الكتاب: الدر المنثور
المؤلف: جلال الدين السيوطي
الجزء: ٣
الوفاة: ٩١١
المجموعة: مصادر التفسير عند السنة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

{الجزء الثالث}
من كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور لامام أهل التحقيق
ورئيس ذوي التدقيق عمدة الأئمة المتقدمين والمتأخرين
وخاتمة الحفاظ المحدثين الامام الكبير
والعلم الشهير جلال الدين عبد الرحمن
ابن أبي بكر السيوطي
رحمه الله تعالى
آمين
* (ولتمام النفع قد وضع بهامشه القرآن الشريف مع كتاب
تنوير المقباس تفسير حبر الأمة سيدنا عبد الله بن عباس وقد
جعل القرآن الشريف بأعلى الصحيفة وتفسير ابن عباس
رضي الله عنهما بأسفلها مميزا بينهما بجدول حلية من الطبع) *
دار المعرفة
بيروت - لبنان
1

بسم الله الرحمن الرحيم
* (سورة الأنعام) *
* أخرج ابن الضريس وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال أنزلت سورة الأنعام
بمكة * وأخرج أبو عبيد وابن الضريس في فضائلهما وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال
نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة حولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح * وأخرج ابن الضريس عن ابن
عباس قال أنزلت سورة الأنعام جميعا بمكة معها موكب من الملائكة يشيعونها قد طبقوا ما بين السماء والأرض
لهم زجل بالتسبيح حتى كادت الأرض أن ترتج من زجلهم بالتسبيح ارتجاجا فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم
زجلهم بالتسبيح رعب من ذاك فخر ساجدا حتى أنزلت عليه بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال نزلت
سورة الأنعام يشيعها سبعون ألفا من الملائكة * وأخرج ابن مردويه عن أسماء قالت نزلت سورة الأنعام
على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسير في زجل من الملائكة وقد نظموا ما بين السماء والأرض * وأخرج
الطبراني وابن مردويه عن أسماء بنت يزيد قالت نزلت سورة الأنعام على النبي صلى الله عليه وسلم جملة واحدة
وأنا آخذة بزمام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ان كادت من ثقلها لتكسر عظام الناقة * وأخرج الطبراني
وابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت على سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها
سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد * وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب
الايمان والسلفي في الطيوريات عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت على سورة الأنعام ومعها
موكب من الملائكة يسد ما بين الخافقين لهم رجل بالتسبيح والتقديس والأرض ترتج ورسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول سبحان الله العظيم سبحان الله العظيم * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الشعب والإسماعيلي في
معجمه عن جابر قال لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لقد شيع هذه السورة من
الملائكة ما سد الأفق * وأخرج البيهقي في الشعب وضعفه والخطيب في تاريخه عن علي بن أبي طالب قال
أنزل القرآن خمسا خمسا ومن حفظ خمسا خمسا لم ينسه الا سورة الأنعام فإنها نزلت جملة في ألف يشيعها من كل
سماء سبعون ملكا حتى أدوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما قرئت على عليل الا شفاه الله * وأخرج
2

أبو الشيخ عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله وسلم أنزلت على سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها
سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل * وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن
عباس قال سورة الأنعام نزلت بمكة جملة واحدة فهي مكية الا ثلاث آيات منها نزلن بالمدينة قل تعالوا أتل
إلى تمام الآيات الثلاث * وأخرج الديلمي بسند ضعيف عن أنس مرفوعا ينادى مناديا قارئ سورة الأنعام
هلم إلى الجنة بحبك إياها وتلاوتها * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ
عن مجاهد قال نزلت سورة الأنعام كلها جملة معها خمسمائة ملك يزفونها ويحفونها * وأخرج ابن المنذر عن أبي
جحيفة قال نزلت سورة الأنعام جميعا معها سبعون ألف ملك كلها مكية الا ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة فإنها
مدنية * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن المنكدر قال لما نزلت سورة الأنعام سبح النبي صلى الله عليه
وسلم ثم قال لقد شيع هذه السورة من الملائكة ما سد الأفق * وأخرج الفريابي وإسحاق بن راهويه في مسنده
وعبد بن حميد عن شهر بن حوشب قال نزلت الانعام جملة واحدة معها رجز من الملائكة قد نظموا ما بين
السماء الدنيا إلى الأرض قال وهي مكية غير آيتين قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليك والآية التي بعدها
* وأخرج أبو الشيخ عن عطاء قال أنزلت الانعام جميعا ومعها سبعون ألف ملك * وأخرج أبو الشيخ عن الكلبي
قال نزلت الانعام كلها بمكة الا آيتين نزلتا بالمدينة في رجل من اليهود وهو الذي قال ما أنزل الله على بشر من شئ
الآية * وأخرج أبو الشيخ عن سفيان قال نزلت الانعام كلها بمكة الا آيتين نزلتا بالمدينة في رجل من اليهود وهو
الذي قال ما أنزل الله على بشر من شئ وهو فنحاص اليهودي أو مالك بن الصيف * وأخرج أبو عبيد في فضائله
والدارمي في مسنده ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة وأبو الشيخ عن عمر بن الخطاب قال الانعام من مواجب
القرآن * وأخرج محمد بن نصر عن ابن مسعود قال الانعام من مواجب القرآن * وأخرج أبو الشيخ عن حبيب
أبى محمد العابد قال من قرأ ثلاث آيات من أول الانعام إلى تكسبون بعث الله له سبعين ألف ملك يدعون له
إلى يوم القيامة وله مثل أعمالهم فإذا كان يوم القيامة أدخله الله الجنة وسقاه من سلسبيل وغسله من الكوثر
وقال أنا ربك حقا وأنت عبدي حقا * وأخرج ابن الضريس عن حبيب بن عيسى العمى أبى محمد الفارسي
قال من قرأ ثلاث آيات من أول سورة الأنعام بعث الله سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة وله مثل
أجورهم فإذا كان يوم القيامة أدخله الله الجنة وأظله في ظل عرشه وأطعمه من ثمار الجنة وشرب من
الكوثر واغسل من السلسبيل وقال الله أنا ربك وأنت عبدي * وأخرج السلفي بسند واه عن ابن عباس
مرفوعا قال من قرأ إذا صلى الغداة ثلاث آيات من أول سورة الأنعام إلى ويعلم ما تكسبون نزل إليه أربعون
ألف ملك يكتب له مثل أعمالهم وبعث إليه ملك من فوق سبع سماوات ومعه مرزبة من حديد فان أوحى الشيطان
في قلبه شيئا من الشر ضربه ضربة حتى يكون بينه وبينه سبعون حجابا فإذا كان يوم القيامة قال الله تعالى أنا
ربك وأنت عبدي امش في ظلي واشرب من الكوثر واغتسل من السلسبيل وادخل الجنة بغير حساب ولا عذاب
* وأخرج الديلمي عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الفجر في جماعة وقعد في مصلاه
وقرأ ثلاث آيات من أول سورة الأنعام وكل الله به سبعين ملكا يسبحون الله ويستغفرون له إلى يوم القيامة
* وأخرج عبد الرزاق عن حذيفة أنه مر بالنبي صلى الله عليه وسلم ليلة وهو يصلى في المسجد قال فقمت أصلى وراءه
فاستفتح سورة البقرة فلما ختم قال اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد وترا ثم افتتح آل عمران فختمها فلم يركع وقال اللهم
لك الحمد ثلاث مرات ثم افتتح سورة المائدة فختمها فركع فسمعته يقول سبحان ربى العظيم ويرجع شفتيه فاعلم أنه
يقول غير ذلك ثم افتتح سورة الأنعام فتركته وذهبت * قوله تعالى (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض)
الآية * أخرج ابن الضريس في فضائل القرآن وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن كعب قال فتحت
التوراة بالحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون وختمت
بالحمد لله الذي لم يتخذ ولدا إلى قوله وكبره تكبيرا * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع عن أنس الحمد لله الذي خلق
السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون قال هي في التوراة بستمائة
3

آية * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض حمد نفسه فأعظم خلقه * وأخرج
ابن أبي حاتم عن علي انه أتاه رجل من الخوارج فقال الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات
والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون أليس كذلك قال نعم فانصرف عنه ثم قال ارجع فرجع فقال أي قل انما
أنزلت في أهل الكتاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه انه أتاه
رجل من الخوارج فقرأ عليه الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور الآية ثم قال أليس
الذي كفروا بربهم يعدلون قال بلى فانصرف عنه الرجل فقال له رجل من القوم يا ابن أبزي ان هذا أراد تفسير
الآية غير ما ترى انه رجل من الخوارج قال ردوه على فلما جاء قال أتدري فيمن أنزلت هذه الآية قال لا قال
نزلت في أهل الكتاب فلا تضعها في غير موضعها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال نزلت
هذه الآية في الزنادقة الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور قال قالوا ان الله لم
يخلق الظلمة ولا الخنافس ولا العقارب ولا شيئا قبيحا وانما خلق النور وكل شئ حسن فأنزل فيهم هذه الآية
* وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال نزل جبريل مع سبعين ألف ملك معهم سورة الأنعام لهم زجل من التسبيح
والتكبير والتهليل والتحميد وقال الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض فكان فيه رد على ثلاثة أديان منهم
فكان فيه رد على الدهرية لان الأشياء كلها 7 دائمة ثم قال وجعل الظلمات والنور فكان فيه رد على المجوس الذين
زعموا أن الظلمة والنور هما المدبر ان وقال ثم الذين كفروا بربهم يعدلون فكان فيه رد على مشركي العرب ومن
دعا دون الله إلها * وأخرج ابن جرير عن أبي روق قال كل شئ في القرآن جعل فهو خلق * وأخرج أبو الشيخ
عن ابن عباس وجعل الظلمات والنور قال الكفر والايمان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور قال
خلق الله السماوات قبل الأرض والظلمة قبل النور والجنة قبل النار ثم الذين كفروا بربهم يعدلون قال كذب
العادلون بالله فهؤلاء أهل الشرك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله وجعل الظلمات والنور
قال الظلمات ظلمة الليل والنور نور النهار ثم الذين كفروا بربهم يعدلون قال هم المشركون * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ثم الذين كفروا بربهم
يعدلون قال يشركون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ثم الذين كفروا بربهم يعدلون
قال الآلهة التي عبدوها عدلوها بالله تعالى وليس لله عدل ولا ند وليس معه آلهة ولا اتخذ صاحبة ولا ولدا * قوله
تعالى (هو الذي خلقكم من طين) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس هو
الذي خلقكم من طين يعنى آدم ثم قضى أجلا يعنى أجل الموت وأجل مسمى عنده أجل الساعة والوقوف عند الله
* واخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن
عباس في قوله ثم قضى أجلا قال أجل الدنيا وفى لفظ أجل موته وأجل مسمى عنده قال الآخرة لا يعلمه الا الله
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قضى أجلا قال هو النوم يقبض الله فيه الروح ثم يرجع إلى
صاحبه حين اليقظة وأجل مسمى عنده قال هو أجل موت الانسان * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله هو
الذي خلقكم من طين قال هذا بدء الخلق خلق آدم من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم قضى أجلا
وأجل سمى عنده يقول أجل حياتك إلى يوم تموت وأجل موتك إلى يوم البعث ثم أنتم تمترون قال تشكون
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ثم قضى أجلا قال أجل الدنيا الموت
وأجل مسمى عنده قال الآخرة البعث * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة والحسن
في قوله قضى اجلا قالا قضى اجل الدنيا منذ خلقت إلى أن تموت وأجل مسمى عنده قال يوم القيامة * واخرج
أبو الشيخ عن يونس بن يزيد الأيلي قضى اجلا قال ما خلق في ستة أيام وأجل مسمى عنده قال ما كان بعد ذلك إلى يوم
القيامة * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله ثم أنتم تمترون قال تشكون * واخرج
ابن أبي حاتم عن خالد بن معدان في قوله ثم أنتم تمترون ويقول في البعث * واخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
4

وما تأتيهم من آية من آيات ربهم الا كانوا عنها معرضين يقول ما يأتيهم من شئ من كتاب الله الا أعرضوا عنه وفى
قوله فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤن يقول سيأتيهم يوم القيامة أنباء
ما استهزؤا به من كتاب الله عز وجل * قوله تعالى (ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن) الآية * اخرج ابن أبي
حاتم عن أبي مالك في قوله من قرن قال أمة * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن قتادة في قوله مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم يقول أعطيناهم ما لم نعطكم * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق على عن ابن عباس في قوله وأرسلنا السماء عليهم مدرارا يقول يتبع بعضها
بعضا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن هارون التيمي في قوله وأرسلنا السماء عليهم مدرارا قال المطر في أوانه
* قوله تعالى (ولو نزلنا عليك كتابا) الآية * اخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في
قوله ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم يقول لو أنزلنا من السماء صحفا فيها كتاب فلمسوه بأيديهم لزادهم
ذلك تكذيبا * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ولو نزلنا
عليك كتابا في قرطاس يقول في صحيفة * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في
قوله فلمسوه بأيديهم يقول فعاينوه معاينة ومسوه بأيديهم * واخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله فلمسوه بأيديهم قال فمسوه ونظروا إليه لم
يدقوا به * قوله تعالى
(وقالوا لولا أنزل عليه ملك) الآية * اخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن إسحاق قال دعا رسول الله صلى
الله عليه وسلم قومه إلى الاسلام وكلمهم فأبلغ إليهم فيما بلغني فقال له زمعة بن الأسود بن المطلب والنضر بن
الحارث بن كلدة وعبدة بن عبد يغوث وأبى بن خلف بن وهب والعاصي بن وائل بن هشام لو جعل معك يا محمد ملك
يحدث عنك الناس ويرى معك فأنزل الله في ذلك من قولهم وقالوا لولا أنزل عليه ملك الآية * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وقالوا لولا أنزل عليه ملك قال ملك في صورة
رجل ولو أنزلنا ملكا لقضى الامر قال لقامت الساعة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ولو أنزلنا ملكا لقضى الامر يقول لو أنزل الله ملكا ثم لم يؤمنوا لعجل لهم
العذاب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس ولو أنزلنا ملكا قال ولو أتاهم ملك في صورته
لقضى الامر لأهلكناهم ثم لا ينظرون لا يؤخرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا يقول لو أتاهم ملك ما أتاهم
الا في صورة رجل لانهم لا يستطيعون النظر إلى الملائكة وللبسنا عليهم ما يلبسون يقول لخلطنا عليهم ما يخلطون
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا قال في صورة رجل وفى خلق
رجل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ولو جعلناه ملكا لجعلناه
رجلا يقول في صورة آدمي * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا قال
لجعلنا ذلك الملك في صورة رجل لم نرسله في صورة الملائكة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس
وللبسنا عليهم يقول شبهنا عليهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله وللبسنا
عليهم ما يلبسون يقول شبهنا عليهم ما يشبهون على أنفسهم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله
وللبسنا عليهم ما يلبسون يقول ما لبس قوم على أنفسهم الا لبس الله عليهم واللبس انما هو من الناس قد بين
الله للعباد وبعث رسله واتخذ عليهم الحجة وأراهم الآيات وقدم إليهم بالوعيد * قوله تعالى (ولقد استهزئ برسل من
قبلك) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن إسحاق قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني
بالوليد بن المغيرة وأمية بن خلف وأبى جهل بن هشام فهمزوه واستهزؤا به فغاظه ذلك فأنزل الله ولقد استهزئ برسل
من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤن * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى
في قوله فحاق بالذين سخروا منهم من الرسل ما كانوا به يستهزؤن يقول وقع بهم العذاب الذي استهزؤا به * قوله
تعالى (قل سيروا في الأرض) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله قل سيروا في
الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين قال بئس والله ما كان عاقبة المكذبين دمر الله عليهم وأهلكهم ثم
5

صيرهم إلى النار * قوله تعالى (كتب على نفسه الرحمة) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن سلمان في قوله كتب على نفسه الرحمة قال انا نجده في التوراة عطيفتين ان الله خلق
السماوات والأرض ثم جعل مائة رحمة قبل أن يخلق الخلق ثم خلق الخلق فوضع بينهم رحمة واحدة وأمسك عنده
تسعا وتسعين رحمة فيها يتراحمون وبها يتعاطفون وبها يتباذلون وبها يتزاورون وبها تحن الناقة وبها
تنتج البقرة وبها تيعر الشاة وبها تتابع الطير وبها تتابع الحيتان في البحر فإذا كان يوم القيامة جمع تلك
الرحمة إلى ما عنده ورحمته أفضل وأوسع * وأخرج أحمد ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن سلمان عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال خلق الله يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة منها رحمة يتراحم بها الخلق وتسع
وتسعون ليوم القيامة فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة
والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قضى الله الخلق كتب كتابا فوضعه عنده فوق العرش ان رحمتي سبقت
غضبى * وأخرج الترمذي وصححه وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لما خلق الله الخلق كتب كتابا بيده على نفسه ان رحمتي تغلب غضبى * وأخرج ابن مردويه عن ابن
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ الله من القصاء بين الخلق أخرج كتابا من تحت العرش ان
رحمتي سبقت غضبى وأنا أرحم الراحمين فيقبض قبضة أو قبضتين فيخرج من النار خلق كثير لم يعملوا خيرا مكتوب
بين أعينهم عتقاء الله * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله كتب
كتابا بيده لنفسه قبل أن يخلق السماوات والأرض فوضعه تحت عرشه فيه رحمتي سبقت غضبى * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن طاوس ان الله لما خلق الخلق لم يعطف شئ منه على شئ حتى خلق مائة رحمة
فوضع بينهم رحمة واحدة فعطف بعض الخلق على بعض * وأخرج ابن حرير عن عكرمة حسبته أسنده قال إذا فرغ
الله من القضاء بين خلقه أخرج كتابا من تحت العرش فيه ان رحمتي سبقت غضبى وانا أرحم الراحمين قال فيخرج
من النار مثل أهل الجنة أو قال مثلا أهل الجنة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن عبد الله بن
عمر وقال إن لله مائة رحمة فاهبط منها رحمة واحدة إلى أهل الدنيا يتراحم بها الجن والإنس وطائر السماء وحيتان
الماء ودواب الأرض وهوامها وما بين الهواء واختزن عنده تسعا وتسعين رحمة حتى إذا كان يوم القيامة اختلج
الرحمة التي كان أهبطها إلى أهل الدنيا فحواها إلى ما عنده فجعلها في قلوب أهل الجنة وعلى أهل الجنة * وأخرج
ابن جرير عن أبي المخارق زهير بن سالم قال قال عمر لكعب ما أول شئ ابتدأه الله من خلقه فقال كعب كتب الله
كتابا لم يكتبه بقلم ولا مداد ولكن كتب بإصبعه يتلوها الزبرجد واللؤلؤ والياقوت أنا الله لا إله الا أنا سبقت رحمتي
غضبى * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب حسن الظن بالله عن أبي قتادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
قال الله للملائكة ألا أحدثكم عن عبدين من بني إسرائيل اما أحدهما فيرى بنو إسرائيل انه أفضلهما في الدين
والعلم والخلق والآخر انه مسرف على نفسه فذكر عند صاحبه فقال لن يغفر الله له فقال ألم يعلم انى أرحم
الراحمين ألم يعلم أن رحمتي سبقت غضبى وأني أوجبت لهذا العذاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تألوا على
الله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله خلق يوم
خلق السماوات والأرض مائة رحمة فجعل في الأرض منها رحمة تعطف الوالدة على ولدها والبهائم بعضها على
بعض وأخر تسعا وتسعين إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة مائة رحمة * وأخرج مسلم وابن
مردويه عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة كل
رحمة طباق ما بين السماوات والأرض فجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير
بعضها على بعض فإذا كان يوم القيامة أكلمها بهذه الرحمة * قوله تعالى (وله ما سكن في الليل والنهار) الآيات
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله وله ما سكن في الليل والنهار يقول ما استقر في
الليل والنهار وفى قوله قل أغير الله اتخذ وليا قال أما الولي فالذي يتولاه ويقر له بالربوبية * واخرج ابن أبي حاتم
6

وأبو الشيخ عن ابن عباس فاطر السماوات الأرض قال بديع السماوات والأرض * وأخرج أبو عبيد في فضائله
وابن جرير وابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس قال كنت لا أدرى ما فاطر السماوات والأرض حتى
أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما انا فطرتها يقول أنا ابتدأتها * واخرج عبد الرزاق وابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فاطر السماوات والأرض قال خالق السماوات والأرض * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله وهو يطعم ولا يطعم قال يرزق ولا يرزق * وأخرج النسائي وابن السني
والحاكم والبيهقي في الشعب وابن مردويه عن أبي هريرة قال دعا رجل من الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقنا
معه فلما طعم النبي صلى الله عليه وسلم وغسل يده قال الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم ومن علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا
وكل بلاء حسن أبلانا الحمد لله غير مودع ربى ولا مكافأ ولا مكفور ولا مستغنى عنه الحمد لله الذي أطعمنا من
الطعام وسقانا من الشراب وكسانا من العرى وهدانا من الضلال وبصرنا من العمى وفضلنا على كثير من خلقه
تفضيلا الحمد لله رب العالمين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله من يصرف عنه يومئذ
قال من يصرف عنه العذاب * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق بشر بن السرى عن هارون النحوي قال في قراءة
أبى من يصرفه الله * وأخرج أبو الشيخ عن السدى في قوله وان يمسك بخير يقول بعافية * قوله تعالى (قل أي
شئ أكبر شهادة) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال
جاء النحام بن زيد وقردم بن كعب وبحري بن عمرو فقالوا يا محمد ما تعلم مع الله إلها غيره فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا إله إلا الله بذلك بعثت والى ذلك أدعو فأنزل الله في قولهم قل أي شئ أكبر شهادة الآية * وأخرج آدم بن أبي
أياس وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء
والصفات عن مجاهد في قوله قل أي شئ أكبر شهادة قال أمر محمد صلى الله عليه وسلم ان يسأل قريشا أي شئ أكبر
شهادة ثم أمره ان يخبرهم فيقول الله شهيد بيني وبينكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي
في الأسماء والصفات عن ابن عباس وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به يعنى أهل مكة ومن بلغ يعنى من من بلغه هذا
القرآن فهو له نذير * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أنس قال لما نزلت هذه الآية وأوحى إلى هذا
القرآن لأنذركم به كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر والنجاشي وكل جبار يدعوهم إلى الله
عز وجل وليس بالنجاشي الذي صلى عليه * وأخرج أبو الشيخ عن أبي بن كعب قال أتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بأسارى فقال لهم هل دعيتم إلى الاسلام قالوا لا فخلى سبيلهم ثم قرأ وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ
ثم قال خلوا سبيلهم حتى يأتوا ما منهم من أجل انهم لم يدعوا * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم والخطيب عن ابن
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بلغه القرآن فكأنما شافهته به ثم قرأ وأوحى إلى هذا القرآن لا
نذركم به ومن بلغ * وأخرج ابن أبي شيبة وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
محمد بن كعب القرظي في قوله تعالى وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ قال من بلغه القرآن فكأنما رأى
النبي صلى الله عليه وسلم وفى لفظ من بلغه القرآن حتى يفهمه ويعقله كان كمن عاين رسول الله صلى الله عليه
وسلم وكلمه * وأخرج آدم بن أبي أياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي
في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به قال العرب ومن بلغ قال العجم
* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن حسن بن صالح قال سالت ليثا هل بقى أحد لم تبلغه الدعوة قال كان مجاهد
يقول حيثما يأتي القرآن فهو داع وهو نذير ثم قرأ لأنذركم به ومن بلغ * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ان النبي صلى الله عليه وسلم كان
يقول بلغوا عن الله فمن بلغته آية من كتاب الله فقد بلغه أمر الله * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ من طريق قتادة
عن الحسن ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال يا أيها الناس بلغوا ولو آية من كتاب الله فمن بلغته آية من كتاب الله
فقد بلغه أمر الله أخذها أو تركها * وأخرج البخاري وابن مردويه عن عبد الله بن عمر وعن النبي صلى الله عليه
وسلم قال بلغوا عنى ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب على معتمدا فليتبوأ مقعده من النار
7

* وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب قال كأن الناس لم يسمعوا القرآن قبل يوم القيامة حين يتلوه الله عليهم
* قوله تعالى (الذين آتيناهم الكتاب) الآية * أخرج أبو الشيخ عن السدى الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه
كما يعرفون أبناءهم الآية يعنى يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم لان نعته معهم في التوراة
الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون لانهم كفروا به بعد المعرفة * قوله تعالى (ومن أظلم ممن افترى) الآية
أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال قال النضر وهو من بنى عبد الدار إذا كان يوم القيامة شفعت لي اللات والعزى
فأنزل الله ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته انه لا يفلح الظالمون * قوله تعالى (ثم لم تكن فتنتهم)
الآيتين * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي عباس ثم لم تكن فتنتهم قال معذرتهم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن ابن عباس ثم لم تكن فتنتهم قال حجتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين يعنى المنافقين والمشركين
قالوا وهم في النار هلم فلنكذب فلعله ان ينفعنا فقال الله أنظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم في القيامة ما كانوا
يفترون يكذبون في الدنيا * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ثم لم تكن فتنتهم بالنصب الا ان قالوا والله ربنا
بالخفض * وأخرج عبد بن حميد عن شعيب بن الحجاب سمعت الشعبي يقرأ والله ربنا بالنصب فقلت ان أصحاب
النحو يقرؤنها والله ربنا بالخفض فقال هكذا أقرأنيها علقمة بن قيس * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن
علقمة انه قرأ والله ربنا والله يا ربنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق على عن ابن عباس في قوله والله
ربنا ما كنا مشركين ثم قال ولا يكتمون الله حديثا قال بجوارحهم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله والله ربنا ما كنا مشركين قال قول أهل الشرك حين رأوا
الذنوب تغفر ولا يغفر الله لمشرك انظر كيف كذبوا على أنفسهم قال بتكذيب الله إياهم * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير انه كان يقرأ هذا الحرف والله ربنا بخفضها قال
حلفوا واعتذروا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة انظر كيف كذبوا على أنفسهم قال باعتذارهم بالباطل
والكذب وضل عنهم ما كانوا يفترون قال ما كانوا يشركون به * قوله تعالى (ومنهم من يستمع إليك) الآية
* أخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ومنهم
من يستمع إليك قال قريش وفى قوله وجعلنا على قلوبهم أكنة قال كالجعبة للنبل * وأخرج عبد الرزاق وابن
جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وجعلنا على قلوبهم أكنة ان يفقهوه وفى آذانهم وقرا قال يسمعونه
بآذانهم ولا يعون منه شيئا كمثل البهيمة التي تسمع النداء ولا تدرى ما يقال لها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن السدى في قوله وجعلنا على قلوبهم أكنة قال الغطاء أكن قلوبهم أن يفقهوه فلا يفقهون الحق وفى آذانهم
وقرا قال صمم وفى قوله أساطير الأولين قال أساجيع الأولين * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس
في قوله أساطير الأولين قال أحاديث الأولين * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن المنذر عن قتادة في قوله
أساطير الأولين قال كذب الأولين وباطلهم والله أعلم * قوله تعالى (وهم ينهون عنه وينأون عنه) * أخرج
الفريابي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو
الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس وهم ينهون عنه وينأون عنه قال نزلت
في أبى طالب كان ينهى المشركين ان يؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتباعد عما جاء به * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن القاسم بن مخيمرة في قوله وهم ينهون عنه وينأون عنه قال نزلت في
أبى طالب كان ينهى عن النبي صلى الله عليه وسلم ان يؤذى ولا يصدق به * وأخرج ابن جرير عن عطاء بن دينار في
قوله وهم ينهون عنه وينأون عنه قال نزلت في أبى طالب كان ينهى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وينأى عما جاء به من الهدى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق علي بن أبي
طلحة عن ابن عباس في قوله وهم ينهون عنه قال ينهون الناس عن محمد أن يؤمنوا به وينأون عنه يتباعدون عنه
* وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله وهم ينهون عنه وينأون عنه يقول لا يلقونه
ولا يدعون أحدا يأتيه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن الحنفية في قوله
8

وهم ينهون عنه وينأون عنه قال كفار مكة كانوا يدفعون الناس عنه ولا يجيبون النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وهم ينهون قال قريش
عن الذكر وينأون عنه يقول يتباعدون * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن قتادة في قوله وهم ينهون عنه قال ينهون عن القرآن وعن النبي صلى الله عليه وسلم وينأون عنه
يتباعدون عنه * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي هلال في قوله وهم ينهون عنه وينأون عنه قال نزلت
في عمومه النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا عشرة فكانوا أشد الناس معه في العلانية وأشد الناس عليه في السر
* وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله وهم ينهون عنه قال عن قتله وينأون عنه قال لا يتبعونه
* قوله تعالى (ولو ترى إذ وقفوا) الآيات * أخرج أبو عبيد وابن جرير عن هارون قال في حرف ابن مسعود
يا ليتنا نرد فلا نكذب بالفاء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن قتادة في قوله بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل قال من أعمالهم ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه يقول
ولو وصل الله لهم دنيا كدنياهم التي كانوا فيها لعادوا إلى أعمالهم أعمال السوء التي كانوا نهوا عنها * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل يقول بدت لهم أعمالهم في
الآخرة التي افتروا في الدنيا * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس قال فأخبر الله سبحانه انهم
لو ردوا لم يقدروا على الهدى فقال ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه أي ولو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى كما
حلنا بينهم وبينه أول مرة وهم في الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ولو ردوا لعادوا لما
نهوا عنه قال وقالوا حين يردون ان هي الا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين * قوله تعالى (قالوا يا حسرتنا) الآية
* أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الحسرة الندامة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وأبو
الشيخ وابن مردويه والخطيب بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله
يا حسرتنا قال الحسرة ان يرى أهل النار منازلهم من الجنة في الجنة فتلك الحسرة * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن السدى في قوله يا حسرتنا قال ندامتنا على ما فرطنا فيها قال ضيعنا من عمل الجنة وهم يحملون أوزارهم
على ظهورهم قال ليس من رجل ظالم يموت فيدخل قبره الا جاءه رجل قبيح الوجه أسود اللون منتن الريح عليه
ثياب دنسة حتى يدخل معه قبره فإذا رآه قال له ما أقبح وجهك قال كذلك كان عملك قبيحا قال ما أنتن ريحك
قال كذلك كان عملك متنا قال ما أدنس ثيابك فيقول ان عملك كان دنسا قال من أنت قال أنا عملك فيكون
معه في قبره فإذا بعث يوم القيامة قال له انى كنت أحملك في الدنيا باللذات والشهوات فأنت اليوم تحملني فيركب
على ظهره فيسوقه حتى يدخله النار فذلك قوله يحملون أوزارهم على ظهورهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن عمرو بن قيس الملائي قال إن المؤمن إذا خرج من قبره استقبله عمله في أحسن صورة وأطيبه ريحا فيقول له
هل تعرفني فيقول لا الا ان الله قد طيب ريحك وحسن صورتك فيقول كذلك كنت في الدنيا أنا عملك الصالح
طالما ركبتك في الدنيا فاركبني أنت اليوم وتلا يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا وان الكافر يستقبله أقبح شئ
صورة وأنتنه ريحا فيقول هل تعرفني فيقول لا الا ان الله قد قبح صورتك ونتن ريحك فيقول كذلك كنت في الدنيا
أنا عملك السيئ طالما ركبتني في الدنيا فانا اليوم أركبك وتلا وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء
ما يزرون * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عمرو بن قيس عن أبي مرزوق مثله * وأخرج عبد الرزاق وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ألا ساء ما يزرون قال ما يعملون * قوله تعالى (وما الحياة الدنيا
الا لعب ولهو) * أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال كل لعب لهو * قوله تعالى (قد نعلم أنه ليحزنك) الآية
* أخرج الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والضياء في المختارة عن علي
قال قال أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم انا لا نكذبك ولكن نكذب بما جئت به فأنزل الله فإنهم لا يكذبونك
ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي يزيد المدني ان النبي صلى الله عليه
وسلم لقى أبا جهل فجعل أبو جهل يلاطفه ويسائله فمر به بعض شياطينه فقال أتفعل هذا قال أي والله انى لأفعل به
9

هذا وإني لأعلم انه صادق ولكن متى كنا تبعا لبني عبد مناف وتلا أبو يزيد فإنهم لا يكذبونك الآية * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن أبي ميسرة قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبى جهل فقال
والله يا محمد ما نكذبك انك عندنا لمصدق ولكننا نكذب بالذي جئت به فأنزل الله فإنهم لا يكذبونك لكن
الظالمين بآيات الله يجحدون * وأخرج ابن جرير عن أبي صالح في الآية قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه
وسلم وهو جالس حزين فقال له ما يحزنك فقال كذبني هؤلاء فقال له جبريل انهم لا يكذبونك انهم ليعلمون
انك صادق ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون * وأخرج أبو الشيخ عن أبي الصالح قال كان المشركون إذا
رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قال بعضهم لبعض فيما بينهم انه لنبي فنزلت هذه الآية قد نعلم أنه
ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون * وأخرج سعيد بن منصور وعبد
ابن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والضياء عن علي بن أبي طالب انه قرأ فإنهم لا يكذبونك خفيفة قال لا يجيؤون
بحق هو أحق من حقك * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني عن ابن عباس انه قرأ فإنهم لا يكذبونك
مخففة قال لا يقدرون على أن لا تكون رسولا وعلى أن لا يكون القرآن قرآنا فاما أن يكذبوك بألسنتهم فهم
يكذبونك فذاك الا كذاب وهو التكذيب * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن محمد بن كعب انه كان يقرؤها فإنهم لا يكذبونك بالتخفيف يقول لا يبطلون ما في يديك * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولكن لظالمين بآيات الله يجحدون قال
يعلمون انك رسول الله ويجحدون * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن انه قرأ عنده رجل فإنهم لا يكذبونك خفيفة
فقال الحسن فإنهم لا يكذبونك وقال إن القوم قد عرفوه ولكنهم جحدوا بعد المعرفة * قوله تعالى (ولقد
كذبت) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ولقد
كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا قال يعزى نبيه صلى الله عليه وسلم كما تسمعون ويخبره ان الرسل قد
كذبت قبله فصبروا على ما كذبوا حتى حكم الله وهو خير الحاكمين * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله ولقد
كذبت رسل من قبلك قال يعزى نبيه صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريح في قوله
ولقد كذبت رسل من قبلك الآية قال يعزى نبيه صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (وان كان كبر عليك)
الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله وان
كان كبر عليك اعراضهم فان استطعت أن تبتغى نفقا في الأرض والنفق السرب فتذهب فيه فتأتيهم بآية
أو تجعل لهم سلما في السماء فتصعد عليه فتأتيهم بآية أفضل مما أتيناهم به فافعل ولو شاء الله لجمعهم على
الهدى يقول الله سبحانه لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله نفقا في الأرض قال سربا أو سلما في السماء قال يعنى الدرج
* وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى تبتغى نفقا في الأرض قال
سربا في الأرض فتذهب هربا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عدى بن زيد وهو يقول
فدس لها على الانفاق عمرو * بشكته وما خشيت كمينا
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله انما يستجيب الذين
يسمعون قال المؤمنون والموتى قال الكفار * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله انما يستجيب الذين يسمعون قال المؤمنون للذكر والموتى قال الكفار حين
يبعثهم الله مع الموتى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله
انما يستجيب الذين يسمعون قال هذا مثل المؤمن سمع كتاب الله فانتفع به وأخذ به وعقله فهو حي القلب حي البصر
والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم وهذا مثل الكافر أصم أبكم لا يبصر هدى ولا ينتفع به * قوله تعالى (وما
من دابة في الأرض) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
مجاهد في قوله الا أمم أمثالكم قال أصنافا مصنفة تعرف بأسمائها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير
10

وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه الا أمم أمثالكم يقول
الطير أمة والانس أمة والجن أمة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله الا أمم أمثالكم قال
خلق أمثالكم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج في الآية قال الذرة فما فوقها من ألوان ما خلق الله من
الدواب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس ما فرطنا في الكتاب من شئ
يعنى ما تركنا شيئا الا وقد كتبناه في أم الكتاب * وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن قتادة ما فرطنا في الكتاب من
شئ قال من الكتاب الذي عنده * وأخرجه البيهقي في شعب الايمان والخطيب في تالي التخليص وابن عساكر عن
عبد الله بن زيادة البكري قال دخلت على ابني بشر المازنيين صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يرحمكما الله
الرجل يركب منا الدابة فيضربها بالسوط أو يكبحها باللجام فهل سمعتما من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك
شيئا فقالا لا قال عبد الله فنادتني امرأة من الداخل فقالت يا هذا ان الله يقول في كتابه وما من دابة في الأرض ولا
طائر يطير بجناحيه الا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شئ ثم إلى ربهم يحشرون فقالا هذه أختنا وهي أكبر
منا وقد أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ما فرطنا في
الكتاب من شئ قال لم نغفل الكتاب ما من شئ الا وهو في ذلك الكتاب * وأخرج أبو الشيخ عن أنس بن مالك انه
سئل من يقبض أرواح البهائم فقال ملك الموت فبلغ الحسن فقال صدق ان ذلك في كتاب الله ثم تلا وما من دابة في
الأرض ولا طائر يطير بجناحيه الا أمم أمثالكم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في
قوله ثم إلى ربهم يحشرون قال موت البهائم حشرها وفى لفظ قال يعنى بالحشر الموت * وأخرج عبد الرزاق وأبو
عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال ما من دابة ولا طائر الا ستحشر يوم
القيامة ثم يقتص لبعضها من بعض حتى يقتص للجلحاء من ذات القرن ثم يقال لها كوني ترابا فعند ذلك يقول
الكافر يا ليتني كنت ترابا وان شئتم فاقرؤا وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه الا أمم أمثالكم
إلى قوله يحشرون * وأخرج ابن جرير عن أبي ذر قال انتطحت شاتان عند النبي صلى الله عليه وسلم
فقال لي يا أبا ذر أتدري فيما انتطحتا قلت لا قال لكن الله يدرى وسيقضي بينهما قال أبو ذر لقد تركنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم وما يقلب طائر جناحيه في السماء الا ذكرنا منه علما * قوله تعالى (والذين كذبوا بآياتنا) الآية
* أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم
قال هذا مثل الكافر أصم أبكم لا يبصر هدى ولا ينتفع به صم عن الحق في الظلمات لا يستطيع منها خروجا
متسكع فيها * قوله تعالى (من يشاء الله يضلله) الآية * أخرج أبو الشيخ عن أبي يوسف المدني قال كل مشيئة
في القرآن إلى ابن آدم منسوخة نسختها من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم * قوله تعالى
(فأخذناهم بالبأساء والضراء) * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله فأخذناهم بالبأساء والضراء
قال خوف السلطان وغلا السعر والله أعلم * قوله تعالى (فلولا إذ جاءهم بأسنا) الآية * أخرج عبد بن حميد
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم قال عاب الله عليهم
القسوة عند ذلك فتضعضعوا العقوبة الله بارك الله فيكم ولا تعرضوا لعقوبة الله بالقسوة فإنه عاب ذلك على قوم
قبلكم * قوله تعالى (فلما نسوا ما ذكروا به) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من
طريق على عن ابن عباس في قوله فلما نسوا ما ذكروا به قال يعنى تركوا ما ذكروا به * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن ابن جريج في قوله فلما نسوا ما ذكروا به قال ما دعاهم الله إليه ورسله أبوه وردوه عليهم * وأخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله فتحنا عليهم أبواب كل شئ قال
رخاء الدنيا ويسرها على القرون الأولى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فتحنا
عليهم أبواب كل شئ قال يعنى الرخاء وسعة الرزق * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في
قوله حتى إذا فرحوا بما أوتوا قال من الرزق أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون قال مهلكون متغير حالهم فقطع
دابر القوم الذين ظلموا يقول قطع أصل الذين ظلموا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
11

عن محمد بن النضر الحارثي في قوله أخذناهم بغتة قال أمهلوا عشرين سنة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن
ابن زيد في قوله فإذا هم مبلسون قال المبلس المجهود المكروب الذي قد نزل به الشر الذي لا يدفعه والمبلس أشد من
المستكبر وفى قوله فقطع دابر القوم الذين ظلموا قال استؤصلوا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد
فإذا هم مبلسون قال الاكتئاب وفى لفظ قال آيسون * واخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال الابلاس تغيير
الوجوه وانما سمى إبليس لان الله نكس وجهه وغيره * وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر
والطبراني في الكبير وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إذا رأيت الله يعطى العبد في الدنيا وهو مقيم على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ الآية والآية التي بعدها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو
الشيخ وابن مردويه عن عبادة بن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تبارك وتعالى إذا أراد
بقوم بقاء أو نماء رزقهم القصد والعفاف وإذا أراد بقوم اقتطاعا فتح لهم أو فتح عليهم باب خيانة حتى إذا فرحوا
بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن الحسن قال من وسع عليه فلم ير أنه يمكر به فلا رأى له ومن قتر عليه فلم ير أنه ينظر له فلا رأى له
ثم قرأ فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ الآية وقال الحسن مكر بالقوم ورب الكعبة أعطوا
حاجاتهم ثم أخذوا * وأخرج ابن المنذر عن جعفر قال أوحى الله إلى داود خفني على كل حال وأخوف ما تكون
عند تظاهر النعم عليك لا أصرعك عندها ثم لا أنظر إليك * وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي حازم قال إذا رأيت
الله يتابع نعمه عليك وأنت تعصيه فاحذره قال وكل نعمة لا تقرب من الله عز وجل فهي بلية * وأخرج عبد بن
حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة قال بغت القوم أمر الله ما أخذ الله قوما
قط الا عند سلوتهم وغرتهم ونعيمهم فلا تغتروا بالله فإنه لا يغتر بالله الا القوم الفاسقون * وأخرج ابن جرير
وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس قال إن البعوضة تحيا ما جاعت فإذا شبعت ماتت وكذلك ابن آدم إذا امتلأ من
الدنيا أخذه الله عند ذلك ثم تلا حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع
ابن الأزرق قال له أخبرني عن قوله فقطع دابر القوم الذين ظلموا قال قطع أصلهم واستؤصلوا من ورائهم قال
وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول زهير وهو يقول
القائد الخيل منكوبا دوابرها * محكومة بحكام العدو الأنفا
* قوله تعالى (قل أرأيتم) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في
قوله يصدفون قال يعدلون * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله يصدفون
قال يعرضون عن الحق قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت سفيان بن الحارث وهو يقول
عجبت لحكم الله فينا وقد بدا * له صدفنا عن كل حق منزل
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله
يصدفون قال يعرضون وفى قوله قل أرأيتم ان أتاكم عذاب الله بغتة قال فجأة آمنين أو جهرة قال وهم ينظرون
وفى قوله قل هل يستوي الأعمى والبصير قال الضال والمهتدي * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال كل فسق في
القرآن فمعناه الكذب * وأخرج عبد بن حميد وابن حرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة في قوله قل هل يستوي
الأعمى والبصير قال الأعمى الكافر الذي عمى عن حق الله وأمره ونعمه عليه والبصير العبد المؤمن الذي أبصر
بصرا نافعا فوحد الله وحده وعمل بطاعة ربه وانتفع بما آتاه الله * قوله تعالى (وأنذر به الذين يخافون) الآيات
* أخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن
مسعود قال مر الملا من قريش على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده صهيب وعمار وبلال وخباب ونحوهم من
ضعفاء المسلمين فقالوا يا محمد أرضيت بهؤلاء من قومك أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أنحن نكون تبعا لهؤلاء
أطردهم عنك فلعلك ان طردتهم ان نتبعك فأنزل فيهم القرآن وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم إلى قوله
12

والله أعلم بالظالمين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال مشى عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وقرظة بن
عبد عمرو بن نوفل والحارث بن عامر بن نوفل ومطعم بن عدي بن الخيار بن نوفل في أشراف الكفار من عبد مناف
إلى أبى طالب فقالوا لو أن ابن أخيك طرد عنا هؤلاء الا عبد فإنهم عبيدنا وعسفاؤنا كان أعظم له في صدورنا وأطوع
له عندنا وأدنى لاتباعنا إياه وتصديقه فذكر ذلك أبو طالب للنبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر بن الخطاب لو فعلت
يا رسول الله حتى ننظر ما يريدون بقولهم وما يصيرون إليه من أمرهم فأنزل الله وأنذر به الذين يخافون ان يحشروا
إلى ربهم إلى قوله أليس الله بأعلم بالشاكرين قال وكانوا بلالا وعمار بن ياسر وسالما مولى أبى حذيفة وصبيحا مولى
أسيد ومن الخلفاء ابن مسعود والمقداد بن عمرو وواقد بن عبد الله الحنظلي وعمرو بن عبد عمر وذو الشمالين
ومرثد بن أبي مرثد وأشباههم ونزلت في أئمة الكفر من قريش والموالي والحلفاء وكذلك فتنا بعضهم ببعض
ليقولوا الآية فلما نزلت أقبل عمر بن الخطاب فاعتذر من مقالته فأنزل الله وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا لآية
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة وأبو يعلى وأبو نعيم في الحلية وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن خباب قال جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري فوجدا
النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا مع بلال وصهيب وعمار وخباب في أناس ضعفاء من المؤمنين فلما رأوهم حوله
حقروهم فاتوه فخلوا به فقالوا انا نحب ان تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا العرب به فضلنا فان وفود العرب ستأتيك
فنستحي ان ترانا العرب قعدوا مع هؤلاء الا عبد فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا فإذا نحن فرغنا فلتقعد معهم ان شئت
قال نعم قالوا فاكتب لنا عليك بذلك كتابا فدعا بالصحيفة ودعا عليا ليكتب ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبريل بهذه
الآية ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي إلى قوله فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة فألقى رسول
الله صلى الله عليه وسلم الصحيفة من يده ثم دعانا فأتيناه وهو يقول سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة فكنا
نقعد معه فإذا أراد ان يقوم قام وتركنا فأنزل الله واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون
وجهه الآية فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد معنا بعد فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه حتى
يقوم * وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن عمر بن عبد الله بن المهاجر مولى غفرة انه قال في أسطوان
التوبة كان أكثر نافلة النبي صلى الله عليه وسلم إليها وكان إذا صلى الصبح انصرف إليها وقد سبق إليها الضعفاء
والمساكين وأهل الضر وضيفان النبي صلى الله عليه وسلم والمؤلفة قلوبهم ومن لا مبيت له الا المسجد قال وقد
تحلقوا حولها حلقا بعضها دون بعض فينصرف إليهم من مصلاه من الصبح فيتلوا عليهم ما أنزل الله عليه من ليلته
ويحدثهم ويحدثونه حتى إذا طلعت الشمس جاء أهل الطول والشرف والغنى فلم يجدوا إليه مخلصا فتاقت أنفسهم
إليه وتاقت نفسه إليهم فأنزل الله عز وجل اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه
إلى منتهى الآيتين فلما نزل ذلك فيهم قالوا يا رسول الله لو طردتهم عنا ونكون نحن جلساءك وإخوانك لا نفارقك
فأنزل الله عز وجل ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي إلى منتهى الآيتين * وأخرج الفريابي
وأحمد وعبد بن حميد ومسلم والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ
وابن مردويه والحاكم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الدلائل عن سعد بن أبي وقاص قال لقد نزلت هذه الآية
في ستة أنا وعبد الله بن مسعود وبلال ورجل من هذيل واثنين قالوا يا رسول الله أطردهم فانا نستحي ان نكون
تبعا لهؤلاء فوقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله ان يقع فأنزل الله ولا تطرد الذين يدعون ربهم
بالغداة والعشي إلى قوله أليس الله بأعلم بالشاكرين * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي قال المصلين بلال وابن
أم عبد كانا يجالسان محمدا صلى الله عليه وسلم فقالت قريش تحقره لهما لولاهما وأشباههما لجالسناه فنهى عن
طردهم حتى قوله أليس الله بأعلم بالشاكرين * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس
قال كان رجال يستبقون إلى مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم بلال وصهيب وسلمان فيجئ أشراف قومه
وسادتهم وقد أخذ هؤلاء المجلس فيجلسون ناحية فقالوا صهيب رومي وسلمان فارسي وبلال حبشي يجلسون عنده
13

