمنون به قال الشرك سلكه في قلوب المشركين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
الحسن في قوله كذلك نسلكه قال الشرك نسلكه في قلوبهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به قال إذا كذبوا سلك الله في قلوبهم ان لا
94

يؤمنوا به وقد خلت سنة الأولين قال وقائع الله فيمن خلا من الأمم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد
في قوله كذلك نسلكه قال هم كما قال الله هو أضلهم ومنعهم الايمان * قوله تعالى (ولو فتحنا عليهم بابا) الآية
* أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولو فتحنا عليهم بابا من السماء
فظلوا فيه يعرجون يقول ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلت الملائكة تعرج فيه يختلفون فيه ذاهبين وجائين
لقال أهل الشرك انما أخذت أبصارنا وشبه علينا وسحرنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله
ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون قال رجع إلى قوله لو ما تأتينا بالملائكة ما بين ذلك قال ابن جرير
قال ابن عباس فظلت الملائكة تعرج فنظروا إليهم لقالوا انما سكرت سدت أبصارنا قال قريش تقوله * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله سكرت أبصارنا قال سدت * وأخرج ابن جرير عن مجاهد
انه قرأ سكرت أبصارنا خفيفة * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال من قرأ سكرت مشددة يعنى سدت ومن قرأ
سكرت مخففة فإنه يعنى سحرت * قوله تعالى (ولقد جعلنا في السماء بروجا) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة
وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ولقد جعلنا في السماء بروجا قال كواكب * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن قتادة ولقد جعلنا في السماء بروجا قال الكواكب * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح
في قوله ولقد جعلنا في السماء بروجا قال الكواكب العظام * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية ولقد جعلنا
في السماء بروجا قال قصورا في السماء فيها الحرس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
رضي الله عنه في قوله وحفظناها من كل شيطان رجيم قال الرجيم الملعون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الا من استرق السمع فأراد أن يخطف السمع كقوله الا من خطف الخطفة
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله الا من استرق السمع قال هو كقوله الا من
خطف الخطفة فاتبعه شهاب مبين قال كان ابن عباس يقول إن الشهب لا تقتل ولكن تحرق وتخبل وتجرح من
غير أن تقتل * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال جرير بن عبد الله حدثني يا رسول
الله عن السماء الدنيا والأرض السفلى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما السماء الدنيا فان الله خلقها من
دخان ثم رفعها وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وزينها بمصابيح النجوم وجعلها رجوما للشياطين وحفظها من
كل شيطان رجيم * قوله تعالى (والأرض مددناها) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله والأرض مددناها قال قال عز وجل في آية أخرى والأرض بعد ذلك
دحاها قال ذكر لنا أن أم القرى مكة ومنها دحيت الأرض قال قتادة رضي الله عنه وكان الحسن يقول أخذ طينة
فقال لها انبسطي وفى قوله وألقينا فيها رواسي قال رواسيها جبالها وأنبتنا فيها من كل شئ موزون يقول معلوم
مقسوم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأنبتنا فيها من كل شئ موزون
قال معلوم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من كل شئ موزون قال مقدر * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله من كل شئ موزون قال مقدر بقدر * واخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله من كل شئ موزون قال الأشياء التي توزن * وأخرج عبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله من كل شئ موزون قال ما أنبتت الجبال مثل الكحل
وشبهه * قوله تعالى (وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ومن لستم له برازقين قال الدواب والانعام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن منصور في قوله ومن لستم له برازقين قال الوحش * قوله تعالى (وان من شئ الا عندنا خزائنه)
الآية * اخرج البزار وابن مردويه في العظمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
خزائن الكلام فإذا أراد شيئا قال له كن فكان * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله وان من
شئ الا عندنا خزائنه قال المطر خاصة * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وما ننزله الا بقدر معلوم
قال المطر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن الحكم بن عتيبة رضي الله عنه
95

في قوله وان من شئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم قال ما من عام بأكثر مطرا من عام ولا أقل ولكنه يمطر
قوم ويحرم آخرون وربما كان في البحر قال وبلغنا انه ينزل مع المطر من الملائكة أكثر من عدد ولد إبليس
وولد آدم يحصون كل قطرة حيث تقع وما تنبت ومن يرزق ذلك النبات * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال ما نقص المطر منذ أنزله الله ولكن تمطر أرض أكثر مما تمطر الأخرى ثم قرأ وما ننزله الا
بقدر معلوم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما من عام بأمطر من
عام ولكن الله يصرفه حيث شاء ثم قرأ وان من شئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم * واخرج ابن
مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس أحد بأكسب من أحد ولا عام بأمطر
من عام ولكن الله يصرفه حيث شاء * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما من عام بأمطر من عام ولكن الله يصرفه حيث يشاء من البلدان وما نزلت قطرة من السماء ولا
خرجت من ريح الا بمكيال أو بميزان * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ما نزل قطر الا بميزان
* وأخرج ابن أبي حاتم عن معاوية رضي الله عنه انه قال ألستم تعلمون أن كتاب الله حق قالوا بلى قال فاقرؤا هذه
الآية وان من شئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم ألستم تؤمنون بهذا وتعلمون انه حق قالوا بلى قال
فكيف تلومونني بعد هذا فقام الأحنف فقال يا معاوية والله ما نلومك على ما في خزائن الله ولكن انما نلومك على
ما أنزله الله من خزائنه فجعلته أنت في خزائنك وأغلقت عليه بابك فسكت معاوية * قوله تعالى (وأرسلنا الرياح
لواقح) الآية * أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب السحاب وابن جرير وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والديلمي
في مسند الفردوس بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ريح
الجنوب من الجنة وهي الريح اللواقح التي ذكر الله في كتابه وفيها منافع للناس والشمال من النار تخرج فتمر بالجنة
فيصيبها نفحة منها فبردها هذا من ذلك * وأخرج ابن أبي الدنيا عن قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور والجنوب من الجنة وهي الريح اللواقح * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله وأرسلنا الرياح
لواقح قال يرسل الله الريح فتحمل الماء فتلقح به السحاب فيدر كما تدر اللقحة ثم تمطر * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو
الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال يرسل الله الريح فتحمل الماء من السحاب فتمر به السحاب
فيدر كما تدر اللقحة * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وأرسلنا الرياح لواقح قال تلقح
الشجر وتمري السحاب * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي رجاء رضي الله عنه
قال قلت للحسن رضي الله عنه وأرسلنا الرياح لواقح قال لواقح للشجر قلت أو للسحاب وقال وللسحاب
تمر به حتى تمطر * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله وأرسلنا الرياح لواقح قال تلقح الماء في السحاب * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله وأرسلنا الرياح لواقح قال الرياح يبعثها الله على السحاب فتلقحه
فيمتلئ ماء * وأخرج ابن المنذر عن عطاء الخراساني قال الرياح اللواقح تخرج من تحت صخرة بيت المقدس
* وأخرج ابن حبان وابن السني في عمل يوم وليلة والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن سلمة بن
الأكوع قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدت الريح يقول اللهم لقحا لا عقيما * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن عبيد بن عمير قال يبعث الله المبشرة فتعم الأرض بماء
ثم يبعث المثيرة فتثير السحاب فيجعله كسفا ثم يبعث المؤلفة فتؤلف بينه فيجعله ركاما ثم يبعث اللواقح فتلقحه
فتمطر * وأخرج ابن المنذر عن عبيد بن عمير قال الأرواح أربعة ريح تعم وريح تثير تجعله كسفا وريح تجعله
ركاما وريح تمطر * وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم في قوله لواقح قال تلقح السحاب تجمعه * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن سفيان في قوله وما أنتم له بخازنين قال بمانعين وفى قوله ونحن الوارثون قال الوارث الباقي
* قوله تعالى (ولقد علمنا المستقدمين منكم) الآية * أخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد والترمذي
والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه وابن
96

مردويه والبيهقي في سننه من طريق أبى الجوزاء عن ابن عباس قال كانت امرأة تصلى خلف رسول الله صلى
الله عليه وسلم حسناء من أحسن الناس فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها
ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فأنزل الله ولقد علمنا المستقدمين
منكم ولقد علمنا المستأخرين * واخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن أبي الجوزاء في قوله ولقد علمنا المستقدمين
منكم قال في الصفوف في الصلاة قال الترمذي هذا أشبه ان يكون أصح * وأخرج ابن مردويه والحاكم عن
ابن عباس في الآية قال المستقدمين الصفوف المتقدمة والمستأخرين الصفوف المؤخرة * وأخرج ابن جرير عن
مروان ابن الحكم قال كان أناس يستأخرون في الصفوف من أجل النساء فأنزل الله ولقد علمنا المستقدمين منكم
الآية * وأخرج ابن مردويه عن داود بن صالح قال قال سهل بن حنيف الأنصاري أتدرون فيم أنزلت ولقد علمنا
المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين قلت في سبيل الله قال لا ولكنها في صفوف الصلاة * وأخرج ابن أبي
شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير صفوف
الرجال أولها وشر صفوف الرجال آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشر صفوف النساء أولها * وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد وابن ماجة وأبو يعلى عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير صفوف
الرجال مقدمها وشرها مؤخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها مقدمها * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير صفوف الرجال المقدم وشرها المؤخر وخير
صفوف النساء المؤخر وشرها المقدم * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان الصف الأول لعلى مثل صف الملائكة ولو تعلمون لابتدرتموه * وأخرج ابن أبي شيبة
واحمد والدارمي وأبو داود وابن ماجة وابن خزيمة والحاكم عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان الله وملائكته يصلون على الصف الأول وفى لفظ على الصفوف الأول * وأخرج ابن أبي
شيبة عن مجاهد رضي الله عنه قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف المقدم رقة فقال إن الله وملائكته
يصلون على الصفوف الأول فازدحم الناس عليه * واخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه قال
كان يقال ان الله وملائكته يصلون على الذين يصلون في الصفوف المتقدمة * وأخرج ابن أبي شيبة عن عامر بن
مسعود القرشي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس ما في الصف الأول ما صفوا
فيه الا بقرعة * وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي وابن ماجة عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى على الصف المقدم ثلاثا وعلى الثاني واحدة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء
رضي الله عنه في قوله ولقد علمنا المستقدمين منكم الآية قال في صفوف الصلاة والقتال * وأخرج ابن أبي حاتم
من طريق معتمر بن سليمان عن شعيب عبد الملك عن مقاتل بن سليمان رضي الله عنه في قوله ولقد علمنا
المستقدمين منكم الآية قال بلغنا انه في القتال قال معتمر فحدثت أبى فقال لقد نزلت هذه الآية قبل
أن يفرض القتال * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ولقد علمنا المستقدمين
منكم ولقد علمنا المستأخرين قال المتقدمون في طاعة الله والمستأخرون في معصية الله * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال المتقدمين في الخير من الأمم والمستأخرين المبطئين فيه * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين
قال يعنى بالمستقدمين من مات وبالمستأخرين من هو حي لم يمت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال المستقدمين آدم عليه السلام ومن مضى من ذريته
والمستأخرين من في أصلاب الرجال * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال
المستقدمين آدم ومن معه حين نزلت هذه الآية والمستأخرين من كان ذرية الخلق بعد وهو مخلوق كل أولئك قد
علمهم عز وجل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عون بن عبد الله رضي الله عنه انه سال محمد بن كعب رضي الله عنه
عن هذه الآية أهي في صفوف الصلاة قال لا المستقدمين الميت والمقتول والمستأخرين من يلحق بهم من
97

بعد * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه ومجاهد رضي الله عنه في قوله ولقد علمنا
المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين قالا من مات ومن بقى * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
في الآية قال قدم خلقا وأخر خلقا فعلم ما قدم وعلم ما أخر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال المستقدمون ما مضى من الأمم والمستأخرون أمة محمد صلى الله
عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وان ربك هو يحشرهم قال
الأول والآخر * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله وان ربك هو يحشرهم قال يحشر هؤلاء
وهؤلاء * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وان ربك هو يحشرهم قال يحشر المستقدمين
والمستأخرين * وأخرج ابن جرير عن الشعبي رضي الله عنه في قوله وان ربك هو يحشرهم قال يجمعهم يوم
القيامة جميعا * قوله تعالى (ولقد خلقنا الانسان) الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال خلق الله الانسان من ثلاث من طين لازب وصلصال وحمأ مسنون فالطين اللازب
اللازم الجيد والصلصال المرقق الذي يصنع منه الفخار والحمأ المسنون الطين فيه الحمأ * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من صلصال قال
الصلصال الماء يقع على الأرض الطيبة ثم يحسر عنها فتيبس ثم تصير مثل الخزف الرقاق * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الصلصال هو التراب اليابس الذي يبل بعد يبسه
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الصلصال طين خلط برمل * وأخرج ابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال الصلصال الذي إذا ضربته صلصل * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
قال الصلصال التراب اليابس الذي يسمع له صلصلة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال الصلصال الطين تعصره بيدك فيخرج الماء من بين أصابعك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من حمأ مسنون قال من طين رطب * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من حمأ مسنون قال من طين منتن * وأخرج الطستي عن ابن
عباس رضي الله عنه ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قول الله من حمأ مسنون قال الحماة السوداء وهي الثاط
أيضا والمسنون المصور قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول حمزة بن عبد المطلب وهو يمدح رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول
أغر كان البدر مسنة وجهه * جلا الغيم عنه ضوءه فتبددا
* وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خلق آدم من أديم الأرض فألقى على الأرض حتى صار
طينا لازبا وهو الطين الملتزق ثم ترك حتى صار حمأ مسنونا وهو المنتن ثم خلقه الله بيده فكان أربعين يوما
مصورا حتى يبس فصار صلصالا كالفخار إذا ضرب عليه صلصل فذلك الصلصال والفخار مثل ذلك والله أعلم
* قوله تعالى (والجان خلقناه) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الجان مسيخ الجن
كما القردة والخنازير مسيخ الانس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله والجان خلقناه من قبل وهو إبليس خلق من قبل آدم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن خلقوا من نار السموم من بين الملائكة قال
وخلقت الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله والجان خلقناه من قبل من نار السموم قال من أحسن الناس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى
حاتم عن ابن عباس في قوله من نار السموم قال السموم الحارة التي تقتل * وأخرج الطيالسي والفريابي
وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال السموم التي خلق منها الجان جزء من سبعين جزأ من نار جهنم ثم قرأ والجان خلقناه من قبل من نار
السموم * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رؤيا المؤمن
98

جزء من سبعين جزأ من النبوة وهذه النار جزء من سبعين جزأ من النار السموم التي خلق منها الجان وتلا هذه الآية
والجان خلقناه من قبل من نار السموم * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن دينار رضي الله عنه قال خلق الجان
والشياطين من نار الشمس * قوله تعالى (قال رب فأنظرني) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال أراد إبليس أن لا يذوق الموت فقيل انك من
المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم قال النفخة الأولى يموت فيها إبليس وبين النفخة والنفخة أربعون سنة قال فيموت
إبليس أربعين سنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله قال فإنك من المنظرين قال فلم ينظره
إلى يوم البعث ولكن أنظره إلى الوقت المعلوم * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قول الا عبادك
منهم المخلصين يعنى المؤمنين * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله الا عبادك منهم المخلصين قال هذه
ثنية الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله هذا صراط على مستقيم
قال الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه لا يعرج على شئ * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله
هذا صراط على مستقيم يقول إلى مستقيم * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن زياد بن أبي مريم
وعبد الله بن كثير انهما قرآ هذا صراط مستقيم وقالا على هي إلى وبمنزلتها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن قتادة رضي الله عنه انه قرأ هذا صراط على مستقيم أي رفيع مستقيم * وأخرج أبو عبيد وابن جرير
وابن المنذر عن ابن سيرين انه كان يقرأ هذا صراط على مستقيم يعنى رفيع * وأخرج ابن جرير عن قيس
ابن عباد انه قرأ هذا صراط على مستقيم يقول رفيع * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
ان عبادي ليس لك عليهم سلطان قال عبادي الذين قضيت لهم الجنة ليس لك عليهم ان يذنبوا ذنبا الا أغفره
لهم * وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
قال لما لعن إبليس تغيرت صورته عن صورة الملائكة فجزع لذلك فرن رنة فكل رنة في الدنيا إلى اليوم
القيامة منها * وأخرج ابن جرير عن زيد بن قسيط قال كانت الأنبياء تكون لهم مساجد خارجة من قراها فإذا
أراد النبي أن يستنبئ ربه عن شئ خرج إلى مسجد فصلى ما كتب له ثم سأل ما بدا له فبينا نبي في مسجده إذ جاء إبليس
حتى جلس بينه وبين القبلة فقال النبي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثا فقال إبليس أخبرني بأي شئ تنجو منى
قال النبي بل أخبرني بأي شئ تغلب ابن آدم فاخذ كل واحد منهما على صاحبه فقال النبي ان الله يقول إن عبادي
ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين قال إبليس قد سمعت هذا قبل ان تولد قال النبي ويقول الله واما
ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله وإني والله ما أحسست بك قط الا استعذت بالله منك قال إبليس صدقت
بهذا تنجو منى فقال النبي فأخبرني بأي شئ تغلب ابن آدم قال آخذه عند الغضب وعند الهوى * قوله تعالى
(لها سبعة أبواب) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لها سبعة أبواب قال جهنم والسعير ولظى
والحطمة وسقر والجحيم والهاوية وهي أسفلهم * وأخرج ابن المبارك وهناد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وأحمد في الزهد وابن أبي الدنيا في صفة النار وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث من طرق عن علي قال
أبواب جهنم سبعة بعضها فوق بعض فتملأ الأول ثم الثاني ثم الثالث حتى تملأ كلها * وأخرج أحمد في الزهد عن
خطاب بن عبد الله قال قال على أتدرون كيف أبواب جهنم قلنا كنحو هذه الأبواب قال لا ولكنها هكذا ووضع يده
فوق وبسط يده على يده * وأخرج البيهقي في البعث عن الخليل بن مرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
لا ينام حتى يقرأ تبارك وحم السجدة وقال الحواميم سبع وأبواب جهنم سبع جهنم والحطمة ولظى وسعير وسقر
والهاوية والجحيم تجئ كل حاميم منها يوم القيامة تقف على باب من هذه الأبواب فتقول اللهم لا تدخل هذا الباب
من كان يؤمن بي ويقرأني مرسل * وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي وابن مردويه عن ابن عمر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل السيف على أمتي * وأخرج الحكيم الترمذي
في نوادر الأصول والبزار عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنار باب لا يدخله الا من شفى غيظه
بسخط الله * وأخرج أبو نعيم عن عطاء الخراساني قال لجهنم سبعة أبواب أشدها غما وكربا وحرا وأنتنها
99

ريحا للزناة * واخرج ابن مردويه عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجهنم باب لا يدخل منه
الا من أخفرني في أهل بيتي وأراق دماءهم من بعدي * وأخرج أحمد وابن حبان والطبري وابن مردويه والبيهقي
في البعث عن عتبة بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للجنة ثمانية أبواب وللنار سبعة أبواب
وبعضها أفضل من بعض * وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال تطلع الشمس
من جهنم بين قرني شيطان فما ترفع من السماء قصبة الا فتح لها باب من أبواب النار حتى إذا كانت الظهيرة فتحت
أبواب النار كلها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله لها سبعة أبواب
قال لها سبعة أطباق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله لها سبعة أبواب قال أولها
جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية والجحيم فيها أبو جهل * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم قال
فهي والله منازل بأعمالهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الأعمش رضي الله عنه قال أسماء
أبواب جهنم الحطمة والهاوية ولظى وسقر والجحيم والسعير وجهنم والنار هي جماع * واخرج ابن أبي حاتم عن
الحسن رضي الله عنه في قوله جزء مقسوم قال فريق مقسوم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه
في قوله لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم قال باب لليهود وباب للنصارى وباب للصابئين وباب للمجوس
وباب للذين أشركوا وهم كفار العرب وباب للمنافقين وباب لأهل التوحيد فأهل التوحيد يرجى لهم ولا يرجى
للآخرين أبدا * وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود قال تطلع الشمس من جهنم بين قرني شيطان
فما ترتفع من السماء قصة الا فتح لها باب من أبواب النار حتى إذا كانت الظهيرة فتحت أبواب النار كلها * وأخرج
ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الصراط
بين ظهري جهنم دحض مزلة والأنبياء عليه يقولون اللهم سلم سلم والمار كلمع البرق وكطرف العين وكأجاويد
الخيل والبغال والركاب وشد على الاقدام فناج مسلم ومخدوش مرسل ومطروح فيها ولها سبعة أبواب لكل باب
منهم جزء مقسوم * وأخرج ابن أبي حاتم عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لكل باب منهم
جزء مقسوم قال إن من أهل النار من تأخذه النار إلى كعبيه وان منهم من تأخذه النار إلى حجزته ومنهم من تأخذه
إلى تراقيه منازل بأعمالهم فذلك قوله لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم قال على كل باب منها سبعون
ألف سرادق من نار في كل سرادق سبعون ألف قبة من نار في كل قبة سبعون ألف تنور من نار لكل تنور منها
سبعون ألف كوة من نار في كل كوة سبعون ألف صخرة من نار على كل صخرة منها سبعون ألف حجر من النار
في كل حجر منها سبعون ألف عقرب من النار لكل عقرب منها سبعون ألف ذنب من نار لكل ذنب منها سبعون
ألف فقارة من نار في كل فقارة منها سبعون الف قلة من سم وسبعون ألف موقد من نار يوقدون تلك النار وقال إن
أول من دخل من أهل النار وجدوا على الباب أربعمائة الف من خزنة جهنم سود وجوههم كالحة أنيابهم قد
نزع الله الرحمة من قلوبهم ليس في قلب واحد منهم مثقال ذرة من الرحمة * وأخرج أبو نعيم عن ابن عمر رضي الله عنهما
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن جهنم لتسعر كل يوم وتفتح أبوابها الا يوم الجمعة فإنها لا تفتح أبوابها
ولا تسعر * وأخرج سعيد بن منصور عن مسروق رضي الله عنه قال إن أحق ما أستعيذ من جهنم في الساعة
التي تفتح فيها أبوابها * وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد ابن أبي مالك رضي الله عنه قال جهنم سبعة نيران ليس منها
نار الا وهي تنظر إلى النار التي تحتها تخاف أن تأكلها * وأخرج ابن أبي عن عبد الله ابن عمرو قال إن في النار
سجنا لا يدخله الا شر الأشرار قراره نار وسقفه نار وجدرانه نار وتلفح فيه النار * وأخرج عبد الرزاق والحكيم
الترمذي في نوادر الأصول عن كعب رضي الله عنه قال للشهيد نور ولمن قاتل الحرورية عشرة أنوار وكان يقول
لجهنم سبعة أبواب باب منها للحرورية قال ولقد خرجوا في زمان داود عليه السلام * وأخرج ابن مردويه
والخطيب في تاريخه عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى لكل باب منها جزء
مقسوم قال جزء أشركوا بالله وجزء شكوا في الله وجزء غفلوا عن الله * قوله تعالى (ادخلوها بسلام آمنين)
* أخرج الترمذي والحاكم وصححه وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عبد الله بن سلام رضى
100

الله عنه قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه فجئته لأنظر في وجهه فلما رأيت وجهه
عرفت ان وجهه ليس بوجه كذاب فكان أول شئ سمعت منه أن قال يا أيها الناس اطعموا الطعام وافشوا
السلام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك
في قوله آمنين قال أمنوا الموت فلا يموتون ولا يكبرون ولا يسقمون ولا يعرون ولا يجوعون * قوله تعالى (ونزعنا
ما صدورهم من غل) * أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر من طريق لقمان بن عامر عن أبي
امامة قال لا يدخل الجنة أحد حتى ينزع الله ما في صدورهم من غل وحتى انه لينزع من صدر الرجل بمنزلة
السبع الضاري * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق القاسم عن أبي امامة قال
يدخل أهل الجنة الجنة على ما في صدورهم في الدنيا من الشحناء والضغائن حتى إذا نزلوا وتقابلوا على السرر
نزع الله ما في صدورهم في الدنيا من غل * وأخرج ابن جرير عن علي ونزعنا ما في صدورهم من غل قال العداوة
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن قتادة في قوله ونزعنا ما في صدورهم من
غل قال حدثنا أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يخلص المؤمنون من
النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا
ولقوا اذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفسي بيده لأحدهم أهدى لمنزله في الجنة من منزله كان في الدنيا قال قتادة
وكان يقال ما يشبه بهم الا أهل جعة حين انصرفوا من جمعتهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن بلغني ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال يحبس أهل الجنة بعد ما يجوزون الصراط حتى يؤخذ لبعضهم من بعض ظلاماتهم
في الدنيا ويدخلون الجنة وليس في قلوب بعضهم على بعض غل * واخرج ابن أبي حاتم عن عبد الكريم بن رشيد
قال ينتهى أهل الجنة إلى باب الجنة وهم يتلاحظون تلاحظ الغيران فإذا دخلوها نزع الله ما في صدورهم من غل
* وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن الحسن البصري قال قال علي بن أبي
طالب رضي الله عنه فينا والله أهل بدر نزلت ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين * وأخرج
ابن مردويه من طريق عبد الله بن مليل عن علي في قوله ونزعنا ما في صدورهم من غل قال نزلت في ثلاثة أحياء
من العرب في بنى هاشم وبنى تيم وبنى عدى وفى أبى بكر وفى عمر * وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر عن كثير
النواء قال قلت لأبي جعفر ان فلانا حدثني عن علي بن الحسين ان هذه الآية نزلت في أبى بكر وعمر وعلى ونزعنا
ما في صدورهم من غل قال والله انها لفيهم أنزلت وفيمن تنزل الا فيهم قلت وأي غل هو قال غل الجاهلية ان بنى
تيم وبنى عدى وبنى هاشم كان بينهم في الجاهلية فلما أسلم هؤلاء القوم تحابوا وأخذت أبا بكر الخاصرة فجعل
على يسخن يده فيكوى بها خاصرة أبى بكر فنزلت هذه الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم من طرق عن علي انه قال لابن طلحة انى أرجو أن أكون أنا وأبوك من
الذين قال الله فيهم ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين فقال رجل من همدان ان الله أعدل من
ذلك فصاح علي عليه صيحة تداعى لها القصر وقال فمن اذن ان لم نكن نحن أولئك * وأخرج سعيد بن منصور وابن
مردويه عن علي قال انى لأرجو أن أكون أنا وعثمان والزبير وطلحة ممن قال الله ونزعنا ما في صدورهم من غل
وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله ونزعنا ما في صدورهم من غل الآية قال نزلت
في علي وطلحة والزبير * وأخرج الشيرازي في الألقاب وابن مردويه وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي
صالح عن ابن عباس ونزعنا ما في صدورهم من غل قال نزلت في عشرة أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة
والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبي
صالح موقوفا عليه * وأخرج ابن مردويه من طريق النعمان بن بشير عن علي ونزعنا ما في صدورهم من غل قال
ذاك عثمان وطلحة والزبير وأنا * قوله تعالى (إخوانا على سرر متقابلين) * أخرج هناد وابن أبي شيبة وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله على سرر متقابلين قال لا يرى بعضهم قفا بعض * وأخرج ابن
المنذر وابن مردويه من طريق مجاهد عن ابن عباس قال أهل الجنة لا ينظر بعضهم في قفا بعض ثم قرأ متكئين
101

عليها متقابلين * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وأبو القاسم البغوي وابن مردويه وابن عساكر عن زيد بن أبي
أوفى قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا هذه الآية إخوانا على سرر متقابلين المتحابين في الله في
الجنة ينظر بعضهم إلى بعض * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله لا يمسهم فيها نصب قال المشقة والأذى
* قوله تعالى (نبئ عبادي) الآية * أخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق عطاء بن أبي رباح عن رجل من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الباب الذي يدخل منه
بنوا شيبة فقال ألا أراكم تضحكون ثم أدبر حتى إذا كان عند الحجر رجع إلينا القهقرى فقال انى لما خرجت جاء
جبريل فقال يا محمد ان الله يقول لم تقنط عبادي نبئ عبادي انى أنا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الأليم
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مصعب بن ثابت قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على ناس من أصحابه
يضحكون فقال اذكروا الجنة واذكروا النار فنزلت نبئ عبادي أنى أنا الغفور الرحيم * وأخرج البزار
والطبراني وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بنفر من أصحابه وقد عرض لهم
شئ يضحكهم فقال أتضحكون وذكر الجنة والنار بين أيديكم ونزلت هذه الآية نبئ عبادي انى أنا الغفور
الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم * وأخرج ابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو تعلمون
ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا فقال هذا الملك ينادى لا تقنط عبادي * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله نبئ عبادي أنى أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم قال
بلغنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال أو يعلم العبد قدر عفو الله لما تورع من حرام ولو يعلم قدر عذابه لجمع نفسه
* وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة فامسك عنده تسعة وتسعين رحمة وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة فلو يعلم
الكافر كل الذي عند الله من رحمته لم ييأس من الرحمة ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من
النار * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج على رهط من
الصحابة وهم يتحدثون فقال والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا فلما انصرفنا أوحى
الله إليه ان يا محمد لم تقنط عبادي فرجع إليهم فقال أبشروا وقاربوا وسددوا * قوله تعالى (ونبئهم عن ضيف
إبراهيم) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قالوا لا تؤجل قالوا لا تخف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد فبم تبشرون قال عجب من كبره وكبر امرأته * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى من
القانطين قال الآيسين * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر من طريق الأعمش عن يحيى انه قرأها فلا تكن من
القنطين بغير ألف قال وقرأ ومن يقنط من رحمة ربه مفتوحة النون * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة
قال من ذهب يقنط الناس من رحمة الله أو يقنط نفسه فقد أخطأ ثم نزع بهذه الآية ومن يقنط من رحمة ربه الا
الضالون * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى ومن يقنط من رحمة ربه قال من ييأس من رحمة ربه * وأخرج
ابن أبى حاتم وأحمد في الزهد عن موسى بن علي عن أبيه قال بلغني أن نوحا عليه السلام قال لابنه سام يا بنى
لا تدخلن القبر وفى قلبك مثقال ذرة من الشرك بالله فإنه من يأت الله عز وجل مشركا فلا حجة له ويا بنى لا تدخل
القبر وفى قلبك مثقال ذرة من الكبر فان الكبر رداء الله فمن ينازع الله رداءه يغضب الله عليه ويا بنى لا تدخلن
القبر وفى قلبك مثقال ذرة من القنط فإنه لا يقنط من رحمة الله الا ضال * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر
الأصول عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاجر الراجي لرحمة الله أقرب منها من العابد
القنط * وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي قال بيني وبين القدرية هذه الآية الا امرأته قدرنا انها لمن
الغابرين * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله انكم قوم منكرون قال أنكرهم لوط وفى قوله بما كانوا
فيه يمترون قال بعذاب قوم لوط * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة بما كانوا فيه يمترون قال يشكون
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله واتبع أدبارهم قال أمر أن
يكون خلف أهله يتبع أدبارهم في آخرهم إذا مشوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى وامضوا حيث
102

تؤمرون قال أخرجهم الله إلى الشام * وأخرج ابن جرير أو ابن أبي حاتم عن ابن زيد وقضينا إليه ذلك الامر قال
أوحينا إليه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله دابر هؤلاء مقطوع يعنى استئصال هلاكهم
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة وجاء أهل المدينة يستبشرون قال استبشروا بأضياف نبي الله لوط حين
نزلوا به لما أرادوا أن يأتوا إليهم من المنكر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله أولم ننهك عن العالمين قال يقولون ان تضيف أحد أو تؤويه قال هؤلاء بناتي ان كنتم فاعلين قال
أمرهم لوط بتزوج النساء وأراد أن يقي أضيافه ببناته والله أعلم * قوله تعالى (لعمرك انهم لفي سكرتهم
يعمهون) * أخرج ابن أبى شيبة والحرث بن أبى أسامة وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس قال ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفسا أكرم عليه من محمد
صلى الله عليه وسلم وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره قال لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون يقولون وحياتك
يا محمد وعمرك وبقائك في الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لعمرك قال لعيشك
* وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما حلف الله بحياة أحد الا بحياة محمد
قال لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون وحياتك يا محمد * وأخرج ابن جرير عن إبراهيم النخعي قال كانوا
يكرهون ان يقول الرجل لعمري يرونه كقوله وحياتي * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
انهم لفي سكرتهم يعمهون أي في ضلالتهم يلعبون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الأعمش انه سئل عن
قوله تعالى لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون قال لفي غفلتهم يترددون * قوله تعالى (فاخذتهم الصيحة
مشرقين) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فاخذتهم الصيحة قال الصيحة مثل الصاعقة كل شئ أهلك
به قوم فهو صاعقة وصيحة * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله مشرقين قال حين أشرقت الشمس * قوله
تعالى (ان في ذلك لآيات للمتوسمين) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس في
قوله ان في ذلك لآيات قال علامة أما ترى الرجل يرسل بخاتمه إلى أهله فيقول هاتوا كذا وكذا فإذا رأوه عرفوا انه
حق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لآيات للمتوسمين قال للناظرين
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن قتادة في قوله لآيات
للمتوسمين قال للمعتبرين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله لآيات للمتوسمين قال هم
المتفرسون * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن جعفر بن محمد في قوله ان في ذلك لآيات للمتوسمين قال هم المتفرسون
وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي وابن جرير وابن أبى حاتم وابن السني وأبو نعيم معا في الطب وابن مردويه
والخطيب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم
قرأ ان في ذلك لآيات للمتوسمين قال المتفرسين * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم اتقوا فراسة المؤمن فان المؤمن ينظر بنور الله * وأخرج ابن جرير عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم احذروا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله وينطق بتوفيق الله * وأخرج الحكيم الترمذي والبزار
وابن السني وأبو نعيم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم * قوله
تعالى (وانها لبسبيل مقيم) * اخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وانها لبسبيل مقيم يقول لبهلاك
* وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وانها لبسبيل مقيم يقول لبطريق
واضح * قوله تعالى (وان كان أصحاب الأيكة) الآية * أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عمر وقال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مدين وأصحاب الأيكة أمتان بعث الله إليهما شعيبا * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر عن ابن عباس وان كان أصحاب الأيكة قال قوم شعيب والأيكة ذات آجام وشجر كانوا فيها * وأخرج
ابن جرير عن خصيف في قوله أصحاب الأيكة قال الشجر وكانوا يأكلون في الصيف الفاكهة الرطبة وفي الشتاء
اليابسة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وان كان أصحاب الأيكة
لظالمين ذكر لنا انهم كانوا أهل غيضة وكان عامة شجرهم هذا الدوم وكان رسولهم فيما بلغنا شعيب أرسل
103

إليهم والى أهل مدين أرسل إلى أمتين من الناس وعذبتا بعذابين شتى أما أهل مدين فاخذتهم الصيحة وأما
أصحاب الأيكة فكانوا أهل شجر متكاوش ذكر لنا انه سلط عليهم الحر سبعة أيام لا يظلهم منه ظل ولا يمنعهم
منه شئ فبعث الله عليهم سحابة فجعلوا يلتمسون الروح منها فجعلها الله عليهم عذابا بعث عليهم نارا فاضطربت
عليهم فأكلتهم فذلك عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله أصحاب الأيكة قال الغيضة * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير أصحاب الأيكة
قال أصحاب غيضة * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال الأيكة الشجر الملتف * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس
أصحاب الأيكة أهل مدين والأيكة الملتفة من الشجر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس الأيكة مجمع الشجر
* وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال إن أهل مدين عذبوا بثلاثة أصناف من العذاب
أخذتهم الرجفة في دارهم حتى خرجوا منها فلما خرجوا أصابهم فزع شديد ففرقوا أن يدخلوا البيوت
أن تسقط عليهم فأرسل الله عليهم الظلة فدخل تحتها رجل فقال ما رأيت كاليوم ظلا أطيب ولا أبرد هلموا أيها
الناس فدخلوا جميعا تحت الظلة فصاح فيهم صيحة واحدة فماتوا جميعا * قوله تعالى (وأنهما لبإمام مبين)
* اخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وأنهما لبإمام مبين يقول على الطريق
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله لبإمام مبين قال طريق ظاهر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وأنهما لبإمام مبين قال بطريق معلم * واخرج ابن جرير وابن
أبى حاتم عن قتادة في قوله لبإمام مبين قال طريق واضح * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن الضحاك في
قوله لبإمام مبين قال بطريق مستبين * قوله تعالى (ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين) * أخرج عبد الرزاق
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله أصحاب الحجر قال أصحاب الوادي * وأخرج ابن أبي حاتم
عن قتادة قال كان أصحاب الحجر ثمود قوم صالح * وأخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب الحجر لا تدخلوا على هؤلاء القوم الا أن تكونوا
باكين فان لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم ان يصيبكم مثلا ما أصابهم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال
نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك بالحجر عند بيوت ثمود فاستقى الناس من مياه الآبار التي كانت
تشرب منها ثمود وعجنوا منها ونصبوا القدر وباللحم فأمرهم باهراق القدور وعلفوا العجين الإبل ثم ارتحل بهم حتى
نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة ونهاهم ان يدخلوا على القوم الذين عذبوا فقال انى أخشى ان
يصيبكم مثل الذي أصابهم فلا تدخلوا عليهم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر ان الناس لما نزلوا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم على الحجر أرض ثمود استقوا من أبيارها وعجنوا به العجين فأمرهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن يهريقوا ما استقوا ويعلفوا الإبل العجين وأمرهم ان يستقوا من البئر التي كانت ترد الناقة * وأخرج
ابن مردويه عن سبرة بن معبد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بالحجر لأصحابه من عمل من هذا الماء شيئا فليلقه قال
ومنهم من عجن العجين ومنهم من حاص الحيس * وقوله تعالى (فاصفح الصفح الجميل) * اخرج ابن مردويه وابن
النجار عن علي بن أبي طالب في قوله فاصفح الصفح الجميل قال الرضا بغير عتاب * وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن
عباس في قوله فاصفح الصفح الجميل قال هو الرضا بغير عتاب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله
فاصفح الصفح الجميل قال هذا الصفح الجميل كان قبل القتال * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في الآية قال هذا قبل
القتال * قوله تعالى (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال
السبع المثاني فاتحة الكتاب * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والدارقطني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طرق عن علي بن أبي طالب في قوله ولقد آتيناك
سبعا من المثاني قال هي فاتحة الكتاب * وأخرج ابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن
مسعود في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال فاتحة الكتاب والقرآن العظيم قال سائر القرآن * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس انه سئل عن السبع
104

المثاني قال فاتحة الكتاب استثناها الله لامة محمد فرفعها في أم الكتاب فدخرها لهم حتى أخرجها ولم يعطها أحدا قبله
قيل فأين الآية السابعة قال بسم الله الرحمن الرحيم * وأخرج ابن الضريس عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال دخرت لنبيكم صلى الله عليه وسلم لم تدخر
لنبي سواه * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال هي أم
القرآن تثنى في كل صلاة * وأخرج بن الضريس وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة قال السبع المثاني
فاتحة الكتاب * وأخرج ابن جرير عن أبي بن كعب قال السبع المثاني الحمد لله رب العالمين * وأخرج ابن
الضريس عن يحيى بن يعمر وأبى فاختة في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم قالا هي فاتحة
الكتاب * وأخرج ابن الضريس عن مجاهد في قوله سبعا من المثاني قال هي أم الكتاب * وأخرج ابن جرير
عن الحسن مثله * وأخرج ابن الضريس وابن جرير عن قتادة في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال فاتحة
الكتاب تثنى في كل ركعة مكتوبة وتطوع * وأخرج ابن الضريس عن أبي صالح في قوله ولقد آتيناك سبعا
من المثاني قال هي فاتحة الكتاب تثنى في كل ركعة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان
من طريق الربيع عن أبي العالية في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال فاتحة الكتاب سبع آيات وانما
سميت المثاني لأنه ثنى بها كلما قرأ القرآن قرأها قيل للربيع انهم يقولون السبع الطول قال لقد أنزلت هذه
الآية وما نزل من الطول شئ * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال
السبع الطول * وأخرج الفريابي وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني
وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني
قال هي السبع الطول ولم يعطهن أحد الا النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى موسى منهن اثنتين * وأخرج البيهقي
عن ابن عباس قال أوتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعا من المثاني الطول وأوتي موسى ستا فلما ألقى الألواح
ذهب اثنتان وبقى أربعة * وأخرج الدارمي وابن مردويه عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم فاتحة الكتاب هي السبع المثاني * وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس في قوله سبعا من المثاني قال البقرة
وآل عمران والنساء والمائدة والانعام والأعراف ويونس * وأخرج سعيد بن منصور وابن الضريس وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن سعيد بن جبير في قوله سبعا من المثاني قال السبع
الطول البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والانعام والأعراف ويونس فقيل لابن جبير ما قوله المثاني قال ثنى
فيها القضاء والقصص * وأخرج الحاكم والبيهقي عن ابن عباس في قوله سبعا من المثاني قال البقرة وآل عمران
والنساء والمائدة والانعام والأعراف والكهف * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان المثاني قال البقرة وآل
عمران والنساء والمائدة والانعام والأعراف وبراءة والأنفال سورة واحدة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
وابن مردويه والبيهقي من طريق سعيد جبير عن ابن عباس في قوله سبعا من المثاني قال السبع الطول قلت لم
سميت المثاني قال يتردد فيهن الخبر والأمثال والعبر * وأخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير قال قال ابن
عباس في قوله سبعا من المثاني فاتحة الكتاب والسبع الطول منهن * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن زياد بن أبي مريم في قوله سبعا من المثاني قال أعطيتك سبعا أخر أؤمر وانه وبشر
وأنذر واضرب الأمثال واعدد النعم واتل نبا القرون * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن أبي
مالك قال القرآن كله مثاني * وأخرج آدم بن أبي أياس وابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد
في قوله سبعا من المثاني قال هي السبع الطول الأول والقرآن العظيم سائره * وأخرج ابن جرير من
طريق العوفي عن ابن عباس قال المثاني ما ثني من القرآن ألم تسمع لقول الله الله نزل أحسن الحديث كتابا
متشابها مثاني * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال المثاني القرآن يذكر الله القصة الواحدة مرارا * قوله تعالى
(لا تمدن عينيك) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لا تمدن عينيك الآية قال نهى
الرجل ان يتمنى مال صاحبه * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن يحيى بن أبي كثير ان رسول الله صلى الله عليه
105

وسلم مر بابل حي يقال لهم بنو الملوح أو بنو المصطلق قد عست في أبوالها من السمن فتقنع بثوبه ومر ولم ينظر
إليها لقوله لا تمدن عينيك الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أزواجا منهم قال الأغنياء الأمثال
الأشباه * وأخرج ابن المنذر عن سفيان بن عيينة قال من أعطى القرآن فمد عينيه إلى شئ منها فقد صغر القرآن
ألم تسمع قوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني إلى قوله ورزق ربك خير وأبقى قال يعنى القرآن * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سعيد بن جبير واخفض جناحك قال اخضع * قوله تعالى (كما أنزلنا على المقتسمين) * أخرج البخاري
وسعيد بن منصور والحاكم والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس
في قوله كما أنزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين قال هم أهل الكتاب جزؤه أجزاء فآمنوا ببعضه
وكفروا ببعضه * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس عضين فرقا * وأخرج الطبراني في الأوسط
عن ابن عباس قال سال رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أرأيت قول الله كما أنزلنا على المقتسمين قال اليهود
والنصارى قال الذين جعلوا القرآن عضين قال آمنوا ببعض وكفروا ببعض * وأخرج ابن إسحاق وابن أبى حاتم
والبيهقي وأبو نعيم معا في الدلائل عن ابن عباس ان الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش وكان ذا سن فيهم
وقد حضر الموسم فقال لهم يا معشر قريش انه قد حضر هذا الموسم وان وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد
سمعوا بأمر صاحبكم هذا فاجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا فقالوا أنت فقل وأتم لنا به رأيا
نقول به قال لا بل أنتم قولوا لأسمع قالوا نقول كاهن قال ما هو بكاهن لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكهان ولا
بسجعهم قالوا فنقول مجنون قال ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا بحائحه ولا وسوسته
قالوا فنقول شاعر قال ما هو بشاعر لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضة ومقبوضه ومبسوطه فما هو
بالشعر قالوا فنقول ساحر قال ما هو بساحر لقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثه ولا بعقده قالوا فماذا نقول قال
والله ان لقوله حلاوة وان عليه طلاوة وان أصله لعذق وان فرعه لجناء فما أنتم بقائلين من هذا شيئا الا أعرف انه
باطل وان أقرب القول ان تقولوا هو ساحر يفرق بين المرء وأبيه وبين المرء وأخيه وبين المرء وزوجه وبين المرء
وعشيرته فتفرقوا عنه بذلك فأنزل الله في الوليد وذلك من قوله ذرني ومن خلقت وحيدا إلى قوله سأصليه سقر
وأنزل الله في أولئك النفر الذين كانوا معه الذين جعلوا القرآن عضين أي أصنافا فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا
يعملون * وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن مجاهد في قوله الذين جعلوا القرآن عضين قال هم رهط من قريش
عضوا كتاب الله فزعم بعضهم أنه سحر وزعم بعضهم انه كهانة وزعم بعضهم انه أساطير الأولين * وأخرج سعيد
ابن منصور وابن المنذر وابن جرير عن عكرمة يقول العضة السحر بلسان قريش يقولون للساحرة انها العاضة
* وأخرج الترمذي وابن جرير وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه
وسلم فوربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون قال يسال العباد كلهم يوم القيامة عن خلتين عما كانوا يعبدون
وعما أجابوا به المرسلين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث من طريق على عن ابن عباس رضي الله عنهما
فوربك لنسئلنهم أجمعين وقال فيومئذ لا يسئل عن ذنبه انس ولا جان قال لا يسألهم هل عملهم كذا وكذا
لأنه أعلم منهم بذلك ولكن يقول لم عملتم كذا وكذا * قوله تعالى (فاصدع بما تؤمر) * أخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبى حاتم من طريق على عن ابن عباس رضي الله عنهما فاصدع بما تؤمر فامضه * وأخرج ابن جرير
عن أبي عبيدة أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ما زال النبي صلى الله عليه وسلم مستخفيا حتى نزل فاصدع
بما تؤمر فخرج هو وأصحابه * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو داود في ناسخه من طريق على عن ابن عباس رضي الله عنهما
وأعرض عن المشركين قال نسخه قوله اقتلوا المشركين * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله فاصدع بما تؤمر قال هذا أمر من الله لنبيه بتبليغ رسالته قومه وجميع من أرسل إليه
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فاصدع بما تؤمر
قال اجهر بالقرآن في الصلاة * وأخرج عن ابن زيد في قوله فاصدع بما تؤمر قال بالقرآن الذي أحوى إليه ان
يبلغهم إياه * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس فاصدع بما تؤمر قال أعلن بما تؤمر * وأخرج أبو نعيم في الدلائل
106

من طريق السدى الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
مستخفيا سنين لا يظهر شيئا مما أنزل الله حتى نزلت فاصدع بما تؤمر يعنى أظهر أمرك بمكة فقد أهلك الله
المستهزئين بك وبالقرآن وهم خمسة رهط فاتاه جبريل بهذه الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أراهم أحياء
بعد كلهم فأهلكوا في يوم واحد وليلة منهم العاص بن وائل السهمي خرج في يومه ذلك في يوم مطير فخرج على
راحلته يسير وابن له يتنزه ويتغدى فنزل شعبا من تلك الشعاب فلما وضع قدمه على الأرض قال لدغت فطلبوا فلم
يجدوا شيئا وانتفخت رجله حتى صارت مثل عنق البعير فمات مكانه ومنهم الحارث بن قيس السهمي أكل حوتا
مالحا فأصابه غلبة عطش فلم يزل يشرب عليه من الماء حتى انقد بطنه فمات وهو يقول قتلني رب محمد ومنهم الأسود
ابن المطلب وكان له ابن يقال له زمعة بالشام وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا على الأب أن يعمى بصره
وان يشكل ولده فاتاه جبريل بورقة خضراء فرماه بها فذهب بصره وخرج يلاقى ابنه ومعه غلام له فاتاه جبريل وهو
قاعد في أصل شجرة فجعل ينطح رأسه ويضرب وجهه بالشوك فاستغاث بغلامه فقال له غلامه لا أرى أحدا يصنع
بك شيئا غير نفسك حتى مات وهو يقول قتلني رب محمد ومنهم الوليد بن المغيرة مر على نبل لرجل من خزاعة قد راشها
وجعلها في الشمس فربطها فانكسرت فتعلق به سهم منها فأصاب أكحله فقتله ومنهم الأسود بن عبد يغوث خرج
من أهله فأصابه السموم فاسود حتى عاد حبشيا فأتى أهله فلم يعرفوه فاغلقوا دونه الباب حتى مات وهو يقول قتلني
رب محمد فقتلهم الله جميعا فأظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره وأعلنه بمكة * وأخرج أبو نعيم في الدلائل
بسندين ضعيفين عن ابن عباس في قوله انا كفيناك المستهزئين قال قد سلطت عليهم جبريل وأمرته بقتلهم
فعرض للوليد بن المغيرة فعثر به فعصره عن نصل في رجله حتى خرج رجيعه من أنفه وعرض للأسود بن عبد العزى
وهو يشرب ماء فنفخ في ذلك حتى انتفخ جوفه فانشق واعترض للعاص بن وائل وهو متوجه إلى الطائف فنخسه
بشبرقة فجرى سمها إلى رأسه وقتل الحارث بن قيس بلكزة فما زال يفوق حتى مات وقتل الأسود بن عبد يغوث
الزهري * وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي وأبو نعيم كلاهما في الدلائل وابن مردويه بسند حسن والضياء
في المختارة عن ابن عباس في قوله انا كفيناك المستهزئين قال المستهزئون الوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث
والأسود بن المطلب والحارث بن عبطل السهمي والعاص بن وائل فاتاه جبريل فشكاهم إليه رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال أرني إياهم فأراه الوليد فأومأ جبريل إلى أكحله فقال ما صنعت شيئا قال كفيتكه ثم أراه الأسود
ابن المطلب فأومأ إلى عينيه فقال ما صنعت شيئا قال كفيتكه ثم أراه الأسود بن عبد يغوث فأومأ إلى رأسه فقال ما
صنعت شيئا قال كفيتكه ثم أراه الحرث فأومأ إلى بطنه فقال ما صنعت شيئا فقال كفيتكه ثم أراه العاصي بن وائل
فأومأ إلى أخمصه فقال ما صنعت شيئا فقال كفيتكه فاما الوليد فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبلا فأصاب
أكحله فقطعها وأما الأسود بن المطلب فنزل تحت سمرة فجعل يقول يا بنى ألا تدفعون عنى قد هلكت فطعن بالشوك
في عيني فجعلوا يقولون ما نرى شيئا فلم يزل كذلك حتى عمت عيناه وأما الأسود بن عبد يغوث فخرج في رأسه
قروح فمات منها وأما الحارث فاخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه فمات منه وأما العاصي فركب إلى
الطائف فربض على شبرقة فدخل في أخمص قدمه شوكة فقتلته * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من
طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس ان الوليد بن المغيرة قال إن محمدا كاهنا يخبر بما يكون قبل ان يكون
وقال أبو جهل محمد ساحر يفرق بين الأب والابن وقال عقبة بن أبي معيط محمد مجنون يهذي في جنونه وقال أبى بن
خلف محمد كذاب فأنزل الله انا كفيناك المستهزئين فهلكوا قبل بدر * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه
عن ابن عباس ان المستهزئين ثمانية الوليد بن المغيرة والأسود بن المطلب والأسود بن عبد يغوث والعاص بن
وائل والحارث بن عدي بن سهم وعبد العزى بن قصي وهو أبو زمعة وكلهم هلك قبل بدر بموت أو مرض والحارث
ابن قيس من العياطل * واخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال المستهزئين منهم الوليد بن المغيرة والعاص بن
وائل والحارث بن قيس والأسود بن المطلب والأسود بن عبد يغوث وأبو هبار بن الأسود * وأخرج ابن مردويه
عن علي انا كفيناك المستهزئين قال خمسة من قريش كانوا يستهزؤن برسول الله صلى الله عليه وسلم منهم الحارث
107

ابن عيطلة والعاصي بن وائل والأسود بن عبد يغوث والوليد بن المغيرة * وأخرج البزار والطبراني في الأوسط عن
أنس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على أناس بمكة فجعلوا يغمزون في قفاه ويقولون هذا الذي يزعم أنه نبي ومعه
جبريل فغمز جبريل بإصبعه فوقع مثل الظفر في أجسادهم فصارت قروحا حتى نتنوا فلم يستطع أحد ان يدنو منهم
وأنزل الله انا كفيناك المستهزئين * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عكرمة قال مكث النبي صلى الله عليه وسلم
بمكة خمس عشرة سنة منها أربع أو خمس يدعو إلى الاسلام سرا وهو خائف حتى بعث الله على الرجال الذين أنزل
فيهم انا كفيناك المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين والعضين بلسان قريش السحر وأمر بعدوانهم فقال
فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين ثم أمر بالخروج إلى المدينة فقدم في ثمان ليال خلون من شهر ربيع
الأول ثم كانت وقعة بدر ففيهم أنزل الله وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين انها لكم وفيهم نزلت سيهزم الجمع وفيهم
نزلت حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب وفيهم نزلت ليقطع طرفا من الذين كفروا وفيهم نزلت ليس لك من الامر شئ
أراد الله القوم وأراد رسول الله العير وفيهم نزلت ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا الآية وفيهم نزلت قد كان لكم
آية في فئتين التقتا في شان العير والركب أسفل منكم أخذوا أسفل الوادي فهذا كله في أهل بدر وكانت قبل بدر
بشهرين سرية يوم قتل ابن الحضرمي ثم كانت أحد ثم يوم الأحزاب بعد أحد بسنتين ثم كانت الحديبية وهو يوم
الشجرة فصالحهم النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ على أن يعتمر في عام قابل في هذا الشهر ففيها أنزلت الشهر الحرام
بالشهر الحرام فشهر العام الأول بشهر العام فكانت الحرمات قصاص ثم كان الفتح بعد العمرة ففيها نزلت حتى
إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد الآية وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم غزاهم ولم يكونوا عدوا له أهبة القتال
ولقد قتل من قريش يومئذ أربعة رهط من حلفائهم ومن بنى بكر خمسين أو زيادة وفيهم نزلت لما دخلوا في دين الله هو
الذي أنشأ لكم السمع والابصار ثم خرج إلى حنين بعد عشرين ليلة ثم إلى الطائف ثم إلى المدينة ثم أمر أبا بكر على
الحج ولما رجع أبو بكر من الحج غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك ثم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم العام
المقبل ثم ودع الناس ثم رجع فتوفى لليلتين خلنا من شهر ربيع الأول * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في قوله
انا كفيناك المستهزئين قال هؤلاء فيما سمعنا خمسة رهط استهزؤا بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما أراد صاحب اليمن
ان يرى النبي صلى الله عليه وسلم أتاه الوليد بن المغيرة فزعم أن محمدا ساحر وأتاه العاص بن وائل وأخبره ان محمدا
يعلم أساطير الأولين فجاءه آخر فزعم أنه كاهن وجاءه آخر فزعم أنه شاعر وجاءه آخر فزعم أنه مجنون فكفى الله محمدا
أولئك الرهط في ليلة واحدة فأهلكهم بألوان من العذاب كل رجل منهم أصابه عذاب فاما الوليد فأتى على رجل من
خزاعة وهو يريش نبلا له فمر به وهو يتبختر فأصابه منها سهم فقطع أكحله فأهلكه الله واما العاص بن وائل فإنه دخل
في شعب فنزل في حاجة له فخرجت إليه حية مثل العمود فلدغته فأهلكه الله وأما الآخر فكان رجلا أبيض حسن
اللون خرج عشاء في تلك الليلة فأصابته سموم شديدة الحر فرجع إلى أهله وهو مثل حبشي فقالوا لست بصاحبنا
فقال أنا صاحبكم فقتلوه وأما الآخر فدخل في بئر له فاتاه جبريل فعمه فيها فقال انى قد قتلت فأعينوني فقالوا والله
ما نزى أحدا فكان كذلك حتى أهلكه الله وأما الآخر فذهب إلى إبله ينظره فيها فاتاه جبريل بشوك القتاد فضربه
فقال أعينوني فإني قد هلكت قالوا والله ما نرى أحدا فأهلكه الله فكان لهم في ذلك عبرة * وأخرج ابن أبي حاتم
عن عكرمة قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحنى ظهر الأسود بن عبد يغوث حتى احقوقف صدره فقال
النبي صلى الله عليه وسلم خالي خالي فقال جبريل دعه عنك فقد كفيته فهو من المستهزئين قال وكانوا يقولون سورة
البقرة وسورة العنكبوت يستهزؤن بها * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن قتادة قال هؤلاء رهط من قريش منهم
الأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وعدى بن قيس * وأخرج ابن جرير
وأبو نعيم عن أبي بكر الهذلي قال قيل للزهري ان سعيد بن جبير وعكرمة اختلفا في رجل من المستهزئين فقال
سعيد الحارث بن عيطلة وقال عكرمة الحارث بن قيس فقال صدقا جميعا كانت أمه تسمى عيطلة وكان أبوه قيسا
* وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وأبو نعيم عن الشعبي رضي الله عنه قال المستهزؤون سبعة فسمى منهم
العاص بن وائل والوليد بن المغيرة وهبار بن الأسود وعبد يغوث بن وهب والحرث بن عيطلة * واخرج عبد الرزاق
108

وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم عن قتادة ومقسم مولى ابن عباس انا كفيناك المستهزئين قال هم الوليد
ابن المغيرة والعاص بن وائل وعدى بن قيس والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب مروا رجلا رجلا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل فإذا مر به رجل منهم قال له جبريل كيف محمد هذا فيقول بئس عبد الله
فيقول جبريل كفيناكه فاما الوليد فتردى فتعلق سهم بردائه فذهب يجلس فقطع أكحله فنزف حتى مات واما
الأسود بن عبد يغوث فأتى بغصن فيه شوك فضرب به وجهه فسالت حدقتاه على وجهه فمات وأما العاصي
فوطئ على شوكة فتساقط لحمه عن عظامه حتى هلك وأما الأسود بن المطلب بن وعدى بن قيس أحدهما قام من
الليل وهو ظمآن ليشرب من جرة فلم يزل يشرب حتى انفتق بطنه فمات وأما الآخر فلدغته حيه فمات * قوله
تعالى (ولقد تعلم) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والحاكم في التاريخ وابن مردويه والديلمي
عن أبي مسلم الخولاني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أوحى إلى أن أجمع المال وأكون من التاجرين
ولكن أوحى إلى أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين * وأخرج ابن مردويه
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أوحى إلى أن أجمع المال وأكون من التاجرين
ولكن أوحى إلى أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حين يأتيك اليقين * واخرج ابن مردويه
والديلمي عن أبي الدرداء رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أوحى إلى أن أكون تاجرا ولا
أجمع المال متكاثرا ولكن أوحى إلى أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله حتى يأتيك اليقين قال الموت
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنه واعبد ربك حتى يأتيك اليقين قال
الموت * وأخرج ابن المبارك في الزهد عن الحسن رضي الله عنه في قوله واعبد ربك حتى يأتيك اليقين قال الموت
* وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله واعبد ربك حتى يأتيك اليقين قال الموت إذا جاءه الموت جاءه
تصديق ما قال الله له وحدثه من أمر الآخرة * وأخرج البخاري وابن جرير عن أم العلاء ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون وقد مات فقلت رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك
الله فقال ما يدريك ان الله أكرمه أما هو فقد جاءه اليقين انى لأرجو له الخير * وأخرج النسائي وابن مردويه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ما عاين الناس له رجل يمسك بعنان فرسه
فالتمس القتل في مظانه ورجل في شعب من هذه الشعاب أو في بطن واد من هذه الأودية في غنيمة ان يقيم الصلاة
ويؤتى الزكاة ويعبد الله حتى يأتيه اليقين ليس من الناس الا في خير * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب ما عند الله كانت السماء ظلاله والأرض فراشه لم يهتم بشئ
من أمر الدنيا فهو لا يزرع الزرع وهو يأكل الخبز وهو لا يغرس الشجر ويأكل الثمار توكلا على الله وطلب
مرضاته فضمن الله السماوات السبع والأرضين السبع رزقه فهم يتعبؤن به ويأتون به حلالا واستوفى هو رزقه
بغير حساب عبد الله حتى أتاه اليقين * وأخرج ابن المبارك في الزهد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال ليس
للمؤمن راحة دون لقاء الله ومن كان راحته في لقاء الله فكان قد كفى والله أعلم بالصواب
* (سورة النحل مكية) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة النحل بمكة * واخرج ابن مردويه عن ابن
الزبير مثله * وأخرج النحاس من طريق مجاهد عن ابن عباس قال سورة النحل نزلت بمكة سوى ثلاث آيات من
آخرها فإنهن نزلن بين مكة والمدينة في منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد * قوله تعالى (أتى أمر الله
فلا تستعجلوه) * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت أتى أمر الله ذعر أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى نزلت فلا تستعجلوه فسكنوا * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وبن أبى حاتم
عن أبي بكر بن حفص قال لما نزلت أتى أمر الله قاموا فنزلت فلا تستعجلوه * وأخرج ابن مردويه من طريق
الضحاك عن ابن عباس أتى أمر الله قال خروج محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن أبي بن كعب قال
109

دخلت المسجد فصليت فقرأت سورة النحل وجاء رجلان فقرءا خلاف قراءتنا فأخذت بأيديهما فاتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله استقرئ هذين فقرأ أحدهما فقال أصبت ثم استقرأ الآخر فقال أصبت
فدخل قلبي أشد مما كان في الجاهلية من الشك والتكذيب فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري فقال
أعاذك الله من الشك والشيطان فتصببت عرقا قال أتاني جبريل فقال اقرأ القرآن على حرف واحد
فقلت ان أمتي لا تستطيع ذلك حتى قال سبع مرات فقال لي اقرأ على سبعة أحرف بكل ردة رددتها مسالة
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال لما نزلت هذه الآية أتى أمر الله فلا تستعجلوه قال رجال من
المنافقين بعضهم لبعض ان هذا يزعم أن أمر الله قد أتى فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعلمون حتى تنظروا ما هو
كائن فلما رأوا أنه لا ينزل شئ قالوا ما نراه نزل فنزلت اقترب للناس حسابهم الآية فقالوا ان هذا يزعم مثلها
أيضا فلما رأوا أنه لا ينزل شئ قالوا ما نراه نزل شئ فنزلت ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة لآية
* وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم تطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قبل المغرب مثل الترس فما تزال ترتفع في السماء حتى
تملأ السماء ثم ينادى مناديا أيها الناس فيقبل الناس بعضهم على بعض هل سمعتم فمنهم من يقول نعم ومنهم من
يشك ثم ينادى الثانية يا أيها الناس فيقول الناس هل سمعتم فيقولون نعم ثم ينادى أيها الناس أتى أمر الله فلا
تستعجلوه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالذي نفسي بيده ان الرجلين لينشران الثوب فما يطويانه وان
الرجل ليملأ حوضه فما يسقى فيه شيئا وان الرجل ليحلب ناقته فما يشربه ويشغل الناس * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله أتى أمر الله فلا تستعجلوه قال الاحكام والحدود والفرائض * قوله تعالى
(ينزل الملائكة بالروح) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ينزل الملائكة بالروح قال
بالوحي * وأخرج آدم بن أبي أياس وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه
والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال الروح أمر من أمر الله وخلق من خلق الله وصورهم على صورة
بني آدم وما ينزل من السماء ملك الا ومعه واحد من الروح ثم تلا يوم يقوم الروح والملائكة صفا * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد في قوله ينزل الملائكة بالروح من أمره قال إنه
لا ينزل ملك الا ومعه روح كالحفيظ عليه لا يتكلم ولا يراه ملك ولا شئ مما خلق الله * وأخرج عبد الرزاق وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ينزل الملائكة بالروح من أمره قال بالوحي والرحمة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الحسن في قوله ينزل الملائكة بالروح قال بالنبوة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن
الضحاك في قوله ينزل الملائكة بالروح قال القرآن * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن
أنس في قوله ينزل الملائكة بالروح قال كل شئ تكلم به ربنا فهو روح من أمره قال بالرحمة والوحي على من
يشاء من عباده فيصطفي منهم رسلا أن أنذروا أنه لا إله الا أنا فاتقون قال بها بعث الله المرسلين ان يوحد الله وحده
ويطاع أمره ويجتنب سخطه * قوله تعالى (خلق الانسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين) * أخرج ابن سعد
وأحمد وابن ماجة والحاكم وصححه عن بسر بن جحاش قال بص رسول الله صلى الله عليه وسلم في كفه ثم قال يقول
الله أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك فعدلتك مشيت بين برديك وللأرض منك وئيد فجمعت
ومنعت حتى إذا بلغت الحلقوم قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة * قوله تعالى (والانعام خلقها) الآيات * أخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لكم فيها دف ء قال الثياب ومنافع قال ما تنتفعون به
من الأطعمة والأشربة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
في قوله لكم فيها دف ء ومنافع قال نسل كل دابة * وأخرج الديلمي عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال البركة
في الغنم والجمال في الإبل * وأخرج ابن ماجة عن عروة البارقي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الإبل عز لأهلها
والغنم بركة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ولكم فيها جمال حين
تريحون قال إذا راحت كأعظم ما يكون اسنمة وأحسن ما تكون ضروعا وحين تسرحون قال إذا سرحت لرعيها
110

قال قتادة وذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الإبل فقال هي عز لأهلها * وأخرج ابن جرير وابن أبى
حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وتحمل أثقالكم إلى بلد قال يعنى مكة لم تكونوا بالغيه الا بشق الأنفس
قال لو تكلفتموه ولم تطيقوه الا بجهد شديد * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
في قوله الا بشق الأنفس قال مشقة عليكم * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال إياكم ان تتخذوا ظهور داوبكم منابر فان الله تعالى انما سخرها لكم لتبلغوا إلى بلد
لم تكونوا بالغيه الا بشق الأنفس وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجاتكم * وأخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم
وصححه عن معاذ بن أنس عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم مر على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل
فقال لهم اركبوا هذه الدواب سالمة ودعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق فرب
مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكر الله تعالى منه * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن دينار قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا تتخذوا ظهور الدواب كراسي لأحاديثكم فرب راكب مركوبة خير من راكبها وأكثر
ذكر الله تعالى منه * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن دينار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتخذوا ظهور
الدواب كراسي لأحاديثكم فرب راكب مركوبة هي خير منه وأطوع لله منه وأكثر ذكرا * وأخرج ابن أبي
شيبة عن حبيب قال كان يكره طول الوقوف على الدابة وان تضرب وهي محسنة * وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي
الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم لغفر لكم كثير * قوله تعالى (والخيل
والبغال والحمير لتركبوها وزينة) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
لتركبوها وزينة قال جعلها لتركبوها وجعلها زينة لكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة أن أبا عياض كان
يقرؤها والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة يقول جعلها زينة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
قال كانت الخيل وحشية فذللها الله لإسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في
العظمة عن وهب بن منبه قال بلغني ان الله لما أراد ان يخلق الفرس قال لريح الجنوب انى خالق منك خلقا أجعله
عزا لأوليائي ومذلة لأعدائي وحمى لأهل طاعتي فقبض من الريح قبضة فخلق منها فرسا فقال سميتك فرسا
وجعلتك عربيا الخير معقود بناصيتك والغنائم محازة على ظهرك والغنى معك حيث كنت أرعاك لسعة
الرزق على غيرك من الدواب وجعلتك لها سيدا وجعلتك تطير بلا جناحين فأنت للطلب وأنت للهرب وسأحمل
عليك رجالا يسبحوني فتسبحني معهم إذا سبحوا ويهللوني فتهللني معهم إذا هللوا ويكبروني فتكبرني معهم إذا
كبروا فلما صهل الفرس قال باركت عليك أرهب بصهيلك المشركين أملا منه آذانهم وارعب منه قلوبهم
وأذل به أعناقهم فلما عرض الخلق على آدم وسماهم قال الله تعالى يا آدم اختر من خلقي من أحببت فاختار
الفرس فقال الله اخترت عزك وعز ولدك باق فيهم ما بقوا وينتج منه أولادك أولادا فبركتي عليك وعليهم فما من
تسبيحة ولا تهليلة ولا تكبيرة تكون من راكب الفرس الا والفرس تسمعها وتجيبه مثل قوله * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال سال رجل ابن عباس عن أكل
لحوم الخيل فكرهها وقرأ والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن عباس أنه كان يكره لحوم الخيل ويقول قال الله والانعام خلقها لكم فيها دف ء ومنافع ومنها
تأكلون فهذه للاكل والخيل والبغال والحمير لتركبوها فهذه للركوب * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد أنه
سئل عن لحوم الخيل فقال والخيل والبغال والحمير لتركبوها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحكم في قوله
والانعام خلقها لكم فيها دف ء ومنافع ومنها تأكلون فجعل منه الاكل ثم قرأ والخيل والبغال والحمير لتركبوها
وزينة قال يجعل لكم فيها أكلا وكان الحكم يقول الخيل والبغال والحمير حرام في كتاب الله * وأخرج أبو عبيد
وأبو داود والنسائي وابن المنذر عن خالد بن الوليد قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من
السباع وعن لحوم الخيل والبغال والحمير * وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة والترمذي وصححه والنسائي وابن
المنذر وابن أبي حاتم من طريق عمر وبن دينار عن جابر بن عبد الله قال طعمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم
111

الخيل ونهانا عن لحوم الحمر الأهلية * وأخرج أبو داود وابن أبي حاتم من طريق أبى الزبير عن جابر بن عبد الله أنهم
ذبحوا يوم خيبر الحمير والبغال والخيل فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الحمير والبغال ولم ينههم عن الخيل
* أخرج ابن أبي شيبة والنسائي وابن جرير وابن مردويه من طريق عطاء عن جابر قال كنا نأكل لحم الخيل على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت والبغال قال أما البغال فلا * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم
والنسائي وابن ماجة وابن المنذر عن أسماء قالت نحرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا فأكلناه
* وأخرج أحمد عن دحية الكلبي قال قلت يا رسول الله أحمل لك حمارا على فرس فينتج لك بغلا وتركبها قال انما
يفعل ذلك الذين لا يعلمون * قوله تعالى (ويخلق ما لا تعلمون) * أخرج الخطيب في تاريخه وابن عساكر عن ابن
عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى ويخلق ما لا تعلمون قال البراذين * وأخرج ابن عساكر عن
مجاهد في قوله ويخلق مالا تعلمون قال السوس في الثياب * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان مما خلق الله لأرضا من لؤلؤة بيضاء مسيرة ألف عام عليها جبل من ياقوتة حمراء
محدق بها في تلك الأرض ملك قد ملا شرقها وغربها له ستمائة رأس في كل رأس ستمائة وجه في كل وجه
ستون ألف فم في كل فم ستون ألف لسان يثنى على الله ويقدسه ويهلله ويكبره بكل لسان ستمائة ألف وستين
ألف مرة فإذا كان يوم القيامة نظر إلى عظمة الله فيقول وعزتك ما عبدتك حق عبادتك فذلك قوله ويخلق ما لا
تعلمون * وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات عن الشعبي قال إن لله عبادا من وراء
الأندلس كما بيننا وبين الأندلس ما يرون ان الله عصاه مخلوق رضراضهم الدر والياقوت وجبالهم الذهب والفضة
لا يحرثون ولا يزرعون ولا يعملون عملا لهم شجر على أبوابهم لها ثمر هي طعامهم وشجر لها أوراق عراض هي
لباسهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب أنه قيل له أخبرنا من أتى سعالة الريح وانه رأى بها أربع نجوم كأنها
أربعة أقمار فقال وهب ويخلق ما لا تعلمون * قوله تعالى (وعلى الله قصد السبيل) الآية * أخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وعلى الله قصد السبيل يقول البيان ومنها جائر قال الأهواء
المختلفة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس وعلى الله قصد السبيل يقول على الله ان يبين الهدى
والضلالة ومنها جائر قال السبيل المتفرقة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد
في قوله وعلى الله قصد السبيل قال طريق الحق على الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله وعلى الله قصد السبيل قال على الله بيان حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته ومنها جائر قال
على السبيل ناكب عن الحق وفى قراءة ابن مسعود ومنكم جائر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن الأنباري
في المصاحف عن علي انه كان يقرأ هذه الآية فمنكم جائر * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله وعلى الله قصد
السبيل قال طريق الهدى ومنها جائر قال من السبل جائر عن الحق وقرأ ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ولو
شاء لهداكم أجمعين لقصد السبيل الذي هو الحق وقرأ ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا وقرأ ولو شئنا
لآتينا كل نفس هداها والله أعلم * قوله تعالى (هو الذي أنزل من السماء ماء) الآيات * أخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فيه تسيمون قال ترعون فيه أنعامكم * وأخرج الطستي عن ابن
عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل فيه تسيمون قال فيه ترعون قال وهل تعرف العرب
ذلك قال نعم أما سمعت الأعشى وهو يقول
ومشى القوم بالعماد إلى الدوحاء * أعماد المسيم بن المساق
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وما ذرأ لكم في الأرض قال ما خلق
لكم في الأرض مختلفا من الدواب والشجر والثمار نعم من الله متظاهرة فاشكروها لله عز وجل والله أعلم
بالصواب * قوله تعالى (وهو الذي سخر البحر) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن مطر انه كان لا يرى بركوب البحر
بأسا وقال ما ذكره الله في القرآن الا بخير * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عمر انه كان يكره ركوب البحر الا لثلاث
غاز أو حاج أو معتمر * وأخرج عبد الرزاق عن علقمة بن شهاب القرشي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
112

لم يدرك الغزو معي فليغز في البحر فان أجر يوم في البحر كأجر يوم في البر وان القتل في البحر كالقتلتين في البر وان
المائد في السفينة كالمتشحط في دمه وان خيار شهداء أمتي أصحاب الكف قالوا وما أصحاب الكف يا رسول الله قال
قوم تنكفأ بهم مراكبهم في سبيل الله * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن عمرو بن العاص عن كعب
الأحبار ان الله قال للبحر الغربي حين خلقه قد خلقتك فأحسنت خلقك وأكثرت فيك من الماء وإني حامل فيك
عباد إلى يكبروني ويهللوني ويسبحوني ويحمدوني فكيف تعمل بهم قال أغرقهم قال الله انى أحملهم على كفى
وأجعل بأسك في نواحيك ثم قال للبحر الشرقي قد خلقتك فأحسنت خلقك وأكثرت فيك من الماء وإني حامل فيك
عبادا لي يكبروني ويهللوني ويسبحوني ويحمدوني فكيف أنت فاعل بهم قال أكبرك معهم وأحملهم بين ظهري
وبطني فأعطاه الله الحلية والصيد الطيب * وأخرج البزار عن أبي هريرة قال كلم الله البحر الغربي وكلم البحر
الشرقي فقال للبحر الغربي انى حامل فيك عبادا من عبادي فما أنت صانع بهم قال أغرقهم قال بأسك في نواحيك
وحرمه الحلية والصيد وكلم هذا البحر الشرقي فقال انى حامل فيك عبادا من عبادي فما أنت صانع بهم قال أحملهم
على يدي وأكون لهم كالوالدة لولدها فأثابه الحلية والصيد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وهو
الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا يعنى حيتان البحر وتستخرجوا منه حلية تلبسونها قال هذا اللؤلؤ * وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدى في قوله لتأكلوا منه لحما طريا قال هو السمك وما فيه من الدواب * وأخرج ابن أبي شيبة عن
قتادة انه سئل عن رجل قال لامرأته ان أكلت لحما فأنت طالق فأكلت سمكا قال هي طالق قال الله لتأكلوا منه
لحما طريا * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء قال يحنث قال الله لتأكلوا منه لحما طريا * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي
جعفر قال ليس في الحلي زكاة ثم قرأ وتستخرجوا منه حلية تلبسونها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن
ابن عباس في قوله وترى الفلك مواخر قال جواري * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد في قوله وترى الفلك مواخر فيه قال تمسخر السفن الرياح ولا تمسخر الريح من السفن الا الفلك العظام
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة ونرى الفلك مواخر فيه قال تشق الماء
بصدرها * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله وترى الفلك مواخر فيه قال السفينتان يجريان
بريح واحدة كل واحدة مستقبلة الأخرى * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله وترى الفلك مواخر فيه قال تجرى
بريح واحدة مقبلة ومدبرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ولتبتغوا من فضله قال هو التجارة والله أعلم
بالصواب * قوله تعالى (وألقى في الأرض رواسي) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من
طريق قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال إن الله لما خلق الأرض جعلت تمور فقالت الملائكة ما هذه بمقرة
على ظهرها أحدا فأصبحت صبحها وفيها رواسيها فلم يدروا من أين خلقت فقالوا ربنا هل من خلقك شئ أشد من
هذا قال نعم الحديد فقالوا هل من خلقك شئ أشد من الحديد قال نعم خلق النار قالوا ربنا هل من خلقك
شئ أشد من النار قال نعم الماء قالوا ربنا هل من خلقك شئ هو أشد من الماء قال نعم الريح قال ربنا هل من
خلقك شئ هو أشد من الريح قال نعم الرجل قالوا ربنا هل من خلقك شئ هو أشد من الرجل قال نعم المرأة * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله رواسي قال الجبال أن تميد بكم قال أثبتها بالجبال
ولولا ذلك ما أقرت عليها خلقا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله رواسي أن تميد بكم قال حتى
لا تميد بكم كانوا على الأرض تمور بهم لا يستقر بها فأصبحوا صبحا وقد جعل الله الجبال وهي الرواسي أوتادا في
الأرض * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ان تميد بكم قال إن تكفأ بكم وفى قوله
وأنهارا قال بكل بلدة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وسبلا قال السبل هي الطرق بين الجبال
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والخطيب في كتاب النجوم عن قتادة في قوله وسبلا قال
طرقا وعلامات قال هي النجوم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وعلامات قال أنهار الجبال
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن الكلبي في قوله وعلامات قال الجبال * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وعلامات يعنى معالم الطرق بالنهار وبالنجم هم يهتدون يعنى بالليل
113

* وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن إبراهيم وعلامات قال هي الاعلام التي في السماء وبالنجم هم يهتدون قال
يهتدون به في البحر في أسفارهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وعلامات
وبالنجم هم يهتدون قال منها ما يكون علامة ومنها ما يهتدى به * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد انه كان لا يرى بأسا
ان يتعلم الرجل منازل القمر * وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم انه كان لا يرى بأسا ان يتعلم الرجل من النجوم
ما يهتدى به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله أفمن يخلق كمن
لا يخلق قال الله هو الخالق الرازق وهذه الأوثان التي تعبد من دون الله خلق ولا تخلق شيئا ولا تملك لأهلها ضرا ولا
نفعا قال الله أفلا تذكرون وفى قوله والذين يدعون من دون الله الآية قال هذه الأوثان التي تعبد من دون الله
أموات لا أرواح فيها ولا تملك لأهلها خيرا ولا نفعا إلهكم إله واحد قال الله الهنا ومولانا وخالقنا ورازقنا ولا تعبد ولا
ندعو غيره فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة يقول منكرة لهذا الحديث وهم مستكبرون قال مستكبرون
عنه * قوله تعالى (لا جرم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله
لا جرم يقول بلى * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله لا جرم يعنى لحق * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك
في قوله لا جرم قال لا كذب * قوله تعالى (انه لا يحب المستكبرين) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله انه لا يحب المستكبرين قال هذا قضاء الله الذي قضى انه لا يحب المستكبرين وذكر لنا ان
رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله انه ليعجبه الجمال حتى يود أن علاقة سوطه وقبالة نعله حسن فهل
ترهب على الكبر فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم كيف تجد قلبك قال أجده عارفا للحق مطمئنا إليه قال فليس ذاك
بالكبر ولكن الكبر ان تبطر الحق وتغمص الناس فلا ترى أحدا أفضل منك وتغمص الحق فتجاوزه إلى غيره
* وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسين بن علي انه كان
يجلس إلى المساكين ثم يقول إنه لا يحب المستكبرين * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي قال ثلاث من فعلهن لم
يكتب مستكبرا من ركب الحمار ولم يستنكف ومن اعتقل الشاة واحتلبها وأوسع للمسكين وأحسن مجالسته
* وأخرج مسلم والبيهقي في الشعب عن عياض بن حمار المجاشعي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته ان
الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد * وأخرج البيهقي عن عمر بن الخطاب رفعه إلى النبي صلى
الله عليه وسلم قال يقول الله من تواضع لي هكذا أو أشار بباطن كفه إلى الأرض وأدناها من الأرض رفعته هكذا
وأشار بباطن كفه إلى السماء ورفعها نحو السماء * وأخرج الخطيب والبيهقي عن عمر انه قال على المنبر يا أيها
الناس تواضعوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تواضع لله رفعه الله وقال انتعش رفعك الله
فهو في نفسه صغير وفى أعين الناس عظيم ومن تكبر وضعه الله وقال اخسأ خفضك الله فهو في أعين الناس صغير
وفى نفسه كبير حتى لهو أهون عليهم من كلب أو خنزير * وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما من آدمي الا وفى رأسه سلسلتان سلسلة في السماء وسلسلة في الأرض وإذا تواضع العبد رفعه الملك
الذي بيده السلسلة من السماء وإذا تجبر جذبته السلسلة التي في الأرض * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من آدمي الا وفى رأسه حكمة الحكمة بيد ملك فان تواضع قيل للملك ارفع حكمته
وان ارتفع قيل للملك ضع حكمته * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تكبر
تعظما وضعه الله من تواضع تخشعا رفعه الله * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة
وابن مردويه والبيهقي عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال
ذرة من كبر ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان فقال رجل يا رسول الله الرجل يحب أن يكون ثوبه
حسنا ونعله حسنا فقال إن الله جميل يحب الجمال الكبر من بطر الحق وغمص الناس * وأخرج ابن سعد وأحمد
والبيهقي عن أبي ريحانة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل شئ من الكبر الجنة قال قائل يا رسول
الله انى أحب أن أتجمل بعلاق سوطي وشسع نعلي فقال إن ذلك ليس بالكبر ان الله جميل يحب الجمال انما
الكبر من سفه الحق وغمص الناس بعينيه وأخرجه البغوي في معجمه والطبراني عن سوار بن عمر والأنصاري قال
114

قلت يا رسول الله انى رجل حبب إلى الجمال وأعطيت منه ما ترى فما أحب ان يفوقني أحد في شسع أفمن
الكبر ذاك قال لا قلت فما الكبر يا رسول الله قال من سفه الحق وغمص الناس * وأخرج البغوي والطبراني
من سوار بن عمر والأنصاري قال سال رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى رجل حبب
إلى الجمال حتى انى لا أحب أحدا يفوقني بشراك أفمن الكبر ذاك قال لا ولكن الكبر من غمص الناس وبطر
الحق * وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر ان أبا ريحانة قال يا رسول الله انى لأحب الجمال حتى في نعلي وعلاقة
سوطي أفمن الكبر ذلك قال إن الله جميل يحب الجمال ويحب ان يرى أثر نعمته على عبده الكبر من سفه
الحق وغمص الناس أعمالهم * وأخرج ابن عساكر عن خريم بن فاتك انه قال يا رسول الله انى لأحب الجمال
حتى انى لأحبه في شراك نعلي وجلاد سوطي وان قومي يزعمون أن من الكبر فقال ليس الكبر ان يحب أحدكم
الجمال ولكن الكبر ان يسفه الحق ويغمص الناس * وأخرج سمويه في فوائده والباوردي وابن قانع
والطبراني عن ثابت بن قيس ين شماس قال ذكر الكبر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله لا يحب
من كان مختالا فخورا فقال رجل من القوم والله يا رسول الله ان ثيابي لتغسل فيعجبني بياضها ويعجبني علاقة
سوطي وشراك نعلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس ذاك من الكبر انما الكبر ان تسفه الحق وتغمص الناس
* وأخرج الطبراني عن أسامة قال أقبل رجل من بنى عامر فقال يا رسول الله بلغنا انك شددت في لبس الحرير
والذهب وإني لأحب الجمال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله جميل يحب الجمال انما الكبر من جهل
الحق وغماص الناس بعينيه * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى رجل النبي صلى الله
عليه وسلم فقال انى رجل حبب إلى الجمال وأعطيت منه ما ترى حتى ما أحب ان يفوقني أحد بشراك أو شسع
أفمن الكبر هذا قال لا ولكن الكبر من بطر الحق وغمص الناس * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود
رضي الله عنه مثله وفيه ان الرجل مالك الرهاوي وقال البغي يدل الكبر * وأخرج أحمد في الزهد عن عطاء بن يسار
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى نوح ابنه فقال انى موصيك بوصية وقاصرها عليك حتى
لا تنسى أوصيك باثنتين وأنهاك عن اثنتين فاما اللتان أوصيك بهما فإني رأيتهما يكثران الولوج على الله عز وجل
ورأيت الله تبارك وتعالى يستبشر بهما وصالح خلقه قل سبحان الله وبحمده فإنها صلاة الخلق وبها يرزق
الخلق وقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له فان السماوات والأرض لو كن حلقة لقصمتها ولو كن في كفة لرجحت بهن
وأما اللتان أنهاك عنهما فالشرك والكبر فقال عبد الله بن عمرو يا رسول الله الكبر ان يكون لي حلة حسنة ألبسها
قال لا ان الله جميل يحب الجمال قال فالكبر ان يكون لي دابة صالحة أركبها قال لا قال فالكبر ان يكون لي أصحاب
يتبعوني وأطعمهم قال لا قال فأيما الكبر يا رسول الله قال إن تسفه الحق وتغمص الناس * واخرج ابن أبي
شيبة عن عبد الله بن عمرو قال لا يدخل حظيرة القدس متكبر * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال المتكبرون يجعلون يوم القيامة في توابيت من نار فتطبق عليهم * وأخرج أحمد والدارمي والترمذي
والنسائي وابن ماجة وأبو يعلى وابن حبان والحاكم عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من فارق الروح
جسده وهو برئ من ثلاث دخل الجنة الكبر والدين والغلول قال ابن الجوزي في جامع المسانيد كذا روى لنا
الكبر وقال الدارقطني انما هو الكنز بالنون والزاي * وأخرج الطبراني عن السائب بن يزيد عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قالوا يا رسول الله هلكنا وكيف لنا ان نعلم ما في قلوبنا
من دأب الكبر وأين هو فقال من لبس الصوف أو حلب الشاة أو أكل مع ما ملكت يمينه فليس في قلبه إن شاء الله
الكبر * وأخرج تمام في فوائده وابن عساكر عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لبس الصوف
وانتعل المخصوف وركب حماره وحلب شاته وأكل معه عياله فقد نحى الله عنه الكبر أنا عبد ابن عبد أجلس
جلسة العبد وآكل أكل العبد انى قد أوحى إلى أن تواضعوا ولا يبغي أحد على أحد ان يد الله مبسوطة في خلقه فمن
رفع نفسه وضعه الله ومن وضع نفسه رفعه الله ولا يمشى امرؤ على الأرض شبرا يبتغى سلطان الله الا أكبه الله
* وأخرج أحمد في الزهد عن يزيد بن ميسرة قال قال عيسى عليه السلام مالي لا أرى فيكم أفضل العبادة قالوا وما
115

أفضل العبادة يا روح الله قال التواضع لله * وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت انكم
لتدعون أفضل العبادة التواضع * وأخرج البيهقي عن يحيى بن أبي كثير قال أفضل العمل الورع وخير العبادة
التواضع * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن عمرو انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان في قلبه
مثقال حبة من خردل من كبر كبه الله على وجهه في النار * وأخرج البيهقي عن النعمان بن بشير سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إن للشيطان مصالي وفخوخا وان من مصاليه وفخوخه البطر بنعم الله والفخر بعطاء الله
والكبر على عباد الله واتباع الهوى في غير ذات الله تعالى * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال ألا أنبئكم باهل النار كل فظ غليظ مستكبر ألا أنبئكم باهل الجنة كل ضعيف متضعف ذي طمرين
لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره * وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي عن جبير بن مطعم قال يقولون
في التيه وقد ركبت الحمار ولبست الشملة وحلبت الشاة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل هذا فليس
فيه من الكبر شئ * وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الله بن شداد رفع الحديث قال من لبس الصوف واعتقل الشاة
وركب الحمار وأجاب دعوة الرجل الدون أو العبد لم يكتب عليه من الكبر شئ * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد
الزهد أبو يعلى والحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن سلام انه رؤى في السوق على رأسه حزمة حطب فقيل له
أليس قد أوسع الله عليك قال بلى ولكني أردت أن أدفع الكبر وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر * وأخرج البيهقي عن جابر قال كنا مع النبي صلى الله عليه
وسلم فاقبل رجل فلما رآه القوم أثنوا عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم انى لأرى على وجهه سفعة من النار فلما
جاء وجلس قال أنشدك بالله أجئت وأنت ترى انك أفضل القوم قال نعم * وأخرج البيهقي عن ابن المبارك انه سئل
عن التواضع فقال التكبر على الأغنياء * وأخرج البيهقي عن ابن المبارك قال من التواضع ان تضع نفسك عند
من هو دونك في نعمة الدنيا حتى تعلمه انه ليس لك فضل عليه لدنياك وان ترفع نفسك عند من هو فوقك في دنياه
حتى تعلمه انه ليس لدنياه فضل عليك * وأخرج البيهقي عن ابن مسعود قال من خضع لغنى ووضع له نفسه اعظاما
له وطمعا فيما قبله ذهب ثلثا مرؤته وشطر دينه * وأخرج أحمد في الزهد عن عون بن عبد الله قال قال عبد الله
ابن مسعود لا يبلغ عبد حقيقة الايمان حتى يحل بذروته ولا يحل بذروته حتى يكون الفقر أحب إليه من الغنى
والتواضع أحب إليه من الشرف وحتى يكون حامده وذامه سواء قال ففسرها أصحاب عبد الله قالوا حتى يكون
الفقر في الحلال أحب إليه من الغنى في الحرام وحتى يكون التواضع في طاعة الله أحب إليه من الشرف في معصية
الله وحتى يكون حامده وذامه في الحق سواء * قوله تعالى (وإذا قيل لهم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى
قال اجتمعت قريش فقالوا ان محمدا رجل حلو اللسان إذا كلمه الرجل ذهب بعقله فانظروا أناسا من أشرافكم
المعدودين المعروفة أنسابهم فابعثوهم في كل طريق من طرق مكة على رأس كل ليلة أو ليلتين فمن جاء يريده فردوه
عنه فخرج ناس منهم في كل طريق فكان إذا أقبل الرجل وافدا لقومه ينظر ما يقول محمد فينزل بهم قالوا له أنا فلان
ابن فلان فيعرفه بنسبه ويقول أنا أخبرك عن محمد فلا يريد ان يعنى إليه هو رجل كذاب لم يتبعه على أمره الا
السفهاء والعبيد ومن لا خير فيه واما شيوخ قومه وخيارهم فمفارقون له فيرجع أحدهم فذلك قوله وإذا قيل لهم
ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين فإذا كان الوافد ممن عزم الله له على الرشاد فقالوا له مثل ذلك في محمد قال بئس
الوافد انا لقومي ان كنت جئت حتى إذا بلغت الا مسيرة يوم رجعت قبل ان ألقى هذا الرجل وانظر ما يقول وآتى
قومي ببيان أمره فيدخل مكة فيلقى المؤمنين فيسألهم ماذا يقول محمد فيقولون خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا
حسنة يقول مال ولدار الآخرة خير وهي الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال إن ناسا من مشركي
العرب كانوا يقعدون بطريق من أتى نبي الله صلى الله عليه وسلم فإذا مروا سألوهم فاخبروهم بما سمعوا من النبي
صلى الله عليه وسلم فقالوا انما هو أساطير الأولين * قوله تعالى (ليحملوا أوزارهم) الآية * أخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم يقول
يحملون مع ذنوبهم ذنوب الذين يضلونهم بغير علم وذلك مثل قوله وأثقالا مع أثقالهم * وأخرج ابن أبي شيبة
116

وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة الآية قال حملهم ذنوب
أنفسهم وذنوب من أطاعهم ولا يخفف ذلك عمن أطاعهم من العذاب شيئا * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن الربيع بن أنس في قوله ليحملوا أوزارهم كاملة الآية قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أيما داع دعا إلى
ضلالة فاتبع كان عليه مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شئ وأيما داع دعا إلى هدى فاتبع فله
مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شئ * وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم انه بلغه انه يتمثل للكافر
عمله في صورة أقبح ما خلق الله وجها وأنتنه ريحا فيجلس إلى جنبه كلما أفزعه شئ زاده وكلما تخوف شيئا زاده خوفا
فيقول بئس الصاحب أنت من أنت فيقول وما تعرفني فيقول لا فيقول أنا عملك كان قبيحا فلذلك تراني قبيحا
وكان منتنا فلذلك تراني منتنا طأطئ إلى أركبك فطالما ركبتني في الدنيا فيركبه وهو قوله ليحملوا أوزارهم كاملة
يوم القيامة والله أعلم * قوله تعالى (قد مكر الذين من قبلهم) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله قد مكر الذين من قبلهم قال هو نمرود بن كنعان حين بنى الصرح * وأخرج عبد الرزاق
وابن جرير عن زيد بن أسلم قال أول جبار كان في الأرض نمرود فبعث الله عليه بعوضة فدخلت في منخره فمكث
أربعمائة سنة يضرب رأسه بالمطارق وارحم الناس به من جمع يديه فضرب بهما رأسه وكان جبارا أربعمائة
سنه فعذبه الله أربعمائة سنة كملكه ثم أماته الله وهو الذي كان بنى صرحا إلى السماء الذي قال الله فأتى الله
بنيانهم من القواعد * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله قد مكر الذين من
قبلهم قال مكر نمرود بن كنعان الذي حاج إبراهيم في ربه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد قال أتاها أمر الله من أصلها فخر
عليهم السقف من فوقهم والسقف عالي البيوت فائتفكت بهم بيوتهم فأهلكهم الله ودمرهم وأتاهم العذاب
من حيث لا يشعرون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله تشاقون فيهم
يقول تخالفوني * قوله تعالى (وقيل للذين اتقوا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى
حاتم عن قتادة في قوله وقيل للذين اتقوا قال هؤلاء المؤمنون يقال لهم ماذا أنزل ربكم فيقولون خيرا للذين أحسنوا
أي آمنوا بالله وكتبه وأمروا بطاعته وحثوا عباد الله على الخير ودعوهم إليه * قوله تعالى (الذين تتوفاهم
الملائكة) الآية * اخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله الذين تتوفاهم الملائكة طيبين
قال أحياء وأمواتا قدر الله ذلك لهم * وأخرج 7 ابن مالك وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في
العظمة وأبو القاسم بن منده في كتاب الأحوال والبيهقي في شعب الايمان عن محمد بن كعب القرظي قال إذا
استفاقت نفس العبد المؤمن جاءه الملك فقال السلام عليك يا ولى الله الله يقرأ عليك السلام ثم نزع بهذا الآية
الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم * قوله تعالى (هل ينظرون) الآية * أخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة قال بالموت وقال في آية
أخرى ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة وهو ملك الموت وله رسل أو يأتي أمر ربك وذاك يوم القيامة
* وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة يقول عند الموت حين تتوفاهم أو
يأتي أمر ربك قال ذلك يوم القيامة * قوله تعالى (ان تحرص على هداهم) الآية * أخرج أبو عبيد وابن المنذر
عن ابن مسعود انه قرأ فان الله لا يهدى بفتح الياء من يضل بضم الياء * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن الأعمش
قال قال لي الشعبي يا سليمان كيف تقرأ هذا الحرف قلت لا يهدى من يضل فقال كذلك سمعت علقمة يقرؤها
* وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن علقمة انه كان يقرأ لا يهدى من يضل * وأخرج أبو عبيد وابن
المنذر عن إبراهيم انه قرأ لا يهدى من يضل * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد انه كان يقرأ هذا الحرف فان الله
لا يهدى من يضل * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله فان الله لا يهدى من يضل قال من يضله الله لا يهديه
117

أحد * قوله تعالى (وأقسموا بالله) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي
العالية قال كان لرجل من المسلمين على رجل من المشركين دين فاتاه يتقاضاه فكان فيما تكلم به والذي أرجوه
بعد الموت انه لكذا وكذا فقال له المشرك انك لتزعم انك تبعث من بعد الموت فاقسم بالله جهد يمينه لا يبعث الله
من يموت فأنزل الله وأقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت الآية * وأخرج ابن مردويه عن علي في قوله
وأقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت قال نزلت في 3 * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن أبي هريرة قال قال الله سبني ابن آدم ولم يكن ينبغي له ان يسبني وكذبني ولم يكن ينبغي له ان يكذبني فاما تكذيبه
إياي فقال وأقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت وقلت بلى وعدا عليه حقا وأما سبه إياي فقال إن الله
ثالث ثلاثة وقلت هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ليبين لهم الذي يختلفون فيه قال للناس عامة والله أعلم * قوله تعالى
(انما قولنا لشئ) الآية * أخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب
الايمان واللفظ له عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله يا ابن آدم كلكم مذنب الا من عافيت
فاستغفروني أغفر لكم وكلكم فقراء الا من أغنيت فسلوني أعطكم وكلكم ضال الا من هديت فسلوني الهدى
أهدكم ومن استغفرني وهو يعلم انى ذو قدرة على أن أغفر له غفرت له ولا أبالي ولو أن أولكم وآخركم وحيكم
وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أشقى واحد منكم ما نقص ذلك من سلطاني مثل جناح بعوضة ولو أن
أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أتقى واحد منكم ما زادوا في سلطاني مثل
جناح بعوضة ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم سألوني حتى تنتهى مسألة كل واحد منهم
فأعطيتهم ما سألوني ما نقص ذلك مما عندي كغرز إبرة لو غمسها أحدكم في البحر وذلك انى جواد ماجد واجد
عطائي كلام وعذابي كلام انما أمري لشئ إذا أردته ان أقول له كن فيكون * قوله تعالى (والذين هاجروا في
الله) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله والذين هاجروا في الله من بعد
ما ظلموا قال إنهم قوم من أهل مكة هاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ظلمهم وظلمهم المشركون
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن داود بن أبي هند قال نزلت والذين هاجروا في الله من بعد
ما ظلموا إلى قوله وعلى ربهم يتوكلون في أبى جندل بن سهيل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله والذين هاجروا في الله من بعدما ظلموا قال هؤلاء أصحاب محمد ظلمهم أهل مكة
فاخرجوهم من ديارهم حتى لحق طوائف منهم بأرض الحبشة ثم بوأهم الله المدينة بعد ذلك فجعلها لهم دار هجرة
وجعل لهم أنصارا من المؤمنين ولأجر الآخرة أكبر قال أي والله لما يثيبهم عليه من جنته ونعمته أكبر لو كانوا
يعلمون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبي في قوله لنبوأنهم في الدنيا حسنة قال المدينة * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لنبوأنهم في الدنيا حسنة قال لنرزقنهم في الدنيا رزقا
حسنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبان بن تغلب قال كان الربيع بن خثيم يقرأ هذا الحرف في النحل والذين
هاجروا في الله من بعدما ظلموا لنبوأنهم في الدنيا حسنة ويقرأ في العنكبوت لنثوينهم من الجنة غرفا ويقول
التبوء في الدنيا والثواء في الآخرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عمر بن الخطاب انه كان إذا أعطى الرجل
من المهاجرين عطاء يقول خذ بارك الله لك هذا ما وعدك الله في الدنيا وما أدخر لك في الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون
* قوله تعالى (وما أرسلنا من قبلك) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لما بعث الله محمدا
رسولا أنكرت العرب ذلك ومن أنكر منهم قالوا الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل محمد فأنزل الله أكان
للناس عجبا ان أوحينا إلى رجل منهم وقال ما أرسلنا من قبلك الا رجالا يوحى إليهم فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم
لا تعلمون يعنى فاسئلوا أهل الذكر والكتب الماضية أبشرا كانت الرسل الذين أتتهم أم ملائكة فان كانوا
ملائكة أتتكم وان كانوا بشرا فلا تنكروا ان يكون رسولا ثم قال وما أرسلنا من قبلك الا رجالا يوحى إليهم من
أهل القرى أي ليسوا من أهل السماء كما قلتم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وما أرسلنا من قبلك
118

الا رجالا قال قالت العرب لولا أنزل علينا الملائكة قال الله ما أرسلت الرسل الا بشرا فاسألوا يا معشر العرب أهل
الذكر وهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين جاءتهم قبلكم ان كنتم لا تعلمون ان الرسل الذين كانوا
قبل محمد كانوا بشرا مثله فإنهم سيخبرونكم انهم كانوا بشرا مثله * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس فاسألوا أهل الذكر يعنى مشركي قريش ان محمدا رسول
الله في التوراة والإنجيل * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فاسألوا أهل الذكر قال نزلت في
عبد الله بن سلام ونفر من أهل التوراة كانوا أهل كتب يقول فاسألوهم ان كنتم لا تعلمون ان الرجل ليصلي
ويصوم ويحج ويعتمر وانه لمنافق قيل يا رسول الله بماذا دخل عليه النفاق قال يطعن على امامه وامامه من
قال الله في كتابه فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون * وأخرج ابن مردويه عن جابر قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا ينبغي للعالم ان يسكت على علمه ولا ينبغي للجاهل ان يسكت على جهله وقد قال الله فاسألوا أهل
الذكر ان كنتم لا تعلمون فينبغي للمؤمن أن يعرف عمله على هدى أم على خلافه * قوله تعالى (بالبينات
والزبر) * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله بالبينات قال الآيات
والزبر قال الكتب * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى عن أصحابه في قوله بالبينات والزبر قال البينات الحلال
والحرام الذي كانت تجئ به الأنبياء والزبر كتب الأنبياء وأنزلنا إليك الذكر قال هو القرآن * وأخرج ابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله لتبين للناس ما نزل إليهم قال ما أحل لهم وما حرم عليهم * وأخرج ابن أبي حاتم
عن قتادة في قوله لتبين للناس ما نزل إليهم قال أرسله الله إليهم ليتخذ بذلك الحجة عليهم * وأخرج ابن جرير عن
مجاهد في قوله ولعلهم يتفكرون قال يطيعون * واخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال قام فينا رسول الله صلى
الله عليه وسلم مقاما أخبرنا بما يكون إلى قيام الساعة عقله منا من عقله ونسيه من نسيه * قوله تعالى (أفا من
الذين مكروا والسيئات) * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أفأمن الذين مكروا
السيئات قال هو نمرود بن كنعان وقومه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله أفأمن الذين
مكروا السيئات أي الشرك * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله أفأمن الذين مكروا السيئات قال
تكذيبهم الرسل وأعمالهم بالمعاصي * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أو يأخذهم
في تقلبهم قال في اختلافهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أو يأخذهم في تقلبهم قال إن
شئت أخذته في سفره وفى قوله أو يأخذهم على تخوف يقول إن شئت أخذته على أثر موت صاحبه وتخوف
بذلك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله أو يأخذهم في تقلبهم قال في
أسفارهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله أو يأخذهم في تقلبهم يعنى على أي حال كانوا
بالليل والنهار أو يأخذهم على تخوف يعنى ان يأخذ بعضا بالعذاب ويترك بعضا وذلك أنه كان يعذب القرية
فيهلكها ويترك الأخرى * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أو يأخذهم على تخوف قال ينقص من
أعمالهم * واخرج ابن جرير من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس في قوله أو يأخذهم على تخوف فقالوا
ما نرى الا انه عند تنقص ما نردده من الآيات فقال عمر ما أرى الا انه على ما تنتقصون من معاصي الله فخرج رجل
ممن كان عند عمر فلقى أعرابيا فقال يا فلان ما فعل ربك فقال قد تخيفته يعنى تنقصته فرجع إلى عمر فأخبره فقال
قدر الله ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أو يأخذهم على تخوف
قال يأخذهم بنقص بعضهم بعضا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله أو يأخذهم على تخوف
قال كان يقال التخوف هو التنقص تنقصهم من البلد والأطراف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن
أبى حاتم عن قتادة في قوله أولم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله قال ظل
كل شئ فيه وظل كل شئ سجوده فاليمين أول النهار والشمائل آخر النهار * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن
الضحاك في قوله أولم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيؤا ظلاله قال إذا أفاء الفئ توجه كل شئ ساجدا لله قبل القبلة
من بيت أو شجر قال فكانوا يستحبون الصلاة عند ذلك * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن
119

الضحاك في الآية قال إذا فاء الفئ لم يبق شئ من دابة ولا طائر الا خر لله ساجدا * وأخرج عبد بن حميد
والترمذي وابن المنذر وأبو الشيخ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع
قبل الظهر بعد الزوال تحسب بمثلين من صلاة السحر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس من شئ الا وهو
يسبح الله تلك الساعة ثم قرأ تتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله الآية كلها * وأخرج ابن أبي شيبة عن
سعد بن إبراهيم قال صلوا صلاة الآصال حتى يفئ الفئ قبل النداء بالظهر من صلاها فكأنما تهجد بالليل
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في الآية قال فئ كل شئ ظله وسجود كل شئ فيه سجود
الخيال فيها * واخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال إذا زالت الشمس سجد كل شئ لله * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر عن مجاهد في الآية في قوله تتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل قال الغدو والآصال إذا فاء ظل كل
شئ أما الظل بالغداة فعن اليمين وأما بالعشي فعن الشمائل إذا كان بالغداة سجدت لله وإذا كان بالعشي سجدت
له * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبي غالب الشيباني قال أمواج البحر صلاته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله داخرون قال صاغرون * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
داخرون قال صاغرون * قوله تعالى (ولله يسجد) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة قال لم يدع شيئا من خلقه الا عبده له طائعا أو كارها * وأخرج
ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال يسجد من في السماوات طوعا ومن في الأرض طوعا وكرها * وأخرج
الخطيب في تاريخه عن ابن عباس في قوله يخافون ربهم من فوقهم قال مخافة الاجلال * قوله تعالى (وقال الله
لا تتخذوا الهين اثنين) * أخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن أبي هريرة قال مر النبي صلى الله عليه وسلم
بسعد وهو يدعو بإصبعيه فقال له يا سعد أحد أحد * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سيرين قال كانوا إذا
رأوا انسانا يدعو بإصبعيه ضربوا إحداهما وقالوا انما هو إله واحد * وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت إن
الله يحب ان يدعى هكذا أو أشارت بإصبع واحدة * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال هو الاخلاص
يعنى الدعاء بالإصبع * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال الدعاء هكذا وأشار بإصبع واحدة مقمعة
الشيطان * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال الاخلاص هكذا وأشار بإصبعيه والدعاء هكذا يعنى ببطون
كفيه وللاستخارة هكذا ورفع يديه وولى ظهرهما وجهه * قوله تعالى (وله الدين واصبا) * أخرج ابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وله الدين واصبا قال الدين الاخلاص واصبا دائما
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله وله الدين واصبا قال لا إله إلا الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وله الدين واصبا قال دائما * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن عباس في
قوله وله الدين واصبا قال واجبا * وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق
قال له أخبرني عن قوله وله الدين واصبا ما الواصب قال الدائم قال فيه أمية بن أبي الصلت
وله الدين واصبا وله * الملك وحمد له على كل حال
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال إن هذا الدين دين واصب شغل الناس وحال بينهم
وبين كثير من سهواتهم فما يستطيعه الا من عرف فضله ورجا عاقبته * قوله تعالى (وما بكم من نعمة فمن الله)
* أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فإليه تجارون قال تتضرعون دعاء
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله فإليه تجارون يقول تضجون بالدعاء * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة
في قوله ثم إذا كشفت الضر عنكم الآية قال الخلق كلهم يقرون لله انه ربهم ثم يشركون بعد ذلك * وأخرج
ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله فتمتعوا فسوف تعلمون قال هو وعيد * قوله تعالى (ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا
مما رزقناهم) * أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم قال يعلمون ان الله
خلقهم ويضرهم وينفعهم ثم يجعلون لما يعلمون انه يضرهم ولا ينفعهم نصيبا مما رزقناهم * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا قال هم مشركو العرب
120

جعلوا لأوثانهم وشياطينهم نصيبا مما رزقهم الله وجزءوا من أموالهم جزأ فجعلوه لأوثانهم وشياطينهم * وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم هو قولهم هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا
* قوله تعالى (ويجعلون لله البنات) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه
عن ابن عباس في قوله ويجعلون لله البنات الآيات يقول يجعلون لي البنات ترضوهن لي ولا ترضوهن لأنفسكم
وذلك انهم كانوا في الجاهلية إذا ولد للرجل منهم جارية أمسكها على هون أو دسها في التراب وهي حية * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ولهم ما يشتهون قال يعنى به البنين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم قال هذا صنيع
مشركي العرب أخبرهم الله بخبث صنيعهم فاما المؤمن فهو حقيق ان يرضى بما قسم الله له وقضاء الله خير من
قضاء المرء لنفسه ولعمري ما ندري انه لخير لرب جارية خير لأهلها من غلام وانما أخبركم الله بصنيعهم لتجتنبوه
وتنتهوا عنه فكان أحدهم يغذو كلبه ويئد ابنته * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال كانت العرب
يقتلون ما ولد لهم من جارية فيدسونها في التراب وهي حية حتى تموت * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
على هون أي هوان بلغة قريش * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جرير في قوله أم يدسه في التراب قال يئد
ابنته * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ألا ساء ما يحكمون قال بئس ما حكموا يقول شئ لا يرضونه
لأنفسهم فكيف يرضونه لي * قوله تعالى (ولله المثل الأعلى) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله ولله المثل الأعلى قال شهادة أن لا إله إلا الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في
الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ولله المثل الأعلى قال يقول ليس كمثله شئ * قوله تعالى (ولو يؤاخذ الله
الناس) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من
دابة قال ما سقاهم المطر * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في الآية يقول إذا قحط المطر لم يبق في الأرض دابة
الا ماتت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ولو يؤاخذ الله الناس
بظلمهم ما ترك عليها من دابة قال قد فعل الله ذلك في زمان نوح أهلك الله ما على ظهر الأرض من دابة الا ما حملت
سفينة نوح * وأخرج أحمد في الزهد عن ابن مسعود قال ذنوب ابن آدم قتلت الجعل في جحره ثم قال أي والله ومن
غرق قوم نوح عليه السلام * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن
ابن مسعود قال كاد الجعل ان يعذب في جحره بذنب ابن آدم ثم قرأ ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها
من دابة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات عن أنس بن مالك قال كاد الضب ان يموت في
جحره هولا من ظلم ابن آدم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن جرير والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة انه
سمع رجلا يقول إن الظالم لا يضر الا نفسه فقال أبو هريرة بلى والله ان الحبارى لتموت هزلا في وكرها من ظلم الظالم
* وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن الله يؤاخذني وعيسى بن مريم
بذنوبنا وفى لفظ بما جنت هاتان الابهام والتي تليها لعذبنا ما يظلمنا شيئا * قوله تعالى (ويجعلون لله ما يكرهون)
* أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ويجعلون لله ما يكرهون قال يقول تجعلون لي البنات وتكرهون ذلك
لأنفسكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ويجعلون لله ما يكرهون قال وهن الجواري * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وتصف ألسنتهم الكذب ان لهم الحسنى قال
قول كفار قريش لنا البنون ولله البنات * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
في قوله وتصف ألسنتهم الكذب أي يتكلمون بان لهم الحسنى الغلمان * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن
المنذر عن مجاهد في قوله وأنهم مفرطون قال مسيئون * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وانهم مفرطون قال متروكون في النار ينسون فيها أبدا * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وانهم مفرطون قال قد فرطوا في النار أي معجلين * وأخرج
ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وانهم مفرطون قال معجل بهم إلى النار * قوله تعالى (وان لكم في الانعام لعبرة)
121

* أخرج ابن مردويه عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي كبشة عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ما شرب أحد لبنا فشرق ان الله يقول لبنا خالصا سائغا للشاربين * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي حاتم
عن ابن سيرين ان ابن عباس شرب لبنا فقال له مطرف الا تمضمضت فقال ما أباليه بالة اسمح يسمح لك فقال قائل
انه يخرج من بين فرث ودم فقال ابن عباس قد قال الله لبنا خالصا سائغا للشاربين * قوله تعالى (ومن ثمرات
النخيل) * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والنحاس وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس انه سئل عن قوله تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا قال
السكر ما حرم من ثمرتها والرزق الحسن ما حل من ثمرتها * وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن
ابن عباس في الآية قال السكر الحرام منه والرزق الحسن زبيبه وخله وعنبه ومنافعه * وأخرج أبو داود في
ناسخه وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال السكر النبيذ والرزق الحسن فنسختها هذه الآية
انما الخمر والميسر * واخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير عن أبي رزين في الآية قال نزل هذا وهم يشربون الخمر
قبل ان ينزل تحريمها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال السكر الخل والنبيذ وما أشبهه
والرزق الحسن الثمر والزبيب وما أشبهه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس
في قوله تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا قال فحرم الله بعد ذلك السكر مع تحريم الخمر لأنه منه ثم قال ورزقا حسنا
فهو الحلال من الخل والزبيب والنبيذ وأشباه ذلك فأقره الله وجعله حلالا للمسلمين * وأخرج ابن جرير وابن
مردويه عن ابن عباس في قوله تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا قال إن الناس كانوا يسمون الخمر سكرا وكانوا
يشربونها ثم سماها الله بعد ذلك الخمر حين حرمت وكان ابن عباس يزعم أن الحبشة يسمون الخل السكر وقوله
ورزقا حسنا يعنى بذلك الحلال التمر والزبيب وكان حلالا لا يسكر * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر عن ابن مسعود قال السكر خمر * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير والحسن والشعبي وإبراهيم
وأبى رزين مثله * وأخرج عبد الرزاق وابن الأنباري في المصاحف والنحاس عن قتادة في قوله تتخذون منه سكرا
قال حمور الأعاجم ونسخت في سورة المائدة * وأخرج النسائي عن سعيد بن جبير قال السكر الحرام والرزق
الحسن الحلال * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله تتخذون منه سكرا قال ذكر الله نعمته عليهم
في الخمر قبل ان يحرمها عليهم * وأخرج ابن الأنباري والبيهقي عن إبراهيم والشعبي في قوله تتخذون منه سكرا قالا
هي منسوخة * وأخرج الخطيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم في العنب أشياء
تأكلونه عنبا وتشربونه عصيرا ما لم ييبس وتتخذون منه زبيبا وربا والله أعلم * قوله تعالى (وأوحى ربك إلى
النحل) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وأوحى ربك إلى النحل قال ألهمها * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الحسن قال النحل دابة أصغر من الجندب ووحيه إليها قذف في قلوبها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن مجاهد في قوله وأوحى ربك إلى النحل قال ألهمها الهاما ولم يرسل إليها رسولا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم
من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله وأوحى ربك إلى النحل قال أمرها أن تأكل من كل الثمرات وأمرها أن
تتبع سبل ربها ذللا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فاسلكي
سبل ربك ذللا قال طرقا لا يتوعر عليها مكان سلكته * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في
قوله فاسلكي سبل ربك ذللا قال مطيعة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال الذلول الذي
يقاد ويذهب به حيث أراد صاحبه قال فهم يخرجون بالنحل وينتجعون بها ويذهبون وهي تتبعهم وقرأ أولم
يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى
رضي الله عنه في قوله فاسلكي سبل ربك ذللا قال ذليلة لذلك وفى قوله يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه قال
هذا العسل فيه شفاء للناس يقول فيه شفاء الأوجاع التي شفاؤها فيه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس يعنى العسل * وأخرج ابن جرير وابن أبي
شيبة وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس قال هو العسل فيه الشفاء
122

وفى القرآن * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن العسل فيه شفاء من كل داء
والقرآن شفاء لما في الصدور * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن
مردويه عن ابن مسعود قال عليكم بالشفاءين العسل والقرآن * وأخرج ابن ماجة وابن مردويه والحاكم وصححه
والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالشفاءين العسل والقرآن
* وأخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشفاء في ثلاثة في شرطة محجم
أو شربة عسل أو كية بنار وأنا أنهى أمتي عن الكي * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان أخي استطلق بطنه فقال اسقه
عسلا فسقاه عسلا ثم جاء فقال ما زاده الا استطلاقا قال اذهب فاسقه عسلا فسقاه عسلا ثم جاء فقال ما زاده الا
استطلاقا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق الله وكذب بطن أخيك اذهب فاسقه عسلا فذهب فسقاه فبرأ
* وأخرج ابن ماجة وابن السني والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لعق
العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء * واخرج البيهقي في الشعب عن عامر بن ملك قال بعثت إلى
النبي صلى الله عليه وسلم من وعك كان بي التمس منه دواء أو شفاء فبعث إلى بعكة من عسل * وأخرج حميد بن
زنجويه عن نافع ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان لا يشكو قرحة ولا شيئا الا جعل عليه عسلا حتى الدمل إذا
كان به طلاه عسلا فقلنا له تداوى الدمل بالعسل فقال أليس يقول الله فيه شفاء للناس * وأخرج أحمد والنسائي
عن معاوية بن خديج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كان في شئ شفاء ففي شرطة من محجم أو شربة من
عسل أو كية بنار تصيب ألما وما أحب أن أكتوي * وأخرج ابن أبي شيبة عن حشرم المجمري أن ملاعب
الأسنة عامر بن مالك بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله الدواء والشفاء من داء نزل به فبعث إليه النبي صلى
الله عليه وسلم بعسل أو بعكة من عسل * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال مثل المؤمن كمثل النحلة
تأكل طيبا وتضع طيبا * وأخرج ابن أبي شيبة عن الزهري قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النمل
والنحل * وأخرج الطبراني في الأوسط بسند حسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل
بلال كمثل النحلة غدت تأكل من الحلو والمر ثم هو حلو كله * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا يحب الفاحش ولا المتفحش وسوء الجوار وقطيعة الرحم ثم قال انما مثل
المؤن كمثل النحلة رتعت فأكلت طيبا ثم سقطت فلم تؤذ ولم تكسر * وأخرج الطبراني عن سهل بن سعد الساعدي
أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النملة والنحلة والهدهد والصرد والضفدع * وأخرج الخطيب في
تاريخه عن أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب النملة والنحلة والهدهد
والصرد * وأخرج أبو يعلى عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر الذباب أربعون يوما والذباب كله
في النار الا النحل * وأخرج عبد الرزاق في المصنف من طريق مجاهد عن عبيد بن عمير أو ابن عمر عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال كل الذباب في النار الا النحل وكان ينهى عن قتلها * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الذباب كلها في النار الا النحل * قوله تعالى (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر)
* وأخرج ابن جرير عن علي رضي الله عنه في قوله ومنكم من يرد إلى أرذل العمر قال خمس وسبعون سنة * وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ومنكم من يرد إلى أرذل العمر الآية قال أرذل العمر هو الخوف * وأخرج سعيد
ابن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة قال من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر ثم قرأ
لكي لا يعلم بعد علم شيئا * واخرج ابن أبي شيبة عن طاوس قال إن العالم لا يخرف * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الملك
ابن عمير قال كان يقال ان أبقى الناس عقولا قراء القرآن * وأخرج البخاري وابن مردويه عن أنس ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو أعوذ بك من البخل والكسل وأرذل العمر وعذاب القبر وفتنة الدجال وفتنة
المحيا وفتنة الممات * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال كان دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أعوذ بالله
من دعاء لا يسمع ومن قلب لا يخشع ومن علم لا ينفع ومن نفس لا تشبع اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس
123

الضجيع ومن الخيانة فإنها بئست البطانة وأعوذ بك من الكسل والهرم والبخل والجبن وأعوذ بك ان أرد إلى
أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدجال وعذاب القبر * وأخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص عن النبي
صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك ان أرد إلى أرذل
العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر * واخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم المولود حتى يبلغ الحنث ما يعمل من حسنة أثبت لوالده أو لوالديه وان عمل سيئة لم
تكتب عليه ولا على والديه فإذا بلغ الحنث وجرى عليه القلم أمر الملكان اللذان معه فحفظاه وسدداه فإذا
بلغ أربعين سنة في الاسلام آمنه الله من البلايا الثلاثة من الجنون والجذام والبرص فإذا بلغ الخمسين ضاعف الله
حسناته فإذا بلغ ستين رزقه الله الإنابة إليه فيما يحب فإذا بلغ سبعين أحبه أهل السماء فإذا بلغ تسعين سنة غفر
الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفعه في أهل بيته وكان اسمه عنده أسير الله في أرضه فإذا بلغ إلى أرذل العمر لكي
لا يعلم بعد علم شيئا كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير وان عمل سيئة لم تكتب عليه * قوله تعالى (والله
فضل بعضكم على بعض) الآية * اخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله والله فضل بعضكم على
بعض في الرزق الآية يقول لم يكونوا يشركوا عبيدهم في أموالهم ونسائهم وكيف تشركون عبيدي معي في
سلطاني * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال هذا مثل الآلهة الباطل مع الله
* واخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله والله فضل بعضكم على بعض في
الرزق الآية قال هذا مثل ضربه الله فهل منكم من أحد يشارك مملوكه في زوجته وفى فراشه أفتعدلون بالله خلقه
وعباده فان لم ترض لنفسك بهذا فالله أحق ان تبرئه من ذلك ولا تعدل بالله أحدا من عباده وخلقه * واخرج ابن أبي
حاتم عن عطاء الخراساني في الآية قال هذا مثل ضربه الله في شان الآلهة فقال كيف تعدلون بي عبادي ولا
تعدلون عبيدكم بأنفسكم وتردون ما فضلتم به عليهم فتكونون أنتم وهم في الرزق سواء * واخرج ابن أبي حاتم
عن الحسن البصري قال كتب عمر بن الخطاب إلى أبى موسى الأشعري اقنع برزقك في الدنيا فان الرحمن فضل
بعض عباده على بعض في الرزق بلاء يبتلى به كلا فيبتلي به من بسط له كيف شكره فيه وشكره لله أداؤه الحق
الذي افترض عليه مما رزقه وخوله * قوله تعالى (والله جعل لكم من أنفسكم) الآية * اخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا قال خلق آدم ثم خلق
زوجته منه * واخرج الفريابي وسعيد بن منصور والبخاري في تاريخه وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني
والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن مسعود في قوله بنين وحفدة قال الحفدة الأختان * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الحفدة الأصهار * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الحفدة
الولد وولد الولد * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الحفدة بنو البنين * وأخرج الطستي عن ابن عباس
ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل وحفدة قال ولد الولد وهم الأعوان قال وهل تعرف العرب ذلك
قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول
حفد الولائد حولهن وأسلمت * بأكفهن أزمة الاجمال
* وأخرج ابن جرير عن أبي حمزة قال سئل ابن عباس عن قوله بنين وحفدة قال من أعانك فقد حفدك أما سمعت
قول الشاعر
حفد الولائد حولهن وأسلمت * بأكفهن أزمة الاجمال
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الحفدة بنو امرأة الرجل ليسوا منه * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبي مالك قال الحفدة الأعوان * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن
عكرمة قال الحفدة الخدم * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال الحفدة البنون وبنو البنين ومن أعانك من أهل
أو خادم فقد حفدك * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله أفبالباطل يؤمنون قال الشرك * وأخرج ابن المنذر
عن ابن جريج في قوله أفبالباطل يؤمنون قال الشيطان وبنعمة الله قال محمد * قوله تعالى (ويعبدون من دون
124

الله) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ويعبدون من دون الله
مالا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض قال هذه الأوثان التي تعبد من دون الله لا تملك لمن يعبدها رزقا ولا ضرا
ولا نفعا ولا حياة ولا نشورا فلا تضربوا لله الأمثال فإنه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فلا تضربوا لله الأمثال يعنى اتخاذهم الأصنام يقول لا تجعلوا
معي إلها غيري فإنه لا إله غيري * قوله تعالى (ضرب الله مثل) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في
قوله ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ يعنى الكافر انه لا يستطيع ان ينفق نفقة في سبيل الله ومن رزقناه
منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا يعنى المؤمن وهو المثل في النفقة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله ضرب الله مثلا عبدا مملوكا قال هذا مثل ضربه الله للكافر رزقه الله مالا فلم يقدم فيه خيرا
ولم يعمل فيه بطاعة الله ومن رزقناه منا رزقا حسنا قال هو المؤمن أعطاه الله مالا رزقا حلالا فعمل فيه بطاعة الله
واخذه بشكر ومعرفة حق الله فأثابه الله على ما رزقه الرزق المقيم الدائم لأهله في الجنة قال الله هل يستويان مثلا
قال لا والله لا يستويان * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ضرب الله
مثلا عبدا مملوكا يقدر على شئ ومن رزقناه منا رزقا حسنا ورجلين أحدهما أبكم ومن يأمر بالعدل قال كل
هذا مثل إله الحق وما يدعون من دونه الباطل * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله
ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ قال يعنى بذلك الآلهة التي لا تملك ضرا ولا نفعا ولا تقدر على شئ
ينفعها ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا قال علانية المؤمن الذي ينفق سرا وجهر الله
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ قال الصنم * وأخرج
ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس قال إن الله ضرب الأمثال على حسب الأعمال فليس عمل صالح الا له المثل
الصالح وليس عمل سوء الا له مثل سوء وقال إن مثل العالم المتفهم كطريق بين شجر وجبل فهو مستقيم
لا يعوجه شئ فذلك مثل العبد المؤمن الذي قرأ القرآن وعمل به * وأخرج ابن جرر وابن أبي حاتم وابن
مردويه وابن عساكر عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ في رجل
من قريش وعبده في هشام بن عمرو هو الذي نفق ماله سرا وجهرا وفى عبده أبى الجوزاء الذي كان ينهاه
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال ليس للعبد طلاق الا باذن سيده وقرأ عبدا مملوكا لا يقدر على شئ
* وأخرج البيهقي في سننه عن ابن عباس أنه سئل عن المملوك يتصدق بشئ فقال ضرب الله مثلا عبدا مملوكا
لا يقدر على شئ لا يتصدق بشئ * قوله تعالى (وضرب الله مثله) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس
في قوله وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم إلى آخر الآية يعنى بالأبكم الذي هو كل على مولاه الكافر وبقوله
ومن يأمر بالعدل المؤمن وهذا المثل في الأعمال * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه
وابن عساكر عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم في رجلين أحدهما
عثمان بن عفان ومولى كافر وهو أسيد بن أبي العيص كان يكره الاسلام وكان عثمان ينفق عليه ويكفله
ويكفيه المؤنة وكان الآخر ينهاه عن الصدقة والمعروف فنزلت فيهما * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبخاري
في تاريخه وابن أبي حاتم وابن مريه والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله ومن يأمر بالعدل قال عثمان بن عفان
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال هذا مثل ضربه الله للآلهة أيضا اما الأبكم فالصنم فإنه أبكم
لا ينطق وهو كل على مولاه ينفقون عليه وعلى من يأتيه ولا ينفق هو عليهم ولا يرزقهم هل يستوي هو ومن يأمر
بالعد وهو الله * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله أحدهما أبكم قال هو الوثن هل
يستوي هو ومن يأمر بالعدل قال الله * وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله كل قال الكل
العيال كانوا إذا ارتحلوا حملوه على بعير ذلول وجعلوا معه نفرا يمسكونه خشية ان يسقط فهو عناء وعذاب وعيال
عليهم هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم يعنى نفسه * قوله تعالى (وما أمر الساعة)
* أخرج الطبراني عن ابن مسعود انه قرأ خبر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
125

عن قتادة في قوله وما أمر الساعة الا كلمح البصر هو ان يقول كن أو أقرب فالساعة كلمح البصر أو هي أقرب
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله كلمح البصر يقول كلمح ببصر العين من السرعة أو أقرب من ذلك
إذا أردنا * وأخرج بن المنذر عن ابن جريج في قوله وما أمر الساعة الا كلمح البصر أو هو أقرب قال هو أقرب وكل
شئ في القرآن أو فهو هكذا مائة ألف أو يزيدون والله أعلم * قوله تعالى (والله أخرجكم) الآية * أخرج ابن أبي
حاتم عن السدى في قوله والله أخرجكم من بطون أمهاتكم قال من الرحم * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في
قوله وجعل لكم السمع والابصار والأفئدة لعلكم تشكرون قال كرامة أكرمكم الله بها فاشكروا نعمه
* وأخرج أحمد وابن ماجة وابن حبان والطبراني وابن مردويه عن حية وسواء ابني خالد أنهما أتيا النبي صلى الله
عليه وسلم أو هو يعالج بناء فقال لهما هلم فعالجا معه فلما فرغ أمر لهما بشئ وقال لهما لا تياسا من الرزق ما تهزهزت
رؤوسكما فإنه ليس من مولود يولد من أمة الا احمر ليس عليه قشرة ثم يرزقه الله * قوله تعالى (ألم يروا إلى الطير)
الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله جو السماء في كبد السماء * وأخرج
ابن أبى حاتم عن السدى في قوله في جو السماء قال جوف السماء ما يمسكهن الا الله قال يمسكه الله على كل ذلك
والله أعلم بالصواب * قوله تعالى (والله جعل لكم من بيوتكم) الآية * أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله والله جعل لكم من بيوتكم سكنا قال تسكنون فيها
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله جعل لكم من بيوتكم سكنا قال تسكنون وتقرون فيها وجعل لكم
من جلود الانعام بيوتا وهي خيام الاعراب تستخفونها يقول في الحمل ومتاعا إلى حين قال إلى الموت * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تستخفونها يوم ظعنكم قال بعض بيوت السيارة بنيانه في ساعة
وفى قوله وأوبارها قال الإبل وأشعارها قال الغنم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله أثاثا قال الأثاث المال ومتاعا إلى حين يقول تنفعون به إلى حين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء
قال انما أنزل القرآن على قدر معرفة العرب ألا ترى إلى قوله ومن أصوافها وأوبارها وما جعل الله لهم من غير
ذلك أعظم منه وأكثر ولكنهم كانوا أصحاب وبر وشعر ألا ترى إلى قوله والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل
لكم من الجبال أكنانا وما جعل من السهل أعظم وأكثر ولكنهم كانوا أصحاب جبال الا ترى إلى قوله وجعل
لكم سرابيل تقيكم الحر وما يقي البرد أعظم وأكثر ولكنهم كانوا أصحاب حر ألا ترى إلى قوله من جبال فيها من برد
يعجبهم بذلك وما أنزل من الثلج أعظم وأكثر ولكنهم كانوا لا يعرفونه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن
المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ومتاعا إلى حين قال إلى أجل وبلغة * قوله تعالى (والله جعل لكم مما خلق)
الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله والله جعل
لكم مما خلق ظلالا قال من الشجر ومن غيرها وجعل لكم من الجبال أكنانا قال غارات يسكن فيها وجعل لكم
سرابيل تقيكم الحر من القطن والكتان والصوف وسرابيل تقيكم بأسكم من الحديد كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم
تسلمون ولذلك هذه السورة تسمى سورة النعم * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الكسائي عن حمزة عن الأعمش
وأبى بكر وعاصم انهم قرأوا لعلكم تسلمون برفع التاء من أسلمت * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن أبي حاتم
وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سرابيل تقيكم الحر قال يعنى الثياب وسرابيل تقيكم بأسكم
قال يعنى الدروع والسلاح كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون يعنى من الجراحات وكان ابن عباس يقرؤها
تسلمون * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه ان أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقرأ
عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والله جعل لكم من بيوتكم سكنا قال الاعرابي نعم قال وجعل لكم من جلود
الانعام بيوتا تستخفونها قال الاعرابي نعم ثم قرأ عليه كل ذلك يقول نعم حتى بلغ كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم
تسلمون فولى الاعرابي فأنزل الله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال
هي المساكن والانعام وما ترزقون منها والسرابيل من الحديد والثياب تعرف هذا كفار قريش تم تنكره بان
126

تقول هذا كان لآبائنا فورثونا إياه * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن كثير في الآية قال يعلمون الله خلقهم
وأعطاهم بعدما أعطاهم يكفرون فهو معرفهم نعمته ثم إنكارهم إياها كفرهم بعد * وأخرج سعيد بن
منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عون بن عبد الله في قوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال
إنكارهم إياها ان يقول الرجل لولا فلان أصابني كذا وكذا ولولا فلان لم أصب كذا وكذا * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدى في قوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال محمد صلى الله عليه
وسلم ولفظ ابن أبي حاتم قال هذا في حديث أبي جهل والأخنس حين سال الأخنس أبا جهل عن محمد فقال هو
نبي * قوله تعالى (ويوم نبعث) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
رضي الله عنه في قوله ويوم نبعث من كل أمة شهيدا قال شهيدها نبيها على أنه قد بلغ رسالات ربه قال الله وجئنا
بك شهيدا على هؤلاء قال ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية فاضت عيناه * وأخرج ابن أبي
حاتم عن أبي العالية في قوله وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون قال هذا كقوله
هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله فألقوا إليهم القول قال حدثوهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وألقوا إلى الله يومئذ السلم قال
استسلموا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وألقوا إلى الله يومئذ السلم يقول ذلوا
واستسلموا يومئذ * قوله تعالى (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن
منصور وابن أبي شيبة وهناد بن السرى وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم
وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن مسعود في قوله زدناهم عذابا فوق العذاب قال زيد وعقارب لها أنياب
كالنخل الطوال * وأخرج ابن مردويه والخطيب في تالي التلخيص عن البراء ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن
قول الله زدناهم عذابا فوق العذاب قال عقارب أمثال النخل الطوال ينهشونهم في جهنم * وأخرج هناد عن ابن
مسعود قال أفاعي في النار * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال إن أهل النار إذا جزعوا من حرها
استغاثوا بضحضاح في النار فإذا أتوه تلقاهم عقارب كأنهن البغال الدهم وأفاع كأنهن البخاتي فضربنهم فذلك
الزيادة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير قال إن في جهنم لجبابا فيها حياة أمثال البخت
وعقارب أمثال البغال يستغيث أهل النار من تلك الجباب إلى الساحل فتثب إليهم فتأخذ جباههم وشفارهم
فكشطت لحومهم إلى أقدامهم فيستغيثون منها إلى النار فتتبعهم حتى تجد حرها فترجع وهي في أسراب
* وأخرج ابن أبي شيبة وهناد عن مجاهد مثله * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن عمرو قال إن لجهنم سواحل فيها
حياة وعقارب أعناقها كأعناق البخت * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق الأعمش عن مالك بن الحارث قال إذا
طرح الرجل في النار هوى فيها فإذا انتهى إلى بعض أبوابها قيل مكانك حتى تتحف فيسقى كأسا من سم الأساود
والعقارب فيتميز الجلد على حدة والشعر على حدة والعصب على حدة والعروق على حدة * وأخرج أبو يعلى وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله زدناهم عذابا فوق العذاب قال خمسة أنهار من نار صبها الله عليهم
يعذبون ببعضها بالليل وببعضها بالنهار * وأخرج ابن مردويه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الزيادة
خمسة أنهار تجرى من تحت العرش على رؤس أهل النار ثلاثة أنهار على مقدار الليل ونهران على مقدار النهار
فذلك قوله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون * وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال قال ابن عباس
أتدري ما سعة جهنم قلت لا قال إن ما بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا تجرى أودية القيح
والدم قلت له الانهار قال لا بل الأودية * قوله تعالى (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ) * أخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن مسعود قال إن الله أنزل في هذا الكتاب تبيانا لكل شئ ولقد علمنا بعضا مما بين لنا في القرآن ثم
تلا ونزلنا عليك الكتاب بيانا لكل شئ * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد
الزهد وابن الضريس في فضائل القرآن ومحمد بن نصر في كتاب الله والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن ابن
مسعود قال من أراد العلم فلينور القرآن فان فيه علم الأولين والآخرين * واخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود
127

قال لا تهذوا القرآن كهذا الشعر ولا تنثره ونثر الدقل وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب * وأخرج ابن أبي
شيبة عن ابن مسعود قال إن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود
قال إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في
قوله تبيانا لكل شئ قال مما أمروا به ونهوا عنه * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي رضي الله عنه في قوله ونزلنا
عليك الكتاب تبيانا لكل شئ قال بالسنة * قوله تعالى (ان الله يأمر بالعدل والاحسان) * أخرج أحمد عن
عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شخص بصره فقال
أتاني جبريل فأمرني ان أضع هذه الآية بهذا الموضع من السورة ان الله يأمر بالعدل والاحسان إلى قوله
تذكرون * وأخرج أحمد والبخاري في الأدب وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء بيته جالسا إذ مر به عثمان بن مظعون رضي الله عنه فجلس إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما هو يحدثه إذ شخص بصره إلى السماء فنظر ساعة إلى السماء فاخذ يضع بصره
حتى وضعه على يمينه في الأرض فتحرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جليسه عثمان إلى حيث وضع رأسه فاخذ
ينفض رأسه كأنه يستفقه ما يقال له فلما قضى حاجته شخص بصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء كما
شخص أول مرة فاتبعه بصره حتى توارى في السماء فاقبل إلى عثمان كجلسته الأولى فسأله عثمان رضي الله عنه
فقال أتاني جبريل آنفا قال فما قال لك قال إن الله يأمر بالعدل والاحسان إلى قوله تذكرون قال عثمان
رضي الله عنه فذلك حين استقر الايمان في قلبي وأحببت محمدا صلى الله عليه وسلم * وأخرج الباوردي
وابن السكن وابن منده وأبو نعيم في معرفة الصحابة عن عبد الملك بن عمير رضي الله عنه قال بلغ أكتم بن صيفي
مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يأتيه فأتى قومه فانتدب رجلين فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا
نحن رسل أكتم يسألك من أنت وما جئت به فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنا محمد بن عبد الله عبد الله ورسوله
ثم تلا عليهم هذه الآية ان الله يأمر بالعدل والاحسان إلى تذكرون قالوا ردد علينا هذا القول فردده عليهم حتى
حفظوه فأتيا أكتم فأخبراه فلما سمع الآية قال انى أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها فكونوا
في هذا الامر رؤسا ولا تكونوا فيه أذنابا ورواه الأموي في مغازيه وزاد فركب متوجها إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فمات في الطريق قال ويقال نزلت فيه هذه الآية ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم
يدركه الموت الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله ان الله يأمر بالعدل قال شهادة ان لا إله إلا الله والاحسان قال أداء الفرائض
وإيتاء ذي القربى قال اعطاء ذوي الرحم الحق الذي أوجبه الله عليك بسبب القرابة والرحم وينهى
عن الفحشاء قال الزنا والمنكر قال الشرك والبقى قال الكبر والظلم يعظكم قال يوصيكم لعلكم تذكرون
* وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الأدب ومحمد بن نصر في الصلاة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال أعظم آية في كتاب الله
تعالى الله لا إله الا هو الحي القيوم وأجمع آية في كتاب الله للخير والشر الآية التي في النحل ان الله يأمر بالعدل
والاحسان وأكثر آية في كتاب الله تفويضا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وأشد آية
في كتاب الله رجاء يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم الآية * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن الحسن
رضي الله عنه انه قرأ هذه الآية ان الله يأمر بالعدل والاحسان إلى آخرها ثم قال إن الله عز وجل جمع لكم الخير
كله والشر كله في آية واحدة فوالله ما ترك العدل والاحسان من طاعة الله شيئا الا جمعه ولا ترك الفحشاء والمنكر
والبغي عن معصية الله شيئا الا جمعه * وأخرج ابن النجار في تاريخه من طريق العكلي عن أبيه قال مر علي بن أبي
طالب رضي الله عنه بقوم يتحدثون فقال فيم أنتم فقالوا نتذاكر المروءة فقال أو ما كفاكم الله عز وجل ذاك
في كتابه إذ يقول الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان فالعدل الانصاف والاحسان التفضل فما بقى بعد هذا
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ان الله يأمر بالعدل والاحسان الآية قال ليس من خلق
128

حسن كان أهل الجاهلية يعملون به ويعظمونه ويخشونه الا أمر الله به وليس من خلق سئ كانوا يتعايرونه
بينهم الا نهى الله عنه وقدم فيه وانما نهى عن سفاسف الأخلاق ومذامها * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن
كعب القرظي قال دعاني عمر بن عبد العزيز فقال صف لي العدل فقلت بخ سالت عن أمر جسيم كن لصغير
الناس أبا ولكبيرهم ابنا وللمثل منهم أخا وللنساء كذلك وعاقب الناس على قدر ذنوبهم وعلى قدر أجسادهم
ولا تضربن بغضبك سوطا واحدا متعديا فتكون من العادين * وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال قال عيسى
ابن مريم انما الاحسان ان تحسن إلى من أساء إليك والله أعلم * قوله تعالى (وأوفوا بعهد الله) الآية * أخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن مزيدة بن جابر في قوله تعالى وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم قال نزلت هذه الآية في بيعة
النبي صلى الله عليه وسلم كان من أسلم بايع على الاسلام فقال وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد
توكيدها فلا تحملنكم قلة محمد وأصحابه وكثرة المشركين ان تنقضوا البيعة التي بايعتم على الاسلام * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها قال تغليظها في الحلف
وقد جعلتم الله عليكم كفيلا قال وكيلا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ولا تنقضوا
الايمان بعد توكيدها يقول بعد تشديدها وتغليظها * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ولا
تنقضوا الايمان بعد توكيدها يعنى بعد تغليظها وتشديدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا يعنى في العهد شهيدا
والله أعلم بالصواب * قوله تعالى (ولا تكونوا كالتي نقضت) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن أبي بكر بن حفص
قال كانت سعيدة الأسدية مجنونة تجمع الشعر والليف فنزلت هذه الآية ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها الآية
* وأخرج ابن مردويه من طريق عطاء بن أبي رباح قال قال لي ابن عباس يا عطاء الا أريك امرأة من أهل الجنة
فأراني حبشية صفراء قال هذه أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن بي هذه الموتة يعنى الجنون فادع الله
ان يعافيني فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ان شئت دعوت الله فعافاك وان شئت صبرت واحتسبت ولك
الجنة فاختارت الصبر والجنة قال وهذه المجنونة سعيدة الأسدية وكانت تجمع الشعر والليف فنزلت هذه
الآية ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها الآية * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن كثير في قوله ولا تكونوا
كالتي نقضت غزلها قال خرقاء كانت بمكة تنقضه بعد ما تبرمه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى
في قوله ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها قال كانت امرأة بمكة كانت تسمى خرقاء مكة كانت تغزل فإذا أبرمت غزلها
تنقضه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن جرير عن مجاهد في قوله ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها قال نقضت
حبلها بعد ابرامها إياه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال لو سمعتم
بامرأة نقضت غزلها من بعد ابرامه لقلتم ما أحمق هذه وهذا مثل ضربه الله لمن نكث عهده وفى قوله تتخذون
أيمانكم دخلا بينكم قال خيانة وغدرا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله أن تكون أمة هي أربى من أمة قال ناس أكثر من ناس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أن تكون أمة هي أربى من أمة قال كانوا يحالفون الحلفاء فيجدون أكثر
منهم وأعز فينقضون حلف هؤلاء ويحالفون هؤلاء الذين هم أعز فنهوا عن ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد
ابن جبير رضي الله عنه في الآية قال ولا تكونوا في نقض العهد بمنزلة التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا يعنى
بعدما أبرمته تتخذون أيمانكم يعنى العهد دخلا بينكم يعنى بين أهل العهد يعنى مكرا أو خديعة ليدخل 7 العلة
فيستحل به نقض العهد ان تكون أمة هي أربى من أمة يعنى أكثر انما يبلوكم الله به يعنى بالكثرة وليبينن لكم
يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة يعنى المسلمة والمشركة أمة واحدة يعنى ملة الاسلام
وحدها ولكن يضل من يشاء يعنى عن دينه وهم المشركون ويهدى من يشاء يعنى المسلمين ولتسئلن يوم القيامة
عما كنتم تعملون ثم ضرب مثلا آخر للناقض العهد فقال ولا تتخذوا أيمانكم يعنى العهد دخلا بينكم فتزل قدم
بعد ثبوتها يقول إن ناقض العهد يزل في دينه كما يزل قدم الرجل بعد الاستقامة وتذوقوا السوء بما صددتم عن
سبيل الله يعنى العقوبة ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا يعنى عرضا من الدنيا يسيرا انما عند الله يعنى الثواب هو خير
129

لكم يعنى أفضل لكم من العاجل ما عندكم ينفد يعنى ما عندكم من الأموال يفنى وما عند الله باق يعنى
وما عند الله في الآخرة من الثواب دائم لا يزول عن أهله وليجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون في
الدنيا ويعفو عن سيئاتهم * وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود قال إياكم وأرأيت فإنما هلك
من كان قبلكم بأرأيت ولا تقيسوا الشئ بالشئ فتزل قدم بعد ثبوتها وإذا سئل أحدكم عما لا يعلم فليقل لا أعلم فإنه
ثلث العلم * قوله تعالى (من عمل صالحا) الآية * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه سئل عن هذه الآية من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو
مؤمن فلنحيينه حياة طيبة قال الحياة الطيبة الرزق الحلال في هذه الحياة الدنيا وإذا صار إلى ربه جازاه بأحسن
ما كان يعمل * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله فلنحيينه حياة طيبة قال الحياة الطيبة الرزق
الحلال في هذه الحياة الدنيا وإذا صار إلى ربه جازاه بأحسن ما كان يعمل * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه
في قوله فلنحيينه حياة طيبة قال يأكل حلالا ويشرب حلالا ويلبس حلالا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله حياة طيبة قال الكسب الطيب والعمل الصالح * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله حياة طيبة قال السعادة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فلنحيينه حياة طيبة
قال القنوع قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم قنعني بما رزقتني وبارك فيه واخلف على كل غائبة
لي بخير * وأخرج وكيع في الغرر عن محمد بن كعب القرظي في قوله فلنحيينه حياة طيبة قال القناعة * وأخرج
وكيع عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القناعة مال لا ينفد * وأخرج مسلم عن ابن عمرو ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه * وأخرج الترمذي والنسائي عن
فضالة بن عبيد انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قد أفلح من هدى إلى الاسلام وكان عيشه كفافا وقنع به
* وأخرج وكيع في الغرر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القناعة قال
لا ينفد * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله حياة طيبة قال
ما تطيب الحياة لأحد الا في الجنة * قوله تعالى (فإذا قرأت القرآن) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن
زيد رضي الله عنه في قوله فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم قال هذا دليل من الله دل عليه عباده
* وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر عن عطاء قال الاستعاذة واجبة لكل قراءة في الصلاة أو غيرها من
أجل قوله فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في سننه عن جبير
ابن مطعم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل في الصلاة كبر ثم قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم * وأخرج
ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنه انه كان يتعوذ يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم * وأخرج أبو داود
والبيهقي عن أبي سعيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام الليل فاستفتح الصلاة قال سبحانك اللهم
وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم * أخرج
أبو داود والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها في ذكر الإفك قالت جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكشف عن
وجهه وقال أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ان الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم الآيات * قوله تعالى
(انه ليس له سلطان) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن سفيان الثوري في قوله انه ليس له سلطان على
الذين آمنوا قال ليس له سلطان على أن يحملهم على ذنب لا يغفر لهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله انما سلطانه على الذين يتولونه قال حجته على الذين يتولونه والذين هم مشركون
قال يعدلونه برب العالمين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله انما سلطانه على الذين يتولونه
يقول سلطان الشيطان على من تولى الشيطان وعمل بمعصية الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع
ابن أنس في الآية قال إن عدو الله إبليس حين غلبت عليه الشقاوة قال لأغوينهم أجمعين الا عبادك منهم المخلصين
فهؤلاء الذين لم يجعل للشيطان عليهم سبيل وانما سلطانه على قوم اتخذوه وليا فأشركوه في أعمالهم * قوله تعالى
130

(وإذا بدلنا آية مكان آية) الآيتين * أخرج أبو داود في ناسخه وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس
في قوله وإذا بدلنا آية مكان آية وقوله ثم إن ربك للذين هاجروا من بعدما فتنوا قال عبد الله بن سعد بن أبي
سرح كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأزله الشيطان فلحق بالكفار وأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان يقتل يوم الفتح فاستجار له عثمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجاره * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وإذا بدلنا آية مكان آية قال هو كقوله ما ننسخ من آية أو ننسأها * وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وإذا بدلنا آية مكان آية قال هذا في الناسخ والمنسوخ قال إذا نسخنا آية
وجئنا بغيرها قالوا ما بالك قلت كذا وكذا ثم نقضته أنت تفتري قال الله والله أعلم بما ينزل * قوله تعالى (ولقد نعلم أنهم
يقولون) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم قينا بمكة اسمه بلعام وكان عجمي اللسان فكان المشركون يرون رسول الله صلى
الله عليه وسلم يدخل عليه ويخرج من عنده فقالوا انما يعلمه بلعام فأنزل الله ولقد نعلم أنهم يقولون انما يعلمه بشر
الآية * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله انما يعلمه بشر قال قالوا انما يعلم
محمدا عبدة بن الحضرمي وهو صاحب الكتب فقال الله لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين
* وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرئ غلاما لبني المغيرة أعجميا يقال له مقيس
وأنزل الله ولقد نعلم أنهم يقولون الآية * وأخرج آدم بن أبي أياس وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد ولقد نعلم أنهم يقولون انما يعلمه بشر قال قول قريش انما يعلم محمدا
ابن الحضرمي وهو صاحب كتب لسان الذي يلحدون إليه أعجمي يتكلم بالرومية وهذا لسان عربي مبين
* وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال يقولون انما يعلم محمدا عبدة بن الحضرمي كان يسمى مقيس * وأخرج ابن
جرير وبان المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال كانوا يقولون انما يعلمه سلمان الفارسي وأنزل الله
لسان الذي يلحدون إليه أعجمي * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب
ان الذي ذكر الله في كتابه انه قال انما يعلمه بشر انما افتتن من أنه كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان يملي عليه سميع عليم أو عزيز حكيم أو نحو ذلك من خواتيم الآية ثم يشتغل عنه رسول الله صلى الله عليه
وسلم فيقول يا رسول الله أعزيز حكيم أو سميع عليم فيقول أي ذلك كتبت فهو كذلك فافتتن وقال إن محمدا ليكل
ذلك إلى فاكتب ما شئت فهذا الذي ذكر لي سعيد بن المسيب من الحروف السبعة * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى في الآية قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذاه أهل مكة دخل على عبد لبني الحضرمي يقال له أبو
يسر كان نصرانيا وكان قد قرأ التوراة والإنجيل فساءله وحدثه فلما رآه المشركون يدخل عليه قالوا يعلمه أبو
اليسر قال الله هذا لسان عربي مبين ولسان أبى اليسر عجمي * قوله تعالى (انما يفترى الكذب) الآية * أخرج
ابن أبي حاتم عن معاوية بن صالح قال ذكر الكذب عند أبي امامة فقال اللهم عفوا أما تسمعون الله يقول انما
يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون * وأخرج الخرائطي في مساوي الأخلاق
وابن عساكر في تاريخه عن عبد الله بن جراد انه سال النبي صلى الله عليه وسلم هل يزنى المؤمن قال قد يكون ذلك
قال هل يسرق المؤمن قال قد يكون ذلك قال هل يكذب المؤمن قال لا ثم اتبعها نبي الله صلى الله عليه وسلم انما يفترى
الكذب الذين لا يؤمنون * وأخرج الخطيب في تاريخه عن عبد الله بن جراد قال قال أبو الدرداء يا رسول الله هل
يكذب المؤمن قال لا يؤمن الله ولا باليوم الآخر من إذا حدث كذب * وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أخوف ما أخاف عليكم ثلاثا رجل آتاه الله القرآن حتى إذا رأى بهجته وتردى
الاسلام أعاره الله ما شاء اخترط سيفه وضرب جاره ورماه بالكفر قالوا يا رسول الله أيهما أولى بالكفر الرامي أو
المرمى به قال الرامي وذو خليفة قبلكم آتاه الله سلطانا فقال من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله
وكذب ما جعل الله خليفة حبه دون الخالق ورجل استهوته الأحاديث كلما كذب كذبة وصلها بأطول منها فذاك
الذي يدرك الدجال فيتبعه * قوله تعالى (من كفر بالله من بعد ايمانه) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي
131

حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهاجر إلى المدينة قال لأصحابه تفرقوا
عنى فمن كانت به قوة فليتأخر إلى آخر الليل ومن لم تكن به قوة فليذهب في أول الليل فإذا سمعتم بي قد استقرت
بي الأرض فالحقوا بي فأصبح بلال المؤذن وخباب وعمار وجارية من قريش كانت أسلمت فأصبحوا بمكة فاخذهم
المشركون وأبو جهل فعرضوا على بلال ان يكفر فأبى فجعلوا يضعون درعا من حديد في الشمس ثم يلبسونها
إياه فإذا ألبسوها إياه قال أحد أحد وأما خباب فجعلوا يجرونه في الشوك وأما عمار فقال لهم كلمة أعجبتهم تقية
وأما الجارية فوتد لها أبو جهل أربعة أوتاد ثم مدها فادخل الحربة في قبلها حتى قتلها ثم خلوا عن بلال وخباب
وعمار فلحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبروهم بالذي كان من أمرهم واشتد على عمار الذي كان تكلم
به فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كان قلبك حين قلت الذي قلت أكان منشرحا بالذي قلت أم لا قال لا
قال وأنزل الله الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن جرير وابن أبي حاتم
وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل من طريق أبى عبيدة بن محمد بن عمار عن أبيه قال أخذ
المشركون عمار بن ياسر فلم يتركوه حتى سب النبي صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير ثم تركوه فلما أتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما وراءك شئ قال شر ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير قال كيف
تجد قلبك قال مطمئن بالايمان قال إن عادوا فعد فنزلت الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان * وأخرج ابن سعد
عن محمد بن سيرين ان النبي صلى الله عليه وسلم لقى عمارا وهو يبكى فجعل يمسح عن عينيه ويقول أخذك الكفار
فغطوك في الماء فقلت كذا وكذا فان عادوا فقل ذلك لهم * وأخرج ابن سعد عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن
ياسر في قوله الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان قال ذلك عمار بن ياسر وفى قوله ولكن من شرح بالكفر صدرا
قال ذاك عبد الله بن أبي سرح * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن أبي مالك في قوله الا من أكره
وقلبه مطمئن بالايمان قال نزلت في عمار بن ياسر * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحكم الا من أكره وقلبه مطمئن
بالايمان قال نزلت في عمار * وأخر ابن جرير عن السدى ان عبد الله بن أبي سرح أسلم ثم ارتد فلحق بالمشركين
ووشى بعمار وخباب عند ابن الحضرمي أو ابن عبد الدار فأخذوهما وعذبوهما حتى كفرا فنزلت الا من أكره
وقلبه مطمئن بالايمان * وأخرج مسدد في مسنده وابن المنذر وابن مردويه عن أبي المتوكل الناجي ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعث عمار بن ياسر إلى بئر للمشركين يستقى منها وحولها ثلاث صفوف يحرسونها
فاستقى في قربة ثم أقبل فأخذوه فأرادوه على أن يتكلم بكلمة الكفر فأنزلت هذه الآية فيه الا من أكره وقلبه
مطمئن بالايمان * وأخرج ابن جرير وابن عساكر عن قتادة قال ذكر لنا أن هذه الآية الا من أكره وقلبه مطمئن
بالايمان نزلت في عمار بن ياسر أخذه بنو المغيرة فغطوه في بئر وقالوا أكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فاتبعهم على ذلك
وقلبه كاره فنزلت * واخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين قال نزلت هذه الآية الا من أكره في عياش بن أبي
ربيعة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال نزلت هذه الآية في أناس من
أهل مكة آمنوا فكتب إليهم بعض الصحابة بالمدينة ان هاجروا فانا لا نرى أنكم منا حتى تهاجروا إلينا فخرجوا
يريدون المدينة فأدركتهم قريش في الطريق ففتنوهم فكفروا مكرهين ففيهم نزلت هذه الآية * وأخرج
ابن سعد عن عمر بن الحكم قال كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدرى ما يقول وكان صهيب يعذب حتى لا يدرى
ما يقول وكان أبو فكيهة يعذب حتى لا يدرى ما يقول وبلال وعامر وابن فهيرة وقوم من المسلمين وفيهم نزلت
هذه الآية ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي
في سننه من طريق على عن ابن عباس في قوله من كفر بالله الآية قال أخبر الله سبحانه ان من كفر بالله من
بعد ايمانه فعليه غضب من الله وله عذاب عظيم فاما من أكره فتكلم بلسانه وخالفه قلبه بالايمان لينجو بذلك
من عدوه فلا حرج عليه لان الله سبحانه انما يؤاخذ العباد بما عقدت عليه قلوبهم * وأخرج ابن جرير عن
عكرمة والحسن البصري قالا في سورة النحل من كفر بالله من بعد ايمانه الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان
ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم عضب من الله ولهم عذاب عظيم ثم نسخ واستثنى من ذلك فقال ثم إن ربك
132

للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها لغفور رحيم وهو عبد الله بن أبي سرح
الذي كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأزله الشيطان فلحق بالكفار فامر به النبي صلى الله عليه وسلم
ان يقتل يوم فتح مكة فاستجار له أبو بكر وعمر وعثمان بن عفان فأجاره النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن
مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله
ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا الآية قال ذكر لنا أنه لما أنزل الله أن أهل مكة لا يقبل منهم اسلام حتى
يهاجروا كتب بها أهل المدينة إلى أصحابهم من أهل مكة فخرجوا فأدركهم المشركون فردوهم فأنزل الله ألم أحسب
الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون فكتب بهذا أهل المدينة إلى أهل مكة فلما جاءهم ذلك تبايعوا على أن
يخرجوا فان لحق بهم المشركون من أهل مكة قاتلوهم حتى ينجوا أو يلحقوا بالله فخرجوا فأدركهم المشركون
فقاتلوهم فمنهم من قتل ومنهم من نجا فأنزل الله ثم إن ربك للذين هاجروا الآية * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي
نحوه * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت هذه الآية فيمن كان يفتن
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال كان قوم من أهل مكة قد أسلموا وكانوا يستخفون بالاسلام فنزلت فيهم ثم إن ربك للذين
هاجروا الآية فكتبوا إليهم بذلك ان الله قد جعل لكم مخرجا فاخرجوا فأدركهم المشركون فقاتلوهم حتى نجا
من نجا وقتل من قتل * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه أن عيونا لمسيلمة أخذوا رجلين من المسلمين
فاتوه بهما فقال لأحدهما أتشهد أن محمدا رسول الله قال نعم قال أتشهد أنى رسول الله فأهوى إلى أذنيه فقال انى
أصم فامر به فقتل وقال للآخر أتشهد ان محمدا رسول الله قال نعم قال أتشهد أنى رسول الله قال نعم فأرسله فأتى
النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال أما صاحبك فمضى على ايمانه وأما أنت فأخذت بالرخصة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا قال نزلت في عياش بن أبي ربيعة أحد بنى مخزوم
وكان أخا أبى جهل لامه وكان يضربه سوطا وراحلته سوطا * وأخرج ابن جرير عن أبي إسحاق في قوله ثم إن ربك
للذين هاجروا من بعدما فتنوا قال نزلت هذه الآية في عمار بن ياسر وعياش بن أبي ربيعة والوليد بن أبي ربيعة
والوليد بن الوليد رضي الله عنهم * قوله تعالى (يوم تأتى كل نفس) الآية * أخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة
وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن كعب قال كنت عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال
خوفنا يا كعب فقلت يا أمير المؤمنين أو ليس فيكم كتاب الله وحكمة رسوله قال بلى ولكن خوفنا قلت يا أمير
المؤمنين لو وافيت القيامة بعمل سبعين نبيا الا ازدريت عملك مما ترى قال زدنا قلت يا أمير المؤمنين لو فتح من جهنم
قدر منخر ثور بالمشرق ورجل بالمغرب لغلا دماغه حتى يسيل من حرها قال زدنا قلت يا أمير المؤمنين ان جهنم لتزفر
زفرة يوم القيامة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل الا خر جاثيا على ركبتيه حتى أن إبراهيم خليله ليخر جاثيا على
ركبتيه فيقول رب نفسي نفسي لا أسالك اليوم الا نفسي فأطرق عمر مليا قلت يا أمير المؤمنين أو ليس تجدون هذا
في كتاب الله قال كيف قلت قول الله في هذه الآية يوم تأتى كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم
لا يظلمون * قوله تعالى (وضرب الله مثلا) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس عنهما في قوله
وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة الآية قال يعنى مكة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية رضي الله عنه في
قوله وضرب الله مثلا قرية قال هي مكة ألا ترى انه قال ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه * وأخرج ابن أبي شيبة
وعبيد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله قرية كانت آمنة قال مكة ألا ترى إلى قوله
ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فاخذهم العذاب قال أخذهم الله بالجوع والخوف والقتل الشديد * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف قال فاخذهم الله بالجوع
والخوف والقتل وفى قوله ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه قال أي والله يعرفون نسبة وأمره * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن سليم بن عمر قال صحبت حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي خارجة من مكة إلى المدينة
فأخبرت أن عثمان قد قتل فرجعت وقالت ارجعوا بي فوالذي نفسي بيده انها للقرية التي قال الله قرية كانت
133

آمنة مطمئنة إلى آخر الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب قال القرية التي قال الله كانت آمنة مطمئنة هي
يثرب * قوله تعالى (انما حرم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
في قوله انما حرم عليكم الميتة قال إن الاسلام دين مطهر طهره الله من كل سوء وجعل لك فيه يا ابن آدم سعة
إذا اضطررت إلى شئ من ذلك * قوله تعالى (ولا تقولوا لما تصف) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا الحرام
قال هي البحيرة والسائبة * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي نضرة قال قرأت هذه الآية في سورة النحل ولا تقولوا لما
تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام إلى آخر الآية فلم أزل أخاف الفتيا إلى يومى هذا * وأخرج الطبراني
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال عسى رجل ان يقول إن الله أمر بكذا ونهى عن كذا فيقول الله عز وجل له
كذبت ويقول إن الله حرم كذا وأحل كذا فيقول الله عز وجل له كذبت * قوله تعالى (وعلى الذين هادوا) الآية
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل قال في سورة الأنعام
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل قال
ما قص الله ذكره في سورة الأنعام حيث يقول وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر إلى قوله وانا لصادقون * قوله
تعالى (ان إبراهيم كان أمة) الآيات * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن مسعود انه سئل ما الأمة قال الذي يعلم الناس الخير
قالوا فما القانت قال الذي يطيع الله ورسوله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان إبراهيم كان أمة قانتا
قال كان على الاسلام ولم يكن في زمانه من قومه أحد على الاسلام غيره فلذلك قال الله كان أمة قانتا * وأخرج
ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ان إبراهيم كان أمة قال إماما في الخير قانتا قال مطيعا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله ان إبراهيم كان أمة قال كان مؤمنا وحده والناس كفار كلهم * وأخرج ابن جرير عن
شهر بن حوشب قال لم يبق في الأرض الا وفيها أربعة عشر يدفع الله بهم عن أهل الأرض ويخرج بركتها الا زمن
إبراهيم فإنه كان وحده * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد
يشهد له أمة الا قبل الله شهادتهم والأمة الرجل فما فوقه الله يقول إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من
المشركين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ان إبراهيم كان أمة قال امام هدى يقتدى به
وتتبع سنته * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وآتينا في الدنيا
حسنة قال لسان صدق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وآتيناه في
الدنيا حسنة قال فليس من أهل دين الا يرضاه ويتولاه * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة معا في المصنف وابن
المنذر وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن ابن عمرو قال صلى إبراهيم الظهر والعصر بعرفات ثم وقف حتى إذا
غابت الشمس دفع ثم صلى المغرب والعشاء بجمع ثم صلى به الفجر كأسرع ما يصلى أحد من المسلمين ثم وقف به
حتى إذا كان كأبطأ ما يصلى أحد من المسلمين دفع ثم رمى الجمرة ثم ذبح وحلق ثم أفاض به إلى البيت فطاف به فقال
الله لنبيه ثم أوحينا إليك ان اتبع ملة إبراهيم حنيفا والله تعالى أعلم * قوله تعالى (انما جعل السبت) الآية
* أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله انما جعل السبت على الذين اختلفوا
فيه قال أراد الجمعة فأخذوا السبت مكانه * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله انما جعل السبت على الذين
اختلفوا فيه قال إن الله فرض على اليهود الجمعة فأبوا وقالوا يا موسى انه لم يخلق يوم السبت شيئا فاجعل لنا السبت
فلما جعل عليهم السبت استحلوا فيه ما حرم عليهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق السدى
عن أبي مالك وسعيد بن جبير في قوله انما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه قال باستحلالهم إياه رأى موسى عليه
السلام رجلا يحمل حطبا يوم السبت فضرب عنقه * وأخرج الشافعي في الام والبخاري ومسلم عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون السباقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب
من قبلنا وأوتيناه من بعدهم ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم يوم الجمعة فاختلفوا فيه فهدانا الله له فالناس لنا فيه
134

تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد * وأخرج أحمد ومسلم عن أبي هريرة وحذيفة قالا قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الاحد فجاء الله بنا فهدانا الله
ليوم الجمعة والسبت والأحد وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة
المقضى لهم قبل الخلائق والله أعلم * قوله تعالى (ادع إلى سبيل ربك) الآية * أخرج ابن مردويه عن أبي
ليلى الأشعري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تمسكوا بطاعة أئمتكم ولا تخالفوهم فان طاعتهم طاعة الله
ومعصيتهم معصية الله فان الله انما بعثني ادعو إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة فمن خالفني في ذلك فهو من
الهالكين وقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله ومن ولى من أمركم شيئا فعمل بغير ذلك فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
وجادلهم بالتي هي أحسن قال أعرض عن أذاهم إياك * قوله تعالى (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) الآية
* أخرج الترمذي وحسنه وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان
وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال لما كان يوم أحد أصيب
من الأنصار أربعة وستون رجلا ومن المهاجرين ستة منهم حمزة فمثلوا بهم فقالت الأنصار لئن أصبنا منهم يوما مثل
هذا لنربين عليهم فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير
للصابرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصبر ولا نعاقب كفوا عن القوم الا أربعة * وأخرج ابن سعد والبزار
وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم وقف
على حمزة حين استشهد فنظر إلى منظر لم ير شيئا قط كان أوجع لقلبه منه ونظر إليه قد مثل به فقال رحمة الله عليك
فإنك كنت ما علمت وصولا للرحم فعولا للخيرات ولولا حزن من بعدك عليك لسرني ان أتركك حتى يحشرك الله
من أرواح شتى أما والله لأمثلن بسبعين منهم مكانك فنزل جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بخواتيم النحل
وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به الآية فكفر النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه وأمسك عن الذي أراد وصبر
* وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم قتل حمزة ومثل به لئن ظفرت بقريش لأمثلن بسبعين رجلا منهم فأنزل الله وان عاقبتم الآية فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نصبر يا رب فصبر ونهى عن المثلة * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير
عن الشعبي قال لما كان يوم أحد وانصرف المشركون فرأى المسلمون بإخوانهم مثلة جعلوا يقطعون آذانهم
وآنافهم ويشقون بطونهم فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن أنالنا الله منهم لنفعلن ولنفعلن فأنزل
الله وان عاقبتم الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نصبر * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن عطاء بن
يسار قال نزلت سورة النحل كلها بمكة الا ثلاث آيات من آخرها نزلت بالمدينة يوم أحد حيث قتل حمزة ومثل به
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بثلاثين رجلا منهم فلما سمع المسلمون ذلك قالوا والله
لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط فأنزل الله وان عاقبتم فعاقبوا إلى آخر السورة
* وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به قال هذا حين أمر
الله نبيه ان يقاتل من قاتله ثم نزلت براءة وانسلاخ الأشهر الحرام قال فهذا من المنسوخ * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن زيد قال كانوا قد أمروا بالصفح عن المشركين فأسلم رجال ذو منعة فقالوا يا رسول الله لو أذن الله لنا
لانتصرنا من هؤلاء الكلاب فنزلت هذه الآية ثم نسخ ذلك بالجهاد * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن
المنذر عن مجاهد في قوله وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به قالا لا تعتدوا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين في قوله وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به قال إن أخذ منك رجل شيئا
فخذ منه مثله * قوله تعالى (ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون قال اتقوا
فيما حرم الله عليهم وأحسنوا فيما افترض عليهم * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن أبي شيبة وهناد وابن
135

جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن هرم بن حيان انه لما نزل به الموت قالوا له أوص قال أوصيكم بآخر سورة
النحل ادع إلى سبيل ربك بالحكمة إلى آخر السورة
* (سورة الإسراء) *
* أخرج النحاس وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت سورة بني إسرائيل بمكة * وأخرج البخاري وابن
الضريس وابن مردويه عن ابن مسعود انه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم إنهن من العتاق الأول وهن من
تلادي * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والنسائي والحاكم وابن مردويه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقرأ كل ليلة بني إسرائيل والزمر * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي عمر والشيباني قال صلى بنا عبد
الله الفجر فقرأ بسورتين الآخرة منهما بنو إسرائيل * قوله تعالى (سبحان الذين أسرى بعبده ليلا) الآية
* أخرج ابن جرير عن حذيفة انه قرأ سبحان الذي أسرى بعبده من الليل من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
* وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا قال
سبحان تنزيه الله تعالى الذي أسرى بمحمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى بيت المقدس ثم رده إلى المسجد
الحرام وقال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الأعشى وهو يقول
قلت له لما علا فخره * سبحان من علقمة الفاخر
* وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وابن مردويه من طريق ثابت عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
اتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه فركبته حتى أتيت
بيت المقدس فربطته بالحلقة التي تربط بها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني
جبريل باناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل اخترت الفطرة ثم عرج بنا إلى سماء الدنيا فاستفتح
جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا
بآدم فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل
ومن معك قيل محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن
زكريا فرحبا بي ودعوا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل
قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد أعطى شطر
الحسن فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن
معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى
السماء الخامسة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث
إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل قيل
من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب
بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل
وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم مسند ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم
سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى فإذا ورقها فيها كآذان الفيلة وإذا ثمرها
كالقلال فلما غشيها من أمر الله ما غشى تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع ان ينعتها من حسنها فأوحى إلى
ما أوحى وفرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال ما فرض ربك على أمتك
قلت خمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فان أمتك لا تطيق ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم
فرجعت إلى ربى فقلت يا رب خفف عن أمتي فحط عنى خمسا فرجعت إلى موسى فقلت حط عنى خمسا فقال إن
أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال فلم أزال أرجع بين ربى وموسى حتى قال يا محمد إنهن
خمس صلوات لكل يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فان
عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فان عملها كتبت سيئة واحدة فنزلت حتى انتهيت إلى
136

موسى فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فقلت قد رجعت إلى ربى حتى استحيت منه * وأخرج
البخاري ومسلم وابن جرير وابن مردويه من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس قال ليلة أسرى
برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام
فقال أولهم أيهم هو فقال أوسطهم هو خيرهم فقال أحدهم خذوا خيرهم فكانت تلك الليلة فلم يرهم حتى أتوه
ليلة أخرى فيما يرى قلبه وتنام عيناه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم فلم يكلموه حتى
احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم فتولاه منهم جبريل فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته حتى فرغ من صدره وجوفه
فغسله من ماء زمزم بيده حتى أنقى جوفه ثم أتى بطست من ذهب محشوا ايمانا وحكمة فحشا به صدره ولغاديده
يعنى عروق حلقه ثم أطبقه ثم عرج به إلى السماء الدنيا فضرب بابا من أبوابها فقيل من هذا قال جبريل قيل
ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قالوا مرحبا به وأهلا ووجد في السماء الدنيا آدم فقال له جبريل
هذا أبوك آدم فسلم عليه فسلم عليه ورد عليه آدم وقال مرحبا وأهلا بابني نعم الابن أنت فإذا هو في السماء الدنيا
بنهرين يطردان فقال ما هذان النهران يا جبريل قال هذا النيل والفرات عنصرهما ثم مضى به في السماء فإذا
هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد فضرب بيده فإذا هو مسك أذفر قال ما هذا يا جبريل قال هذا الكوثر
الذي خبه لك ربك ثم عرج به إلى السماء الثانية فقالت الملائكة له مثل ما قالت له الأولى من هذا قال جبريل
قالوا ومن معك قال محمد قالوا وقد بعث إليه قال نعم قالوا مرحبا به وأهلا ثم عرج به إلى السماء الثالثة فقالوا له
مثل ما قالت الأولى والثانية ثم عرج به إلى السماء الرابعة فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى الخامسة فقالوا مثل
ذلك ثم عرج به إلى السادسة فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى السابعة فقالوا له مثل ذلك كل سماء فيها أنبياء قد
سماهم منهم إدريس في الثانية وهارون في الرابعة وآخر في الخامسة ولم أحفظ اسمه وإبراهيم في السادسة وموسى
في السابعة بتفضيل كلام الله فقال موسى رب لم أظن أن ترفع على أحدا ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه الا الله حتى
جاء سدرة المنتهى ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى فأوحى الله فيما يوحى إليه خمسين
صلاة على أمتك كل يوم وليلة ثم هبط حتى بلغ موسى فاحتبسه موسى فقال يا محمد ماذا عهد إليك ربك قال عهد إلى
خمسين صلاة كل يوم وليلة قال إن أمتك لا تستطيع ذلك ارجع فليخفف عنك ربك وعنهم فالتفت النبي صلى الله
عليه وسلم إلى جبريل كأنه يستشيره فأشار إليه جبريل ان نعم ان شئت فعلا به إلى الجبار تبارك وتعالى فقال وهو
مكانه يا رب خفف عنا فان أمتي لا تستطيع ذلك فوضع عنه عشر صلوات ثم رجع إلى موسى واحتبسه فلم يزل
يردده موسى إلى ربه حتى صارت إلى خمس صلوات ثم احتبسه موسى عند الخمس فقال يا محمد والله لقد راودت بني إسرائيل
على أدنى من هذا فضعفوا وتركوه فأمتك أضعف أجسادا وقلوبا وأبدانا وأبصارا وأسماعا فارجع
فليخفف عنك ربك كل ذلك يلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل ليشير عليه ولا يكره ذلك جبريل فرفعه
عند الخامسة فقال يا رب ان أمتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبدانهم فخفف عنا فقال الجبار يا محمد
قال لبيك وسعديك قال إنه لا يبدل القول لدى كما فرضت عليك في أم الكتاب وكل حسنة بعشر أمثالها فهي
خمسون في أم الكتاب وهي خمس عليك فرجع إلى موسى فقال كيف فعلت فقال خفف عنا أعطانا بكل حسنة
عشر أمثالها فقال موسى قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه ارجع إلى ربك فليخفف عنك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا موسى قد والله استحييت من ربى مما اختلفت إليه قال فاهبط بسم الله
واستيقظ وهو في المسجد الحرام * وأخرج النسائي وابن مردويه من طريق يزيد بن أبي مالك عن أنس رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت ليلة أسري بي بدابة فوق الحمار ودون البغل خطوها عند منتهى
طرفها كانت تسخر للأنبياء قبلي فركبته ومعي جبريل فسرت فقال انزل فصل ففعلت فقال أتدري أين صليت
صليت بطيبة واليها المهاجر إن شاء الله ثم قال انزل فصل ففعلت فقال أتدري أين صليت صليت بطور سيناء حيث
كلم الله موسى ثم قال انزل فصل فصليت فقال أتدري أين صليت صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى ثم دخلت بيت
المقدس فجمع لي الأنبياء عليهم السلام فقدمني جبريل فصليت بهم ثم صعد بي إلى السماء الدنيا فإذا فيها آدم فقال
137

لي سلم عليه فقال مرحبا يا بنى والنبي الصالح ثم صعد بي إلى السماء الثانية فإذا فيها ابنا الخالة عيسى ويحيى ثم صعد
بي إلى السماء الثالثة فإذا فيها يوسف ثم صعد بي إلى السماء الرابعة فإذا فيها هارون ثم صعد بي إلى السماء الخامسة
فإذا فيها إدريس ثم صعد بي إلى السماء السادسة فإذا فيها موسى ثم صعد بي إلى السماء السابعة فإذا فيها إبراهيم
ثم صعد بي إلى فوق السبع سماوات وأتيت سدرة المنتهى فغشيتني ضبابة فخررت ساجدا فقيل لي انى يوم خلقت
السماوات والأرض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة فقم بها أنت وأمتك فمررت على إبراهيم فلم يسألني شيئا ثم
مررت على موسى فقال لي كم فرض عليك وعلى أمتك قلت خمسين صلاة قال إنك لن تستطيع ان تقوم بها أنت
ولا أمتك فاسأل ربك التخفيف فرجعت فاتيت سدرة المنتهى فخررت ساجدا فقلت يا رب فرضت على وعلى أمتي
خمسين صلاة فلن أستطيع ان أقوم بها انا ولا أمتي فخفف عني عشرا فمررت على موسى فسألني فقلت خفف عنى
عشرا قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فخفف عنى عشرا ثم عشرا حتى قال هن خمس بخمسين فقم بها أنت
وأمتك فعلمت انها من الله صرى فمررت على موسى فقال لي كم فرضا عليك فقلت خمس صلوات فقال فرض على
بني إسرائيل صلاتان فما قاموا بهما فقلت انها من الله فلم ارجع * واخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن يزيد بن أبي
مالك عن أنس رضي الله عنه قال لما كان ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام
بدابة فوق الحمار ودون البغل حمله جبريل عليها ينتهى خفها حيث ينتهى طرفها فلما بلغ بيت المقدس أتى إلى
الحجر الذي ثمة فغمز جبريل عليه السلام بإصبعه فثقبه ثم ربطها ثم صعد فلما استويا في صرحة المسجد قال جبريل
يا محمد هل سالت ربك ان يريك الحور العين قال نعم قال فانطلق إلى أولئك النسوة فسلم عليهن وهن جلوس عن
يسار الصخرة فأتيتهن فسلمت عليهن فرددن على السلام فقلت من أنتن فقلن خيرات حسان نساء قوم أبرار
نقوا فلم يدرنوا وأقاموا فلم يظعنوا وخلدوا فلم يموتوا ثم انصرفت فلم البت الا يسيرا حتى اجتمع ناس كثير ثم أذن
مؤذن وأقيمت الصلاة فقمنا صفوفا فانتظرنا من يؤمنا فاخذ جبريل بيدي فقدمني فصليت بهم فلما انصرفت
قال جبريل يا محمد أتدري من صلى خلفك قلت لا قال صلى خلفك كل نبي بعثه الله ثم أخذ بيدي فصعد بي إلى السماء
فلما انتهينا إلى الباب استفتح قالوا من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قالوا وقد بعث إليه قال نعم ففتحوا له
وقالوا مرحبا بك وبمن معك فلما استوى على ظهرها إذا فيها آدم فقال لي جبريل الا تسلم على أبيك آدم قلت بلى
فأتيته فسلمت عليه فرد على وقال لي مرحبا يا بنى والنبي الصالح ثم عرج بي إلى السماء الثانية فاستفتح فقالوا له
مثل ذلك فإذا فيها عيسى ويحيى ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فاستفتح فقالوا له مثل ذلك فإذا فيها يوسف ثم عرج
بي إلى السماء الرابعة فاستفتح قالوا له مثل ذلك فإذا فيها إدريس ثم عرج بي إلى السماء الخامسة فاستفتح فقالوا
له مثل ذلك فإذا فيها هارون ثم عرج إلى السماء السادسة فاستفتح فقالوا له مثل ذلك فإذا فيها موسى ثم عرج بي
إلى السماء السابعة فاستفتح فقالوا له مثل ذلك فإذا فيها إبراهيم ثم انطلق بي على ظهر السماء السابعة حتى انتهى
بي إلى نهر عليه خيام الياقوت واللؤلؤ والزبرجد وعليه طير خضر أنعم طير رأيت فقلت يا جبريل ان هذا الطير
لناعم قال يا محمد آكله أنعم منه ثم قال أتدري أي نهر هذا قلت لا قال الكوثر الذي أعطاك الله إياه فإذا فيه آنية
الذهب والفضة تجرى على رضراض من الياقوت والزمرد ماؤه أشد بياضا من اللبن فأخذت من آنيته فاغترفت من
ذلك الماء فشربت فإذا هو أحلى من العسل وأشد رائحة من المسك ثم انطلق بي حتى انتهى إلى الشجرة فغشيتني
سحابة فيها من كل لون فرفضني جبريل وخررت ساجدا لله فقال الله لي يا محمد انى يوم خلقت السماوات والأرض
فرضت عليه وعلى أمتك خمسين صلاة فقم بهم أنت وأمتك ثم انجلت عنى السحابة وأخذ بيدي جبريل فانصرفت
سريعا فاتيت على إبراهيم فلم يقل لي شيئا ثم أتيت على موسى فقال ما صنعت يا محمد قلت فرض علي وعلى أمتي
خمسين صلاة قال فلن تستطيعها أنت ولا أمتك فارجع إلى ربك فاسأله ان يخفف عنك فرجعت سريعا حتى
انتهيت إلى الشجرة فغشيتني السحابة وخررت ساجدا وقلت ربى خفف عنا قال قد وضعت عنكم عشرا ثم انجلت
عنى السحابة فرجعت إلى موسى فقلت وضع عنى عشرا قال ارجع إلى ربك فاسأله ان يخفف عنكم فوضع عشرا
إلى أن قال هن خمس بخمسين ثم انحدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل مالي لم آت على أهل سماء
138

الا رحبوا بي وضحكوا إلى غير رجل واحد سلمت عليه فرد علي السلام ورحب بي ولم يضحك إلى قال ذاك مالك
خازن النار لم يضحك منذ خلق ولو ضحك لأحد لضحك إليك قال ثم ركبت منصرفا فبينما هو في بعض طريقه مر بعين
من قريش تحمل طعاما منها جمل عليه غرارتان غرارة سوداء وغرارة بيضاء فلما حاذى العير نفرت منه واستدارت
وصرع ذلك البعير وانكسر ثم انه مضى فأصبح فأخبر عما كان فلما سمع المشركون قوله أتوا أبا بكر رضي الله عنه
فقالوا يا أبا بكر هل لك في صاحبك يخبر انه أتى في ليلته هذه مسيرة شهر ثم رجع من ليلته فقال أبو بكر رضي الله عنه
ان كان قاله فقد صدق وانا لنصدقه فيما هو أبعد من هذا نصدقه على خبر السماء فقال المشركون لرسول الله صلى
الله عليه وسلم ما علامة ما تقول قال مررت بعير لقريش وهي في مكان كذا وكذا فنفرت العير منا واستدارت وفيها
بعير عليه غرارتان غرارة بيضاء وغرارة سوداء فصرع فانكسر فلما قدمت العير سألوهم فاخبروهم الخبر على
مثل ما حدثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك سمى أبو بكر الصديق وسألوه هل كان فيمن حضر معك
موسى وعيسى قال نعم فصفهما قال أما موسى فرجل آدم كأنه من رجال أزد عمان وأما عيسى فرجل ربعة
سبط يعلوه حمرة كأنه يتحادر من لحيته الجمان * وأخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق
عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة عن أنس رضي الله عنه قال لما جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بالبراق فكأنها هزت أذنيها فقال جبريل يا براق فوالله ما ركبك مثله وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا
هو بعجوز على جانب الطريق فقال ما هذه يا جبريل قال سر يا محمد فسار ما شاء الله ان يسير فإذا شئ يدعوه متنحيا
عن الطريق يقول هلم يا محمد فقال له جبريل سر يا محمد فسار ما شاء الله ان يسير فلقيه خلق من خلق الله
فقالوا السلام عليك يا أول السلام عليك يا آخر السلام عليك يا حاشر فقال له جبريل عليه السلام أردد السلام
فرد السلام ثم لقيه الثانية فقال له مثل ذلك ثم الثالثة كذلك حتى انتهى إلى بيت المقدس فعرض عليه الماء
والخمر واللبن فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم اللبن فقال له جبريل عليه السلام أصبت الفطرة ولو شربت
الماء لغرقت أمتك ولو شربت الخمر لغوت أمتك ثم بعث له آدم عليه السلام فمن دونه من الأنبياء فأمهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ثم قال جبريل أما العجوز التي رأيت على جانب الطريق فلم يبق من الدنيا الا ما بقى
من عمر تلك العجوز وأما الذي أراد ان تميل إليه فذاك عدو الله إبليس أراد ان تميل إليه واما الذين سلموا عليك
فإبراهيم وموسى وعيسى * وأخرج ابن مردويه من طريق كثير بن خنيس عن أنس رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما أنا مضطجع في المسجد ليلة نائما إذ رأيت ثلاثة نفر أقبلوا نحوي فقال الأول هو
هو قال الأوسط نعم قال الآخر خذوا سيد القوم فرجعوا عنى ثم رأيتهم الليلة الثانية فقال الأول هو هو فقال
الأوسط نعم وقال الآخر خذوا سيد القوم فرجعوا عنى حتى إذا كانت الليلة الثالثة رأيتهم فقال الأول هو هو وقال
الأوسط نعم وقال الاخر خذوا سيد القوم حتى جاؤوا بي زمزم فاستلقوني على ظهري ثم غسلوا حشوة بطني ثم قال
بعضهم لبعض أنقوا ثم أتى بطست من ذهب مملوءة حكمة وايمانا فأفرغ في جوفي ثم عرج بي إلى السماء فاستفتح
فقالوا من هذا قال جبريل قالوا ومن معك قال محمد قالوا وقد أرسل إليه قال نعم ففتح فإذا آدم إذا نظر عن يمينه ضحك
وإذا نظر عن شماله بكى قلت يا جبريل من هذا قال هذا أبوك آدم إذا نظر عن يمينه رأى من في الجنة من ذريته
ضحك وإذا نظر عن يساره رأى من في النار من ذريته بكى ثم قال أنس بن مالك يا ابن أخي انه يطول على الحديث
ثم عرج بي حتى جاء السماء السادسة فاستفتح فقال من هذا قال جبريل قال ومن معك قال محمد قال وقد أرسل
إليه قال نعم ففتح فإذا موسى ثم عرج به السماء السابعة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد
قال وقد أرسل إليه قال نعم ففتح فإذا إبراهيم قال مرحبا بالابن والرسول ثم مضى حتى جاء إلى الجنة فاستفتح
فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معكم قال محمد قال وقد أرسل إليه قال نعم ففتح الباب قال فدخلت الجنة
فأعطيت الكوثر فإذا نهر في الجنة عضادتاه بيوت مجوفة من لؤلؤ ثم مضى حتى جاء سدرة المنتهى فتدلى فكان قاب
قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ففرض على وعلى أمتي خمسين صلاة فرجعت حتى أمر بموسى فقال كم
فرض عليكم وعلى أمتك قلت خمسين صلاة قال فارجع إلى ربك فاسأله يخفف عنك وعن أمتك فرجعت إليه
139

فوضع عنى عشرا فمررت على موسى فقال كم فرض عليك وعلى أمتك فقلت أربعين صلاة قال فارجع إلى ربك
فاسأله يخفف عنك وعن أمتك فرجع إليه فوضع عنى عشرا فمررت على موسى فقال كم فرض عليك وعلى
أمتك قلت ثلاثين صلاة قال فارجع إلى ربك فاسأله يخفف عنك وعن أمتك فرجعت إليه فوضع عنى عشرا
فرجعت إلى موسى فقال كم فرض عليك وعلى أمتك فقلت عشرين صلاة قال فارجع إلى ربك فاسأله يخفف
عنك وعن أمتك فرجعت فوضع عنى عشرا ثم مررت على موسى فقال كم فرض عليك وعلى أمتك قلت عشر
صلوات قال فارجع إلى ربك فاسأله يخفف عنك وعن أمتك فرجعت فوضع عنى خمسا ثم قال إنه لا يبدل قولي
ولا ينسخ كتابي تخفيفها عنكم كتخفيف خمس صلوات وانها لكم كأجر خمسين صلاة فمررت على موسى فقال كم
فرض عليك وعلى أمتك قلت خمس صلوات قال فارجع إلى ربك فاسأله يخفف عنك وعن أمتك فان بني إسرائيل
قد أمروا بأيسر من هذا فلم يطيقوه قال لقد رجعت إلى ربى حتى انى لأستحي منه * وأخرج البزار وابن أبي حاتم
والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وصححه عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله
كيف أسرى بك فقال صليت لأصحابي العتمة بمكة معتما فأتاني جبريل بدابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل وقال
اركب فاستصعبت على فأدارها باذنها ثم حملني عليها فانطلقت تهوى بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها حتى
بلغنا أرضا ذات نخل فقال انزل فنزلت فقال صل فصليت ثم ركبنا فقال أتدري أين صليت قلت الله أعلم قال صليت
بيثرب صليت بطيبة ثم انطلقت تهوى بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها ثم بلغنا أرضا فقال انزل فنزلت فقال
صل فصليت ثم ركبنا فقال أتدري أن صليت قلت الله أعلم قال صليت بمدين صليت عند شجرة موسى ثم انطلقت
تهوى بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها ثم بلغنا أرضا بدت لنا قصورها فقال انزل فنزلت ثم قال صل فصليت ثم
ركبنا فقال أتدري أن صليت فقلت الله أعلم فقال صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى المسيح بن مريم ثم انطلق بي
حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني فأتى قبلة المسجد فربط فيه الدابة ودخلنا المسجد من باب فيه تميل الشمس
والقمر فصليت من المسجد حيث شاء الله وأخذني من العطش أشد ما أخذني فاتيت بإنائين في أحدهما لبن وفى
الآخر عسل أرسل إلي بهما جميعا فعدلت بينهما فهداني الله فأخذت اللبن فشربت حتى فرغت منه جنبي وبين
يديه شيخ على منبره متكئ فقال أخذ صاحبك الفطرة وانه لمهدي ثم انطلق بي حتى أتينا الوادي الذي في المدينة
فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابي فقلنا يا رسول الله كيف وجدتها قال مثل الحمة السحنة ثم انصرف بي فمررنا
بعير قريش بمكان كذا وكذا وقد أضلوا بعيرا لهم قد جمعه فلان فسلمت عليهم فقال بعضهم هذا صوت محمد ثم أتيت
أصحابي قبل الصبح بمكة فأتاني أبو بكر فقال يا رسول الله أين كنت الليلة قد التمستك في مكانك فقلت أعلمت انى
أتيت بيت المقدس الليلة فقال يا رسول الله انه مسيرة شهر فصفه لي قال ففتح لي صراط كأني أنظر إليه لا تسألوني
عن شئ الا أنبأتكم عنه فقال أبو بكر رضي الله عنه أشهد انك رسول الله وقال المشركون انظروا إلى ابن أبي
كبشة زعم أنه أتى بيت المقدس الليلة فقال إن من آية ما أقول لكم انى مررت بعير لكم بمكان كذا وكذا وقد
أضلوا بعيرا لهم فجمعه فلان وان مسيرهم ينزلون بكذا ثم كذا ويأتوكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل آدم عليه
شيخ أسود وغرارتان سوداوتان فلما كان ذلك اليوم أشرف القوم ينظرون حتى كان قريبا من نصف النهار
قدمت البعير يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم
والترمذي والنسائي وابن جرير وابن مردويه من طريق قتادة رضي الله عنه عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان
مالك بن صعصعة حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسرى به قال بينما أنا في الحطيم وربما
قال قتادة رضي الله عنه في الحجر مضطجعا إذ أتاني آت فجعل يقول لصاحبه الأوسط بين الثلاثة فأتاني فشق ما بين
هذه إلى هذه يعنى من ثغر نحره إلى شعرته فاستخرج قلبي فأوتيت بطست من ذهب مملوء ايمانا وحكمة فغسل
قلبي بماء زمزم ثم حشي ثم أعيد مكانه ثم أوتيت بدابة أبيض دون البغل وفوق الحمار يقال له البراق يقع خطوه
عند أقصى طرفه فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى بي السماء الدنيا فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل
قيل ومن معك قال محمد قيل بعث إليه قال نعم قيل مرحبا به ولنعم المجئ جاء ففتح لنا فلما خلصت فإذا فيها آدم
140

فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أبوك آدم عليه السلام فسلم عليه فسلمت عليه فرد على السلام ثم قال مرحبا
بالابن الصالح والنبي الصالح ثم صعد حتى أتى إلى السماء الثانية فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن
معك قال محمد قيل أوقد أرسل إليه قال نعم قال مرحبا ولنعم المجئ جاء ففتح لنا فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما
ابنا الخالة فقلت يا جبريل من هذان قال هذان يحيى وعيسى فسلم عليهما فسلمت عليهما فرد السلام ثم قالا
مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد حتى أتى السماء الثالثة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل
ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به ولنعم المجئ جاء ففتح لنا فلما خلصت إذا يوسف
فسلمت عليه فرد السلام ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح قيل
من هذا قيل جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به ولنعم المجئ جاء ففتح لنا
فلما خلصت إذا إدريس فسلمت عليه فرد السلام ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعده حتى أتى السماء
الخامسة فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به ولنعم
المجئ جاء فلما خلصت إذا هارون فسلمت عليه فرد على السلام ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد
حتى أتى السماء السادسة فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال
نعم قيل مرحبا به ولنعم المجئ جاء ففتح لنا فلما خلصت إذا أنا بموسى فسلمت عليه فرد السلام ثم قال مرحبا بالأخ
الصالح والنبي الصالح فلما تجاوزت بكى قيل له ما يبكيك قال أبكى لان غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر
مما يدخلها من أمتي ثم صعد حتى أتى إلى السماء السابعة فاستفتح قيل من هذا قيل جبريل قيل ومن معك قيل
محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به ولنعم المجئ جاء ففتح لنا فلما خلصت إذا إبراهيم قلت من هذا
يا جبريل قال هذا أبوك إبراهيم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح
ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة وإذا أربعة أنهار يخرجن من
أصلها نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت يا جبريل ما هذه الانهار فقال أما الباطنان فنهران في الجنة وأما
الظاهران فالنيل والفرات ثم رفع إلى البيت المعمور قلت يا جبريل ما هذا قال هذا البيت المعمور يدخله كل يوم
سبعون ألفا من الملائكة إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخر ما عليهم ثم أتيت بإنائين أحدهما خمر والآخر لبن
فعرضا على فقيل خذ أيهما شئت فأخذت اللبن فقيل لي أصبت الفطرة أنت عليها وأمتك ثم فرضت على الصلاة
خمسون صلاة كل يوم فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال ما فرض ربك على أمتك قلت خمسين صلاة كل يوم قال إن
أمتك لا تستطيع ذلك وإني قد خبرت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ارجع إلى ربك فاسأله
التخفيف لامتك فرجعت إلى ربى فحط عنى خمسا فأقبلت حتى أتيت على موسى فأنبأته بما حط فقال ارجع إلى
ربك فاسأله التخفيف لامتك فان أمتك لا يطيقون ذلك قال فما زلت بين موسى وبين ربى يحط عنى خمسا خمسا
حتى أقبلت بخمس صلوات فاتيت على موسى فقال بم أمرت قلت بخمس صلوات كل يوم قال إن أمتك لا يطيقون
ذلك انى قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لامتك فقلت
لقد رجعت إلى ربى حتى لقد استحيت ولكني أرضى وأسلم فنوديت ان يا محمد انى قد أمضيت فريضتي وخففت
عن عبادي وجعلت الحسنة بعشر أمثالها * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة وابن مردويه من
طريق يونس عن ابن شهاب عن أنس رضى الله تعالى عنه قال كان أبو ذر رضي الله عنه يحدث ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاه بطست من ذهب
ممتلئ حكمة وايمانا فأفرغه في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء فلما جئنا السماء الدنيا قال
جبريل عليه السلام لخازن السماء افتح قال من هذا قال جبريل قال هل معك أحد قال نعم معي محمد قال أرسل إليه
قال نعم ففتح فلما علونا السماء الدنيا إذا رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه تبسم
وإذا نظر قبل شماله بكى فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت لجبريل من هذا قال هذا آدم وهذه الأسودة
عن يمينه وعن شماله نسم بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر عن يمينه
141

ضحك وإذا نظر عن شماله بكى ثم عرج بي إلى السماء الثانية فقال لخازنها افتح فقال له خازنها مثل ما قال الأول ففتح
قال أنس رضي الله عنه فذكر انه وجد في السماوات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم ولم يثبت كيف
منازلهم قال ابن شهاب وأخبرني ابن حزم ان ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان قال النبي صلى الله عليه
وسلم ثم عرج بي حتى ظهرت بمستوى اسمع فيه صريف الأقلام قال ابن حزم وأنس قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ففرض الله على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت على موسى فقال ما فرض الله على أمتك قلت
فرض خمسين صلاة قال فارجع إلى ربك فان أمتك لا تطيق ذلك فرجعت فوضع شطرها فرجعت إلى موسى
فأخبرته فقال راجع ربك فان أمتك لا تطيق ذلك فراجعت ربى فقال هي خمس وهن خمسون لا يبدل القول
لدى فرجعت إلى موسى فقال ارجع إلى ربك قلت قد استحيت من ربى ثم انطلق بي حتى انتهى إلى سدرة
المنتهى فغشيتها ألوان لا أدرى ما هي ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة عن ليلة أسرى به من مكة إلى المسجد الأقصى قال بينا أنا
نائم عشاء بالمسجد الحرام إذ أتاني آت فأيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا وإذا أنا بكهيئة خيال فاتبعته بصرى
حتى خرجت من المسجد فإذا أنا بدابة أدنى شبهه بدوابكم هذه بغالكم غير أنه مضطرب الاذنين يقال له البراق
وكانت الأنبياء تركبه قبلي يقع حافره عند مد بصره فركبته فبينا أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يميني يا محمد انظرني
أسألك فلم أجبه ثم دعاني داع عن شمالي يا محمد انظرني أسالك فلم أجبه فبينا أنا سائر إذا بامرأة حاسرة عن ذراعيها
وعليها من كل زينة خلقها الله فقالت يا محمد انظرني أسالك فلم ألتفت إليها حتى أتيت بيت المقدس فأوثقت
دابتي بالحلقة التي كانت الأنبياء عليهم السلام توثقها بها ثم أتاني جبريل عليه السلام بإنائين أحدهما خمر
والآخر لبن فشربت اللبن وتركت الخمر فقال جبريل أصبت الفطرة أما انك لو أخذت الخمر غوت أمتك
فقلت الله أكبر الله أكبر فقال جبريل ما رأيت في وجهك هذا قلت بينا أنا أسير إذ دعاني داع عن يميني يا محمد
انظرني أسألك فلم أجبه قال ذاك داعي اليهود أما انك لو أجبته لتهودت أمتك قلت وبينا أنا أسير إذ دعاني داع عن
يساري يا محمد انظرني أسالك فلم أجبه قال ذاك داعي النصارى أما انك لو أجبته لتنصرت أمتك فبينما أنا أسير
إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها عليها من كل زينة تقول يا محمد انظرني أسألك فلم أجبها قال تلك الدنيا أما انك
لو أجبتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة ثم دخلت أنا وجبريل بيت المقدس فصلى كل واحد منا ركعتين ثم أتيت
بالمعراج الذي تعرج عليه أرواح بني آدم فلم تر الخلائق أحسن من المعراج أما رأيت الميت حين رمى بصره طامحا
إلى السماء عجبه بالمعراج فصعدت أنا وجبريل فإذا أنا بملك يقال له إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا وبين يديه
سبعون ألف ملك مع كل ملك جنده مائة الف فاستفتح جبريل باب السماء قيل من هذا قال جبريل قيل ومن
معك قال محمد قيل قد بعث إليه قال نعم فإذا أنا بآدم كهيئته يوم خلقه الله على صورته لم يتغير منه شئ وإذا هو
تعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين فيقول روح طيبة ونفس طيبة اجعلوها في عليين ثم تعرض عليه أرواح
ذريته الكفار الفجار فيقول روح خبيثة ونفس خبيثة اجعلوها في سجين فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أبوك
آدم فسلم على ورحب بي فقال مرحبا بالابن الصالح ثم مضيت هنيهة فإذا أنا بأخونة عليها لحم قد أروح وأنتن عندها
أناس يأكلون منها قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء من أمتك يتركون الحلال ويأتون الحرام وفى لفظ فإذا أنا
بقوم على مائدة عليها لحم مشوي كأحسن ما رأيت من اللحم وإذا حوله جيف فجعلوا يقبلون على الجيف يأكلون
منها ويدعون اللحم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الزناة عمدوا إلى ما حرم الله عليهم وتركوا ما أحل الله لهم
ثم مضيت هنيهة فإذا أنا بقوم بطونهم أمثال البيوت كلما نهض أحدهم خر يقول اللهم لا تقم الساعة وهم على
سابلة آل فرعون فتجئ السابلة فتطؤهم فسمعتهم يضجون إلى الله قلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء من أمتك
الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ثم مضيت هنيهة فإذا أنا بأقوام لهم
مشافر كمشافر الإبل قد وكل بهم من يأخذ بمشافرهم ثم يجعل في أفواههم صخرا من نار ثم يخرج من أسافلهم
142

فسمعتهم يضجون إلى الله قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء من أمتك الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما
يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ثم مضيت هنيهة فإذا أنا بنساء يعلقن بثديهن ونساء منكسات بأرجلهن
فسمعتهن يضججن إلى الله قلت يا جبريل من هؤلاء النساء قال هؤلاء اللاتي يزنين ويقتلن أولادهن ثم مضيت
هنيهة فإذا أنا بأقوام يقطع من جنوبهم اللحم ثم يدس في أفواههم ويقول كلوا مما أكلتم فإذا أكره ما خلق الله
لهم ذلك قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الهمازون من أمتك اللمازون الذين يأكلون لحوم الناس ثم صعدنا
إلى السماء الثانية فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله قد فضل الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر
الكواكب قلت يا جبريل من هذا قال هذا أخوك يوسف ومعه نفر من قومه فسلمت عليه وسلم على ورحب بي ثم
صعدنا إلى السماء الثالثة فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى ومعهما نفر من قومهما شبيه أحدهما بصاحبه ثيابهما
وشعرهما فسلمت عليهما وسلما على ورحبا بي ثم صعدنا إلى السماء الرابعة فإذا أنا بإدريس قد رفعه الله مكانا عليا
فسلمت عليه وسلم على ورحبا بي ثم صعدنا إلى السماء الخامسة فإذا أنا بهارون ونصف لحيته بيضاء ونصفها سوداء
تكاد لحيته تصيب سرته من طولها قلت يا جبريل من هذا قال هذا المحبب في قومه هذا هارون بن عمران ومعه نفر
كثير من قومه فسلمت عليه وسلم على ورحب بي ثم صعدنا إلى السماء السادسة فإذا أنا بموسى بن عمران رجل آدم
كثير الشعر لو كان عليه قميصان خرج شعره منهما وإذا هو يقول يزعم الناس انى أكرم الخلق على الله وهذا
أكرم على الله منى ولو كان وحده لم أبال ولكن كل نبي ومن تبعه من أمته قلت يا جبريل من هذا قال هذا أخوك
موسى بن عمران ومعه نفر من قومه فسلمت عليه وسلم على ورحب بي ثم صعدنا إلى السماء السابعة فإذا أنا بإبراهيم
وإذا هو جالس مسند ظهره إلى البيت المعمور ومعه نفر من قومه فسلمت عليه وسلم على وقال مرحبا بالابن
الصالح فقيل لي هذا مكانك ومكان أمتك ثم تلا ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا
والله ولى المؤمنين وإذا بأمتي شطرين شطر عليهم ثياب بيض كأنها القراطيس وشطر عليهم ثياب رمد ثم دخلت
البيت المعمور ودخل معي الذين عليهم الثياب البيض وحجب الآخرون الذين عليهم ثياب رمد وهم على خير
فصليت أنا ومن معي في البيت المعمور ثم خرجت أنا ومن معي قال والبيت المعمور يصلى فيه كل يوم سبعون
ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فإذا كل ورقة منها تكاد تغطي هذه الأمة
وإذا في أصلها عين تجرى يقال لها سلسبيل فيشق منها نهران فقلت ما هذا يا جبريل فقال أما هذا فهو نهر
الرحمة وأما هذا فهو نهر الكوثر الذي أعطاكه الله فاغتسلت في نهر الرحمة فغفر لي من ذنبي ما تقدم وما تأخر ثم
أخذت على الكوثر حتى دخلت الجنة فإذا فيها ما لا عين رأت والا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وإذا أنا
بأنهار من ماء غير آسن وأنهار من لين لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وإذا فيها
رمان كأنه جلود الإبل المقتبة وإذا فيها طير كأنها البخت قال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله ان تلك الطير
لناعمة قال آكلها أنعم منها يا أبا بكر وإني لأرجو أن تأكل منها قال ورأيت فيها جارية لعساء فسألتها لمن أنت
فقالت لزيد بن حارثة فبشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا ثم عرضت على النار فإذا فيها غضب الله وزجره
ونقمته ولو طرح فيها الحجارة والحديد لأكلتها ثم غلقت دوني ثم انى رفعت إلى سدرة المنتهى فتغشاها فكان
بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى ونزل على كل ورقة ملك من الملائكة ثم إن الله أمرني بأمره وفرض على خمسين
صلاة وقال لك بكل حسنة عشرا إذا هممت بالحسنة فلم تعملها كتبت لك حسنة فإذا عملتها كتبت لك عشرا وإذا
هممت بالسيئة فلم تعملها لم يكتب عليك شئ فان عملتها كتبت عليك سيئة واحدة ثم دفعت إلى موسى فقال بم
أمرك ربك قلت بخمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لامتك فان أمتك لا يطيقون ذلك فرجعت
إلى ربى فقلت يا رب خفف عن أمتي فإنها أضعف الأمم فوضع عنى عشرا فما زلت اختلف بين موسى وبين ربى
حتى جعلها خمسا فناداني ملك عندها تمت فريضتي وخففت عن عبادي فأعطيتهم بكل حسنة عشر أمثالها
ثم رجعت إلى موسى فقال بم أمرت قلت بخمس صلوات قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لامتك قلت قد
رجعت إلى ربى حتى استحييته ثم أصبح بمكة يخبرهم العجائب انى رأيت البارحة بيت المقدس وعرج بي إلى السماء
143

ثم رأيت كذا وكذا فقال أبو جهل ألا تعجبون مما يقول محمد قال فأخبرته بعير لقريش لما كانت في مصعدي
رأيتها في مكان كذا وكذا وانها نفرت فلما رجعت رأيتها عند العقبة وأخبرتهم بكل رجل وبعيره كذا ومتاعه
كذا فقال رجل أنا أعلم الناس ببيت المقدس فكيف بناؤه وكيف هيئته وكيف قربه من الجبل فرفع لرسول الله
صلى الله عليه وسلم بيت المقدس فنظر إليه فقال بناؤه كذا وهيئته كذا وقربه من الجبل كذا فقال صدقت
* وأخرج البزار وأبو يعلى وابن جرير ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة وابن أبى حاتم وابن عدي وابن
مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد
الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير قال جاء جبريل عليه السلام
إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ميكائيل فقال جبريل لميكائيل عليهما السلام ائتني بطست من ماء زمزم كيما
أطهر قلبه واشرح صدره فشق عن بطنه فغسله ثلاث مرات واختلف إليه ميكائيل عليه السلام بثلاث طساس
من ماء زمزم فشرح صدره ونزع ما كان فيه من غل وملأه حلما وعلما وايمانا ويقينا وإسلاما وختم بين كتفيه
بخاتم النبوة ثم أتاه بفرس فحمل عليه كل خطوة منه منتهى بصره فسار وسار معه جبريل فأتى على قوم يزرعون
في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا جبريل ما هذا قال هؤلاء
المجاهدون في سبيل الله يضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من شئ فهو يخلفه ثم أتى على قوم ترضخ
رؤسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شئ فقال ما هؤلاء يا جبريل فقال هؤلاء الذين
تتثاقل رؤسهم عن الصلاة ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الإبل والغنم
ويأكلون الضريع والزقوم ورضف جهنم وحجارتها قال ما هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات
أموالهم وما ظلمهم الله شيئا ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضج في قدر ولحم آخر نئ خبيث فجعلوا يأكلون من
النئ الخبيث ويتركون النضيج الطيب قلت ما هؤلاء يا جبريل قال هذا الرجل من أمتك تكون عنده المرأة
الحلال فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا فتأتي رجلا خبيثا
فتبيت معه حتى تصبح ثم أتى على خشبة على الطريق لا يمر بها ثوب الا شقته ولا شئ الا خرقته قال ما هذا يا جبريل
قال هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع
حملها وهو يزيد عليها فقال ما هذا يا جبريل قال هذا الرجل من أمتك يكون عليه أمانات الناس لا يقدر على أدائها
وهو يريد ان يحمل عليها ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاهم بمقاريض من نار كلما قرضت عادت كما كانت
لا يفتر عنهم من ذلك شئ قال ما هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء خطباء الفتنة ثم أتى على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم
فجعل الثور يريد ان يرجع من حيث خرج فلا يستطيع قال ما هذا يا جبريل قال هذا الرجل يتكلم بالكلمة
العظيمة ثم يندم عليها فلا يستطيع ان يردها تم أتى على واد فوجد ريحا طيبة باردة وريح مسك وسمع صوتا فقال
يا جبريل ما هذا قال هذا صوت الجنة تقول يا رب ائتني بما وعدتني فقد كثرت عرقي واستبرقي وحريري وسندسي
وعبقري ولؤلؤي ومرجاني وفضتي وذهبي وأكوابي وصحافي وأباريقي ومراكبي وعسلي ومائي ولبني وخمري
فائتني ما وعدتني فقال لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة قالت رضيت ثم أتى على واد فسمع شكوى ووجد ريحا
منتنة فقال ما هذا يا جبريل قال هذا صوت جهنم تقول رب ائتني بما وعدتني فلقد كثرت سلاسلي وأغلالي
وسعيري وحميمي وضريعي وغساقي وعذابي وقد بعد قعري واشتد حرى فائتني ما وعدتني قال لك كل مشرك
ومشركة وكافر وكافرة وكل خبيث وخبيثة وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب قالت قد رضيت ثم سار حتى أتى بيت
المقدس فنزل فربط فرسه إلى صخرة ثم دخل فصلى مع الملائكة عليهم السلام فلما قضت الصلاة قالوا يا جبريل
من هذا معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قالوا وقد بعث إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم
الخليفة ونعم المجئ جاء ثم لقى أرواح الأنبياء عليهم السلام فأثنوا على ربهم فقال إبراهيم عليه السلام الحمد لله
الذي اتخذني خليلا وأعطاني ملكا عظيما وجعلني أمة قانتا يؤتم بي وأنقذني من النار وجعلها علي بردا وسلاما ثم إن
موسى عليه السلام أثنى على ربه عز وجل فقال الحمد لله الذي كلمني تكليما وجعل هلاك آل فرعون ونجاة
144

بني إسرائيل على يدي وجعل من أمتي قوما يهدون بالحق وبه يعدلون ثم إن داود عليه السلام أثنى على ربه فقال
الحمد لله الذي جعل لي ملكا عظيما وعلمني الزبور وألان لي الحديد وسخر لي الجبال يسبحن والطير وأعطاني
الحكمة وفصل الخطاب ثم إن سليمان عليه السلام أثنى على ربه فقال الحمد لله الذي سخر لي الرياح وسخر لي
الشياطين يعملون ما شئت من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات وعلمني منطق الطير
وآتاني من كل شئ فضلا وسخر لي جنود الشياطين والانس والطير وفضلني على كثير من عباده المؤمنين وآتاني
ملكا عظيما لا ينبغي لأحد من بعدي وجعل ملكي ملكا طيبا ليس فيه حساب ثم إن عيسى عليه السلام أثنى على
ربه فقال الحمد لله الذي جعلني كلمته وجعل مثلي مثل مثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون وعلمني الكتاب
والحكمة والتوراة والإنجيل وجعلني أخلق من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وجعلني أبرئ
الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله ورفعني وطهرني وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم فلم يكن للشيطان
علينا سبيل ثم إن محمدا صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه عز وجل فقال كلكم اثنى على ربه وإني مثن على ربى فقال
الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ونذيرا وأنزل على الفرقان فيه تباين لكل شئ وجعل أمتي
خير أمة أخرجت للناس وجعل أمتي أمة وسطا وجعل أمتي هم الأولون والآخرون وشرح لي صدري ووضع
عنى وزري ورفع لي ذكرى وجعلني فاتحا وخاتما فقال إبراهيم عليه السلام بهذا فضلكم محمد صلى الله عليه وسلم
ثم أتى بآنية ثلاثة مغطاة أفواهها فأتى باناء منها فيه ماء فقيل اشرب فشرب منه يسيرا ثم رفع إليه اناء آخر فيه لبن
فقيل اشرب فشرب منه حتى روى ثم رفع إليه اناء آخر فيه الخمر فقيل له اشرب فقال لا أريد قد رويت فقال
له جبريل عليه السلام اما انها ستحرم على أمتك ولو شربت منها لم يتبعك من أمتك الا قليل ثم صعد بي إلى السماء
فاستفتح فقيل من هذا يا جبريل قال هذا محمد قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ
ونعم الخليقة ونعم المجئ جاء فدخل فإذا هو برجل تام الخلق لم ينقص من خلقه شئ كما ينقص من خلق الناس على
يمينه باب يخرج منه ريح طيبة وعن شماله باب يخرج منه ريح خبيثة إذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه فرح وضحك
إذا نظر إلى الباب الذي عن يساره بكى وخر؟ فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أبوك آدم وهذا الباب الذي عن يمينه
باب الجنة إذا انظر إلى من يدخله من ذريته ضحك واستبشر والباب الذي عن شماله باب جهنم إذا نظر إلى من دخله
بكى وحزن ثم صعد بي جبريل عليه السلام إلى السماء الثانية فاستفتح قيل من هذا معكم قال محمد صلى الله عليه وسلم
قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجئ جاء فإذا هو بشابين قال
يا جبريل من هذا قال عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا فصعد به إلى السماء الثالثة فاستفتح فقالوا من هذا
قال جبريل قالوا ومن معك قال محمد قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم
الخليفة ونعم المجئ جاء فدخل فإذا هو برجل قد فضل على الناس في الحسن كما فضل القمر ليلة البدر على سائر
الكواكب قال من هذا يا جبريل قال هذا أخوك يوسف عليه السلام ثم صعد بي إلى السماء الرابعة فاستفتح
فقيل من هذا قال جبريل قالوا ومن معك قال محمد قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم
الأخ ونعم الخليفة ونعم المجئ جاء فدخل فإذا هو برجل قال من هذا يا جبريل قال هذا إدريس رفعه الله مكانا عليا
ثم صعد إلى السماء الخامسة فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قالوا وقد أرسل إليه قال نعم
قالوا مرحبا به حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجئ جاء ثم دخل فإذا هو برجل جالس وحوله
قوم يقص عليهم قال من هذا يا جبريل ومن هؤلاء حوله قال هذا هارون المحبب وهؤلاء بنو إسرائيل ثم صعد به
إلى السماء السادسة فاستفتح فقيل له من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا
حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجئ جاء فإذا هو برجل جالس فجاوزه فبكى الرجل قال
يا جبريل من هذا قال موسى قال فماله يبكى قال زعم بنو إسرائيل انى أكرم بني آدم على الله وهذا رجل من
بني آدم قد خلفني في دنيا وأنا في أخرى فلو انه بنفسه لم أبال ولكن مع كل نبي أمته ثم صعد به إلى السماء السابعة
فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قالوا وقد أرسل إليه قال نعم قالوا حياه الله من أرواح وخليفة
145

فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجئ جاء فدخل فإذا هو برجل أشمط جالس عند باب الجنة على كرسي وعنده قوم
جلوس بيض الوجوه أمثال القراطيس وقوم في ألوانهم شئ فقام هؤلاء الذين في ألوانهم شئ فدخلوا نهرا
فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص ولم يكن في أبدانهم شئ ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص
من ألوانهم شئ ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلصت ألوانهم فصارت مثل ألوان أصحابهم فجاؤوا
فجلسوا إلى أصحابهم فقال يا جبريل من هذا الأشمط ومن هؤلاء بيض الوجوه ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شئ
وما هذه الانهار التي دخلوا قال هذا أبوك إبراهيم أول من شمط على الأرض وأما هؤلاء البيض الوجوه فقوم لم
يلبسوا ايمانهم بظلم وأما هؤلاء الذين في ألوانهم شئ فقوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فتابوا فتاب الله عليهم وأما
الانهار فأولها رحمة الله والثاني نعمة الله والثالث سقاهم ربهم شرابا طهورا ثم انتهى إلى السدرة قيل له هذه
السدرة ينتهى إليها كل واحد خلا من أمتك على نسك فإذا هي شجرة يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن
وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وهي شجرة يسير الراكب في ظلها
سبعين عاما لا يقطعها والورقة منها مغطية للأمة كلها فغشيها نور الخلاق عز وجل وغشيتها الملائكة عليهم السلام
أمثال الغربان حين تقع على الشجرة فكلمه الله تعالى عند ذلك فقال له سل فقال اتخذت إبراهيم خليلا وأعطيته
ملكا عظيما وكلمت موسى تكليما وأعطيت داود ملكا عظيما وألنت له الحديد وسخرت له الجبال وأعطيت
سليمان ملكا عظيما وسخرت له الجن والإنس والشياطين وسخرت له الرياح وأعطيته ملكا لا ينبغي لأحد من
بعده وعلمت عيسى التوراة والإنجيل وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى باذنك وأعذته وأمه من
الشيطان الرجيم فلم يكن للشيطان عليهما سبيل فقال له ربه عز وجل وقد اتخذتك خليلا وهو مكتوب في التوراة
حبيب الرحمن وأرسلتك إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا وشرحت لك صدرك ووضعت عنك وزرك ورفعت لك
ذكرك فلا أذكر الا ذكرت معي وجعلت أمتك خير أمة أخرجت للناس وجعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة حتى
يشهدوا انك عبدي ورسولي وجعلت من أمتك أقواما قلوبهم أناجيلهم وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم
بعثا وأولهم يقضى له وأعطيتك سبعا من المثاني لم أعطها نبيا قبلك وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت
العرش لم أعطها نبيا قبلك وأعطيتك الكوثر وأعطيتك ثمانية أسهم الاسلام والهجرة والجهاد والصلاة
والصدقة وصوم رمضان والامر بالمعروف والنهى عن المنكر وجعلتك فاتحا وخاتما قال النبي صلى الله عليه وسلم
فضلني ربى وأرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ونذيرا وألقى في قلب عدوى الرعب من مسيرة شهر وأحل
لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وجعلت لي الأرض كلها مسجدا وطهورا وأعطيت فواتح الكلام وخواتمه
وجوامعه وعرضت على أمتي فلم يخف على التابع والمتبوع ورأيتهم أتوا على قوم ينتعلون الشعر ورأيتهم أتوا
على قوم عراض الوجوه صغار الأعين كأنما خرمت أعينهم بالمخيط فلم يخف على ما هم لاقون من بعدي وأمرت
بخمسين صلاة فلما رجع إلى موسى عليه السلام قال بم أمرت قال بخمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله
التخفيف فان أمتك أضعف الأمم فقد لقيت من بني إسرائيل شدة فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه فسأله
التخفيف فوضع عنه عشرا ثم رجع إلى موسى فقال بكم أمرت قال بأربعين قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف
فرجع فوضع عنه عشرا إلى أن جعلها خمسا قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال قد رجعت إلى ربى حتى
استحيت منه فما أنا براجع إليه قيل له اما انك كما صبرت نفسك على خمس صلوات فإنهن يجزين عنك خمسين صلاة
وان كل حسنة بعشر أمثالها فرضى محمد صلى الله عليه وسلم كل الرضا قال وكان موسى عليه السلام من أشدهم عليه
حين مر به وخيرهم له حين رجع إليه * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه من طريق محمد بن عبد
الرحمن بن أبى ليلى عن أخيه عيسى عن أبيه عبد الرحمن عن أبيه أبى ليلى ان جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله
عليه وسلم بالبراق فحمله عليه بين يديه ثم جعل يسير به فإذا بلغ مكانا مطأطئا طالت يداه وقصرت رجلاه حتى
يستوي به وإذا بلغ مكانا مرتفعا قصرت يداه وطالت رجلاه حتى يستوي به ثم عرض له رجل عن يمين الطريق
فجعل يناديه يا محمد إلى الطريق مرتين فقال له جبريل عليه السلام امض ولا تكلم أحدا ثم عرض له رجل عن
146

يسار الطريق فقال له إلى الطريق يا محمد فقال له جبريل عليه السلام امض ولا تكلم أحدا ثم عرضت له امرأة
حسناء جميلة ثم قال له جبريل عليه السلام تدرى من الرجل الذي دعاك عن يمين الطريق قال لا قال تلك اليهود
دعتك إلى دينهم ثم قال تدرى من الرجل الذي دعاك من يسار الطريق قال لا قال تلك النصارى دعتك إلى دينهم
ثم قال تدرى من المرأة الحسناء الجميلة قال لا قال تلك الدنيا تدعوك إلى نفسها ثم انطلقا حتى أتيا بيت المقدس فإذا
هم بنفر جلوس فقالوا مرحبا بالنبي الأمي وإذا في النفر شيخ قال ومن هذا يا جبريل قال هذا أبوك إبراهيم وهذا
موسى وهذا عيسى ثم أقيمت الصلاة فتدافعوا حتى قدموا محمدا صلى الله عليه وسلم ثم أتوا بأشربة فاختار النبي صلى
الله عليه وسلم اللبن فقال له جبريل عليه السلام أصبت الفطرة ثم قيل له قم إلى ربك فقام فدخل ثم جاء فقيل له ماذا
صنعت قال فرضت على أمتي خمسون صلاة فقال له موسى عليه السلام ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لامتك
فان أمتك لا تطيق هذا فرجع ثم جاء فقال له موسى عليه السلام ماذا صنعت فقال ردها إلى خمس وعشرين
صلاة فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فرجع ثم جاء فقال ردها إلى اثنى عشر فقال موسى عليه السلام ارجع
إلى ربك فاسأله التخفيف فرجع ثم جاء فقال ردها إلى خمس فقال موسى عليه السلام ارجع فاسأله التخفيف
قال قد استحيت من ربى فما أراجعه وقد قال ربى ان لك بكل ردة رددتها مسألة أعطيتكها * وأخرج ابن عرفة
في جزئه المشهور وأبو نعيم في الدلائل وابن عساكر في تاريخه من طريق أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن
أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل عليه السلام بدابة دون البغل وفوق الحمار
فحملني عليه ثم انطلق يهوى بنا كلما صعد عقبة استوت رجلاه كذلك مع يديه وإذا هبط استوت يداه مع رجليه
حتى مررنا برجل طوال سبط آدم كأنه من رجال شنوءة وهو يقول ويرفع صوته أكرمته وفضلته فدفعنا إليه
فسلمنا فرد السلام فقال من هذا معك يا جبريل قال هذا أحمد قال مرحبا بالنبي الأمي العربي الذي بلغ رسالة ربه
ونصح لامته ثم اندفعنا فقلت من هذا يا جبريل قال هذا موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام قلت ومن يعاتب
قال يعاتب ربه فيك قلت ويرفع صوته على ربه قال إن الله قد عرف له حديثه ثم تدفعنا حتى مررنا بشجرة كان
ثمرها السراح تحتها شيخ وعياله فقال لي جبريل عليه السلام اعمد إلى أبيك إبراهيم فدفعنا إليه فسلمنا عليه فرد
السلام فقال إبراهيم من هذا معك يا جبريل قال هذا ابنك أحمد فقال مرحبا بالنبي الأمي الذي بلغ رسالة ربه
ونصح لامته يا بنى انك لاق ربك الليلة وان أمتك آخر الأمم وأضعفها فان استطعت ان تكون حاجتك أو جلها في
أمتك فافعل ثم اندفعنا حتى انتهينا إلى المسجد الأقصى فنزلت فربطت الدابة بالحلقة التي في باب المسجد التي
كانت الأنبياء عليهم السلام تربط بها ثم دخلت المسجد فعرفت النبيين من بين قائم وراكع وساجد ثم أتيت
بكأسين من عسل ولبن فأخذت اللبن فشربت فضرب جبريل عليه السلام منكبي وقال أصبت الفطرة ثم
أقيمت الصلاة فأممتهم ثم انصرفنا فأقبلنا * وأخرج الحارث بن أبي أسامة والبزار وأبو نعيم والطبراني وابن
مردويه وأبو نعيم في الدلائل وابن عساكر من طريق علقمة رضي الله عنه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتيت بالبراق فركبته إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه وإذا هبط ارتفعت
يداه فسار بنا في ارض غمة منتنة ثم أفضينا إلى أرض فيحاء طيبة فسالت جبريل عليه السلام قال تلك أرض النار
وهذه أرض الجنة فاتيت على رجل قائم يصلى فقال من هذا يا جبريل فقال هذا أخوك عيسى عليه السلام
فسرنا فسمعنا صوتا وتذمرا فأتينا على رجل فقال من هذا معك قال هذا أخوك محمد صلى الله عليه وسلم فسلم
ودعا بالبركة وقال سل لامتك اليسر فقلت من هذا يا جبريل قال هذا أخوك موسى عليه السلام قلت على من كان
تذمره قال على ربه عز وجل قلت أعلى ربه قال نعم قد عرف حدته ثم سرنا فرأيت مصابيح وضوء فقلت ما هذا
يا جبريل قال هذه شجرة أبيك إبراهيم عليه السلام أدن منها فدنوت منها فرحب بي ودعا لي بالبركة ثم مضينا حتى
أتينا بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي تربط بها الأنبياء عليهم السلام ثم دخلت المسجد فنشرت لي الأنبياء
عليهم الصلاة والسلام من سمى الله منهم ومن لم يسم فصليت بهم الا هؤلاء الثلاث إبراهيم وموسى وعيسى عليهم
السلام * وأخرج ابن مردويه من طريق المغيرة بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال
147

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صليت ليلة أسري بي في مقدم المسجد ثم دخلت إلى الصخرة فإذا ملك قائم معه
آنية ثلاث فتناولت العسل فشربت منه قليلا ثم تناولت الآخر فشربت منه حتى رويت فإذا هو لبن فقال أشرب
من الآخر فإذا هو خمر قلت قد رويت قال اما انك لو شربت من هذا لم تجتمع أمتك على الفطرة أبدا ثم انطلق بي
إلى السماء ففرضت علي الصلاة ثم رجعت إلى خديجة رضي الله عنها وما تحولت عن جانبها الآخر * وأخرج
الطبراني وابن مردويه عن أم هانئ رضي الله عنها قالت بات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به في بيتي
ففقدته من الليل فامتنع عنى النوم مخافة ان يكون عرض له بعض قريش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
جبريل عليه السلام أتاني فاخذ بيدي فأخرجني فإذا على الباب دابة دون البغل وفوق الحمار فحملني عليها ثم
انطلق حتى أتى بي إلى بيت المقدس فأراني إبراهيم يشبه خلقه خلقي ويشبه خلقي خلقه وأراني موسى آدم طوالا
سبط الشعر أشبهه برجال أزد شنوءة وأراني عيسى بن مريم ربعة أبيض يضرب إلى الحمرة شبهته بعروة بن مسعود
الثقفي وأراني الدجال ممسوح العين اليمنى شبهته بقطن بن عبد العزى قال وأنا أريد ان أخرج إلى قريش فأخبرهم
ما رأيت فأخذت بثوبه فقلت انى أذكرك الله انك تأتى قوما يكذبونك وينكرون مقالتك فأخاف ان يسطوا بك
قالت فضرب ثوبه من يدي ثم خرج إليهم فأتاهم وهم جلوس فأخبرهم فقام مطعم بن عدي فقال يا محمد لو كنت شابا
كما كنت ما تكلمت بما تكلمت به وأنت بين ظهرانينا فقال رجل من القوم يا محمد هل مررت بابل لنا في مكان كذا وكذا
قال نعم والله وجدتهم قد أضلوا بعيرا لهم فهم في طلبه قال هل مررت بابل لبني فلان قال نعم وجدتهم في مكان كذا
وكذا قد انكسرت لهم ناقة حمراء فوجدتهم وعندهم قصعة من ماء فشربت ما فيها قالوا فأخبرنا عن عدتها وما فيها
من الرعاء قال قد كنت عن عدتها مشغولا فقام وأتى بالإبل فعدها وعلم ما فيها من الرعاء أتى قريشا فقال لهم
سألتموني عن إبل بنى فلان فهي كذا وكذا وفيها من الرعاء فلان وفلان وسألتموني عن إبل بنى فلان فهي كذا وكذا
وفيها من الرعاء ابن أبي قحافة وفلان وفلان وهي مصبحتكم الغداة الثنية فقعدوا إلى الثنية ينظرون أصدقهم
ما قال فاستقبلوا الإبل فسألوا هل ضل لكم بعير قالوا نعم فسألوا الآخر هل انكسر لكم ناقة حمراء قالوا نعم قال فهل
كان عندكم قصعة من ماء قال أبو بكر رضي الله عنه والله أنا وضعتها فما شربها أحد منا ولا أهريقت في الأرض
فصدقه أبو بكر رضي الله عنه وآمن به فسمى يومئذ الصديق * وأخرج أبو يعلى وابن عساكر عن أم هانئ رضي الله عنها
قالت دخل على النبي صلى الله عليه وسلم بغلس وأنا على فراشي فقال شعرت انى نمت الليلة في المسجد الحرام
فأتاني جبريل فذهب بي إلى باب المسجد فإذا دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل مضطرب الاذنين فركبته
فكان يضع حافره مد بصره إذا أخذ بي في هبوط طالت يداه وقصرت رجلاه وإذا أخذ بي في صعود طالت رجلاه
وقصرت يداه وجبريل لا يفوتني حتى انتهينا إلى بيت المقدس فأوثقته بالحلقة التي كانت الأنبياء توثق بها فنشر لي
رهط من الأنبياء عليهم السلام منهم إبراهيم وموسى وعيسى فصليت بهم وكلمتهم وأتيت بإنائين أحمر وأبيض
فشرب الأبيض فقال لي جبريل عليه السلام شربت اللبن وتركت الخمر لو شربت الخمر لارتدت أمتك ثم ركبته
فاتيت المسجد الحرام فصليت به الغداة فتعلقت بردائه وقلت أنشدك الله يا ابن عم ان تحدث بها قريشا فيكذبك
من صدقك فضربت بيدي على ردائه فانتزعه من يدي فارتفع عن بطنه فنظرت إلى عكنه فوق أزاره كأنها طي
القراطيس وإذا نور ساطع عند فؤاده كاد يختطف بصرى فخررت ساجدة فلما رفعت رأسي إذا هو قد خرج فقلت
لجاريتي ويحك اتبعيه وانظري ماذا يقول وماذا يقول له فلما رجعت أخبرتني انه انتهى إلى نفر من قريش فيهم
المطعم بن عدي وعمرو بن هشام والوليد بن المغيرة فقال انى صليت الليلة العشاء في هذا المسجد وصليت به الغداة
وأتيت فيما بين ذلك ببيت المقدس فنشر لي رهط من الأنبياء فيهم إبراهيم وموسى وعيسى فصليت بهم وكلمتهم
فقال عمرو بن هشام كالمستهزئ صفهم لي فقال أما عيسى ففوق الربعة ودون الطويل عريض الصدر جعد
الشعر يعلوه صهبة كأنه عروة بن مسعود الثقفي وأما موسى فضخم آدم طوال كأنه من رجال شنوءة كثير الشعر
غائر العينين متراكب الأسنان مقلص الشفة خارج اللثة عابس وأما إبراهيم فوالله لأنا أشبه الناس به خلقا
فضجوا وعظموا ذاك فقال المطعم كل أمرك قبل اليوم كان أمما غير قولك اليوم انا أشهد انك كاذب نحن نضرب
148

أكباد الإبل إلى بيت المقدس مصعدا شهرا ومنحدرا شهرا تزعم أنك أتيته في ليلة واللات والعزى لا أصدقك فقال
أبو بكر رضي الله عنه يا مطعم بئس ما قلت لابن أخيك جبهته وكذبته أنا أشهد أنه صادق فقالوا يا محمد صف لنا بيت
المقدس قال دخلته ليلا وخرجت منه ليلا فاتاه جبريل عليه السلام فصوره في جناحه فجعل يقول باب منه كذا في
موضع كذا وباب منه كذا في موضع كذا وأبو بكر رضي الله عنه يقول صدقت صدقت فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يومئذ يا أبا بكر ان الله قد سماك الصديق قالوا يا محمد أخبرنا عن عيرنا قال أتيت على عير بنى فلان بالروحاء
قد أضلوا ناقة لهم فانطلقوا في طلبها فانتهيت إلى رحالهم ليس بها منهم أحد وإذا قدح ماء فشربت منه ثم انتهيت
إلى عير بنى فلان فنفرت منى الإبل وبرك منها جمل أحمر عليه جوالق مخطط ببياض لا أدرى أكسر البعير أم لا
ثم انتهيت إلى عير بنى فلان في التنعيم يقدمها جمل أورق وها هي ذه تطلع عليكم من الثنية فقال الوليد بن المغيرة
ساحر فانطلقوا فنظروا فوجدوا كما قال فرموه بالسحر وقالوا صدق الوليد فأنزل الله وما جعلنا الرؤيا التي أريناك
الا فتنة للناس * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن أم هانئ رضي الله عنها قالت ما أسرى برسول الله صلى الله عليه
وسلم الا وهو في بيتي نائم عندي تلك اللية فصلى العشاء الآخرة ثم نام ونمنا فلما كان قبيل الفجر أهبنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلما صلى الصبح وصلينا معه قال يا أم هانئ لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا
الوادي ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ثم صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين * وأخرج ابن سعد وابن
عساكر عن عبد الله بن عمر وأم سلمة وعائشة وأم هانئ وابن عباس رضي الله عنهما دخل حديث بعضهم في
بعض قالوا أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الأول قبل الهجرة بسنة من
شعب أبى طالب إلى بيت المقدس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حملت على دابة بيضاء بين الحمار وبين البغل في
فخذها جناحان تحفر بهما رجليها فلما دنوت لأركبها شمست فوضع جبريل عليه السلام يده على معرفتها ثم قال
ألا تستحيين يا براق مما تصنعين والله ما ركبك عبد لله قبل محمد أكرم على الله منه فاستحيت حتى ارفضت عرقا ثم قوت
حتى ركبتها فعلت بأذنيها وقبضت الأرض حتى كان منتهى وقع حافرها طرفها وكانت طويلة الظهر طويلة الاذنين
وخرج معي جبريل لا يفوتني ولا أفوته حتى أتى بيت المقدس فأتى البراق إلى موقفه الذي كان يقف فربط فيه وكان
مربط الأنبياء عليه السلام ورأيت الأنبياء جمعوا لي فرأيت إبراهيم وموسى وعيسى فظننت أنه لابد أن يكون
لهم امام فقدمني جبريل عليه السلام حتى صليت بين أيديهم وسألتهم فقالوا بعثنا بالتوحيد وقال بعضهم فقد
النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة فتفرقت بنو عبد المطلب يطلبونه ويلتمسونه وخرج العباس رضي الله عنه حتى
بلغ ذا طوى فجعل يصرخ يا محمد يا محمد فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيك لبيك فقال ابن أخي أعييت قومك
منذ الليلة فأين كنت قال أتيت من بيت المقدس قال في ليلتك قال نعم قال هل أصابك الا خير قال ما أصابني الا خير
وقالت أم هانئ رضي الله عنها ما أسرى به الا من بيتنا بينا هو نائم عندنا تلك الليلة صلى العشاء ثم نام فلما كان قبل
الفجر أنبهناه للصبح فقام فصلى الصبح قال يا أم هانئ لقد صليت معكم العشاء كما رأيت بهذا الوادي ثم قد جئت
بيت المقدس فصليت فيه ثم صليت الغداة معكم ثم قام ليخرج فقلت لا تحدث هذا الناس فيكذبوك ويؤذوك
فقال والله لأحدثنهم فأخبرهم فتعجبوا وقالوا لم نسمع بمثل هذا قط وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل
عليه السلام يا جبريل ان قومي لا يصدقوني قال يصدقك أبو بكر وهو الصديق وافتتن ناس كثير كانوا قد ضلوا
وأسلموا وقمت في الحجر فجلا الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه فقال بعضهم كم للمسجد من
باب ولم أكن عددت أبوابه فجعلت أنظر إليها وأعدها بابا بابا وأعلمهم وأخبرتهم عن عير لهم في الطريق وعلامات
فيها فوجدوا ذلك كما أخبرتهم وأنزل الله وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس قال كانت رؤيا عين رآها
بعينه * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بالبراق ليلة أسري به مسرجا ملجما ليركبه فاستصعب
عليه فقال له جبريل عليه السلام أبمحمد صلى الله عليه وسلم تفعل هذا فوالله ما ركبك خلق قط أكرم على الله
منه قال فأرفض عرقا * وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال أسرى بالنبي صلى الله
149

عليه وسلم ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الأول قبل الهجرة بسنة * وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن
شهاب رضي الله عنه قال أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس قبل خروجه إلى المدينة
بستة عشر شهرا * وأخرج البيهقي عن عروة مثله * وأخرج البيهقي عن السدى رضي الله عنه قال أسرى
برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس قبل مهاجره بستة عشر شهرا * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم
والنسائي وابن مردويه والبيهقي في كتاب حياة الأنبياء عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم مررت ليلة أسرى بي على موسى عليه السلام قائما يصلى في قبره عند الكثيب الأحمر * وأخرج أبو يعلى
وابن مردويه والبيهقي عن أنس رضي الله عنه قال حدثني بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى
الله عليه وسلم ليلة أسرى به مر على موسى وهو يصلى في قبره قال وذكر لي انه حمل على البراق قال فأوثقت الفرس
أو قال الدابة بالحلقة فقال أبو بكر رضي الله عنه صفها لي يا رسول الله قال هي كذه وكذه قال وكان أبو بكر
رضي الله عنه قد رآها * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى
بي إلى السماء رأيت موسى يصلى في قبره * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله
عليه وسلم مر على موسى وهو قائم يصلى في قبره * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بي مررت بموسى وهو قائم يصلى في قبره * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال لما أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم جعل يمر بالنبي والنبيين معهم الرهط والنبيين معهم القوم
والنبي والنبيين ليس معهم أحد حتى مر بسواد عظيم فقلت من هؤلاء فقيل موسى وقومه ولكن ارفع رأسك
وانظر فإذا سواد عظيم قد سد الأفق من ذا الجانب وذا الجانب فقيل لي هؤلاء وسوى هؤلاء من أمتك سبعون ألفا
يدخلون الجنة بغير حساب قال فدخل ولم يسألوه بأنفسهم ولم يفسر لهم فقال قائلون نحن وهم وقال قائلون هم
أبناؤنا الذين ولدوا في الاسلام فخرج فقال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون
فقام عكاشة بن محصن فقال أنا منهم يا رسول الله فقال أنت منهم فقال رجل آخر فقال أنا منهم قال سبقك بها عكاشة
* وأخرج أحمد والنسائي والبزار والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بي مرت بي رائحة طيبة فقلت يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة
قال ماشطة بنت فرعون وأولادها كانت تمشطها فسقط المشط من يدها فقالت بسم الله فقالت ابنة فرعون أبى
قالت بلى ربى وربك ورب أبيك قالت أو لك رب غير أبى قالت نعم قالت فأخبر بذلك أبى قالت نعم فأخبرته فدعاها
فقال ألك رب غيري قالت نعم ربى وربك الله الذي في السماء فامر ببقرة من نحاس فأحميت ثم أمر بها لتلقى
فيها وأولادها قالت إن لي إليك حاجة قال وما هي قالت تجمع عظامي وعظام ولدى فتدفنه جميعا قال ذلك لك لما لك
علينا من الحق فألقوا واحدا واحدا حتى بلغ رضيعا فيهم قال نعى يا أمه ولا تقاعسي فإنك على الحق فألقيت هي
وولدها قال ابن عباس رضي الله عنهما وتكلم أربعة وهم صغار هذا وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى بن
مريم * وأخرج ابن ماجة وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليلة أسرى بي وجدت ريحا طيبة فقلت يا جبريل ما هذه قال هذه الماشطة
وزوجها وابنها بينما هي تمشط ابنة فرعون إذ سقط المشط من يدها فقالت تعس فرعون فأخبرت أباها وكان
للمرأة بنان وزوج فأرسل إليهم فراود المرأة زوجها ان يرجعا عن دينهما فأبيا فقال انى قاتلكما فقالا احسان
منك إلينا ان قتلتنا ان تجعلنا في بيت ففعل فلما أسرى برسول الله صلى الله عليه سلم وجد ريحا طيبة فسال
جبريل عليه السلام فأخبره * وأخرج أحمد وأبو داود عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون في وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل
قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال ليلة أسرى بي مررت بناس تقرض شفاههم بمقاريض من نار كلما فرضت عادت كما
كانت فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون * وأخرج ابن مردويه عن
150

سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى بي رأيت رجلا يسبح في نهر يلقم
الحجارة فسالت من هذا فقيل لي هذا آكل الربا * وأخرج الترمذي والبزار والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو
نعيم في الدلائل عن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان ليلة أسرى بي أتى جبريل
الصخرة التي ببيت المقدس فوضع أصبعه فيها فخرقها فشد بها البراق * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن
صهيب بن سنان رضي الله عنه قال لما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به الماء ثم الخمر ثم اللبن أخذ
اللبن فقال له جبريل عليه السلام أصبت الفطرة وبه غذيت كل دابة ولو أخذت الخمر غويت وغوت أمتك وكنت
من أهل هذه وأشار إلى الوادي الذي يقال له وادي جهنم فنظر إليه فإذا هو نار تلتهب * وأخرج أحمد وابن
مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى ليلة أسرى بي وضعت قدمي
حيث توضع أقدام الأنبياء عليهم السلام من بيت المقدس وعرض على عيسى عليه السلام فإذا أقرب الناس به
شبها عروة بن مسعود وعرض على موسى عليه السلام فإذا رجل جعد ضرب من الرجال وعرض على إبراهيم
عليه السلام فإذا أقرب الناس به شبها صاحبكم * وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسرى بي لقيت موسى عليه السلام فنعته فإذا هو رجل مضطرب رجل
الرأس كأنه من رجال شنوءة ولقيت عيسى عليه الصلاة والسلام فنعته ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس ورأيت
إبراهيم عليه الصلاة والسلام وأنا أشبه ولده به وأتيت بإنائين في أحدهما لبن وفى الآخر خمر قيل لي خذ أيهما
شئت فأخذت اللبن فشربت قيل لي هديت للفطرة أما انك لو أخذت الخمر غوت أمتك * وأخرج مسلم والنسائي
وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيتني في الحجر وقريش
تسألني عن مسراي فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربا ما كربت مثله قط فرفعه الله لي
أنظر إليه ما سألوني عن شئ لا أنبأتهم به وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وإذا موسى
عليه السلام قائم وإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة وإذا عيسى عليه السلام قائم يصلى أقرب الناس به
شبها عروة بن مسعود الثقفي وإذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام قائم يصلى أشبه الناس به صاحبكم
يعنى نفسه فحانت الصلاة فأممتهم فلما فرغت قال قائل يا محمد هذا مالك خازن جهنم فالتفت إليه فبدأني بالسلام
* وأخرج ابن مردويه عن عمر رضي الله عنه قال لما أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم رأى مالكا خازن النار
فإذا رجل عابس يعرف الغضب في وجهه * وأخرج أحمد عن عبيد بن آدم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان
بالجابية فذكر فتح بيت المقدس فقال لكعب رضي الله عنه أين ترى أن أصلى قال خلف الصخرة قال لا ولكن أصلى
حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم إلى القبلة فصلى * وأخرج أحمد وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل
والضياء في المختارة بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ليلة أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم دخل
الجنة فسمع في جانبها وجسا فقال يا جبريل ما هذا فقال هذا بلال المؤذن فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين جاء إلى
الناس قد أفلح بلال رأيت له كذا وكذا فلقيه موسى عليه الصلاة والسلام فرحب به وقال مرحبا بالنبي الأمي قال
وهو رجل آدم طويل سبط شعره مع أذنيه أو فوقهما فقال من هذا يا جبريل قال هذا موسى عليه السلام فمضى
فلقيه رجل فرحب به قال من هذا قال هذا عيسى عليه السلام فمضى فلقيه شيخ جليل مهيب فرحب به وسلم عليه
وكلهم يسلم عليه قال من هذا يا جبريل قال هذا أبوك إبراهيم عليه السلام قال ونظر في النار فإذا قوم يأكلون الجيف
قال من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ورأى رجلا أحمر أزرق جدا قال من هذا يا جبريل
قال هذا عاقر الناقة فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى قام يصلى ثم التفت فإذا النبيون أجمعون
يصلون معه فلما انصرف جئ بقدحين أحدهما عن اليمين والآخر عن الشمال في أحدهما لبن وفى الآخر عسل
فاخذ اللبن فشرب منه فقال الذي كان معه القدح أصبت الفطرة * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن مردويه وأبو نعيم
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ثم جاء من ليلته فحدثهم بمسيره
وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم فقال ناس نحن لا نصدق محمدا بما يقول فارتدوا كفارا فضرب الله رقابهم مع أبي
151

جهل وقال أبو جهل يخوفنا محمد بشجرة الزقوم هاتوا تمرا وزبدا فتزقموا به ورأى الدجال في صورته رؤيا عين ليس
برؤيا منام وعيسى وموسى وإبراهيم عليه السلام فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال فقال رأيته 7 قيلمانيا
أقمر هجان إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب درى كان شعره أغصان شجرة ورأيت عيسى عليه السلام شابا أبيض
جعد الرأس حديد البصر مبطن الخلق ورأيت موسى أسحم آدم كثير الشعر شديد الخلق ونظرت إلى إبراهيم عليه
السلام فلا أنظر إلى أرب منه الا نظرت إليه منى حتى كأنه صاحبكم قال جبريل سلم على أبيك فسلمت عليه * وأخرج
البخاري ومسلم والطبراني وابن مردويه من طريق قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة أسرى بي موسى بن عمران عليه السلام رجلا طوالا جعدا كأنه
من رجال شنوءة ورأيت عيسى بن مريم عليه السلام مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ورأيت مالكا
خازن جهنم والدجال في آيات أراهن الله قال فلا تكن في مرية من لقائه فكان قتادة رضي الله عنه يفسرها ان
النبي صلى الله عليه وسلم قد لقى موسى عليه السلام * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وابن أبي شيبة وابن
ماجة وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن مسعود رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقيت ليلة أسرى بي إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام فتذاكروا
أمر الساعة فردوا أمرهم إلى إبراهيم فقال لا علم لي بها فردوا أمرهم إلى موسى فقال لا علم لي بها فردوا أمرهم
إلى عيسى فقال اما وجبتها فلا يعلم بها أحد الا الله تعالى وفيما عهد إلى رب ان الدجال خارج ومعي قضيبان
فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص فيهلكه الله إذا رآني حتى أن الحجر والشجر يقول يا مسلم ان تحتي كافرا فتعال
فاقتله فيهلكهم الله ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب
ينسلون فيطؤون بلادهم لا يأتون على شئ الا أهلكوه ولا يمرون على ماء الا شربوه ثم يرجع الناس إلى فيشكونهم
فأدعو الله تعالى عليهم فيهلكهم ويميتهم حتى تجيف الأرض من نتن ريحهم فينزل الله المطر فيجترف أجسادهم
حتى يقذفهم في البحر ففيما عهد إلي ربى ان كان كذلك ان الساعة كالحامل المتم لا يدرى أهلها متى تفجؤهم
بولادتها ليلا أو نهارا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير والحاكم وصححه
وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن حذيفة رضي الله عنه انه حدث عن ليلة أسرى بمحمد صلى الله عليه وسلم
فقال ما زايل البراق حتى فتحت له أبواب السماوات فرأى الجنة والنار ووعد الآخرة أجمع ثم عاد ولفظ ابن
مردويه فأرى ما في السماوات وأرى ما في الأرض قيل له أي دابة البراق قال دابة طويل أبيض خطوه مد البصر
* وأخرج أبو يعلى والطبراني في الأوسط وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليلة عرج بي إلى السماء ما مررت بسماء الا وجدت اسمي فيها مكتوبا محمد رسول الله وأبو بكر
الصديق خلفي * وأخرج البزار عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بي إلى
السماء ما مررت بسماء الا وجدت اسمي فيها مكتوبا محمد رسول الله * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه
بسند صحيح عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مررت ليلة أسرى بي على الملا الأعلى فإذا
جبريل كالحلس البالي من خشية الله وفى لفظ لابن مردويه مررت على جبريل في السماء الرابعة فإذا هو كأنه
حلس بال من خشية الله * وأخرج سعيد بن منصور والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن عبد
الرحمن بن قرط رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليلة أسرى بي إلى المسجد الأقصى كان بين المقام
وزمزم جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فطارا به حتى بلغ السماوات العلى فلما رجع قال سمعت تسبيحا في
السماوات العلى مع تسبيح كثير سبحت السماوات العلى من ذي المهابة مشفقات من ذي العلو بما علا سبحان العلى
الأعلى سبحانه وتعالى * وأخرج ابن عساكر عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لما أسرى بي جبريل سمعت تسبيحا في السماوات العلى فرجف فؤادي فقال لي جبريل عليه السلام تقدم
يا محمد ولا تخف فان اسمك مكتوب على العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن
ماجة وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى بي لما
152

انتهينا إلى السماء السابعة نظرت فوق فإذا رعد وبرق وصواعق وأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات
والعقارب ترى من خارج بطونهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء أكلة الربا فلما نزلت إلى السماء الدنيا
نظرت إلى أسفل منى فإذا أنا برهج ونسمات وأصوات فقلت ما هذا يا جبريل قال هذه الشياطين يحومون على أعين
بني آدم لا يتفكروا في ملكوت السماوات والأرض ولولا ذلك لرأوا العجائب * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بي مررت بالكوثر فقال جبريل
عليه السلام هذا الكوثر الذي أعطاك ربك فضربت بيدي إلى تربته فإذا مسك أذفر * وأخرج ابن مردويه
عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لما عرج بي إلى السماء رأيت نهرا يطرد عجاجا
مثل السهم أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل حافتاه قباب من در مجوف فضربت بيدي إلى جانبه فإذا مسكة
ذفراء فضربت بيدي إلى رضراضها فإذا در قلت يا جبريل ما هذا النهر قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك
* وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت إبراهيم ليلة
أسرى بي وهو أشبه من رأيت بصاحبكم * وأخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه عن أبي أيوب
الأنصاري رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول عرج بي إلى السماء فرأيت إبراهيم خليل الرحمن
فقال إبراهيم يا جبريل من هذا الذي معك فقال جبريل هذا محمد فرحب بي وقال مر أمتك فليكثروا من غراس
الجنة فان تربتها طيبة وأرضها واسعة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وما غراس الجنة قال لا حول ولا قوة الا بالله
* واخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيت ليلة أسرى بي
على إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال يا محمد أخبر أمتك ان الجنة قيعان وان غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله
والله أكبر * وأخرج الترمذي وحسنه والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيت إبراهيم ليلة أسرى بي فقال يا محمد اقرئ أمتك منى السلام وأخبرهم ان الجنة
طيبة التربة عذبة الماء وانها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة
الا بالله * وأخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بي
رأيت الجنة من درة بيضاء فقلت يا جبريل انهم يسألوني عن الجنة قال أخبرهم ان أرضها قيعان وترابها المسك
* وأخرج ابن ماجة والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور
عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة أسرى بي مكتوبا على باب الجنة الصدقة
بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر فقلت يا جبريل ما بال القرض أفضل من الصدقة قال لان السائل يسأل
وعنده المستقرض لا يستقرض الا من حاجة * وأخرج الطبراني عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لما أسرى بي إلى السماء أدخلت الجنة فوقعت على شجرة من أشجار الجنة لم أر في الجنة أحسن
منها ولا أبيض ورقا ولا أطيب ثمرة فتناولت ثمرة من ثمرتها فأكلتها فصارت نطفة في صلبي فلما هبطت إلى الأرض
واقعت خديجة فحملت بفاطمة رضي الله عنها فإذا أنا اشتقت إلى ريح الجنة شممت ريح فاطمة * وأخرج الحاكم
وضعفه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل عليه السلام بسفرجلة
فأكلتها ليلة أسرى بي فعلقت خديجة بفاطمة فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رقبة فاطمة * وأخرج
البزار وأبو القاسم البغوي وابن قانع كلاهما في معجم الصحابة وابن عدي وابن عساكر عن عبد الله بن أسعد بن زرارة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى بي انتهيت إلى قصر من لؤلؤة ولفظ البغوي أسرى بي
في قفص من لؤلؤة فراشه ذهب يتلألأ نورا وأعطيت ثلاثا انك سيد المرسلين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين
* وأخرج ابن قانع والطبراني وابن مردويه عن أبي الحمراء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما
أسرى بي إلى السماء السابعة فإذا على ساق العرش الأيمن لا إله إلا الله محمد رسول الله * وأخرج ابن عدي وابن
عساكر عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوبا
لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي * وأخرج ابن عساكر عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة
153

أسري بي رأيت على العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق عمر الفاروق عثمان ذو النورين
* وأخرج الدارقطني في الافراد والخطيب وابن عساكر عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت ليلة
أسرى بي في العرش فريدة خضراء فيها مكتوب بنور أبيض لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق عمر الفاروق
* وأخرج البزار عن علي رضي الله عنه قال لما أراد الله تعالى أن يعلم رسوله الاذان أتاه جبريل عليه السلام بدابة
يقال لها البراق فذهب يركبها فاستصعبت فقال لها جبريل عليه السلام اسكني فوالله ما ركبك عبد أكرم على الله
من محمد صلى الله عليه وسلم فركبها حتى انتهى إلى الحجاب الذي يلي الرحمن فبينما هو كذلك إذ خرج عليه ملك من
الحجاب فقال الملك الله أكبر الله أكبر فقيل من وراء الحجاب صدق عبدي أنا أكبر أنا أكبر ثم قال الملك أشهد أن
لا إله إلا الله فقيل له من وراء الحجاب صدق عبدي أنا الله لا إله الا أنا فقال الملك أشهد أن محمدا رسول الله فقيل من
وراء الحجاب صدق عبدي أنا أرسلت محمدا فقال الملك حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة ثم قال الله
أكبر الله أكبر فقيل من وراء الحجاب صدق عبدي أنا أكبر أنا أكبر ثم قال لا إله إلا الله فقيل من وراء الحجاب
صدق عبدي لا إله الا أنا ثم أخذ الملك بيد محمد صلى الله عليه وسلم فقدمه فأم أهل السماوات فيهم آدم ونوح فيومئذ
أكمل الله لمحمد صلى الله عليه وسلم الشرف على أهل السماوات والأرض * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن محمد بن
الحنفية رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج به إلى السماء فانتهى إلى مكان من السماء وقف
فيه وبعث الله ملكا فقام من السماء مقاما ما قامه قبل ذلك فقيل له علمه الاذان فقال الملك الله أكبر الله أكبر فقال
الله صدق عبدي أنا الله الأكبر فقال الملك أشهد أن لا إله إلا الله فقال الله صدق عبدي أنا الله لا إله الا أنا فقال الملك
أشهد أن محمدا رسول الله فقال الله صدق عبدي أنا أرسلته وأنا اخترته وأنا ائتمنته فقال حي على الصلاة فقال
الله صدق عبدي ودعا إلى فريضتي وحقي فمن أتاها محتسبا كانت كفارة لكل ذنب فقال الملك حي على الفلاح
فقال الله صدق عبدي أنا أقمت فرائضها وعدتها ومواقيتها ثم قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم فتقدم فائتم
به أهل السماوات فتم له شرفه على سائر الخلائق * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى به إلى السماء أذن جبريل فظنت الملائكة انه يصلى بهم فقدمني فصليت
بالملائكة * وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لما أسرى به إلى
السماء أوحى إليه بالاذان فنزل به فعلمه جبريل * وأخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله
عليه وسلم علم الاذان ليلة أسرى به وفرضت عليه الصلاة * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ان النبي
صلى الله عليه وسلم فرضت عليه الصلاة ليلة أسرى به * وأخرج أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال فرض
الله على نبيه صلى الله عليه وسلم الصلاة خمسين صلاة فسأل ربه فجعلها خمس صلوات * وأخرج أبو داود والبيهقي عن
ابن عمر رضي الله عنهما قال كانت الصلاة خمسين والغسل من الجنابة سبع مرات وغسل البول من الثوب سبع
مرات فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل حتى جعلت الصلاة خمسا وغسل الجنابة مرة وغسل البول من
الثوب مرة * وأخرج مسلم والترمذي والنسائي وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لما أسرى برسول
الله صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى سدرة المنتهى واليها ينتهى ما يصعد به وفى لفظ يعرج به من الأرواح حتى
يقبض منها واليها ينتهى ما يهبط به من فوقها حتى يقبض إذ يغشى السدرة ما يغشى قال غشيها فراش من ذهب
وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس وخواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله شيئا من أمته
المقحمات * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لما أسرى
بي انتهيت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها أمثال القلال * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم لما انتهى إلى سدرة المنتهى رأى فراشا من ذهب يلوذ بها * وأخرج ابن مردويه عن أسماء
بنت أبي بكر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول يصف سدرة المنتهى فقال فيها
فراش من ذهب وثمرها كالقلال وأوراقها كآذان الفيلة قلت يا رسول الله ما رأيت عندها قال رأيت عندها
يعنى ربه عز وجل * وأخرج ابن ماجة وابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
154

الله عليه ما مررت ليلة أسرى بي بملا من الملائكة الا قالوا لي يا محمد مر أمتك بالحجامة * وأخرج أحمد وابن ماجة
والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مررت بملا
من الملائكة ليلة أسرى بي الا قالوا عليك بالحجامة وفى لفظ مر أمتك بالحجامة * وأخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مررت على ملا من الملائكة ليلة أسرى بي الا أمروني بالحجامة
* وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني الله ليلة أسرى
بي إلى يأجوج ومأجوج أدعوهم إلى دين الله وعبادته فأمروا أن يجيبوني وهم في النار مع من يحصى من ولد آدم
وولد إبليس * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد والطبراني في الأوسط وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به فكان بذي طوى قال يا جبريل ان قومي لا يصدقوني
قال يصدقك أبو بكر وهو الصديق * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة رضي الله عنها
قالت لما أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى أصبح يحدث الناس بذلك فارتد ناس ممن
كانوا آمنوا به وصدقوه وسعوا بذلك إلى أبى بكر رضي الله عنه فقالوا هل لك في صاحبك يزعم أنه أسرى به الليلة
إلى بيت المقدس قال أو قال ذلك قالوا نعم قال لئن قال ذلك لقد صدق قالوا فتصدقه انه ذهب الليلة إلى بيت المقدس
وجاء قبل أن يصبح قال نعم انى لأصدقه بما هو أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة فلذلك سمى
أبا بكر الصديق * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي والبزار والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل
والضياء في المختارة وابن عساكر بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لما كان ليلة أسرى بي فأصبحت في مكة قطعت وعرفت ان الناس مكذبي فقعدت معتزلا حزينا فمر به عدو
الله أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ هل كان من شئ قال نعم قال وما هو قال انى أسرى بي
الليلة قال إلى أين قال إلى بيت المقدس قال ثم أصبحت بين ظهرانينا قال نعم فلم يرد أن يكذبه مخافة أن يجحده
الحديث ان دعا قومه إليه قال أرأيت ان دعوت قومك أتحدثهم بما حدثتني قال نعم قال هيا معشر بنى كعب
ابن لؤي فانقضت إليه المجالس وجاؤا حتى جلسوا إليهما قال حدث قومك بما حدثتني فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم انى أسرى بي الليلة قالوا إلى أين قال إلى بيت المقدس قالوا إيليا قال نعم قالوا ثم أصبحت بعد ظهرانينا قال نعم
قال فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجبا قالوا وتستطيع ان تنعت المسجد وفى القوم من قد سافر
إليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت أنعت فما زلت أنعت حتى التبس على بعض النعت فجئ
بالمسجد وأنا أنظر إليه حتى وضع دون دار عقيل أو عقال فنعته وأنا أنظر إليه فقال القوم أما النعت فوالله لقد
أصاب * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كذبتني قريش لما أسرى بي إلى بيت المقدس قمت في الحجر فجلا الله لي بيت
المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن عروة رضي الله عنه قال قالت
قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخبرهم بمسراه إلى بيت المقدس أخبرنا ماذا ضل عنا وائتنا بآية ما تقول
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضلت منكم ناقة ورقاء عليها بر لكم فلما قدمت عليهم قالوا انعت لنا ما كان
عليها ونشر له جبريل عليه السلام ما عليها كله ينظر إليه فأخبرهم بما كان عليها وهم قيام ينظرون فزادهم ذلك
شكا وتكذيبا * وأخرج البيهقي في الدلائل عن السدى رضي الله عنه قال لما أسرى برسول الله صلى الله عليه
وسلم وأخبر قومه بالرفقة والعلامة في العير قالوا فمتى تجئ قال يوم الأربعاء فلما كان ذلك اليوم أشرفت قريش
ينظرون وقد ولى النهار ولم تجئ فدعا النبي صلى الله عليه وسلم فزيد له في النهار ساعة وحبست عليه الشمس فلم ترد
الشمس على أحد الا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى يوشع بن نون عليه السلام حين قاتل الجبارين * وأخرج
ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه قال لما أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم
أتى بدابة دون البغل وفوق الحمار يضع حافره عند منتهى طرفه يقال له البراق ومر رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعير للمشركين فنفرت فقالوا يا هؤلاء ما هذا فقالوا ما نرى شيئا ما هذه الرائحة الا ريح أتى بيت المقدس
155

فأتى بإنائين في أحدهما خمر وفى الآخر لبن فاخذ اللبن فقال جبريل عليه السلام هديت وهديت أمتك
* وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن الواقدي عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة وغيره من رجاله قالوا كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يسال ربه ان يريه الجنة والنار فلما كان ليلة السبت لسبع عشرة خلت من رمضان
قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نائم في بيته ظهرا أتاه جبريل وميكائيل فقالا انطلق
إلى ما سالت الله فانطلقا به إلى ما بين المقام وزمزم فأتى بالمعراج فإذا هو أحسن شئ منظرا فعرج به إلى السماوات
سماء سماء فلقى فيها الأنبياء وانتهى إلى سدرة المنتهى ورأى الجنة والنار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما
انتهيت إلى السماء السابعة لم اسمع الا صريف الأقلام وفرضت عليه الصلوات الخمس ونزل جبريل عليه السلام
فصلى برسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات في مواقيتها * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسرى به ريحه ريح عروس وأطيب من ريح عروس * وأخرج ابن مردويه
عن جبير قال سمعت سفيان الثوري رضي الله عنه سئل عن ليلة أسرى به فقال أسرى ببدنه * وأخرج أبو نعيم
في الدلائل عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم دحية الكلبي رضي الله عنه
إلى قيصر وكتب إليه معه فلقيه بحمص ودعا الترجمان فإذا في الكتاب من محمد رسول الله إلى قيصر
صاحب الروم فغضب أخ له وقال تنظر في كتاب رجل بدأ بنفسه قبلك وسماك قيصر صاحب الروم ولم يذكر انك
ملك قال له قيصر انك والله ما علمت أحمق صغيرا مجنونا كبيرا تريد ان تحرق كتاب رجل قبل ان أنظر فيه فلعمري
لئن كان رسول الله كما يقول فنفسه أحق ان يبدأ بها منى وان كان سماني صاحب الروم فلقد صدق ما أنا
الا صاحبهم وما أملكهم ولكن الله سخرهم لي ولو شاء لسلطهم على ثم قرأ قيصر الكتاب فقال يا معشر الروم
انى لأظن هذا الذي بشر به عيسى بن مريم ولو أعلم انه هو مشيت إليه حتى أخدمه بنفسي لا يسقط وضوءه الا على
يدي قالوا ما كان الله ليجعل ذلك في الاعراب الأميين ويدعنا ونحن أهل الكتاب قال فاصل الهدى بيني وبينكم
الإنجيل ندعو به فنفتحه فان كان هو إياه اتبعناه والا أعدنا عليه خواتمه كما كانت انما هي خواتيم مكان خواتم قال
وعلى الإنجيل يومئذ اثنا عشر خاتما من ذهب ختم عليه هرقل فكان كل ملك يليه بعده ظاهر عليه بخاتم آخر حتى
ألقى ملك قيصر وعليه اثنا عشر خاتما يخبر أولهم لآخرهم انه لا يحل لهم ان يفتحوا الإنجيل في دينهم وانهم يوم
يفتحونه يغير دينهم ويهلك ملكهم فدعا بالإنجيل ففض عنه أحد عشر خاتما حتى بقى عليه خاتم واحد فقامت
الشمامسة والأساقفة والبطارقة فشقوا ثيابهم وصكوا وجوههم ونتفوا رؤسهم قال مالكم قالوا اليوم يهلك ملك
بيتك وتغير دين قومك قال فاصل الهدى عندي قالوا لا تعجل حتى نسأل عن هذا ونكاتبه وننظر في أمره قال فمن
نسأل عنه قالوا قوما كثيرا بالشام فأرسل يبتغى قوما يسألهم فجمع له أبو سفيان وأصحابه فقال أخبرني يا أبا سفيان
عن هذا الرجل الذي بعث فيكم فلم يأل ان يصغر أمره ما استطاع قال أيها الملك لا يكبر عليك شانه انا لنقول هو
ساحر ونقول هو شاعر ونقول هو كاهن قال قيصر كذلك والذي نفسي بيده كان يقال للأنبياء عليهم السلام قبله
قال أخبرني عن موضعه فيكم قال هو أوسطنا قال كذلك بعث الله كل نبي من أوسط قومه أخبرني عن أصحابه قال
غلماننا واحداث أسنانهم والسفهاء أما رؤساؤنا فلم يتبعه منهم أحد قال أولئك والله اتباع الرسل أما الملا
والرؤس فاخذتهم الحمية قال أخبرني عن أصحابه هل يفارقونه بعد ما يدخلون في دينه قال ما يفارقه منهم أحد قال
فلا يزال داخل منكم في دينه قال نعم قال ما تزيدونني عليه الا بصيرة والذي نفسي بيده ليوشكن ان يغلب
على ما تحت قدمي يا معشر الروم هلموا إلى أن نجيب هذا الرجل إلى ما دعا إليه ونسأله الشام ان لا يطأ علينا أبدا
فإنه لم يكتب قط نبي من الأنبياء إلى ملك من الملوك يدعوه إلى الله فيجيبه إلى ما دعاه ثم يسأله مسألة الا أعطاه مسئلته
ما كانت فأطيعوني قالوا لا نطاوعك في هذا أبدا قال أبو سفيان والله ما يمنعني من أن أقول عليه قولا أسقطه من عينه
الا انى أكره ان أكذب عنده كذبة يأخذها على ولا يصدقني حتى ذكرت قوله ليلة أسرى به قلت أيها الملك أنا
أخبرك عنه خبرا تعرف انه قد كذب قال وما هو قلت إنه يزعم لنا انه خرج من أرضنا أرض الحرم في ليلة فجاء
مسجدكم هذا مسجد إيليا ورجع إلينا في تلك الليلة قبل الصباح قال وبطريق إيليا عند رأس قيصر قال البطريق
156

قد علمت تلك الليلة فنظر إليه قيصر فقال ما علمك بهذا قال انى كنت لا أبيت ليلة حتى أغلق أبواب المسجد فلما
كانت تلك الليلة أغلقت الأبواب كلها غير باب واحد غلبني فاستعنت عليه عمالي ومن يحضرني كلهم فعالجته فلم
نستطع أن نحركه كأنما نزاول به جبلا فدعوت الناجرة فنظروا إليه فقالوا هذا باب سقط عليه 7 التجاق والبنيان فلا
نستطيع ان نحركه حتى نصبح فننظر من أين أتى فرجعت وتركته مفتوحا فلما أصبحت غدوت فإذا الحجر الذي من
زاوية الباب مثقوب وإذا فيه أثر مربط الدابة فقلت لأصحابي ما حبس هذا الباب الليلة الا على نبي قد صلى الليلة في
مسجدنا فقال قيصر يا معشر الروم أليس تعلمون أن بين عيسى وبين الساعة نبيا بشركم به عيسى عليه السلام
وهذا هو النبي الذي بشر به عيسى فأجيبوه إلى ما دعا إليه فلما رأى نفورهم قال يا معشر الروم دعاكم ملككم يختبركم
كيف صلابتكم في دينكم فشتمتموه وسببتموه وهو بين أظهركم فخروا له سجدا * وأخرج الواسطي في فضائل
بيت المقدس عن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به وقف البراق في الموقف الذي كان
يقف فيه الأنبياء ثم دخل من باب النبي وجبريل عليه السلام امامه فأضاء له ضوء كما تضئ الشمس ثم تقدم جبريل
عليه السلام امامه حتى كان من شامي الصخرة فأذن جبريل عليه السلام ونزلت الملائكة عليهم السلام من
السماء وحشر الله لهم المرسلين عليهم السلام فأقام الصلاة ثم تقدم جبريل عليه السلام فصلى النبي صلى الله عليه
وسلم بالملائكة والمرسلين ثم تقدم قدام ذلك إلى موضع فوضع له مرقاة من ذهب ومرقاة من فضة وهو المعراج حتى
عرج جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء * وأخرج الواسطي من طريق أبى حذيفة مؤذن بيت المقدس
عن جدته انها رأت صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها وكعبا رضي الله عنه يقول لها يا أم المؤمنين
صل ههنا فان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالنبيين عليهم السلام حين أسرى به ههنا وأوما أبو حذيفة بيده
إلى القبلة القصوى في دبر الصخرة * وأخرج الواسطي عن الوليد بن مسلم رضي الله عنه قال حدثني
بعض أشياخنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على بيت المقدس ليلة أسرى به فإذا عن يمين المسجد وعن
يساره نوران ساطعان فقلت يا جبريل ما هذان النوران قال أما هذا الذي عن يمينك فإنه محراب أخيك داود
عليه السلام وأما هذا الذي عن يسارك فعلى قبر أختك مريم * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر عن
الحسن بن الحسين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا نائم في الحجر جاءني جبريل فهمزني
برجله فجلست فلم أر شيئا فعدت لمضجعي فجاءني الثانية فهمزني بقدمه فجلست فلم أر شيئا فعدت لمضجعي فجاءني
فهمزني بقدمه فجلست فاخذ بعضدي فقمت معه فخرج إلى باب المسجد فإذا دابة أبيض بين الحمار والبغل له في
فخذيه جاخان يحقز بهما رجليه يضع يده في منتهى طرفه فحملني عليه ثم خرج لا يفوتني ولا أفوته * وأخرج ابن أبي
حاتم من طريق السدى عن أبي مالك وأبى صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن مرة الهمداني عن ابن
مسعود رضي الله عنه في قوله سبحان الذي أسرى بعبده الآية قال أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فحمله
على البراق فسار به إلى بيت المقدس فمر بأبي سفيان في بعض الطريق وهو يحتلب ناقة فنفرت من حسن البراق
فأهراقت اللبن فسب أبو سفيان من نفرها وند جمل لهم أورق فذهب إلى بعض المياه فطلبوه فأخذوه ومر بواد فنفخ
عليه من ريح المسك فسال جبريل عليه السلام ما هذا الريح فقال هؤلاء أهل بيت من المسلمين حرقوا بالنار في الله
عز وجل * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن حوالة الأزدي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
رأيت ليلة أسرى بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤة تحمله الملائكة قلت ما تحملون قالوا عمود الاسلام أمرنا أن نضعه
بالشام * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله سبحان الذي أسرى بعبده قال أسرى به من شعب أبى
طالب * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن عائشة رضي الله عنها قالت ما فقدت جسد رسول الله صلى الله عليه
وسلم ولكن الله أسرى بروحه * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن معاوية بن أبي سفيان أنه كان إذا سئل عن
مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كانت رؤيا من الله صادقة * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أنس
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل بالبراق فقال له أبو بكر رضي الله عنه قد رأيتها
يا رسول الله قال صفها لي قال بدنة قال صدقت قد رأيتها يا أبا بكر * وأخرج الخطيب عن أنس رضي الله عنه قال قال
157

رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بي إلى السماء قربني ربى تعالى حتى كان بيني وبينه كقاب قوسين أو أدنى
لا بل أدنى وعلمني المسميات قال يا محمد قلت لبيك يا رب قال هل غمك ان جعلتك آخر النبيين قلت يا رب لا قال فهل غم
أمتك ان جعلتهم آخر الأمم قلت يا رب لا قال أبلغ أمتك منى السلام وأخبرهم انى جعلتهم آخر الأمم لأفضح الأمم
عندهم ولا أفضحهم عند الأمم * وأخرج الطبراني عن أم هانئ رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لما أسرى به انى أريد ان أخرج إلى قريش فأخبرهم فكذبوه وصدقه أبو بكر الصديق رضي الله عنه فسمى
يومئذ الصديق * وأخرج ابن جرير من طريق ابن شهاب رضي الله عنه قال أخبرني ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد
الرحمن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرى به على البراق وهي دابة إبراهيم التي كان يزور عليها البيت الحرام
يقع حافرها موضع طرفها قال فمرت بعير من عيرات قريش بواد من تلك الأودية فنفر بعير عليه غرارتان سوداء
وزرقاء حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إيليا فأتى بقدحين قدح خمر وقدح لبن فاخذ رسول الله صلى الله
عليه وسلم اللبن قال له جبريل عليه السلام هديت إلى الفطرة لو أخذت قدح الخمر غوت أمتك قال ابن شهاب رضي الله عنه
فأخبرني ابن المسيب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لقى هناك إبراهيم وموسى وعيسى فنعتهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال أما موسى فضرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة وأما عيسى فرجل أحمر كأنما خرج
من ديماس فأشبه من رأيت به عروة بن مسعود الثقفي وأما إبراهيم فانا أشبه ولده به فلما رجع رسول الله صلى
الله عليه وسلم حدث قريشا انه أسرى به فارتد ناس كثير بعدما أسلموا قال أبو سلمة فأتى أبو بكر الصديق رضي الله عنه
فقيل له هل لك في صاحبك يزعم أنه أسرى به إلى بيت المقدس ثم رجع في ليلة واحدة قال أبو بكر رضي الله عنه
أو قال ذلك قالوا نعم قال فاشهد ان كان قال ذلك لقد صدق قالوا أفتشهد انه جاء الشام في ليلة واحدة قال انى أصدقه
بأبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن جريج قال قال نافع بن جبير رضي الله عنه
وغيره لما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم من الليلة التي أسرى به فيها لم يرعه الا جبريل عليه السلام يتدلى حين
زاغت الشمس ولذلك سميت الأولى فامر بلالا يصيح في الناس الصلاة جامعة فاجتمعوا فصلى جبريل بالنبي صلى الله
عليه وسلم وصلى النبي صلى الله عليه وسلم طول للناس الركعتين يعنى الأولتين ثم قصر في الباقيتين ثم سلم جبريل
عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وسلم النبي صلى الله عليه وسلم على الناس ثم في العصر عمل مثل ذلك ففعلوا
كما فعلوا في الظهر ثم نزل في أول الليل فصيح الصلاة جامعة فصلى جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم وصلى
النبي صلى الله عليه وسلم للناس طول في الأولتين وقصر في الثالثة ثم سلم جبريل عليه السلام على النبي صلى الله
عليه وسلم ثم سلم النبي صلى الله عليه وسلم على الناس ثم لما ذهب ثلث الليل نزل فصيح الصلاة جامعة فاجتمعوا فصلى
جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم وصلى النبي صلى الله عليه وسلم للناس فقرأ في الأوليين فطول وجهر
وقصر في الباقيتين ثم سلم جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم على الناس ثم لما طلع الفجر
صيح الصلاة جامعة فصلى جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم وصلى النبي صلى الله عليه وسلم للناس فقرأ
فيهما وجهر وطول ورفع صوته ثم سلم جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وسلم النبي صلى الله عليه
وسلم على الناس * قوله تعالى (إلى المسجد الأقصى) * أخرج أبو بكر الواسطي في كتاب فضائل بيت المقدس عن علي
بن أبي طالب رضي الله عنه قال كانت الأرض ماء فبعث الله تعالى ريحا فمسحت الماء مسحا فظهرت على
الأرض زبدة فقسمها أربع قطع خلق من قطعة مكة والثانية المدينة والثالثة بيت المقدس والرابعة الكوفة وقال
الواسطي رضي الله عنه عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال إن داود عليه السلام أراد ان يعلم عدد بني إسرائيل
كم هم فبعث نقباء وعرفاء وأمرهم ان يرفعوا إليه ما بلغ عددهم فعتب الله عليه لذلك وقال قد علمت انى وعدت
إبراهيم ان أبارك فيه وفى ذريته حتى أجعلهم كعدد الدر وأجعلهم لا يحصى عددهم وأردت ان تعلم عددهم انه
لا يحصى عددهم فاختاروا اثنين ان أبتليكم بالجوع ثلاث سنين أو أسلط عليكم العدو ثلاثة أشهر أو الموت ثلاثة
أيام فأشار بذلك داود عليه السلام على بني إسرائيل فقالوا ما لنا بالجوع ثلاث سنين صبر ولا بالعدو ثلاثة أشهر
صبر فليس لهم تقية فان كان لا بد فالموت بيده لا بيد غيره فمات منهم في ساعة ألوف كثيرة ما يدرى عددهم فلما
158

رأى ذلك داود عليه السلام شق عليه ما بلغه من كثرة الموت فسال الله ودعا فقال يا رب انا آكل الحامض وبنو
إسرائيل تدرس انا طلبت ذلك وأمرت به بني إسرائيل فما كان من شئ فبي وارفع عن بني إسرائيل فاستجاب الله
له ورفع عنهم الموت فرأى داود عليه السلام الملائكة عليهم السلام سالين سيوفهم يغمدونها يرفعون في سلم من
ذهب من الصخرة إلى السماء فقال داود هذا مكان ينبغي ان يبنى فيه لله مسجد أو تكرمة وأراد ان يأخذ في بنيانه
فأوحى الله إليه هذا بيت المقدس وانك بسطت يدك في الدماء فلست ببانيه ولكن ابن لك بعدك اسمه سليمان
أسلمه من الدماء فلما ملك سليمان عليه الصلاة والسلام بناه وشرفه فلما أراد سليمان عليه السلام ان يبنيه قال
للشياطين ان الله عز وجل أمرني ان ابني بيتا لا يقطع فيه حجر بحديدة فقالت الشياطين لا يقدر على هذا الا شيطان
في البحر له مشربة ير دما فانطلقوا إلى مشربته فاخرجوا ماءها وجعلوا مكانه خمرا فجاء يشرب فوجد ريحا فقال
شيئا ولم يشرب فلما اشتد ظمؤه جاء فشرب فاخذ فبينما هم في الطريق إذا هم برجل يبيع الثوم بالبصل فضحك ثم
مر بامرأة تكهن لقوم فضحك فلما انتهى إلى سليمان أخبر بضحكه فسأله فقال مررت برجل يبيع الدواء بالداء
ومررت بامرأة تكهن وتحتها كنز لا تعلم به فذكر له شأن البناء فامر أن يؤتني بقدر من نحاس لا تقلها البقر
جعلوها على فروخ النسر ففعلوا ذلك فاقبل إليه فلم يصلى إلى فروخه فعلا في جو السماء ثم تدلى فاقبل بعود في
منقاره فوضعه على القدر فانفلقت فعمدوا إلى ذلك العود فأخذوه فعملوا به الحجارة * وأخرج ابن سعد عن
سالم أبى النضر رضي الله عنه قال لما كثر المسلمون في عهد عمر رضي الله عنه ضاق بهم المسجد فاشترى عمر رضي الله عنه
ما حول المسجد من الدور الا دار العباس بن عبد المطلب وحجر أمهات المؤمنين فقال عمر رضي الله عنه للعباس
يا أبا الفضل ان مسجد المسلمين قد ضاق بهم وقد ابتعت ما حوله من المنازل نوسع به على المسلمين في مسجدهم
الا دارك وحجر أمهات المؤمنين قال عمر فاما حجر أمهات المؤمنين فلا سبيل إليها وأما دارك فبعنيها بما شئت من
بيت مال المسلمين أوسع بها في مسجدهم فقال العباس رضي الله عنه ما كنت لأفعل فقال عمر رضي الله عنه اختر
منى إحدى ثلاث اما أن تبيعنيها بما شئت من بيت مال المسلمين واما أن أحطك حيث شئت من المدينة وأبنيها
لك من بيت مال المسلمين واما أن تصدق بها على المسلمين فيوسع بها في مسجدهم فقال لا ولا واحدة منها فقال عمر
رضي الله عنه اجعل بيني وبينك من شئت فقال أبي بن كعب رضي الله عنه فانطلقا إلى أبى فقصا عليه القصة فقال
أبى رضي الله عنه ان شئتما حدثتكما بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا حدثنا فقال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله أوحى إلى داود ابن لي بيتا أذكر فيه فخط له هذه الخطة خطة بيت المقدس
فإذا بربعها زاوية بيت من بني إسرائيل فسأل داود أن يبيعه إياه فأبى فحدث داود نفسه أن يأخذه منه فأوحى الله
إليه أن يا داود أمرتك أن تبنى لي بيتا أذكر فيه فأردت أن تدخل في بيتي الغصب وليس من شأني الغصب وان
عقوبتك أن لا تبنيه قال يا رب فمن ولدى قال من ولدك قال فاخذ عمر رضي الله عنه بمجامع ثياب أبي بن كعب رضي الله عنه
وقال جئتك بشئ فجئت بما هو أشد منه لتخرجن مما قلت فجاء يقوده حتى أدخله المسجد فأوقفه عليه حلقة
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم أبو ذر رضي الله عنه فقال أبى رضي الله عنه انى نشدت الله رجلا سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر حديث بيت المقدس حيث أمر الله تعالى داود أن يبنيه الا ذكره فقال أبو ذر
أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال آخر أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل أبيا فاقبل أبى
على عمر رضي الله عنه فقال يا عمر أتتهمني على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر يا أبا المنذر لا والله
ما اتهمتك عليه ولكني كرهت أن يكون الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهرا قال وقال عمر رضي الله عنه
للعباس رضي الله عنه اذهب فلا أعرض لك في ذلك فقال العباس رضي الله عنه اما إذ فعلت هذا فإني قد تصدقت
بها على المسلمين أوسع بها عليهم في مسجدهم فاما وأنت تخاصمني فلا فخط له عمر رضي الله عنه داره التي هي له اليوم
وبناها من بيت مال المسلمين * وأخرج ابن سعد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت للعباس دار بالمدينة
فقال عمر رضي الله عنه هبها لي أو بعنيها حتى أدخلها في المسجد فأبى قال اجعل بيني وبينك رجلا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلا أبى بن كعب رضي الله عنه بينهما فقضى أبى على عمر فقال عمر رضي الله عنه ما من
159

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا جرأ على من أبى قال إذا نصح لك يا أمير المؤمنين أما علمت قصة المرأة ان
داود عليه السلام لما بنى بيت المقدس ادخل فيه بيت امرأة بغير اذنها فلما بلغ حجر الرجال منع بناءه فقال أي رب
إذ منعتني ففي عقبى من بعدي فلما كان بعد قال له العباس رضي الله عنه أليس قد قضيت لي قال بلى قال فهي لك
قد جعلتها لله * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أن يأخذ دار العباس بن عبد المطلب ليزيد بها في المسجد فأبى العباس رضي الله عنه أن يعطيها إياه فقال عمر
رضي الله عنه لآخذنها قال فاجعل بيني وبينك أبى بن كعب قال نعم فأتيا أبيا فذكرا له فقال أبى رضي الله عنه
أوحى الله إلى سليمان بن داود عليه السلام أن يبنى بيت المقدس وكانت أرض لرجل فاشترى منه الأرض فلما
أعطاه الثمن قال الذي أعطيتني خير أم الذي أخذت منى قال بل الذي أخذت منك قال فلأني لا أجيز ثم اشتراها منه
بشئ أكثر من ذلك فصنع الرجل مثل ذلك مرتين أو ثلاثا فاشترط عليه سليمان عليه السلام انى أبتاعها منك
على حكمك ولا تسألني أيهما خير قال نعم فاشتراها منه بحكمه فاحتكم اثنى عشر ألف قنطار ذهبا فتعاظم ذلك
سليمان ان يعطيه فأوحى الله إليه ان كنت تعطيه من شئ هو لك فأنت اعلم وان كنت تعطيه من رزقنا فاعطه حتى
يرضى قال ففعل قال وإني أرى أن عباسا رضي الله عنه أحق بداره حتى يرضى قال العباس رضي الله عنه فإذ
قضيت فإني أجعلها صدقة على المسلمين * وأخرج عبد الرزاق عن زيد بن أسلم قال كان للعباس بن عبد المطلب
دار إلى جنب مسجد المدينة فقال له عمر رضي الله عنه بعنيها وأراد عمر ان يدخلها في المسجد فأبى العباس أن
يبيعها إياه فقال عمر رضي الله عنه فهبها لي فأبى فقال عمر فوسعها أنت في المسجد فأبى فقال عمر لابد لك من إحداهن
فأبى عليه قال فخذ بيني وبينك رجلا فاخذ أبى بن كعب فاختصما إليه فقال أبى لعمر ما أرى أن تخرجه من داره
حتى ترضيه فقال عمر أرأيت قضاءك هذا في كتاب الله أم سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبى بل سنة من
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر وما ذاك قال انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن سليمان بن
داود لما بنى بيت المقدس جعل كلما بنى حائطا أصبح منهدما فأوحى الله إليه أن لا تبنى في حق رجل حتى ترضيه
فتركه عمر رضي الله عنه فوسعها العباس رضي الله عنه بعد ذلك في المسجد * وأخرج الواسطي عن سعيد بن
المسيب رضي الله عنه قال لما أمر الله تعالى داود ان يبنى بيت المقدس قال يا رب وأين أبنيه قال حيث ترى الملك
شاهرا سيفه قال فرآه في ذلك المكان فاخذ داود عليه السلام فأسس قواعده ورفع حائطه فلما ارتفع انهدم فقال
داود عليه السلام يا رب أمرتني ان أبني لك بيتا فلما ارتفع هدمته فقال يا داود انما جعلت خليفتي في خلقي لم
أخذته من صاحبه بغير ثمن انه يبنيه رجل من ولدك فلما كان سليمان عليه السلام ساوم صاحب الأرض بها
فقال له هي بقنطار فقال له سليمان عليه السلام قد استوجبتها فقال له صاحب الأرض هي خير أم ذاك قال لا
بل هي خير قال فإنه قد بدا لي قال أو ليس قد أوجبتها قال لا ولكن البيعان بالخيار ما لم يتفرقا قال ابن المبارك رضي الله عنه
هذا أصل الخيار قال فلم يزل يزايده ويقول له مثل قوله الأول حتى استوجبها منه بتسعة قناطير فبناه
سليمان عليه السلام حتى فرغ منه وتغلقت أبوابه فعالجها سليمان عليه السلام ان يفتحها فلم تنفتح حتى قال في
دعائه بصلوات أبى داود الا تفتحت الأبواب فتحت الأبواب قال ففرغ له سليمان عليه السلام عشرة آلاف من
قرابتي إسرائيل خمسة آلاف بالليل وخمسة آلاف بالنهار ولا تأتى ساعة من ليل ولا نهار الا والله عز وجل يعبد
فيه * وأخرج الواسطي عن الشيباني قال أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السلام انك لم تتم بناء بيت المقدس
قال أي رب ولم قال لأنك غمرت يدك في الدم قال أي رب أولم يكن ذلك في طاعتك قال بلى وان كان * وأخرج ابن
حبان في الضعفاء والطبراني وابن مردويه والواسطي عن رافع بن عمير رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول قال الله لداود عليه السلام ابن لي بيتا في الأرض فبنى داود عليه السلام بيتا لنفسه قبل البيت الذي
أمر به فأوحى الله إليه يا داود قضيت بيتك قبل بيتي قال يا رب هكذا قلت من ملك استأثر ثم أخذ في بناء المسجد فلما
تم السور سقط ثلث فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه انك لا تصلح ان تبنى لي بيتا قال ولم يا رب قال لما جرى على يديك
من الدماء قال يا رب أولم يكن ذلك في هواك ومحبتك قال بلى ولكنهم عبادي وأنا أرحمهم فشق ذلك عليه فأوحى الله
160

إليه لا تحزن فإني سأقضي بناء على يدي ابنك سليمان فلما مات داود عليه السلام أخذ سليمان عليه السلام في
بنائه فلما قرب القرابين وذبح الذبائح وجمع بني إسرائيل فأوحى الله تعالى إليه قد أرى سرورك ببنيان بيتي
فاسألني أعطك قال أسألك ثلاث خصال حكما يصادف حكمك وملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ومن أتى هذا البيت
لا يريد الا الصلاة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما الاثنتان فقد أعطيهما
وأنا أرجو أن يكون قد أعطي الثالثة * وأخرج الواسطي عن كعب قال أوحى الله إلى داود عليه السلام ابن لي
بيت المقدس فعارضه ببناء له فأوحى الله إليه يا داود أمرتك ان تبنى بيتا لي فعارضته ببناء لك ليس لك أن تبنيه قال
يا رب ففي عقبى قال في عقبك فلما ولى سليمان عليه السلام أوحى الله إليه ان ابن بيت المقدس فبناه فلما كمل خر
ساجدا شاكرا لله تعالى قال يا رب من دخله من خائف فآمنه أو من داع فاستجب له أو مستغفر فاغفر له فأوحى الله
إليه انى قد خصصت لآل داود الدعاء قال فذبح أربعة آلاف بقرة وسبعة آلاف شاة وصنع طعاما ودعا بني إسرائيل
* وأخرج أحمد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والنسائي وابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي في شعب
الايمان عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان سليمان عليه السلام لما بنى بيت
المقدس سال ربه ثلاثا فأعطاه اثنتين وانا أرجو أن يكون أعطاه الثالثة سأله حكما يصادف حكمه فأعطاه إياه وسأله
ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد الا الصلاة في هذا المسجد يعنى بيت
المقدس خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه قال النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نرجو أن يكون الله أعطاه ذلك
* وأخرج ابن أبي شيبة والواسطي عن عبد الله بن عمر قال إن الحرم لحرم في السماوات السبع بمقداره من الأرض
وان بيت المقدس لمقدس في السماوات السبع بمقداره من الأرض * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وابن ماجة عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال الا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام
ومسجدي هذا والمسجد الأقصى * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة عن أبي سعيد
الخدري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تشد الرحال الا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي
هذا والمسجد الأقصى * وأخرج الواسطي عن عطاء الخراساني رضي الله عنه قال لما فرغ سليمان بن داود عليه
السلام من بناء بيت المقدس أنبت الله له شجرتين عند باب الرحمة إحداهما تنبت الذهب والأخرى تنبت الفضة
فكان في كل يوم ينتزع من كل واحدة مائتي رطل من ذهب وفضة ففرش المسجد بلاطة ذهبا وبلاطة فضة فلما
جاء بختنصر خربه واحتمل منه ثمانين عجلة ذهبا وفضة فطرحه برومية * وأخرج ابن عساكر عن يحيى بن عمرو
الشيباني قال لما بنى داود عليه السلام مسجد بيت المقدس نهى ان يدخل الرحام بيت المقدس لأنه الحجر الملعون
فخر على الحجارة فلعن * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي ذر رضي الله عنه قال تذاكرنا ونحن عند النبي صلى الله عليه
وسلم أيهما أفضل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مسجد بيت المقدس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى وليوشكن ان يكون للرجل مثل بسط فرشه
من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا أو قال خير من الدنيا وما فيها * وأخرج الواسطي عن
كعب رضي الله عنه قال إن الله عز وجل ينظر إلى بيت المقدس كل يوم مرتين * وأخرج الواسطي عن ابن عمر
رضي الله عنهما انه قال وهو ببيت المقدس يا نافع اخرج بنا من هذا البيت فان السيئات تضاعف فيه كما تضاعف
الحسنات * وأخرج الواسطي عن مكحول رضي الله عنه ان ميمونة رضي الله عنها سألت رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن بيت المقدس قال نعم المسكن بيت المقدس ومن صلى فيه صلاة بألف صلاة فيما سواه قالت فمن لم يطق ذلك
قال فليهد إليه زيتا * وأخرج الواسطي عن مكحول رضي الله عنه قال من صلى في بيت المقدس ظهرا وعصرا
ومغربا وعشاء وصبحا ثم صلى الغداة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه * وأخرج الواسطي عن كعب رضي الله عنه
قال شكا بيت المقدس إلى الله عز وجل الخراب فقيل هل يتكلم المسجد فقال إنه ما من مسجد الا وله عينان
يبصر بهما ولسان يتكلم به وانه ليلتوي من البزاق والنجاسة كما تلتوي الدابة من ضربة السوط * وأخرج
الواسطي عن كعب في بيت المقدس اليوم فيه كألف يوم والشهر فيه كألف شهر والسنة فيه كألف سنة ومن مات فيه
161

فكأنما مات في السماء الدنيا * وأخرج الواسطي عن الشيباني رضي الله عنه قال ليس يعد من الخلفاء الا من
ملك المسجدين المسجد الحرام ومسجد بيت المقدس * قوله تعالى (الذي باركنا حوله) * أخرج ابن أبي حاتم عن
السدى رضي الله عنه في قوله الذي باركنا حوله قال أنبتنا حوله الشجر * قوله تعالى (وآتينا موسى الكتاب)
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني
إسرائيل قال جعله الله لهم هدى يخرجهم من الظلمات إلى النور وجعله رحمة لهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان لا يتخذوا من دوني وكيلا قال شريكا * قوله
تعالى (ذرية من حملنا مع نوح) * أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ذرية من حملنا مع
نوح قال هو على النداء يا ذرية من حملنا من نوح * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن زيد الأنصاري رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذرية من حملنا مع نوح ما كان مع نوح الا أربعة أولاد حام وسام ويافث
وكوش فذاك أربعة أولاد انتسلوا هذا الخلق * قوله تعالى (انه كان عبدا شكورا) * أخرج ابن مردويه عن أبي
فاطمة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان نوح عليه السلام لا يحمل شيئا صغيرا ولا كبير الا قال بسم الله
والحمد لله فسماه الله عبدا شكورا * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه
والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن سلمان رضي الله عنه قال كان نوح عليه السلام إذا لبس ثوبا أو
طعم طعاما قال الحمد لله فسمى عبدا شكورا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن سعيد بن مسعود
الثقفي الصحابي رضي الله عنه قال انما سمى نوح عليه السلام عبدا شكورا لأنه كان إذا أكل أو شرب أو لبس ثوبا
أحمد الله * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
نوحا لم يقم عن خلاء قط الا قال الحمد لله الذي أذاقني لذته وأبقى في منفعته وأخرج عنى أذاه * واخرج
ابن أبي شيبة في المصنف عن العوام قال حدثت ان نوحا عليه السلام كان يقول الحمد لله الذي أذاقني لذته وأبقى في
منفعته وأذهب عنى أذاه * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن أصبع بن زيد ان نوحا عليه السلام
كان إذا خرج من الكنيف قال ذلك فسمى عبدا شكور * وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه
ان نوحا عليه السلام كان إذا خرج من الغائط قال الحمد لله الذي أذهب عنى الأذى وعافاني * واخرج عبد الله بن
حمد في زوائد الزهد عن إبراهيم رضي الله عنه قال شكره ان يسمى إذا أكل ويحمد الله إذا فرغ * واخرج ابن أبي
الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد رضي الله عنه في قوله انه كان عبدا شكورا قال لم يأكل شيئا قط الا
أحمد الله ولم يشرب شرابا قط الا حمد الله عليه فأثنى عليه انه كان عبدا شكورا * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي
الدنيا والبيهقي في الشعب عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال كان نوح عليه السلام إذا أكل قال الحمد لله
وإذا شرب قال الحمد لله وإذا لبس قال الحمد لله وإذا ركب قال الحمد لله فسماه الله عبدا شكورا * وأخرج ابن
مردويه عن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انما سمى الله نوحا عبدا شكورا
لأنه كان إذا أمسى وأصبح قال سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين
تظهرون * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه انه قال حق الطعام ان يقول العبد بسم الله اللهم بارك
لنا فيما رزقتنا وشكره ان يقول الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا * واخرج ابن أبي شيبة عن تميم بن سلمة رضي الله عنه
قال حدثت ان الرجل إذا ذكر اسم الله على طعامه وحمد الله على آخره لم يسأل عن نعيم لذة الطعام * وأخرج ابن أبي
شيبة والترمذي وابن ماجة والطبراني في الدعاء عن حاتم عن عمر بن الخطاب انه لبس ثوبا جديدا فقال الحمد لله
الذي كساني ما أوارى به عورتي وأتجمل به في حياتي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لبس
ثوبا جديدا فقال الحمد لله الذي كساني ما أوارى به عورتي وأتجمل به في حياتي ثم عمد إلى الثوب الذي خلق
فتصدق به كان في كنف الله وفى حفظ الله وفى ستر الله حيا وميتا قالها ثلاثا * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد
الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس أحدكم ثوبا جديدا فليقل الحمد
لله الذي كساني ما أوارى به عورتي وأتجمل به في الناس * وأخرج ابن أبي شيبة عن عون بن عبد الله قال
162

لبس رجل ثوبا جديدا فحمد الله فادخل الجنة أو غفر له * قوله تعالى (وقضينا إلى بني إسرائيل) * أخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقضينا إلى بني إسرائيل قال أعلمناهم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقضينا إلى بني إسرائيل قال أخبرناهم * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقضينا إلى بني إسرائيل قال قضينا عليهم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين
قال هذا تفسير الذي قبله * وأخرج ابن المنذر والحاكم عن طاوس قال كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما
ومعنا رجل من القدرية فقلت ان أناسا يقولون لا قدر قال أوفى القوم أحد منهم قلت لو كان ما كنت
تصنع به قال لو كان فيهم أحد منهم لاخذت برأسه ثم قرأت عليه وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن
في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن الله عهد
إلى بني إسرائيل في التوراة لتفسدن في الأرض مرتين فكان أول الفساد قتل زكريا عليه السلام فبعث الله
عليهم ملك النبط فبعث الجنود وكانت أساورته ألف فارس فهم أولو باس فتحصنت بنو إسرائيل وخرج
فيهم بختنصر يتيما مسكينا انما خرج يستطعم وتلطف حتى دخل المدينة فأتى مجالسهم وهم يقولون لو
يعلم عدونا ما قذف في قلوبنا من الرعب بذنوبنا ما أرادوا قتالنا فخرج بختنصر حين سمع ذلك منهم وأشد القيام
على الجيش فرجعوا وذلك قول الله فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولى باس شديد الآية ثم إن بني إسرائيل
تجهزوا فغزوا النبط فأصابوا منهم فاستنقذوا ما في أيديهم فذلك قول الله ثم رددنا لكم الكرة عليهم
الآية * وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله لتفسدن في الأرض
مرتين قال الأولى قتل زكريا عليه الصلاة والسلام والأخرى قتل يحيى عليه السلام * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عطية العوفي رضي الله عنه في قوله لتفسدن في الأرض مرتين قال أفسدوا المرة الأولى فبعث الله عليهم جالوت
فقتلهم وأفسدوا المرة الثانية فقتلوا يحيى بن زكريا عليهم السلام فبعث الله عليهم بختنصر * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بعث الله عليهم في الأولى جالوت فجاس خلال ديارهم وضرب
عليهم الخراج والذل فسألوا الله أن يبعث إليهم ملكا يقاتلون في سبيل الله فبعث الله طالوت فقتل جالوت فنصر
بنو إسرائيل وقتل جالوت بيدي داود عليه السلام ورجع إلى بني إسرائيل ملكهم فلما أفسدوا بعث الله عليهم
في المرة الآخرة بختنصر فخرب المساجد وتبر ما علوا تتبيرا قال الله بعد الأولى والآخرة عسى ربكم ان يرحمكم وان
عدتم عدنا قال فعادوا فسلط الله عليهم المؤمنين * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبى هاشم العبدي عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال ملك ما بين المشرق والمغرب أربعة مؤمنات وكافران اما الكافران فالفرخان وبختنصر
فأنشأ أبو هاشم يحدث قال كان رجل من أهل الشام صالحا فقرأ هذه الآية وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب
إلى قوله علوا كبيرا قال يا رب أما الأولى فقد فاتتني فأرني الآخرة فأتي وهو قاعد في مصلاه قد خفق برأسه فقيل
الذي سالت عنه ببابل واسمه بختنصر فعرف الرجل انه قد استجيب له فاحتمل جرابا من دنانير فاقبل حتى انتهى
إلى بابل فدخل على الفرخان فقال انى قد جئت بمال فاقسمه بين المساكين فامر به فأنزل فجمعوهم له ثم جعل
يعطيهم ويسألهم عن أسمائهم حتى إذا فرغ ممن بحضرته قيل له فإنه قد بقيت منهم بقايا في الرساتيق فجعل يبعث
فتاه حتى إذا كان الليل رجع إليه فاقرأه رجلا رجلا فأتى على ذكر بختنصر فقال قف كيف قلت قال بختنصر
قال وما بختنصر هذا قال هو أشدهم فاقة وهو مقعد يأتي عليه السفارون فيلقى أحدهم إليه الكسرة ويأخذ بأنفه
قال فإني مسلم به 7 لابد قال الآخر فإنما هو في خيمة له يحدث فيها حتى أذهب فأقلبها وأغسله قال دونك هذه الدنانير
فاقبل إليه بالدنانير فأعطاها إياه ثم رجع إلى صاحبه فجاء معه فدخل الخيمة فقال ما اسمك قال بختنصر قال من
سمك بختنصر قال من عسى يسميني الا أمي قال فهل لك أحد قال لا والله انى لههنا أخاف بالليل أن تأكلني الذئاب
قال فأي الناس أشد بلاء قال أنا قال أفرأيت ان ملكت يوما من دهر أتجعل لي أن لا تعصيني قال أي سيدي
لا يضرك ان لا تهزأ بي قال أرأيت ان ملكت مرة أتجعل لي ان لا تعصيني قال أما هذه فلا اجعلها لك ولكن سوف
163