ونحن نجئ فنجلس ناحية حتى ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم انا سادة قومك وأشرافهم فلو أدنيتنا منك
إذا جئنا قال فهم ان يفعل فأنزل الله ولا تطرد الذين يدعون ربهم الآية * وأخرج ابن عساكر عن مجاهد قال كان
أشراف قريش يأتون النبي صلى الله عليه وسلم وعنده بلال وسلمان وصهيب وغيرهم مثل ابن أم عبد وعمار وخباب
فإذا أحاطوا به قال أشراف قريش بلال حبشي وسلمان فارسي وصهيب رومي فلو نحاهم لأتيناه فأنزل الله ولا
تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق
على عن ابن عباس في قوله ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يعنى يعبدون ربهم بالغداة والعشي
يعنى الصلاة المكتوبة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة
والعشي قال الصلاة المفروضة الصبح والعصر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن إبراهيم في قوله ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي قال هم أهل الذكر لا تطردهم عن الذكر
قال سفيان هم أهل الفقر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله
وكذلك فتنا بعضهم ببعض يعنى انه جعل بعضهم أغنياء وبعضهم فقراء فقال الأغنياء للفقراء أهؤلاء من الله عليهم
من بيننا يعنى هؤلاء هداهم الله وانما قالوا ذلك استهزاء وسخريا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وأبو
الشيخ عن قتادة في قوله وكذلك فتنا بعضهم ببعض يقول ابتلينا بعضهم ببعض * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج
في قوله أهؤلاء من الله عليهم من بيننا لو كان بهم كرامة على الله ما أصابهم هذا من الجهد * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عباس وكذلك فتنا بعضهم ببعض الآية قال هم أناس كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم من الفقراء فقال
أناس من أشراف الناس نؤمن لك فإذا صلينا معك فاخر هؤلاء الذين معك فليصلوا خلفنا * وأخرج الفريابي
وعبد بن حميد ومسدد في مسنده وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ماهان قال أتى قوم إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقالوا انا أصبنا ذنوبا عظاما فما رد عليهم شيئا فانصرفوا فأنزل الله وإذا جاءك الذين يؤمنون
بآياتنا الآية فدعاهم فقرأها عليهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال أخبرت ان قوله سلام عليكم قال كانوا
إذا دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم بدأهم فقال سلام عليكم وإذا لقيهم فكذلك أيضا * وأخرج عبد الرزاق
وابن جرير عن قتادة في قوله وكذلك نفصل الآيات قال نبين الآيات * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد
في قوله ولتستبين سبيل المجرمين قال الذين يأمرونك بطرد هؤلاء * قوله تعالى (قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين)
* أخرج ابن أبي شيبة والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن أبي حاتم عن هزيل بن شرحبيل
قال جاء رجل إلى أبى موسى وسلمان بن ربيعة فسألهما عن ابنة وابنة ابن وأخت فقال للابنة النصف وللأخت
النصف وائت عبد الله فإنه سيتابعنا فأتى عبد الله فأخبره فقال قد ضللت إذا وما انا من المهتدين لأقضين فيها بقضاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم للابنة النصف ولابنة الابن السدس وما بقى فللأخت * قوله تعالى (قل انى على بينة)
الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي عمران الجوني في قوله قل انى على بينة من ربى قال على ثقة
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال في قراءة عبد الله يقضى الحق
وهو أسرع الفاصلين * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأصمعي قال قرأ أبو عمر ويقضى الحق وقال لا يكون الفصل الا
بعد القضاء * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق حسن بن صالح بن حي عن مغيرة عن إبراهيم النخعي انه قرأ يقضى
الحق وهو خير الفاصلين قال ابن حي لا يكون الفصل الا مع القضاء * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن الشعبي
ان قرأ يقضى الحق * وأخرج الدارقطني في الافراد وابن مردويه عن أبي بن كعب قال أقرأ رسول الله صلى الله
عليه وسلم رجلا يقص الحق وهو خير الفاصلين * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن ابن عباس انه كان يقرأ يقص الحق ويقول نحن نقص عليك أحسن القصص * وأخرج ابن
الأنباري عن هارون قال في قراءة عبد الله يقص الحق * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد
انه كان يقرأ يقص الحق وقال لو كانت يقضى كانت بالحق * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله لقضى الامر بيني وبينكم قال لقامت الساعة * قوله تعالى (وعنده مفاتيح الغيب)
14

* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله وعنده مفاتيح الغيب قال يقول خزائن الغيب * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وعنده مفاتح الغيب قال هن خمس ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث
إلى قوله عليم خبير * وأخرج أحمد والبخاري وحشيش بن أصرم في الاستقامة وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
وابن مردويه عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها الا الله لا يعلم ما في
غد الا الله ولا يعلم متى تغيض الأرحام الا الله ولا يعلم متى يأتي المطر أحد الا الله ولا تدرى نفس بأي أرض تموت
الا الله ولا يعلم أحد متى تقوم الساعة الا الله تبارك وتعالى * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن مسعود
قال أعطي نبيكم كل شئ الا مفاتيح الغيب الخمس ثم قال إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث إلى آخر الآية
* وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر في قوله وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو قال هو قوله عز وجل ان الله عنده
علم الساعة وينزل الغيث إلى آخر الآية * قوله تعالى (وما تسقط من ورقة الا يعلمها) * أخرج مسدد في مسنده
وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس وما تسقط من ورقة الا
يعلمها قال ما من شجرة في بر ولا بحر الا وبها ملك موكل يكتب ما يسقط من ورقها * واخرج أبو الشيخ عن مجاهد
قال ما من شجرة على ساق الا موكل بها ملك يعلم ما يسقط منها حين يحصيه ثم يرفع علمه وهو أعلم منه * وأخرج
أبو الشيخ عن محمد بن جحادة في قوله وما تسقط من ورقة لا يعلمها قال لله تبارك وتعالى شجرة تحت العرش ليس
مخلوق الا له فيها ورقة فإذا سقطت ورقته خرجت روحه من جسده فذلك قوله وما تسقط من ورقة الا يعلمها
* وأخرج الخطيب في تاريخه بسند ضعيف عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من زرع على
الأرض ولا ثمار على أشجار الا عليها مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم هذا رزق فلان بن فلان وذلك قوله تعالى وما
تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين * قوله تعالى (ولا حبة
في ظلمات الأرض) * أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال إن تحت الأرض الثالثة وفوق
الأرض الرابعة من الجن ما لو أنهم ظهروا لكم لم تروا معه نورا على كل زاوية من زواياه خاتم من خواتم الله على كل
خاتم ملك من الملائكة يبعث الله إليه في كل يوم ملكا من عنده أن احتفظ بما عندك * قوله تعالى (ولا رطب
ولا يابس الا في كتاب مبين) * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن الحارث
قال ما في الأرض من شجرة صغيرة ولا كبيرة ولا كمغر زابرة رطبة ولا يابسة الا عليها ملك موكل بها يأتي الله بعلمها
رطوبتها إذا رطبت ويبسها إذا يبست كل يوم قال الأعمش وهذا في الكتاب ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين
* وأخرج أبو الشيخ عن كعب قال ما من شجرة ولا موضع إبرة الا وملك وكل بها يرفع علم ذلك إلى الله تعالى فان
ملائكة السماء أكثر من عدد التراب * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس انه تلا هذه الآية ولا رطب ولا
يابس فقال ابن عباس الرطب واليابس من كل شئ * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال خلق
الله النور وهي الدواة وخلق الألواح فكتب فيها أمر الدنيا حتى تنقضي ما كان من خلق مخلوق أو رزق حلال أو
حرام أو عمل بر أو فجور ثم قرأ هذه الآية ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين ثم وكل بالكتاب حفظة ووكل بخلقه
حفظة فتنسخ حفظة الخلق من الذكر ما كنتم تعملون في كل يوم وليلة فيجرى الخلق على ما وكل به 7 مقسوم على
من وكل به فلا يغادر أحدا منهم فيجرون على ما في أيديهم مما في الكتاب فلا يغادر منه شئ قبل ما كنا نراه الا كتب
عملنا قال ألستم بعرب هل تكون نسخة لا من شئ قد فرغ منه ثم قرأ هذه الآية انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون
* قوله تعالى (وهو الذي يتوفاكم) الآية * أخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم مع كل انسان ملك إذا نام يأخذ نفسه فان أذن الله في قبض روحه قبضه والا رد إليه فذلك قوله يتوفاكم
بالليل * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن عكرمة في قوله وهو الذي يتوفاكم بالليل قال يتوفى الأنفس
عند منامها من ليلة الا والله يقبض الأرواح كلها فيسأل كل نفس عما عمل صاحبها من النهار ثم يدعو ملك
الموت فيقول اقبض هذا اقبض هذا وما من يوم الا وملك الموت ينظر في كتاب حياة الناس قائل يقول ثلاثا وقائل
يقول خمسا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في
15

قوله وهو الذي يتوفاكم بالليل الآية قال أما وفاتهم بالليل فمنامهم وأما ما جرحتم بالنهار فيقول ما اكتسبتم بالنهار ثم
يبعثكم فيه قال في النهار ليقضى أجل مسمى وهو الموت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وهو الذي يتوفاكم بالليل يعنى بذلك نومهم ويعلم ما جرحتم قال
ما عملتم من الاثم بالنهار ثم يبعثكم فيه قال في النهار والبعث اليقظة * وأخرج ابن حرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس ويعلم ما جرحتم قال ما كسيتم من الاثم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
جريج قال قال عبد الله بن كثير في قوله ليقضى أجل مسمى قال ليقضى الله إليهم مدتهم * قوله تعالى (وهو القاهر
فوق عباده) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله ويرسل عليكم حفظة قال
هم المعقبات من الملائكة يحفظونه ويحفظون عمله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ويرسل عليكم حفظة يقول حفظة يا ابن آدم يحفظون عليك عملك ورزقك
وأجلك فإذا توفيت ذلك قبضت إلى ربك * وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن ابن عباس في قوله توفته رسلنا قال أعوان ملك الموت من الملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن إبراهيم في قوله توفته رسلنا قال الملائكة تقبض الأنفس ثم يذهب بها ملك
الموت وفى لفظ ثم يقبضها منهم ملك الموت بعد * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال جعلت
الأرض لملك الموت مثل الطست يتناول من حيث شاء وجعلت له أعوان يتوفون الأنفس ثم يقبضها منهم
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن قتادة في قوله توفته رسلنا قال إن ملك الموت له رسل
فيلي قبضها الرسل ثم يدفعونها إلى ملك الموت * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن الكلبي قال إن
ملك الموت هو الذي يلي ذلك فيدفعه ان كان مؤمنا إلى ملائكة الرحمة وان كان كافرا إلى ملائكة العذاب
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال ما من أهل بيت شعر ولا مدر الا وملك الموت يطيف
بهم كل يوم مرتين * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس انه سئل عن ملك الموت أهو وحده الذي
يقبض الأرواح قال هو الذي يلي أمر الأرواح وله أعوان على ذلك الا تسمع إلى قوله تعالى حتى إذا جاءتهم رسلنا
يتوفونهم وقال توفته رسلنا وهم لا يفرطون غير أن ملك الموت هو الرئيس وكل خطوة منه من المشرق إلى المغرب
قيل أين تكون أرواح المؤمنين قال عند السدرة في الجنة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس وهم
لا يفرطون يقول لا يضيعون * وأخرج ابن أبي حاتم عن قيس قال دخل عثمان بن عفان على عبد الله بن مسعود
فقال كيف تجدك قال مردود إلى مولاي الحق فقال طبت والله أعلم * قوله تعالى (قل من ينجيكم) الآية
* أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله قل من ينجيكم من ظلمات
البر والبحر يقول من كرب البر والبحر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله قل من ينجيكم
من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية يقول إذا أضل الرجل الطريق دعا الله لئن أنجيتنا من هذه لنكونن
من الشاكرين * قوله تعالى (قل هو القادر) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
في قوله قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال يعنى من أمرائكم أو تحت أرجلكم يعنى سفلتكم
أو يلبسكم شيعا يعنى بالشيع الأهواء المختلفة ويذيق بعضكم باس بعض قال يسلط بعضكم على بعض بالقتل
والعذاب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من وجه آخر عن ابن عباس في قوله قل هو القادر على أن
يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال أئمة السوء أو من تحت أرجلكم قال خدم السوء * وأخرج أبو الشيخ عن ابن
عباس في قوله عذابا من فوقكم قال من قبل أمرائكم وأشرافكم أو من تحت أرجلكم قال من قبل سفلتكم
وعبيدكم * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن أبي مالك عذابا من فوقكم قال القذف أو من تحت أرجلكم قال
الخسف * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال الصيحة والحجارة
والريح أو من تحت أرجلكم قال الرجفة والخسف وهما عذاب أهل التكذيب ويذيق بعضكم باس بعض قال
عذاب أهل الاقرار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله عذابا من فوقكم قال الحجارة أو من تحت
16

أرجلكم قال الخسف أو يلبسكم شيعا قال الاختلاف والأهواء المفترقة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن
مجاهد قال عذاب هذه الأمة أهل الاقرار بالسيف أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم باس بعض وعذاب أهل
التكذيب الصيحة والزلزلة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري والترمذي والنسائي ونعيم بن حماد في
الفتن وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات
عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهك أو من تحت أرجلكم قال أعوذ بوجهك أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم باس
بعض قال هذا أهون أو أيسر * وأخرج ابن مردويه عن جابر قال لما نزلت قل هو القادر على أن يبعث عليكم
عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعوذ بالله من ذلك أو يلبسكم شيعا قال هذا
أيسر ولو استعاذه لأعاذه * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه ونعيم بن حماد في الفتن وابن أبي حاتم وابن مردويه
عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من
فوقكم أو من تحت أرجلكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما انها كائنة ولم يأت تأويلها بعد * وأخرج ابن أبي
شيبة وأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية
من طريق أبى العالية عن أبي بن كعب في قوله قل هو القادر الآية قال هن أربع وكلهن عذاب وكلهن واقع
لا محالة فمضت اثنتان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة فألبسوا شيعا وذاق بعضهم باس
بعض وبقيت اثنتان واقعتان لا محالة الخسف والرجم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت هذه
الآية قل هو القادر قام النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ ثم قال اللهم لا ترسل على أمتي عذابا من فوقهم ولا من تحت
أرجلهم ولا تلبسهم شيعا ولا تذق بعضهم باس بعض فاتاه جبريل فقال الله قد أجار أمتك ان يرسل عليهم عذابا
من فوقهم أو من تحت أرجلهم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعوت
ربى ان يدفع عن أمتي أربعا فرفع عنهم اثنتين وأبى أن يرفع عنهم اثنتين دعوت ربى ان يرفع عنهم الرجم من
السماء والغرق من الأرض وان لا يلبسهم شيعا وان لا يذيق بعضهم باس بعض فرفع عنهم الرجم والغرق وأبى ان
يرفع القتل والهرج * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبو الشيخ وابن مردويه وابن خزيمة وابن حبان عن
سعد بن أبي وقاص ان النبي صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بنى معاوية دخل فركع
فيه ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلا ثم انصرف إلينا فقال سألت ربى ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته
ان لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها وسألته ان لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها وسألته ان لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها
* وأخرج ابن مردويه عن معاوية بن أبي سفيان قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تحدثون انى من
آخركم وفاة قلنا أجل قال فإني من أولكم وفاة وتتبعوني افناد ليهلك بعضكم بعضا ثم نزع هذه الآية قل هو القادر على أن
يبعث عليكم عذابا من فوقكم حتى بلغ لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون * وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم
وأبو داود والترمذي وابن ماجة والبزار وابن حبان والحاكم وصححه واللفظ له وابن مردويه عن ثوبان انه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن ربى زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها وأعطاني الكنزين الأحمر
والأبيض وان أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأني سألت ربى لامتي ان لا يهلكها بسنة عامة فأعطانيها وسألته ان
لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها وسألته ان لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها وقال يا محمد انى إذا قضيت
قضاء لم يرد أين أعطيتك لامتك ان لا أهلكها بسنة عامة ولا أظهر عليهم عدوا من غيرهم فيستبيحهم بعامة ولو اجتمع
من بين أقطارها حتى يكون بعضهم هو يهلك بعضا وبعضهم هو يسبى بعضا وأني لا أخاف على أمتي الا الأئمة المضلين
ولن تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان وإذا وضع السيف في
أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة وانه قال كلها يوجد في مائة سنة وسيخرج في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي
الله وأنا خاتم الأنبياء لا نبي بعدي ولن يزال في أمتي طائفة يقاتلون على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى
يأتي أمر الله قال وزعم أنه لا ينزع رجل من أهل الجنة شيئا من ثمرها الا أخلف الله مكانها مثلها وانه قال ليس دينار
17

ينفقه رجل بأعظم أجرا من دينار ينفقه على عياله ثم دينار ينفقه على فرسه في سبيل الله ثم دينار ينفقه على أصحابه
في سبيل الله قال وزعم أن نبي صلى الله عليه وسلم عظم شان المسألة وانه إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية
يحملون أوثانهم على ظهورهم فيسألهم ربهم ما كنتم تعبدون فيقولون ربنا لم ترسل إلينا رسولا ولم يأتنا أمر
فيقول أرأيتم ان أمرتكم بأمر تطيعوني فيقولون نعم فيأخذ مواثيقهم على ذلك فيأمرهم ان يعمدوا لجهنم
فيدخلونها فينطلقون حتى إذا جاؤها رأوا لها تغيظا وزفيرا فهابوا فرجعوا إلى ربهم فقالوا ربنا فرقنا منها فيقول
ألم تعطوني مواثيقكم لتطيعن اعمدوا إليها فأدخلوا فينطلقون حتى إذا رأوها فرقوا فرجعوا فيقول ادخلوها
داخرين قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لو دخلوها أول مرة كانت عليهم بردا وسلاما * وأخرج أحمد والحاكم
وسمعه عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن جابر بن عتيك قال جاءنا عبد الله بن عمر وفى بنى معاوية وهي
قرية من قرى الأنصار فقال لي هل تدرى أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجدكم هذا قلت نعم وأشرت
له إلى ناحية منه فقال هل تدرى ما الثلاث التي دعا بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه قلت نعم فقال أخبرني
بهن قلت دعا ان لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم ولا يهلكهم بالسنين فأعطيها ودعا بان لا يجعل بأسهم بينهم فمنعها
قال صدقت لا يزال الهرج إلى يوم القيامة * وأخرج أحمد والطبراني وابن مردويه عن أبي نضرة الغفاري عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال سالت ربى أربعا فأعطاني ثلاثا ومنعني واحدة سالت الله ان لا يجمع أمتي على ضلالة
فأعطانيها وسالت الله ان لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها وسالت الله ان لا يهلكهم بالسنين كما أهلك الأمم
فأعطانيها وسالت الله ان لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم باس بعض فمنعنيها * وأخرج أحمد والنسائي وابن مردويه
عن انس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر صلى سبحة الضحى ثمان ركعات فلما انصرف قال انى صليت
صلاة رغبة ورهبة سالت ربى ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته ان لا يبتلى أمتي بالسنين ففعل وسألته
ان لا يظهر عليهم عدوهم ففعل وسألته لا يلبسهم شيعا فأبى على * وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن
حذيفة بن اليمان قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى حرة بنى معاوية واتبعت أثره حتى ظهر عليها فصلى الضحى
ثمان ركعات فأطال فيهن ثم التفت إلى فقال انى سالت الله ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته ان لا يسلط
على أمتي عدوا من غيرهم فأعطاني وسألته ان لا يهلكهم بغرق فأعطاني وسألته ان لا يجعل بأسهم بينهم فمنعني
* وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سالت ربى ثلاثا فأعطاني اثنتين
ومنعني واحدة سالت ربى ان لا يهلك أمتي بالسنين ففعل وسالت ربى ان لا يسلط على أمتي عدوا لها ففعل وسالت
ربى ان لا يهلك أمتي بعضها ببعض فمنعنيها * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال صليت صلاة رغبا ورهبا ودعوت دعاء رغبا ورهبا حتى فرج لي عن الجنة فرأيت عناقيدها فهويت ان أتناول
منها شيئا فخوفت بالنار فسالت ربى ثلاثا فأعطاني اثنتين وكف عنى الثالثة سألته ان لا يظهر على أمتي عودها ففعل
وسألته ان لا يهلكها بالسنين ففعل وسألته ان لا يلبسها شيعا ولا يذيق بعضها باس بعض فكفها عنى * وأخرج
ابن مردويه عن عبد الله بن شداد قال فقد معاذ بن جبل أو سعد بن معاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده
قائما يصلى في الحرة فاتاه فتنحنح فلما انصرف قال يا رسول الله رأيتك صليت صلاة لم تصل مثلها قال صليت صلاة
رغبة ورهبة سالت ربى فيها ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته ان لا يهلك أمتي جوعا ففعل ثم قرأ ولقد
أخذنا آل فرعون بالسنين الآية وسألته ان لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم ففعل ثم قرأ هو الذي أرسل رسوله
بالهدى ودين الحق إلى الآخر الآية وسألته ان لا يجعل بأسهم بينهم فمنعني ثم قرأ قل هو القادر على أن يبعث عليكم
عذابا من فوقكم إلى آخر الآية ثم قال لا يزال هذا الدين ظاهرا على من ناواهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن خباب بن الأرت في قوله أو يلبسكم
شيعا قال راقب خباب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلى حتى إذا كان في الصبح قال له يا نبي الله لقد رأيتك تصلى
هذه الليلة صلاة ما رأيتك تصلى مثلها قال أجل انها صلاة رغبة ورهبة سالت ربى فيها ثلاث خصال فأعطاني اثنتين
ومنعني واحدة سألته ان لا يهلكنا بما أهلكت به الأمم قبلكم فأعطاني وسألته ان لا يسلط علينا عدوا من غيرنا
18

فأعطاني وسألته ان لا يلبسنا شيعا فمنعني * وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق نافع بن خالد الخزاعي
عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة خفيفة تامة الركوع والسجود فقال قد كانت صلاة رغبة ورهبة
فسالت الله فيها ثلاثا فأعطاني اثنتين وبقى واحدة سالت الله ان لا يصيبكم بعذاب أصاب به من قبلكم فأعطانيها
وسالت الله ان لا يسلط عليكم عدوا يستبيح بيضتكم فأعطانيها وسألته ان لا يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم باس
بعض فمنعنيها * وأخرج الطبراني عن خالد الخزاعي وكان من أصحاب الشجرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذات يوم صلاة فأخف وجلس فأطال الجلوس فلما انصرف قلنا يا رسول الله أطلت الجلوس في صلاتك قال إنها
صلاة رغبة ورهبة سالت الله فيها ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته ان لا يسحتكم بعذاب
أصاب من كان قبلكم فأعطانيها وسألته ان لا يسلط على بيضتكم عدوا فيجتاحها فأعطانيها وسألته ان لا يلبسكم
شيعا ويذيق بعضكم باس بعض فمنعينها * وأخرج نعيم بن حماد في كتاب الفتن عن ضرار بن عمر وقال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله أو يلبسكم شيعا قال أربع فتن تأتى فتنة الأولى يستحل فيها الدماء والثانية
يستحل فيها الدماء والأموال والثالثة يستحل فيها الدماء والأموال والفروج والرابعة عمياء مظلمة تمور مور البحر
تنتشر حتى لا يبقى بيت من العرب الا دخلته * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن
مردويه عن شداد بن أوس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها
ومغاربها وان ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها وأني أعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وأني سالت ربى ان لا يهلك
قومي بسنة عامة وان لا يلبسهم شيعا ولا يذيق بعضهم باس بعض فقال يا محمد انى إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وأني
أعطتيك لامتك ان لا أهلكهم بسنة عامة ولا أسلط عليهم عدوا من سواهم فيهلكوهم حتى يكون بعضهم يهلك
بعضا وبعضهم يقتل بعضا وبعضهم يسبى بعضا فقال النبي صلى الله عليه وسلم انى أخاف على أمتي الأئمة المضلين
فإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن ماجة وابن المنذر واللفظ
له وابن مردويه عن معاذ بن جبل قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فأطال قيامها وركوعها وسجودها
فلما انصرف قلت يا رسول الله لقد أطلت اليوم الصلاة فقال إنها صلاة رغبة ورهبة انى سالت ربى ثلاثا فأعطاني
اثنتين ومنعني واحدة سألت ربى ان لا يسلط على أمتي عدوا من سواهم فيهلكهم عامة فأعطانيها وسألته ان
لا يسلط عليهم سنة فتهلكهم عامة فأعطانيها ولفظ أحمد وابن ماجة وسألته أن لا يهلكهم غرقا فأعطانيها وسألته
ان لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال سالت ربى لامتي أربع خصال فأعطاني ثلاثا ومنعني واحدة سألته ان لا تكفر أمتي واحدة فأعطانيها
وسألته ان لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها وسألته ان لا يعذبهم بما عذب به الأمم من قبلهم فأعطانيها
وسألته ان لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال لما نزلت هذه الآية قل هو القادر
على أن يبعث عليكم عذابا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ فسال ربه ان لا يرسل عليهم عذابا من فوقهم
أو من تحت أرجلهم ولا يلبس أمته شيعا ويذيق بعضهم باس بعض كما أذاق بني إسرائيل فهبط إليه جبريل فقال
يا محمد انك سالت ربك أربعا فأعطاك اثنتين ومنعك اثنتين لن يأتيهم عذاب من فوقهم ولا من تحت أرجلهم
يستأصلهم فإنهما عذابان لكل أمة اجتمعت على تكذيب نبيها ورد كتاب ربها ولكنهم يلبسهم شيعا ويذيق
بعضهم باس بعض وهذا عذابان لأهل الاقرار بالكتب والتصديق بالأنبياء ولكن يعذبون بذنوبهم وأوحى
الله إليه فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون يقول من أمتك أو نرينك الذي وعدناهم من العذاب وأنت حي فانا
عليهم مقتدرون فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم فراجع ربه فقال أي مصيبة أشد من أن أرى أمتي يعذب بعضها
بعضا وأوحى إليه ألم أحسب الناس أن يتركوا الآيتين فأعلمه ان أمته لم تخص دون الأمم بالفتن وانها ستبتلى كما
ابتليت الأمم ثم أنزل عليه قل رب اما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين فتعوذ نبي الله فأعاذه الله لم
ير من أمته الا الجماعة والألفة والطاعة ثم أنزل عليه آية حذر فيها أصحاب الفتنة فأخبره انه انما يخص بها ناس
منهم دون ناس فقال واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب فخص بها أقواما
19

من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بعده وعصم بها أقواما * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال
لما نزلت قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا
يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيوف فقالوا ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وانك رسول الله قال نعم فقال بعض الناس
لا يكون هذا أبدا فأنزل الله انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون وكذب به قومك وهو الحق إلى قوله وسوف
تعلمون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم
قال هذا للمشركين أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم باس بعض قال هذا للمسلمين * وأخرج ابن أبي حاتم وابن
قانع في معجمه عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال قرأ عبد الله بن سهيل على أبيه وكذب به قومك وهو الحق
قل لست عليكم بوكيل فقال أما والله يا بنى لو كنت إذ ذاك ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فهمت منها إذ ذاك
ما فهمت اليوم لقد كنت إذ ذاك أسلمت * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله وكذب
به قومك يقول كذبت قريش بالقرآن وهو الحق وأما الوكيل فالحفيظ وأما لكل نبأ مستقر فكان نبأ القرآن
استقر يوم بدر بما كان يعدهم من العذاب * وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس في قوله قل لست عليكم
بوكيل قال نسخ هذه الآية آية السيف فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس لكل نبأ مستقر يقول حقيقة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن الحسن انه قرأ لكل نبأ مستقر قال حبست عقوبتها حتى عمل ذنبها أرسلت عقوبتها * وأخرج ابن جرير من
طريق العوفي عن ابن عباس في قوله لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون يقول فعل وحقيقة ما كان منه في الدنيا وما
كان في الآخرة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون
قال لكل نبأ حقيقة أما في الدنيا فسوف ترونه وأما في الآخرة فسوف يبدو لكم * قوله تعالى (وإذا رأيت الذين
يخوضون في آياتنا) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وإذا رأيت الذين يخوضون
في آياتنا ونحو هذا في القرآن قال أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والفرقة وأخبرهم انما هلك من
كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وإذا
رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم قال نهاه الله ان يجلس مع الذين يخوضون في آيات الله يكذبون بها
فان نسى فلا يقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا قال يستهزؤن بها نهى محمد صلى الله عليه
وسلم ان يقعد معهم الا ان ينسى فإذا ذكر فليقم وذلك قول الله فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين
* وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي مالك
وسعيد بن جبير في قوله وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا قال الذين يكذبون بآياتنا يعنى المشركين واما ينسينك
الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى بعد ما تذكر قال إن نسيت فذكرت فلا تجلس معهم وما على الذين يتقون من
حسابهم من شئ قال ما عليك ان يخوضوا في آيات الله إذا فعلت ذلك ولكن ذكرى لعلهم يتقون ذكروهم
ذلك وأخبروهم انه يشق عليكم فيتقون مساءتكم ثم أنزل الله وقد نزل عليكم في الكتاب الآية * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال كان المشركون إذا جالسوا المؤمنين وقعوا في النبي صلى الله
عليه وسلم والقرآن فسبوه واستهزؤا به فأمرهم الله أن لا يقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن سيرين في قوله وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا قال كان يرى
أن هذه الآية نزلت في أهل الأهواء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم في الحلية عن أبي جعفر
قال لا تجالسوا أهل الخصومات فإنهم الذين يخوضون في آيات الله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن علي
قال إن أصحاب الأهواء من الذين يخوضون في آيات الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن
جريج قال كان المشركون يجلسون إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحبون ان يسمعوا منه فإذا سمعوا استهزؤا فنزلت
وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم الآية قال فجعلوا إذا استهزؤا قام فحذروا وقالوا لا تستهزؤا
20

فيقوم فذلك قوله لعلهم يتقون ان يخوضوا فيقوم ونزل وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ ان تقعد معهم
ولكن لا تقعد ثم نسخ ذلك قوله بالمدينة وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم إلى قوله انكم إذا مثلهم نسخ قوله
وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ الآية * وأخرج الفريابي وأبو نصر السجزي في الإبانة عن مجاهد
في قوله وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا قال هم أهل الكتاب نهى ان يقعد معهم إذا سمعهم يقولون في القرآن
غير الحق * واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي وائل قال إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الكذب ليضحك
بها جلساءه فيسخط الله عليه فذكر ذلك لإبراهيم النخعي فقال صدق أو ليس ذلك في كتاب الله وإذا رأيت
الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم الآية * وأخرج أبو الشيخ عن مقاتل قال كان المشركون بمكة إذا
سمعوا القرآن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خاضوا واستهزؤا فقال المسلمون لا يصلح لنا مجالستهم نخاف
ان نخرج حين نسمع قولهم ونجالسهم فلا نعيب عليهم فأنزل الله في ذلك وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا
فاعرض عنهم الآية * وأخرج أبو الشيخ عن السدى في قوله وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا الآية قال
نسختها هذه الآية التي في سورة النساء وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها الآية ثم أنزل
بعد ذلك فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم * وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس في قوله وما على
الذين يتقون من حسابهم من شئ قال هذه مكية نسخت بالمدينة بقوله وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم
آيات الله يكفر بها الآية * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن مجاهد وما على الذين يتقون من حسابهم من
شئ ان قعدوا ولكن لا تقعد * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال لما هاجر المسلمون إلى المدينة جعل
المنافقون يجالسونهم فإذا سمعوا القرآن خاضوا واستهزؤا كفعل المشركين بمكة فقال المسلمون لا حرج علينا قد
رخص الله لنا في مجالستهم وما علينا من خوضهم فنزلت بالمدينة * وأخرج ابن أبي شيبة عن هشام بن عروة قال
أتى عمر بن عبد العزيز بقوم قعدوا على شراب معهم رجل صائم فضربه وقال لا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في
حديث غيره * قوله تعالى (وذر الذين اتخذوا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن مجاهد في قوله ودر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا قال مثل قوله ذرني ومن خلقت وحيدا * وأخرج عبد بن
حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه عن قتادة في قوله وذر الذين اتخذوا
دينهم لعبا ولهوا قال ثم أنزل سورة براءة فامر بقتالهم فقال اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم فنسختها * وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله اتخذوا دينهم لعبا ولهوا قال أكلا وشربا * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان تبسل قال تفضح وفى قوله أبسلوا قال فضحوا * وأخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ان تبسل؟؟ قال تسلم وفى قوله أبسلوا بما كسبوا قال أسلموا بجرائرهم * وأخرج
الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل ان تبسل نفس قال يعنى ان تحبس
نفس بما كسبت في النار قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت زهيرا وهو يقول
وفارقتك برهن لا فكاك له * يوم الوداع وقلبي مبسل علقا
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ان تبسل نفس قال
تؤخذ فتحبس وفى قوله وان تعدل كل عدل لا يؤخذ منها قال لو جاءت بملء الأرض ذهبا لم يقبل منها * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا قال أخذوا بما كسبوا * وأخرج أبو الشيخ
عن سفيان بن حسين انه سئل عن قوله أبسلوا قال أخذلوا أو أسلموا أما سمعت قول الشاعر
* فان أقفرت منهم فإنهم بسل * قوله تعالى (قل أندعو من دون الله) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس قل أندعو من دون الله هذا مثل ضربه الله للآلهة وللدعاة الذين يدعون إلى الله كمثل
رجل ضل عن الطريق تائها ضالا إذ ناداه مناد فلان بن فلان هلم إلى الطريق وله أصحاب يدعونه يا فلان بن فلان
هلم إلى الطريق فان اتبع الداعي الأول وانطلق به حتى يلقيه في هلكة وان أجاب من يدعو إلى الهدى اهتدى إلى
الطريق وهذه الداعية التي تدعو في البرية الغيلان يقول مثل من يعبد هذه الآلهة من دون الله فإنه يرى أنه في
21

شئ حتى يأتيه الموت فيستقبل الهلكة والندامة وقوله كالذي استهوته الشياطين في الأرض يقول أضلته وهم
الغيلان يدعونه باسمه واسم أبيه وجده فيتبعها ويرى أنه في شئ فيصبح وقد ألقته في هلكة وربما أكلته أو تلقيه
في مضلة من الأرض يهلك فيها عطشا فهذا مثل من أجاب الآلهة التي تعبد من دون الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله قل أندعو من دون الله الآية قال قال المشركون للمؤمنين اتبعوا سبيلنا
واتركوا دين محمد فقال الله قل أندعو من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا فهذه الآلهة ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا
الله فيكون مثلنا كمثل الذي استهوته الشياطين في الأرض يقول مثلكم ان كفرتم بعد الايمان كمثل رجل كان
مع قوم على الطريق فضل الطريق فحيرته الشياطين واستهوته في الأرض وأصحابه على الطريق فجعلوا يدعونه
إليهم يقولون ائتنا فانا على الطريق فأبى أن يأتيهم فذلك مثل من تبعكم بعد المعرفة لمحمد ومحمد الذي يدعو إلى
الطريق والطريق هو الاسلام * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن مجاهد في قوله قل أندعو من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا قال الأوثان وفى قوله كالذي استهوته
الشياطين في الأرض حيران قال رجل حيران يدعو أصحابه إلى الطريق فذلك مثل من يضل بعد إذ هدى
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله كالذي استهوته الشياطين الآية قال هو الرجل الذي
لا يستجيب لهدى الله وهو رجل أطاع الشيطان وعمل في الأرض بالمعصية وجار عن الحق وضل عنه وله أصحاب
يدعونه إلى الهدى ويزعمون ان الذين يأمرونه به هدى الله يقول الله ذلك لأوليائهم من الانس يقول إن الهدى
هدى الله والضلالة ما يدعو إليه الجن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
قتادة في الآية قال خصومة علمها الله محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه يخاصمون بها أهل الضلالة * وأخرج ابن
الأنباري في المصاحف عن أبي إسحاق قال في قراءة عبد الله كالذي استهواه الشيطان * وأخرج ابن جرير
وابن الأنباري عن أبي إسحاق قال في قراءة عبد الله يدعونه إلى الهدى بينا * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال
في قراءة ابن مسعود يدعونه إلى الهدى بينا قال الهدى الطريق انه بين والله أعلم * قوله تعالى (وان أقيموا
الصلاة) * وأخرج أبو الشيخ عن الأوزاعي قال ما من أهل بيت يكون لهم مواقيت يعلمون الصلاة الا بورك
فيهم كما بورك في إبراهيم وآل إبراهيم * قوله تعالى (يوم ينفخ في الصور) * أخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن
حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه
والبيهقي في البعث عن عبد الله بن عمر وقال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصور فقال هو قرن ينفخ فيه
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن أهل منى اجتمعوا
على أن يقلوا القرن من الأرض ما أقلوه * وأخرج مسدد في مسنده وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر
والطبراني عن ابن مسعود قال الصور كهيئة القرن ينفخ فيه * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي
حاتم عن مجاهد قال الصور كهيئة البوق * وأخرج ابن ماجة والبزار وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال صاحبا القرن ممسكين بالصور ينتظران متى يؤمران * وأخرج الحاكم
وصححه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان طرف صاحب الصور مذ وكل به مستعد ينظر
نحو العرش مخافة ان يؤمر قبل ان يرتد إليه طرفه كان عينيه كوكبان دريان * وأخرج أحمد والطبراني
في الأوسط والحاكم والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنعم وصاحب
الصور قد التقم القرن وحتى جبهته وأصغى بسمعه ينتظر متى يؤمر قالوا كيف نقول يا رسول الله قال قولوا حسبنا
الله ونعم الوكيل على الله توكلنا * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن المنذر
والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن وحنى
الجبهة وأصغى بالاذن متى يؤمر فينفخ قالوا فما نقول يا رسول الله قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا
* وأخرج أبو نعيم في الحلية عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه
وحنى جبهته وأصغى بسمعه ينتظر متى يؤمر فينفخ قالوا يا رسول الله فما تأمرنا قال حسبنا الله ونعم الوكيل * وأخرج
22

البزار والحاكم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من صباح الا وملكان يناديان يقول أحدهما
اللهم اعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم اعط ممسكا تلفا وملكان موكلان بالصور ينتظران متى يؤمران
فينفخان وملكان يناديان يا باغي الخير هلم ويقول الآخر يا باغي الشر أقصر وملكان يناديان يقول أحدهما
ويل للرجال من النساء وويل للنساء من الرجال * وأخرج أحمد والحاكم عن عبد الله عمر وعن النبي صلى الله
عليه وسلم قال النافخان في السماء الثانية رأس أحدهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب ينتظران متى يؤمران
ان ينفخا في الصور فينفخا * وأخرج عبد بن حميد والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ في العظمة بسند حسن عن عبد
الله بن الحارث قال كنت عند عائشة وعندها كعب الحبر فذكر إسرافيل فقالت عائشة أخبرني عن إسرافيل فقال
كعب عندكم العلم قالت أجل فأخبرني قال له أربعة أجنحة جناحان في الهواء وجناح قد تسربل به وجناح على
كاهله والقلم على أذنه فإذا نزل الوحي كتب القلم ثم درست الملائكة وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب
الأخرى فالتقم الصور محني ظهره وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحيه ان ينفخ في الصور فقالت عائشة هكذا
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال خلق الله الصور
من لؤلؤة بيضاء في صفاء الزجاجة ثم قال للعرش خذ الصور فتعلق به ثم قال كن فكان إسرافيل فأمره ان يأخذ
الصور فاخذه وبه ثقب بعدد كل روح مخلوقة ونفس منفوسة لا تخرج روحان من ثقب واحد وفى وسط الصور كوة
كاستدارة السماء والأرض وإسرافيل واضع فمه على تلك الكوة ثم قال له الرب تعالى قد وكلتك بالصور فأنت للنفخة
والصيحة فادخل إسرافيل في مقدم العرش فادخل رجله اليمنى تحت العرش وقدم اليسرى ولم يطرف منذ خلقه
الله ينتظر متى يؤمر به * وأخرج أبو الشيخ عن أبي بكر الهذلي قال إن ملك الصور الذي وكل به ان إحدى قدميه
لفي الأرض السابعة وهو جاث على ركبتيه شاخص بصره إلى إسرافيل ما طرف منذ خلقه الله تعالى ينتظر متى يشير
إليه فينفخ في الصور * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يوم ينفخ في الصور قال يعنى النفخة
الأولى ألم تسمع انه يقول ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى يعنى
الثانية فإذا هم قيام ينظرون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة انه قرأ يوم ينفخ في الصور أي
في الخلق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله عالم الغيب والشهادة يعنى ان عالم
الغيب والشهادة هو الذي ينفخ في الصور * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله عالم الغيب والشهادة قال
السر والعلانية * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال الشهادة ما قد رأيتم من خلقه والغيب ما غاب عنكم مما لم تروه
* قوله تعالى (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر) * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال آزر الصنم وأبو
إبراهيم اسمه يأزر وأمه اسمها مثلي وامرأته اسمها سارة وسريته أم إسماعيل اسمها هاجر وداود بن أمين ونوح بن
ملك ويونس بن متى * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال
آزر لم يكن بأبيه ولكنه اسم صنم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال اسم أبيه تارح واسم الصنم آزر
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر قال ليس آزر بأبيه ولكن إذ قال إبراهيم لأبيه
آزر وهن الآلهة وهذا من تقديم القرآن انما هو إبراهيم بن تارح * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سليمان
التيمي انه قرأ وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر قال بلغني انها أعوج وانها أشد كلمة قالها إبراهيم لأبيه * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وإذ قال إبراهيم لأبيه أزر أتتخذ أصناما آلهة قال كان يقول أعضد أتعتضد
بالآلهة من دون الله لا تفعل ويقول إن أبا إبراهيم لم يكن اسمه آزر انما اسمه تارح قال أبو زرعة بهمزتين
* وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في الآية قال آزر أبو إبراهيم * قوله تعالى (وكذلك نرى إبراهيم) الآيات
* أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس وكذلك نرى إبراهيم
ملكوت السماوات والأرض قال الشمس والقمر والنجوم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس
وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض قال كشف ما بين السماوات والأرض حتى نظر إليهن على صخرة
والصخرة على حوت وهو الحوت الذي منه طعام الناس والحوت في سلسلة والسلسلة في خاتم العزة * وأخرج أبو
23

الشيخ عن ابن عباس ملكوت السماوات والأرض قال ملك السماوات والأرض قال سلطانهما * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض قال انما هو ملك
السماوات والأرض ولكنه بلسان النبطية ملكوتا * وأخرج آدم بن أبي أياس وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض قال آيات
فرجت له السماوات السبع فنظر إلى ما فيهن حتى انتهى بصره إلى العرش وفرجت له الأرضون السبع فنظر
إلى ما فيهن * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدى في قوله وكذلك نرى إبراهيم ملكوت
السماوات والأرض قال قام على صخرة ففرجت له السماوات السبع حتى نظر إلى العرش والى منزله من الجنة ثم
فرجت له الأرضون السبع حتى نظر إلى الصخرة التي عليها الأرضون كذلك قوله وآتيناه أجره في الدنيا * وأخرج
أحمد وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي عن بعض أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رأيت ربى في أحسن صورة فقال فيم
يختصم الملا الأعلى يا محمد قال قلت أنت أعلم أي رب قال فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي قال فعلمت
ما في السماوات والأرض ثم تلا هذه الآية وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين
ثم قال يا محمد فيم يختصم الملا الأعلى قال قلت في الدرجات والكفارات قال وما الكفارات قلت نقل الاقدام إلى
الجماعات والمجالس في المساجد خلاف الصلوات وابلاغ الوضوء أماكنه في المكروه فمن يفعل ذلك يعش بخير ويمت
بخير ويكن من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه وأما الدرجات فبذل السلام واطعام الطعام والصلاة بالليل والناس
نيام قال قل اللهم إني أسالك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين وان تغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة في
قوم فتوفني غير مفتون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموهن فإنهن حق * وأخرج ابن مردويه عن علي
ابن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض أشرف على رجل
على معصية من معاصي الله فدعا عليه فهلك ثم أشرف على آخر على معصية من معاصي الله فدعا عليه فهلك ثم أشرف
على آخر فذهب يدعو عليه فأوحى الله إليه أن يا إبراهيم انك رجل مستجاب الدعوة فلا تدع على عبادي فإنهم منى
على ثلاث اما ان يتوب فأتوب عليه واما أن أخرج من صلبه نسمة تملأ الأرض بالتسبيح واما أن أقبضه إلى فان شئت
عفوت وان شئت عاقبت * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن عطاء قال لما رفع إبراهيم إلى ملكوت السماوات
أشرف على عبد يزنى فدعا عليه فأهلك ثم رفع أيضا فأشرف على عبد يزنى فدعا عليه فأهلك ثم رفع أيضا فأشرف على
عبد يزنى فأراد ان يدعو عليه فقال له ربه على رسلك يا إبراهيم فإنك عبد مستجاب لك وإني من عبدي على إحدى
ثلاث خلال اما أن يتوب إلى فأتوب عليه واما أن أخرج منه ذرية طيبة واما أن يتمادى فيما هو فيه فانا من ورائه
* وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب في قوله وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات
والأرض قال رفع إبراهيم إلى السماء فنظر أسفل منه فرأى رجلا على فاحشة فدعا فخسف به حتى دعا على سبيعة
كلهم يخسف به فنودي يا إبراهيم رفه عن عبادي ثلاث مرار انى من عبدي بين ثلاث اما أن يتوب فأتوب عليه واما
أن استخرج من صلبه ذرية مؤمنة واما أن يكفر فحسبه جهنم * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الشعب
من طريق شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما رأى إبراهيم ملكوت السماوات
والأرض أبصر عبدا على خطيئة فدعا عليه ثم أبصر عبدا على خطيئة فدعا عليه فأوحى الله إليه يا إبراهيم انك عبد
مستجاب الدعوة فلا تدع على أحد فإني من عبدي على ثلاث اما ان أخرج من صلبه ذرية تعبدني واما ان يتوب
في آخر عمره فأتوب عليه واما ان يتولى فان جهنم من ورائه * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر
وأبو الشيخ عن سلمان الفارسي قال لما رأى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض رأى رجلا على فاحشة فدعا عليه
فهلك ثم رأى آخر على فاحشة فدعا عليه فهلك ثم رأى آخر على فاحشة فدعا عليه فأوحى الله إليه ان يا إبراهيم مهلا
فإنك رجل مستجاب لك وإني من عبدي على ثلاث خصال اما أن يتوب قبل الموت فأتوب عليه واما أن أخرج من
صلبه ذرية يذكروني وأما ان يتولى فجهنم من ورائه * وأخرج البيهقي في الشعب عن عطاء قال لما رفع إبراهيم
24