أكرمك كرامة لا أكرمها أحدا قال دونك هذه الدنانير ثم انطلق فلحق بأرضه فقام الآخر فاستوى على رجليه
ثم انطلق فاشترى حمارا وأرسانا ثم جعل يستعرض تلك الأعاجم فيجزها فيبيعه ثم قال إلى متى هذا الشفاء فعمد
فباع ذلك الحمار وتلك الأرسان واكتسى كسوة ثم أتى باب الملك فجعل يشير عليهم بالرأي وترتفع منزلته حتى انتهوا
إلى بواب الفرخان الذي يليه فقال له الفرخان قد ذكر لي رجل عندك فما هو قال ما رأيت مثله قط قال ائتني به
فكلمه فأعجب به قال إن بيت المقدس وتلك البلاد قد استعصوا علينا وانا باعثون عليهم بعثنا وإني باعث إلى البلاد
من يختبرها فنظر حينئذ إلى رجال من أهل الإرب والمكيدة فبعثهم جواسيس فلما فصلوا إذا بختنصر قد أتى
بخرجيه على بغلة قال أين تريد قال معهم قال أفلا آذنتني فأبعثك عليهم قال لا حتى إذا وقعوا بالأرض قال تفرقوا
وسال بختنصر عن أفضل أهل البلد فد عليه فألقى خرجيه في داره قال لصاحب المنزل الا تخبرني عن أهل بلادك
قال على الخبير سقطت هم قوم فيهم كتاب فلا يقيمونه وأنبياء فلا يطيعونهم وهم متفرقون قال بختنصر كالمتعجب
منه كتاب لا يقيمونه وأنبياء لا يطيعونه وهم متفرقون فكتبهن في ورقة وألقى في خرجيه وقال ارتحلوا فاقبلوا
حتى قدموا على الفرخان فجعل يسأل كل رجل منهم فجعل الرجل يقول أتينا بلاد كذا ولها حصن كذا ولها نهر
كذا قال يا بختنصر ما تقول قال قدمنا أرضا على قوم لهم كتاب لا يقيمونه وأنبياء لا يطيعونهم وهم متفرقون فامر
حينئذ فندب الناس وبعث إليهم سبعين ألفا وأمر عليهم بختنصر فأروا حتى إذا علوا في الأرض أدركهم البريد
ان الفرخان قد مات ولم يستخلف أحدا قال للناس مكانكم ثم أقبل على البريد حتى قدم على الناس وقال كيف
صنعتم قالوا كرهنا ان نقطع أمرا دونك قال إن الناس قد بايعوني فبايعوه ثم استخلف عليهم وكتب بينهم كتابا ثم
انطلق بهم سريعا حتى قدم على أصحابه فأراهم الكتاب فبايعوه وقالوا ما بنا رغبة عنك فساروا فلما سمع أهل بيت
المقدس تفرقوا وطاروا تحت كل كوكب فشعث ما هناك أي أفسد وقتل من قتل وخرب بيت المقدس واستبى
أبناء الأنبياء فيهم دانيال فسمع به صاحب الدنانير فاتاه فقال هل تعرفني قال نعم فأدنى مجلسه ولم يشفعه في شئ حتى
إذا نزل بابل لا ترد له راية فكان كذلك ما شاء الله ثم انه رأى رؤيا فأفظعته فأصبح قد نسيها قال على بالسحرة
والكهنة قال أخبروني عن رؤيا رأيتها الليلة والله لتخبرني بها أو لأقتلنكم قالوا ما هي قال قد نسيتها قالوا ما عندنا
من هذا علم الا ان ترسل إلى أبناء الأنبياء فأرسل إلى أبناء الأنبياء قال أخبروني عن رؤيا رأيتها الليلة والله لتخبرني
بها أو لأقتلنكم قالوا ما هي قال قد نسيتها قالوا غيب ولا يعلم الغيب الا الله تعالى قال والله لتخبرني بها أو لأضربن
أعناقكم قالوا فدعنا حتى نتوضأ ونصلي وندعو الله تعالى قال فافعلوا فانطلقوا فاحسنوا الوضوء فاتوا صعيدا طيبا
فدعوا الله فأخبروا بها ثم رجعوا إليه فقالوا رأيت كان رأسك من ذهب وصدرك من فخار ووسطك من نحاس
ورجليك من حديد قال نعم قال أخبروني بعبارتها أو لأقتلنكم قالوا فدعنا ندعو ربنا قال اذهبوا فدعوا ربهم
فاستجاب لهم فرجعوا إليه قالوا رأيت كان رأسك من ذهب ملكك هذا يذهب عند رأس الحول من هذه الليلة
قال ثم مه قالوا ثم يكون بعدك ملك يفخر على الناس ثم يكون ملك يخشى على الناس شدته ثم يكون ملك لا يقله
شئ انما هو مثل الحديد يعنى الاسلام فامر بحصن فبنى له بينه وبين السماء ثم جعل ينطقه بمقاعد الرجال
والأحراس وقال لهم انما هي هذه الليلة لا يجوز عليكم أحد وان قال انا بختنصر الا قتلتموه مكانه كائنا من كان
من الناس فقعد كل أناس في مكانهم الذي وكلوا به واهتاج بطنه من الليل فكره ان يرى مقعده هناك وضرب
على أسمخة القوم فاستثقلوا نوما فأتى عليهم وهم نيام ثم أتى عليهم فاستيقظ بعضهم فقال من هذا قال بختنصر قال
هذا الذي حفى إلينا فيه الليلة فضربه فقتله فأصبح الخبيث قتيلا * وأخرج ابن جرير نحوه أخصر منه عن سعيد
ابن جبير رضي الله عنه وعن السدى وعن وهب بن منبه * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب قال ظهر
بختنصر على الشام فخرب بيت المقدس وقتلهم ثم أتى دمشق فوجد بها دما يعلى عل كباء فسألهم ما هذا الدم قالوا
أدركنا آباءنا على هذا وكلما 7 ظهر عليهم الكباء ظهر فقتل على ذلك الدم سبعين ألفا من المسلمين وغيرهم فسكن
* وأخرج ابن عساكر عن الحسن رضي الله عنه ان بختنصر لما قتل بني إسرائيل وهدم بيت المقدس وسار
بسبايا بني إسرائيل إلى أرض بابل فسامهم سوء العذاب أراد أن يتناول السماء فطلب حيلة يصعد بها فسلط الله
164

عليه بعوضة فدخلت منخره فوقفت في دماغه فلم تزل تأكل دماغه وهو يضرب رأسه بالحجر حتى مات * وأخرج ابن
جرير عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بني إسرائيل لما اعتدوا في
السبت وعلوا وقتلوا الأنبياء عليهم السلام بعث الله عليهم ملك فارس بختنصر وكان الله ملكه سبعمائة سنة
فسار إليهم حتى دخل بيت المقدس فحاصرها وفتحها وقتل على دم زكريا عليه السلام سبعين ألفا ثم سبى أهلها
وبنى الأنبياء وسلب حلى بيت المقدس واستخرج منها سبعين ألفا ومائة ألف عجلة من حلى حتى أورده بابل قال
حذيفة رضي الله عنه فقلت يا رسول الله لقد كان بيت المقدس عظيما عند الله قال أجل بناه سليمان بن داود
عليه السلام من ذهب ودر وياقوت وزبرجد وكان بلاطة ذهبا وبلاطة فضة وعمده ذهبا أعطاه الله ذلك وسخر له
الشياطين يأتونه بهذه الأشياء في طرفة عين فسار بختنصر بهذه الأشياء حتى نزل بها بابل فأقام بنو إسرائيل مائة
سنة يعذبهم المجوس وأبناء المجوس فيهم الأنبياء وأبناء الأنبياء ثم إن الله رحمهم فأوحى إلى ملك من ملوك فارس
يقال له كورس وكان مؤمنا ان سر إلى بقايا بني إسرائيل حتى تستنفرهم فسار كورس ببني إسرائيل ودخل بيت
المقدس حتى رده إليه فأقام بنو إسرائيل مطيعين لله مائة سنة ثم انهم عادوا في المعاصي فسلط الله عليهم ابطنانحوس
فغزا ثانيا بمن غزا مع بختنصر فغزا بني إسرائيل حتى أتاهم بيت المقدس فسبى أهلها وأحرق بيت المقدس وقال
لهم يا بني إسرائيل ان عدتم في المعاصي عدنا عليكم في السباء فعادوا في المعاصي فسير الله عليهم السباء الثالث ملك
رومية يقال له فاقس بن اسبايوس فغزاهم في البر والبحر فسباهم وسير حلى بيت المقدس وأحرق بيت المقدس
بالنيران فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا من صفة حلى بيت المقدس ويرده المهدى إلى بيت المقدس وهو
ألف سفينة وسبعمائة سفينة يرسي بها على يافا حتى تنقل إلى بيت المقدس وبها يجتمع إليه الأولون والآخرون
* وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال كان افسادهم الذي يفسدون في الأرض مرتين قتل زكريا عليه السلام
ويحيى بن زكريا فسلط الله عليهم سابور ذا الأكناف ملكا من ملوك فارس من قبل زكريا وسلط عليهم بختنصر
من قبل يحيى * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله فإذا جاء وعد أولاهما قال إذا
جاء وعد أولى تينك المرتين اللتين قضينا إلى بني إسرائيل لتفسدن في الأرض مرتين * وأخرج ابن جرير وابن أبي
شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله بعثنا عليكم عبادا لنا أولى باس شديد قال جند أتوا
من فارس يتجسسون من أخبارهم ويسمعون حديثهم معهم بختنصر فوعى حديثهم من بين أصحابه ثم رجعت
فارس ولم يكثر قتال ونصرت عليهم بنو إسرائيل فهذا وعد الأولى فإذا جاء وعد الآخرة بعث ملك فارس ببابل جيشا
وأمر عليهم بختنصر فدمروهم فهذا وعد الآخرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله فجاسوا قال فمشوا * وأخرج ابن ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال أما المرة
الأولى فسلط عليهم جالوت حتى بعث طالوت ومعه داود فقتله داود ثم رد الكرة لبني إسرائيل وجعلناكم أكثر
نفيرا أي عددا وذلك في زمان داود فإذا جاء وعد الآخرة آخر العقوبتين ليسؤوا وجوهكم قال ليقبحوا وجوهكم
وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة قال كما دخل عدوهم قبل ذلك وليتبروا ما علوا تتبيرا قال يدمروا ما علوا
تدميرا فبعث الله عليهم في الآخرة بختنصر البابلي المجوسي أبغض خلق الله إليه فسبى وقتل وخرب بيت المقدس
وسامهم سوء العذاب * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال كانت أشد من الأولى
بكثير فان الأولى كانت هزيمة فقط والآخرة كانت تدميرا وحرق بختنصر التوراة حتى لم يترك فيها حرفا واحدا
وخرب بيت المقدس * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تتبيرا قال تدميرا * وأخرج ابن
المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال تبرنا دمرنا بالنبطية * وأخرج ابن أبي حاتم عن
الضحاك رضي الله عنه في قوله عسى ربكم ان يرحمكم قال كانت الرحمة التي وعدهم بعث محمد صلى الله عليه وسلم
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وان عدتم عدنا قال فعادوا فبعث
الله عليهم محمدا صلى الله عليه وسلم فهم يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا قال سجنا * وأخرج ابن النجار
165

في تاريخه عن أبي عمران الجوني في قوله وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا قال سجنا * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا يقول جعل الله مأواهم فيها * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله حصيرا قال يحصرون فيها * وأخرج عبد
الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله حصيرا قال فراشا ومهادا * قوله تعالى (ان
هذا القرآن) الآية * أخرج ابن جرير وابن زيد في قوله ان هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم قال للتي هي
أصوب * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم فاما داؤكم
فالذنوب والخطايا وأما دواؤكم فالاستغفار * وأخرج الحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه انه كان يتلو كثيرا ان
هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين خفيف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه
في قوله ان لهم أجرا كبيرا قال الجنة وكل شئ في القرآن أجر كبير وزق كبير ورزق كريم فهو الجنة
* قوله تعالى (ويدع الانسان) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويدع لانسان
بالشر دعاءه بالخير يعنى قول الانسان اللهم العنه واغضب عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن الحسن رضى الله عنه في قوله يدع الانسان بالشر دعاءه بالخير قال ذلك دعاء الانسان بالشر على ولده وعلى
امرأته يغضب أحدهم فيدعو عليه فيسب نفسه ويسب زوجته وماله وولده فان أعطاه الله ذلك شق عليه فيمنعه
ذلك ثم يدعو بالخير فيعطيه * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ويدعو الانسان بالشر دعاءه
بالخير قال ذلك دعاء الانسان بالشر على ولده وعلى امرأته يعجل فيه فيدعو عليه لا يحب أن يصيبه * وأخرج
أبو داود والبزار عن عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدعوا على أنفسكم لا تدعوا على
أولادكم لا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله وكان الانسان عجولا قال ضجرا لا صبر له على سراء ولا ضراء * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وابن عساكر عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال أول ما خلق الله من آدم عليه
السلام رأسه فجعل ينظر وهو بخلق وبقيت رجلاه فلما كان بعد العصر قال يا رب أعجل قبل الليل فذلك قوله
وكان الانسان عجولا * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال لما خلق الله آدم خلق عينيه قبل بقية جسده فقال أي
رب أتم بقية خلقي قبل غيبوبة الشمس فأنزل الله وكان الانسان عجولا * قوله تعالى (وجعلنا الليل والنهار آيتين)
الآية * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه بسند واه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن الله خلق شمسين من نور عرشه فاما ما كان في سابق علمه انه يدعها شمسا فإنه خلقها مثل الدنيا على قدرها
ما بين مشارقها ومغاربها وأما ما كان في سابق علمه انه يطمسها ويجعلها قمرا فإنه خلقها دون الشمس في العظم
ولكن انما يرى صغرها لشدة ارتفاع السماء وبعدها من الأرض فلو ترك الشمس كما كان خلقها أول مرة لم
يعرف الليل من النهار ولا النهار من الليل ولم يدر الصائم إلى متى يصوم ومتى يفطر ولم يدر المسلمون متى وقت حجهم
وكيف عدد الأيام والشهور والسنين والحساب فأرسل جبريل فامر جناحه على وجه القمر وهو يومئذ شمس
ثلاث مرات فطمس عنه الضوء وبقى فيه النور فذلك قوله وجعلنا الليل والنهار آيتين الآية * وأخرج البيهقي
في دلائل النبوة وابن عساكر عن سعيد المقبري أن عبد الله بن سلام رضي الله عنه سال رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن السواد الذي في القمر فقال كانا شمسين فقال قال الله وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل
فالسواد الذي رأيت هو المحو * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في
المصاحف عن علي رضي الله عنه في قوله فمحونا آية الليل قال هو السواد الذي في القمر * وأخرج ابن مردويه
عن علي رضي الله عنه في الآية قال كان الليل والنهار سواء فمحا الله آية الليل فجعلها مظلمة وترك آية النهار
كما هي * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فمحونا آية الليل قال هو السواد بالليل
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وجعلنا الليل والنهار آيتين قال كان القمر
يضئ كما تضئ الشمس والقمر آية الليل والشمس آية النهار فمحونا آية الليل قال السواد الذي في القمر
166

* وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال كتب هرقل إلى معاوية يسأله عن ثلاثة
أشياء أي مكان إذا صليت فيه ظننت انك لم تصل إلى قبلة وأي مكان طلعت فيه الشمس مرة لم تطلع فيه قبل ولا بعد
وعن السواد الذي في القمر فسال ابن عباس رضي الله عنهما فكتب إليه أما المكان الأول فهو ظهر الكعبة
وأما الثاني فالبحر حين فرقه الله لموسى عليه السلام واما السواد الذي في القمر فهو المحو * واخرج عبد بن حميد
وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال خلق الله نور الشمس سبعين جزأ ونور القمر سبعين جزأ فمحا
من نور القمر تسعة وستين جزأ فجعله مع نور الشمس فالشمس على مائة وتسعة وثلاثين جزأ والقمر على جزء واحد
* وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه في الآية قال كانت شمس بالليل وشمس بالنهار
فمحا الله شمس الليل فهو المحو الذي في القمر * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبير في قوله فمحونا آية الليل
قال انظر إلى الهلال ليلة ثلاث عشرة أو أربع عشرة فإنك ترى فيه كهيئة الرجل آخذا برأس رجل * واخرج ابن
أبى حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة قال ظلمة الليل وسدف النهار
لتبتغوا فضلا من ربكم قال جعل لكم سبحا طويلا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله فصلناه يقول بيناه * وأخرج ابن أبى شيبة عن عطاء بن السائب رضي الله عنه قال أخبرني غير واحد
ان قاضيا من قضاة الشام أتى عمر رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين رأيت رؤيا أفظعتني قال وما رأيت قال رأيت
الشمس والقمر يقتتلان والنجوم معهما نصفين قال فمع أيهما كنت قال مع القمر على الشمس قال عمر رضي الله عنه
وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة فانطلق فوالله لا تعمل لي عملا ابدا قال
عطاء رضي الله عنه فبلغني انه قتل مع معاوية يوم صفين * وأخرج ابن عساكر عن علي زيد رضي الله عنه
قال سال ابن الكوا عليا رضي الله عنه عن السواد الذي في القمر قال هو قول الله تعالى فمحونا آية الليل
* قوله تعالى (وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه) * أخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير بسند حسن عن
جابر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طائر كل انسان في عنقه * واخرج ابن مردويه عن
حذيفة بن أسيد رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن النطفة التي يخلق منها النسمة تطير في
المرأة أربعين يوما وأربعين ليلة فلا يبقى منها شعر ولا بشر ولا عرق ولا عظم الا دخله حتى أنها لتدخل بين الظفر
واللحم فإذا مضى لها أربعون ليلة وأربعون يوما أهبطه الله إلى الرحم فكان علقة أربعين يوما وأربعين ليلة ثم
يكون مضغة أربعين يوما وأربعين ليلة فإذا تمت لها أربعة أشهر بعث الله إليها ملك الأرحام فيخلق على يده لحمها
ودمها وشعرها وبشرها ثم يقول صور فيقول يا رب ما اصور أزائد أم ناقص أذكر أم أنثى أجميل أم ذميم أجعد أم
سبط أقصير أم طويل أبيض أم آدم أسوي أم غير سوى فيكتب من ذلك ما يأمره الله به ثم يقول الملك يا رب أشقي أم
سعيد فان كان سعيدا نفخ فيه بالسعادة في آخر اجله وان كان شقيا نفخ فيه بالشقاوة في آخر اجله ثم يقول اكتب
أثرها ورزقها ومصيبتها وعملها بالطاعة والمعصية فيكتب من ذلك ما يأمره الله به ثم يقول الملك يا رب ما اصنع
بهذا الكتاب فيقول علقه في عنقه إلى قضائي عليه فذلك قوله وكل انسان ألزمناه طائرة في عنقه * واخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ألزمناه طائرة في عنقه قال سعادته
وشقاوته وما قدره الله له وعليه فهو لازمه أينما كان * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق جويبر عن الضحاك رضي الله عنه
في قوله طائره في عنقه قال قال عبد الله رضي الله عنه الشقاء والسعادة والرزق والأجل * وخرج ابن أبى
شيبة وابن المنذر عن انس رضي الله عنه في قوله طائره في عنقه قال كتابه * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه أي عمله * وأخرج أبو داود في كتاب القدر وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضى الله عن في قوله وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه قال ما من مولود يولد الا
وفى عنقه ورقة مكتوب فيها شقي أو سعيد * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
ألزمناه طائره قال عمله ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا قال هو عمله الذي عمل أحصى عليه فاخرج له يوم
القيامة ما كتب عليه من العمل فقرأه منشورا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في الآية قال
167

الكافر يخرج له يوم القيامة كتاب فيقول رب انك قد قضيت انك لست بظلام للعبيد فاجعلني أحاسب نفسي
فيقال له اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هارون قال في قراءة أبى
ابن كعب رضي الله عنه وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه يقرؤه يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * واخرج ابن جرير
عن مجاهد رضي الله عنه انه قرا ويخرج له يوم القيامة كتابا بفتح الياء يعنى يخرج الطائر كتابا * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله إقرأ كتابك قال سيقرأ يومئذ من لم يكن قارئا في الدنيا * وأخرج ابن
جرير عن الحسن رضي الله عنه قال يا ابن آدم بسطت لك صحيفة ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك
والآخر عن يسارك حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة فعند
ذلك يقول وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه حتى بلغ عليك حسيبا * قوله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى)
* أخرج ابن عبد البر في التمهيد بسند ضعيف عن عائشة رضي الله عنها قالت سالت خديجة رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن أولاد المشركين فقال هم مع آبائهم ثم سألته بعد ذلك فقال الله أعلم بما كانوا عاملين ثم سألته بعد
ما استحكم الاسلام فنزلت ولا تزر وازرة وزر أخرى فقال هم على الفطرة أو قال في الجنة * وأخرج عبد الرزاق
في المصنف وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال حدثني الصعب بن جثامة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أنى قضيت في البنات من ذراري المشركين
قال هم منهم * وأخرج ابن سعد وأحمد وقاسم بن أصبغ وابن عبد البر عن خنساء بنت معاوية الضمرية عن
عمها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول النبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والوئيد في
الجنة * وأخرج قاسم بن أصبغ وابن عبد البر عن أنس رضي الله عنه قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أولاد المشركين قال هم خدم أهل الجنة * وأخرج عن سلمان رضي الله عنه قال أطفال المشركين خدم أهل
الجنة * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن عبد البر وضعفه عن عائشة رضي الله عنها قالت سالت
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المسلمين أين هم قال في الجنة وسألته عن ولدان المشركين أين هم قال في النار
قلت يا رسول الله لم يدركوا الأعمال ولم تجر عليهم الأقلام قال ربك أعلم بما كانوا عاملين والذي نفسي بيده لئن شئت
أسمعتك تضاغيهم في النار * وأخرج أحمد وقاسم بن أصبغ وابن عبد البر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
كنت أقول في أطفال المشركين هم مع آبائهم حتى حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى
الله عليه وسلم انه سئل عنهم فقال ربهم أعلم بهم وبما كانوا عاملين فأمسكت عن قوله * وأخرج قاسم بن أصبغ
وابن عبد البر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أولاد المشركين فقال الله أعلم
بما كانوا عاملين والله أعلم * قوله تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) الآية * أخرج عبد الرزاق
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل الفترة
المعتوه والأصم والأبكم والشيوخ الذين لم يدركوا الاسلام ثم أرسل إليهم رسولان ان ادخلوا النار فيقولون كيف
ولم تأتنا رسل قال وأيم الله لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما ثم يرسل إليهم فيطيعه من كان يريد أن يطيعه
قال أبو هريرة رضي الله عنه اقرؤا ان شئتم وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا * وأخرج إسحاق بن راهويه وأحمد
وابن حبان وأبو نعيم في المعرفة والطبراني وابن مردويه والبيهقي في كتاب الاعتقاد عن الأسود بن سريع رضي الله عنه
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أربعة يحتجون يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئا ورجل أحمق ورجل
هرم ورجل مات في الفطرة فاما الأصم فيقول رب لقد جاء الاسلام وما أسمع شيئا وأما الأحمق فيقول رب جاء
الاسلام والصبيان يحذفونني بالبعر وأما الهرم فيقول رب لقد جاء الاسلام وما أعقل شيئا وأما الذي مات في الفترة
فيقول رب ما أتاني لك رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه ويرسل إليهم رسولا ان ادخلوا النار قال فوالذي نفس
محمد بيده لو دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما ومن لم يدخلها سحب إليها * وأخرج ابن راهويه وأحمد وابن
مردويه والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه مثله غير أنه قال في آخره فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن لم
يدخلها سحب إليها * وأخرج قاسم بن أصبغ والبزار وأبو يعلى وابن عبد البر في التمهيد عن أنس رضي الله عنه
168

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى يوم القيامة بأربعة بالمولود والمعتوه ومن مات في الفترة والشيخ الهرم
الفاني كلهم يتكلم بحجته فيقول الرب تبارك وتعالى لعنق من جهنم ابرزي ويقول لهم انى كنت أبعث إلى
عبادي رسلا من أنفسهم وإني رسول نفسي إليكم فيقول لهم ادخلوا هذه فيقول من كتب عليه الشقاء يا رب
أندخلها ومنها كنا نفر قال وأما من كتب له السعادة فيمضى فيقتحم فيها فيقول الرب قد عاينتموني فعصيتموني
فأنتم لرسلي أشد تكذيبا ومعصية فيدخل هؤلاء الجنة هؤلاء النار * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول
والطبراني وأبو نعيم عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يؤتى يوم القيامة
بالممسوخ عقلا وبالهالك في الفترة وبالهالك صغيرا فيقول الممسوخ عقلا يا رب لو آتيتني عقلا ما كان من آتيته
عقلا بأسعد بعقله منى ويقول الهالك في الفترة رب لو أتاني منك عهد ما كان من أتاه منك عهد بأسعد بعهدك منى
ويقول الهالك صغيرا يا رب أو آتيتني عمرا ما كان من آتيته عمرا بأسعد بعمره منى فيقول الرب تبارك وتعالى
فإني آمركم بأمر أفتطيعوني فيقولون نعم وعزتك فيقول لهم فاذهبوا فأدخلوا جهنم ولو دخلوها ما ضرتهم شيئا
فخرج عليهم قوابص من نار يظنون أنها قد أهلكت ما خلق الله من شئ فيرجعون سراعا ويقولون يا ربنا
خرجنا وعزتك نريد دخولها فخرجت علينا قوابص من نار ظننا ان قد أهلكت ما خلق الله من شئ ثم يأمرهم
ثانية فيرجعون كذلك ويقولون كذلك فيقول الرب خلقتكم على علمي والى علمي تصيرون ضميمهم فتأخذهم
النار * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح رضي الله عنه قال يحاسب يوم القيامة الذين أرسل إليهم الرسل
فيدخل الله الجنة من أطاعه ويدخل النار من عصاه ويبقى قوم من الولدان الذين هلكوا في
الفترة فيقول وإني آمرك ان تدخلوا هذه النار فيخرج لهم عنق منها فمن دخلها كانت نجاته ومن نكص
فلم يدخلها كانت هلكته * واخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فسأله عن ذراري المشركين الذين هلكوا صغارا فوضع رأسه ساعة
ثم قال أين السائل فقال ها أنا يا رسول الله فقال إن الله تبارك وتعالى إذا قضى بين أهل الجنة والنار لم يبق غيرهم
عجوا فقالوا اللهم ربنا لم تأتنا رسلك ولم نعلم شيئا فأرسل إليهم ملكا والله أعلم بما كانوا عاملين فقال انى رسول ربكم
إليكم فانطلقوا فاتبعوا حتى أتوا النار فقال إن الله يأمركم ان تقتحموا فيها فاقتحمت طائفة منهم ثم أخرجوا من
حيث لا يشعر أصحابهم فجعلوا في السابقين المقربين ثم جاءهم الرسول فقال إن الله يأمركم ان تقتحموا في النار
فاقتحمت طائفة أخرى ثم خرجوا من حيث لا يشعرون فجعلوا في أصحاب اليمين ثم جاء الرسول فقال إن الله يأمركم
ان تقتحموا في النار فقالوا ربنا لا طاقة لنا بعذابك فامر بهم فجمعت نواصيهم وأقدامهم ثم ألقوا في النار والله أعلم
* قوله تعالى (وإذا أرادنا ان نهلك قرية) * اخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله أمرنا مترفيها قال بطاعة الله فعصوا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
في قوله أمرنا مترفيها قال أمروا بالطاعة فعصوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال
سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول في قوله وإذا أردنا ان نهلك قرية الآية قال أمرنا مترفيها بحق فخالفوه
فحق عليهم بذلك التدمير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله وإذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها قال سلطنا شرارها فعصوا فيها فإذا فعلوا
ذلك أهلكناهم بالعذاب وهو قوله وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها * وأخرج الطستي عن
ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل أمرنا مترفيها قال سلطنا عليهم
الجبابرة فساموهم سوء العذاب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول إن
يعطبوا يبرموا وان أمروا * يوما يصير والله لك والفقد
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه كان يقرأ أمرنا مترفيها مثقلة يقول
أمرنا عليهم أمراء * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قرأ آمرنا مترفيها يعنى بالمد قال
أكثرنا فساقها * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه انه قرأ أمرنا مترفيها
169

قال أكثرناهم * واخرج ابن أبي حاتم عن أبي الدرداء رضي الله عنه أمرنا مترفيها قال أكثرنا * وأخرج البخاري
وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا نقول للجى إذا كثروا في الجاهلية قد أمروا بنى فلان * قوله
تعالى (من كان يريد العاجلة) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله من كان
يريد العاجلة قال من كان يريد بعمله الدنيا عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ذاك به * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله من كان يريد العاجلة من كانت الدنيا همه ورغبته وطلبته ونيته عجل الله
له فيها ما يشاء ثم اضطره إلى جهنم يصلاها مذموما في نقمة الله مدحورا في عذاب الله وفى قوله ومن أراد الآخرة
وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا قال شكر الله له اليسير وتجاوز عنه الكثير وفى قوله
كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك أي ان الله قسم الدنيا بين البر والفاجر والآخرة خصوصا عند ربك
للمتقين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن الحسن رضي الله عنه في قوله كلا نمد الآية قال
كلا ترزق في الدنيا والبر والفاجر * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله كلا نمد هؤلاء وهؤلاء
يقول نمد الكفار والمؤمنين من عطاء ربك يقول من الرزق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله كلا نمد الآية قال نرزق من أراد الدنيا ونرزق من أراد الآخرة * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله كلا نمد هؤلاء وهؤلاء قال هؤلاء أصحاب الدنيا وهؤلاء أصحاب
الآخرة * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله كلا نمد هؤلاء وهؤلاء هؤلاء أهل
الدنيا وهؤلاء أهل الآخرة وما كان عطاء ربك محظورا قال ممنوعا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه
في قوله محظورا قال ممنوعا * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله انظر كيف
فضلنا بعضهم على بعض أي في الدنيا والآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا وان المؤمنين في الجنة منازل وان لهم
فضائل بأعمالهم وذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال بين أعلى أهل الجنة وأسفلهم درجة كالنجم يرى في
مشارق الأرض ومغاربها * واخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله وللآخرة
أكبر درجات وأكبر تفضيلا قال إن أهل الجنة بعضهم فوق بعض درجات الأعلى يرى فضله على من هو أسفل منه
والأسفل لا يرى أن فوقه أحدا * وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن سلمان رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يريد ان يرتفع في الدنيا درجة فارتفع الا وضعه الله في الآخرة درجة أكبر
منها وأطول ثم قرأ وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد في
الزهد وهناد وابن أبي الدنيا في صفة الجنة والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لا يصيب عبد
من الدنيا شيئا الا نقص من درجاته عند الله وان كان على الله كريما * قوله تعالى (لا نجعل مع الله إلها آخر)
الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله مذموما يقول ملوما * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فتقعد مذموما يقول في نقمة الله مخذولا في عذاب الله * قوله
تعالى (وقضى ربك أن لا تعبدوا الا إياه) الآية * أخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر
وابن الأنباري في المصاحف من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقضى ربك أن لا
تعبدوا الا إياه قال التزقت الواو بالصاد وأنتم تقرؤونها وقضى ربك * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن
ابن عباس رضي الله عنهما * وأخرج أبو عبيد وابن منيع وابن المنذر وابن مردويه من طريق ميمون بن
مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أنزل الله هذا الحرف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم ووصى ربك أن
لا تعبدوا الا إياه فالتصقت إحدى الواوين بالصاد فقرأ الناس وقضى ربك ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد
* وأخرج الطبراني عن الأعمش قال كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقرأ ووصى ربك ان لا تعبدوا الا
إياه * وأخرج ابن جرير عن حبيب بن أبى ثابت رضي الله عنه قال أعطاني ابن عباس رضي الله عنهما مصحفا فقال
هذا على قراءة أبى بن كعب رضي الله عنه فرأيت فيه ووصى ربك * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة
قال في حرف ابن مسعود رضي الله عنه ووصى ربك ان لا تعبدوا الا إياه * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن
170

المنذر عن الضحاك بن مزاحم رضي الله عنه انه قرأها ووصى ربك قال إنهم ألصقوا إحدى الواوين بالصاد فصارت
قافا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق علي بن أبى طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقضى
ربك قال أمر * وأخرج المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وقضى ربك ان لا تعبدوا الا إياه قال عهد ربك
ان لا تعبدوا الا إياه * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله وبالوالدين إحسانا يقول برا
* وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله اما يبلغن عندك الكبر أحدهما
أو كلاهما فلا تقل لهما أف فيما تميط عنهما من الأذى الخلاء والبول كما كانا لا يقولانه فيما كان يميطان عنك من
الخلاء والبول * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في الآية قال لا تقل لهما أف فما سواه * وأخرج
الديلمي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما مرفوعا لو علم الله شيئا من العقوق أدنى من أف لحرمه * وأخرج سعيد
ابن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عروة رضي الله عنه في قوله وقل لهما قولا كريما قال
لا تمنعهما شيئا أرادا * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن الحسن رضي الله عنه انه سئل ما بر الوالدين قال إن
تبذل لهما ما ملكت وان تطيعهما فيما أمراك به الا أن يكون معصية * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن
رضي الله عنه انه قيل له الام ينتهى العقوق قال إن يحرمهما ويهجرهما ويحد النظر إلى وجههما * وأخرج
ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله وقل لهما قولا كريما قال يقول يا أبت يا أمه ولا يسميهما بأسمائها
* وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه شيخ فقال
من هذا معك قال أبى قال لا تمشين أمامه ولا تقعد قبله ولا تدعه باسمه ولا تستب له * وأخرج ابن أبى حاتم عن
زهير بن محمد رضي الله عنه في قوله وقل لهما قولا كريما قال إذا دعواك فقل لبيكما وسعديكما * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وقل لهما قولا كريما قال قولا لينا سهلا * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبي الهداج التجيبي قال قلت لسعيد بن المسيب رضي الله عنه كلما ذكر الله في القرآن
من بر الوالدين فقد عرفته الا قوله وقل لهما قولا كريما ما هذا القول الكريم قال ابن المسيب قول العبد
المذنب للسيد الفظ * وأخرج البخاري في الأدب المفرد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عروة في
قوله واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قال تلين لهما حتى لا يمتنعا من شئ أحباه * وأخرج ابن أبى حاتم
عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله واخفض لهما جناح الذل من الرحمة يقول اخضع لوالديك كما يخضع
العبد للسيد الفظ الغليظ * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عطاء بن أبى رباح رضي الله عنهما
في قوله واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قال لا ترفع يديك عليهما إذا كلمتهما * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عروة رضي الله عنه في قوله واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قال إن أغضباك فلا تنظر إليهما شزرا فإنه أول
ما يعرف غضب المرء بشدة نظره إلى من غضب عليه * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة
رضي الله عنهما قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بر أباه من حد إليه الطرف * وأخرج ابن أبي حاتم عن
زهير بن محمد رضي الله عنه في قوله واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قال إن سباك أو لعناك فقل رحمكما الله غفر
الله لكما * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه انه قرأ واخفض لهما جناح الذل بكسر الدال
* وأخرج عن عاصم الجحدري رضي الله عنه مثله * وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي مرة مولى عقيل
ان أبا هريرة رضي الله عنه كانت أمه في بيت وهو في آخر فكان يقف على بابها ويقول السلام عليك يا أمتاه ورحمة
الله وبركاته فتقول وعليك يا بنى فيقول رحمك الله كما ربيتني صغيرا فتقول رحمك الله كما بررتني كبيرا * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقل رب ارحمهما كم ربياني صغيرا ثم
أنزل الله بعد هذا ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى * وأخرج البخاري في
الأدب المفرد وأبو داود وابن جرير وابن المنذر من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله اما يبلغن عندك
الكبر إلى قوله كما ربياني صغيرا قد نسختها الآية التي في براءة ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين
الآية * وأخرج ابن المنذر والنحاس وابن الأنباري في المصاحف عن قتادة رضي الله عنه قال نسخ من هذه الآية
171

حرف واحد لا ينبغي لأحد من المسلمين ان يستغفر لوالديه إذا كانوا مشركين ولم يقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
ولكن ليخفض لهما جناح الذل من الرحمة وليقل لهما قولا معروفا قال الله تعالى ما كان للنبي والذين آمنوا أن
يستغفروا للمشركين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ربكم
أعلم بما في نفوسكم قال تكون البادرة من الولد إلى الوالد فقال الله ان تكونوا صالحين أي تكون النية صادقة
ببرهما فإنه كان للأوابين غفورا للبادرة التي بدرت منه * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن سعيد
ابن جبير رضي الله عنه في قوله انه كان للأوابين غفورا قال الرجاعين إلى الخير * وأخرج سعيد بن منصور وهناد
وابن أبي حاتم والبيهقي عن الضحاك رضي الله عنه في قوله انه كان للأوابين قال الرجاعين من الذنب إلى التوبة ومن
السيئات إلى الحسنات * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله للأوابين قال
للمطيعين المحسنين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله للأوابين قال للتوابين * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال الأواب
التواب * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن مردويه عن ابن مسعود
رضي الله عنه قال سالت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال ثم
برا الوالدين قلت ثم أي قال ثم الجهاد في سبيل الله * وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
قال رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد * وأخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود
والترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن بهز بن حكيم عن بيه عن جده قال قلت يا رسول
الله من أبر قال أمك قلت من أبر قال أمك قلت من أبر قال أمك قلت من أبر قال أباك ثم الأقرب فالأقرب * وأخرج
البخاري في الأدب المفرد والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما انه أتى رجل فقال انى خطبت امرأة فأبت ان
تنكحني وخطبها غيري فأحبت أن تنكحه فغرت عليها فقتلتها فهل لي من توبة قال أمك حية قال لا قال تب إلى
الله وتقرب إليه ما استطعت فذهبت فسالت ابن عباس رضي الله عنهما لم سالت عن حياه أمه فقال انى لا أعلم عملا
أقرب إلى الله من بر الوالدة * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن ماجة والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال أتى رجل نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ما تأمرني قال بر أمك ثم عاد فقال بر أمك ثم عاد فقال بر أمك ثم عاد الرابعة
فقال بر أباك وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما من مسلم له والدان يصبح إليهما
محسنا الا فتح الله بابين يعنى من الجنة وان كان واحدا فواحد وان أغضب أحدهما لم يرض الله عنه حتى يرضى
عنه قيل وان ظلماه قال وان ظلماه * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب المفرد ومسلم والترمذي والنسائي
وابن ماجة وابن المنذر والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجزى ولد والده الا
أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري في الأدب والحاكم وصححه والبيهقي عن
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبايعه على الهجرة وترك أبويه يبكيان
قال فارجع إليهما وأضحكهما كما أبكيتهما * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى شيبة والبخاري ومسلم عن عبد الله
ابن عمر رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد فقال ألك والدان قال نعم قال ففيهما
فجاهد * وأخرج البخاري في الأدب ومسلم والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه قالوا يا رسول الله من قال من أدرك والديه عنده الكبر أو أحدهما فدخل النار
* وأخرج البخاري في الأدب والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى
الله عليه وسلم من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري في الأدب والبيهقي
عن أبي هريرة رضي الله عنه انه أبصر رجلين فقال لأحدهما ما هذا منك فقال أبى فقال لا تسمه وفى لفظ لا تدعه
باسمه ولا تمش امامه ولا تجلس قبله حتى يجلس ولا تستسب له * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن
عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين
* وأخرج سعيد وابن أبي شيبة وأحمد والنسائي وابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي عن معاوية بن جابر عن
172

أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستشيره في الجهاد فقال ألك والدة قلت نعم قال اذهب فالزمها فان الجنة
عند رجليها * وأخرج عبد الرزاق عن طلحة رضي الله عنه ان رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله انى أريد الغزو وقد جئت إليك أستشيرك فقال هل لك من أم قال نعم قال فالزمها فان الجنة عند
رجليها ثم الثانية ثم الثالثة كمثل ذلك * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أنس رضي الله عنه أتى رجل رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال إن أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه فقال هل بقى أحد من والديك قال أمي قال فاتق الله
فيها فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد فإذا دعتك أمك فاتق الله وبرها * وأخرج البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنومك على السرير بين والديك تضحكهما ويضحكانك أفضل من
جهادك بالسيف في سبيل الله * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم والبيهقي عن خداش بن سلامة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أوصى امرأ بأمه ثلاث مرار وأوصى امرأ بأبيه مرتين وأوصى امرأ بمولاه الذي يليه وان
كان عليه منه أذى يؤذيه * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الوالد وسط أبواب الجنة فاحفظ ذلك الباب أو ضيعه * وأخرج البيهقي
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى أراني في الجنة فبينا أنا فيها إذ سمعت صوت
رجل بالقرآن فقلت من هذا قالوا حارثة بن النعمان كذلك البر كذلك البر * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي
عن عائشة رضي الله عنهما قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نمت فرأيتني في الجنة فسمعت قارئا يقرأ فقلت من
هذا قالوا حارثة ابن النعمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك البر كذلك البر كذلك البر قال وكان أبر
الناس بأمه * وأخرج البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال مر رجل له جسم يعنى خلقا فقالوا لو كان هذا في
سبيل الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعله يكد على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله لعله يكد على
صبية صغار فهو في سبيل الله لعله يكد على نفسه ليغنيها عن الناس فهو في سبيل الله * وأخرج البيهقي عن
أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يمد الله في عمره ويزيد في رزقه فليبر والديه
وليصل رحمه * وأخرج البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من ولد بار
ينظر إلى والديه نظرة رحمة الا كتب الله له بكل نظرة حجة مبرورة قالوا وان نظر كل يوم مائة مرة قال نعم الله أكبر
وأطيب * وأخرج البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر الولد إلى
والده يعنى فسر به كان للولد عتق نسمة قيل يا رسول الله وان نظر ثلاثمائة وستين نظرة قال الله أكبر من ذلك
* وأخرج البيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال النظر إلى الوالد عبادة والنظر إلى الكعبة عبادة والنظر إلى
المصحف عبادة والنظر إلى أخيك حبا له في الله عبادة * وأخرج البيهقي وضعفه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قبل بين عيني أمه كان له سترا من النار * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن
ابن عمر رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى أذنبت ذنبا عظيما فهل لي
من توبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألك والدان قال لا قال ألك خالة قال نعم قال فبرها اذن * وأخرج البيهقي
عن أم أيمن رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بعض أهل بيته فقال لا تشرك بالله وان عذبت وان
حرقت وأطع ربك ووالديك وان أمراك ان تخرج من كل شئ فاخرج ولا تترك الصلاة متعمدا فان من ترك
الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله إياك والخمر فإنها مفتاح كل شر وإياك والمعصية فإنها تسخط الله لا تنازعن
الامر أهله وان رأيت أنه لك لا تفر من الزحف وان أصاب الناس موت وأنت فيهم فأثبت أنفق على أهلك من
طولك ولا ترفع عصاك عنهم وأخفهم في الله عز وجل * وأخرج أحمد والبخاري في الأدب وأبو داود وابن ماجة
والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل
يا رسول الله هل بقى على من بر أبوى شئ بعد موتهما أبرهما به قال نعم خصال أربع الدعاء لهما والاستغفار لهما
وإنفاذ عهدهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا رحم لك الا من قبلهما * وأخرج البخاري في الأدب
ومسلم وأبو داود والترمذي وابن حبان والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
173

ان أبر البران يصل الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولى الأدب * وأخرج البخاري في الأدب عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه
قال والذي بعث محمدا بالحق انه لفي كتاب الله لا تقطع من كان يصل أباك فتطفئ بذلك نورك * وأخرج
الحاكم والبيهقي من طريق محمد بن طلحة عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ان أبا بكر الصديق رضي الله عنه
قال لرجل من العرب كان يصحبه يقال له عفير يا عفير كيف سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الود قال
سمعته يقول الود يتوارث والعداوة كذلك * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة عاق ولا ولد زنا ولا مدمن خمر ولا
منان * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والنسائي والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال لا يدخل الجنة عاق والديه ولا منان ولا ولد زنية ولا مدمن خمر ولا قاطع رحم ولا من أتى ذات رحم * وأخرج
البيهقي وضعفه عن طلق بن علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أدركت والدي أو أحدهما وأنا
في صلاة العشاء وقد قرأت فيه بفاتحة الكتاب فنادى يا محمد لأجبتهما لبيك * وأخرج البيهقي وضعفه من طريق
الليث بن سعد حدثني يزيد بن حوشب الفهري عن أبيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو كان جريج
الراهب فقيها عالما لعلم ان إجابته أمه أفضل من عبادته ربه * وأخرج البيهقي عن مكحول قال إذا دعتك والدتك
وأنت في الصلاة فأجبها وإذا دعاك أبوك فلا تجبه حتى تفرغ من صلاتك * وأخرج ابن أبي شيبة عن محمد بن
المنكدر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعتك أمك في الصلاة فأجبها وإذا دعاك أبوك فلا
تجبه * وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أدرك والديه أو
أحدهما ثم دخل النار من بعد ذلك فأبعده الله وأسحقه * وأخرج أحمد والبيهقي عن سهل بن معاذ عن أبيه ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من العباد عباد لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولا يطهرهم
قيل من أولئك يا رسول الله قال المتبرئ من والديه رغبة عنهما والمتبرئ من ولده ورجل أنعم عليه قوم فكفر
نعمتهم وتبرأ منهم * وأخرج البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أشد
الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتله نبي أو قتل أحد والديه والمصورون وعالم لم ينتفع بعلمه * وأخرج
الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي والبيهقي والطبراني والخرائطي في مساوئ الأخلاق من طريق بكار بن عبد
العزيز بن أبي بكرة عن أبيه عن جده أبى بكة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى
يوم القيامة الا عقوق الوالدين فإنه يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات ومن رايا رايا الله به ومن سمع سمع الله به
* وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي عن طاوس رضي الله عنه قال إن من السنة أن توقر أربعة العالم
وذو الشيبة والسلطان والوالد قال ويقال ان من الجفاء ان يدعو الرجل والده باسمه * وأخرج عبد الرزاق
والبيهقي عن كعب رضي الله عنه انه سئل عن العقوق ما تجدونه في كتاب الله عقوق الوالدين قال إذا أقسم عليه
لم يبره وإذا سأله لم يعطه وإذا ائتمنه خان فذلك العقوق * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات مستجابات دعاء الوالد على ولده ودعوة المظلوم ودعوة المسافر
* وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن محمد بن النعمان يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال من زار
قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة غفر له وكتب برا * وأخرج البيهقي عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليموت والداه وهو عاق لهما فيدعو لهما من بعدهما فيكتبه الله
من البارين * وأخرج البيهقي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان العبد
ليموت والده أو أحدهما وانه لهما لعاق فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتبه الله بارا * وأخرج البيهقي
عن الأوزاعي رضي الله عنه قال بلغني ان من عق والديه في حياتهما ثم قضى دينا ان كان عليهما واستغفر لهما
ولم يستسب لهما كتب بارا ومن بر والديه في حياتهما ثم لم يقض دينا إذا كان عليهم ولم يستغفر لهما
واستسب لهما كتب عاقا * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من أصبح مطيعا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة وان كان واحدا فواحدا ومن أمسى
174

عاصيا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من النار وان كان واحدا فواحدا قال رجل وان ظلماه قال وان
ظلماه وان ظلماه وان ظلماه * وأخرج البيهقي عن المنكدر بن محمد بن المنكدر رضي الله عنه قال كان أبى
يبيت على السطح يروح على أمه وعمى يصلى إلى الصباح فقال له أبى ما يسرني ان ليلتي بليلتك * وأخرج ابن سعد
وأحمد في الزهد والبيهقي عن عبد الله بن المبارك قال قال محمد بن المنكدر بات عمر أخي يصلى وبت أغمز رجل أمي
وما أحب ان ليلتي بليلته * وأخرج ابن سعد عن محمد بن المنكدر انه كان يضع خده على الأرض ثم يقول لامه
يا أمه قومي فضعي قدمك على خدي * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي عن طاوس قال كان رجل له
أربعة بنين فمرض فقال أحدهم اما ان تمرضوه وليس لكم من ميراثه شئ واما أن أمرضه وليس لي من ميراثه شئ
قالوا بل مرضه وليس لك من ميراثه شئ فمرضه حتى مات ولم يأخذ من ماله شيئا فأتى في النوم فقيل له أنت مكان كذا
وكذا فخذ منه مائة دينار فقال في نومه أفيها بركة قالوا لا فأصبح فذكر ذلك لامرأته فقالت له خذها فان من بركتها ان
تكتسي منها وتعيش بها فأبى فلما أمسى أتى في النوم فقيل له أئت مكان كذا وكذا فخذ منه عشرة دنانير فقال فيها
بركة قالوا لا فأصبح فذكر ذلك لامرأته فقالت له مثل ذلك فأبى ان يأخذها فأتى في النوم في الليلة الثالثة ان ائت مكان
كذا وكذا فخذ منه دينارا فقال أفيه بركة قالوا نعم فذهب فاخذ الدينار ثم خرج به إلى السوق فإذا هو برجل يحمل
حوتين فقال بكم هذان فقال بدينار فأخذهما منه بالدينار ثم انطلق بهما فلما دخل بيته شق الحوتين فوجد في
بطن كل واحد منهما درة لم ير الناس مثلها فبعث الملك بدرة ليشتريها فلم توجد الا عنده فباعها بوقر ثلاثين بغلا
ذهبا فلما رآها الملك قال ما تصلح هذه الا بأخت فاطلبوا مثلها وان أضعفتم قال فجاؤوا فقالوا عندك أختها نعطيك
ضعف ما أعطيناك قال أو تفعلون قالوا نعم فأعطاهم أختها بضعف ما أخذوا الأولى * وأخرج عبد الرزاق في
المصنف والبيهقي عن يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه قال لما قدم أبو موسى وأبو عامر على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فبايعوه وأسلموا قال ما فعلت امرأة منكم تدعى كذا وكذا قالوا تركناها في أهلها قال فإنها قد غفر لها قالوا بم
يا رسول الله قال ببرها والدتها قال كانت لها أم عجوز كبيرة فجاءهم النذير ان العدو يريد أن يغير عليكم الليلة
فارتحلوا ليلحقوا بعظيم قومهم ولم يكن معها ما تحتمل إليه فعمدت إلى أمها فجعلت تحملها على ظهرها فإذا أعيت
وضعتها ثم ألصقت بطنها ببطن أمها وجعلت رجليها تحت رجلي أمها من الرمضاء حتى نجت * وأخرج البيهقي عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع شاب فقلنا لو كان هذا الشاب جعل
شبابه ونشاطه وقوته في سبيل الله فسمع النبي صلى الله عليه وسلم مقالتنا فقال وما في سبيل الله الا من قتل ومن سعى
على والديه فهو في سبيل الله ومن سعى على عياله فهو في سبيل الله ومن سعى على نفسه يغنيها فهو في سبيل الله تعالى
* وأخرج الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أي الناس أعظم حقا على المرأة قال زوجها
قلت فأي الناس أعظم حقا على الرجل قال أمه * وأخرج الحاكم عن علي رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول لعن الله من ذبح لغير الله ثم تولى غير مولاه ولعن الله العاق لوالديه ولعن الله من نقص منار
الأرض * وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا عفوا عن نساء الناس
تعف نساؤكم وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم ومن أتاه أخوه متنصلا فليقبل ذلك منه محقا كان أو مبطلا فان لم
يفعل لم يرد على الحوض * وأخرج الحاكم عن جابر رضي الله عنه مرفوعا بروا آباؤكم * وأخرج أحمد والحاكم
وصححه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رجلا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هاجرت من الشرك ولكنه الجهاد هل لك أحد باليمن قال أبواي قال أذنا لك قال لا
قال فارجع فاستأذنهما فان أذنا لك فجاهد والا فبرهما * وأخرج أحمد في الزهد عن وهب بن منبه رضي الله عنه
ان موسى عليه الصلاة والسلام سأل ربه عز وجل فقال يا رب بم تأمرني قال بان لا تشرك بي شيئا قال وبم قال وتبر
والدتك قال وبم قال وبوالدتك قال وبم قال بوالدتك قال وهب رضي الله عنه ان البر بالوالدين يزيد في العمر والبر
بالوالدة ينبت الأصل * وأخرج أحمد في الزهد عن عمرو بن ميمون رضي الله عنه قال رأى موسى عليه السلام
رجلا عند العرش فغبطه بمكانه فسأل عنه فقالوا نخبرك بعمله لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ولا
175

يمشى بالنميمة ولا يعق والديه قال أي رب ومن يعق والديه قال يستسب لهما حتى يسبا * وأخرج أحمد
والترمذي وصححه وابن ماجة عن أبي الدرداء رضي الله عنه ان رجلا أتاه فقال إن امرأتي بنت عمر وإني أحبها
وان والدتي تأمرني أن أطلقها فقال لا آمرك ان تطلقها ولا آمرك ان تعصى والدتك ولكن أحدثك حديثا
سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول إن الوالدة أوسط باب من أبواب الجنة فان شئت فامسك وان
شئت فدع * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه قال للام ثلثا البر وللأب الثلث * وأخرج أحمد وابن
ماجة عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا مكذب
بقدر * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بر الوالدين يجزئ
من الجهاد * وأخرج ابن أبي شيبة عن معاذ بن جبل رضي الله عنه انه قيل له ما حق الوالد على الولد قال لو خرجت
من أهلك ومالك ما أديت حقهما * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد عن علي بن أبي طالب قال إذا مالت
الأفياء وراحت الأرواح فاطلبوا الحوائج إلى الله فإنها ساعة الأوابين وقرأ فإنه كان للأوابين غفورا * وأخرج
هناد عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه في قوله فإنه كان للأوابين غفورا قال الأواب الذي يذنب ثم يستغفر
ثم يذنب ثم يستغفر ثم يذنب ثم يستغفر * وأخرج هناد عن عبيد بن عمير رضي الله عنه في قوله انه كان
للأوابين غفورا قال الأواب الذي يتذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر منها * قوله تعالى (وآت ذا القربى حقه)
الآيات * وأخرج البخاري في تاريخه وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وآت
ذا القربى حقه قال أمره بأحق الحقوق وعلمه كيف يصنع إذا كان عنده وكيف يصنع إذا لم يكن فقال واما
تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك قال إذا سألوك وليس عندك شئ انتظرت رزقا من الله فقل لهم قولا ميسورا
يكون إن شاء الله يكون شبه العدة قال سفيان رحمه الله والعدة من النبي صلى الله عليه وسلم دين * وأخرج ابن جرير
وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وآت ذا القربى حقه الآية قال هو ان تصل ذا القرابة وتطعم
المسكين وتحسن إلى ابن السبيل * وأخرج ابن جرير عن علي بن الحسين رضي الله عنه انه قال لرجل من أهل
الشام أقرأت القرآن قال نعم قال أفما قرأت في بني إسرائيل وآت ذا القربى حقه قال وانكم للقرابة الذي أمر
الله ان يؤتى حقه قال نعم * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضي الله عنه في الآية قال كان ناس من بنى عبد
المطلب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه فإذا صادفوا عنده شيئا أعطاهم وان لم يصادفوا عنده شيئا سكت لم
يقل لهم نعم ولا لا والقربى قربى بنى عبد المطلب * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه
في قوله وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل قال هو ان توفيهم حقهم ان كان يسيرا وان لم يكن عندك
فقل لهم قولا ميسورا وقل لهم الخير * وأخرج البخاري في الأدب المفرد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وآت ذا القربى حقه الآية قال بدأ فأمره بأوجب الحقوق ودله على أفضل الأعمال إذا كان
عنده شئ فقال وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل وعلمه إذا لم يكن عنده شئ كيف يقول فقال واما
تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا عدة حسنة كأنه قد كان ولعله ان يكون إن شاء الله
ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك لا تعطى شيئا ولا تبسطها كل البسط تعطى ما عندك فتقعد ملوما يلومك
من يأتيك بعد ولا تجد عندك شيئا محسورا قال قد حسرك من قد أعطيته * وأخرج البخاري في الأدب عن كليب
ابن منفعة رضي الله عنه قال قال جدي يا رسول الله من أبر قال أمك وأباك وأختك وأخاك ومولاك الذي يلي ذاك
حق واجب ورحم موصولة * وأخرج أحمد والبخاري في الأدب وابن ماجة والحاكم والطبراني والبيهقي في شعب
الايمان عن المقدام بن معدى كرب رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يوصيكم
بأمهاتكم ثم يوصيكم بآبائكم ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب * وأخرج البخاري في الأدب عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال ما أنفق الرجل نفقة على نفسه وأهله يحتسبها الا آجره الله فيها وابدأ بمن تعول فان كان فضل فالأقرب
الأقرب وان كان فضل فناول * وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي في شعب الايمان واللفظ له عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احفظوا أنسابكم تصلوا أرحامكم فإنه لا بعد للرحم إذا قربت
176

وان كانت بعيدة ولا قرب لها إذا بعدت وان كانت قريبة وكل رحم آتية يوم القيامة امام صاحبها تشهد له
بصلته ان كان وصلها وعليه بقطيعة ان كان قطعها * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضي الله عنه
ان أعرابيا قال يا رسول الله انى رجل موسر وان لي أما وأبا وأختا وأخا وعما وعمة وخالا وخالة فأيهم أولى بصلتي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك أدناك * وأخرج أحمد والحاكم والبيهقي
عن أبي رمثة التيمي تيم الرباب قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب ويقول يد المعطى العليا أمك وأباك
وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك * واخرج الطبراني والحاكم والشيرازي في الألقاب والبيهقي عن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل ليسر للقوم الديار ويكثر لهم الأموال وما نظر إليهم
منذ خلقهم بغضا قيل يا رسول الله وبم ذاك قال بصلتهم أرحامهم * وأخرج البيهقي وابن عدي وابن لآل في مكارم الأخلاق
وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أهل البيت إذا
تواصلوا أحرى الله عليهم الرزق وكانوا في كنف الرحمن عز وجل * وأخرج البيهقي وابن جرير والخرائطي
في مكارم الأخلاق من طريق أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أعجل الطاعة
ثوابا صلة الرحم حتى أن أهل البيت ليكونون فجارا فتنمو أموالهم ويكثر عددهم إذا وصلوا الرحم وان أعجل
المعصية عقابا البغي واليمين الفاجرة تذهب المال وتعقم الرحم وتدع الديار بلاقع * وأخرج ابن أبي شيبة عن
ثعلبة بن زهدم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب يد المعطى العليا ويد السائل
السفلى وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك * وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم
وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت وآت
ذا القربى حقه أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فدكا * واخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعطى وكيف يعطى وبمن يبدأ فأنزل الله وآت ذا القربى حقه
والمسكين وابن السبيل فامر الله ان يبدأ بذي القربى ثم بالمسكين وابن السبيل ومن بعدهم قال ولا تبذر تبذيرا
يقول الله عز وجل ولا تعط مالك كله فتقعد بغير شئ قال ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك فتمنع ما عندك فلا تعطى
أحدا ولا تبسطها كل البسط فنهاه ان يعطى الا ما بين له وقال له واما تعرض عنهم يقول تمسك عن عطائهم فقل
لهم قولا ميسورا يعنى قولا معروفا لعله ان يكون عسى ان يكون * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أنس ان
رجلا قال يا رسول الله انى ذو مال كثير وذو أهل وولد وحاضرة فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع قال تخرج
الزكاة المفروضة فإنها طهرة تطهرك وتصل أقاربك وتعرف حق السائل والجار والمسكين فقال يا رسول الله أقلل
لي قال فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا قال حسبي يا رسول الله * واخرج الفريابي
وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبخاري في الأدب وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم
وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ولا تبذر تبذيرا قال التبذير انفاق المال
في غير حقه * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدث ان
التبذير النفقة في غير حقه * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الأدب وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في
شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله المبذرين قال هم الذين ينفقون المال في غير حقه
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله ولا تبذر تبذيرا يقول لا تعط مالك كله * وأخرج ابن أبي
حاتم عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال من السرف ان يكتسي الانسان ويأكل ويشرب مما ليس عنده
وما جاوز الكفاف فهو التبذير * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال
ما أنفقت على نفسك وأهل بيتك في غير سرف ولا تبذير وما تصدقت فلك وما أنفقت رياء وسمعة فذلك حظ
الشيطان * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن عطاء الخراساني رضي الله عنه قال جاء ناس من مزينة
يستحملون رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ظنوا
177

ذلك من غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى واما نعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك الآية قال
الرحمة الفئ * وأخرج ابن جرير من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ابتغاء رحمة
قال رزق * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك
ترجوها قال انتظار رزق الله * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله واما تعرضن عنهم يقول
لا نجد شيئا تعطيهم ابتغاء رحمة من ربك يقول انتظار رزق الله من ربك نزلت فيمن كان يسال النبي صلى الله عليه
وسلم من المساكين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله فقل لهم قولا ميسورا قال
لينا سهلا سيكون إن شاء الله تعالى فافعل سنصيب إن شاء الله فافعل * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه
في قوله فقل لهم قولا ميسورا يقول قل لهم نعم وكرامة وليس عندنا اليوم فان يأتنا شئ نعرف حقكم
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله قولا ميسورا قال قولا جميلا رزقنا الله وإياك
بارك الله فيك * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فقل لهم قولا ميسورا
قال العدة قال سفيان والعدة من رسول الله صلى الله عليه وسلم دين والله أعلم * قوله تعالى (ولا تجعل يدك مغلولة)
الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن يسار بن الحكم رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بزمن العراق وكان معطاء كريما فقسمه بين الناس فبلغ ذلك قوما من العرب فقالوا نأتي النبي صلى الله عليه
وسلم فنسأله فوجدوه قد فرغ منه فأنزل الله ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك قال محبوسة ولا تبسطها كل البسط
فتقعد ملوما يلومك الناس محسورا ليس بيدك شئ * وأخرج ابن أبي حاتم عن المنهال بن عمرو قال بعثت امرأة إلى
النبي صلى الله عليه وسلم بابنها فقالت قل له اكسني ثوبا فقال ما عندي شئ فقالت ارجع إليه فقل له اكسني
قميصك فرجع إليه فنزع قميصه فأعطاه إياه فنزلت ولا تجعل يدك مغلولة الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود
رضي الله عنه قال جاء غلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أمي تسألك كذا وكذا فقال ما عندنا اليوم شئ
قال فتقول لك اكسني قميصك فخلع قميصه فدفعه إليه فجلس في البيت حاسرا فأنزل الله ولا تجعل يدك مغلولة الآية
* وأخرج ابن مردويه عن أبي امامة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة وضرب بيده
أنفقي ما ظهر 7 كفى قالت إذا لا يبقى شئ قال ذلك ثلاث مرات فأنزل الله تعالى ولا تجعل يدك مغلولة الآية * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا تجعل يدك مغلولة قال يعنى بذلك النحل * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك قال هذا في النفقة يقول
لا تجعلها مغلولة لا تبسطها بخير ولا تبسطها كل البسط يعنى التبذير فتقعد ملوما يلوم نفسه على ما فاته من ماله
محسورا ذهب ماله كله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك
ولا تبسطها كل البسط قال نهاه عن السرف والبخل * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
فتقعد ملوما محسورا قال ملوما عند الناس محسورا من المال * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان
نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله ملوما محسورا قال مستحيا خجلا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما
سمعت قول الشاعر
ما فاد من منى يموت جوادهم * الا تركت جوادهم محسورا
* وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرفق
في المعيشة خير من نض التجارة * وأخرج ابن عدي والبيهقي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال من فقه الرجل أن يصلح معيشته قال وليس من حبك الدنيا طلب ما يصلحك * وأخرج
ابن عدي والبيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فقهك رفقك في
معيشتك * وأخرج البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاقتصاد في
التفقه نصف المعيشة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما عال من اقتصد * وأخرج ابن عدي والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
178

الله صلى الله عليه وسلم ما عال مقتصد قط * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن شبيب رضي الله عنه قال يقال حسن
التدبير مع العفاف خير من الغنى مع الاسراف * وأخرج البيهقي عن مطرف رضي الله عنه قال خير الأمور
أوسطها * وأخرج الديلمي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التدبير نصف المعيشة
والتودد نصف العقل والهم نصف الهرم وقلة العيال أحد اليسارين * وأخرج أحمد في لزهد عن يونس بن عبيد
رضي الله عنه قال كان يقال التودد إلى الناس نصف العقل وحسن المسألة نصف العلم والاقتصاد في المعيشة يلقى
عنك نصف المؤنة * قوله تعالى (ان ربك يبسط الرزق) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه
قال ثم أخبرنا كيف يصنع بنا فقال إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ثم أخبر عباده انه لا يرزؤه ولا يؤده
أن لو بسط الرزق عليهم ولكن نظر الهم منه فقال تبارك وتعالى ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض
ولكن ينزل بقدر ما يشاء انه بعباده خبير بصير قال والعرب إذا كان الخصب وبسط عليهم أسروا وقتل بعضهم
بعضا وجاء الفساد وإذا كان السنة شغلوا عن ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ان
ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر قال ينظر له فان كان الغنى خيرا له أغناه وان كان الفقر خيرا له أفقره
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر قال يبسط لهذا
مكرا به ويقدر لهذا نظرا له * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد قال كل شئ في القرآن يقدر فمعناه يقال * قوله
تعالى (ولا تقتلوا أولادكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولا تقتلوا
أولادكم خشية إملاق أي خشية الفاقة وكان أهل الجاهلية يقتلون البنات خشية الفاقة فوعظهم الله في ذلك
وأخبرهم أن رزقهم ورزق أولادهم على الله فقال نحن نرزقهم وإياكم ان قتلهم كان خطأ كبيرا أي اثما كبيرا
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله خشية إملاق قال مخافة
الفاقة والفقر * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله
خشية إملاق قال مخافة الفقر قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول
وإني على الاملاق يا قوم ماجد * أعد لأضيافي الشواء المطهيا
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله خطأ قال خطيئة * وأخرج ابن أبي حاتم عن
الحسن رضي الله عنه انه قرأ خطأه كبيرا مهموزة من قبل الخطا والصواب * وأخرج أحمد وأبو يعلى عن أنس
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات اتقى الله وقام عليهن
كان معي في الجنة هكذا وأشار بأصابعه الأربع * وأخرج أحمد وابن منيع عن جابر رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من كن له ثلاث بنات يمونهن ويرحمهن ويكفلهن وجبت له الجنة البتة
قيل يا رسول الله فان كن اثنتين قال وان كن اثنتين * وأخرج أحمد والترمذي عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان
فيتقي الله فيهن ويحسن إليهن الا دخل الجنة * وأخرج أحمد والطبراني والحاكم عن سراقة بن مالك رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا سراقة الا أدلك على أعظم الصدقة قال بلى يا رسول الله قال إن ابنتك
مردودة إليك ليس لها كاسب غيرك * قوله تعالى (ولا تقربوا الزنا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى
رضي الله عنه في قوله ولا تقربوا الزنا قال يوم نزلت هده الآية لم تكن حدود فجاءت بعد ذلك الحدود في سورة النور
* وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن أبي بن كعب رضي الله عنه انه قرأ ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة ومقتا وساء
سبيلا الا من تاب فان الله كان غفورا رحيما فذكر لعمر رضي الله عنه فاتاه فسأله فقال أخذتها من رسول الله صلى
الله عليه وسلم وليس لك عمل الا الصفق بالبقيع * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولا تقربوا
الزنا انه كان فاحشة قال قتادة عن الحسن رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا يزنى العبد
حين يزنى وهو مؤمن ولا ينتهب حين ينتهب وهو مؤمن من لا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين
يشربها وهو مؤمن ولا يغل حين يغل وهو مؤمن قيل يا رسول الله والله ان كنا لنرى انه يأتي ذلك وهو مؤمن فقال
179

رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فعل شيئا من ذلك نزع الايمان من قلبه فان تاب تاب الله عليه * وأخرج ابن أبي
شيبة والبخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزنى الزاني حين يزنى وهو
مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات
شرف يرفع المؤمنون إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن * وأخرج أبو داود والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زنى المؤمن خرج منه الايمان فكان عليه كالظلة فإذا
انقلع منها رجع إليه الايمان * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال الايمان نور فمن زنى
فارقه الايمان فمن لام نفسه فراجع راجعه الايمان * وأخرج البيهقي وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الايمان سربال يسربله الله من يشاء فإذا زنى العبد نزع منه سربال الايمان
فان تاب رد عليه * وأخرج البيهقي عن أبي صالح رضي الله عنه عن أبي هريرة رضي الله عنه وسأله عن قول رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا يزنى الزاني حين يزنى وهو مؤمن فأين يكون الايمان منه قال أبو هريرة رضي الله عنه يكون
هكذا عليه وقال بكفه فوق رأسه فان تاب ونزع رجع إليه * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن
عباس رضي الله عنهما انه كان يسمى عبيده بأسماء العرب عكرمة وسميع وكريب وقال لهم تزوجوا فان العبد
إذا زنى نزع منه نور الايمان رد الله عليه بعد أو أمسكه * وأخرج البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا شباب قريش احفظوا فروجكم لا تزنوا ألا من حفظ الله له فرجه دخل الجنة
* وأخرج الطبراني والحاكم والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ظهر
الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم كتاب الله * وأخرج الطبراني والحاكم وابن عدي والبيهقي عن ابن عمر
رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الزنا يورث الفقر * وأخرج الحاكم وصححه عن بريدة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقض قوم العهد قط الا كان القتل بينهم ولا ظهرت الفاحشة في
قوم قط الا سلط الله عليهم الموت ولا منع قوم الزكاة الا حبس الله عنهم القطر * وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا عن
الهيثم بن مالك الطائي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من
نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له * وأخرج أحمد عن ابن عمرو بن العاصي رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول ما من قوم يظهر فيهم الزنا الا أخذوا بالسنة وما من قوم يظهر فيهم الرشا الا أخذوا بالرعب
* وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لم يزن عبد قط الا نزع الله نور
الايمان منه ان شاء رده وان شاء منعه * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا يزنى الزاني حين يزنى هو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر
حين يشرب وهو مؤمن ولا يقتل وهو مؤمن فإذ فعل ذلك نزع منه نور الايمان كما ينزع منه قميصه فان تاب
تاب الله عليه * وأخرج أحمد ومسلم والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب
وعائل مستكبر * وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة رضي الله عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لا يزنى الزاني حين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن
* وأخرج ابن أبي شيبة عن أسامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تركت على أمتي بعدي
فتنة أضر على الرجال من النساء * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لم يكن كفر من مضى الا
من قبل النساء وهو كائن كفر من بقى من قبل النساء * واخرج ابن أبي شيبة عن أبان بن عثمان رضي الله عنه
قال تعرف الزناة بنتن فروجهن يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح رضي الله عنه قال بلغني ان أكثر
ذنوب أهل النار النساء * قوله تعالى (ولا تقتلوا النفس) الآية أخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه
في قوله ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق الآية قال كان هذا بمكة والنبي صلى الله عليه وسلم بها وهو أول
شئ نزل من القرآن في شأن القتل كان المشركون من أهل مكة يغتالون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال من
180

قتلكم من المشركين فلا يحملنكم قتله إياكم على أن تقتلوا له أبا أو أخا أو أحدا من عشيرته وان كانوا مشركين فلا
تقتلوا الا قاتلكم وهذا قبل ان تنزل براءة وقبل ان يؤمروا بقتال المشركين فذلك قوله فلا يسرف في القتل يقول
لا تقتل غير قاتلك وهي اليوم على ذلك الموضع من المسلمين لا يحل لهم أن يقتلوا الا قاتلهم * وأخرج البيهقي في سننه
عن زيد بن أسلم رضي الله عنه ان الناس في الجاهلية كانوا إذا قتل الرجل من القوم رجلا لم يرضوا حتى يقتلوا به
رجلا شريفا إذا كان قاتلهم غير شريف لم يقتلوا قاتلهم وقتلوا غيره فوعظوا في ذلك بقول الله ولا تقتلوا النفس
إلى قوله لا يسرف في القتل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا قال بينة من الله أنزلها يطلبها ولى المقتول القود أو العقل وذلك
السلطان * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما فلا يسرف في القتل قال لا يكثر
من القتل * وأخرج ابن المنذر من طريق أبى صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فلا يسرف في القتل قال
لا يقتل الا قاتل رحمه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن طلق بن
حبيب في قوله فلا يسرف في القتل قال لا يقتل غير قاتله ولا يمثل به * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله فلا يسرف في القتل قال لا يقتل اثنين
بواحد * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فلا يسرف في القتل قال لا يقتل غير قاتله * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه فلا يسرف في القتل قال من قتل بحديدة قتل بحديدة ومن قتل
بخشبة قتل بخشبة ومن قتل بحجر قتل بحجر ولا يقتل غير قاتله * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي
والنسائي وابن ماجة عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله كتب الاحسان
على كل شئ فإذا قتلتم فاحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة * وأخرج ابن أبى شيبة وأبو داود وابن ماجة عن
ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعق الناس قتلة أهل الايمان * واخرج ابن أبى
شيبة وأبو داود عن سمرة بن جندب وعمران بن حصين قالا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المثلة * واخرج
ابن أبي شيبة عن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله لا تمثلوا بعبادي
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فلا يسرف في القتل انه كان منصورا
يقول ينصره السلطان حتى ينصفه من ظالمه ومن انتصر لنفسه دون السلطان فهو عاص مسرف قد عمل بحمية
أهل الجاهلية ولم يرض بحكم الله تعالى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله انه كان منصورا قال إن المقتول كان منصورا * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن الكسائي قال هي في قراءة أبى
ابن كعب فلا تسرفوا في القتل ان وليه كان منصورا * واخرج الطبراني وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال إنه لما كان من أمر هذا الرجل ما كان يعنى عثمان قلت لعلى رضي الله عنه اعتزل فلو كنت في حجر طلبت حتى
تستخرج فعصاني وأيم الله ليتأمرن عليكم معاوية وذكر ان الله تعالى يقول ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه
سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا * قوله تعالى (ولا تقربوا مال اليتيم) * أخرج ابن جرير عن قتادة
رضي الله عنه في قوله ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي أحسن قال كانوا لا يخالطونهم في مال ولا ماكل ولا مركب
حتى نزلت وان تخالطوهم فإخوانكم * قوله تعالى (وأوفوا بالعهد) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى
رضي الله عنه في قوله وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا قال يوم أنزلت هذه كان انما يسال عنه ثم يدخل
الجنة فنزلت ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك الأخلاق لهم في الآخرة * وأخرج ابن أبى حاتم
عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ان العهد كان مسؤولا قال يسال الله ناقض العهد عن نقضه * وأخرج ابن
المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ان العهد كان مسؤولا قال لا يسال عهده من أعطاه إياه * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ميمون بن مهران رضي الله عنه قال ثلاث تؤدى إلى البر والفاجر العهد يوفى إلى البر والفاجر وقرأ وأوفوا
بالعهد ان العهد كان مسؤلا * وأخرج ابن أبى حاتم عن كعب الأحبار رضي الله عنه قال من نكث بيعة كانت
سترا بينه وبين الجنة قال وانما تهلك هذه الأمة بنكثها عهودها * وأخرج قوله تعالى (وأوفوا الكيل) الآية * أخرج
181

ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله وأوفوا الكيل إذا كلتم يعنى لغيركم وزنوا بالقسطاس المستقيم
يعنى الميزان وبلغة الروم الميزان القسطاس ذلك خير يعنى وفاء الكيل والميزان خير من النقصان وأحسن تأويلا
عاقبة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وذلك خير وأحسن
تأويلا أي خير ثوابا وعاقبة وأخبرنا أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يقول يا معشر الموالى انكم وليتم أمرين
بهما هلك الناس قبلكم هذا المكيال وهذا الميزان قال وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لا يقدر
رجل على حرام ثم يدعه ليس به الا مخافة الله الا أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خير له من ذلك * وأخرج
الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال القسطاس
العدل بالرومية * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة وزنوا بالقسط قال العدل * وأخرج ابن المنذر
عن الضحاك رضي الله عنه وزنوا بالقسطاس قال القنان * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه وزنوا
بالقسطاس قال بالحديد والله أعلم * قوله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم) الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا تقف قال لا تقل * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله
ولا تقف ما ليس لك به علم يقول لا ترم أحدا بما ليس لك به علم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
ابن الحنفية رضي الله عنه في قوله ولا تقف ما ليس لك به علم قال شهادة الزور * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى
رضي الله عنه في قوله ولا تقف ما ليس لك به علم قال هذا في الفرية يوم نزلت هذه الآية لم يكن فيها حد انما كان
يسال عنه يوم القيامة ثم يغفر له حتى نزلت هذه آية الفرية جلد ثمانين * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه
في قوله ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عند مسؤلا يقول سمعه وبصره يشهد عليه * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولا تقف ما ليس لك به علم قال لا تقل سمعت ولم تسمع ولا تقل
رأيت ولم تر فان الله سائلك عن ذلك كله * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن قيس رضي الله عنه في قوله كل
أولئك كان عنه مسؤلا قال يقال للاذن يوم القيامة هل سمعت ويقال للعين هل رأيت ويقال للفؤاد مثل ذلك
* وأخرج الفريابي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله كل أولئك كان عنه مسؤلا قال يوم القيامة يقال
أكذاك كان أم لا * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما
رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها برئ كان حقا على الله ان يذيبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاذ
ما قال * وأخرج أبو داود وابن أبي الدنيا في الصمت عن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
من حمى مؤمنا من منافق بعث الله ملكا يحمى لحمه يوم القيامة من نار جهنم ومن قفا مؤمنا بشئ يريد شينه حبسه
الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال * قوله تعالى (ولا تمش في الأرض مرحا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولا تمش في الأرض مرحا قال لا تمش فخرا وكبرا فان ذلك لا يبلغ بك الجبال
ولا أن تخرق الأرض بفخرك وكبرك * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التواضع عن 7 محبس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا مشيت أمتي المطيطا وخدمتهم فارس والروم سلط بعضهم على بعض * وأخرج ابن أبى
الدنيا عن ابن عمر رضي الله عنهما انه رأى رجلا يخطر في مشيه فقال إن للشيطان إخوانا * وأخرج ابن أبي الدنيا
عن خالد بن معدان رضي الله عنه قال إياكم والخطر فان الرجل قد تنافق يده من دون سائر جسده * قوله تعالى
(كل ذلك) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن كثير رضي الله عنه انه كان يقرأ كل ذلك كان
سيئة عند ربك مكروها على واحد يقول هذه الأشياء التي نهيت عنها كل سيئة * قوله تعالى (ذلك مما أوحى إليك
ربك) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن التوراة كلها في خمس عشرة آية من بني إسرائيل
ثم تلا ولا تجعل مع الله إلها آخر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على رضي الله عنه
عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله مدحورا قال مطرودا * قوله تعالى (أفأصفاكم ربكم) الآيات * أخرج عبد
الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله واتخذ من الملائكة إناثا قالت اليهود
الملائكة بنات الحق وفى قوله قل لو كان معه آلهة الآية يقول لو كان معه آلهة إذا لعرفوا فضله ومريته عليهم
182

فابتغوا ما يقربهم إليه انهم ليس كما يقولون * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله إذا
لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا قال على أين ينزلوا ملكه * قوله تعالى (تسبح له السماوات والأرض ومن
فيهن) * أخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم والطبراني وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الأسماء والصفات عن
عبد الرحمن بن قرط رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به إلى المسجد الأقصى كان جبريل
عليه السلام عن يمينه وميكائيل عليه السلام عن يساره فطارا به حتى بلغ السماوات العلى فلما رجع قال سمعت
تسبيحا في السماوات العلى مع تسبيح كثير سبحت السماوات العلى من ذي المهابة مشفقات لذي العلو بما علا سبحان
العلى الأعلى سبحانه وتعالى * وأخرج ابن أبي حاتم عن لوط بن أبي لوط قال بلغني ان تسبيح سماء الدنيا سبحان
ربنا الأعلى والثانية سبحانه وتعالى والثالثة سبحانه وبحمده والرابعة سبحانه لا حول ولا قوة الا به والخامسة
سبحان محيي الموتى وهو على كل شئ قدير والسادسة سبحان الملك القدوس والسابعة سبحان الذين ملا السماوات
السبع والأرضين السبع عزة ووقارا * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال وهو جالس مع أصحابه إذ سمع هزة فقال أطت السماء وحق لهان ان تئط قالوا وما الأطيط قال
تناقضت السماء ويحقها ان تنقض والذي نفس محمد بيده ما فيها موضع شبر الا فيه جبهة ملك ساجد يسبح
الله بحمده * وأخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ تسبح له
السماوات السبع والأرض بالتاء * قوله تعالى (وان من شئ الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ألا أخبركم بشئ أمر به نوح ابنه ان نوحا قال لابنه يا بنى آمرك ان تقول سبحان الله فإنها صلاة الخلق
وتسبيح الخلق وبها يرزق الخلق قال الله تعالى وان من شئ الا يسبح بحمده * وأخرج أحمد وابن مردويه عن
ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن نوحا لما حضرته الوفاة قال لابنيه آمركما بسبحان
الله وبحمده فإنها صلاة كل شئ وبها يرزق كل شئ * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في فضائل الذكر عن عائشة
رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صوت الديك صلاته وضربه بجناحيه سجوده وركوعه ثم تلا
هذه الآية وان من شئ الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال ينادى مناد من السماء اذكروا الله يذكركم فلا يسمعها أول من الديك فيصيح فذلك تسبيحه
* وأخرج أبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا تضربوا وجوه الدواب فان كل شئ يسبح بحمده * وأخرج أبو الشيخ عن عمر رضي الله عنه قال لا تلطموا
وجوه الدواب فان كل شئ يسبح بحمده * وأخرج أحمد عن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم انه مر على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل فقال لهم اركبوها سالمة ودعوها سالمة ولا تتخذوها
كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكر الله منه * وأخرج ابن مردويه
عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما تستقل الشمس فيبقى شئ من خلق الله
تعالى الا سبح الله بحمده الا ما كان من الشيطان وأغنياء بني آدم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي امامة رضي الله عنه
قال ما من عبد يسبح الله تسبيحة الا سبح ما خلق الله من شئ قال الله تعالى وان شئ الا يسبح بحمده * وأخرج
ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن النمل يسبحن * وأخرج البخاري
ومسلم وأبو داود والنسائي وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم قرصت نملة نبيا من الأنبياء فامر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله إليه من أجل نملة واحدة
أحرقت أمة من الأمم تسبح * وأخرج النسائي وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الضفدع وقال نعيقها تسبيح * وأخرج أبو الشيخ في العظمة وابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وان من شئ الا يسبح بحمده قال الزرع يسبح بحمده وأجره لصاحبه
والثوب يسبح ويقول الوسخ ان كنت مؤمنا فاغسلني إذا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي قبيل رضي الله عنه قال
183

الزرع يسبح وثوابه للذي زرع * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كل شئ يسبح بحمده الا
الحمار والكلب * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله وان من شئ الا يسبح بحمده قال الأسطوانة تسبح
والشجرة تسبح * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال لا يعيبن
أحدكم دابته ولا ثوبه فان كل شئ يسبح بحمده * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والخطيب عن أبي
صالح رضي الله عنه قال ذكر لنا ان صرير الباب تسبيحه * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي غالب الشيباني رضي الله عنه
قال صوت البحر تسبيحه وأمواجه صلاته * وأخرج ابن أبي حاتم عن النخعي رضي الله عنه قال الطعام
تسبيح * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وأبو الشيخ عن ميمون بن مهران رضي الله عنه قال أتى أبو بكر
الصديق رضي الله عنه بغراب وافر الجناحين فجعل ينشر جناحه ويقول ما صيد من صيد ولا عضدت من شجرة
الا بما ضيعت من التسبيح * وأخرج ابن راهويه في مسنده من طريق الزهري رضي الله عنه قال أتى أبو بكر
الصديق رضي الله عنه بغراب وافر الجناحين فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما صيد من صيد
ولا عضدت عضاة ولا قطعت وشيجة الا بقلة التسبيح * واخرج أبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صيد من صيد ولا وشج من وشج الا بتضييعه التسبيح * واخرج
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صيد من طير في السماء ولا سمك في الماء حتى
يدع ما افترض الله عليه من التسبيح * وأخرج أبو الشيخ عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما أخذ طائر ولا حوت الا بتضييع التسبيح * وأخرج أبو الشيخ عن مرثد بن أبي مرثد عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال لا يصطاد شئ من الطير والحيتان الا بما يضيع من تسبيح الله * وأخرج ابن عساكر من طريق
يزيد بن مرثد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اصطيد طير في بر ولا بحر الا بتضييعه التسبيح * وأخرج
العقيلي في الضعفاء وأبو الشيخ والديلمي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آجال البهائم
كلها وخشاش الأرض والنمل والبراغيث والجراد والخيل والبغال والدواب كلها وغير ذلك آجالها في التسبيح
فإذا انقضى تسبيحها قبض الله أرواحها وليس إلى ملك الموت منها شئ * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وان من شئ الا يسبح بحمده قال ما من شئ في أصله الأول لن يموت الا وهو
يسبح بحمده * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وان من شئ الا يسبح بحمده قال ما من شئ في أصله الأول
لن يموت الا وهو يسبح بحمده * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن شوذب قال جلس الحسن مع أصحابه على مائدة فقال
بعضهم هذه المائدة تسبح الآن فقال الحسن كلا انما ذاك كل شئ على أصله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن إبراهيم قال الطعام تسبيح * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبد الله بن عمر وبن العاصي قال لا تقتلوا
الضفادع فان أصواتها تسبيح * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن أبى حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن
أنس بن مالك رضي الله عنه قال ظن داود عليه السلام ان أحدا لم يمدح خالقه أفضل مما مدحه وان ملكا نزل
وهو قاعد في المحراب والبركة إلى جانبه فقال يا داود افهم إلى ما تصوت به الضفدع فانصت داود عليه السلام فإذا
الضفدع يمدحه بمدحة لم يمدحه بها داود عليه السلام فقال له الملك كيف ترى يا داود أفهمت ما قالت قال نعم قال
ماذا قالت قال قالت سبحانك وبحمدك منتهى علمك يا رب قال داود عليه السلام والذي جعلني نبيه انى لم أمدحه
بهذا * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن صدقة بن يسار رضي الله عنه قال كان داود عليه السلام في محرابه
فأبصر درة صغيرة ففكر في خلقها وقال ما يعبأ الله بخلق هذه فأنطقها الله فقال يا داود أتعجبك نفسك لأنا
على قدر ما آتاني الله أذكر الله وأشكر له منك على ما آتاك الله قال الله وان من شئ الا يسبح بحمده * وأخرج
ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه قال هذه الآية في التوراة كقدر ألف آية وان من شئ الا يسبح بحمده قال في
التوراة تسبح له الجبال ويسبح له الشجر ويسبح له كذا ويسبح له كذا * وأخرج أحمد في الزهد وأبو الشيخ عن
شهر بن حوشب رضي الله عنه قال كان داود عليه السلام يسمى النواح في كتاب الله عز وجل وانه انطلق حتى أتى
البحر فقال أيها البحراني هارب قال من الطالب الذي لا ينادى طلبه قال فاجعلني قطرة من مائك أو دابة مما فيك أو
184

تربة من تربتك أو صخرة من صخرك قال أيها العبد الهارب الفار من الطالب الذي لا ينادى طلبه ارجع من حيث
جئت فإنه ليس منى شئ الا بارز ينظر الله عز وجل إليه قد أحصاه وعده عدا فلست أستطيع ذلك ثم انطلق حتى
أتى الجبل فقال أيها الجبل اجعلني حجرا من حجارتك أو تربة من تربتك أو صخرة من صخرك أو شيئا في جوفك
فقال أيها العبد الهارب الفار من الطالب الذي لا ينادى طلبه انه ليس منى شئ الا يراه الله وينظر إليه قد أحصاه
وعده عدا فلست أستطيع ذلك ثم انطلق حتى أتى على الأرض يعنى الرمل فقال أيها الرمل اجعلني تربة من تربك
أو صخرة من صخرك أو شيئا مما في جوفك فأوحى الله إليه أجبه فقال أيها العبد الفار من الطالب الذي لا ينادى
طلبه ارجع من حيث جئت فاجعل عملك لقسمين لرغبة أو لرهبة فعلى أيهما أخذك ربك لم تبال وخرج فأتى
البحر في ساعة فصلى فيه فنادته ضفدعة فقالت يا داود انك حدثت نفسك انك قد سبحت في ساعة يذكر الله
فيها غيرك وإني في سبعين ألف ضفدعة كلها قائمة على رجل تسبح الله تعالى وتقدسه * وأخرج أحمد وأبو الشيخ
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال صلى داود عليه السلام ليلة حتى أصبح فلما ان أصبح وجد في نفسه مسرورا
فنادته ضفدعة يا داود كنت أدأب منك قد أغفيت اغفاء * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي بردة عن أبي
موسى رضي الله عنه قال بلغني انه ليس شئ أكثر تسبيحا من هذه الدودة الحمراء * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن
رضي الله عنه قال التراب يسبح فإذا بنى به الحائط سبح * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال إذا سمعت
تغيضا من البيت أو من الخشب والجدر فهو تسبيح * وأخرج أبو الشيخ عن خيثمة رضي الله عنه قال كان أبو
الدرداء يطبخ قدرا فوقعت على وجهها فجعلت تسبح * وأخرج أبو الشيخ عن سليمان بن المغيرة قال كان مطرف
رضي الله عنه إذا دخل بيته فسبح سبحت معه آنية بيته * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال لولا ما غمى
عليكم من تسبيح ما معكم في البيوت ما تقاررتم * وأخرج أبو الشيخ عن مسعر رضي الله عنه قال لولا ما غمى الله عليكم
من تسبيح خلقه ما تقاررتم * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله وان من شئ الا يسبح بحمده قال
كل شئ فيه الروح يسبح * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه وان من شئ الا يسبح بحمده قال صلاة
الخلق وتسبيحهم سبحان الله وبحمده * وأخرج النسائي وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا
أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفا بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليس معنا ماء فقال لنا اطلبوا من معه فضل ماء فأتى بماء فوضعه في اناء ثم وضع يده فيه فجعل الماء يخرج من بين
أصابعه قال حي على الطهور المبارك والبركة من الله فشربنا منه قال عبد الله كنا نسمع صوت الماء وتسبيحه
وهو يشرب * وأخرج أبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن مسعود قال كنا نأكل مع النبي صلى الله عليه
وسلم فنسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل * وأخرج أبو الشيخ عن أنس قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام
ثريد فقال إن هذا الطعام يسبح قالوا يا رسول الله وتفقه تسبيحه قال نعم ثم قال الرجل ادن هذه القصعة من
هذا الرجل فأدناها منه فقال نعم يا رسول الله هذا الطعام يسبح فقال ادنها من آخر وأدناها منه فقال هذا الطعام
يسبح ثم قال ردها فقال رجل يا رسول الله لو أمرت على القوم جميعا فقال لا انها لو سكتت عند رجل لقالوا من ذنب
ردها فردها * وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية عن أبي حمزة الثمالي قال قال محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه
وسمع عصافير يصحن قال تدرى ما يقلن قلت لا قال يسبحن ربهن عز وجل ويسألن قوت يومهن * وأخرج
الخطيب عن أبي حمزة قال كنا مع علي بن الحسين رضي الله عنه فمر بنا عصافير يصحن فقال أتدرون ما تقول
هذه العصافير فقلنا لا قال اما انى ما أقول انا نعلم الغيب ولكني سمعت أبي يقول سمعت علي بن أبي طالب
أمير المؤمنين رضي الله عنه يقول إن الطير إذا أصبحت سبحت ربها وسألته قوت يومها وان هذه تسبح ربها
وتسأله قوت يومها * وأخرج الخطيب في تاريخه عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي
يا عائشة اغسلي هذين البردين فقلت يا رسول الله بالأمس غسلتهما فقال لي أما علمت أن الثوب يسبح فإذا اتسخ
انقطع تسبيحه * قوله تعالى (انه كان حليما غفورا) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله انه كان حليما غفورا قال حليما عن خلقه فلا يعجل كعجلة بعضهم على بعض غفورا لهم إذا تابوا
185

* قوله تعالى (وإذا قرأت القرآن) * أخرج أبو يعلى وابن أبي حاتم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا
في الدلائل عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت لما نزلت تبت يدا أبى لهب أقبلت العوراء أم جميل ولها
ولولة وفى يدها فهر وهي تقول مذمما أبينا * ودينه قلينا * وأمره عصينا
ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأبو بكر رضي الله عنه إلى جنبه فقال أبو بكر لقد أقبلت هذه وانا أخاف
ان تراك فقال إنها لن تراني وقرأ قرآنا اعتصم به كما قال تعالى وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون
بالآخرة حجابا مستورا فجاءت حتى قامت على أبى بكر رضي الله عنه فلم تر النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا أبا بكر
بلغني ان صاحبك هجاني فقال أبو بكر رضي الله عنه لا ورب هذا البيت ما هجاك فانصرفت وهي تقول قد
علمت قريش أنى بنت سيدها * واخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل من وجه آخر عن أسماء بنت أبي بكر
رضي الله عنهما ان أم جميل دخلت على أبى بكر وعنده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا ابن أبي قحافة ما شأن
صاحبك ينشد في الشعر فقال والله ما صاحبي بشاعر وما يدرى ما الشعر فقالت أليس قد قال في جيدها حبل من
مسد فما يدريه ما في جيدي فقال النبي صلى الله عليه وسلم قل لها هل ترين عندي أحدا فإنها لن تراني جعل بيني
وبينها حجاب فقال لها أبو بكر رضي الله عنه فقالت أتهزأ بي والله ما أرى عندك أحدا * وأخرج ابن مردويه عن أبي
بكر الصديق رضي الله عنه قال كنت جالسا عند المقام ورسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل الكعبة بين يديه إذ
جاءت أم جميل بنت حرب بن أمية زوجة أبى لهب ومعها فهران فقالت أين الذي هجاني وهجا زوجي والله لئن
رأيته لأرضن أنثييه بهذين الفهرين وذلك عند نزول تبت يدا أبى لهب قال أبو بكر رضي الله عنه فقلت لها يا أم
جميل ما هجاك ولا هجا زوجك قالت والله ما أنت بكذاب وان الناس ليقولون ذلك ثم ولت ذاهبة فقلت يا رسول الله
انها لم ترك فقال النبي صلى الله عليه وسلم حال بيني وبينها جبريل * وأخرج ابن أبي شيبة والدارقطني في الافراد وأبو
نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت تبت يدا أبى لهب جاءت امرأة أبى لهب فقال أبو بكر
رضي الله عنه يا رسول الله لو تنحيت عنها فإنها امرأة بذية فقال إنه سيحال بيني وبينها فلم ترني فقالت يا أبا بكر هجانا
صاحبك قال والله ما ينطق بالشعر ولا يقوله فقالت انك لمصدق فاندفعت راجعة فقال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول
الله ما رأتك قال كان بيني وبينها ملك يسترني بجناحه حتى ذهبت * وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر عن ابن شهاب
رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا القرآن على مشركي قريش ودعاهم إلى الله قالوا يهزؤون
به قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفى آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فأنزل الله في ذلك من قولهم وإذا قرأت
القرآن الآيات * وأخرج ابن عساكر وولده القاسم في كتاب آيات الحرز عن العباس بن محمد المنقري رضي الله عنه
قال قدم حسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه المدينة حاجا فاحتجنا إلى أن نوجه
رسولا وكان في الخوف فأبى الرسول ان يخرج وخاف على نفسه من الطريق فقال الحسين رضي الله عنه انا أكتب
لك رقعة فيها حرز لن يضرك شئ إن شاء الله تعالى فكتب له رقعة وجعلها الرسول في صورته فذهب الرسول فلم
يلبث ان جاء سالما فقال مررت بالأعراب يمينا وشمالا فما هيجني منهم أحد والحرز عن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب وان هذا الحرز كان الأنبياء يتحرزون به من الفراعنة بسم الله
الرحمن الرحيم قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون انى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا أخذت بسمع الله وبصره وقوته
على أسماعكم وأبصاركم وقوتكم يا معشر الجن والإنس والشياطين والاعراب والسباع والهوام واللصوص مما
يخاف ويحذر فلان بن فلان سترت بينه وبينكم بستر النبوة التي استتروا بها من سطوات الفراعنة جبريل عن
ايمانكم وميكائيل عن شمائلكم ومحمد صلى الله عليه وسلم أمامكم والله سبحانه وتعالى من فوقكم يمنعكم من فلان بن
فلان في نفسه وولده وأهله وشعره وبشره وماله وما عليه وما معه وما تحته وما فوقه وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك
وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا وجعلنا على قلوبهم أكنة إلى قوله نفورا وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وإذا قرأت
القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا قال الحجاب المستور أكنه على قلوبهم أن
186

يفقهوه وأن ينتفعوا به أطاعوا الشيطان فاستحوذ عليهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد وإذا قرأت القرآن
الآية قال ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن على المشركين بمكة سمعوا ولا يرونه * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا قال
بغضا لما تكلم به لئلا يسمعوه كما كان قوم نوح يجعلون أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا ما يأمرهم به من الاستغفار
والتوبة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وإذا
ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا قال الشياطين * وأخرج البخاري في تاريخه عن أبي جعفر
محمد بن علي انه قال لم كتمتم بسم الله الرحمن الرحيم فنعم الاسم والله كتموا فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا
دخل منزله اجتمعت عليه قريش فيجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع صوته بها فتولى قريش فرارا فأنزل الله وإذا
ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
إذ يستمعون إليك قال عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله إذا يستمعون إليك قال هي في مثل قول الوليد بن المغيرة
ومن معه في دار الندوة وفى قوله فلا يستطيعون سبيلا قال مخرجا يخرجهم من الأمثال التي ضربوا لك الوليد بن
المغيرة وأصحابه * وأخرج ابن إسحاق والبيهقي في الدلائل عن الزهري رضي الله عنه قال حدثت أن أبا جهل وأبا
سفيان والأخنس بن شريق خرجوا ليلة يستمعون من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى بالليل في بيته فاخذ
كل رجل منهم مجلسا يستمع فيه وكل لا يعلم بمكان صاحبه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعتهم
الطريق فتلاوموا فقال بعضهم لبعض لا تعودوا فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا ثم انصرفوا حتى
إذا كان الليلة الثانية دعا كل رجل منهم إلى مجلسه فباتوا يستمعون له حتى طلع الفجر تفرقوا فجمعتهم الطريق
فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا
يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعتهم الطريق فقال بعضهم لبعض لا نبرح حتى نتعاهد لا نعود
فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا فلما أصبح الأخنس أتى أبا سفيان في بيته فقال أخبرني عن رأيك فيما سمعت من
محمد قال والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها قال
الأخنس وانا والذي حلفت به ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فقال ما رأيك فيما سمعت من محمد قال ماذا
سمعت تنازعنا نحن وبنو عبد مناف في الشرف أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا حتى إذا تجاثينا
على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذه والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه
فقام عنه الأخنس وتركه والله أعلم * قوله تعالى (وقالوا أئذا كنا عظاما) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ورفاتا قال غبارا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ورفاتا قال ترابا وفى قوله قل كونوا حجارة وحديدا
قال ما شئتم فكونوا فسيعيدكم الله كما كنتم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله أو خلقا مما يكبر في صدوركم قال الموت قال لو كنتم
موتى لأحييتكم * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله أو خلقا مما يكبر في صدوركم قال الموت * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الحسن رضي الله عنه مثله
* وأخرج عبد الله بن أحمد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله أو خلق مما يكبر في
صدوركم قال هو الموت ليس شئ أكبر في نفس ابن آدم من الموت فكونوا الموت ان استطعتم فان الموت سيموت
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فسينغضون إليك رؤسهم
قال يحركون رؤسهم استهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما
أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى فسينغضون إليك رؤسهم قال يحركون رؤسهم استهزاء برسول
الله صلى الله عليه وسلم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر وهو يقول
187

أتنغض لي يوم الفخار وقد ترى * خيولا عليها كالأسود ضواريا
* وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ويقولون متى هو قال الإعادة والله تعالى أعلم * قوله تعالى
(يوم يدعوكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
فتستجيبون بحمده قال بأمره * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
في قوله فتستجيبون بحمده قال يخرجون من قبورهم وهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده أي بمعرفته وطاعته وتظنون ان
لبثتم الا قليلا أي في الدنيا تحاقرت الأعمار في أنفسهم وقلت حين عاينوا يوم القيامة * وأخرج الحكيم الترمذي
وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه وأبو يعلى والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في منشرهم وكأني
باهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن رؤسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن * وأخرج ابن مردويه
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة عند الموت
ولا في القبور ولا في الحشر كأني باهل لا إله إلا الله قد خرجوا من قبورهم ينفضون رؤسهم من التراب يقولون
الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن * وأخرج الخطيب في التاريخ عن موسى بن هارون الحمال قال حدثنا محمد بن
أحمد بن إبراهيم الموصلي رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت يا رسول الله ان يحيى الحماني
حدثنا عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر عنك صلى الله عليك أنك قلت ليس على أهل لا إله إلا الله
وحشة في قبورهم ولا في منشرهم وكأني باهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن رؤسهم ويقولون الحمد لله الذي
اذهب عنا الحزن فقال صدق الحماني * قوله تعالى (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) * أخرج ابن أبي حاتم
عن ابن سيرين رضي الله عنه في قوله وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن قال لا إله إلا الله * وأخرج ابن المنذر عن
ابن جريج رضي الله عنه في قوله وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن قال يعفوا عن السيئة * وأخرج ابن جرير عن
الحسن في قوله وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن قال لا يقول له مثل ما يقول بل يقول له يرحمك الله يغفر الله لك
* قوله تعالى (ان الشيطان ينزغ بينهم) * أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال نزع الشيطان تحريشه
* وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشيرن أحدكم إلى
أخيه بالسلاح فإنه لا يدرى أحدكم لعل الشيطان ينزغ في يده فيقع في حفرة من نار * قوله تعالى (ان الشيطان
كان للانسان عدوا مبينا) * أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا قال
عادوه فإنه يحق على كل مسلم عداوته وعداوته أنه تعاديه بطاعة الله * قوله تعالى (ربكم أعلم بكم) الآية
* أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ربكم أعلم بكم ان يشأ يرحمكم قال فتؤمنوا وان يشأ يعذبكم
فتموتوا على الشرك كما أنتم * قوله تعالى (ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض قال اتخذ الله إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما
وجعل عيسى كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فكان وهو عبد الله ورسوله من كلمة الله وروحه وآتى
سليمان ملكا عظيما لا ينبغي لأحد من بعده وآتى داود زبورا وغفر لمحمد صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه
وما تأخر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله لقد فضلنا بعض النبيين على بعض
قال كلم الله موسى وأرسل محمدا إلى الناس كافة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله
وآتينا داود زبورا قال كنا نحدث انه دعاء علمه داود وتحميد أو تمجيد الله عز وجل ليس فيه حلال ولا حرام
ولا فرائض ولا حدود * وأخرج ابن أبى حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال الزبور ثناء على الله ودعاء
وتسبيح * وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الرحمن بن مردويه قال في زبور آل داود ثلاثة أحرف طوبى لرجل
لا يسلك سبيل الخطائين وطوبى لمن لم يأتمر بأمر الظالمين وطوبى لمن لم يجالس البطالين * وأخرج أحمد في الزهد
عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال في أول شئ من مزامير داود عليه السلام طوبى لرجل لا يسلك طريق
188

الخطائين ولم يجالس البطالين ويستقيم على عبادة ربه عز وجل فمثله كمثل شجرة نابتة على ساقية لا يزال فيها الماء
يفضل ثمرها في زمان الثمار ولا تزال خضراء في غير زمان الثمار * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضي الله عنه
قال قرأت في بعض زبور داود عليه السلام تساقطت القرى وأبطل ذكرهم وأنا دائم الدهر مقعد كرسي للقضاء
وأخرج أحمد عن وهب رضي الله عنه قال وجدت في كتاب داود عليه السلام ان الله تبارك وتعالى يقول بعزتي
وجلالي انه من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما ترددت عن شئ أريد ترددي عن موت المؤمن قد علمت أنه
يكره الموت ولابد له منه وأنا أكره ان أسوءه قال وقرأت في كتاب آخر ان الله تبارك وتعالى يقول كفاني لعبدي
مالا إذا كان عبدي في طاعتي أعطيته قبل ان يسألني واستجبت له من قبل ان يدعوني فاني أعلم بحاجته التي ترفق
به من نفسه قال وقرأت في كتاب آخر ان الله عز وجل يقول بعزتي انه من اعتصم بي وان كادته السماوات بمن
فيهن والأرضون بمن فيهن فاني أجعل له من بين ذلك مخرجا ومن لم يعتصم بي فاني أقطع يديه من أسباب السماء
وأخسف به من تحت قدميه الأرض فاجعله في الهواء ثم أكله إلى نفسه * وأخرج أحمد عن وهب بن منبه رضي الله عنه
قال في حكمة آل داود وحق على العاقل ان لا يشتغل عن أربع ساعات ساعة يناجى ربه وساعة يحاسب
فيها نفسه وساعة يفضي فيها إلى اخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه وساعة يخلى بين نفسه وبين
لذاتها فيما يحل ويجمل فان هذه الساعات عون على هذه الساعات واجماع للقلوب وحق على العاقل ان يكون
عارفا بزمانه حافظا للسانه مقبلا عن شأنه وحق على العاقل ان لا يظعن الا في إحدى ثلاثا زاد لمعاد أو مرمة لمعاش
أو لذة في غير محرم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن خالد الربعي رضي الله عنه قال وجدت فاتحة الزبور الذي يقال
له زبور داود عليه السلام ان رأس الحكمة خشية الله تعالى * وأخرج أحمد عن أيوب الفلسطيني رضي الله عنه
قال مكتوب في مزامير داود عليه السلام أتدري لمن أغفر له قال لمن يا رب قال للذي إذا أذنب ذنبا ارتعدت لذلك
مفاصله فذلك الذي آمر ملائكتي ان لا يكتبوا عليه ذلك الذنب * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضي الله عنه
قال مكتوب في الزبور بطلت الأمانة والرجل مع صاحبه بشفتين مختلفتين يهلك الله عز وجل كل ذي شفتين
مختلفتين قال ومكتوب في الزبور بنار المنافق تحترق المدينة * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال
مكتوب في الزبور وهو أول الزبور طوبى لمن لم يسلك سبيل الآثمة ولم يجالس الخطائين ولم يفئ في هم المستهزئين
ولكن همه سنة الله عز وجل وإياها يتعلم بالليل والنهار مثله مثل شجرة تنبت على شط تؤتى ثمرتها في حينها
ولا يتناثر من ورقها شئ وكل عمله بأمري ليس ذلك مثل عمل المنافقين * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضي الله عنه
قال قرأت في الزبور بكبر المنافق يحترق المسكين * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن وهب بن
منبه رضي الله عنه قال قرأت في آخر زبور داود عليه الصلاة والسلام ثلاثين سطرا يا داود هل تدرى أي المؤمنين
أحب إلى أن أطيل حياته الذي إذا قال لا إله إلا الله اقشعر جلده وإني أكره لذلك الموت كما تكره الوالدة لولدها
ولابد له منه انى أريد ان أسره في دار سوى هذه الدار فان نعيمها بلاء ورخاءها شدة فيها عد ولا يألوهم خبالا يجرى
منهم مجرى الدم من أجل ذلك عجلت أوليائي إلى الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة عن مالك بن مغول قال في زبور داود
مكتوب انى أنا الله لا إله الا أنا ملك الملوك قلوب الملوك بيدي فأيما قوم كانوا على طاعة جعلت الملوك عليهم رحمة
وأيما قوم كانوا على معصية جعلت الملوك عليهم نقمة لا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك ولا تتوبوا إليهم توبوا إلى
أعطف قلوبهم عليكم * قوله تعالى (قل ادعوا الذين زعمتم من دونه) الآيتين * أخرج عبد الرزاق والفريابي
وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم
وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون
كشف الضر عنكم ولا تحويلا قال كان نفر من الانس يعبدون نفرا من الجن فأسلم النفر من الجن وتمسك الإنسيون
بعبادتهم فأنزل الله أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة كلاهما بالياء * وأخرج ابن جرير وابن
مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال نزلت هذه الآية في نفر من العرب
كانوا يعبدون نفرا من الجن فأسلم الجنيون والنفر من العرب لا يشعرون ذلك * وأخرج ابن جرير عن ابن
189

مسعود رضي الله عنه قال كان قبائل من العرب يعبدون صنفا من الملائكة يقال لهم الجن ويقولون هم
بنات الله فأنزل الله أولئك الذين يدعون الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما في الآية قال كان أهل الشرك يعبدون الملائكة والمسيح وعزيرا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فلا يملكون كشف الضر
عنكم قال عيسى وأمه وعزيز * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله أولئك الذين يدعون قال هم عيسى وعزيز والشمس والقمر * وأخرج الترمذي وابن مردويه واللفظ
له عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوا الله لي الوسيلة قالوا وما الوسيلة قال القرب
من الله ثم قرأ يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب * قوله تعالى (وان من قرية) الآية * أخرج ابن أبي شيبة
وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة قال
مبيدوها أو معذبوها قال بالقتل والبلاء كل قرية في الأرض سيصيبها بعض هذا * وأخرج ابن جرير من طريق
سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله رضي الله عنه قال إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن الله في هلاكها
* وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم التيمي في قوله كان ذلك في الكتاب مسطورا قال في اللوح المحفوظ * قوله تعالى
(وما منعنا أن نرسل بالآيات) الآية * أخرج أحمد والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم
وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سأل أهل مكة
النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل لهم الصفا ذهبا وان ينحى عنهم الجبال فيزرعون فقيل له ان شئت ان تتأنى
بهم وان شئت ان نؤتيهم الذي سألوا فان كفروا أهلكوا كما أهلكت من قبلهم من الأمم قال لا بل استأني بهم
فأنزل الله وما منعنا ان نرسل بالآيات الا ان كذب بها الأولون * وأخرج أحمد والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم ادع لنا ربك ان يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن لك قال وتفعلون قالوا
نعم فدعا فاتاه جبريل عليه السلام فقال إن ربك يقرئك السلام ويقول لك ان شئت أصبح الصفا لهم ذهبا فمن كفر
منهم بعد ذلك عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وان شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة قال باب التوبة
والرحمة * وأخرج البيهقي في الدلائل عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال قال الناس لرسول الله صلى الله عليه
وسلم لو جئتنا بآية كما جاء بها صالح والنبيون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان شئتم دعوت الله فانزلها عليكم
وان عصيتم هلكتم فقالوا لا نريدها * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال قال أهل مكة للنبي صلى الله عليه وسلم ان كان
ما تقول حقا ويسرك ان نؤمن فحول لنا الصفا ذهبا فاتاه جبريل فقال إن شئت كان الذي سالك قومك ولكنه
ان كان ثم لم يؤمنوا لم ينظروا وان شئت استأنيت بقومك قال بل استأني بقومي فأنزل الله وما منعنا أن نرسل
بالآيات الا ان كذب بها الأولون وأنزل الله ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون * وأخرج ابن
جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله وما منعنا أن نرسل بالآيات الا ان كذب بها الأولون قال رحمة لكم أيتها الأمة
قال انا لو أرسلنا بالآيات فكذبتم بها أصابكم ما أصاب من قبلكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد
رضي الله عنه في الآية قال لم تؤت قرية بآية فكذبوا بها الا عذبوا وفى قوله وآتينا ثمود الناقة مبصرة قال آية
* وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما نرسل بالآيات الا
تخويفا قال الموت * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في الزهد وابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن جرير وابن
المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله وما نرسل بالآيات الا تخويفا قال الموت الذريع * وأخرج ابن أبي داود
في البعث عن قتادة رضي الله عنه في قوله وما نرسل بالآيات تخويفا قال الموت من ذلك * وأخرج ابن جرير
عن قتادة رضي الله عنه في قوله وما نرسل بالآيات الا تخويفا قال إن الله يخوف الناس بما شاء من آياته لعلهم
يعتبون أو يذكرون أو يرجعون ذكر لنا ان الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود رضي الله عنه فقال
يا أيها الناس ان ربكم يستعتبكم فاعتبوه * قوله تعالى (وإذ قلنا لك ان ربك أحاط بالناس) * أخرج ابن أبي شيبة
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله وإذ قلنا لك ان ربك أحاط بالناس قال
190

عصمك من الناس * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان ربك أحاط بالناس قال
فهم في قبضته * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله انه
ربك أحاط بالناس قال أحاط بهم فهو مانعك منهم وعاصمك حتى تبلغ رسالته * قوله تعالى (وما جعلنا الرؤيا التي
أريناك الا فتنة للناس) * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وجعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس قال هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة
أسرى به إلى بيت المقدس وليست برؤيا منام والشجرة الملعونة في القرآن قال هي شجرة الزقوم * وأخرج سعيد
ابن منصور عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله وما جعلنا الرؤيا التي أريناك قال ما أرى في طريقه إلى بيت المقدس
* وأخرج ابن سعد وأبو يعلى وابن عساكر عن أم هانئ رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما
أسرى به أصبح يحدث نفرا من قريش وهم يستهزؤن به فطلبوا منه آية فوصف لهم بيت المقدس وذكر لهم قصة
العير فقال الوليد بن المغيرة هذا ساحر فأنزل الله تعالى وما جعلنا لرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس * وأخرج ابن إسحاق
وابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح يحدث بذلك فكذب
به أناس فأنزل الله فيمن ارتد وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن
ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال هو ما رأى في بيت المقدس ليلة أسرى به * وأخرج ابن جرير عن قتادة
رضي الله عنه وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس يقول أراه من الآيات والعبر في مسيره إلى بيت المقدس
ذكر لنا ان ناسا ارتدوا بعد اسلامهم حين حدثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمسيره أنكروا ذلك وكذبوا به
وعجبوا منه وقالوا أتحدثنا انك سرت مسيرة شهرين في ليلة واحدة * وأخرج ابن جرير عن سهل بن سعد رضي الله عنه
قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى فلان ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا
حتى مات وأنزل الله وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنهما
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت ولد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنهم القردة وأنزل الله في ذلك وما
جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة يعنى الحكم وولده * وأخرج ابن أبي حاتم عن يعلى بن
مرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريت بنى أمية على منابر الأرض وسيتملكونكم فتجدونهم
أرباب سوء واهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك فأنزل الله وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس
* وأخرج ابن مردويه عن الحسين بن علي رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح وهو مهموم
فقيل مالك يا رسول الله فقال انى أريت في المنام كان بنى أمية يتعاورون منبري هذا فقيل يا رسول الله لا تهتم فإنها
دنيا تنالهم فأنزل الله وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي
في الدلائل وابن عساكر عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى أمية على
المنابر فساءه ذلك فأوحى الله إليه انما هي دنيا أعطوها فقرت عينه وهي قوله وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة
للناس يعنى بلاء للناس * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت لمروان بن الحكم سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول لأبيك وجدك انكم الشجرة الملعونة في القرآن * وأخرج ابن جرير وابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الآية قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أرى انه دخل مكة هو وأصحابه وهو يومئذ بالمدينة فسار إلى مكة قبل الاجل فرده المشركون فقال أناس قد رد
وقد كان حدثنا انه سيدخلها فكانت رجعته فتنتهم * وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي
في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال أبو جهل لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم شجرة الزقوم
تخويفا لهم يا معشر قريش هل تدرون ما شجرة الزقوم التي يخوفكم بها محمد قالوا لا قال عجوة يثرب بالزبد والله لئن
استمكنا منها لنتزقمنها تزقما فأنزل الله ان شجرة الزقوم طعام الأثيم وانزل الله والشجرة الملعونة في القرآن لآية
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله والشجرة الملعونة في القرآن قال هي شجرة
191

الزقوم خوفوا بها قال أبو جهل أيخوفني ابن أبي كبشة بشجرة الزقوم ثم دعا بتمر وزبد فجعل يقول زقموني فأنزل الله
تعالى طلعها كأنه رؤس الشياطين وأنزل الله ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا * وأخرج ابن المنذر عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله والشجرة الملعونة قال ملعونة لان طلعها كأنه رؤس الشياطين وهم ملعونون
* واخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وتخوفهم قال أبو جهل بشجرة
الزقوم فما يزيدهم قال ما يزيد أبا جهل الا طغيانا كبيرا * قوله تعالى (وإذ قلنا للملائكة) الآيات * اخرج ابن أبي
حاتم عن قتادة في الآية قال حسد إبليس آدم عليه السلام على ما أعطاه الله من الكرامة وقال انا ناري وهذا
طيني فكان بدء الذنوب الكبر * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال إبليس ان آدم خلق
من تراب ومن طين خلق ضعيفا وإني خلقت من نار والنار تحرق كل شئ لاحتنكن ذريته الا قليلا فصدق ظنه
عليهم * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لاحتنكن قال
لأستولين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لاحتنكن ذريته قال لأحتوينهم
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله لاحتنكن ذريته يقول لأضلنهم * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله جزاء موفورا قال وافرا
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله فان جهنم جزاؤكم جزاء موفورا يقول يوفر
عذابها للكافر فلا يدخر عنهم منها شئ * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله واستفزز من استطعت منهم بصوتك قال صوته كل داع دعا إلى معصية الله واجلب عليهم بخيلك قال
كل راكب في معصية الله وشاركهم في الأموال قال كل مال في معصية الله والأولاد قال ما قتلوا من أولادهم وأتوا فيهم
الحرام * وأخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد قال كل خيل تسير في معصية الله وكل رجل يمشى في
معصية الله وكل مال أخذ بغير حقه وكل ولد زنا * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله واستفزز من استطعت منهم بصوتك قال استزل من
استطعت منهم بالغناء والمزامير واللهو والباطل واجلب عليهم بخيلك ورجلك قال كل راكب وماش في معاصي
الله وشاركهم في الأموال قال كل مال أخذ بغير بطاعة الله تعالى وأنفق في غير حقه والأولاد أولاد الزنا * وأخرج ابن
جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وشاركهم في الأموال والأولاد قال الأموال ما كانوا
يحرمون من أنعامهم والأولاد أولاد الزنا * واخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال
مشاركته في الأموال جعلوا البحيرة والسائبة والوصيلة لغير الله ومشاركته إياهم في الأولاد سموا عبد
الحارث وعبد شمس * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه رفعه قال قال إبليس يا رب انك لعنتني
وأخرجتني من الجنة من أجل آدم وإني لا أستطيعه الا بك قال فأنت المسلط قال أي رب زدني قال اجلب عليهم
بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد * وأخرج البيهقي في شعب الايمان وابن عساكر عن ثابت
رضي الله عنه قال بلغنا ان إبليس قال يا رب انك خلقت آدم وجعلت بيني وبينه عداوة فسلطني قال صدورهم
مساكن لك قال رب زدني قال لا يولد لآدم ولد الا ولد لك عشرة قال رب زدني قال تجرى منهم مجرى الدم قال
رب زدني قال اجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد فشكا آدم عليه السلام إبليس إلى
ربه قال يا رب انك خلقت إبليس وجعلت بيني وبينه عداوة وبغضا وسلطته على وأنا لا أطيقه الا بك قال لا يولد لك
ولدا الا وكلت به ملكين يحفظانه من قرناء السوء قال رب زدني قال الحسنة بعشر أمثالها قال رب زدني قال لا أحجب
عن أحد من ولدك التوبة ما لم يغرغر والله أعلم * قوله تعالى (ان عبادي) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله ان عبادي ليس لك عليهم سلطان قال عبادي الذين قضيت لهم بالجنة ليس لك عليهم
ان يذنبوا ذنبا الا أغفر لهم * قوله تعالى (ربكم الذي يزجي لكم) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يزجي قال يجرى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر
192

وابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني رضي الله عنه في قوله يزجي لكم الفلك قال يسيرها في البحر * وأخرج ابن أبي
حاتم عن عطاء الخراساني رضي الله عنه قال الفلك السفن * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي رضي الله عنه في
قوله انه كان بكم رحيما قال نزلت في المشركين * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أو
يرسل عليكم حاصبا قال مطر الحجارة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله أو يرسل
عليكم حاصبا قال حجارة من السماء ثم لا تجدوا لكم وكيلا أي منعة ولا ناصرا أم أمنتم ان نعيدكم فيه تارة أخرى
أي مرة أخرى في البحر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فيرسل عليكم
قاصفا من الريح قال التي تغرق * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال القاصف
والعاصف في البحر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قاصفا
قال عاصفا وفى قوله ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا قال نصيرا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
في قوله تبيعا قال ثائرا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ثم لا تجدوا
لكم علينا به تبيعا قال لا يتبعنا أحد بشئ من ذلك * قوله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم) الآية * أخرج الطبراني
والبيهقي في شعب الايمان والخطيب في تاريخه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما من شئ أكرم على الله من بني آدم يوم القيامة قيل يا رسول الله ولا الملائكة المقربون قال ولا الملائكة
الملائكة مجبورون بمنزلة الشمس والقمر وأخرجه البيهقي من وجه آخر عن ابن عمر رضي الله عنهما موقوفا وقال
هو الصحيح * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال المؤمن أكرم على الله من ملائكته
* واخرج الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الملائكة قالت يا رب أعطيت
بني آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون ويلبسون ونحن نسبح بحمدك ولا نأكل ولا نشرب ولا نلهو فكما جعلت لهم
الدنيا فاجعل لنا الآخرة قال لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان * وأخرج عبد الرزاق
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم مثله * وأخرج ابن عساكر من طريق عروة بن رويم
قال حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الملائكة قالوا ربنا خلقتنا
وخلقت بني آدم فجعلتهم يأكلون الطعام ويشربون الشراب ويلبسون الثياب ويأتون النساء ويركبون
الدواب وينامون ويستريحون ولم تجعل لنا من ذلك شيئا فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة فقال الله لا أجعل من
خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي كمن قلت له كن فكان وأخرجه البيهقي في شعب الايمان عن عروة بن
رويم مرسلا * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عروة بن رويم الأنصاري ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لما خلق الله آدم وذريته قالت الملائكة يا رب خلقتهم يأكلون ويشربون وينكحون ويركبون
فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة فقال الله تعالى لا أجعل من خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي كمن قلت له كن
فكان * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من وجه آخر عن عروة بن رويم اللخمي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه الا انه قال ويركبون الخيل ولم يذكر ونفخت فيه من
روحي * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ولقد كرمنا بني آدم قال جعلناهم يأكلون بأيديهم وسائر الخلق يأكلون بأفواههم * وأخرج
الحاكم في التاريخ والديلمي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ولقد
كرمنا بني آدم قال الكرامة الاكل بالأصابع * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر رضي الله عنه قال ما من رجل يرى
مبتلى فيقول الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني عليك وعلى كثير من خلقه تفضيلا الا عافاه الله من ذلك
البلاء كائنا ما كان * وأخرج أبو نعيم والبيهقي في الدلائل عن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إن الله خلق السماوات سبعا فاختار العليا منها فأسكنها من شاء من خلقه ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم
واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بنى هاشم
واختارني من بنى هاشم فانا من خيار الأخيار * قوله تعالى (يوم ندعو كل أناس بامامهم) * أخرج ابن أبي
193

شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يوم ندعو كل أناس بامامهم
قال امام هدى وامام ضلالة * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والخطيب في تاريخه عن أنس رضي الله عنه في
قوله يوم ندعو كل أناس بامامهم قال بنبيهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه مثله * وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يوم ندعو كل أناس بامامهم قال بكتاب أعمالهم * وأخرج ابن
مردويه عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ندعو كل أناس بامامهم قال يدعى كل قوم
بامام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم * وأخرج الترمذي وحسنه والبزار وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم
وصححه وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله يوم ندعو كل أناس
بامامهم قال يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه ويمد له في جسمه ستين ذراعا ويبيض وجهه ويجعل على رأسه تاج
من نور يتلألأ فينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون اللهم ائتنا بهذا وبارك لنا في هذا حتى يأتيهم فيقول
أبشروا لكل رجل منكم مثل هذا واما الكافر فيسود وجهه ويمد له في جسمه ستين ذراعا على صورة آدم ويلبس
تاجا من نار فيراه أصحابه فيقولون نعوذ بالله من شر هذا اللهم لا تأتنا بهذا قال فيأتيهم فيقولون ربنا أخره فيقول
أبعدكم الله فان لكل رجل منكم مثل هذا * وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن عكرمة قال جاء نفر من أهل
اليمن إلى ابن عباس فسأله رجل أرأيت قوله تعالى ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى فقال ابن عباس
رضي الله عنهما لم تصب المسألة اقرأ ما قبلها ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر حتى بلغ وفضلناهم على كثير ممن
خلقنا تفضيلا فقال ابن عباس رضي الله عنهما فمن كان أعمى عن هذا النعيم الذي قد رأى وعاين فهو في أمر
الآخرة التي تر ولم تعاين أعمى وأضل سبيلا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
ومن كان في الدنيا أعمى عما يرى من قدرتي من خلق السماء والأرض والجبال والبحار والناس والدواب
وأشباه هذا فهو عما وصفت له في الآخرة ولم يره أعمى وأضل سبيلا يقول أبعد حجة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن ابن عباس من عمى عن قدرة الله في الدنيا فهو في الآخرة أعمى * واخرج أبو الشيخ في العظمة عن قتادة في الآية
قال من عمى عما يراه من الشمس والقمر والليل والنهار وما يرى من الآيات ولم يصدق بها فهو عما غاب عنه من آيات
الله أعمى وأضل سبيلا * قوله تعالى (وان كادوا ليفتنونك) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم وابن مردويه
عن ابن عباس قال إن أمية بن خلف وأبا جهل بن هشام ورجالا من قريش أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا
تعال فاستلم آلهتنا وندخل معك في دينك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه فراق قومه ويحب اسلامهم
فرق لهم فأنزل الله وان كادوا ليفتنونك إلى قوله نصيرا * وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن باذان عن جابر
ابن عبد الله مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم
الحجر فقالوا لا ندعك تستلمه حتى تستلم آلهتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما على لو فعلت والله يعلم منى خلافه
فأنزل الله وان كادوا ليفتنونك إلى قوله نصيرا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا طاف يقول له المشركون استلم آلهتنا كي لا نضرك فكاد يفعل فأنزل الله وان كادوا ليفتنونك الآية
* وأخرج ابن أبي حاتم عن جبير بن نفير رضي الله عنه ان قريشا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له ان كنت
أرسلت إلينا فاطرد الذين اتبعوك من سقاط الناس ومواليهم لنكون نحن أصحابك فركن إليهم فأوحى الله
إليه وان كادوا ليفتنونك الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال انزل الله والنجم
إذا هوى فقرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية أفرأيتم اللات والعزى فألقى عليه الشيطان كلمتين
تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجي فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم ما بقى من السورة وسجد فأنزل الله وان
كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك الآية فما زال مغموما مهموما حتى أنزل الله تعالى وما أرسلنا من قبلك من
رسول ولا نبي الآية * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن ثقيفا قالوا للنبي صلى الله
عليه وسلم أجلنا سنة حتى نهدي لآلهتنا فإذا قبضنا الذي يهدى للآلهة أحرزناه ثم أسلمنا وكسرنا الآلهة
فهم أن يؤجلهم فنزلت وان كادوا ليفتنونك الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
194

ضعف الحياة وضعف الممات يعنى ضعف عذاب الدنيا والآخرة * وأخرج البيهقي في كتاب عذاب القبر عن
الحسن رضي الله عنه في قوله ضعف الحياة قال هو عذاب القبر * وأخرج البيهقي عن عطاء رضي الله عنه في قوله
وضعف الممات قال عذاب القبر * قوله تعالى (وان كادوا ليستفزونك) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد
ابن جبير رضي الله عنه قال قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم كانت الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يسكنون
الشام فمالك والمدينة فهم ان يشخص فأنزل الله تعالى وان كادوا ليستفزونك من الأرض الآية * وأخرج ابن جرير
عن حضرمي رضي الله عنه أنه بلغه أن بعض اليهود قال للنبي صلى الله عليه وسلم ان أرض الأنبياء أرض الشام وان
هذه ليست بأرض الأنبياء فأنزل الله تعالى وان كادوا ليستفزونك الآية * وأخرج ابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل
وابن عساكر عن عبد الرحمن بن غنم رضي الله عنه أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ان كنت نبيا فالحق
بالشام فان الشام أرض المحشر وأرض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قالوا
فغزا غزوة تبوك لا يريد الا الشام فلما بلغ تبوك أنزل الله عليه آيات من سورة بني إسرائيل بعد ما ختمت السورة
وان كادوا ليستفزونك من الأرض إلى قوله تحويلا فأمره بالرجوع إلى المدينة وقال فيها محياك وفيها مماتك
وفيها نبعث وقال له جبريل عليه السلام سل ربك فان لكل بنى مسألة فقال ما تأمرني أن أسال قال قل رب
أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا فهؤلاء نزلن عليه في رجعته من
تبوك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وان كادوا
ليستفزنك من الأرض قال هم أهل مكة باخراج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وقد فعلوا بعد ذلك فأهلكهم الله
تعالى يوم بدر ولم يلبثوا بعده الا قليلا حتى أهلكهم الله يوم بدر وكذلك كانت سنة الله تعالى في الرسل عليهم الصلاة
والسلام إذا فعل بهم قومهم مثل ذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله وإذا لا يلبسون خلفك الا قليلا قال يعنى بالقليل يوم أخذهم ببدر فكان ذلك هو القليل الذي كان كثيرا
بعده * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال القليل ثمانية عشر شهرا * قوله تعالى (أقم الصلاة لدلوك
الشمس إلى غسق الليل) * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه قال دلوك
الشمس غروبها تقول العرب إذا غربت الشمس دلكت الشمس * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن علي رضي الله عنه قال دلوكها غروبها * وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله أقم الصلاة لدلوك الشمس قال لزوال الشمس * واخرج البزار وأبو الشيخ
وابن مردويه والديلمي بسند ضعيف عن ابن عمر رضي الله عنهما قال دلوك الشمس زوالها * وأخرج عبد
الرزاق عن ابن عمر رضي الله عنهما قال دلوك الشمس زياغها بعد نصف النهار * وأخرج سعيد بن منصور وابن
جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال دلوكها زوالها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله لدلوك الشمس قال إذا فاء الفئ * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل عليه السلام لدلوك الشمس حين زالت فصلى بي الظهر * وأخرج ابن
جرير عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى الظهر إذا زالت الشمس ثم تلا
أقم الصلاة لدلوك الشمس * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وابن مردويه عن مجاهد رضي الله عنه قال كنت
أقود مولاي قيس بن السائب فيقول لي أدلكت الشمس فإذا قلت نعم صلى الظهر * وأخرج ابن مردويه عن
أنس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى الظهر عند دلوك الشمس * وأخرج الطبراني عن ابن
مسعود رضي الله عنه في قوله إلى غسق الليل قال العشاء الآخرة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال غسق الليل اجتماع الليل وظلمته * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه قال غسق الليل
بدو الليل * وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني
عن قوله إلى غسق الليل قال ما الغسق دخول الليل بظلمته قال فيه زهير بن أبي سلمى
195

ظلت تجوب يداها وهي لاهية * حتى إذا جنح الاظلام في الغسق
* وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه قال دلوك الشمس حين تزيغ وغسق الليل غروب الشمس
* وأخرج عبد الرزاق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال دلوك الشمس إذا زالت عن بطن السماء وغسق الليل
غروب الشمس والله سبحانه أعلم * قوله تعالى (وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا) * أخرج ابن جرير
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقرآن الفجر قال صلاة الصبح * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وقرآن الفجر قال صلاة الفجر * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن عطاء
رضي الله عنه في قوله ان قرآن الفجر كان مشهودا قال تشهده الملائكة والجن * وأخرج أحمد والترمذي وصححه
والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب
الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا قال تشهده ملائكة
الليل وملائكة النهار تجتمع فيها * وأخرج عبد الرزاق والبخاري ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم وابن
مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في
صلاة الفجر ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه اقرؤا ان شئتم وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا * وأخرج
سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال يتدارك الحرسان من
ملائكة الله تعالى حارس الليل وحارس النهار عند صلاة الصبح اقرؤا ان شئم وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان
مشهودا ثم قال تنزل ملائكة الليل وملائكة النهار * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير
والطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قرآن الفجر كان
مشهودا قال يشهده الله وملائكة الليل وملائكة النهار * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة رضي الله عنه ان
قرآن الفجر كان مشهودا قال تشهد ملائكة الليل وملائكة النهار * وأخرج ابن أبي شيبة عن القاسم عن
أبيه قال دخل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه المسجد لصلاة الفجر فإذا قوم قد أسندوا ظهورهم إلى القبلة
فقال نحوا عن القبلة لا تحولوا بين الملائكة وبين صلاتها فان هاتين الركعتين صلاة الملائكة * قوله تعالى
(ومن الليل فتهجد به نافلة لك) * أخرج ابن جرير وابن المنذر ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن علقمة والأسود
رضي الله عنهما قال التهجد بعد نومة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال نسخ قيام الليل الا عن النبي صلى
الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله نافلة لك
يعنى خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم أمر بقيام الليل وكتب عليه * وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في سننه
عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث هن على فرائض وهن لكم سنة الوتر والسواك
وقيام الليل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر ومحمد بن نصر والبيهقي في الدلائل عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
نافلة لك قال لم تكن النافلة لأحد الا للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة من أجل انه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
فما عمل من عمل مع المكتوب فهو نافلة له سوى المكتوب من أجل انه لا يعمل ذلك في كفارة الذنوب فهي نوافل له
وزيادة والناس يعملون ما سوى المكتوب في كفارة ذنوبهم فليس للناس نوافل انما هي للنبي صلى الله عليه
وسلم خاصة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه
مثله * وأخرج محمد بن نصر عن الحسن رضي الله عنه في قوله ومن الليل فتهجد به نافلة لك قال لا تكون نافلة
الليل الا للنبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم ومحمد بن نصر عن
قتادة رضي الله عنه نافلة لك قال تطوعا وفضيلة لك * وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني وابن
مردويه عن أبي امامة رضي الله عنه في قوله نافلة لك قال كانت للنبي صلى الله عليه وسلم نافلة ولكم فضيلة وفى لفظ
انما كانت النافلة خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج الطيالسي وابن نصر والطبراني وابن مردويه
والبيهقي في شعب الايمان والخطيب في تاريخه عن أبي امامة رضي الله عنه انه قال إذا توضأ الرجل المسلم فأحسن
الوضوء فان قعد قعد مغفورا له وان قام يصلى كانت له فضيلة قيل له نافلة قال انما النافلة للنبي صلى الله عليه وسلم
196

كيف يكون له نافلة وهو يسعى في الخطايا والذنوب ولكن فضيلة * قوله تعالى (عسى أن يبعثك ربك مقاما
محمودا) * أخرج سعيد بن منصور والبخاري وابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال إن الناس
بصيرون يوم القيامة جثاء كل أمة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع لنا حتى تنتهى الشفاعة إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن
مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عسى ان يبعثك
ربك مقاما محمودا وسئل عنه قال هو المقام الذي أشفع فيه لامتي * وأخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الايمان
عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المقام المحمود الشفاعة * وأخرج ابن جرير
والطبراني وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال
مقام الشفاعة * وأخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن المقام المحمود فقال هو الشفاعة * وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه
وابن مردويه عن كعب بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يبعث الناس يوم القيامة
فأكون أنا وأمتي على تل ويكسوني ربى حلة خضراء ثم يؤذن لي ان أقول ما شاء الله ان أقول فذلك المقام المحمود
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب
الايمان من طريق علي بن حسين قال أخبرني رجل من أهل العلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تمد الأرض يوم
القيامة مد الأديم ولا يكون لبشر من بني آدم فيها الا موضع قدمه ثم أدعى أول الناس فاخر ساجدا ثم يؤذن لي فأقول
يا رب أخبرني هذا لجبريل وجبريل عن يمين الرحمن والله ما رآه جبريل قط قبلها انك أرسلته إلى وجبريل عليه
السلام ساكت لا يتكلم حتى يقول الرب صدقت ثم يؤذن لي في الشفاعة فأقول أي رب عبادك عبدوك في
أطراف الأرض فذلك المقام المحمود * وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والحاكم وصححه وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه والبيهقي في البعث والخطيب في المتفق والمفترق عن حذيفة
رضي الله عنه قال يجمع الناس في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر حفاة عراة كما خلقوا قياما لا تكلم
نفس الا باذنه ينادى يا محمد فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك والمهدى من هديت وعبدك
بين يديك وبك واليك لا ملجأ ولا منجا منك الا إليك تباركت وتعاليت سبحانك رب البيت فهذا المقام المحمود
* وأخرج البخاري وابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن الشمس لتدنو حتى يبلغ العرق نصف الاذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم عليه السلام فيقول لست
بصاحب ذلك ثم موسى عليه السلام فيقول كذلك ثم محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع فيقضى الله بين الخلائق فيمشي
حتى يأخذ بحلة باب الجنة فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم * وأخرج أحمد وابن جرير وابن
المنذر والحاكم وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انى لأقوم المقام
المحمود قيل وما المقام المحمود قال ذلك إذا جئ بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم عليه السلام
فيقول اكسوا خليلي فيؤتى بريطتين بيضاوين فيلبسهما ثم يقعد مستقبل العرش ثم أوتى بكسوة فالبسها
فأقوم عن يمينه مقاما لا يقومه أحد فيغبطني به الأولون والآخرون ثم يفتح نهر من الكوثر إلى الحوض
* وأخرج ابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل ما
المقام المحمود الذي ذكر لك ربك قال يحشر الله الناس يوم القيامة عراة غرلا كهيئتكم يوم ولدتم هالهم الفزع
الأكبر وكظمهم الكرب العظيم وبلغ الرشح أفواههم وبلغ بهم الجهد والشدة فأكون أول مدعى وأول معطي ثم
يدعى إبراهيم عليه السلام قد كسى ثوبين أبيضين من ثياب الجنة ثم يؤمر فيجلس في قبل الكرسي ثم أقوم عن يمين
العرش فما من الخلائق قائم غيري فأتكلم فيسمعون وأشهد فيصدقون * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر
رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عسى وان يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجلسه على السرير
* وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله
197

صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه الا
تحت لوائي وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر فيفزع الناس ثلاث فزعات فيأتون آدم عليه السلام فيقولون
أنت أبونا فاشفع لنا إلى ربك فيقول انى أذنبت ذنبا أهبطت منه إلى الأرض ولكن ائتوا نوحا فيأتون نوحا فيقول
انى دعوت على أهل الأرض دعوة فأهلكوا ولكن اذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيقول ائتوا موسى فيأتون
موسى عليه الصلاة والسلام فيقول انى قتلت نفسا ولكن ائتوا عيسى فيأتون عيسى عليه السلام فيقول انى
عبدت من دون الله ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فيأتوني فانطلق معهم فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها
فيقال من هذا فأقول محمد فيفتحون لي ويقولون مرحبا فاخر ساجدا فيلهمني الله عز وجل من الثناء والحمد
والمجد فيقال ارفع رأسك سل تعط واشفع تشفع وقل يسمع لقولك فهو المقام المحمود الذي قال الله عسى ان
يبعثك ربك مقاما محمودا * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه في قوله عسى ان يبعثك ربك
مقاما محمودا قال يخرج الله قوما من النار من أهل الايمان والقبلة بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فذلك
المقام المحمود * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه انه ذكر حديث الجهنميين فقيل له
ما هذا الذي تحدث والله تعالى يقول انك من تدخل النار فقد أخزيته وكلما أرادوا ان يخرجوا منها أعيدوا
فيها فقال هل تقرأ القرآن قال نعم قال فهل سمعت فيه بالمقام المحمود قال نعم قال فإنه مقام محمد صلى الله عليه
وسلم الذي يخرج الله به من يخرج * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود
رضي الله عنه قال يأذن الله تعالى في الشفاعة فيقوم روح القدس جبريل عليه السلام ثم يقوم إبراهيم خليل
الله عليه الصلاة والسلام ثم يقوم عيسى أو موسى عليهما السلام ثم يقوم نبيكم صلى الله عليه وسلم واقفا ليشفع
لا يشفع أحد بعده أكثر مما شفع وهو المقام المحمود الذي قال الله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا * وأخرج
ابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سألتم الله فاسألوه ان يبعثني
المقام المحمود الذي وعدني * وأخرج البخاري عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من
قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما
محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان رضي الله عنه قال يقال له سل
تعطه يعنى النبي صلى الله عليه وسلم واشفع تشفع وادع تجب فيرفع رأسه فيقول أمتي مرتين أو ثلاثا فقال سلمان
رضي الله عنه يشفع في كل من في قلبه مثقال حبة حنطة من ايمان أو مثقال شعيرة من ايمان أو مثقال حبة خردل
من ايمان قال سلمان رضي الله عنه فذلكم المقام المحمود * وأخرج الديلمي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال
قيل يا رسول الله ما المقام المحمود قال ذاك يوم ينزل الله تعالى عن عرشه فيئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه
* وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجلسه بينه
وبين جبريل عليه السلام ويشفع لامته فذلك المقام المحمود * وأخرج الديلمي عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجلسني معه على السرير * وأخرج
ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه
وسلم خير بين ان يكون عبدا نبيا أو ملكا نبيا فأومأ إليه جبريل عليه السلام ان تواضع فاختار ان يكون عبدا نبيا
فأعطى به نبي الله صلى الله عليه وسلم ثنتين انه أول من تنشق عنه الأرض وأول شافع فكان أهل العلم يرون انه
المقام المحمود * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجلسه
معه على عرشه * قوله تعالى (وقل رب أدخلني مدخل صدق) الآية * أخرج أحمد والترمذي وصححه وابن
جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل والضياء في المختارة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثم أمر بالهجرة فأنزل الله تعالى وقل رب
أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا * وأخرج الحاكم وصححه
والبيهقي في الدلائل عن قتادة رضي الله عنه في قوله وقل رب أدخلني مدخل صدق الآية قال أخرجه الله من مكة
198

مخرج صدق وأدخله المدينة مدخل صدق قال وعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم انه لا طاقة له بهذا الامر الا بسلطان
فسأل سلطانا نصيرا لكتاب الله تعالى وحدوده وفرائضه وإقامة كتاب الله تعالى فان السلطان عزة من الله تعالى
جعلها بين عباده ولولا ذلك لغار بعضهم على بعض وأكل سيدهم ضعيفهم * وأخرج الخطيب عن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه قال والله لما يزع الله بالسلطان أعظم مما يزع بالقرآن * وأخرج الزبير بن بكار في أخبار
المدينة عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في الآية قال جعل الله مدخل صدق المدينة ومخرج صدق مكة وسلطانا
نصيرا الأنصار * وأخرج الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قرأ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج
صدق بفتح الميم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أدخلني مدخل صدق
يعنى الموت وأخرجني مخرج صدق يعنى الحياة بعد الموت * قوله تعالى (وقل جاء الحق وزهق الباطل) الآيتين
* أخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن
مسعود رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت ستون وثلثمائة نصب فجعل يطعنها
بعود في يده ويقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد * وأخرج
ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن المنذر عن جابر رضي الله عنه قال دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة
وحول البيت ثلثمائة وستون صنما فامر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكبت لوجهها وقال جاء الحق وزهق
الباطل ان الباطل كان زهوقا * وأخرج الطبراني في الصغير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وعلى الكعبة ثلثمائة وستون صنما
فشد لهم إبليس أقدامها بالرصاص فجاء ومعه قضيب فجعل يهوى به إلى كل صنم منها فيخر لوجهه فيقول جاء الحق
وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا حتى مر عليها كلها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان الباطل كان زهوقا قال ذاهبا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وقل جاء الحق قال القرآن وزهق الباطل قال هلك
وهو الشيطان وفى قوله وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة قال الله تعالى جعل هذا القرآن شفاء ورحمة
للمؤمنين إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه ولا يزد الظالمين الا خسارا لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه
* وأخرج ابن عساكر عن أويس القرني رضي الله عنه قال لم يجالس هذا القرآن أحد الا قام عنه بزيادة
أو نقصان قضاء من الله الذي قضى شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا * قوله تعالى (وإذا أنعمنا
على الانسان) الآيتين * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في
في قوله ونأى بجانبه قال تباعد منا * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله كان يؤوسا قال قنوطا وفى قوله قل كل يعمل على شاكلته قال على ناحيته * وأخرج هناد وابن
المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله على شاكلته قال على نيته * قوله تعالى (ويسألونك عن الروح) الآية
* أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والبخاري وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ويسألونك
عن الروح قال يهود يسألونه * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر
وابن حبان وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنت أمشى مع
النبي صلى الله عليه وسلم في حزب المدينة وهو متكئ على عسيب فمر بقوم من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه
عن الروح وقال بعضهم لا تسألوه فسألوه فقالوا يا محمد ما الروح فما زال يتوكأ على العسيب وظننت انه يوحى
إليه فأنزل الله ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا * وأخرج أحمد
والترمذي وصححه والنسائي وابن المنذر وابن حبان وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو
نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قالت قريش لليهود اعطونا شيئا نسأل هذا
الرجل فقالوا سلوه عن الروح فسألوه فنزلت ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم الا
قليلا قالوا أوتينا علما كثيرا أوتينا التوراة ومن أوتى التوراة فقد أوتى خيرا كثيرا فأنزل الله تعالى قل لو كان
199

البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا * وأخرج ابن مردويه من
طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا ما الروح وكيف تعذب
الروح التي في الجسد وانما الروح من الله ولم يكن نزل عليه فيه شئ فلم يجر إليهم شيئا فاتاه جبريل عليه السلام
فقال قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقالوا من جاءك
بهذا قال جبريل قالوا والله ما قاله لك الا عدو لنا فأنزل الله تعالى قل من كان عدوا لجبريل الآية * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء
والصفات عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله ويسألونك عن الروح قال هو ملك من الملائكة له سبعون
ألف وجه لكل وجه منها سبعون ألف لسان لكل لسان منها سبعون ألف لغة يسبح الله تعالى بتلك اللغات
كلها يخلق الله تعالى من كل تسبيحة ملكا يطير مع الملائكة إلى يوم القيامة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ من طريق عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويسألونك عن الروح قال هو ملك واحد له
عشرة آلاف جناح جناحان منهما ما بين المشرق والمغرب له ألف وجه لكل وجه لسان وعينان وشفتان
يسبحان الله تعالى إلى يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الروح أمر
من أمر الله وخلق من خلق الله وصورهم على صور بني آدم وما ينزل من السماء ملك الا ومعه واحد من الروح
ثم تلا يوم يقوم الروح والملائكة صفا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه قال سئل ابن
عباس رضي الله عنهما عن قوله ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى لا تنال هذه المنزلة فلا تزيدوا عليها
قولوا كما قال الله وعلم نبيه صلى الله عليه وسلم وما أوتيتم من العلم الا قليلا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد
الله بن بريدة رضي الله عنه قال لقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم وما يعلم الروح * وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد
ابن زياد انه بلغه ان رجلين اختلفا في هذه الآية وما أوتيتم من العلم الا قليلا فقال أحدهما انما أريد بها أهل
الكتاب وقال الآخر بل إنه محمد صلى الله عليه وسلم فانطلق أحدهما إلى ابن مسعود رضي الله عنه فسأله فقال
ألست تقرأ سورة البقرة فقال بلى فقال وأي العلم ليس في سورة البقرة انما أريد بها أهل الكتاب * وأخرج
البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويسألونك عن الروح قال الروح ملك
* وأخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن أم الحكم الثقفي رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله
عليه وسلم في بعض سكك المدينة إذ عرض اليهود فقالوا يا محمد ما الروح وبيده عسيب نخل فاعتمد عليه ورفع
رأسه إلى السماء ثم قال ويسئلونك عن الروح إلى قوله قليلا قال ابن عساكر عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن أم
الحكم قيل إن له صحبة * وأخرج ابن الأنباري في كتاب الأضداد عن مجاهد رضي الله عنه قال الروح خلق مع
الملائكة لا يراهم الملائكة كما لا ترون أنتم الملائكة والروح حرف استأثر الله تعالى بعلمه ولم يطلع عليه أحدا من
خلقه وهو قوله تعالى ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى * وأخرج أبو الشيخ عن سلمان رضي الله عنه
قال الإنس والجن عشرة أجزاء فالإنس جزء والجن تسعة أجزاء والملائكة والجن عشرة اجزاء فالجن من ذلك جزء
والملائكة تسعة والملائكة والروح عشرة أجزاء فالملائكة من ذلك جزء والروح تسعة أجزاء والروح والكروبيون
عشرة أجزاء فالروح من ذلك جزء والكروبيون تسعة أجزاء * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن عطاء بن يسار
قال نزلت بمكة وما أوتيتم من العلم الا قليلا فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أتاه أحبار يهود
فقالوا يا محمد ألم يبلغنا انك تقول وما أوتيتم من العلم الا قليلا أفعنيتنا أم قومك قال كلا قد عنيت قالوا فإنك تتلو أنا
أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شئ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي في علم الله قليل وقد آتاكم الله ما عملتم
به انتفعتم فأنزل الله ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام إلى قوله ان الله سميع بصير * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر عن ابن جريج في قوله وما أوتيتم من العلم قال يا محمد والناس أجمعون * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله
وما أوتيتم من العلم الا قليلا يعنى اليهود * قوله تعالى (ولئن شئنا لنذهبن) الآية * أخرج الحكيم الترمذي
عن ابن عباس قال لما قدم وفد اليمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أبيت اللعن فقال رسول الله صلى الله
200

عليه وسلم سبحان الله انما يقال هذا للملك ولست ملكا أنا محمد بن عبد الله فقالوا انا لا ندعوك باسمك قال فانا أبو
القاسم فقالوا يا أبا القاسم انا قد خبانا لك خبيئا فقال سبحان الله انما يفعل هذا بالكاهن والكاهن والمتكهن
والكهانة في النار فقال له أحدهم فمن يشهد لك انك رسول الله فضرب بيده إلى حفنة حصا فاخذها فقال هذا
يشهد انى رسول الله فسبحن في يده فقلن نشهد انك رسول الله فقالوا له أسمعنا بعض ما أنزل عليك فقرأ والصافات
صفا حتى انتهى إلى قوله فاتبعه شهاب ثاقب فإنه لساكن ما ينبض منه عرق وان دموعه لتسبقه إلى لحيته فقالوا
له انا نراك تبكي أمن خوف الذي بعثك تبكي قال بل من خوف الذي بعثني أبكى انه بعثني على طريق مثل حد
السيف ان زغت عنه هلكت ثم قرأ ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا * وأخرج
سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه
والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال إن هذا القرآن سيرفع قبل كيف يرفع وقد أثبته الله في قلوبنا
وأثبتناه في المصاحف قال يسرى عليه في ليلة واحدة فلا يترك منه آية في قلب ولا مصحف الا رفعت فتصبحون
وليس فيكم منه شئ ثم قرأ ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك * وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن ابن
مسعود رضي الله عنه قال ليسرين على القرآن في ليلة فلا يترك آية في مصحف أحد الا رفعت * وأخرج الطبراني
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال يسرى على القرآن ليلا فيذهب به من أجواف الرجال فلا يبقى في الأرض
منه شئ * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال اقرؤا القرآن قبل ان يرفع فإنه
لا تقوم الساعة حتى يرفع قالوا هذه المصاحف ترفع فكيف بما في صدور الناس قال يعدى عليه ليلا فيرفع من
صدورهم فيصبحون فيقولون لكأنا كنا نعلم شيئا ثم يقعون في الشعر * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي
عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرس الاسلام كما يدرس وشى الثوب حتى لا يدرى
ما صيام ولا صدقة ولا نسك ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية ويبقى الشيخ الكبير والعجوز
يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها * وأخرج الخطيب في تاريخه عن حذيفة رضي الله عنه
قال يوشك ان يدرس الاسلام كما يدرس وشى الثوب ويقرأ الناس القرآن لا يجدون له حلاوة فيبيتون
ليلة فيصبحون وقد أسرى بالقرآن وما قبله من كتاب حتى ينتزع من قلب شيخ كبير وعجوز كبيرة فلا يعرفون
وقت صلاة ولا صيام ولا نسك حتى يقول القائل منهم انا سمعنا الناس يقولون لا إله إلا الله فنحن نقول لا إله إلا الله
* وأخرج ابن أبي داود وابن أبي حاتم عن شمر بن عطية رضي الله عنه قال يسرى على القرآن في ليلة
فيقوم المتهجدون في ساعاتهم فلا يقدرون على شئ فيفزعون إلى مصاحفهم فلا يقدرون عليها فيخرج
بعضهم إلى بعض فيلتقون فيخبر بعضهم بعضا بما قد لقوا * وأخرج ابن عدي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي الناس زمان يرسل إلى القرآن ويرفع من الأرض * وأخرج محمد بن نصر في كتاب
الصلاة عن عبد الله بن عمر وبن العاص رضي الله عنه قال لا تقوم الساعة حتى يرفع القرآن من حيث نزل له دوي
حول العرش كدوي النحل يقول أتلى ولا يعمل بي * وأخرج محمد بن نصر عن الليث بن سعد رضي الله عنه قال
انما يرفع القرآن حيث يقبل الناس على الكتب ويكبون عليها ويتركون القرآن * وأخرج الديلمي في مسند
الفردوس عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أطيعوني ما دمت
بين أظهركم فإذا ذهبت فعليكم بكتاب الله أحلوا حلاله وحرموا حرامه فإنه سيأتي على الناس زمان يسرى على
القرآن في ليلة فينسخ من القلوب والمصاحف * وأخرج ابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال يسرى على كتاب فيرفع إلى السماء فلا يبقى على الأرض من القرآن ولا من التوراة والإنجيل
والزبور فينزع من قلوب الرجال فيصبحون في الصلاة لا يدرون ما هم فيه * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه
والديلمي عن حذيفة وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرى على كتاب الله
ليلا فيصبح الناس ليس في الأرض ولا في جوف مسلم منه آية * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يرفع الذكر والقرآن * وأخرج ابن مردويه
201