في ملكوت السماوات رأى رجلا يزنى فدعا عليه فهلك ثم رفع فرأى رجلا يزنى فدعا عليه فهلك ثم رفع فرأى رجلا
يزنى فدعا عليه فهلك ثم رأى رجلا يزنى فدعا عليه فهلك فقيل على رسلك يا إبراهيم انك عبد يستجاب لك وإني من
عبدي على ثلاث اما ان يتوب إلى فأتوب عليه واما ان أخرج منه ذرية طيبة تعبدني واما ان يتمادى فيما هو فيه
فان جهنم من ورائه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وكذلك نرى إبراهيم ملكوت
السماوات والأرض قال يعنى خلق السماوات والأرض وليكون من الموقنين فإنه جلى له الامر سره وعلانيته فلم يخف
عليه شئ من أعمال الخلائق فلما جعل يلعن أصحاب الذنوب قال الله انك لا تستطيع هذا فرده الله كما كان قبل
ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال ذكر لنا ان إبراهيم عليه
السلام فربه من جبار مترف فجعل في سرب وجعل رزقه في أطرافه فجعل لا يمص أصبعا من أصابعه الا جعل
الله له فيها رزقا فلما خرج من ذلك السرب أراه الله ملكوت السماوات والأرض وأراه شمسا وقمرا ونجوما وسحابا
وخلقا عظيما وأراه ملكوت الأرض فرأى جبالا وبحورا وأنهارا وشجرا ومن كل الدواب وخلقا عظيما فلما
جن عليه الليل رأى كوكبا ذكر لنا أن الكوكب الذي رأى الزهرة طلعت عشاء قال هذا ربى فلما أفل قال
لا أحب الآفلين علم أن ربه دائم لا يزول فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربى رأى خلقا أكبر من الخلق الأول فلما
أفل قال لئن لم يهدني ربى لأكونن من القوم الضالين فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربى هذا أكبر أي أكبر
خلقا من الخلقين الأولين وأبهى وأنور * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال كان من شان إبراهيم عليه السلام
ان أول ملك ملك في الأرض شرقها وغربها نمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح وكانت الملوك الذين
ملكوا الأرض كلها أربعة نمرود بن كنعان وسليمان بن داود وذو القرنين وبختنصر مسلمين وكافرين وانه اطلع
كوكب على نمرود ذهب بضوء الشمس والقمر ففزع من ذلك فدعا السحرة والكهنة والقافة والحازة فسألهم عن
ذلك فقالوا يخرج من ملكك رجل يكون على وجهه هلاكك وهلاك ملكك وكان مسكنه ببابل الكوفة فخرج
من قريته إلى قرية أخرى وأخرج الرجال وترك النساء وأمر ان لا يولد مولود ذكر الا ذبحه فذبح أولادهم ثم انه
بدت له حاجة في المدينة لم يأمن عليها الا آزر أبا إبراهيم فدعاه فأرسله فقال له أنظر لا تواقع أهلك فقال له آزر انا أضن
بديني من ذلك فلما دخل القرية نظر إلى أهله فلم يملك نفسه ان وقع عليها ففر بها إلى قرية بين الكوفة والبصرة
يقال لها أدر فجعلها في سرب فكان يتعاهدها بالطعام وما يصلحها وان الملك لما طال عليه الامر قال قول سحرة
كذابين ارجعوا إلى بلدكم فرجعوا وولد إبراهيم فكان في كل يوم يمر به كأنه جمعة والجمعة كالشهر من سرعة
شبابه ونسى الملك ذاك وكبر إبراهيم ولا يرى أن أحدا من الخلق غيره وغير أبيه وأمه فقال أبو إبراهيم لأصحابه ان
لي ابنا وقد خبأته فتخافون عليه الملك ان أنا جئت به قالوا لا فائت به فانطلق فأخرجه فلما خرج الغلام من
السرب نظر إلى الدواب والبهائم والخلق فجعل يسأل أباه فيقول ما هذا فيخبره عن البعير انه بعير وعن البقرة انها
بقرة وعن الفرس انها فرس وعن الشاة انها شاة فقال ما لهؤلاء الخلق بد من أن يكون لهم رب وكان خروجه
حين خرج من السرب بعد غروب الشمس فرفع رأسه إلى السماء فإذا هو بالكوكب وهو المشترى فقال هذا
ربى فلم يلبث ان غاب قال لا أحب ربا يغيب قال ابن عباس وخرج في آخر الشهر فلذلك لم ير القمر قبل الكوكب
فلما كان آخر الليل رأى القمر فلما رأى القمر بازغا قد أطلع قال هذا ربى فلما أفل يقول غاب قال لئن لم يهدني
ربى لأكونن من القوم الضالين فلما أصبح رأى الشمس بازغة قال هذا ربى هذا أكبر فلما أفلت فلما غابت قال
يا قوم انى برئ مما تشركون قال الله له أسلم قال أسلمت لرب العالمين فجعل إبراهيم يدعو قومه وينذرهم وكان أبوه
يصنع الأصنام فيعطيها ولده فيبيعونها وكان يعطيه فينادى من يشترى ما يضره ولا ينفعه فيرجع إخوته وقد
باعوا أصنامهم ويرجع إبراهيم بأصنامه كما هي ثم دعا أباه فقال يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك
شيئا ثم رجع إبراهيم إلى بيت الآلهة فإذا هن في بهو عظيم مستقبل باب البهو صنم عظيم إلى جنبه أصغر منه بعضها
إلى جنب بعض كل صنم يليه أصغر منه حتى بلغوا باب البهو وإذا هم قد جعلوا طعاما بين يدي الآلهة وقالوا إذا كان
حين نرجع رجعنا وقد برحت الآلهة من طعامنا فأكلنا فلما نظر إليهم إبراهيم والى ما بين أيديهم من الطعام
25

قال ألا تأكلون فلما لم تجبه قال مالكم لا تنطقون ثم إن إبراهيم أتى قومه فدعاهم فجل يدعو قومه وينذرهم
فحبسوه في بيت وجمعوا له الحطب حتى أن المرأة لتمرض فتقول لئن عافاني الله لأجمعن لإبراهيم حطبا فلما جمعوا له
وأكثروا من الحطب حتى أن كان الطير ليمر بها فيحترق من شدة وهجها وحرها فعمدوا إليه فرفعوه إلى رأس
البنيان فرفع إبراهيم رأسه إلى السماء فقالت السماء والأرض والجبال والملائكة ربنا إبراهيم يحرق فيك قال
أنا أعلم به فان دعاكم فأغيثوه وقال إبراهيم حين رفع رأسه إلى السماء اللهم أنت الواحد في السماء وأنا الواحد في
الأرض ليس أحد يعبدك غيري حسبي الله ونعم الوكيل فقذفوه في النار فناداها فقال يا نار كوني بردا وسلاما على
إبراهيم وكان جبريل هو الذي ناداها فقال ابن عباس لو لم يتبع بردا سلاما لمات إبراهيم من بردها ولم يبق يومئذ
في الأرض نار الا طفئت ظنت انها هي تعنى فلما طفئت النار نظروا إلى إبراهيم فإذا هو ورجل آخر معه ورأس
إبراهيم في حجره يمسح عن وجهه العرق وذكر ان ذلك الرجل ملك الظل فأنزل الله نارا فانتفع بها بنو آدم
وأخرجوا إبراهيم فأدخلوه على الملك ولم يكن قبل ذلك دخل عليه فكلمه * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن
السدى في قوله رأى كوكبا قال هو المشترى وهو الذي يطلع نحو القبلة عند المغرب * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن زيد بن علي في قوله رأى كوكبا قال الزهرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في
قوله فلما أفل أي ذهب * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله لا أحب الآفلين قال الزائلين * وأخرج الطستي
عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله فلما أفلت قال فلما زالت الشمس عن كبد السماء قال
وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت كعب بن مالك الأنصاري وهو يرثى النبي صلى الله عليه وسلم ويقول
فتغير القمر المنير لفقده * والشمس قد كسفت وكادت تأفل
قال أخبرني عن قوله عز وجل حنيفا قال دينا مخلصا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت حمزة بن
عبد المطلب وهو يقول حمدت الله حين هدى فؤادي * إلى الاسلام والدين الحنيف
وقال أيضا رجل من العرب يذكر بنى عبد المطلب وفضلهم
أقيموا لنا دينا حنيفا فأنتمو * لنا غاية قد نهتدي بالذوائب
* وأخرج أبو الشيخ عن عطاء في قوله حنيفا قال مخلصا * وأخرج مسلم والنسائي وابن مردويه عن عياض بن
حمار المجاشعي انه شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم فسمعه يقول إن الله أمرني أن أعلمكم ما جهلتم من دينكم
مما علمني يومى هذا ان كل مال نحلته عبدا فهو له حلال وأني خلقت عبادي حنفاء كلهم وانه أتتهم الشياطين
فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا * وأخرج
أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي في سننه عن علي ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان إذا استفتح الصلاة كبر ثم قال وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما
أنا من المشركين ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين
* قوله تعالى (وحاجه قومه) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله وحاجه قومه يقول
خاصموه * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أتحاجوني قال أتخاصمونني * وأخرج عبد بن حميد عن
عاصم انه قرأ أتحاجوني مشددة النون * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله وحاجه قومه قال
دعوا مع الله إلها قال أتحاجوني في الله وقد هدان وقد عرفت ربى خوفوه بآلهتهم أن يصيبه منها خبل فقال ولا
أخاف ما تشركون به ثم قال وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أيها المشركون انكم أشركتم * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فأي الفريقين أحق بالأمن قال قول إبراهيم حين سألهم أي
الفريقين أحق بالأمن ومن حجة إبراهيم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله فأي الفريقين
أحق بالأمن أمن خاف غير الله ولم يخفه أم من خاف الله ولم يخف غيره فقال الله الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم
بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون * قوله تعالى (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم) الآية * أخرج أحمد
والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والدار قطني في الافراد وأبو الشيخ وابن مردويه
26

عن عبد الله بن مسعود قال لما نزلت هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على الناس فقالوا
يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه قال إنه ليس الذي تعنون ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم
انما هو الشرك * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن المنذر
وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي بكر الصديق انه سئل عن هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم
قال ما تقولون قالوا لم يظلموا قال حملتم الامر على أشده بظلم بشرك ألم تسمع إلى قوله الله أن الشرك لظلم عظيم
* وأخرج أبو الشيخ عن عمر بن الخطاب ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال بشرك * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد
وابن أبي شيبة وأبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن حذيفة ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال بشرك
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن سلمان الفارسي انه سئل عن هذه الآية ولم
يلبسوا ايمانهم بظلم قال انما عنى به الشرك ألم تسمع الله يقول إن الشرك لظلم عظيم * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وأبو الشيخ من طرق عن أبي بن كعب في قوله ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال ذاك الشرك * وأخرج ابن المنذر
والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس ان عمر بن الخطاب كان إذا دخل بيته نشر المصحف يقرؤه فدخل ذات يوم
فقرأ سورة الأنعام فأتى على هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم إلى الآخر الآية فانتقل وأخذ رداءه ثم
أتى أبي بن كعب فقال يا أبا المنذر أتيت على هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم وقد نرى انا نظلم ونفعل
ونفعل فقال يا أمير المؤمنين ان هذا ليس بذاك يقول الله ان الشرك لظلم عظيم انما ذلك الشرك * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال بشرك * وأخرج عبد
ابن حميد وأبو الشيخ عن مجاهد ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال بعبادة الأوثان * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن
جبير في قوله ولم يلبسوا ايمانهم بظلم يقول لم يخلطوا ايمانهم بشرك * واخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن علي بن أبي طالب في قوله الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال
نزلت هذه الآية في إبراهيم وأصحابه خاصة ليس في هذه الأمة * وأخرج أحمد والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه
والبيهقي في شعب الايمان عن جرير بن عبد الله قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما برزنا من المدينة
إذا راكب يوضع نحونا فانتهى إلينا فسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من أين أقبلت فقال من أهلي وولدي
وعشيرتي أريد رسول الله قال قد أصبته قال علمني ما الايمان قال تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم
الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت قال قد أقررت ثم إن بعيره دخلت يده في شبكة جردان فهوى
ووقع الرجل على هامته فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من الذين عملوا قليلا وأجروا كثيرا هذا
من الذين قال الله الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون انى رأيت حور العين يدخلن
في فيه من ثمار الجنة فعلمت أن الرجل مات جائعا * وأخرج الحكيم الترمذي وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير ساره إذ عرض له اعرابي فقال والذي بعثك بالحق لقد خرجت من
بلادي وتلادي لأهتدي بهداك وآخذ من قولك فاعرض على فاعرض عليه السلام فقبل فازدحمنا حوله فدخل
خف بكره في ثقب جردان فتردى الاعرابي فانكسرت عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعتم بالذي
عمل قليلا وأجر كثيرا هذا منهم أسمعتم بالذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم هذا منهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن
بكر بن سوادة قال حمل رجل من العدو على المسلمين فقتل رجلا ثم حمل فقتل آخر ثم حمل فقتل آخر ثم قال أينفعني
الاسلام بعد هذا قالوا ما ندري فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم فضرب فرسه فدخل فيهم ثم حمل
على أصحابه فقتل رجلا ثم آخر ثم آخر ثم قتل قال فيرون ان هذه الآية نزلت فيه الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم
بظلم الآية * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم التيمي ان رجلا سال عنها النبي صلى الله عليه وسلم فسكت حتى
جاء رجل فأسلم فلم يلبث الا قليلا حتى قاتل فاستشهد فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا منهم من الذين آمنوا ولم
يلبسوا ايمانهم بظلم * وأخرج البغوي في معجمه وابن أبي حاتم وابن قانع والطبراني وابن مردويه والبيهقي في
الشعب عن سخبرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابتلى فصبر وأعطى فشكر وظلم فغفر وظلم فاستغفر
27

ثم سكت النبي صلى الله عليه وسلم فقيل يا رسول الله ماله قال؟؟ و؟ انك لهم الامن وهم مهتدون * قوله تعالى (وتلك
حجتنا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس في قوله وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه
قال ذاك في الخصومة التي كانت بينه وبين قومه والخصومة التي كانت بينه وبين الجبار الذي يسمى نمرود
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه قال خصمهم * وأخرج أبو
الشيخ من طريق مالك بن أنس عن زيد بن أسلم في قوله نرفع درجات من نشاء قال بالعلم * وأخرج أبو الشيخ عن
الضحاك قال إن للعلماء درجات كدرجات الشهداء * قوله تعالى (ووهبنا له اسحق ويعقوب) الآيات * أخرج ابن أبي
حاتم عن حرب بن أبي الأسود قال أرسل الحجاج إلى يحيى بن يعمر فقال بلغني انك تزعم أن الحسن والحسين
من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم تجده في كتاب الله وقد قرأته من أوله إلى آخره فلم أجده قال ألست تقرأ سورة الأنعام
ومن ذريته داود وسليمان حتى بلغ ويحيى وعيسى قال بلى قال أليس عيسى من ذرية إبراهيم وليس له أب
قال صدقت * وأخرج أبو الشيخ والحاكم والبيهقي عن عبد الملك بن عمير قال دخل يحيى بن يعمر على الحجاج فذكر
الحسين فقال الحجاج لم يكن من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم فقال يحيى كذبت فقال لتأتيني على ما قلت ببينة
فتلا ومن ذريته داود وسليمان إلى قوله وعيسى وإلياس فأخبر تعالى ان عيسى من ذرية إبراهيم بأمه قال صدقت
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب قال الخال والد والعم والد نسب الله عيسى إلى أخواله قال
ومن ذريته حتى بلغ إلى قوله وزكريا ويحيى وعيسى * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
ووهبنا له اسحق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ثم قال في إبراهيم ومن ذريته داود وسليمان إلى قوله
وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين ثم قال في الأنبياء الذين سماهم الله في هذه الآية فبهداهم
اقتده * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله واجتبيناهم قال أخلصناهم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون قال يريد هؤلاء الذين قال
هديناهم وفضلناهم * قوله تعالى (أولئك الذين آتيناهم لكتاب) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن حوثرة
ابن بشير سمعت رجلا سأل الحسن عن قوله الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة من هم يا أبا سعيد قال هم
الذين في صدر هذه الآية * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم قال الحكم
اللب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فان يكفر بها هؤلاء يعنى أهل مكة
يقول إن يكفروا بالقرآن فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين يعنى أهل المدينة والأنصار * وأخرج عبد الرزاق
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فان يكفر بها هؤلاء قال أهل مكة كفار قريش فقد وكلنا بها قوما
ليسوا بها بكافرين وهم الأنبياء الذين قص الله على نبيه الثمانية عشر الذين قال الله فبهداهم اقتده * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي رجاء العطاردي في قوله فقد وكلنا بها قوما
ليسوا بها بكافرين قال هم الملائكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان أهل الايمان قد تبوؤا الدار
والايمان قبل أن يقدم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أنزل الله الآيات بحبها؟؟؟ أهل مكة فقال الله فان
يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب في الآية قال إن
يكفر بها أهل مكة فقد وكلنا بها أهل المدينة من الأنصار * قوله تعالى (أولئك الذين هدى الله فبهداهم
اقتده) * أخرج سعيد بن منصور والبخاري والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني وابن
مردويه عن ابن عباس في قوله أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن
يقتدى بهداهم وكان يسجد في ص ولفظ ابن أبي حاتم عن مجاهد سالت ابن عباس عن السجدة التي في ص
فقرأ هذه الآية وقال أمر نبيكم ان يقتدى بداود عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال قص الله عليه
ثمانية عشر نبيا ثم أمره ان يقتدى بهم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ فبهداهم اقتده بين الهاء إذا وصل
ولا يدغمها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله قل لا أسألكم عليه أجرا قال قل لهم يا محمد لا أسألكم على
ما أدعوكم إليه عرضا من عرض الدنيا والله أعلم * قوله تعالى (وما قدروا الله حق قدره) الآية * أخرج ابن
28

جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وما قدروا الله حق قدره قال
هم الكفار الذين لم يؤمنوا بقدرة الله عليهم فمن آمن ان الله على كل شئ قدير فقد قدر الله حق قدره ومن لم يؤمن
بذلك فلم يؤمن بالله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ يعنى من بني إسرائيل قالت اليهود يا محمد أنزل
الله عليك كتابا قال نعم قالوا والله ما أنزل الله من السماء كتابا فأنزل الله قل يا محمد من أنزل الكتاب الذي جاء به بموسى
نورا وهدى للناس إلى قوله ولا آباؤكم قل الله أنزله * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في
قوله وما قدروا الله حق قدره قال وما علموا كيف هو حيث كذبوه * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدى
عن أبي مالك في قوله وما قدروا الله حق قدره قال ما عظموه حق عظمته * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
مجاهد في قوله وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ قال قالها مشركوا قريش * وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ قال قال فنحاص اليهودي ما أنزل الله
على محمد من شئ * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ قال نزلت في
مالك بن الصيف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال جاء رجل من اليهود
يقال له مالك بن الصيف فخاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى
هل تجد في التوراة ان الله يبغض الحبر السمين وكان حبرا سمينا فغضب وقال والله ما أنزل الله على بشر من شئ فقال
له أصحابه ويحك ولا على موسى قال ما أنزل الله على بشر من شئ فأنزل الله وما قدروا الله حق قدره الآية * وأخرج
ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال جاء ناس من يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محتب فقالوا يا أبا
القاسم الا تأتينا بكتاب من السماء كما جاء به موسى ألواحا فأنزل الله تعالى يسئلك أهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا
من السماء الآية فجثا رجل من اليهود فقال ما أنزل الله عليك ولا على موسى ولا على عيسى ولا على أحد شيئا فأنزل
الله وما قدروا الله حق قدره الآية * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي قال أمر الله محمدا ان يسأل أهل
الكتاب عن أمره وكيف يجدونه في كتبهم فحملهم حسدهم ان يكفروا بكتاب الله ورسله فقالوا ما أنزل الله على
بشر من شئ فأنزل الله وما قدروا الله حق قدره الآية ثم قال يا محمد هلم لك إلى الخبير ثم أنزل الرحمن فاسأل به خبيرا
ولا ينبئك مثل خبير * وأخرج البيهقي في الشعب عن كعب قال إن الله يبغض أهل البيت اللحمين والحبر السمين
* وأخرج البيهقي عن جعدة الجشمي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ورجل يقص عليه رؤيا فرأى رجلا
سمينا فجعل يطعن بطنه بشئ في يده ويقول لو كان بعض هذا في غير هذا لكان خيرا لك * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن مجاهد في قوله يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا قال هم اليهود وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم
قال هذه للمسلمين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا في يهود
فيما أظهروا من التوراة وأخفوا من محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن المنذر
وأبو الشيخ عن مجاهد انه قرأ تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم معشر العرب ما لم تعلموا أنتم ولا
آباؤكم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قال هم اليهود
آتاهم الله علما فلم يقتدوا به ولم يأخذوا به ولم يعملوا به فذمهم الله في عملهم ذلك * قوله تعالى (وهذا كتاب) الآية
* أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وهذا كتاب أنزلناه مبارك قال هو القرآن الذي أنزله الله تعالى على محمد صلى
الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مصدق الذي بين يديه أي من الكتب التي قد خلت قبله * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ولتنذر أم القرى قال
مكة ومن حولها قال يعنى ما حولها من القرى إلى المشرق والمغرب * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء وعمرو بن
دينار قالا بعث الله رياحا فشققت الماء فأبرزت موضع البيت على حشفة بيضاء فمد الله الأرض منها فلذلك هي
أم القرى * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله أم القرى قال مكة وانما سميت أم القرى لأنها أول بيت
وضع بها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ولتنذر أم القرى قال هي مكة قال
وبلغني ان الأرض دحيت من مكة * وأخرج ابن مردويه عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أم
29

القرى مكة * قوله تعالى (ومن أظلم) الآية * أخرج الحاكم في المستدرك عن شرحبيل بن سعد قال نزلت
في عبد الله بن أبي سرح ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شئ الآية فلما دخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فر إلى عثمان أخيه من الرضاعة فغيبه عنده حتى اطمأن أهل مكة ثم استأمن له
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي خلف الأعمى قال كان ابن أبي سرح يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي فأتى
أهل مكة فقالوا يا ابن أبي سرح كيف كتب لابن أبي كبشة القرآن قال كنت أكتب كيف شئت فأنزل الله
ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا
أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شئ قال نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرشي أسلم وكان يكتب للنبي صلى الله
عليه وسلم فكان إذا أملى عليه سميعا عليما كتب عليما حكيما وإذا قال عليما حكيما كتب سميعا عليما فشك
وكفر وقال إن كان محمد يوحى إليه فقد أوحى إلى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ومن
أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شئ قال نزلت في مسيلمة الكذاب ونحوه ممن دعا إلى مثل
ما دعا إليه ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله قال نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ومن أظلم الآية قال ذكر لنا ان هذه الآية نزلت في مسيلمة * وأخرج
ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله ومن أظلم ممن أفترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شئ قال
نزلت في مسيلمة فيما كان يسجع ويتكهن به ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله قال نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي
سرح كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فكان فيما يملي عزيز حكيم فيكتب غفور رحيم فيغيره ثم يقرأ عليه كذا
وكذا لما حول فيقول نعم سواء فرجع عن الاسلام ولحق بقريش * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال لما
نزلت والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا قال النضر وهو من بنى عبد الدار والطاحنات طحنا والعاجنات عجنا
وقولا كثيرا فأنزل الله ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شئ الآية * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن مسعود قال ما من القرآن شئ الا قد عمل به من كان قبلكم وسيعمل به من بعدكم حتى كنت لأمر
بهذه الآية ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شئ ولم يعمل هذا أهل هذه القبلة
حتى كان المختار بن أبي عبيد * قوله تعالى (ولو ترى إذ الظالمون) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس قال آيتان يبشر بهما الكافر عند موته ولو ترى إذ الظالمون إلى قوله تستكبرون * وأخرج ابن
مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم قاعدا وتلا هذه الآية
ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون
بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ثم قال والذي نفس محمد بيده ما من نفس تفارق
الدنيا حتى ترى مقعدها من الجنة والنار ثم قال إذا كان عند ذلك صف سماطان من الملائكة نظموا ما بين
الخافقين كان وجوههم الشمس فينظر إليهم ما يرى غيرهم وان كنتم ترون انه ينظر إليكم مع كل ملك
منهم أكفان وحنوط فإذا كان مؤمنا بشروه بالجنة وقالوا اخرجي أيتها النفس الطيبة إلى رضوان الله وجنته
فقد أعد الله لك من الكرامة ما هو خير لك من الدنيا وما فيها فما يزالون يبشرونه ويحفون به فلهم ألطف وأرأف
من الوالدة بولدها ويسلون روحه من تحت كل ظفر ومفصل ويموت الأول فالأول ويبرد كل عضو الأول فالأول
ويهون عليه وان كنتم ترونه شديدا حتى تبلغ ذقنه فلهو أشد كرامة للخروج حينئذ من الولد حين يخرج من الرحم
فيبتدرها كل ملك منهم أيهم يقبضها فيتولى قبضها ملك الموت ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قل يتوفاكم ملك
الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون قال فيتلقاها بأكفان بيض ثم يحتضنها إليه فهو أشد لها لزوما من المرأة
لولدها ثم يفوح لها فيهم ريح أطيب من المسك يتباشرون بها ويقولون مرحبا بالريح الطيبة والروح الطيب اللهم
صل عليه روحا وصل عليه جسدا خرجت منه فيصعدون بها ولله خلق في الهواء لا يعلم عدتهم الا هو فيفوح لها
فيهم ريح أطيب من المسك فيصلون عليها ويتباشرون بها ويفتح لها أبواب السماء ويصلى عليها كل ملك في كل
سماء تمر به حتى توقف بين يدي الملك الجبار فيقول الجبار عز وجل مرحبا بالنفس الطيبة وبجسد خرجت منه
30

وإذا قال الرب عز وجل مرحبا رحب له كل شئ وذهب عنه كل ضيق ثم يقول اذهبوا بهذه النفس الطيبة
فادخلوها الجنة وأروها مقعدها واعرضوا عليها ما أعد لها من النعيم والكرامة ثم اهبطوا بها إلى الأرض فإني
قضيت انى منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فوالذي نفس محمد بيده هي أشد كراهة
للخروج منها حين كانت تخرج من الجسد وتقول أين تذهبون بي إلى ذلك الجسد الذي كنت فيه فيقولون انا
مأمورون بهذا فلا بد لك منه فيهبطون به على قدر فراغهم من غسله وأكفانه فيدخلون ذلك الروح بين الجسد
وأكفانه فما خلق الله تعالى كلمة تكلم بها حميم ولا غير حميم الا وهو يسمعها الا انه لا يؤذن له في المراجعة فلو
سمع أشد الناس له حبا ومن أعزهم كان عليه يقول على رسلكم ما يعجلكم وأذن له في الكلام للعنه وانه يسمع
خفق نعالهم ونفض أيديهم إذا ولوا عنه ثم يأتيه عند ذلك ملكان فظان غليظان يسميان منكرا ونكيرا ومعهما
عصا من حديد لو اجتمع عليها الجن والإنس ما أقلوها وهي عليهما يسير فيقولان له أقعد بإذن الله فإذا هو مستو
قاعدا فينظر عند ذلك إلى خلق كريه فظيع ينسيه ما كان رأى عند موته فيقولان له من ربك فيقول الله
فيقولون فما دينك فيقول الاسلام ثم ينتهرانه عند ذلك انتهارة شديدة ثم يقولان فمن نبيك فيقول محمد صلى الله عليه
وسلم ويعرق عند ذلك عرقا يبتل ما تحته من التراب ويصير ذلك العرق أطيب من ريح المسك وينادى عند ذلك من
السماء نداء خفيا صدق عبدي فلينفعه صدقه ثم يفسح له في قبره مد بصره وينبذ له فيه الريحان ويستر بالحرير
فان كان معه من القرآن شئ كفاه نوره وان لم يكن معه جعل له نور مثل الشمس في قبره ويفتح له أبواب وكوى
إلى الجنة فينظر إلى مقعده منها مما كان عاين حين صعد به ثم يقال نم قرير العين فما نومه ذلك إلى يوم يقوم الا
كنومة ينامها أحدكم شهية لم يرو منها يقوم وهو يمسح عينيه فكذلك نومه فيه إلى يوم القيامة وان كان غير ذلك إذا
نزل به ملك الموت صف له سماطان من الملائكة نظموا ما بين الخافقين فيخطف بصره إليهم ما يرى غيرهم وان كنتم
ترون انه ينظر إليكم ويشدد عليه وان كنتم ترون انه يهون عليه فيلعنونه ويقولون أخرجي أيتها النفس
الخبيثة فقد أعد الله لك من النكال والنقمة والعذاب كذا وكذا ساء ما قدمت لنفسك ولا يزالون يسلونها في
غضب وتعب وغلظ وشدة من كل ظفر وعضو ويموت الأول فالأول وتنشط نفسه كما يصنع السفود ذو الشعب
بالصوف حتى تقع الروح في ذقنه فلهي أشد كراهية للخروج من الولد حين يخرج من الرحم مع ما يبشرونه
بأنواع النكال والعذاب حتى تبلغ ذقنه فليس منه ملك الا وهو يتحاماه كراهية له فيتولى قبضها ملك الموت الذي
وكل بها فيتلقاها أحسبه قال بقطعة من بجاد أنتن ما خلق الله وأخشنه فيلقى فيها ويفوح لها ريح أنتن ما خلق الله
ويسد ملك الموت منخريه ويسدون آنافهم ويقولون اللهم العنها من روح والعنه جسدا خرجت منه فإذا صعد
بها غلقت أبواب السماء دونها فيرسلها ملك الموت في الهواء حتى إذا دنت من الأرض انحدر مسرعا في أثرها
فيقبضها بحديد معه يفعل بها ذلك ثلاث مرات ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يشرك بالله فكأنما خر من
السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق والسحيق البعيد ثم ينتهى بها فتوقف بين يدي الملك
الجبار فيقول لا مرحبا بالنفس الخبيثة ولا بجسد خرجت منه ثم يقول انطلقوا بها إلى جهنم فاروها مقعدها منها
واعرضوا عليها ما أعددت لها من العذاب والنقمة والنكال ثم يقول الرب اهبطوا بها إلى الأرض فإني قضيت انى
منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فيهبطون بها على قدر فراغهم منها فيدخلون ذلك الروح
بين جسده وأكفانه فما خلق الله حميما ولا غير حميم من كلمة يتكلم بها الا وهو يسمعها الا انه لا يؤذن له في
المراجعة فلو سمع أعز الناس عليه وأحبهم إليه يقول أخرجوا به وعجلوا وأذن له في المراجعة للعنه وود انه ترك كما
هو لا يبلغ به حفرته إلى يوم القيامة فإذا دخل قبره جاءه ملكان أسودان أزرقان فظان غليظان ومعهما مرزبة
من حديد وسلاسل وأغلال ومقامع الحديد فيقولان له اقعد بإذن الله فإذا هو مستو قاعدا قد سقطت عنه أكفانه
ويرى عند ذلك خلقا فظيعا ينسى به ما رأى قبل ذلك فيقولان له من ربك فيقول أنت فيفزعان عند ذلك فزعة
ويقبضان ويضربانه ضربة بمطرقة الحديد فلا يبقى منه عضو الا وقع على حدة فيصيح عند ذلك صيحة فما خلق
الله من شئ ملك أو غيره الا يسمعها الا الجن والإنس فيلعنونه عند ذلك لعنة واحدة وهو قوله أولئك يلعنهم الله
31

ويلعنهم اللاعنون والذي نفس محمد بيده لو اجتمع على مطرقتهما الجن والإنس ما أقلوها وهي عليهما يسير ثم
يقولان عد بإذن الله فإذا هو مستو قاعدا فيقولان من ربك فيقول لا أدرى فيقولان فمن نبيك فيقول سمعت
الناس يقولون محمد فيقولان فما تقول أنت فيقول لا أدرى فيقولان لا دريت ويعرق عند ذلك عرقا يبتل ما تحته
من التراب فلهو أنتن من الجيفة فيكم ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فيقولان له نم نومة المسهر فلا يزال
حياة وعقارب أمثال أنياب البخت من النار ينهشنه ثم يفتح له بابه فيرى مقعده من النار وتهب عليه أرواحها
وسمومها وتلفح وجهه النار غدوا وعشيا إلى يوم القيامة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله غمرات الموت قال سكرات الموت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس والملائكة باسطوا أيديهم قال هذا عند الموت والبسط الضرب يضربون وجوههم وأدبارهم * وأخرج
أبو الشيخ عن ابن عباس والملائكة باسطوا أيديهم قال ملك الموت عليه السلام * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله والملائكة باسطوا أيديهم قال بالعذاب * وأخرج ابن أبي حاتم عن
محمد بن قيس قال إن الملك الموت أعوانا من الملائكة ثم تلا هذه الآية ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة
باسطوا أيديهم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن وهب قال إن الملائكة الذين يقرنون بالناس هم الذين
يتوفونهم ويكتبون لهم آجالهم فإذا كان يوم كذا وكذا توفته ثم نزع ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة
باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم فقيل لوهب أليس قد قال الله قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم قال نعم ان
الملائكة إذا توفوا نفسا دفعوها إلى ملك الموت وهو كالعاقب يعنى العشار الذي يؤدى إليه من تحته * وأخرج
الطستي وابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن
قوله عذاب الهون قال الهوان الدائم الشديد قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول
انا وجدنا بلاد الله واسعة * تنجي من الذل والمخزات والهون
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله عذاب الهون قال الهوان * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى في قوله عذاب الهون قال الذي يهينهم * قوله تعالى (ولقد جئتمونا فرادى) الآية * أخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة قال قال النضر بن الحارث سوف تشفع لي اللات والعزى فنزلت ولقد
جئتمونا فرادى الآية كلها * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن عائشة أنها قرأت قول الله ولقد جئتمونا
فرادى كما خلقناكم أول مرة فقالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله وا سوأتاه ان الرجال والنساء سيحشرون
جميعا ينظر بعضهم إلى سوأة بعض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه لا ينظر
الرجال إلى النساء ولا النساء إلى الرجال شغل بعضهم عن بعض * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
سعيد بن جبير في قوله ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة قال كيوم ولد يرد عليه كل شئ نقص منه من يوم
ولد * وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان يوم
القيامة حشر الناس حفاة عراة غرلا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله وتركتم
ما خولناكم قال من المال والخدم وراء ظهوركم قال في الدنيا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن
رضي الله عنه قال يؤتى بابن آدم يوم القيامة كأنه بذخ فيقول له تبارك وتعالى أين ما جمعت فيقول له يا رب جمعته
وتركته أوفر ما كان فيقول فأين ما قدمت لنفسك فلا يراه قدم شيئا وتلا هذه الآية ولقد جئتمونا فرادى كما
خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن بريدة رضي الله عنه
قال كان عند ابن زياد أبو الأسود الديلي وجبير بن حية الثقفي فذكروا هذا الحرف لقد تقطع بينكم فقال
أحدهما بيني وبينك أول من يدخل علينا فدخل يحيى بن يعمر فسألوه فقال بينكم بالرفع * وأخرج أبو الشيخ عن
الأعرج انه قرأ لقد تقطع بينكم بالرفع يعنى وصلكم * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه انه قرأ لقد تقطع
بينكم بالنصب أي ما بينكم من المواصلة التي كانت بينكم في الدنيا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو الشيخ
عن قتادة رضي الله عنه لقد تقطع بينكم قال ما كان بينهم من الوصل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عكرمة
32

قال لما تزوج عمر رضي الله عنه أم كلثوم رضي الله عنها بنت على اجتمع عليه أصحابه فباركوا له دعوا له فقال لقد
تزوجتها وما بي حاجة إلى النساء ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن كل نسب وسبب ينقطع يوم
القيامة الا سببي ونسبي فأحببت أن يكون بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم نسب * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون يعنى
الأرحام والمنازل * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله لقد تقطع بينكم قال تواصلكم في الدنيا * قوله تعالى (ان الله فالق الحب والنوى) الآية * أخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فالق الحب والنوى يقول خلق الحب والنوى * وأخرج عبد الرزاق
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله فالق الحب والنوى قال يفلق الحب والنوى
عن النبات * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله فالق الحب والنوى قال الشقان اللذان فيهما * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبي مالك رضي الله عنه
في قوله فالق الحب والنوى قال الشق الذي في النواة والحنطة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه
في قوله فالق الحب والنوى قال فالق الحبة عن السنبلة وفالق النواة عن النخلة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله يخرج الحي من الميت قال النخلة من النواة والسنبلة من
الحبة ويخرج الميت من الحي قال النواة من النخلة والحبة من السنبلة * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله
يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي قال الناس الاحياء من النطف والنطفة ميتة تخرج من الناس
الاحياء ومن الانعام والنبات كذلك أيضا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فأنى
تؤفكون قال كيف
تكذبون * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله فأنى تؤفكون قال أنى تصرفون * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى في قوله فأنى تؤفكون قال كيف تضل عقولكم عن هذا * قوله تعالى (فالق الاصباح) الآية
* أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فالق الاصباح قال خلق الليل والنهار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فالق الاصباح قال يعنى بالاصباح ضوء الشمس بالنهار وضوء القمر بالليل
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله فالق الاصباح قال
إضاءة الفجر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله فالق الاصباح قال فالق الصبح
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك في قوله فالق الاصباح قال فالق النور ونور النهار * وأخرج ابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله وجاعل الليل سكنا قال يسكن فيه كل طير ودابة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله والشمس والقمر حسبانا يعنى عدد الأيام والشهور والسنين * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله والشمس والقمر حسبانا قال يدوران في حساب
* وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة حسبانا قال ضياء * وأخرج أبو الشيخ عن الربيع في قوله والشمس
والقمر حسبانا قال الشمس والقمر في حساب فإذا خلت أيامها فذلك آخر الدهر وأول الفزع الأكبر * وأخرج
أبو الشيخ في العظمة بسند واه عن ابن عباس قال خلق الله بحرا دون السماء بمقدار ثلاث فراسخ فهو موج
مكفوف قائم في الهواء بأمر الله لا يقطر منه قطرة جار في سرعة السهم تجرى فيه الشمس والقمر والنجوم فذلك قوله
كل في فلك يسبحون والفلك دوران العجلة في لجة غمر ذلك البحر فإذا أحب الله ان يحدث الكسوف خرت الشمس
عن العجلة فتقع في غمر ذلك البحر فإذا أراد ان يعظم الآية وقعت كلها فلا يبقى على العجلة منها شئ وإذا أراد دون ذلك
وقع النصف منها أو الثلث أو الثلثان في الماء ويبقى سائر ذلك على العجلة وصارت الملائكة الموكلون بها فرقتين فرقة
يقبلون على الشمس فيجرونها نحو العجلة وفرقة يقبلون إلى العجلة فيجرونها إلى الشمس فإذا غربت رفع بها إلى
السماء السابعة في سرعة طيران الملائكة وتحبس تحت العرش فتستأذن من أين تؤمر بالطلوع ثم ينطلق بها ما بين
السماء السابعة وبين أسفل درجات الجنان في سرعة طيران الملائكة فتنحدر حيال المشرق من سماء إلى السماء فإذا
وصلت إلى هذه السماء فذلك حين ينفجر الصبح فإذا وصلت إلى هذا الوجه من السماء فذلك حين تطلع الشمس
33

قال وخلق الله عند المشرق حجابا من الظلمة فوضعها على البحر السابع مقدار عدة الليالي في الدنيا منذ خلقها الله
إلى يوم القيامة فإذا كان عند غروب الشمس أقبل ملك قد وكل بالليل فقبض قبضة من ظلمة ذلك الحجاب ثم
يستقبل الغرب فلا يزال يرسل تلك الظلمة من خلل أصابعه قليلا قليلا وهو يراعى الشفق فإذا غاب الشفق أرسل
الظلمة كلها ثم ينشر جناحيه فيبلغان قطري الأرض وكنفي السماء فتشرق ظلمة لليل بجناحيه فإذا حان
الصبح ضم جناحه ثم يضم الظلمة كلها بعضها إلى بعض بكفيه من المشرق ويضعها على البحر السابع بالمغرب
* وأخرج أبو الشيخ بسند واه عن سلمان قال الليل موكل به ملك يقال له شراهيل فإذا حان وقت الليل أخذ خرزة
سوداء فدلاها من قبل المغرب فإذا نظرت إليها الشمس وجبت في أسرع من طرفة العين وقد أمرت الشمس ان لا
تغرب حتى ترى الخرزة فإذا غربت جاء الليل فلا تزال الخرزة معلقة حتى يجئ ملك آخر يقال له هراهيل بخرزة
بيضاء فيعلقها من قبل المطلع فإذا رآها شراهيل مد إليه خرزته وترى الشمس الخرزة البيضاء فتطلع وقد أمرت
ان لا تطلع حتى تراها فإذا طلعت جاء النهار * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أحب عباد الله إلى الله الذين يراعون الشمس والقمر لذكر الله * وأخرج الخطيب في كتاب النجوم عن أبي
هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أحب عباد الله إلى الله رعاء الشمس والقمر الذين يحببون عباد الله إلى
الله ويحببون الله إلى عباده * وأخرج ابن شاهين والطبراني والحاكم والخطيب عن عبد الله بن أبي أوفى قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة لذكر الله * وأخرج
أحمد في الزهد والخطيب عن أبي الدرداء قال إن أحب عباد الله إلى الله لرعاة الشمس والقمر * وأخرج الحاكم في
تاريخه والديلمي بسند ضعيف عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة يظلهم الله في ظله يوم
لا ظل الا ظله التاجر الأمين والامام المقتصد وراعى الشمس بالنهار * وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد
الزهد عن سلمان الفارسي قال سبعة في ظل الله يوم لا ظل الا ظله رجل لقى أخاه فقال انى أحبك في الله وقال الآخر
مثل ذلك ورجل ذكر الله ففاضت عيناه من مخافة الله ورجل يتصدق بيمينه يخفيها من شماله ورجل دعته امرأة
ذات حسب وجمال إلى نفسها فقال انى أخاف الله ورجل قلبه معلق بالمساجد من حبها ورجل يراعى الشمس
لمواقيت الصلاة ورجل ان تكلم تكلم بعلم وان سكت سكت على حلم * وأخرج ابن أبي شيبة عن مسلم بن يسار قال
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم فالق الاصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا اقض عنى
الدين واغنني من الفقر وأمتعني بسمعي وبصرى وقوتي في سبيلك * قوله تعالى (وهو الذي جعل لكم النجوم)
الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر
والبحر قال يضل الرجل وهو الظلمة والجور عن الطريق * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر والخطيب في كتاب
النجوم عن عمر بن الخطاب قال تعلموا من النجوم ما تهتدون به في بركم وبحركم ثم أمسكوا فإنها والله ما خلقت
الا زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها وتعلموا من النسبة ما تصلون به أرحامكم وتعلموا ما يحل
لكم من النساء ويحرم عليكم ثم أمسكوا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ والخطيب في كتاب النجوم عن قتادة قال إن الله انما جعل هذه النجوم لثلاث خصال جعلها زينة
للسماء وجعلها يهتدى بها وجعلها رجوما للشياطين فمن تعاطى فيها غير ذلك فقد قال رأيه وأخطأ حظه وأضاع
نصيبه وتكلف مالا علم له به وان ناسا جهلة بأمر الله قد أحدثوا في هذه النجوم كهانة من أعرس بنجم كذا وكذا كان
كذا وكذا ومن سافر بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا ولعمري ما من نجم الا يولد به الأحمر والأسود والطويل والقصير
والحسن والدميم ولو أن أحدا علم الغيب لعلمه آدم الذي خلقه الله بيده وأسجد له ملائكته وعلمه أسماء كل شئ
* وأخرج ابن مردويه والخطيب عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا من النجوم ما تهتدون به
في ظلمات البر والبحر ثم انتهوا * وأخرج الخطيب عن مجاهد قال لا باس ان يتعلم الرجل من النجوم ما يهتدى به في
البر والبحر ويتعلم منازل القمر * وأخرج ابن أبي حاتم والمرهبي في فضل العلم عن حميد الشامي قال النجوم هي علم
آدم عليه السلام * وأخرج المرهبي عن الحسن بن صالح قال سمعت عن ابن عباس انه قال ذلك علم ضيعه الناس
34

النجوم * وأخرج الخطيب عن عكرمة انه سال رجلا عن حساب النجوم وجعل الرجل يتحرج ان يخبره فقال عكرمة
سمعت ابن عباس يقول علم عجز الناس عنه وددت أنى علمته قال الخطيب مراده الضرب المباح الذي كانت العرب
تختص به * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن عبد الله بن حفص قال خصت العرب بخصال بالكهانة والقيافة
والعيافة والنجوم والحساب فهدم الاسلام الكهانة وثبت لباقي بعد ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في
العظمة عن القرظي قال والله ما لأحد من أهل الأرض في السماء من نجم ولكن يتبعون الكهنة ويتخذون
النجوم علة * وأخرج أبو داود والخطيب عن سمرة بن جندب انه خطب فذكر حديثا عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم انه قال أما بعد فان ناسا يزعمون أن كسوف الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مواضعها
لموت رجال عظماء من أهل الأرض وانهم قد كذبوا ولكنها آيات من آيات الله يعتبر بها عباده لينظر من يحدث
له منهم توبة * وأخرج الخطيب عن عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تسألوا عن النجوم
ولا تفسروا القرآن برأيكم ولا تسبوا أحدا من أصحابي فان ذلك الايمان المحض * وأخرج ابن مردويه والخطيب
عن علي قال نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النظر في النجوم وأمرني باسباغ الطهور * وأخرج ابن مردويه
والمرهبي والخطيب عن أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النظر في النجوم * وأخرج الخطيب
عن عائشة قالت نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النظر في النجوم * وأخرج الطبراني وأبو نعيم في الحلية
والخطيب عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكر القدر
فأمسكوا وإذا ذكر النجوم فأمسكوا * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه والخطيب عن أنس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أخاف على أمتي خصلتين تكذيبا بالقدر وتصديقا بالنجوم وفى لفظ وحذقا بالنجوم * وأخرج
ابن أبي شيبة وأبو داود وابن مردويه عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من اقتبس علما من النجوم
اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة والخطيب عن ابن عباس قال إن
قوما ينظرون في النجوم ويحسبون أباجاد وما أرى للذين يفعلون ذلك من خلاق * وأخرج الخطيب عن
ميمون بن مهران قال قلت لابن عباس أوصني قال أوصيك بتقوى الله وإياك وعلم النجوم فإنه يدعو إلى الكهانة
وإياك ان تذكر أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا بخير فيكبك الله على وجهك في جهنم فان الله أظهر
بهم هذا الدين وإياك والكلام في القدر فإنه ما تكلم فيه اثنان الا اثما أو اثم أحدهما * وأخرج الخطيب في كتاب
النجوم بسند ضعفه عن عطاء قال قيل لعلي بن أبي طالب هل كان للنجوم أصل قال نعم كان نبي من الأنبياء يقال له
يوشع بن نون فقال له قومه انا لا نؤمن بك حتى تعلمنا بدء الخلق وآجاله فأوحى الله تعالى إلى غمامة فأمطرتهم واستقع
على الجبل ماء صافيا ثم أوحى الله إلى الشمس والقمر والنجوم ان تجرى في ذلك الماء ثم أوحى إلى يوشع بن نون ان
يرتقى هو وقومه على الجبل فارتقوا الجبل فقاموا على الماء حتى عرفوا بدء الخلق وآجاله بمجاري الشمس والقمر
والنجوم وساعات الليل والنهار فكان أحدهم يعلم متى يموت ومتى يمرض ومن ذا الذي يولد له ومن ذا الذي لا يولد له
قال فبقوا كذلك برهة من دهرهم ثم إن داود عليه السلام قاتلهم على الكفر فاخرجوا إلى داود في القتال من لم
يحضر أجله ومن حضر أجله خلفوه في بيوتهم فكان يقتل من أصحاب داود ولا يقتل من هؤلاء أحد فقال داود رب
ها أنا أقاتل على طاعتك ويقاتل هؤلاء على معصيتك فيقتل أصحابي ولا يقتل من هؤلاء أحد فقال فأوحى الله إليه انى
كنت علمتهم بدء الخلق وآجاله وانما أخرجوا إليك من لم يحضر أجله ومن حضر أجله خلفوه في بيوتهم فمن ثم يقتل
من أصحابك ولا يقتل منهم أحد قال داود يا رب على ماذا علمتهم قال على مجاري الشمس والقمر والنجوم وساعات
الليل والنهار فدعا الله فحبست الشمس عليهم فزاد في النهار فاختلطت الزيادة بالليل والنهار فلم يعرفوا قدر الزيادة
فاختلط عليهم حسابهم قال على رضي الله عنه فمن ثم كره النظر في النجوم * وأخرج المرهبي في فضل العلم عن الحسن
ابن علي رضي الله عنهما قال لما فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خيبر دعا بقوسه واتكأ على سيتها وحمد الله
وذكر ما فتح الله على نبيه ونصره ونهى عن خصال عن مهر البغي وعن حاتم الذهب وعن المياثر الحمر وعن لبس
الثياب القسي وعن ثمن الكلب وعن أكل لحوم الحمر الأهلية وعن الصرف الذهب بالذهب والفضة بالفضة بينهما
35