عن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما قالا خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس ما هذه الكتب
التي بلغني انكم تكتبونها مع كتاب الله يوشك ان يغضب الله لكتابه فيسري عليه ليلا لا يترك في قلب ولا ورق منه
حرفا الا ذهب به فقيل يا رسول الله فكيف بالمؤمنين والمؤمنات قال من أراد الله به خيرا أبقى في قلبه لا إله إلا الله
* وأخرج ابن أبي حاتم من طريق القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده قال يسرى على القرآن في جوف
الليل يجئ جبريل عليه السلام فيذهب به ثم قرأ ولئن شئنا لنذهبن الآية * قوله تعالى (قل لئن اجتمعت)
الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أتى رسول
الله صلى الله عليه وسلم محمود بن سيحان ونعيمان بن أصى ومجزئ بن عمر وسلام بن مشكم فقالوا يا محمد هذا الذي
جئت به حق من عند الله فانا لا نراه متناسقا كما تتناسق التوراة فقال لهم أما والله انكم لتعرفون انه من عند الله
قالوا انا نجيئك بمثل ما تأتى به فأنزل الله قل لئن اجتمعت الإنس والجن الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج
رضي الله عنه في قوله قل لئن اجتمعت الإنس والجن الآية قال يقول لو برزت الجن وأعانهم الانس فتظاهروا
لم يأتوا بمثل هذا القرآن * قوله تعالى (وقالوا لن نؤمن لك) الآيات * وأخرج ابن جرير وابن اسحق وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا سفيان بن حرب ورجلا من بنى
عبد الدار وأبا البختري أخا بنى أسد والأسود بن المطلب وزمعة بن الأسود والوليد بن المغيرة وأبا جهل بن هشام
وعبد الله بن أبي أمية وأمية بن خلف والعاص بن وائل ونبيها ومنبها ابني الحجاج السهميين اجتمعوا بعد غروب
الشمس عند ظهر الكعبة فقال بعضهم لبعض ابعثوا إلى محمد وكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه فبعثوا
إليه ان أشراف قومك قد اجتمعوا إليك ليكلموك فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا وهو يظن أنهم قد
بدا لهم في أمره بدء وكان عليهم حريصا يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم حتى جلس إليهم فقالوا يا محمد انا قد بعثنا
إليك لنعذرك وانا والله ما نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك لقد شتمت الآباء وعبت
الدين وسفهت الأحلام وشتمت الآلهة وفرقت الجماعة فما بقى من قبيح الا وقد جئته فيما بيننا وبينك فان كنت
انما جئت بهذا الحديث تطلب مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا وان كنت انما تطلب
الشرف فينا سودناك علينا وان كنت تريد ملكا ملكناك علينا وان كان هذا الذي يأتيك بما يأتيك رئيا تراه
قد غلب عليك وكانوا يسمون التابع من الجن الرئي فربما كان ذلك بذلنا أموالنا في طلب الطب حتى نبرئك
منه أو نعذر فيك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بي ما تقولون ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم
ولا فيئكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثني إليكم رسولا وأنزل على كتابا وأمرني ان أكون لكم بشيرا ونذيرا
فبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم فان تقبلوا منى ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وان تردوه على أصبر
لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم فقالوا يا محمد فان كنت غير قابل منا ما عرضنا عليك فقد علمت أنه ليس أحد
من الناس أضيق بلادا ولا أقل مالا ولا أشد عيشا منا فاسأل ربك الذي بعثك بما بعثك به فليسير عنا هذه الجبال
التي قد ضيقت علينا وليبسط لنا بلادنا وليجر فيها أنهارا كأنهار الشام والعراق وليبعث لنا من قد مضى من آبائنا
وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصي بن كلاب فإنه كان شيخا صدوقا فنسألهم عما تقول حق هو أم باطل فان صنعت
ما سألناك وصدقوك صدقناك وعرفنا به منزلتك عند الله وانه بعثك رسولا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما بهذا بعثت انما جئتكم من عند الله بما بعثني به فقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم فان تقبلوه فهو حظكم في الدنيا
والآخرة وان تردوه على أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم قالوا فان لم تفعل لنا هذا فخر لنفسك فاسأل ربك
أن يبعث ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك وتسأله ان يجعل لك جنانا وكنوزا وقصورا من ذهب وفضة
ويغنيك بها عما نراك تبتغى فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمسه حتى نعرف منزلتك من ربك ان
كنت رسولا كما تزعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنا بفاعل ما أنا بالذي يسأل ربه هذا وما بعثت إليكم بهذا
ولكن الله بعثني بشيرا ونذيرا فان تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وان تردوه على أصبر لأمر الله
حتى يحكم الله بيني وبينكم قالوا فاسقط السماء كما زعمت أن ربك ان شاء فعل فانا لن نؤمن لك الا ان تفعل فقال
202

رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك إلى الله ان شاء فعل بكم ذلك قالوا يا محمد قد علم ربك انا سنجلس معك ونسألك عما
سألناك عنه وتطلب منك ما نطلب فيتقدم إليك ويعلمك ما تراجعنا به ويخبرك بما هو صانع في ذلك بنا إذا لم نقبل
منك ما جئتنا به فقد بلغنا انه انما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن وانا والله لا نؤمن بالرحمن أبدا فقد
أعذرنا إليك يا محمد اما والله لا نتركك وما فعلت بنا حتى نهلكك أو تهلكنا وقال قائلهم لن نؤمن لك حتى تأتى بالله
والملائكة قبيلا فلما قالوا ذلك قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم وقام معه عبد الله بن أبي أمية فقال يا محمد
عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم ثم سألوك لأنفسهم أمورا ليعرفوا بها منزلتك عند الله فلم تفعل ذلك
ثم سألوك ان تعجل ما تخوفهم به من العذاب فوالله ما أو من لك أبدا حتى تتخذ إلى السماء سلما ثم ترقى فيه وأنا أنظر
حتى تأتيها وتأتي معك بنسخة منشورة معك أربعة من الملائكة يشهدون لك انك كما تقول وأيم الله لو فعلت ذلك
لظننت انى لا أصدقك ثم انصرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله
حزينا أسفا لما فاته مما كان طمع فيه من قومه حين دعوه ولما رأى من متابعتهم إياه وأنزل عليه فيما قال له عبد
الله بن أبي أمية وقالوا لن نؤمن لك إلى قوله بشرا رسولا وأنزل عليه في قولهم لن نؤمن بالرحمن كذلك أرسلناك في
أمة قد خلت الآية وأنزل عليه فيما سأله قومه لأنفسهم من تسيير الجبال وتقطيع الجبال وبعث من مضى من
آبائهم من الموتى ولو أن قرآنا سيرت به الجبال الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله وقالوا لن نؤمن لك قال نزلت في أخي أم سلمة عبد الله بن أبي أمية
* وأخرج ابن جرير عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه انه قرأ حتى تفجر لنا خفيفة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن قتادة رضي الله عنه في قوله حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أي ببلدنا هذا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ينبوعا قال عيونا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال
الينبوع هو الذي يجرى من العين * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أو يكون لك
جنة من نخيل وعنب يقول ضيعة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أو تسقط السماء
كما زعمت علينا كسفا قال قطعا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أو تأتى بالله
والملائكة قبيلا قال عيانا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أو يكون لك بيت من زخرف
قال من ذهب * وأخرج أبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري
في المصاحف وأبو نعيم في الحلية عن مجاهد رضي الله عنه قال لم أكن أحسن ما الزخرف حتى سمعتها في قراءة عبد الله
أو يكون لك بيت من زخرف قال من ذهب * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال الزخرف الذهب
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قال
من عند رب العالمين إلى فلان بن فلان يصبح عند كل رجل منا صحيفة عند رأسه موضوعة يقرؤها * قوله تعالى
(ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم) الآية * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم
والحاكم وأبو نعيم في المعرفة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس رضي الله عنه قال قيل يا رسول
الله كيف يحشر الناس على وجوههم قال الذي أمشاهم على أرجلهم قادر أن يمشيهم على وجوههم * وأخرج ابن
جرير عن الحسن رضي الله عنه قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية الذين يحشرون على وجوههم
الآية فقالوا يا نبي الله وكيف يمشون على وجوههم قال أرأيت الذي أمشاهم على أقدامهم أليس قادرا على أن
يمشيهم على وجوههم * وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أصناف صنف مشاة
وصنف ركبان وصنف على وجوههم قيل يا رسول الله وكيف يمشون على وجوههم قال إن الذي أمشاهم على
أقدامهم قادر أن يمشيهم على وجوههم أما انهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك * وأخرج أحمد والنسائي
والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي ذر رضي الله عنه انه تلا هذه الآية ونحشرهم يوم
القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما فقال حدثني الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ان الناس يحشرون
203

يوم القيامة على ثلاثا أفواج طاعمين كاسين راكبين وفوج يمشون ويسعون وفوج تسحبهم الملائكة
على وجوههم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه والنسائي وابن مردويه والحاكم عن معاوية بن
حيدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم تحشرون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم ههنا
ونحى بيده نحو الشام * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عميا قال لا يرون
شيئا يسرهم وبكما قال لا ينطقون بحجة وصما قال لا يسمعون شيئا يسرهم * وأخرج البخاري في تاريخه وابن
مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغبطن فاجرا بنعمة فان
من ورائه طالبا حثيثا وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا * وأخرج
البيهقي في الشعب عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا خضرة حلوة من
اكتسب فيها مالا من غير حله وأنفقه في غير حله أحله دار الهوان ورب متخوض في مال الله ورسوله له النار يوم
القيامة يقول الله كلما خبت زدناهم سعيرا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله مأواهم جهنم يعنى انهم وقودها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المندر من طريق على عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله كلما خبت قال سكنت * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله كلما خبت زدناهم سعيرا قال كلما طفئت أسعرت وأوقدت * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله كلما خبت
زدناهم سعيرا قال كلما أحرقتهم سعر بهم حطبا فإذا حرقتهم فلم يبق منهم شئ صارت حمراء تتوهج فذلك خبؤها
فإذا بدلوا خلقا جديدا عاودتهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري عن قتادة رضي الله عنه في قوله
كلما خبت زدناهم سعيرا يقول كلما احترقت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليذوقوا العذاب * وأخرج الطستي عن
ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله كلما خبت قال الخب ء الذي يطفأ مرة
ويشعل أخرى قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول
وتخبو النار عن أدنى أذاهم * وأضرمها إذا ابتدروا سعيرا
* وأخرج ابن الأنباري عن أبي صالح في قوله كلما خبت قال معناه كلما حميت * قوله تعالى (قل لو أنتم تملكون)
الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله خزائن رحمة ربى قال الرزق * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه
في قوله إذا لأمسكتم خشية الانفاق قال اذن ما أطعمتم أحدا شيئا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله خشية الانفاق قال الفقر وفى قوله وكان الانسان قتورا قال بخيلا * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله خشية الانفاق قال خشية الفاقة وكان
الانسان قتورا قال بخيلا ممسكا * قوله تعالى (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) الآيات * أخرج عبد الرزاق
وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولقد
آتينا موسى تسع آيات بينات قال اليد والعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنين ونقص
من الثمرات * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تسع آيات بينات
قال يده وعصاه ولسانه والبحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم * وأخرج الطيالسي وسعيد بن منصور
وابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والطبراني وابن قانع والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن صفوان بن عال أن
يهوديين قال أحدهما لصاحبه انطلق بنا إلى هذا النبي نسأله فأتياه فسألاه عن قول الله ولقد آتينا موسى تسع
آيات بينات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق
ولا تسرقوا ولا تسحروا ولا تمشوا ببرئ إلى ذي سلطان فيقتله ولا تأكلوا الربا ولا تقذفوا محصنة وقال ولا
تفروا من الزحف شك شعبة وعليكم يا يهود خاصة ان تعتدوا في السبت فقبلا يديه ورجليه وقالا نشهد انك نبي
قال فما يمنعكما ان تسلما قالا إن داود دعا الله ان لا يزال في ذريته نبي وانا نخاف ان أسلمنا أن تقتلنا اليهود * وأخرج
204

ابن أبى الدنيا في ذم الغضب عن أنس بن مالك رضي الله عنه انه سئل عن قول الله تعالى وان لأظنك يا فرعون
مثبورا قال مخالفا وقال الأنبياء أكرم من أن تلعن أو تسب * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في الزهد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ فسأل بني إسرائيل يقول
سال موسى فرعون بني إسرائيل ان أرسلهم معي قال مالك بن دينار وانما كتبوا فسل بلا ألف كما كتبوا قال قل
* وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه انه كان يقرأ لقد علمت يعنى بالرفع قال
على والله ما علم عدو الله ولكن موسى هو الذي علم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما انه قرأ لقد علمت بالنصب يعنى فرعون ثم تلا وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما مثبورا قال ملعونا * وأخرج ابن جرير من
طريق على عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله * وأخرج الشيرازي في الألقاب وابن مردويه من طريق
ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما مثبورا قال قليل العقل * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع
ابن الأزرق قال له أخبرني عن قوله مثبورا قال ملعونا محبوسا عن الخير قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما
سمعت عبد الله بن الزبعرى يقول
إذ أتاني الشيطان في سنة النوم * ومن مال ميلة مثبورا
* وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما لفيفا قال جميعا * قوله تعالى (وقرآنا
فرقناه) الآية * أخرج النسائي وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس
رضي الله عنهما انه قرأ وقرآنا فرقناه مثقلة قال نزل القرآن إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من رمضان جملة واحدة
فكان المشركون إذا أحدثوا شيئا أحدث الله لهم جوابا ففرقه الله في عشرين سنة * وأخرج ابن أبي حاتم ومحمد بن
نصر وابن الأنباري في المصاحف من طريق الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزل القرآن جملة واحدة من
عند الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا فنجمته السفرة على جبريل عشرين
ليلة ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة فقال المشركون لولا نزل عليه القرآن جمله واحدة
فقال الله كذلك لنثبت به فؤادك أي أنزلناه عليك متفرقا ليكون عندك جواب ما يسألونك عنه ولو أنزلناه عليك
جملة واحدة ثم سألوك لم يكن عندك جواب ما يسألونك عنه * وأخرج البزار والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال أنزل القرآن جملة واحدة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ونزله جبريل على محمد صلى الله عليه
وسلم بجواب كلام العباد وأعمالهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر من طريق أبى العالية عن ابن
عباس انه قرأها مثقلة يقول أنزل آية آية * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن عمر رضي الله عنه قال تعلموا
القرآن خمس آيات خمس آيات فان جبريل كان ينزل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم خمسا خمسا * وأخرج
ابن عساكر من طريق أبى نضرة قال كان أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يعلمنا القرآن خمس آيات بالغداة
وخمس آيات بالعشي ويخبر ان جبريل نزل بالقرآن خمس آيات خمس آيات * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر عن أبي بن كعب رضي الله عنه انه قرأ وقرآنا فرقناه مخففا يعنى بيناه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن ابن عباس رضي الله عنهما وقرآنا فرقناه قال فصلناه على مكث بأمد يخرون للأذقان يقول للوجوه * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد على مكث في ترسل * وأخرج ابن الضريس عن قتادة
في قوله وقرآنا فرقناه الآية قال لم ينزل في ليلة ولا ليلتين ولا شهر ولا شهرين ولا سنة ولا سنتين وكان بين أوله وآخره
عشرون سنة وما شاء الله من ذلك * وأخرج ابن الضريس من طريق قتادة عن الحسن رضي الله عنه قال كان
يقال أنزل القرآن على نبي الله صلى الله عليه وسلم ثمان سنين بمكة وعشرا بعدما هاجر وكان قتادة يقول عشر بمكة
وعشر بالمدينة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ان الذين أوتوا العلم من قبله هم ناس من أهل الكتاب
حين سمعوا ما أنزل الله على محمد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله من قبله من
قبل النبي صلى الله عليه وسلم إذا يتلى ما أنزل عليهم من عند الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد إذا يتلى
205

عليهم قال كتابهم * وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الأعلى التيمي
قال إن من أوتى من العلم ما لا يبكيه لخليق أن قد أوتى من العلم ما لا ينفعه لان الله نعت أهل العلم فقال ويخرون
للأذقان يبكون * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الجراح عن أبي حازم ان النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه جبريل
وعنده رجل يبكى فقال من هذا قال فلان قال جبريل انا نزن أعمال بني آدم كلها الا البكاء فان الله يطفئ بالدمعة
نهورا من نيران جهنم * وأخرج الحكيم الترمذي عن النضر بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن
عبدا بكى في أمة من الأمم لأنجى الله تلك الأمة من النار ببكاء ذلك العبد وما من عمل الا له وزن وثواب الا الدمعة
فإنها تطفئ بحورا من النار وما اغرورقت عين بمائها من خشية الله الا حرم الله جسدها على النار وان فاضت على
خده لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة * وأخرج ابن أبي شيبة عن الجعد أبى عثمان قال بلغنا ان داود عليه السلام قال
إلهي ما جزاء من فاضت عيناه من خشيتك قال جزاؤه ان أؤمنه يوم الفزع الأكبر * قوله تعالى (قل ادعوا الله)
الآية * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر
بالدعاء فجعل يقول يا الله يا رحمن فسمعه أهل مكة فاقبلوا عليه فأنزل الله قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن الآية
* وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ذات
يوم فدعا الله فقال في دعائه يا الله يا رحمن فقال المشركون انظروا إلى هذا الصابئ ينهانا ان ندعو الهين وهو يدعو
الهين فأنزل الله قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذات يوم في حرث في يده جريدة فسأله اليهود عن الرحمن وكان لهم كاهن باليمامة يسمونه الرحمن
فأنزلت قل دعوا الله أو ادعوا الرحمن الآية * وأخرج ابن جرير عن مكحول ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتهجد
بمكة ذات ليلة يقول في سجوده يا رحمن يا رحيم فسمعه رجل من المشركين فلما أصبح قال لأصحابه أنظروا ما قال ابن أبي
كبشة يزعم الليلة الرحمن الذي باليمن وكان باليمن رجل يقال له رحمن فنزلت قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن الآية
* وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى إلى آخر
الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أمان من السرق وان رجلا من المهاجرين من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم تلاها حيث أخذ مضجعه فدخل عليه سارق فجمع ما في البيت وحمله والرجل ليس بنائم حتى
انتهى إلى الباب فوجد الباب مردودا فوضع الكارة ففعل ذلك ثلاث مرات فضحك صاحب الدار ثم قال انى
أحصت بيتي * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد أيا ما تدعوا قال باسم من أسمائه والله أعلم
* قوله تعالى (ولا تجهر بصلاتك) الآية * أخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي
وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله ولا تجهر بصلاتك الآية قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة متوار فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته
بالقرآن فإذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم لا تجهر
بصلاتك أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن ولا تخافت بها عن أصحابك فلا تسمعهم القرآن حتى
يأخذوه عنك وابتغ بين ذلك سبيلا يقول بين الجهر والمخافتة * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير والطبراني وابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جهر بالقرآن وهو يصلى
تفرقوا عنه وأبوا ان يستمعوا منه فكان الرجل إذا أراد ان يسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ما يتلو
وهو يصلى استرق السمع دونهم فرقا منهم فان رأى انهم قد عرفوا انه يستمع ذهب خشية أذاهم فلم يستمع فان
خفض رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستمع الذين يستمعون من قراءته شيئا فأنزل الله تعالى ولا تجهر بصلاتك
فيتفرقوا عنك ولا تخافت بها فلا تسمع من أراد ان يسمعها ممن يسترق ذلك لعله يرعوي إلى بعض ما يستمع فينتفع
به وابتغ بين ذلك سبيلا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم
يجهر بالقراءة بمكة فيؤذي فأنزل الله ولا تجهر بصلاتك * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن ابن عباس رضى الله
206

عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى عند البيت جهر بقراءته فكان المشركون يؤذونه فنزلت ولا تجهر
بصلاتك الآية * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا صلى يجهر بصلاته فآذى ذلك المشركين فأخفى صلاته هو وأصحابه فلذلك قال الله ولا تجهر
بصلاتك ولا تخافت بها وقال في الأعراف واذكر ربك في نفسك الآية * واخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال كان الرجل إذا دعا في الصلاة رفع صوته
* وأخرخ الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان مسيلمة الكذاب قد تسمى الرحمن فكان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم قال المشركون يذكر إله اليمامة فأنزل الله ولا تجهر
بصلاتك * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن سعيد رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع
صوته ببسم الله الرحمن الرحيم وكان مسيلمة قد تسمى الرحمن فكان المشركون إذا سمعوا ذلك من النبي صلى الله
عليه وسلم قالوا قد ذكر مسيلمة إله اليمامة ثم عارضوه بالمكاء والتصدية والصفير فأنزل الله ولا تجهر بصلاتك الآية
* وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جهر
بالقرآن شق ذلك على المشركين فيؤذون النبي صلى الله عليه وسلم بالشتم وذلك بمكة فأنزل الله يا محمد لا تجهر بصلاتك
ولا تخافت بها لا تخفض صوتك حتى لا تسمع أذنيك وابتغ بين ذلك سبيلا يقول اطلب بين الاعلان والجهر وبين
التخافت والجهر طريقا لا جهرا شديدا ولا خفضا حتى لا تسمع أذنيك فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
ترك هذا كله * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن محمد بن سيرين
قال نبئت ان أبا بكر رضي الله عنه كان إذا قرأ خفض وكان عمر رضي الله عنه إذا قرأ جهر فقيل لأبي بكر رضي الله عنه
لم تصنع هذا قال أناجي ربى وقد علم حاجتي وقيل لعمر رضي الله عنه لم تصنع هذا قال اطرد الشيطان وأوقظ
الوسنان فلما نزلت ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قيل لأبي بكر رضي الله عنه ارفع شيئا وقيل لعمر رضي الله عنه
اخفض شيئا * وأخرج بن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال كان أبو بكر رضي الله عنه إذا صلى من
الليل خفض صوته جدا وكان عمر رضي الله عنه إذا صلى رفع صوته جدا فقال عمر رضي الله عنه يا أبا بكر لو رفعت
من صوتك شيئا وقال أبو بكر رضي الله عنه يا عمر لو خفضت من صوتك شيئا فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبراه بأمرهما فأنزل الله ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها الآية فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهما فقال
يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئا وقال لعمر رضي الله عنه اخفض من صوتك شيئا * وأخرج سعيد بن منصور وابن
أبى شيبة في المصنف والبخاري ومسلم وأبو داود في الناسخ والبزار والنحاس وابن نصر وابن مردويه والبيهقي في
سننه عن عائشة رضي الله عنها قالت انما نزلت هذه الآية ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها في الدعاء * وأخرج ابن
جرير والحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت نزلت هذه الآية في التشهد ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها في قوله ولا تجهر بصلاتك
قال نزلت في المسألة والدعاء * وأخرج محمد بن نصر وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا صلى عند البيت رفع صوته بالدعاء وأذاه المشركون فنزل ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها
* وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في تاريخه وابن المنذر وابن مردويه عن دراج أبى السمح ان شيخا من الأنصار
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت
بها انما نزلت في الدعاء لا ترفع صوتك في دعائك فتذكر ذنوبك فتسمع منك فتعير بها * وأخرج ابن أبي شبية
وابن منيع وابن جرير ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا تجهر
بصلاتك قال نزلت في الدعاء كانوا يجهرون بالدعاء اللهم ارحمني فلما نزلت أمروا ان لا يخافتوا ولا يجهروا * واخرج
ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه قال كان اعراب من بنى تميم إذا
سلم النبي صلى الله عليه وسلم قالوا اللهم ارزقنا إبلا وولدا فنزلت هذه الآية ولا تجهر بصلاتك * وأخرج ابن أبي شيبة
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولا تجهر بصلاتك قال ذلك في الدعاء والمسألة * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن
207

ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا تجهر بصلاتك ولا تصل مراياة الناس ولا تخافت بها قال لا تدعها مخافة الناس
* وأخرج ابن عساكر عن الحسن رضي الله عنه في قوله ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال لا تصلها رياء ولا
تدعها حياء * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولا تجهر بصلاتك ولا تجعلها كلها جهرا ولا تخافت بها
قال لا تجعلها كلها سرا * وأخرج ابن أبى داود في المصاحف عن أبي رزين رضي الله عنه قال في قراءة عبد الله بن عمر
ولا تخافت بصوتك ولا تعال به * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن ابن مسعود قال لم يخافت من اسمع أذنيه
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال العلم خير من العمل وخير
الأمور أوسطها والحسنة بين تلك السيئتين وذلك لان الله تعالى يقول ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين
ذلك سبيلا * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي قلابة قال خير الأمور أوسطها * قوله تعالى (وقل الحمد لله) الآيتين
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال إن اليهود والنصارى قالوا اتخذ
الله ولدا وقالت العرب لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك وقال الصابئون والمجوس لولا أولياء الله
لذل فأنزل الله هذه الآية وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولم يكن له ولى من الذل قال لم يخف أحدا ولم يبتغ نصر أحد * وأخرج ابن أبي
حاتم عن محمد بن كعب في قوله وكبره تكبيرا قال كبره أنت يا محمد على ما يقولون تكبيرا * وأخرج أحمد
والطبراني عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آية العز وقل الحمد لله الذي لم يتخذ
ولدا الآية كلها * وأخرج أبو يعلى وابن السني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرجت أنا ورسول الله صلى الله
عليه وسلم ويدي في يده فأتى على رجل رث الهيئة فقال أي فلان ما بلغ بك ما أرى قال السقم والضر قال ألا أعلمك
كلمات تذهب عنك السقم والضر قل توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك
في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حسنت حالته فقال مهيم
فقال لم أزل أقول الكلمات التي علمتني * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الفرج والبيهقي في الأسماء والصفات
عن إسماعيل بن أبي فديك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كربني أمر الا تمثل لي جبريل
عليه السلام فقال يا محمد قل توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك
الآية * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم أهله هذه
الآية الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا إلى آخرها الصغير من أهله والكبير * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبد
الكريم بن أبي أمية قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الغلام من بنى هاشم إذا أفصح سبع مرات الحمد لله
الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف
من طريق عبد الكريم عن عمرو بن شعيب رضي الله عنه قال كان الغلام إذا أفصح من بنى عبد المطلب علمه النبي
صلى الله عليه وسلم هذه الآية سبع مرات الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا الآية وأخرجه ابن السني في عمل اليوم
والليلة من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده * وأخرج ابن السني والديلمي عن فاطمة بنت رسول الله صلى
الله عليه وسلم رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها إذا أخذت مضجعك فقولي الحمد لله الكافي
سبحان الله الأعلى حسبي الله وكفى ما شاء الله قضى سمع الله لمن دعا ليس من الله ملجأ ولا وراء الله ملتجأ توكلت على
ربى وربكم ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها ان ربى على صراط مستقيم الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك
في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا من يقولها عند منامه ثم ينام وسط الشياطين والهوام فلا تضره
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن التوراة كلها في خمس عشرة آية من بني إسرائيل ثم
تلا لا تجعل مع الله إلها آخر والله أعلم
* (سورة الكهف) *
* وأخرج النحاس في ناسخه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة الكهف بمكة * وأخرج
ابن مردويه عن ابن الزبير رضي الله عنه قال نزلت سورة الكهف بمكة * وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود
208

والترمذي والنسائي وابن الضريس وابن حبان والحاكم والبيهقي في سننه وابن مردويه عن أبي الدرداء عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال * وأخرج أحمد ومسلم
والنسائي وأبو عبيد في فضائله عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ العشر
الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال * وأخرج أبو عبيد وابن مردويه عن أبي الدرداء عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ثم أدركه الدجال لم يضره ومن حفظ خواتيم
سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن الضريس والنسائي وابن أبي حاتم
وابن حبان وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي العالية قال قرأ رجل سورة الكهف وفى الدار دابة فجعلت
تنفر فينظر فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم قال اقرأ فلان فإنها السكينة نزلت
للقرآن * وأخرج الطبراني عن أسيد بن حضير انه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى كنت اقرأ
البارحة سورة الكهف فجاء فجاء شئ حتى غطى فمي فقال النبي صلى الله عليه وسلم مه تلك السكينة جاءت حين تلوت
القرآن * وأخرج الترمذي وصححه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ ثلاثا آيات من
أول الكهف عصم من فتنة الدجال * وأخرج ابن الضريس والنسائي وأبو يعلى والروياني عن ثوبان عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف فإنه عصمة له من الدجال * وأخرج ابن
مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ من سورة الكهف عشر آيات
عند منامه عصم من فتنة الدجال ومن قرأ خاتمتها عند رقاده كان له نورا من لدن قرنه إلى قدمه يوم القيامة * وأخرج
ابن مردويه والضياء في المختارة عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ الكهف يوم الجمعة فهو
معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة تكون وان خرج الدجال عصم منه * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في
السنن والطبراني في الأوسط وابن مردويه والضياء عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من قرأ سورة الكهف كانت له نورا من مقامه إلى مكة ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره
* وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن أبي سعيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الكهف كما
أنزلت كانت له نورا يوم القيامة * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في السنن عن أبي سعيد ان النبي صلى الله عليه
وسلم قال من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور
والدارمي وابن الضريس والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن أبي سعيد الخدري قال من قرأ سورة الكهف في
يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي سعيد قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم خرج الدجال لم يسلط عليه ولم يكن له عليه سبيل * وأخرج
أحمد والطبراني وابن مردويه عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأها كلها كانت له
نورا ما بين الأرض إلى السماء * وأخرج ابن مردويه عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضئ له يوم القيامة وغفر له
ما بين الجمعتين * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بسورة ملا
عظمتها ما بين السماء والأرض ولكاتبها من الاجر مثل ذلك ومن قرأها يوم الجمعة غفر له ما بينه وبين الجمعة
الأخرى وزيادة ثلاثة أيام ومن قرأ العشر الأواخر منها عند نومه بعثه الله أي الليل شاء قالوا بلى يا رسول الله قال
سورة أصحاب الكهف * وأخرج سعيد بن منصور عن خالد بن معدان قال من قرأ سورة الكهف في كل يوم
جمعة قبل ان يخرج الامام كانت له كفارة ما بينه وبين الجمعة وبلغ نورها البيت العتيق * وأخرج ابن الضريس عن أبي
المهلب قال من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة كانت له كفارة إلى الجمعة الأخرى * وأخرج البيهقي في شعب
الايمان عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سورة الكهف تدعى في التوراة الحائلة تحول بين قارئها
وبين النار * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت الذي تقرأ
فيه سورة الكهف لا يدخله شيطان تلك الليلة * وأخرج أبو عبيد والبيهقي في شعب الايمان عن أم موسى قالت
209

كان الحسن بن علي يقرأ سورة الكهف كل ليلة وكانت مكتوبه له في لوح يدار بلوحه حيثما دار من نسائه في كل
ليلة * وأخرج ابن أبي شيبة عن زيد بن وهب أن عمر رضي الله عنه قرأ في الفجر بالكهف * وأخرج ابن
سعد عن صفية بنت أبي عبيد انها سمعت عمر بن الخطاب يقرأ في صلاة الفجر بسورة أصحاب الكهف * وأخرج
الديلمي في مسند الفردوس عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نزلت سورة الكهف جملة معها سبعون ألفا
من الملائكة * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن ابن عباس
قال بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة فقالوا لهم سلوهم عن محمد
وصفوا لهم صفته وأخبروهم بقوله فإنهم أهل الكتاب الأول وعندهم علم ما ليس عندنا من علم الأنبياء فخرجا حتى
أتيا المدينة فسألوا أحبار يهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفوا لهم أمره وبعض قوله وقالا انكم أهل
التوراة وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا فقالوا لهم سلوه عن ثلاثا فان أخبركم بهن فهو نبي مرسل وان لم يفعل
فالرجل متقول فروا فيه رأيكم سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم فإنه قد كان لهم حديث عجيب
وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه وسلوه عن الروح ما هو فان أخبركم بذلك فإنه
نبي فاتبعوه والا فهو متقول فاقبل النضر وعقبة حتى قدما على قريش فقالا يا معشر قريش قد جئناكم بفصل ما
بينكم وبين محمد قد أمرنا أحبار يهود ان نسأله عن أمور فاخبروهم بها فجاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا
يا محمد أخبرنا فسألوه عما أمروهم به فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبركم غدا بما سألتم عنه ولم يستثن
فانصرفوا عنه ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا ولا يأتيه جبريل
حتى أرجف أهل مكة وأحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحي عنه وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة ثم جاء
جبريل من الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية
والرجل الطواف وقول الله ويسئلونك عن الروح الآية * وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق السدى
الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ان قريشا بعثوا خمسة رهط منهم عقبة بن أبى معطي والنضر بن
الحارث إلى المدينة يسألون اليهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفوا لهم صفته فقالوا لهم نجد نعته وصفته
ومبعثه في التوراة فان كان كما وصفتم لنا فهو نبي مرسل وأمره حق فاتبعوه ولكن سلوه عن ثلاث خصال فإنه
يخبركم بخصلتين ولا يخبركم بالثالثة ان كان نبيا فانا قد سألنا مسيلمة الكذاب عن هؤلاء الثلاث فلم يدر ما هي
فرجعت الرسل إلى قريش بهذا الخبر من اليهود فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد أخبرنا عن ذي
القرنين الذي كان بلغ المشرق والمغرب وأخبرنا عن الروح وأخبرنا عن أصحاب الكهف فقال أخبركم
بذلك غدا ولم يقل إن شاء الله فأبطأ عليه جبريل خمسة عشر يوما فلم يأته لترك الاستثناء فشق ذلك على رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثم أتاه جبريل عليه السلام بما سألوه فقال يا جبريل أبطأت على فقال بتركك الاستثناء ألا تقول
إن شاء الله قال ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله ثم أخبره بخبر ذي القرنين وخبر الروح وأصحاب
الكهف ثم أرسل إلى قريش فاتوه فأخبرهم عن حديث ذي القرنين وقال لهم الروح ومن أمر ربى يقول من علم
ربى لا علم لي به فلما وافق قول اليهود انه لا يخبركم بالثالث قالوا ساحران تظاهرا تعاونا يعنون التوراة والفرقان
وقالوا انا بكل كافرون وحدثهم بحديث أصحاب الكهف * وأخرج الطبراني عن أبي امامة قال خطبنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوما فكان أكثر خطبته ذكر الدجال فكان فيما قال لنا يومئذ ان الله عز وجل لم يبعث نبيا
الا حذر أمته وأني آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لا محالة فان يخرج وأنا بين أظهركم فانا حجيج كل
مسلم وان يخرج فيكم بعدي فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم انه يخرج من خلة بين العراق
والشام وعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله أثبتوا فإنه يبدأ يقول أنا نبي ولا نبي بعدي وانه مكتوب بين عينيه كافر
يقرؤه كل مؤمن فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه وليقرأ بقوارع سورة أصحاب الكهف وانه يسلط على نفس
من بني آدم فيقتلها ثم يحييها وانه لا يعدو ذلك ولا يسلط على نفس غيرها وان من فتنته ان معه جنة ونارا فناره
جنة وجنته نار فمن ابتلى بناره فليغمض عينيه وليستعن بالله تكون عليه بردا وسلاما كما كانت النار بردا وسلاما
210

على إبراهيم وان أيامه أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة ويوم كالأيام وآخر أيامه كالسراب يصبح
الرجل عند باب المدينة فيمسى قبل ان يبلغ بابها الآخر قالوا وكيف نصلى يا رسول الله في تلك الأيام القصار قال
تقدرون فيها كما تقدرون في الأيام الطوال والله أعلم * قوله تعالى (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) الآيات
* أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق على عن ابن عباس في قوله الحمد لله الذي
أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما قال انزل الكتاب عدلا قيما ولم يجعل له عوجا ملتبسا * وأخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قال هذا من التقديم والتأخير أنزل
على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله قيما قال مستقيما * وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدى في قوله لينذر بأسا شديدا قال عذابا شديدا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
من لدنه أي من عنده * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن
لهم أجرا حسنا يعنى الجنة وفى قوله وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا قال هم اليهود والنصارى * قوله تعالى (فلعلك
باخع نفسك) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال اجتمع عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل
ابن هشام والنضر بن الحارث وأمية بن خلف والعاص بن وائل والأسود بن المطلب وأبو البختري في نفر من
قريش وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كبر عليه ما يرى من خلاف قومه إياه وانكارهم ما جاء به من النصيحة
فأحزنه حزنا شديدا فأنزل الله فلعلك باخع نفسك الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله
فلعلك باخع نفسك قال قاتل نفسك * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فلعلك باخع نفسك
يقول قاتل نفسك * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله فلعلك باخع
نفسك قال قاتل نفسك ان لم يؤمنوا بهذا الحديث قال القرآن أسفا قال حزنا ان لم يؤمنوا * وأخرج عبد الرزاق
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أسفا قال جزعا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله فلعلك باخع نفسك على آثارهم ان لم يؤمنوا الحديث أسفا قال حزنا عليهم نهى الله نبيه ان
يأسف على الناس في ذنوبهم * وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني
عن قوله فلعلك باخع نفسك ما الباخع فقال يقول قاتل نفسك قال فيه لبيد بن ربيعة
لعلك يوما ان فقدت مزارها * على بعده يوما لنفسك باخع
* قوله تعالى (انا جعلنا ما على الأرض) الآيتين * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله انا جعلنا ما على الأرض زينة لها قال ما عليها من شئ * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في
قوله انا جعلنا ما على الأرض زينة لها قال الرجال * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير
عن ابن عباس في قوله انا جعلنا ما على الأرض زينة لها قال الرجال * وأخرج أبو نصر السجزي في الإبانة عن ابن
عباس في قوله انا جعلنا ما على الأرض زينة لها قال العلماء زينة الأرض * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله
انا جعلنا ما على الأرض زينة لها قال هم الرجال العباد العمال بالطاعة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن
مردويه والحاكم في التاريخ عن ابن عمر قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية لنبلونهم أيهم أحسن
عملا فقلت ما معنى ذلك يا رسول الله قال ليبلوكم أيكم أحسن عقلا وأورع عن محارم الله وأسرعكم في طاعة الله
* وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله لنبلوهم قال لتختبرهم أيهم أحسن عملا قال أيهم أتم عقلا * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الحسن في قوله لنبلوهم أيهم أحسن عملا قال أشدهم للدنيا تركا * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان
الثوري في قوله لنبلوهم أيهم أحسن عملا قال أزهدهم في الدنيا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وانا
لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا قال يهلك كل شئ عليها ويبيد * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله صعيدا جرزا قال الصعيد التراب والجرز التي ليس فيها زرع * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير
في قوله جرزا قال يعنى بالجرز الخراب والله أعلم * قوله تعالى (أم حسبت) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك
قال الكهف هو غار في الوادي * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس قال الرقيم الكتاب
211

* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال الرقيم واد دون فلسطين قريب من أيلة
* وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن ابن عباس قال والله ما أدرى ما الرقيم لكتاب أم بنيان * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن المنذر عن مجاهد قال الرقيم منهم من يقول كتاب قصصهم ومنهم من يقول الوادي * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن المنذر عن أبي صالح قال الرقيم لوح مكتوب * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
سعيد بن جبير قال الرقيم لوح من حجارة كتبوا فيه قصة أصحاب الكهف وأمرهم ثم وضع على باب الكهف
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال الرقيم حين رقمت أسماؤهم في الصخرة كتب الملك فيها أسماءهم وكتب
انهم هلكوا في زمان كذا وكذا في ملك يبوس ثم ضربها في سور المدينة على الباب فكان من دخل أو خرج
قرأها فذلك قوله أصحاب الكهف والرقيم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبي
حاتم والزجاجي في أماليه وابن مردويه عن ابن عباس قال لا أدرى ما الرقيم وسالت كعبا فقال اسم القرية
التي خرجوا منها * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس قال كل القرآن أعلمه الا أربعا غسلين وحنانا والأواه والرقيم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك قال الرقيم الكلب * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أم
حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا يقول الذي آتيتك من العلم والسنة والكتاب أفضل من
شان أصحاب الكهف والرقيم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أم حسبت أن أصحاب الكهف
والرقيم كانوا من آياتنا عجبا كانوا بقولهم أعجب آياتنا ليسوا بأعجب آياتنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة
رضي الله عنه في قوله أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا قال ليسوا بأعجب آياتنا كانوا من
أبناء الملوك * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبي جعفر قال كان أصحاب الكهف صيارفة * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن النعمان بن بشير انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث
عن أصحاب الرقيم ان ثلاثة نفر دخلوا إلى الكهف فوقع من الجبل حجر على الكهف فأوصد عليهم فقال قائل منهم
تذكروا أيكم عمل حسنة لعل الله ان يرحمنا فقال أحدهم نعم قد عملت حسنة مرة انه كان لي عمال استأجرتهم في
عمل لي كل رجل منهم بأجر معلوم فجاءني رجل ذات يوم وذلك في شطر النهار فاستأجرته بقدر ما بقى من النهار بشطر
أصحابه الذين يعملون بقية نهارهم ذلك كل رجل منهم نهاره كله فرأيت من الحق ان لا أنقصه شيئا مما استأجرت عليه
أصحابه فقال رجل منهم يعطى هذا مثل ما يعطيني ولم يعمل الا نصف نهاره فقلت له انى لا أبخسك شيئا من شرطك
وانما هو مالي أحكم فيه بما شئت فغضب وترك أجره فلما رأيت ذلك عزلت حقه في جانب البيت ما شاء الله ثم مر بي
بعد ذلك بقر فاشتريت له فصيلا من البقر حتى بلغ ما شاء الله ثم مر بي الرجل بعد حين وهو شيخ ضعيف وانا لا أعرفه
فقال لي ان لي عندك حقا فلم أذكره حتى عرفني ذلك فقلت له نعم إياك أبغي فعرضت عليه ما قد اخرج الله له من ذلك
الفصيل من البقر فقلت له هذا حقك من البقر فقال لي يا عبد الله لا تسخر بي ان لا تتصدق على اعطني حقي فقلت
والله ما أسخر منك ان هذا لحقك فدفعته إليه اللهم فان كنت تعلم انى قد كنت صادقا وإني فعلت ذلك لوجهك فاخرج
عنا هذا الحجر فانصدع حتى رأوا الضوء وأبصروا وقال الآخر قد عملت حسنة مرة وذلك أنه كان عندي فضل فأصاب
الناس شدة فجاءتني امرأة فطلبت منى معروفا فقلت لا والله ما هو دون نفسك فأبت على ثم رجعت فذكرتني بالله
فأبيت عليها وقلت لا والله ما هو دون نفسك فأبت على ثم رجعت فذكرتني بالله فأبيت عليها وقلت لا والله ما هو دون
نفسك فأبت على فذكرت ذلك لزوجها فقال اعطيه نفسك واغن عيالك فلما رأيت ذلك سمحت بنفسها فلما هممت
بها قالت انى أخاف الله رب العالمين فقلت لها تخافين الله في الشدة ولم أخفه في الرخاء فأعطيتها ما استغنت هي
وعيالها اللهم فان كنت تعلم انى قد فعلت ذلك لوجهك فافرج عنا هذا الحجر فانصدع الحجر حتى رأوا الضوء وأيقنوا
الفرج ثم قال الثالث قد عملت حسنة مرة كان لي أبوان شيخان كبيران قد بلغهما الكبر وكانت لي غنم فكنت
أرعاها واختلف فيما بين غنمي وبين أبوى أطعمهما وأشبعهما وأرجع إلى غنمي فلما كان ذات يوم أصابني
غيث شديد فحبسني فلم أرجع الا مؤخرا فاتيت أهلي فلم أدخل منزلي حتى حلبت غنمي ثم مضيت إلى أبوى
أسقيهما فوجدتهما قد ناما فشق على أن أوقظهما وشق على أن أترك غنمي فلم أبرح جالسا ومحلبي على يدي
212

حتى أيقظهما الصبح فسقيتهما اللهم ان كنت تعلم انى فعلت ذلك لوجهك فافرج عنا هذا الحجر ففرح الله عنهم
وخرجوا إلى أهليهم راجعين * وأخرج أحمد وابن المنذر عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ان ثلاثة نفر
فيما سلف من الناس انطلقوا يرتادون لأهليهم فاخذتهم السماء فدخلوا غارا فسقط عليهم حجر فجاف حتى
ما يرون منه خصاصة فقال بعضهم لبعض قد وقع الحجر وعفا الأثر ولا يعلم مكانكم الا الله فادعوا الله عز وجل
بأوثق أعمالكم فقال رجل منهم اللهم ان كنت تعلم أنه كان لي والدان فكنت أحلب لهما في إنائهما فآتيهما
فإذا وجدتهما راقدين قمت على رؤسهما كراهة ان أرد سنتهما في رؤسهما حتى يستيقظا متى استيقظا اللهم ان
كنت تعلم انى انما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا فزال ثلث الحجر وقال الثاني اللهم ان كنت تعلم
انى استأجرت أجيرا على عمل يعمله فأتاني يطلب أجره وأنا غضبان فزبرته فانطلق وترك أجره فجمعته وثمرته حتى
كان منه كل المال فأتاني يطلب أجره فدفعت إليه ذلك كله ولو شئت لم أعطه الا أجره الأول اللهم ان كنت تعلم انى
انما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك فافرج عنا فزال ثلثا الحجر وقال الثالث اللهم ان كنت تعلم أنه أعجبته
امرأة فجعل لها جعلا فلما قدر عليها وفر لها نفسها وسلم لها جعلها اللهم ان كنت تعلم انى انما فعلت ذلك رجاء
رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا فزال الحجر وخرجوا معاتيق يمشون * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن
المنذر عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر فأووا
إلى غار فانطبق عليهم فقال بعضهم لبعض انه والله يا هؤلاء لا ينجيكم الا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد
صدق فيه فقال واحد منهم اللهم ان كنت تعلم أنه كان لي أجير يعمل لي على فرق من أرز فذهب وتركه وإني عمدت
إلى ذلك الفرق فزرعته فصار من أمره انى اشتريت منه بقرا وانه أتأتي يطلب أجره فقلت له اعمد إلى تلك البقر
فسقها فقال لي انما لي عندك فرق من أرز فقلت له اعمد إلى تلك البقر فإنها من ذلك الفرق فساقها فان كنت تعلم
انى فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساخت عنهم الصخرة فقال الآخر اللهم ان كنت تعلم أنه كان لي أبوان
شيخان كبيران فكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي فأبطأت عليهما ليلة فجئت وقد رقدوا أهلي وعيالي يتضاغون
من الجوع فكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أدعهما فيستكنا بشربتهما
فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر فان كنت تعلم انى فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساخت عنهم الصخرة حتى
نظروا إلى السماء فقال الآخر اللهم ان كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم من أحب الناس إلى وإني راودتها عن نفسها
فأبت الا ان آتيها بمائة دينار فطلبتها حتى قدرت فأتيتها بها فدفعتها إليها فأمكنتني من نفسها فلما قعدت بين
رجليها قالت اتق الله ولا تفض الخاتم الا بحقه فقمت وتركت المائة دينار فان كنت تعلم انى فعلت ذلك من
خشيتك ففرج عنا ففرج الله عنهم فخرجوا * وأخرج البخاري في تاريخه من حديث ابن عباس مثله * قوله تعالى
(إذ أوى الفتية إلى الكهف) * أخرج ابن أب شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال غزونا مع
معاوية غزوة المضيق نحو الروم فمررنا بالكهف الذي فيه أصحاب الكهف الذي ذكر الله في القرآن فقال
معاوية لو كشف لنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم فقال له ابن عباس ليس ذلك لك قد منع الله ذلك من هو خير منك
فقال لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا فقال معاوية لا انتهى حتى أعلم علمهم فبعث رجالا فقال
اذهبوا فأدخلوا الكهف فانظروا فذهبوا فلما دخلوا الكهف بعث الله عليهم ريحا فأخرجتهم فبلغ ذلك ابن
عباس فأنشأ يحدث عنهم فقال إنهم كانوا في مملكة ملك من الجبابرة فجعلوا يعبدون حتى عبدوا الأوثان وهؤلاء
الفتية في المدينة فلما رأوا ذلك خرجوا من تلك المدينة فجمعهم الله على غير ميعاد فجعل بعضهم يقول لبعض
أين تريدون أن تذهبون فجعل بعضهم يخفى على بعض لأنه لا يدرى هذا على ما خرج هذا ولا يدرى هذا فأخذوا
العهود والمواثيق ان يخبر بعضهم بعضا فان اجتمعوا على شئ والا كتم بعضهم بعضا فاجتمعوا على كلمة واحدة فقالوا
ربنا رب السماوات والأرض إلى قوله مرفقا قال فقعدوا فجاء أهلهم يطلبونهم لا يدرون أين ذهبوا فرفع أمرهم
إلى الملك فقال ليكونن لهؤلاء القوم بعد اليوم شان ناس خرجوا لا يدرى أين ذهبوا في غير خيانة ولا شئ يعرف
فدعا بلوح من رصاص فكتب فيه أسماءهم ثم طرح في خزانته فذلك قول الله أم حسبت أن أصحاب الكهف
213

والرقيم والرقيم هو اللوح الذي كتبوا فانطلقوا حتى دخلوا الكهف فضرب الله على آذانهم فقاموا فلو ان الشمس
تطلع عليهم لأحرقتهم ولولا أنهم يقلبون لأكلتهم الأرض وذلك قول الله وترى الشمس الآية قال ثم إن ذلك الملك
ذهب وجاء ملك آخر فعبد الله وترك تلك الأوثان وعدل في الناس فبعثهم الله لما يريد فقال قائل منهم كم لبثتم
فقال بعضهم يوما وقال بعضهم يومين وقال بعضهم أكثر من ذلك فقال كبيرهم لا تختلفوا فإنه لم يختلف قوم قط الا
هلكوا فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فرأى شارة أنكرها ورأى بنيانا أنكره ثم دنا إلى خباز فرمى إليه
بدرهم وكانت دراهمهم كخفاف الربع يعنى ولد الناقة فأنكر الخباز الدرهم فقال من أين لك هذا الدرهم لقد
وجدت كنزا لتدلني عليه أو لأرفعنك إلى الأمير فقال أو تخوفني بالأمير وأتى الدهقان الأمير قال من أبوك قال فلان
فلم يعرفه قال فمن الملك قال فلان فلم يعرفه فاجتمع عليهم الناس فرفع إلى عالمهم فسأله فأخبره فقال على باللوح
فجئ به فسمى أصحابه فلانا وفلانا وهم مكتوبون في اللوح فقال للناس ان الله قد دلكم على إخوانكم وانطلقوا
وركبوا حتى أتوا إلى الكهف فلما دنوا من الكهف قال الفتى مكانكم أنتم حتى أدخل أنا على أصحابي ولا تهجموا
فيفزعون منكم وهم لا يعلمون ان الله قد أقبل بكم وتاب عليكم فقالوا لتخرجن علينا قال نعم إن شاء الله فدخل فلم
يدروا أين ذهب وعمى عليهم فطلبوا وحرضوا فلم يقدروا على الدخول عليهم فقالوا لنتخذن عليهم مسجدا فاتخذوا
عليهم مسجدا فجعلوا يصلون عليهم ويستغفرون لهم * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه
قال كان أصحاب الكهف أبناء ملوك رزقهم الله الاسلام فتعوذوا بدينهم واعتزلوا قومهم حتى انتهوا إلى
الكهف فضرب الله على صماخاتهم فلبثوا دهرا طويلا حتى هلكت أمتهم وجاءت أمة مسلمة وكان ملكهم مسلما
واختلفوا في الروح والجسد فقال قائل يبعث الروح والجسد جميعا وقال قائل يبعث الروح وأما الجسد فتأكله
الأرض فلا يكون شيئا فشق على ملكهم اختلافهم فانطلق فلبس المسوح وجلس على الرماد ثم دعا الله فقال أي
رب قد ترى اختلاف هؤلاء فابعث لهم آية تبين لهم فبعث الله أصحاب الكهف فبعثوا أحدهم ليشترى
لهم طعاما فدخل السوق فلما نظر جعل ينكر الوجوه ويعرف الطرق ورأى الايمان ظاهرا
بالمدينة فانطلق وهو مستخف حتى أتى رجلا يشترى منه طعاما فلما نظر الرجل إلى الورق أنكرها
حسبت انه قال كأنها أخفاف الربع يعنى الإبل الصغار فقال الفتى أليس ملككم فلان قال الرجل بل ملكنا
فلان فلم يزل ذلك بينهما حتى رفعه إلى الملك فنادى في الناس فجمعهم فقال إنكم اختلفتم في الروح والجسد وان
الله قد بعث لكم آية فهذا الرجل من قوم فلان يعنى ملكهم الذي قبله فقال الفتى انطلقوا بي إلى أصحابي فركب
الملك وركب معه الناس حتى انتهى إلى الكهف فقال الفتى دعوني أدخل إلى أصحابي فلما أبصروه وأبصرهم
ضرب على آذانهم فلما استبطؤوه دخل الملك ودخل الناس معه فإذا أجساد لا يبلى منها شئ غير أنها لا أرواح فيها فقال
الملك هذه آية بعثها الله لكم فغزا ابن عباس مع حبيب بن مسلمة فمروا بالكهف فإذا فيه عظام فقال رجل هذه عظام
أهل الكهف فقال ابن عباس ذهبت عظامهم أكثر من ثلثمائة سنة * واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد رضي الله عنه قال كان أصحاب الكهف أبناء عظماء أهل مدينتهم وأهل شرفهم خرجوا فاجتمعوا وراء
المدينة على غير ميعاد فقال رجل منهم هو أشبههم انى لأجد في نفسي شيئا ما أظن أحدا يجده قالوا ما تجد قال أجد
في نفسي ان ربى رب السماوات والأرض فقاموا جميعا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها
لقد قلنا إذا شططا وكان مع ذلك من حديثهم وأمرهم ما قد ذكر الله في القرآن فاجمعوا أن يدخلوا الكهف وعلى
مدينتهم إذ ذاك جبار يقال له دقيوس فلبثوا في الكهف ما شاء الله رقودا ثم بعثهم الله فبعثوا أحدهم ليبتاع
لهم طعاما فلما خرج إذا هم بحظيرة على باب الكهف فقال ما كانت هذه ههنا عشية أمس فسمع كلاما من كلام
المسلمين يذكر الله وكان الناس قد أسلموا بعدهم وملك عليهم رجل صالح فظن أنه أخطأ الطريق فجعل ينظر إلى
مدينته التي خرج منها والى مدينتين وجاهها أسماؤهن اقسوس وايديوس وشاموس فيقول ما أخطأت الطريق
هذه اقسوس وايديوس وشاموس فعمد إلى مدينته التي خرج منها ثم عمد حتى جاء السوق فوضع ورقة في يد رجل
فنظر فإذا ورق ليست بورق الناس فانطلق به إلى الملك وهو خائف فسأله وقال لعل هذا من الفتية الذين خرجوا
214

على عهد دقيوس فاني قد كنت أدعو الله ان يرينيهم وان يعلمني مكانهم ودعا مشيخة أهل القرية وكان رجل منهم
قد كان عنده أسماؤهم وأنسابهم فسألهم فأخبروه فسال الفتى فقال صدق وانطلق الملك وأهل المدينة معه لان
يدلهم على أصحابه حتى إذا دنوا من الكهف سمع الفتية حس الناس فقالوا أتيتم ظهر على صاحبكم فاعتنق
بعضهم بعضا وجعل يوصى بعضهم بعضا بدينهم فلما دنا الفتى منهم أرسلوه فلما قدم إلى أصحابه ماتوا عند ذلك ميتة
الحق فلما نظر إليهم الملك شق عليه ان لم يقدر عليهم أحياء وقال لا أدفنهم إذا فائتوني بصندوق من ذهب فاتاه آت
منهم في المنام فقال أردت أن تجعلن في صندوق من ذهب فلا تفعل ودعنا في كهفنا فمن التراب خلقنا واليه نعود
فتركهم في كهفهم وبنى على كهفهم مسجدا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن وهب بن منبه رضي الله عنه
قال جاء رجل من حواري عيسى عليه السلام إلى مدينة أصحاب الكهف فأراد أن يدخلها فقيل على بابها صنم
لا يدخلها أحدا الا سجد له فكره ان يدخل فأتى حماما فكان فيه قريبا من تلك المدينة وكان يعمل فيه يؤاجر
نفسه من صاحب الحمام ورأى صاحب الحمام في حمامه البركة والرزق وجعل يسترسل إليه وعلقه فتية من أهل
المدينة فجعل يخبرهم عن خبر السماء والأرض وخبر الآخرة حتى آمنوا به وصدقوه وكانوا على مثل حاله في حسن
الهيئة وكان يشترط على صاحب الحمام ان الليل لي ولا تحول بيني وبين الصلاة إذا حضرت حتى أتى ابن الملك بامرأة
يدخل بها الحمام فعيره الحوارى فقال أنت ابن الملك وتدخل مع هذه الكداء فاستحيا فذهب فرجع مرة أخرى
فسبه وانتهره فلم يلتفت حتى دخل ودخلت معه المرأة فباتا في الحمام جميعا فماتا فيه فأتى الملك فقيل له قتل ابنك
صاحب الحمام فالتمس فلم يقدر عليه وهرب من كان يصحبه فسموا الفتية فالتمسوا فخرجوا من المدينة فمروا بصاحب
لهم في زرع له وهو على مثل أمرهم فذكروا له انهم التمسوا فانطلق معهم ومعه كلب حتى آواهم الليل إلى الكهف
فدخلوا فيه فقالوا نبيت ههنا الليلة حتى نصبح إن شاء الله ثم تروا رأيكم فضرب على آذانهم فخرج الملك بأصحابه
يبتغونهم حتى وجدوهم قد دخلوا الكهف فلما أراد الرجل منهم ان يدخل أرعب فلم يطق أحد أن يدخله فقال
له قائل ألست قلت لو قدرت عليهم قتلتهم قال بلى قال فابن عليهم باب الكهف ودعهم يموتوا عطشا وجوعا ففعل ثم
صبروا زمانا ثم إن راعى غنم أدركه المطر عند الكهف فقال لو فتحت هذا الكهف وأدخلت غنمي من المطر فلم يزل
يعالجه حتى فتح لغنمه فأدخلها فيه ورد الله أرواحهم في أجسادهم من الغد حين أصبحوا فبعثوا أحدهم بورق
ليشتر لهم طعاما فكلما أتى باب مدينتهم لا يرى أحد من ورقهم شيئا الا استنكرها حتى جاء رجلا فقال بعني
بهذه الدراهم طعاما فقال ومن أين لك هذه الدراهم قال انى رحت وأصحابي أمس فأتى الليل ثم أصبحنا فأرسلوني قال
فهذه الدراهم كانت على عهد ملك فلان فاني لك هذه الدراهم فرفعه إلى الملك وكان رجلا صالحا فقال ومن أين لك
هذا الورق قال خرجت انا وأصحابي أمس حتى إذا أدركنا الليل في كهف كذا وكذا ثم أمروني ان اشترى لهم
طعاما قال وأين أصحابك قال في الكهف فانطلق معه حتى أتوا باب الكهف فقال دعوني أدخل إلى أصحابي قبلكم
فلما رأوه ودنا منهم ضرب على أذنه وآذانهم فأرادوا ان يدخلوا فجعل كلما دخل رجل منهم رعب فلم يقدروا أن
يدخلوا إليهم فبنوا عندهم مسجدا يصلون فيه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أصحاب الكهف أعوان المهدى * وأخرج الزجاجي في أماليه عن ابن عباس في قوله أم حسبت ان
أصحاب الكهف والرقيم قال إن الفتية لما هربوا من أهليهم خوفا على دينهم فقدوهم فخبروا الملك خبرهم فامر
بلوح من رصاص فكتب فيه أسماءهم وألقاه في خزانته وقال إنه سيكون لهم شان وذلك اللوح هو الرقيم والله
أعلم * قوله تعالى (فضربنا على آذانهم) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فضربنا على آذانهم يقول
أرقدناهم بعثناهم لنعلم أي الحزبين من قوم الفتية أهل الهدى وأهل الضلالة أحصى لما لبثوا انهم كتبوا
اليوم الذي خرجوا فيه والشهر والسنة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله أي الحزبين قال من قوم الفتية أحصى لما لبثوا أمدا قال عددا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا يقول ما كان لواحد من الفريقين علم لا لكفارهم ولا
لمؤمنيهم * قوله تعالى (نحن نقص) الآيتين * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
215

والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ما بعث الله نبيا الا وهو شاب ولا أوتى العلم عالم الا وهو
شاب وقرأ قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم وإذ قال موسى لفتاه وانهم فتية أمنوا بربهم * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الربيع بن أنس في قوله وزدناهم هدى قال إخلاصا * وأخرج ابن ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
وربطنا على قلوبهم قال بالايمان وفى قوله لقد قلنا إذا شططا قال كذبا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله
لقد قلنا إذا شططا قال جورا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال الشطط الخطا من القول * قوله
تعالى (وإذ اعتزلتموهم) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله
وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون الا الله قال كان قوم الفتية يعبدون الله ويعبدون معه آلهة شئ فاعتزلت الفتية
عبادة تلك الآلهة ولم تعتزل عبادة الله * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه وإذ اعتزلتموهم وما
يعبدون الا الله قال هي في مصحف ابن مسعود وما يعبدون من دون الله فهذا تفسيرها * وأخرج ابن أبى حاتم عن
مجاهد في قوله فآووا إلى الكهف قال كان كهفهم بين جبلين * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ويهئ لكم
من أمركم مرفقا يقول غذاء * قوله تعالى (وترى الشمس) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم
عن ابن عباس في قوله تزاور قال تميل وفى قوله تقرضهم قال تذرهم * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد في قوله تقرضهم قال تتركهم وهم في فجوة منه قال المكان الداخل * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن
جبير في قوله وهم في فجوة منه قال يعنى بالفجوة الخلوة من الأرض ويعنى بالخلوة الناحية من الأرض * وأخرج ابن
المنذر عن أبي مالك في قوله وهم فجوة منه قال في ناحية * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة وتحسبهم يا محمد أيقاظا
وهم رقود يقول في رقدتهم الأولى ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال قال وهذا التقليب في رقدتهم الأولى كانوا
يقلبون في كل عام مرة * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ونقلبهم ذات اليمين وذات
الشمال قال ستة أشهر على ذي الجنب وستة أشهر على ذي الجنب * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عياض في قوله ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال قال في كل عام مرتين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله نقلبهم قال في التسع سنين ليس فيما سواه * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن
سعيد بن جبير في قوله ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال قال كي لا تأكل الأرض لحومهم * وأخرج ابن أبي حاتم
عن مجاهد في قوله وكلبهم قال اسم كلبهم قطمور * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال اسم كلب أصحاب الكهف
قطمير * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال قلت لرجل من أهل العلم زعموا ان كلبهم كان أسدا قال لعمر الله ما كان
أسدا ولكنه كان كلبا أحمر خرجوا به من بيوتهم يقال له قطمور * وأخرج ابن أبي حاتم عن كثير النواء قال كان
كلب أصحاب الكهف اصفر * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سفيان قال قال رجل بالكوفة يقال له عبيد
وكان لا يتهم بكذب قال رأيت كلب أصحاب الكهف أحمر كأنه كساء أنبجاني * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق
جويبر عن عبيد السواق قال رأيت كلب أصحاب الكهف صغيرا زنبيا يعنى صيفيا باسطا ذراعيه بفناء باب
الكهف وهو يقول هكذا يضرب بأذنيه * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن حميد المكي في قوله وكلبهم باسط
ذراعيه بالوصيد قال جعل رزقه في لحس ذراعيه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن
ابن عباس في قوله بالوصيد قال بالفناء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله بالوصيد قال بالباب
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية في قوله بالوصيد قال بفناء باب الكهف * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن
سعيد بن جبير في قوله بالوصيد قال بالصعيد * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وكلبهم باسط ذراعيه
بالوصيد قال ممسك عليهم باب الكهف * وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال كان لي
صاحب مات شديد النفس فمر بجانب كهفهم فقال لا انتهى حتى أنظر إليهم فقيل له لا تفعل اما تقرأ لو اطلعت
عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا فأبى الا ان ينظر فأشرف عليهم فابيضت عيناه وتغير شعره وكان يخبر
الناس بعد يقول عدتهم سبعة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أزكى
طعاما قال أحل ذبيحة وكانوا يذبحون للطواغيت * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس في قوله أزكى
216

طعاما يعنى أطهر لانهم كانوا يذبحون الخنازير * قوله تعالى (وكذلك أعثرنا عليهم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله وكذلك أعثرنا عليهم قال اطلعنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال دعا الملك شيوخا
من قومه فسألهم عن أمرهم فقالوا كان ملك يدعى دقيوس وان فتية فقدوا في زمانه وانه كتب أسماءهم في الصخرة
التي كانت على باب المدينة فدعا بالصخرة فقرأها فإذا فيها أسماؤهم ففرح الملك فرحا شديدا وقال هؤلاء قوم كانوا قد
ماتوا فبعثوا ففشا فيهم ان الله يبعث الموتى فذلك قوله وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا ان وعد الله حق وان الساعة
لا ريب فيها فقال الملك لاتخذن عند هؤلاء القوم الصالحين مسجدا فلأعبدن الله فيه حتى أموت فذلك قوله قال
الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله قال الذين غلبوا
على أمرهم قال هم الامراء أو قال السلاطين * وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال بنى عليهم الملك بيعة
فكتب في أعلاها أبناء الأراكنة أبناء الدهاقين * قوله تعالى (سيقولون ثلاثة) الآية * أخرج ابن أبى حاتم
عن السدى في قوله سيقولون ثلاثة قال اليهود ويقولون خمسة قال النصارى * وأخرج ابن أبي حاتم وعبد الرزاق
عن قتادة في قوله رجما بالغيب قال قذفا بالظن * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مسعود رضي الله عنه في قوله
ما يعلمهم الا قليل قال نأمن القليل كانوا سبعة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن سعد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله ما يعلمهم الا قليل قال انا من القليل كانوا سبعة
* وأخرج الطبراني في الأوسط بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ما يعلمهم الا قليل قال انا من
القليل مكسلمينا وتمليخا وهو المبعوث بالورق إلى المدينة ومرطوس ونينونس ودردونس وكفاشطهواس
ومنطفوا سيسوس وهو الراعي والكلب اسمه قطمير دون الكردي وفوق القبطي الألطم فوق القبطي قال أبو عبد
الرحمن بلغني ان من كتب هذه الأسماء في شئ وطرحه في حريق سكن الحريق * وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن
منبه قال كل شئ في القرآن قليل والا قليل فهو دون العشرة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فلا تمار
فيهم يقول حسبك ما قصصت عليك * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فلا تمار فيهم الامراء ظاهرا قال
يقول الا ما أظهرنا لك من أمرهم ولا تستفت فيهم منهم أحدا قال يقول لا تسأل اليهود عن أصحاب الكهف الا ما
قد أخبرناك من أمرهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فلا تمار فيهم الآية قال
حسبك ما قصصنا عليك * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن
ابن عباس في قوله ولا تستفت فيهم منهم أحدا قال اليهود والله أعلم * قوله تعالى (ولا تقولن لشئ انى فاعل)
الآية * أخرج ابن المنذر عن مجاهد أن قريشا اجتمعت فقالوا يا محمد قد رغبت عن ديننا ودين آبائنا فما هذا
الدين الذي جئت به قال هذا دين جئت به من الرحمن فقالوا انا لا نعرف الرحمن الا رحمن اليمامة يعنون مسيلمة
الكذاب ثم كاتبوا اليهود فقالوا قد نبع فينا رجل يزعم أنه نبي وقد رغب عن ديننا ودين آبائنا ويزعم أن الذي
جاء به من الرحمن قلنا لا نعرف الرحمن الا رحمن اليمامة وهو أمين لا يخون وفى لا يغدر صدوق لا يكذب وهو في
حسب وثروة من قومه فاكتبوا إلينا بأشياء نسأله عنها فاجتمعت يهود فقالوا ان هذا لوصفه وزمانه الذي يخرج
فيه فكتبوا إلى قريش ان سلوه عن أمر أصحاب الكهف وعن ذي القرنين وعن الروح فان يكن الذي أتاكم به من
الرحمن فان الرحمن هو الله عز وجل وان يكن من رحمن اليمامة فينقطع فلما أتى ذلك قريشا أتى الظفر في أنفسها
فقالوا يا محمد قد رغبت عن ديننا ودين آبائك فحدثنا عن أمر أصحاب الكهف وذي القرنين والروح قال ائتوني
غدا ولم يستثن فمكث جبريل عنه ما شاء الله لا يأتيه ثم أتاه فقال سألوني عن أشياء لم يكن عندي بها علم فأجيب
حتى شق ذلك على قال ألم ترنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة وكان في البيت جرو كلب ونزلت ولا تقولن لشئ انى
فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربى لأقرب من هذا رشدا من
علم الذي سألتموني عنه أن يأتي قبل غد ونزل ما ذكر من أصحاب الكهف ونزل ويسئلونك عن الروح الآية
* وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم حلف على يمين فمضى له أربعون ليلة فأنزل الله ولا
تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله واستثنى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أربعين ليلة * وأخرج
217

سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس أنه كان
يرى الاستثناء ولو بعد سنة ثم قرأ واذكر ربك إذا نسيت قال إذا ذكرت * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
والطبراني عن ابن عباس في هذه الآية قال إذا نسيت أن تقول لشئ انى أفعله فنسيت أن تقول إن شاء الله فقل
إذا ذكرت إن شاء الله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن أبي العالية في قوله واذكر ربك إذا نسيت قال
تستثنى إذا ذكرت * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في رجل حلف ونسى أن يستثنى قال له ثنياه إلى شهر
وقرأ واذكر ربك إذا نسيت * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عمرو بن دينار عن عطاء أنه قال من حلف على يمين
فله الثنيا حلب ناقة قال وكان طاوس يقول اما دام في مجلسه * واخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم قال يستثنى ما دام
في كلامه * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله واذكر ربك إذا نسيت قال إذا
نسيت الاستثناء فاستثن إذا ذكرت قال هي خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لأحدنا أن يستثنى الا في
صلة يمينه * واخرج سعيد بن منصور عن ابن عمر قال كل استثناء موصول فلا حنث على صاحبه وإذا كان غير
موصول فهو حانث * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
حلف فقال إن شاء الله فان شاء مضى وان شاء رجع غير حانت * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي والبيهقي
في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سليمان بن داود عليهما السلام
لأطوفن الليلة على تسعين امرأة تلد كل امرأة منهن غلاما يقاتل في سبيل الله فقال له الملك قل إن شاء الله فلم يقل
فطاف فلم تلد منهن الا امرأة واحدة نصف انسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو قال إن
شاء الله لم يحنث وكان دركا لحاجته * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان
عن عكرمة في قوله واذكر ربك إذا نسيت قال إذا غضبت * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن الحسن في
قوله واذكر ربك إذا نسيت قال إذا لم تقل إن شاء الله * وأخرج البيهقي من طريق المعتمر بن سليمان قال سمعت
أبا الحارث عن رجل من أهل الكوفة كان يقرأ القرآن في الآية قال إذا نسى الانسان أن يقول إن شاء الله
فتوبته من ذلك أن يقول عسى أن يهديني ربى لأقرب من هذا رشدا * قوله تعالى (ولبثوا في كهفهم) الآية
* أخرج الخطيب في تاريخه عن حكيم بن عقال قال سمعت عثمان بن عفان يقرأ ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة
سنين منونة * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال إن الرجل ليفسر الآية يرى أنها كذلك
فيهوى أبعد ما بين السماء والأرض ثم تلا ولبثوا في كهفهم الآية ثم قال كم لبث القوم قالوا ثلاثمائة وتسع سنين
قال لو كانوا لبثوا كذلك لم يقل الله قل الله أعلم بما لبثوا ولكنه حكى مقالة القوم فقال سيقولون ثلاثة إلى قوله رجما
بالغيب وأخبر أنهم لا يعلمون قال سيقولون ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا * وأخرج عبد
الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال في حرف ابن مسعود وقالوا لبثوا في كهفكم الآية يعنى
انما قاله الناس ألا ترى انه قال قل الله أعلم بما لبثوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولبثوا
في كهفهم ثلثمائة سنين وازدادوا تسعا قال هذا قول أهل الكتاب فرد الله عليهم قل الله أعلم بما لبثوا * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك قال لما نزلت هذه الآية ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة
قيل يا رسول الله أياما أم شهورا أم سنين فأنزل الله سنين وازدادوا تسعا * وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن
الضحاك عن ابن عباس موصولا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ثلثمائة سنين وازدادوا
تسعا يقول عدد ما لبثوا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله أبصر به وأسمع قال الله يقوله * وأخرج ابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله أبصر به وأسمع قال لا أحد أبصر من الله ولا أسمع تبارك وتعالى والله أعلم بالصواب
والحمد لله وحده * قوله تعالى (واتل ما أوحى إليك) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله ملتحدا قال ملجأ * وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له
أخبرني عن قوله ولن تجد من دونه ملتحدا ما الملتحد قال المدخل في الأرض قال فيه خصيب الضمري
يا لهف نفسي ولهف غير محدثه * على وما عن قضاء الله ملتحد
218

* وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الايمان عن سلمان قال جاءت المؤلفة قلوبهم إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن بدر والأقرع بن حابس فقالوا يا رسول الله لو جلست في صدر المجلس وتغيبت
عن هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب الصفوف جالسناك أو
حادثناك وأخذنا عنك فأنزل الله واتل ما أوحى إليك من كتاب ربك إلى قوله أعتدنا للظالمين نارا يهددهم بالنار
* واخرج أبو الشيخ عن سلمان قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمسهم حتى أصابهم في مؤخر المسجد
يذكرون الله فقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني ان أصبر نفسي مع رجال من أمتي معكم المحيا والممات
* وأخرج عبد بن حميد عن سلمان قال نزلت هذه الآية في وفى رجل دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ومعي شن
خوص فوضع مرفقه في صدري فقال تنح حتى القاني على البساط ثم قال يا محمد انا ليمنعنا كثير من أمرك هذا
وضرباؤه ان ترى لي قدما وسوادا فلو نحيتهم إذا دخلنا عليك فإذا خرجنا أذنت لهم إذا شئت فلما خرج أنزل الله
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم إلى قوله وكان أمره فرطا * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن
عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قال نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته واصبر نفسك مع
الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي فخرج يلتمسهم فوجد قوما يذكرون الله فيهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو
الثوب الواحد فلما رآهم جلس معهم وقال الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني ان أصبر نفسي معهم * وأخرج
البزار عن أبي هريرة وأبى سعيد قالا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقرأ سورة الحجر أو سورة الكهف
فسكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المجلس الذي أمرت ان أصبر نفسي معهم * وأخرج ابن أبى حاتم
وابن عساكر من طريق عمر بن ذر عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى نفر من أصحابه منهم عبد الله
ابن رواحة يذكرهم بالله فلما رآه عبد الله سكت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أصحابك فقال يا رسول
الله أنت أحق فقال أما انكم الملا الذين أمرني الله ان أصبر نفسي معهم ثم تلا واصبر نفسك الآية * وأخرج
الطبراني في الصغير وابن مردويه من طريق عمر بن ذر حدثني مجاهد عن ابن عباس قال مر النبي صلى الله عليه
وسلم بعبد الله بن رواحة وهو يذكر أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما انكم للملا الذين أمرني الله ان
أصبر نفسي معهم ثم تلا واصبر نفسك الآية قال إنه ما جلس عدتكم الا جلس معهم عدتهم جليسهم من الملائكة
ان سبحوا الله سبحوه وان حمدوا الله حمدوه وان كبروا الله كبروه يصعدون إلى الرب وهو أعلم فيقولون ربنا ان
عبادك سبحوك فسبحنا وكبروك فكبرنا وحمدوك فحمدنا فيقول ربنا يا ملائكتي أشهدكم انى قد غفرت لهم
فيقولون فيهم فلان الخطاء فيقول هم القوم لا يشقى بهم جليسهم * وأخرج أحمد عن أبي امامة قال خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم على قاص يقص فامسك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قص فلان أقعد غدوة إلى أن تشرق
الشمس أحب إلى من أن أعتق أربع رقاب * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وأبو نصر
السجزي في الإبانة عن أبي سعيد قال أتى علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ناس من ضعفة المسلمين ورجل
يقرأ علينا القرآن ويدعو لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت ان أصبر
نفسي معه ثم قال بشر فقراء المسلمين بالنور التام يوم القيامة يدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم مقدار
خمسمائة عام هؤلاء في الجنة يتنعمون وهؤلاء يحاسبون * وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت قال كان سلمان في
عصابة يذكرون الله فمر النبي صلى الله عليه وسلم فكفوا فقال ما كنتم تقولون قلنا نذكر الله قال فاني رأيت الرحمة
تنزل عليكم فأحببت ان أشارككم فيها ثم قال الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت من أصبر نفسي معهم
* وأخرج أحمد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون
بذلك الا وجهه الا ناداهم مناد من السماء ان قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيأتكم حسنات * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن نافع قال أخبرني عبد الله بن عمر في هذه الآية واصبر نفسك مع
الذين يدعون ربهم انهم الذين يشهدون الصلوات المكتوبة * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر عن ابن عباس
مثله * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في قوله واصبر نفسك
219

الآية قال نزلت في صلاة الصبح وصلاة العصر * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبيد الله بن عبد الله بن عدي بن الخيار
في هذه الآية قال هم الذين يقرؤن القرآن * واخرج ابن مردويه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس
في قوله ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا قال نزلت في أمية بن خلف وذلك أنه دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى
أمر كرهه الله من طرد الفقراء عنه وتقريب صناديد أهل مكة فأنزل الله ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا يعنى
من ختمنا على قلبه يعنى التوحيد واتبع هواه يعنى الشرك وكان أمره فرطا يعنى فرطا في أمر الله وجهالة
بالله * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن بريدة قال دخل عيينة بن حصن على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم حار وعنده
سلمان عليه جبة من صوف فثار منه ريح العرق في الصوف فقال عيينة يا محمد إذا نحن أتيناك فاخرج هذا وضرباء
من عندك لا يؤذونا فإذا خرجنا فأنت وهم أعلم فأنزل الله ولا تطع من أغفلنا قلبه الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن
الربيع قال حدثنا ان النبي صلى الله عليه وسلم تصدى لامية بن خلف وهو ساه غافل عما يقال له فأنزل الله ولا تطع
من أغفلنا قلبه الآية فرجع إلى أصحابه وخلى عن أمية فوجد سلمان يذكرهم فقال الحمد لله الذي لم أفارق الدنيا
حتى أراني أقواما من أمتي أمرني ان أصبر نفسي معهم * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق مغيرة عن إبراهيم في
قوله واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي قال هم أهل الذكر * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر
من طريق منصور عن إبراهيم في قوله واصبر نفسك الآية قال لا تطردهم عن الذكر * وأخرج ابن جرير وابن
أبى حاتم عن أبي جعفر في الآية قال أمر ان يصبر نفسه مع أصحابه يعلمهم القرآن * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن
عباس في قوله مع الذين يدعون ربهم قال يعبدون ربهم وقوله ولا تعد عيناك عنهم يقول لا تتعداهم إلى غيرهم
* وأخرج ابن أبى حاتم عن أبي هاشم في الآية قال كانوا يتفاضلون في الحلال والحرام * وأخرج الحكيم
الترمذي عن سعيد بن جبير في قوله واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي قال المفاضلة في الحلال
والحرام * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن إبراهيم ومجاهد واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة
والعشي قال الصلوات الخمس وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال نزلت ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا في عيينة
ابن حصن قال للنبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يسلم لقد آذاني ريح سلمان الفارسي فاجعل لنا مجلسا معك لا يجامعنا
فيه واجعل لهم مجلسا منك لا نجامعهم فيه فنزلت * وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله
وكان أمره فرطا قال ضياعا * قوله تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) * أخرج ابن أبى
حاتم عن قتادة في قوله وقل الحق من ربكم قال الحق وهو القرآن * وأخرج حنيش في الاستقامة وابن جرير وابن
المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله فمن شاء فليؤمن ومن شاء
فليكفر يقول من شاء الله له الايمان آمن ومن شاء الله له الكفر كفر وهو قوله وما تشاؤن الا ان يشاء الله رب
العالمين * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر قال هذا تهديد ووعيد
* واخرج ابن أبى حاتم عن رباح بن زيد قال سالت عمر بن حبيب عن قوله فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر قال
حدثني داود بن رافع ان مجاهدا كان يقول فليس بمعجزي وعيد من الله * قوله تعالى (انا أعتدنا للظالمين نارا أحاط
بهم سرادقها) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله أحاط بهم سرادقها قال حائط من نار * وأخرج أحمد
والترمذي وابن أبى الدنيا في صفة النار وابن جرير وأبو يعلى وابن أبى حاتم وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه
وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسرادق النار أربعة جدر كافة كل جدار
منها أربعون سنة * وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه وابن أبى الدنيا وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم وصححه
وابن مردويه والبيهقي في البعث عن يعلى بن أمية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان البحر من جهنم ثم تلا نارا
أحاط بهم سرادقها * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن قتادة الأحنف بن قيس كان لا ينام في السرادق
ويقول لم يذكر السرادق الا لأهل النار * قوله تعالى (وان يستغيثوا) الآية * أخرج أحمد وعبد بن حميد
والترمذي وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله بماء كالمهل قال كعكر الزيت فإذا قرب إليه
220

سقطت فروة وجهه فيه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله كالمهل يقول أسود كعكر
الزيت * وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية قال سئل ابن عباس
عن المهل قال ماء غليظ كدردي الزيت * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله
كالمهل قال كدردي الزيت * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال المهل دردي الزيت
* وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك في قوله كالمهل قال دردي الزيت * واخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود انه سئل عن المهل فدعا بذهب وفضة فإذا به فلما ذاب قال
هذا أشبه شئ بالمهل الذي هو شراب أهل النار ولونه لون السماء غير أن شراب أهل النار أشد حرا من هذا
* وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله كالمهل قال القيح والدم أسود كعكر الزيت
* واخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك في قوله كالمهل قال أسود وهي سوداء وأهلها سود * وأخرج ابن المنذر عن
خصيف قال المهل النحاس إذا أديب فهو أشد حرا من النار * وأخرج عبد بن حميد عن الحكم في قوله كالمهل
قال مثل الفضة إذا أذيبت * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله كالمهل أشد ما يكون حرا
* وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال هل تدرون ما المهل مهل الزيت يعنى آخره * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله وساءت مرتفقا قال مجتمعا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وساءت مرتفقا قال
منزلا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وساءت مرتفقا قال عليها مرتفقون على الحميم حين يشربون
والارتفاق هو المتكأ * قوله تعالى (ان الذين آمنوا) الآية * اخرج ابن المبارك وابن أبي حاتم عن المقبري
قال بلغني ان عيسى بن مريم كان يقول يا ابن آدم إذا عملت الحسنة فاله عنها فإنها عند من لا يضيعها ثم تلا انا
لا نضيع أجر من أحسن عملا وإذا عملت سيئة فاجعلها نصب عينيك * قوله تعالى (يحلون فيها من أساور من
ذهب) * أخرج ابن مردويه عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدت
أساوره لطمس ضوءه ضوء الشمس كما يطمس ضوء النجوم * وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في البعث
عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن أدنى أهل الجنة حلية عدلت حليته بحلية
أهل الدنيا جميعا لكان ما يحليه الله به في الآخرة أفضل من حلية أهل الدنيا جميعا * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن كعب الأحبار قال إن الله ملكا وفى لفظ في الجنة ملك لو شئت ان أسميه
لسميته يصوغ حلى أهل الجنة من يوم خلق إلى أن تقوم الساعة ولو أن حليا منها أخرج لرد شعاع
الشمس وان لأهل الجنة أكاليل من در لو أن أكليلا منها دلي من السماء الدنيا لذهب بضوء الشمس كما تذهب
الشمس بضوء القمر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال إن أهل الجنة يحلون أسورة من ذهب
ولؤلؤ وفضة هي أخف عليهم من كل شئ انما هي نور * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله أساور من ذهب
قال الأساور المسك * وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء * وأخرج النسائي والحاكم عن عقبة بن عامر ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يمنع أهله الحلية والحرير ويقول إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوهما في الدنيا * قوله
تعالى (ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق) * أخرج الطيالسي والبخاري في تاريخه والنسائي والبزار
وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عمرو قال قال رجل يا رسول الله أخبرنا عن ثياب أهل الجنة أخلقا تخلق
أم نسجا تنسج قال بل يشقق عنها ثمر الجنة * وأخرج ابن مردويه من حديث جابر نحوه * وأخرج البيهقي عن أبي
الخير مرثد بن عبد الله قال في الجنة شجرة تنبت السندس منه يكون ثياب أهل الجنة * وأخرج ابن أبى
شيبة وابن أبى حاتم عن الضحاك قال الاستبرق الديباج الغليظ وهو بلغة العجم استبره * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن جرير عن عكرمة قال الاستبرق الديباج الغليظ * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة
قال الاستبرق الغليظ من الديباج * وأخرج ابن أبى حاتم عن عبد الرحمن بن سابط قال يبعث الله إلى العبد
من أهل الجنة بالكسوة فتعجبه فيقول لقد رأيت الجنان فما رأيت مثل هذه الكسوة قط فيقول الرسول
221

الذي جاء بالكسوة ان ربك يأمر ان تهيئ لهذا العبد مثل هذه الكسوة ما شاء * وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب
قال لو أن ثوبا من ثياب أهل الجنة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سليم بن عامر قال إن الرجل من أهل الجنة يلبس الحلة من حلل أهل الجنة فيضعها بين أصبعيه فما
يرى منها شئ وانه يلبسها فيتعفر حتى تغطي قدميه يكسى في الساعة الواحدة سبعين ثوبا ان أدناها مثل شقيق
النعمان وانه يلبس سبعين ثوبا يكاد ان يتوارى وما يستطيع أحد في الدنيا يلبس سبعة أثواب ما يسعه عنقه
* وأخرج الحاكم وصححه عن أبي رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كفن ميتا كساه الله من سندس
واستبرق الجنة * قوله تعالى (متكئين فيها على الأرائك) * أخرج ابن أبي حاتم عن الهيثم بن مالك الطائي ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليتكئ المتكأ مقدار أربعين سنة ما يتحول عنه ولا يمله يأتيه
ما اشتهت نفسه ولذت عينه * وأخرج ابن أبي حاتم عن ثابت قال بلغنا أن الرجل يتكئ في الجنة سبعين
سنة عنده من أزواجه وخدمه وما أعطاه الله من الكرامة والنعيم فإذا حانت منه نظرة فإذا أزواج له لم يكن يراهم
من قبل ذلك فيقلن قد آن لك أن تجعل لنا منك نصيبا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الأرائك السرر في جوف الحجال عليها الفرش منضود في
السماء فرسخ * وأخرج البيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لا تكون أريكة حتى يكون السرير
في الحجلة فان كان سرير بغير حجلة لم يكن أريكة وان كانت حجلة بغير سرير لم تكن أريكة فإذا اجتمعا كانت أريكة
* وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله على الأرائك قال السرر
عليها الحجال * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه قال الأرائك من لؤلؤ وياقوت * وأخرج
عبد بن حميد وابن الأنباري في الوقف والابتداء عن الحسن رضي الله عنه قال لم نكن ندري ما الأرائك حتى لقينا
رجلا من أهل اليمن فأخبرنا أن الأريكة عندهم الحجلة إذا كان فيها سرير * وأخرج عبد بن حميد عن أبي رجاء
قال سئل الحسن رضي الله عنه عن الأرائك فقال هي الحجال أهل اليمن يقولون أريكة فلان * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه انه سئل عن الأرائك فقال هي الحجال على السرر * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال الأرائك الحجال فيها السرر * قوله تعالى (واضرب لهم مثلا) الآيات
* أخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب قال إن الجنة هي
البستان فكان له بستان واحد وجدار واحد وكان بينهما نهر ولذلك كان جنتين فلذلك سماه جنة من قبل
الجدار الذي يليها * وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال نهر أبى فرطس نهر الجنتين قال
ابن أبي حاتم وهو نهر مشهور بالرملة * وأخرج ابن أبى حاتم وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا قال لم تنقص كل شجر الجنة أطعم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في
قوله وفجرنا خلالهما نهرا يقول وسطهما * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وكان له ثمر يقول مال * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
قال قرأها ابن عباس وكان له ثمر بالضم يعنى أنواع المال * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله وكان له ثمر قال ذهب وفضة * وأخرج ابن أبي حاتم عن بشير بن عبيد انه كان قرأ
وكان له ثمر برفع الثاء وقال الثمر المال والولدان والرقيق والثمر الفاكهة * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي يزيد
المدني انه كان يقرؤها وكان له ثمر قال الأصل والثمر الثمرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في
قوله ودخل جنته وهو ظالم لنفسه يقول كفور لنعمة ربه * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في
قوله قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا يقول تهلك وما أظن الساعة قائمة ولئن كانت قائمة ثم رددت إلى ربى لأجدن
خيرا منها منقلبا * قوله تعالى (لكنا هو الله ربى) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن أسماء بنت عميس قالت علمني
رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب الله الله ربى لا أشرك به شيئا * قوله تعالى (ولولا إذ دخلت
جنتك) * أخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عروة انه كان إذا رأى من ماله
222

شيئا يعجبه أو دخل حائطا من حيطانه قال ما شاء الله لا قوة الا بالله ويتأول قول الله ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء
الله لا قوة الا بالله * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن زياد بن سعد قال كان ابن شهاب إذا دخل أمواله قال ما شاء
الله لا قوة الا بالله ويتأول قوله ولولا إذ دخلت جنتك الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن مطرف قال كان مالك
إذا دخل بيته قال ما شاء الله قلت لمالك لم تقول هذا قال ألا تسمع الله يقول ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله
* وأخرج ابن أبي حاتم عن حفص بن ميسرة قال رأيت على باب وهب بن منبه مكتوبا ما شاء الله وذلك قول الله
ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن مرة قال إن من أفضل الدعاء قول الرجل
ما شاء الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم بن أدهم قال ما سال رجل مسألة أنجح من أن يقول ما شاء الله
* وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن يحيى بن سليم الطائفي عمن ذكره قال طلب موسى عليه السلام من
ربه حاجة فأبطأت عليه فقال ما شاء الله فإذا حاجته بين يديه فقال يا رب أنا أطلب حاجتي منذ كذا وكذا أعطيتنيها
الآن فأوحى الله إليه يا موسى أما علمت أن قولك ما شاء الله أنجح ما طلبت به الحوائج * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
والنسائي عن معاذ بن جبل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أدلك على باب من أبواب الجنة قال ما هو قال لا حول
ولا قوة الا بالله * واخرج ابن سعد وأحمد والترمذي وصححه والنسائي عن قيس بن سعد بن عبادة ان أباه دفعه إلى
النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه قال فخرج على النبي صلى الله عليه وسلم وقد صليت ركعتين واضطجعت فضربني
برجله وقال ألا أدلك على باب من أبواب الجنة قلت بلى قال لا حول ولا قوة الا بالله * وأخرج أحمد عن أبي امامة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر يا أبا ذر أعلمك كلمة من كنز الجنة قال بلى قال قل لا حول ولا قوة الا بالله
* وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة
لا حول ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي أيوب الأنصاري قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
أكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله فإنه كنز من كنوز الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة عن زيد بن ثابت ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يقول ألا أدلكم على كنز من كنوز الجنة تكثرون من لا حول ولا قوة الا بالله * وأخرج
ابن أبي شيبة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حول ولا قوة الا بالله كنز من كنوز الجنة * وأخرج
أبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنعم الله على عبد نعمة
في أهل أو مال أو ولد فيقول ما شاء الله لا قوة الا بالله الا دفع الله عنه كل آفة حتى تأتيه منيته وقرأ ولولا إذ دخلت
جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله * وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن أنس رضي الله عنه قال من رأى شيئا
من ماله فأعجبه فقال ما شاء الله لا قوة الا بالله لم يصب ذلك المال آفة أبدا وقرأ ولولا إذ دخلت جنتك الآية وأخرجه
البيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه مرفوعا * وأخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها فليكثر من لا حول ولا قوة الا بالله ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه
وسلم ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله * وأخرج أحمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة تحت العرش قلت نعم قال إن تقول لا قوة الا بالله قال عمرو بن ميمون
قلت لأبي هريرة رضي الله عنه لا حول ولا قوة الا بالله فقال لا انها في سورة الكهف ولولا إذ دخلت جنتك قلت
ما شاء الله لا قوة الا بالله * وأخرج ابن منده في الصحابة من طريق حماد بن سلمة عن سماك عن جرير قال خرجت
إلى فارس فقلت ما شاء الله لا قوة الا بالله فسمعني رجل فقال ما هذا الكلام الذي لم أسمعه من أحد منذ سمعته من
السماء فقلت ما أنت وخبر السماء قال انى كنت مع كسرى فأرسلني في بعض أموره فخرجت ثم قدمت فإذا
شيطان خلفني في أهلي على صورتي فبدا لي فقال شارطني على أن يكون لي يوم ولك يوم والا أهلكتك فرضيت بذلك
فصار جليسي يحادثني وأحادثه فقال لي ذات يوم انى ممن يسترق السمع والليلة نوبتي قلت فهل لك ان أختبئ معك
قال نعم فتهيأ ثم أتاني فقال خذ بمعرفتي وإياك أن تتركها فتهلك فأخذت بمعرفته فعرج بي حتى لمست السماء
فإذا قائل يقول ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله فسقطوا لوجوههم وسقطت فرجعت إلى أهلي فإذا أنا به يدخل
بعد أيام فجعلت أقول ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله قال فيذوب لذلك حتى يصير مثل الذباب ثم قال انى قد حفظته
223

فانقطع عنا * وأخرج أحمد في الزهد عن يحيى بن سليم الطائفي عن شيخ له قال الكلمة التي تزجر بها الملائكة
الشياطين حين يسترقون السمع ما شاء الله * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن صفوان بن سليم قال ما نهض ملك من
الأرض حتى يقول لا حول ولا قوة الا بالله * واخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا حول ولا قوة الا بالله دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم * وأخرج ابن مردويه
والخطيب والديلمي من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أخبرني جبريل أن
تفسير لا حول ولا قوة الا بالله انه لا حول عن معصية الله الا بقوة الله ولا قوة على طاعة الله الا بعون الله * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في لا حول ولا قوة الا بالله قال لا حول بنا على العمل بالطاعة الا بالله ولا
قوة لنا على ترك المعصية الا بالله * وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد أنه سئل عن تفسير لا حول ولا قوة الا بالله
قال لا تأخذ ما تحب الا بالله ولا تمتنع مما تكره الا بعون الله * قوله تعالى (ويرسل عليها حسبانا من السماء)
الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الحسبان العذاب * وأخرج الطستي عن ابن
عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله حسبانا من السماء قال نارا قال وهل تعرف
العرب ذلك قال نعم أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول
بقية معشر صبت عليهم * شآبيب من الحسبان شهب
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله حسبانا من السماء قال نارا * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فتصبح صعيدا زلقا قال مثل الجرز * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله حسبانا من السماء قال عذابا فتصبح صعيدا زلقا أي قد حصد ما فيها
فلم يترك فيها شئ أو يصبح ماؤها غورا أي ذاهبا قد غار في الأرض وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه قال يصفق
على ما أنفق فيها متلهفا على ما فاته * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله صعيدا زلقا قال
الصعيد الأملس والزلق التي ليس فيها نبات وأحيط بثمره قال بثمر الجنتين فأهلكت فأصبح يقلب كفيه
يقول ندامة عليها وهي خاوية على عروشها قال قلت أسفلها أعلاها * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله
أحيط بثمره قال أحاط به أمر الله فهلك * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولم تكن له فئة قال
عشيرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولم تكن له فئة قال عشيرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في
قوله ولم تكن له فئة أي جند يعينونه من دون الله وما كان منتصرا أي ممتنعا * قوله تعالى (هنالك الولاية لله
الحق) * أخرج ابن أبي حاتم عن مبشر بن عبيد قال الولاية الدين والولاية ما أتولى * قوله تعالى (فأصبح هشيما
تذروه الرياح) * أخرج الحاكم وصححه عن صهيب ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها الا قال
حين يراها اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن
ورب الرياح وما ذرين فانا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها * قوله تعالى
(المال والبنون زينة الحياة الدنيا) * أخرج ابن أبي حاتم والخطيب عن سفيان الثوري قال كان يقال
انما سمى المال لأنه يميل بالناس وانما سميت الدنيا لأنها دنت * وأخرج ابن أبي حاتم عن عياض بن عقبة انه
مات له ابن يقال له يحيى فلما نزل في قبره قال له رجل والله ان كان لسيد الجيش فاحتسبه فقال وما يمنعني أن
أحتسبه وكان أمس من زينة الدنيا وهو اليوم من الباقيات الصالحات * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي
طالب قال المال والبنون حرث الدنيا والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعهما الله لأقوام * قوله تعالى
(والباقيات الصالحات خير) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
والباقيات الصالحات قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وأبو
يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال استكثروا من الباقيات الصالحات قيل وما هن يا رسول الله قال التكبير والتهليل والتسبيح
والتحميد ولا حول ولا قوة الا بالله * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وابن مردويه عن النعمان بن بشير ان
224

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا وان سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر من الباقيات الصالحات
* وأخرج النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الصغير والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا جنتكم قيل يا رسول الله أمن عدو قد حضر قال لا بل جنتكم من
النار قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات معقبات محسنات وهن
الباقيات الصالحات * واخرج الطبراني وابن شاهين في الترغيب في الذكر وابن مردويه عن أبي الدرداء قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله هن الباقيات
الصالحات وهن يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها وهن من كنوز الجنة * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن
مالك قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشجرة يابسة فتناول عودا من أعوادها فتناثر كل ورق عليها فقال والذي
نفسي بيده ان قائلا يقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لتتناثر الذنوب عن قائلها كما يتناثر الورق
عن هذه الشجرة قول الله في كتابه هن الباقيات الصالحات * وأخرج أحمد عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها * وأخرج ابن أبي
شيبة ومسلم والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن سمرة بن جندب ما من الكلام شئ أحب إلى الله من
الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر هن أربع فلا تكثر على لا يضرك بأيهن بدأت * واخرج ابن مردويه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عجزتم عن الليل ان تكابدوه والعدو ان تجاهدوه فلا تعجزوا
عن قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن الباقيات الصالحات * وأخرج ابن مردويه عن أنس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا جنتك من النار قولوا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
ولا حول ولا قوة الا بالله فإنهن المقدمات وإنهن المؤخرات وهن المنجيات وهن الباقيات الصالحات * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن المنذر وابن مردويه عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه خذوا جنتكم
مرتين أو ثلاثا قالوا من عدو حضر قال بل من النار قولوا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا
قوة الا بالله فإنهن يجئن يوم القيامة مقدمات ومحسنات ومعقبات وهن الباقيات الصالحات * وأخرج ابن
مردويه عن علي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الباقيات الصالحات من قال لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان
الله والحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن مردويه من طريق الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يثبطكم الليل فلم تقوموه وعجزتم عن النهار فلم تصوموه وبخلتم بالمال فلم
تعطوه وجبنتم عن العدو فلم تقاتلوه فأكثروا من سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن الباقيات
الصالحات * وأخرج الطبراني عن سعد بن جنادة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وعلمني قل هو الله
أحد وإذا زلزلت وقل يا أيها الكافرون وعلمني هؤلاء الكلمات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وقال
هن الباقيات الصالحات * وأخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر عن عثمان بن عفان انه سئل عن الباقيات
الصالحات قال هي لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله * وأخرج البخاري في
تاريخه وابن جرير عن ابن عمر انه سئل عن الباقيات الصالحات قال لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله ولا حول
ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال والباقيات الصالحات قال هي
ذكر الله لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله وتبارك الله ولا حول ولا قوة الا بالله واستغفر الله وصلى الله على
محمد رسول الله والصلاة والصيام والحج والصدقة والعتق والجهاد والصلة وجميع أعمال الحسنات وهن الباقيات
الصالحات التي تبقى لأهلها في الجنة وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد عن سعيد بن المسيب قال كنا عند سعد بن
أبى وقاص فسكت سكتة فقال لقد قلت في سكتتي هذه خير مما سقى النيل والفرات قلنا له وما قلت قال قلت سبحان
الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر واخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس والباقيات الصالحات قال الكلام الطيب
* وأخرج ابن أبى شيبة عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يذكرون من جلال الله من
تسبيحه وتحميده وتكبيره وتهليله يتعاطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل يذكرن بصاحبهن أو لا يحب
225

أحدكم ان لا يزال عند الرحمن شئ يذكر به وأخرج أبى شيبة عن عبد الله بن أبى أوفى قال أتى رجل النبي صلى الله عليه
وسلم فذكر انه لا يستطيع ان يأخذ من القرآن شيئا وسأله شيئا يجزئ من القرآن فقال له قل سبحان الله والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن أبى شيبة ومسلم عن موسى بن طلحة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كلمات إذا قالهن العبد وضعهن ملك في جناحه ثم عرج بهن فلا يمر على ملا من الملائكة الا صلوا
عليهن وعلى قائلهن حتى توضعن بيدي الرحمن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا
بالله وسبحان الله أبرئه عن السوء * وأخرج ابن أبى شيبة عن الحسن البصري قال رأى رجل في المنام ان مناديا
نادى في السماء أيها الناس خذوا سلاح فزعكم فعمد الناس وأخذوا السلاح حتى أن الرجل ليجئ وما معه عصا
فنادى مناد من السماء ليس هذا سلاح فزعكم فقال رجل من الأرض ما سلاح فزعنا فقال سبحان الله والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان أقول
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلى من أن أتصدق بعددها دنانير * وأخرج ابن أبى شيبة
عن عبد الله بن عمرو قال لان أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلى من أن أحمل على عدتها
من خيل بأرسانها * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي هريرة قال من قال من قبل نفسه الحمد لله رب
العالمين كتب الله له ثلاثين حسنة ومحى عنه ثلاثين سيئة ومن قال الله أكبر كتب الله له بها عشرين حسنة ومحا عنه
بها عشرين سيئة ومن قال لا إله إلا الله كتب الله له بها عشرين حسنة ومحا عنه بها عشرين سيئة * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه قال في قوله والباقيات الصالحات والحسنات يذهبن السيئات الصلوات الخمس
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله والباقيات الصالحات قال كل شئ من طاعة الله
فهو من الباقيات الصالحات * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن قتادة أنه سئل عن الباقيات الصالحات
فقال كل ما أريد به وجه الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله خير عند ربك ثوابا قال خير جزاء من
جزاء المشركين * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وخير أملا قال إن لكل عامل أملا يؤمله وان المؤمن من
خير الناس أملا * قوله تعالى (ويوم نسير الجبال) * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وترى
الأرض بارزة قال لا عمران فيها ولا علامة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وترى الأرض بارزة قال ليس
عليها بناء ولا شجر * قوله تعالى (وعرضوا على ربك صفا) * أخرج ابن منده في التوحيد عن معاذ بن جبل أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إن الله ينادى يوم القيامة يا عبادي أنا الله لا إله الا أنا أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين
وأسرع الحاسبين احضروا حجتكم ويسروا جوابا فإنكم مسؤلون محاسبون يا ملائكتي أقيموا عبادي صفوفا على
أطراف أنامل أقدامهم للحساب * قوله تعالى (ووضع الكتاب) الآية * أخرج البزار عن أنس عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال يخرج لابن آدم يوم القيامة ثلاثة دواوين ديوان فيه العمل الصالح وديوان فيه ذنوبه وديوان
فيه النعم من الله عليه * وأخرج الطبراني عن سعد بن جنادة قال لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة
حنين نزلنا قفرا من الأرض ليس فيه شئ فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجمعوا من وجد عودا فليأت به ومن وجد
عظما أو شيئا فليأت به قال فما كان الا ساعة حتى جعلناه ركاما فقال النبي صلى الله عليه وسلم أترون هذا فكذلك
تجتمع الذنوب على الرجل منكم كما جمعتم هذا فليتق الله رجل لا يذنب صغيرة ولا كبيرة فإنها محصاة عليه * وأخرج
ابن مردويه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياك ومحقرات الذنوب فان لها من الله طالبا * وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس في قوله لا يغادر صغيرة ولا كبيرة قال الصغيرة التبسم والكبيرة الضحك * وأخرج ابن أبي
الدنيا في ذم الغيبة وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال الصغيرة التبسم بالاستهزاء بالمؤمنين والكبيرة
القهقهة بذلك * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ويقولون يا ويلتنا الآية قال يشتكي القوم كما تسمعون
الاحصاء ولم يشتك أحد ظلما فإياكم والمحقرات من الذنوب فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكه * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سفيان الثوري في الآية قال سئلوا حتى عن التبسم فقيل فيم تبسمت يوم كذا وكذا * قوله تعالى (وإذ
قلنا للملائكة اسجدوا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الايمان
226

عن ابن عباس قال إن من الملائكة قبيلة يقال لهم الجن فكان إبليس منهم وكان يوسوس ما بين السماء والأرض
فعصى فسخط الله عليه فمسخه الله شيطانا رجيما * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله الا إبليس كان من
الجن قال كان خازن الجنان فسمى بالجن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن الضحاك قال
اختلف ابن عباس وابن مسعود في إبليس فقال أحدهما كان من سبط من الملائكة يقال لهم الجن * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال إن إبليس كان من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة وكان خازنا على
الجنان وكان له سلطان السماء الدنيا وكان له مجمع البحرين بحر الروم وفارس أحدهما قبل المشرق والآخر قبل
المغرب وسلطان الأرض وكان مما سولت نفسه مع قضاء الله انه يرى أن له بذلك عظمة وشرفا على أهل السماء
فوقع في نفسه من ذلك كبر لم يعلم ذلك أحد الا الله فلما كان عند السجود لآدم حين أمره الله ان يسجد لآدم
استخرج الله كبره عند السجود فلعنه إلى يوم القيامة وكان من الجن قال ابن عباس انما سمى بالجنان لأنه كان
خازنا عليها * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله الا إبليس كان من الجن
قال كن من قبيل من الملائكة يقال لهم الجن وكان ابن عباس يقول لو لم يكن من الملائكة لم يؤمر بالسجود وكان
على خزانة السماء الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في كتاب الأضداد وأبو الشيخ في العظمة عن الحسن قال
ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين وانه لأصل الجن كما أن آدم أصل الانس * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
عن الحسن قال قاتل الله أقواما يزعمون أن إبليس كان من ملائكة الله والله تعالى يقول كان من الجن * وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير في قوله كان من الجن قال من خزنة الجنان * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ وابن الأنباري في الأضداد من وجه آخر عن سعيد بن جبير في قوله كان من الجن قال هم حي من
الملائكة لم يزالوا يصوغون حلى أهل الجنة حتى تقوم الساعة * وأخرج البيهقي في الشعب عن سعيد بن جبير في
قوله كان من الجن قال من الجنانين الذين يعملون في الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن
شهاب في قوله الا إبليس كان من الجن قال إبليس أبو الجن كما أن آدم أبو الأنس وآدم من الانس وهو أبوهم
وإبليس من الجن وهو أبوهم وقد تبين للناس ذلك حين قال الله أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال كان إبليس رئيسا من الملائكة في سماء الدنيا * وأخرج ابن جرير
عن سعيد بن منصور قال كانت الملائكة تقاتل الجن فسبى إبليس وكان صغيرا فكان مع الملائكة فتعبد
معها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب قال كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة
فأسره بعض الملائكة فذهب به إلى السماء * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن قتادة في قوله الا إبليس كان من
الجن قال أجن من طاعة الله * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال لما لعن إبليس تغيرت صورته عن صورة
الملائكة فجزع لذلك فرن رنة فكل رنة في الدنيا إلى يوم القيامة من رنته * وأخرج أبو الشيخ عن نوف قال كان
إبليس رئيس سماء الدنيا * واخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ففسق عن أمر ربه
قال في السجود لآدم * وأخرج ابن المنذر عن الشعبي انه سئل عن إبليس هل له زوجه فقال إن ذلك لعرس
ما سمعت به * وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أفتتخذونه وذريته
قال ولد إبليس خمسة ثبر والأعور وزلنبور ومسوط وداسم فمسوط صاحب الصخب والأعور وداسم لا أدرى
ما يفعلان والثبر صاحب المصائب وزلنبور الذي يفرق بين الناس ويبصر الرجل عيوب أهله * وأخرج ابن أبي
الدنيا وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله أفتتخذونه وذريته قال باض إبليس خمس بيضات زلنبور وداسم وثبر
ومسوط والأعور فاما الأعور فصاحب الزنا وأما ثبر فصاحب المصائب وأما مسوط فصاحب أخبار الكذب
يلقيها على أفواه الناس ولا يجدون لها أصلا وأما داسم فهو صاحب البيوت إذا دخل بيته ولم يسلم دخل معه
وإذا أكل أكل معه ويريه من متاع البيت ما لا يحصى موضعه وأما زلنبور فهو صاحب الأسواق ويضع رأسه في كل
سوق بين السماء والأرض * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله أفتتخذونه وذريته قال هم أولاده
يتوالدون كما يتوالد بنو آدم وهم أكثر عددا * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان قال باض إبليس خمس بيضات
227

وذريته من ذلك قال وبلغني انه؟؟؟؟ على مؤمن واحد أكثر من ربيعة ومضر * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة
في قوله بئس للظالمين بدلا قال بئسما استبدلوا بعبادة ربهم إذ أطاعوا إبليس لعنه الله تعالى * قوله تعالى
(ما أشهدتهم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق
أنفسهم قال يقول ما أشهدت الشياطين الذين اتخذتم معي هذا وما كنت متخذ المضلين قال الشياطين عضدا
قال ولا اتخذتهم عضدا على شئ عضدوني عليه فأعانوني * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله وما كنت متخذ المضلين عضدا قال أعوانا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله وما كنت متخذ
المضلين عضدا قال أعوانا * قوله تعالى (وجعلنا بينهم موبقا) * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق
على عن ابن عباس في قوله وجعلنا بينهم موبقا يقول مهلكا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد
في قوله موبقا يقول مهلكا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد في قوله موبقا قال واد في جهنم
* وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن أنس
في قوله وجعلنا بينهم موبقا قال واد في جهنم من قيح ودم * وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن أبي حاتم
والبيهقي عن ابن عمر في قوله وجعلنا بينهم موبقا قال هو واد عميق في النار فرق الله به يوم القيامة بين أهل
الهدى والضلالة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عمرو البكالي قال الموبق الذي ذكر الله واد في النار
بعيد القعر يفرق به يوم القيامة بين أهل الاسلام وبين سواهم من الناس * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة
في قوله موبقا قال هو نهر في النار يسيل نارا على حافتيه حياة أمثال البغال الدهم فإذا ثارت إليهم لتأخذهم
استغاثوا بالاقتحام في النار منها * وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب قال إن في النار أربعة أودية يعذب الله بها
أهلها غليظ وموبق وآثام وغى * قوله تعالى (ورأى المجرمون النار) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فظنوا أنهم مواقعوها قال علموا * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن
حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينصب
الكافر يوم القيامة مقدار خمسين ألف سنة كما لم يعمل في الدنيا وان الكافر ليرى جهنم ويظن انها مواقعته من
مسيرة أربعين سنة والله أعلم * قوله تعالى (وكان الانسان أكثر شئ جدلا) * أخرج البخاري ومسلم وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة ليلا فقال ألا تصليان فقلت
يا رسول الله انما أنفسنا بيد الله ان شاء ان يبعثنا بعثنا وانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إلى شيئا ثم سمعته
يضرب فخذه ويقول وكان الانسان أكثر شئ جدلا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله وكان الانسان
أكثر شئ جدلا قال الجدل الخصومة خصومة القوم لأنبيائهم وردهم عليهم ما جاؤوا به وكل شئ في القرآن من ذكر
الجدل فهو من ذلك الوجه فيما يخاصمونهم من دينهم يردون عليهم ما جاؤوا به والله أعلم * قوله تعالى (وما منع
الناس ان يؤمنوا) لآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله الا ان تأتيهم سنة الأولين قال عقوبة الأولين
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد انه قرأ أو يأتيهم العذاب قبلا قال قبائل * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أو يأتيهم العذاب قليلا قال فجأة * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة
انه قرأ أو يأتيهم العذاب قبلا أي عيانا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش في قوله قبلا قال جهارا * وأخرج ابن أبي
حاتم عن السدى في قوله أو يأتيهم العذاب قبلا قال مقابلهم فينظرون إليه * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة
في قوله ونسى ما قدمت يداه أي نسى ما سلف من الذنوب الكثيرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
بما كسبوا يقول بما عملوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله بل لهم موعد قال الموعد يوم القيامة
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله لن يجدوا من دونه موئلا قال ملجأ
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لن يجدوا من دونه موئلا قال مجوزا وفى قوله
وجعلنا لمهلكهم موعدا قال أجلا * وأخرج ابن أبي حاتم عن العباس بن غزوان أسنده في قوله وتلك القرى
أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا قال قضى الله العقوبة حين عصى ثم أخرها حتى جاء أجلها ثم
228

أرسلها * قوله تعالى (وإذ قال موسى لفتاه) الآية * أخرج ابن عساكر من طريق ابن سمعان عن مجاهد
قال كان ابن عباس يقول في هذه الآية وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح يقول لا أنفك ولا أزال حتى أبلغ مجمع
البحرين يقول ملتقى البحرين أو أمضى حقبا يقول أو أمضى سبعين خريفا فلما بلغا مجمع بينهما يقول بين
البحرين نسيا حوتهما يقول ذهب منهما وأخطأهما وكان حوتا مليحا معهما يحملانه فوثب من المكتل إلى
الماء فكان سبيله في البحر سربا فأنسى الشيطان فتى موسى ان يذكره وكان فتى موسى يوشع بن نون واتخذ سبيله
في البحر عجبا يقول موسى عجب من أثر الحوت ودوراته التي غار فيها قال ذلك ما كنا نبغي قول موسى فذاك حيث
أخبرت انى أجد الخضر حيث يفارقني الحوت فارتدا على آثارهما قصصا يقول اتبع موسى ويوشع أثر الحوت
في البحر وهما راجعان على ساحل البحر فوجدا عبدا من عبادنا يقول فوجدا خضرا آتيناه رحمة من عندنا
وعلمناه من لدنا علما قال الله تعالى وفوق كل ذي علم عليم فصحب موسى الخضر وكان من شأنهما ما قص الله
في كتابه * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه
والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس ان نوفا البكالي يزعم أن موسى
صاحب الخضر ليس موسى صاحب بن إسرائيل قال ابن عباس كذب عدو الله حدثنا أبي بن كعب أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم فقال أنا فعتب الله
عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه ان لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك قال موسى يا رب كيف لي به قال
تأخذ معك حوتا تجعله في مكتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم فاخذ حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق وانطلق معه
فتاه يوشع بن نون حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤسهما فناما واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر
فاتخذ سبيله في البحر سربا وأمسك الله عن الحوت جريه الماء فصار عليه مثل الطاق فلما استيقظ نسى صاحبه أن
يخبره بالحوت فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من
سفرنا هذا نصبا قال ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به فقال له فتاه أرأيت إذ أوينا إلى
الصخرة فاني نسيت الحوت وما أنسانيه الا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا قال فكان للحوت سربا
ولموسى ولفتاه عجبا فقال موسى ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا قال سفيان يزعم ناس ان تلك الصخرة
عندها عين الحياة ولا يصيب ماؤها ميتا الا عاش قال وكان الحوت قد أكل منه فلما قطر عليه الماء عاش قال فرجعا
يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة فإذا رجل مسجى بثوب فسلم عليه موسى فقال الخضر وأنى بأرضك السلام
قال انا موسى قال موسى بني إسرائيل قال نعم أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا
يا موسى انى على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم من علم الله علمك الله لا أعلمه فقال موسى ستجدني إن شاء الله
صابرا ولا أعصى لك أمرا فقال له الخضر فان اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا فانطلقا
يمشيان على ساحل البحر فمرت بهم سفينة فكلموهم أن يحملوهم فعرفا الخضر فحملوه بغير نول فلما ركبا في
السفينة فلم يفجأه الا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم فقال له موسى قوم حملونا بغير نول عمدت إلى
سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا أمرا فقال ألم أقل انك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما
نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت الأولى من موسى نسيانا قال وجاء
عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة فقال له الخضر ما علمي وعلمك من علم الله الا مثل ما نقص هذا
العصفور من هذا البحر ثم خرجا من السفينة فبينما هما يمشيان على الساحل إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع
229

الغلمان فاخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله فقال له موسى أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا
نكرا قال ألم أقل لك انك لن تستطيع معي صبرا قال وهذه أشد من الأولى قال إن سألتك عن شئ بعدها فلا
تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا
فيها جدارا يريد أن ينقص قال مائل فاخذ الخضر بيده هكذا فأقامه فقال موسى قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم
يضيفونا لو شئت لاتخذت عليه أجرا فقال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما قال سعيد بن جبير
وكان ابن عباس يقرأ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا وكان يقرأ وأما الغلام فكان كافرا وكان
أبواه مؤمنين * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من
طريق آخر عن سعيد بن جبير قال انا لعند ابن عباس في بيته إذ قال سلوني قلت أي أبا عباس جعلني الله فداءك
بالكوفة رجل قاص يقال له نوف يزعم أنه ليس بموسى بني إسرائيل قال كذب عدو الله حدثني أبي بن كعب قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام ذكر الناس يوما حتى إذا فاضت العيون ورقت القلوب ولى
فأدركه رجل فقال أي رسول الله هل في الأرض أحد أعلم منك قال لا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إلى الله تعالى قيل
بلى قال أي رب فأين قال بمجمع البحرين قال أي رب اجعل لي علما أعلم به ذلك قال خذ حوتا ميتا حيت ينفخ فيه
الروح فاخذ حوتا فجعله في مكتل فقال لفتاه لا أكلفك الا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت قال ما كلفت كثيرا قال
فبينا هو في ظل صخرة في مكان سريان أن تضرب الحوت وموسى نائم فقال فتاه لا أوقظه حتى إذا استيقظ نسى أن
يخبره وتضرب الحوت حتى دخل البحر فامسك الله عنه جرية البحر حتى كان أثره في حجر قال موسى لقد لقينا من
سفرنا هذا نصبا قال قد قطع الله عنك النصب فرجعا فوجدا خضرا على طنفسة خضراء على كبد البحر مسجى
بثوبه قد جعل طرفه تحت رجليه وطرفه تحت رأسه فسلم عليه موسى فكشف عن وجهه وقال هل بأرض من
سلام من أنت قال أنا موسى قال موسى بني إسرائيل قال نعم قال فما شأنك قال جئت لتعلمني مما علمت رشدا قال أما
يكفيك ان التوراة بيديك وان الوحي يأتيك يا موسى ان لي علما لا ينبغي ان تعلمه وان لك علما لا ينبغي لي ان أعلمه
فاخذ طائر بمنقاره من البحر فقال والله ما علمي وعلمك في جنب على الله الا كما أخذ الطير منقاره من البحر حتى إذا ركبا
في السفينة وجدا معابر صغارا تحمل أهل الساحل إلى أهل هذا الساحل الآخر فعرفوه فقالوا عبد الله الصالح
لا نحمله بأجر فخرقها ووتد فيها وتدا قال موسى أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا أمرا قال ألم أقل انك لن
تستطيع معي صبرا كانت الأولى نسيانا والوسطى والثالثة عمدا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري
عسرا فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله ووجد غلمانا يلعبون فاخذ غلاما كافرا ظريفا فأضجعه ثم ذبحه بالسكين
فقال أقتلت نفسا زكية لم تعمل الحنث قال ابن عباس قرأها زكية زاكية مسلمة كقولك غلاما زكيا فانطلقا
فوجدا جدارا يريد ان ينقض فأقامه قال بيده هكذا ورفع يده فاستقام قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال أجرا
تأكله وكان وراءهم ملك قرأها ابن عباس وكان امامهم ملك يزعمون مدد بن ندد والغلام المقتول اسمه يزعمون
جيسور ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا فأردت إذا هي مرت به ان يدعها لعيبها فإذا جاوزوا أصلحوها فانتفعوا
بها ومنهم من يقول سدوها بالقار وكان أبواه مؤمنين وكان كافرا فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا أي يحملهما
حبه على أن يتابعاه على دينه فأردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحماهما به أرحم منهما بالأول
الذي قتل خضر وزعم غير سعيد انهما أبدلا جارية * وأخرج عبد بن حميد ومسلم وابن مردويه من وجه
آخر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وكنا عنده فقال القوم ان نوفا الشامي يزعم أن الذي ذهب يطلب العلم ليس
بموسى بني إسرائيل فكان ابن عباس متكئا فاستوى جالسا فقال كذب نوف حدثني أبي بن كعب انه سمع النبي
صلى الله عليه وسلم يقول رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل واستحيا وأخذته دمامة من صاحبه فقال له ان
سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني لرأى من صاحبه عجبا قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر نبيا
من الأنبياء بدأ بنفسه فقال رحمة الله علينا وعلى صالح رحمة الله علينا وعلى أخي عاد ثم قال إن موسى بينا هو يخطب
230

قومه ذات يوم إذ قال لهم ما في الأرض أحدا أعلم منى فأوحى الله إليه ان في الأرض من هو أعلم منك وآية ذلك أن
تزود حوتا مالحا فإذا فقدته فهو حيث تفقده فتزود حوتا مالحا فانطلق هو وفتاه حتى إذا بلغا المكان الذي
أمروا به فلما انتهوا إلى الصخرة انطلق موسى يطلبه ووضع فتاه الحوت على الصخرة فاضطرب فاتخذ سبيله
في البحر سربا قال فتاه إذا جاء نبي الله حدثته فأنساه الشيطان فانطلقا فأصابهما ما يصيب المسافر من النصب
والكلال حين جاوز ما أمر به فقال موسى لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال فتاه يا نبي الله
أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فاني نسيت الحوت ان أحدثك وما أنسانيه الا الشيطان فاتخذ سبيله في البحر سربا
قال ذلك ما كنا نبغي فرجعا على آثارهما قصصا يقصان الأثر حتى انتهينا إلى الصخرة فأطاف فإذا هو برجل
مسجى بثوب فسلم عليه فرفع رأسه فقال له من أنت قال موسى قال من موسى قال موسى بني إسرائيل قال فما
لك قال أخبرت ان عندك علما فأردت ان أصحبك قال إنك لن تستطيع معي صبرا قال ستجدني إن شاء الله صابرا
ولا أعصى لك أمرا قال كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال قد أمرت ان أفعله قال فان اتبعتني فلا تسألني عن
شئ حتى أحدث لك منه ذكرا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة فخرج من كان فيها وتخلف ليخرقها فقال له
موسى تخرقها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا أمرا قال ألم أقل انك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما
نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا فانطلقا حتى إذا أتوا على غلمان يلعبون على ساحل البحر وفيهم غلام ليس في
الغلمان أحسن ولا ألطف منه فاخذه فقتله فنفر موسى عند ذلك وقال أقتلت نفسا زاكية بغير نفس لقد جئت
شيئا نكرا قال ألم أقل لك انك لن تستطيع معي صبرا قال فاخذته دمامة من صاحبه واستحيا فقال إن سألتك عن شئ
بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى أتيا أهل قرية وقد أصاب موسى جهد شديد فلم
يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد ان ينقض فأقامه قال له موسى مما نزل به من الجهد لو شئت لاتخذت عليه أجرا
قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطيع عليه صبرا فاخذ موسى بطرف ثوبه فقال حدثني أما
السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا فإذا مر عليها فرآها متخرقة
تركها ورقعها أهلها بقطعة من خشب فانتفعوا بها وأما الغلام فإنه كان طبع يوم طبع كافرا وكان قد ألقى
عليه محبة من أبويه ولو عصياه شيئا لأرهقهما طغيانا وكفرا فأراد ربك ان يبدلهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما
فوقع أبوه على أمه فعلقت خيرا منه زكاة وأقرب رحما وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين إلى آخر الآية * وأخرج
من وجه آخر عن سعيد بن جبير قال جلست عند ابن عباس وعنده نفر من أهل الكتاب فقال بعضهم ان نوفا
يزعم عن أبي بن كعب ان موسى النبي الذي طلب العلم انما هو موسى بن ميشا فقال ابن عباس كذب نوف حدثني
أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موسى بني إسرائيل سال ربه فقال أي رب ان كان في عبادك
أحد أعلم منى فدلني قال نعم في عبادي من هو أعلم منك فنعت له مكانه فأذن له في لقيه فخرج موسى ومعه فتاه ومعه
حوت مليح قد قيل إذا حيى هذا الحوت في مكان فصاحبك هنالك وقد أدركت حاجتك فخرج موسى ومعه فتاه
ومعه ذلك الحوت يحملانه فسار حتى جهده السير وانتهى إلى الصخرة والى ذلك الماء ماء الحياة من شرب منه خلد
ولا يقاربه شئ ميت الا حيى فلما نزلا ومس الحوت الماء حيى فاتخذ سبيله في البحر سربا فانطلقا فلما جاوزا قال موسى
لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال الفتى وذكر أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فاني نسيت الحوت وما
أنسانيه الا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا قال ابن عباس فظهر موسى على الصخرة حين انتهيا
إليها فإذا رجل ملتف في كسائه فسلم موسى فرد عليه ثم قال له ما جاء بك ان كان لك في قومك لشغل قال له موسى
جئتك لتعلمني مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكان رجلا يعلم علم الغيب قد علم ذلك فقال موسى بلى قال
وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا أي ان ما تعرف ظاهر ما ترى من العدل ولم تحط من علم الغيب بما أعلم قال ستجدني
إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا وان رأيت ما يخالفني قال فان اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه
ذكرا فانطلقا يمشيان على ساحل البحر يتعرضان الناس يلتمسان من يحملهما حتى مرت بها سفينة جديدة
وثيقة لم يمر بهما من السفن شئ أحسن منها ولا أجمل ولا أوثق منها فسألا أهلها ان يحملوهما فحملوهما فلما
231

اطمأنا فيها ولجت بهما مع أهلها أخرج منقارا له ومطرقة ثم عمد إلى ناحية منها فضرب فيها بالمنقار حتى خرقها ثم
أخذ لوحا فطبقه عليها ثم جلس عليها يرقعها قال له موسى ورأى أمرا أفظع به أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا
أمرا قال ألم أقل انك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت أي بما تركت من عهدك ولا ترهقني من
أمري عسرا ثم خرجا من السفينة فانطلقا حتى أتيا قرية فإذا غلمان يلعبون فيهم غلام ليس في الغلمان غلام
أظرف منه ولا أوضأ منه فاخذ بيده وأخذ حجرا فضرب به رأسه حتى دمغه فقتله فرأى موسى عليه السلام أمرا
فظيعا لا صبر عليه صبي صغير قتله لا ذنب له قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس أي صغيرة لقد جئت شيئا نكرا قال ألم
أقل لك انك لن تستطيع معي صبرا قال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا أي قد
عذرت في شأني فانطلقا حتى أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا ان يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد ان
ينقض فهدمه ثم قعد يبنيه فضجر موسى مما يراه يصنع من التكليف وما ليس عليه صبر فقال لو شئت لاتخذت
عليه أجرا أي قد استطعمناهم فلم يطعمونا واستضفناهم فلم يضيفونا ثم قعدت تعمل في غير صنيعة ولو شئت
لأعطيت عليه أجرا في عملك قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا أما السفينة فكانت
لمساكين يعملون في البحر فأردت ان أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا في قراءة أبي بن كعب
كل سفينة صالحة وانما عيبها لطرده عنها فسلمت منه حين رأى العيب الذي صنعت بها وأما الغلام فكان أبواه
مؤمنين فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما وأما الجدار
فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك ان يبلغا أشدهما
ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري أي ما فعلته عن نفسي ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا
فكان ابن عباس يقول ما كان الكنز الا علما * وأخرج ابن عساكر من وجه آخر عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال قام موسى خطيبا لبني إسرائيل فأبلغ في الخطبة وعرض في نفسه ان أحدا لم يؤت من العلم
ما أوتى وعلم الله الذي حدث نفسه من ذلك فقال له يا موسى ان من عبادي من قد آتيته من العلم ما لم أوتك قال
فادللني عليه حتى أتعلم منه قال يدلك عليه بعض زادك فقال لفتاه يوشع لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو
أمضى حقبا قال فكان فيما تزوداه حوت مملوح وكانا يصيبان منه عند العشاء والغداء فلما انتهينا إلى الصخرة على
ساحل البحر وضع فتاه المكتل على ساحل البحر فأصاب الحوت ندى الماء فتحرك في المكتل فقلب المكتل
وأسرب في البحر فلما جاوز أحضر الغداء فقال آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا فذكر الفتى قال أرأيت
إذ أوينا إلى الصخرة فاني نسيت الحوت وما أنسانيه الا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا فذكر
موسى ما كان عهد إليه انه يدلك عليه بعض زادك قال ذلك ما كنا نبغي أي هذه حاجتنا فارتدا على آثارهما قصصا
يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة التي فعل فيها الحوت ما فعل فأبصر موسى أثرا الحوت فاخذ أثر الحوت
يمشيان على الماء حتى انتهيا إلى جزيرة من جزائر العرب فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من
لدنا علما قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا فأقر له بالعلم قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف
تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا قال فان اتبعتني فلا تسألني عن شئ
حتى أحدث لك منه ذكرا يقول حتى أكون أنا أحدث ذلك لك فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها
لتغرق أهلها إلى قوله فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما على ساحل البحر في غلمان يلعبون فعهد إلى أجودهم وأصبحهم
فقتله قال أقتلت نفسا زاكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك انك لن تستطيع معي صبرا قال ابن
عباس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحى نبي الله موسى عند ذلك فقال إن سألتك عن شئ بعدها فلا
تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها إلى قوله سأنبئك بتأويل ما لم
تستطع عليه صبرا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل
سفينة غصبا قال وهي في قراءة أبي بن كعب يأخذ كل سفينة صالحة غصبا فأردت أن أعيبها حتى لا يأخذها الملك
فإذا جاوزوا الملك رقعوها فانتفعوا بها وبقيت لهم وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين إلى قوله ذلك تأويل ما لم تسطع
232

عليه صبرا قال فجاء طائر هذه الحمرة فيلع فجعل يغمس منقاره في البحر فقال له يا موسى ما يقول هذا الطائر قال
لا أدرى قال هذا يقول ما علمكما الذي تعلمان في علم الله الا كما أنقص بمنقاري من جميع ما في هذا البحر * وأخرج
الروياني وابن عساكر من وجه آخر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال بينما موسى عليه السلام يذكر بني إسرائيل
إذ حدث نفسه انه ليس أحد من الناس أعلم منه فأوحى الله إليه انى قد علمت ما حدثت به نفسك فان من
عبادي رجلا أعلم منك يكون على ساحل البحر فأته فتعلم منه واعلم أنه الآية الدالة لك على مكانه زادك الذي
تزود به فأينما فقدته فهناك مكانه ثم خرج موسى وفتاه قد حملا حوتا مالحا في مكتل وخرجا يمشيان لا يجدان لغوبا
ولا عنتا حتى انتهيا إلى العين الذي كان يشرب منها الخضر فمضى موسى وجلس فتاه فشرب منها فوثب الحوت
من المكتل حتى وقع في الطين ثم جرى فيه حتى وقع في البحر فذلك قوله تعالى فاتخذ سبيله في البحر سربا فانطلق حتى
لحق موسى فلما لحقه أدركه العياء فجلس وقال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال ففقد الحوت
فقال انى نسيت الحوت الآية يعنى فتى موسى اتخذ سبيله في البحر عجبا قال ذلك ما كنا نبغي إلى قصصا فانتهيا إلى
الصخرة فأطاف بها موسى فلم ير شيئا ثم صعد فإذا على ظهرها رجل متلفف بكسائه نائم فسلم عليه موسى فرفع
رأسه فقال أنى السلام بهذا المكان من أنت قال موسى بني إسرائيل قال فما كان لك في قومك شغل عنى قال انى
أمرت بك قال فقال الخضر انك لن تستطيع معي صبرا قال ستجدني إن شاء الله صابرا الآية قال فان اتبعتني فلا
تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا فخرجا يمشيان حتى انتهيا إلى ساحل البحر فإذا قوم قد ركبوا في سفينة
يريدون ان يقطعوا البحر ركبوا معهم فلما كانوا في ناحية البحر أخذ الخضر حديدة كانت معه فخرق بها السفينة
قال أخرقتها لتغرق أهلها الآية قال ألم أقل الآية قال لا تؤاخذني الآية فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية فوجدا
صبيانا يلعبون يريدون القرية فاخذ الخضر غلاما منهم وهو أحسنهم وألطفهم فقتله قال له موسى أقتلت نفسا
زكية الآية قال ألم أقل لك الآية قال إن سألتك الآية فانطلقا حتى انتهيا إلى قرية لئام وبهما جهد
فاستطعموهم فلم يطعموهم فرأى الجدار مائلا فمسحه الخضر بيده فاستوى فقال لو شئت لاتخذت عليه أجرا
قال له موسى قد ترى جهدنا وحاجتنا لو سألتهم عليه أجرا أعطوك فنتعشى به قال هذا فراق بيني وبينك قال فاخذ
موسى بثوبه فقال أنشدك الصحبة الا أخبرتني عن تأويل ما رأيت قال أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في
البحر الآية خرقتها لأعيبها فلم تؤخذ فأصلحها أهلها فامتنعوا بها وأما الغلام فان الله جعله كافرا وكان أبواه
مؤمنين فلو عاش لأرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما وأما الجدار فكان
لغلامين يتيمين في المدينة الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال لما ظهر
موسى وقومه على مصر أنزل قومه بمصر فلما استقرت بهم الدار أنزل الله وذكرهم بأيام الله فخطب قومه فذكر
ما آتاهم الله من الخير والنعم وذكرهم إذ نجاهم الله من آل فرعون وذكرهم هلاك عدوهم وما استخلفهم الله
في الأرض وقال كلم الله موسى نبيكم تكليما واصطفاني لنفسه وأنزل على محبة منه وآتاكم من كل شئ سألتموه
ونبيكم أفضل أهل الأرض وأنتم تقرون اليوم فلم يترك نعمة أنعمها الله عليهم الا عرفهم إياها فقال له رجل من
بني إسرائيل فهل على الأرض أعلم منك يا نبي الله قال لا فبعث الله جبريل إلى موسى فقال إن الله يقول وما يدريك
أين أضع على بلى على ساحل البحر رجل أعلم قال ابن عباس هو الخضر فسال موسى ربه انه يريه إياه فأوحى
الله إليه أن ائت البحر فإنك تجد على ساحل البحر حوتا فخذه فادفعه إلى فتاك ثم الزم شط البحر فإذا نسيت الحوت
وذهب منك فثم تجد العبد الصالح الذي تطلب فلما طال صعود موسى ونصب فيه سأل فتاه عن الحوت قال أرأيت
إذ أوينا إلى الصخرة فاني نسيت الحوت وما أنسانيه الا الشيطان ان أذكره لك قال الفتى لقد رأيت الحوت حين
اتخذ سبيله في البحر سربا فأعجب ذلك موسى فرجع حتى أتى الصخرة فوجد الحوت فجعل الحوت يضرب في
البحر ويتبعه موسى يقدم عصاه يفرج بها عنه الماء ويتبع الحوت وجعل الحوت لا يمس شيئا من البحر
الا يبس حتى يكون صخرة فجعل نبي الله يعجب من ذلك حتى انتهى الحوت إلى جزيرة من جزائر البحر فلقى الخضر
بها فسلم عليه فقال الخضر وعليك السلام وأنى يكون هذا السلام بهذا الأرض ومن أنت قال أنا موسى فقال له
233

الخضر أصاحب بني إسرائيل فرحب به وقال ما جاء بك قال جئتك على أن تعلمني مما علمت رشدا قال إنك لن
تستطيع معي صبرا يقول لا تطيق ذلك قال موسى ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا فانطلق به وقال له
لا تسألني عن شئ أصنعه حتى أبين لك شانه فذلك قوله حتى أحدث لك منه ذكرا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم والخطيب وابن عساكر من طريق هارون بن عنترة عن أبيه عن ابن عباس قال سال موسى ربه فقال
رب أي عبادك أحب إليك قال الذي يذكرني ولا ينساني قال فأي عبادك أقضى قال الذي يقضى بالحق ولا يتبع
الهوى قال فأي عبادك أعلم قال الذي يبتغى علم الناس إلى علمه عسى أن يصيب كلمة تهديه إلى هدى أو ترده عن
ردى قال وقد كان حدث موسى نفسه انه ليس أحد أعلم منه قال رب فهل أحد أعلم منى قال نعم قال فأين هو قيل له
عند الصخرة التي عندها العين فخرج موسى يطلبه حتى كان ما ذكر الله وانتهى موسى إليه عند الصخرة فسلم كل
واحد منهما على صاحبه فقال له موسى انى أريد ان تصحبني قال إنك لن تطيق صحبتي قال بلى قال فان صحبتني فلا
تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا فسار به في البحر حتى انتهى إلى مجمع البحرين وليس في البحر مكان أكثر
ماء منه قال وبعث الله الخطاف فجعل يستقى منه بمنقاره فقال لموسى كم ترى هذا الخطاف رزأ بمنقاره من الماء
قال ما أقل ما رزا قال فان علمي وعلمك في علم الله كقدر ما استقى هذا الخطاف من هذا الماء وذكر تمام الحديث في
خرق السفينة وقتل الغلام واصلاح الجدار فكان قول موسى في الجدار لنفسه شيئا من الدنيا وكان قوله في
السفينة وفى الغلام لله عز وجل * وأخرج الدارقطني في الافراد وابن عساكر من طريق مقاتل بن سلميان عن
الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الخضر ابن آدم لصلبه ونسئ له في أجله حتى يكذب الدجال * وأخرج
البخاري وأحمد والترمذي وابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انما سمى
الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انما سمى الخضر خضرا لأنه صلى على فروة بيضاء فاهتزت خضراء * وأخرج
سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر عن مجاهد قال انما سمى الخضر لأنه إذا صلى اخضر ما حوله
* وأخرج ابن عساكر عن ابن إسحاق قال حدثنا أصحابنا ان آدم عليه السلام لما حضره الموت جمع بنيه فقال
يا بنى ان الله سينزل عليه أهل الأرض عذابا فليكن جسدي معكم في المغارة حتى إذا هبطتم فابعثوني وادفنوني بأرض
الشام فكان جسده معهم فلما بعث الله نوحا ضم ذلك الجسد وأرسل الله الطوفان على الأرض فغرقت الأرض
زمانا فجاء نوح حتى نزل بابل وأوصى بنيه الثلاثة وهم سام وحام ويافث ان يذهبوا بجسده إلى المغار الذي أمرهم
أن يدفنوه به فقالوا الأرض وحشية لا أنيس بها ولا نهتدي لطريق ولكن كف حتى يعظم الناس ويكثروا فقال
لهم نوح ان آدم قد دعا الله ان يطيل عمر الذي يدفنه إلى يوم القيامة فلم يزل جسد آدم حتى كان الخضر عليه السلام
هو الذي تولى دفنه فأنجز الله له ما وعده فهو يحيا ما شاء الله له ان يحيا * وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن المسيب
ان الخضر عليه السلام أمه رومية وأبوه فارسي * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
لما لقى موسى الخضر جاء طير فألقى منقاره في الماء فقال الخضر لموسى تدرى ما يقول هذا الطائر قال وما يقول قال
يقول ما علمك وعلم موسى في علم الله الا كما أخذ منقاري من الماء * وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي والبزار
وحسنه وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبي الدرداء في قوله وكان تحته كنز
لهما قال أحلت لهم الكنوز وحرمت عليهم الغنائم وأحلت لنا الغنائم وحرمت علينا الكنوز * وأخرج ابن أبي
حاتم وابن مردويه والبزار عن أبي ذر رفعه قال إن الكنز الذي ذكره الله في كتابه لوح من ذهب مضمن عجبت لمن
أيقن بالقدر ثم نصب وعجبت لمن ذكر النار ثم ضحك وعجبت لمن ذكر الموت ثم غفل لا إله إلا الله محمد رسول الله
* وأخرج الشيرازي في الألقاب عن عطاء بن أبي رياح عن ابن عباس قال كان اللوح الذي ذكر الله تعالى في
كتابه وكان تحته كنز لهما حجرا منقورا فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبا لمن يعلم أن القدر حق كيف يحزن وعجبا لمن
يعلم أن الموت حق كيف يفرح وعجبا لمن يرى الدنيا وغرورها وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها لا إله إلا الله محمد
رسول الله * وأخرج الخرائطي في قمع الحرص وابن عساكر من طريق أبى حازم عن ابن عباس في قوله تعالى وكان
234

تحته كنز لهما قال لوح من ذهب مكتوب فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبا لمن يعرف الموت كيف يفرح وعجبا لمن
يعرف النار كيف يضحك وعجبا لمن يعرف الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها وعجبا لمن أيقن بالقضاء والقدر
كيف ينصب في طلب الرزق وعجبا لمن يؤمن بالحساب كيف يعمل الخطايا لا إله إلا الله محمد رسول الله * وأخرج
ابن مردويه عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وكان تحته كنز لهما قال لوح من ذهب مكتوب فيه
شهدت ان لا إله إلا الله شهدت أن محمدا رسول الله عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن عجبت لمن يؤمن بالموت كيف
يفرح عجبت لمن تفكر في تقلب الليل والنهار ويأمن فجأتهما حالا فحالا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس وكان تحته كنز لهما قال ما كان ذهبا ولا فضة كان صحفا عليه * وأخرج البيهقي في شعب
الايمان عن علي بن أبي طالب في قول الله عز وجل وكان تحته كنز لهما قال كان لوح من ذهب مكتوب فيه لا إله إلا الله
محمد رسول الله عجبا لمن يذكر ان الموت حق كيف يفرح وعجبا لمن يذكر ان النار حق كيف يضحك وعجبا لمن
يذكر ان القدر حق كيف يحزن وعجبا لم يرى الدنيا وتصرفها بأهلها حالا بعد حال كيف يطمئن إليها * وأخرج
ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وكان أبوهما صالحا قال كان يؤدى الأمانات والودائع إلى أهلها * وأخرج
ابن المبارك وسعيد بن منصور وأحمد في الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله
وكان أبوهما صالحا قال حفظ الصلاح لأبيهما وما ذكر عنهما صلاحا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال إن
الله يصلح بصلاح الرجل ولده وولد ولده ويحفظه في ذريته والدويرات حوله فما يزالون في ستر من الله وعافية
* وأخرج ابن مردويه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يصلح بصلاح الرجل الصالح ولده وولد
ولده وأهل دويرات حوله فما يزالون في حفظ الله ما دام فيهم * وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة عن محمد بن
المنكدر موقوفا * وأخرج أحمد في الزهد عن كعب قال إن الله يخلف العبد المؤمن في ولده ثمانين عاما * وأخرج
البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال بينما موسى يخاطب الخضر يقول ألست نبي بني إسرائيل فقد
أوتيت من العلم ما تكتفي به وموسى يقول له أدنى قد أمرت باتباعك والخضر يقول انك لن تستطيع معي صبرا
فبينما هو يخاطبه إذ جاء عصفور فوقع على شاطئ البحر فنقر منه نقرة ثم طار فذهب فقال الخضر لموسى يا موسى
هل رأيت الطير أصاب من البحر قال نعم قال ما أصبت أنا وأنت من العلم في علم الله الا بمنزلة ما أصاب هذا الطير من
هذا البحر * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين قال حتى انتهى * وأخرج
عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله مجمع البحرين قال بحر فارس والروم وهما بحر المشرق
والمغرب * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس مثله * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي بن كعب في
قوله مجمع البحرين قال إفريقية * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله مجمع البحرين قال طنجة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله مجمع البحرين قال الكر والرس حيث يصبان في البحر * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أو أمضى حقبا قال دهرا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله أو أمضى حقبا قال سبعين خريفا وفى قوله فلما بلغا مجمع بينهما قال بين البحرين نسيا
حوتهما قال أضلاه في البحر فاتخذ سبيله في البحر عجبا قال موسى يعجب من أثر الحوت ودوراته التي غاب فيها فارتدا
على آثارهما قصصا قال اتباع موسى وفتاه أثر الحوت حيث يشق البحر راجعين * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله نسيا حوتهما قال كان مملوحا مشقوق البطن * وأخرج ابن المنذر
عن سعيد بن جبير في قوله فاتخذ سبيله في البحر سربا قال أثره يابس في البحر كأنه في حجر * وأخرج ابن أبي حاتم وابن
مردويه عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انجاب ماء منذ كان الناس غير بيت ماء كان
الحوت دخل منه صار منجابا كالكرة حتى رجع إليه موسى فرأى امساكه قال ذلك ما كنا نبغي فارتدا على
آثارهما قصصا أي يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى مدخل الحوت * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
فاتخذ سبيله في البحر سربا قال جاء فرأى جناحيه في الطين حين وقع في الماء * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد
في قوله فاتخذ سبيله في البحر سربا قال دخل الحوت في البطحاء بعد موته حين أحياه الله فاتخذ فيها سربا حتى
235

وصل إلى البحر والسرب طريق حتى وصل إلى الماء وهي بطحاء يابسة في البر بعد ما أكل منه دهرا طويلا وهو
زاده ثم أحياه الله * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ان موسى عليه السلام شق الحوت وملحه
وتغدى منه وتعشى فلما كان من الغد قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا * وأخرج ابن أبي حاتم
عن قتادة قال في قراءة أبى وما أنسانيه الا الشيطان ان أذكر له * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال أتى الحوت
على عين في البحر يقال لهما عين الحياة فلما أصاب تلك العين رد الله إليه روحه وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
فارتدا على آثارهما قصصا قال عودهما على بدئهما * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فوجدا عبدا من عبادنا
قال لقيا رجلا عالما يقال له خضر * واخرج ابن عساكر عن أبي بن كعب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول شممت ليلة أسرى بي رائحة طيبة فقلت يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة قال ريح قبر الماشطة وابنيها وزوجها
وكان بدء ذلك أن الخضر كان من أشراف بني إسرائيل وكان ممره براهب في صومعته فيطلع عليه الراهب فيعلمه
الاسلام وأخذ عليه ان لا يعلمه أحدا ثم إن أباه زوجه امرأة فعلمها الاسلام وأخذ عليها ان لا تعلمه أحدا وكان
لا يقرب النساء ثم زوجه أخرى فعلمها الاسلام وأخذ عليها ان لا تعلمه أحدا ثم طلقها فأفشت عليه إحداهما
وكتمت الأخرى فخرج هاربا حتى أتى جزيرة في البحر فرآه رجلا فأفشى عليه أحدهما وكتم الآخر فقيل له ومن
رآه معك قال فلان وكان في دينهم ان من كذب قتل فسئل فكتم فقتل الذي أفشى عليه ثم تزوج الكاتم عليه المرأة
الماشطة فبينما هي تمشط ابنة فرعون إذ سقط المشط من يدها فقالت تعس فرعون فأخبرت الجارية أباها فأرسل
إلى المرأة وابنيها وزوجها فأرادهم ان يرجعوا عن دينهم فأبوا فقال انى قاتلكم قالوا أحببنا منك ان أنت قتلتنا ان
تجعلنا في قبر واحد فقتلهم وجعلهم في قبر واحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شممت رائحة أطيب منها
وقد دخلت الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال انما سمى الخضر لأنه كان إذا جلس في مكان اخضر ما
حوله وكانت ثيابه خضرا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله آتيناه رحمة من عندنا قال أعطيناه الهدى
والنبوة * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال انما سمى الخضر لأنه إذا قام في مكان نبت العشب تحت رجليه حتى
يغطى قدميه * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ركبا في السفينة قال انما كانت معبرا في ماء الكر فرسخ
في فرسخ * واخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ ليغرق أهلها بالياء
* وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس في قوله لقد جئت شيئا أمرا يقول منكرا * وأخرج ابن المنذر
وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله شيئا أمرا يقول منكرا * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم
عن قتادة في قوله شيئا أمرا قال عجبا * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبي صخر في قوله شيئا أمرا قال عظيما * وأخرج
ابن جرير عن أبي بن كعب في قوله لا تؤاخذني بما نسيت قال لم يئس ولكنها من معاريض الكلام * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية ومن طريق حماد بن زيد عن شعيب بن الحجاب قالا كان الخضر عبدا
لا تراه الأعين الا من أراد الله أن يريه إياه فلم يره من القوم الا موسى ولو رآه القوم لحالوا بينه وبين خرق السفينة
وبين قتل الغلام قال حماد وكانوا يرون أن موت الفجاة من ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن عبد
العزيز في قوله لقيا غلاما قال كان غلاما ابن عشرين سنة * وأخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب قال لما قتل
الخضر الغلام ذعر موسى ذعرة منكرة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله نفسا زاكية قال تائبة
* وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس انه كان يقرأ قتلت نفسا زاكية قال سعيد
زكية مسلمة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله نفسا زكية قال لم
تبلغ الخطايا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية انه كان يقرأ زكية ويقول تائبة * وأخرج عبد الرزاق وابن
المنذر عن الحسن في قوله نفسا زاكية قال تائبة يعنى صبيا لم يبلغ * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله لقد جئت شيئا نكرا قال النكر أنكر من العجب * وأخرج أحمد عن عطاء قال كتب
نجدة الحروري إلى ابن عباس يسأله عن قتل الصبيان فكتب إليه ان كنت الخضر تعرف الكافر من المؤمن
فاقتلهم * وأخرج ابن أبي شيبة عن يزيد بن جرير قال كتب نجدة إلى ابن عباس يسأله عن قتل الولدان ويقول
236

في كتابه ان العالم صاحب موسى قد قتل الوليد قال يزيد انا كتبت كتاب ابن عباس بيدي إلى نجدة انك كتبت
تسأل عن قتل الولدان وتقول في كتابك ان العالم صاحب موسى قد قتل الوليد ولو كنت تعلم من الولدان ما علم ذلك
العالم من ذلك الوليد قتلته ولكنك لا تعلم قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتلهم فاعتزلهم * وأخرج
ابن أبي حاتم والحاكم عن ابن أبي مليكة قال سئل ابن عباس عن الولدان في الجنة قال حسبك ما اختصم فيه موسى
والخضر * وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن مردويه عن أبي بن كعب
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا ولو أدرك لأرهق أبويه طغيانا
وكفرا * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلام
الذي قتله الخضر طبع كافرا * وأخرج أبو داود عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلام
الذي قتله الخضر طبع كافرا ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا * وأخرج ابن حبان والحاكم وصححه وابن
مردويه عن أبي ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ان سألتك عن شئ بعدها مهموزتين * وأخرج أبو داود
والترمذي وعبد الله بن أحمد والبزار وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن أبي ان النبي صلى الله
عليه وسلم قرأ من لدني عذرا مثقلة * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن السدى في قوله أتيا أهل قرية قال
كانت القرية تسمى باجروان وكان أهلها لئاما * وأخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن سيرين قال أتيا الأبلة وهي أبعد
أرض الله من السماء * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق قتادة عن ابن عباس في قوله أتيا أهل قرية قال هي
أبرقة قال وحدثني رجل انها أنطاكية * وأخرج ابن أبى حاتم عن أيوب بن موسى قال بلغني ان المسألة للمحتاج
حسنة ألا تسمع ان موسى وصاحبه استطعما أهلها * وأخرج النسائي وابن مردويه عن أبي ان النبي صلى الله
عليه وسلم قرأ فأبوا أن يضيفوهما مشددة * وأخرج الديلمي عن أبي بن كعب رفعه في قوله فأبوا أن يضيفوهما
قال كانوا أهل قرية لئاما * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله يريد ان ينقض قال يسقط * وأخرج
ابن الأنباري في المصاحف عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قرأ فوجدا فيها جدارا يريد أن
ينقض فهدمه ثم قعد يبنيه * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فأقامه قال
رفع الجدار بيده فاستقام * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هارون قال في حرف عبد الله لو شئت لاتخذت عليه
أجرا * وأخرج البغوي في معجمه وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي ان النبي صلى الله عليه وسلم
قرأ لو شئت لاتخذت عليه أجرا مخففة * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق محمد بن كعب القرظي قال قال عمر بن
الخطاب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهم بهذا الحديث حتى فرغ من القصة يرحم الله موسى وددنا أنه
لو صبر حتى يقص علينا من حديثهما * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وصححه
وابن مردويه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمة الله علينا وعلى موسى فبدأ بنفسه لو كان صبر لقص علينا من
خبره ولكن قال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد
في قوله فأردت أن أعيبها قال أخرقها * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه
وابن مردويه عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ وكان امامهم ملك يأخذ كل سفينة
صالحة غصبا * وأخرج ابن الأنباري عن أبي بن كعب رضي الله عنه انه قرأ يأخذ كل سفينة صالحة غصبا
* وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال كانت تقرأ في الحرف الأول كل سفينة صالحة غصبا قال وكان لا يأخذ
الأخيار السفن * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن أبي الزاهرية قال كتب عثمان وكان وراءهم ملك يأخذ كل
سفينة صالحة غصبا * وأخرج ابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال كان اسم الغلام الذي قتله الخضر جيسور
* وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري عن ابن عباس انه كان يقرأ وأما
الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة قال حرف أبى وأما الغلام
فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله فخشينا قال فأشفقنا * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال هي في مصحف عبد الله فخاف ربك ان يرهقهما طغيانا وكفرا * وأخرج ابن
237

المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا قال خشينا ان يحملهما حبه
على أن يتابعاه على دينه * وأخرج ابن أبي حاتم عن مطر في الآية قال لو بقى كان فيه بورهما واستئصالهما
* وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن قتادة قال قال مطرف بن الشخير انا لنعلم انهما قد فرحا به يوم ولد
وحزنا عليه يوم قتل ولو عاش لكان فيه هلاكهما فرضى رجل بما قسم الله له فان قضاء الله للمؤمن خير من قضائه
لنفسه وقضاء الله لك فيما تكره خير من قضائه لك فيما تحب * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن جريج في قوله
خيرا منه زكاة قال اسلاما * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية في قوله خيرا منه زكاة قال
دينا وأقرب رحما قال مودة فأبدلا جارية ولدت نبيا * وأخرج ابن المنذر من طريق بسطام بن جميل عن عمر بن
يوسف في الآية قال أبدلهما جارية مكان الغلام ولدت نبيين * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن قتادة في قوله وكان تحته كنز لهما قال كان الكنز لمن قبلنا وحرم علينا وحرمت الغنيمة على من كان قبلنا
وأحلت لنا فلا تعجبن للرجل يقول ما شان الكنز أحل لمن كان قبلنا وحرم علينا فان الله يحل من أمره ما يشاء
ويحرم ما يشاء وهي السنن والفرائض تحل لامة وتحرم على أخرى * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن أبي
حاتم عن خيثمة قال قال عيسى بن مريم عليه السلام طوبى لذرية المؤمن ثم طوبى لهم كيف يحفظون من
بعده وتلا خيثمة وكان أبوهما صالحا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن وهب قال إن الله يصلح بالعبد الصالح
القبيل من الناس * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق شيبة عن سليمان بن سليم سلمة قال مكتوب في التوراة
ان الله ليحفظ القرن إلى القرن إلى سبعة قرون وان الله يهلك القرن إلى القرن إلى سبعة قرون * وأخرج أحمد في
الزهد عن وهب قال إن الرب تبارك وتعالى قال في بعض ما يقول لبني إسرائيل انى إذا أطعت رضيت وإذا رضيت
باركت وليس لبركتي ناهية وإذا عصيت غضبت ولعنت ولعنتي تبلغ السابع من الولد * وأخرج أحمد عن وهب
قال يقول الله اتقوا غضبى فان غضبى يدرك إلى ثلاثة آباء وأحبوا رضاي فان رضاي يدرك في الأمة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله وما فعلته عن أمري قال كان عبدا مأمورا مضى لأمر الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن
الربيع بن أنس قال قال موسى لفتاه يوشع بن نون لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين فاصطادا حوتا فاتخذاه زادا
وسارا حتى انتهيا إلى الصخرة التي أرادها فهاجت ريح فاشتبه عليه المكان ونسيا عليه الحوت ثم ذهبا فسارا حتى
اشتهيا الطعام فقال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا يعنى جهدا في السير قال الفتى لموسى أرأيت
إذ أوينا إلى الصخرة فاني نسيت الحوت وما أنسانيه الا الشيطان أن أذكره قال فسمعنا عن ابن عباس انه حدث
عن رجال من علماء أهل الكتاب ان موسى دعا ربه فسأله ومعه ماء عذب في سقاء فصب من ذلك الماء في البحر
وانصب على أثره فصار حجرا أبيض أجوف فاخذ فيه حتى انتهى إلى الصخرة التي أراد فصعدها وهو متشوف هل
يرى ذلك الرجل حتى كاد يسيئ الظن ثم رآه فقال السلام عليك يا خضر قال عليك السلام يا موسى قال من حدثك
انى أنا موسى قال حدثني الذي حدثك انى أنا الخضر قال انى أريد ان أصحبك على أن تعلمني مما علمت رشدا وانه
تقدم إليه فنصحه فقال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا وذلك بان أحدهم لو رأى شيئا
لم يكن رآه قط ولم يكن شهده ما كان يصبر حتى يسأل ما هذا فلما أبى عليه موسى الا ان يصحبه قال فان اتبعتني فلا
تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا ان عجلت على في ثلاثا فذلك حين أفارقك فهم قيام ينظرون إذ مرت
سفينة ذاهبة إلى أبلة فناداهم خضر يا أصحاب السفينة هم إلينا فاحملونا في سفينتكم وان أصحاب السفينة قالوا
لصاحبهم انا نرى رجالا في مكان مخوف انما يكون هؤلاء لصوصا فلا تحملهم فقال صاحب السفينة انى أرى رجالا
على وجوههم النور لأحملنهم فقال الخضر بكم حملت هؤلاء كل رجل حملت في سفينتك فلك لكل رجل منا الضعف
فحملهم فساروا حتى إذا شارفوا على الأرض وقد أمر صاحب القرية ان أبصرتم كل سفينة صالحة ليس بها عيب
فائتوني بها وان الخضر أمر ان يجعل فيها عيبا لكي لا يسخروها فخرقها فنبع فيها الماء وان موسى امتلأ غضبا
قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا أمرا وان موسى عليه السلام شد عليه ثيابه وأراد ان يقذف الخضر في
البحر فقال أردت هلاكهم فتعلم انك أول هالك فجعل موسى كلما ازداد غضبا استقر البحر وكلما سكن كان البحر
238

كالدهر وان يشوع بن نون قال لموسى عليه السلام ألا تذكر العهد والميثاق الذي جعلت على نفسك وان الخضر
أقبل عليه قال ألم أقل انك لن تستطيع معي صبرا وان موسى أدركه عند ذلك الحلم فقال لا تؤاخذني بما نسيت ولا
ترهقني من أمري عسرا فلما انتهوا إلى القرية قال خضر ما خلصوا إليكم حتى خشوا الغرق وان الخضر اقبل على
صاحب السفينة فقال انما أردت الذي هو خير لك فحمدوا رأيه في آخر الحديث وأصلحها الله كما كانت ثم انهم
خرجوا حتى انتهوا إلى غلام شاب عهد إلى الخضر ان أقتله فقتله قال أقتلت نفسا زاكية بغير نفس إلى قوله قال لو
شئت لاتخذت عليه أجرا وان خضرا أقبل عليه فقال قد وفيت لك بما جعلت على نفسي هذا فراق بيني وبينك وأما
الغلام فكان أبواه مؤمنين فكان لا يغضب أحدا الا دعا عليه وعلى أبويه فطهر الله أبويه ان يدعو عليهما أحد
وأبدلهما مكان الغلام آخر خيرا منه وأبر بوالديه وأقرب رحما وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان
تحته كنز لهما فسمعنا ان ذلك الكنز كان علما فورثا ذلك العلم * وأخرج ابن جرير من طريق الحسن بن عمارة
عن أبيه قال قيل لابن عباس لم نسمع يعنى موسى يذكر من حديث فتاه وقد كان معه فقال ابن عباس فيما يذكر
من حديث الفتى قال شرب الفتى من الماء فخلد فاخذه العالم فطابق به سفينة ثم أرسله في البحر فإنها لتموج به إلى
يوم القيامة وذلك أنه لم يكن له ان يشرب منه قال كثير الحسن متروك وأبوه غير معروف * وأخرج ابن أبي
حاتم وابن عساكر عن يوسف بن أسباط قال بلغني ان الخضر قال لموسى لما أراد ان يفارقه يا موسى تعلم العلم
لتعمل به ولا تعلمه لتحدث بن وبلغني ان موسى قال للخضر ادع لي فقال الخضر يسر الله عليك طاعته * وأخرج
أحمد في الزهد عن وهب قال قال الخضر لموسى حين لقيه يا موسى انزع عن اللجاجة ولا تمش في غير حاجة ولا تضحك
من غير عجب والزم بيتك وابك على خطيئتك * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان وابن عساكر عن أبي
عبد الله أظنه الملطي قال أراد موسى ان يفارق الخضر فقال له موسى أوصني قال كن نفاعا ولا تكن ضرارا
كن بشاشا ولا تكن غضبانا ارجع عن اللجاجة ولا تمش في غير حاجة ولا تعير امرأ بخطيئته وابك على خطيئتك
يا ابن عمران * وأخرج ابن عساكر عن وهب أن الخضر قال لموسى يا موسى ان الناس يعذبون في الدنيا على قدر
همومهم بها * وأخرج العقيلي عن كعب قال الخضر على منبر بين البحر الأعلى والبحر الأسفل وقد أمرت دواب
البحر ان تسمع له وتطيع وتعرض عليه الأرواح غدوة وعشية * وأخرج ابن شاهين عن خصيف قال أربعة
من الأنبياء أحباء اثنان في السماء عيسى وإدريس واثنان في الأرض الخضر وإلياس فاما الخضر فإنه في البحر
وأما صاحبه فإنه في البر * وأخرج الخطيب وابن عساكر عن علي بن أبي طالب قال بينا أنا أطوف إذا أنا برجل
متعلق بأستار الكعبة وهو يقول يا من لا يشغله سمع عن سمع ويا من لا تغلطه المسائل ويا من يتبرم بإلحاح الملحين
أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك قلت يا عبد الله أعد الكلام قال وسمعته قلت نعم قال والذي نفس الخضر بيده
وكان هو الخضر لا يقولهن عبد دبر الصلاة المكتوب الا غفرت ذنوبه وان كانت مثل رمل عالج وعدد المطر وورق
الشجر * وأخرج أبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم في الحلية عن كعب الأحبار قال إن الخضر بن عاميل ركب في نفر
من أصحابه حتى بلغ بحر الهند وهو بحر الصين فقال لأصحابه يا أصحابي أدلوني فدلوه في البحر أياما وليالي ثم صعد
فقالوا له يا خضر ما رأيت فلقد أكرمك الله وحفظ لك نفسك في لجة هذا البحر فقال استقبلني ملك من الملائكة
فقال لي أيها الآدمي الخطاء إلى أين ومن أين فقلت انى أردت ان أنظر عمق هذا البحر فقال لي كيف وقد أهوى
رجل من زمان داود عليه السلام لم يبلغ ثلث قعره حتى الساعة وذلك منذ ثلثمائة سنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن
بقية قال حدثني أبو سعيد قال سمعت ان آخر كلمة أوصى بها الخضر موسى حين فارقه إياك ان تعير مسيئا بإساءته
فتبتلي * وأخرج الطبراني وابن عساكر عن أبي أسامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه الا أحدثكم
على الخضر قالوا بلى يا رسول الله قال بينما هو ذات يوم يمشى في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب فقال تصدق
على بارك الله فيك فقال الخضر آمنت بالله ما شاء الله من أمر يكون ما عندي شئ أعطيكه فقال المسكين أسالك
بوجه الله لما تصدقت على فاني نظرت السماحة في وجهك ووجدت البركة عندك فقال الخضر آمنت بالله عندي
شئ أعطيكه الا ان تأخذني فتبيعني فقال المسكين وهل يستقيم هذا قال نعم الحق أقول لقد سألتني بأمر عظيم أما
239

انى لا أخيبك بوجه ربى تعالى فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم فمكث عند المشترى زمانا لا يستعمله في
شئ فقال له انك انما ابتعتني التماس خير عندي فأوصني بعمل قال أكره ان أشق عليك انك شيخ كبير ضعيف قال
ليس يشق على قال فقم فانقل هذه الحجارة وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم فخرج الرجل لبعض حاجته ثم
انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة فقال أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه ثم عرض للرجل سفرة فقال انى
احتسبتك أمينا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة قال فأوصني بعمل قال انى أكره ان أشق عليك قال ليس يشق
على قال فاضرب من اللبن لنبني حتى أقدم عليك فمر الرجل لسفره فرجع وقد شيد بناءه فقال أسالك بوجه
الله ما سبيلك وما أمرك فقال سألتني بوجه الله ووجه الله أوقعني في العبودية أنا الخضر الذي سمعت به سألني
مسكين صدقة ولم يكن عندي شئ أعطيه فسألني بوجه الله فأمكنته من نفسي فباعني فأخبرك أنه من سئل بوجه
الله فرد سائله وهو يقدر وقف يوم القيامة جلدة ولا لحم له ولا عظم ليتقصع فقال الرجل آمنت بالله شققت عليك
يا نبي الله ولم أعلم فقال لا بأس أحسنت وأتقنت فقال الرجل بأبي أنت وأمي يا نبي الله احكم في أهلي ومالي بما أراك
الله أو أخيرك فأخلي سبيلك فقال أحب أن تخلى سبيلي أعبد ربى فخلى سبيله فقال الخضر الحمد لله الذي أوقعني في
العبودية ثم نجاني منها * وأخرج البيهقي في الشعب عن الحجاج بن فرافصة أن رجلين كانا يتبايعان عند عبد الله
ابن عمر فكان أحدهما يكثر الحلف فبينما هو كذلك إذ مر عليهما رجل فقام عليهما فقال للذي يكثر الحلف مه
يا عبد الله اتق الله ولا تكثر الحلف فإنه لا يزيد في رزقك ولا ينقص من رزقك ان لم تحلف قال امض لما يعنيك قال ذا
مما يعنيني قالها ثلاث مرات ورد عليه قوله فلما أراد أن ينصرف قال اعلم أن من آية الايمان بان تؤثر الصدق حيث
يضرك على الكذب حيث ينفعك ولا يكن في قولك فضل على فضلك ثم انصرف فقال عبد الله بن عمر الحقه
فاستكتبه هذه الكلمات فقال يا عبد الله اكتبني هذه الكلمات يرحمك الله فقال الرجل ما يقدر الله من أمر يكن
فأعادهن عليه حتى حفظهن ثم شهده حتى وضع إحدى رجليه في المسجد فما أدرى أرض لفظته أو سماء اقتلعته
قال كأنهم يرونه الخضر أو الياس عليه السلام * وأخرج الحارث بن أبي أسامة في مسنده بسند واه عن أنس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الخضر في البحر واليسع في البر يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه ذو
القرنين بين الناس وبين يأجوج ومأجوج ويحجان ويعتمران كل عام ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى
قابل * وأخرج ابن عساكر عن ابن أبي داود قال الياس والخضر يصومان شهر رمضان في بيت المقدس ويحجان
في كل سنة ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من قابل * وأخرج العقيلي والدارقطني في الافراد وابن
عساكر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلتقي الخضر وإلياس كل عام في الموسم فيحلق كل واحد
منهما رأس صاحبه ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير الا الله ما شاء الله لا يصرف
السوء الا الله ما شاء الله ما كان من نعمة فمن الله ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله قال ابن عباس من قالهن حين
يصبح وحين يمسي ثلاثا مرات أمنه الله من الغرق والحرق والسرق ومن الشياطين والسلطان والحية والعقرب
* قوله تعالى (ويسئلونك عن ذي القرنين) * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال قالت اليهود للنبي صلى الله
عليه وسلم يا محمد انما تذكر إبراهيم وموسى وعيسى والنبيين انك سمعت ذكرهم منا فأخبرنا عن نبي لم يذكره الله في
التوراة الا في مكان واحد قال ومن هو قالوا ذو القرنين قال ما بلغني عنه شئ فخرجوا فرحين وقد غلبوا في أنفسهم
فلم يبلغوا باب البيت حتى نزل جبريل بهؤلاء الآيات ويسئلونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر مولى غفرة قال دخل بعض أهل الكتاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه
فقالوا يا أبا القاسم كيف تقول في رجل كان يسيح في الأرض قال لا علم لي به فبينما هم على ذلك إذ سمعوا نقيضا في
السقف ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم غمة الوحي ثم سرى عنه فتلا ويسئلونك عن ذي القرنين الآية فلما
ذكر السد قالوا أتاك خبره يا أبا القاسم حسبك * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه
وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدرى أتبع كان لعينا أم لا وما أدرى
أذو القرنين كان نبيا أم لا وما أدرى الحدود كفارات لأهلها أم لا * وأخرج ابن مردويه عن سالم بن أبي الجعد قال
240

سئل على عن ذي القرنين أنبى هو فقال سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول هو عبد ناصح الله فنصحه * وأخرج
ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه من طريق
أبى الطفيل ان ابن الكواء سأل علي بن أبي طالب عن ذي القرنين أنبيا كان أم ملكا قال لم يكن نبيا ولا ملكا
ولكن كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه ونصح لله فنصحه بعثه الله إلى قوله فضربوه على قرنه فمات ثم أحياه الله
لجهادهم ثم بعثه إلى قومه فضربوه على قرنه الآخر فمات فأحياه الله لجهادهم فلذلك سمى ذا القرنين وان فيكم مثله
* وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال ذو القرنين نبي * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأحوص بن حكيم عن أبيه
ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ذي القرنين فقال هو ملك مسح الأرض بالاحسان * وأخرج ابن عبد الحكم
في فتوح مصر وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن خالد بن معدان الكلاعي ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم سئل عن ذي القرنين فقال ملك مسح الأرض من تحتها بالأسباب * وأخرج ابن عبد الحكم وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد وأبو الشيخ عن عمر انه سمع رجلا ينادى بمنى يا ذا القرنين فقال
له عمر رضي الله عنه ها أنتم قد سميتم بأسماء الأنبياء فما بالكم وأسماء الملائكة * وأخرج ابن أبي حاتم عن
جبير بن نفير أن ذا القرنين ملك من الملائكة أهبطه الله إلى الأرض وآتاه من كل شئ سببا * واخرج
الشيرازي في الألقاب عن جبير بن نفير ان أحبارا من اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عن ذي القرنين
ان كنت نبيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ملك مسح الأرض بالأسباب * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
زيد قال كان نذيرا واحد بلغ ما بين المشرق والمغرب ذو القرنين بلغ السدين وكان نذيرا ولم أسمع بحق انه كان نبيا
* وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي الورقاء قال قلت لعلي بن أبي طالب ذو القرنين ما كان قرناه قال لعلك
تحسب ان قرنيه ذهب أو فضة كان نبيا فبعثه الله إلى أناس فدعاهم إلى الله تعالى فقام رجل فضرب قرنه الأيسر
فمات ثم بعثه الله فأحياه ثم بعثه إلى ناس فقام رجل فضرب قرنه الأيمن فمات فسماه الله ذا القرنين * وأخرج
أبو الشيخ عن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن جعفر قال انما سمى ذا القرنين ذا القرنين لشجتين شجهما على قرنيه في
الله وكان أسود * وأخرج أبو الشيخ عن وهب بن منبه ان ذا القرنين أول من لبس العمامة وذاك انه كان في
رأسه قرنان كالظلفين متحركان فلبس العمامة من أجل ذلك وانه دخل الحمام ودخل كاتبه معه فوضع ذو القرنين
العمامة فقال لكاتبه هذا أمر لم يطلع عليه خلق غيرك فان سمعت به من أحد قتلتك فخرج الكاتب من الحمام
فاخذه كهيئة الموت فأتى الصحراء فوضع فمه بالأرض ثم نادى الا ان للملك قرنين فأنبت الله من كلمته قصبتين فمر بهما
راع فأعجب بهما فقطعهما واتخذهما مزمارا فكان إذا زمر خرج من القصبتين الا ان للملك قرنين فانتشر ذلك في
المدينة فأرسل ذو القرنين إلى الكاتب فقال لتصدقني أو لأقتلنك فقص عليه الكاتب القصة فقال ذو القرنين
هذا أمر أراد الله ان يبديه فوضع العمامة عن رأسه * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ والبيهقي في الدلائل عن عقبة بن عامر الجهني قال كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت
ذات يوم فإذا أنا برجال من أهل الكتاب بالباب معهم مصاحف فقالوا من يستأذن لنا على النبي صلى الله عليه وسلم
فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال مالي ولهم سألوني عما لا أدرى انما انا عبد لا أعلم الا
ما أعلمني ربى عز وجل ثم قال ابغني وضوءا فأتيته بوضوء فتوضأ ثم صلى ركعتين ثم انصرف فقال وأنا أرى السرور
والبشر في وجهه أدخل القوم على ومن كان من أصحابي فادخله أيضا على فأذنت لهم فدخلوا فقال إن شئتم
أخبرتكم بما جئتم تسألوني عنه من قبل ان تتكلموا وان شئتم فتكلموا قبل ان أقول قالوا بلى فأخبرنا قال جئتم
تسألوني عن ذي القرنين ان أول أمره انه كان غلاما من الروم أعطى ملكا فسار حتى أتى ساحل أرض مصر فابتنى
مدينة يقال لها إسكندرية فلما فرغ من شانها بعث الله عز وجل إليه ملكا فعرج به فاستعلى بين السماء ثم
قال له انظر ما تحتك فقال أرى مدينتي وأرى مدائن معها ثم عرج به فقال انظر فقال قد اختلطت مع المدائن فلا
أعرفها ثم زاد فقال انظر قال أرى مدينتي وحدها ولا أرى غيرها قال له الملك انها تلك الأرض كلها والذي ترى يحيط
بها هو البحر وانما أراد ربك يريك الأرض وقد جعل لك سلطانا فيها فسر فيها فعلم الجاهل وتثبت العالم فسار
241

حتى بلغ مغرب الشمس ثم سار حتى بلغ مطلع الشمس ثم أتى السدين وهما جبلان لينان يزلق عنهما كل شئ فبنى
السد ثم اجتاز يأجوج ومأجوج فوجد قوما وجوههم وجوه الكلاب يقاتلون يأجوج ومأجوج ثم قطعهم
فوجد أمة فصارا يقاتلون القوم الذين وجوههم وجوه الكلاب ووجد أمة من الغرانيق يقاتلون القوم القصار
ثم مضى فوجد أمة من الحيات تلتقم الحية منها الصخرة العظيمة ثم مضى إلى البحر الدائر بالأرض فقالوا نشهد ان
امره هكذا كما ذكرت وانا نجده هكذا في كتابنا * وأخرج ابن عساكر عن سليمان بن الأشج صاحب كعب الأحبار
ان ذا القرنين كان رجلا طوافا صالحا فلما وقف على جبل آدم الذي هبط عليه ونظر إلى اثره هاله فقال له الخضر
وكان صاحب لوائه الأكبر مالك أيها الملك قال هذا أثر الآدميين أرى موضع الكفين والقدمين وهذه القرحة
وأرى هذه الأشجار حوله قائمة يابسة يسيل منها ماء أحمر ان لها لشأنا فقال له الخضر وكان قد أعطى العلم والفهم
أيها الملك الا ترى الورقة المعلقة من النخلة الكبيرة قال بلى قال فهي تخبرك بشأن هذا الموضع وكان الخضر يقرأ كل
كتاب فقال أيها الملك أرى كتابا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من آدم أبى البشر أوصيكم ذريتي وبناتي
ان تحذروا عدوى وعدوكم إبليس الذي كان يلين كلامه وفجور أمنيته أنزلني من الفردوس إلى تربة الدنيا
وألقيت على موضعي هذا لا يلتفت إلى مائتي سنة بخطيئة واحدة حتى درست في الأرض وهذا أثرى وهذه الأشجار
من دموع عيسى فعلى في هذه التربة أنزلت التوبة فتوبوا من قبل أن تندموا وبادروا من قبل أن يبادر بكم
وقدموا من قبل ان يقدم بكم فنزل ذو القرنين فمسح موضع جلوس آدم فإذا هو ثمانون ومائة ميل ثم أحصى
الأشجار فإذا هي تسعمائة شجرة كلها من دموع آدم نبتت فلما قتل قابيل هابيل تحولت يابسة وهي تبكي دما أحمر
فقال ذو القرنين للخضر ارجع بنا فلا طلبت الدنيا بعدها * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن السدى
قال كان أنف الإسكندر ثلاثا أذرع * وأخرج ابن عبد الحكم عن الحسن قال كان أنف الإسكندر ثلاثة أذرع
* وأخرج ابن عبد الحكم وابن أبي حاتم والشيرازي في الألقاب عن عبيد بن يعلى قال انما سمى ذا القرنين لأنه كان
له قرنان صغيران تواريهما العمامة * وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن
وهب بن منبه انه سئل عن ذي القرنين فقال لم يوح إليه وكان ملكا قيل فلم سمى ذا القرنين فقال اختلف فيه أهل
الكتاب فقال بعضهم ملك الروم وفارس وقال بعضهم انه كان في رأسه شبه القرنين * وأخرج ابن أبي حاتم عن بكر
ابن مضر ان هشام بن عبد الملك سأله عن ذي القرنين أكان نبيا فقال لا ولكنه انما أعطى ما أعطى بأربع خصال
كن فيه كان إذا قدر عفا وإذا وعد وفى وإذا حدث صدق ولا يجمع اليوم لغد * وأخرج ابن عبد الحكم عن يونس
ابن عبيد قال انما سمى ذا القرنين لأنه كان له غديرتان من رأسه من شعر يطأ فيهما * وأخرج ابن المنذر وأبو
الشيخ عن أبي العالية قال انما سمى ذا القرنين لأنه قرن ما بين مطلع الشمس ومغربها * وأخرج ابن عبد الحكم
في فتوح مصر عن ابن شهاب قال انما سمى ذا القرنين لأنه بلغ قرن الشمس من مغربها وقرن الشمس من
مطلعها * وأخرج عن قتادة قال الإسكندر هو ذو القرنين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من
طريق ابن إسحاق عمن يسوق أحاديث الأعاجم من أهل الكتاب ممن قد أسلم فيما توارثوا من علمه ان ذا القرنين
كان رجلا صالحا من أهل مصر اسمه مرزيا بن مرزية اليوناني من ولد يونن بن يافث بن نوح * وأخرج أبو الشيخ
وابن مردويه عن عبيد بن عمير ان ذا القرنين حج ماشيا فسمع به إبراهيم فتلقاه * وأخرج الشيرازي في الألقاب
عن قتادة قال انما سمى ذا القرنين لأنه كان له عقيصتان * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة ان ذا القرنين كان من
سواس الروم يسوس أمرهم فخبر بين ذلال السحاب وصعابها فاختار ذلا لها فكان يركب عليها * وأخرج ابن إسحاق
وابن المنذر وابن أبي حاتم والشيرازي في الألقاب وأبو الشيخ عن وهب بن منبه اليماني وكان له علم
الأحاديث الأولى انه كان يقول كان ذو القرنين رجلا من الروم ابن عجوز من عجائزهم ليس لها ولد غيره وكان اسمه
الإسكندر وانما سمى ذا القرنين ان صفحتي رأسه كانتا من نحاس فلما بلغ وكان عبدا صالحا قال الله له يا ذا
القرنين انى باعثك إلى أمم الأرض منهم أمتان بينهما طول الأرض كلها ومنهم أمتان بينهما عرض الأرض كلها
في وسط الأرض منهم الإنس والجن ويأجوج ومأجوج فاما اللتان بينهما طول الأرض فأمة عند مغرب الشمس
242

يقال لها ناسك وأما الأخرى فعند مطلعها يقال لها منسك وأما اللتان بينهما عرض الأرض فأمة في قطر الأرض
الأيمن يقال لها هاويل وأما الأخرى التي في قطر الأرض الأيسر فأمة يقال لها تأويل فلما قال الله له ذلك قال له ذو
القرنين يا إلهي أنت قد ندبتني لأمر عظيم لا يقدر قدره الا أنت فأخبرني عن هذه الأمم التي تبعثني إليها بأي قوة
أكابرهم وبأي جمع أكاثرهم وبأي حيلة أكايدهم وبأي انسان أناطقهم وكيف لي بان أحاربهم وبأي
سمع
أعي قولهم وبأي بصر أنفذهم وبأي حجة أخاصمهم وبأي قلب أعقل عنهم وبأي حكمة أدبر أمرهم وبأي قسط
أعدل بينهم وبأي حلم أصابرهم وبأي معرفة أفصل بينهم وبأي علم أتقن أمرهم وبأي يد أسطو عليهم وبأي
رجل أطؤهم وبأي طاقة أخصمهم وبأي جند أقاتلهم وبأي رفق أستألفهم وانه ليس عندي يا إلهي شئ مما
ذكرت يقرن لهم ولا يقوى عليهم ولا يطيقهم وأنت الرب الرحيم الذي لا يكلف نفسا ولا يحملها الا طاقتها ولا
يعنتها ولا يفدحها بل يرأفها ويرحمها فقال له الله عز وجل انى سأطوقك ما حملتك أشرح لك صدرك فيتسع
لكل شئ واشرح لك فهمك فتفقه كل شئ وابسط لك لسانك فتنطق بكل شئ وافتح لك سمعك فتعي كل شئ وأمد لك
بصرك فتنفد كل شئ وأدبر لك أمرك فتتقن كل شئ وأحصر لك فلا يفوتك شئ واحفظ عليك فلا يعزب عنك شئ
وأشد ظهرك فلا يهدك شئ وأشد لك ركبك فلا يغلبك شئ وأشد لك قلبك فلا يروعك شئ وأشد لك عقلك فلا
يهولك شئ وأبسط لك يديك فيسطوان فوق كل شئ وألبسك الهيبة فلا يروعك شئ وأسخر لك النور والظلمة
فاجعلهما جندا من جنودك يهديك النور من امامك وتحوطك الظلمة من ورائك فلما قيل له ذلك انطلق يؤم
الأمة التي عند مغرب الشمس فلما بلغهم وجد جمعا وعددا لا يحصيه الا الله تعالى وقوة وبأسا لا يطيقه الا الله
وألسنة مختلفة وأمورا مشتبهة وأهواء مشتتة وقلوبا متفرقة فلما رأى ذلك كابرهم بالظلمة وضرب حولهم
ثلاثة عساكر منها وأحاطت بهم من كل جانب وحاشدهم حتى جمعهم في مكان واحد ثم دخل عليهم بالنور فدعاهم
إلى الله وعبادته فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه فعمد إلى الذين تولوا عنه فادخل عليهم الظلمة فدخلت في
أفواههم وأنفهم وآذانهم وأجوافهم ودخلت في بيوتهم ودورهم وغشيتهم من فوقهم ومن تحتهم ومن كل جانب
منهم فماجوا فيها وتحيروا فلما أشفقوا ان يهلكوا فيها عجوا إليه بصوت واحد فكشف عنهم وأخذهم عنوة
فدخلوا في دعوته فجند من أهل المغرب أمما عظيمة فجعلهم جند واحدا ثم انطلق بهم يقودهم والظلمة تسوقهم
من خلفهم وتحرسهم من حولهم والنور من أمامه يقوده ويدله وهو يسير في ناحية الأرض اليمنى وهو يريد
الأمة التي في قطر الأرض الأيمن التي يقال لها هاويل وسخر الله يده وقلبه ورأيه ونظره وائتماره فلا يخطئ إذا
ائتمر وإذا عمل عملا أتقنه فانطلق يقود تلك الأمم وهي تتبعه فإذا انتهى إلى بحر أو مخاضة بنى سفنا من ألواح صغار
أمثال البغال فنظمها في ساعة واحدة ثم حمل فيها جميع من معه من تلك الأمم وتلك الجنود فإذا قطع الانهار والبحار
فتقها ثم دفع إلى كل انسان لوحا فلا يكربه حمله فلم يزل ذلك دأبه حتى انتهى إلى هاويل فعمل فيهم كعمله في
ناسك فلما فرغ منهم مضى على وجهه في ناحية الأرض اليمنى حتى انتهى إلى منسك عند مطلع الشمس فعمل
فيها وجند منها جنودا كفعله في الأمتين اللتين قبلهما ثم كر مقبلا في ناحية الأرض اليسرى وهو يريد تأويل
وهي الأمة التي بحيال هاويل وهما متقابلتان بينهما عرض الأرض كلها فلما بلغها عمل فيها وجند منها كفعله
فيما قبلها فلما فرغ منها عطف منها إلى الأمم التي في وسط الأرض من الجن وسائر الانس ويأجوج ومأجوج فلما
كان في بعض الطريق مما يلي منقطع أرض الترك نحو المشرق قالت له أمة من الانس صالحة يا ذا القرنين ان
بين هذين الجبلين خلقا من خلق الله كثيرا فيهم مشابهة من الانس وهم أشباه البهائم وهم يأكلون العشب
ويفترسون الدواب والوحش كما يفترسها السباع ويأكلون خشاش الأرض كلها من الحيات والعقارب وكل ذي
روح مما خلق الله في الأرض وليس لله خلق ينمو نمائهم في العام الواحد ولا يزداد كزيادتهم ولا يكثر ككثرتهم
فان كانت لهم كثرة على ما يرى من نمائهم وزيادتهم فلا شك انهم سيملأون الأرض ويجلون أهلها ويظهرون عليها
فيفسدون فيها وليست تمر بنا سنة منذ جاورناهم ورأيناهم الا ونحن نتوقعهم ونظر ان يطلع إلينا أوائلهم من
هذين الجبلين فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا قال ما مكنى فيه ربى خير فأعينوني بقوة أجعل
243

بينكم وبينهم ردما اغدو إلى الصخور والحديد والنحاس حتى ارتاد بلادهم واعلم علمهم وأقيس ما بين جبليهم ثم
انطلق يؤمهم حتى دفع إليهم وتوسط بلادهم فإذا هم على مقدار واحد أنثاهم وذكرهم مبلغ طول الواحد منهم
مثل نصف الرجل الربوع منا لهم مخاليب في مواضع الأظفار من أيدينا ولهم أنياب وأضراس كأضراس السباع
وأنيابها وأحناك كأحناك الإبل فوه يسمع له حركة إذا أكل كحركة الجرة من الإبل أو كقضم الفحل المسن أو
الفرس القوى وهم صلب عليهم من الشعر في أجسادهم ما يواريهم وما يتقون به من الحر والبرد إذا أصابهم
ولكل واحد منهم أذنان عظيمتان إحداهما وبرة ظهرها وبطنها والأخرى زغبة ظهرها وبطنها تسعانه
إذا لبسهما يلبس إحداهما ويفترش الأخرى ويصيف في إحداهما ويشتو في الأخرى وليس منهم ذكر ولا أنثى
الا وقد عرف أجله الذي يموت فيه ومنقطع عمره وذلك أنه لا يموت ميت من ذكورهم حتى يخرج من صلبه ألف
ولد ولا تموت الأنثى حتى يخرج من رحمها ألف ولد فإذا كان ذلك أيقن بالموت وتهيأ له وهم يرزقون التنين في زمان
الربيع ويستمطرونه إذا تحينوه كما يستمطر الغيث لحينه فيقذفون منه كل سنة بواحد فيأكلونه عامهم كله إلى
مثلها من قابل فيعينهم على كثرتهم وما هم فيه فإذا أمطروا اخصبوا وعاشوا وسهؤا ورؤى أثره عليهم فدرت
عليهم الإناث وشبقت منهم الذكور وإذا أخطأهم هزلوا وأحدثوا وجفلت منهم الذكور وأحالت الإناث وتبين
أثر ذلك عليهم وهم يتداعون تداعى الحمام ويعوون عوي الذئاب ويتسافدون حيثما التقوا تسافد البهائم ثم
لما عاين ذلك منهم ذو القرنين انصرف إلى ما بين الصدفين فقاس ما بينهما وهي في منقطع أرض الترك مما يلي
الشمس فوجد بعد ما بينهما مائة فرسخ فلما أنشأ في عمله حفر له أساسا حتى بلغ الماء ثم جعل عرضه خمسين فرسخا
وجعل حشوه الصخور وطينه النحاس يذاب ثم يصب عليه فصار كأنه عرق من جبل تحت الأرض ثم علاه وشرفه بزبر
الحديد والنحاس المذاب وجعل خلاله عرقا من نحاس أصفر فصار كأنه برد محبر من صفرة النحاس وحمرته وسواد
الحديد فلما فرغ منه وأحكم انطلق عامدا إلى جماعة الإنس والجن فبينما هو يسير إذ رفع إلى أمة صالحة يهتدون
بالحق وبه يعدلون فوجد أمة مقسطة يقتسمون بالسوية ويحكمون بالعدل ويتأسون ويتراحمون حالهم
واحدة وكلمتهم واحدة وأخلاقهم مشتبهة وطريقتهم مستقيمة وقلوبهم مؤتلفة وسيرتهم مستوية وقبورهم
بأبواب بيوتهم وليس على بيوتهم أبواب وليس عليهم أمراء وليس بينهم قضاة وليس فيهم أغنياء ولا ملوك ولا
أشراف ولا يتفاوتون ولا يتفاضلون ولا يتنازعون ولا يستبون ولا يقتتلون ولا يقحطون ولا يحر دون ولا تصيبهم
الآفات التي تصيب الناس وهم أطول الناس أعمارا وليس فيهم مسكين ولا فقير ولا فظ ولا غليظ فلما رأى
ذلك ذو القرنين من أمرهم أعجب منهم وقال لهم أخبروني أيها القوم خبركم فأتى قد أحصيت الأرض كلها برها
وبحرها وشرقها وغربها ونورها وظلمتها فلم أجد فيها أحدا مثلكم فأخبروني خبركم قالوا نعم سلنا عما تريد قال
أخبروني ما بال قبوركم على أبواب بيوتكم قالوا عمدا فعلنا ذلك لئلا ننسى الموت ولا يخرج ذكره من قلوبنا قال فما
بال بيوتكم ليس عليها أبواب قالوا ليس فينا متهم وليس فينا الا أمين مؤتمن قال فما بالكم ليس عليكم أمراء قالوا
ليس فينا مظالم قال فما بالكم ليس بينكم حكام قالوا لا نختصم قال فما بالكم ليس فيكم أغنياء قالوا لا نتكاثر قال فما
بالكم ليس فيكم أشراف قالوا لا نتنافس قال فما بالكم لا تتفاوتون ولا تتفاضلون قالوا من قبل انا متواصلون
متراحمون قال فما بالكم لا تتنازعون ولا تختلفون قالوا من قبل إلفة قلوبنا وصلاح ذات بيننا قال فما بالكم لا تقتتلون
ولا تستبون قالوا من قبل انا غلبنا طبائعنا بالعزم وسسنا أنفسنا بالحلم قال فما بال كلمتكم واحدة وطريقتكم
مستقيمة قالوا من قبل انا لا نتكاذب ولا نتخادع فلا يغتاب بعضنا بعضا قال فأخبروني من أين تشابهت قلوبكم
واعتدلت سيرتكم قالوا صحت صدورنا فنزع الله بذلك الغل والحسد من قلوبنا قال فما بالكم ليس فيكم مسكين ولا
فقير قالوا من قبل انا نقسم بالسوية قال فما بالكم ليس فيكم فظ ولا غليظ قالوا من قبل الذل والتواضع قال فما
بالكم جعلتم أطول الناس أعمارا قالوا من قبل انا نتعاطى الحق ونحكم بالعدل قال فما بالكم لا تقحطون قالوا لا
لا نغفل عن الاستغفار قال فما بالكم لا تحردون قالوا من قبل انا وطنا أنفسنا للبلاء منذ كنا وأحببناه وحرصنا عليه
فعرينا منه قال فما بالكم لا تصيبكم الآفات كما تصيب الناس قالوا لا نتوكل على غير الله ولا نعمل بأنواء النجوم قال
244

حدثوني أهكذا وجدتم آباءكم يفعلون قالوا نعم وجدنا آباءنا يرحمون مساكينهم ويواسون فقراءهم ويعفون
عمن ظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويحملون على من جهل عليهم ويستغفرون لمن سبهم ويصلون أرحامهم
ويردون أماناتهم ويحفظون وقتهم لصلاتهم ويوفون بعهودهم ويصدقون في مواعيدهم ولا يرغبون عن
أكفائهم ولا يستنكفون عن أقاربهم فأصلح الله بذلك أمرهم وحفظهم به ما كانوا أحياء وكان حقا عليه ان يخلفهم
في تركتهم فقال لهم ذو القرنين لو كنت مقيما لأقمت فيكم ولكني لم أومر بالإقامة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال كان لذي القرنين صديق من الملائكة يقال له
زرافيل وكان لا يزال يتعاهده بالسلام فقال له ذو القرنين يا زرافيل هل تعلم شنا يزيد في طول العمر لنزداد شكرا
وعبادة قال ما لي بذلك علم ولكن سأسأل لك عن ذلك في السماء فعرج زرافيل إلى السماء فلبث ما شاء الله ان
يلبث ثم هبط فقال انى سالت عما سألتني عنه فأخبرت ان الله عينا في ظلمة هي أشد بياضا من اللبن وأحلى من
الشهد من شرب منها شربة لم يمت حتى يكون هو الذي يسال الله الموت قال فجمع ذو القرنين علماء الأرض إليه
فقال هل تعلمون ان لله عينا في ظلمة فقالوا ما نعلم ذلك فقام إليه رجل شاب فقال وما حاجتك إليها أيها الملك قال لي
بها حاجة قال فاني أعلم مكانها قال ومن أين علمت مكانها قال قرأت وصية آدم عليه السلام فوجدت فيها ان الله عينا
خلف مطلع الشمس في ظلمة ماؤها أشد بياضا من اللبن وأحلى من الشهد من شرب منها شربة لم يمت حتى
يكون هو الذي يسأل الله الموت فسار ذو القرنين من موضعه الذي كان فيه اثنتي عشرة سنة حتى انتهى إلى مطلع
الشمس عسكر وجمع العلماء فقال انى أريد ان أسلك هذه الظلمة بكم فقالوا انا نعيذك بالله ان تسلك مسلكا لم
يسلكه أحد من بني آدم قط قبلك قال لابد ان أسلكها قالوا انا نعيذك بالله أن تسلك بنا هذه الظلمة فانا لا نأمن
ان ينفتق علينا بها أمر يكون فيه فساد الأرض قال لابد ان أسلكها قالوا فشأنك فسألهم أي الدواب أبصر قالوا
الخيل قال فأي الخيل أبصر قالوا الإناث قال فأي الإناث أبصر قالوا الأبكار فانتقى ستة آلاف فرس أنثى بكر ثم
انتخب من عسكره ستة آلاف رجل فدفع إلى كل رجل منهم فرسا وولى الخضر منها على ألفى فارس ثم جعله على
مقدمته ثم قال سر أمامي فقال له الخضر أيها الملك انى لست آمن هذه الأمة الضلال فيتفرق الناس منى فدفع إليه
خرزة حمراء فقال إذا تفرق الناس فارم هذه الخرزة فإنها ستضئ لك وتصوت حتى تجمع إليك أهل الضلال
واستخلف على الناس خليفة وأمره ان يقيم في عسكره ثنتي عشرة سنة فان هو رجع إلى ذلك والا أمر الناس
ان يتفرقوا في بلدانهم ثم أمر الخضر فسار امامه فكان الخضر إذا أتاه ذو القرنين رحل من منزله ونزل ذو القرنين
في منزل الخضر الذي كان فيه فبينا الخضر يسير في تلك الظلمة إذ تفرق الناس عنه فطرح الخرزة من يده فإذا هي
على شفير العين والعين في واد فأضاء له ما حول البئر فنزل الخضر ونزع ثيابه ودخل العين فشرب منها واغتسل ثم
خرج فجمع عليه ثيابه ثم أخذ الخرزة وركب وخالفه ذو القرنين في غير الطريق الذي أخذ فيه الخضر فساروا في
تلك الظلمة في مقدار ست ليال وأيامهن ولم تكن ظلمة كظلمة الليل انما كانت ظلمة كهيئة ضباب حتى خرجوا
إلى أرض ذات نور ليس فيها شمس ولا قمر ولا نجم فعسكر ثم نزل الناس ثم ركب ذو القرنين وحده فسار حتى
انتهى إلى قصر طوله فرسخ في فرسخ فدخل القصر فإذا هو بعمود على حافتي القصر وإذا طائر مذموم بأنفه
سلسلة معلقة في ذلك العمود شبه الخطاف أو قريب من الخطاف فقال له الطير من أنت قال أنا ذو القرنين قال له
الطير يا ذا القرنين أما كفاك وما وراءك حتى تناولت الظلمة أنبئني يا ذا القرنين قال سل قال هل كثر بنيان من
الجص والآخر في الناس قال نعم فانتفخ الطير حتى سد ثلث ما بين الحائطين ثم قال يا ذا القرنين أنبئني قال سل قال
هل كثرت المعازف في الناس قال نعم فانتفخ حتى سد ثلثي ما بين الحائطين ثم قال يا ذا القرنين أنبئني قال سل قال
هل كثرت شهادة الزور في الناس قال نعم فانتفخ حتى سد ما بين الحائطين واجث ذو القرنين منه فرقا قال له
الطير يا ذا القرنين لا تخف أنبئني قال سل قال هل ترك الناس شهادة أن لا إله إلا الله قال لا قال هل ترك الناس
الغسل من الجنابة قال لا قال فانضم ثلثاه قال يا ذا القرنين أنبئني قال سل قال هل ترك الناس المكتوبة قال لا
فانضم الطير حتى عاد كما كان ثم قال يا ذا القرنين انطلق إلى تلك الدرجة فاصعدها فإنك ستلقى من تسأله ويخبرك
245

فسار حتى انتهى إلى درجة مدرجة فصعد عليها فإذا هو بسطح ممدود لا يرى طرفاه وإذا رجل شاب قائم شاخص
ببصره إلى السماء واضع يده على فمه قد قدم رجلا وأخر أخرى فسلم عليه ذو القرنين فرد عليه السلام ثم قال له من
أنت قال أنا ذو القرنين قال يا ذا القرنين أما كفاك ما وراءك حتى قطعت الظلمة ووصلت إلى قال ومن أنت قال
أنا صاحب الصور قد قدمت رجلا وأخرت أخرى ووضعت الصور على فمي وأنا شاخص ببصري إلى السماء
أنتظر أمر ربى ثم تناول حجرا فدفعه فقال انصرف فان هذا الحجر سيخبرك بتأويل ما أردت فانصرف ذو القرنين حتى
أتى عسكره فنزل وجمع إليه العلماء فحدثهم بحديث القصر وحديث العمود والطير وما قال له وما رد عليه وحديث
صاحب الصور وانه قد دفع إليه هذا الحجر وقال إنه سيخبرني بتأويل ما جئت به فأخبروني عن هذا الحجر ما هو
وأي شئ أراد بهذا قال فدعوا بميزان ووضع حجر صاحب الصور في إحدى الكفتين ووضع حجر مثله في الكفة
الأخرى فرجح به ثم وضع معه حجر آخر رجح به ثم وضع مائة حجر فرجح بها حتى وضع ألف حجر فرجح بها فقال ذو
القرنين هل عند أحد منكم في هذا الحجر من علم قال والخضر قاعد بحاله لا يتكلم فقال له يا خضر هل عندك في هذا
الحجر من علم قال نعم قال وما هو قال الخضر أيها الملك ان الله ابتلى العالم بالعالم وابتلى الناس بعضهم ببعض وان الله
ابتلاك بي وابتلاني بك فقال له ذو القرنين ما أراك الا قد ظفرت بالامر الذي جئت أطلبه قال له الخضر قد كان
ذلك قال فائتني فاخذ الميزان ووضع حجر صاحب الصور في إحدى الكفتين ووضع في الكفة الأخرى حجرا وأخذ
قبضة من تراب فوضعها مع الحجر ثم رفع الميزان فرجح الحجر الذي معه التراب على حجر صاحب الصور فقالت العلماء
سبحان الله ربنا وضعناه مع ألف حجر فمال بها ووضع الخضر معه حجرا واحدا وقبضة من تراب فمال به فقال له
ذو القرنين أخبرني بتأويل هذا قال أخبرك انك مكنت من مشرق الأرض ومغربها فلم يكفك ذلك حتى تناولت
الظلمة حتى وصلت إلى صاحب الصور وانه لا يملأ عينك الا التراب قال صدقت ورحل ذو القرنين فرجع في الظلمة
راجعا فجعلوا يسمعون خشخشة تحت سنابك خيلهم فقالوا أيها الملك ما هذه الخشخشة التي نسمع تحت سنابك
خيلنا قال من أخذ منه ندم ومن تركه ندم فأخذت منه طائفة وتركت طائفة فلما برزوا به إلى الضوء نظروا فإذا هو
الزبرجد فندم الآخذ ان لا يكون ازداد وندم التارك أن لا يكون أخذ فقال النبي صلى الله عليه وسلم رحم الله
أخي ذا القرنين دخل الظلمة وخرج منها زاهدا أما انه لو خرج منها راغبا لما ترك منها حجرا الا أخرجه قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأقام بدومة الجندل فعبد الله فيها حتى مات ولفظ أبى الشيخ قال أبو جعفر ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال رحم الله أخي ذا القرنين لو ظفر بالزبرجد في مبدأه ما ترك منه شيئا حتى يخرجه إلى الناس انه كان
راغبا في الدنيا ولكنه ظفر به وهو زاهد في الدنيا لا حاجة له فيها * وأخرج ابن إسحاق والفريابي وابن أبي الدنيا
في كتاب من عاش بعد الموت وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه انه سئل عن
ذي القرنين فقال كان عبدا أحب الله فأحبه وناصح الله فناصحه فبعثه إلى قوم يدعوهم إلى الله فدعاهم إلى الله والى
الاسلام فضربوه على قرنه الأيمن فمات فأمسكه الله ما شاء ثم بعثه فأرسله إلى أمة أخرى يدعوهم إلى الله والى الاسلام
فضربوه على قرنه الأيسر فمات فأمسكه الله ما شاء ثم بعثه فسخر له السحاب وخيره فيه فاختار صعبه على ذلوله وصعبه
الذي لا يمطر وبسط له النور ومد له الأسباب وجعل الليل والنهار عليه سواء فبذلك بلغ مشارق الأرض ومغاربها
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه ان ذا القرنين لما بلغ الجبل الذي يقال له قاف ناداه
ملك من الجبل أيها الخاطئ ابن الخاطئ جئت حيث لم يجئ أحد قبلك ولا يجئ أحد بعدك فأجابه ذو القرنين
وأين انا قال له الملك أنت في الأرض السابعة فقال ذو القرنين ما ينجيني فقال ينجيك اليقين فقال ذو القرنين اللهم
ارزقني يقينا فأنجاه الله قال له الملك انه ستأتي إلى قوم فتبنى لهم سدا فإذا أنت بنيته وفرغت منه فلا تحدث نفسك
انك بنيته بحول منك أو قوة فيسلط الله على بنيانك أضعف خلقه فيهدمه ثم قال له ذو القرنين ما هذا الجبل قال هذا
الجبل الذي يقال له قاف وهو أخضر والسماء بيضاء وانما خضرتها من هذا الجبل وهذا الجبل أم الجبال والجبال
كلها من عروقه فإذا أراد الله أن يزلزل قرية حرك منه عرقا ثم إن الملك ناوله عنقودا من عنب وقال له حبة ترويك
وحبة تشبعك وكلما أخذت منه حبة عادت مكانها حبة ثم خرج من عنده فجاء البنيان الذي أراد الله فقالوا له
246

يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض إلى قوله اجعل بينكم وبينهم ردما قال عكرمة رضي الله عنه
هم منسك وناسك وتأويل وراحيل وقال أبو سعيد رضي الله عنه هم خمسة وعشرون قبيلة من وراء يأجوج
وما جوج * وأخرج الحاكم عن معاوية رضي الله عنه قال ملك الأرض أربعة سليمان وذو القرنين ورجل من
أهل حلوان ورجل آخر فقيل له الخضر قال لا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر عن مجاهد رضي الله عنه قال إن
ذا القرنين ملك الأرض كلها الا بلقيس صاحبة مأرب فان ذا القرنين كان يلبس ثياب المساكين ثم يدخل
المدائن فينظر من عورتها قبل أن يقتل أهلها فأخبرت بذلك بلقيس فبعثت رسولا ينظر إليه فيصور لها صورته
في ملكه حين يقعد وصورته في ثياب المساكين ثم جعلت كل يوم تطعم المساكين وتجمعهم فجاءها رسولها في
صورته فجعلت إحدى صورتيه تليها والأخرى على باب الأسطوانة فكانت تطعم المساكين كل يوم فإذا فرغوا
عرضتهم واحدا واحدا فيخرجون حتى جاء ذو القرنين في ثياب المساكين فدخل مدينتها ثم جلس مع المساكين
إلى طعامها فقربت إليهم الطعام فلما فرغوا أخرجتهم واحدا واحدا وهي تنظر إلى صورته في ثياب المساكين
حتى مر ذو القرنين فنظرت إلى صورته فقالت أجلسوا هذا وأخرجوا من بقى من المساكين فقال لها لم أجلستيني
وانما أنا مسكين قالت لا أنت ذو القرنين هذه صورتك في ثياب المساكين والله لا تفارقني حتى تكتب لي أمانا
بملكي أو أضرب عنقك فلما رأى ذلك كتب لها أمانا فلم ينج أحد منه غيرها * وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن
منبه رضي الله عنه قال ملك ذو القرنين ثنتي عشرة سنة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن عبيد الله
ابن أبي جعفر رضي الله عنه قال كان ذو القرنين في بعض مسيره فمر بقوم قبورهم على أبواب بيوتهم وإذا ثيابهم
لون واحد وإذا هم رجال كلهم ليس فيهم امرأة فتوسم رجلا منهم فقال له لقد رأيت شيئا ما رأيت في شئ من
مسيري قال وما هو فوصف له ما رأى منهم قالوا أما هذه القبور على أبوابنا فانا جعلناها موعظة لقلوبنا تخطر على
قلب أحدنا الدنيا فيخرج فيرى القبور ويرجع إلى نفسه فيقول إلى هذا المصير واليها صار من كان قبلي وأما
هذه الثياب فإنه لا يكاد الرجل منا يلبس ثيابا أحسن من صاحبه الا رأى له بذلك فضلا على جليسه وأما قولك
رجال كلكم ليس معكم نساء فلعمري لقد خلقنا من ذكر وأنثى ولكن هذا القلب لا يشغل بشئ الا شغل به
فجعلنا نساءنا وذريتنا في قرية قريبة وإذا أراد الرجل من أهله ما يريد الرجل أتاها فكان معها الليلة والليلتين
ثم يرجع إلى ما ههنا لأنا خلونا ههنا للعبادة فقال ما كنت لأعظكم بشئ أفضل مما وعظتم به أنفسكم سلني ما شئت
قال من أنت قال أنا ذو القرنين قال ما أسألك وأنت لا تملك لي شيئا قال وكيف وقد آتاني الله من كل شئ سببا قال
لا تقدر على أن تأتيني بما لم يقدر لي ولا تصرف عنى ما قدر لي * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن وهب بن
منبه رضي الله عنه قال لما بلغ ذو القرنين مطلع الشمس قال له ملكها يا ذا القرنين صف لي الناس قال إن
محادثتك من لا يعقل بمنزلة من يضع الموائد لأهل القبور ومحادثتك من يعقل بمنزلة من بل الصخرة حتى تبتل أو
يطبخ الحديد يلتمس أدما ونقل الحجارة من رؤس الجبال أيسر من محادثتك من لا يعقل * قوله تعالى
(انا مكنا له في الأرض) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
وآتيناه من كل شئ سببا قال علما * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
فاتبع سببا قال المنزل * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وآتيناه من كل شئ سببا قال علما
من ذلك تعليم الألسنة كان لا يعرف قوما الا كلمهم بلسانهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي هلال رضي الله عنه
ان معاوية بن أبي سفيان قال لكعب الأحبار تقول ان ذا القرنين كان يربط خيله بالثنايا قال له كعب
رضي الله عنه ان كنت قلت ذاك فان الله قال وآتينا من كل شئ سببا * واخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وآتيناه من كل شئ سببا قال منازل الأرض وأعلامها * وأخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فاتبع سببا قال منزلا وطرفا من المشرق إلى المغرب * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله فاتبع سببا قال هذه لان الطريق كما قال فرعون لهامان ابن لي
صرحا لعلى أبلغ الأسباب أسباب السماوات طريق السماوات قال والشئ يكون اسمه واحدا وهو متفرق في المعنى
247

وقرأ وتقطعت بهم الأسباب قال أسباب الأعمال * قوله تعالى (حتى إذا بلغ مغرب الشمس) الآية * أخرج
عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عثمان بن أبي حاضر أن ابن
عباس رضي الله عنهما ذكر له أن معاوية بن أبي سفيان قرأ الآية التي في سورة الكهف تغرب في عين حامية
قال ابن عباس رضي الله عنهما فقلت لمعاوية رضي الله عنه ما نقرؤها الا حمئة فسأل معاوية عبد الله بن عمرو كيف
تقرؤها فقال عبد الله كما قرأتها قال ابن عباس رضي الله عنهما فقلت لمعاوية في بيتي نزل القرآن فأرسل إلى كعب
فقال له أين تجد الشمس تغرب في التوراة فقال له كعب رضي الله عنه سل أهل العربية فإنهم أعلم بها وأما أنا
فاني أجد الشمس تغرب في التوراة في ماء وطين وأشار بيده إلى المغرب قال ابن أبي حاضر رضي الله عنه لو أنى
عندكما أيدتك بكلام تزداد به بصيرة في حمئة قال ابن عباس وما هو قلت فيما تأثر قول تبع فيما ذكر به ذا القرنين
في كلفه بالعلم واتباعه إياه
قد كان ذو القرنين عمر مسلما * ملكا تدين له الملوك وتحسد
فأتى المشارق والمغارب يبتغى * أسباب ملك من حكيم مرشد
فرأى مغيب الشمس عند غروبها * في عين ذي خلب وثاط حرمد
فقال ابن عباس ما الخلب قلت الطين بكلامهم قال فما الثاط قلت الحماة قال فما الحرمد قلت الأسود فدعا ابن
عباس رضي الله عنهما غلاما فقال له اكتب ما يقول هذا الرجل * وأخرج الترمذي وابن جرير وابن مردويه
عن أبي بن كعب رضي الله عنه انه النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في عين حمئة * وأخرج الحاكم والطبراني وابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في عين حمئة * وأخرج الحافظ
عبد الغنى بن سعيد رضي الله عنه في ايضاح الاشكال من طريق مصداع بن يحيى عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال أقرأنيه أبي بن كعب رضي الله عنه كما أقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغرب في عين حمئة مخففة * وأخرج
ابن جرير من طريق الأعرج قال كان ابن عباس رضي الله عنهما يقرؤها في عين حمئة ثم قرأها ذات حمئة * وأخرج
سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ
في عين حمئة قال كعب رضي الله عنه ما سمعت أحدا يقرؤها كما هي في كتاب الله غير ابن عباس فانا نجدها في
التوراة تغرب في حمئة سوداء * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال خالفت عمرو بن العاص عند معاوية في حمئة وحامية قرأتها في عين حمئة فقال عمر وحامية فسألنا كعبا
فقال إنها في كتاب الله المنزل تغرب في طينة سوداء * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي
حاتم من طريق ابن حاضر عن ابن عباس قال كنا عند معاوية فقرأ تغرب في عين حامية فقلت له ما نقرؤها الا في
عين حمئة فأرسل معاوية إلى كعب فقال أين تجد الشمس في التوراة تغرب قال أما العربية فلا علم لي بها واما أنا
فأجد الشمس في التوراة تغرب في ماء وطين * وأخرج سعيد بن منصور عن طلحة بن عبيد الله انه كان يقرأ
في عين حامية * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في عين حامية يقول حارة * وأخرج أحمد وابن أبي
شيبة وابن منيع وأبو يعلى وابن جرير وابن مردويه عن عبد الله بن عمرو قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى الشمس حين غابت فقال في نار الله الحامية لولا ما يزعها من أمر الله لأحرقت ما على الأرض * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبي ذر قال كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على
حمار فرأى الشمس حين غربت فقال أتدري أين تغرب قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تغرب في عين حامية غير
مهموزة * وأخرج سعيد بن منصور عن أبي العالية قال بلغني ان الشمس تغرب في عين تقذفها العين إلى المشرق
* وأخرج أبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن جريج في قوله ووجد
عندها قوما قال مدينة لها اثنا عشر ألف باب لولا أصوات أهلها لسمع الناس دوي الشمس حين تجب * وأخرج
ابن أبي حاتم عن سعد بن أبي صالح قال كان يقال لولا لغط أهل الرومية سمع الناس وجبة الشمس حين تقع
* وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن المسيب قال لولا أصوات الصنافر لسمع وجبة الشمس حين تقع عند غروبها
248

* قوله تعالى (قال أما من ظلم) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله قال أما من ظلم قال
من أشرك * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فسوف نعذبه قال القتل * وأخرج
ابن أبى حاتم عن السدى قال كان عذابه ان يجعلهم في بقر من صفر ثم توقد تحتهم النار حتى يتقطعوا فيها * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وابن المنذر عن مسروق رضي الله عنه في قوله فله جزاء الحسنى قال الحسنى له جزاء
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وسنقول له من أمرنا يسرا قال معروفا والله
تعالى أعلم * قوله تعالى (لم نجعل لهم من دونها سترا) * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة
عن ابن جريج في قوله حتى إذا بلغ مطلع الشمس الآية قال حدثت عن الحسن عن سمرة بن جندب قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم لم نجعل لهم من دونها سترا أنها لم يبن فيها بناء قط كانوا إذا طلعت الشمس دخلوا أسرا بالهم حتى
نزول الشمس * وأخرج الطيالسي والبزار في أماليه وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله
تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا قال أرضهم لا تحمل البناء فإذا طلعت الشمس تغور في المياه فإذا غابت
خرجوا يتراعون كما ترعى البهائم ثم قال الحسن هذا حديث سمرة * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في الآية قال
ذكر لنا انهم بأرض لا يثبت لهم فيها شئ فهم إذا طلعت في أسراب حتى إذا زالت الشمس خرجوا إلى حروثهم
ومعايشهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل في الآية قال ليست لهم أكناف إذا طلعت الشمس طلعت
عليهم ولأحدهم أذنان يفترش واحدة ويلبس الأخرى * وأخرج عبد الرزاق وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله
وجدها تطلع على قوم الآية قال يقال لهم الزنج * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال تطلع
على قوم حمر قصار مساكنهم الغيران فيلقى لهم سمك أكثر معيشتهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله بما لديه خبرا قال علما * قوله تعالى (حتى إذا بلغ بين السدين) * أخرج ابن
المنذر عن ابن عباس في قوله حتى إذا بلغ بين السدين قال الجبلين أرمينية وأذربيجان * وأخرج ابن المنذر
عن ابن جريج في قوله قوما لا يكادون يفقهون قولا قال الترك * وأخرج سعيد بن منصور عن تميم بن جذيم انه كان
يقرأ لا يكادون يفقهون قولا * قوله تعالى (ان يأجوج ومأجوج) * أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود
قال أتينا نبي الله صلى الله عليه وسلم يوما وهو في قبة ادم له فخرج إلينا فحمد الله ثم قال أبشركم انكم ربع أهل الجنة
فقلنا نعم يا رسول الله فقال أبشركم انكم ثلث أهل الجنة فقلنا نعم يا نبي الله قال والذي نفسي بيده انى لأرجو ان
تكونوا نصف أهل الجنة ان مثلكم في سائر الأمم كمثل شعرة بيضاء في جنب ثور اسود أو شعرة سوداء في جنب
ثور أبيض ان بعدكم يأجوج ومأجوج ان الرجل منهم ليترك بعده من الذرية ألفا فما زاد وان وراءهم ثلاث أمم
منسك وتأويل وتاريس لا يعلم عدتهم الا الله * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحكم
وصححه من طريق البكالي عن عبد الله بن عمر قال إن الله جزأ الملائكة والانس والجن عشرة أجزاء تسعة أجزاء
منهم الملائكة وجزء واحد الجن والإنس وجزأ الملائكة عشرة أجزاء تسعة أجزاء منهم الكروبيون الذين
يسبحون الليل والنهار لا يفترون وجزء واحد لرسالاته ولخزائنا وما يشاء من أمره وجزأ الإنس والجن عشرة
أجزاء تسعة منهم الجن والإنس جزء واحد فلا يولد من الانس ولد الا ولد من الجن تسعة وجزأ الانس عشرة أجزاء
تسعة منهم يأجوج ومأجوج وجزء سائر الناس والسماء ذات الحبك قال السماء السابعة والحرم بحيالة العرش
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية أن يأجوج ومأجوج يزيدون على الانس الضعفين وان الجن يزيدون
على الانس الضعفين وان يأجوج ومأجوج رجلان اسمهما يأجوج ومأجوج * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي
حاتم عن قتادة قال إن الله جزأ الانس عشرة أجزاء تسعة منهم يأجوج ومأجوج وجزء سائر الناس * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال صورت الدنيا على خمس صور على صورة الطير
برأسه والصدر والجناحين والذنب فالمدينة ومكة واليمن الرأس والصدر مصر والشام والجناح الأيمن العراق
وخلف العراق أمة يقال لها واق وخلف واق أمة يقال لها وقواق وخلف ذلك من الأمم مالا يعلمه الا الله تعالى
والجناح الأيسر السند وخلف السند الهند وخلف الهند أمة يقال لها ناسك وخلف ذلك أمة يقال لها منسك
249

وخلف ذلك من الأمم ما لا يعلمه الا الله تعالى والذنب من ذات الحمام إلى مغرب الشمس وشر ما في الطير الذنب
* وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عبدة بن أبي لبابة ان الدنيا سبعة أقاليم فيأجوج ومأجوج في ستة أقاليم وسائر
الناس في إقليم واحد * وأخرج ابن جرير عن وهب بن جابر الحيواني قال سألت عبد الله بن عمرو عن يأجوج
ومأجوج أمن آدم هم قال نعم ومن بعدهم ثلاث أمم لا يعلم عددهم الا لله تأويل وتاريس ومنسك * وأخرج
ابن جرير عن عبد الله بن عمرو قال يأجوج ومأجوج لهم أنهار يلقون ما شاؤوا ونساء يجامعون ما شاؤوا وشجر
يلقحون ما شاؤوا ولا يموت رجل الا ترك من ذريته ألفا فصاعدا * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن حسان بن عطية
قال يأجوج ومأجوج أمتان في كل أمة أربعمائة ألف أمة لا تشبه واحدة منهم الأخرى ولا يموت الرجل منهم
حتى ينظر في مائة عين من ولده * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن كعب قال خلق يأجوج ومأجوج ثلاثة
أصناف صنف أجسامهم كالأرز وصنف أربعة أذرع طول وأربعة أذرع عرض وصنف يفترشون آذانهم
ويلتحفون بالأخرى يأكلون مشائم نسائهم * واخرج ابن المنذر عن خالد الأشج قال إن بني آدم وبنى إبليس ثلاثة
أثلاث فثلثان بنو إبليس وثلث بنو آدم وبنو آدم ثلاثة أثلاث ثلثان يأجوج ومأجوج وثلث سائر الناس والناس
بعد ثلاثة أثلاث ثلث الأندلس وثلث الحبشة وثلث سائر الناس العرب والعجم * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة
قال يأجوج ومأجوج ثنتان وعشرون قبيلة فسد ذو القرنين على إحدى وعشرين قبيلة وترك قبيلة وهم الأتراك
* وأخرج ابن المنذر عن علي بن أبي طالب انه سئل عن الترك فقال هم سيارة ليس لهم أصل هم من يأجوج
ومأجوج لكنهم خرجوا يغيرون على الناس فجاء ذو القرنين فسد بينهم وبين قومهم فذهبوا سيارة في الأرض
* وأخرج ابن المنذر عن حسان بن عطية قال إن يأجوج ومأجوج خمس وعشرون أمة ليس منها أمة تشبه
الأخرى * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبي المثنى الأملوكي قال إن الله ذرأ لجهنم يأجوج ومأجوج لم يكن فيهم
صديق قط ولا يكون أبدا * وأخرج ابن جرير وابن أبي شيبة عن عبد الله بن سلام قال ما مات رجل من يأجوج
ومأجوج الا ترك ألف ذرية لصلبه فصاعدا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن يأجوج ومأجوج شبر وشبران وأطولهم ثلاثة أشبار وهم من ولد آدم
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والطبراني والبيهقي في البعث وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ولو أرسلوا لأفسدوا على الناس معايشهم ولا يموت رجل
منهم الا ترك من ذريته ألفا فصاعدا وان من ورائهم ثلاث أمم تأويل وتاريس ومتسك * وأخرج ابن أبي حاتم
وابن مردويه عن ابن عمر قال الجن والإنس عشرة أجزاء فتسعة أجزاء يأجوج ومأجوج وجزء واحد سائر
الناس * وأخرج النسائي وابن مردويه من طريق عمرو بن أوس عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان يأجوج ومأجوج لهم نساء يجامعون ما شاؤوا وشجر يلقحون ما شاؤوا ولا يموت رجل منهم الا ترك من ذريته
ألفا فصاعدا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عدي وابن عساكر وابن النجار عن حذيفة قال سالت
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج فقال يأجوج أمة ومأجوج أمة كل أمة بأربعمائة ألف أمة
لا يموت أحدهم حتى ينظر إلى ألف رجل من صلبه كل قد حمل السلاح قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم ثلاثة
أصناف صنف منهم أمثال الأرز قلت وما الأرز قال شجر بالشام طول الشجرة عشرون ومائة ذراع في السماء قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الذين لا يقوم لهم جبل ولا حديد وصنف منهم يفترش إحدى أذنيه ويلتحف
بالأخرى لا يمرون بفيل ولا وحش ولا جمل ولا خنزير الا أكلوه ومن مات منهم أكلوه مقدمتهم بالشام وساقتهم
يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية * واخرج نعيم بن حماد في الفتن وابن مردويه بسند واه عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني الله ليلة أسرى بي إلى يأجوج ومأجوج فدعوتهم
إلى دين الله وعبادته فأبوا ان يجيبوني فهم في النار مع من عصى من ولد آدم وولد إبليس * وأخرج ابن جرير وابن
مردويه عن أبي بكرة النسفي ان رجلا قال يا رسول الله قد رأيت سد يأجوج ومأجوج قال انعته لي قال كالبرد
المحبر طريقة سوداء وطريقة حمراء قال قد رأيته * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن
250

حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستفتحونه
غدا ولا يستثنى فإذا أصبحوا وجدوه وقد رجع كما كان فإذا أراد الله بخروجهم على الناس قال الذي عليهم ارجعوا
فستفتحونه إن شاء الله ويستثنى فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس
فيستقون المياه ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون
قهرنا من في الأرض وعلونا من في السماء قسوا وعلوا فيبعث الله عليهم نغفا في أعناقهم فيهلكون قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فوالذي نفس محمد بيده ان دواب الأرض لتسمن ونبطر وتشكر شكرا من لحومهم * وأخرج
البخاري ومسلم عن زينب بنت جحش قالت استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من نومه ومحمر وجهه وهو
يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق قلت يا رسول
الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد بيده تسعين * قوله تعالى (مفسدون في الأرض)
الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن حبيب الأرجاني في قوله ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض
قال كان فسادهم انهم كانوا يأكلون الناس * واخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قول فهل نجعل لك خرجا قال أجرا عظيما * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال ما صنع الله فهو السد وما صنع
الناس فهو السد * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله ما مكنى فيه ربى خير قال الذي أعطاني ربى هو خير من
الذي تبذلون لي من الخراج * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أجعل بينكم وبينهم ردما قال هو كاشد
الحجاب * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله زبر الحديد قال قطع الحديد * وأخرج الطستي
عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال أخبرني عن قوله زبر الحديد قال قطع الحديد قال وهل
تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول كعب بن مالك رضي الله عنه وهو يقول
تلظى عليهم حين شد حميمها * بزبر الحديد والحجارة شاجر
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله بين الصدفين قال الجبلين * وأخرج سعيد بن منصور
عن إبراهيم النخعي انه كان يقرأ بين الصدفين بفتحتين قال يعنى بين الجبلين * وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن
انه كان يقرأ بين الصدفين بضمتين * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله بين
الصدفين قال رأس الجبلين * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله قطرا قال
النحاس * واخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد في قوله قطرا قال نحاسا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة
في قوله آتوني افرغ عليه قطرا قال نحاسا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله آتوني افرغ عليه قطرا قال
نحاسا ليلزم بعضه بعضا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله قما اسطاعوا أن يظهروه قال ما
استطاعوا أن يرتقوه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله فما اسطاعوا أن يظهروه يقول إن
يعلوه وما استطاعوا له نقبا قال من أسفله * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فما اسطاعوا أن يظهروه قال
من فوقه وما استطاعوا له نقبا قال من أسفله * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فما اسطاعوا أن يظهروه
قال من فوقه وما استطاعوا له نقبا قال من أسفله * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله فإذا جاء وعد ربى جعله
دكاء قال جعله طريقا كما كان * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء قال لا
أدرى الجبلين يعنى به أم ما بينهما * وأخرج سعيد بن منصور عن الربيع بن خثيم انه كان يقرأ جعله دكاء ممدودا
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال قال علي بن أبي طالب ان يأجوج ومأجوج خلف السد لا يموت الرجل
منهم حتى يولد له ألف لصلبه وهم يغدون كل يوم على السد فيلحسونه وقد جعلوه مثل قشر البيض فيقولون نرجع
غدا ونفتحه فيصيحون وقد عاد إلى ما كان عليه قبل ان يلحس فلا يزالون كذلك حتى يولد فيهم مولود مسلم فإذا غدوا
يلحسون قال لهم قولوا بسم الله فإذا قالوا بسم الله فأرادوا ان يرجعوا حين يمسون فيقولون نرجع غدا فنفتحه
251

فيصبحون وقد عاد إلى ما كان عليه فيقول قولوا إن شاء الله فيقولون إن شاء الله فيصبحون وهو مثل قشر البيض
فينقبونه فيخرجون منه على الناس فيخرج أول من يخرج منهم سبعون ألفا عليهم التيجان ثم يخرجون من بعد
ذلك أفواجا فيأتون على النهر مثل نهركم هذا يعنى الفرات فيشربونه حتى لا يبقى منه شئ ثم يجئ الفوج منهم
حتى ينتهوا إليه فيقولون لقد كان ههنا ماء مرة وذلك قول الله فإذا جاء وعد ربى جعله دكا والدك التراب وكان وعد
ربى حقا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن كعب قال إن يأجوج ومأجوج
ينقرون السد بمناقرهم حتى إذا كادوا أن يخرقوه قالوا نرجع إليه غدا فنفرع منه فيرجعون إليه وقد عاد كما كان
فيرجعون فهم كذلك وإذا بلغ الامر ألقى على بعض ألسنتهم يقولون ناتي إن شاء الله غدا فنفرغ منه فيأتونه وهو
كما هو فيخرقونه فيخرجون فيأتي أولهم على البحيرة فيشربون ما كان فيها من ماء ويأتي أوسطهم عليها فيلحسون
ما كان فيها من الطين ويأتي آخرهم عليها فيقولون قد كان ههنا مرة ماء فيرمون بسهامهم نحو السماء فترجع
مخضبة بالدماء فيقولون قهرنا من في الأرض وظهرنا على من في السماء فيدعو عليهم عيسى بن مريم فيقول اللهم
لا طاقة لنا بهم ولا يد فاكفناهم بما شئت فيبعث الله عليهم دودا يقال له النغف فيأخذهم في أقفائهم فيقتلهم
حتى تنتن الأرض من ريحهم ثم يبعث الله عليهم طيرا فتنقل أبدانهم إلى البحر ويرسل الله إليهم السماء أربعين
يوما فينبت الأرض حتى أن الرمانة لتشبع أهل البيت * وأخرج ابن المنذر عن كعب قال عرض أسكفة يأجوج
ومأجوج التي تفتح لهم أربعة وعشرون ذراعا تحفيها حوافر خيلهم والعليا اثنا عشر ذراعا تحفيها أسنة رماحهم
* وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن عمرو قال إذا خرج يأجوج ومأجوج كان عيسى بن مريم في ثلثمائة من المسلمين
في قصر بالشام يشتد عليهم أمرهم فيدعون الله ان يهلكهم فيسلط عليهم النغف فتنتن الأرض منهم فيدعون
الله ان يطهر الأرض منهم فيرسل الله مطرا فيسيل منهم إلى البحر ثم يخصب الناس حتى أن العنقود يشبع منه أهل
البيت * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال يأجوج ومأجوج يمر أولهم بنهر مثل دجلة
ويمر آخرهم فيقول قد كان في هذا النهر مرة ماء ولا يموت رجل الا ترك ألفا من ذريته فصاعدا ومن بعدهم ثلاثة
أمم ما يعلم عدتهم الا الله تاريس وتأويل وناسك أو منسك * وأخرج أبو يعلى والحاكم وصححه وابن عساكر عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في السد قال يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليهم ارجعوا
فستخرقونه غدا قال فيعيده الله كاشد ما كان حتى إذا بلغوا مدتهم وأراد الله قال الذي عليهم ارجعوا فستخرقونه
غدا إن شاء الله واستثنى فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه فيخرقونه ويخرجون على الناس فيسقون المياه وينفر
الناس منهم فيرمون سهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون قهرنا أهل الأرض وغلبنا من في السماء
قسوة وعلوا فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيهلكهم قال والذي نفسي بيده ان دواب الأرض لتسمن وتبطر
وتشكر شكرا من لحومهم * وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
انا أعلم بما مع الدجال منه معه نهران أحدهما نار تأجج في عين من رآه والآخر ماء أبيض فان أدركه أحد منكم
فليغمض ويشرب من الذي يراه نارا فإنه ماء بارد وإياكم والآخر فإنه الفتنة واعلموا انه مكتوب بين عينيه كافر
يقرؤه من يكتب ومن لا يكتب وان إحدى عينيه ممسوحة عليها ظفرة انه يطلع من آخر أمره على بطن الأردن على
ثنية أفيق وكل أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ببطن الأردن وانه يقتل من المسلمين ثلثا ويهزم ثلثا ويبقى ثلث
ويجن عليهم الليل فيقول بعض المؤمنين لبعض ما تنتظرون ان تلحقوا إخوانكم في مرضات ربكم من كان
عنده فضل طعام فليغد به على أخيه وصلوا حتى ينفجر الفجر وعجلوا الصلاة ثم أقبلوا على عدوكم فلما قاموا يصلون
نزل عيسى بن مريم امامهم فصلى بهم فلما انصرف قال هكذا فرجوا بيني وبين عدو الله فيذوب وسلط الله عليهم
من المسلمين فيقتلونهم حتى أن الشجر والحجر لينادي يا عبد الله يا عبد الرحمن يا مسلم هذا يهودي فاقتله فيقتلهم الله
وينصر المسلمون فيكسرون الصليب ويقتلون الخنزير ويضعون الجزية فبينما هم كذلك أخرج الله يأجوج
ومأجوج فيشرب أولهم البحيرة ويجئ آخرهم وقد انتشفوه ولا يدعوا فيه قطرة فيقولون ظهرنا على أعدائنا قد
كان ههنا أثر ماء فيجئ نبي الله وأصحابه وراءه حتى يدخلوا مدينة من مدائن فلسطين يقال لها لد فيقولون ظهرنا
252

على من في الأرض فتعالوا نقاتل من في السماء فيدعو الله نبيه عند ذلك فيبعث الله عليهم قرحة في حلوقهم فلا يبقى
منهم بشر فيؤذي ريحهم المسلمين فيدعو عيسى فيرسل الله عليهم ريحا فتقذفهم في البحر أجمعين * وأخرج ابن أبي
شيبة عن أبي الزاهرية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مقفل المسلمين من الملاحم دمشق ومقفلهم من
الدجال بيت المقدس ومقفلهم من يأجوج ومأجوج بيت الطور والله أعلم * قوله تعالى (وتركنا بعضهم يومئذ
يموج في بعض) * أخرج ابن أبى حاتم عن السدى عن في قوله وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض قال ذلك
حين يخرجون على الناس * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض قال
هذا أول يوم القيامة ثم ينفخ في الصور على أثر ذلك * واخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق
هارون بن عنترة عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض قال الجن والإنس يموج
بعضهم في بعض * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن هارون بن عنترة عن شيخ من بنى فزارة في قوله وتركنا
بعضهم يومئذ يموج في بعض قال إذا ماج الجن والإنس بعضهم في بعض قال إبليس انا أعلم لكم علم هذا الامر
فيظعن إلى المشرق فيجد الملائكة قد نطقوا الأرض ثم يظعن إلى المغرب فيجد الملائكة قد نطقوا الأرض ثم
يظعن يمينا وشمالا حتى ينتهى إلى أقصى الأرض فيجد الملائكة قط نطقوا الأرض فيقول ما من محيص فبينما هو
كذلك إذ عرض له طريق كأنه شواظ فاخذ عليه هو وذريته فبينما هو كذلك إذ هجم على النار فخرج إليه خازن
من خزان النار فقال يا إبليس ألم تكن لك المنزلة عند ربك ألم تكن في الجنان فيقول ليس هذا يوم عتاب لو أن الله
افترض على عبادة لعبدته عبادة لم يعبده أحد من خلقه فيقول ان الله قد فرض عليك فريضة فيقول ما هي فيقول
يأمرك ان تدخل النار فيتلكأ عليه فيقول به وبذريته بجناحه فيقذفهم في النار فتزفر جهنم زفرة لا يبقى ملك
مقرب ولا نبي مرسل الا جثا لركبتيه * قوله تعالى (الذين كانت أعينهم) الآية * أخرج ابن ابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعا قال كانوا عميا عن الحق فلا
يبصرونه صما عنه فلا يسمعونه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لا يستطيعون
سمعا قال يعقلون سمعا والله أعلم * قوله تعالى (أفحسب الذين كفروا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة
في قوله أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء قال ظن كفرة بني آدم أن يتخذوا الملائكة
من دونه أولياء * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر عن علي بن أبي طالب انه قرأ أفحسب الذين
كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء قال أبو عبيد بجزم السين وضم الباء * وأخرج أبو عبيد وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة انه قرأ أفحسب الذين كفروا يقول أفحسبهم ذلك * قوله تعالى (قل هل
ننبئكم بالأخسرين أعمالا) الآية * أخرج عبد الرزاق والبخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والحاكم وابن مردويه من طريق مصعب بن سعد قال سالت أبى قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا أهم
الحرورية قال لا هم اليهود والنصارى أما اليهود فكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم واما النصارى فكذبوا بالجنة
وقالوا لا طعام فيها ولا شراب والحرورية الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه وكان سعد يسميهم الفاسقين
* وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن
مصعب قال قلت لأبي قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الحرورية هم قال لا ولكنهم أصحاب الصوامع والحرورية
قوم زاغوا فأزاغ الله قلوبهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي خميصة عبد الله بن قيس قال سمعت علي بن أبي
طالب يقول في هذه الآية قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا انهم الرهبان الذين حبسوا أنفسهم في السواري
* وأخرج ابن مردويه عن أبي الطفيل قال سمعت علي بن أبي طالب وسأله ابن الكواء فقال من هل أنبئكم
بالأخسرين أعمالا قال فجرة قريش * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من
طريق 8 عن علي أنه سئل عن هذه الآية قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا قال لا أظن الا أن الخوارج منهم
* قوله تعالى (فلا نقيم يوم لهم القيامة وزنا) * أخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة وقال
253

اقرؤا ان شئتم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا * وأخرج ابن عدي والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤتين يوم القيامة بالعظيم الطويل الأكول الشروب فلا يزن عند الله تبارك
وتعالى جناح بعوضة اقرؤا ان شئتم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا * وأخرج ابن أبي شبية وابن الضريس عن كعب
قال يمثل القرآن لمن كان يعمل به في الدنيا يوم القيامة كأحسن صورة رآها وجها حسنة وأطيبه ريحا فيقوم بجنب
صاحبه فكلما جاءه روع هدأ روعه وسكنه وبسط له أمله فيقول له جزاك الله خيرا من صاحب فما أحسن
صورتك وأطيب ريحك فيقول له أما تعرفني تعال فاركبني فطالما ركبتك في الدنيا أنا عملك ان عملك كان حسنا
فترى صورتي حسنة وكان طيبا فترى ريحي طيبة فيحمله فيوافي به الرب تبارك وتعالى فيقول يا رب هذا فلان
وهو أعرف به منه قد شغلته في أيام حياته في الدنيا طالما أظمأت نهاره وأسهرت ليله فشفعني فيه فيوضع تاج
الملك على رأسه ويكسى حلة الملك فيقول يا رب قد كنت أرغب له عن هذا وأرجو له منك أفضل من هذا فيعطى
الخلد بيمينه والنعمة بشماله فيقول يا رب ان كل تاجر قد دخل على أهله من تجارته فيشفع في أقاربه وإذا كان
كافرا مثل له عمله في أقبح صورة رآها وأنتنه فكلما جاء روع زاده روعا فيقول قبحك الله من صاحب فما أقبح
صورتك وما أنتن ريحك فيقول ما أنت قال أما تعرفني أنا عملك ان عملك كان قبيحا فترى صورتي قبيحة وكان منتنا
فترى ريحي منتنة فيقول تعال حتى أركبك فطالما ركبتني في الدنيا فيركبه فيوافي به الله فلا يقيم له وزنا * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد عن عمير قال يؤتى بالرجل العظيم الطويل يوم القيامة فيوضع في الميزان فلا يزن عند الله
جناح بعوضة ثم تلا فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا * وأخرج هناد عن كعب بن عجرة في قوله فلا نقيم لهم يوم القيامة
وزنا قال يجاء بالرجل يوم القيامة فيوزن فلا يزن حبة حنطة ثم يوزن فلا يزن شعيرة ثم يوزن فلا يزن جناح بعوضة
ثم قرأ فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا يقول ليس لهم وزن * قوله تعالى (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم
جنات الفردوس نزلا) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه
والحكم وصححه عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوا الله الفردوس فإنها سرة الجنة وان أهل
الفردوس يسمعون أطيط العرش * وأخرج البخاري ومسلم وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار
الجنة * وأخرج أحمد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير والحاكم والبيهقي في البعث وابن
مردويه عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة مائة درجة بين كل درجتين كما بين
السماء والأرض والفردوس أعلاها درجة ومن فوقها يكون العرش ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة فإذا سألتم
الله فاسألوه الفردوس * وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجة وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في البعث عن معاذ
ابن جبل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الجنة مائة درجة كل درجة منها ما بين السماء والأرض
وأعلاها الفردوس وعليها يكون العرش وهي أوسط شئ في الجنة ومنها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فسألوه
الفردوس * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبزار والطبراني عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم جنة الفردوس هي ربوة الجنة العليا التي هي أوسطها وأحسنها * وأخرج البزار عن العرباض بن
سارية إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أنس عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال الفردوس أعلى درجة في الجنة وفيها يكون عرش الرحمن ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة وجنة
عدن قصبة الجنة وفيها مقصورة الرحمن ومنها يسمع أطيط العرش فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس * وأخرج
ابن أبي حاتم عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الفردوس مقصورة الرحمن فيها خيار
الانهار والأثمار * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال الفردوس بستان بالرومية * وأخرج ابن أبي
حاتم عن السدى قال الفردوس هو الكرم بالنبطية وأصله فرداسا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عبد الله
ابن الحارث ان ابن عباس سال كعبا عن الفردوس قال هي جنات الأعناب بالسريانية * وأخرج ابن أبي حاتم عن
سعيد بن جبير الفردوس يعنى الجنة قال والجنة بلسان الرومية الفردوس * وأخرج النجاد في جزاء التزاحم عن
254

أبى عبيدة بن الجراح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء
والأرض والفردوس أعلى الجنة فإذا سألتم الله عز وجل فسألوه الفردوس * قوله تعالى (خالدين فيها لا يبغون
عنها حولا) * أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لا يبغون عنها حولا قال متحولا * قوله
تعالى (قل لو كان البحر) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله قل لو كان البحر مدادا
لكلمات ربى يقول علم ربى * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد
البحر قبل ان تنفد كلمات ربى يقول ينفد ماء البحر قبل ان ينفد كلام الله وحكمته * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي
البختري قال صحب سلمان رجل ليتعلم منه فانتهى إلى دجلة وهي تطفح فقال له سلمان انزل فاشرب فشرب قال له
ازدد فازداد قال كم نقصت منه قال ما عسى ان أنقص من هذه قال سلمان فكذلك العلم تأخذ منه ولا تنقصه * قوله
تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان
عن ابن عباس في قوله فمن كان يرجو لقاء ربه الآية قال نزلت في المشركين الذين عبدوا مع الله إلها غيره وليست
هذه في المؤمنين * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي الدنيا في الاخلاص وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم عن طاوس
قال قال رجل يا نبي الله انى أقف مواقف ابتغى وجه الله وأحب أن يرى موطني فلم يرد عليه شيئا حتى نزلت هذه
الآية فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا وأخرجه الحاكم وصححه والبيهقي
موصولا عن طاوس عن ابن عباس * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال كان من المسلمين من يقاتل وهو يحب
ان يرى مكانه فأنزل الله فمن كان يرجو لقاء ربه الآية * وأخرج ابن منده وأبو نعيم في الصحابة وابن عساكر من
طريق السدى الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال كان جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو
تصدق فذكر بخير ارتاح له فزاد في ذلك لمقالة الناس فلامه الله فنزل في ذلك فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا
صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا * وأخرج هناد في الزهد عن مجاهد قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله أتصدق بالصدقة والتمس بها ما عند الله وأحب أن يقال لي خيرا فنزلت فمن كان يرجو لقاء ربه
الآية * وأخرج هناد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن سعيد في قوله فمن كان يرجو لقاء ربه قال ثواب ربه
فليعمل عملا صالحا ولا يشرك قال لا يرائي بعبادة ربه أحدا * وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن سعيد بن جبير
في قوله فمن كان يرجو لقاء ربه قال من كان يخشى البعث في الآخرة فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه
أحدا من خلقه قال النبي صلى الله عليه وسلم ان ربكم يقول أنا خير شريك فمن أشرك معي في عمله أحدا من خلقي
تركت العمل كله له ولم أقبل الا ما كان لي خالصا ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل
عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا * وأخرج ابن أبى حاتم عن كثير بن زياد قال قلت للحسن قول الله فمن كان
يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا قال في المؤمن نزلت قلت أشرك بالله قال لا ولكن
أشرك بذلك العمل عملا يريد الله به والناس فذلك يرد عليه * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الواحد بن زيد
قال قلت للحسن أخبرني عن الرياء أشرك هو قال نعم يا بنى وما تقرأ فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه
أحدا * وأخرج الطبراني عن شداد بن أوس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا جمع الله الأولين والآخرين
ببقيع واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي قال أنا خير شريك كل عمل عمل لي في دار الدنيا كان لي فيه شريك
فانا أدعه اليوم ولا أقبل اليوم الا خالصا ثم قرأ الا عباد الله المخلصين فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا
ولا يشرك بعبادة ربه أحدا * وأخرج ابن سعد وأحمد والترمذي وابن ماجة والبيهقي عن أبي سعد بن أبي فضالة
الأنصاري وكان من الصحابة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم
لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير الله فان الله أغنى الشركاء عن
الشرك * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة ان رجلا قال يا رسول الله الرجل يجاهد في سبيل الله
وهو يبتغى عرضا من الدنيا قال لا أجر له فأعظم الناس هذه فعاد الرجل فقال لا أجر له * وأخرج ابن أبي الدنيا
في الاخلاص وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي عن شداد بن أوس قال كنا نعد الرياء على عهد رسول الله
255

صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر * وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي عن
شداد بن أوس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى يرائي فقد أشرك ومن صام يرائي فقد أشرك
ومن تصدق يرائي فقد أشرك ثم قرأ فمن كان يرجو لقاء ربه الآية * وأخرج الطيالسي وأحمد وابن مردويه
عن شداد بن أوس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يقول أنا خير قسيم لمن أشرك
بي من أشرك بي شيئا فان عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غنى * وأخرج البرار وابن منده
والبيهقي وابن عساكر عن عبد الرحمن بن غنم انه قيل له أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام
رياء فقد أشرك ومن صلى رياء فقد أشرك ومن تصدق رياء فقد أشرك قال بلى ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم
تلا هذه الآية فمن كان يرجو لقاء ربه فشق ذلك على القوم واشتد عليهم فقال ألا أفرجها عنكم قالوا بلى يا رسول
الله فقال هي مثل الآية التي في الروم وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله فمن عمل رياء لم يكتب لا له
ولا عليه * وأخرج أحمد والحكيم الترمذي والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم الشرك الخفي ان يقوم الرجل يصلى لمكان رجل * وأخرج أحمد وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه
والبيهقي عن شداد بن أوس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أخاف على أمتي الشرك والشهوة الخفية
قلت أتشرك أمتك من بعدك قال نعم أما انهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا ولكن يراؤن الناس
بأعمالهم قلت يا رسول الله فالشهوة الخفية فقال يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه
ويواقع شهوته * وأخرج أحمد ومسلم وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم يرويه عن ربه قال أنا خير الشركاء فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فانا برئ منه وهو للذي أشرك * وأخرج
أحمد والبيهقي عن محمود بن لبيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر
قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله قال الرياء يقول الله يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين
كنتم تراؤن في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء * وأخرج البزار والبيهقي عن أنس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم تعرض أعمال بني آدم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة في صحف مختتمة فيقول الله ألقوا هذا
واقبلوا هذا فتقول الملائكة يا رب والله ما رأينا منه الا خيرا فيقول ان عمله كان لغير وجهي ولا أقبل اليوم
من العمل الا ما أريد به وجهي * وأخرج البزار وابن مردويه والبيهقي بسند لا باس به عن الضحاك بن قيس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله أنا خير شريك فمن أشرك معي أحدا فهو لشريكي يا أيها
الناس أخلصوا الأعمال لله فان الله لا يقبل من الأعمال الا ما خلص له ولا تقولوا هذا لله وللرحم فإنه للرحم
وليس لله منه شئ * واخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو انه قال يا رسول الله أخبرني عن الجهاد والغزو
قال يا عبد الله ان قاتلت صابرا محتسبا بعثك الله صابرا محتسبا وان قتلت مرائيا مكاثرا على أي حال قاتلت أو
قتلت بعثك الله على تلك الحال * وأخرج أحمد والدارمي والنسائي والروياني وابن حبان والطبراني والحاكم
وصححه عن يحيى بن الوليد بن عبادة عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من غزى وهو لا ينوى في غزاته الا
عقالا فله ما نوى * وأخرج الحاكم عن يعلى بن منبه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعثني في سراياه فبعثني
ذات يوم وكان رجل يركب فقلت له ارحل قال ما أنا بخارج معك قلت لم قال حتى تجعل لي ثلاثة دنانير قلت الآن
حين ودعت النبي صلى الله عليه وسلم ما أنا براجع إليه ارحل ولك ثلاثة دنانير فلما رجعت من غزاتي ذكرت ذلك
للنبي صلى الله عليه وسلم فقال أعطها إياه فإنها حظه من غزاته * وأخرج أبو داود والنسائي والطبراني بسند جيد
عن أبي امامة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت رجلا غزا يلتمس الاجر والذكر ما له
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شئ له فأعادها ثلاث مرات يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شئ له ثم قال إن
الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغى به وجهه * وأخرج الطبراني بسند لا باس به عن أبي الدرداء
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ما ابتغى به وجه الله عز وجل * وأخرج ابن أبي شيبة
وأحمد والبخاري ومسلم وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات عن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
256

من يسمع يسمع الله به ومن يرائي يرائي الله به * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن عبد الله بن عمر وسمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول من قام بخطبة لا يلتمس بها الا رياء وسمعة أوقفه الله عز وجل يوم القيامة في موقف
رياء وسمعة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يرائي
يرائي الله به ومن يسمع يسمع الله به * وأخرج ابن أبي شيبة عن محمود بن لبيد قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إياكم وشرك السرائر قالوا وما شرك السرائر قال إن يقوم أحدكم يريد صلاته جاهدا لينظر الناس إليه
فذلك شرك السرائر * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال من صلى صلاة والناس يرونه فليصل إذا خلا
مثلها والا فإنما هي استهانة يستهين بها ربه * وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة مثله * وأخرج البيهقي عن عمرو
ابن عبسة قال إذا كان يوم القيامة جئ بالدنيا فيميز منها ما كان لله وما كان لغير الله رمى به في نار جهنم
* وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى الأشعري قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال أيها
الناس اتقوا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقالوا وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله قال
قولوا اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر
والبيهقي في شعب الايمان عن عبادة بن الصامت قال يجاء بالدنيا يوم القيامة فيقال ميزوا ما كان لله فيميز ثم يقول
ألقوا سائرها في النار * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن معاذ بن جبل سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إن يسيرا من الرياء شرك وان من عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة وان الله يحب
الأبرار الأخفياء الأتقياء الذين ان غابوا لم يفتقدوا وان حضروا لم يدعوا ولم يعرفوا قلوبهم مصابيح الدجا يخرجون
من كل غبراء مظلمة * وأخرج البيهقي وضعفه عن أبي الدرداء ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الاتقاء
على العمل أشد من العمل ان الرجل ليعمل فيكتب له عمل صالح معمول به في السر يضعف أجره سبعين ضعفا فلا
يزال به الشيطان حتى يذكره الناس ويعلنه فيكتب علانية ويمحى تضعيف أجره كله ثم لا يزال به الشيطان حتى
يذكره للناس الثانية ويحب ان يذكر ويحمد عليه فيمحى من العلانية ويكتب رياء فاتقى الله امرؤ صان دينه
فان الرياء شرك * وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أحسن أوليائي عندي
منزلة رجل ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربه في السر وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع عجلت منيته
وقل تراثه وقلت بواكيه * وأخرج ابن سعد وأحمد والبيهقي عن أبي هند الداري سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول من قام مقام رياء أو سمعة رايا الله به يوم القيامة وسمع به * وأخرج البيهقي عن عمر ابن النضر قال بلغني
ان في جهنم واديا تعوذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة أعد ذلك للمرائين من القراء * وأخرج البيهقي عن أبي
هريرة قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال تعوذ بالله من جب الحزن قبل من يسكنه قال المراؤون
بأعمالهم * وأخرج البيهقي عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل كل من عمل
عملا أراد به غيري فانا منه برئ * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اتقوا الشرك الأصغر قالوا وما الشرك الأصغر قال الرياء يوم يجازى الله العباد بأعمالهم يقول اذهبوا إلى الذين
كنتم تراؤن في الدنيا أنظروا هل تصيبون عندهم جزاء * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن محمد بن الحنفية قال كل مالا
يبتغى به وجه الله يضمحل * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن أبي العالية قال قال لي أصحاب محمد صلى الله
عليه وسلم يا أبا العالية لا تعمل لغير الله فيكلك الله عز وجل إلى من عملت له * وأخرج ابن أبي شيبة عن ربيع بن
خثيم قال ما لم يرد به وجه الله عز وجل يضمحل * وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن عن إسماعيل بن أبي
واقع قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بسورة ملا عظمتها ما بين السماء والأرض شيعها
سبعون ألف ملك سورة الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر الله له بها إلى الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام من بعدها
وأعطى نورا يبلغ السماء ووفى من فتنة الدجال ومن قرأ الخمس آيات من خاتمتها حين يأخذ مضجعه من فراشه حفظ
وبعث من أي الليل شاء * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن معاوية بن أبي سفيان انه تلا هذه الآية فمن
كان يرجو لقاء ربه الآية قال إنها آخر آية نزلت من القرآن * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي حكيم قال
257

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم ينزل على أمتي الا خاتمة سورة الكهف لكفتهم * وأخرج ابن راهويه والبزار
وابن مردويه والحاكم وصححه والشيرازي في الألقاب عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من قرأ في ليلة فمن كان يرجو لقاء ربه الآية كان له نور من عدن اببن إلى مكة حشوه الملائكة * وأخرج ابن
الضريس عن أبي الدرداء قال من حفظ خاتمة الكهف كان له نور يوم القيامة من لدن قرنه إلى قدمه والله أعلم
بالصواب
* (سورة مريم عليها السلام) *
* أخرج النحاس وابن مردويه عن ابن الزبير قال نزلت سورة مريم بمكة * واخرج ابن مردويه عن عائشة
قالت نزلت سورة مريم بمكة * وأخرج الطبراني وأبو نعيم والديلمي من طريق أبى بكر بن عبد الله بن أبي مريم
الغساني عن أبيه عن جده قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ولدت لي الليلة جارية فقال والليلة أنزلت
علي سورة مريم سمها مريم * وأخرج أحمد وابن أبى حاتم والبيهقي في الدلائل عن أم سلمة ان النجاشي قال لجعفر
ابن أبي طالب هل معك مما جاء به يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الله من شئ قال نعم فقرأ عليه صدرا من
كهيعص فبكى النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلى عليهم ثم
قال النجاشي ان هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة * وأخرج ابن أبي شيبة عن مورق العجلي
قال صليت خلف ابن عمر الظهر فقرأ بسورة مريم * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال سمعت عبد الله بن
عمر يقرأ في الظهر بكهيعص * وأخرج ابن سعد عن هاشم بن عاصم الأسلمي عن أبيه قال لما هاجر رسول الله
صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة فانتهى إلى الغميم أتاه بريدة بن الخصيب فأسلم قال هاشم فحدثني المنذر بن
جهضم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم بريدة ليلتئذ صدرا من سورة مريم * وأخرج ابن سعد عن أبي
هريرة قال قدمت المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فوجدت رجلا من غفار يؤم الناس في صلاة
الفجر فسمعته يقرأ في الركعة الأولى سورة مريم وفى الثانية ويل للمطففين * قوله تعالى (كهيعص)
* أخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن
مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله كهيعص قال كبير هاد أمين
عزيز صادق وفى لفظ كاف بدل كبير * وأخرج عبد الرزاق وآدم بن أبي أياس وعثمان بن سعيد الدارمي في
التوحيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن
ابن عباس كهيعص قال كاف من كريم وهاء من هاد وياء من حكيم وعين من عليم وصاد من صادق * وأخرج ابن
أبى حاتم عن ابن مسعود وناس من الصحابة كهيعص هو الهجاء المقطع الكاف من الملك والهاء من الله والياء
والعين من العزيز والصاد من المصور * وأخرج ابن مردويه عن الكلبي انه سئل عن كهيعص فحدث عن أبي
صالح عن أم هانئ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كاف هاد عالم صادق * وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي
وابن ماجة وابن جرير عن فاطمة بنت على قالت كان ابن عباس يقول في كهيعص وحم ويس وأشباه هذا هو اسم
الله الأعظم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله كهيعص قسم أقسم الله به وهو من أسماء الله
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله كهيعص قال يقول أنا الكبير الهادي على أمين صادق * وأخرج
ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله كهيعص قال الكاف من الملك والهاء من الله والعين من العزيز والصاد
من الصمد * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله كهيعص قال الكاف مفتاح اسمه كافي
والهاء مفتاح اسمه هادي والعين مفتاح اسمه عالم والصاد مفتاح اسمه صادق * وأخرج ابن أبي حاتم
عن الربيع بن أنس في قوله كهيعص قال يا من يجير ولا يجار عليه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن
قتادة في قوله كهيعص قال اسم من أسماء القرآن والله أعلم * قوله تعالى (ذكر رحمة ربك عبده زكريا)
* أخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن يعمر انه كان يقرأ ذكر رحمة ربك عبده زكريا بنقل يقول لما دخل عليها
زكريا المحراب وجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء فقال ذكر رحمة ربك * وأخرج
أحمد وأبو يعلى والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان زكريا نجارا
258

* وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس قال إن زكريا بن دان أبا يحيى كان من أبناء الأنبياء
الذين كانوا يكتبون الوحي ببيت المقدس * قوله تعالى (إذ نادى ربه نداء خفيا) * أخرج ابن المنذر عن ابن
جريج في قوله إذ نادى ربه نداء خفيا قال لا يريد رياء * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله إذ نادى ربه نداء
خفيا أي بقلبه سرا قال قتادة ان الله يحب الصوت الخفي والقلب النقي * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود
قال كان آخر أنبياء بني إسرائيل زكريا بن إدريس من ذرية يعقوب دعا ربه سرا قال ربى انى وهن العظم منى إلى
قوله خفت الموالى من ورائي وهم العصبة يرثني ويرث نبوة آل يعقوب فنادته الملائكة وهو جبريل ان الله
يبشرك بغلام اسمه يحيى فلما سمع النداء جاءه الشيطان فقال يا زكريا ان الصوت الذي سمعت ليس من الله
انما هو من الشيطان يسخر بك فشك وقال أنى يكون لي غلام يقول من أين يكون وقد بلغني الكبر وامرأتي
عاقر قال الله وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا * قوله تعالى (قال رب انى وهن العظم منى) الآية * أخرج ابن أبي
حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وهن العظم منى يقول ضعف * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن مجاهد في
قوله وهن العظم منى قال نحول العظم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولم
أكن بدعائك رب شقيا قال قد كنت تعودني الإجابة فيما مضى * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عيينة في قوله ولم
أكن بدعائك رب شقيا يقول سعدت بدعائك وان لم تعطني * قوله تعالى (وإني خفت المولى من ورائي) الآيتين
* أخرج أبو عبيد ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن العاص قال أملى على عثمان بن عفان من فيه وإني خفت
الموالى بنقلها يعنى بنصب الخاء والفاء وكسر التاء يقول قلت الموالى * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
وإني خفت الموالى من ورائي قال الورثة وهم عصبة الرجل * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله وإني خفت الموالى من ورائي قال العصبة من آل يعقوب وكان من ورائه غلام وكان
زكريا من ذرية يعقوب وفى لفظ أيوب * وأخرج الفريابي عن ابن عباس قال كان زكريا لا يولد له فسال ربه فقال
رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب قال يرثني مالي ويرثني ويرث من آل يعقوب النبوة * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله يرثني ويرث من آل يعقوب قال نبوته وعمله
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله أخي زكريا ما كان عليه من ورثة ويرحم الله لوطا ان كان ليأوى إلى
ركن شديد * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله يرثني ويرث من آل يعقوب يقول يرث نبوتي ونبوة آل
يعقوب * وأخرج ابن أبي حاتم عن صالح في قوله ويرث من آل يعقوب قال النبوة يكون نبيا كما كان أبوه * وأخرج
ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ويرث من آل يعقوب قال السنة والعلم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد
عن يحيى بن يعمر انه قرأها وإني خفت الموالى من ورائي مشددة بنصب الخاء وكسر التاء وقرأها يرثني ويرث من
آل يعقوب * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس انه كان يقرأ يرثني ويرث من آل يعقوب * وأخرج عبد بن
حميد عن عاصم انه قرأ يرثني مثقل مرفوع * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال قال داود عليه السلام يا رب
هب لي ابنا فولد له ابن خرج عليه فبعث إليه داود جيشا فقال إن أخذتموه سليما فابعثوا إلى رجل أعرف السرور
في وجهه وان قتلتموه فابعثوا إلى رجلا أعرف الشر في وجهه فقتلوه فبعثوا إليه رجلا اسود فلما رآه علم أنه قتل
فقال رب سألت ان تهب لي ابنا فخرج على فقال إنك لم تستثن قال محمد بن كعب لم يقل كما قال زكريا واجعله رب
رضيا * قوله تعالى (يا زكريا انا نبشرك) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال لما دعا زكريا ربه ان يهب
له غلاما هبط جبريل عليه السلام فبشره بيحيى فقال زكريا عندها أنى يكون لي غلام وأخبر بكبر سنه وعلة زوجته
فاخذ جبريل عودا يابسا فجعله بين كفى زكريا فقال ادرجه بين كفيك ففعل فإذا في رأسه عود بين ورقتين يقطر
منهما الماء فقال جبريل ان الذي أخرج هذا الورق من هذا العود قادر ان يخرج من صلبك ومن امرأتك العاقر
غلاما * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس
في قوله لم نجعل له من قبل سميا قال لم يسم أحد يحيى قبله * وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وعبد بن حميد عن
قتادة في قوله لم نجعل له من قبل سميا قال لم يسم أحد يحيى قبله * وأخرج أحمد في الزهد عن عكرمة مثله * وأخرج
259

ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لم نجعل له من قبل سميا قال لم تلد العواقر مثله ولدا * وأخرج أحمد
في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لم نجعل له من قبل سميا قال مثلا * وأخرج
أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله لم نجعل له من قبل سميا قال شبيها
* وأخرج عبد بن حميد عن عطاء مثله * وأخرج البخاري في تاريخه عن يحيى بن خلاد الزرقي انه لما ولد أتى به
النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه وقال لأسمينه اسما لم يسم بعد يحيى بن زكريا فسماه يحيى * وأخرج سعيد بن
منصور وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال لا أدرى
كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذا الحرف عتيا أو عييا * وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء
والحاكم عن ميمون بن مهران ان نافع بن الأزرق سأل ابن عباس فقال أخبرني عن قول الله وقد بلغت من الكبر
عتيا ما العتي قال اليؤوس من الكبر قال الشاعر
انما يعذر الوليد ولا * يعذر من كان في الزمان عتيا
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وقد بلغت من الكبر عتيا قال نحول العظم
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وقد بلغت من الكبر عتيا يقول
هرما * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد وقد بلغت من الكبر عتيا قال العتي الذي قد عتا من الولد فيما يرى في نفسه
لا ولادة فيه * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن الثوري قال بلغني ان زكريا كان ابن سبعين سنة * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن المبارك وقد بلغت من الكبر عتيا قال ستين سنة * وأخرج الرامهرمزي في الاسناد عن وهب
ابن منبه وقد بلغت من الكبر عتيا قال هذه المقالة وهو ابن ستين أو خمس وستين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم
انه قرأ عتيا برفع العين * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن وثاب انه قرأها عتيا وصليا بكسر العين والصاد
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عقيل انه قرأ وقد بلغت من الكبر عسيا بالسين ورفع العين * قوله تعالى
(قال رب اجعل لي آية) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر والحاكم عن نوف في قوله قال رب اجعل لي
آية قال اعطني آية انك قد استجبت لي فقال آيتك أن لا تكلم الناس ثلاث ليال سويا قال ختم على لسانه وهو
صحيح سوى ليس من مرض فلم يتكلم ثلاثة أيام * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ان لا تكلم الناس
ثلاث ليال سويا قال اعتقل لسانه من غير مرض * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ثلاث
ليال سويا قال من غير خرس * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة والضحاك مثله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في
قوله ثلاث ليال سويا قال صحيحا لا يمنعك الكلام مرض * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال حبس
لسانه فكان لا يستطيع يكلم أحدا وهو في ذلك يسبح ويقرأ التوراة فإذا أراد كلام الناس لم يستطع ان يكلمهم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله فخرج على قومه من المحراب قال المحراب مصلاه * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله فأوحى إليهم قال كتب لهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الحكم فأوحى
إليهم قال كتب لهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد فأوحى إليهم قال
فأشار زكريا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب فأوحى إليهم أن سبحوا قال
أشار إليهم إشارة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير فأوحى إليهم قال أومأ إليهم * وأخرج ابن أبي
حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله فأوحى إليهم ان سبحوا قال صلوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي
العالية في قوله بكرة وعشيا قال أمرهم بالصلاة بكرة وعشيا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة فأوحى
إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا قال البكرة صلاة الفجر وعشيا صلاة العصر * قوله تعالى (يا يحيى خذ الكتاب)
الآية * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله يا يحيى خذ الكتاب بقوة
قال بجد وآتيناه الحكم صبيا قال الفهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله خذ الكتاب بقوة يقول
اعمل بما فيه من فرائضه * وأخرج ابن المنذر عن مالك بن دينار قال سألنا عكرمة عن قوله وآتيناه الحكم صبيا
قال اللب * وأخرج أبو نعيم وابن مردويه والديلمي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وآتيناه
الحكم صبيا قال أعطى الفهم والعبادة وهو ابن سبع سنين * وأخرج عبد الله بن أحمد في زائد الزهد وابن أبي
260

حاتم عن قتادة في قوله وآتيناه الحكم صبيا قال وهو ابن ثلاث سنين * وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر
وابن أبي حاتم والخرائطي وابن عساكر عن معمر بن راشد في قوله وآتيناه الحكم صبيا قال بلغني ان الصبيان
قالوا ليحيى بن زكريا اذهب بنا نلعب قال ما للعب خلقت فهو قوله وآتيناه الحكم صبيا * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد من طريق معمر عن قتادة قال جاء الغلمان إلى يحيى بن زكريا فقال ما للعب خلقت قال فأنزل
الله وآتيناه الحكم صبيا وأخرجه ابن عساكر عن معاذ بن جبل مرفوعا * وأخرج الحاكم في تاريخه من
طريق سهل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الغلمان ليحيى بن
زكريا اذهب بنا نلعب فقال يحيى ما للعب خلقنا اذهبوا نصلى فهو قول الله وآتيناه الحكم صبيا * وأخرج ابن
مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ القرآن
قبل ان يحتلم فقد أوتي الحكم صبيا وأخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس موقوفا * قوله تعالى (وحنانا من لدنا)
الآيات * أخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والزجاجي في أماليه والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله وحنانا
قال لا أدرى ما هو الا انى أظنه تعطف الله على خلقه بالرحمة * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال سألت ابن
عباس عن قوله وحنانا فلم يجر فيها شيئا * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن
عباس في قوله وحنانا من لدنا قال رحمة من عندنا * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني
عن قوله وحنانا من لدنا قال رحمة من عندنا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت طرفة بن العبد البكري
وهو يقول أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا * حنانيك بعض الشر أهون من بعض
* وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وحنانا من لدنا قال تعطفا من ربه عليه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن
وحنانا من لدنا قال الرحمة * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع وحنانا من لدنا قال رحمة من عندنا لا يملك عطاءها
أحد غيرنا * وأخرج الحكيم الترمذي عن سعيد الجهني في قوله وحنانا من لدنا قال الحنان المحبب * واخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة وحنانا من لدنا قال رحمة من عندنا وزكاة قال صدقة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله وزكاة قال بركة وفى قوله وكان تقيا قال طهر فلم يعمل بذنب * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن
عيينة انه سئل عن قوله وكان تقيا قال لم يعصه ولم يهم بها * وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وعبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولم يكن جبارا عصيا قال كان سعيد بن المسيب يقول قال النبي صلى الله
عليه وسلم ما من أحد يلقى الله يوم القيامة الا ذا ذنب الا يحيى بن زكريا قال قتادة وقال الحسن قال النبي صلى الله
عليه وسلم ما أذنب يحيى بن زكريا قط ولا هم بامرأة * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس
في قوله ذكر رحمت ربك عبده زكريا قال ذكره الله برحمة منه حيث دعاه إذ نادى ربه نداء خفيا يعنى دعا ربه
دعاء خفيا في الليل لا يسمع أحدا أو يسمع أذنيه فقال رب انى وهن العظم منى يعنى ضعف العظم منى واشتعل
الرأس شيبا يعنى غلب البياض السواد ولم أكن بدعائك رب شقيا أي لم أدعك قط فخيبتني فيما مضى فتخيبني
فيما بقى فكما لم أشق بدعائي فيما مضى فكذلك لا أشقى فيما بقى عودتني الإجابة من نفسك وإني خفت الموالى
من ورائي فلم يبق لي وارث وخفت العصبة ان ترثني فهب لي من لدنك وليا يعنى من عندك ولدا يرثني يعنى يرث
محرابي وعصاي وبرنس العربان وقلمي الذي أكتب به الوحي ويرث من آل يعقوب النبوة واجعله رب رضيا
يعنى مرضيا عندك زاكيا بالعمل فاستجاب الله له فكان قد دخل في السن هو وامرأته فبينا هو قائم يصلى في
المحراب حيث يذبح القربان إذا هو برجل عليه البياض حياله وهو جبريل فقال يا زكريا ان الله يبشرك بغلام
اسمه يحيى هو اسم من أسماء الله اشتق من حي سماه الله فوق عرشه لم نجعل له من قبل سميا لم يجعل لزكريا من
قبل يحيى ولد له هل تعلم له سميا يعنى هل تعلم له ولدا ولم يكن لزكريا قبله ولد ولم يكن قبل يحيى أحد يسمى يحيى قال
وكان اسمه حيا فلما وهب الله لسارة اسحق فكان اسمها يسارة ويسارة من النساء التي لا تلد وسارة من النساء
الطالقة الرحم التي تلد فسماها الله سارة وحول الياء من سارة إلى حي فسماه يحيى فقال رب انى يكون لي غلام
261

وكانت امرأتي عاقرا خاف انها لا تلد قال كذلك قال ربك يا زكريا هو على هين وقد خلقتك من قبل ان أهب لك
يحيى ولم تك شيئا وكذلك أقدر ان أخلق من الكبير والعاقر وذلك أن إبليس أتاه فقال يا زكريا دعاؤك كان
خفيا فأجبت بصوت رفيع وبشرت بصوت عال ذلك الصوت من الشيطان ليس من جبريل ولا من ربك قال رب
اجعل لي آية حتى أعرف ان هذه البشرى منك قال آيتك ان لا تكلم الناس ثلاث ليال سويا يعنى صحيحا من غير
خرص فخاضت زوجته فلما طهرت طاف عليها فاستحملت فأصبح لا يتكلم وكان إذا أراد التسبيح والصلاة أطلق
الله لسانه فإذا أراد ان يكلم الناس اعتقل لسانه فلا يستطيع ان يتكلم وكانت عقوبة له لأنه بشر بالولد فقال
انى يكون لي ولد فخاف ان يكون الصوت من غير الله فخرج على قومه من المحراب يعنى من مصلاه الذي كان يصلى
فيه فأوحى إليهم بكتاب كتبه بيده ان سبحوا بكرة وعشيا يعنى صلوا صلاة الغداة والعصر فولد له يحيى على ما بشره الله
نبيا تقيا صالحا يا يحيى خذ الكتاب بقوة يعنى بجد وطاعة واجتهاد وشكر وبالعمل بما فيه وآتيناه الحكم يعنى
الفهم صبيا صغيرا وذلك أنه مر على صبية أتراب له يلعبون على شاطئ نهر بطين وبماء فقالوا يا يحيى تعال حتى
نلعب فقال سبحان الله أو للعب خلقنا وحنانا يعنى ورحمة منا وعطفا وزكاة يعنى وصدقة على زكريا وكان تقيا
يعنى مطهرا مطيعا لله وبرا بوالديه كان لا يعصيهما ولم يكن جبارا يعنى قتال النفس التي حرم الله قتلها عصيا يعنى
عاصيا لبره وسلام عليه يعنى حين سلم الله عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا * وأخرج ابن أبي حاتم من
طريق عبد الرحمن بن القاسم قال قال مالك بلغني ان عيسى بن مريم ويحيى زكريا عليهما السلام ابنا خالة
وكان حملهما جميعا معا فبلغني ان أم يحيى قالت لمريم انى أرى ما في بطني يسجد لما في بطنك قال مالك أرى ذلك
لتفضيل الله عيسى لان الله جعله يحيى الموت ويبرئ الأكمة والأبرص ولم يكن ليحيى عيشة الا عشب الأرض وان
كان ليبكي من خشية الله حتى لو كان على خده القار لأذابه ولقد كان الدمع اتخذ في وجهه مجرى * وأخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن خزيمة والدارقطني في الافراد وأبو نصر السجزي في الإبانة والطبراني عن
ابن عباس قال كنا في حلقة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم نتذاكر فضائل الأنبياء فذكرنا نوحا وطول عبادته
وذكرنا إبراهيم وموسى وعيسى ورسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
ما تذاكرون بينكم فذكرنا له فقال أما انه لا ينبغي ان يكون أحد خيرا من يحيى بن زكريا أما سمعتم الله كيف
وصفه في القرآن يا يحيى خذ الكتاب بقوة إلى قوله وكان تقيا لم يعمل سيئة قط ولم يهم بها * وأخرج ابن عساكر
عن ابن شهاب ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه يوما وهم يتذاكرون فضل الأنبياء فقال قائل موسى
كلمه الله تكليما وقال قائل عيسى روح الله وكلمته وقال قائل إبراهيم خليل الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم
أين الشهيد ابن الشهيد يلبس الوبر ويأكل الشجر مخافة الذنب يحيى بن زكريا * وأخرج أحمد والحكيم
الترمذي في نوادر الأصول والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد من
ولد آدم الا وقد أخطأ أو هم بخطيئة الا يحيى بن زكريا لم يهم بخطيئة ولم يعملها * وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم
والحاكم عن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل نبي آدم يأتي يوم القيامة وله ذنب الا
ما كان من يحيى بن زكريا * وأخرج أحمد في الزهد وابن عساكر عن يحيى بن جعدة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا ينبغي لأحد ان يقول أنا خير من يحيى بن زكريا ما هم بخطيئة ولا حاكت في صدره امرأة * وأخرج
ابن عساكر عن ضمرة بن حبيب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما بعلت النساء عن ولد ينبغي له ان يقول أنا
أفضل من يحيى بن زكريا لم يحك في صدره خطيئة ولم يهم بها * وأخرج ابن عساكر عن علي بن أبي طلحة رفعه
قال ما ارتكض في النساء من جنين ينبغي له ان يقول أنا أفضل من يحيى بن زكريا لأنه لم يحك في صدر
خطيئة ولم يهم بها * وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن
الحسن قال إن عيسى ويحيى التقيا فقال يحيى لعيسى استغفر لي أنت خير منى فقال له عيسى بل أنت خير منى
سلم الله عليك وسلمت أنا على نفسي فعرف والله فضلها * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان والطبراني والحاكم
والضياء عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة الا ابني
262

الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا * وأخرج الحاكم من طريق سمرة عن كعب قال كان يحيى لا يقرب
النساء ولا يشتهيهن وكان شابا حسن الوجه لين الجناح قليل الشعر قصير الأصابع طويل الانف أقرن الحاجبين
رقيق الصوت كثير العبادة قويا في الطاعة * وأخرج البيهقي في الشعب وضعفه وابن عساكر عن أبي بن كعب
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من هوان الدنيا على الله ان يحيى بن زكريا قتلته امرأة * وأخرج
الحاكم عن عبد الله بن الزبير قال من أنكر البلاء فاني لا أنكره فقد ذكر لي انما قتل يحيى بن زكريا في زانية
* وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من طريقه انا أبو يعقوب الكوفي عن عمرو بن ميمون عن أبيه عن ابن
عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به رأى زكريا في السماء فسلم عليه فقال له يا أبا يحيى خبرني عن
قتلك كيف كان ولم قتلك بنو إسرائيل قال يا محمد ان يحيى كان خير أهل زمانه وكان أجملهم وأصبحهم وجها وكان
كما قال الله سيدا وحصورا وكان لا يحتاج إلى النساء فهويته امرأة ملك بني إسرائيل وكانت بغية فأرسلت إليه
وعصمه الله وامتنع يحيى وأبى عليها وأجمعت على قتل يحيى ولهم عيد يجتمعون في كل عام وكانت سنة الملك ان
يوعد ولا يخلف ولا يكذب فخرج الملك للعيد فقامت امرأته فشيعته وكان بها معجبا ولم تكن تسأله فيما مضى فلما
ان شيعته قال الملك سليني فما تسأليني شيئا الا أعطيتك قالت أريد دم يحيى بن زكريا قال لها سليني غيره قالت هو
ذاك قال هو لك فبعثت جلاوزتها إلى يحيى وهو في محرابه يصلى وانا إلى جانبه أصلى فذبح في طست وحمل رأسه ودمه
إليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم فما بلغ من صبرك قال ما انفتلت من صلاتي فلما حمل رأسه إليها ووضع بين يديها
فلما أمسوا خسف الله بالملك وأهل بيته وحشمه فلما أصبحوا قالت بنو إسرائيل لقد غضب إله زكريا لزكريا
فتعالوا حتى تغضب لملكنا فنقتل زكريا فخرجوا في طلبي ليقتلوني فجاءني النذير فهربت منهم وإبليس امامهم
يدلهم على فلما ان تخوفت ان لا أعجزهم عرضت لي شجرة فنادتني فقالت إلى إلى وانصدعت لي فدخلت فيها وجاء
إبليس حتى أخذ بطرف ردائي والتأمت الشجرة وبقى طرف ردائي خارجا من الشجرة وجاء بنو إسرائيل فقال
إبليس أما رأيتموه دخل هذه الشجرة هذا طرف ردائه دخل به الشجرة فقالوا نحرق هذه الشجرة فقال إبليس
شقوه بالمنشار شقا قال فشققت مع الشجرة بالمنشار فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا زكريا هل وجدت له مسا
أو وجعا قال لا انما وجدت تلك الشجرة جعل الله روحي فيها * وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه ان زكريا
هرب ودخل جوف شجرة فوضع على الشجرة المنشار وقطع بنصفين فلما وقع المنشار على ظهره أن فأوحى الله
يا زكريا اما ان تكف عن أنينك أو أقلب الأرض ومن عليها فسكت حتى قطع نصفين * وأخرج أحمد في الزهد
وابن عساكر عن يزيد بن ميسرة قال كان طعام يحيى بن زكريا الجراد وقلوب الشجر وكان يقول من أنعم منك
يا يحيى طعامك الجراد وقلوب الشجر * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن عساكر عن أبي إدريس
الخولاني وابن المبارك وأحمد في الزهد وأبو نعيم عن مجاهد قالا كان طعام يحيى بن زكريا الشعب وان كان ليبكي
من خشية الله حتى لو كان القار على عينه لأحرقه ولقد كانت الدموع اتخذت مجرى في وجهه * واخرج ابن عساكر
عن يونس بن ميسرة قال مر يحيى بن زكريا على دينار فقال قبح هذا الوجه يا دينار يا عبد العبيد ويا معبد الأحرار
* وأخرج البيهقي في سننه عن مجاهد قال سأل يحيى بن زكريا ربه قال رب اجعلني أسلم على السنة الناس ولا
يقولون في الا خيرا فأوحى الله إليه يا يحيى لم أجعل هذا لي فكيف أجعله لك * وأخرج أحمد والبيهقي في الشعب
وابن عساكر عن ثابت البناني قال بلغنا ان إبليس ظهر ليحيى بن زكريا فرأى عليه معاليق من كل شئ فقال له
يحيى ما هذه قال هذه الشهوات التي أصيب بها بني آدم قال له يحيى هل لي فيها شئ قال لا قال فهل تصيب منى شيئا قال
ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة والذكر قال هل غيره قال لا قال لا جرم لا أشبع أبدا * وأخرج ابن عساكر من
طريق علي بن زيد بن جدعان عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي قال كان ملك مات وترك امرأته وابنته
فورث ملكه أخوه فأراد أن يتزوج امرأة أخيه فاستشار يحيى بن زكريا في ذلك وكانت الملوك في ذلك الزمان
يعملون بأمر الأنبياء فقال له لا تتزوجها فإنها بغى فبلغ المرأة ذلك فقالت ليقتلن يحيى أو ليخرجن من ملكه
فعمدت إلى ابنتها فصيغتها قالت اذهبي إلى عمك عند الملا فإنه إذا رآك سيدعوك ويجلسك في حجره ويقول
263

سليني ما شئت فإنك لن تسأليني شيئا الا أعطيتك فإذا قال لك قولي فقولي لا أسألك شيئا الا رأس يحيى وكانت الملوك
إذا تكلم أحدهم بشئ على رؤس الملا ثم لم يمض له نزع من ملكه ففعلت ذلك فجعل يأتيه الموت من قتله يحيى وجعل
يأتيه الموت من خروجه من ملكه فاختار ملكه فقتله فساخت بأمها الأرض قال ابن جدعان فحدثت بهذا
الحديث ابن المسيب فقال أما أخبرك كيف كان قتل زكريا قلت لا قال إن زكريا حيث قتل ابنه انطلق هاربا منهم
واتبعوه حتى أتى على شجرة ذات ساق فدعته إليها فانطوت عليه وبقيت من ثوبه هدبة تلعبها الريح فانطلقوا إلى
الشجرة فلم يجدوا أثره عندها فنظروا تلك الهدبة فدعوا المنشار فقطعوا الشجرة فقطعوه فيها * وأخرج ابن
عساكر عن ابن عمرو قال التي قتلت يحيى بن زكريا امرأة ورثت الملك عن آبائها فاتيت برأس يحيى وهي على
سريرها فقال للأرض خذيها فاخذتها وسريرها فذهب بها * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن عبد
الله بن الزبير ان ملكا أراد أن يتزوج ابنة أخيه فاستفتى يحيى بن زكريا فقال لا تحل لك فسألت قتله فبعث إليه
وهو في محرابه يصلى فذبحوه ثم خروا رأسه وأتوا به الملك فجعل الرأس يقول لا يحل لك ما تريد * وأخرج ابن عساكر
عن ابن شوذب قال قال يحيى بن زكريا للذي جاء يحز رأسه أما تعلم انى نبي قال بلى ولكني مأمور * وأخرج
الحاكم وابن عساكر عن ابن عباس قال أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم انى قتلت بيحيى بن زكريا سبعين
ألفا وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا * وأخرج ابن عساكر عن شمر بن عطية قال قتل على الصخرة
التي في بيت المقدس سبعون نبيا منهم يحيى بن زكريا * وأخرج ابن عساكر عن قرة قال ما بكت السماء على
أحد الا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي وحمرتها بكاؤها * وأخرج أحمد في الزهد عن خالد بن ثابت الربعي قال
لما قتل فجرة بني إسرائيل يحيى بن زكريا أوحى الله إلى نبي من أنبيائهم أن قل لبني إسرائيل إلى متى تجترؤون على أن
تعصوا أمري وتقتلوا رسلي وحتى متى أضممكم في كنفي كما تضم الدجاجة أولادها في كنفها فتجترؤون على اتقوا
لا أواخذكم بكل دم كان بين ابني آدم ويحيى بن زكريا واتقوا ان أصرف عنكم وجهي فاني ان صرفت عنكم
وجهي لا أقبل عليكم إلى يوم القيامة * وأخرج أحمد عن سعيد بن جبير قال لما قتل يحيى عليه السلام قال بعض
أصحابه لصاحب له ابعث إلى بقميص نبي الله يحيى أشمه فيبعث به إليه فإذا سداه ولحمته ليف * وأخرج الحكيم
الترمذي في نوادر الأصول عن يونس بن عبيد قال بلغنا أنه كان رجل يجور على مملكته ويعدى عليهم فائتمروا
بقتله فقالوا نبي الله زكريا بين أظهرنا فلو أتيناه فاتوا منزله فإذا فتاة جميلة رائعة قد أشرق لها البيت حسنا فقالوا
من أنت قالت امرأة زكريا فقالوا فيما بينهم كنا نرى نبي الله لا يريد الدنيا فإذا هو عنده امرأة من أجمل النساء ثم
انهم رواه في عمل عند قوم يعمل لهم حتى إذا حضر غداؤه قرب رغيفين فاكل ولم يدعهم ثم قام فعمل بقية عمله ثم علق
خفيه على عنقه والمسحاة والكساء قال ما حاجتكم قالوا قد جئنا لأمر ولقد كاد يغلبنا ما رأينا على ما جئنا له قال
فهاتوا قالوا أتينا منزلك فإذا امرأة جميلة رائعة وكنا نرى نبي الله لا يريد الدنيا فقال انى انما تزوجت امرأة جميلة
رائعة لأكف بها بصرى وأحفظ بها فرجى فخرج نبي الله مما قالوا قالوا ورأيناك قدمت رغيفين فأكلت ولم تدعنا
قال إن القوم استأجروني على عمل فخشيت أن أضعف عن عملهم ولو أكلتم معي لم يكفني ولم يكفكم فخرج نبي الله
مما قالوا قالوا ورأيناك وضعت خفيك على عنقك والمسحاة والكساء فقال إن هذه الأرض جديدة وكرهت أن
أنقل تراب هذه في هذه فخرج نبي الله مما قالوا قالوا ان هذا الملك يجور علينا ويظلمنا وقد ائتمرنا لقتاله قال أي
قوم لا تفعلوا فان إزالة جبل من أصله أهون من إزالة ملك مؤجل والله أعلم * قوله تعالى (واذكر في الكتاب
مريم) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله إذ انتبذت أي انفردت من
أهلها مكانا شرقيا قال قبل المشرق شاسعا متنحيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله انتبذت من أهلها
مكانا شرقيا قال مكانا أظلتها الشمس أن يراها أحد منهم * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال انما اتخذت النصارى المشرق قبلة لان مريم اتخذت من أهلها
مكانا شرقيا فاتخذوا ميلاده قبلة وانما سجدت اليهود على حرف حين نتق فوقهم الجبل فجعلوا يتخوفون وهم
ينظرون إليه يتخوفون أن يقع عليهم فسجدوا سجدة رضيها الله فاتخذوها سنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
264

عباس قال إن أهل الكتاب كتب عليهم الصلاة إلى البيت والحج إليه وما صرفهم عنه الا قيل ربك فانتبذت من
أهلها مكانا شرقيا قال خرجت منهم مكانا شرقيا فصلوا قبل مطلع الشمس * وأخرج ابن عساكر من طريق
داود بن أبي هند عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما بلغت مريم فإذا هي في بيتها منفصلة إذ دخل عليها رجل
بغير اذن فخشيت أن يكون دخل عليها ليغتالها فقالت انى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا قال انما أنا رسول
ربك لأهب لك غلاما زكيا قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا قال كذلك قال ربك فجعل جبريل
يردد ذلك عليها وتقول أنى يكون لي غلام وتغفلها جبريل فنفخ في جيب درعها ونهض عنها واستمر بها حملها
فقالت إن خرجت نحو المغرب فالقوم يصلون نحو المغرب ولكن اخرج نحو المشرق حين لا يراني أحد فخرجت
نحو المشرق فبينما هي تمشى إذ جاءها المخاض فنظرت هل تجد شيئا تستر به فلم تر الا جذع نخلة فقالت أستتر بهذا
الجذع من الناس وكان تحت الجذع نهر يجرى فانضمت إلى النخلة فلما وضعته خر كل شئ يعبد من دون الله في
مشارق الأرض ومغاربها ساجدا لوجهه وفزع إبليس فخرج فصعد فلم ير شيئا ينكره وأتى المشرق فلم ير شيئا ينكره
وجعل لا يصبر فأتى المغرب لينظر فلم ير شيئا ينكره فبينا هو يطرف إذ مر بالنخلة فإذا هو بامرأة معها غلام قد ولدته
وإذا بالملائكة قد أحدقوا بها أو بابنها وبالنخلة فقال ههنا حدث الامر فمال إليهم فقال أي شئ هذا الذي حدث
فكلمته الملائكة فقالوا نبي ولد بغير ذكر قال أما والله لأضلن به أكثر العالمين أضل اليهود فكفروا به وأضل
النصارى فقالوا هو ابن الله قال وناداها ملك من تحتها قد جعل ربك تحتك سريا قال إبليس ما حملت أنثى الا بعلمي
ولا وضعته الا على كفى ليس هنا؟ الغلام لم أعلم به حين حملته أمه ولم أعلم به حين وضعته * وأخرج الحاكم وصححه
والبيهقي في الأسماء والصفات وابن عساكر من طريق السدى عن أبي مالك عن ابن عباس وعن مرة بن مسعود
رضي الله عنهما قالا خرجت مريم إلى جانب المحراب لحيض أصابها فلما طهرت إذا هي برجل معها فتمثل لها بشرا
ففزعت وقالت انى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا فخرجت وعليها جلبابها فاخذ بكمها فنفخ في جيب درعها
وكان مشقوقا من قدامها فدخلت النفخة صدرها فحملت فاتتها أختها امرأة زكريا ليلة تزورها فلما فتحت لها
الباب التزمتها فقالت امرأة زكريا يا مريم أشعرت أنى حبلى قالت مريم أشعرت أيضا أنى حبلى فقالت امرأة
زكريا فاني وجدت ما في بطني يسجد للذي في بطنك فذلك قوله مصدقا بكلمة من الله فولدت امرأة زكريا يحيى
ولما بلغ أن تضع مريم خرجت إلى جانب المحراب فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا الآية
فناداها جبريل من تحتها أن لا تحزني فلما ولدته ذهب الشيطان فأخبر بني إسرائيل أن مريم ولدت فلما أرادوها
على الكلام أشارت إلى عيسى فتكلم فقال انى عبد الله آتاني الكتاب الآيات فلما ولد لم يبق في الأرض صنم الا خر
لوجهه * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله واذكر في الكتاب مريم يقول قص ذكرها على اليهود والنصارى ومشركي العرب إذ انتبذت
يعنى خرجت من أهلها مكانا شرقيا قال كانت خرجت من بيت المقدس مما يلي المشرق فاتخذت من دونهم حجابا
وذلك أن الله لما أراد أن يبتدئها بالكرامة ويبشرها بعيسى وكانت قد اغتسلت من المحيض فتشرفت وجعلت
بينها وبين قومها حجابا يعنى جبلا فكان الجبل بين مجلسها وبين المقدس فأرسلنا إليها روحنا يعنى جبريل
فتمثل لها بشرا في صورة الآدميين سويا يعنى معتدلا شابا أبيض الوجه جعدا قططا حين اخضر شاربه فلما نظرت
إليه قائما بين يديها قالت انى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا وذلك أنها شبهته بشاب كان يراها ويمشي معها يقال
له يوسف من بني إسرائيل وكان من خدم بيت المقدس فخافت أن يكون الشيطان قد استزله فمن ثم قالت انى أعوذ
بالرحمن منك ان كنت تقيا يعنى ان كنت تخاف الله قال جبريل وتبسم انما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا
يعنى لله مطيعا من غير بشر قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر يعنى زوجا ولم أك بغيا أي مومسة قال جبريل
كذلك يعنى هكذا قال ربك هو على هين يعنى خلقه من غير بشر ولنجعله آية للناس يعنى عبرة والناس هنا للمؤمنين
خاصة ورحمة لمن صدق بأنه رسول الله وكان أمرا مقضيا يعنى كائنا أن يكون من غير بشر فدنا جبريل فنفخ في جيبها
فدخلت النفخة جوفها فاحتملت كما تحمل النساء في الرحم والمشيمة ووضعته كما تضع النساء فأصابها العطش فأجرى
265

الله لها جدولا من الأردن فذلك قوله قد جعل ربك تحتك سريا والسري الجدول وحمل الجذع من ساعته رطبا جنيا
فناداها من تحتها جبريل هزي إليه بجذع النخلة لم يكن على رأسها سقف وكانت قد يبست منذ دهر طويل
فأحياها الله لها وحملت فذلك قوله تساقط عليك رطبا جنيا يعنى طريا بغباره فكلي من الرطب واشربي من
الجدول وقرى عينا بولدك فقالت فكيف بي إذا سألوني من أين هذا قال لها جبريل فاما ترين يعنى فإذا رأيت من
البشر أحدا فأعنتك في أمرك انى نذرت للرحمن صوما يعنى صمتا في أمر عيسى فلن أكلم اليوم انسيا في أمره
حتى يكون هو الذي يعبر عنى وعن نفسه قال ففقدوا مريم من محرابها فسألوا يوسف فقال لا علم لي بها وان مفتاح
محرابها مع زكريا فطلبوا زكريا وفتحوا الباب وليست فيه فاتهموه فأخذوه ووبخوه فقال رجل انى رأيتها في موضع
كذا فخرجوا في طلبها فسمعوا صوت عقيق في رأس الجذع الذي مريم من تحته فانطلقوا إليه فذلك قول الله فاتت
به قومها تحمله قال ابن عباس لما رأت بان قومها قد أقبلوا إليها احتملت الولد إليهم حتى تلقنهم به فذلك قوله
فاتت به قومها تحمله أي لا تخاف ريبة ولا تهمة فلما نظروا إليها شق أبوها مدرعته وجعل التراب على رأسه
وإخوتها وآل زكريا فقالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا يعنى عظيما يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما
كانت أمك بغيا يعنى زانية فاني أتيت هذا الامر مع هذا الأخ الصالح والأب الصالح والام الصالحة فأشارت إليه
تقول لهم ان كلموه فإنه سيخبركم فاني نذرت للرحمن صوما أن لا أكلمكم في أمره فإنه سيعبر عنى فيكون لكم آية
وعبرة قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا يعنى من هو في الخرق طفلا لا ينطق فأنطقه الله فعبر عن أمه وكان
عبرة لهم فقال انى عبد الله فلما ان قالها ابتدأ يحيى وهو ابن ثلاث سنين فكان أول من صدق به فقال انى أشهد
انك عبد الله ورسوله لتصديق قول الله ومصدقا بكلمة من الله فقال عيسى آتاني الكتاب وجعلني نبيا إليكم
وجعلني مباركا أينما كنت قال ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البركة التي جعلها الله
لعيسى انه كان معلما مؤدبا حيث ما توجه وأوصاني بالصلاة والزكاة يعنى وأمرني وبرا بوالدتي فلا أعقها قال ابن
عباس حين قال وبرا بوالدتي قال زكريا الله أكبر فاخذه فضمه إلى صدره فعلموا انه خلق من غير بشر ولم يجعلني
جبارا شقيا يعنى متعظما سفاكا للدم والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا يقول الله ذلك عيسى بن
مريم قول الحق الذي فيه يمترون يعنى يشكون بقوله لليهود ثم أمسك عيسى عن الكلام حتى بلغ مبلغ الناس
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبو نعيم عن مجاهد رضي الله عنه قال قالت مريم كنت إذا خلوت حدثني
عيسى وكلمني وهو في بطني وإذا كنت مع الناس سبح في بطني وكبر وأنا أسمع * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حين حملت وضعت * وأخرج ابن عساكر عن
الحسن رضي الله عنه قال بلغني ان مريم حملت لسبع أو تسع ساعات ووضعته من يومها * وأخرج ابن عساكر
من طريق عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس قال وضعت مريم لثمانية أشهر ولذلك لا يولد مولود لثمانية أشهر
الا مات لئلا تسب مريم بعيسى * وأخرج الحاكم عن زيد العمى قال ولد عيسى يوم عاشوراء * وأخرج عبد
الله بن أحمد في زوائد الزهد عن نوف قال كانت مريم عليها السلام فتاة بتولا وكان زكريا زوج أختها كفلها
فكانت معه فكان يدخل عليها يسلم عليها فتقرب إليه فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء فدخل
عليها زكريا مرة فقربت إليه بعض ما كانت تقرب قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق
من يشاء بغير حساب هنالك دعا زكريا ربه إلى قوله آيتك أن لا تكلم الناس ثلاث ليال سويا صحيحا فخرج على
قومه من المحراب فأوحى إليهم كتب لهم أن سبحوا بكرة وعشيا قال فبينما هي جالسة في منزلها إذا رجل قائم بين
يديها قد هتك الحجب فلما أن رأته قالت انى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا قال فلما ذكرت الرحمن فزع
جبريل عليه السلام قال انما أنا رسول ربك ليهب لك غلاما زكيا إلى قوله وكان أمرا مقضيا فنفخ في جيبها جبريل
فحملت حتى إذا أثقلت وجعت ما يجع النساء وكانت في بيت النبوة فاستحيت وهربت حياء من قومها فأخذت
نحو المشرق وأخذ قومها في طلبها فجعلوا يسألون رأيتم فتاة كذا وكذا فلا يخبرهم أحد واخذها المخاض إلى جذع
النخلة فتساندت إلى النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا قال حيضة من حيضة فناداها من تحتها قال
266

جبريل من أقصى الوادي أن لا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا قال جدولا وهزي إليك بجذع النخلة تساقط
عليك رطبا جنيا فلما قال لها جبريل اشتد ظهرها وطابت نفسها فقطعت سرته ولفته في خرقة وحملته فلقى
قومها راعى بقر وهم في طلبها قالوا يا راعى هل رأيت فتاة كذا وكذا قال لا ولكن رأيت الليلة من بقرى شيئا لم أره
منها قط فيما خلى قالوا وما رأيت منها قال رأيتها باتت سجدا نحو هذا الوادي فانطلقوا حيث وصف لهم فلما رأتهم
مريم جلست وجعلت ترضع عيسى فجاؤوا حتى وقفوا عليها فقالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا قال أمرا عظيما
فأشارت إليهم أن كلموه فعجبوا منها قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال أنا عبد الله آتاني الكتاب والمهد
حجرها فلما قالوا ذلك ترك عيسى ثديها واتكأ على يساره ثم تكلم قال انى عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا
وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام على
يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا قال واختلف الناس فيه * قوله تعالى (فاتخذت من دونهم حجابا)
* أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لعمر بن الخطاب لم استحب النصارى الحجب على
مذابحهم قال انما يستحب النصارى الحجب على مذابحهم ومناسكهم لقول الله سبحانه وتعالى فاتخذت من دونهم
حجابا * قوله تعالى (فأرسلنا إليها روحنا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن أبي صالح
رضي الله عنه في قوله فأرسلنا إليها روحنا قال بعث الله إليها ملكا فنفخ في جيبها فدخل في الفرج * وأخرج ابن
أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فأرسلنا إليها روحنا قال جبريل * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر
عن سعيد بن جبير في قوله فأرسلنا إليها روحنا الآية قال نفخ جبريل في درعها فبلغت حيث شاء الله * وأخرج
ابن أبي حاتم عن عطاء بن يسار ان جبريل أتاها في صورة رجل فكشف الحجاب فلما رأته تعوذت منه فنفخ في
جيب درعها فبلغت فذكر ذلك في المدينة فهجر زكريا وترك وكان قبل ذلك يستفتى ويأتيه الناس حتى أن كان
ليسلم على الرجل فما يكلمه * وأخرج ابن أبى حاتم عن والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي بن كعب
في قوله فتمثل لها بشرا سويا قال تمثل لها روح عيسى في صورة بشر فحملته قال حملت الذي خاطبها دخل في فيها
* قوله تعالى (قالت انى أعوذ بالرحمن منك) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي
وائل في قوله قالت انى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا قال لقد علمت مريم ان التقى ذو نهية * وأخرج ابن المنذر
عن مجاهد في قوله قالت انى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا قال انما خشيت أن يكون انما يريدها عن نفسها
قال انما أنا رسول ربك ليهب لك غلاما زكيا زعموا انه نفخ في جيب درعها وكمها * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم
أنه قرأ لأهب لك مهموزة بالألف وفى قراءة عبد الله ليهب لك بالياء * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد
وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله غلاما زكيا قال صالحا * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ولم أك
بغيا قال زانية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله مكانا قصيا قال نائيا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله مكانا قصيا قال قصيا وفى قوله فأجاءها المخاض قال ألجأها
* وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل فأجاءها المخاض قال ألجأها
قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول
إذا شددنا شدة صادقة * فاجأناكم إلى سفح الجبل
* وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فأجاءها المخاض قال اضطرها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن الضحاك في قوله فأجاءها المخاض قال فاداها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قال كان جذعا يابسا * وأخرج عبد بن حميد من طريق هلال بن خباب عن أبي
عبيد الله فأجاءها المخاض إلى جذع نخلة يابسة قد جئ به ليبنى به بيت يقال له بيت لحم فحركته فإذا هو نخلة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي قدامة قال انبت لمريم نخلة تعلق بها كما تعلق المرأة بالمرأة عند الولادة * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وكنت نسيا منسيا قال لم أخلق ولم أك شيئا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله وكنت نسيا منسيا قال حيضة ملقاة * وأخرج عبد بن حميد وابن
267

المنذر عن مجاهد في قوله وكنت نسيا منسيا قال حيضة * وأخرج عبد بن حميد عن نوف البكالي عن الضحاك في قوله
وكنت نسيا منسيا قال حيضة ملقاة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
وكنت نسيا منسيا قال تقول لا أعرف ولا أدرى من أنا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس
رضي الله عنه في قوله وكنت نسيا منسيا قال هو السقط والله تعالى أعلم بالصواب * قوله تعالى (فناداها من تحتها)
* أخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن علقمة أنه قرأ فخاطبها من تحتها * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فناداها من تحتها قال جبريل ولم يتكلم عيسى حتى أتت به
قومها * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال الذي ناداها هو جبريل * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك وعمرو
ابن ميمون مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن البراء فناداها من تحتها قال ملك * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن
جبير في قوله فناداها من تحتها قال جبريل من أسفل الوادي * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله فناداها من تحتها قال عيسى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
الحسن فناداها من تحتها قال هو عيسى * وأخرج ابن المنذر عن أبي بن كعب قال الذي خاطبها هو الذي حملته في
جوفها دخل من فيها * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن زر بن حبيش انه قرأ فناداها من تحتها * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة فناداها من تحتها أي الملك من تحت النخلة * وأخرج ابن أبي حاتم
عن الحسن قال من قرأ من تحتها فهو جبريل ومن قرأ من تحتها فهو عيسى * وأخرج عبد بن حميد عن أبي بكر بن
عياش قال قرأ عاصم بن أبي النجود فناداها من تحتها بالنصب قال وقال عاصم من قرأ بالنصب فهو عيسى ومن
قرأ بالخفض فهو جبريل * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله جعل ربك تحتك سريا قال نبيا وهو عيسى
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن جرير بن حازم قال سألني محمد بن عباد بن جعفر ما يقول
أصحابكم في قوله قد جعل ربك تحتك سريا قال فقلت له سمعت قتادة يقول الجدول قال فأخبر قتادة عنى فإنما نزل
القرآن بلغتنا انه الرجل السرى * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله قد جعل ربك تحتك سريا يريد نفسه
أي سرى أسري منه قيل فالذين يقولون السرى البحر قال ليس كذلك لو كان كذلك لكان يكون إلى جنبها ولا
يكون النهر تحتها * وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن النجار عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن السرى الذي قال الله لمريم قد جعل ربك تحتك سريا نهرا خرجه الله لها لتشرب منه * وأخرج الطبراني
في الصغير وابن مردويه عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله قد جعل ربك تحتك سريا قال
النهر * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه
وابن مردويه عن البراء في قوله قد جعل ربك تحتك سريا قال هو الجدول وهو النهر الصغير * وأخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله قد جعل ربك تحتك سريا قال نهر عيسى * وأخرج سعيد بن منصور
وعبد بن حميد وابن المنذر عن عثمان بن محصن قال سئل ابن عباس عن قوله سريا قال الجدول أما سمعت قول
الشاعر وهو يقول
سلم ترالد إلى منه أزورا * إذا يعج في السرى هرهرا
* وأخرج ابن الأنباري في الوقف والطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل
تحتك سريا قال السرى النهر الصغير وهو الجدول قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
سهل الخليقة ما جد ذو نائل * مثل السرى تمده الانهار
* وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله سريا قال الجدول * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن ميمون
وإبراهيم النخعي مثله * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ان الحسن تلا هذه الآية والى جنبه حميد بن عبد الرحمن
الحميري قد جعل ربك تحتك سريا قال إن كان لسريا وان كان لكريما فقال حميد يا أبا سعيد انه الجدول فقال
له لم تزل تعجبنا مجالستك ولكن غلبتنا عليك الامراء * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال السرى الماء
* وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله سريا قال نهرا بالسريانية * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد
268

ابن جبير في قوله سريا قال نهرا بالقبطية * وأخرج ابن عساكر عن سفيان بن حسين في قوله قد جعل ربك
تحتك سريا قال تلاها الحسن فقال كان والله سريا يعنى عيسى عليه السلام فقال له خالد بن صفوان يا أبا سعيد
ان العرب تسمى الجدول السرى فقال صدقت * قوله تعالى (وهزي إليك) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم
عن ابن زيد في قوله وهزي إليك بجذع النخلة قال حركيها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
الأنباري في المصاحف عن مجاهد وهزي إليك بجذع النخلة قال كانت عجوة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن البراء انه قرأ يساقط عليك بالياء * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن انه قرأ يساقط عليك بالياء يعنى الجذع
* وأخرج عبد بن حميد عن مسروق انه قرأ تساقط عليك رطبا جنيا بالتاء * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه
قرأ تساقط مثقلة بالتاء * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن طلحة الأيابي انه قرأ تساقط عليك رطبا
مثقلة * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي نهيك انه قرأ تسقط عليك رطبا * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله
رطبا جنيا قال طريا * وأخرج الخطيب في تالي التلخيص عن ابن عباس في قوله تساقط عليك رطبا جنيا قال
بغباره * وأخرج ابن الأنباري والخطيب عن أبي حباب مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي روق قال انتهت
مريم إلى جذع ليس له رأس فأنبت الله له رأسا وأنبت فيه رطبا وبسرا ومدببا وموزا فلما هزت النخلة سقط عليها
من جميع ما فيها * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي قدام قال أنبتت لمريم نخلة تعلق بها كما تعلق
المرأة عند الولادة * وأخرج أبو يعلى وابن أبي حاتم وابن السني وأبو نعيم معا في الطب النبوي والعقيلي وابن عدي
وابن مردويه وابن عساكر عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرموا عمتكم النخلة فإنها
خلقت من الطين الذي خلق منه آدم عليه السلام وليس من الشجر شجرة تلقح غيرها وقال صلى الله عليه وسلم
اطعموا نساءكم الولد الرطب فان لم يكن رطب فتمر فليس من الشجر شجرة أكرم من شجرة نزلت تحتها مريم بنت
عمران * وأخرج ابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مماذا خلقت النخلة
قال خلقت النخلة والرمان والعنب من فضل طينة آدم عليه السلام * وأخرج ابن عساكر عن سلمة بن قيس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطعموا نساءكم في نفاسهن التمر فإنه من كان طعامها في نفاسها التمر خرج
ولدها ولدا حليما فإنه كان طعام مريم حيث ولدت عيسى ولو علم الله طعاما هو خير لها من التمر لأطعمها إياه
* وأخرج عبد بن حميد عن شقيق قال لو علم الله ان شيئا للنفساء خير من الرطب لأمر مريم به * وأخرج عبد بن
حميد عن عمرو بن ميمون قال ليس للنفساء خير من الرطب أو التمر وقال إن الله قال وهزي إليك يجذع النخلة
تساقط عليك رطبا جنيا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن خيثم قال ليس
للنفساء عندي دواء مثل الرطب ولا للمريض مثل العسل * وأخرج ابن عساكر عن الشعبي قال كتب
قيصر إلى عمر بن الخطاب ان رسلا أتتني من قبلك فزعمت أن قبلكم شجرة ليست بخليقة لشئ من الخير تخرج
مثل أذان الحمير ثم تشقق عن مثل اللؤلؤ الأبيض ثم تصير مثل الزمرد الأخضر ثم تصير مثل الياقوت الأحمر ثم تينع
وتنضج فتكون كأطيب فالوذج أكل ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم وزاد للمسافر فان لم تكن رسلي صدقتني
فلا أرى هذه الشجرة الا من شجر الجنة فكتب إليه عمر ان رسلك قد صدقتك هذه الشجرة عندنا وهي التي أنبتها الله
على مريم حين نفست بعيسى * قوله تعالى (فاما ترين من البشر) الآية * أخرج ابن مردويه وابن المنذر
وابن عساكر عن ابن عباس في قوله انى نذرت للرحمن صوما قال صمتا * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي مثله
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه عن أنس
ابن مالك انه كان يقرأ انى نذرت للرحمن صوما صمتا * وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري عن ابن عباس رضي الله عنهما
انه قرأها انى نذرت للرحمن صوما صمتا وقال ليس الا ان حملت فوضعت * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
زيد في قوله انى نذرت للرحمن صوما قال كان من بني إسرائيل من إذا اجتهد صام من الكلام كما يصوم من الطعام
الا من ذكر الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن حارثة بن مضرب قال كنت عند ابن مسعود فجاء رجلان فسلم أحدهما
ولم يسلم الآخر ثم جلسا فقال القوم ما لصاحبك لم يسلم قال إنه نذر صوما لا يكلم اليوم انسيا فقال عبد الله بئس
269