فضل وعن النظر في النجوم * وأخرج المرهبي عن مكحول قال قال ابن عباس لا تعلم النجوم فإنها تدعو إلى الكهانة
* وأخرج ابن مردويه من طريق الحسن عن العباس بن عبد المطلب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد
طهر الله هذه الجزيرة من الشرك ما لم تضلهم النجوم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ان متعلم حروف أبى جاد وراء في النجوم ليس له عند الله خلاق يوم القيامة * قوله تعالى (وهو الذي
أنشأكم من نفس واحدة) * أخرج ابن مردويه عن أبي امامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نصب آدم بين
يديه ثم ضرب كتفه اليسرى فخرجت ذريته من صلبه حتى ملؤ الأرض * قوله تعالى (فمستقر ومستودع) * أخرج
سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه
من طرق عن ابن عباس في قوله فمستقر ومستودع قال المستقر ما كان في الرحم والمستودع ما استودع في أصلاب
الرجال والدواب وفى لفظ المستقر ما في الرحم وعلى ظهر الأرض وبطنها مما هو حي ومما قد مات وفى لفظ المستقر
ما كان في الأرض والمستودع ما كان في الصلب * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن مسعود في
قوله فمستقر ومستودع قال مستقرها في الدنيا ومستودعها في الآخرة * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور
وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني عن ابن مسعود قال المستقر الرحم والمستودع المكان الذي
تموت فيه * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن مسعود قال إذا كان أجل الرجل بأرض
أتيحت له إليها الحاجة فإذا بلغ أقصى أثره قبض فتقول الأرض يوم القيامة هذا ما استودعتني * وأخرج أبو
الشيخ عن الحسن وقتادة في قوله فمستقر ومستودع قالا مستقر في القبر ومستودع في الدنيا أو شك ان يلحق
بصاحبه * وأخرج أبو الشيخ عن عوف قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنبئت بكل مستقر ومستودع
من هذه الأمة إلى يوم القيامة كما علم آدم الأسماء كلها * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال من اشتكى ضرسه
فليضع يده عليه وليقرأ وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة الآية * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم فمستقر
بنصب القاف * وأخرج عبد الرزاق عن سعيد بن جبير قال قال لي ابن عباس أتزوجت قلت لا وما ذاك في نفسي
اليوم قال إن كان في صلبك وديعة فستخرج * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله قد فصلنا الآيات
يقول بينا الآيات لقوم يفقهون * قوله تعالى (وهو الذي أنزل من السماء ماء) الآية * أخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن السدى في قوله يخرج منه حبا متراكبا قال هذا السنبل * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن البراء بن عازب قنوان دانية قال قريبة * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قنوان دانية قال قصار النخل اللاصقة عذوقها بالأرض
* وأخرج أبن أبى حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قنوان الكبائس والدانية المنصوبة * وأخرج ابن أبي حاتم عن
ابن عباس في قوله قنوان دانية قال تهدل العذوق من الطلع * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله قنوان عذوق النخل دانية قال متهدلة يعنى متدلية * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله مشتبها وغير متشابه قال مشتبها ورقه مختلفا ثمره
* وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله انظر والى ثمره إذا أثمر قال رطبه وعنبه * وأخرج عبد بن حميد عن
عاصم انه قرأ انظر والى ثمره بنصب الثاء والميم وينعه بنصب الياء * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن مسعر قال فرضا
على الناس إذا أخرجت الثمار ان يخرجوا وينظروا إليها قال الله انظروا إلى ثمره إذا أثمر * وأخرج أبو عبيد وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن البراء وينعه قال نضجه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن
عباس وينعه قال نضجه * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله وينعه قال
نضجه وبلاغه قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول
إذا ما مشت وسط النساء تأودت * كما اهتز غصن ناعم النبت يانع
* قوله تعالى (وجعلوا لله شركاء) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وجعلوا
لله شركاء الجن وخلقهم قال والله خلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم قال تخرصوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
36

عباس في قوله وخرقوا له بنين وبنات قال جعلوا له بنين وبنات * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد في قوله وخرقوا قال كذبوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وخرقوا له بنين وبنات قال قالت
العرب الملائكة بنات الله وقالت اليهود والنصارى المسيح وعزير ابنا الله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم
عن قتادة في قوله وخرقوا له بنين وبنات قال كذبوا له أما ليهود والنصارى فقالوا نحن أبناء الله وأحباؤه وأما
مشركوا العرب فكانوا يعبدون اللات والعزى فيقولون العزى بنات الله سبحانه وتعالى عما يصفون أي عما
يكذبون * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله وخرقوا له بنين وبنات قال
وصفوا لله بنين وبنات افتراء عليه قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت حسان بن ثابت يقول
اخترق القول بها لاهيا * مستقبلا أشعث عذب الكلام
* واخرج أبو الشيخ عن يحيى بن يعمر انه كان يقرؤها وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم خفيفة يقول جعلوا
لله خلقهم * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن انه قرأ وخلقهم مثقلة يقول هو خلقهم * وأخرج أبو الشيخ عن
الحسن في الآية قال خرقوا ما هو انما هو خرقوا خفيفة كان الرجل إذا كذب الكذبة في نادى القوم قيل خرقها
* قوله تعالى (لا تدركه الابصار) الآية * أخرج ابن أبي حاتم والعقيلي وابن عدي وأبو الشيخ وابن مردويه
بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله لا تدركه الابصار قال لو أن الإنس والجن
والشياطين والملائكة منذ خلقوا إلى أن فنوا صفوا صفا واحدا ما أحاطوا بالله أبدا قال الذهبي هذا حديث
منكر * وأخرج الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه
واللالكائي في السنة عن ابن عباس قال رأى محمد ربه قال عكرمة فقلت له أليس الله يقول لا تدركه الابصار وهو
يدرك الابصار قال لا أم لك ذاك نوره الذي هو نوره إذا تجلى بنوره لا يدركه شئ وفى لفظ انما ذلك إذا تجلى بكيفيته
لم يقم له بصر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس لا تدركه الابصار قال لا يحيط بصر أحد بالله * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عكرمة عن ابن عباس قال إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقال له رجل
عند ذلك أليس قال الله لا تدركه الابصار فقال له عكرمة ألست ترى السماء قال بلى قال فكلها ترى * وأخرج عبد
ابن حميد وأبو الشيخ عن قتادة لا تدركه الابصار قال هو أجل من ذلك وأعظم ان تدركه الابصار * وأخرج أبو الشيخ
والبيهقي في كتاب الرؤية عن الحسن في قوله لا تدركه الابصار قال في الدنيا وقال الحسن يراه أهل الجنة في الجنة
يقول الله وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قال ينظرون إلى وجه الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في
قوله لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار يقول لا يراه شئ وهو يرى الخلائق * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن إسماعيل بن علية في قوله لا تدركه الابصار قال هذا في الدنيا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ واللالكائي من
طريق عبد الرحمن بن مهدي قال سمعت أبا الحصين يحيى بن الحصين قارئ أهل مكة يقول لا تدركه الابصار قال
أبصار العقول * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله لا تدركه الابصار قال قالت امرأة استشفع لي يا رسول الله
على ربك قال هل تدرين على من تستشفعين انه ملا كرسيه السماوات والأرض ثم جلس عليه فما يفضل منه من
كل أربع أصابع ثم قال إنه له أطيطا كأطيط الرحل الجديد فذلك قوله لا تدركه الابصار ينقطع به بصره قبل ان
تبلغ ارجاء السماء زعموا ان أول من يعلم بقيام الساعة الجن تذهب فإذا أرجاؤها قد سقطت لا تجد منفذا تذهب
في المشرق والمغرب واليمن والشام * قوله تعالى (قد جاءكم بصائر) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله قد جاءكم بصائر أي بينة فمن أبصر فلنفسه أي من اهتدى فإنما يهتدى
لنفسه ومن عمى أي من ضل فعليها والله أعلم * قوله تعالى (وليقولوا دارست) * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن
حميد وابن المنذر وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس انه كان يقرأ هذا الحرف دارست بالألف
مجزومة السين منتصبة التاء قال قارأت * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
وابن مردويه عن ابن عباس درست قال قرأت وتعلمت * وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس دارست قال خاصمت جادلت تلوت
37

* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وليقولوا دارست
قال فاقهت وقرأت على يهود وقرأوا عليك * وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وأبو الشيخ عن عمرو بن دينار قال سمعت عبد الله بن الزبير يقول إن صبيانا ههنا يقرؤن دارست
وانما هي درست يعنى بفتح السين وجزم التاء ويقرؤن وحرم على قرية وانما هي وحرام ويقرؤن في عين حمئة
وانما هي حامية قال عمرو وكان ابن عباس يخالفه فيهن كلهن * وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه عن أبي
ابن كعب قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم وليقولوا درست يعنى بجزم السين ونصب التاء * وأخرج
أبو الشيخ من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس دارست يقول قارأت اليهود وفاقهتهم وفى حرف أبى وليقولوا
درس أي تعلم * وأخرج أبو عبيد وابن جرير عن هارون قال في حرف أبي بن كعب وابن مسعود وليقولوا درس
يعنى النبي صلى الله عليه وسلم قرأ * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد انه قرأ درست قال علمت * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير عن أبي إسحاق الهمداني قال في قراءة ابن مسعود درست بغير ألف بنصب السين ووقف التاء
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن انه كان يقرأ وليقولوا
درست أي انمحت وذهبت * وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن انه كان يقرأ درست مشددة * وأخرج
ابن أبي شيبة عن ابن عباس انه كان يقرأ ادارست ويتمثل * دارس كطعم الصاب والعلقم * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس وليقولوا درست قالوا قرأت وتعلمت تقول ذلك له
قريش * قوله تعالى (وأعرض عن المشركين) * أخرج أبو الشيخ عن السدى وأعرض عن المشركين قال كب؟؟
عنهم وهذا منسوخ نسخه القتال فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم * قوله تعالى (ولو شاء الله) الآية * أخرج
ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ولو شاء الله ما أشركوا يقول الله تبارك وتعالى
لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وما أنت عليهم بوكيل أي بحفيظ * قوله
تعالى (ولا تسبوا الذين يدعون) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس
في قوله ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله الآية قال قالوا يا محمد لتنتهين عن سبك آلهتنا أو لنهجون ربك
فنهاهم الله ان يسبوا أوثانهم فيسبوا الله عدوا بغير علم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال لما حضر أبا
طالب الموت قالت قريش انطلقوا فلندخل على هذا الرجل فلنأمره ان ينهى عنا بن أخيه فانا نستحي ان
نقتله بعد موته فتقول العرب كان يمنعه فلما مات قتلوه فانطلق أبو سفيان وأبو جهل والنضر بن الحارث وأمية
وأبى ابنا خلف وعقبة بن أبي معيط وعمرو بن العاصي والأسود بن البختري وبعثوا رجلا منهم يقال له المطلب فقالوا
استأذن لنا على أبى طالب فأتى أبا طالب فقال هؤلاء مشيخة قومك يريدون الدخول عليك فأذن لهم عليه
فدخلوا فقالوا يا أبا طالب أنت كبيرنا وسيدنا وأن محمدا قد آذانا وآذى آلهتنا فنحب ان تدعوه فتنهاه عن ذكر
آلهتنا ولندعه وإلهه فدعاه فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أبو طالب هؤلاء قومك وبنو عمك قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما يريدون قالوا نريد ان تدعنا وآلهتنا ولندعك وإلهك قال النبي صلى الله عليه وسلم أرأيتم
ان أعطيتكم هذا هل أنتم معطي كلمة ان تكلمتم بها ملكتم بها العرب ودانت لكم بها العجم الخراج قال أبو
جهل وأبيك لنعطينكها وعشرة أمثالها فما هي قال قولوا لا إله إلا الله فأبوا واشمأزوا قال أبو طالب قل غيرها فان
قومك قد فزعوا منها قال يا عم ما أنا بالذي أقول غيرها حتى يأتوا بالشمس فيضعوها في يدي ولو أتوني بالشمس
فوضعوها في يدي ما قلت غيرها إرادة ان يؤيسهم فغضبوا وقالوا لتكفن عن شتم آلهتنا أو لنشتمنك ونشتم من
يأمرك فأنزل الله ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال كان المسلمون يسبون أصنام الكفار
فيسب الكفار الله فأنزل الله ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله * وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم في قوله
كذلك زينا لكل أمة عملهم قال زين الله لكل أمة عملهم الذي يعملون به حتى يموتوا عليه * قوله تعالى (وأقسموا
بالله جهد أيمانهم) الآيات * أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال أنزلت في قريش وأقسموا بالله جهد
38

أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل انما الآيات عند الله وما يشعركم يا معشر المسلمين انها إذا جاءت لا يؤمنون
الا ان يشاء الله فيجبرهم على الاسلام * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال كلم رسول الله صلى
الله عليه وسلم قريشا فقالوا يا محمد تخبرنا ان موسى كان معه عصا يضرب بها الحجر وان عيسى كان يحيى الموتى وان
ثمود كان لهم ناقة فاتنا من الآيات حتى نصدقك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي شئ تحبون ان آتيكم به قالوا
تجعل لنا الصفا ذهبا قال فان فعلت تصدقوني قالوا نعم والله لئن فعلت لنتبعنك أجمعون فقام رسول الله صلى الله
عليه وسلم يدعو فجاءه جبريل فقال له ان شئت أصبح ذهبا فان لم يصدقوا عند ذلك لنعذبنهم وان شئت فاتركهم
حتى يتوب تائبهم فقال بل يتوب تائبهم فأنزل الله وأقسموا بالله جهد أيمانهم إلى قوله يجهلون * وأخرج أبو
الشيخ عن ابن جريج وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية في المستهزئين هم الذين سألوا رسول الله صلى الله
عليه وسلم الآية فنزل فيهم وأقسموا بالله حتى ولكن أكثرهم يجهلون * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال
أقسم بيمين ثم قرأ وأقسموا بالله جهد أيمانهم * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال القسم يمين * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وأقسموا بالله جهد أيمانهم
لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قال سالت قريش محمدا صلى الله عليه وسلم ان يأتيهم بآية فاستحلهم ليؤمنن بها قل
انما الآيات عند الله وما يشعركم قال ما يدريكم ثم أوجب عليهم انهم لا يؤمنون ونقلب أفئدتهم قال نحول بينهم
وبين الايمان لو جاءتهم كل آية كما حلنا بينهم وبينه أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون قال يترددون
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ من وجه آخر عن مجاهد في قوله وما يشعركم قال وما يدريكم انكم تؤمنون إذا
جاءت ثم استقبل يخبر فقال إنها إذا جاءت لا يؤمنون * وأخرج أبو الشيخ عن النضر بن شميل قال سال رجل الخليل
ابن أحمد عن قوله وما يشعركم انها إذا جاءت لا يؤمنون فقال إنها لعلها الا ترى انك تقول اذهب انك تأتينا بكذا
وكذا يقول لعلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول
مرة قال لما جحد المشركون ما أنزل الله لم تثبت قلوبهم على شئ وردت عن كل أمر * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عكرمة في قوله ونقلب أفئدتهم الآية قال جاءهم محمد بالبينات فلم يؤمنوا به فقلبنا أبصارهم وأفئدتهم ولو
جاءتهم كل آية مثل ذلك لم يؤمنوا الا ان يشاء الله * وأخرج ابن المبارك وأحمد في الزهد وابن أبي شيبة والبيهقي
في شعب الايمان وابن عساكر عن أم الدرداء ان أبا الدرداء لما احتضر جعل يقول من يعمل لمثل يومى هذا
من يعمل لمثل ساعتي هذه من يعمل لمثل مضجعي هذا ثم يقول ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة
ونذرهم في طغيانهم يعمهون ثم يغمى عليه ثم يفيق فيقولها حتى قبض * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس وحشرنا عليهم كل شئ قبلا قال معاينة ما كانوا ليؤمنوا أي أهل الشقاء الا ان يشاء الله
أي أهل السعادة الذين سبق لهم في علمه ان يدخلوا في الايمان * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة
وحشرنا عليهم كل شئ قبلا أي فعاينوا ذلك معاينة * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد وحشرنا عليهم كل شئ قبلا
قال أفواجا قبيلا * قوله تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا) الآيتين * أخرج أحمد وابن أبي حاتم والطبراني
عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الجن والإنس قال يا نبي
الله وهل للإنس شياطين قال نعم شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا
* وأخرج أحمد وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي ذر قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم تعوذ بالله من شر
شياطين الإنس والجن قلت يا رسول الله وللإنس شياطين قال نعم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن
عباس في قوله وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن قال إن للجن شياطين يضلونهم مثل شياطين
الانس يضلونهم فيلتقي شيطان الانس وشيطان الجن فيقول هذا لهذا أضلله بكذا وأضلله بكذا فهو قوله يوحى
بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا وقال ابن عباس الجن هم الجان وليسوا بشياطين والشياطين ولد إبليس
وهم لا يموتون الا مع إبليس والجن يموتون فمنهم المؤمن ومنهم الكافر * وأخرج أبو الشيخ عن ابن مسعود قال
الكهنة هم شياطين الانس * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يوحى بعضهم إلى بعض قال
39

شياطين الجن يوحون إلى شياطين الانس فان الله تعالى يقول وان الشياطين ليوحون إلى أوليائهم * وأخرج
عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله شياطين الإنس والجن قال من الانس شياطين ومن الجن شياطين يوحى
بعضهم إلى بعض * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله زخرف القول غرورا يقول بورا من القول * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما زخرف القول غرورا قال يحسن بعضهم لبعض القول ليتبعوهم في
فتنتهم * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو نصر السجزي في الإبانة وأبو الشيخ عن مجاهد في الآية
قال شياطين الجن يوحون إلى شياطين الانس كفار الانس زخرف القول غرورا قال تزيين الباطل بالألسنة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله زخرف القول قال زخرفوه وزينوه غرورا قال يغرون به الناس والجن
* وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد في الآية قال الزخرف المزين حيث زين لهم هذا الغرور كما زين إبليس لآدم
ما جاء به وقاسمه انه لمن الناصحين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ولتصغى لتميل * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس ولتصغى إليه أفئدة قال تزيغ وليقترفوا قال ليكتسبوا * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة قال لتميل إليه قلوب الكفار
وليرضوه قال يحبوه وليقترفوا ما هم مقترفون يقول ليعملوا ما هم عاملون * وأخرج الطستي وابن الأنباري عن
ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى زخرف القول غرورا قال باطل القول غرورا قال
وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت أوس بن حجر وهو يقول
لم يغروكم غرورا ولكن * يرفع الآل جمعكم والدهاء
وقال زهير بن أبي سلمى
فلا يغرنك دنيا ان سمعت بها * عند امرئ سروه في الناس مغمور
قال فأخبرني عن قوله ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون ما تصغي قال ولتميل إليه قال فيه القطامي
وإذا سمعن هما هما من رفقة * ومن النجوم غوابر لم تخفق
أصغت إليه هجائن بخدودها * آذانهن إلى الحداة السوق
قال أخبرني عن قوله وليقترفوا ما هم مقترفون قال ليكتسبوا ما هم مكتسبون فإنهم يوم القيامة يجازون بأعمالهم
قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول:
وإني لآتي ما أتيت وإنني * لما اقترفت نفسي على لراهب
* قوله تعالى (أفغير الله ابتغى) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وهو الذي
أنزل إليكم الكتاب مفصلا قال مبينا * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مالك بن أنس عن ربيعة قال إن الله تبارك
وتعالى أنزل الكتاب وترك فيه موضعا للسنة وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك فيها موضعا للرأي
* قوله تعالى (وتمت كلمات ربك) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة
في قوله وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا قال صدقا فيما وعد وعد لا فيما حكم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
وأبو نصر السجزي في الإبانة عن محمد بن كعب القرظي في قوله لا مبدل لكلماته قال لا تبديل لشئ قاله في الدنيا
والآخرة كقوله ما يبدل القول لدى * وأخرج ابن مردويه عن أبي اليمان جابر بن عبد الله قال دخل النبي
صلى الله عليه وسلم المسجد الحرام يوم فتح مكة ومعه مخصرة ولكل قوم صنم يعبدونه فجعل يأتيها صنما صنما ويطعن
في صدر الصنم بعصا ثم يعقره كلما صرع صنما اتبعه الناس ضربا بالفؤوس حتى يكسرونه ويطرحونه خارجا من
المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يقول وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم
* وأخرج ابن مردويه وابن النجار عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وتمت كلمة ربك صدقا
وعدلا قال لا إله إلا الله * وأخرج البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات
عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما أعيذكما بكلمات الله التامة
من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ثم يقول كان أبوكم إبراهيم يعوذ بها إسماعيل وإسحاق * وأخرج ابن أبي
40

شيبة والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن خولة بنت حكيم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق لم يضره شئ حتى يرتحل من منزله ذلك * وأخرج
مسلم والنسائي والبيهقي عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما لقيت
من عقرب لدغتني البارحة قال اما انك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك
* وأخرج أبو داود والنسائي وابن أبي الدنيا والبيهقي عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان يقول عند
مضجعه اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم
والمآثم اللهم لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك ولا ينفع ذا الجد منك الجد سبحانك وبحمدك * وأخرج أبى أبى
شيبة والبيهقي عن محمد بن يحيى بن حبان ان الوليد بن الوليد شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرق حديث
النفس بالليل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أويت إلى فراشك فقل أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه
وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وان يحضرون فإنه لن يضرك وحري أن لا يقربك * وأخرج
ابن أبي شيبة والبيهقي عن أبي التياح قال قال رجل لعبد الرحمن بن خنبش كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين كادته الشياطين قال نعم تحدرت الشياطين من الجبال والأودية يريدون رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم فزع منهم وجاءه جبريل فقال يا محمد قل قال ما أقول قال قل أعوذ بكلمات الله التامات اللاتي لا يجاوزهن بر
ولا فاجر من شر ما خلق وبرأ وذرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض وما
يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق الا طارقا يطرق بخير يا رحمن قال فطفئت نار الشياطين
وهزمهم الله عز وجل * وأخرج النسائي والبيهقي عن ابن مسعود قال لما كان ليلة الجن أقبل عفريت من الجن
في يده شعلة من نار فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن فلا يزداد الا قربا فقال له جبريل الا أعلمك كلمات
تقولهن ينكب منها لفيه وتطفأ شعلته قل أعوذ بوجه الله الكريم وكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا
فاجر من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن
الليل والنهار ومن شر طوارق الليل ومن شر كل طارق الا طارقا يطرق بخير يا رحمن فقالها فانكب لفيه وطفئت
شعلته * وأخرج ابن أبي شيبة عن مكحول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة تلقته الجن بالشرر
يرمونه فقال جبريل تعوذ يا محمد فتعوذ بهؤلاء الكلمات فدحروا عنه فقال أعوذ بكلمات الله التامات التي
لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما نزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر ما بث في الأرض وما يخرج منها ومن شر
الليل والنهار ومن شر كل طارق الا طارقا يطرق بخير يا رحمن * قوله تعالى (فكلوا مما ذكر اسم الله عليه)
الآيات * أخرج أبو داود والترمذي وحسنه والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن
مردويه عن ابن عباس قال جاءت اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أنا كل مما قلنا ولا نأكل مما يقتل الله
فأنزل الله فكلوا مما ذكر اسم الله عليه ان كنتم بآياته مؤمنين إلى قوله وان أطعتموهم انكم لمشركون
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فكلوا مما ذكر اسم الله عليه فإنه حلال ان كنتم بآياته مؤمنين
يعنى بالقرآن مصدقين وما لكم ان لا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه يعنى الذبائح وقد فصل لكم ما حرم عليكم الا
ما اضطررتم إليه يعنى ما حرم عليكم من الميتة وان كثيرا من مشركي العرب ليضلون بأهوائهم بغير علم يعنى في أمر
الذبائح وغيره ان ربك هو أعلم بالمعتدين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن قتادة في قوله وقد فصل لكم يقول بين لكم ما خرم عليكم الا ما اضطررتم إليه أي من الميتة والدم ولحم الخنزير
* وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وقد فصل لكم مثقلة بنصب الفاء ما حرم عليكم برفع الحاء وكسر الراء
وان كثيرا ليضلون برفع الياء * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم مردويه عن ابن عباس
وذروا ظاهر الاثم قال هو نكاح الأمهات والبنات وباطنه قال هو الزنا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وذروا ظاهر الاثم وباطنه قال الظاهر منه لا تنكحوا
41