ما قلت انما كانت تلك المرأة فقالت ذلك ليكون عذرا لها إذا سئلت وكانوا ينكرون ان يكون ولد من غير زوج
الا زنا فتكلم وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فإنه خير لك * وأخرج ابن الأنباري عن الشعبي قال في قراءة أبي بن
كعب انى نذرت للرحمن صوما صمتا * قوله تعالى (فاتت به قومها تحمله) الآية * أخرج سعيد بن منصور
وابن عساكر عن ابن عباس في قوله فاتت به قومها تحمله قال بعد أربعين يوما بعد ما تعالت من نفاسها * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لقد جئت شيئا فريا قال عظيما * وأخرج
عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن قتادة في قوله لقد جئت شيئا فريا قال عظيما * وأخرج ابن أبي حاتم عن
سعيد بن عبد العزيز قال كان في زمان بني إسرائيل في بيت المقدس عند عين سلوان عين فكانت المرأة إذا قارفت
أتوها بها فشربت منها فان كانت برية لم تضرها والا ماتت فلما حملت مريم أتوها بها على بغلة فعثرت بها فدعت الله
ان يعقم رحمها فعقم من يومئذ فلما أتتها شربت منها فلم تزدد الا خيرا ثم دعت الله أن لا يفضح بها امرأة مؤمنة
فغارت العين * قوله تعالى (يا أخت هارون) * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد ومسلم والترمذي
والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن المغيرة بن شعبة
قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران فقالوا أرأيت ما تقرؤن يا أخت هارون وموسى قبل
عيسى بكذا وكذا قال فرجعت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الا أخبرتهم انهم كانوا يسمون
بالأنبياء والصالحين قبلهم * وأخرج الخطيب وابن عساكر عن مجاهد في قوله يا أخت هارون الآية قال كانت
من أهل بيت يعرفون بالصلاح ولا يعرفون بالفساد في الناس وفى الناس من يعرف بالصلاح ويتوالدون به
وآخرون يعرفون بالفساد ويتوالدون به وكان هارون مصلحا محببا في عشيرته وليس بهارون أخي موسى
ولكن هارون آخر ذكر لنا انه تبع جنازته يوم مات أربعون ألفا من بني إسرائيل كلهم يسمون هارون
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله يا أخت هارون قال سمعنا انه اسم وافق اسما * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن سيرين قال نبئت ان كعبا قال إن قوله يا أخت هارون ليس بهارون أخي موسى فقالت له عائشة كذبت
فقال يا أم المؤمنين ان كان النبي صلى الله عليه وسلم قال فهو أعلم وأخبر والا فاني أجد بينهما ستمائة سنة فسكتت
* وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طلحة في قوله يا أخت هارون قال نسبت إلى هارون بن عمران لأنها كانت
من سبطه كقولك يا أخا الأنصار * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال كانت من سبط هارون فقيل لها يا أخت
هارون فدعيت إلى سبطه كالرجل يقول للرجل يا أخا بنى ليث يا أخا بنى فلان * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن
جبير في قوله يا أخت هارون قال كان هارون من قوم سوء زناة فنسبوها إليهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر بن
عياش قال في قراءة أبى قالوا يا ذا المهد * قوله تعالى (فأشارت إليه) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله
فأشارت إليه ان كلموه * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فأشارت إليه قال أمرتهم بكلامه وفى قوله في المهد
قال في الحجر * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن ميمون قال إن مريم لما ولدت أتت به قومها فأخذوا لها الحجارة
ليرموها فأشارت إليه فتكلم فتركوه * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال المهد المرباة قال إبراهيم المرباة
المرجحة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن هلال بن يساف قال لم يتكلم في المهد الا ثلاثة صاحب جريج
وعيسى وصاحب الحبشية * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال تكلم في المهد أربعة عيسى وصاحب
يوسف وصاحب جريج وابن ماشطة ابنة فرعون * قوله تعالى (قال انى عبد الله) الآيات * أخرج عبد الرزاق
وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله قال انى عبد الله آتاني الكتاب الآية قال
قضى فيما قضى ان أكون كذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس قال كان عيسى قد درس الإنجيل وأحكمه في
بطن أمه فذلك قوله انى عبد الله آتاني الكتاب * وأخرج الإسماعيلي في معجمه وأبو نعيم في الحلية وابن لآل في مكارم الأخلاق
وابن مردويه وابن النجار في تاريخه عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قول عيسى عليه
السلام وجعلني مباركا أينما كنت قال جعلني نفاعا للناس أين اتجهت * وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن ابن
مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم وجعلني مباركا أينما كنت قال معلما ومؤدبا * وأخرج عبد الله بن أحمد
270

في زوائد الزهد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وجعلني مباركا أينما كنت قال معلما للخير * وأخرج
ابن المنذر عن ابن عباس قال الذي يعلم الناس الخير يستغفر له كل دابة حتى الحوت في البحر * وأخرج عبد بن
حميد عن مجاهد وجعلني مباركا قال هاديا مهديا * وأخرج البيهقي في الشعب وابن عساكر عن مجاهد وجعلني
مباركا قال نفاعا للناس * وأخرج ابن أبي حاتم عن نوف وبرا بوالدتي أي ليس لي أب * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله ولم يجعلني جبارا شقيا يقول عصيا * وأخرج ابن أبى حاتم عن سفيان قال الجبار الشقي الذي يقبل
على الغضب * وأخرج ابن أبي حاتم عن العوام بن حوشب قال إنك لا تكاد تجد عاقا الا تجده جبارا ثم قرأ وبرا
بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال فقرات ابن آدم ثلاث يوم ولد ويوم يموت
ويوم يبعث وهي التي ذكر عيسى في قوله والسلام على الآية * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وابن عساكر
من طريق مجاهد عن ابن عباس قال ما تكلم عيسى بعد الآيات التي تكلم بها حتى بلغ مبلغ الصبيان * وأخرج ابن
عساكر عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة ان الله أطلق لسان عيسى مرة أخرى في صباه فتكلم ثلاث مرات
حتى بلغ ما يبلغ الصبيان يتكلمون فتكلم محمدا بتحميد لم تسمع الآذان بمثله حيث أنطقه طفلا فقال اللهم أنت
القريب في غلوك المتعالى في دنوك الرفيع على كل شئ من خلقك أنت الذي نفذ بصرك في خلقك وحارت
الابصار دون النظر إليك أنت الذي غشيت الابصار دونك تسبح لك العليا في النور وتشعشع بك البناء الرفيع
في المتباعدات التي جلبت حندس الظلم بنورك أنت الذي أشرقت بضوء نورك دج الظلام وتلالات بعظمتك
أركان العرش نورا فلم يبلغ أحد بصفته صفتك فتباركت اللهم خالق الخلق بعزتك مقدر الأمور بحكمتك مبتدئ
الخلق بعظمتك ثم أمسك الله لسانه حتى بلغ * قوله تعالى (ذلك عيسى بن مريم) الآية * أخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ذلك عيسى بن مريم قول الحق قال لله عز وجل الحق * وأخرج عبد الرزاق
وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله الذي فيه يمترون قال اجتمع بنو إسرائيل فاخرجوا منهم أربعة نفر اخرج من كل
قوم عالمهم فاشتوروا في عيسى حين رفع فقال أحدهم هو الله هبط إلى الأرض فأحيى من أحيى وأمات من
أمات ثم صعد إلى السماء وهم اليعقوبية فقالت الثلاثة كذبت ثم قال اثنان منهم للثالث قل فيه فقال هو ابن الله
وهم النسطورية فقال اثنان كذبت ثم قال أحد الاثنين للآخر قل فيه قال هو ثالث ثلاثة الله إله وعيسى إله
وأمه إله وهم الإسرائيلية وهم ملوك النصارى فقال الرابع كذبت هو عبد الله ورسوله وروحه من كلمته وهم
المسلمون فكان لكل رجل منهم اتباع على ما قال فاقتتلوا فظهر على المسلمين فذلك قول الله ويقتلون الذين
يأمرون بالقسط من الناس قال قتادة وهم الذين قال الله فاختلف الأحزاب من بينهم قال اختلفوا فيه فصاروا
أحزابا فاختلف القوم فقال المرء المسلم أنشدكم هل تعلمون ان عيسى كان يطعم الطعام وان الله لا يطعم الطعام
قالوا اللهم نعم قال فهل تعلمون ان عيسى كان ينام وان الله لا ينام قالوا اللهم نعم فخصمهم المسلمون فانسل القوم
فذكر لنا ان اليعقوبية ظهرت يومئذ وأصيب المسلمون فأنزل الله في ذلك القرآن فويل للذين كفروا من مشهد
يوم عظيم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فاختلف الأحزاب من بينهم قال هم أهل الكتاب
* قوله تعالى (أسمع بهم وأبصر) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس اسمع بهم وأبصر
يقول الكفار يومئذ اسمع شئ وأبصره وهم اليوم لا يسمعون ولا يبصرون * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر
عن قتادة في قوله اسمع بهم وابصر قال اسمع قوم وأبصر قوم يوم يأتوننا قال ذلك والله يوم القيامة * وأخرج ابن أبي
حاتم في قوله أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا قال والله ذلك يوم القيامة سمعوا حين لم ينفعهم السمع وأبصروا حين لم
ينفعهم البصر * قوله تعالى (وأنذرهم يوم الحسرة) * أخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري
ومسلم والترمذي والنسائي وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن حبان وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يجاء بالموت كأنه كبش أملح
فيوقف بين الجنة والنار فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا فيشرفون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت وكلهم
قد رآه ثم يقال له يا أهل النار هل تعرفون هذا فيشرفون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه فيؤمر
271

به فيذبح فيقال يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الامر وهم في غفلة وأشار بيده وقال أهل الدنيا في غفلة * وأخرج النسائي وابن
أبى حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وأنذرهم يوم الحسرة قال
ينادى أهل الجنة فيشرفون وينادى أهل النار فيشرفون وينظرون فيقال ما تعرفون هذا فيقولون نعم فيجاء
بالموت في صورة كبش أملح فيقال هذا الموت فيقرب ويذبح ثم يقال يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود
ولا موت ثم قرأ وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الامر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
وأنذرهم يوم الحسرة قال يصور الله الموت في صورة كبش أملح فيذبح فيئس أهل النار من الموت فيما يرجونه
فتأخذهم الحسرة من أجل الخلود في النار * وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه في
قوله وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الامر قال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يأتي الموت في صورة كبش
أملح حتى يوقف بين الجنة والنار ثم ينادى مناديا أهل الجنة هذا الموت الذي كان يميت الناس في الدنيا ولا يبقى أحد
في عليين ولا في أسفل درجة من الجنة الا نظر إليه ثم ينادى يا أهل النار هذا الموت الذي كان يميت الناس في الدنيا
فلا يبقى أحد في ضحضاح من النار ولا في أسفل درك من جهنم الا نظر إليه ثم يذبح بين الجنة والنار ثم ينادى يا أهل
الجنة هو الخلود أبد الآبدين ويا أهل النار هو الخلود أبد الآبدين فيفرح أهل الجنة فرحة لو كان أحد ميتا من
فرحة ماتوا ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد ميتا من شهقة ماتوا فذلك قوله وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الامر
يقول إذا ذبح الموت * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس يوم الحسرة هو من أسماء يوم القيامة
وقرأ أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن عبد العزيز انه كتب
إلى عامله بالكوفة أما بعد فان الله كتب على خلقه حين خلقهم الموت فجعل مصيرهم إليه فقال فيما أنزل في كتابه
الصادق الذي أنزله بعلمه وأشهد ملائكته على خلقه انه يرث الأرض ومن عليها واليه يرجعون * قوله تعالى
(واذكر في الكتاب إبراهيم انه كان صديقا نبيا إذ قال لأبيه يا أبت) * أخرج أبو نعيم والديلمي عن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الوالد على ولده ان لا يسميه الا بما سمى إبراهيم أباه يا أبت ولا يسميه باسمه * قوله
تعالى (قال أراغب أنت) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لأرجمنك قال لأشتمنك
واهجرني مليا قال حينا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله واهجرني مليا قال
اجتنبني سالما قبل ان يصيبك منى عقوبة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد عن قتادة في قوله واهجرني مليا قال سالما * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن مثله * وأخرج عبد بن حميد
عن مجاهد واهجرني مليا قال حينا * وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له
أخبرني عن قوله واهجرني مليا ما الملي قال طويلا قال فيه الهلهل
وتصدعت شم الجبال لموته * وبكت عليه المرملات مليا
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله انه كان بي حفيا قال لطيفا * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله انه كان بي حفيا قال عوده الإجابة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله ووهبنا له اسحق ويعقوب قال يقول وهبنا له اسحق ولدا ويعقوب ابن ابنه * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وجعلنا لهم لسان صدق عليا قال الثناء الحسن * قوله تعالى (واذكر
في الكتاب موسى) الآيات * أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ انه كان مخلصا بنصب اللام * وأخرج عبد
ابن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وكان رسولا نبيا قال النبي وحده الذي تكلم وينزل عليه ولا
يرسل ولفظ ابن أبي حاتم الأنبياء الذين ليسوا برسل يوحى إلى أحدهم ولا يرسل إلى أحدهم والرسل الأنبياء الذين
يوحى إليهم ويرسلون * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله جانب الطور الأيمن قال
جانب الجبل الأيمن وقربناه نجيا قال نجا بصدقه * وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية في قوله وقربناه نجيا قال
قربه حتى سمع صرير القلم * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر عن ميسرة وقربناه نجيا قال
272

أدنى حتى سمع صرير القلم في الألواح وهو يكتب التوراة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن سعيد بن جبير وقربناه نجيا قال أردفه جبريل حتى سمع صرير القلم والتوراة تكتب له * وأخرج ابن أبي حاتم
عن السدى وقربناه نجيا قال ادخل في السماء فكلم * وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في
الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله وقربناه نجيا قال بين السماء السابعة وبين العرش سبعون ألف حجاب
حجاب نور وحجاب ظلمة حجاب نور وحجاب ظلمة حجار نور وحجاب ظلمة فما زال موسى يقرب حتى كان بينه وبينه
حجاب فلما رأى مكانه وسمع صريف القلم قال رب أرني أنظر إليك * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة في المصنف
وهناد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس وقربناه نجيا
حتى سمع صريف القلم يكتب في اللوح * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن معدى كرب قال لما قرب الله موسى
نجيا بطور سينا قال يا موسى إذا خلقت لك قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة تعين على الخير فلم أخزن عنك من الخير
شيئا ومن أخزن عنه هذا فلم أفتح له من الخير شيئا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ووهبنا
له من رحمتنا أخاه هارون نبيا قال كان هارون أكبر من موسى ولكن انما وهب له نبوته * قوله تعالى (واذكر في
الكتاب إسماعيل) * أخرج الحاكم من طريق سمرة عن كعب قال كان إسماعيل نبي الله الذي سماه صادق
الوعد وكان رجلا فيه حدة مجاهدا أعداء الله ويعطيه الله النصر عليهم والظفر وكان شديد الحرب على الكفار
لا يخاف في الله لومة لائم صغير الرأس غليظ العنق طويل اليدين والرجلين يضرب بيديه ركبتيه وهو قائم صغير
العينين طويل الانف عريض الكتف طويل الأصابع بارز الخلق قوى شديد عنيف على الكفار وكان يأمر
أهله بالصلاة والزكاة وكانت زكاته القربات إلى الله من أموالهم وكان لا يعد أحدا شيئا الا أنجزه فسماه الله صادق
الوعد * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج انه كان صادق الوعد قال لم يعد ربه عدة قط الا أنفذها * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سفيان الثوري قال بلغني ان إسماعيل وصاحبا له أتيا قرية فقال له صاحبه اما أن أجلس وتدخل
فتشتري طعاما زادنا واما أن أدخل فأكفيك ذلك فقال له إسماعيل بل ادخل أنت وأنا أجلس أنتظرك فدخل
ثم نسى فخرج فأقام مكانه حتى كان الحول من ذلك اليوم فمر به الرجل فقال له أنت ههنا حتى الساعة قال قلت لك
لا أبرح حتى تجئ فقال تعالى واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد * وأخرج ابن جرير عن سهل بن
سعد قال إن إسماعيل عليه السلام وعد رجلا أن يأتيه فجاء ونسى الرجل فظل به إسماعيل وبات حتى جاء الرجل من
الغد فقال ما برحت من ههنا قال لا قال انى نسيت قال لم أكن لأبرح حتى تأتيني ولذلك كان صادق الوعد * وأخرج
مسلم عن واثلة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل
كنانة * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا سيد الخلائق يوم القيامة
في اثنى عشر نبيا منهم إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب * وأخرج الحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس
قال أول من نطق بالعربية ووضع الكتاب على لفظه ومنطقه ثم جعله كتابا واحدا مثل بسم الله الرحمن الرحيم
الوصول حتى فرق بينه ولده إسماعيل * وأخرج ابن سعد عن عقبة بن بشير أنه سال محمد بن علي من أول من تكلم
بالعربية قال إسماعيل بن إبراهيم وهو ابن ثلاثة عشرة سنة قلت فما كان كلام الناس قبل ذلك قال العبرانية
* وأخرج ابن سعد عن الواقدي عن غير واحد من أهل العلم ان إسماعيل ألهم من يوم ولد لسان العرب وولد
إبراهيم أجمعون على لسان إبراهيم * وأخرج ابن سعد عن علي بن رباح اللخمي قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم كل العرب من ولد إسماعيل * وأخرج ابن سعد عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال قبر أم إسماعيل تحت
الميزاب بين الركن والبيت * قوله تعالى (واذكر في الكتاب إدريس) الآية * أخرج الحاكم عن سمرة قال
كان إدريس أبيض طويلا ضخم البطن عريض الصدر قليل شعر الجسد كثير شعر الرأس وكانت إحدى عينيه
أعظم من الأخرى وكانت في صدره نكتة بيضاء من غير برص فلما رأى الله من أهل الأرض ما رأى من جورهم
واعتدائهم في أمر الله رفعه الله إلى السماء السادسة فهو حيث يقول ورفعناه مكانا عليا * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عبد الله بن عمرو بن العاص ان إدريس أقدم من نوح بعثه الله إلى قومه فأمرهم الله أن يقولوا لا إله إلا الله ويعملوا
273

بما شاء فأبوا فأهلكهم الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ورفعناه مكانا عليا قال كان إدريس خياطا
وكان لا يغرز الا قال سبحان الله فكان يمسي حين يمسي وليس في الأرض أحد أفضل منه عملا فاستأذن ملك من
الملائكة ربه فقال يا رب ائذن لي فاهبط إلى إدريس فأذن له فأتى إدريس فسلم عليه وقال انى جئتك لأحدثك فقال
كيف تحدثني وأنت ملك وأنا انسان ثم قال إدريس هل بينك وبين ملك الموت شئ قال الملك ذاك أخي من الملائكة
فقال هل يستطيع أن ينسئني عند الموت قال اما ان يؤخر شيئا أو يقدمه فلا ولكن سأكلمه لك فيرفق بك عند
الموت فقال اركب بين جناحي فركب إدريس فصعد إلى السماء العليا فلقى ملك الموت إدريس بين جناحيه فقال
له الملك ان لي إليك حاجة قال علمت حاجتك تكلمني في إدريس وقد محى اسمه من الصحيفة ولم يبق من أجله الا
نصف طرفة عين فمات إدريس بين جناحي الملك * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي حاتم عن ابن عباس
قال سألت كعبا عن رفع إدريس مكانا عليا فقال كان عبدا تقيا رفع له من العمل الصالح ما رفع لأهل الأرض في زمانه
فعجب الملك الذي كان يصعد عليه عمله فاستأذن ربه قال يا رب ائذن لي آتي عبدك هذا فأزوره فأذن له فنزل قال
يا إدريس ابشر فإنه رفع لك من العمل الصالح مالا رفع لأهل الأرض قال وما علمك قال انى ملك قال وان كنت ملكا
قال فاني على الباب الذي يصعد عليه عملك قال أفلا تشفع إلى ملك الموت فيؤخر من أجلى لازداد شكرا وعبادة قال
الملك لا يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها قال قد علمت ولكنه أطيب لنفسي فحمله الملك على جناحه فصعد به إلى السماء
فقال يا ملك الموت هذا عبد تقى نبي رفع له من العمل الصالح مالا يرفع لأهل الأرض وإني أعجبني ذلك فاستأذنت
ربى عليه فلما بشرته بذلك سألني لأشفع له إليك لتؤخر له من أجله ليزداد شكرا وعبادة قال ومن هذا قال إدريس
فنظر في كتاب معه حتى مر باسمه فقال والله ما بقى من أجل إدريس شئ فمحاه فمات مكانه * وأخرج ابن أبي حاتم
وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ورفعناه مكانا عليا قال رفع إلى السماء السادسة فمات فيها * وأخرج الترمذي
وصححه وابن المنذر وابن مردويه عن قتادة في قوله ورفعناه مكانا عليا قال حدثنا أنس بن مالك ان نبي الله صلى الله
عليه وسلم قال لما عرج بي رأيت إدريس في السماء الرابعة * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم ورفعناه مكانا عليا قال في السماء الرابعة * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد
رضي الله عنه والربيع مثله * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية
قال رفع إدريس كما رفع عيسى ولم يمت * وأخرج ابن أبي حاتم بسند حسن عن ابن مسعود رضي الله عنه قال
إدريس هو الياس * وأخرج ابن المنذر عن عمر مولى غفرة يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
إدريس كان نبيا تقيا زكيا وكان يقسم دهره على نصفين ثلاثة أيام يعلم الناس الخير وأربعة أيام يسيح في الأرض
ويعبد الله مجتهدا وكان يصعد من عمله وحده إلى السماء من الخير مثل ما يصعد من جميع أعمال بني آدم وان ملك
الموت أحبه في الله فاتاه حين خرج للسياحة فقال له يا نبي الله انى أريد ان تأذن لي في صحبتك فقال له إدريس وهو
لا يعرفه انك لن تقوى على صحبتي قال بلى انى أرجو ان يقويني الله على ذلك فخرج معه يومه ذلك حتى إذا كان من
آخر النهار مر براعي غنم فقال ملك الموت لإدريس يا نبي الله انا لا ندري حيث نمسي فلو أخذنا جفرة من هذه الغنم
فأفطرنا عليها فقال له إدريس لا تعد إلى مثل هذا تدعوني إلى أخذ ما ليس لنا من حيث نمسي يأتي الله برزق فلما
أمسى أتاه الله بالرزق الذي كان يأتيه فقال لملك الموت تقدم فكل فقال ملك الموت لا والذي أكرمك بالنبوة
ما اشتهى فاكل إدريس وقاما جميعا إلى الصلاة ففتر إدريس وكل ومل ونعس وملك الموت لا يفتر ولا يمل ولا ينعس
فعجب منه وقال قد كنت أظن انى أقوى الناس على العبادة فهذا أقوى منى فصغرت عنده عبادته عند ما رأى منه ثم
أصبحا فساحا فلما كان آخر النهار مرا بحديقة عنب فقال ملك الموت لإدريس يا نبي الله لو أخذنا قطفا من هذا
العنب لأنا لا ندري حيث نمسي فقال إدريس ألم أنهك عن هذا وأنت حيث تمسي يأتينا الله برزق فلما أمسى اتاه
الله الرزق الذي كان يأتيه فاكل إدريس فقال لملك الموت هلم فكل فقال لا والذي أكرمك بالنبوة يا نبي الله لا اشتهى
فعجب ثم قاما إلى الصلاة ففتر إدريس أيضا وكل ومل وملك الموت لا يكل ولا يفتر ولا ينعس فقال له عند ذلك
إدريس لا والذي نفسي بيده ما أنت من بني آدم فقال له ملك الموت عند ذلك أجل لست من بني آدم فقال له إدريس
274

فمن أنت قال أنا ملك الموت فقال له إدريس أمرت في بأمر فقال له لو أمرت فيك بأمر ما ناظرتك ولكني أحبك
في الله وصحبتك فقال له إدريس يا ملك الموت انك معي ثلاثة أيام بلياليها لم تقبض روح أحد من الخلق قال بلى
والذي أكرمك بالنبوة يا نبي الله انى معك من حين رأيت وإني أقبض نفس من أمرت بقبض نفسه في مشارق
الأرض ومغاربها وما الدنيا كلها عندي الا بمنزلة المائدة بين يدي الرجل يمد يده ليتناول منها ما شاء فقال له إدريس
يا ملك الموت أسألك بالذي أحببتني له وفيه الا قضيت لي حاجة أسألكها فقال له ملك الموت سلني ما أحببت يا نبي الله
فقال أحب أن تذيقني الموت وتفرق بين روحي وجسدي حتى أجد طعم الموت ثم ترد إلى روحي فقال له ملك الموت
عليه السلام ما أقدر على ذلك الا أن استأذن فيه ربى فقال له إدريس عليه السلام فاستأذنه في ذلك فعرج ملك
الموت إلى ربه فأذن له فقبض نفسه وفرق بين روحه وجسده فلما سقط إدريس عليه السلام ميتا رد الله إليه
روحه وطفق يمسح وجهه وهو يقول يا نبي الله ما كنت أريد ان يكون هذا حظك من صحبتي فلما أفاق قال له ملك
الموت يا نبي الله كيف وجدت قال يا ملك الموت قد كنت أحدث واسمع فإذا هو أعظم مما كنت أحدث واسمع ثم
قال يا ملك الموت أريد منك حاجة أخرى قال وما هي قال تريني النار حتى انظر إلى لمحة منه فقال له ملك الموت
وما لك والنار انى لأرجو ان لا تراها ولا تكون من أهلها قال بلى أريد ذلك لكون أشد لرهبتي وخوفي منها فانطلق
إلى باب من أبواب جهنم فنادى بعض خزنتها فأجابوه وقالوا من هذا قال أنا ملك الموت فارتعدت فرائصهم قالوا أمرت
فينا بأمر فقال لو أمرت فيكم بأمر ما ناظرتكم ولكن نبي الله إدريس عليه السلام سألني أن تروه لمحة من النار
ففتحوا له قدر ثقب المخيط فأصابه من حرها ولهبها وزفيرها ما صعق فقال ملك الموت أغلقوا فاغلقوا فمسح ملك
الموت وجهه وهو يقول يا نبي الله ما كنت أحب ان يكون هذا حظك من صحبتي فلما أفاق قال له ملك الموت يا نبي
الله كيف رأيت قال يا ملك الموت كنت أحدث واسمع فإذا هو أعظم مما كنت أحدث واسمع فقال له يا ملك الموت
قد بقيت لي حاجة أخرى لم يبق غيرها قال وما هي قال تريني لمحة من الجنة قال له ملك الموت عليه السلام يا نبي الله
ابشر فإنك إن شاء الله من خيار أهلها وانها إن شاء الله مقيلك ومصيرك فقال يا ملك الموت انى أحب أنظر إليها
ولعل ذلك أن يكون أشد لشوقي وحرصي وطلبي فذهب به إلى باب من أبواب الجنة فنادى بعض خزنتها فأجابوه
فقالوا من هذا قال ملك الموت فارتعدت فرائصهم وقالوا أمرت فينا بشئ فقال لو أمرت فيكم بشئ ما ناظرتكم
ولكن نبي الله إدريس عليه السلام سال أن ينظر إلى لمحة من الجنة فافتحوا فلما فتح أصابه من بردها وطيبها
وريحانها ما أخذ بقلبه فقال يا ملك الموت انى أحب أن أدخل الجنة فآكل أكلة من ثمارها وأشرب شربة من
مائها فلعل ذلك أن يكون أشد لطلبتي ورغبتي وحرصي فقال ادخل فدخل فاكل من ثمارها وشرب من مائها
فقال له ملك الموت اخرج يا نبي الله قد أصبت حاجتك حتى يردك الله مع الأنبياء يوم القيامة فاحتضن بساق
شجرة من شجر الجنة وقال ما أنا بخارج منها وان شئت ان أخاصمك خاصمتك فأوحى الله إلى ملك الموت قاضيه
الخصومة فقال له ملك الموت ما الذي تخاصمني به يا نبي الله فقال إدريس قال الله تعالى كل نفس ذائقة الموت فقد
ذقت الموت الذي كتبه الله على خلقه مرة واحدة وقال الله وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا وقد
وردتها أفأردها مرة بعد مرة وانما كتب الله ورودها على خلقه مرة واحدة وقال لأهل الجنة وما هم منها
بمخرجين أفأخرج من شئ ساقه الله إلى فأوحى الله إلى ملك الموت خصمك عبدي إدريس وعزتي وجلالي أن في
سابق علمي قبل أن أخلقه انه لا موت عليه الا الموتة التي ماتها وانه لا يرى جهنم الا الورد الذي وردها وانه يدخل
الجنة في الساعة التي دخلها وانه ليس بخارج منها فدعه يا ملك الموت فقد خصمك وانه احتج عليك بحجة قوية فلما
قر قرار إدريس في الجنة وألزمه الله دخولها قبل الخلائق عجت الملائكة إلى ربهم فقالوا ربنا خلقنا قبل إدريس
بكذا وكذا ألف سنة ولم نعصك طرفة عين وانما خلقت إدريس منذ أيام قلائل فأدخلته الجنة قبلنا فأوحى الله
إليهم يا ملائكتي انما خلقتكم لعبادتي وتسبيحي وذكرى وجعلت فيها لذتكم ولم أجعل لكم لذة في مطعم ولا
مشرب ولا في شئ سواها وقويتكم عليها وجعلت في الأرض الزينة والشهوات واللذات والمعاصي والمحارم
وانه اجتنب ذلك كله من أجلى وآثر هواي على هواه ورضاي ومحبتي على رضاه ومحبته فمن أراد منكم أن يدخل
275

مدخل إدريس فليهبط إلى الأرض فليعبدني بعبادة إدريس ويعمل بعمل إدريس فان عمل مثل إدريس أدخله
مدخل إدريس وان غير أو بدل استوجب مدخل الظالمين فقالت الملائكة ربنا لا نطلب ثوابا ولا تصيبنا بعقاب
رضينا بمكاننا منك يا رب وفضيلتك إيانا وانتدب ثلاثة من الملائكة هاروت وماروت وملك آخر رضوا به
فأوحى الله إليهم أما إذا اجتمعتم على هذا فاحذروا ان نفعكم الحذر فاني أنذركم اعلموا أن أكبر الكبائر عندي
أربع فما عملتم وسواها غفرته لكم وان عملتموها لم أغفر لكم قالوا وما هي قال أن لا تعبدوا صنما ولا تسفكوا
دما ولا تشربوا خمرا ولا تطأوا محرما فهبطوا إلى الأرض على ذلك فكانوا في الأرض على مثل ما كان عليه إدريس
يقيمون أربعة أيام في سياحتهم وثلاثة أيام يعلمون الناس الخير ويدعونهم إلى عبادة الله تعالى وطاعته حتى
ابتلاهم الله بالزهرة وكانت من أجمل النساء فلما نظروا إليها فتنوا بها لما أراد الله ولما سبق عليهم في علمه مع
خذلان الله إياهم فنسوا ما تقدم إليهم فسألوها نفسها قالت لهم نعم ولكن لي زوج لا أقدر على ما تريدون منى الا
أن تقتلوه وأكون لكم فقال بعضهم لبعض انا قد أمرنا أن لا نسفك دما ولا نطأ محرما ولكن نفعل هذا مع هذا ثم
نتوب من هذا كله فلما أحس الثالث بالفتنة عصمه الله من ذلك كله بالسماء فدخلها فنجا وأقام هاروت وماروت
لما كتب عليهما فشدا على زوجها فقتلاه فلما أراداها قالت لي صنم أعبده وأنا أكره معصيته وخلافه فان
أردتما فاسجدا له سجدة واحدة فدعتهما الفتنة إلى ذلك فقال أحدهما لصاحبه انا قد أمرنا أن لا نسفك دما ولا
نطأ محرما ولكنا نفعله ثم نتوب من جميعه فسجدوا لذلك الصنم فلما أراداها قالت لهما بقيت لي حاجة أخرى قالا
وما هي قالت لي شراب لا يطيب لي شئ من العيش الا به قالا وما هو قالت الخمر فدعتهما الفتنة إلى ذلك فقال أحدهما
لصاحبه انا قد أمرنا أن لا نشرب خمرا فقال الآخر انا قد أمرنا أن لا نسفك دما ولا نطأ محرما ولكنا نفعله ثم نتوب
من جميعه فشربا الخمر فلما أراداها قالت قد بقيت لي حاجة أخرى قالا وما هي قالت تعلماني الكلام الذي تعرجان به
إلى السماء فعلماها إياه فلما تكلمت به عرجت إلى السماء فلما انتهت إلى السماء مسخت نجما فلما ابتليا بما ابتليا
به عرجا إلى السماء فغلقت أبواب السماء دونهما وقيل لهما ان السماء لا يدخلها خطأ فلما منعا من دخول السماء
وعلما أنهما قد افتتنا وابتليا عجا إلى الله بالدعاء والتضرع والابتهال فأوحى الله إليهما حل عليكما سخطي ووجبت فيما
تعرضتما واستوجبتما وقد كنتما مع ملائكتي في طاعتي وعبادتي حتى عصيتما فصرتما بذلك إلى ما صرتما إليه من معصيتي
وخلاف أمري فاختارا ان شئتما عذاب الدنيا وان شئتما عذاب الآخرة فعلما أن عذاب الدنيا وان طال فمصيره
إلى زوال وأن عذاب الآخرة ليس له زوال ولا انقطاع فاختارا عذاب الدنيا فهما ببابل معلقين منكوسين مقرنين
إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق داود بن أبي هند عن بعض أصحابه قال كان ملك الموت صديقا
لإدريس عليه السلام فقال له إدريس يوما يا ملك الموت قال لبيك قال أمتني فأرني كيف الموت قال له ملك الموت
سبحان الله يا إدريس انما يفر أهل السماوات والأرض من الموت وتسألني ان أريك كيف الموت قال انى أحب ان
أراه فلما ألح عليه قال له يا إدريس أنا عبد مملوك مثلك وليس إلى من الامر شئ قال فصعد ملك الموت فقال رب ان
عبدك سألني ان أريه الموت كيف هو قال الله له فأمته فقال له ملك الموت يا إدريس انما يفر الخلق من الموت قال
فأرني فلما مات بقى ملك الموت لا يستطيع ان يرد نفسه إليه فقال يا رب قد ترى ما إدريس فيه فرد الله إليه روحه
فمكث ما شاء الله حيا ثم قال يا ملك الموت أدخلني الجنة فانظر إليها قال له يا إدريس انما أنا عبد مملوك مثلك ليس إلى
من الامر شئ فألح عليه فقال ملك الموت يا رب ان عبدك إدريس قد ألح على فسألني ان أدخله الجنة فيراها وقد
قلت له انما أنا عبد مملوك مثلك وليس إلى من الامر شئ قال الله فادخله الجنة قال إن الله علم من إدريس مالا أعلم انا
فاحتمله ملك الموت فادخله الجنة فكان فيها ما شاء الله فقال له ملك الموت أخرج بنا قال لا قال الله وما نحن بميتين الا
موتتنا الأولى وقال الله وما هم منها بمخرجين وما أنا بخارج منها قال ملك الموت يا رب قد تسمع ما يقول عبدك
إدريس قال الله له صدق عبدي هو أعلم منك فاخرج منها ودعه فيها فقال الله ورفعناه مكانا عليا * وأخرج ابن أبي
حاتم عن السدى في قوله واذكر في الكتاب إدريس انه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا قال كان إدريس أول
نبي بعثه الله في الأرض وانه كان يعمل فيرفع عمله مثل نصف أعمال الناس ثم إن ملكا من الملائكة أحبه فسأل الله
276

ان يأذن له فيأتيه فأذن له فاتاه فحدثه بكرامته على الله فقال يا أيها الملك أخبرني كم بقى من أجلى لعلى أجتهد لله في
العمل قال يا إدريس لا يعلم هذا الا الله قال فهل تستطيع ان تصعد بي إلى السماء فانظر في ملك الله فاجتهد لله في
لعمل قال لا الا ان تشفع فتشفع فامر به فحمله تحت جناحه فصعد به حتى إذا بلغ السماء السادسة استقبل ملك
الموت نازلا من عند الله فقال يا ملك الموت أين تريد قال اقبض نفس إدريس قال وأين أمرت ان تقبض نفسه قال
في السماء السادسة فذهب الملك ينظر إلى إدريس فإذا هو برجليه يخفقان قد مات فوضعه في السماء السادسة
* قوله تعالى (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله أولئك
الذين أنعم الله عليهم من النبيين قال هذه تسمية الأنبياء الذين ذكرهم أما من ذرية ادم فإدريس ونوح وأما من
حمل مع نوح فإبراهيم وأما ذرية إبراهيم فإسماعيل وإسحاق ويعقوب وأما من ذرية إسرائيل فموسى وهارون
وزكريا ويحيى وعيسى * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله واجتبينا قال خلصنا * وأخرج عبد بن حميد عن
قيس بن سعد قال جاء ابن عباس حتى قام على عبيد بن عمير وهو يقص فقال واذكر في الكتاب إبراهيم انه كان
صديقا نبيا واذكر في الكتاب إسماعيل الآية واذكر في الكتاب إدريس الآية حتى بلغ أولئك الذين أنعم الله
عليهم من النبيين قال ابن عباس ذكر بأيام الله واثن على من أثنى الله عليه * واخرج ابن أبي الدنيا في البكاء وابن
جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عمر بن الخطاب أنه قرأ سورة مريم فسجد ثم قال هذا السجود
فأين البكاء * قوله تعالى (فخلف من بعدهم خلف) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله فخلف من
بعدهم خلف قال هم اليهود والنصارى * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد فخلف من بعدهم خلف قال من هذه
الأمة يتراكبون في الطرق كما تراكب الانعام لا يستحيون من الناس ولا يخافون من الله في السماء * وأخرج عبد
ابن حميد عن مجاهد في قوله فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة قال عند قيام الساعة ذهاب صالح أمة محمد ينزو
بعضهم إلى بعض في الأزقة زناة * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي في قوله أضاعوا الصلاة يقول
تركوا الصلاة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود في قوله فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة قال ليس
أضاعتها تركها قد يضيع الانسان الشئ ولا يتركه ولكن إضاعتها إذا لم يصلها لوقتها * وأخرج سعيد بن منصور
عن إبراهيم في قوله أضاعوا الصلاة قال صلوها لغير وقتها * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن القاسم بن
مخيمرة في قوله أضاعوا الصلاة قال أخروا الصلاة عن ميقاتها ولو تركوها كفروا * وأخرج ابن أبي حاتم
والخطيب في المتفق والمفترق عن عمر بن عبد العزيز في قوله أضاعوا الصلاة قال لم يكن اضاعتهم تركها ولكن
أضاعوا المواقيت * وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب قال والله انى لأجد صفة المنافقين في التوراة شرابين للقهوات
تباعين للشهوات لعانين للكعبات رقادين عن العتمات مفرطين في الغدوات تراكين للصلوات تراكين للجمعات ثم
تلا هذه الآية فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
الأشعث قال أوحى الله إلى داود عليه السلام ان القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عنى محجوبة * وأخرج البيهقي
في شعب الايمان عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال اغتسلت أنا وآخر فرآنا عمر بن الخطاب وأحدنا ينظر إلى
صاحبه فقال انى لأخشى ان تكونا من الخلف الذين قال الله فيهم فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا
الشهوات فسوف يلقون غيا * وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه
والبيهقي في شعب الايمان عن أبي سعيد الخدري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلا هذه الآية فخلف من
بعدهم خلف فقال يكون خلف من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ثم
يكون خلف يقرؤن القرآن لا يعدو تراقيهم ويقرأ القرآن ثلاثة مؤمن ومنافق وفاجر * وأخرج أحمد والحاكم
وصححه عن عقبة بن عامر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيهلك من أمتي أهل الكتاب وأهل اللين قلت
يا رسول الله ما أهل الكتاب قال قوم يتعلمون الكتاب يجادلون به الذين آمنوا فقلت ما أهل اللين قال قوم يتبعون
الشهوات ويضيعون الصلوات * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عن عائشة أنها كانت ترسل
بالصدقة لأهل الصدقة وتقول لا تعطوا منها بربريا ولا بربرية فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هم
277

الخلف الذين قال الله فخلف من بعدهم خلف * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يكون في أمتي من يقتل على الغضب ويرتشي في الحكم ويضيع الصلوات ويتبع الشهوات ولا ترد له راية قيل
يا رسول الله أمؤمنون هم قال بالايمان يقرون * قوله تعالى (فسوف يلقون غيا) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله فسوف يلقون غيا قال خسرا * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وهناد وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في البعث من طرق عن ابن
مسعود في قوله فسوف يلقون غيا قال الغي نهر أو واد في جهنم من قيح بعيد القعر خبيث الطعم تقذف فيه الذين
يتبعون الشهوات * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في البعث عن البراء بن عازب في الآية قال الغي واد في جهنم بعيد
القعر منتن الريح * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي امامة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لو أن صخرة زنة عشر أواق قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفا ثم تنتهى
إلى غي وآثام قلت وما غي وآثام قال نهران في أسفل جهنم يسيل فيهما صديد أهل النار وهما اللذان ذكر الله في
كتابه فسوف يلقون غيا ومن يفعل ذلك يلق أثاما * وأخرج ابن مردويه من طريق نهشل عن الضحاك عن
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الغي واد في جهنم * وأخرج البخاري في تاريخه عن عائشة في قوله غيا
قال نهر في جهنم * وأخرج ابن المنذر عن شقي بن ماتع قال إن في جهنم واديا يسمى غيا يسيل دما وقيحا فهو لمن خلق
له * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله يلقون غيا قال سوأ الا من تاب قال من ذنبه وآمن قال بربه وعمل صالحا
قال بينه وبين الله * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لا يسمعون فيها لغوا قال باطلا * وأخرج
عبد بن حميد وهناد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لا يسمعون فيها لغوا قال لا يستبون وفى قوله ولهم
رزقهم فيه بكرة وعشيا قال ليس فيها بكرة ولا عشى يؤتون به على النحو الذي يحبون من البكرة والعشي * وأخرج
سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا قال
يؤتون به في الآخرة على مقدار ما كانوا يؤتون به في الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الوليد
ابن مسلم قال سألت زهير بن محمد عن قوله ولم رزقهم فيها بكرة وعشيا قال ليس في الجنة ليل ولا شمس ولا قمر هم
في نور أبدا ولهم مقدار الليل والنهار يعرفون مقدار الليل بارخاء الحجب واغلاق الأبواب ويعرفون مقدار النهار
برفع الحجب وفتح الأبواب * واخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق أبان عن الحسن وأبى قلابة قالا
قال رجل يا رسول الله هل في الجنة من ليل قال وما هيجك على هذا قال سمعت الله يذكر في الكتاب ولهم رزقهم فيها
بكرة وعشيا فقلت الليل من البكرة والعشي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هناك ليل وانما هو ضوء ونور
يرد الغدو على الرواح والرواح على الغدو وتأتيهم طرف الهدايا من الله لمواقيت الصلوات التي كانوا يصلون فيها
في الدنيا وتسلم عليهم الملائكة * وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن أبي كثير قال كانت العرب في زمانها انما لها
أكلة واحدة فمن أصاب أكلتين سمى فلانا الناعم فأنزل الله تعالى يرغب عباده فيما عنده ولهم رزقهم فيها بكرة
وعشيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال كانوا يعدون النعيم أن يتعدى الرجل ثم يتعشى قال الله لأهل
الجنة ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من
غداة من غدوات الجنة وكل الجنة غدوات الا أنه يزف إلى ولى الله تعالى فيها زوجة من الحور العين أدناهن التي
خلقت من زعفران * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ تلك الجنة التي نورث بالنون مخففة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن شودب في قوله تلك الجنة التي نورث من عبادنا قال ليس من أحد الا وله في الجنة منزل وأزواج
فإذا كان يوم القيامة ورث الله المؤمن كذا وكذا منزلا من منازل الكفار فذلك قوله من عبادنا * وأخرج ابن أبي
حاتم عن داود بن أبي هند في قوله من كان تقيا قال موحدا * قوله تعالى (وما نتنزل الا بأمر ربك) * أخرج أحمد
والبخاري ومسلم وعبد بن حميد والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم
والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر
مما تزورنا فنزلت ما نتنزل الا بأمر ربك إلى آخر الآية زاد ابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم فكان ذلك الجواب
278

لمحمد * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي البقاع أحب إلى الله وأيها أبغض
إلى الله قال ما أدرى حتى أسال جبريل وكان قد أبطأ عليه فقال لقد أبطأت على حتى ظننت أن بربي على موجدة
فقال وما نتنزل الا بأمر ربك * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال أبطأ جبريل على النبي صلى الله
عليه وسلم أربعين يوما ثم نزل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما نزلت حتى اشتقت إليك فقال له جبريل أنا كنت
إليك أشوق ولكني مأمور فأوحى الله إلى جبريل أن قل له وما نتنزل الا بأمر ربك * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى قال احتبس جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم بمكة حتى حزن واشتد عليه فشكى ذلك إلى خديجة فقالت
خديجة لعل ربك قد ودعك أو قلاك فنزل جبريل بهذه الآية ما ودعك ربك وما قلى قال يا جبريل احتبست عنى حتى
ساء ظني فقال جبريل وما نتنزل الا بأمر ربك * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال لبث جبريل عن النبي صلى الله
عليه وسلم اثنتي عشرة ليلة فلما جاءه قال لقد رثت حتى ظن المشركون كل ظن فنزلت الآية * واخرج سعيد بن
منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد قال أبطأت الرسل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم أتاه جبريل فقال له ما حبسك عنى قال كيف نأتيكم وأنتم لا تقصون أظفاركم ولا تنقون برجمكم ولا تأخذون
شواربكم ولا تستاكون وقرأ وما نتنزل الا بأمر ربك * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
احتبس جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وحزن فاتاه جبريل
وقال يا محمد وما نتنزل الا بأمر ربك له ما بين أيدينا يعنى من الدنيا وما خلفنا يعنى من الآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عكرمة له ما بين أيدينا قال الدنيا وما خلفنا قال الآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
له ما بين أيدينا قال من أمر الآخرة وما خلفنا من أمر الدنيا وما بين ذلك ما بين الدنيا والآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم
عن قتادة رضي الله عنه وما بين ذلك قال ما بين النفختين * وأخرج هناد وابن المنذر عن أبي العالية وما بين ذلك
قال ما بين النفختين * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى وما كان ربك نسيا قال قال ما كان ربك لينساك يا محمد
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبزار والطبراني وابن مردويه والبيهقي في سننه والحاكم وصححه عن أبي
الدرداء رفع الحديث قال ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عافية فاقبلوا من الله
عافيته فان الله لم يكن لينسى شيئا ثم تلا وما كان ربك نسيا * وأخرج ابن مردويه من حديث جابر مثله * وأخرج
الحاكم عن سلمان سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن 7 والفراء فقال الحلال ما أحل الله في كتابه
والحرام ما حرم الله في كتابه وما سكت عنه فهو مما عفا عنه * قوله تعالى (هل تعلم له سميا) * أخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله هل تعلم له سميا قال هل تعلم للرب مثلا أو شبها * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما
هل تعلم له سميا قال ليس أحد يسمى الرحمن غيره * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
هل تعلم له سميا يا محمد هل تعلم لإلهك من ولد * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق
قال له أخبرني عن قوله هل تعلم له سميا قال هل تعلم له ولدا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر
وهو يقول أما السمي فأنت منه مكثر * والمال مال يغتدي ويروح
* قوله تعالى (ويقول الانسان) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ويقول الانسان الآية قال
قالها العاصي بن وائل * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ لسوف أخرج برفع الألف أو لا يذكر الانسان
خفيفه بنصب الياء ورفع الكاف * قوله تعالى (فوربك) الآيات أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله جثيا قال قعودا وفى قوله عتيا قال معصية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله عتيا قال عصيا * وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال لا أدرى كيف قرأ النبي صلى الله عليه وسلم عتيا
أو جثيا فإنهما جميعا بالضم * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والبيهقي في البعث عن عبد الله بن باباه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أراكم بالكوم دون جهنم جاثين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه
أنه قرأ جثيا برفع الجيم وعتيا برفع العين وصليا برفع الصاد * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه
279

في قوله حول جهنم جثيا قال قياما * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ثم لننزعن قال لنبدأن * وأخرج ابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله ثم لننزعن الآية قال لننزعن من كل أهل دين قادتهم ورؤسهم في الشر * وأخرج ابن أبي
حاتم عن عكرمة في قوله انهم أشد على الرحمن عتيا قال في الدنيا * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن أبي الأحوص ثم لننزعن من كل شيعة الآية قال يبدأ بالأكابر فالأكابر جرما * وأخرج ابن أبي حاتم
والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال يحشر الأول على الآخر حتى إذا تكاملت العدة آثارهم جميعا ثم بدئ
بالأكابر فالأكابر جرما ثم قرأ فوربك لنحشرنهم إلى قوله عتيا * وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم والبيهقي عن مجاهد في قوله لننزعن من كل شيعة قال من كل أمة أشد على الرحمن عتيا قال كفرا * وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا يقول إنهم أولى بالخلود في جهنم * وأخرج
الحرث بن أبي أسامة وابن جرير بسند حسن عن ابن عباس قال إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم وزيد
في سعتها كذا وكذا وجمع الخلائق بصعيد واحد جنهم وإنسهم فإذا كان ذلك اليوم قيضت هذه السماء الدنيا
عن أهلها على وجه الأرض ولأهل السماء وحدهم أكثر من أهل الأرض جنهم وإنسهم بضعف فإذا نثروا على
وجه الأرض فزعوا إليهم فيقولون أفيكم ربنا فيفزعون من قولهم ويقولون سبحان ربنا ليس فينا وهو آت ثم
تقاض السماء الثانية ولأهل السماء الثانية وحدهم أكثر من أهل السماء الدنيا ومن جميع أهل الأرض
بضعف جنهم وإنسهم فإذا نثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهل الأرض فيقولون أفيكم ربنا فيفزعون من قولهم
ويقولون سبحان ربنا ليس فينا وهو آت ثم تقاض السماوات سماء سماء كلما قيضت سماء عن أهلها كانت أكثر من
أهل السماوات التي تحتها ومن جميع أهل الأرض بضعف فإذا نثروا على أهل الأرض يفزع إليهم أهل الأرض
فيقولون لهم مثل ذلك فيرجعون إليهم مثل ذلك حتى تقاض السماء السابعة فلأهل السماء السابعة أكثر من
أهل ست سماوات ومن جميع أهل الأرض بضعف فيجئ الله فيهم والأمم جثى صفوف فينادى مناد ستعلمون اليوم
من أصحاب الكرم ليقم الحمادون لله على كل حال فيقومون فيسرحون إلى الجنة ثم ينادى الثانية ستعلمون اليوم
من أصحاب الكرم أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم
ينفقون فيقومون فيسرحون إلى الجنة ثم ينادى الثالثة ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم أين لذين لا تلهيهم
تجارة ولا بيع عن ذكر الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار فيقومون
فيسرحون إلى الجنة فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة خرج عنق من النار فأشرف على الخلائق له عينان تبصران ولسان
فصيح فيقول انى وكلت منكم بثلاثة بكل جبار عنيد فتلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم فتحبس بهم
في جهنم ثم تخرج ثانية فتقول انى وكلت منكم بمن آذى الله تعالى ورسوله فتلقطهم من الصفوف لقط الطير حب
السمسم فتحبس بهم في جهنم ثم تخرج ثالثة فتقول انى وكلت بأصحاب التصاوير فتلقطهم من الصفوف لقط الطير
حب السمسم فتحبس بهم في جهنم فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة ومن هؤلاء ثلاثة نشرب الصحف ووضعت الموازين
ودعى الخلائق للحساب * قوله تعالى (وان منكم الا واردها) * أخرج أحمد وعبد بن حميد والحكيم الترمذي
وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي سمية قال اختلفنا في الورود
فقال بعضنا لا يدخلها مؤمن وقال بعضهم يدخلونها جميعا ثم ينجي الله الذين اتقوا فلقيت جابر بن عبد الله فذكرت
له فقال وأهوى بإصبعيه إلى أذنيه صمتا ان لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يبقى بر ولا فاجر الا
دخلها فتكون على المؤمن بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم حتى أن للنار ضجيجا من بردهم ثم ينجي الله الذين اتقوا
ويذر الظالمين فيها جثيا * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن مجاهد قال خاصم نافع بن الأزرق ابن عباس فقال ابن عباس الورود الدخول
وقال نافع لا فقرأ ابن عباس انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون وقال وردوا أم لا وقرأ
يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار أورد أم لا اما أنا وأنت فسندخلها فانظر هل نخرج منه أم لا * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وان منكم الا واردها قال يردها البر والفاجر ألم تسمع قوله
280

فأوردهم النار وبئس الورد المورود قوله ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا * وأخرج الحاكم عن ابن مسعود انه
سئل عن قوله وان منكم الا واردها قال وان منكم الا داخلها * وأخرج البيهقي في البعث عن ابن عباس في الآية
قال لا يبقى أحد الا دخلها * وأخرج هناد والطبراني عن ابن مسعود في قوله وان منكم الا واردها قال وردها
الصراط * وأخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن الأنباري والترمذي والحاكم وصححه والبيهقي في البعث وابن
مردويه عن ابن مسعود في قوله وان منكم الا واردها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد الناس كلهم النار ثم
يصدرون عنها بأعمالهم فأولهم كلمح البرق ثم كالريح ثم كحضر الفرس ثم كالراكب في رحله ثم كشد الرجل ثم كمشيه
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود قال يرد الناس الصراط جميعا
وورودهم قيامهم حول النار ثم يصدرون عن الصراط بأعمالهم فمنهم من يمر مثل البرق ومنهم من يمر مثل الريح
ومنهم من يمر مثل الطير ومنهم من يمر كأجود الخيل ومنهم من يمر كأجود الإبل ومنهم من يمر كعدو الرجل حتى أن
آخرهم مرا رجل نوره على موضع ابهام قدميه يمر متكفيا به الصراط * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله وان منكم الا واردها قال الصراط على جهنم مثل حد
السيف فتمر الطبقة الأولى كالبرق والثانية كالريح والثالثة كأجود الخيل والرابعة كأجود الإبل ومنهم من يمر
كعدو الرجل والبهائم ثم يمرون على منازلهم والملائكة يقولون رب سلم سلم * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم
وصححه عن المغيرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار المسلمين على الصراط يوم القيامة اللهم سلم سلم
* وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وان منكم الا واردها يقول مجتاز
فيها * وأخرج هناد في الزهد وعبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال الصراط على جهنم يردون عليه
* وأخرج ابن أبى شيبة وهناد وعبد بن حميد والحكيم وابن الأنباري في المصاحف عن خالد بن معدان قال إذا
دخل أهل الجنة الجنة قالوا يا ربنا ألم تعدنا ان نرد النار قال بلى ولكنكم مررتم عليها وهي خامدة * وأخرج
عبد بن حميد وابن الأنباري والبيهقي في البعث عن الحسن في قوله وان منكم الا واردها قال الورود الممر
عليها من غير أن يدخلها * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله وان منكم الا واردها قال هو الممر
عليها * وأخرج ابن الأنباري عن أبي نضرة في قوله وان منكم الا واردها قال يحملون على الصراط إلى جهنم
وهي كأنها متن إهالة فتميل بهم فيقول الله لجهنم خذي أصحابك ودعى أصحابي فيخسف بهم الصراط وينجو
المؤمنون وهو قول الله فاستبقوا الصراط فاني يبصرون * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم
عن أبي العوام قال قال كعب هل تدرون ما قوله وان منكم الا واردها قالوا ما كنا نرى ورودها الا دخولها قال لا
ولكن ورودها ان يجاء بجهنم كأنها متن إهالة حتى استوت عليها أقدام الخلائق برهم وفاجرهم ناداها مناد
خذي أصحابك وذرى أصحابي فتخسف بكل ولى لها لهي أعلم بهم من الوالد بولده وينجو المؤمنون ندية ثيابهم
قال وان الخازن من خزنة جهنم ما بين منكبيه مسيرة سنة معه عمود من حديد له شعبتان يدفع الدفعة فيكب
في النار تسعمائة ألف أو كما قال * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله وان منكم الا واردها قال ورود
المسلمين المرور على الجسر بين ظهريها وورود المشركين ان يدخلوها وقد أحاط بالجسر من الملائكة
دعاؤهم يومئذ يا الله سلم سلم * وأخرج عبد بن حميد عن عبيد بن عمير قال حضورها ورودها * وأخرج
ابن الأنباري في المصاحف عن مرزوق بن أبي سلامة قال قال نافع بن الأزرق لابن عباس ما الورود قال الدخول
قال لا الورود الوقوف على شفيرها فقال ويحك أما تقرأ كتاب الله وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة
فأوردهم النار أفتر له ويحك انما أوقفهم على شفيرها والله تعالى يقول ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون
أشد العذاب * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يختصم
يوم القيامة الرجل وامرأته وما ينطق لسانها ولا لسانه ولكن يداها ورجلاها يشهدان عليها بما كانت تصيب له
ويداه ورجلاه يشهدان عليه بما كان يوليها ثم يدعى الرجل وحوله كمثل ذلك ثم يؤتى باهل الأسواق فما هي
بقراريط تؤخذ منهم ولا دوانق الا حسنات ذا تدفع إلى ذا وسيآت ذا تدفع إلى ذا ثم يؤتى بالجبابرة في مقامع من
281

حديد فيوقفون عند رب العالمين فيقول سوقوهم إلى النار فما أدرى أيدخلونها أو كما قال الله وان منكم الا واردها
كان على ربك حتما مقضيا * وأخرج ابن سعد عن ابن عباس ان عمر لما طعن قال والله لو أن لي ما على الأرض
من شئ لافتديت به من هول المطلع فقال ابن عباس فقلت له والله انى لأرجو ان لا تراها الا مقدار ما قال الله وان
منكم الا واردها * وأخرج الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه والخطيب والبيهقي في الشعب عن يعلى
ابن أمية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تقول النار للمؤمن يوم القيامة جزيا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي
* وأخرج ابن سعد وأحمد وهناد وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري والطبراني وابن مردويه
عن أم مبشر قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية قالت حفصة أليس
الله يقول وان منكم الا واردها قال ألم تسمعيه يقول ثم ننجي الذين اتقوا * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي
والنسائي وابن ماجة وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار الا تحلة القسم ثم قرأ سفيان وان منكم الا واردها * وأخرج الطبراني عن
عبد الرحمن بن بشير الأنصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات له ثلاثة من الولد لم
يبلغوا الحنث لم يرد النار الا عابر سبيل يعنى الجواز على الصراط * وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه وأبو يعلى
والطبراني وابن مردويه عن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حرس من وراء
المسلمين في سبيل الله متطوعا لا يأخذه سلطان لم ير النار بعينه الا تحلة القسم فان الله يقول وان منكم الا واردها
* وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وابن الأنباري والبيهقي في البعث عن ابن عباس انه قرأ وان منهم الا واردها
يعنى الكفار قال لا يردها مؤمن كذا قرأها * وأخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة انه قرأ وان منهم الا وادها قال
وهم الظلمة كذلك كنا نقرؤها * وأخرج ابن المبارك واحمد في الزهد وابن عساكر عن بكر بن عبد الله المزني
قال لما نزلت هذه الآية وان منكم الا واردها ذهب عبد الله بن رواحة إلى بيته فبكى فجاءت المرأة فبكت وجاءت
الخادم فبكت وجاء أهل البيت فجعلوا يبكون فلما انقطعت عبرتهم قال يا أهلاه ما الذي أبكاكم قالوا لا ندري ولكن
رأيناك بكيت فبكينا قال إنه أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية ينبئني فيها ربى تبارك وتعالى انى وارد
النار ولم ينبئني انى صادر عنها فذاك الذي أبكاني * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عروة بن الزبير قال لما أراد ابن
رواحة الخروج إلى أرض مؤتة من الشام أتاه المسلمون يودعونه فبكى فقال اما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة
لكم ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا
فقد علمت انى وارد النار ولا أدرى كيف الصدر بعد الورود * وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وابن أبي
شيبه وأحمد وهناد بن السرى معا في الزهد وعبد بن حميد والحاكم والبيهقي في البعث عن قيس بن أبي حازم
قال بكى عبد الله بن رواحة فقالت امرأته ما يبكيك قال انى أنبئت أنى وارد النار ولم أنبأ انى صادر * وأخرج ابن أبي
شيبة عن الحسن قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يقول الرجل لصاحبه هل أتاك
أنك وارد فيقول نعم فيقول هل أتاك أنك خارج فيقول لا فيقول ففيم الضحك اذن * وأخرج ابن المبارك وهناد
عن أبي ميسرة انه أوى إلى فراشه فقال يا ليت أمي لم تلدني فقالت امرأته يا أبا ميسرة ان الله قد هداك إلى
الاسلام فقال أجل ولكن الله قد بين لنا انا واردو النار ولم يبين لنا أنا صادرون عنها * وأخرج ابن المبارك عن
الحسن قال قال رجل لأخيه يا أخي هل أتاك انك وارد النار قال نعم قال فهل أتاك انك خارج منها قال لا قال ففيم
الضحك فما رؤى ضاحكا حتى مات * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال الحمى حظ كل مؤمن من النار
ثم قرأ وان منكم الا واردها * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد قال الحمى في الدنيا حظ المؤمن من الورود في
الآخرة * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن مجاهد في الآية قال من حم من المسلمين فقد وردها * وأخرج
ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود رجلا من أصحابه وعكا
وأنا معه فقال إن الله يقول هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن لتكون حظه من النار في الآخرة * وأخرج
الخطيب في تالي التلخيص عن عكرمة في قوله وان منكم الا واردها قال الدخول كان على ربك حتما مقضيا قال
282

قسما واجبا * وأخرج ابن أبى حاتم وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله حتما مقضيا
قال قضاء من الله * وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع
ابن الأزرق قال له أخبرني عن قوله حتما مقضيا قال الحتم الواجب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت
أمية بن أبي الصلت وهو يقول
عبادك يخطئون وأنت رب * بكفيك المنايا والحتوم
* وأخرج ابن الأنباري عن أبي سلامة عن ابن عباس انه قرأ ثم ننجي الذين اتقوا بضم التاء * وأخرج ابن
الأنباري من طرق عن ابن عباس انه كان يقرأ ثم ننجي الذين اتقوا بفتح التاء * وأخرج ابن الأنباري عن ابن أبي
ليلى انه كان يقرأ ثم ننجي الذين اتقوا بفتح التاء يقول الورود الدخول * واخرج ابن أبى حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله ونذر الظالمين فيها حبيا وكذلك كان يقرؤها * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد
في وقوله ونذر الظالمين فيها جثيا قال جثيا على ركبهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال
الجثى شر الجلوس ولا يجلس الرجل جاثيا الا عند كرب نزلت * وأخرج عبد بن حميد و عبد الرزاق وابن المنذر
وابن أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله جثيا قال على ركبهم * قوله تعالى (وإذا تتلى عليهم) الآيات
* أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله أي الفريقين خير قال قريش تقوله لها
ولأصحاب محمد * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله خير مقاما قال المنازل وأحسن نديا قال المجالس وفى قوله أحسن أثاثا قال
المتاع والمال ورئيا قال المنظر * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني
عن قوله عز وجل وأحسن نديا قال النادي المجلس والمنكاة قال فهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت
الشاعر وهو يقول
يومان يوم مقامات وأندية * ويوم سير إلى الأعداء تأويب
قال أخبرني عن قوله أثاثا ورئيا قال الأثاث المتاع والرئي من الشراب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما
سمعت الشاعر وهو يقول
كأن على الحمول غداة ولوا * من الرئي الكريم من الأثاث
* وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله خير مقاما وأحسن نديا قال مجالسهم وفى قوله أحسن أثاثا قال زينة
ورئيا قال فيما يرى الناس * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله خير مقاما وأحسن نديا قال خير مكانا
وأحسن مجلسا وفى قوله أحسن أثاثا ورئيا قال أكثر أموالا وأحسن صورا * قوله تعالى (قل من كان في الضلالة
فليمدد له) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قل من كان في الضلالة
فليمدد له الرحمن فليدعه الله في طغيانه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن حبيب بن أبي ثابت
قال في حرف أبى قل من كان في الضلالة فإنه يزيده الله ضلالة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع ويزيد الله الذين
اهتدوا هدى قال يزيدهم إخلاصا * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله خير عند ربك ثوابا يعنى خير
جزاء من جزاء المشركين وخير مردا يعنى مرجعا مرجعهم إلى النار * قوله تعالى (أفرأيت الذي كفر بآياتنا)
الآيات * أخرج أحمد والبخاري ومسلم وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي والبيهقي في الدلائل وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه عن خباب بن الأرت قال كنت رجلا فينا وكان لي على العاصي بن
وائل دين فأتيته أتقاضاه فقال والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد فقلت لا والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث
قال فاني إذا مت ثم بعثت جئتني ولى ثم مال وولد فأعطيك فأنزل الله أفرأيت الذي كفر بآياتنا إلى قوله ويأتينا
فردا * وأخرج الطبراني عن خباب قال عملت للعاصي بن وائل عملا فأتيته أتقاضاه فقال إنكم تزعمون أنكم
ترجعون إلى مال وولد وإني راجع إلى مال وولد فإذا رجعت إليه ثم أعطيك فأنزل الله أفرأيت الذي كفر بآياتنا
الآية * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس ان رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا
283

يطلبون العاصي بن وائل بدين فاتوه يتقاضونه فقال ألستم تزعمون أن في الجنة ذهبا وفضة وحريرا ومن كل
الثمرات قالوا بلى قال فان موعدكم الآخرة والله لأوتين مالا وولدا ولأوتين مثل كتابكم الذي جئتم به فقال الله
أفرأيت الذي كفر بآياتنا الآيات * وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن قال كان لرجل من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم دين على رجل من المشركين فاتاه يتقاضاه فقال ألست مع هذا الرجل قال نعم قال أليس يزعم أن
لكم جنة ونارا وأموالا وبنين قال بلى قال اذهب فلست بقاضيك الا ثمة فأنزلت أفرأيت الذي كفر بآياتنا إلى
قوله ويأتينا فردا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله أطلع الغيب يقول أطلعه الله الغيب يقول
ماله فيه أم اتخذ عند الرحمن عهدا بعمل صالح قدمه * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أم اتخذ
عند الرحمن عهدا قال لا إله إلا الله يرجو بها والله أعلم * قوله تعالى (ونرثه ما يقول) الآية * أخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ونرثه ما يقول قال ماله وولده * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ونرثه ما يقول قال ماله وولده وذاك الذي قال العاصي بن
وائل * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ونرثه ما يقول قال ما عنده
وهو قوله لأوتين مالا وولدا وفى حرف ابن مسعود ونرثه ما عنده ويأتينا فردا لا مال له ولا ولد * قوله تعالى (كلا
سيكفرون) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي نهيك انه قرأ كلا سيكفرون بعبادتهم برفع الكاف قال يعنى
الآلهة كلها انهم سيكفرون بعبادتهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ويكونون
عليهم ضدا قال أعوانا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ويكونون
عليهم ضدا قال أوثانهم يوم القيامة في النار تكون عليهم عونا يعنى أوثانهم تخاصمهم وتكذبهم يوم القيامة في
النار * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويكونون عليهم ضدا قال حسرة * وأخرج
ابن أبي حاتم عن عكرمة مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ويكونون عليهم
ضدا قال قرناء في النار يلعن بعضهم بعضا ويتبرأ بعضهم من بعض * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه
في قوله ويكونون عليهم ضدا قال أعداء * وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله ويكونون عليهم ضدا ما الضد قال قال فيه حمزة بن عبد المطلب
وان تكونوا لهم ضدا نكن لكم * ضدا بغلباء مثل الليل مكتوم
* قوله تعالى (ألم تر انا أرسلنا الشياطين) الآيتين * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله انا
أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا قال تغويهم إغواء * واخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله تؤزهم قال تحرض المشركين على محمد وأصحابه * واخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله تؤزهم أزا
تشليهم إشلاء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله تؤزهم
أزا قال تزعجهم ازعاجا إلى معاصي الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ألم تر انا أرسلنا الشياطين على
الكافرين تؤزهم أزا قال كقوله ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا * واخرج ابن الأنباري في الوقف
عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تؤزهم أزا قال توقدهم وقودا قال فيه الشاعر
حكيم أمين لا يبالي بخبلة * إذا أزه الأقوام لم يترمرم
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله انما نعد لهم عدا يقول أنفاسهم التي يتنفسون في
الدنيا فهي معدودة كسنهم وآجالهم * وأخرج عبد بن حميد عن أبي جعفر محمد بن علي في قوله انما نعد لهم عدا
قال كل شئ حتى النفس * قوله تعالى (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قال ركبانا * وأخرج ابن جرير
وابن أبى شيبة وابن المنذر عن أبي هريرة يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قال على الإبل * وأخرج عبد بن حميد
عن أبي سعيد رضي الله عنه يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قال على نجائب رواحلها من زمرد وياقوت ومن أي
لون شاء وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قال إلى
284

الجنة * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قال يفدون إلى ربهم فيكرمون ويعطون
ويحيون ويشفعون * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثا طرائق راغبين وراهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة
على بعير وعشرة على بعير ونحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا * وأخرج ابن مردويه
عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قال أما والله ما يحشرون على أقدامهم
ولا يساقون سوقا ولكنهم يؤتون بنوق من الجنة لم تنظر الخلائق إلى مثلها رحالها الذهب وأزمتها الزبرجد
فيقعدون عليها حتى يقرعوا باب الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن علي رضي الله عنه انه قرأ هذه الآية
يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا فقال أما والله ما يحشر الوفد على أرجلهم ولا يساقون سوقا ولكنهم يؤتون بنوق
من نوق الجنة لم تنظر الخلائق إلى مثلها عليها رحال الذهب وأزمتها الزبرجد فيركبون عليها حتى يطرقوا باب
الجنة * وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن علي قال سألت رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن هذه الآية يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا قلت يا رسول الله هل الوفد الا الركب قال النبي صلى
الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق بيض لها أجنحة وعليها رحال الذهب
شرك نعالهم نور يتلألأ كل خطوة منها مثل مد البصر وينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على
صفائح الذهب وإذا شجرة على باب الجنة ينبع من أصلها عينان فإذا شربوا من إحدى العينين فتغسل ما في بطونهم
من دنس ويغتسلون من الأخرى فلا تشعث أبشارهم ولا أشعارهم بعدها أبدا فيضربون بالحلقة على الصفيحة فلو
سمعت طنين الحلقة يا علي فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل فتستخفها العجلة فتبعث قيمها فيفتح له الباب فإذا
رآه خر له ساجدا فيقول ارفع رأسك فإنما أنا قيمك وكلت بأمرك فيتبعه ويقفو اثره فتستخف الحوراء العجلة
فنخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه ثم تقول أنت حبى وأنا حبك وأنا الراضية فلا أسخط أبدا وأنا الناعمة
فلا أبأس أبدا وأنا الخالدة فلا أموت أبدا وأنا المقيمة فلا أظعن أبدا فيدخل بيتا من أساسه إلى سقفه مائة ألف
ذراع بنى على جندل اللؤلؤ والياقوت طرائق حمر وطرائق خضر وطرائق صفر ما منها طريقة تشاكل صاحبتها
وفى البيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون فراشا عليها سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها
من وراء الحلل يقضى جماعهن في مقدار ليلة من لياليكم هذه تجرى من تحتهم الانهار أنهار مطردة أنهار من ماء
غير آسن صاف ليس فيه كدور وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ولم يخرج من ضروع الماشية وأنهار من خمر لذة
للشاربين لم يعصرها الرجال بأقدامها وأنهار من من عسل مصفى لم يخرج من بطون النحل فيستحلى الثمار فان شاء
أكل قائما وان شاء أكل قاعدا وان شاء أكل متكئا فيشتهي الطعام فيأتيه طير بيض فترفع أجنحتها فيأكل
من جنوبها أي لون شاء ثم تطير فتذهب فيدخل الملك فيقول سلام عليكم تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم
تعملون * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مسلم بن جعفر البجلي قال سمعت أبا معاذ البصري ان عليا قال قال النبي
صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون بنوق بيض لها أجنحة عليها رحال
الذهب شرك نعالهم نور تلألأ كل خطوة منها مد البصر فينتهون إلى شجرة ينبع من أصلها عينان فيشربون من
إحداهما فيغسل ما في بطونهم من دنس ويغتسلون من الأخرى فلا تشعث أبشارهم ولا أشعارهم بعدها أبدا
وتجري عليهم نضرة النعيم فيأتون باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فيضربون بالحلقة على
الصفحة فيسمع لها طنين فيبلغ كل حوراء ان زوجها قد أقبل فتبعث قيمها فيفتح له فإذا رآه خر له ساجدا
فيقول ارفع رأسك انما انا قيمك وكلت بأمرك فيتبعه ويقفو اثره فتستخف الحوراء العجلة فتخرج من خيام الدر
والياقوت حتى تعتنقه ثم تقول أنت حبى وأنا حبك وأنا الخالدة التي لا أموت وأنا الناعمة التي لا أبأس وأنا
الراضية التي لا أسخط وأنا المقيمة التي لا أظعن فيدخل بيتا من أسه إلى سقفه مائة ألف ذراع بناؤه على جندل
اللؤلؤ طرائق أصفر وأحمر وأخضر ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها في البيت سبعون سريرا على كل سرير
285

سبعون حشية على كل حشية سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من باطن الحلل يقضى
جماعها في مقدار ليلة من لياليكم هذه الانهار من تحتهم تطرد أنهار من ماء غير آسن قال صاف لا كدر فيه
وأنهار من لبن لم يتغير طعمه قال يخرج من ضروع الماشية وأنهار من خمر لذة للشاربين قال لم تعصرها الرجال
بأقدامها وأنهار من عسل مصفى قال لم يخرج من بطون النحل فيستحلي الثمار فان شاء أكل قائما وان شاء
أكل قاعدا وان شاء أكل متكئا ثم تلا ودانية عليهم ظلالها الآية فيشتهي الطعام فيأتيه طير أبيض وربما
قال أخضر فترفع أجنحتها فيأكل من جنوبها أي الألوان شاء ثم يطير فيذهب فيدخل الملك فيقول سلام عليكم
تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون * قوله تعالى (ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا) * أخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا قال عطاشا
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا قال ظماء إلى النار
* وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا قال متقطعة أعناقهم من العطش * وأخرج
ابن المنذر عن أبي هريرة ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا قال عطاشا * وأخرج هناد عن الحسن مثله * قوله تعالى
(لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في
الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله الا من اتخذ عند الرحمن عهدا قال شهادة أن لا إله إلا الله وتبرأ من الحول
والقوة ولا يرجو الا الله * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله الا من اتخذ عند الرحمن عهدا قال المؤمنون
يومئذ بعضهم لبعض شفعاء * وأخرج ابن أبي شيبة عن مقاتل بن حيان الا من اتخذ عند الرحمن عهدا قال العهد
الصلاح * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله الا من اتخذ عند الرحمن عهدا قال من مات لا يشرك بالله
شيئا دخل الجنة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدخل على
مؤمن سرورا فقد سرني ومن سرني فقد اتخذ عند الرحمن عهدا ومن اتخذ عند الرحمن عهدا فلا تمسه النار ان الله
لا يخلف الميعاد * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود
انه قرأ الا من اتخذ عند الرحمن عهدا قال إن الله يقول يوم القيامة من كان له عندي عهد فليقم فلا يقوم الا من قال
هذا في الدنيا قولوا اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة انى أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا انك
ان تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وإني لا أثق الا برحمتك فاجعله لي عندك عهدا تؤديه
إلى يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد * وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من جاء بالصلوات الخمس يوم القيامة قد حافظ عن وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها لم ينقص
منها شيئا جاء وله عند الله عهد ان لا يعذبه ومن جاء قد انتقص منهن شيئا فليس له عند الله عهد ان شاء رحمه وان
شاء عذبه * وأخرج الحكيم والترمذي عن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال
في دبر كل صلاة بعد ما سلم هؤلاء الكلمات كتبه ملك في رق فختم بخاتم ثم دفعها إلى يوم القيامة فإذا بعث الله العبد
من قبره جاء الملك ومعه الكتاب ينادى أين أهل العهود حتى تدفع إليهم والكلمات أن تقول اللهم فاطر
السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم انى أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا بأنك أنت الله
الذي لا إله الا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك فلا تكلني إلى نفسي فإنك ان تكلني إلى
نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وإني لا أثق الا برحمتك فاجعل رحمتك لي عهدا عنك تؤديه إلى يوم
القيامة انك لا تخلف الميعاد وعن طاوس انه أمر بهذه الكلمات فكتبت في كفنه * قوله تعالى (وقالوا
اتخذ) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لقد جئتم شيئا إدا قال قولا
عظيما وفى قوله تكاد السماوات يتفطرن منه الآية قال إن الشرك فزعت منه السماوات والأرض والجبال
وجميع الخلائق الا الثقلين وكادت تزول منه لعظمة الله وكما لا ينفع مع الشرك احسان المشرك كذلك نرجو أن
يغفر الله ذنوب الموحدين وفى قوله وتخر الجبال هدا قال هدما * وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وابن أبي
شيبة وأحمد في الزهد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والطبراني والبيهقي في شعب الايمان من طريق عون
286

عن ابن مسعود قال إن الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان هل مر بك اليوم أحد ذكر الله فإذا قال نعم استبشر قال
عون أفيسمعن الزور إذا قيل ولا يسمعن الخير هي للخير اسمع وقرأ وقالوا اتخذ الرحمن ولدا الآيات * وأخرج
أبو الشيخ في العظمة عن محمد بن المنكدر قال بلغني ان الجبلين إذا أصبحا نادى أحدهما صاحبه يناديه باسمه
فيقول أي فلان هل مر بك ذاكر الله فيقول نعم فيقول لقد أقر الله عينك لكن ما مر بي ذاكر لله عز وجل اليوم
* وأخرج الحاكم وصححه عن أبي امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ تكاد السماوات ينفطرن بالياء
والنون وتخر الجبال بالتاء * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله ينفطرن منه قال الانفطار الانشقاق
* وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله تكاد السماوات ينفطرن منه قال يتشققن من عظمة الله * وأخرج
ابن المنذر عن هارون قال في قراءة ابن مسعود تكاد السماوات ينفطرن بالياء * قوله تعالى (ان الذين آمنوا
وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله بن عوف
انه لما هاجر إلى المدينة وجد في نفسه على فراق أصحابه بمكة منهم شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف
فأنزل الله ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن البراء قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى قل اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي عندك ودا واجعل لي في صدور
المؤمنين مودة فأنزل الله ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا قال فنزلت في علي * وأخرج
الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت في علي بن أبي طالب ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل
لهم الرحمن ودا قال محبة في قلوب المؤمنين * وأخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه عن علي قال سألت رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن قوله سيجعل لهم الرحمن ودا ما هو قال المحبة في قلوب المؤمنين والملائكة المقربين
يا علي أن الله أعطى المؤمن ثلاثا المنة والمحبة والحلاوة والمهابة في صدور الصالحين * وأخرج عبد الرزاق والفريابي
وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس في قوله سيجعل لهم الرحمن ودا قال محبة في الناس في الدنيا * وأخرج
هناد عن الضحاك سيجعل لهم الرحمن ودا قال محبة في صدور المؤمنين * واخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وهناد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس سيجعل لهم الرحمن ودا قال يحبهم ويحببهم * وأخرج عبد بن
حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أحب الله عبدا نادى جبريل انى قد أحببت فلانا
فأحبه فينادى في السماء ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض فذلك قول الله ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات
سيجعل لهم الرحمن ودا وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل انى قد أبغضت فلانا فينادى في أهل السماء ثم ينزل له
البغضاء في أهل الأرض * وأخرج ابن مردويه عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العبد ليلتمس
مرضاة الله فلا يزال كذلك فيقول الله لجبريل ان عبدي فلانا يلتمس أن يرضيني فرضائي عليه فيقول جبريل
رحمة الله على فلان ويقوله حملة العرش ويقوله الذين يلونهم حتى يقوله أهل السماوات السبع ثم يهبط إلى
الأرض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي الآية التي أنزل الله في كتابه ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات
سيجعل لهم الرحمن ودا وان العبد ليلتمس سخط الله فيقول الله يا جبريل ان فلانا يسخطني ألا وان غضبى عليه
فيقول جبريل غضب الله على فلان ويقوله حملة العرش ويقوله من دونهم حتى يقوله أهل السماوات السبع ثم
يهبط إلى الأرض * وأخرج عبد بن حميد عن كعب قال أجد في التوراة انه لم تكن محبة لأحد من أهل الأرض
حتى تكون بدؤها من الله تعالى ينزلها على أهل الأرض ثم قرأت القرآن فوجدت فيه ان الذين آمنوا وعملوا
الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عباس بسند ضعيف ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله أعطى المؤمن ثلاثة المقة والملاحة والمودة والمحبة في صدور المؤمنين ثم تلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا * وأخرج البيهقي في
الأسماء والصفات عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال كتب أبو الدرداء إلى مسلمة بن مخلد سلام عليك أما بعد فان
العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه الله فإذا أحبه الله حببه إلى عباده وان العبد إذا عمل بمعصية الله أبغضه الله فإذا أبغضه
287

الله بغضه إلى عباده * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل عبد
صيت فان كان صالحا وضع في الأرض وان كان سيئا وضع في الأرض * وأخرج أحمد والحكيم الترمذي عن أبي
امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المقة من الله والصيت في السماء فإذا أحب الله عبدا قال لجبريل إني
أحب فلانا فينادى جبريل ان ربكم يحب فلانا فأحبوه فتنزل له المحبة في الأرض وإذا أبغض عبدا قال لجبريل انى
أبغض فلانا فأبغضه فينادى جبريل ان ربكم يبغض فلانا فابغضوه فيجرى له البغض في الأرض * قوله تعالى
(وتنذر به قوما لدا) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وتنذر به قوما لدا قال فجارا * وأخرج سعيد بن
منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله لدا قال صما * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن الضحاك في قوله لدا قال خصماء * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله قوما لدا قال جدلا
بالباطل * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قوما لدا قال هم قريش * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد لدا قال لا يستقيمون * قوله تعالى (وكم أهلكنا) الآية * اخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن
جبير في قوله هل تحس منهم من أحد قال هل ترى منهم من أحد * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ هل تحس
منهم برفع التاء وكسر الحاء ورفع السين ولا يدغمها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله تعالى هل
تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا قال هل ترى عينا أو تسمع صوتا * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في
الآية قال ذهب القوم فلا صوت ولا عين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ركزا قال صوتا
* وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله ركزا فقال حسا قال وهل تعرف
العرب ذلك قال نعم اما سمعت قول الشاعر
وقد توجس ركزا متفقد ندس * بنية الصوت ما في سمعه كذب
* (سورة طه عليه السلام) *
* أخرج النحاس وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت سورة طه بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال
نزلت سورة طه بمكة * وأخرج الدارمي وابن خزيمة في التوحيد والعقيلي في الضعفاء والطبراني في الأوسط وابن عدي
وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى
قرأ طه ويس قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام فلما سمعت الملائكة القرآن قالت طوبى لامة ينزل عليها
هذا وطوبى لأجواف تحمل هذا وطوبى لألسنة تتكلم بهذا * وأخرج الديلمي عن أنس عن النبي صلى الله
عليه وسلم نحوه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعطيت السورة
التي ذكرت فيها الانعام من الذكر الأول وأعطيت طه والطواسيم من ألواح موسى وأعطيت فواتح القرآن
وخواتيم البقرة من تحت العرش وأعطيت المفصل نافلة * وأخرج ابن مردويه عن أبي امامة ان النبي صلى الله
عليه وسلم قال كل قرآن بوضع على أهل الجنة فلا يقرؤن منه شيئا الا طه ويس فإنهم يقرؤن بهما في الجنة * قوله
تعالى (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) * أخرج ابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن
ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم أول ما أنزل عليه الوحي كان يقوم على صدور قدميه إذا صلى فأنزل الله
طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * وأخرج ابن مردويه وابن جرير عن ابن عباس قال قالوا لقد شقي هذا الرجل
بربه فأنزل الله طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا قام من الليل يربط نفسه بحبل كي لا ينام فأنزل الله عليه طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى
* وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يربط نفسه ويضع إحدى رجليه على الأخرى
فنزلت طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * وأخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال لما نزل على النبي صلى الله
عليه وسلم يا أيها المزمل قم الليل الا قليلا قام الليل كله حتى تورمت قدماه فجعل يرفع رجلا ويضع رجلا فهبط
عليه جبريل فقال طه يعنى الأرض بقدميك يا محمد ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى وأنزل فاقرؤا ما تيسر من القرآن
* وأخرج البزار بسند حسن عن علي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يراوح بين قدميه يقوم على كل رجل
288

حتى نزلت ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أنس قال كان النبي
صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام على رجل ورفع الأخرى فأنزل الله طه يعنى طا الأرض يا محمد ما أنزلنا عليك القرآن
لتشقى * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله طه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما قرأ القرآن إذا
صلى قال على رجل واحدة فأنزل الله طه برجليك ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك
قال لما أنزل الله القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم قام به وأصحابه فقال له كفار قريش ما أنزل الله هذا القرآن
على محمد الا ليشقى به فأنزل الله طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه
عن ابن عباس في قوله طه قال يا رجل * وأخرج الحارث بن أبي أسامة وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله طه
بالنبطية أي طا يا رجل * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله طه بالنبطية أي طأ يا رجل
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله طه قال هو كقولك يا رجل * وأخرج ابن أبي شيبة
عن عكرمة قال طه يا رجل بالنبطية * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال طه بالنبطية يا رجل
* واخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك قال طه يا رجل بالنبطية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال طه يا رجل
بالسريانية * وأخرج الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله طه قال هو كقولك يا محمد بلسان الحبش
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبى حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله طه قال هو كقولك يا رجل
بلسان الحبشة * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله طه قال كلمة عربت * واخرج عن مجاهد قال طه فواتح
السور * وأخرج عن محمد بن كعب طه قال الطاء من ذي الطول * وأخرج ابن مردويه عن أبي الطفيل قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لي عشرة أسماء عند ربى قال أبو الطفيل حفظت منها ثمانية محمد وأحمد وأبو
القاسم والفاتح والخاتم والماحي والعاقب والحاشر وزعم سيف ان أبا جعفر قال الاسمان الباقيان طه ويس
* وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه عن زر قال قرأ رجل على ابن مسعود طه مفتوحة فاخذها عليه عبد الله
طه مكسورة فقال له الرجل انها بمعنى ضع رجلك فقال عبد الله هكذا قرأها النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا
أنزلها جبريل * وأخرج ابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها قالت أول سورة تعلمتها من القران طه وكنت إذا
قرأت طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى قال النبي صلى الله عليه وسلم لا شقيت يا عائس * وأخرج البيهقي في
الدلائل عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى وكان يقوم الليل على رجليه فهي
لغة لعك ان قلت لعكي يا رجل لم يلتفت وإذا قلت طه التفت إليك * وأخرج عبد بن حميد عن عروة بن خالد
رضي الله عنه قال سمعت الضحاك وقال رجل من بنى مازن بن مالك ما يخفى على شئ من القرآن وكان قارئا
للقرآن شاعرا فقال له الضحاك أنت تقول ذلك أخبرني ما طه قال هي من أسماء الله الحسنى نحو طسم وحم
فقال الضحاك انما هي بالنبطية يا رجل * وأخرج ابن المنذر وابن مسعود عن ابن عباس قال طه قسم أقسمه
الله وهو من أسماء الله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ما أنزلنا
عليك القرآن لتشقى يقول في الصلاة هي مثل قوله فاقرؤا ما تيسر منه قال وكانوا يعلقون الحبال بصدورهم في
الصلاة * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى يا رجل ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى
لا والله ما جعله الله شقيا ولكن جعله الله رحمة ونورا ودليلا إلى الجنة الا تذكرة لمن يخشى قال إن الله أنزل
كتابه وبعث رسله رحمة رحم بها العباد ليذكر ذاكر وينتفع رجل بما سمع من كتاب الله وهو ذكر أنزله
الله فيه حلاله وحرامه * قوله تعالى (وما تحت الثرى) * أخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب وما تحت الثرى
قال ما تحت سبع أرضين * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال الثرى كل شئ مبتل * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى وما تحت الثرى قال هي الصخرة التي تحت الأرض السابعة وهي صخرة خضراء وهو سجين الذين فيه كتاب
الكفار * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال الثرى ما حفر من التراب مبتلا * وأخرج أبو يعلى عن جابر بن
عبد الله ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل ما تحت هذه الأرض قال الماء قيل فما تحت الماء قال ظلمة قيل فما تحت
الظلمة قال الهواء قيل فما تحت الهواء قال الثرى قيل فما تحت الثرى قال انقطع علم المخلوقين عند علم الخالق
289

* وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك إذ عارضنا
رجل مترجب يعنى طويلا فدنا من النبي صلى الله عليه وسلم فاخذ بخطام راحلته فقال أنت محمد قال نعم قال
انى أريد ان أسألك عن خصال لا يعلمها أحد من أهل الأرض الا رجل أو رجلان فقال سل عما شئت قال يا محمد
ما تحت هذه يعنى الأرض قال خلق قال فما تحتهم قال أرض قال فما تحتها قال خلق قال فما تحتهم قال أرض حتى
انتهى إلى السابعة قال فما تحت السابعة قال صخرة قال فما تحت الصخرة قال الحوت قال فما تحت الحوت قال
الماء قال فما تحت الماء قال الظلمة قال فما تحت الظلمة قال الهواء قال فما تحت الهواء قال الثرى قال فما تحت
الثرى ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء فقال انقطع علم المخلوقين عند علم الخالق أيها
السائل ما المسؤول بأعلم من السائل قال صدقت أشهد انك رسول الله يا محمد اما انك لو ادعيت تحت الثرى شيئا
لعلمت انك ساحر كذاب أشهد انك رسول الله ثم ولى الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس هل
تدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا جبريل * قوله تعالى (وان تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى)
* أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يعلم
السر وأخفى قال السر ما أسره ابن آدم في نفسه وأخفى ما خفى عن ابن آدم مما هو فاعله قبل أن يعلمه فإنه يعلم ذلك
كله فعلمه فيما مضى من ذلك وما بقى علم واحد وجميع الخلائق عنده في ذلك كنفس واحدة وهو كقوله ما خلقكم
ولا بعثكم الا كنفس واحدة * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله يعلم السر وأخفى قال السر ما علمته
أنت وأخفى ما قذف الله في قلبك مما لم تعلمه * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وأبو الشيخ في العظمة
والبيهقي بلفظ يعلم ما تسر في نفسك ويعلم ما تعمل غدا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله
يعلم السر وأخفى قال أخفى من السر ما حدثت به نفسك وما لم تحدث به نفسك أيضا مما هو كائن * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله يعلم السر وأخفى قال الوسوسة والسر العمل الذي
تسرون من الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن قال السر ما أسر الرجل إلى غيره وأخفى من
ذلك ما أسر في نفسه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير في الآية قال السر ما تسر في نفسك
وأخفى من السر ما لم يكن بعد وهو كائن * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في الآية قال السر ما حدث
به الرجل أهله وأخفى ما تكلمت به في نفسك * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله يعلم السر وأخفى
قال السر ما أسررت في نفسك وأخفى ما لم تحدث به نفسك * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن زيد بن أسلم في
قوله يعلم السر وأخفى قال يعلم أسرار العباد وأخفى سره فلا نعلمه والله أعلم * قوله تعالى (وهل أتاك حديث
موسى) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله انى آنست نارا أي أحسست نارا
أو أجد على النار هدى قال من يهديني * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أو أجد على
النار هدى قال من يهديني إلى الطريق وكانوا شاتين فضلوا الطريق * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله
أو أجد على النار هدى يقول من يدل على الطريق * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن
مجاهد في قوله أو أجد على النار هدى قال يهديه الطريق * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله أو أجد على
النار هدى قال هاد يهديني إلى الماء * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن وهب
ابن منبه قال لما رأى موسى النار انطلق يسير حتى وقف منها قريبا فإذا هو بنار عظيمة تفور من ورق شجرة
خضراء شديدة الخضرة يقال لها العليق لا تزداد النار فيما يرى الا عظما وتضرما ولا تزداد الشجرة على شدة
الحريق الا خضرة وحسنا فوقف ينظر لا يدرى ما يصنع الا انه قد ظن أنها شجرة تحترق وأوقد إليها موقد فنالها
فاحترقت وانه انما يمنع النار شدة خضرتها وكثرة مائها وكثافة ورقها وعظم جذعها فوضع أمرها على هذا
فوقف وهو يطمع ان يسقط منها شئ فيقتبسه فلما طال عليه ذلك أهوى إليها بضغث في يده وهو يريد ان
يقتبس من لهبها فلما فعل ذلك موسى مالت نحوه كأنها تريده فاستأخر عنها وهاب ثم عاد فطاف بها ولم تزل تطمعه
ويطمع بها ثم لم يكن شئ بأوشك من خمودها فاشتد عند ذلك عجبه وفكر موسى في أمرها فقال هي نار ممتنعة
290

لا يقتبس منها ولكنها تتضرم في جوف شجرة فلا تحرقها ثم خمودها على قدر عظمها في أوشك من طرفة عين فلما
رأى ذلك موسى قال إن لهذه شأنا ثم وضع أمرها على انها مأمورة أو مصنوعة لا يدرى من أمرها ولا بما أمرت
ولا من صنعها ولا لم صنعت فوقف متحيرا لا يدرى أيرجع أم يقيم فبينا هو على ذلك إذ رمى بطرفه نحو فرعها فإذا
هو أشد مما كان خضرة ساطعة في السماء ينظر إليها يغشى الظلام ثم لم تزل الخضرة تنور وتصفر وتبيض
حتى صارت نورا ساطعا عمودا بين السماء والأرض عليه مثل شعاع الشمس تكل دونه الابصار كلما نظر إليه
يكاد يخطف بصره فعند ذلك اشتد خوفه وحزنه فرد يده على عينيه ولصق بالأرض وسمع الحنين والوجس الا انه
سمع حينئذ شيئا لم يسمع السامعون بمثله عظما فلما بلغ موسى الكرب واشتد عليه الهول نودي من الشجرة
فقيل يا موسى فأجاب سريعا وما يدرى من دعاه وما كان سرعة إجابته الا استئناسا بالإنس فقال لبيك مرارا انى
لأسمع صوتك وأحس حسك ولا أرى مكانك فأين أنت قال أنا فوقك ومعك وخلفك وأقرب إليك من نفسك فلما
سمع هذا موسى علم أنه لا ينبغي هذا الا لربه فأيقن به فقال كذلك أنت يا إلهي فكلامك اسمع أم رسولك
قال بل أنا الذي أكلمك فادن منى فجمع موسى يديه في العصا ثم تحامل حتى استقل قائما فرعدت فرائصه حتى
اختلفت واضطربت رجلاه وانقطع لسانه وانكسر قلبه ولم يبق منه عظم يحمل آخر فهو بمنزلة الميت الا ان
روح الحياة تجرى فيه ثم زحف على ذلك وهو مرعوب حتى وقف قريبا من الشجرة التي نودي منها فقال له
الرب تبارك وتعالى ما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي قال ما تصنع بها ولا أحد أعلم منه بذلك قال موسى
أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولى فيها مآرب أخرى قد علمتها وكان لموسى في العصا مآرب كان لها شعبتان
ومحجن تحت الشعبتين فإذا طال الغصن حناه بالمحجن وإذا أراد كسره لواه بالشعبتين وكان يتوكأ عليها ويهش
بها وكان إذا شاء ألقاها على عاتقه فعلق بها قوسه وكنانته ومرجامه ومخلاته وثوبه وزادا ان كان معه وكان إذا
أرتع في البرية حيث لا ظل له ركزها ثم عرض بالوتد بين شعبتيها وألقى فوقها كساءه فاستظل بها ما كان مرتعا
وكان إذا ورد ماء يقصر عنه رشاؤه وصل بها وكان يقاتل بها السباع عن غنمه قال له الرب القها يا موسى فظن
موسى انه يقول ارفضها فألقاها على وجه الرفض ثم حانت منه نظرة فإذا بأعظم ثعبان نظر إليه الناظرون يرى
يلتمس كأنه يبتغى شيئا يريد أخذه يمر بالصخرة مثل الخلفة من الإبل فيلتقمها ويطعن بالناب من أنيابه في أصل
الشجرة العظيمة فيجتثها عيناه توقدان نارا وقد عاد المحجن عرقا فيه شعر مثل النيازك وعاد الشعبتان فما مثل
القليب الواسع فيه أضراس وأنياب لها صريف فلما عاين ذلك موسى ولى مدبرا ولم يعقب فذهب حتى أمعن ورأى
أنه قد أعجز الحية ثم ذكر ربه فوقف استحياء منه ثم نودي يا موسى أن ارجع حيث كنت فرجع وهو شديد الخوف
فقال خذها بيمينك ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى قال وكان على موسى حينئذ مدرعة فجعلها على يده فقال له
ملك أرأيت يا موسى لو أذن الله بما تحاذر أكانت المدرعة تغنى عنك شيئا قال لا ولكني ضعيف ومن ضعف خلقت
فكشف عن يده ثم وضعها على فم الحية ثم سمع حس الأضراس والأنياب ثم قبض فإذا هي عصاه التي عهدها وإذا
يده في موضعها الذي كان يضعها إذا توكأ بين الشعبتين قال له ربه ادن فلم يزل يدنيه حتى شد ظهره بجذع الشجرة
فاستقر وذهبت عنه الرعدة وجمع يديه في العصا وخضع برأسه وعنقه ثم قال له انى قد أقمتك اليوم في مقام لا ينبغي
لبشر بعدك أن يقوم مقامك إذ أدنيتك وقربتك حتى سمعت كلامي وكنت بأقرب الأمكنة منى فانطلق برسالتي
فإنك بعيني وسمعي وان معك يدي وبصرى وإني قد ألبستك جبة من سلطان لتكمل بها القوة في أمري فأنت
جند عظيم من جنودي بعثتك إلى خلق ضعيف من خلقي بطر من نعمتي وأمن مكري وغرته الدنيا حتى جحد حقي
وأنكر ربوبيتي وعده من دوني وزعم أنه لا يعرفني وإني لأقسم بعزتي لولا العذر والحجة التي وضعت بيني وبين خلقي
لبطشت به بطشة جبار يغضب لغضبه السماوات والأرض والجبال والبحار فان أمرت السماء حصبته وان أمرت
الأرض ابتلعته وان أمرت البحار غرقته وان أمرت الجبال دمرته ولكنه هان على وسقط من عيني وسعه حلمي
واستغنيت بما عندي وحق لي أنى انا الغنى لا غنى غيري فبلغه رسالتي وادعه إلى عبادتي وتوحيدي وإخلاص اسمي
وذكره بآياتي وحذره نقمتي وبأسي وأخبره انه لا يقوم شئ لغضبي وقل له فيما بين ذلك قولا لينا لعله يتذكر أو
291

يخشى وأخبره انى إلى العفو والمغفرة أسرع منى إلى الغضب والعقوبة ولا يرو عنك ما ألبسته من لباس الدنيا فان
ناصيته بيدي ليس بطرف ولا ينطق ولا يتنفس الا بإذني وقل له أجب ربك فإنه واسع المغفرة فإنه قد أمهلك
أربعمائة سنة في كلها أنت مبارزه بالمحاربة تتشبه وتتمثل به وتصد عباده عن سبيله وهو يمطر عليك السماء
وينبت لك الأرض لم تسقم ولم تهرم ولم تفتقر ولم تغلب ولو شاء أن يجعل لك ذلك أو يسلبكه فعل ولكنه ذو أناة وحلم
عظيم وجاهده بنفسك وأخيك وأنتما محتسبان بجهاده فاني لو شئت ان آتيه بجنود لا قبل له بها فعلت ولكن ليعلم
هذا العبد الضعيف الذي قد أعجبته نفسه وجموعه ان الفئة القليلة ولا قليل منى تغلب الفئة الكثيرة باذني ولا
يعجبنكما زينته ولا ما متع به ولا تمدان إلى ذلك أعينكما فإنها زهرة الحياة الدنيا وزينة المترفين وإني لو شئت أن أزينكما
من الدنيا بزينة يعلم فرعون حين ينظر إليها ان مقدرته تعجز عن مثل ما أوتيتما فعلت ولكن أرغب بكما عن ذلك
وأزويه عنكما وكذلك أفعل بأوليائي وقد نما ما حويت لهم من ذلك فاني لأذودهم عن نعيمها ورخائها كما يذود الراعي
الشفيق غنمه عن مواقع الهلكة وإني لأجنبهم شكوها وغمها كما يجنب الراعي الشفيق إبله عن مبارك الغرة
وما ذاك لهوانهم على ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي سالما موفرا لم تكلمه الدنيا ولم يطغه الهوى واعلم أنه
لم يتزين إلى العباد بزينة هي أبلغ فيما عندي من الزهد في الدنيا فإنه زينة المتقين عليهم منه لباس يعرفون به
من السكينة والخشوع سيماهم في وجوههم من أثر السجود أولئك هم أوليائي حقا فإذا لقيتهم فاخفض لهم
جناحك وذلل لهم قلبك ولسانك واعلم أنه من أهان لي وليا أو أخافه فقد بارزني بالمحاربة وبادأني وعرض لي
نفسه ودعاني إليها وانا أسرع شئ إلى نصرة أوليائي فيظن الذي يحاربني أو يعاديني أن يعجزني أو يظن الذي
يبارزني أن يسبقني أو يفوتني وكيف وأنا الثائر لهم في الدنيا والآخرة لا أكل نصرتهم إلى غيري قال فاقبل موسى
إلى فرعون في مدينة قد جعل حولها الأسد في غيضة قد غرسها والأسد فيها مع ساستها إذا أرسلها على أحد أكلته
وللمدينة أربعة أبواب في الغيضة فاقبل موسى من الطريق الأعظم الذي يراه فرعون فلما رأته الأسد صاحت
صياح الثعالب فأنكر ذلك الساسة وفرقوا من فرعون فاقبل موسى حتى انتهى إلى الباب الذي فيه فرعون فقرعه
بعصاه وعليه جبة من صوف وسراويل فلما رآه البواب عجب من جراءته فتركه ولم يأذن له فقال هل تدرى باب من
أنت تضرب انما أنت تضرب باب سيدك قال أنت وأنا وفرعون عبيد لربي فانا ناصره فأخبر البواب الذي يليه من
البوابين حتى بلغ ذلك أدناهم ودونه سبعون حاجبا كل حاجب منهم تحت يده من الجنود ما شاء الله حتى خلص
الخبر إلى فرعون فقال أدخلوه على فادخل فلما أتاه قال له فرعون أعرفك قال نعم قال ألم نربك فينا وليدا قال فرد
إليه موسى الذي رد قال فرعون خذوه فبادر موسى فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين فحملت على الناس فانهزموا
منها فمات منهم خمسة وعشرون ألفا قتل بعضهم بعضا وقام فرعون منهزما حتى دخل البيت فقال لموسى اجعل
بيننا وبينك اجلا ننظر فيه قال موسى لم أومر بذلك انما أمرت بمناجزتك وان أنت لم تخرج إلى دخلت عليك
فأوحى الله إلى موسى ان اجعل بينك وبينه أجلا وقل له ان يجعله هو قال فرعون اجعله إلى أربعين يوما ففعل قال
وكان فرعون لا يأتي الخلاء الا في كل أربعين يوما مرة فاختلف ذلك اليوم أربعين مرة قال وخرج موسى من
المدينة فلما مر بالأسد خضعت له بأذنابها وسارت مع موسى تشيعه ولا تهيجه ولا أحدا من بني إسرائيل * قوله
تعالى (فاخلع نعليك) الآية * أخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه
في قوله فاخلع نعليك قال كانتا من جلد حمار ميت فقيل له اخلعهما * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه
قال ما بال خلع النعلين في الصلاة انما أمر موسى بخلع نعليه انهما كانا من جلد حمار ميت * وأخرج عبد بن
حميد عن كعب رضي الله عنه قوله فاخلع نعليك قال كان نعلا موسى من جلد حمار ميت فأراد ربك أن بمسه
القدس كله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الزهري في قوله فاخلع نعليك قال كانتا من جلد حمار أهلي * وأخرج ابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال كانت نعلا موسى التي قيل له اخلعهما من جلد خنزير * وأخرج عبد بن
حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله فاخلع نعليك قال كي تمس راحة قدميك الأرض الطيبة
* وأخرج الطبراني عن علقمة ان ابن مسعود أتى أبا موسى الأشعري في منزله فحضرت الصلاة فقال أبو موسى
292

رضي الله عنه تقدم يا أبا عبد الرحمن فإنك أقدم سنا واعلم قال لا بل تقدم أنت فإنما أتيناك في منزلك فتقدم أبو
موسى رضي الله عنه فخلع نعليه فلما صلى قال له ابن مسعود رضي الله عنه لم خلعت نعليك أبالوادي المقدس أنت لقد
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في الخفين والنعلين * قوله تعالى (انك بالواد المقدس طوى) الآية
* أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انك بالوادي المقدس قال المبارك طوى
قال اسم الوادي * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله بالوادي المقدس قال الطاهر * وأخرج
ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله بالوادي المقدس قال واد بفلسطين قدس مرتين * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله بالواد المقدس طوى يعنى الأرض المقدسة وذلك أنه مر بواديها ليلا
فطوى يقال طويت وادى كذا وكذا والطاوي من الليل وارتفع إلى أعلى الوادي وذلك نبي الله موسى عليه
السلام * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضى لله عنه في قوله انك بالواد المقدس قال
المبارك طوى قال اسم الوادي * وأخرج ابن أبي حاتم عن مبشر بن عبيد طوى بغير نون واد بأيلة زعم أنه طوى
بالبركة مرتين * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله طوى قال طا الوادي * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن أبي نجيح رضي الله عنه في قوله طوى قال طا الأرض حافيا كما تدخل الكعبة
حافيا يقول من بركة الوادي هذا قول سعيد بن جبير قال وكان مجاهد رضي الله عنه يقول طوى اسم الوادي
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله بالواد المقدس طوى قال واد قدس مرتين واسمه طوى
* وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ طوى برفع الطاء وينون فيها * قوله تعالى (انني أنا الله لا اله الا أنا
فاعبدني) * أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مكتوب على باب
الجنة انني أنا الله لا اله الا أنا لا أعذب من قالها * وأخرج ابن سعد وأبو يعلى والحاكم والبيهقي في الدلائل عن أنس
رضي الله عنه قال خرج عمر متقلدا بالسيف فلقيه رجل من بنى زهرة فقال له أين تغدو يا عمر قال أريد ان أقتل
محمدا قال وكيف تأمن بنى هاشم وبنى زهرة فقال له عمر ما أراك الا قد صبوت وتركت دينك قال أفلا أدلك على
العجب ان أختك وختنك قد صبوا وتركا دينك فمشى عمر زائرا حتى أتاهما وعندهما خباب فلما سمع خباب بحس
عمر توارى في البيت فدخل عليهما فقال ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم وكانوا يقرؤن طه فقالا ما عدا حديثا
تحدثنا به قال فلعلكما قد صبوتما فقال له ختنه يا عمر ان كان الحق في غير دينك فوثب عمر على ختنه فوطئه وطئا
شديدا فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها فنفحها نفحة بيده فدمي وجهها فقال عمر أعطوني الكتاب الذي هو
عندكم فاقرأوه فقالت أخته انك رجس وانه لا يمسه الا المطهرون فقم فتوضأ فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ
طه حتى انتهى إلى انني انا الله لا اله الا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى فقال عمر دلوني على محمد فلما سمع خباب
قول عمر خرج من البيت فقال ابشر يا عمر فاني أرجو ان تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس
اللهم أعز الاسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج
أبو نعيم في الحلية عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه
السلام قال قال الله عز وجل انى أنا الله لا اله الا أنا فاعبدني من جاءني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله بالاخلاص
دخل في حصني ومن دخل حصني أمن عذابي * قوله تعالى (وأقم الصلاة) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وأقم الصلاة لذكرى قال إذا صلى عبد ذكر ربه
* وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم في قوله أقم الصلاة لذكرى قال حين تذكر * وأخرج أحمد وعبد بن حميد
والبخاري ومسلم وأبو داود وابن مردويه عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رقد أحدكم عن الصلاة
أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها فان الله قال أقم الصلاة لذكرى * وأخرج الترمذي وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن حبان وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر
أسرى ليلة حتى أدركه الكرى أناخ فعرس ثم قال يا بلال اكلأنا الليلة قال فصلى بلال ثم تساند إلى راحلته مستقبل
الفجر فغلبته عيناه فنام فلم يستيقظ أحد منهم حتى ضربتهم الشمس وكان أولهم استيقاظا النبي صلى الله عليه
293

وسلم فقال أي بلال فقال بلال بابى أنت يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم اقتادوا ثم أناخ فتوضأ وأقام الصلاة ثم صلى مثل صلاته للوقت في تمكث ثم قال من نسى صلاة فليصلها إذا
ذكرها فان الله قال أقم الصلاة لذكرى وكان ابن شهاب يقرؤها للذكرى * وأخرج الطبراني وابن مردويه
عن عبادة بن الصامت قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل غفل عن الصلاة حتى طلعت الشمس أو
غربت ما كفارتها قال يتقرب إلى الله ويحسن وضوءه ويصلى فيحسن الصلاة ويستغفر الله فلا كفارة لها الا
ذلك أن الله يقول أقم الصلاة لذكرى * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سمرة بن يحيى قال نسيت صلاة
العتمة حتى أصبحت فغدوت إلى ابن عباس فأخبرته فقال قم فصلها ثم قرأ أقم الصلاة لذكرى * وأخرج عبد بن
حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا نسيت صلاة فاقضها متى ما ذكرت * وأخرج ابن أبي شيبة عن
الشعبي وإبراهيم في قوله أقم الصلاة لذكرى قالا صلها إذا ذكرتها وقد نسيتها * وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم
قال من نام عن صلاة أو نسيها يصلى متى ما ذكرها عند طلوع الشمس وعند غروبها ثم قرأ أقم الصلاة لذكرى
قال إذا ذكرتها فصلها في أي ساعة كنت * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال أقبلنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية فنزلنا دهاسا من الأرض والدهاس الرمل فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من يكلؤنا قال بلال أنا فناموا حتى طلعت عليهم الشمس فقال النبي صلى الله عليه وسلم افعلوا كما كنتم
تفعلون كذلك لمن نام أو نسى * وأخرج ابن أبى شيبة عن أبي جحيفة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في
سفره الذي ناموا فيه حتى طلعت الشمس ثم قال إنكم كنتم أمواتا فرد الله إليكم أرواحكم فمن نام عن الصلاة أو
نسى صلاة فليصلها إذا ذكرها وإذا استيقظ * قوله تعالى (ان الساعة آتية) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان الساعة آتية أكاد أخفيها يقول لا أظهر عليها أحدا غيري * وأخرج سعيد
ابن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان الساعة آتية
أكاد أخفيها قال أكاد أخفيها من نفسي * وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله أكاد أخفيها قال من نفسي * وأخرج ابن أبى حاتم وابن الأنباري عن ابن عباس رضي الله عنهما انه
قرأ أكاد أخفيها من نفسي يقول لأنها لا تخفى من نفس الله أبدا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه
قال ليس من أهل السماوات والأرض أحد الا قد أخفى الله عنه علم الساعة وهي في قراءة ابن مسعود أكاد أخفيها
من نفسي يقول أكتمها من الخلائق حتى لو استطعت ان أكتمها من نفسي لفعلت * وأخرج عبد الرزاق
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال في بعض القراءة أكاد أخفيها من نفسي قال لعمري لقد
أخفاها الله من الملائكة المقربين ومن الأنبياء والمرسلين * وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح في قوله أكاد
أخفيها قال يخفيها من نفسه * وأخرج ابن أبي حاتم وابن الأنباري عن ورقاء أقرأنيها سعيد بن جبير أكاد
أخفيها يعنى بنصب الألف وخفض الفاء يقول أظهرها ثم قال أما سمعت قول الشاعر
دأت شهرين ثم شهرا دميكا * ما دميكين يخفيان عميرا
* وأخرج ابن الأنباري عن الفراء قال في قراءة أبي بن كعب رضي الله عنه أكاد أخفيها من نفسي فكيف
أطلعكم عليها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لتجزى كل نفس بما تسعى قال
لتعطى ثواب ما تعمل * قوله تعالى (واتبع هواه فتردى وما تلك بيمينك يا موسى) الآية * أخرج ابن أبي حاتم
عن الشعبي رضي الله عنه وابن شبرمة قال انما سمى هوى لأنه يهوى بصاحبه إلى النار * وأخرج ابن أبي حاتم عن
ابن عباس عصا موسى قال أعطاه إياها ملك من الملائكة إذ توجه إلى مدين فكانت تضئ له بالليل ويضرب بها
الأرض فيخرج له النبات ويهش بها على غنمه ورق الشجر * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله هي
عصاي أتوكأ عليها قال إذا مشى مع غنمه * واخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه
في قوله وأهش بها على غنمي قال أضرب بها الشجر فيتساقط منه الورق على غنمي * وأخرج ابن أبي حاتم
عن عمرو بن ميمون في قوله وأهش بها على غنمي قال الهش ان يخبط الرجل بعصاه الشجر فيتساقط الورق
294

* وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن ميمون قال الهش العصا بين الشعبتين ثم يحركها حتى يسقط الورق والخبط
أن يخبط حتى يسقط الورق * وأخرج ابن أبي حاتم عن ملك بن أنس قال الهش ان يضع الرجل المحجن في الغصن
ثم يحركه حتى يسقط ورقه وثمره ولا يكسر العود فهذا الهش ولا يخبط * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
المنذر عن قتادة في قوله وأهش بها على غنمي قال أخبط بها لشجر ولى فيها مآرب أخرى قال حاجات أخرى
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولى فيها مآرب أخرى قال حوائج
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله مآرب أخرى
قال حاجات ومنافع * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله مآرب أخرى يقول حوائج أخرى
أحمل عليها المزود والسقاء * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولى فيها مآرب أخرى قال كانت تضئ له
بالليل وكانت عصا آدم عليه السلام * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس فألقاها فإذا هي حية تسعى ولم تكن
قبل ذلك حية فمرت بشجرة فأكلتها ومرت بصخرة فابتلعتها فجعل موسى يسمع وقع الصخرة في جوفها فولى
مدبرا فنودي أن يا موسى خذها فلم يأخذها ثم نودي الثانية ان خذها ولا تخف فقيل له في الثالثة انك من الآمنين
فاخذها * واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما سنعيدها سيرتها الأولى قال حالتها
الأولى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله سنعيدها سيرتها الأولى قال هيئتها
الأولى واضمم يدك إلى جناحك قال ادخل كفك تحت عضدك تخرج بيضاء من غير سوء قال من غير برص
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من غير سوء قال من غير برص * وأخرج
ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال أخرجها كأنها مصباح فعلم موسى انه قد لقى ربه ولهذا قال تعالى
لنريك من آياتنا الكبرى * قوله تعالى (قال رب اشرح لي) الآيات * أخرج ابن مردويه والخطيب وابن
عساكر عن أسماء بنت عميس قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بإزاء ثبير وهو يقول أشرق ثبير أشرق
ثبير اللهم إني أسألك بما سألك أخي موسى أن تشرح لي صدري وأن تيسر لي أمري وان تحل عقدة من لساني
يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزرى وأشركه في أمرى كي نسبحك كثيرا ونذكرك
كثيرا انك كنت بنا بصيرا * وأخرج السلفي في الطيوريات بسند واه عن أبي جعفر محمد بن علي قال لما نزلت
واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشد به أزرى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبل ثم دعا ربه
وقال اللهم اشدد أزرى بأخي على فأجابه إلى ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد
ابن جبير رضي الله عنه في قوله واحلل عقدة من لساني قال عجمة بجمرة نار أدخلها في فيه عن أمر امرأة فرعون
تدرأ به عنه عقوبة فرعون حين أخذ موسى بلحيته وهو لا يعقل قال هذا عدو لي فقالت امرأته انه لا يعقل
* وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي قال كان أكبر من موسى
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية في قوله اشدد به أزرى قال ظهري * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
زيد في قوله اشدد به أزرى يقول اشدد به أمرى وقوني به فان لي به قوة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في
قوله وأشركه في أمرى قال نبئ هارون ساعتئذ حين نبئ موسى عليهما السلام * وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة أن
عائشة سمعت رجلا يقول انى لأدري أي أخ في الدنيا كان أنفع لأخيه موسى حين سأل لأخيه النبوة فقالت صدق
والله * وأخرج الحاكم عن وهب قال كان هارون فصيحا بين النطق يتكلم في تؤدة ويقول بعلم وحلم وكان أطول
من موسى طولا وأكبرهما في السن وأكثرهما لحما وأبيضهما جسما وأعظمهما ألواحا وكان موسى جعدا
آدم طوالا كأنه من رجال شنوءة ولم يبعث الله نبيا الا وقد كان عليه شامة النبوة في يده اليمنى الا أن يكون نبينا صلى
الله عليه وسلم فان شامة النبوة كانت بين كتفيه * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبي النجود أنه قرأ كي
نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا بنصب الكاف الأولى في كلهن * وأخرج عبد بن حميد عن
الأعمش انه كان يجزم هذه الكافات كلها * قوله تعالى (فاقذفيه في اليم) * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى
رضي الله عنه في قوله فاقذفيه في اليم قال هو النيل * قوله تعالى (وألقيت عليك محبة منى) * أخرج
295

عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وألقيت عليك محبة منى قال كان كل من رآه ألقيت عليه منه
محبة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل رضي الله عنه في قوله وألقيت عليك محبة منى
قال حببتك إلى عبادي * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله وألقيت عليك محبة منى قال حيث نظرت
آسية وجه موسى فرأت حسنا وملاحة فعندها قالت لفرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه * وأخرج الحكيم
الترمذي عن أبي رجاء في قوله وألقيت عليك محبة منى قال الملاحة والحلاوة * وأخرج ابن عساكر عن قتادة في
قوله وألقيت عليك محبة منى قال حلاوة في عيني موسى لم ينظر إليه خلق الا أحبه * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد
رضي الله عنه قال كنت مع عبد الله بن عمر رضي الله عنه فتلقاه الناس يسلمون عليه ويحيونه ويثنون عليه
ويدعون له فيضحك ابن عمر فإذا انصرفوا عنه أقبل على فقال إن الناس ليجيئون حتى لو كنت أعطيهم الذهب
والفضة ما زادوا عليه ثم تلا هذه الآية وألقيت عليك محبة منى * قوله تعالى (ولتصنع على عيني) * أخرج ابن أبي
حاتم عن أبي نهيك رضي الله عنه في قوله ولتصنع على عيني قال ولتعمل على عيني * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه في قوله ولتصنع على عين قال تربى بعين الله * وأخرج عبد الرزاق وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولتصنع على عيني يقول ولتغذى على عيني * وأخرج ابن المنذر عن
ابن جريج في الآية يقول أنت بعيني إذ جعلتك أمك في التابوت ثم في البحر وإذ تمشى أختك * قوله تعالى
(وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا) * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والخطيب عن ابن عمر سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ يقول الله وقتلت نفسا
فنجيناك من الغم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فنجيناك من
الغم قال من قتل النفس وفتناك فتونا قال أخلصناك اخلاصا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وفتناك فتونا قال ابتليناك ابتلاء * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في
قوله وفتناك فتونا قال ابتليناك ببلاء نعمة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وفتناك
فتونا قال اختبرناك اختبارا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله وفتناك فتونا قال بلاء إلقاؤه في التابوت
ثم في اليم ثم التقاط آل فرعون إياه ثم خروجه خائفا يترقب * وأخرج ابن أبي عمر العدني في مسنده وعبد
ابن حميد والنسائي وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
قال سألت ابن عباس عن قول الله تعالى لموسى عليه السلام وفتناك فتونا فسألت عن الفتون ما هو
فقال استأنف النهار يا ابن جبير فان لها حديثا طويلا فلما أصبحت غدوت على ابن عباس لا تنجز ما وعدني من
حديث الفتون فقال تذاكر فرعون وجلساؤه ما كان الله عز وجل وعد إبراهيم عليه السلام من أن يجعل
في ذريته أنبياء وملوكا فقال بعضهم ان بني إسرائيل ينتظرون ذلك ما يشكون فيه ولقد كانوا يظنون أنه يوسف
ابن يعقوب فلما هلك قالوا ليس هذا كان وعد الله إبراهيم قال فرعون فكيف ترون فائتمروا وأجمعوا أمرهم
على أن يبعث رجالا معهم الشفار يطوفون في بني إسرائيل فلا يجدون مولودا الا ذبحوه ففعلوا فلما رأوا ان الكبار
يموتون بآجالهم وان الصغار يذبحون قالوا يوشك ان يفنى بنو إسرائيل فتصيروا تباشروا الأعمال والخدمة
التي كانوا يكفونكم فاقتلوا عاما كل مولود ذكر فتقل أبناؤهم ودعوا عاما لا تقتلوا منهم أحدا فيشب الصغار مكان
من يموت من الكبار فإنهم لن يكثروا فتخافون مكاثرتهم إياكم ولن يفنوا بمن تقتلون فتحتاجون إليهم فاجمعوا
أمرهم على ذلك فحملت أم موسى بهارون في العام الذي لا يذبح فيه الغلمان فولدت علانية آمنة حتى إذا كان في
قابل حملت بموسى فوقع في قلبها الهم والحزن فذلك من الفتون يا ابن جبير لما دخل عليه في بطن أمه ما يراد
به فأوحى الله إليها ان لا تخافي ولا تحزني انا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين وأمرها إذا ولدته ان تجعله
في تابوت ثم تلقيه في اليم فلما ولدت فعلت ما أمرت به حتى إذا توارى عنها ابنها أتاها الشيطان وقالت في
نفسها ما فعلت بابني لو ذبح عندي فواريته وكفنته كان أحب إلى من أن ألقيه إلى دواب البحر وحيتانه فانطلق به
الماء حتى أوفى به عند مستقى جواري امرأة فرعون فرأينه فاخذنه فهممن ان يفتحن الباب فقال بعضهن لبعض
296

ان في هذا لمالا وانا ان فتحناه لم تصدقنا امرأة الملك بما وجدنا فيه فحملنه بهيئته لم يحركن منه شيئا حتى دفعنه إليها
فلما فتحته رأت فيه الغلام فألقى عليها محبة لم تلو منها على أحد من البشر قط وأصبح فؤاد أم موسى فارغا من ذكر
كل شئ الا من ذكر موسى فلما سمع الذباحون بأمره أقبلوا إلى امرأة فرعون بشفارهم يريدون ان يذبحوه
وذلك من الفتون يا ابن جبير فقالت للذباحين ان هذا الواحد لا يزيد في بني إسرائيل وإني آتي فرعون فاستوهبه
منه فان وهبه لي فقد أحسنتم وأجملتم وان أمر بذبحه لم ألمكم فلما أتت به فرعون قالت قرة عين لي ولك لا تقتلوه
قال فرعون يكون لك واما لي فلا حاجة لي فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يحلف به لو أقر فرعون بان
يكون قرة عين له كما قالت امرأته لهداه الله به كما هدى به امرأته ولكن الله عز وجل حرمه ذلك فأرسلت إلى من
حولها من كل امرأة لها لبن لتختار له ظئرا فكلما أخذته امرأة منهن لترضعه لم يقبل ثديها حتى أشفقت امرأة
فرعون ان يمتنع من اللبن فيموت فأحزنها ذلك فأمرت به فاخرج إلى السوق ومجمع الناس ترجو ان تجد له ظئرا
يأخذ منها فلم يفعل وأصبحت أم موسى والها فقالت لأخته قصي أثره واطلبيه هل تسمعين له ذكرا أحي أم قد
أكلته الدواب ونسيت الذي كان وعد الله فبصرت به أخته عن جنب وهم لا يشعرون والجنب ان يسمو بصر
الانسان إلى شئ بعيد وهو إلى جنبه وهو لا يشعر به فقالت من الفرح حين أعياهم الظوائر أنا أدلكم على أهل
بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فاخذوها فقالوا وما يدريك ما نصحهم له هل يعرفونه حتى شكوا في ذلك وذلك
من الفتون يا ابن جبير فقالت نصحهم له وشفقتهم عليه رغبتهم في جانب الملك رجاء شفقته فتركوها فانطلقت
إلى أمه فأخبرتها الخبر فجاءت فلما وضعته في حجرها نز إلى ثديها فمصه حتى امتلأ جنباه ريا وانطلق البشرى إلى
امرأة فرعون يبشرونها انا قد وجدنا لابنك ظئرا فأرسلت إليها فاتيت بها وبه فلما رأيت ما يصنع قالت لها امكثي
عندي ارضعي ابني هذا فاني لم أحب حبه شيئا قط قالت لا أستطيع ان أدع بيتي وولدي فيضيع فان طابت
نفسك ان تعطينيه فاذهب به إلى بيتي فيكون معي لا آلوه خيرا فعلت والا فاني غير تاركة بيتي وولدي فذكر أم
موسى ما كان الله عز وجل وعدها فتعاسرت على امرأة فرعون لذلك وأيقنت ان الله عز وجل منجز وعده
فرجعت بابنها من يومها فأنبته الله نباتا حسنا وحفظه لما قد قضى فيه فلم يزل بنو إسرائيل وهم يجتمعون في
ناحية القربة يمتنعون به من الظلم والسخرة منذ كان فيهم فلما ترعرع قالت امرأة فرعون لام موسى أريد
ان تريني ابني فوعدتها يوما تزورها فيه به فقالت لخزانها وجواريها وقهارمتها لا يبقى منكم اليوم واحد
الا استقبل ابني بهدية وكرامة أرى ذلك فيه وأنا باعثة أمينا يحضر ما صنع كل انسان منكم فلم تزل الهدايا والنحل
والكرامة تستقبله من حين خرج من بيت أمه إلى أن دخل عليها فلما دخل عليها أكرمته ونحلته وفرحت به
وأعجبها ونحلت أمه لحسن أثرها عليه ثم قالت لانطلقن به إلى فرعون فلينحلنه وليكرمنه فلما دخلت به عليه
وجعلته في حجره فتناول موسى لحية فرعون فمدها إلى الأرض فقالت له الغواة من أعداء الله الا ترى إلى ما وعد الله
إبراهيم انه يرثك ويصرعك ويعلوك فأرسل إلى الذباحين ليذبحوه وذلك من الفتون يا ابن جبير بعد كل بلاء ابتلى
به وأربد به فتونا فجاءت امرأة فرعون تسعى إلى فرعون فقالت ما بدا لك في هذا الصبى الذي وهبته لي قال الا
ترينه يزعم أنه سيصرعني ويعلوني قالت له اجعل بيني وبينك أمرا تعرف فيه الحق ائت بجمرتين ولؤلؤتين
فقربهن إليه فان بطش باللؤلؤتين واجتنب الجمرتين علمت أنه يعقل وان هو تناول الجمرتين ولم يرد اللؤلؤتين فاعلم أن
أحدا لا يؤثر الجمرتين على اللؤلؤتين وهو يعقل فلما قرب إليه الجمرتين واللؤلؤتين ترك اللؤلؤتين وأخذ الجمرتين
فانتزعهما منه مخافة ان يحرقا بدنه فقال للمرأة لا يذبح وصرفه الله عنه بعد أن كان هم به وكان الله بالغ أمره فيه
فلما بلغ أشده وكان من الرجال لم يكن أحد من آل فرعون يخلص إلى أحد من بني إسرائيل معه بظلم ولا بسحرة
حتى امتنعوا كل الامتناع فبينما هو يمشى في ناحية المدينة إذا هو برجلين يقتتلان أحدهما من بني إسرائيل
والآخر من آل فرعون فاستغاثه الإسرائيلي على الفرعوني فغضب موسى واشتد غضبه لأنه تناوله وهو يعلم
منزلة موسى من بني إسرائيل وحفظه لهم لا يعلم الا ان ذلك من الرضاع من أم موسى الا ان يكون الله تعالى اطلع
موسى من ذلك على ما لم يطلع غيره عليه فوكز موسى الفرعوني فقتله وليس يراهما أحد الا الله وموسى
297

والإسرائيلي فقال موسى حين قتل الرجل هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين ثم قال ربى انى ظلمت نفسي
فاغفر لي فغفر له وأصبح في المدينة خائفا يترقب الاخبار فأتى فرعون فقيل له ان بني إسرائيل قتلوا رجلا من آل
فرعون فخذ لنا بحقنا ولا ترخص لهم فقال ائتوني به ومن شهد عليه فان الملك وان كان صفوه مع قومه لا يستقيم له
ان يقيد بغير بينة ولا ثبت فاطلبوا علم ذلك آخذ لكم بحقكم فبينما هم يطوفون فلا يجدون بينه ولا ثبتا إذا موسى
من الغد قد رأى ذلك الإسرائيلي يقاتل فرعونيا آخر فاستغاثه الإسرائيلي على الفرعوني فصادف موسى قد ندم
على ما كان من وكزه الذي رأى فغضب من الإسرائيلي لما فعل بالأمس واليوم وقال إنك لغوي مبين فنظر الإسرائيلي
إلى موسى حين قال له ما قال فإذا هو غضبان كغضبه بالأمس فخاف بعد ما قال له انك لغوي مبين ان يكون إياه أراد
وانما أراد الفرعوني فقال يا موسى أتريد ان تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس وانما قال ذلك مخافة ان يكون إياه أراد
موسى ليقتله فيتداركا فانطلق الفرعوني إلى قومه فأخبرهم بما سمع من الإسرائيلي حين يقول أتريد ان تقتلني
كما قتلت نفسا بالأمس فأرسل فرعون الذباحين ليقتلوا موسى فاخذ رسل فرعون في الطريق الأعظم يمشون على
هينتهم يطلبون موسى وهم لا يخافون أن يفوتهم وجاء رجل من شيعة موسى من أقصى المدينة فاختصر طريقا
قريبا حتى سبقهم إلى موسى فأخبره الخبر وذلك من الفتون يا ابن جبير فخرج موسى متوجها نحو مدين لم يلق
بلاء مثل ذلك وليس له بالطريق علم الا حسن ظنه بربه فإنه قال عسى ربى ان يهديني سواء السبيل ولما ورد ماء
مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان يعنى فلم تسقيا غنمهما قال ما خطبكما
معتزلتين لا تسقيان مع الناس قالتا ليست لنا قوة نزاحم القوم وانما ننتظر فضول حياضهم فسقى لهما فجعل
يغرف في الدلو ماء كثيرا حتى كانتا أول الرعاة فراغا فانصرفتا إلى أبيهما بغنمهما وانصرف موسى إلى شجرة
فاستظل بها وقال رب انى لما أنزلت إلى من خير فقير فاستنكر أبو الجاريتين سرعة صدورهما بغنمهما حفلا
بطانا وقال إن لكما اليوم لشأنا فحدثناه بما صنع موسى فامر إحداهما ان تدعوه له فاتته فدعته فلما كلمه قال لا تخف
نجوت من القوم الظالمين ليس لفرعون ولا لقومه علينا سلطان ولسنا في مملكته قالت ابنته يا أبت استأجره ان
خير من استأجرت القوى الأمين فحملته الغيرة ان قال وما يدريك ما قوته وما أمانته قالت أما قوته فما رأيت منه
حين سقى لنا لم أر رجلا قط أقوى في ذلك السقي منه حين سقى لنا وأمانته فإنه نظر حين أقبلت إليه وشخصت له فلما
علم انى امرأة صوب رأسه ولم يرفعه ولم ينظر إلى حين أقبلت إليه حتى بلغته رسالتك فقال لي امش خلفي وانعتي لي
الطريق فلم يقل هذا الا وهو أمين فسرى عن أبيها وصدقها وظن به الذي قالت فقال هل لك ان أنكحك إحدى
ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فان أتممت عشرا فمن عندك وما أريد ان أشق عليك ففعل وكانت على
موسى ثماني حجج واجبة وكانت سنتان عدة منه فقضى الله عدته فأتمها عشرا قال سعيد فسألني رجل من أهل
النصرانية من علمائهم هل تدرى أي الأجلين قضى موسى قلت لا وانا يومئذ لا أعلم فلقيت ابن عباس فذكرت له
الذي قال النصراني فقال أما كنت تعلم أن ثمانيا واجبة لم يكن موسى لينتقص منها وتعلم أن الله تعالى كان
قاضيا عن موسى عدته التي وعد فإنه قضى عشرا فأخبرت النصراني فقال الذي أخبرك بهذا هو أعلم منك قلت
أجل وأولى فلما سار موسى باهله ورأى من أمر النار ما قص الله عليك في القرآن وأمر العصا ويده فشكا لي ربه
ما يتخوف من آل فرعون في القتيل وعقدة لسانه فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكلام فسأل ربه ان
يعينه بأخيه هارون ليكون له ردأ ويتكلم عنه بكثير مما لا يفصح به فاتاه الله سؤله فحل عقدة من لسانه وأوحى
إلى هارون وأمره ان يلقى موسى فاندفع موسى بالعصا ولقى هارون فانطلقا جميعا إلى فرعون فأقاما ببابه حينا
لا يؤذن لهما ثم أذن لهما بعد حجاب شديد فقالا انا رسولا ربك فقال ومن ربكما يا موسى فأخبراه بالذي قص الله في
القرآن قال فما تريدان وذكره القتيل فاعتذر بما قد سمعت قال أريد ان تؤمن بالله وترسل معي بني إسرائيل فأبى
عليه ذلك وقال ائت بآية ان كنت من الصادقين فألقى عصاه فتحولت حية عظيمة فاغرة فاها مسرعة إلى فرعون
فلما رأى فرعون انها قاصدة إليه خافها فاقتحم عن سريره واستغاث بموسى أن يكفها عنه ففعل وأخرج يده من
جيبه بيضاء من غير سوء يعنى برص أعادها إلى كمه فصارت إلى لونها الأول فاستشار الملا فيما رأى فقالوا له هذان
298

ساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى يعنون ملكهم الذي هم فيه
والعيش فأبوا على موسى ان يعطوه شيئا مما طلب وقالوا له أجمع لهم السحرة فإنهم بأرضنا كثير حتى تغلب
بسحرهم سحرهما فأرسل فرعون في المدائن حاشرين فحشر له كل ساحر متعالم فلما أتوا فرعون قالوا بم يعمل هذا
الساحر قالوا يعمل بالحيات والحبال قالوا فلا والله ما في الأرض قوم يعملون بالحيات والحبال والعصي بالسحر
ما نعمل به فما أجرنا ان غلبناه قال لهم أنتم أقاربي وخاصتي وانا صانع بكم كل شئ أحببتهم فتواعدوا ليوم الزينة وان
يحشر الناس ضحى قال سعيد فحدثني ابن عباس ان يوم الزينة اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون
والسحرة وهو يوم عاشوراء فلما اجتمعوا في صعيد واحد قال الناس بعضهم لبعض اذهبوا بنا فلنحضر هذا الامر
ونتبع السحرة ان كانوا هم الغالبين يعنون بذلك موسى وهارون استهزاء بهما فقالوا يا موسى لقدرتهم بسحرهم
اما ان تلقى واما ان نكون نحن الملقين قال ألقوا فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون انا لنحن الغالبون فرأى
موسى من سحرهم ما أوجس منه خيفة فأوحى الله إليه ان ألقى عصاك فلما ألقاها صارت ثعبانا عظيما فاغرة فاها
فجعل العصى بدعوة موسى تلتبس بالحبال حتى صارت جردا إلى الثعبان حتى تدخل فيه حتى ما أبقت عصا ولا حبلا
الا ابتلعته فلما عاين السحرة ذلك قالوا لو كان هذا سحرا لم تبتلع من سحرنا كل هذا ولكن هذا أمر من الله
عز وجل فآمنا بالله وبما جاء به موسى ونتوب إلى الله عز وجل مما كنا فيه فكسر الله ظهر فرعون في ذلك
الموطن وأشياعه فظهر الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وامرأة فرعون بارزة متبذلة
تدعو الله بالنصر لموسى على فرعون فمن رآها من آل فرعون ظن أنها تبذلت شفقة على فرعون وأشياعه وانما
كان حزنها وهمها لموسى فلما طال مكث موسى لمواعد فرعون الكاذبة كلما جاء بآية وعد عندها أن يرسل معه
بني إسرائيل فإذا كشف ذلك عنه نكث عهده واختلف وعده حتى أمر موسى بقومه فخرج بهم ليلا فلما أصبح
فرعون ورأى انهم قد مضوا بعث في المدينة وحولها حاشرين فتبعهم جنود عظيمة كثيرة وأوحى الله إلى البحر إذا
ضربك عبدي موسى فانفرق له اثنى عشر فرقا حتى يجوز موسى ومن معه ثم التق بعد على من بقى من قوم فرعون
وأشياعه فنسى موسى ان يضرب بعصاه فدفع إلى البحر وله قصيف مخافة ان يضربه موسى بعصاه وهو غافل فيصير
عاصيا فلما تراءى الجمعان وتقاربا قال أصحاب موسى انا لمدركون فافعل ما أمرك ربه ربك فإنك لم تكذب ولم تكذب
قال وعدني ربى إذا انتهيت إلى البحر ان ينفرق لي حتى أجوز ثم ذكر بعد ذلك العصا فضرب البحر حين دنا أوائل
جند فرعون من أواخر جند موسى فانفرق البحر كما أمره الله وكما وعد موسى فلما جاز أصحاب موسى كلهم ودخل
أصحاب فرعون كلهم التقى البحر عليهم كما أمره الله عز وجل فلما ان جاوز البحر قال أصحاب موسى انا لمدركون
انا نخاف أن لا يكون فرعون غرق ولا نأمن هلاكه فدعا ربه فأخرجه له ببدنه من البحر حتى استيقنوا ثم مروا
بعد ذلك على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون ان هؤلاء
متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون قد رأيتم من العبر ما يكفيكم وسمعتم به فمضى حتى أنزلهم منزلا ثم قال لهم
أطيعوا هارون فاني قد استخلفته عليكم وإني ذاهب إلى ربى وأجلهم ثلاثين يوما ان يرجع إليهم فيها فلما أتى ربه
وأراد ان يكلمه في ثلاثين يوما فصامهن ليلهن ونهارهن كره ان يكلم ربه وريح فمه ريح فم الصائم فتناول موسى
من نبات الأرض شيئا فمضغه فقال له ربه حين أتاه لم أفطرت وهو أعلم بالذي كان قال يا رب انى كرهت ان أكلمك الا
وفمي طيب الريح قال أوما علمت يا موسى ان ريح فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك ارجع حتى تصوم عشرة
أيام ثم ائتني ففعل موسى الذي أمره الله به فلما رأى قوم موسى انه لم يأتهم للأجل ساءهم ذلك وقد كان هارون
خطيهم وقال لهم انكم خرجتم من مصر وعندكم ودائع لقوم فرعون وعوار ولكم فيهم مثل ذلك وانا أرى ان
تحتسبوا ما كان لكم عندهم ولا أحل لكم وديعة استودعتموها أو عارية ولسنا نرى أداء شئ من ذلك إليهم ولار
ممسكيه فحفر حفرة وأمر كل قوم عندهم شئ من ذلك من متاع أو حلية بان يدفنوه في الحفرة ثم أوقد عليه النار
فأحرقه وقال لا يكون لنا ولا لهم وكان السامري رجلا من قوم يعبدون البقر ليس من بني إسرائيل جار لهم
فاحتمل مع بني إسرائيل حين احتملوا فقضى له ان رأى أثر الفرس فقبض منه قبضة فمر بهارون فقال له هارون
299

يا سامري الا تلقى ما في يديك وهو قابض عليه لا يره أحد 7 طوال ذلك فقال هذه قبضة من أثر الرسول الذي جاوز
بكم البحر فلا ألقيها الشئ الا ان تدعو الله إذا ألقيتها ان يكون ما أريد قال فألقاها ودعا له هارون فقال أريد ان
يكون عجلا فاجتمع ما كان في الحفرة من متاع نحاس أو حديد أو حلى فصار عجلا جوف ليس فيه روح له خوار
فقال ابن عباس والله كان له ما صوت ولكن الريح كانت تدخل في دبره وتخرج من فيه فكان ذلك الصوت من ذلك
فتفرق بنو إسرائيل فرقا فقالت فرقة يا سامري ما هذا فإنك أنت أعلم به فقال هذا ربكم ولكن موسى أخطأ
الطريق فقالوا لا نكذب بهذا حتى يرجع إلينا موسى فان يك ربنا لم يكن ضيعنا وعجزنا حين رأيناه وان لم يكن
ربنا فإننا نتبع قول موسى وقال فرقة هذا من عمل الشيطان وليس ربنا ولا نصدق به ولا نؤمن به وأشرب فرقة
في قلوبهم التصديق بما قال السامري في العجل وأعلنوا التكذيب وقال لهم هارون يا قوم انما فتنتم به
وان ربكم الرحمن وليس هكذا قالوا فما بال موسى وعدنا ثلاثين ليلة ثم أخلفنا فهذه أربعون ليلة فقال سفهاؤهم
أخطأ ربه فهو يطلبه ويتبعه فلما كلم الله موسى وقال ما قال له وأخبره بما لقى قومه من بعده فرجع إلى قومه
غضبان أسفا فقال لهم ما سمعتم في القرآن وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه من الغضب غير أنه عذر أخاه
واستغفر ربه ثم انصرف إلى السامري فقال له ما حملك على ما صنعت فقال قبضت قبضة من أثر الرسول وفطنت
وعميت عليكم فقذفتها وكذلك سولت لي نفسي قال اذهب فان لك في الحياة ان تقول لا مساس إلى قوله في اليم نسفا
ولو كان إلها لم يخلص إلى ذلك فاستيقن بنو إسرائيل بالفتنة واغتبط الذين كان رأيهم رأى هارون فقالوا يا موسى
سل ربك ان يفتح لنا باب توبة نعملها ونكفر عنا ما عملنا فاختار موسى من قومه سبعين رجلا لذلك لا يألو الخير
خيار بني إسرائيل ومن لم يشرك في العجل فانطلق بهم ليسأل ربهم التوبة فرجفت الأرض بهم فاستحيا موسى
عليه السلام من قومه ووفده حين فعل بهم ذلك فقال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل
السفهاء الآية ومنهم من قد اطلع الله منه على ما أشرب قلبه العجل والايمان به فلذلك رجفت بهم الأرض
فقال رحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون إلى قوله والإنجيل فقال رب سألتك التوبة لقومي فقلت ان
رحمتك كتبتها لقوم غير قومي فليتك أخرتني حتى أخرج في أمة ذلك الرجل المرحومة قال الله عز وجل فان توبتهم
ان يقتل كل رجل منهم كل من لقى من والد أو ولد فيقتله بالسيف ولا يبالي من قبل ذلك الموطن فتاب أولئك الذين
كان حفى على موسى وهارون وما اطلع الله عليهم من ذنوبهم فاعترفوا بها وفعلوا ما أمروا به فغفر الله للقاتل
والمقتول ثم سار بهم موسى متوجها نحو الأرض المقدسة فاخذ الألواح بعد ما سكت عنه الغضب وأمرهم بالذي
أمره الله ان يبلغهم من الوظائف فثقلت عليهم وأبوا ان يقروا بها حتى نتق الله عليهم الجبل كأنه ظلة ودنا منهم
حتى خافوا ان يقع عليهم فأخذوا الكتاب بايمانهم وهم مصغون ينظرون إلى الأرض والكتاب الذي أخذوه
بأيديهم وهم ينظرون إلى الجبل مخافة ان يقع عليهم ثم مضوا حتى أتوا الأرض المقدسة فوجدوا فيها مدينة جبارين
خلقهم خلق منكر وذكروا من ثمارهم أمرا عجيبا من عظمها فقالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين لا طاقة لنا
اليوم بهم ولا ندخلها ما داموا فيها فان يخرجوا منها فانا داخلون قال رجلان من الجبارين آمنا بموسى فخرجا إليه
فقالا نحن أعلم بقومنا ان كنتم تخافون ما رأيتم من أجسامهم وعددهم فإنهم ليس لهم قلوب ولا منعة عندهم
فأدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ويقول أناس انهما من قوم موسى وزعم سعيد انهما من
الجبارين آمنا بموسى يقول من الذين يخافون أنعم الله عليهما وانما يعنى بذلك الذين يخافهم بنو إسرائيل فقالوا
يا موسى انا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون فأغضبوا موسى فدعا عليهم
فسماهم فاسقين ولم يدع عليهم قبل ذلك لما رأى فيهم من المعصية وإساءتهم حتى كان يومئذ فدعا عليهم فاستجاب
الله له وسماهم كما سماهم موسى فاسقين فحرمها عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض يصبحون كل يوم فيسيرون
ليس لهم قرار ثم ظلل عليهم في التيه بالغمام وأنزل عليهم المن والسلوى وجعل لهم ثيابا لا تبلى ولا تتسخ وجعل
بين ظهرانيهم حجرا مربعا وأمر موسى فضربه بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا في كل ناحية ثلاث عيون
واعلم كل سبط عينهم التي يشربون منها لا يرتحلون بها من مرحلة الا وجدوا ذلك الحجر منهم بالمكان الذي كان
300

منهم بالمنزل الأول رفع الحديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وصدق ذلك عندي ان معاوية بن أبي
سفيان سمع من ابن عباس هذا الحديث فأنكر عليه ان يكون الفرعوني هو الذي أفشى على موسى أمر
القتيل وقال انما أفشى عليه الإسرائيلي فاخذ ابن عباس بيده فانطلق به إلى سعد بن ملك الزهري فقال أرأيت
يوم حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن قتيل موسى من آل فرعون من أفشى عليه الإسرائيلي أو الفرعوني
قال أفشى عليه الفرعوني بما سمع من الإسرائيلي الذي شهد ذلك وحضره * قوله تعالى (فلبثت سنين)
الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فلبثت سنين في
أهل مدين قال عشر سنين ثم جئت على قدر يا موسى قال على موعد * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ثم جئت على قدر قال الميقات * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ثم جئت على قدر قال على موعد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله ولا تنيا في ذكرى قال لا تضعفا * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه مثله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه مثله * وأخرج الطستي
عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل ولا تنيا في ذكرى قال ولا تضعفا عن أمري قال
وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول
انى وجدك ما ونيت وإنني * أبغي الفكاك له بكل سبيل
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله ولا تنيا قال لا تبطئا * وأخرج ابن أبي
حاتم عن علي رضي الله عنه في قوله فقولا له قولا لينا قال كنه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن
عباس في قوله فقولا له قولا لينا قال كنياه * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم عن سفيان الثوري
فقولا له قولا لينا قال كنياه يا أبا مرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن فقولا له قولا لينا قال اعذرا إليه
وقولا له ان لك ربا ولك معاد وان بين يديك جنة ونارا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الفضل بن عيسى الرقاشي
انه تلا هذه الآية فقولا له قولا لينا فقال يا من يتحبب إلى من يعاديه فكيف بمن يتولى ويناديه * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لعله يتذكر قال هل يتذكر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن
عباس في قوله انا نخاف ان يفرط علينا قال يعجل أو ان يطغى قال يعتدى * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله انا نخاف ان يفرط علينا أو ان يطغى قال عقوبة منه * وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج في قوله قال لا تخافا انني معكما اسمع وأرى قال أسمع ما يقول وأرى ما يجاوبكما به فأوحى إلى
إليكما فتجاوباه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أب حاتم بسند جيد عن ابن مسعود قال لما بعث الله موسى إلى فرعون
قال رب أي شئ أقول قال قل أهيا شراهيا قال الأعمش تفسير ذلك الحي قبل كل شئ والحي بعد كل شئ * وأخرج
أحمد في الزهد عن ابن عباس قال لما بعث الله موسى إلى فرعون قال لا يغرنكما لباسه الذي ألبسته فان ناصيته
بيدي فلا ينطق ولا يطرف الا بإذني ولا يغرنكما ما متع به من زهرة الدنيا وزينة المترفين فلو شئت ان أزينكما
من زينة الدنيا بشئ يعرف فرعون ان قدرته تعجز عن ذلك لفعلت وليس ذلك لهوانكما على ولكني ألبستكما
نصيبكما من الكرامة على أن لا تنقصكما الدنيا شيئا وإني لأذود أوليائي عن الدنيا كما يذود الراعي إبله عن مبارك
7 الغيرة وإني لأجنبهم كما يجنب الراعي إبله عن مراتع الهلكة أريد ان أنور بذلك صدورهم وأطهر بذلك قلوبهم
في سيماهم الذين يعرفون به وأمرهم الذي يفتخرون به واعلم أنه من أخاف لي وليا فقد بارزني وأنا الثائر لأوليائي
يوم القيامة * قوله تعالى (والسلام على من اتبع الهدى) * اخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري ومسلم
وابن مردويه من طريق ابن عباس عن أبي سفيان بن حرب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى هرقل
من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في
الشعب عن قتادة قال التسليم على أهل الكتاب إذا دخلت عليهم بيوتهم ان تقول السلام على من اتبع الهدى
* قوله تعالى (انا قد أوحى إلينا) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن قتادة في قوله انا قد أوحى إلينا ان العذاب
301

على من كذب وتولى قال من كذب بكتاب الله وتولى عن طاعة الله * قوله تعالى (قال ربنا الذي أعطى كل شئ
خلقه ثم هدى) * أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله الذي
أعطى كل شئ خلقه قال خلق كل شئ روحه ثم هدى قال هداه لمنكحه ومطعمه ومشربه ومسكنه * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أعطى كل شئ خلقه يقول مثله أعطى الانسان إنسانة والحمار حمارة والشاة
شاته ثم هدى إلى الجماع * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله
أعطى كل شئ خلقه ثم هدى قال أعطى كل شئ ما يصلحه ثم هد به له * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أعطى كل شئ خلقه ثم هدى قال سوى خلق كل دابة ثم هداها لما يصلحها وعملها
إياه لم يجعل خلق الناس كخلق البهائم ولا خلق البهائم كخلق الناس ولكن خلق كل شئ فقدره تقديرا * وأخرج
ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله أعطى كل شئ خلقه قال أعطى كل ذي خلق ما يصلحه
من خلقه ولم يجعل الانسان في خلق الدابة ولا الدابة في خلق الكلب ولا الكلب في خلق الشاة وأعطى كل شئ
ما ينبغي له من النكاح وهيا كل شئ على ذلك ليس منها شئ يملك شيئا في فعاله في الخلق والرزق والنكاح ثم هدى
قال هدى كل شئ إلى رزقه والى زوجته * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أعطى كل شئ
خلقه قال أعطى كل شئ صورته ثم هدى قال لمعيشته * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة
رضي الله عنه في قوله أعطى كل شئ خلقه ثم هدى قال ألم تر إلى البعير كيف يقوم لصاحبه ينتظره حتى يجئ هذا منه
* وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ثم هدى قال كيف يأتي الذكر
الأنثى * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن سابط قال ما أبهمت عليه البهائم فلم تبهم عن أربع تعلم أن الله ربها ويأتي
الذكر الأنثى وتهتدي لمعايشها وتخاف الموت * قوله تعالى (قال فما بال القرون الأولى) * أخرج ابن أبي حاتم
عن قتادة رضي الله عنه في قوله قال فما بال القرون الأولى يقول فما حال القرون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لا يضل ربى قال لا يخطئ * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لا يضل ربى ولا ينسى قال هما شئ
واحد * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله لا يضل ربى ولا ينسى قال لا يضل ربى الكتاب ولا ينسى
ما فيه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي المليح قال الناس يعيبون علينا الكتاب وقال الله تعالى علمها عند
ربى في كتاب * وأخرج ابن سعد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هلال قال كنا عند قتادة فذكر والكتاب
وسألوه عن ذلك فقال وما باس بذلك أليس الله الخبير يخبر قال فما بال القرون الأولى قال عملها عند ربى في كتاب
* قوله تعالى (الذي جعل لكم الأرض) الآيتين * أخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فأخرجنا
به أزواجا يقول أصنافا فكل صنف من نبات الأرض أزواج النخل زوج صنف والأعناب زوج صنف وكل شئ
تنبته الأرض أزواج * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من
نبات شتى قال مختلف وفى قوله لأولي النهى قال لأولي التقى * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله لأولي النهى قال لذوي الحجا والعقل * وأخرج ابن أبى حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله لأولي النهى
قال لأولي الورع * وأخرج ابن المنذر عن سفيان رضي الله عنه في قوله لأولي النهى قال الذين ينتهون عما نهوا عنه
* قوله تعالى (منها خلقناكم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء الخراساني قال إن الملك
ينطلق فيأخذ من تراب المكان الذي يدفن فيه فيذره على النطفة فيخلق من التراب ومن النطفة وذلك قوله منها
خلقناكم وفيها نعيدكم * وأخرج أحمد والحاكم عن أبي امامة قال لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم في القبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى
بسم الله وفى سبيل الله وعلى ملة رسول الله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله
تارة أخرى قال مرة أخرى * قوله تعالى (مكانا سوى) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله مكانا سوى قال منصفا بينهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في
302

قوله مكانا سوى قال نصفا بيني وبينك * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله مكانا سوى قال
عدلا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله مكانا سوى قال مكانا مستويا يتبين الناس سواء فيه
لا يكون صوت ولا شئ يتغيب بعض ذلك عن بعض مستوحين يرى * قوله تعالى (قال موعدكم يوم الزينة)
الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله موعدكم يوم
الزينة قال يوم عاشوراء * وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن عمر وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام
يوم الزينة أدرك ما فاته من صيام تلك السنة ومن تصدق يومئذ بصدقة أدرك ما فاته من صدقة تلك السنة يعنى
يوم عاشوراء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله قال موعدكم يوم الزينة قال
هو يوم عيد كان لهم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله قال موعدكم يوم الزينة قال هو
عيدهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال موعدكم يوم
الزينة قال يوم السوق * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال موعدكم يوم الزينة قال يوم العيد
يوم يتفرغ الناس من الأعمال ويشهدون ويحضرون ويرون * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله وان يحشر الناس ضحى قال يجتمعون لذلك الميعاد الذي واعدوه * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي نهيك
انه قرأ وان تحشر الناس ضحى بالتاء وان تحشر الناس أنت قال فرعون يحشر قومه * قوله تعالى (قال لهم
موسى ويلكم لا تفتروا) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ويذهبا
بطريقتكم المثلى قالوا أولوا العقل والشرف والأسنان * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ووكيع في الغرور
عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله ويذهبا بطريقتكم المثلى قال باشرافكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد
رضي الله عنه في قوله ويذهبا بطريقتكم المثلى قال يذهبا بالذي أنتم عليه * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله وقد أفلح اليوم من استعلى قال من غلب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه
في قوله تلقف ما صنعوا قال ألقاها موسى فتحولت حية تأكل حبالهم وما صنعوا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن
مردويه عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذتم الساحر
فاقتلوه ثم قرأ ولا يفلح الساحر حيث أتى قال لا يأمن حيث واجد * قوله تعالى (قالوا لن نؤثرك) الآية * أخرج عبد
ابن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة ان سحرة فرعون كانوا تسعمائة فقالوا لفرعون ان يكونا هذان
ساحرين فانا نغلبهم فإنه لا أسحر منا وان كان من رب العالمين فلما كان من أمرهم ان خروا سجدا أراهم الله في
سجودهم منازلهم التي إليها يصيرون فعندها قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات إلى قوله والله خير وأبقى
* وأخرج ابن أبي حاتم عن القاسم بن أبي بزة قال لما وقعوا سجدا رأوا أهل النار وأهل الجنة وثواب أهليهما فقالوا
لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وما أكرهتنا عليه من السحر قال
أخذ فرعون أربعين غلاما من بني إسرائيل فامر أن يعلموا السحر بالعوماء وقال علموهم تعليما لا يغلبهم أحد في
الأرض قال ابن عباس فهم من الذين قالوا انا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي في وقوله والله خير وأبقى قال خير منك ان أطيع
وأبقى منك عذابا ان عصى * قوله تعالى (انه من يأت ربه مجرما) * أخرج مسلم وأحمد وابن أبي حاتم وابن مردويه
عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فأتى على هذه الآية انه من يأت ربه مجرما فان له
جهنم لا يموت فيها ولا يحيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما أهلها الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا
يحيون وأما الذين ليسوا بأهلها فان النار تميتهم إماتة ثم يقوم الشفعاء فيشفعون فيؤتى بهم ضبائر على نهر
يقال له الحياة أو الحيوان فينبتون كما ينبت القثاء في حميل السيل والله أعلم * قوله تعالى (فأولئك لهم الدرجات
العلى) * أخرج الطبراني عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه لم ينل الدرجات العلى
من تكهن أو استقسم أو رده من سفره طيرة * وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن أبي الدرداء سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول من كان وصلة لأخيه إلى سلطان في مبلغ بر أو مدفع مكروه رفعه الله في الدرجات
303

* وأخرج ابن المبارك في الزهد وأبو نعيم في الحلية عن عون بن عبد الله قال إن الله ليدخل خلقا الجنة فيعطيهم
حتى يملوا وفوقهم ناس في الدرجات العلى فإذا نظروا إليهم عرفوهم فيقولن يا ربنا إخواننا كنا معهم فبم فضلتهم
علينا فيقال هيهات هيهات انهم كانوا يجوعون حين تشبعون ويظمأون حين تروون ويقومون حين تنامون
ويستحصون حين تختصون * وأخرج أحمد في الزهد عن ابن عمير قال إن الرجل وعبده يدخلان الجنة فيكون عبده
أرفع درجة منه فيقول يا رب هذا كان عبدي في الدنيا فيقال انه كان أكثر ذكر الله تعالى منك * وأخرج أبو داود
وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهل الدرجات العلى ليراهم من
تحتهم كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء وان أبا بكر وعمر منهم وأنعما * قوله تعالى (ولقد أوحينا) الآيات
* أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا
قال يابسا ليس فيه ماء ولا طين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله طريقا في البحر
يبسا قال يابسا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال قال أصحاب موسى هذا فرعون قد أدركنا وهذا البحر قد
عمنا فأنزل الله لا تخاف دركا ولا تخشى من البحر غرقا ولا وحلا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في
قوله لا تخاف دركا قال من آل فرعون ولا تخشى من البحر غرقا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله فغشيهم
من اليم قال البحر * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولا تطغوا فيه قال الطغيان فيه أن
يأخذه بغير حله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم في قوله فيحل عليكم غضبى قال فينزل عليكم
غضبى وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش انه قرأ ومن يحلل عليه غضبى بكسر اللام على تفسير من يجب عليه غضبى
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مجلز في قوله ومن يحلل عليه غضبى قال إن غضبه خلق من خلقه يدعوه فيكلمه
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فقد هوى قال شقي * وأخرج ابن أبي حاتم عن سقى بن
ماتع ان في جهنم قصرا يرمى الكافر من أعلاه فيهوى في جهنم أربعين قبل أن يبلغ الصلصال فذلك قوله ومن يحلل
عليه غضبى فقد هوى * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس وإني لغفار لمن تاب قال من الشرك وآمن
قال وحد الله وعمل صالحا قال أدى الفرائض ثم اهتدى قال لم يشك * وأخرج سعيد بن منصور والفريابي عن ابن
عباس في قوله وإني لغفار الآية قال تاب من الذنب وآمن من الشرك وعمل صالحا فيما بينه وبين ربه ثم اهتدى علم أن
لعمله ثوابا يجزى عليه * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ثم اهتدى قال ثم استقام لفرقة السنة
والجماعة * وأخرج ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور والبيهقي في الشعب من طريق عمرو بن ميمون عن رجل من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال فعجل موسى إلى ربه فقال الله وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على
أثرى وعجلت إليك رب لترضى قال فرأى في ظل العرش رجلا فعجب له فقال من هذا يا رب قال لا أحدثك حديثه
لكن سأحدثك بثلاث فيه كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ولا يعق والديه ولا يمشى بالنميمة
* وأخرج ابن مردويه عن وهب بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله لما وعد موسى أن
يكلمه خرج للوقت الذي وعده فبينما هو يناجى ربه إذ سمع خلفه صوتا فقال إلهي انى اسمع خلفي صوتا قال لعل
قومك ضلوا قال إلهي من أضلهم قال السامري قال كيف أضلهم قال صاغ لهم عجلا جسدا له خوار قال إلهي
هذا السامري صاغ لهم العجل فمن نفخ فيه الروح حتى صار له خوار قال أنا يا موسى قال فبعزتك ما أضل قومي
أحد غيرك قال صدقت قال يا حكيم الحكماء لا ينبغي حكيم ان يكون أحكم منك * وأخرج ابن جرير في تهذيبه عن
راشد بن سعد قال إن موسى لما قدم على ربه واعد قومه أربعين ليلة قال يا موسى ان قومك قد افتتنوا من بعدك
قال يا رب كيف يفتتنون وقد نجيتهم من فرعون ونجيتهم من البحر وأنعمت عليهم وفعلت بهم قال يا موسى انهم
اتخذوا من بعدك عجلا له خوار قال يا رب فمن جعل فيه الروح قال أنا قال فأنت يا رب أضللتهم قال يا موسى يا رأس
304

النبيين ويا أبا الحكام انى رأيت ذلك في قلوبهم فيسرته لهم * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم والحاكم وصححه عن علي رضي الله عنه قال لما تعجل موسى إلى ربه عمد السامري فجمع ما قدر عليه من حلى
بني إسرائيل فضربه عجلا ثم ألقى القبضة في جوفه فإذا هو عجل جسد له خوار فقال لهم السامري هذا إلهكم وإله
موسى فقال لهم هارون يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا فلما ان رجع موسى أخذ برأس أخيه فقال له هارون
ما قال فقال موسى للسامري ما خطبك فقال قبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي فعمد
موسى إلى العجل فوضع عليه المبارد فبرده بها وهو على شط نهر فما شرب أحد من ذلك الماء ممن كان يعبد ذلك
العجل الا اصفر وجهه مثل الذهب فقالوا يا موسى ما توبتنا قال يقتل بعضكم بعضا فاخذوا السكاكين فجعل
الرجل يقتل أباه وأخاه وابنه لا يبالي من قتل حتى قتل منهم سبعون ألفا فأوحى الله إلى موسى مرهم فليرفعوا
أيديهم فقد غفرت لمن قتل وتبت على من بقى * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما هجم
فرعون على البحر هو وأصحابه وكان فرعون على فرس أدهم حصان هاب الحصان ان يقتحم البحر فمثل له جبريل
على فرس أنثى فلما رآها الحصان هجم خلفها وعرف السامري جبريل لان أمه حين خافت أن يذبح خلفته في غار
وأطبقت عليه فكان جبريل يأتيه فيغذوه بأصابعه في واحدة لبنا وفى الأخرى عسلا وفى الأخرى سمنا فلم يزل
يغذوه حتى نشأ فلما عاينه في البحر عرفه فقبض قبضة من أثر فرسه قال أخذ من تحت الحافر قبضة وألقى في روع
السامري انك لا تلقيها على شئ فتقول كن كذا الا كان فلم تزل القبضة معه في يده حتى جاوز البحر فلما جاوز
موسى وبنو إسرائيل البحر أغرق الله آل فرعون قال موسى لأخيه هارون أخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع
سبيل المفسدين ومضى موسى لموعد ربه وكان مع بني إسرائيل حلى من حلى آل فرعون فكأنهم تأثموا منه
فأخرجوه لتنزل النار فتأكله فلما جمعوه قال السامري بالقبضة هكذا فقذفها فيه وقال كن عجلا جسدا له
خوار فصار عجلا جسدا له خوار فكان يدخل الريح من دبره ويخرج من فيه يسمع له صوت فقال هذا إلهكم وإله
موسى فعكفوا على العجل يعبدونه فقال هارون يا قوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمرى
قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال كان السامري رجلا من أهل ماجرما وكان من قوم يعبدون البقر فكان
يحب عبادة البقر في نفسه وكان قد أظهر الاسلام في بني إسرائيل فلما فصل موسى إلى ربه قال لهم هارون انكم
قد حملتم أوزارا من زينة القوم آل فرعون ومتاعا وحليا فتطهروا منها فإنها رجس وأوقد لهم نارا فقال
اقذفوا ما معكم من ذلك فيها فجعلوا يأتون بما معهم فيقذفون فيها ورأى السامري أثر فرس جبريل فاخذ ترابا
من أثر حافره ثم أقبل إلى النار فقال لهارون يا نبي الله ألقي ما في يدي قال نعم ولا يظن هارون الا انه كبعض ما جاء به
غيره من ذلك الحلي والأمتعة فقذفه فيها فقال كن عجلا جسدا له خوار فكان للبلاء والفتنة فقال هذا إلهكم وإله
موسى فعكفوا عليه وأحبوه حبا لم يحبوا مثله شيئا قط يقول الله فنسى أي ترك ما كان عليه من الاسلام يعنى
السامري أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا وكان اسم السامري موسى بن ظفر وقع
في أرض مصر فدخل في بني إسرائيل فلما رأى هارون ما وقعوا فيه قال يا قوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن
فاتبعوني وأطيعوا أمرى قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى فأقام هارون فيمن معه من المسلمين
مخافة أن يقول له موسى فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي وكان له سامعا مطيعا * وأخرج ابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال إن هارون مر بالسامري وهو يتحنث العجل فقال له ما تصنع قال اصنع ما يضر ولا
ينفع فقال هارون اللهم اعطه ما سال على ما في نفسه ومضى هارون فقال السامري اللهم أنى أسالك ان يخور فخار
فكان إذا خار سجدوا له وإذا خار رفعوا رؤسهم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال إن بني إسرائيل استعاروا حليا من القبط فخرجوا به معهم فقال لهم هارون قد ذهب موسى إلى
السماء اجمعوا هذا الحلي حتى يجئ موسى فيقضى فيه ما قضى فجمع ثم أذيب فلما ألقى السامري القبضة تحول
عجلا جسدا له خوار فقال هذا إلهكم وإله موسى فنسى قال إن موسى ذهب يطلب ربه فضل فلم يعلم مكانه وهو هذا
305

* وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن علي رضي الله عنه قال إن جبريل لما نزل فصعد بموسى إلى
السماء بصر به السامري من بين الناس فقبض قبضة من أثر الفرس وحمل جبريل موسى خلفه حتى إذا دنا من
باب السماء صعد وكتب الله الألواح وهو يسمع صرير الأقلام في الألواح فلما أخبره ان قومه قد فتنوا من بعده نزل
موسى فاخذ العجل فأحرقه * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان السامري من أهل
كرمان * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال انطلق موسى إلى ربه فكلمه فلما كلمه قال له ما أعجلك
عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى قال فانا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم
السامري فلما خبره خبرهم قال يا رب هذا السامري أمرهم أن اتخذوا العجل أرأيت الروح من نفخها فيه
قال الرب أنا قال يا رب فأنت إذا أضللتهم ثم رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال حزينا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم
وعدا حسنا إلى قوله ما أخلفنا موعدك بملكنا يقول بطاقتنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم يقول من حلى
القبط فقذفناها فكذلك ألقى السامري فاخرج لهم عجلا جسدا له خوار فعكفوا عليه يعبدونه وكان يخور ويمشي
فقال لهم هارون يا قوم انما فتنتم به يقول ابتليتم بالعجل قال فما خطبك يا سامري ما بالك إلى قوله وانظر إلى إلهك
الذي ظلت عليك عاكفا لنحرقنه قال فاخذه فذبحه ثم خرقه بالمبرد يعنى سحقه ثم ذراه في اليم فلم يبق نهر يجرى
يومئذ الا وقع فيه منه شئ ثم قال لهم موسى اشربوا منه فشربوا فمن كان يحبه خرج على شاربيه الذهب فذلك
حين يقول واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قال فلما سقط في أيدي بني إسرائيل حين جاء موسى ورأوا انهم قد
ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين فأبى الله أن يقبل توبة بني إسرائيل الا بالحال التي
كرهوا انهم كرهوا ان يقاتلوهم حين عبدوا العجل فقال موسى يا قوم انكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل
فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم فاجتلد الذين عبدوه والذين لم يعبدوه بالسيوف فكان من قتل من الفريقين
شهيدا حتى كثر القتل حتى كادوا أن يهلكوا حتى قتل منهم سبعون ألفا وحتى دعا موسى وهرون ربنا هلكت
بنو إسرائيل ربنا البقية البقية فأمرهم أن يضعوا السلاح وتاب عليهم فكان من قتل منهم كان شهيدا ومن بقى
كان مكفرا عنه فذلك قوله تعالى فتاب عليكم انه هو التواب الرحيم ثم إن الله تعالى أمر موسى أن يأتيه في ناس من
بني إسرائيل يعتذرون إليه من عبادة العجل فواعدهم موعدا فاختار موسى سبعين رجلا ثم ذهب ليعتذروا من
عبادة العجل فلما أتوا ذلك قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فإنك قد كلمته فأرناه فاخذتهم الصاعقة فماتوا
فقام موسى يبكى ويدعو الله ويقول رب ماذا أقول لبني إسرائيل إذا أتيتهم وقد أهلكت خيارهم رب لو شئت
أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا فأوحى الله إلى موسى ان هؤلاء السبعين ممن اتخذوا العجل
فذلك حين يقول موسى ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أفطال عليكم العهد يقول الوعد وفى قوله فأخلفتم موعدي يقول عهدي وفى
قوله ما أخلفنا موعدك بملكنا بأمر ملكنا ولكنا حملنا أوزارا قال أثقالا من زينة القوم وهي الحلي الذي
استعاروه من آل فرعون فقذفناها قال فألقيناها فكذلك ألقى السامري قال كذلك صنع فاخرج لهم عجلا
جسدا له خوار قال حفيف الريح فيه فهو خواره والعجل ولد البقرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله تهلكنا قال تأمرنا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله
ما أخلفنا موعدك بملكنا قال بطاقتنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن
رضي الله عنه في قوله بملكنا قال بسلطاننا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن يحيى انه قرأ بملكنا وملكنا واحد
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم في قوله هذا إلهكم واله موسى فنسى قال نسى موسى
ان يذكر لكم ان هذا إلهه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه فنسى قال
همم يقولونه قومه أخطأ الرب العجل أفلا يرون ان لا يرجع إليهم قولا قال العجل ولا يملك لهم ضرا قال ضلالة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ان لا تتبعني قال تدعهم * وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال أمره موسى أن يصلح ولا يتبع سبيل المفسدين فكان من اصلاحه أن ينكر
306

العجل فذلك قوله ان لا تتبعني أفعصيت أمرى كذلك أيضا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله انى خشيت
ان تقول فرقت بين بني إسرائيل قال خشيت أن يتبعني بعضهم ويتخلف بعضهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة
رضي الله عنه في قوله انى خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل قال قد كره الصالحون الفرقة قبلكم * وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ولم ترقب قولي قال لم تنتظر قولي وما أنا صانع وقائل قال وقال ابن عباس رضي الله عنهما
لم ترقب قولي لم تحفظ قولي * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله قال فما خطبك يا سامري
قال لم يكن اسمه ولكنه كان من قرية اسمها سامرة قال بصرت بما لم يبصروا به يعنى فرس جبريل * وأخرج عبد
ابن حميد عن عاصم انه قرأ بما لم يبصروا به بالياء ورفع الصاد * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فقبضت قبضة من أثر الرسول قال من تحت حافر فرس جبريل فنبذتها قال نبذ
السامري على حلية بني إسرائيل فانقلبت عجلا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فقبضت
قبضة من أثر الرسول قال قبض السامري قبضة من أثر الفرس فصره في ثوبه * وأخرج سعيد بن منصور
وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن أنه كان يقرؤها فقبضت بالصاد قال والقبص بأطراف
الأصابع * وأخرج عبد بن حميد عن أبي الأشهب قال كان الحسن يقرؤها فقبضت قبضة بالصاد يعنى بأطراف
أصابعه وكان أبو رجاء يقرؤها فقبضت قبصة بالصاد هكذا بجميع كفيه * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال
القبضة ملء الكف والقبصة بأطراف الأصابع * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ فقبضت قبضة بالضاد
على معنى القبض * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فان لك في الحياة أن تقول
لا مساس قال عقوبة له وان لك موعدا لن تخلفه قال لن تغيب عنه وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
في قوله وانظر إلى الهك الذي ظلت عليه عاكفا قال أقمت لنحرقنه قال بالنار ثم لننسفنه في اليم نسفا قال لنذرينه في
البحر * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه كان يقرأ لنحرقنه خفيفة يقول إن الذهب والفضة لا يحرقان بالنار
يسحل بالمبرد ثم يلقى على النار فيصير رمادا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال في بعض القراءة لنذبحنه ثم
لنحرقنه خفيفة قال قتادة وكان له لحم ودم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي نهيك الأزدي أنه قرأ لنحرقنه بنصب
النون وخفض الراء وخففها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال اليم البحر * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي
قال اليم النهر * قوله تعالى (انما إلهكم الله) الآيات * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وسع كل شئ علما
يقول ملا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي زيد في قوله وقد آتيناك من لدنا ذكرا قال القرآن * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله يحمل يوم القيامة وزرا قال اثما * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله وساءلهم يوم القيامة حملا يقول بئس ما حملوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في
قوله وساء لهم يوم القيامة حملا قال ليس هي وسألهم موصولة ينبغي أن يقطع فإنك ان وصلت لم تفهم وليس بها
خفاء ساء لهم حملا خالدين فيه وساءلهم يوم القيامة حملا قال حمل السوء ويأوي صاحبه النار قال وانما هي وساءلهم
مقطوعة وساء بعدها لهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أن رجلا أتاه فقال أرأيت قوله ونحشر المجرمين
يومئذ زرقا وأخرى عميا قال إن يوم القيامة فيه حالات يكونون في حال زرقا وفى حال عميا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله يتخافتون بينهم قال يتسارون * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله إذ يقول أمثلهم طريقة قال أعلمهم في نفسه * وأخرج ابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله إذ يقول أمثلهم طريقة قال أعدلهم من الكفار ان لبثتم أي في الدنيا الا يوما لما تقاصرت في أنفسهم
* قوله تعالى (ويسئلونك عن الجبال) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال قالت قريش يا محمد كيف يفعل ربك
بهذه الجبال يوم القيامة فنزلت ويسئلونك عن الجبال الآية * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في
قوله فيذرها قاعا قال مستويا صفصفا قال لا نبات فيه لا ترى فيها عوجا قال واديا ولا أمتا قال رابية * وأخرج الطستي
عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل فيذرها قاعا صفصفا قال القاع الأملس
والصفصف المستوى قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول
307

ملمومة شهباء لو قذفوا بها * شماريخ من رضوى إذا عاد صفصفا
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة أنه سئل عن قوله قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا
قال كان ابن عباس يقول هي الأرض الملساء التي ليس فيها رابية مرتفعة ولا انخفاض * وأخرج عبد بن حميد عن
مجاهد في قوله قاعا صفصفا قال مستويا لا ترى فيها عوجا قال خفضا ولا أمتا قال ارتفاعا * وأخرج عبد الرزاق وعبد
ابن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله صفصفا قال القاع الأرض والصفصف المستوية لا ترى فيها عوجا قال صدعا
ولا أمتا قال أكمة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لا ترى فيها عوجا قال ميلا ولا أمتا قال الأمت الأثر
مثل الشراك * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال العوج الارتفاع والأمت البسوط
* وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال يعنى بالأمت حفرا * وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن
عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ما الأمت قال الشئ الشاخص
من الأرض قال فيه كعب بن زهير
فأبصرت لمحة من رأس عكرشة * في كافر ما به أمت ولا شرف
* وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال يحشر الله الناس يوم القيامة في ظلمة تطوى السماء وتتناثر
النجوم وتذهب الشمس والقمر وينادى مناد فيسمع الناس الصوت يأتونه فذلك قول الله يومئذ يتبعون الداعي
لا عوج له * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله يتبعون الداعي لا عوج له قال لا عوج عنه * وأخرج ابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله لا عوج له لا يميلون عنه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لا تسمع الا
همسا قال الصوت الخفي * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فلا تسمع الا همسا قال صوت
وطئ الاقدام * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله فلا تسمع الا همسا قال أصوات أقدامهم * وأخرج عبد
ابن حميد عن عكرمة وسعيد في قوله فلا تسمع الا همسا قالا وطئ الاقدام * وأخرج عبد بن حميد عن حصين بن
عبد الرحمن قال كنت قاعدا عند الشعبي فمرت علينا إبل قد كان عليها جص فطرحته فسمعت صوت أخفافها فقال
هذا الهمس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فلا تسمع الا همسا قال هو
خفض الصوت بالكلام يحرك لسانه وشفيته ولا يسمع * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
في قوله الا همسا قال سر الحديث وصوت الاقدام والله أعلم * قوله تعالى (وعنت الوجوه) الآيتين * أخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وعنت الوجوه قال ذلت * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله وعنت الوجوه قال خشعت * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وعنت الوجوه قال
استأسرت صاروا أسارى كلهم * وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية وعنت الوجوه قال خضعت * وأخرج
الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل وعنت الوجوه للحي القيوم قال
استسلمت وخضعت يوم القيامة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول
ليبك عليك كل عان بكربه * وآل قصي من مقل وذي وفر
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وعنت الوجوه قال الركوع والسجود
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن طلق بن حبيب رضي الله عنه في قوله وعنت
الوجوه للحي القيوم قال هو وضعك جبهتك وكفيك وركبتيك وأطراف قدميك في السجود * وأخرج ابن المنذر
عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله وقد خاب من حمل ظلما قال شركا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن
قتادة رضي الله عنه في قوله وقد خاب من حمل ظلما قال شركا وفى قوله فلا يخاف ظلما ولا هضما قال ظلما ان يزاد
في سيئاته ولا هضما قال لا ينقص من حسناته * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله فلا يخاف ظلما ولا هضما قال لا يخاف ان يظلم فيزاد في سيئاته ولا يهضم من حسناته * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رض الله عنه في قوله فلا يخاف ظلما قال إن يزاد عليه أكثر من ذنوبه
308

ولا هضما قال إن ينتقص من حسناته شيئا * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ولا هضما قال غصبا * قوله تعالى (أو يحدث لهم ذكرا) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله أو يحدث لهم ذكرا قال القرآن ذكرا قال حدا
وورعا * قوله تعالى (ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما) * أخرج ابن أبي
حاتم عن السدى رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه جبريل بالقرآن أتعب نفسه في
حفظه حتى يشق على نفسه يتخوف ان يصعد جبريل ولم يحفظه فينسى ما علمه فقال الله ولا تعجل بالقرآن من قبل
ان يقضى إليك وحيه وقال لا تحرك به لسانك لتعجل به * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى إليك وحيه يقول لا تعجل حتى نبينه لك * وأخرج الفريابي وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن الحسن قال لطم رجل امرأته فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم
تطلب قصاصا فجعل النبي صلى الله عليه وسلم بينهما القصاص فأنزل الله ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى
إليك وحيه وقل رب زدني علما فوقف النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت الرجال قوامون على النساء الآية
* وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن الحسن انه قرأ من قبل ان يقضى إليك وحيه * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولا تعجل بالقرآن قال لا تمله على أحد حتى نتمه لك
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله من قبل ان يقضى إليك وحيه قال تبيانه
* وأخرج الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم
انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علما والحمد لله على كل حال * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد
عن ابن مسعود انه كان يدعو اللهم زدني ايمانا وفقها ويقينا وعلما * قوله تعالى (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل
فنسى) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الصغير
وابن منده في التوحيد والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال انما سمى الانسان لأنه عهد إليه فنسى
* وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن عساكر عن أبي امامة الباهلي قال لو أن أحلام بني آدم
جمعت منذ يوم خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فوضعت في كفة وحلم آدم في كفة لرجح حلمه بأحلامهم ثم قال الله
ولم نجد له عزما قال حفظا * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الحسن قال كان عقل آدم مثل عقل جميع ولده قال
الله فنسى ولم نجد له عزما * وأخرج عبد الغنى بن سعيد في تفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما ولقد عهدنا إلى
آدم قال إن لا يقرب الشجرة * وأخرج ابن جرير وابن منده عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولم نجد له
عزما قال حفظا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فنسى قال
فترك ولم نجد له عزما يقول لم نجعل له عزما * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال سألت عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن قول الله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم
تسؤكم قال كان رجال من المهاجرين في أنسابهم شئ فقالوا يوما والله لوددنا ان الله أنزل قرآنا في نسبنا فأنزل الله
ما قرأت ثم قال لي ان صاحبكم هذا يعنى علي بن أبي طالب ان ولى زهد ولكني أخشى عجب نفسه ان يذهب به قلت
يا أمير المؤمنين ان صاحبنا من قد علمت والله ما نقول انه غير ولا عدل ولا أسخط رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام
صحبته فقال ولا في بنت أبي جهل وهو يريد ان يخطبها على فاطمة قلت قال الله في معصية آدم عليه السلام ولم نجد
له عزما وصاحبنا لم يعزم على اسخاط رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن الخواطر التي لم يقدر أحد على دفعها عن
نفسه وربما كانت من الفقيه في دين الله العالم بأمر الله فإذا نبه عليها رجع وأناب فقال يا ابن عباس من ظن أنه
يرد بحوركم فيغوص فيها حتى يبلغ قعرها فقد ظن عجزا * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن
عباس انه قال لعمر بن الخطاب يا أمير المؤمنين لم يذكر الرجل ولم ينس فقال إن على القلب طخاة كطخاة القمر
فإذا تغشت القلب نسى ابن آدم ما كان يذكر فإذا انجلت ذكر ما نسى * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس
رضي الله عنه قال لا تأكلوا بشمائلكم ولا تشربوا بشمائلكم فان آدم أكل بشماله فنسى فأورث ذلك النسيان
309

* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية ولم نجد له عزما قال حفظا لما أمر به
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولم نجد له عزما قال صبرا * وأخرج
ابن المنذر عن محمد بن كعب قال لو وزن حلم آدم بحلم العالمين لوزنه * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير قال
لم يكن آدم من أولى العزم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله فنسى قال ترك ما قدم إليه
ولو كان منه نسيان ما كان عليه شئ لان الله قد وضع عن المؤمنين النسيان والخطأ ولكن آدم ترك ما قدم إليه من
أكل الشجرة * قوله تعالى (وإذ قلنا للملائكة) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
الحسن رضي الله عنه في قوله فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى قال عنى به شقاء الدنيا فلا تلقى ابن آدم الا شقيا
ناصبا * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة قال لم يقل فتشقيان لأنها دخلت معه فوقع المعنى عليهما جميعا
وعلى أولادهما كقوله يا أيها النبي إذا طلقتم ويا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم
فدخلوا في المعنى معه وانما كلم النبي وحده * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية
وابن عساكر عن سعيد بن جبير رضي الله عنهما قال إن آدم عليه السلام لما أهبط إلى الأرض استقبله ثور أبلق
فقيل له اعمل عليه فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول هذا وما وعدني ربى فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى تم نادى
حواء أحواء أنت عملت في هذا فليس أحد من بني آدم يعمل على ثور الا قال حو دخلت عليهم من قبل آدم
عليه السلام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله والملك لا تظمأ فيها
ولا تضحى قال لا يصيبك فيها عطش ولا حر * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله لا تظمأ قال
لا تعطش ولا تضحى قال لا يصيبك فيها حر * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله
عن قوله وانك لا تظمأ فيها ولا تضحى قال لا تعرق فيها من شدة الشمس قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما
سمعت الشاعر يقول
رأت 7 شمسا أما إذا الشمس عارضت * فتضحى وأما بالعشاء فتحصر
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ولا تضحى قال
لا يصيبك حر الشمس * قوله تعالى (فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد) * أخرج
أحمد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة شجرة يسير الراكب
في ظلها مائة عام لا يقطعها وهي شجرة الخلد * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والحكيم الترمذي في نوادر
الأصول وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال لما أسكن الله آدم
الجنة وزوجته ونهاه عن الشجرة رأى غصونها متشعبة بعضها على بعض وكان لها ثمر تأكله الملائكة لخلدهم
وهي الثمرة التي نهى الله آدم عنها وزوجته فلما أراد إبليس ان يستزلهما دخل الحية وكانت الحية لها أربع
قوائم كأنها بختية من أحسن دابة خلقها الله فلما دخلت الحية الجنة خرج من جوفها إبليس فاخذ من الشجرة
التي نهى الله آدم وزوجته عنها فجاء بها إلى حواء فقال انظري إلى هذه الشجرة ما أطيب ريحها وأطيب طعمها
وأحسن لونها فاخذتها حواء فأكلتها ثم ذهبت بها إلى آدم فقالت أنظر إلى هذه الشجرة ما أطيب ريحها وأطيب
طعمها وأحسن لونه فاكل منها آدم فبدت لهما سوآتهما فدخل آدم في جوف الشجرة فناداه ربه أين أنت
قال ها أنا ذا يا رب قال ألا تخرج قال أستحي منك يا رب قال اهبط إلى الأرض ثم قال يا حواء غررت عبدي
فإنك لا تحملين حملا الا حملت كرها فإذا أردت ان تضعي ما في بطنك أشرفت على الموت مرارا وقال للحية أنت الذي
دخل الملعون في جوفك حتى غر عبدي أنت ملعونة لعنة تتحول قوائمك في بطنك ولا يكون لك رزق الا التراب
أنت عدو بني آدم وهم أعداؤك أينما لقيت أحدا منهم أخذت بعقبيه وحيث ما لقيك أحد منهم شرح رأسك
قيل لوهب وهل كانت الملائكة تأكل قال يفعل الله ما يشاء * وأخرج الحكيم الترمذي عن علقمة قال اقتلوا
الحيات كلها الا الجان الذي كأنه ميل فإنه جنها ولا يضر أحدكم كافرا قتل أو مسلما * قوله تعالى (وعصى آدم ربه
فغوى) * أخرج البيهقي في شعب الايمان عن أبي عبد الله المغربي قال تفكر إبراهيم عليه السلام في شأن آدم قال
310

يا رب خلقته بيدك ونفخت فيه من روحك وأسجدت له ملائكتك ثم بذنب واحد ملأت أفواه الناس حتى يقولوا
وعصى آدم ربه فغوى فأوحى الله إليه يا إبراهيم أما علمت أن مخالفة الحبيب على الحبيب شديدة * قوله تعالى (فمن
اتبع هداي) الآية * أخرج الطبراني والخطيب في المتفق والمفترق وابن مردويه عن أبي الطفيل ان النبي
صلى الله عليه وسلم قرأ فمن اتبع هداي * وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن ابن
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة في الدنيا ووقاه سوء الحساب
يوم القيامة وذلك أن الله يقول فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي
شيبة وعبد بن حميد ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان من
طرق عن ابن عباس قال أجار الله تابع القرآن من أن يضل في الدنيا أو يشقى في الآخرة ثم قرأ فمن اتبع هداي
فلا يضل ولا يشقى قال لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة * قوله تعالى (ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة
ضنكا) * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ومسدد في مسنده وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في كتاب عذاب القبر عن أبي سعيد الخدري مرفوعا في قوله معيشة
ضنكا قال عذاب القبر ولفظ عبد الرزاق قال يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ولفظ ابن أبي حاتم عن ضمة
القبر * وأخرج البيهقي عن أبي سعيد الخدري قال إن المعيشة الضنك ان يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا تنهشه
في القبر * وأخرج البزار وابن أبي حاتم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فإنه له معيشة ضنكا قال
المعيشة الضنك التي قال الله انه يسلط عليه تسعة وتسعون حية تنهش لحمه حتى تقوم الساعة * وأخرج ابن أبي
شيبة والبزار وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والحاكم من وجه آخر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم في قوله فان له معيشة ضنكا قال عذاب القبر * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت والحكيم الترمذي وأبو
يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال المؤمن في قبره في روضة خضراء ويرحب له قبره سبعين ذرعا ويضئ حتى يكون كالقمر ليلة البدر هل
تدرون فيها أنزلت فان له معيشة ضنكا قالوا الله ورسوله أعلم قال عذاب الكافر في قبره يسلط عليه تسعة وتسعون
تنينا هل تدرون ما التنين تسعة وتسعون حية لكل حية سبعة رؤس يخدشونه ويلسعونه وينفخون في جسمه
إلى يوم يبعثون * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في كتاب عذاب القبر عن ابن مسعود قال إذا حدثتكم
بحديث أنبأتكم بتصديق ذلك من كتاب الله ان المؤمن إذا وضع في قبره أجلس فيه فيقال له من ربك وما دينك
ومن نبيك فيثبته الله فيقول ربى الله وديني الاسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم فيوسع له في قبره ويروح له فيه ثم
قرأ عبد الله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة فإذا مات الكافر أجلس في قبره فيقال
له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول لا أدرى قال فيضيق عليه قبره ويعذب فيه ثم قرأ ومن أعرض عن ذكرى
فان له معيشة ضنكا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله معيشة ضنكا قال الشقاء
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله معيشة ضنكا قال شدة عليه في النار * وأخرج الطستي عن ابن
عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله معيشة ضنكا قال الضنك الشديد من كل وجه قال وهل تعرف
العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول
والخيل قد لحقت بنا في مارق * ضنك نواحيه شديد المقدم
* وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني والبيهقي عن ابن مسعود في قوله فان له معيشة
ضنكا قال عذاب القبر * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن مسعود مثله * وأخرج عبد بن حميد
والبيهقي عن أبي صالح والربيع مثله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن الحسن قال المعيشة الضنك
خصم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله معيشة ضنكا قال يقول كل مال أعطيته عبدا من عبادي
قل أو كثر لا يطيعني فيه فلا خير فيه وهو الضنك في المعيشة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله معيشة
ضنكا قال ضيقة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله معيشة ضنكا قال الضنك من المعيشة إذا وسع
الله على عبده ان يجعل معيشته من الحرام فيجعله الله عليه ضيقا في نار جهنم * وأخرج ابن أبى حاتم عن مالك
311

ابن دينار في قوله معيشة ضنكا قال يحول الله رزقه في الحرام فلا يطعمه الا حراما حتى يموت فيعذبه عليه * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله معيشة ضنكا قال العمل السيئ والرزق الخبيث * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن زيد في قوله معيشة ضنكا قال في النار شوك وزقوم وغسلين والضريع وليس في القبر ولا في الدنيا
معيشة ما المعيشة والحياة الا في الآخرة * وأخرج البيهقي عن مجاهد معيشة ضنكا ضيقة يضيق عليه قبره
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فان له معيشة ضنكا قال رزقا ونحشره يوم
القيامة أعمى قال عن الحجة قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال في الدنيا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها
وكذلك اليوم تنسى قال تترك في النار * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله ونحشره يوم القيامة أعمى
قال ليس له حجة * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ونحشره يوم القيامة
أعمى قال عمى عليه كل شئ الا جهنم وفى لفظ قال لا يبصر الا النار * واخرج هناد عن مجاهد في قوله لم حشرتني
أعمى قال لا حجة له * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله أتتك آياتنا فنسيتها يقول تركتها ان تعمل بها
وكذلك اليوم تنسى قال في النار والله أعلم * قوله تعالى (وكذلك نجزى من أسرف) الآية * أخرج ابن أبي
حاتم عن سفيان في قوله وكذلك نجزى من أسرف قال من أشرك * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله أفلم يهد لهم قال ألم نبين لهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله أفلم يهد لهم قال أفلم نبين لهم
كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم نحو عاد وثمود ومن أهلك من الأمم في قوله ولولا كلمة سبقت
من ربك لكان لزاما وأجل مسمى قال هذا من مقاديم الكلام يقول لولا كلمة من ربك وأجل مسمى لكان
لزاما * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما قال لكان أخذا ولكنا
أخرناهم إلى يوم بدر وهو اللزوم وتفسيرها ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى لكان لزاما
ولكنه تقديم وتأخير في الكلام * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في الآية قال الاجل المسمى الكلمة التي سبقت
من ربك لكان لزاما وأجل مسمى قال أجل مسمى الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله لكان لزاما قال موتا * قوله تعالى (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) * أخرج
عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وسبح بحمد ربك قبل طلوع
الشمس وقبل غروبها قال هي الصلاة المكتوبة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن قتادة في قوله وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس قال هي صلاة الفجر وقبل غروبها قال صلاة العصر ومن
آناء الليل قال صلاة المغرب والعشاء وأطراف النهار قال صلاة الظهر * وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن
عساكر عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فسبح بحمد ربك قبل طلوع وقبل غروبها قال قبل طلوع
الشمس صلاة الصبح وقبل غروبها صلاة العصر * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وسبح بحمد ربك قبل
طلوع الشمس وقبل غروبها قال كان هذا قبل ان تفرض الصلاة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود
والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان وابن مردويه عن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فان استطعتم ان لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع
الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها * وأخرج ابن أبي شيبة
ومسلم وأبو داود والنسائي عن عمارة بن رومية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لن يلج النار أحد صلى قبل
طلوع الشمس وقبل غروبها * وأخرج الحاكم عن فضالة بن وهب الليثي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له حافظ
على العصرين قلت وما العصران قال صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة
في قوله ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار قال بعد الصبح وعند غروب الشمس * وأخرج ابن أبي حاتم عن
ابن زيد في قوله لعلك ترضى قال الثواب فيما يزيدك الله على ذلك * وأخرج عبد بن حميد عن أبي عبد الرحمن انه
قرأ لعلك ترضى برفع التاء * قوله تعالى (ولا تمدن عينيك) * أخرج ابن أبي شيبة وابن راهويه والبزار وأبو يعلى
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والخرائطي في مكارم الأخلاق وأبو نعيم في المعرفة عن أبي
312

رافع قال أضاف النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا ولم يكن عند النبي صلى الله عليه وسلم ما يصلحه فأرسلني إلى رجل من
اليهود ان بعنا أو أسلفنا دقيقا إلى هلال رجب فقال لا الا برهن فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال أما
والله انى لأمين في السماء أمين في الأرض ولو أسلفني أو باعني لأديت إليه اذهب بدرعي الحديد فلم أخرج من
عنده حتى نزلت هذه الآية ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم كأنه يعزيه عن الدنيا * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سفيان في قوله ولا تمدن عينيك الآية قال تعزية لرسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي
سعيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أخوف ما أخاف عليكم ما يفتح الله لكم من زهرة الدنيا قالوا وما
زهرة الدنيا يا رسول الله قال بركات الأرض * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله زهرة الحياة الدنيا قال زينة
الحياة الدنيا لنفتنهم فيه قال ليأتيهم فيه ورزق ربك خير وأبقى قال مما متع به هؤلاء من زهرة الدنيا * وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ورزق ربك خير وأبقى يقول رزق الجنة * وأخرج المرهبي في فضل العلم عن زياد
الصدى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب العلم تكفل الله برزقه * وأخرج المرهبي عن أبي سعيد
الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غدا في طلب العلم أظلت عليه الملائكة وبورك له في معيشته ولم
ينقص من رزقه وكان عليه مباركا * قوله تعالى (وأمر أهلك بالصلاة) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
عن سعيد بن جبير في قوله وأمر أهلك بالصلاة قال قومك * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان الثوري في قوله
لا نسئلك رزقا قال لا نكلفك الطلب * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عروة أنه كان إذا دخل على أهل
الدنيا فرأى من دنياهم طرفا فإذا رجع إلى أهله فدخل الدار قرأ ولا تمدن عينيك إلى قوله ونحن نرزقك ثم يقول
الصلاة الصلاة رحمكم الله * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر وابن النجار عن أبي سعيد الخدري قال لما نزلت
وامر أهلك بالصلاة كان النبي صلى الله عليه وسلم يجئ إلى باب على صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول الصلاة رحمكم
الله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي حاتم
والبيهقي في شعب الايمان عن ثابت قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابت أهله خصاصة نادى أهله بالصلاة
صلوا صلوا قال ثابت وكانت الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد بن
حميد عن معمر عن رجل من قريش قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على أهله بعض الضيق في الرزق
أمر أهله بالصلاة ثم قرأ وأمر أهلك بالصلاة الآية * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر والطبراني
في الأوسط وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الايمان بسند صحيح عن عبد الله بن سلام قال كان النبي صلى الله
عليه وسلم إذا نزلت باهله شدة أو ضيق أمرهم بالصلاة وتلا وأمر أهلك بالصلاة الآية * وأخرج مالك والبيهقي
عن أسلم قال كان عمر بن الخطاب يصلى من الليل ما شاء الله أن يصلى حتى إذا كان آخر الليل أيقظ أهله للصلاة
ويقول لهم الصلاة الصلاة ويتلو هذه الآية وأمر أهلك بالصلاة * وأخرج ابن أبي شيبة عن هشام بن عروة قال
قال لنا أبى إذا رأى أحدكم شيئا من زينة الدنيا وزهرتها فليأت أهله وليأمر أهله بالصلاة وليصطبر عليها فان الله
قال لنبيه صلى الله عليه وسلم لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم وقرأ إلى آخر الآية * وأخرج ابن أبي حاتم
عن السدى في قوله والعاقبة للتقوى قال هي الجنة والله أعلم * قوله تعالى (وقالوا لولا يأتينا) الآيات * أخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى قال
التوراة والإنجيل * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية قال الهالك في الفترة والمعتوه والمولود يقول رب لم يأتني كتاب
ولا رسول وقرأ هذه الآية ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا الآية * وأخرج ابن أبي
حاتم عن السدى في قوله أصحاب الصراط السوي قال العدل
* (سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام) *
* أخرج النحاس في ناسخه وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت سورة الأنبياء بمكة * وأخرج البخاري وابن
مردويه عن ابن الزبير قال نزلت سورة الأنبياء بمكة * وأخرج البخاري وابن الضريس عن ابن مسعود قال
بنو إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء هن من العتاق الأول وهن من تلادي * وأخرج ابن مردويه
313

وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن عامر بن ربيعة أنه نزل به رجل من العرب وأكرم عامر مثواه وكلم فيه رسول
الله صلى الله عليه وسلم فجاء الرجل فقال انى استقطعت رسول الله صلى الله عليه وسلم واديا ما في العرب أفضل منه
وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك ولعقبك فقال عامر لا حاجة لي في قطيعتك نزلت اليوم سورة أذهلتنا
عن الدنيا اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون * قوله تعالى (اقترب للناس حسابهم) الآيات * أخرج
ابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون قال
من أمر الدنيا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله اقترب للناس حسابهم قال ما يوعدون
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ما يأتيهم من ذكر من ربهم يقول ما ينزل عليهم شئ من
القرآن وفى قوله لاهية قلوبهم قال غافلة وفى قوله وأسروا النحوي الذين ظلموا يقول أسروا الذين ظلموا النجوى
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وأسروا النجوى قال أسروا نجواهم بينهم هل هذا الا بشر مثلكم
يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم أفتأتون السحر يقولون ان متابعة محمد صلى الله عليه وسلم متابعة السحر وفى قوله
قل ربى يعلم القول قال الغيب وفى قوله بل قالوا أضغاث أحلام قال أباطيل أحلام * وأخرج ابن منده وأبو نعيم
في المعرفة والبيهقي في سننه وابن عدي عن جندب البجلي أنه قتل ساحرا كان عند الوليد بن عقبة ثم قال أتأتون
السحر وأنتم تبصرون * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله بل قالوا أضغاث أحلام أي فعل
الأحلام انما هي رؤيا رآها بل افتراه بل هو شاعر كل هذا قد كان منه فليأتنا بآية كما أرسل الأولون كما جاء موسى
وعيسى بالبينات والرسل وما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أي ان الرسل كانوا إذا جاؤوا قومهم بالآيات فلم
يؤمنوا لم ينظروا * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال قال أهل مكة للنبي صلى الله عليه وسلم ان كان ما تقول حقا
ويسرك ان نؤمن فحول لنا الصفا ذهبا فاتاه جبريل فقال إن شئت كان الذي سألت قومك ولكنه ان كان ثم لم
يؤمنوا لم ينظروا وان شئت استأنيت بقومك قال بل استأنى بقومي فأنزل الله ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها
أفهم يؤمنون * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أفهم يؤمنون قال يصدقون بذلك * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام يقول لم نجعلهم جسد أليس يأكلون
الطعام انما جعلناهم جسدا يأكلون الطعام * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وما كانوا
خالدين قال لابد لهم من الموت ان يموتوا وفى قوله ثم صدقناهم الوعد إلى قوله وأهلكنا المسرفين قال هم المشركون
* قوله تعالى (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم) * أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في
شعب الايمان عن ابن عباس في قوله لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم قال فيه شرفكم * وأخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله كتابا فيه ذكركم قال فيه حديثكم * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله كتابا فيه ذكركم قال فيه دينكم أمسك
عليكم دينكم كتابكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله كتابا فيه ذكركم يقول فيه ذكر ما تعنون به
وأمر آخرتكم ودنياكم * قوله تعالى (وكم قصمنا من قرية) * أخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن
ابن عباس قال بعث الله نبيا من حمير يقال له شعيب فوثب إليه عبد فضربه بعصى فسار إليهم بختنصر فقاتلهم
فقتلهم حتى لم يبق منهم شئ وفيهم أنزل الله وكم أهلكنا من قرية كانت ظالمة إلى قوله خامدين * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن الكلبي وكم قصمنا من قرية قال هي حصون بنى أزد * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وكم قصمنا من قرية قال أهلكناها وفى قوله
لا تركضوا قال لا تفروا وفى قوله لعلكم تسألون قال تتفهمون * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في الآية
قال كانوا إذا أحسوا بالعذاب وذهبت عنهم الرسل من بعدما أنذروهم فكذبوهم فلما فقدوا الرسل
وأحسوا بالعذاب أرادوا الرجعة إلى الايمان وركضوا هاربين من العذاب فقيل لهم لا تركضوا فعرفوا انه
لا محيص لهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله إذا هم منها يركضون قال يفرون * وأخرج عبد الرزاق
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وارجعوا إلى ما أترفتم فيه يقول ارجعوا إلى دنياكم التي أترفتم فيها
314

لعلكم تسألون من دنياكم شيئا استهزاء بهم وفى قوله فما زالت تلك دعواهم قال لما رأوا العذاب وعاينوه لم يكن
لهم هجيرى الا قولهم انا كنا ظالمين حتى دمر الله عليهم وأهلكهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير
في قوله وارجعوا إلى ما أترفتم فيه قال ارجعوا إلى دوركم وأموالكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فما
زالت تلك دعواهم قال هم أهل حصون كانوا قتلوا نبيهم فأرسل الله عليهم بختنصر فقتلهم وفى قوله حتى جعلناهم
حصيدا خامدين قال بالسيف ضربت الملائكة وجوههم حتى رجعوا إلى مساكنهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن
وهب قال حدثني رجل من المحررين قال كان باليمن قريتان يقال لإحداهما حضور وللأخرى فلانة فبطروا
وأترفوا حتى كانوا يغلقون أبوابهم فلما أترفوا بعث الله إليهم نبيا فدعاهم فقتلوه فألقى الله في قلب بختنصر ان
يغزوهم فجهز إليهم جيشا فقاتلوهم فهزموا جيشه ثم رجعوا منهزمين إليه فجهز إليهم جيشا آخر أكثف من الأول
فهزموهم أيضا فلما رأى بختنصر ذلك غزاهم هو بنفسه فقاتلوه فهزمهم حتى خرجوا منها يركضون فسمعوا
مناديا يقول لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم فرجعوا فسمعوا مناديا يقول يا لثارات النبي
فقتلوا بالسيف فهي التي قال الله وكم قصمنا من قرية إلى قوله خامدين * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله
حتى جعلناهم حصيدا قال الحصاد خامدين قال كخمود النار إذا طفئت * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع
ابن الأزرق قال له أخبرني عن قوله خامدين قال ميتين قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت لبيد بن ربيعة
وهو يقول خلوا ثيابهم على عوراتهم * فهم بأفنية البيوت خمود
* قوله تعالى (وما خلقنا السماء) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وما خلقنا
السماء والأرض وما بينهما لاعبين يقول ما خلقناهما عبثا ولا باطلا * قوله تعالى (لو أردنا ان نتخذ لهوا) الآية
* أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله لو أردنا ان نتخذ لهوا قال اللهو الولد * وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدى في قوله لو أردنا ان نتخذ لهوا الآية يقول لو أردت ان أتخذ ولدا لاتخذت من الملائكة
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله لو أردنا ان نتخذ لهوا قال النساء * وأخرج ابن أبي حاتم
عن الحسن قال اللهو بلسان اليمن المرأة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله لو أردنا ان نتخذ
لهوا قال اللهو بلغة أهل اليمن المرأة وفى قوله ان كنا فاعلين أي ان ذلك لا يكون ولا ينبغي * وأخرج ابن أبي حاتم
عن إبراهيم النخعي في قوله لو أردنا ان نتخذ لهوا قال نساء لاتخذناه من لدنا قال من الحور العين * وأخرج ابن
المنذر عن ابن عباس في قوله لو أردنا ان نتخذ لهوا قال لعبا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد في قوله لاتخذناه من لدنا قال من عندنا أكنا فاعلين أي ما كنا فاعلين يقول وما خلقنا جنة ولا نارا ولا
موتا ولا بعثا ولا حسابا وكل شئ في القرآن ان فهو انكار * قوله تعالى (بل نقذف بالحق) الآية * أخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله بل نقذف بالحق قال القرآن على
الباطل قال اللبس فإذا هو زاهق قال هالك * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي
في البعث عن الحسن رضي الله عنه في قوله ولكم الويل مما تصفون قال هي والله لكل واصف كذب إلى يوم القيامة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ومن عنده قال الملائكة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ولا يستحسرون يقول لا يرجعون وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله ولا يستحسرون قال لا يحسرون * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله ولا يستحسرون
قال لا يعبون * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ولا يستحسرون قال لا ينقطعون من العبادة * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الشعب عن عبد الله بن الحارث بن نوفل رضي الله عنه
أنه سال كعبا عن قوله يسبحون الليل والنهار لا يفترون اما شغلهم رسالة أما شغلهم عمل فقال جعل لهم التسبيح
كما جعل لكم النفس ألست تأكل وتشرب وتجئ وتذهب وتتكلم وأنت تتنفس فكذلك جعل لهم التسبيح
* وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الحسن رضي الله عنه في قوله يسبحون الليل والنهار لا يفترون قال جعلت
أنفاسهم تسبيحا * وأخرج أبو الشيخ عن يحيى بن أبي كثير قال خلق الله الملائكة صمدا ليس لهم أجواف
* قوله تعالى (أم اتخذوا آلهة) الآيتين * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن المنذر عن
315

مجاهد رضي الله عنه في قوله أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون قال يحيون * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى في قوله أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون يقول ينشرون الموت من الأرض يقول يحيونهم من
قبورهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله أم اتخذوا آلهة من الأرض يعنى مما اتخذوا من
الحجارة والخشب وفى قوله لو كان فيهما آلهة الا الله قال لو كان معهما آلهة الا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش
يسبح نفسه تبارك وتعالى إذا قيل عليه البهتان * قوله تعالى (لا يسئل عما يفعل) * أخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله لا يسئل عما يفعل قال بعباده وهم يسئلون قال عن أعمالهم * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الضحاك في قوله لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون قال لا يسئل الخلاق عما يقضى في خلقه والخلق
مسؤلون عن أعمالهم * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس قال ما في الأرض قوم أبغض إلى من
القدرية وما ذاك الا لانهم لا يعلمون قدرة الله تعالى قال الله لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون * وأخرج ابن مردويه
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في بعص ما أنزل الله في الكتب انى انا الله لا اله الا أنا
قدرت الخير والشر فطوبى لمن قدرت على يده الخير ويسرته له وويل لمن قدرت على يده الشر ويسرته له انى أنا
الله لا اله الا أنا لا أسأل عما أفعل وهم يسئلون فويل لمن قال كيف وكيف * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في
الأسماء والصفات عن ميمون بن مهران قال لما بعث الله موسى وكلمه وأنزل عليه التوراة قال اللهم انك رب عظيم لو
شئت ان تطاع لأطعت ولو شئت ان لا تعصى ما عصيت وأنت تحب ان تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف هذا يا رب
فأوحى الله إليه انى لا أسأل عما أفعل وهم يسئلون * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عن نوف البكالي قال قال عزير
فيما يناجى ربه يا رب تخلق خلقا تضل من تشاء وتهدى من تشاء فقال له يا عزير أعرض هذا فأعاد فقيل له
لتعرضن عن هذا والا محوتك من النبوة انى لا أسئل عما أفعل وهم يسئلون * وأخرج البيهقي عن داود بن أبي هند
أن عزيرا سأل ربه عن القدر فقال سألتني عن علمي عقوبتك ان لا أسميك في الأنبياء * وأخرج الطبراني من طريق
ميمون بن مهران عن ابن عباس قال لما بعث الله موسى عليه السلام وأنزل عليه التوراة قال اللهم انك رب عظيم
ولو شئت أن تطاع لأطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت وأنت تحب ان تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف هذا
يا رب فأوحى الله إليه انى لا أسال عما أفعل وهم يسئلون فانتهى وموسى فلما بعث الله عزيرا وأنزل عليه التوراة بعد
ما كان رفعها عن بني إسرائيل حتى قال من قال إنه ابن الله قال اللهم انك رب عظيم ولو شئت ان تطاع لأطعت
ولو شئت ان لا تعصى ما عصيت وأنت تحب ان تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف يا رب فأوحى الله إليه انى لا أسأل
عما أفعل وهم يسئلون فأبت نفسه حتى سال أيضا فأوحى الله إليه انى لا أسأل عما أفعل وهم يسئلون فأبت
نفسه حتى سأل أيضا فقال أتستطيع ان تصر صرة من الشمس قال لا قال أفتستطيع ان تجئ بمكيال من ريح قال
لا قال أفتستطيع أن تجئ بمثقال من نور قال لا قال أفتستطيع ان تجئ بقيراط من نور قال لا قال فهكذا ان لا
تقدر على الذي سألت انى لا أسأل عما أفعل وهم يسألون أما انى لا أجعل عقوبتك الا ان أمحو اسمك من الأنبياء
فلا تذكر فيهم فمحى اسمه من الأنبياء فليس يذكر فيهم وهو نبي فلما بعث الله عيسى ورأى منزلته من ربه وعلمه
الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ويبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى قال اللهم انك رب عظيم لو شئت ان
تطاع لأطعت ولو شئت ان لا تعصى ما عصيت وأنت تحب ان تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف هذا يا رب فأوحى
الله إليه انى لا أسأل عما أفعل وهم يسألون وأنت عبدي ورسولي وكلمتي ألقيتك إلى مريم وروح منى خلقتك
من تراب ثم قلت لك كن فكنت لئن لم تنته لأفعلن بك كما فعلت بصاحبك بين يديك انى لا أسال عما أفعل وهم
يسألون فجمع عيسى من تبعه وقال القدر سر الله فلا تكلفوه * قوله تعالى (أم اتخذوا من دونه آلهة) الآيتين
* اخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم
يقول هاتوا بينتكم على ما تقولون هذا ذكر من معي يقول هذا القرآن فيه ذكر الحلال والحرام وذكر من قبلي
يقول فيه ذكر أعمال الأمم السالفة وما صنع الله بهم والى ما صاروا بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون
عن كتاب الله وما أرسلنا من قبلك من رسول الا يوحى إليه انه لا اله الا أنا فاعبدون قال أرسلت الرسل بالاخلاص
316

والتوحيد لله لا يقبل منهم حتى يقولوه ويقروا به والشرائع تختلف في التوراة شريعة وفى الإنجيل شريعة وفى
القرآن شريعة حلال وحرام فهذا كله في الاخلاص لله وتوحيد الله * قوله تعالى (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا
سبحانه) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال قالت اليهود ان الله عز وجل
صاهر الجن فكانت بينهم الملائكة فقال الله تكذيبا لهم بل عباد مكرمون أي الملائكة ليس كما قالوا بل هم عباد
أكرمهم الله بعبادته لا يسبقونه بالقول يثنى عليهم ولا يشفعون قال لا تشفع الملائكة يوم القيامة الا لمن ارتضى
قال لأهل التوحيد * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله الا لمن ارتضى
قال لمن رضى عنه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله الا لمن ارتضى قال قول لا إله إلا الله
* واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الا لمن
ارتضى قال الذين ارتضاهم لشهادة ان لا إله إلا الله * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن جابر رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول الله ولا يشفعون الا لمن ارتضى فقال إن شفاعتي لأهل الكبائر من
أمتي * وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى بي مررت بجبريل
وهو بالملأ الأعلى ملقى كالحلس البالي من خشية الله * وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله
ومن يقل منهم يعنى من الملائكة انى اله من دونه قال ولم يقل ذلك أحد من الملائكة الا إبليس دعا إلى عبادة نفسه
وشرع الكفر * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ومن يقل منهم انى اله
من دونه الآية قال انما كانت هذه خاصة لإبليس * قوله تعالى (أولم ير الذين كفروا ان السماوات والأرض
كانتا رتقا ففتقناهما) * أخرج الفريابي وعبد بن حميد والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله كانتا رتقا ففتقناهما قال فتقت السماء بالغيث وفتقت الأرض بالنبات * وأخرج
ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله كانتا رتقا قال لا يخرج منهما شئ ففتقناهما قال فتقت السماء
بالمطر وفتقت الأرض بالنبات * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية من طريق عبد الله بن دينار
عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رجلا أتاه فسأله عن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما قال اذهب إلى ذلك
الشيخ فاسأله ثم تعال فأخبرني ما قال فذهب إلى ابن عباس فسأله قال نعم كانت الأرض رتقاء لا تمطر وكانت الأرض
رتقاء لا تنبت فلما خلق الله الأرض فتق هذه بالمطر وفتق هذه بالنبات فرجع الرجل إلى ابن عمر فأخبره فقال ابن
عمر الآن علمت أن ابن عباس قد أوتى في القرآن علما صدق ابن عباس هكذا كانت * وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس رضي الله عنه في قوله كانتا رتقا قال ملتصقتين * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن
المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة قال سئل ابن عباس عن الليل كان قبل أم النهار قال الليل ثم قرأ ان
السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما فهل تعلمون كان بينهما الا ظلمة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله كانتا رتقا ففتقناهما
قال فتق من الأرض ست أرضين معها فتلك سبع أرضين بعضهن تحت بعض ومن السماء سبع سماوات منها
معها فتلك سبع سماوات بعضهن فوق بعض ولم تكن الأرض والسماء مماستين * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله كانتا رتقا ففتقناهما قال كانت
السماء واحدة ففتق منها سبع سماوات وكانت الأرض واحدة ففتق منها سبع أرضين * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم عن الحسن وقتادة في قوله كانتا رتقا ففتقناهما قال كانتا جمعا ففصل الله بينهما بهذا
الهواء * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال كانت السماوات والأرضون ملتزقتين فلما رفع
الله السماء وابتزها من الأرض فكان فتقها الذي ذكر الله * قوله تعالى (وجعلنا من الماء كل شئ حي)
* أخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله انى إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني فأنبئني عن كل شئ قال كل شئ
خلق من الماء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي العالية
317

رضي الله عنه في قوله وجعلنا من الماء كل شئ حي قال نطفة الرجل * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه
في قوله وجعلنا من الماء كل شئ حي قال خلق كل شئ من الماء وهو حياة كل شئ * قوله تعالى (وجعلنا فيها فجاجا)
الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وجعلنا فيها فجاجا سبلا قال بين
الجبال * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فجاجا أي أعلاما سبلا أي طرقا * قوله
تعالى (وجعلنا السماء سقفا محفوظا) * أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وجعلنا السماء سقفا محفوظا قال مرفوعا وهم عن آياتها معرضون
قال الشمس والقمر والنجوم من آيات السماء * قوله تعالى (وهو الذي خلق الليل والنهار) * أخرج ابن أبي
حاتم عن عكرمة ان اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ما يوم الجمعة قال خلق الله في ساعتين منه الليل والنهار
* قوله تعالى (كل في فلك يسبحون) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله كل في فلك قال دوران يسبحون قال يجرون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله كل في فلك قال فلكة كفلكة المغزل يسبحون قال يدورون في أبواب السماء
كما تدور الفلكة في المغزل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله كل في فلك قال هو فلك السماء * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن حسان بن عطية قال الشمس
والقمر والنجوم مسخرة في فلك بين السماء والأرض * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه
في قوله كل في فلك قال الفلك الذي بين السماء والأرض من مجاري النجوم والشمس والقمر وفى قوله يسبحون
قال يجرون * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبي رضي الله عنه قال كل شئ يدور فهو فلك * وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله كل في فلك يسبحون النجوم والشمس والقمر قال كفلكة
المغزل قال هو مثل حسبان قال فلا يدور المغزل الا بالفلكة ولا تدور الفلكة الا بالمغزل ولا يدور الرحى الا
بالحسبان ولا يدور الحسبان الا بالرحى كذلك النجوم والشمس والقمر لا يدمن الا به ولا يدوم الا بهن قال
والحسبان والفلك يصيران إلى شئ واحد غير أن الحسبان في الرحى كالفلكة في المغزل * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله كل في فلك قال الفلك كهيئة
حديدة الرحى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتاد كل في فلك يسبحون قال يجرون في فلك
السماء كما رأيت * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه كل في فلك يسبحون قال هو الدوران * وأخرج
عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه كل في فلك يسبحون قال المغزل قال كما تدور الفلكة في المغزل * وأخرج عبد
ابن حميد عن الضحاك رضي الله عنه كل في ذلك يسبحون قال يجرون قال وكان عبد الله يقرأ كل في فلك يعملون
* وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله كل في فلك يسبحون قال يجرون * قوله تعالى (وما جعلنا
لبشر من قبلك الخلد) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال لما نعى جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم نفسه
قال يا رب فمن لامتي فنزلت وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد الآية * واخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنه
قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر رضي الله عنه في ناحية المدينة فجاء فدخل على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسجى فوضع فاه على جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يقلبه ويبكي
ويقول بابى وأمي طبت حيا وطبت ميتا فلما خرج مر بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يقول ما مات رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولا يموت حتى يقتل الله المنافقين وحتى يخزي الله المنافقين قال وكانوا قد استبشروا بموت
النبي صلى الله عليه وسلم فرفعوا رؤسهم فقال أيها الرجل أربع على نفسك فان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد مات ألم تسمع الله يقول انك ميت وانهم ميتون وقال وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون
قال ثم أتى المنبر فصعده فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ان كان محمد صلى الله عليه وسلم إلهكم الذي
تعبدون فان محمدا قد مات وان كان إلهكم الذي في السماء فان إلهكم لم يمت ثم تلا وما محمد الا رسول قد خلت من
قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم حتى ختم الآية ثم نزل وقد استبشر المسلمون بذلك واشتد فرحهم
318

وأخذت المنافقين الكآبة قال عبد الله بن عمر فوالذي نفسي بيده لكأنما كانت على وجوهنا أغطية فكشفت
* وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت دخل أبو بكر على النبي صلى الله عليه
وسلم وقد مات فقبله وقال وا نبياه وا خليلاه وا صفياه ثم تلا وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد الآية وقوله انك ميت
وانهم ميتون * قوله تعالى (ونبلوكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم واللالكائي في السنة
عن ابن عباس في قوله ونبلوكم بالشر والخير فتنة قال نبتليكم بالشدة والرخاء والصحة والسقم والغنى والفقر والحلال
والحرام والطاعة والمعصية والهدى والضلالة والله أعلم * قوله تعالى (وإذا رآك الذين كفروا) الآية * أخرج
ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على أبى سفيان وأبى جهل وهما يتحدثان
فلما رآه أبو جهل ضحك وقال لأبي سفيان هذا نبي بنى عبد مناف فغضب أبو سفيان فقال ما تنكرون أن يكون
لبني عبد مناف نبي فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم فرجع إلى أبى جهل فوقع به وخوفه وقال ما أراك منتهيا
حتى يصيبك ما أصاب عمك وقال لأبي سفيان أما انك لم تقل ما قلت الا حمية فنزلت هذه الآية وإذا رآك الذين كفروا
ان يتخذونك الا هزوا الآية * قوله تعالى (خلق الانسان من عجل) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن
حميد وابن المنذر عن عكرمة قال لما نفخ في آدم الروح ماد في رأسه فعطس فقال الحمد لله فقالت الملائكة يرحمك
الله فذهب لينهض قبل أن تمور في رجليه فوقع فقال الله خلق الانسان من عجل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن سعيد بن جبير في الآية قال أول ما نفخ فيه الروح نفخ في رأسه ثم في ركبتيه فذهب ليقوم قال خلق الانسان من
عجل * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله خلق الانسان من عجل قال آدم حين خلق بعد كل شئ آخر النهار من يوم خلق الخلق فلما
أجرى الروح في عينيه ولسانه ورأسه ولم يبلغ أسفله قال يا رب استعجل بخلقي قبل غروب الشمس * وأخرج ابن المنذر
عن ابن جرير قال نفخ الرب تبارك وتعالى الروح في نافوخ آدم فأبصر ولم يعقل حتى إذا بلغ الروح قلبه ونظر فرأى
الجنة فعرف أنه ان قام دخلها ولم يبلغ الروح أسفله فتحرك فذلك قوله تعالى خلق الانسان من عجل * وأخرج عبد
الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله خلق الانسان من عجل قال خلق عجولا والله أعلم * قوله
تعالى (لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار) الآية * أخرج البخاري ومسلم عن عدى بن حاتم
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكم أحد الا سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه حجاب يحجبه ولا ترجمان يترجم
له فيقول ألم أوتك مالا فيقول بلى فيقول ألم أرسل إليك رسولا فيقول بلى فينظر عن يمينه فلا يرى الا النار وينظر
عن يساره فلا يرى الا النار وينظر بين يديه فلا يرى الا النار فليتق أحدكم النار ولو بشق تمرة فان لم يجد فبكلمة
طيبة * قوله تعالى (قل من يكلؤكم) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله قل من يكلؤكم
قال يحرسكم وفى قوله ولا هم منا يصحبون قال لا ينصرون * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولا هم منا
يصحبون قال لا ينصرون * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله قل من يكلؤكم قال يحفظكم * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولا هم منا يصحبون قال لا يجارون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن
عباس في قوله ولا هم منا يصحبون قال يمنعون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله أم لهم آلهة
تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم يعنى الآلهة ولا هم منا يصحبون يقول لا يصحبون من الله بخير وفى
قوله أفلا يرون انا ناتي الأرض ننقصها من أطرافها قال كان الحسن يقول ظهور النبي صلى الله عليه وسلم على من
قاتله أرضا أرضا وقوما قوما وقوله ألهم لغالبون أي ليسوا بغالبين ولكن الرسول هو الغالب وفى قوله قل انما
أنذركم بالوحي أي بهذا القرآن ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون يقول إن الكافر أصم عن كتاب الله لا يسمعه
ولا ينتفع به ولا يعقله كما يسمعه أهل الايمان وفى قوله ولئن مستهم نفحة يقول لئن أصابتهم عقوبة * قوله تعالى
(ونضع الموازين) الآية * أخرج أحمد والترمذي وابن جرير في تهذيبه وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه
والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة أن رجلا قال يا رسول الله ان لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني
وأضربهم وأشتمهم فكيف أنا منهم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك
319

وعقابك إياهم فان كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلا لك وان كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا
لا لك ولا عليك وان كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل فجعل الرجل يبكى ويهتف فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أما تقرأ كتاب الله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال
حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين فقال الرجل يا رسول الله ما أجد لي ولهم شيئا خيرا من مفارقتهم أشهدك
انهم أحرار * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي حاتم عن رفاعة بن رافع الزرقي قال قال رجل
يا رسول الله كيف ترى في رقيقنا نضربهم فقال توزن ذنوبهم وعقوبتكم إياهم فان كانت عقوبتكم أكثر من
ذنوبهم أخذوا منكم قال أفرأيت سبنا إياهم قال توزن ذنوبهم وأذاكم إياهم فان كان أذاكم إياهم أكثر أعطوا
منكم قال أرأيت يا رسول الله ولدى أضربهم قال إنك لا تتهم في ولدكم ولا تطيب نفسك تشبع ويجوعون
وتكسى ويعرون * وأخرج الحكيم عن زيد بن أسلم قال قال رجل يا رسول الله ما تقول في ضرب المماليك قال إن
كان ذلك في كنهه والا أقيد منكم يوم القيامة قيل يا رسول الله ما تقول في سبهم قال مثل ذلك قال يا رسول الله
فانا نعاقب أولادنا ونسبهم قال إنهم ليسوا مثل أولادكم لأنكم لا تتهمون على أولادكم * وأخرج الحكيم عن
زياد بن أبى زياد قال قال رجل يا رسول الله ان لي مالا وان لي خدما وإني اغضب فأعرم وأشتم واضرب فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم توزن ذنوبه بعقوبتك فان كانت سواء فلا لك ولا عليك وان كانت العقوبة أكثر فإنما هو
شئ يؤخذ من حسناتك يوم القيامة فقال الرجل أوه أوه يؤخذ من حسناتي أشهدك يا رسول الله ان مماليكي أحرارا
لا أمسك شيئا يؤخذ من حسناتي له قال فحسبت ماذا ألم تسمع إلى قوله تعالى ونضع الموازين القسط الآية
* وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال يجاء بالناس يوم القيامة إلى الميزان
فيتجادلون عنده أشد الجدال * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ونضع الموازين القسط الآية قال هو
كقوله الوزن يومئذ الحق * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد انه
كان يقرأ وان كان مثقال حبة من خردل آتينا بها بمد الألف قال جازينا بها * وأخرج ابن أبي حاتم عن عاصم بن أبي
النجود انه كان يقرا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها على معنى جئنا بها لا يمد أتينا * وأخرج ابن أبي حاتم
عن السدى في قوله وان كان مثقال حبة قال وزن حبة وفى قوله وكفى بنا حاسبين قال محصين * قوله تعالى (ولقد
آتينا موسى) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس انه كان يقرأ ولقد آتينا موسى
وهرون الفرقان وضياء ويقول خذوا هذه الواو واجعلوها ههنا والذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا
لكم الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولقد آتينا موسى وهارون
الفرقان وضياء قال انزعوا هذه الواو واجعلوها في الذين يحملون العرش ومن حوله * وأخرج عبد بن حميد عن أبي
صالح ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان قال التوراة * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله ولقد آتينا
موسى وهارون الفرقان قال الفرقان التوراة حلالها وحرامها مما فرق الله بين الحق والباطل * وأخرج
ابن جرير عن ابن زيد في قوله ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان قال الفرقان الحق آتاه الله موسى وهارون
فرق بينهما وبين فرعون فصل بينهم بالحق وقرأ وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان قال يوم بدر * قوله تعالى (الذين
يخشون ربهم بالغيب) * أخرج الحكيم الترمذي في النوادر الأصول عن الحسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال قال الله تبارك وتعالى وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له آمنين فمن خافني في الدنيا امنته في الآخرة
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله وهذا ذكر مبارك أنزلناه أي هذا القرآن
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ميمون بن مهران قال خصلتان فيهما البركة القرآن والمطر وتلا وأنزلنا
من السماء ماء وهذا ذكر مبارك والله أعلم * قوله تعالى (ولقد آتينا إبراهيم رشده) الآيات * أخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ولقد آتينا إبراهيم رشده قال
هديناه صغيرا وفى قوله ما هذه التماثيل قال الأصنام * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله ولقد آتينا إبراهيم
رشده يقول آتيناه هداه * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله التي أنتم لها عاكفون قال عابدون
320

وفى قوله قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين أي على دين وانا متبعوهم على ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وابن أبى الدنيا في ذم اللاهي وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي في الشعب عن علي بن أبي طالب انه مر على قوم
يلعبون بالشطرنج فقال ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون لا من يمس أحدكم جمرا حتى يطفأ خير له من أن
بمسها * وأخرج ابن عساكر عن علي قال لا يسلم على أصحاب النردشير والشطرنج * قوله تعالى (وتالله لأكيدن
أصنامكم) الآيات * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود قال لما خرج قوم إبراهيم إلى عيدهم مروا عليه فقالوا
يا إبراهيم الا تخرج معنا قال انى سقيم وقد كان بالأمس قال تالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين فسمعه
ناس منهم فلما خرجوا انطلق إلى أهله فاخذ طعاما ثم انطلق إلى آلهتهم فقربه إليهم فقال ألا تأكلون فكسرها
الا كبيرهم ثم ربط في يده الذي كسر به آلهتهم فلما رجع القوم من عيدهم دخلوا فإذا هم بآلهتهم قد كسرت
وإذا كبيرهم في يده الذي كسر به الأصنام قالوا من فعل هذا بآلهتنا فقال الذين سمعوا إبراهيم قال تالله لأكيدن
أصنامكم سمعنا فتى يذكرهم فجادلهم عند ذلك إبراهيم * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
عن مجاهد في قوله وتالله لأكيدن أصنامكم قال قول إبراهيم حين استتبعه قومه إلى عيدهم فأبى وقال انى سقيم
فسمع منه وعيده أصنامهم رجل منهم استأخر وهو الذي قال سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم وجعل إبراهيم
الفاس التي أهلك بها أصنامهم مسندة إلى صدر كبيرهم الذي ترك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة
أن أنا إبراهيم خليل الرحمن كان يعمل هذه الأصنام ثم يشكها في حبل ويحمل إبراهيم على عنقه ويدفع إليه
المشكوك يدور يبيعها فجاء رجل يشترى فقال له إبراهيم ما تصنع بهذا حين تشتريه قال أسجد له قال له إبراهيم
أنت شيخ تسجد لهذا الصغير انما ينبغي للصغير أن يسجد للكبير فعندها قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وتالله لأكيدن أصنامكم قال ترى أنه قال ذلك من
حيث لا يسمعون فجعلهم جذاذا قال قطعا الا كبيرا لهم يقول الا كبير آلهتهم وأنفسها وأعظمها في أنفسهم
لعلهم إليه يرجعون قال كايدهم بذلك لعلهم يتذكرون أو يبصرون وفى قوله قالوا فائتوا به على أعين الناس
لعلهم يشهدون قال كرهوا أن يأخذوه بغير بينة وفى قوله أنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم إلى قوله أنتم
الظالمون قال وهذه هي الخصلة التي كايدهم بها ثم نكسوا على رؤسهم قال أدركت القوم غيرة سوء فقالوا لقد
علمت ما هؤلاء ينطقون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله جذاذا قال حطاما
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله جذاذا قال فتاتا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في
قوله بل فعله كبيرهم هذا قال عظيم آلهتهم * وأخرج أبو داود والترمذي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكذب إبراهيم في شئ قط الا في ثلاث كلهن في الله قوله انى سقيم ولم
يكن سقيما وقوله لسارة أختي وقوله بل فعله كبيرهم هذا * وأخرج أبو يعلى عن أبي سعيد ان النبي صلى الله
عليه وسلم قال يأتي الناس إبراهيم فيقولون اشفع لنا إلى ربك فيقول انى كذبت ثلاث كذبات فقال النبي صلى الله
عليه وسلم ما منها كذبة الا ما حل بها عن دين الله قوله انى سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقوله لسارة انها
أختي * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله فرجعوا إلى أنفسهم قال نظر بعضهم إلى بعض
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد ثم نكسوا على رؤسهم قال في الرأي * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي
مالك في قوله أف يعنى الردئ من الكلام * قوله تعالى (قالوا حرقوه) الآيات * أخرج ابن جرير عن
مجاهد قال تلوت هذه الآية على عبد الله بن عمر فقال أتدري يا مجاهد من الذي أشار بتحريق إبراهيم بالنار
قلت لا قال رجل من أعراب فارسي يعنى الأكراد * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لما جمع لإبراهيم
عليه السلام ما جمع وألقى في النار جعل خازن المطر يقول متى أومر بالمطر فأرسله فكان أمر الله أسرع قال
الله كوني بردا وسلاما فلم يبق في الأرض نار الا طفئت * وأخرج أحمد والطبراني وأبو يعلى وابن أبي حاتم عن
عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن إبراهيم حين ألقى في النار لم تكن في الأرض دابة الا تطفئ عنه النار
غير الوزغ فإنه كان ينفخ على إبراهيم فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله * وأخرج ابن مردويه عن أم
321

شريك ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الأوزاغ وقال كانت تنفخ على إبراهيم صلى الله عليه وسلم * وأخرج
عبد الرزاق في المصنف أخبرنا معمر عن قتادة عن بعضهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت الضفدع تطفئ
النار عن إبراهيم وكانت الوزغ تنفخ عليه ونهى عن قتل هذا وأمر بقتل هذا أخرجه وابن المنذر قال أيضا
أخبرنا أبو سعيد الشامي عن أبان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الضفدع فان صوته
تسبيح وتقديس وتكبير ان البهائم استأذنت ربها في أن تطفئ النار عن إبراهيم فأذن للضفادع فتراكبت عليه
فأبدلها الله بحر النار برد الماء * وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم وابن مردويه والخطيب عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لما ألقى إبراهيم في النار قال اللهم انك في السماء واحد وأنا في الأرض واحد أعبدك * وأخرج
ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر عن ابن عمر وقال أول كلمة قالها إبراهيم حين ألقى في النار حسبنا الله ونعم
الوكيل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن كعب قال ما أحرقت النار من إبراهيم الا وثاقه * وأخرج
ابن جرير وابن أبى حاتم عن المنهال بن عمر وقال أخبرت ان إبراهيم ألقى في النار فكان فيها اما خمسين واما أربعين
قال ما كنت أياما وليالي قط أطيب عيشا إذ كنت فيها وددت ان عيشي وحياتي كلها مثل عيشي إذ كنت فيها
* وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال لما ألقى إبراهيم خليل الرحمن في النار قال الملك خازن المطر يا رب ان
خليلك إبراهيم رجا أن يؤذن له فيرسل المطر فكان أمر الله أسرع من ذلك فقال يا نار كوني براد وسلاما على إبراهيم
فلم يبق في الأرض نار الا طفئت * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال الذي قال حرقوه هبون
فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها لي يوم القيامة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله
قلنا يا نار قال كان جبريل هو الذي قالها * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن
عباس قال لو لم يتبع بردها سلاما لمات إبراهيم من بردها فلم يبق في الأرض يومئذ نار الا طفئت ظنت انها هي تعنى
* وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر عن علي في قوله قلنا يا نار كوني بردا
وسلاما قال لولا أنه قال وسلاما لقتله بردها * وأخرج ابن أبي حاتم عن شمر بن عطية قال لما أرادوا ان يلقوا إبراهيم
في النار نادى الملك الذي يرسل المطر رب خليلك رجا أن يؤذن له فيرسل المطر فقال الله يا نار كوني بردا وسلاما على
إبراهيم فلم يبق في الأرض يومئذ نار الا بردت * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد من طريق أبى هلال عن بكر
ابن عبد الله المزني قال لما أرادوا ان يلقوا إبراهيم في النار جاءت عامة الخليقة فقالت يا رب خليلك يلقى في النار
فائذن لنا نطفئ عنه قال هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره وانا إلهه ليس له اله غيري فان استغاثكم فأغيثوه
والا فدعوه قال وجاء ملك القطر قال يا رب خليلك يلقى في النار فائذن لي ان أطفئ عنه بالمطر قال هو خليلي ليس لي
في الأرض خليل غيره وانا إلهه ليس له اله غيري فان استعان بك فأعنه والا فدعه قال فلما ألقى في النار دعا بدعاء
نسيه أبو هلال فقال الله عز وجل يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم قال فبردت في المشرق والمغرب فما انضجت
يومئذ كراعا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال قال كعب ما انتفع أحد من أهل الأرض
يومئذ بنار ولا أحرقت النار يومئذ شيئا الا وثاق إبراهيم وقال قتادة لم تأت دابة يومئذ الا أطفأت عنه النار الا الوزغ
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال يذكرون ان جبريل كان مع إبراهيم في النار يمسح عنه العرق * وأخرج
ابن أبي حاتم عن عطية قال لما ألقي إبراهيم في النار قعد فيها فأرسلوا إلى ملكهم فجاء ينظر متعجبا فطارت منها شرارة
فوقعت على ابهام رجله فاشتعل كما تشتعل الصوفة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال خرج إبراهيم من النار
يعرق لم تحرق النار الا وثاقه فاخذوا شيخا منهم فجعلوه على نار كذلك فاحترق * وأخرج عبد بن حميد عن سليمان بن
صرد وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ان إبراهيم لما أرادوا ان يلقوه في النار جعلوه يجمعون له الحطب
فجعلت المرأة العجوز تحمل على ظهرها فيقال لها أين تريدين فتقول اذهب إلى هذا الذي يذكر آلهتنا فلما ذهب
به ليطرح في النار قال انى ذاهب إلى ربى سيهدين فلما طرح في النار قال حسبي الله ونعم الوكيل فقال الله يا نار كوني
بردا وسلاما على إبراهيم فقال أبو لوط وكان عمه ان النار لم تحرقه من اجل قرابته منى فأرسل الله عنقا من النار فأحرقته
* وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير عن علي بن أبي طالب في قوله قلنا يا نار كوني بردا قال بردت عليه حتى
322

كادت تؤذيه حتى قيل وسلاما قال لا تؤذيه * وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لو لم يقل وسلاما
لقتله البرد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال إن أحسن شئ قاله أبو إبراهيم لما رفع عنه الطبق
وهو في النار وجده يرشح جبينه فقال عند ذلك نعم الرب ربك يا إبراهيم * وأخرج ابن جرير عن شعيب الجبائي قال
ألقى إبراهيم في النار وهو ابن ست عشرة سنة وذبح اسحق وهو ابن سبع سنين * وأخرج ابن جرير عن معتمر بن
سليمان التيمي عن بعض أصحابه قال جاء جبريل إلى إبراهيم وهو يوثق ليلقى في النار قال يا إبراهيم ألك حاجة قال
أما إليك فلا * وأخرج ابن جرير عن أرقم ان إبراهيم عليه السلام قال حين جعلوا يوثقونه ليلقوه في النار لا اله الا
أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك لا شريك لك * وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله قلنا يا نار
كوني بردا وسلاما قال السلام لا يؤذيه بردها ولولا أنه قال وسلاما لكان البرد أشد عليه من الحر * واخرج ابن
جرير عن ابن جريج في قوله فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين قال ألقوا شيخا في النار منهم لان يصيبوا نجاته
كما نجا إبراهيم فاحترق * قوله تعالى (ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين) * أخرج ابن أبي شيبة
عن أبي مالك في قوله إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين قال الشام * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب في قوله
إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين قال الشام وما من ماء عذب الا يخرج من تلك الصخرة التي ببيت المقدس يهبط
من السماء إلى الصخرة ثم يتفرق في الأرض * وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن سالم قال بالشام من قبور
الأنبياء ألفا قبر وسبعمائة قبر وان دمشق معقل الناس في آخر الزمان من الملاحم * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن
عباس قال لوط كان ابن أخي إبراهيم عليهما السلام * وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال لما هرب إبراهيم من كوثى
وخرج من النار ولسانه يومئذ سرياني فلما عبر الفرات من حران غير الله لسانه فقلب عبرانيا حيث عبر الفرات
وبعث نمرود في نحو أثره وقال لا تدعوا أحدا يتكلم بالسريانية الا جئتموني به فلقوا إبراهيم يتكلم بالعبرانية
فتركوه ولم يعرفوا لغته * وأخرج ابن عساكر عن حسان بن عطية قال أغار ملك نبط على لوط عليه السلام فسباه
وأهله فبلغ ذلك إبراهيم فاقبل في طلبه في عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر فالتقى هو وتلك النبط في صحراء معفور
فعبى إبراهيم ميمنة وميسرة وقلبا وكان أول من عبى الحرب هكذا فاقتتلوا فهزمهم إبراهيم واستنقذ لوطا وأهله
* وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية ونجيناه يعنى إبراهيم ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين قال هي
الأرض المقدسة التي بارك الله فيها للعالمين لان كل ماء عذب في الأرض منها يخرج يعنى من أصل الصخرة التي في بيت
المقدس يهبط من السماء إلى الصخرة ثم يتفرق في الأرض * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
عساكر عن قتادة رضي الله عنه ونجيناه ولوطا قال كانا بأرض العراق فانجيا إلى أرض الشام وكان يقال الشام
عماد دار الهجرة وما نقص من الأرض زيد في الشام وما نقص من الشام زيد في فلسطين وكان يقال هي أرض
المحشر والمنشر وفيها ينزل عيسى بن مريم عليه السلام وبها يهلك الله شيخ الضلالة الدجال * وأخرج ابن المنذر عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله إلى الأرض التي باركنا فيها قال الشام * وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب رضي الله عنه
في قوله إلى الأرض التي باركنا فيها قال إلى حران * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما ووهبنا له
اسحق قال ولدا ويعقوب نافلة قال ابن ابن * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه ووهبنا له اسحق قال أعطاه ويعقوب نافلة قال عطية * وأخرج عبد الرزاق
وابن المنذر عن الكلبي في الآية قال دعا بالحق فاستجيب له وزيد يعقوب * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
عن الحكم قال النافلة ابن الابن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله
وجعلناهم أئمة يهدون الآية قال جعلهم الله أئمة يقتدى بهم في أمر الله * قوله تعالى (ولوطا آتيناه حكما
وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث) الآيتين * أخرج ابن عساكر عن أبي امامة الباهلي
قال كان في قوله لوط عشر خصال يعرفون بها لعب الحمام ورمى البندق والمكاء والخذف في الأنداء وتسبيط
الشعر وفرقعة العلك واسبال الإزار وحبس الأقبية واتيان الرجال والمنادمة على الشراب وستزيد هذه الأمة
عليها * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ستة من أخلاق
323

قوم لوط في هذه الأمة الجلاهق والصفر والبندق والخذف وحل إزار القباء ومضغ العلك * وأخرج إسحاق بن
بشر والخطيب وابن عساكر عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر خصال عملتها
قوم لوط بها أهلكوا وتزيدها أمتي بخلة اتيان الرجال بعضهم بعضا ورميهم بالجلاهق والخذف ولعبهم بالحمام
وضرب الدفوف وشرب الخمور وقص اللحية وطول الشارب والصفر والتصفيق ولباس الحرير وتزيدها
أمتي بخلة اتيان النساء بعضهن بعضا * وأخرج ابن عساكر عن الزبير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم كل سنن قوم لوط قد فقدت الا ثلاثا جر نعال السيوف وقصف الأظفار وكشف العورة
* وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وأدخلناه في رحمتنا قال في الاسلام * قوله تعالى (وداود
وسليمان) الآية * أخرج الحاكم عن وهب قال داود بن ايشا بن عويد بن عابر من ولد يهوذا بن يعقوب
وكان قصيرا أزرق قليل الشعر طاهر القلب * وأخرج ابن جرير عن مرة رضي الله عنه في قوله إذ يحكمان في الحرث
قال كان الحرث نبتا فنفشت فيه ليلا فاختصموا فيه إلى داود فقضى بالغنم لأصحاب الحرث فمروا على سليمان
فذكروا ذلك له فقال لا تدفع الغنم فيصيبون منه ويقوم هؤلاء على حرثهم فإذا عاد كما كان ردوا عليهم فنزلت
ففهمناها سليمان * وأخرج بن جرير وابن مردويه والحاكم والبيهقي في سننه عن ابن مسعود رضي الله عنه
في قوله وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم قال كرم قد أنبتت عنا قيده فأفسدته الغنم
فقضى داود بالغنم لصاحب الكرم فقال سليمان أغير هذا يا نبي الله قال وما ذاك قال تدفع الكرم إلى صاحب
الغنم فيقول عليه حتى يعود كما كان وتدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها حتى إذا عاد الكرم كما كان دفعت
الكرم لصاحبه ودفعت الغنم إلى صاحبها فذلك قوله ففهمناها سليمان * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مسروق قال الحرث الذي نفشت فيه غنم القوم انما كان كرما نفشت فيه غنم القوم
فلم تدع فيه ورقة ولا عنقودا من عنب الا أكلته فاتوا داود فأعطاهم رقابها فقال سليمان ان صاحب الكرم قد بقى
له أصل كرمه وأصل أرضه بل تؤخذ الغنم فيعطاها أهل الكرم فيكون لهم لبنها وصوفها ونفعها ويعطى أهل
الغنم الكرم فيعمرونه ويصلحونه حتى يعود كالذي كان ليلة نفشت فيه الغنم ثم يعطى أهل الغنم غنمهم وأهل
الكرم كرمهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وداود وسليمان إلى قوله وكنا لحكمهم
شاهدين يقول كنا لما حكما شاهدين وذلك أن رجلين دخلا على داود أحدهما صاحب حرث والآخر صاحب
غنم فقال صاحب الحرث ان هذا أرسل غنمه في حرثي فلم تبق من حرثي شيئا فقال له داود اذهب فان الغنم كلها لك
فقضى بذلك داود ومر صاحب الغنم بسليمان فأخبره بالذي قضى به داود فدخل سليمان على داود فقال يا نبي الله
ان القضاء سوى الذي قضيت فقال كيف قال سليمان ان الحرث لا يخفى على صاحبه ما يخرج منه في كل عام فله
من صاحب الغنم أن ينتفع من أولادها وأصوافها وأشعارها حتى يستوفى ثمن الحرث فان الغنم لها نسل كل عام
فقال داود قد أصبت القضاء كما قضيت ففهمها الله سليمان * وأخرج ابن جرير وعبد الرزاق عن مجاهد في الآية
قال أعطاهم داود رقاب الغنم بالحرث وحكم سليمان بجزة الغنم وألبانها لأهل الحرث وعليهم رعاؤها ويحرث
لهم أهل الغنم حتى يكون الحرث كهيئته يوم أكل ثم يدفعونه إلى أهله ويأخذون غنمهم * واخرج ابن جرير عن
قتادة رضي الله عنه في الآية قال النفش بالليل والهمل بالنهار ذكر لنا أن غنم القوم وقعت في زرع ليلا فرفع
ذلك إلى داود فقضى بالغنم لأصحاب الزرع فقال سليمان ليس كذلك ولكن له نسلها ورسلها وعوارضها وجزازها
حتى إذا كان من العام المقبل كهيئة يوم أكل دفعت الغنم إلى أربابها وقبض صاحب الزرع زرعه قال الله
ففهمناها سليمان * وأخرج ابن جرير عن قتادة والزهري في الآية قال نفشت غنم في حرث قوم فقضى داود أن
يأخذوا الغنم ففهمها الله سليمان فلما أخبر بقضاء داود قال لا ولكن خذوا الغنم ولكم ما خرج من رسلها
وأولادهما وأصوافها إلى الحول * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال كانت امرأة عابدة من بني إسرائيل وكانت تبتلت وكان لها جاريتان جميلتان وقد
تبتلت المرأة لا تريد الرجال فقالت إحدى الجاريتين للأخرى قد طال علينا هذا البلاء أما هذه فلا تريد الرجال
324

ولا نزال بشر ما كنا لها فلو انا فضحناها فرجمت فصرنا إلى الرجال فأتيا ماء البيض فاتياها وهي ساجدة فكشفتا
عنها ثوبها ونضحتا في دبرها ماء البيض وصرختا انها قد بغت وكان من زنى فيهم حده الرجم فرفعت إلى داود
وماء البيض في ثيابها فأراد رجمها فقال سليمان ائتوا بنار فإنه ان كان ماء الرجال تفرق وان كان ماء البيض
اجتمع فأتى بنار فوضعها عليه فاجتمع فدرأ عنها الرجم فعطف داود على سليمان فأحبه ثم كان بعد ذلك أصحاب
الحرث وأصحاب الشياه فقضى داود عليه السلام بالغنم لأصحاب الحرث فخرجوا وخرجت الرعاة معهم الكلاب
فقال سليمان كيف قضى بينكم فأخبروه فقال لو وليت أمرهم لقضيت بينهم بغير هذا القضاء فقيل لداود عليه
السلام ان سليمان يقول كذا وكذا فدعاه فقال كيف تقضى بينهم فقال ادفع الغنم إلى أصحاب الحرث هذا العام
فيكون لهم أولادها وسلالها وألبانها ومنافعها ويذر أصحاب الحرث الحرث هذا العام فإذا بلغ الحرث الذي كان
عليه أخذ هؤلاء الحرث ودفعوا إلى هؤلاء الغنم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
ففشت قال رعت * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع ابن الأزرق سأله عن قوله نفشت قال
النفش الرعى بالليل قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول لبيد
بدلن بعد النفش الوجيفا * وبعد طول الحزن الصريفا
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي شيبة وأحمد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وأبو داود وابن ماجة
وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن حرام بن محيضة ان ناقة البراء بن عازب دخلت حائطا فأفسدت فيه
فقضى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن على أهل الحوائط حفظها بالنهار وان ما أفسدت المواشي
بالليل ضامن على أهلها * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن ناقة البراء بن عازب رضي الله عنه
دخلت حائطا لقوم فأفسدت عليهم فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال على أهل الحائط حفاظ حائطهم
بالنهار وعلى أهل المواشي حفظ مواشيهم بالليل ثم تلا هذه الآية وداود وسليمان الآية ثم قال نفشت ليلا
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه انه قرأ فأفهمناها سليمان * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه
قال كان الحكم بما قضى به سليمان ولم يعب داود في حكمه * وأخرج عبد الرزاق عن عكرمة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهون أهل النار عذابا رجل يطأ جمرة يغلى منها دماغه فقال أبو بكر الصديق
رضي الله عنه وما جرمه يا رسول الله قال كانت له ماشية يغشى بها الزرع ويؤذيه وحرم الله الزرع وما حوله غلوة
سهم فاحذروا أن لا 7 يستحب الرجل ماله في الدنيا ويهلك نفسه في الآخرة * قوله تعالى (وكلا آتينا حكما
وعلما) * أخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم بينما امرأتان معهما ابنان لهما جاء الذئب فاخذ أحد الابنين فتحاكما إلى داود فقضى به الكبرى فخرجتا
فدعاهما سليمان فقال هاتوا السكين أشقه بينهما فقالت الصغرى يرحمك الله هو ابنها لا تشقه فقضى به للصغرى
* وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن امرأة حسنا من بني إسرائيل راودها عن نفسها
أربعة من رؤسائهم فامتنعت على كل واحد منهم فاتفقوا فيها بينهم عليها فشهدوا عليها عند داود انما مكنت
من نفسها كلبا لها قد عودته ذلك منها فامر برجمها فلما كان عشية ذلك اليوم جلس سليمان واجتمع معه ولدان
مثله فانتصب حاكما وتزيا أربعة منهم بزي أولئك وآخر بزي المرأة وشهدوا عليها بأنها مكنت من نفسها كلبا
فقال سليمان فرقوا بينهم فسأل أولهم ما كان لون الكلب فقال أسود فعزله واستدعى بالآخر فسأله عن لونه فقال
أحمر وقال الآخر أغبش وقال الآخر أبيض فامر عند ذلك بقتلهم فحكى ذلك لداود فاستدعى من فوره بأولئك
الأربعة فسألهم متفرقين عن لون ذلك الكلب فاختلفوا عليه فامر بقتلهم * وأخرج أحمد في الزهد عن ابن أبي
نجيح قال قال سليمان عليه السلام أوتينا ما أوتى الناس ولم يؤتوا وعلمنا ما علم الناس ولم يعلموا فلم يجد شيئا أفضل
من ثلاث كلمات الحلم في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وخشية الله في السر والعلانية * وأخرج
أحمد عن يحيى بن أبي كثير قال قال سليمان عليه السلام لابنه يا بنى إياك وغضب الملك الظلوم فان غضبه
كغضب ملك الموت * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن خيثمة قال قال سليمان عليه السلام جربنا العيش لينه
325

وشديده فوجدناه يكفي منه أدناه * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن يحيى بن أبي كثير قال قال سليمان لابنه يا بنى
لا تكثر الغيرة على أهلك فترمى بالسوء من أجلك وان كانت بريئة يا بنى ان من الحياء صمتا ومنه وقارا يا بنى ان أحببت
ان تغيظ عدوك فلا ترفع العصا عن ابنك يا بنى كما يدخل الوتد بين الحجرين وكما تدخل الحية بين الحجرين كذلك تدخل
الخطيئة بين البيعين * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار قال بلغنا ان سليمان قال لابنه امش وراء الأسد ولا تمش وراء
امرأة * وأخرج أحمد عن يحيى بن أبي كثير قال قال سليمان لابنه يا بنى ان من سوء العيش نقلا من بيت إلى بيت وقال
لابنه عليك بخشية الله فإنها غلبت كل شئ * وأخرج أحمد عن بكر بن عبد الله ان داود عليه السلام قال لابنه
سليمان أي شئ أبرد وأي شئ أحلى وأي شئ أقرب وأي شئ أبعد وأي شئ أقل وأي شئ أكثر وأي شئ آنس
وأي شئ أوحش قال أحلى شئ روح الله من عباده وأبرد شئ عفو الله عن عباده وعفو العباد بعضهم عن بعض
وآنس شئ الروح تكون في الجسد وأوحش شئ الجسد تنزع منه الروح وأقل شئ اليقين وأكثر شئ الشك
وأقرب شئ الآخرة من الدنيا وأبعد شئ الدنيا من الآخرة * وأخرج أحمد عن يحيى بن أبي كثير قال قال
سليمان لابنه لا تقطعن أمرا حتى تؤامر مرشدا فإذا فعلت ذلك فلا تحزن عليه وقال يا بنى ما أقبح الخطيئة مع
المسكنة وأقبح الضلالة بعد الهدى وأقبح من ذلك رجل كان عابدا فترك عبادة ربه * وأخرج أحمد عن قتادة قال
قال سليمان عليه السلام عجبا للتاجر كيف يخلص يحلف بالنهار وينام بالليل * وأخرج أحمد عن يحيى بن أبي كثير
قال قال سليمان لابنه يا بنى إياك والنميمة فإنها كحد السيف * وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن عساكر من
طريق حماد بن سلمة عن حميد الطويل ان أياس بن معاوية لما استقضى أتاه الحسن فرآه حزينا فبكى اياس فقال
ما يبكيك فقال يا أبا سعيد بلغني ان القضاة ثلاثة رجل اجتهد فأخطأ فهو في النار ورجل مال به الهوى فهو في النار
ورجل اجتهد فأصاب فهو في الجنة فقال الحسن ان فيما قص الله من نبأ داود ما يرد ذلك ثم قرأ وداود وسليمان
إذ يحكمان في الحرث حتى بلغ وكلا آتينا حكما وعلمنا فأثنى على سليمان ولم يذم داود ثم قال أخذ الله على الحكام ثلاثة ان
لا يشتروا ثمنا قليلا ولا يتبعوا الهوى ولا يخشوا الناس ثم تلا هذه الآية يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض الآية
وقال فلا تخشوا الناس واخشون وقال ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا * قوله تعالى (وسخرنا مع داود الجبال)
الآيتين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن
قتادة في قوله وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير قال يصلين مع داود إذا صلى وعلمناه صنعة لبوس لكم قال كانت
صفائح فأول من مدها وحلقها داود عليه السلام * وأخرج عن السدى في قوله وعلمناه صنعة لبوس لكم قال هي
دروع الحديد لتحصنكم من بأسكم قال من رتع السلاح فيكم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ لنحصنكم
بالنون * واخرج الفريابي عن سليمان بن حيان قال كان داود إذا وجد فترة أمر الجبال فسبحت حتى يشتاق
* وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان عمر آدم آلف سنة وكان عمر داود ستين
سنة فقال آدم أي رب زده من عمري أربعين سنة فأكمل لآدم ألف سنة وأكمل لداود مائة سنة * وأخرج ابن أبي
شيبة في المصنف وابن أبي الدنيا في ذكر الموت والحاكم وصححه عن ابن عباس قال مات داود عليه السلام يوم
السبت فجأة فعكفت الطير عليه تظله * قوله تعالى (ولسليمان الريح) * أخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن
ابن عباس قال كان سليمان عليه السلام يوضع له ستمائة الف كرسي ثم يجئ أشراف الناس فيجلسون مما يليه
ثم يجئ أشراف الجن فيجلسون مما يلي أشرف الانس ثم يدعو الطير فتظلهم ثم يدعو الريح فتحملهم فيسير مسيرة
شهر في الغداة الواحدة * وأخرج الحاكم عن محمد بن كعب قال بلغنا ان سليمان عليه السلام كان عسكره مائة
فرسخ خمسة وعشرون منها للانس وخمسة وعشرون للجن وخمسة وعشرون للوحش وخمسة وعشرون للطير
وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب فيها ثلثمائة حرة وسبعمائة سرية فامر الريح العاصف فرفعته
فامر الريح فسارت به فأوحى الله إليه انى أزيد في ملكك ان لا يتكلم أحد بشئ الا جاءت الريح فأخبرتك
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال كان سليمان يأمر الريح فتجتمع كالطود العظيم ثم يأمر
بفراشه فيوضع على أعلى مكان منها ثم يدعو بفرس من ذوات الأجنحة فترتفع حتى تصعد على فراشه ثم يأمر الريح
326

فترتفع به كل شرف دون السماء فهو يطأطئ رأسه ما يلتفت يمينا ولا شمالا تعظيما لله وشكرا لما يعلم من
صغر ما هو فيه في ملك الله يضعه الريح حيث يشاء ان يضعه * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال كان لسليمان
مركب من خشب وكان فيه الف ركن في كل ركن الف بيت يركب معه فيه الجن والإنس تحت كل ركن ألف
شيطان يرفعون ذلك المركب فإذا ارتفع جاءت الريح الرخاء فسارت به وساروا معه فلا يدرى القوم الا قد
أظلهم من الجيوش والجنود * وأخرج ابن عساكر عن السدى في قوله ولسليمان الريح عاصفة قال
الريح الشديدة تجرى بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها قال أرض الشام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله ولسليمان الريح الآية قال ورث الله سليمان داود فورثه نبوته وملكه وزاده على ذلك أنه
يسخر له الرياح والشياطين * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر انه قرأ ولسليمان الريح يقول سخرنا له الريح
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ومن الشياطين من يغوصون له قال يغوصون في الماء * وأخرج
الطبراني والديلمي عن ابن مسعود قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رقية الحية فقال اعرضها على فعرضها عليه
بسم الله شجنية قرنية ملحة بحر قفطا فقال هذه مواثيق أخذها سليمان على الهوام ولا أرى بها بأسا * وأخرج
الحاكم عن الشعبي قال أرخ بنو اسحق من مبعث موسى إلى ملك سليمان * قوله تعالى (وأيوب) الآية * أخرج
الحاكم من طريق سمرة عن كعب قال كان أيوب بن أموص نبي الله الصابر طويلا جعد الشعر واسع العينين
حسن الخلق وكان على جبينه مكتوب المبتلى الصابر وكان قصير العنق عريض الصدر غليظ الساقين والساعدين
كان يعطى الأرامل ويكسوهم جاهدا ناصحا لله * وأخرج الحاكم عن وهب قال أيوب بن أموص بن رزاح بن
عيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل * وأخرج ابن سعد عن الكلبي قال أول نبي بعث إدريس ثم نوح ثم إبراهيم ثم
إسماعيل وإسحاق ثم يعقوب ثم يوسف ثم لوط ثم هود ثم صالح ثم شعيب ثم موسى وهارون ثم الياس ثم اليسع ثم يونس
ثم أيوب * وأخرج ابن عساكر عن وهب قال كان أيوب أعبد أهل زمانه وأكثرهم مالا فكان لا يشبع حتى
يشبع الجائع وكان لا يكتسي حتى يكسى العاري وكان إبليس قد أعياه أمر أيوب لقوته فلا يقدر عليه وكان
عبدا معصوما * وأخرج أحمد في الزهد وابن عساكر عن وهب أنه سئل ما كانت شريعة قوم أيوب قال التوحيد
واصلاح ذات البين وإذا كانت لأحد منهم حاجة خر لله ساجدا ثم طلب حاجته قيل فما كان ماله قال كان له ثلاثة
آلاف فدان مع كل فدان عبد مع كل عبد وليدة ومع كل وليدة أتان وأربعة عشر ألف شاة ولم يبت ليلة له الا وضيف
وراء بابه ولم يأكل طعامه الا ومعه مسكين * وأخرج البيهقي في الشعب عن سفيان الثوري قال ما أصاب إبليس
من أيوب في مرضه الا الأنين * وأخرج ابن عساكر عن عقبة بن عامر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله
لأيوب تدرى ما جرمك إلى حتى ابتليتك فقال لا يا رب قال لأنك دخلت على فرعون فداهنت عنده في كلمتين
* واخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال انما كان ذنب أيوب انه استعان به
مسكين على ظلم يدرؤه عنه فلم يعنه ولم يأمر بمعروف وينه الظالم عن ظلم المسكين فابتلاه الله * وأخرج ابن عساكر
عن الليث بن سعد قال كان السبب الذي ابتلى فيه أيوب أنه دخل أهل قريته على ملكهم وهو جبار من الجبابرة
وذكر بعض ما كان ظلمه الناس فكلموه فأبلغوا في كلامه ورفق أيوب في كلامه له مخافة منه لزرعه فقال الله
اتقيت عبدا من عبادي من أجل زرعك فأنزل الله به ما أنزل من البلاء * وأخرج ابن عساكر عن أبي إدريس
الخولاني قال أجدب الشام فكتب فرعون إلى أيوب أن هلم إلينا فان لك عندنا سعة فاقبل بخيله وماشيته وبنيه
فأقطعهم فدخل شعيب فقال فرعون أما تخاف ان يغضب غضبة فيغضب لغضبه أهل السماوات والأرض والجبال
والبحار فسكت أيوب فلما خرجا من عنده أوحى الله إلى أيوب أو سكت عن فرعون لذهابك إلى أرضه استعد للبلاء
قال فديني قال أسلمه لك قال لا أبالي * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم وابن عساكر عن يزيد بن ميسرة قال لما ابتلى
الله أيوب بذهاب المال والأهل والولد فلم يبق له شئ أحسن الذكر والحمد لله رب العالمين ثم قال أحمدك رب الذي
أحسنت إلى قد أعطيتني المال والولد فلم يبق من قلبي شعبة الا قد دخلها ذلك فأخذت ذلك كله منى وفرغت قلبي
فليس يحول بيني وبينك شئ لا يعلم عدوى إبليس الذي وصفت إلى حسدني فلقى إبليس من هذا شيئا منكرا
327

* وأخرج ابن أبي شيبة واحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن
عبد الله بن عبيد بن عمير قال كان لأيوب اخوان فجاءا يوما فلم يستطيعا ان يدنوا منه من ريحه فقاما من بعيد فقال
أحدهما للآخر لو كان الله علم من أيوب خيرا ما ابتلاه بهذا فجزع أيوب من قولهما جزعا لم يجزع من شئ قط مثله
قال اللهم ان كنت تعلم انى لم أبت ليلة قط شبعا وأنا اعلم مكان جائع فصدقني فصدق من السماء وهما يسمعان
ثم خر ساجدا وقال اللهم بعزتك لا أرفع رأسي حتى تكشف عنى فما رفع رأسه حتى كشف الله عنه * وأخرج ابن
عساكر عن الحسن قال ضرب أيوب بالبلاء ثم بالبلاء بعد البلاء بذهاب الاهل والمال ثم ابتلى في بدنه ثم ابتلى حتى
قذف في بعض مزابل بني إسرائيل فما يعلم أيوب دعا الله يوما أن يكشف ما به ليس الا صبرا واحتسابا حتى مر به
رجلان فقال أحدهما لصاحبه لو كان لله في هذا حاجة ما بلغ به هذا كله فسمع أيوب فشق عليه فقال رب مسني
الضر ثم رد ذلك إلى ربه فقال وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال
وآتيناه أهله في الدنيا ومثلهم معهم في الآخرة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد في قوله وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال قيل له يا أيوب ان أهلك لك في الجنة فان شئت أتيناك بهم وان
شئت تركناهم لك في الجنة وعوضناك مثلهم قال لا بل اتركهم لي في الجنة قال فتركوا له في الجنة وعوض مثلهم في
الدنيا * واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن نوف البكالي في قوله وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال انى أدخرهم في
الآخرة وأعطي مثلهم في الدنيا فحدث بذلك مطرف فقال ما عرفت وجهها قبل اليوم * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن الضحاك قال بلغ ابن مسعود ان مروان قال في هذه الآية
وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال أوتى باهل غير أهله فقال ابن مسعود بل أوتى بأعيانهم ومثلهم معهم * وأخرج ابن
المنذر عن الحسن في قوله وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال لم يكونوا ماتوا ولكنهم غيبوا عنه فاتاه أهله ومثلهم معهم
في الآخرة * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال أحياهم بأعيانهم وزاد إليهم
مثلهم * وأخرج ابن جرير عن الحسن وقتادة في قوله وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال أحيا الله له أهله بأعيانهم
وزاده الله مثلهم * وأخرج ابن جرير عن الحسن ومثلهم معهم قال من نسلهم * وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن
قال ما كان بقى من أيوب عليه السلام الا عيناه وقلبه ولسانه فكانت الدواب تختلف في جسده ومكث في الكناسة
سبع سنين وأياما * وأخرج أحمد عن نوف البكالي قال مر نفر من بني إسرائيل بأيوب فقالوا ما أصابه ما أصابه الا
بذنب عظيم أصابه فسمعها أيوب فعند ذلك قال مسني الضر وأنت أرحم الراحمين وكان قبل ذلك لا يدعو * وأخرج
ابن جرير عن الحسن قال لقد مكث أيوب مطروحا على كناسة سبع سنين وأشهرا ما يسأل الله ان يكشف ما به وما
على وجه الأرض خلق أكرم من أيوب فيزعمون أن بعض الناس قال لو كان لرب هذا فيه حاجة ما صنع به هذا
فعند ذلك دعا * وأخرج ابن جرير عن وهب بن منبه قال لم يكن بأيوب الا كلة انما يخرج منه مثل ثدي النساء ثم
يتفقا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله انى مسني الضر وأنت أرحم الراحمين قال إنه لما مسه الضر
أنساه الله الدعاء ان يدعوه فيكشف ما به من ضر غير أنه كان يذكر الله كثيرا ولا يزيده البلاء في الله الا رغبة وحسن
ايقان فلما انتهى الاجل وقضى الله انه كاشف ما به من ضر اذن له في الدعاء ويسره له كان قبل ذلك يقول تبارك
وتعالى لا ينبغي لعبدي أيوب ان يدعوني ثم لا أستجيب له فلما دعا استجاب له وأبدله بكل شئ ذهب له ضعفين رد أهله
ومثلهم معهم وأثنى عليه فقال انا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب * وأخرج ابن جرير عن ليث قال أرسل مجاهد
رجلا يقال له قاسم إلى عكرمة يسأله عن قول الله لأيوب وآتيناه أهله ومثلهم معهم فقال قيل له ان أهلك لك في
الآخرة فان شئت عجلناهم لك في الدنيا وان شئت كانوا لك في الآخرة وآتيناك مثلهم في الدنيا فقال يكونون في
الآخرة وأوتي مثلهم في الدنيا فرجع إلى مجاهد فقال أصاب * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي في
قوله رحمة من عندنا وذكرى للعابدين وقوله رحمة منا وذكرى لاولى الألباب قال انما هو من أصابه بلاء فذكر
ما أصاب أيوب فليقل انه قد أصاب من هو خير منى نبي من الأنبياء * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال بقى أيوب
على كناسة لبني إسرائيل سبع سنين وأشهرا تختلف فيه الدواب * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال إن أيوب آتاه
328

الله تعالى مالا وولدا وأوسع عليه فله من الشياه والبقر والغنم والإبل وان عدو الله إبليس قيل له هل تقدر ان تفتن
أيوب قال رب ان أيوب أصبح في دنيا من مال وولد فلا يستطيع الا شكرك فسلطني على ماله وولده فسترى كيف
يطيعني ويعصيك فسلط على ماله وولده فكان يأتي الماشية من ماله من الغنم فيحرقها بالنيران ثم يأتي أيوب
وهو يصلى متشبها براعي الغنم فيقول يا أيوب تصلى لربك ما ترك الله لك من ماشيتك شيئا من الغنم الا أحرقها
بالنيران وكنت ناحية فجئت لأخبرك فيقول أيوب اللهم أنت أعطيت وأنت أخذت مهما يبق شئ أحمدك على
حسن بلائك فلا يقدر منه على شئ مما يريد ثم يأتي ماشيته من البقر فيحرقها بالنيران ثم يأتي أيوب فيقول له ذلك
ويرد عليه أيوب مثل ذلك وكذلك فعل بالإبل حتى ما ترك له ماشية حتى هدم البيت على ولده فقال يا أيوب أرسل
الله على ولدك من هدم عليهم البيوت حتى يهلكوا فيقول أيوب مثل ذلك وقال رب هذا حين أحسنت إلى
الاحسان كله قد كنت قبل اليوم يشغلني حب المال بالنهار ويشغلني حب الولد بالليل شفقة عليهم فالآن أفرغ
سمعي لك وبصرى وليلى ونهاري بالذكر والحمد والتقديس والتهليل فينصرف عدو الله من عنده ولم يصب منه شيئا
مما يريد ثم إن الله تعالى قال كيف رأيت أيوب قال إبليس ان أيوب قد علم انك سترد عليه ماله وولده ولكن
سلطني على جسده فان أصابه الضر فيه أطاعني وعصاك فسلط على جسده فاتاه فنفخ فيه نفخة اقرح من لدن قرنه
إلى قدمه فأصابه البلاء بعد البلاء حتى حمل فوضع على مزبلة كناسة لبني إسرائيل فلم يبقى له مال ولا ولد ولا صديق
ولا أحد يقربه غير رحمة صبرت عليه تصدق عليه وتأتيه بطعام وتحمد الله معه إذ حمده وأيوب على ذلك لا يفتر من
ذكر الله والتحميد والثناء على الله والصبر على ما ابتلاه الله فصرخ إبليس صرخة جمع فيها جنوده من أقطار
الأرضين جزعا من صبر أيوب فاجتمعوا إليه وقالوا له اجتمعنا إليك ما أحزنك ما أعياك قال أعياني هذا العبد الذي
سألت ربى ان يسلطني على ماله وولده فلم أدع له مالا ولا ولدا فلم يزد بذلك الا صبرا وثناء على الله تعالى وتحميدا له
ثم سلطت على جسده فتركته قرحة ملقاة على كناسة بني إسرائيل لا تقربه الا امرأته فقد افتضحت بربي فاستعنت
بكم لتعينوني عليه فقالوا له أين مكرك أين علمك الذي أهلكت به من مضى قال بطل ذلك كله في أيوب فأشيروا على
قالوا نشير عليك أرأيت آدم حين أخرجته من الجنة من أين أتيته قال من قبل امرأته قالوا فشأنك بأيوب من قبل
امرأته فإنه لا يستطيع ان يعصيها وليس أحد يقربه غيرها قال أصبتم فانطلق حتى أتى امرأته وهي تصدق فتمثل
لها في صورة رجل فقال أين بعلك يا أمة الله قالت ها هو ذاك يحك قروحه ويتردد الدود في جسده فلما سمعها طمع
ان تكون كلمة جزع فوضع في صدرها فوسوس إليها فذكرها ما كانت فيه من النعم والمال والدواب وذكرها
جمل أيوب وشبابه وما هو فيه من الضر وان ذلك لا ينقطع عنهم أبدا فصرخت فلما صرخت علم أن قد جزعت
فأتاها بسخلة فقال ليذبح هذا إلى أيوب ويبرأ فجاءت تصرخ يا أيوب يا أيوب حتى متى يعذبك ربك الا يرحمك أين
المال أين الشباب أين الولد أين الصديق أين لونك الحسن الذي بلى وتلدد فيه الدواب اذبح هذه السخلة واسترح
قال أيوب أتاك عدو الله فنفخ فيك فوجد فيك رفقا فأجبته ويلك أرأيت ما تبكين عليه مما تذكرين مما كنا
فيه من المال والولد والصحة والشباب من أعطانيه قال الله قال فكم متعنا قالت ثمانين سنة قال فمذ كم ابتلانا الله بهذا
البلاء الذي ابتلانا به قالت سبع سنين وأشهرا قال ويلك والله ما عدلت ولا انصعت ربك الا صبرت حتى نكون في
هذا البلاء الذي ابتلانا ربنا ثمانين سنة كما كنا في الرخاء ثمانين سنة والله لئن شفاني الله لأجلدنك مائة جلدة حيث
أمرتيني ان أذبح لغير الله طعامك وشرابك الذي أتيتيني به على حرام لن أذوق شيئا مما تأتى به بعد إذ قلت لي هذا
فاعزبي عنى فلا أراك فطردها فذهبت فقال الشيطان هذا قد وطن نفسه ثمانين سنة على هذا البلاء الذي هو فيه
فباء بالغلبة ورفضه ونظر إلى أيوب قد طرد امرأته وليس عنده طعام ولا شراب ولا صديق ومر به رجلان وهو على
تلك الحال ولا والله ما على ظهر الأرض يومئذ أكرم على الله من أيوب فقال أحد لرجلين لصاحبه لو كان الله في هذا
حاجة ما بلغ به هذا فلم يسمع أيوب شيئا كان أشد عليه من هذه الكلمة فقال رب مسني الضر ثم رد ذلك إلى الله فقال
وأنت أرحم الراحمين فقيل له اركض برجلك هذا مغتسل بارد فركض برجله فنبعت عين ماء فاغتسل منها فلم
يبق من دائه شئ ظاهر الا سقط فاذهب الله كل ألم وكل سقم وعاد إليه شبابه وجماله أحسن ما كان ثم ضرب برجله
329

فنبعت عين أخرى فشرب منها فلم يبق في جوفه داء الا خرج فقام صحيحا وكسى حلة فجعل يلتفت فلا يرى شيئا مما
كان له من أهل ومال الا وقد أضعفه الله له حتى ذكر لنا ان الماء الذي اغتسل به تطاير على صدره جراد من ذهب
فجعل يضمه بيده فأوحى الله إليه يا أيوب ألم أغنك عن هذا قال بلى ولكنها بركتك فمن يشبع منها فخرج حتى جلس
على مكان مشرف ثم إن امرأته قالت أرأيت ان كان طردني إلى من أكله أدعه يموت جوعا أو يضيع فتأكله
السباع لأرجعن إليه فرجعت فلا كناسة ترى ولا تلك الحال التي كانت وإذا الأمور قد تغيرت فجعلت تطوف
حيث كانت الكناسة وتبكي وذلك بعين أيوب وهابت صاحب الحلة ان تأتيه فتسأل عنه فأرسل إليها أيوب
فدعاها فقال ما تريدين يا أمة الله فبكت وقالت أريد ذلك المبتلى الذي كان ملقى على الكناسة لا أدرى أضاع أم
ما فعل قال لها أيوب ما كان منك فبكت وقالت بعلي فهل رأيته فقال وهل تعرفينه إذا رأيته قالت وهل يخفى على
أحد رآه ثم جعلت تنظر إليه ويعرفها به ثم قالت اما انه كان أشبه خلق الله بك إذ كان صحيحا قال فاني أيوب الذي
أمرتيني ان أذبح للشيطان وإني أطعت الله وعصيت الشيطان ودعوت الله فرد على ما ترين ثم إن الله رحمها لصبرها
معه على البلاء فأمره تخفيفا عنها ان يأخذ جماعة من الشجر فيضربها ضربة واحدة تخفيفا عنها بصبرها معه
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر عن وهب قال لم يكن الذي أصاب أيوب
الجذام ولكنه أصابه أشد من ذلك كان يخرج في جسده مثل ثدي المرأة ثم يتفقا * وأخرج أبو نعيم وابن عساكر
عن الحسن قال إن كانت الدودة لتقع من جسد أيوب فيأخذها إلى مكانها ويقول كلي من رزق الله * وأخرج
الحاكم والبيهقي في الشعب وابن عساكر عن ابن عباس ان امرأة أيوب قالت له والله قد نزل بي من الجهد والفاقة
ما ان بعت قرني برغيف فأطعمتك وانك رجل مجاب الدعوة فادع الله ان يشفيك فقال ويحك كنا في النعماء
سبعين عاما فنحن في البلاء سبع سنين * وأخرج ابن أبي الدنيا وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن عساكر عن
طلحة بن مصرف قال قال إبليس ما أصبت من أيوب شيئا قط أفرح به الا انى كنت إذا سمعت أنينه علمت انى
أوجعته * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن مجاهد قال إن أول من أصابه الجدري أيوب عليه السلام
* وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو يعلى وابن جرير وابن أبى حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد الا رجلين من
اخوانه كانا من أخص اخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم تعلم والله لقد أذنب
أيوب ذنبا ما أذنبه أحد قال وما ذاك قال منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف عنه ما به فلما جاء إلى أيوب لم
يصبر الرجل حتى ذكر له ذلك فقال أيوب لا أدرى ما تقول غير أن الله يعلم انى كنت أمر بالرجلين يتباعدان يذكران
الله فارجع إلى بيتي فأؤلف بينهما كراهة ان يذكر الله الا في حق وكان يخرج لحاجته فإذا قضى حاجته أمسكت
امرأته بيده حتى يبلغ فلما كان ذات يوم أبطأ عليها فأوحى الله إلى أيوب في مكانه ان اركض برجلك هذا مغتسل
بارد وشراب فاستبطأته فاتته فأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو أحسن ما كان فلما رأته قالت أي
بارك الله فيك هل رأيت نبي الله المبتلى والله على ذاك ما رأيت رجلا أشبه به منك إذ كان صحيحا قال فاني انا هو قال
وكان له أندران أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه
الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر من
طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله ووهبنا له أهله ومثلهم
معهم قال رد الله امرأته إليه وزاد في شبابها حتى ولدت له ستة وعشرين ذكرا وأهبط الله إليه ملكا فقال يا أيوب
ربك يقرئك السلام بصبرك على البلاء فاخرج إلى أندرك فبعث الله سحابة حمراء فهبطت عليه بجراد الذهب
والملك قائم يجمعه فكانت الجراد تذهب فيتبعها حتى يردها في أندره قال الملك يا أيوب أوما تشبع من الداخل
حتى تتبع الخارج فقال إن هذه بركة من بركات ربى ولست أشبع منه * وأخرج أحمد والبخاري والبيهقي
في الأسماء والصفات عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينا أيوب يغتسل عريانا خر عليه جراد من
ذهب فجعل أيوب يحثى في ثوبه فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى قال بلى وعزتك ولكن لا غنى لي
330

عن بركتك * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لما عافى الله أيوب أمطر عليه جرادا من ذهب فجعل يأخذه بيده ويجعله في ثوبه فقيل له يا أيوب اما تشبع قال ومن
يشبع من فضلك ورحمتك * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس
ان أيوب عاش بعد ذلك سبعين سنة بأرض الروم على دين الحنيفية وعلى ذلك مات وتغيروا بعد ذلك وغيروا دين
إبراهيم كما غيره من كان قبلهم * وأخرج الحاكم عن وهب قال عاش أيوب ثلاثا وتسعين سنة وأوصى عند موته
إلى ابنه حرمل وقد بعث الله بعده بشر بن أيوب نبيا وسماه ذا الكفل وكان مقيما بالشام عمره حتى مات ابن خمس
وسبعين سنة وان بشرا أوصى إلى ابنه عبدان ثم بعث الله بعدهم شعيبا * وأخرج ابن عساكر عن أبي عبد الله
الجدلي قال كان أيوب عليه السلام يقول اللهم إني أعوذ بك من جار عينه تراني وقلبه يرعاني ان رأى حسنة أطفاها
وان رأى سيئة أذاعها * وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي في الشعب عن مجاهد قال يؤتى بثلاثة يوم القيامة بالغنى
والمريض والعبد المملوك فيقال للغنى ما منعك من عبادتي فيقول يا رب أكثرت لي من المال فطغيت فيؤتى
بسليمان عليه السلام في ملكه فيقول أنت كنت أشد شغلا من هذا فيقول لا بل هذا قال فان هذا لم يمنعه ذلك أن
عبدني ثم يؤتى بالمريض فيقول ما منعك من عبادتي فيقول شغلت على جسدي فيؤتى بأيوب في ضره فيقول أنت
كنت أشد ضرا من هذا قال لا بل هذا قال فان هذا لم يمنعه ذلك أن عبدني ثم يؤتى بالمملوك فيقول ما منعك من
عبادتي فيقول يا رب جعلت على أربابا يملكونني فيؤتى بيوسف في عبوديته فيقول أنت كنت أشد عبودية أم
هذا قال لا بل هذا قال فان هذا لم يمنعه أن عبدني والله أعلم * قوله تعالى (وذا الكفل) * أخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وذا الكفل قال رجل صالح غير نبي تكفل
لنبي قومه ان يكفيه أمر قومه ويقيمهم له ويقضى بينهم بالعدل ففعل ذلك فسمى ذا الكفل * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن مجاهد قال لما كبر اليسع قال لو انى استخلفت رجلا على الناس يعمل عليهم في حياتي حتى أنظر
كيف يعمل فجمع الناس فقال من يتكفل لي بثلاث استخلفه يصوم النهار ويقوم الليل ولا يغضب قال فقام
رجل تزدريه العين فقال أنا فقال أنت تصوم النهار وتقوم الليل ولا تغضب قال نعم قال فرده من ذلك اليوم
وقال مثلها في اليوم الآخر فسكت الناس وقام ذلك الرجل فقال انا فاستخلفه قال فجعل إبليس يقول للشياطين
عليكم بفلان فأعياهم ذلك فقال دعوني وإياه فاتاه في صورة شيخ كبير فقير فاتاه حين اخذ مضجعه للقائلة وكان
لا ينام من الليل والنهار الا تلك النومة فدق الباب فقال من هذا قال شيخ كبير مظلوم قال فقام ففتح الباب فجعل
يكثر عليه فقال إن بيني وبين قومي خصومة وانهم ظلموني وفعلوا بي وفعلوا وجعل يطول عليه حتى حضره وقت
الرواح وذهبت القائلة وقال إذا رحت فائتني آخذ لك بحقك فانطلق وراح وكان في مجلسه فجعل ينظر هل يرى
الشيخ الكبير المظلوم فلم يره فقام يبغيه فلما كان الغد جعل يقضى بين الناس فينتظره فلا يراه فلما راح إلى بيته
جاء فدق عليه الباب فقال من هذا قال الشيخ الكبير المظلوم ففتح له فقال ألم أقل لك إذا قعدت فائتني قال إنهم
أخبث قال قوم إذا رحت فائتني ففاتته القائلة فراح فجعل ينظر ولا يراه وشق عليه النعاس فلما كان تلك الساعة جاء
فقال له الرجل ما وراءك قال انى قد أتيته أمس فذكرت له أمرى فقال لا والله لقد أمرنا أن لا يدع أحدا يقر به
فلما أعياه نظر فرأى كوة في البيت فتسور منها فإذا هو في البيت فإذا هو يدق الباب من داخل فاستيقظ الرجل
فقال يا فلان ألم آمرك قال من قبلي والله لم تؤت فانظر من أين أتيت فقام إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه وإذا
برجل معه في البيت فعرفه فقال له عدو الله قال نعم أعيتني في كل شئ ففعلت ما ترى لأغضبك فسماه الله ذا الكفل
لأنه تكفل بأمر فوفى به * وأخرج ابن أبي عن ابن عباس قال كان قاض في بني إسرائيل فحضره الموت فقال
من يقوم مقامي على أن لا يغضب فقال رجل أنا فسمى ذا الكفل فكان ليله جميعا يصلى ثم يصبح صائما فيه فيقضى
بين الناس وله ساعة يقيلها فكان بذلك فاتاه الشيطان عند نومته فقال له أصحابه ما لك قال انسان مسكين له على
رجل حق قد غلبني عليه فقالوا كما أنت حتى يستيقظ قال وهو فوق نائم فجعل يصيح عمدا حتى يغضبه فسمع فقال
مالك قال انسان مسكين لي على رجل حق قال اذهب فقل له يعطيك قال قد أبى قال اذهب أنت إليه فذهب ثم جاء من
331

الغد فقال مالك قال ذهبت إليه فلم يرفع بكلامك رأسا قال اذهب إليه أنت فذهب ثم جاء من الغد حين قال فقال
له أصحابه اخرج فعل الله بك تجئ كل يوم حين ينام لا تدعه ينام فجعل يصيح من أجل أنى انسان مسكين لو كنت
غنيا فسمع أيضا قال مالك قال ذهبت إليه فضربني قال امش حتى أجئ معك فهو ممسك بيده فلما رآه ذهب
معه نثر يده منه فذهب ففر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذم الغضب وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن عبد الله بن الحارث قال قال نبي من الأنبياء لمن معه أيكم يكفل لي أن يصوم النهار ويقوم الليل ولا
يغضب ويكون معي في درجتي ويكون بعدي في مقامي قال شاب من القوم أنا ثم أعاد فقال الشاب أنا ثم أعاد
فقال الشاب أنا ثم أعاد فقال الشاب أنا فلما مات قام بعده في مقامه فاتاه إبليس بعد ما قال ليغضبه يستعديه فقال
لرجل اذهب معه فجاء فأخبره أنه لم ير شيئا ثم أتاه فأرسل معه آخر فجاءه فأخبره انه لم ير شيئا ثم أتاه فقام معه فاخذ
بيده فانفلت منه فسمى ذا الكفل لأنه كفل أن لا يغضب * واخرج ابن سعيد النقاش في كتاب القضاة عن
ابن عباس قال كان نبي جمع أمته فقال أيكم يتكفل لي بالقضاء بين أمتي على أن لا يغضب فقام فتى فقال أنا
يا رسول الله ثم عاد فقال الفتى أنا ثم قال لهم الثالثة أيكم يتكفل لي بالقضاء بين الناس على أن لا يغضب فقال
الفتى انا فاستخلفه فاتاه الشيطان بعد حين وكان يقضى حتى إذا انتصف النهار ثم رجع ثم راح الناس فاتاه
الشيطان نصف النهار وهو نائم فناداه حتى أيقظه فاستعداه فقال إن كتابك رده ولم يرفع به رأسا ثنتين وثلاثا
فاخذ الرجل بيده ثم مشى معه ساعة فلما رأى الشيطان ذلك نزع يده من يده ثم فر فسمى ذا الكفل * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن حجيرة الأكبر انه بلغه انه كان ملك من ملوك بني إسرائيل عتى في ملكه فلما حضرته الوفاة
أتاه رؤسهم فقالوا استخلف علينا ملكا نفزع إليه فجمع إليه رؤسهم فقال من رجل تكفل لي بثلاث وأوليه
ملكي فلم يتكلم الا فتى من القوم قال انا قال اجلس ثم قالها ثانية فلم يتكلم أحد الا الفتى قال تكفل لي بثلاث
وأوليك ملكي قال نعم قال تقوم الليل فلا ترقد وتصوم النهار فلا تفطر وتحكم فلا تغضب قال نعم قال قد وليتك
ملكي فلما ان كان مكانه قام الليل وصام النهار وحكم فلا يعجل ولا يغضب يغدو فيجلس لهم فتمثل له الشيطان في
صورة رجل فاتاه وقد تحين مقيله فقال أعدني على رجل ظلمني فأرسل معه رسولا فجعل يطوف به وذو الكفل
ينظره حتى فاتته رقدته ثم انسل من وسط الناس فاتاه رسوله فأخبره فراح للناس فجلس لهم فقال الشيطان لعله
يرقد الليل ولم يصم اليوم فلما أمسى صلى صلاته التي كان يصلى ثم أتاه الغد وقد تحين مقيله فقال أعدني على
صاحبي فأرسل معه وانتظره وتبطأ حتى فات ذو الكفل رقدته ثم أتاه الرسول فأخبره فراح ولم ينم فقال الشيطان
الليلة يرقد فأمسى يصلى صلاته كما كان يصلى ثم أتاه فقال قد صنعت به ما صنعت لعله يغضب قال أعدني على
صاحبي فقال ألم أرسل معك رسولا قال بلى ولكن لم أجده فقال له ذو الكفل انطلق فانا أذهب معك فانطلق
فطاف به ثم قال له أتدري من أنا قال لا قال انا الشيطان كنت تكفلت لصاحبك بأمر فأردت ان تدع بعضه وان الله قد
عصمك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
قال ما كان ذو الكفل بنبي ولكن كان في بني إسرائيل رجل صالح يصلى كل يوم مائة صلاة فتوفى فتكفل
له ذو الكفل من بعده فكان يصلى كل يوم مائة صلاة فسمى ذا الكفل * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي
وحسنه وابن المنذر وابن حبان والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق سعيد مولى
طلحة عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ذو الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله
فاتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت فقال ما
يبكيك أكرهتك قالت لا ولكنه عمل ما عملته قط وما حملني عليه الا الحاجة فقال تفعلين أنت هذا وما فعلته اذهبي
فهي لك وقال والله لا أعصى الله بعدها أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه ان الله قد غفر للكفل وأخرجه
ابن مردويه من طريق نافع عن ابن عمرو قال فيه ذو الكفل * قوله تعالى (وذا النون) الآيتين * أخرج ابن
جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله وذا النون إذ ذهب مغاضبا يقول غضب على قومه فظن
أن لن نقدر عليه يقول إن لن نقضي عليه عقوبة ولا بلاء فيما صنع بقومه في غضبه عليهم وفراره قال وعقوبته أخذ
332

النون إياه وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله وذا النون إذ ذهب مغاضبا
قال مغاضبا لقومه * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن قيس قال كانت تكون أنبياء جميعا يكون عليهم واحد
فكان يوحى إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أرسل فلان إلى بنى فلان فقال الله إذ ذهب مغاضبا قال مغاضبا لذلك
النبي * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله فظن أن لن نقدر عليه قال ظن أن لن يأخذه العذاب الذي أصابه * وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن
المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله إذ ذهب مغاضبا قال انطلق آبقا فظن أن لن نقدر عليه فكان له سلف من
عمل صالح فلم يدعه الله فبه أدركه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في
الأسماء والصفات عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فظن أن لن نقدر عليه قال ظن أن لن نعاقبه بذلك * وأخرج
ابن أبى حاتم عن عطية في قوله فظن أن لن نقدر عليه قال أن لن نقضي عليه * وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن
الضحاك في قوله فظن أن لن نقدر عليه يقول ظن أن الله لن يقضى عليه عقوبة ولا بلاء في غضبه الذي غضب على
قومه وفراقه إياهم * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن الحارث قال لما التقم الحوت يونس نبذ به إلى قرار
الأرض فسمع تسبيح الأرض فذاك الذي حاجه فناداه * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن الحسن رضي الله عنه
في قوله فظن أن لن نقدر عليه قال ظن أن لن نعاقبه فنادى في الظلمات قال ظلمة الليل وظلمة البحر
وظلمة بطن الحوت أن لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين قالت الملائكة صوت معروف في
أرض غريبة * وأخرج ابن جرير عن قتادة والكلبي فظن أن لن نقدر عليه قالا ظن أن لن نقضي عليه
العقوبة * وأخرج ابن جرير من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما فنادى في الظلمات قال
ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب وعمرو بن ميمون وقتادة
مثله * وأخرج أحمد في الزهد عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي الدنيا في كتاب الفرج
بعد الشدة وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه فنادى في الظلمات قال ظلمة الليل وظلمة
بطن الحوت وظلمة لبحر * وأخرج ابن جرير عن سالم بن أبي الجعد قال أوحى الله تعالى إلى الحوت أن لا تضر له لحما
ولا عظما ثم ابتلع الحوت حوت آخر قال فنادى في الظلمات قال ظلمة الحوت ثم حوت ثم ظلمة البحر * وأخرج
ابن المنذر عن الضحاك قال كل تسبيح في القرآن صلاة لا قوله سبحانك انى كنت من الظالمين * وأخرج الزبير
ابن بكار في الموفقيات من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما ان معاوية قال له يوما انى
قد ضربتني أمواج القرآن البارحة في آيتين لم أعرف تأويلهما ففزعت إليك قال وما هما قال قول الله وذا النون
إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه وأنه يفوته ان أراده وقول الله حتى إذا استيأس لرسل وطنوا أنهم قد
كذبوا كيف هذا يظنون أنه قد كذبهم ما وعدهم فقال ابن عباس أما يونس فظن أن لن تبلغ خطيئته أن يقدر
الله عليه فيها العقاب ولم يشك ان الله ان أراده قدر عليه وأما الآية الأخرى فان الرسل استيأسوا من ايمان
قومهم وظنوا ان من عصاهم لرضا في العلانية قد كذبهم في السر وذلك لطول البلاء عليهم ولم تستيئس الرسل
من نصر الله ولم يظنوا انهم كذبهم ما وعدهم فقال معاوية فرجت عنى يا ابن عباس فرج الله عنك * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما دعا يونس قومه أوحى الله إليه أن العذاب يصبحهم فقال لهم فقالوا
ما كذب يونس وليصبحنا العذاب فتعالوا حتى نخرج سخال كل شئ فنجعلها مع أولادنا لعل الله أن يرحمهم فاخرجوا
النساء مع الولدان وأخرجوا الإبل مع فصلانها وأخرجوا البقر مع عجاجيلها وأخرجوا الغنم مع سخالها فجعلوه
امامهم وأقبل العذاب فلما رأوه جأروا إلى الله ودعوا وبكى النساء والولدان ورغت الإبل وفصلانها وخارت البقر
وعجاجيها ونعت الغنم وسخالها فرحمهم الله فصرف ذلك العذاب عنهم وغضب يونس فقال كذبت فهو قوله إذ
ذهب مغاضبا فمضى إلى البحر وقوم رست سفينتهم فقال احملوني معكم فحملوه فاخرج الجعل فأبوا أن يقبلوه
منه فقال إذا أخرج عنكم فقبلوه فلما لجت السفينة في البحر أخذهم البحر والأمواج فقال لهم يونس اطرحوني
تنجوا قالوا بل نمسكك ننجوا قال فساهموني يعنى قارعوني فساهموه ثلاثا فوقعت عليه القرعة فأوحى إلى سمكة
333

يقال لها النجم من البحر الأخضر ان شقي البحار حتى تأخذي يونس فليس يونس لك رزقا ولكن بطنك له سجن فلا
تخدشي له جلدا ولا تكسري له عظما فجاءت حتى استقبلت السفينة فقارعوه الثالثة فوقعت عليه القرعة فاقتحم
الماء فالتقمته السمكة فشقت به البحار حتى انتهت به إلى البحر الأخضر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال لما التقم الحوت يونس ذهب به حتى أوقفه بالأرض السابعة فسمع تسبيح الأرض
فهيجه على التسبيح فقال لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين فأخرجته حتى ألقته على الأرض بلا شعر
ولا ظفر مثل الصبى المنفوس فأنبتت عليه شجرة تظله ويأكل من تحتها من حشرات الأرض فبينا هو نائم تحتها إذ
تساقط ورقها قد يبست فشكا ذلك إلى ربه فقال تحزن على شجرة يبست ولا تحزن على مائة ألف أو يزيدون
يعذبون * وأخرج ابن أبي حاتم وابن أبي الدنيا في الفرج وابن مردويه عن أنس رفعه ان يونس حين بدا له ان
يدعو الله بالكلمات حين ناداه في بطن الحوت قال اللهم لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين فأقبلت الدعوة
تحف بالعرش فقالت الملائكة هذا صوت ضعيف معروف من بلاد غريبة فقال أما تعرفون ذلك قالوا يا رب
ومن هو قال ذاك عبدي يونس قالوا عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ودعوة مجابة قال نعم قالوا
يا رب أفلا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتنجيه من البلاء قال بلى فامر الحوت فطرحه بالعراء فأنبت الله عليه
اليقطينة * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن مردويه وابن عساكر عن علي رضي الله عنه
مرفوعا ليس لعبد ان يقول أنا خير من يونس بن متى سبح الله في الظلمات * وأخرج أحمد والترمذي والنسائي
والحكيم في نوادر الأصول والحاكم وصححه وابن جرير وابن أبي حاتم والبزار وابن مردويه والبيهقي في الشعب
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت لا اله الا
أنت سبحانك انى كنت من الظالمين لم يدع بها مسلم ربه في شئ قط الا استجاب له * وأخرج ابن جرير عن سعد
رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اسم الله الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى دعوة
يونس بن متى قلت يا رسول الله هي ليونس خاصة أم لجماعة المسلمين قال هي ليونس خاصة وللمؤمنين إذا دعوا بها
ألم تسمع قول الله وكذلك ننجي المؤمنين فهو شرط من الله لمن دعاه * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذه الآية مفزع للأنبياء لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من
الظالمين نادى بها يونس في ظلمة بطن الحوت * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال اسم الله
الأعظم الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين * وأخرج الحاكم
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هل أدلكم على اسم الله الأعظم دعاء يونس لا اله
الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين فأيما مسلم دعا به في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك أعطى أجر شهيد
وان برأ برأ مغفورا له * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال
أنا خير من يونس بن متى فقد كذب * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه وسلم مر على ثنية فقال ما هذه قالوا ثنية كذا وكذا قال كأني انظر إلى يونس على ناقة خطامها ليف وعليه جبة
من صوف وهو يقول لبيك اللهم لبيك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود وابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لأحد ان يقول أنا خير من
يونس بن متى نسبه إلى أبيه أصاب ذنبا ثم اجتباه ربه * وأخرج عبد بن حميد والبخاري والنسائي وابن مردويه
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم أنا خير من يونس بن متى
* وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى والله أعلم * قوله تعالى (وزكريا إذ نادى ربه) الآيتين * أخرج
الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأصلحنا له زوجه قال كان في لسان امرأة زكريا طول
فأصلحه الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والخرائطي في مساوئ الأخلاق وابن
عساكر عن عطاء بن أبي رياح في قوله وأصلحنا له زوجه قال كان في خلقها سوء وفى لسانها طول وهو البذاء فأصلح
334

الله ذلك منها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن عساكر عن محمد بن كعب القرظي في قوله وأصلحنا له زوجه
قال كان في خلقها شئ * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن عساكر عن سعيد بن جبير في قوله
وأصلحنا له زوجه قال كانت لا تلد * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأصلحنا له
زوجه قال كانت لا تلد * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وأصلحنا له زوجه قال وهبنا له
ولدا منها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وأصلحنا زوجه قال كان عاقرا
فجعلها الله ولودا ووهب له منها يحيى وفى قوله وكانوا لنا خاشعين قال أذلاء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن جريج في قوله ويدعوننا رغبا ورهبا قال رغبا طمعا وخوفا وليس ينبغي لأحدهما ان يفارق الآخر
* وأخرج ابن المبارك عن الحسن في قوله ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين قال الخوف الدائم في القلب
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله ويدعوننا رغبا ورهبا قال دام خوفهم ربهم فلم يفارق خوفه قلوبهم
ان نزلت بهم رغبة خافوا ان يكون ذلك استدراجا من الله لهم وان نزلت بهم رهبة خافوا ان يكون الله عز وجل
قد أمر بأخذهم لبعض ما سلف منهم * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال سئل رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن قول الله عز وجل ويدعوننا رغبا ورهبا قال رهبا هكذا وبسط كفيه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن حكيم قال خطبنا
أبو بكر الصديق رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فاني أوصيكم بتقوى الله وان تثنوا عليه بما هو
له أهل وان تخلطوا الرغبة بالرهبة فان الله أثنى على زكريا وأهل بيته فقال إنهم كانوا يسارعون في الخيرات
ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
في قوله وكانوا لنا خاشعين قال متواضعين * وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك وكانوا لنا خاشعين قال الذلة لله
* قوله تعالى (والتي أحصنت فرجها) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كتب قيصر إلى
معاوية سلام عليك أما بعد فأنبئني بأكرم عباد الله عليه وأكرم إمائه عليه فكتب إليه أما بعد كتبت إلى تسألني
فقلت أما أكرم عباده عليه فآدم خلقه بيده وعلمه الأسماء كلها وأما أكرم إمائه عليه فمريم بنت عمران التي
أحصنت فرجها * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فنفخنا فيها من روحنا قال نفخ في جيبها
* وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال نفخ في فرجها * قوله تعالى (ان هذه أمتكم) الآيات * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان هذه أمتكم أمة واحدة قال إن هذا دينكم دينا واحدا * وأخرج ابن
جرير عن مجاهد مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة ان هذه أمتكم أمة واحدة أي
دينكم دين واحد وربكم واحد والشريعة مختلفة * وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي ان هذه أمتكم أمة واحدة
قال لسانكم لسان واحد * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله وتقطعوا أمرهم بينهم قال تقطعوا اختلفوا في
الدين * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس أنه قرأ وحرم على قرية * وأخرج عبد بن حميد عن ابن الزبير قال إن
صبيانا ههنا يقرؤن وحرم على قرية وانما هي وحرام على قرية * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه كان يقرأ
وحرام على قرية بالألف * وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله وحرام على
قرية أهلكناها قال وجب إهلاكها قال دمرناها انهم لا يرجعون قال إلى الدنيا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس انه كان يقرأ وحرم على قرية قال وجب على قرية
أهلكناها انهم لا يرجعون كما قال ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون انهم إليهم لا يرجعون * وأخرج عبد بن
حميد عن عكرمة وسعيد بن جبير مثله * وأخرج ابن جرير من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس انه كان يقرأ
هذا الحرف وحرم على قرية فقيل لسعيد أي شئ حرم قال يحرم * واخرج ابن المنذر عن عكرمة وحرم قال وحب
على قرية أهلكناها قال كتبنا عليها الهلاك في دينها انهم لا يرجعون عما هم عليه * وأخرج ابن أبى حاتم عن
عكرمة وحرم قال وجب بالحبشة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة وحرام على قرية أي وجب عليها
انها إذا هلكت لا ترجع إلى دنياها * قوله تعالى (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج) الآية * أخرج عبد
ابن حميد عن عاصم انه قرأ حتى إذا فتحت خفيفة يأجوج ومأجوج مهموزة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
335

عن مجاهد في قوله وهم من كل حدب ينسلون قال جميع الناس من كل مكان جاؤوا منه يوم القيامة فهو حدب
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله من كل حدب ينسلون قال من كل اكمة * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله من كل حدب قال شرف ينسلون قال يقبلون * وأخرج
الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله قال له أخبرني عن قوله من كل حدب ينسلون قال ينشرون من
جوف الأرض من كل ناحية قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت طرفة وهو يقول
فاما يومهن فيوم سوء * تخطفهن بالحدب الصقور
* وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج قال هذا مبتدأ يوم القيامة * وأخرج
الحاكم عن ابن مسعود انه قرأ من كل جدث بالجيم والثاء مثل قوله فإذا هم من الأجداث إلى ربهم
ينسلون وهي القبور * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن حبان والحاكم وصححه وابن
مردويه عن أبي سعيد الخدري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يفتح يأجوج ومأجوج فيخرجون
على الناس كما قال الله من كل حدب ينسلون فيغشون الناس وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم
ويضمون إليهم مواشيهم ويشربون مياه الأرض حتى يتركوه يبسا حتى أن بعضهم ليمر بذلك النهر فيقول قد
كان ههنا مرة ماء حتى إذا لم يبق من الناس أحد الا أخذ في حصن أو مدينة قال قائلهم هؤلاء أهل الأرض قد
فرغنا منهم وبقى أهل السماء قال يهز أحدهم حربته ثم يرمى بها إلى السماء فترجع إليه مخصبة دما للبلاء والفتنة
فبينما هم على ذلك إذ بعث الله دودا في أعناقهم كنغف الجراد يخرج في أعناقه فيصبحون موتى لا يسمع لهم
حسن فيقول المسلمون ألا رجل يشرى لنا نفسه فينظر ما فعل هؤلاء العدو فيتجرد رجل منهم محتسبا نفسه قد
أوطنها على أنه مقتول فينزل فيجدهم موتى بعضهم على بعض فينادى يا معشر المسلمين أبشروا ان الله قد كفاكم
عدوكم فيخرجون من مدائنهم وحصونهم ويسرحون مواشيهم فما يكون لها مرعى الا لحومهم فتشكر عنه
أحسن ما شكرت عن شئ من النبات أصابته قط * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر
والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقيت ليلة
أسرى بي إبراهيم وموسى وعيسى فتذاكروا أمر الساعة فردوا أمرهم إلى إبراهيم فقال لا علم لي بها فردوا أمرهم
إلى موسى فقال لا علم لي بها فردوا أمرهم إلى عيسى فقال أما وجبتها فلا يعلم بها أحد الا الله وفيما عهد إلى ربى
ان الدجال خارج ومعي قضيبا فان فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص فيهلكه الله إذا رآني حتى أن الحجر والشجر يقول
يا مسلم ان تحتي كافرا فتعال فاقتله فيهلكهم الله ثم يرجع الناس إلى بلادهم لا يأتون على شئ الا أهلكوه ولا
يمرون على ماء الا شربوه ثم يرجع الناس يشكونهم فأدعو الله عليهم فيهلكهم ويميتهم حتى تجرى الأرض من
نتن ريحهم وينزل الله المطر فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر وفيما عهد إلى ربى إذا كان ذلك أن الساعة
كالحامل المتم لا يدرى أهلها حتى تفجأهم بولادتها ليلا أو نهارا قال ابن مسعود فوجدت تصديق ذلك في كتاب الله
حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق الآية قال جميع الناس من كل
مكان كانوا جاؤوا منه يوم القيامة فهو حدب * وأخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق خالد بن عبد
الله بن حرملة عن حذيفة قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب أصبعه من لدغة عقرب فقال إنكم
تقولون لا عدو لكم وانكم لا تزالون تقاتلون عدوا حتى يأتي يأجوج ومأجوج عراض الوجوه صغار العيون صهب
الشفار من كل حدب ينسلون كأن وجوههم المجان المطرقة * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن أبي يزيد قال رأى
ابن عباس صبيانا ينزو بعضهم على بعض يلعبون فقال ابن عباس هكذا يخرج يأجوج ومأجوج * وأخرج
أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث عن النواس بن
سمعان قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظننا انه في ناحية النخل
فقال غير الدجال أخوفني عليكم فان خرج وأنا فيكم فانا حجيجه دونكم وان يخرج ولست فيكم فكل امرئ حجيج
نفسه والله خليفتي على كل مسلم انه شاب جعد قطط عينه طافئة وانه تخرج خيله بين الشام والعراق فعاث يمينا
336

وشمالا يا عباد الله أثبتوا قلنا يا رسول الله ما لبثه في الأرض قال أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة
وسائر الأيام كأيامكم قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذي هو كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم وليلة قال لا أقدروا له قدره
قلنا يا رسول الله ما اسراعه في الأرض قال كالغيث يشتد به الريح فيمر بالحي فيدعوهم فيستجيبون له فيأمر
السماء فتمطر والأرض فتنبت وتروح عليهم سارحتهم وهي أطول ما كان درا وأمده خواصر وأشبعه ضروعا
ويمر بالحي فيدعوهم فيردون عليه قوله فتتبعه أموالهم فيصبحون ممحلين ليس لهم من أموالهم شئ ويمر
بالخربة فيقول لها اخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ويأمر برجل فيقتل فيضربه ضربة بالسيف
فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل إليه فبينما هم على ذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة
لبيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا يده على أجنحة ملكين فيتبعه فيدركه فيقتله عند باب لد الشرقي فبينما هم
كذلك أوحى الله إلى عيسى بن مريم انى قد أخرجت عبادا من عبادي لا يدان لك بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور
فيبعث الله يأجوج ومأجوج كما قال الله وهم من كل حدب ينسلون فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل عليهم نغفا
في رقابهم فيصبحون موتى كموت نفس واحدة فيهبط عيسى وأصحابه إلى الأرض فيجدون نتن ريحهم فيرغب عيسى
وأصحابه إلى الله فيرسل الله عليهم طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ويرسل الله مطرا لا يكن
منه بيت مدر ولا وبر أربعين يوما فتغسل الأرض حتى تتركها زلفة ويقال للأرض أنبتي ثمرتك فيومئذ يأكل النفر
من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من
البقر تكفى الفخذ والشاة من الغنم تكفى البيت فبينما هم على ذلك إذ بعث الله ريحا طيبة تحت آباطهم فتقبض
روح كل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر وعليهم تقوم الساعة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج
قال ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو نتجت فرس عند خروجهم ما ركب فلوها حتى تقوم الساعة * وأخرج
ابن جرير عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول الآيات الدجال ونزول عيسى ونار تخرج
من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا وتبيت معهم إذا باتوا والدخان والدابة ويأجوج
ومأجوج قال حذيفة قلت يا رسول الله ما يأجوج ومأجوج قال يأجوج ومأجوج أمم كل أمة أربعمائة ألف أمة
لا يموت الرجل منهم حتى يرى ألف عين تطوف بين يديه من صلبه وهم ولد آدم فيسيرون إلى خراب الدنيا ويكون
مقدمتهم بالشام وساقتهم بالعراق فيمرون بأنهار الدنيا فيشربون الفرات ودجلة وبحيرة طبرية حتى يأتوا بيت
المقدس فيقولون قد قتلنا أهل الدنيا فقاتلوا من في السماء فيرمون بالنشاب إلى السماء فترجع نشابتهم مخضبة
بالدم فيقولون قد قتلنا من في السماء وعيسى والمسلمون بجبل طور سينين فيوحى الله إلى عيسى ان أحرز عبادي
بالطور وما يلي أيلة ثم إن عيسى يرفع يده إلى السماء ويؤمن المسلمون فيبعث الله عليهم دابة يقال لها النغف
تدخل في مناخرهم فيصبحون موتى من حاق الشام إلى حاق المشرق حتى تنتن الأرض من جيفهم ويأمر الله السماء
فتمطر كافواه القرب فتغسل الأرض من جيفهم ونتنهم فعند ذلك طلوع الشمس من مغربها * وأخرج ابن جرير
عن ابن مسعود قال يخرج يأجوج ومأجوج فيموجون في الأرض فيفسدون فيها ثم قرأ ابن مسعود وهم من كل
حدب ينسلون قال ثم يبعث الله عليهم دابة مثل النغف فتلج في أسماعهم ومناخرهم فيموتون منها فتنتن الأرض
منهم فيرسل الله ماء فيطهر الأرض منهم * وأخرج ابن جرير من طريق عطية قال قال أبو سعيد يخرج يأجوج
ومأجوج فلا يتركون أحدا الا قتلوه الا أهل الحصون فيمرون على البحيرة فيشربونها فيمر المار فيقول كأنه كان ههنا
ماء فيبعث الله عليهم النغف حتى يكسر أعناقهم فيصيروا خبالا فيقول أهل الحصون لقد هلك أعداء لله فيرسلون
رجلا لينظر ويشرط عليهم ان وجدهم أحياء ان يرفعوه فيجدهم قد هلكوا فينزل الله ماء من السماء فيقذف
بهم في البحر فتطهر الأرض منهم ويغرس الناس بعدهم الشجر والنخل وتخرج الأرض ثمرها كما كانت تخرج في
زمن يأجوج ومأجوج * وأخرج ابن جرير عن كعب قال إذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج حفروا حتى يسمع
الذين يلونهم قرع فؤوسهم فإذا كان الليل قالوا نجئ غدا نخرج فيعيده الله كما كان فيجيئون غدا فيحفرون حتى
يسمع الذين يلونهم قرع فؤوسهم فإذا كان الليل قالوا نجئ فنخرج فيجيئون من الغد فيجدونه قد أعاده الله
337

تعالى كما كان فيحفرونه حتى يسمع الذين يلونهم قرع فؤوسهم فإذا كان الليل ألقى الله على لسان رجل منهم
يقول نجئ غدا فنخرج إن شاء الله فيجيئون من الغد فيجدون كما تركوه فيخرقون ثم يخرجون فتمر الزمرة الأولى
بالبحيرة فيشربون ماءها ثم تمر الزمرة الثانية فيلحسون طينها ثم تمر الزمرة الثالثة فيقولون كان ههنا مرة ماء ويفر
الناس منهم ولا يقوم لهم شئ ويرمون بسهامهم إلى السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون غلبنا أهل الأرض
وأهل السماء فيدعو عليهم عيسى عليه السلام فيقول اللهم لا طاقة ولا يد لنا بهم فاكفناهم بما شئت فيرسل
الله عليهم دودا يقال له النغف فتقرس رقابهم ويبعث الله عليهم طيرا فتأخذهم بمناقيرها فتلقيهم في البحر
ويبعث الله تعالى عينا يقال لها الحياة تطهر الأرض منهم وينبتها حتى أن الرمانة ليشبع منها السكن قيل وما
السكن يا كعب قال أهل البيت قال فبينا الناس كذلك إذ أتاهم الصرايخ أن ذا السويقتين أتى البيت يريده
فيبعث عيسى طليعة سبعمائة أو بين السبعمائة والثمانمائة حتى إذا كانوا ببعض الطريق يبعث الله ريحا
يمانية طيبة فيقبض فيها روح كل مؤمن ثم يبقى محاح من الناس فيتسافدون كما تتسافد البهائم فمثل الساعة
كمثل رجل يطيف حول فرسه ينظرها متى تضع * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال
ما كان منذ كانت الدنيا رأس مائة سنة الا كان عند رأس المائة أمر قال وفتحت يأجوج ومأجوج وهم كما قال
الله من كل حدب ينسلون فيأتي أولهم على نهر عجاج فيشربونه كله حتى ما يبقى منه قطرة ويأتي آخرهم فيمر فيقول
قد كان ههنا مرة ماء فيفسدون في الأرض ويحاصرون المؤمنين في مدينة إيليا فيقولون لم يبق في الأرض أحد
الا قد ذبحناه هلموا نرمي من في السماء فيرمون في السماء فترجع إليهم سهامهم في نصلها الدم فيقولن ما بقى في
الأرض ولا في السماء أحد الا وقد قتلناه فيقول المؤمنون يا روح الله ادع الله عليهم فيدعو عليهم فيبعث الله في
آذانهم النغف فيقتلهم جميعا في ليلة واحدة حتى تنتن الأرض من جيفهم فيقول المؤمنون يا روح الله ادع الله فانا
نخشى أن نموت من نتن جيفهم فيدعو الله فيرسل عليهم وابلا من السماء فيجعلهم سيلا فيقذفهم في البحر
* وأخرج ابن جرير عن حذيفة رضي الله عنه قال لو أن رجلا اقتنى فلوا بعد خروج يأجوج ومأجوج لم يركبه
حتى تقوم الساعة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري وأبو يعلى وابن المنذر عن أبي سعيد رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحجن هذا البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج * قوله تعالى
(واقترب الوعد الحق) * أخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد واقترب الوعد الحق قال اقترب يوم القيامة * وأخرج
عن الربيع واقترب الوعد الحق قال قامت عليهم الساعة * قوله تعالى (انكم وما تعبدون) الآيات * أخرج
الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم والطبراني وابن مردويه وأبو داود في ناسخه والحاكم وصححه من
طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون
قال المشركون فالملائكة وعيسى وعزير يعبدون من دون الله فنزلت ان الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها
مبعدون عيسى وعزيز والملائكة * وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
جاء عبد الله بن الزبعرى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال تزعم أن الله أنزل عليك هذه الآية انكم وما تعبدون
من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون قال ابن الزبعرى قد عبدت الشمس والقمر والملائكة وعزير وعيسى
ابن مريم كل هؤلاء في النار مع آلهتنا فنزلت ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا أآلهتنا خير
أم هو ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون ثم نزلت ان الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون
* وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن مردويه والطبراني من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال لما نزلت انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون شق ذلك على أهل مكة وقالوا شتم الآلهة
فقال ابن الزبعرى أنا أخصم لكم محمدا ادعوه لي فدعى فقال يا محمد هذا شئ لآلهتنا خاصة أم لكل من عبد من
دون الله قال بل لكل من عبد من دون الله فقال ابن الزبعري خصمت ورب هذه البنية يعنى الكعبة ألست تزعم
يا محمد أن عيسى عبد صالح وأن عزيرا عبد صالح وأن الملائكة صالحون قال بلى قال فهذه النصارى تعبد عيسى
وهذه اليهود تعبد عزيرا وهذه بنو مليح تعبد الملائكة فضج أهل مكة وفرحوا فنزلت ان الذين سبقت لهم منا
338

الحسنى عزير وعيسى والملائكة أولئك عنها مبعدون ونزلت ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون
قال وهو الصحيح * وأخرج البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت هذه الآية انكم وما تعبدون من دون
الله حصب جهنم أنتم لها واردون ثم نسختها ان الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون يعنى عيسى
ومن كان معه * وأخرج ابن جرير عن الضحاك انكم وما تعبدون من دون الله يعنى الآلهة ومن يعبدها
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله حصب جهنم قال وقودها * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما حصب جهنم قال شجر جهنم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنه في قوله حصب جهنم قال حطب جهنم بالزنجية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة
رضي الله عنه في قوله حصب جهنم قال حطب جهنم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه
مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه حصب جهنم قال يقذفون
فيها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله حصب جهنم قال حطبها قال في بعض القراءة حطب
جهنم من قراءة عائشة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك حصب جهنم يقول إن جهنم تحصب
بهم وهو الرمي يقول يرمى بهم فيها * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله حضب جهنم بالضاد * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن أبي الدنيا في صفة النار والطبراني والبيهقي في البعث عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال إذا بقى في النار من يخلد فيها جعلوا في توابيت من حديد نار فيها مسامير من حديد نار ثم جعلت تلك
التوابيت في توابيت من حديد ثم قذفوا في أسفل الجحيم فما يرى أحدهم انه يعذب في النار غيره ثم قرأ ابن مسعود
رضي الله عنه لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم في قوله ان الذين سبقت لهم منا الحسنى قال عيسى والملائكة وعزير * وأخرج ابن جرير
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أولئك عنها مبعدون قال عيسى وعزير والملائكة * وأخرج ابن أبي حاتم من
طريق أصبغ عن علي في قوله ان الذين سبقت لهم منا الحسنى الآية قال كل شئ يعبد من دون الله في النار الا
الشمس والقمر وعيسى * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان الذين سبقت لهم منا الحسنى
قال أولئك أولياء الله يمرون على الصراط مرا هو أسرع من البرق فلا تصيبهم ولا يسمعون حسيسها ويبقى
الكفار فيها حبيسا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن عدي وابن مردويه عن النعمان بن بشير ان عليا قرأ ان الذين
سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون فقال أنا منهم وعمر منهم وعثمان منهم والزبير منهم وطلحة منهم وسعد
وعبد الرحمن منهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي عثمان النهدي في قوله لا يسمعون
حسيسها قال حياة على الصراط تلسعهم فإذا لسعتهم قالوا حس حس * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لا يسمعون حسيسها قال حياة على الصراط تقول حس حس * وأخرج ابن
مردويه وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد ان الذين سبقت لهم منا الحسنى قال السعادة * وأخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن جرير عن محمد بن حاطب قال سئل على عن هذه الآية ان الذين سبقت لهم منا الحسنى قال هو
عثمان وأصحابه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لا يسمعون حسيسها يقول لا يسمع
هل الجنة حسيس أهل النار إذا نزلوا منازلهم من الجنة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
سفيان لا يسمعون حسيسها قال صوتها * وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قالا قال في سورة
الأنبياء انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون إلى قوله وهم فيها لا يسمعون ثم استثنى فقال إن
الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون فقد عبدت الملائكة من دون الله وعزير وعيسى
* وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال يقول ناس من الناس ان الله قال إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك
عنها مبعدون يعنى من الناس أجمعين وليس كذلك انما يعنى من يعبد الله تعالى وهو لله مطيع مثل عيسى وأمه
وعزير والملائكة واستثنى تعالى هؤلاء من الآلهة المعبودة التي هي مع من يعبدها في النار * وأخرج ابن أبي
الدنيا في صفة النار عن ابن عباس في قوله لا يحزنهم الفزع الأكبر قال إذا أطبقت جهنم على أهلها * وأخرج
339

ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لا يحزنهم الفزع الأكبر يعن النفخة الآخرة * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله لا يحزنهم الفزع الأكبر قال النار إذا أطبقت
على أهلها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن الحسن لا يحزنهم الفزع الأكبر قال إذا أطبقت النار عليهم يعنى
على الكفار * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن لا يحزنهم الفزع الأكبر قال انصراف العبد حين يؤمر
به إلى النار * وأخرج ابن جرير في قوله لا يحزنهم الفزع الأكبر قال حين تطبق جهنم وقال حين ذبح الموت
* وأخرج البزار وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان للمهاجرين منابر
من ذهب يجلسون عليها يوم القيامة قد أمنوا من الفزع * وأخرج الطبراني عن أبي امامة ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال بشر المدلجين في الظلم بمنابر من نور يوم القيامة يفزع الناس ولا يفزعون * وأخرج الطبراني
في الأوسط عن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المتحابون في الله في ظل الله يوم لا ظل الا
ظله على منابر من نور يفزع الناس ولا يفزعون * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه عن ابن عمر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة على كثبان المسك لا يهولهم الفزع الأكبر يوم القيامة رجل أم قوما وهم به
راضون ورجل كان يؤذن في كل يوم وليلة وعبد أدى حق الله وحق مواليه * وأخرج ابن أبى حاتم عن مجاهد
في قوله وتتلقاهم الملائكة قال تتلقاهم الملائكة الذين كانوا قرناءهم في الدنيا يوم القيامة فيقولون نحن أولياؤكم
في الحياة الدنيا وفى الآخرة لا نفارقكم حتى تدخلوا الجنة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله هذا يومكم
الذي كنتم توعدون قال هذا قبل أن يدخلوا الجنة * قوله تعالى (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب)
* أخرج عبد بن حميد عن علي في قوله كطي السجل قال ملك * وأخرج عبد بن حميد عن عطية قال السجل
اسم ملك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر في قوله يوم نطوي السماء كطي السجل قال السجل
ملك فإذا صعد بالاستغفار قال اكتبوها نورا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر عن أبي جعفر الباقر قال
السجل ملك وكان هاروت وماروت من أعوانه وكان له كل يوم ثلاث لمحات ينظرهن في أم الكتاب فنظر نظرة لم
تكن له فأبصر فيها خلق آدم وما فيه من الأمور فأسر ذلك إلى هاروت وماروت فلما قال تعالى انى جاعل في الأرض
خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها قال ذلك استطالة على الملائكة * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن
السدى قال السجل ملك موكل بالصحف فإذا مات دفع كتابه إلى السجل فطواه ورفعه إلى يوم القيامة * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال السجل الصحيفة * وأخرج أبو داود والنسائي
وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن منده في المعرفة وابن مردويه والبيهقي في سننه وصححه عن
ابن عباس قال السجل كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن المنذر وابن عدي وابن عساكر عن ابن
عباس قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم كاتب يسمى السجل وهو قوله يوم نطوي السماء كطي السجل
للكتب * وأخرج النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس قال السجل هو
الرجل زاد ابن مردويه بلغة الحبشة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله كطي السجل
للكتب قال كطي الصحيفة على الكتاب * قوله تعالى (كما بدأنا أول خلق نعيده) * أخرج ابن جرير عن ابن
عباس في قوله كما بدأنا أول خلق نعيده يقول نهلك كل شئ كما كان أول مرة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله كما بدأنا أول خلق نعيده قال عراة حفاة غرلا * وأخرج ابن جرير
عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي عجوز من بنى عامر فقال من هذه العجوز يا عائشة
فقلت إحدى خالاتي فقالت ادع الله أن يدخلني الجنة فقال إن الجنة لا يدخلها العجوز فاخذ العجوز ما أخذها فقال إن
الله تعالى ينشئهن خلقا غير خلقهن ثم قال تحشرون حفاة عراة غلفا فقالت حاشى لله من ذلك فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم بلى ان الله تعالى قال كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين فأول من يكسى إبراهيم
خليل الرحمن * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال يبعثهم الله يوم القيامة على قامة آدم وجسمه ولسانه
السريانية عراة حفاة غرلا كما ولدوا * قوله تعالى (ولقد كتبنا في الزبور) الآيتين * وأخرج ابن أبي حاتم عن
340

ابن عباس في قوله ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر القرآن ان الأرض قال أرض الجنة * وأخرج ابن جرير
عن سعيد بن جبير في قوله ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر قال يعنى بالذكر كتبنا في القرآن من بعد التوراة
والأرض أرض الجنة * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر يعنى بالذكر
التوراة يعنى بالزبور الكتب من بعد التوراة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ولقد كتبنا في الزبور قال الكتب
من بعد الذكر قال التوراة * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال الزبور التوراة
والإنجيل والقرآن والذكر الأصل الذي نسخت منه هذه الكتب الذي في السماء والأرض أرض الجنة
* وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله ولقد كتبنا في الزبور قال الزبور التوراة
والإنجيل والقرآن من بعد الذكر قال الذكر الذي في السماء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد
في الآية قال الزبور الكتب والذكر أم الكتاب عند الله والأرض الجنة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في
الآية قال الزبور الكتب التي أنزلت على الأنبياء والذكر أم الكتاب الذي يكتب في الأشياء قبل ذلك * وأخرج
الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان الأرض يرثها عبادي الصالحون قال أرض الجنة
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي عباس في قوله ولقد كتبنا في الزبور الآية قال أخبر الله
سبحانه في التوراة والزبور وسابق علمه قبل أن تكون السماوات والأرض أن يورث أمة محمد الأرض ويدخلهم الجنة
وهم الصالحون وفى قوله لبلاغا لقوم عابدون قال عالمين * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله
ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادي الصالحون قال أرض الجنة يرثها الذين يصلون
الصلوات الخمس في الجماعات * واخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم
عن الشعبي في قوله ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر فقال في زبور داود من بعد ذكر موسى التوراة ان الأرض
يرثها قال الجنة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في
الآية قال كتب الله في زبور داود بعد التوراة * وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله ان الأرض يرثها قال
الجنة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ان الأرض يرثها عبادي الصالحون قال الجنة وقرأ وقالوا الحمد لله
الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء قال فالجنة مبتدأها في الأرض ثم تذهب درجا علوا
والنار متبدأها في الأرض وبينهما حجاب سور ما يدرى أحد ما ذاك السور وقرأ باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من
قبله العذاب قال ودرجها تذهب سفالا في الأرض ودرج الجنة تذهب علوا في السماوات * وأخرج ابن جرير
عن صفوان قال سألت عامر بن عبد الله أبا اليمان هل لأنفس المؤمنين مجتمع فقال يقول الله ولقد كتبنا في
الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادي الصالحون قال هي الأرض التي تجمع إليها أرواح المؤمنين
حتى يكون البعث * وأخرج البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال الله تعالى ان الأرض يرثها عبادي الصالحون فنحن الصالحون * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر عن ابن جريج في قوله ان في هذا لبلاغا قال كل ذلك يقال ان في هذه السورة وفى هذا القرآن لبلاغا
* وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين قال إن في هذا لمنفعة وعلما لقوم عابدين
ذلك البلاغ * وأخرج ابن جرير عن كعب الأحبار ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين قال لامة محمد صلى الله عليه
وسلم * وأخرج ابن جرير عن كعب في قوله ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين قال صوم شهر رمضان والصلوات
الخمس * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبي هريرة ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين قال في الصلوات الخمس
شغلا للعبادة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية لبلاغا لقوم
عابدين قال هي الصلوات الخمس في المسجد الحرام جماعة * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن محمد بن كعب ان في
هذا لبلاغا لقوم عابدين قال الصلوات الخمس * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه لقوم عابدين قال
الذين يحافظون على الصلوات الخمس في الجماعة * وأخرج عن قتادة رضي الله عنه لقوم عابدين قال عاملين
* قوله تعالى (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والطبراني والبيهقي
341

في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما أرسلناك الا رحمة للعالمين قال من آمن تمت له الرحمة في الدنيا
والآخرة ومن لم يؤمن عوفي مما كان يصيب الأمم في عاجل الدنيا من العذاب من المسح والخسف والقذف
* وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله ادع على المشركين قال انى لم أبعث لعانا وانما
بعثت رحمة * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أبي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان الله بعثني رحمة للعالمين وهدى للمتقين * وأخرج أحمد وأبو داود والطبراني عن سلمان ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال أيما رجل من أمتي سبيته سبة في غضبى أو لعنته لعنة فإنما أنا رجل من ولد آدم أغضب كما
تغضبون وانما بعثني رحمة للعالمين واجعلها عليه صلاة يوم القيامة * وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما أنا رحمة مهداة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه
قال قيل يا رسول الله ألا تلعن قريشا بما أتوا إليك فقال لم أبعث لعانا انما بعثت رحمة فيقول الله وما أرسلناك
الا رحمة للعالمين * قوله تعالى (فان تولوا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله على سواء
قال على مهل * قوله تعالى (وان أدرى) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن عساكر عن الربيع بن أنس رضي الله عنه
قال لما أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله وان أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين يقول هذا الملك
* وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبيهقي في الدلائل عن الشعبي قال لما سلم الحسن بن علي رضي الله عنه
الامر إلى معاوية قال له معاوية فتكلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن هذا الامر تركته لمعاوية إرادة اصلاح
المسلمين وحقن دمائهم وان أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ثم استغفر ونزل * وأخرج البيهقي عن الزهري
قال خطب الحسن رضي الله عنه فقال أما بعد أيها الناس ان الله هداكم بأولنا وحقن دمائكم بآخرنا وان
لهذا الامر مدة والدنيا دول وان الله تعالى قال لنبيه وان أدرى أقريب أم بعيد ما توعدون إلى قوله ومتاع إلى
حين * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال إن من الحين في القرآن ما لا يدرى ما هو قوله تعالى متاع إلى
حين الدهر كله وقوله هل أتى على الانسان حين من الدهر الدهر كله وقوله تؤتى أكلها كل حين باذن ربها قال هي
النخلة من حين تثمر إلى أن تصرم وقوله ليسجننه حتى حين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس وان
أدرى لعله فتنة لكم يقول ما أخبركم من العذاب والساعة ان يؤخر عنكم لمدتكم * قوله تعالى (قل رب احكم
بالحق) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله قل رب احكم بالحق قال لا يحكم الله الا بالحق ولكن
انما يستعجل بذلك في الدنيا يسأل ربه على قومه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
قتادة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا شهد قتالا قال رب احكم بالحق * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال كانت
الأنبياء تقول ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين فامر الله نبيه أن يقول رب احكم بالحق أي
اقض بالحق وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أنه على الحق وان عدوه عل الباطل وكان إذا لقى العدو قال
رب احكم بالحق والله أعلم
* (سورة الحج مدنية) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة الحج بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن
عبد الله بن الزبير قال نزلت بالمدينة سورة الحج * وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال نزل بالمدينة من القرآن الحج
غير أربع آيات مكيات وأما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلى عذاب يوم عقيم * وأخرج أحمد وأبو داود
والترمذي والحاكم والبيهقي في سننه وابن مردويه عن عقبة بن عامر قال قلت يا رسول الله أفضلت سورة الحج على
سائر القرآن بسجدتين قال نعم فمن نعم فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما * وأخرج أبو داود في المراسيل والبيهقي عن خالد بن
معدان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فضلت سورة الحج على القرآن بسجدتين * وأخرج سعيد بن
منصور وابن أبي شيبة والإسماعيلي وابن مردويه والبيهقي عن عمر انه كان يسجد سجدتين في الحج قال إن هذه
السورة فضلت على سائر السور بسجدتين * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي وأبى الدرداء انهما سجدا في الحج
سجدتين * وأخرج ابن أبي شيبة من طريق أبى العالية عن ابن عباس قال في سورة الحج سجدتان * وأخرج
342

ابن أبي شيبة من طريق أبى العريان المجاشعي عن ابن عباس قال في الحج سجدة واحدة * وأخرج ابن أبي شيبة
عن إبراهيم قال ليس في الحج الا سجدة واحدة وهي الأولى والله أعلم * قوله تعالى (يا أيها الناس) الآيتين
* أخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه من طرق عن الحسن وغيره عن عمران بن حصين قال لما نزلت يا أيها الناس
اتقوا ربكم ان زلزلة لساعة شئ عظيم إلى قوله ولكن عذاب الله شديد أنزلت عليه هذه وهو في سفر فقال
أتدرون أي يوم ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال ذلك يوم يقول الله لآدم ابعث بعث النار قال يا رب وما بعث النار
قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة فأنشأ المسلمون يبكون فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا فإنها لم تكن نبوة قط الا كان بين يديها جاهلية فتؤخذ العدة من الجاهلية فان
تمت والا أكملت من المنافقين وما مثلكم الا كمثل الرقمة في ذراع الدابة أو كالشامة في جنب البعير ثم قال انى لأرجو
أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبروا ثم قال انى لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبروا ثم قال انى لأرجو أن
تكونوا نصف أهل الجنة فكبروا قال فلا أدرى قال الثلثين أم لا * وأخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن
مردويه عن عمران بن حصين قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فتفاوت بين أصحابه في السير فرفع
رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته بهاتين الآيتين يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم إلى قوله ان
عذاب الله شديد فلما سمع ذلك أصحابه حثوا المطي وعرفوا أنه عند قوله يقوله فقال هل تدرون أي يوم ذلك قالوا
الله ورسوله أعلم قال ذلك يوم ينادى الله تعالى فيه آدم عليه السلام فيقول يا آدم ابعث بعث النار فيقول أي رب
وما بعث النار فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد في الجنة فتعبس القوم حتى ما أبدوا
بضاحكة فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بأصحابه قال اعملوا وابشروا فوالذي نفس محمد بيده انكم
لمع خليقتين ما كانتا مع شئ الا أكثرتاه يأجوج ومأجوج ومن مات من بني آدم ومن بنى إبليس فسرى عن القوم
بعض الذي يجدون قال اعملوا وابشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس الا كالشامة في جنب البعير أو
كالرقمة في ذراع الدابة * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قفل عن غزوة
العسرة ومعه أصحابه بعدما شارف المدينة قرأ يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم فذكر نحوه الا أنه
زاد فيه لم يكن رسولان لا أن كان بينهما فترة من الجاهلية فهم أهل النار وانكم بين ظهراني خليقتين لا يعادهما
أحد من أهل الأرض الا كثرتاه وهم يأجوج ومأجوج وهم أهل النار وتكمل العدة من المنافقين * وأخرج
عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس
قال نزلت يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم إلى قوله ولكن عذاب الله شديد على النبي صلى الله
عليه وسلم وهو في مسير له فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه فقال أتدرون أي يوم هذا هذا يوم يقول الله لآدم
يا آدم قم فابعث بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فكبر ذلك على المسلمين فقال النبي صلى الله عليه
وسلم سددوا وقاربوا وابشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس الا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في
في ذراع الدابة وان معكم الخليقتين ما كانتا في شئ قط الا أكثرتاه يأجوج ومأجوج ومن هلك من كفرة الإنس والجن
* وأخرج البزار وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وأصحابه عنده يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم
فقال هل تدرون أي يوم ذاك قالوا الله ورسوله أعلم قال ذاك يوم يقول الله يا آدم قم فابعث بعث النار فيقول يا رب
من كم فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة فشق ذلك على القوم فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم انى لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة ثم قال اعملوا وابشروا فإنكم بين خليقتين لم تكونا
مع أحد الا أكثرتاه يأجوج ومأجوج وانما أنتم في الأمم كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة وانما
أمتي جزء من ألف جزء * وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال بينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم في مسيره في غزوة بنى المصطلق إذ أنزل الله يا أيها الناس اتقوا ربكم إلى قوله ولكن عذاب الله
343

شديد فلما أنزلت عليه وقف على ناقته ثم رفع بها صوته فتلاها على أصحابه قال لهم أتدرون أي يوم ذاك قالوا الله
ورسوله أعلم قال ذاك يوم يقول الله لآدم يا آدم ابعث بعث النار من ولدك فيقول يا رب من كل كم فيقول من
كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحد إلى الجنة فبكى المسلمون بكاء شديدا ودخل عليهم أمر شديد
فقال والذي نفس محمد بيده ما أنتم في الأمم الا كالشعرة البيضاء في الشاة السوداء وإني لأرجو أن تكونوا نصف
أهل الجنة بل أرجو أن تكونوا ثلثي أهل الجنة * وأخرج ابن مردويه عن أبي موسى قال بينما رسول
الله صلى الله عليه وسلم في مسير له فذكر نحوه * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن أبى حاتم وابن
مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سعيد الخدري قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله يوم
القيامة يا آدم ابعث بعث النار فيقول يا رب وما بعث النار فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون فعند ذلك
يشيب الوليد وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد قال فشق ذلك
على الناس فقالوا يا رسول الله من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون ويبقى الواحد فأينا ذلك الواحد فقال من
يأجوج ومأجوج ألف ومنكم واد وهل أنتم في الأمم الا كالشعرة السوداء في الثور الأبيض أو كالشعرة
البيضاء في الثور الأسود * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علقمة
في قوله ان زلزلة الساعة شئ عظيم قال الزلزلة قبل الساعة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبي انه قرأ
يا أيها الناس اتقوا ربكم إلى قوله ولكن عذاب الله شديد قال هذا في الدنيا من آيات الساعة * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن المنذر عن عبيد بن عمير في الآية قال هذه أشياء تكون في الدنيا قبل يوم القيامة * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر عن ابن جريج قال زلزلتها شرطها * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ان زلزلة الساعة شئ عظيم قال
هذا بدء يوم القيامة وفى قوله يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت قال تترك ولدها للكرب الذي نزل بها
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله يوم ترونها تذهل قال تغفل * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله
تذهل كل مرضعة عما أرضعت قال ذهلت عن أولادها لغير فطام وتضع كل ذات حمل حملها قال ألقت الحوامل ما في
بطونها لغير تمام وترى الناس سكارى قال من الخوف وما هم بسكارى قال من الشراب * وأخرج الطبراني
والحاكم وابن مردويه وأبو الحسن أحمد بن بزيد الحلواني في كتاب الحروب عن عمران بن حصين انه سمع
النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ وترى الناس سكارى وما هم بسكارى * وأخرج ابن مردويه وأبو الحسن الحلواني
والحافظ عبد الغنى بن سعيد في ايضاح الاشكال عن أبي سعيد قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وترى الناس
سكارى وما هم بسكارى قال الأعمش وهي قراءتنا * وأخرج سعيد بن منصور عن حذيفة انه كان يقرأ وترى
الناس سكارى وما هم بسكارى * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود انه كان يقرأ كذلك * وأخرج ابن أبي
حاتم عن أبي نهيك انه قرأ وترى الناس يعنى تحسب الناس قال لو كانت منصوبة كانوا سكارى ولكنها ترى
تحسب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الربيع وترى الناس سكارى قال ذلك عند الساعة
يكسر الكبير ويشيب الصغير وتضع الحوامل ما في بطونها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج وما هم
بسكارى قال من الشراب والله أعلم بالصواب * قوله تعالى (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم) الآيتين
* أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله ومن الناس من يجادل في الله بغير علم قال نزلت في النضر بن الحارث
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ويتبع كل شيطان
مريد قال تمرد على معاصي الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله كتب عليه قال كتب على الشيطان * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله كتب عليه قال على الشيطان انه من تولاه قال اتبعه * قوله تعالى (يا أيها الناس ان
كنتم في ريب من البعث) الآية * أخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن مسعود قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
الصادق المصدق ان أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل
344

ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالذي
لا اله غيره ان أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل
أهل النار فيدخلها وان أحدكم ليعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينهما الا ذراع فيسبق عليه الكتاب
فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها * وأخرج أحمد وابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان النطفة تكون في الرحم أربعين يوما على حالها لا تتغير فإذا مضت الأربعون صارت علقة ثم مضغة كذلك ثم
عظاما كذلك فإذا أراد ان يسوى خلقه بعث إليه ملكا فيقول يا رب أذكر أم أنثى أشقى أم سعيد أقصير أم طويل
أناقص أم زائد قوله أجله أصحيح أم سقيم فيكتب ذلك كله * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي
حاتم عن ابن مسعود قال النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها ملك من الأرحام بكفه فقال يا رب مخلقة أم غير
مخلقة فان قيل غير مخلقة لم تكن نسمة وقذفتها الرحم دما وان قيل مخلقة قال يا رب أذكر أم أنثى أشقى أم سعيد
ما الاجل وما الأثر وما الرزق وبأي أرض تموت فيقال للنطفة من ربك فتقول الله فيقال من رازقك فتقول الله
فيقال له اذهب إلى أم الكتاب فإنك ستجد فيه قصة هذه النطفة قال فتخلق فتعيش في أجلها وتأكل في رزقها وتطأ
في أثرها حتى إذا جاء أجلها ماتت فدفنت في ذلك المكان * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال إذا وقعت النطفة
في الرحم بعث الله ملكا فقال يا رب مخلقة أو غير مخلقة فان قال غير مخلقة مجها الرحم دما وان قال مخلقة قال يا رب
فما صفة هذه النطفة أذكر أم أنثى ما رزقها وما أجلها أشقى أم سعيد فيقال له انطلق إلى أم الكتاب فاستنسخ منه
صفة هذه النطفة فينطلق فينسخها فلا يزال معه حتى يأتي على آخر صفتها * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والبيهقي
في الأسماء والصفات عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تبارك وتعالى وكل بالرحم ملكا قال أي
رب نطفة أي رب علقة أي رب مضغة فإذا قضى الله تعالى خلقها قال أي رب شقي أو سعيد ذكر أو أنثى فما الرزق
فما الاجل فيكتب كذلك في بطن أمه * وأخرج أحمد ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن حذيفة بن أسيد
الغفاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين يقول إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة وفى
لفظ إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها
وعظمها ثم قال يا رب أذكر أم أنثى فيقضى ربك ما يشاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب أجله فيقول ربك ما شاء
ويكتب الملك ثم يقول يا رب رزقه ويقضى ربك ما يشاء ويكتب الملك ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد
على أمره ولا ينقص وفى لفظ يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمس وأربعين ليلة
فيقول يا رب أشقى أو سعيد فيكتبان فيقول أي رب أذكر أو أثنى فيكتبان فيكتب عمله وأثره وأجله ورزقه ثم
تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص * وأخرج ابن أبي حاتم وصححه عن ابن عباس في قوله مخلقة وغير مخلقة
قال المخلقة ما كان حيا وغير مخلقة ما كان من سقط * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة
قال العلقة الدم والمضغة اللحم والمخلقة التي تم خلقها وغير مخلقة السقط * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير عن قتادة مخلقة وغير مخلقة قال تامة وغير تامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي العالية
قال غير مخلقة السقط * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الشعبي قال إذا دخل في الخلق الرابع كانت نسمة
مخلقة وإذا قدم فيها قبل ذلك فهي غير مخلقة * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد مخلقة وغير مخلقة قال السقط مخلوق وغير مخلوق ونقر في الأرحام ما نشاء
إلى أجل مسمى قال التمام * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل
مسمى قال اقامته في الرحم حتى يخرج * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى
قال هذا ما كان من ولد يولد تاما ليس بسقط * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله لنبين لكم قال إنكم
كنتم في بطون أمهاتكم كذلك * قوله تعالى (وترى الأرض هامدة) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن
جريج في قوله وترى الأرض هامدة قال لا نبات فيها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله وترى الأرض هامدة أي غبراء متهشمة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت يقول نفرق
345

الغيث في سبختها وربوها وأنبتت من كل زوج بهيج أي حسن * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
زوج بهيج قال حسن * قوله تعالى (ذلك بأن الله هو الحق) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد
في زوائد الزهد عن معاذ بن جبل قال من علم أن الله عز وجل حق وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من
في القبور دخل الجنة * وأخرج الخطيب وابن عساكر عن عائشة عن أبي بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول إذا صلى الصبح مرحبا بالنهار الجديد والكاتب والشهيد اكتبا بسم الله الرحمن الرحيم أشهد ان لا إله إلا الله
واشهد ان محمدا رسول الله وأشهد ان الدين كما وصف والكتاب كما انزل واشهد ان الساعة آتية لا ريب فيها
وان الله يبعث من في القبور * واخرج الحاكم في تاريخه عن انس رفعه من قال في كل يوم أربع مرات اشهد ان الله
هو الحق المبين وانه يحيى ويميت وانه على كل شئ قدير وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور
صرف الله عنه السوء * قوله تعالى (ومن الناس من يجادل في الله) الآية * أخرج ابن أبى حاتم عن قتادة
رضي الله عنه في قوله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير قال يضاعف الشئ وهو واحد * قوله تعالى (ثاني عطفه)
* أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ثاني عطفه
قال هو المعرض من العظمة انما ينظر في جانب واحد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه
في قوله ثاني عطفه قال لاوي رأسه معرضا موليا لا يريد ان يسمع ما قيل له * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ثاني عطفه قال لاوي عنقه * وأخرج
ابن جرير عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ثاني عطفه قال يعرض عن الحق له في الدنيا خزى قال قتل يوم بدر
* وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ثاني عطفه أنزلت في النضر بن الحارث * وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ثاني عطفه قال هو رجل من بنى عبد الدار قلت شيبة قال
لا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ثاني عطفه يقول يعرض عن ذكرى
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما ثاني عطفه قال متكبرا في نفسه
قوله تعالى (ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق) * أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال
بلغني ان أحدهم يحرق في اليوم سبعين ألف مرة * قوله تعالى (ومن الناس من يعبد الله على حرف)
الآيات * أخرج البخاري وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ومن الناس من
يعبد الله على حرف قال كان الرجل يقدم المدينة فان ولدت امرأته غلاما ونتجت خيله قال هذا دين صالح وان لم
تلد امرأته ولم تنتج خيله قال هذا دين سوء * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه بسند صحيح عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال كان ناس من الاعراب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسلمون فإذا رجعوا إلى بلادهم فان
وجدوا عام غيث وعام خصب وعام ولاد حسن قالوا ان ديننا هذا صالح فتمسكوا به وان وجدوا عام جدب وعام
ولاد سوء وعام قحط قالوا ما في ديننا هذا خير فأنزل الله ومن الناس من يعبد الله على حرف * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال كان أحدهم إذا قدم المدينة وهي أرض
وبيئة فان صح بها جسمه ونتجت فرسه مهرا حسنا وولدت غلاما رضى به واطمأن إليه وقال ما أصبت منذ كنت
على ديني هذا الا خيرا وان أصابه وجع المدينة وولدت امرأته جارية وتأخرت عنه الصدقة أتاه الشيطان فقال
والله ما أصبت منذ كنت على دينك هذا الا شرا وذلك الفتنة * وأخرج ابن مردويه من طريق عطية عن أبي
سعيد رضي الله عنه قال أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده فتشاءم بالاسلام فأتى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال أقلني فقال إن الاسلام لا يقال فقال لم أصب في ديني هذا خيرا ذهب بصرى ومالي ومات ولدى فقال
يا يهودي الاسلام يسبك الرجال كما تسبك النار خبث الحديد والذهب والفضة ونزلت ومن الناس من يعبد الله على
حرف * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله ومن الناس من يعبد الله على حرف قال على شك وفى قوله فان أصابه خير قال رخاء
وعافية اطمأن به قال استقر وان أصابته فتنة قال عذاب ومصيبة انقلب على وجهه قال ارتد على وجهه كافرا
346

* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله ومن الناس من يعبد الله على حرف قال كان الرجل
يأتي المدينة مهاجرا فان صح جسمه وتتابعت عليه الصدقة وولدت امرأته غلاما وأنتجت فرسه مهرا قال والله لنعم
الدين وجدت دين محمد صلى الله عليه وسلم هذا ما زلت أعرف الزيادة في جسدي وولدي وان سقم بها جسمه
واحتبست عليه الصدقة وأزلقت فرسه وأصابته الحاجة وولدت امرأته الجارية قال والله لبئس الدين دين محمد
هذا والله ما زلت أعرف النقصان في جسدي وأهلي وولدي ومالي * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ومن الناس من يعبد الله على حرف قال على شك فان أصابه خير
اطمأن به وان أصابته فتنة انقلب على وجهه يقول إن أصاب خصبا وسلوة من عيش وما يشتهى اطمأن إليه
وقال أنا على حق وأنا أعرف الذي أنا عليه وان أصابته فتنة أي بلاء انقلب على وجهه يقول ترك ما كان عليه من
الحق فأنكر معرفته خسر الدنيا والآخرة يقول خسر دنياه التي كان لها يحزن وبها يفرح ولها يسخط ولها
يرضني وهي همه وسدمه وطلبته ونيته ثم أفضى إلى الآخرة وليس له حسنة يعطى بها خيرا فذلك هو الخسران
المبين * وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى في قوله يدعو من دون الله ما لا يضره ان عصاه في الدنيا وما لا ينفعه ان
أطاعه وهو الصنم يدعو لمن ضره أقرب من نفعه يقول ضره في الآخرة من أجل عبادته إياه في الدنيا لبئس المولى
يقول الصنم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد لبئس المولى ولبئس العشير قال
الصاحب * قوله تعالى (من كان يظن أن لن ينصره الله) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من كان
يظن أن لن ينصره الله قال من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب قال فليربط حبلا
إلى السماء قال إلى سماء بيته السقف ثم ليقطع قال ثم يختنق به حتى يموت * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من كان يظن أن لن ينصره الله يقول إن لن يرزقه الله فليمدد بسبب
إلى السماء فليأخذ حبلا فليربطه في سماء بيته فليختنق به فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ قال فلينظر هل
ينفعه ذلك أو يأتيه برزق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه من كان يظن أن
لن ينصره الله قال إن لن يرزقه الله فليمدد بسبب إلى السماء قال بحبل بيته ثم ليقطع ثم ليختنق فلينظر هل
يذهبن كيده ذلك ما يغيظ قال ذلك خيفة ان لا يرزق * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية
قال من كان يظن أن لن ينصر الله نبيه ويكابد هذا الامر ليقطعه عنه فليقطع ذلك من أصله من حيث يأتيه فان
أصله في السماء ليقطع أي عن النبي الوحي الذي يأتيه من الله ان قدر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا فليجعل حبلا لسماء بيته فليختنق
به فلينظر هل يغيظ ذلك الا نفسه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله من
كان يظن أن لن ينصره الله يقول من كان يظن أن الله غير ناصر دينه فليمدد بحبل إلى السماء سماء البيت فليختنق
فلينظر ما يرد ذلك في يده * قوله تعالى (ان الذين آمنوا) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان الذين آمنوا الآية قال الصابئون قوم يعبدون الملائكة
ويصلون القبلة ويقرؤن الزبور والمجوس عبدة الشمس والقمر والنيران وأما الذين أشركوا فهم عبدة
الأوثان ان الله يفصل بينهم يوم القيامة قال الأديان ستة فخمسة للشيطان ودين لله عز وجل * وأخرج ابن أبي حاتم
عن عكرمة في قوله ان الله يفصل بينهم قال فصل قضاءه بينهم فجعل الجنة مشتركة وجعل هذه الأمة واحدة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله
وقالت الصائبة نحن نعبد الملائكة من دون الله وقالت المجوس نحن نعبد الشمس والقمر من دون الله وقالت
المشركون نحن نعبد الأوثان من دون الله فأوحى الله إلى نبيه ليكذب قولهم قل هو الله أحد إلى آخرها وقل الحمد لله
الذي لم يتخذ ولدا وأنزل الله ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس الآية * وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية قال الذين هادوا اليهود والصابئون ليس لهم كتاب والمجوس
347

أصحاب الأصنام والمشركون نصارى العرب * قوله تعالى (ألم تر ان الله يسجد له) الآية * أخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ألم تر ان الله يسجد له من في السماوات الآية قال سجود
ظل هذا كله وكثير من الناس قال المؤمنون وكثير حق عليه العذاب قال هذا الكافر سجود ظله وهو كاره
* واخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال سجود كل شئ فيئه وسجود الجبال فيئها * وأخرج
ابن أبي حاتم عن مجاهد قال الثوب يسجد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي العالية رضي الله عنه
قال ما في السماء من شمس ولا قمر ولا نجم الا يقع ساجدا حتى يغيب ثم لا ينصرف حتى يؤذن له فيأخذ ذات
اليمين حتى يرجع إلى معلمه * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال إذا فاء الفئ لم يبق شئ من دابة
ولا طائر الا خر لله ساجدا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن دينار رضي الله عنه قال سمعت رجلا يطوف بالبيت
ويبكي فإذا هو طاوس فقال عجبت من بكائي قلت نعم قال ورب هذه البنية ان هذا القمر ليبكي من خشية الله
ولا ذنب له * وأخرج أحمد في الزهد عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه قال مر رجل على عبد الله بن عمرو وهو
ساجد في الحجر وهو يبكى فقال أتعجب ان أبكى من خشية الله وهذا القمر يبكى من خشية الله * واخرج ابن أبي
حاتم عن طاوس رضي الله عنه في الآية قال لم يستثن من هؤلاء أحدا حتى إذا جاء ابن آدم استثناه فقال وكثير
من الناس قال والذي أحق بالشكر وهو أكثرهم * قوله تعالى (ان الله يفعل ما يشاء) * أخرج ابن أبي حاتم
واللالكائي في السنة والخلعي في فوائد عن علي انه قيل له ان ههنا رجلا يتكلم في المشيئة فقال له على يا عبد الله
خلقك الله لما يشاء أو لما شئت قال بل لما يشاء قال فيمرضك إذا شاء أو إذا شئت قال بل إذا شاء قال فيشفيك إذا شاء
أو إذا شئت قال بل إذا شاء قال فيدخلك الجنة حيث شاء أو حيث شئت قال بل حيث شاء قال والله لو قلت غير ذلك
لضربت الذي فيه عيناك بالسيف * قوله تعالى (هذا خصمان اختصموا في ربهم) * أخرج سعيد بن
منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي ذر رضي الله عنه انه كان يقسم قسمان ان هذه الآية هذان خصمان
اختصموا في ربهم إلى قوله ان الله يفعل ما يريد نزلت في الثلاثة والثلاثة الذين تبارزوا يوم بدر وهم حمزة بن
عبد المطلب وعبيدة بن الحارث وعلي بن أبي طالب وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة قال على رضي الله عنه
أنا أول من يجثو في الخصومة على ركبتيه بين يدي الله يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والنسائي
وابن جرير والبيهقي من طريق قيس بن عبادة عن علي رضي الله عنه قال أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن
للخصومة يوم القيامة قال قيس فيهم نزلت هذان خصمان اختصموا في ربهم قال هم الذين بارزوا يوم بدر على وحمزة
وعبيدة وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال لما بارز على
وحمزة وعبيدة وعتبة وشيبة والوليد قالوا لهم تكلموا نعرفكم قال أنا على وهذا حمزة وهذا عبيدة فقالوا أكفاء
كرام فقال على أدعوكم إلى الله والى رسوله فقال عتبة هم للمبارزة فبارز على شيبة فلم يلبث ان قتله وبارز حمزة عتبة
فقتله وبارز عبيدة الوليد فصعب عليه فأتى على فقتله فأنزل الله هذان خصمان الآية * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبي
العالية قال لما التقوا يوم بدر قال لهم عتبة بن ربيعة لا تقتلوا هذا الرجل فإنه ان يكن صادقا فأنتم أسعد الناس
بصدقه وان يكن كاذبا فأنتم أحق من حقن دمه فقال أبو جهل بن هشام لقد امتلأت رعبا فقال عتبة ستعلم أينا
الجبان المفسد لقومه قال فبرز عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة فنادوا النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه فقالوا ابعث إلينا أكفاءنا نقاتلهم فوثب غلمة من الأنصار من بنى الخزرج فقال لهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم اجلسوا قوموا يا بنى هاشم فقام حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث فبرزوا لهم
فقال عتبة تكلموا نعرفكم ان تكونوا أكفاءنا قاتلناكم قال حمزة أنا حمزة بن عبد المطلب أنا أسد الله وأسد رسوله
فقال عتبة كف ء كريم فقال على أنا علي بن أبي طالب فقال كف ء كريم فقال عبيدة انا عبيدة بن الحارث فقال
عتبة كف ء كريم فاخذ حمزة شيبة بن ربيعة وأخذ علي بن أبي طالب عتبة بن ربيعة واخذ عبيدة الوليد فاما حمزة
فأجاز على شيبة وأما على فاختلفا ضربتين 7 فأقام فأجاز على عتبة وأما عبيدة فأصيبت رجله قال فرجع هؤلاء وقتل
348

هؤلاء فنادى أبو جهل وأصحابه لنا العزى ولا عزى لكم فنادى منادى النبي صلى الله عليه وسلم قتلانا في الجنة
وقتلاكم في النار فأنزل الله هذان خصمان اختصموا في ربهم الآية * وأخرج عبد بن حميد عن لاحق بن حميد
قال نزلت هذه الآية يوم بدر هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار في عتبة بن
ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة ونزلت ان الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى قوله وهدوا إلى صراط
الحميد في علي بن أبي طالب وحمزة وعبيدة بن الحارث * وأخرج عبد بن حميد وابن جرر وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد في قوله هذان خصمان اختصموا في ربهم قال مثل المؤمن والكافر اختصامهما في البعث * وأخرج
ابن جرير عن مجاهد وعطاء بن أبي رباح والحسن قال هم الكافرون والمؤمنون اختصموا في ربهم * وأخرج ابن
جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله هذان خصمان اختصموا في ربهم قال هم أهل الكتاب قالوا للمؤمنين
نحن أولى بالله وأقدم منكم كتابا ونبينا قبل نبيكم وقال المؤمنون نحن أحق بالله آمنا بمحمد وآمنا بنبيكم وبما أنزل
الله من كتاب وأنتم تعرفون كتابنا ونبينا ثم تركتموه وكفرتم به حسدا فكان ذلك خصومتهم في ربهم * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة قال اختصم المسلمون وأهل الكتاب فقال أهل الكتاب نبينا قبل
نبيكم وكتابنا قبل كتابكم ونحن أولى بالله منكم وقال المسلمون ان كتابنا يقضى على الكتب كلها ونبينا خاتم الأنبياء
فنحن أولى بالله منكم فأفلج الله أهل الاسلام على من ناواهم فأنزل الله هذان خصمان اختصموا في ربهم إلى قوله
عذاب الحريق * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله هذان خصمان اختصموا في ربهم قال هما الجنة والنار
اختصمتا فقالت النار خلقني الله لعقوبته وقالت الجنة خلقني الله لرحمته * وأخرج ابن جرير عن مجاهد فالذين
كفروا قطعت لهم ثياب من نار قال الكافر قطعت له ثياب من نار والمؤمن يدخله الله جنات تجرى من تحتها الانهار
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير في قوله قطعت لهم ثياب من نار من نحاس وليس
من الآنية شئ إذا حمى اشتد بأحر منه وفى قوله يصب من فوق رؤسهم الحميم قال النحاس يذاب على رؤسهم وفى قوله
يصهر به ما في بطونهم قال تسيل أمعاؤهم والجلود قال تتناثر جلودهم حتى يقوم كل عضو بحياله * وأخرج ابن أبي
حاتم عن إبراهيم التيمي انه قرأ قوله قطعت لهم ثياب من نار قال سبحان من قطع من النار ثيابا * وأخرج أبو نعيم في
الحلية عن وهب بن منبه قال كسى أهل النار والعرى كان خيرا لهم وأعطوا الحياة والموت كان خيرا لهم * وأخرج
عبد بن حميد والترمذي وصححه وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وأبو
نعيم في الحلية وابن مردويه عن أبي هريرة انه تلا هذه الآية فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
الحميم ليصب على رؤسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدمه وهو الصهر ثم
يعاد كما كان * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال يأتيه الملك يحمل الاناء بكلبتين من حرارته فإذا
أدناه من وجهه يكرهه فيرفع مقمعة معه فيضرب بها رأسه فيفدغ دماغه ثم يفرغ الاناء من دماغه فيصل إلى
جوفه من دماغه فذلك قوله يصهر به ما في بطونهم والجلود * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو
نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير قال إذا جاء أهل النار في النار استغاثوا بشجرة الزقوم فأكلوا منها فاختنست
جلود وجوههم فلو ان مارا يمر بهم يعرفهم لعرف جلود وجوههم بها ثم يصب عليهم العطش فيستغيثون
فيغاثون بماء كالمهل وهو الذي قد سقطت عنه الجلود ويصهر به ما في بطونهم يمشون وأمعاؤهم تساقط
وجلودهم ثم يضربون بمقامع من حديد فيسقط كل عضو على حياله يدعون بالويل والثبور * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله يصهر به ما في بطونهم والجلود قال يمشون وأمعاؤهم تساقط وجلودهم وفى قوله ولهم
مقامع من حديد قال يضربون بها فيقع كل عضو على حياله * وأخرج ابن الأنباري والطستي في مسائله عن
ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله يصهر قال يذاب ما في بطونهم إذا شربوا الحميم قال وهل تعرف العرب
ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
سخنت صهارته فظل عثانه * في شيطل كعب به تتردد
وقال وظل مرتثيا للشمس تصهره * حتى إذا الشمس قامت جانبا عدلا
349

* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله يصهر به ما في بطونهم والجلود قال يسقون ماء إذا دخل بطونهم أذابها
والجلود مع البطون * وأخرج عبد حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله يصهر به ما في
بطونهم قال يذاب اذابة * وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك مثله * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة
يصهر به قال يذاب * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله يصهر به قال يذاب كما يذاب الشحم
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ولهم مقامع قال مطارق * وأخرج ابن أبي
شيبة عن الحسن قال كان عمر يقول أكثر واذكر النار فان حرها شديد وان قعرها بعيد وان مقامعها حديد
* وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن مقمعا من حديد وضع في الأرض فاجتمع الثقلان ما أقلوه من الأرض ولو
ضرب الجبل بمقمع من حديد لتفتت ثم عاد كما كان * وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن سلمان قال النار سوداء مظلمة لا يضئ
لهبها ولا جمرها ثم قرأ كلما أرادوا ان يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي جعفر
القاري انه قرأ هذا الآية كلما أرادوا ان يخرجوا منها من غم فبكى وقال أخبرني زيد بن أسلم في هذه الآية
ان أهل النار في النار لا يتنفسون * وأخرج ابن أبى حاتم عن الفضيل بن عياض في الآية قال والله ما طمعوا في
الخروج لان الأرجل مقيدة والأيدي موثقة ولكن يرفعهم لهبها وتردهم مقامعها * قوله تعالى (ولباسهم فيها
حرير) * أخرج البخاري ومسلم عن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في
الآخرة * وأخرج النسائي والحاكم عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لبس الحرير في الدنيا لم
يلبسه في الآخرة ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربه في الآخرة ومن شرب في آنية الذهب والفضة لم يشرب في
الآخرة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لباس أهل الجنة وشراب أهل الجنة وآنية أهل الجنة * وأخرج ابن أبي
حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لبس الحرير في
الدنيا لم يلبسه في الآخرة قال ابن الزبير من قبل نفسه ومن لم يلبسه في الآخرة لم يدخل الجنة لان الله تعالى قال
ولباسهم فيها حرير * وأخرج النسائي والحاكم وابن حبان عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة وان دخل الجنة لبسه أهل الجنة ولم يلبسه * قوله تعالى (وهدوا
إلى الطيب) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وهدوا إلى الطيب قال
ألهموا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله وهدوا إلى الطيب من القول قال في الخصومة إذ قالوا الله
مولانا ولا مولى لكم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن إسماعيل بن أبي خالد وهدوا إلى الطيب من القول قال
القرآن وهدوا إلى صراط الحميد قال الاسلام * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك وهدوا
إلى الطيب من القول قال الاخلاص وهدوا إلى صراط الحميد قال الاسلام * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في
قوله وهدوا إلى الطيب من القول قال لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله الذي قال إليه يصعد الكلم
الطيب * قوله تعالى (والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس) * أخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال الحرم
كله هو المسجد الحرام * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله سواء العاكف فيه والباد قال خلق الله فيه
سواء * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله سواء يعنى
شرعا واحدا العاكف فيه قال أهل مكة في مكة أيام الحج والباد قال من كان في غير أهلها من يعتكف به من
الآفاق قال هم في منازل مكة سواء فينبغي لأهل مكة ان يوسعوا لهم حتى يقضوا مناسكهم * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس في الآية قال البادي وأهل مكة سواء في المنزل والحرم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن
مجاهد وعطاء سواء العاكف فيه والباد قالا سواء في تعظيم البلد وتحريمه * واخرج عبد بن حميد والبيهقي في شعب
الايمان عن قتادة في الآية قال سواء في جواره وأمنه وحرمته العاكف فيه أهل مكة والباد من يعتكفه من أهل
الآفاق * وأخرج عبد بن حميد عن ابن حصين قال سألت سعيد بن جبير أعتكف بمكة قال لا أنت معتكف
350

ما أقمت قال الله سواء العاكف فيه والباد * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن مجاهد في الآية قال الناس بمكة
سواء ليس أحد أحق بالمنازل من أحد * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو قال من أخذ
من أجود بيوت مكة نما يأكل في بطنه نارا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن عطاء انه كان يكره ان تباع
بيوت مكة أو تكرى * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم انه كان يكره إجارة بيوت مكة * واخرج عبد بن حميد عن
ابن عمر ان عمر نهى أن تغلق أبواب دور مكة فان الناس كانوا ينزلون منها حيث وجدوا حتى كانوا يضربون
فساطيطهم في الدور * وأخرج ابن سعد عن عمر بن الخطاب ان رجلا قال له عند المروة يا أمير المؤمنين اقطعني
مكانا إلى ولعقبي فاعرض عنه عمر وقال هو حرم الله سواء العاكف فيه والباد * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال
بيوت مكة لا تحل اجارتها * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن جريج قال أنا قرأت كتاب عمر بن عبد العزيز على الناس
بمكة فنهاهم عن كراء بيوت مكة ودورها * وأخرج ابن أبي شيبة عن القاسم قال من أكل شيئا من كراء مكة فإنما
يأكل نارا * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء قال كان عمر يمنع أهل مكة ان يجعلوا لها أبوابا حتى ينزل الحاج في
عرصات الدور * وأخرج ابن أبي شيبة عن جعفر عن أبيه قال لم يكن للدور بمكة أبواب كان أهل مصر وأهل
العراق يأتون فيدخلون دور مكة * وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن سابط في قوله سواء العاكف فيه والباد قال
البادي الذي يجئ من الحج والمقيمون سواء في المنازل ينزلون حيث شاؤوا ولا يخرج رجل من بيته * وأخرج ابن أبي
حاتم والطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله الله
تعالى سواء العاكف فيه والباد قال سواء المقيم والذي يرحل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله سواء العاكف فيه والباد قال ينزل أهل مكة وغيرهم في المسجد الحرام * وأخرج
ابن مردويه عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مكة مباحة لا تؤجر بيوتها ولا تباع رباعها * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن ماجة عن علقمة بن نضلة قال توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وما تدعى رباع
مكة الا السوائب من احتاج سكن ومن استغنى أسكن * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عمر انه قال
يا أهل مكة لا تتخذوا لدوركم أبوابا لينزل البادي حيث شاء * وأخرج الدارقطني عن ابن عمرو ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال من أكل كراء بيوت مكة أكل نارا * قوله تعالى (ومن يرد فيه بالحاد) الآية * أخرج الفريابي
وسعيد بن منصور وابن راهويه وأحمد وعبد بن حميد والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود رفعه في قوله ومن يرد فيه بالحاد بظلم قال لو أن رجلا
هم فيه بالحاد وهو بعدن أبين لأذاقه الله تعالى عذابا أليما * وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن ابن
مسعود في قوله ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم قال من هم بخطيئة فلم يعملها في سوى البيت لم تكتب
عليه حتى يعملها ومن هم بخطيئة في البيت لم يمته الله من الدنيا حتى يذيقه من عذاب أليم * وأخرج ابن أبي حاتم عن
ابن عباس قال نزلت هذه الآية في عبد الله بن أنيس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه مع رجلين أحدهما
مهاجري والآخر من الأنصار فافتخروا في الأنساب فغضب عبد الله بن أنيس فقتل الأنصاري ثم ارتد عن الاسلام
وهرب إلى مكة فنزلت فيه ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم يعنى من لجا إلى الحرم بالحاد يعنى بميل عن
الاسلام * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن قتادة في قوله ومن يرد فيه بالحاد الآية
قال من لجا إلى الحرم ليشرك فيه عذبه الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله ومن يرد فيه بالحاد بظلم قال بشرك * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ومن يرد فيه بالحاد بظلم
قال هو ان يعبد فيه غير الله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ومن يرد فيه بالحاد بظلم يعنى ان تستحل من الحرام
ما حرم الله عليك من لسان أو قتل فتظلم من لا يظلمك وتقتل من لا يقتلك فإذا فعل ذلك فقد وجب له عذاب أليم
* وأخرج ابن جرير عن حبيب بن أبي ثابت في قوله ومن يرد فيه بالحاد بظلم قال هم المحتكرون الطعام بمكة
* وأخرج البخاري في تاريخه وعبد بن حميد وأبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن يعلى بن أمية
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احتكار الطعام في الحرم الحاد فيه * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري
351

في تاريخه وابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال احتكار الطعام بمكة الحاد بظلم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي
حاتم عن ابن عمر قال بيع الطعام بمكة الحاد * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول احتكار الطعام بمكة الحاد * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن منيع
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن مجاهد قال كان لعبد الله بن عمرو فسطاطان
أحدهما في الحل والآخر في الحرم فإذا أراد أن يصلى صلى في الذي في الحرم وإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في
الذي في الحل فقيل له فقال كنا نحدث ان من الالحاد فيه ان يقول الرجل كلا والله وبلى والله * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال شتم الخادم في الحرم ظلم فما فوقه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال تجارة الأمير بمكة الحاد * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال أقبل
تبع يريد الكعبة حتى إذا كان بكراع الغميم بعث الله تعالى عليه ريحا لا يكاد القائم يقوم الا بمشقة ويذهب
القائم يقعد فيصرع وقامت عليه ولقوا منها عناء ودعا تبع حبريه فسألهما ما هذا الذي بعث على قالا أو تؤمنا قال
أنتم آمنون قالا فإنك تريد بيتا يمنعه الله ممن أراده قال فما يذهب هذا عنى قالا تجرد في ثوبين ثم تقول لبيك اللهم لبيك
ثم تدخل فتطوف به فلا تهيج أحدا من أهله قال فان أجمعت على هذا ذهبت هذه الريح عنى قالا نعم فتجرد ثم لبى
فأدبرت الريح كقطع الليل المظلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه
من عذاب أليم قال حدثنا شيخ من عقب المهاجرين والأنصار انهم أخبروه ان أيما أحد أراد به ما أراد أصحابه الفيل
عجل لهم العقوبة في الدنيا وقال انما يؤتى استحلاله من قبل أهله فأخبرني عنهم انه وجد سطران بمكة مكتوبان في
المقام اما أحدهما فكان كتابته بسم الله والبركة ووضعت بيتي بمكة طعام أهله اللحم والسمن والتمر ومن دخله
كان آمنا لا يحله الا أهله قال لولا أن أهله هم الذين فعلوا به ما قد علمت لعجل لهم في الدنيا العذاب قال ثم أخبرني ان
عبد الله بن عمرو بن العاص قال قبل ان يستحل منه الذي يستحل قال أجد مكتوبا في الكتاب الأول عبد الله يستحل
به الحرم وعنده عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير فقال عبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن
عمر بن الخطاب قال كل واحد منهما لست قارا به الا حاجا أو معتمرا أو حاجة لابد منها وسكت عبد الله بن الزبير
فلم يقل شيئا فاستحل من بعد ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن مسعود قال من هم بسيئة لم تكتب عليه حتى يعملها ولو أن رجلا كان بعدن أبين حدث نفسه
بان يلحد في البيت والالحاد فيه أن يستحل فيه ما حرم الله عليه فمات قبل أن يصل إلى ذلك أذاقه الله من عذاب
أليم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في قوله ومن يرد فيه بالحاد قال إن الرجل ليهم
بالخطيئة بمكة وهو بأرض أخرى فتكتب عليه وما عملها * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن مجاهد قال تضاعف السيئات بمكة كما تضاعف الحسنات * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن
المنذر عن عطاء بن أبي رباح ومن يرد فيه بالحاد بظلم قال القتل والشرك * وأخرج عبد بن حميد عن ابن أبي مليكة
أنه سئل عن قوله ومن يرد فيه بالحاد بظلم قال ما كنا نشك انها الذنوب حتى جاءا علاج من أهل البصرة إلى أعلاج
من أهل الكوفة فزعموا أنها الشرك * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال ما من عبد يهم بذنب فيؤاخذه الله
بشئ حتى يعمله الا من هم بالبيت العتيق شرا فإنه من هم به شرا عجل الله له * وأخرج عبد بن حميد عن أبي الحجاج
في الآية قال إن الرجل يحدث نفسه ان يعمل ذنبا بمكة فيكتبه الله عليه ذنبا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد عن مجاهد قال رأيت عبد الله بن عمرو بعرفة ومنزله في الحل ومسجد في الحرم فقلت له لم تفعل هذا قال
لان العمل فيه أفضل والخطيئة فيه أعظم والله أعلم * قوله تعالى (وإذ بوأنا) الآية * أخرج أبو الشيخ وابن عدي
وابن مردويه والديلمي بسند ضعيف عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دنر مكان البيت فلم يحجه
هود ولا صالح حتى بوأه الله لإبراهيم * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه من طريق حارثة بن مضرب عن علي بن أبي
طالب قال لما أمر إبراهيم ببناء البيت خرج معه إسماعيل وهاجر فلما قدم مكة رأى على رأسه في موضع البيت
مثل الغمامة فيه مثل الرأس فكلمه فقال يا إبراهيم ابن علي ظلي أو على قدري ولا تزد ولا تنقص فلما بنى خرج
352

وخلف إسماعيل وهاجر وذلك حين يقول الله وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت الآية * وأخرج عبد الرزاق في المصنف
وعبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء بن أبي رياح قال لما اهبط الله آدم كان رجلاه في الأرض ورأسه في السماء
فيسمع كلام أهل السماء ودعاءهم فيأنس إليهم فهابت الملائكة منه حتى شكت إلى الله في دعائها وفى صلاتها
فأخفضه الله إلى الأرض فلما فقد ما كان يسمع منهم استوحش حتى شكا إلى الله في دعائه وفى صلاته فوجه لي
مكة فكان موضع قدمه قرية وخطوه مفازة حتى انتهى إلى مكة فأنزل الله ياقوتة من ياقوت الجنة فكانت على موضع
البيت الآن فلم يزل يطاف به حتى أنزل الله الطوفان فرفعت تلك الياقوتة حتى بعث الله إبراهيم فبناه فذلك قول
الله وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق معمر
عن قتادة قال وضع الله البيت مع آدم حين أهبط الله آدم إلى الأرض وكان مهبطه بأرض الهند وكان رأسه في
السماء ورجلاه في الأرض وكانت الملائكة تهابه فنقص إلى ستين ذراعا فحزن آدم إذ فقد أصوات
الملائكة وتسبيحهم فشكا ذلك إلى الله فقال الله يا آدم انى قد أهبطت لك بيتا يطاف به كما يطاف حول عرشي
ويصلى عنده كما يصلى عند عرشي فاخرج إليه فخرج إليه آدم ومد له في خطوه فكان بين كل خطوتين مفازة
فلم تزل تلك المفاوز بعد على ذلك وأتى آدم فطاف به ومن بعده من الأنبياء قال معمر وأخبرني أبان أن البيت
اهبط ياقوتة واحدة أو درة واحدة قال معمر وبلغني أن سفينة نوح طافت بالبيت سبعا حتى إذا أغرق الله قوم
نوح فقد وبقى أساسه فبوأه الله لإبراهيم فبناه بعد ذلك فذلك قول الله وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت الآية قال
معمر قال ابن جريج قال ناس أرسل الله سبحانه سحابة فيها رأس فقال الرأس يا إبراهيم ان ربك يأمرك أن تأخذ
قدر هذه السحابة فجعل ينظر إليها ويخط قدرها قال الرأس قد فعلت قال نعم ثم ارتفعت فحفر فأبرز عن أساس
ثابت في الأرض قال ابن جريج قال مجاهد أقبل الملك والصرد والسكينة مع إبراهيم من الشام فقالت السكينة
يا إبراهيم ريض على البيت قال فلذلك لا يطوف البيت أعرابي ولا ملك من هذه الملوك الا رأيت عليه السكينة
والوقار قال ابن جريج وقال ابن المسيب قال علي بن أبي طالب وكان الله استودع الركن أبا قبيس فلما بنى إبراهيم
ناداه أبو قبيس فقال يا إبراهيم هذا الركن في فخذه فحفر عنه فوضعه فلما فرغ إبراهيم من بنائه قال قد فعلت
يا رب فأرنا مناسكنا أبرزها لنا وعملناها فبعث الله جبريل فحج به حتى إذا رأى عرفة قال قد عرفت وكان أتاها قبل
ذلك مرة قال فلذلك سميت عرفة حتى إذا كان يوم النحر عرض له الشيطان فقال احصب فحصبه بسبع حصيات
ثم اليوم الثاني فالثالث فسد ما بين الجبلين يعنى إبليس فلذلك كان رمى الجمار قال أعل على ثبير فعلاه فنادى يا عباد
الله أجيبوا الله يا عباد الله أطيعوا الله فسمع دعوته من بين الأبحر السبع ممن كان في قلبه مثقال ذرة من الايمان
فهي التي أعطى الله إبراهيم في المناسك في قوله لبيك اللهم لبيك ولم يزل على وجه الأرض سبعة مسلمون فصاعدا فلولا
ذل هلكت الأرض ومن عليها * وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال كان البيت غثاة وهي الماء قبل ان
يخلق الله الأرض بأربعين عاما ومنه دحيت الأرض وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن السدى
قال إن الله عز وجل أمر إبراهيم أن يبنى البيت هو وإسماعيل فانطلق إبراهيم حتى أتى مكة فقام هو وإسماعيل وأخذ
المعاول لا يدريان أين البيت فبعث الله ريحا يقال لها ريح الخجوج لها جناحان ورأس في صورة حية فكنست
لهما ما حول الكعبة من البيت الأول واتبعاها بالمعاول يحفران حتى وضعا الأساس فذلك حين يقول الله وإذ بوأنا
لإبراهيم مكان البيت فلما بنيا القواعد فبلغ مكان الركن قال إبراهيم لإسماعيل اطلب لي حجرا حسنا أضعه ههنا
قال يا أبت انى كسلان لغب قال على ذلك فانطلق يطلب له حجرا فاتاه بحجر فلم يرضه فقال ائتني بحجر أحسن من هذا
فانطلق يطلب حجرا فجاءه جبريل بالحجر الأسود من الجنة وكان أبيض ياقوتة بيضاء مثل الثغامة وكان آدم هبط به
من الجنة فاسود من خطايا الناس فجاءه إسماعيل بحجر فوجد عنده الركن فقال يا أبت من جاءك بهذا قال جاءني
به من هو أنشط منك فبينما هما يدعوان بالكلمات التي ابتلى بها إبراهيم ربه فلما فرغا من البنيان أمره الله ان
ينادى فقال أذن في الناس بالحج * وأخرج ابن أبي حاتم عن حوشب بن عقيل قال سألت محمد بن عباد بن جعفر
متى كان البيت قال خلقت الأشهر له قلت كم كان طول بناء إبراهيم قال ثمانية عشر ذراعا قلت كم هو اليوم قال
353

ستة وعشرون ذراعا قلت هل بقى من حجارة بناء إبراهيم شئ قال خشى به البيت الا حجرين مما يليان الحجر * وأخرج
الحاكم وصححه عن ابن عباس قال قال الله لنبيه وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود قال طواف قبل
الصلاة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بالبيت بمنزلة الصلاة الا ان الله قد أحل فيه المنطق فمن نطق
فلا ينطق الا بخير * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطاء في قوله للطائفين قال
الذين يطوفون به والقائمين قال المصلين عنده * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة قال القائمون المصلون
* قوله تعالى (وأذن في الناس بالحج) الآية * أخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن منيع وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قال رب قد
فرغت فقال أذن في الناس بالحج قال رب وما يبلغ صوتي قال أذن وعلى البلاغ قال رب كيف أقول قال يا أيها
الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق فسمعه من بين السماء والأرض الا ترى انهم يجيئون من أقصى الأرض
يلبون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال لما بنى إبراهيم البيت أوحى الله
إليه أن أذن في الناس بالحج فقال ألا ان ربكم قد اتخذ بيتا وأمركم ان تحجوه فاستجاب له ما سمعه من حجر أو
شجر أو اكمة أو تراب أو شئ فقالوا لبيك اللهم لبيك * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لما أمر الله إبراهيم
أن ينادى في الناس بالحج صعد أبا قبيس فوضع أصبعيه في أذنيه ثم نادى ان الله كتب عليكم الحج فأجيبوا ربكم
فأجابوه بالتلبية في أصلاب الرجال وأرحام النساء وأول من أجابه أهل اليمن فليس حاج يحج من يومئذ إلى أن تقوم
الساعة الا من كان أجاب إبراهيم يومئذ * وأخرج الديلمي بسند واه عن علي رفعه لما نادى إبراهيم بالحج لبى الخلق
فمن لبى تلبية واحدة حج حجة واحدة ومن لبى مرتين حج حجتين ومن زاد فبحساب ذلك * وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس في قوله وأذن في الناس بالحج قال قام إبراهيم عليه السلام على الحجر فنادى يا أيها الناس كتب عليكم الحج
فاسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء فأجاب من آمن ممن سبق في علم الله ان يحج إلى يوم القيامة لبيك اللهم
لبيك * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير وأذن في الناس بالحج قال وقرت في كل ذكر وأنثى * وأخرج ابن
جرير عن سعيد بن جبير قال لما فرغ إبراهيم من بناء البيت أوحى الله إليه أن اذن في الناس بالحج فخرج فنادى
في الناس يا أيها الناس ان ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه فلم يسمعه حينئذ من انس ولا جن ولا شجرة ولا اكمة ولا تراب
ولا جبل ولا ماء ولا شئ الا قال لبيك اللهم لبيك * وأخرج أبو الشيخ في كتاب الاذان عن عبد الله بن الزبير قال اخذ
الاذان من أذان إبراهيم في الحج وأذن في الناس بالحج قال فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن عبيد بن عمير قال لما أمر إبراهيم عليه السلام بدعاء الناس إلى الله استقبل المشرق فدعا ثم استقبل
المغرب فدعا ثم استقبل الشام فدعا ثم استقبل اليمن فدعا فأجيب لبيك لبيك * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي
طلحة ان الله أوحى إلى إبراهيم عليه السلام ان اذن في الناس بالحج فقام على الحجر فقال يا أيها الناس ان الله
يأمركم بالحج فأجابه من كان مخلوقا في الأرض يومئذ ومن كان في أرحام النساء ومن كان في أصلاب الرجال ومن
كان في البحور فقالوا لبيك اللهم لبيك * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال قال جبريل لإبراهيم وأذن في الناس
بالحج قال كيف أؤذن قال قل يا أيها الناس أجيبوا إلى ربكم ثلاث مرات فأجاب العباد فقالوا لبيك اللهم ربنا لبيك
لبيك اللهم ربنا لبيك فمن أجاب إبراهيم يومئذ من الخلق فهو حاج * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال لما فرغ
إبراهيم وإسماعيل من بناء البيت أمر إبراهيم أن يؤذن بالحج فقام على الصفا فنادى بصوت سمعه ما بين المشرق
والمغرب يا أيها الناس أجيبوا إلى ربكم فأجابوه وهم في أصلاب آبائهم فقالوا لبيك قال فإنما يحج البيت اليوم من
أجاب إبراهيم يومئذ * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال لما اذن إبراهيم بالحج قال يا أيها الناس أجيبوا ربكم
فلبى كل رطب ويابس * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن مجاهد قال لما
أمر إبراهيم ان يؤذن في الناس بالحج قام على المقام فنادى بصوت أسمع من بين المشرق والمغرب يا أيها الناس
أجيبوا ربكم * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن مجاهد قال قال إبراهيم
كيف أقول قال قل يا أيها الناس أجيبوا ربكم فما خلق الله من جبل ولا شجر ولا شئ من المطيعين له الا ينادى
354

لبيك اللهم لبيك فصارت التلبية * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال تطاول به المقام حتى كان كأطول
جبل في الأرض فأذن فيهم بالحج فاسمع من تحت البحور السبع وقالوا لبيك أطعنا لبيك أجبنا فكل من حج إلى يوم
القيامة ممن استجاب له يومئذ * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال قيل لإبراهيم اذن في الناس بالحج قال يا رب
كيف أقول قال قل لبيك اللهم لبيك فكان إبراهيم أول من لبى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال
لما أمر إبراهيم بالحج قام على المقام فنادى نداء سمعه جميع أهل الأرض ألا ان ربكم قد وضع بيتا وأمركم ان تحجوه
فجعل الله في أثر قدميه آية في الصخرة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء قال صعد إبراهيم على الصفا
فقال يا أيها الناس أجيبوا ربكم فاسمع من كان حيا في أصلاب الرجال * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير
قال أجاب إبراهيم كل جنى وإنسي وكل شجر وحجر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في شعب
الايمان عن ابن عباس قال لما أمر إبراهيم أن يؤذن في الناس تواضعت له الجبال ورفعت له الأرض فقام فقال
يا أيها الناس أجيبوا ربكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال صعد إبراهيم أبا قبيس فقال الله أكبر الله
أكبر أشهد ان لا إله إلا الله واشهد ان إبراهيم رسول الله أيها الناس ان الله أمرني ان أنادي في الناس بالحج أيها
الناس أجيبوا ربكم فأجابه من اخذ الله ميثاقه بالحج إلى يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله
وأذن في الناس بالحج يعنى بالناس أهل القبلة ألم تسمع انه قال إن أول بيت وضع للناس إلى قوله ومن دخله كان
آمنا يقول ومن دخله من الناس الذين أمر أن يؤذن فيهم وكتب عليهم الحج * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس
يأتوك رجالا قال مشاة وعلى كل ضامر قال الإبل يأتين من كل فج عميق قال بعيد * وأخرج الخطيب في تاريخه عن
محمد بن كعب القرظي قال سمعت ابن عباس يقول ما آسى على شئ الا انى لم أكن حججت راجلا لأني سمعت الله
يقول يأتوك رجالا وعلى كل ضامر وهكذا كان يقرؤها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما آسى على شئ فاتني الا انى لم أحج ماشيا
حتى أدركني الكبر اسمع الله تعالى يقول يأتوك رجالا وعلى كل ضامر فبدأ بالرجال قبل الركبان * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير عن مجاهد ان إبراهيم وإسماعيل حجا وهما ماشيان * وأخرج ابن خزيمة والحاكم وصححه
والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حج من مكة ماشيا حتى
يرجع إلى مكة كتب الله له بكل خطوة سبعمائة حسنة من حسنات الحرم قيل وما حسنات الحرم قال بكل حسنة
مائة ألف حسنة * وأخرج ابن سعد وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للحاج الراكب بكل خطوة تخطوها راحلته سبعين حسنة وللماشي بكل
قدم سبعمائة حسنة من حسنات الحرم قيل يا رسول الله وما حسنات الحرم قال الحسنة مائة ألف حسنة
* وأخرج البيهقي وضعفه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الملائكة لتصافح
ركاب الحجاج وتعتنق المشاة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يأتوك رجالا قال على
أرجلهم وعلى كل ضامر قال الإبل يأتون من كل فج عميق يعنى مكان بعيد * وأخرج ابن جرير وعبد الرزاق عن
مجاهد رضي الله عنه قال كانوا يحجون ولا يتزودون فأنزل الله وتزودوا الآية وكانوا يحجون ولا يركبون فأنزل
الله يأتوك رجالا وعلى كل ضامر فأمرهم بالزاد ورخص لهم في الركوب والمتجر * وأخرج الطستي في مسائله
عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله من كل فج عميق قال طريق بعيد قال وهل تعرف العرب ذلك
قال نعم أما سمعت قول الشاعر
فساروا العناء وسدوا الفجاج * بأجساد عالها آيدات
* وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يأتوك رجالا وعلى كل ضامر قال هم المشاة والركبان
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله كل ضامر قال ما تبلغه المطي حتى تضمر
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله من كل فج عميق قال طريق
بعيد * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن المنذر عن أبي العالية رضي الله عنه
355

من كل فج عميق قال مكان بعيد * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه مثله * وأخرج عبد
الرزاق في المصنف عن عبيد بن عمير قال لقى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ركبا يريدون البيت فقال من أنتم
فأجابه أحدثهم سنا فقال عباد الله المسلمون فقال من أين جئتم قال من الفج العميق قال أين تريدون قال البيت
العتيق فقال عمر رضي الله عنه تأولها لعمر الله فقال عمر رضي الله عنه من أميركم فأشار إلى شيخ منهم فقال
عمر بل أنت أميرهم لأحدثهم سنا الذي أجابه * قوله تعالى (ليشهدوا منافع لهم) * أخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ليشهدوا منافع لهم قال أسواقا كانت لهم
ما ذكر الله منافع الا الدنيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ليشهدوا منافع لهم
قال منافع في الدنيا ومنافع في الآخرة فاما منافع الآخرة فرضوان الله عز وجل وأما منافع الدنيا فما يصيبون
من لحوم البدن في ذلك اليوم والذبائح والتجارات * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه
ليشهدوا منافع لهم قال الاجر في الآخرة والتجارة في الدنيا * قوله تعالى (ويذكروا اسم الله) * أخرج ابن أبي
حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله ويذكروا اسم الله قال فيما ينحرون من البدن * وأخرج عبد بن حميد
وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ويذكروا اسم الله قال كان يقال إذا ذبحت نسيكتك فقل بسم الله والله
أكبر اللهم هذا منك ولك عن فلان ثم كل واطعم كما أمرك الله الجار والأقرب فالأقرب * قوله تعالى (في أيام
معلومات) * أخرج أبو بكر المروزي في كتاب العيدين وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الأيام
المعلومات أيام العشر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
الأيام المعلومات يوم النحر وثلاثة أيام بعده * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في أيام معلومات
يعنى أيام التشريق * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في أيام معلومات يعنى أيام التشريق على
ما رزقهم من بهيمة الأنعام يعنى البدن * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنه قال الأيام
المعلومات والمعدودات هن جميعهن أربعة أيام فالمعلومات يوم النحر ويومان بعده والمعدودات ثلاثة أيام بعد يوم
النحر * وأخرج ابن المنذر عن علي رضي الله عنه قال الأيام المعلومات يوم النحر وثلاثة أيام بعده * وأخرج عبد
ابن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله في أيام معلومات قال قبل يوم التروية بيوم ويوم
التروية ويوم عرفة * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء ومجاهد رضي الله عنه قال الأيام المعلومات أيام العشر
* وأخرج عن سعيد بن جبير والحسن رضي الله عنه مثله * قوله تعالى (فكلوا منها) الآية * أخرج عبد
الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم رضي الله عنه قال كان المشركون
لا يأكلون من ذبائح نسائكهم فأنزل الله فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير فرخص للمسلمين فمن شاء أكل
ومن شاء لم يأكل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن مجاهد في الآية قال هي
رخصة ان شاء أكل وان شاء لم يأكل بمنزلة قوله وإذا حللتم فاصطادوا * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء فكلوا منها
وأطعموا قال إذا ذبحتم فاهدوا وكلوا وأطعموا وأقلوا لحوم الأضاحي عندكم * وأخرج عبد بن حميد عن أبي
صالح الحنفي رضي الله عنه فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير قال هي في الأضاحي * وأخرج عبد بن حميد عن
عطاء رضي الله عنه قال إن شاء أكل من الهدى والأضحية وان شاء لم يأكل * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله فكلوا منها ان ابن مسعود كان يقول للذي يبعث يهديه معه كل ثلثا وتصدق بالثلث واهد
لآل عتبة ثلثا * وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله قال نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل جزور
بضعة فجعلت في قدر فاكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى من اللحم وحسوا من المرق قال سفيان لان الله يقول
فكلوا منها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وأطعموا البائس قال الزمن * وأخرج الطستي عن ابن
عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قول الله وأطعموا البائس الفقير قال البائس الذي لم يجد شيئا من
شدة الحاجة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت طرفة وهو يقول
يغشاهم البائس المدقع * والضيف وجار مجاور جنب
356

* وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ومجاهد قالا البائس الذي يمد كفيه إلى الناس يسأل * وأخرج ابن أبي حاتم
وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال البائس المضطر الذي عليه البؤس والفقير الضعيف * وأخرج ابن
المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله البائس الفقير قال هما سواء وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه
قال البائس الفقير الذي به زمانة وهو فقير * قوله تعالى (ثم ليقضوا تفثهم) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عمر رضي الله عنه قال التفث المناسك كلها * وأخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال التفث قضاء
النسك كله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
انه قال في التفث حلق الرأس والاخذ من العارضين ونتف الإبط وحلق العانة والوقوف بعرفة والسعي
بين الصفا والمروة ورمى الجمار وقص الأظفار وقص الشارب والذبح * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ثم ليقضوا تفثهم قال يعنى بالتفث وضع احرامهم من حلق الرأس
ولبس الثياب وقص الأظفار ونحو ذلك وليوفوا نذورهم قال يعنى نحر ما نذروا من البدن * واخرج عبد بن
حميد عن عكرمة رضي الله عنه ثم ليقضوا تفثهم قال التفث كل شئ أحرموا وليوفوا نذورهم قال هو الحج
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال ليقضوا
تفثهم قال حلق الرأس والعانة ونتف الإبط وقص الشارب والأظفار ورمى الجمار وقص اللحية وليوفوا
نذورهم قال نذر الحج * وأخرج ابن أبى شيبة عن محمد بن كعب قال التفث حلق العانة ونتف الإبط وأخذ من
الشارب وتقليم الأظفار * واخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ وليوفوا نذورهم مثقلة بجزم اللام
وليطوفوا بجزم اللام مثقلة * قوله تعالى (وليطوفوا بالبيت العتيق) * أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله وليطوفوا قال هو الطواف الواجب يوم النحر * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن
حميد عن الضحاك رضي الله عنه في قوله وليطوفوا قال هو الطواف الواجب يوم النحر * وأخرج سعيد بن منصور
وعبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه في قوله وليطوفوا قال طواف الزيارة * واخرج ابن جرير وابن المنذر عن
ابن عباس رضي الله عنهما وليطوفوا قال يعنى زيارة البيت ولفظ ابن جرير هو طواف الزيارة يوم النحر * وأخرج
البخاري في تاريخه والترمذي وحسنه وابن جرير والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل
عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما سمى الله البيت العتيق لان الله أعتقه
من الجبابرة فلم يظهر عليه جبار قط * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
البيت العتيق لأنه أعتق من الجبابرة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد رضي الله عنه قال انما سمى البيت العتيق لأنه أعتق من الجبابرة لم يدعه جبار قط وفى لفظ فليس في
الأرض جبار يدعى انه له * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال انما سمى البيت العتيق
لأنه لم يرده أحد بسوء الا هلك * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال انما سمى
البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق في زمان نوح * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال انما سمى
العتيق لأنه أول بيت وضع * وأخرج ابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
انما جعل الطواف بالبيت ملاذا لان الله لما خلق آدم أمر إبليس بالسجود له فأبى فغضب الرحمن فلاذت الملائكة
بالبيت حتى سكن غضبه * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت هذه
الآية وليطوفوا بالبيت العتيق طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورائه وأخرج سفيان بن عيينة والطبراني
والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال الحجر من البيت لان رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف
بالبيت من ورائه قال الله وليطوفوا بالبيت العتيق * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال طواف الوداع
واجب وهو قول الله وليطوفوا بالبيت العتيق * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي جمرة قال قال لي ابن عباس أتقرأ
سورة الحج يقول الله وليطوفوا بالبيت العتيق قال فان آخر المناسك الطواف بالبيت * وأخرج الحاكم وصححه
357

عن ابن عباس قال كانوا ينفرون من منى إلى وجوههم فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون آخر
عهدهم بالبيت ورخص للحائض * وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي سعيد الخدري قال من طاف بهذا البيت
سبعا لا يتكلم فيه الا بتكبير أو تهليل كان عدل رقبة * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر قال من طاف
بالبيت أسبوعا وصلى ركعتين كان مثل يوم ولدته أمه * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال من طاف
بالبيت كان عدل رقبة * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عمر قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من طاف بالبيت سبعا يحصيه كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحيت عنه سيئة
ورفعت له درجة وكان له عدل رقبة * وأخرج ابن عدي والبيهقي عن أبي عقال قال طفت مع انس في مطر فقال
لنا استأنفوا العمل فقد غفر لكم طفت مع نبيكم صلى الله عليه وسلم في مثل هذا اليوم فقال استأنفوا العمل فقد
غفر لكم * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن محمد بن المنكدر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من طاف حول البيت أسبوعا لا يلغو فيه كان عدل رقبة يعتقها * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال من
طاف بالبيت خمسين أسبوعا خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن
جبير بن مطعم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا بنى عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أي ساعة
شاء من ليل أو نهار * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء أنه طاف بالبيت بعد العصر وصلى ركعتين فقيل
له فقال إنها ليست كسائر البلدان * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا
طاف بالبيت استلم الحجر والركن في كل طواف * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال رأيت عمر بن
الخطاب قبل الحجر وسجد عليه ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الركن اليماني ووضع خده عليه
* وأخرج الحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال كان ابن عباس يقول احفظوا هذا الحديث وكان يرفعه إلى
النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو به بين الركنين رب قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلف على كل غائبة بخير
* وأخرج الترمذي والحاكم وصححه عن ابن عباس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الطواف بالبيت
مثل الصلاة الا أنكم تتكلمون فمن تكلم فلا يتكلم الا بخير * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس أن النبي
صلى الله عليه وسلم شرب ماء في الطواف * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب عن عبد الأعلى التيمي
قال قالت خديجة رضي الله عنها يا رسول الله ما أقول وأنا أطوف بالبيت قال قولي اللهم اغفر ذنوبي وخطئي
وعمدي واسرا في أمرى انك ان لا تغفر لي تهلكني * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن ابن جريج قال قلت العطاء
أسمعت ابن عباس قال انما أمرتم بالطواف به ولم تؤمروا بدخوله قال لم يكن نهانا عن دخوله ولكن سمعته
يقول أخبرني أسامة بن زيد ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل البيت فلما خرج ركع ركعتين في قبل البيت
وقال هذه القبلة * وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندي وهو
قرير العين طيب النفس ثم رجع وهو حزين فقلت يا رسول الله خرجت من عندي وأنت كذا وكذا قال انى
دخلت الكعبة وددت انى لم أكن فعلته انى أخاف ان أكون أتعبت أمتي من بعدي * وأخرج الحاكم وصححه
عن عائشة انها كانت تقول عجبا للمرء المسلم إذا دخل الكعبة حين يرفع بصره قبل السقف يدع ذلك اجلالا لله
وإعظاما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة ما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها * قوله تعالى
(ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) * أخرج ابن أبي شبية وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله ذلك ومن يعظم حرمات الله قال الرحمة الحج والعمرة وما نهى الله عنه من معاصيه كلها
* وأخرج عبد بن حميد عن عطاء وعكرمة ذلك ومن يعظم حرمات الله قال المعاصي * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد
في قوله ومن يعظم حرمات الله قال الحرمات المشعر الحرام والبيت الحرام والمسجد الحرام والبلد الحرام * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن ماجة وابن أبي حاتم عن عياش بن أبي ربيعة المخزومي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لن تزال
هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها يعنى مكة فإذا ضيعوا ذلك هلكوا * قوله تعالى (فاجتنبوا)
الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فاجتنبوا الرجس من الأوثان يقول اجتنبوا طاعة الشيطان
358

في عبادة الأوثان واجتنبوا قول الزور يعنى الافتراء على الله والتكذيب به * وأخرج أحمد والترمذي وابن
جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أيمن بن خريم قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال يا أيها الناس
عدلت شهادة الزور اشراكا بالله ثلاثا ثم قرأها فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور * وأخرج
أحمد وعبد بن حميد وأبو داود وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه
والبيهقي في الشعب عن خريم بن فاتك الأسدي قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فلما انصرف
قائما قال عدلت شهادة الزور الاشراك بالله ثلاثا ثم تلا هذه الآية واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به
* وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأكبر
الكبائر قلنا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور الا وشهادة
الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر والطبراني والخرائطي في مكارم الأخلاق والبيهقي عن ابن مسعود قال شهادة الزور تعدل بالشرك
بالله ثم قرأ فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد واجتنبوا قول الزور قال الكذب * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل
واجتنبوا قول الزور يعنى الشرك بالكلام وذلك أنهم كانوا يطوفون بالبيت فيقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك
لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله حنفاء لله غير
مشركين به قال حجاجا لله غير مشركين به وذلك أن الجاهلية كانوا يحجون مشركين فلما أظهر الله الاسلام قال الله
للمسلمين حجوا الآن غير مشركين بالله * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر الصديق قال كان الناس يحجون وهم
مشركون فكانوا يسمونهم حنفاء الحجاج فنزلت حنفاء لله غير مشركين به * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن
القاسم مولى أبى بكر الصديق قال كان ناس من مضر وغيرهم يحجون البيت وهم مشركون وكان من لا يحج
البيت من المشركين يقولون قولوا حنفاء فقال الله حنفاء لله غير مشركين به يقول حجاجا غير مشركين به * وأخرج
ابن المنذر عن السدى قال ما كان في القرآن من حنفاء قال مسلمين وما كان حنفاء مسلمين فهم حجاج * وأخرج
عبد بن حميد عن مجاهد حنفاء قال حجاجا * وأخرج عن الضحاك مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد حنفاء قال متبعين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ومن يشرك
بالله فكأنما خر من السماء الآية قال هذا مثل ضربه الله لمن أشرك بالله في بعده من الهدى وهلاكه
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله في مكان سحيق قال بعيد * قوله
تعالى (ذلك ومن يعظم شعائر الله) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ذلك ومن يعظم شعائر
الله قال البدن * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ذلك ومن
يعظم شعائر الله قال الاستسمان والاستحسان والاستعظام وفى قوله لكم فيها منافع إلى أجل مسمى قال إلى أن
تسمى بدنا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ذلك ومن يعظم شعائر الله
قال استعظام البدن واستسمانها واستحسانها لكم فيها منافع إلى أجل مسمى قال ظهورها وأوبارها وأشعارها
وأصوافها إلى أن تسمى هديا فإذا سميت هديا ذهبت المنافع ثم محلها يقول حين يسمى إلى البيت العتيق * وأخرج
سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك وعطاء في الآية قال المنافع فيها الركوب
عليها إذا احتاج وفى أوبارها وألبانها والأجل المسمى إلى أن تقلد فتصير بدنا ثم محلها إلى البيت العتيق قالا إلى يوم
النحر تنحر بمنى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله ثم محلها إلى البيت العتيق قال إذا دخلت
الحرم فقد بلغت محلها * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن
موسى في قوله ذلك ومن يعظم شعائر الله قال الوقوف بعرفة من شعائر الله وبجمع من شعائر الله والبدن من شعائر
الله ورمى الجمار من شعائر الله والحلق من شعائر الله فمن يعظمها فإنها من تقوى القلوب لكم فيها منافع إلى أجل
مسمى قال لكم في كل مشعر منها منافع إلى أن تخرجوا منه إلى غيره ثم محلها إلى البيت العتيق قال محل هذه
359

الشعائر كلها الطواف بالبيت العتيق * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء أنه سئل عن شعائر الله قال حرمات الله
اجتناب سخط الله واتباع طاعته فذلك شعائر الله * قوله تعالى (ولكل أمة جعلنا منسكا) * أخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله ولكل أمة جعلنا منسكا قال عيدا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولكل أمة جعلنا منسكا قال اهراق الدماء * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عكرمة ولكل أمة جعلنا منسكا قال ذبحا * وأخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمر أن
رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت بعيد الأضحى جعله الله
لهذه الأمة قال الرجل فان لم نجد الا ذبيحة أنثى أو شاة أهلي أذبحها قال لا ولكن قلم أظفارك وقص شاربك واحلق
عانتك فذلك تمام أضحيتك عند الله * وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن أبي هريرة قال نزل جبريل
فقال النبي صلى الله عليه وسلم كيف رأيت عيدنا فقال لقد تباهى به أهل السماء اعلم يا محمد ان الجذع من الضأن
خير من السيد من المعز وان الجذع من الضان خير من السيد من البقر وان الجذع من الضان خير من السيد
من الإبل ولو علم الله خيرا منه فدى بها إبراهيم * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم انه قال في هذه الآية ولكل
أمة جعلنا منسكا انه مكة لم يجعل الله لامة قط منسكا غيرها * قوله تعالى (ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من
بهيمة الأنعام) * أخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن جابر بن عبد الله ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم صلى للناس يوم النحر فلما فرغ خطبته وصلاته دعا بكبش فذبحه وهو بنفسه وقال بسم
الله والله أكبر اللهم هذا عنى وعمن لن يضح من أمتي * وأخرج أحمد وأبو داود وابن ماجة وابن أبي حاتم والحاكم
وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن جابر قال ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين في يوم عيد فقال
حين وجههما وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين ان صلاتي ونسكي
ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين اللهم منك ولك وعن محمد وأمته ثم سمى
الله وكبر وذبح * وأخرج ابن أبي الدنيا في الأضاحي والبيهقي في الشعب عن علي أنه قال حين ذبح وجهت وجهي
للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين
لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة عن أنس ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين فسمى وكبر * وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عمر رضي الله عنه
انه كان إذا ذبح قال بسم الله والله أكبر اللهم منك ولك اللهم تقبل منى * قوله تعالى (فله أسلموا) * أخرج
ابن أبي حاتم عن مقاتل فله أسلموا يقول فله أخلصوا * قوله تعالى (وبشر المخبتين) * أخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وبشر المخبتين قال المطمئنين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد
ابن حميد وابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في ذم الغضب وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عمرو
ابن أوس وبشر المخبتين قال المخبتون الذين لا يظلمون الناس وإذا ظلموا لم ينتصروا * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه وبشر المخبتين قال المتواضعين * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى رضي الله عنه وبشر المخبتين قال الوجلين * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه انه كان إذا رأى الربيع بن خثيم قال وبشر المخبتين وقال له ما رأيتك الا ذكرت المخبتين * قوله
تعالى (الذين إذا ذكر الله) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم عند
ما يخوفون والصابرين على ما أصابهم من البلاء والمصيبات والمقيمي الصلاة يعنى إقامتها بأداء ما استحفظهم الله
فيها * قوله تعالى (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله) * أخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه
انه قرأ والبدن خفيفة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال لا نعلم البدن
الا من الإبل والبقر * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عمر رضي الله عنه قال البدنة ذات الخف * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنه قال البدنة ذات البدن من الإبل والبقر * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال ليس البدن الا من الإبل * وأخرج ابن أبي
360

شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الكريم قال اختلف عطاء والحكم فقال عطاء البدن من
الإبل والبقر وقال الحكم من الإبل * وأخرج ابن أبى شيبة عن سعيد بن المسيب قال البدن البعير والبقرة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال البدن من البقر * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
عن يعقوب الرياحي عن أبيه قال أوصى إلى رجل وأوصى ببدنة فاتيت ابن عباس رضي الله عنه فقلت له ان رجلا
أوصى إلى وأوصى إلى ببدنة فهل تجزئ عنى بقرة قال نعم ثم قال ممن صاحبكم فقلت من بنى رياح قال ومتى تقتنى
اقتنى بنو رياح البقر إلى الإبل 7 وهو صاحبكم انما البقر للأسد وعبد القيس * وأخرج بن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال انما سميت البدن من قبل السمانة * قوله تعالى
(لكم فيها خير) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم في قوله لكم فيها خير قال هي البدنة
ان احتاج إلى ظهر ركب أو إلى لبن شرب * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله لكم فيها خير قال لكم أجر ومنافع للبدن * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن
ماجة والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله ما هذه
الأضاحي قال سنة أبيكم إبراهيم قال فما لنا فيها يا رسول الله قال بكل شعرة حسنة قالوا فالصوف قال بكل شعرة من
الصوف حسنة * وأخرج ابن عدي والدارقطني والطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنفقت الورق في شئ أفضل من نحيرة في يوم عيد * وأخرج الترمذي
وحسنه وابن ماجة والحاكم وصححه عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما عمل ابن آدم
يوم النحر عملا أحب إلى الله من هراقة دم وانها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها وان الدم ليقع من
الله بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفسا * وأخرج ابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجد سعة لان يضحى فلم يضح فلا يقربن مصلانا * وأخرج
ابن أبي حاتم عن مالك بن أنس قال حج سعيد بن المسيب وحج معه ابن حرملة فاشترى سعيد كبشا فضحى به واشترى
ابن حرملة بدنة بستة دنانير فنحرها فقال له سعيدا ما كان لك فينا أسوة فقال انى سمعت الله يقول والبدن جعلناها
لكم من شعائر الله لكم فيها خير فأحببت ان آخذ الخير من حيث دلني الله عليه فأعجب ذلك ابن المسيب منه وجعل
يحدث بها عنه * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن عيينة قال حج صفوان بن سليم ومعه سبعة دنانير فاشترى
بها بدنة فقيل له ليس معك الا سبعة دنانير تشترى بها بدنة فقال انى سمعت الله يقول لكم فيها خير * وأخرج
قاسم بن أصبغ وابن عبد البر في التمهيد عن عائشة رضي الله عنها قالت يا أيها الناس ضحوا وطيبوا بها
نفسا فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يوجه بأضحيته إلى القبلة الا كان دمها وقرنها
وصوفها حسنات محضرات في ميزانه يوم القيامة فان الدم ان وقع في التراب فإنما يقع في حرز الله حتى يوفيه صاحبه
يوم القيامة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعملوا قليلا تجزوا كثيرا * وأخرج أحمد عن أبي الأشد السلمي عن
أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أفضل الضحايا أغلاها وأسمنها * وأخرج ابن أبي شيبة عن
طاوس قال ما أتفق الناس من نفقة أعظم أجرا من دم يهراق يوم النحر الا رحما محتاجة يصلها * وأخرج ابن أبي
شيبة عن مجاهد في قوله لكم فيها خير قال إن احتاج إليه اللبن شرب وان احتاج إلى الركوب ركب وان احتاج إلى
الصوف أخذ * وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة قال قال رجل لابن عباس أيركب الرجل البدنة على غير مثقل
قال ويحلبها على غير مجهد * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه قال يركب الرجل بدنته بالمعروف
* وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اركبوا الهدى بالمعروف حتى تجدوا
ظهرا * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم رخص لهم أن يركبوها إذا
احتاجوا إليها * وأخرج مالك وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله
عليه وسلم رأى رجلا يسوق بدنة فقال اركبها قال إنها بدنة قال اركبها ويلك أو ويحك وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يسوق بدنة أو هدبة فقال اركبها فقال إنها بدنة أو هدية قال وان كانت
361

* قوله تعالى (فاذكروا اسم الله عليها صواف) * أخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الأضاحي وابن أبي
حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن أبي ظبيان قال سالت ابن عباس عن قوله فاذكروا اسم الله عليها
صواف قال إذا أردت أن تنحر البدنة فأقمها على ثلاث قوائم معقولة ثم قل بسم الله والله أكبر اللهم منك ولك
* وأخرج الفريابي وأبو عبيد وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله صواف قال قياما معقولة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عمر أنه نحر بدنة وهي قائمة معقولة إحدى يديها وقال صواف كما قال الله عز وجل * وأخرج ابن أبي
شيبة والبخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا أناخ بدنته وهو ينحرها فقال ابعثها قياما مقيدة
سنة محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سابط أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا
يعقلون من البدنة اليسرى وينحرونها قائمة على ما هي من قوائمها * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنه
أنه كان ينحرها وهي معقولة يدها اليمنى * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن في البدنة كيف تنحر قال تعقل يدها
اليسرى وينحرها من قبل يدها اليمنى * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد أنه كان يعقل يدها اليسرى إذا أراد
أن ينحرها * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء قال أعقل أي اليدين شئت * وأخرج ابن الأنباري في المصاحف
والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ فاذكروا اسم الله عليها صوافن * وأخرج ابن
الأنباري عن مجاهد في قوله صوافن قال معقولة على ثلاثة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن الأنباري
عن قتادة قال كان عبد الله بن مسعود يقرأ فاذكروا اسم الله عليها صوافن أي معقولة قياما * وأخرج عبد بن
حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه كان يقرؤها صوافن قال رأيت ابن عمر ينحر بدنته وهي على ثلاثة
قوائم قياما معقولة * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في
سننه عن مجاهد قال من قرأها صوافن قال معقولة ومن قرأها صواف قال يصف بين يديها ولفظ عبد بن حميد
من قرأها صواف فهي قائمة مضمومة يديها ومن قرأها صوافن قياما معقولة ولفظ ابن أبي شيبة الصواف على
أربع والصوافن على ثلاثة * وأخرج عبد الرزاق وأبو عبيد وعبد حميد وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف
وابن أبي حاتم عن الحسن أنه كان يقرؤها صواف قال خالصة لله قال كانوا يذبحونها لأصنامهم * وأخرج أبو
عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم أنه قرأ فاذكروا اسم الله عليها صوافي بالياء منتصبة وقال خالصة
لله من الشرك لانهم كانوا يشركون في الجاهلية إذا نحروها * قوله تعالى (فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها)
* أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس فإذا وجبت قال سقطت على جنبها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس فإذا وجبت قال نحرت * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد فإذا وجبت جنوبها قال إذا سقطت
إلى الأرض * وأخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه وأبو نعيم في الدلائل عن عبد الله بن قرط قال قدم إلى
النبي صلى الله عليه وسلم بدنات خمس أو ست فطفقهن يزدلفن إليه بأيتهن يبدأ فلما وجبت جنوبها قال من شاء
اقتطع * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر انه كان يطعم من بدنه قبل ان يأكل منها ويقول فكلوا منها وأطعموا
هما سواء * وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال كانوا لا يأكلون من شئ جعلوه لله ثم رخص لهم ان يأكلوا من
الهدى والأضاحي وأشباهه * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي قال لا يؤكل من النذر ولا من الصيد ولا مما جعل
للمساكين * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال لا يؤكل من النذر ولا من الكفارة ولا مما جعل
للمساكين * قوله تعالى (وأطعموا القانع والمعتر) * أخرج ابن أبي شيبة عن معاذ قال أمرنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان نطعم من الضحايا الجار والسائل والمتعفف * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر انه كان يعنى فتلا
هذه الآية فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر وقال لغلام معه هذا القانع الذي يقنع بما آتيته * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال القانع المتعفف والمعتر السائل * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس القانع
الذي يقنع بما أوتى والمعتر الذي يعترض * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال القانع الذي يجلس في بيته
* وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله القانع والمعتر قال القانع
362

الذي يقنع بما أعطى والمعتر الذي يعتر من الأبواب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
وهو يقول على مكثريهم حق من يعتريهم * وعند المقلين السماحة والبذل
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن عباس انه سئل عن هذه الآية قال أما القانع فالقانع
بما أرسلت إليه في بيته والمعتر الذي يعتريك * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد مثله * وأخرج ابن المنذر عن
ابن عباس قال القانع الذي يسأل والمعتر الذي يعترض ولا يسأل * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن سعيد
ابن جبير قال القانع السائل الذي يسأل ثم أنشد قول الشاعر
لمال المرء يصلحه فيبقى * معاقرة أعف من القنوع
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن الحسن قال القانع الذي يقنع إليك بما في يديك والمعتر الذي يتصدى
إليك لتطعمه ولفظ ابن أبي شيبة والمعتر الذي يعتريك يريك نفسه ولا يسألك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد والبيهقي في سننه عن مجاهد قال القانع الطامع بما قبلك ولا يسألك والمعتر الذي يعتريك ولا يسألك
* وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال القانع الذي يسأل فيعطى في يديه والمعتر الذي يعتر فيطوف
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال القانع أهل مكة والمعتر سائر الناس * وأخرج ابن أبي شيبة
عن مجاهد مثله * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال القانع السائل والمعتر معتر البدن * وأخرج البيهقي
في سننه عن مجاهد قال البائس الذي يسأل بيده إذا سأل والقانع الطامع الذي يطمع في ذبيحتك من جيرانك
والمعتر الذي يعتريك بنفسه ولا يسألك يتعرض لك * وأخرج عبد بن حميد عن القاسم بن أبي بزة انه سئل عن
هذه الآية ما الذي آكل وما الذي أعطى القانع والمعتر قال اقسمها ثلاثة أجزاء قيل ما القانع قال من كان حولك
قيل وان ذبح قال وان ذبح والمعتر الذي يأتيك ويسألك * قوله تعالى (لن ينال الله لحومها) * أخرج ابن المنذر
وابن مردويه عن ابن عباس قال كان المشركون إذا ذبحوا استقبلوا الكعبة بالدماء فينضحون بها نحو الكعبة
فأراد المسلمون ان يفعلوا ذلك فأنزل الله لن ينال الله لحومها ولا دماؤها الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج
قال كان أهل الجاهلية ينضحون البيت بلحوم الإبل ودمائها فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنحن أحق
ان ننضح فأنزل الله لن ينال الله لحومها الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال النصب ليست
بأصنام الصنم يصور وينقش وهذه حجارة تنصب ثلثمائة وستون حجرا فكانوا إذا ذبحوا انضحوا الدم على ما أقبل
من البيت وشرحوا اللحم وجعلوه على الحجارة فقال المسلمون يا رسول الله كان أهل الجاهلية يعظمون البيت
بالدم فنحن أحق ان نعظمه فكان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكره ما قالوا فنزلت لن ينال الله لحومها ولا دماؤها
* وأحرج ابن أبى حاتم عن مقاتل بن حيان لن ينال الله قال لن يرفع إلى الله لحومها ولا دماؤها ولكن نحر البدن
من تقوى الله وطاعته يقول يرفع إلى الله منكم الأعمال الصالحة والتقوى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن إبراهيم ولكن يناله التقوى منكم قال ما التمس به وجه الله تعالى * وأخرج ابن المنذر عن
الضحاك رضي الله عنه ولكن يناله التقوى منكم يقول إن كانت من طيب وكنتم طيبين وصل إلى أعمالكم
وتقبلتها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ولتكبروا الله على ما هداكم قال على ذبحها في تلك الأيام
* وأخرج الحاكم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن الحسن قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
نلبس أجود ما نجد وان نتطيب بأجود ما نجد وان نضحي بأسمن ما نجد والبقرة عن سبعة والجزور عن سبعة وان
نظهر التكبير وعلينا السكينة والوقار والله أعلم * قوله تعالى (ان الله يدفع عن الذين آمنوا) الآية * أخرج
عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ان الله يدافع بالألف ورفع الياء * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله ان الله يدافع عن الذين آمنوا قال والله ما يضيع الله رجلا قط حفظ له دينه * وأخرج ابن أبي حاتم عن
سفيان في قوله ان الله لا يحب قال لا يقرب * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال كل شئ في القرآن كفور يعنى به
الكفار * قوله تعالى (أذن للذين يقاتلون) الآية * أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والترمذي
وحسنه والنسائي وابن ماجة والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني والحاكم
363

وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر
أخرجوا نبيهم انا لله وانا إليه راجعون ليهلكن القوم فنزلت أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا الآية وكان ابن
عباس يقرؤها أذن قال أبو بكر فعلمت انه سيكون قتال قال ابن عباس وهي أول آية نزلت في القتال * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن مجاهد قال خرج ناس مؤمنون
مهاجرين من مكة إلى المدينة فاتبعهم كفار قريش فأذن لهم في قتالهم فأنزل الله أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا
الآية فقاتلوهم * وأخرج ابن أبى حاتم عن عروة بن الزبير ان أول آية أنزلت في القتال حين ابتلى المسلمون بمكة
وسطت بهم عشائرهم ليفتنوهم عن الاسلام وأخرجوهم من ديارهم وتظاهروا عليهم فأنزل الله أذن للذين
يقاتلون بأنهم ظلموا الآية وذلك حين أذن الله لرسوله بالخروج وأذن لهم بالقتال * وأخرج عبد الرزاق وابن
المنذر عن أبي هريرة قال كانت أول آية نزلت في القتال أذن للذين يقاتلون الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
زيد في قوله أذن للذين يقاتلون قال أذن لهم في قتالهم بعد ما عفى عنهم عشر سنين * وأخرج ابن أبي حاتم عن
سعيد بن جبير في قوله أذن للذين يقاتلون قال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأنهم ظلموا يعنى ظلمهم أهل
مكة حين أخرجوهم من ديارهم * وأخرج ابن أبي شيبة عن محمد بن سيرين قال أشرف عليهم عثمان من القصر
فقال ائتوني برجل قارئ كتاب الله فاتوه بصعصعة بن صوحان فتكلم بكلام فقال أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا
وان الله على نصرهم لقدير فقال له عثمان كذبت ليست لك ولا لأصحابك ولكنها لي ولأصحابي * قوله تعالى
(الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق) الآيتين * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس الذين
أخرجوا من ديارهم أي من مكة إلى المدينة بغير حق يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه * وأخرج عبد بن حميد
وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عثمان بن عفان قال فينا نزلت هذه الآية الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق
والآية بعدها أخرجنا من ديارنا بغير حق ثم مكنا في الأرض فأقمنا الصلاة وآتينا الزكاة وأمرنا بالمعروف ونهينا
عن المنكر فهي لي ولأصحابي * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ثابت بن عوسجة
الخضيري قال حدثني سبعة وعشرون من أصحاب على وعبد الله منهم لاحق بن الأقمر والعيزار بن جرول وعطية
القرظي ان عليا قال انما نزلت هذه الآية في أصحاب محمد ولولا دفع الله الناس الآية قال لولا دفع الله بأصحاب محمد
عن التابعين لهدمت صوامع * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ولولا دفع 7 الله الناس بغير الألف * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن زيد ولولا دفع الله الناس الآية قال لولا القتال والجهاد * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في
الآية قال دفع المشركون بالمسلمين * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
في الآية قال منع بعضهم ببعض في الشهادة وفى الحق وفيما يكون مثل هذا يقول لولا هذا لهلكت هذه الصوامع
وما ذكر معها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لهدمت صوامع الآية قال الصوامع
التي تكون فيها الرهبان والبيع مساجد اليهود وصلوات كنائس النصارى والمساجد مساجد المسلمين
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس قال البيع بيت النصارى وصلوات كنائس اليهود * وأخرج
ابن أبى حاتم عن الضحاك قال صلوات كنائس اليهود يسمون الكنيسة صلاة * وأخرج ابن أبى حاتم عن عاصم
الجحدري انه قرأ وصلوات قال الصلوات دون الصوامع قال وكيف تهدم الصلاة * وأخرج عبد بن حميد عن أبي
العالية قال البيع بيع النصارى والصلوات بيع صغار للنصارى * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن
أبى حاتم عن أبي العالية في الآية قال صوامع الرهبان وبيع النصارى وصلوات مساجد الصابئين يسمونها
بصلوات * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله صوامع قال هي للصابئين وبيع
للنصارى وصلوات كنائس اليهود ومساجد للمسلمين * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن
مجاهد في الآية قال الصوامع صوامع الرهبان وبيع كنائس وصلوات ومساجد لأهل الكتاب ولأهل الاسلام
بالطرق * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله وصلوات أهل الاسلام تنقطع إذا دخل عليهم العدو تنقطع
العبادة من المساجد * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله يذكر فيها اسم الله كثيرا يعنى في كل مما ذكر
364

من الصوامع والصلوات والمساجد يقول في كل هذا يذكر اسم الله ولم يخص المساجد * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي
العالية في قوله الذين ان مكناهم في الأرض قال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي عن
محمد بن كعب الذين ان مكناهم في الأرض قال هم الولاة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن يزد
ابن أسلم في قوله الذين ان مكناهم في الأرض قال أرض المدينة أقاموا الصلاة قال المكتوبة وآتوا الزكاة قال
المفروضة وأمروا بالمعروف بلا إله إلا الله ونهوا عن المنكر قال الشرك بالله ولله عاقبة الأمور قال وعند الله ثواب ما
صنعوا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية في الآية قال كان أمرهم بالمعروف أنهم
دعوا إلى الله وحده وعبادته لا شريك له وكان نهيهم أنهم نهوا عن عبادة الشيطان وعبادة الأوثان * وأخرج
ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله الذين ان مكناهم في الأرض الآية قال هذا شرط الله على هذه الأمة والله أعلم * قوله
تعالى (فكأين من قرية) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة فهي خاوية على
عروشها قال خربة ليس فيها أحد وبئر معطلة قال عطلها أهلها وتركوها وقصر مشيد قال شيدوه وحصنوه
فهلكوا وتركوه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما وبئر معطلة قال التي تركت
لا أهل لها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما وقصر مشيد قال هو
المجصص * وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله وقصر مشيد قال شيد
بالجص والآجر قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عدى بن زيد وهو يقول
شاده مرمرا وجلله * كلسا فللطير في ذراه وكور
* وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وقصر مشيد قال بالقصة * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق عن عطاء
وقصر مشيد قال مجصص * قوله تعالى (أفلم يسيروا في الأرض) الآية * أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التفكر
عن ابن دينار قال أوحى الله إلى موسى عليه السلام أن اتخذ نعلين من حديد وعصا ثم سح في الأرض فاطلب الآثار
والعبر حتى تحفو النعلان وتنكسر العصا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فإنها لا تعمى الابصار قال ما
هذه الابصار التي في الرؤس فإنها جعلها الله منفعة وبلغة وأما البصر النافع فهو في القلب ذكر لنا أنها نزلت في
عبد الله بن زائدة يعنى ابن أم مكتوم * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وأبو نصر السجزي في الإبانة
والبيهقي في شعب الايمان والديلمي في مسند الفردوس عن عبد الله بن جراد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليس الأعمى من يعمى بصره ولكن الأعمى من تعمى بصيرته * قوله تعالى (ويستعجلونك بالعذاب) الآية
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ويستعجلونك بالعذاب قال قال ناس من جهلة هذه الأمة اللهم ان
كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون قال من الأيام الستة التي
خلق الله فيها السماوات والأرض * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون قال يوم
القيامة * وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم قال ما طول ذلك اليوم على المؤمن الا كما بين الأولى والعصر * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة فقد مضى منها ستة آلاف * وأخرج
ابن أبي الدنيا في الامل عن سعيد بن جبير قال انما الدنيا جمعة من جمع الآخرة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين عن رجل من أهل الكتاب أسلم قال إن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام
وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون وجعل أجل الدنيا ستة أيام وجعل الساعة في اليوم السابع فقد مضت
الستة الأيام وأنتم في اليوم السابع فمثل ذلك مثل الحامل إذا دخلت في شهرها ففي أية ساعة ولدت كان تماما
* وأخرج ابن أبي حاتم عن صفوان بن سليم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقراء المسلمين يدخلون الجنة
قبل الأغنياء من المسلمين بنصف يوم قيل وما نصف اليوم قال خمسمائة عام وتلا وان يوما عند ربك كألف سنة مما
تعدون * وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق ضمير بن نهار قال قال أبو هريرة يدخل فقراء المسلمين
الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم قلت وما مقدار نصف يوم قال أو ما تقرأ القرآن وان يوما عند ربك كألف سنة مما
365

تعدون * وأخرج أحمد في الزهد عن ضمير بن نهار عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل فقراء
أمتي الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم وتلا وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون * وأخرج البيهقي في الشعب
عن ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى على جنازة فانصرف قبل أن يفرغ منها كان
له قيراط فان انتظر حتى يفرغ منها كان له قيراطان والقيراط مثل أحد في ميزانه يوم القيامة ثم قال ابن عباس
حق لعظمة ربنا أن يكون قيراط مثل أحد ويومه كألف سنة * وأخرج ابن عدي والديلمي عن أنس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا كلها سبعة أيام من أيام الآخرة وذلك قول الله وان يوما عند ربك كألف
سنة مما تعدون * قوله تعالى (قل يا أيها الناس) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي
قال إذا سمعت الله يقول رزق كريم فهي الجنة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنه انه قرأ
معاجزين في كل القرآن يعنى بألف وقال مشاقين * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله معاجزين قال مراغمين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن الزبير انه كان يقرأ والذين سعوا في
آياتنا معجزين يعنى مثبطين * وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة ابن الزبير انه كان يعجب من الذين يقرؤن
هذه الآية والذين سعوا في آياتنا معاجزين قال ليس معاجزين من كلام العرب انما هي معجزين يعنى مثبطين
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في آياتنا معاجزين
قال مبطئين يبطئون الناس عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه والذين سعوا في آياتنا معاجزين قال كذبوا بآيات الله وظنوا انهم يعجزون
الله ولن يعجزوه * قوله تعالى (وما أرسلنا من قبلك) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في
المصاحف عن عمرو بن دينار قال كان ابن عباس رضي الله عنه يقرأ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي
ولا محدث * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال إن فيما أنزل الله وما أرسلنا
من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث فنسخت محدث والمحدثون صاحب يس ولقمان وهو من آل فرعون
وصاحب موسى * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال النبي وحده الذي يكلم وينزل
عليه ولا يرسل * وأخرج عبد بن حميد من طريق السدى عن أبي صالح قال قام رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال المشركون ان ذكر آلهتنا بخير ذكرنا إلهه بخير فألقى في أمنية أفرأيتم اللات والعزى ومنات
الثالثة الأخرى إنهن لفي الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجي قال فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا
نبي الا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته الآية فقال ابن عباس ان أمنيته أن يسلم قومه * وأخرج البزار والطبراني
وابن مردويه والضياء في المختارة بسند رجاله ثقات من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قرأ أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجي
ففرح المشركون بذلك وقالوا قد ذكر آلهتنا فجاء جبريل فقال اقرأ على ما جئتك به فقرأ أفرأيتم اللات والعزى
ومنات الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجي فقال ما أتيتك بهذا هذا من الشيطان فأنزل
الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا إذا تمنى إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وابن مردويه بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة النجم فلما بلغ هذا الموضع
أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى ألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن
لترتجي قالوا ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم فسجد وسجدوا ثم جاءه جبريل بعد ذلك قال أعرض على ما جئتك به
فلما بلغ تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجي قال له جبريل لم آتك بهذا هذا من الشيطان فأنزل الله وما
أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الآية * وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم بينما هو يصلى إذ نزلت عليه قصة آلهة العرب فجعل يتلوها فسمعه المشركون فقالوا
انا نسمعه يذكر آلهتنا بخير فدنوا منه فبينما هو يتلوها وهو يقول أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى
ألقى الشيطان ان تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى فعلق يتلوها فنزل جبريل فنسخها ثم قال وما أرسلنا
366

من قبلك من رسول ولا نبي إلى قوله حكيم * وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس
ومن طريق أبى بكر الهذلي وأيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه ومن طريق سليمان التيمي عمن حدثه
عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم وهو بمكة فأتى هذه الآية أفرأيتم اللات
والعزى ومنات الثالثة الأخرى فألقى الشيطان على لسانه إنهن الغرانيق العلى فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك
الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق يونس عن ابن شهاب حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن
الحارث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قرأ سورة والنجم فلما بلغ أفرأيتم اللات والعزى ومنات
الثالثة الأخرى قال إن شفاعتهن ترتجى وسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرح المشركون بذلك فقال الا
انما كان ذلك من الشيطان فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته حتى
بلغ عذاب يوم عقيم مرسل صحيح الاسناد * وأخرج ابن أبى حاتم من طريق موسى عن عقبة عن ابن شهاب قال لما
أنزلت سورة النجم وكان المشركون يقولون لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه ولكن لا يذكر
من خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر آلهتنا من الشتم والشر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد اشتد عليه ما ناله وأصحابه من أذاهم وتكذيبهم وأحزنته ضلالتهم فكان يتمنى كف أذاهم فلما أنزل الله سورة
والنجم قال أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى ألقى الشيطان عندها كلمات حين ذكرا الطواغيت
فقال وإنهن لهن الغرانيق العلى وان شفاعتهن لهي التي ترتجى فكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته فوقعت
هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك بمكة وذلقت بها ألسنتهم وتباشروا بها وقالوا ان محمدا قد رجع إلى دينه الأول
ودين قومه فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر النجم سجد وسجد كل من حضر من مسلم ومشرك ففشت
تلك الكلمة في الناس وأظهرها الشيطان حتى بلغت أرض الحبشة فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي
الآيات فلما بين الله قضاءه وبرأه من سجع الشيطان انقلب المشركون بضلالتهم وعداوتهم للمسلمين واشتدوا
عليه وأخرجه البيهقي في الدلائل عن موسى بن عقبة ولم يذكر ابن شهاب * وأخرج الطبراني عن عروة مثله سواء
* وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس قالا جلس رسول الله صلى الله عليه
وسلم في ناد من أندية قريش كثير أهله فتمنى يومئذ أن لا يأتيه من الله شئ فيتفرقون عنه فأنزل الله عليه والنجم إذا
هوى فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان
كلمتين تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجي فتكلم بها ثم مضى فقرأ السورة كلها ثم سجد في آخر السورة
وسجد القوم جميعا معه ورضوا بما تكلم به فلما أمسى أتاه جبريل فعرض عليه السورة فلما بلغ الكلمتين اللتين
ألقى الشيطان عليه قال ما جئتك بهاتين الكلمتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افتريت على الله وقلت ما لم
يقل فأوحى الله إليه وان كادوا ليفتنونك إلى قوله نصيرا فما زال مغموما مهموما من شأن الكلمتين حتى نزلت
وما أرسلنا من قبلك الآية فسرى عنه وطابت نفسه * وأخرج ابن جرير عن الضحاك ان النبي صلى الله عليه وسلم
وهو بمكة أنزل عليه في آلهة العرب فجعل يتلوا اللات والعزى ويكثر ترديدها فسمعه أهل مكة وهو يذكر آلهتهم
ففرحوا بذلك ودنوا يسمعوا فألقى الشيطان في تلاوته تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى فقرأها النبي صلى
الله عليه وسلم كذلك فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك إلى قوله حكيم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
بسند صحيح عن أبي العالية قال قال المشركون لرسول الله صلى الله عليه وسلم لو ذكرت آلهتنا في قولك قعدنا معك
فإنه ليس معك الا أراذل الناس وضعفاؤهم فكانوا إذا رأونا عندك تحدث الناس بذلك فأتوك فقام يصلى فقرأ
والنجم حتى بلغ أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى وشفاعتهن ترتضي ومثلهن
لا ينسى فلما فرغ من ختم السورة سجد وسجد المسلمون والمشركون فبلغ الحبشة ان الناس قد أسلموا فشق ذلك
على النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك إلى قوله عذاب يوم عقيم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال نزلت سورة النجم بمكة فقالت قريش يا محمد انه يجالسك الفقراء والمساكين
367

ويأتيك الناس من أقطار الأرض فان ذكرت آلهتنا بخير جالسناك فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة
والنجم فلما أتى على هذه الآية أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى ألقى الشيطان على لسانه وهي
الغرانيق العلى شفاعتهن ترتجى فلما فرغ من السورة سجد وسجد المسلمون والمشركون الا أبا أحيحة 7 سعيد بن
العاص فإنه أخذ كفا من تراب فسجد عليها وقال قد آن لابن أبي كبشة أن يذكر آلهتنا بخير فبلغ ذلك المسلمين
الذين كانوا بالحبشة ان قريشا قد أسلمت فأرادوا ان يقبلوا واشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه
ما ألقى الشيطان على لسانه فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة
قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى عند المقام إذ نعس فألقى الشيطان على لسانه كلمة فتكلم بها وتعلق
بها المشركون عليه فقال أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى فألقى الشيطان على لسانه ونعس وان
شفاعتها لترتجي وانها لمع الغرانيق العلى فحفظها المشركون وأخبرهم الشيطان ان نبي الله صلى الله عليه وسلم
قد قرأها فدلت بها ألسنتهم فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الآية فدحر الله الشيطان ولقن نبيه
حجته * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ النجم فألقى الشيطان على فيه وأحكم
آياته * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أفرأيتم اللات والعزى
ومنات الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى فألقى الشيطان على لسان رسول الله صلى الله
عليه وسلم تلك اذن في الغرانيق العلى تلك اذن شفاعة ترتجى ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم وجزع فأوحى الله
إليه وكم من ملك في السماوات لا تغنى شفاعتهم شيئا ثم أوحى إليه ففرج عنه وما أرسلنا من قبل من رسول ولا نبي
الا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته إلى قوله حكيم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال خرج النبي صلى الله عليه
وسلم إلى المسجد ليصلي فبينما هو يقرأ إذ قال أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالث الأخرى فألقى الشيطان على
لسانه فقال تلك الغرانقة العلى وان شفاعته ترتجى حتى إذا بلغ آخر السورة سجد وسجد أصحابه وسجد
المشركون لذكره آلهتهم فلما رفع رأسه حملوه فاشتدوا به بين قطري مكة يقولون نبي بنى عبد مناف حتى إذا جاءه
جبريل عرض عليه فقرأ ذينك الحرفين فقال جبريل معاذ الله أن أكون أقرأتك هذا فاشتد عليه فأنزل الله
يطيب نفسه وما أرسلنا من قبلك الآيات * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس إذا تمنى ألقى
الشيطان في أمنيته يقول إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله إذا تمنى
يعنى بالتمني التلاوة والقراءة ألقى الشيطان في أمنيته في تلاوة النبي فينسخ الله ينسخ جبريل بأمر الله ما ألقى
الشيطان على لسان النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد إذا تمنى قال تكلم في
أمنيته قال كلامه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض قال
المنافقون والقاسية قلوبهم يعنى المشركين وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق قال القرآن ولا يزال الذين كفروا في
مرية منه قال من القرآن عذاب يوم عقيم قال ليس معه ليلة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في مرية منه قال
مما جاء به الخبيث إبليس لا يخرج من قلوبهم زادهم ضلالة * وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن
عباس في قوله عذاب يوم عقيم قال يوم بدر * وأخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب قال أربع كن يوم بدر أو
يأخذهم عذاب يوم عقيم ذاك يوم بدر فسوف يكون لزاما ذاك يوم بدر يوم نبطش البطشة الكبرى ذاك يوم بدر
ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ذاك يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن سعيد بن جبير عذاب يوم عقيم قال يوم بدر * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن
مجاهد عذاب يوم عقيم قال يوم القيامة لا ليلة له وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك مثله * قوله تعالى (والذين هاجروا) الآيتين * وأخرج ابن أبي حاتم
وابن مردويه عن سلمان الفارسي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات مرابطا أجرى الله عليه
مثل ذلك الاجر وأجرى عليه الرزق وأمن الفتانين واقرؤا ان شئتم والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا
368

إلى قوله حليم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن فضالة بن عبيد الأنصاري الصحابي انه كان
برودس فمروا بجنازتين أحدهما قتيل والآخر متوفى فمال الناس على القتيل فقال فضالة ما لي أرى الناس مالوا
مع هذا وتركوا هذا فقالوا هذا لقتيل في سبيل الله فقال والله ما أبالي من أي حفرتيهما بعثت اسمعوا كتاب الله
والذين هاجروا في سبيل الله تم قتلوا أو ماتوا الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله مدخلا يرضونه
قال الجنة * قوله تعالى (ذلك ومن عاقب) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله ذلك ومن عاقب الآية
قال إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية في ليلتين بقيتا من المحرم فلقوا المشركين فقال المشركون بعضهم
لبعض قاتلوا أصحاب محمد فإنهم يحرمون القتال في الشهر الحرام وان أصحاب محمد ناشدوهم وذكروهم بالله أن
يعرضوا لقتالهم فإنهم لا يستحلون القتال في الشهر الحرام الا من بادأهم وان المشركين بدؤا وقاتلوهم فاستحل
الصحابة قتالهم عند ذلك فقاتلوهم ونصرهم الله عليهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ذلك ومن عاقب
الآية قال تعاون المشركون على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأخرجوه فوعد الله ان ينصره وهو في القصاص
أيضا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وان ما يدعون من دونه هو الباطل قال الشيطان * قوله تعالى
(ويمسك السماء) الآية * أخرج الطبراني عن ابن عباس قال إذا أتيت سلطانا مهيبا تخاف ان يسطو بك
فقل الله أكبر الله أكبر من خلقه جميعا الله أعز ممن أخاف وأحذر أعوذ بالله الذي لا اله الا هو الممسك السماوات
السبع ان يقعن على الأرض الا باذنه من شرك عبدك فلان وجنوده وأشياعه من الجن والإنس الهى كن
لي جارا من شرهم جل شأنك وعز جارك وتبارك اسمك ولا اله غيرك ثلاث مرات * قوله تعالى (ان الانسان
لكفور) * أخرج ابن أبى حاتم عن الحسن في قوله ان الانسان لكفور قال يعد المصيبات وينسى النعم * أو خرج
ابن أبي حاتم عن مجاهد قال كل شئ في القرآن ان الانسان لكفور يعنى به الكفار والله أعلم * قوله تعالى
(لكل أمة) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي المليح قال الأمة ما بين الأربعين إلى المائة فصاعدا * وأخرج
أحمد والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن علي بن الحسين لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه
قال ذبحا هم ذابحوه حدثني أبو رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين
أملحين أقرنين فإذا خطب وصلى ذبح أحدهما يقول اللهم هذا عن أمتي جميعا من شهد لك بالتوحيد ولى بالبلاغ
ثم أتى بالآخر فذبحه وقال اللهم هذا عن محمد وآل محمد ثم يطعمهما المساكين ويأكل هو وأهله منهما فمكثنا
سنتين قد كفانا الله الغرم والمؤنة ليس أحد من بنى هاشم يضحى * واخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله هم ناسكوه يعنى هم ذابحوه فلا ينازعنك في الامر يعنى في أمر الذبائح * وأخرج عبد بن حميد عن
عكرمة رضي الله عنه ولكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه قال ذبحا هم ذابحوه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه منسكا هم ناسكوه قال اهراقه دم الهدى * وأخرج ابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه لكل أمة جعلنا منسكا قال ذبحا وحجا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه فلا
ينازعنك في الامر قول أهل الشرك أما ما ذبح الله بيمينه فلا تأكلون وأما ما ذبحتم بأيديكم فهو حلال * وأخرج ابن أبي
حاتم عن مقاتل رضي الله عنه وادع إلى ربك قال إلى دين ربك انك لعلى هدى قال دين مستقيم وان جادلوك
يعنى في الذبائح * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج وان جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون لنا أعمالنا ولكم
أعمالكم * قوله تعالى (ألم تعلم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
خلق الله اللوح المحفوظ لمسيرة مائة عام وقال للقلم قبل ان يخلق الخلق وهو على العرش اكتب قال ما أكبت قال
علمي في خلقي إلى يوم تقوم الساعة فجرى القلم بما هو كائن في علم الله إلى يوم اليمامة فذلك قوله للنبي صلى الله عليه
وسلم ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض يعنى ما في السماوات السبع والأرضين السبع ان ذلك لعلم في كتاب
يعنى في اللوح المحفوظ مكتوب قبل ان يخلق السماوات والأرضين ان ذلك على الله يسير يعنى هين * وأخرج
ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيفتح الله على أمتي بابا من القدر
369

في آخر الزمان لا يسده شئ ويكفيكم من ذلك أن تقولوا ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض ان ذلك في كتاب
ان ذلك على الله يسير * وأخرج اللالكائي في السنة من طريق آخر عن سليمان بن جعفر القرشي مرفوعا
مثله مرسلا * قوله تعالى (وإذا تتلى عليهم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يكادون يسطون قال يبطشون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه يكادون يسطون قال يبطشون كفار قريش والله أعلم * قوله تعالى (يا أيها
الناس) الآية * اخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يا أيها الناس ضرب مثل
فاستمعوا له قال نزلت في صنم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنه ضعف الطالب
آلهتكم والمطلوب الذباب * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله لن يخلقوا ذباب يعنى
الصنم لا يخلق ذبابا وان يسلبهم الذباب شيئا يقول يجعل للأصنام طعام فيقع عليه الذباب فيأكل منه فلا يستطيع
ان يستنقذه منه ثم رجع إلى الناس والى الأصنام ضعف الطالب الذي يطلب إلى هذا الصنم الذي لا يخلق ذبابا
ولا يستطيع ان يستنقذ ما سلب منه وضعف المطلوب إليه الذي لا يخلق ذبابا ولا يستنقذ ما سلب منه * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ان الذين تدعون من دون الله إلى قوله لا يستنقذوه منه
قال الأصنام ذلك الشئ من الذباب * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وما قدروا الله حق
قدره قال حين يعبدون مع الله ما لا ينتصف من الذباب * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والبيهقي في
شعب الايمان عن طارق بن شهاب رضي الله عنه قال قال سلمان دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل
النار في ذباب قالوا وما الذباب فرأى ذبابا على ثوب انسان فقال هذا الذباب قالوا وكيف ذلك قال مر رجلان
مسلمان على قوم يعكفون على صنم لهم لا يجاوزه أحد حتى يقرب له شيئا فقالوا لهما قربا لصنمنا قربانا قالا
لا نشرك بالله شيئا قالوا قربا ما شئتما ولو ذبابا فقال أحدهما لصاحبه ما ترى قال أحدهما لا أشرك بالله شيئا
فقتل فدخل الجنة فقال الآخر بيده على وجهه فاخذ ذبابا فألقاه على الصنم فخلوا سبيله فدخل النار
* قوله تعالى (الله يصطفى من الملائكة رسلا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه
في الآية قال الذي يصطفى من الناس هم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اصطفى موسى بالكلام وإبراهيم بالخلة
* وأخرج الحاكم وصححه عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال موسى بن عمران صفي الله
* وأخرج البغوي في معجمه والباوردي وابن قانع والطبراني وابن عساكر عن زيد بن أبي أوفى رضي الله عنه
قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد المدينة فجعل يقول أين فلان بن فلان فلم يزل يتفقدهم
وينصب إليهم حتى اجتمعوا عنده فقال انى محدثكم بحديث فاحفظوه وعوه وحدثوا به من بعدكم ان الله
اصطفى من خلق خلقا ثم تلا هذه الآية الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس خلقا يدخلهم الجنة وإني
مصطف منك من أحب أن اصطفيه ومؤاخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة قم يا أبا بكر فقام فجثى بين يديه فقال إن
لك عندي يدا ان الله يجزيك بها فلو كنت متخذا خليلا لاتخذتك خليلا فأنت منى بمنزلة قميصي من جسدي
وحرك قميصه بيده ثم قال أدن يا عمر فدنا ثم قال أدن يا عمر فدنا ثم قال كنت شديد الثغب علينا أبا حفص فدعوت الله
ان يعز الدين بك أو بابى جهل ففعل الله ذلك بك وكنت أحبهما إلى فأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الأمة ثم
تنحى وآخى بينه وبين أبى بكر ثم دعا عثمان بن عفان فقال أدن يا عثمان أدن يا عثمان فلم يزل يدنو منه حتى ألصق
ركبته بركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نظر إليه ثم نظر إلى السماء فقال سبحان الله العظيم ثلاث مرار ثم
نظر إلى عثمان فإذا أزراره محلولة فزرها ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثم قال أجمع عطفي ردائك على نحرك
فان لك شأنا في أهل السماء أنت ممن يرد على الحوض وأوداجه تشخب دما فأقول من فعل هذا بك فتقول فلان
وذلك كلام جبريل وذلك إذا هتف من السماء الا ان عثمان أمير على كل حاذل ثم دعا عبد الرحمن بن عوف
370

فقال أدن يا أمين الله والأمين في السماء يسلط الله على مالك بالحق أما ان لك عندي دعوة وقد أخرتها قال خر لي
يا رسول الله قال حملتني يا عبد الرحمن أمانة أكثر الله مالك وجعل يحرك يده ثم تنحى وآخى بينه وبين عثمان ثم
دخل طلحة والزبير فقال ادنوا منى فدنوا منه فقال أنتما حواري كحواري عيسى بن مريم ثم آخى بينهما ثم دعا
سعد بن أبي وقاص وعمار بن ياسر فقال يا عمار تقتلك الفئة الباغية ثم آخى بينهما تم دعا أبا الدرداء وسلمان
الفارسي فقال يا سلمان أنت من أهل البيت وقد آتاك الله العلم الأول والعلم الآخر والكتاب الأول والكتاب
الآخر ثم قال الا أنشدك يا أبا الدرداء قال بلى يا رسول الله قال إن تنقدهم ينقدوك وان تتركهم لا يتركوك وان
تهرب منهم يدركوك فأقرضهم عرضك ليوم فقرك فآخر بينهما ثم نظر في وجوه أصحابه فقال أبشروا وقروا عينا
فأنتم أول من يرد على الحوض وأنتم في أعلى الغرف ثم نظر إلى عبد الله بن عمر فقال الحمد لله الذي يهدى من
الضلالة فقال على يا رسول الله ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت ما فعلت بأصحابك غيري فان كان
من سخط على فلك العتبى والكرامة فقال والذي بعثني بالحق ما أخرتك الا لنفسي فأنت عندي بمنزلة هارون من
موسى ووارثي فقال يا رسول الله ما أرث منك قال ما ورثت الأنبياء قال وما ورثت الأنبياء قبلك قال كتاب الله وسنة
نبيهم وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي وأنت أخي ورفيقي ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه
الآية إخوانا على سرر متقابلين الأخلاء في الله ينظر بعهم إلى بعض * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا
اركعوا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يا أيها الذين آمنوا اركعوا الآية قال
انما هي أدب وموعظة * قوله تعالى (وجاهدوا في الله حق جهاده) * أخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن
ابن عوف قال قال لي عمر السنا كنا نقرأ فيما نقرأ وجاهدوا في الله حق جهاده في آخر الزمان كما جاهدتم في أوله
قلت بلى فمتى هذا يا أمير المؤمنين قال إذا كانت بنو أمية الامراء وبنو المغيرة الوزراء وأخرجه البيهقي في الدلائل
عن المسور بن مخرمة قال قال عمر لعبد الرحمن بن عوف فذكره * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه
في قوله وجاهدوا في الله حق جهاده قال جاهدوا عدو محمد حتى يدخلوا في الاسلام * وأخرج عبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه وجاهدوا في الله حق جهاده قال إن الرجل ليجاهد في الله حق
جهاده وما ضرب بسيف * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه وجاهدوا في الله حق جهاده يعنى العمل
ان يجتهدوا فيه * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه وجاهدوا في الله حق جهاده قال يطاع فلا يعصى
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه وجاهدوا في الله حق جهاده قال لا تخافوا في الله لومة لائم هو
اجتباكم قال استخلصكم * وأخرج ابن مردويه عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله * قوله تعالى (وما جعل عليكم في الدين من حرج) * أخرج
ابن جرير وابن مردويه والحاكم وصححه عن عائشة رضي الله عنها انها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه
الآية وما جعل عليكم في الدين من حرج قال من ضيق * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد قال قال أبو هريرة لابن
عباس أما علينا في الدين من حرج في أن نسرق أو نزني قال بلى قال فما جعل عليكم في الدين من حرج قال الأصر
الذي كان على بني إسرائيل وضع عنكم * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن شهاب ان ابن عباس كان يقول
في قوله ما جعل عليكم في الدين من حرج توسعة الاسلام ما جعل الله من التوبة ومن الكفارات * وأخرج سعيد
ابن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عثمان بن بشار عن ابن عباس ما جعل عليكم في
الدين من حرج قال هذا في هلال رمضان إذا شك فيه الناس وفى الحج إذا شكوا في الهلال وفى الأضحى وفى الفطر
في أشباهه * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير ان ابن عباس
سئل عن الحرج فقال ادعو إلى رجلا من هذيل فجاء فقال ما الحرج فيكم فقال الحرجة من الشجر التي ليس
لها مخرج فقال ابن عباس هذا الحرج الذي ليس له مخرج * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي
في سننه من طريق عبيد الله بن أبي زيدان ابن عباس سئل عن الحرج فقال ههنا أحد من هذيل فقال رجل
371

أنا فقال ما تعدون الحرجة فيكم قال الشئ الضيق قال هو ذاك * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال الحرج
الضيق لم يجعله ضيقا ولكنه جعله واسعا أحل لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع وما ملكت يمينك وحرم
عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير * وأخرج محمد بن يحيى الذهلي في الزهريات وابن عساكر عن ابن شهاب
قال سأل عبد الملك بن مروان علي بن عبد الله بن عباس عن هذه الآية وما جعل عليكم في الدين من حرج فقال
علي بن عبد الله الحرج الضيق جعل الله الكفارات مخرجا من ذلك سمعت ابن عباس يقول ذلك * وأخرج البيهقي
في سننه عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر قال قرأ عمر بن الخطاب هذه الآية ما جعل عليكم في الدين من حرج ثم
قال ادعو إلى رجلا من بنى مدلج قال عمر ما الحرج فيكم قال الضيق * وأخرج أحمد عن حذيفة بن اليمان قال غاب
عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فلم يخرج حتى ظننا ان لن يخرج فلما خرج سجد سجدة فظننا ان نفسه قد
قبضت فلما رفع رأسه قال إن ربى عز وجل استشارني في أمتي ماذا أفعل بهم فقلت ما شئت أي رب هم خلقك
وعبادك فاستشارني الثانية فقلت له كذلك فقال لا أخزيك في أمتك يا محمد وبشرني ان أول من يدخل الجنة من
أمتي معي سبعون ألفا مع كل ألف سبعون ألفا ليس عليهم حساب ثم أرسل إلى ادع تجب وسل تعط فقلت لرسوله
أو معطي ربى سؤلي قال ما أرسلني إليك الا ليعطيك ولقد أعطاني ربى عز وجل ولا فخر وغفر لي ما تقدم من ذنبي
وما تأخر وأنا أمشى حياء وأعطاني ان لا تجوع أمتي ولا تغلب وأعطاني الكوثر فهو نهر في الجنة يسيل في حوضي
وأعطاني العز والنصر والرعب يسعى بن يدي أمتي شهرا وأعطاني أنى أول الأنبياء أدخل الجنة وطيب لي ولأمتي
الغنيمة وأحل لنا كثيرا ممن شدد على من قبلنا ولم يجعل علينا من حرج فلم أجد لي شكرا الا هذه السجدة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله وما جعل عليكم في الدين من حرج يقول لم يضيق الدين عليكم
ولكن جعله واسعا لمن دخله وذلك أنه ليس مما فرض عليهم فيه الا ساق إليهم عند الاضطرار رخصة والرخصة
في الدنيا فيها وسع عليهم رحمة منه إذا فرض عليهم الصلاة في المقام أربع ركعات وجعلها في السفر ركعتين وعند
الخوف من العدو ركعة ثم جعل في وجهه رخصة ان يومئ ايماء ان لم يستطع السجود في أي نحو كان وجهه لمن
تجاوز عن السيئات منه والخطأ وجعل في الوضوء والغسل رخصة إذا لم يجد الماء ان يتيمموا الصعيد وجعل
الصيام على المقيم واجبا ورخص فيه للمريض والمسافر عدة من أيام أخر فمن لم يطق فاطعام مسكين مكان كل يوم
وجعل في الحج رخصة ان لم يجد زادا أو حملانا أو حبس دونه وجعل في الجهاد رخصة ان لم يجد حملانا أو نفقة وجعل
عند الجهد والاضطرار من الجوع ان رخص في الميتة والدم ولحم الخنزير قدر ما يرد نفسه لا يموت جوعا في أشباه
هذا في القرآن وسعه الله على هذه الأمة ورخصة منه ساقها إليهم * قوله تعالى (ملة أبيكم إبراهيم) الآية
* أخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ملة أبيكم إبراهيم قال دين أبيكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم من طريق عن ابن عباس في قوله هو سماكم المسلمين من قبل قال الله عز وجل سماكم * وأخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله هو سماكم المسلمين قال الله عز وجل سماكم من
قبل قال الكتب كلها وفى الذكر وفى هذا قال القرآن * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله هو سماكم قال الله سماكم المسلمين من قبل وفى هذا أي في كتابكم ليكون الرسول شهيدا عليكم انه قد
بلغكم وتكونوا شهداء على الناس ان رسلهم قد بلغتهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سفيان في قوله هو
سماكم المسلمين قال الله عز وجل من قبل قال في التوراة والإنجيل وفى هذا قال القرآن ليكون الرسول شهيدا
عليكم قال بأعمالكم وتكونوا شهداء على الناس قال على الأمم بان الرسل قد بلغتهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
زيد في الآية قال لم يذكر الله بالاسلام والايمان غير هذه الأمة ذكرت بهما جميعا ولم يسمع بأمة ذكرت بالاسلام
والايمان غيرها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله هو سماكم المسلمين قال إبراهيم ألا ترى إلى قوله ربنا
واجعلنا مسلمين لك الآية كلها * وأخرج الطيالسي وأحمد والبخاري في تاريخه والترمذي وصححه والنسائي
والموصلي وابن خزيمة وابن حبان والباوردي وابن قانع والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الشعب
372

عن الحارث الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دعا بدعوى الجاهلية فإنه من جثاء
جهنم قال رجل يا رسول الله وان صام وصلى قال؟؟ م فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها
المسلمين والمؤمنين عباد الله * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن يزيد
الأنصاري قال تسموا بأسمائكم التي سماكم الله بها بالحنيفية والاسلام
والايمان * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وإسحاق بن راهويه
في مسنده عن مكحول ان النبي صلى الله عليه
وسلم قال تسمى الله باسمين سمى بهما
أمتي هو السلام وسمى أمتي
المسلمين وهو المؤمن وسمى
أمتي المؤمنين والله
تعالى أعلم
* (تم الجزء الرابع من الدر المنثور في التفسير بالمأثور) *
* (ويليه الجزء الخامس أوله سورة المؤمنون) *
373