ما نكح آباؤكم من النساء وحرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم الآية والباطن الزنا * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وذروا ظاهر الاثم وباطنه قال علانيته وسره
* وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وذروا ظاهر الاثم وباطنه قال ما يحدث به الانسان
نفسه مما هو عامله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله وذروا ظاهر الاثم وباطنه قال نهى
الله عن ظاهر الاثم وباطنه أن يعمل به * قوله تعالى (ولا تأكلوا) الآية * أخرج الفريابي وابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وأبو داود وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس وأبو الشيخ وابن مردويه
والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال قال المشركون وفى لفظ قالت اليهود لا تأكلون
مما قتل الله وتأكلون مما قتلتم أنتم فأنزل الله ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه * وأخرج عبد بن حميد وأبو
الشيخ عن الضحاك قال قال المشركون لأصحاب محمد هذا الذي تذبحون أنتم تأكلونه فهذا الذي يموت من قتله
قالوا الله قالوا فما قتل الله تحرمونه وما قتلتم أنتم تحلونه فأنزل الله ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق
الآية * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت ولا تأكلوا
مما لم يذكر اسم الله عليه أرسلت فارس إلى قريش ان خاصموا محمدا فقالوا له ما تذبح أنت بيدك بسكين فهو حلال
وما ذبح الله بنمسار من ذهب يعنى الميتة فهو حرام فنزلت هذه الآية وان الشياطين ليوحون إلى أوليائهم
ليجادلوكم قال الشياطين من فارس وأولياؤهم قريش * وأخرج أبو داود في ناسخه عن عكرمة ان المشركين
دخلوا على نبي الله صلى الله عليه وسلم قالوا أخبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها قال الله قتلها قالوا فتزعم أن ما قتلت
أنت وأصحابك حلال وما قتله الله حرام فأنزل الله ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه يعنى الميتة
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال يوحى الشياطين إلى أوليائهم من المشركين أن يقولوا
تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل الله فقال إن الذي قتلتم يذكر اسم الله عليه وان الذي مات لم يذكر اسم الله
عليه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال قالوا يا محمد أما ما قتلتم وذبحتم فتأكلونه وأما
ما قتل ربكم فتحرمونه فأنزل الله ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق وان الشياطين ليوحون إلى
أوليائهم ليجادلوكم وان أطعتموهم في كل ما نهيتكم عنه انكم إذا لمشركون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
وأبو الشيخ عن قتادة قال عمد عدو الله إبليس إلى أوليائه من أهل الضلالة فقال لهم خاصموا أصحاب محمد في الميتة
فقولوا أما ما ذبحتم وقتلتم فتأكلون وأما ما قتل الله فلا تأكلون وأنتم زعمتم انكم تتبعون أمر الله فأنزل الله وان
أطعتموهم انكم لمشركون وأنا والله ما نعلمه كان شركا قط الا في إحدى ثلاث ان يدعى مع الله إلها آخر أو يسجد
لغير الله أو تسمى الذبائح لغير الله * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله وان
الشياطين ليوحون إلى أوليائهم قال إبليس أوحى إلى مشركي قريش * وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس قال من ذبح فنسى أن يسمى فليذكر اسم الله عليه وليأكل ولا يدعه
للشيطان إذا ذبح على الفطرة فان اسم الله في قلب كل مسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي
مالك في الرجل يذبح وينسى أن يسمى قال لا باس به قيل فأين قوله ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه قال
انما ذبحت بدينك * واخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه قال نهى عن
ذبائح كانت تذبحها قريش على الأوثان وينهى عن ذبائح المجوس * وأخرج عبد بن حميد عن راشد بن سعد
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذبيحة المسلم حلال سمى أو لم يسم ما لم يتعمد والصيد كذلك * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد عن عروة قال كان قوم أسلموا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقدموا بلحم إلى المدينة
يبيعونه فتحنثت أنفس أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منه وقالوا لعلهم لم يسموا فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم
فقال سموا أنتم وكلوا * وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال إذا ذبح المسلم ونسى أن يذكر اسم الله فليأكل فان
المسلم فيه اسم من أسماء الله * وأخرج ابن عدي والبيهقي وضعفه عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى
42

الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت لرجل منا يذبح وينسى أن يسمى فقال النبي صلى الله عليه وسلم اسم
الله على كل مسلم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن طاوس قال مع المسلم ذكر الله فان ذبح ونسى ان يسمى
فليسم وليأكل فان المجوسي لو سمى الله على ذبيحته لم تؤكل * وأخرج أبو داود والبيهقي في سننه وابن مردويه
عن ابن عباس ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق فنسخ واستثنى من ذلك فقال وطعام الذين
أوتوا الكتاب حل لكم * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن يزيد الخطمي قال كلوا ذبائح المسلمين وأهل
الكتاب مما ذكر اسم الله عليه * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين في الرجل يذبح وينسى أن يسمى قال
لا يأكل * وأخرج النحاس عن الشعبي قال لا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه * وأخرج ابن مردويه عن ابن
عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال إبليس يا رب كل خلقك بينت رزقه ففيم رزقي قال فيما لم يذكر اسمي
عليه * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن معمر قال بلغني ان رجلا سأل ابن عمر عن ذبيحة اليهودي والنصراني
فتلا عليه أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب وتلا ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وتلا عليه وما
أهل به لغير الله قال فجعل الرجل يردد عليه فقال ابن عمر لعن الله اليهود والنصارى وكفرة الاعراب فان هذا
وأصحابه يسألوني فإذا لم أوفقهم أنشؤوا يخاصموني * وأخرج ابن أبي حاتم عن مكحول قال أنزل الله في القرآن
ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ثم نسخها الرب عز وجل ورحم المسلمين فقال اليوم أحل لكم الطيبات
وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم فنسخها بذلك وأحل طعام أهل الكتاب * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد
ابن جبير في قوله وان أطعتموهم يعنى في أكل الميتة استحلالا انكم لمشركون مثلهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن
الشعبي انه سئل عن قوله وان أطعتموهم انكم لمشركون فقيل تزعم الخوارج انها في الامراء قال كذبوا انما
أنزلت هذه الآية في المشركين كانوا يخاصمون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون أما ما قتل الله فلا
تأكلوا منه يعنى الميتة وأما ما قتلتم أنتم فتأكلون منه فأنزل الله ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه إلى قوله انكم
لمشركون قال لئن أكلتم الميتة وأطعتموهم انكم لمشركون * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر انه قيل له ان
المختار يزعم أنه يوحى إليه قال صدق وان الشياطين ليوحون إلى أوليائهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي زميل
قال كنت قاعدا عند ابن عباس وحج المختار بن أبي عبيد فجاء رجل فقال يا أبا عباس زعم أبو إسحاق انه أوحى إليه
الليلة فقال ابن عباس صدق فنفرت وقلت يقول ابن عباس صدق فقال ابن عباس هما وحيان وحى الله ووحي
الشيطان فوحي الله إلى محمد ووحي الشيطان إلى أوليائه ثم قرأ وان الشياطين ليوحون إلى أوليائهم * قوله
تعالى (أو من كان ميتا فأحييناه) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس أو من كان
ميتا فأحييناه قال كل كافرا ضالا فهديناه وجعلنا له نورا هو القرآن كمن مثله في الظلمات الكفر والضلالة
* واخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله أو من كان ميتا قال ضالا فأحييناه فهديناه
وجعلنا له نورا يمشى به في الناس قال هدى كمن مثله في الظلمات قال في الضلالة أبدا * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به في
الناس قال نزلت في عمار بن ياسر * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله أو من كان ميتا فأحييناه
وجعلنا له نورا يمشى به في الناس قال عمر بن الخطاب كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها يعنى أبا جهل بن هشام
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن زيد بن أسلم في قوله أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا
يمشى به في الناس كمن مثله في الظلمات قال أنزلت في عمر بن الخطاب وأبى جهل بن هشام كانا ميتين في ضلالتهما
فأحيا الله عمر بالاسلام وأعزه وأقر أبا جهل في ضلالته وموته وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فقال
اللهم أعز الاسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك في
قوله أو من كان ميتا فأحييناه قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كمن مثله في الظلمات قال أبو جهل بن هشام
* واخرج أبو الشيخ عن أبي سنان أو من كان ميتا فأحييناه قال نزلت في عمر بن الخطاب * وأخرج عبد بن حميد
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به في الناس قال هذا
43

المؤمن معه من الله بينة بها يعمل وبها يأخذ وإليها ينتهى وهو كتاب الله كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها
قال مثل الكافر في ضلالته متحير فيها متسكع فيها لا يجد منها مخرجا ولا منفذا * وأخرج عبد بن حميد عن ابن
عباس وجعلنا له نورا يمشى به في الناس قال القرآن * قوله تعالى (وكذلك جعلنا في كل قرية) الآية * أخرج
ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها قال نزلت في المستهزئين
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها قال سلطنا أشرارها فعصوا فيها فإذا فعلوا
ذلك أهلكناهم بالعذاب * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله أكابر
مجرميها قال عظماؤها * قوله تعالى (وإذا جائتهم آية قالوا لن نؤمن) * أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن
ابن جريج وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل أوتى رسل الله وذلك انهم قالوا لمحمد صلى الله عليه
وسلم حين دعاهم إلى ما دعاهم إليه من الحق لو كان هذا حقا لكان فينا من هو أحق أن يأتي به من محمد وقالوا لولا
نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم * قوله تعالى (الله أعلم حيث يجعل رسالاته) * أخرج
أحمد عن ابن مسعود قال إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه
برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون
على دينه فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رأوه سيأ فهو عند الله سيئ * وأخرج ابن أبي حاتم عن
ابن أبي حسن قال أبصر رجل ابن عباس وهو يدخل من باب المسجد فلما نظر إليه راعه فقال من هذا قالوا ابن
عباس ابن عم رسول الله قال الله أعلم حيث يجعل رسالاته * قوله تعالى (سيصيب) الآية * أخرج ابن المنذر
عن ابن عباس في قوله سيصيب الذين أجرموا قال أشركوا صغار قال هوان * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في
قوله صغار قال ذلة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله بما كانوا يمكرون قال بدين الله ونبيه وعباده المؤمنين
* قوله تعالى (فمن يرد الله ان يهديه) الآية * أخرج ابن المبارك في الزهد وعبد الرزاق والفريابي وابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي
جعفر المدائني رجل من بنى هاشم وليس هو محمد بن علي قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي المؤمنين أكيس قال
أكثرهم ذكرا للموت وأحسنهم لما بعده استعدادا قال وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فمن يرد الله
ان يهديه يشرح صدره للاسلام قالوا كيف يشرح صدره يا رسول الله قال نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح له
قالوا فهل لذلك من أمارة يعرف بها قال الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل
لقاء الموت * وأخرج عبد بن حميد عن الفضيل ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت قول
الله من يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام فكيف الشرح قال إذا أراد الله بعبد خيرا قذف في قلبه النور
فانفسح لذلك صدره فقال يا رسول الله هل لذلك من آية يعرف بها قال نعم قال فما آية ذلك قال التجافي عن دار
الغرور والإنابة إلى دار الخلود وحسن الاستعداد للموت قبل نزول الموت * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب ذكر
الموت عن الحسن قال لما نزلت هذه الآية فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام قام رجل إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال هل لهذه الآية علم تعرف به قال نعم الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور
والاستعداد للموت قبل ان ينزل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه
والحاكم والبيهقي في الشعب من طرق عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه الآية
فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام قال إذا أدخل الله النور القلب انشرح وانفسح قالوا فهل لذلك من
آية يعرف بها قال الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزول الموت * وأخرج
ابن مردويه عن ابن مسعود قال قال رجل يا رسول الله أي المؤمنين أكيس قال أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم
له استعدادا ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام قلت وكيف يشرح
صدره للاسلام قال هو نور يقذف فيه ان النور إذا وقع في القلب انشرح له الصدر وانفسح قالوا يا رسول الله هل
لذلك من علامة يعرف بها قال نعم الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل الموت ثم
44

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس القوم قوم لا يقومون لله بالقسط بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون
بالقسط * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن
السور وكان من ولد جعفر بن أبي طالب قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فمن يرد الله ان يهديه
يشرح صدره للاسلام قالوا يا رسول الله ما هذا الشرح قال نور يقذف به في القلب ينفسح له القلب قالوا فهل
لذلك من أمارة يعرف بها قال نعم الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل الموت
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام يقول
يوسع قلبه للتوحيد والايمان به ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا يقول شاكا كأنما يصعد في السماء يقول
كمالا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء فكذلك لا يقدر على أن يدخل التوحيد والايمان قلبه حتى يدخله الله
في قلبه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي الصلت الثقفي ان عمر بن الخطاب قرأ هذه
الآية ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا بنصب الراء وقرأها بعض من عنده من أصحاب رسول الله حرجا
بالخفض فقال عمر أبغوني رجلا من كنانة واجعلوه راعيا وليكن مدلجيا فاتوه به فقال له عمر يا فتى ما الحرجة فيكم قال
الحرجة فينا الشجرة تكون بين الأشجار التي لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شئ فقال عمر كذلك قلب المنافق
لا يصل إليه شئ من الخير * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ضيقا حرجا بكسر الراء * وأخرج عبد بن
حميد وأبو الشيخ عن قتادة ضيقا حرجا أي ملتبسا * وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج ضيقا حرجا أي بلا إله إلا الله
لا يستطيع ان يدخلها في صدره لا يجد لها في صدره مساغا * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد كأنما يصعد في السماء
من شدة ذلك عليه * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ومن يرد ان يضله يجعل صدره
ضيقا حرجا يقول من أراد الله ان يضله يضيق عليه حتى يجعل الاسلام عليه ضيقا والاسلام واسع وذلك حين يقول
ما جعل عليكم في الدين من حرج يقول ما في الاسلام من ضيق * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن عطاء الخراساني في قوله يجعل صدره ضيقا حرجا قال ليس للخير فيه منفذ كأنما يصعد في السماء
يقول مثله كمثل الذي لا يستطيع أن يصعد في السماء * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله كذلك يجعل الله الرجس قال الرجس مالا خير فيه * قوله تعالى
(وهذا صراط ربك) الآيتين * أخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فصلنا الآيات قال بينا
الآيات وفى قوله لهم دار السلام قال الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن زيد قال السلام هو الله * وأخرج
أبو الشيخ عن السدى لهم دار السلام قال الله هو السلام وداره الجنة * قوله تعالى (ويوم نحشرهم) الآية
* أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله قد استكثرتم من الانس يقول في
ضلالتكم إياهم يعنى أضللتم منهم كثيرا وفى قوله قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله قال إن هذه الآية
لا ينبغي لأحد ان يحكم على الله في خلقه لا ينزلهم جنة ولا نارا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله قد استكثرتم من الانس قال أضللتم كثيرا من الانس * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس قال استكثر ربكم أهل النار يوم
القيامة وقال أولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض قال الحسن وما كان استمتاع بعضهم ببعض الا أن
الجن أمرت وعملت الانس * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله ربنا
استمتع بعضنا ببعض قال الصحابة في الدنيا وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال الموت * وأخرج ابن المنذر وأبو
الشيخ عن ابن جريج في قوله ربنا استمتع بعضنا ببعض قال كان الرجل في الجاهلية ينزل بالأرض فيقول أعوذ
بكبير هذا الوادي فذلك استمتاعهم فاعتذروا به يوم القيامة وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال الموت * قوله تعالى
(وكذلك نولي) لآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا قال
ظالمي الجن وظالمي الانس وقرأ ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين قال ونسلط ظلمة الجن
على ظلمة الانس * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وكذلك نولي بعض الظالمين
45

بعضا قال يولى الله بعض الظالمين بعضا في الدنيا يتبع بعضهم بعضا في النار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا قال انما يولى الله بين الناس بأعمالهم
فالمؤمن ولى المؤمن من أين كان وحيثما كان والكافر ولى الكافر من أين كان وحيثما كان ليس الايمان بالله
بالتمني ولا بالتحلي ولعمري لو عملت بطاعة الله ولم تعرف أهل طاعة الله ما ضرك ذلك ولو عملت بمعصية الله وتوليت
أهل طاعة الله ما نفعك ذلك شيئا * وأخرج أبو الشيخ عن منصور بن أبي الأسود قال سألت الأعمش عن قوله
وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا ما سمعتهم يقولون فيه قال سمعتهم يقولون إذا فسد الناس أمر عليهم شرارهم
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مالك بن دينار قال قرأت في الزبور انى أنتقم من المنافق بالمنافق ثم انتقم
من المنافقين جميعا وذلك في كتاب الله قول الله وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون * وأخرج
الحاكم في التاريخ والبيهقي في شعب الايمان من طريق يحيى بن هاشم ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تكونون كذلك يؤمر عليكم قال البيهقي هذا منقطع ويحيى ضعيف * وأخرج
البيهقي عن كعب الأحبار قال إن لكل زمان ملكا يبعثه الله على نحو قلوب أهله فإذا أراد صلاحهم بعث عليهم
مصلحا وإذا أراد هلكتهم بعث عليهم مترفيهم * وأخرج البيهقي عن الحسن ان بني إسرائيل سألوا موسى فقالوا
سل لنا ربك يبين لنا علم رضاه عنا وعلم سخطه فسأله فقال يا موسى أنبئهم ان رضاي عنهم ان استعمل عليهم
خيارهم وان سخطي عليهم ان استعمل عليهم شرارهم * وأخرج البيهقي من طريق عبد الملك بن قريب الأصمعي
ثنا مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال حدثت ان موسى أو عيسى قال يا رب ما علامة رضاك
عن خلقك قال إن أنزل عليهم الغيث أبان زرعهم وأحبسه أبان حصادهم واجعل أمورهم إلى حلمائهم وفيتهم في
أيدي سمحائهم قال يا رب فما علامة السخط قال إن أنزل عليهم الغيث أبان حصادهم وأحبسه أبان زرعهم
واجعل أمورهم إلى سفهائهم وفيئهم في أيدي بخلائهم والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يا معشر الجن والإنس)
الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل
منكم قال ليس في الجن رسل انما رسل في الانس والنذارة في الجن وقرأ فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله رسل منكم قال رسل الرسل ولوا إلى قومهم منذرين * وأخرج ابن
جرير عن الضحاك انه سئل عن الجن هل كان فيهم نبي قبل ان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم قال ألم تسمع إلى قول
الله يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يعنى بذلك ان رسلا من الانس ورسلا من الجن قالوا بلى * قوله تعالى
(ولكل درجات) الآية * أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن الضحاك قال الجن يدخلون الجنة ويأكلون
ويشربون * وأخرج ابن المنذر عن ليث قال بلغني ان الجن ليس لهم ثواب * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن
ليث بن أبي سليم قال مسلمو الجن لا يدخلون الجنة ولا النار وذلك أن الله أخرج أباهم من الجنة فلا يعيده ولا يعيد
ولده * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن أبي ليلى قال للجن ثواب وتصديق ذلك في كتاب الله ولكل درجات مما عملوا
* وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه مثله * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال الخلق أربعة فخلق
في الجنة كلهم وخلق في النار كلهم وخلقان في الجنة والنار فاما الذين في الجنة كلهم فالملائكة وأما الذين في النار
كلهم فالشياطين وأما الذين في الجنة والنار فالجن والانس لهم الثواب وعليهم العقاب * وأخرج الحكيم الترمذي
في نوادر الأصول وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني والحاكم واللالكلائي في السنة والبيهقي في الأسماء والصفات
عن أبي ثعلبة الخشني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الجن على ثلاثة أصناف صنف لهم أجنحه يطيرون في
الهواء وصنف حياة وكلاب وصنف يحلون ويظعنون * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن قال الجن
ولد إبليس والانس ولد آدم ومن هؤلاء مؤمنون ومن هؤلاء مؤمنون وهم شركاؤهم في الثواب والعقاب ومن كان
من هؤلاء وهؤلاء مؤمنا فهو ولى الله ومن كان من هؤلاء وهؤلاء كافرا فهو شيطان * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
أنعم قال الجن ثلاثة أصناف صنف لهم الثواب وعليهم العقاب وصنف طيارون فيما بين السماء والأرض وصنف
حياة وكلاب والانس ثلاث أصناف صنف يظلهم الله بظل عرشه يوم القيامة وصنف هم كالأنعام بل هم أضل
46

سبيلا وصنف في صور الناس على قلوب الشياطين * وأخرج ابن جرير عن وهب بن منبه انه سئل عن الجن هل
يأكلون ويشربون ويموتون ويتناكحون فقال هم أجناس فاما خالص الجن فهم ريح لا يأكلون ولا يشربون
ولا يموتون ولا يتوالدون ومنهم أجناس يأكلون ويشربون ويتناكحون ويموتون وهي هذه التي منها السعالى
والغول وأشباه ذلك * وأخرج أبو الشيخ عن يزيد بن جابر قال ما من أهل بيت من المسلمين الا وفى سقف بيتهم أهل
بيت من الجن من المسلمين إذا وضع غداؤهم نزلوا فتغدوا معهم وإذا وضع عشاؤهم نزلوا فتعشوا معهم * قوله تعالى
(كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين) * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه
قال الذرية الأصل والذرية النسل * قوله تعالى (انما توعدون لآت) الآية * أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الامل
وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أبي سعيد الخدري قال اشترى أسامة بن زيد وليدة بمائة دينار إلى شهر
فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ألا تعجبون من أسامة المشترى إلى شهر ان أسامة لطويل الامل والذي
نفسي بيده ما طرفت عيناي وظننت ان شفري يلتقيان حتى أقبض ولا رفعت طرفي وظننت انى واضعه حتى
أقبض ولا لقمت لقمة فظننت انى أسبغها حتى أغص بالموت يا بني آدم ان كنتم تعقلون فعدوا أنفسكم في الموتى
والذي نفسي بيده انما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس وما أنتم
بمعجزين قال بسابقين * قوله تعالى (قل يا قوم اعملوا على مكانتكم) * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
في قوله على مكانتكم قال على ناحيتكم * وأخرج أبو الشيخ عن أبي مالك على مكانتكم يعنى على جديلتكم
وناحيتكم * قوله تعالى (وجعلوا لله مما ذرأ) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن
عباس في قوله وجعلوا لله مما ذرأ الآية قال جعلوا لله من ثمارهم ومالهم نصيبا وللشيطان والأوثان نصيبا فان سقط
من ثمرة ما جعلوا لله في نصيب الشيطان تركوه وان سقط مما جعلوا للشيطان في نصيب الله ردوه إلى نصيب الشيطان
فان انفجر من سقى ما جعلوا لله في نصيب الشيطان تركوه وان انفجر من سقى ما جعلوا للشيطان في نصيب الله
سرحوه فهذا ما جعل لله من الحرث وسقى الماء وأما ما جعلوه للشيطان من الانعام فهو قول الله ما جعل الله من
بحيرة الآية * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام
نصيبا الآية قال كانوا إذا احترثوا حرثا أو كانت لهم ثمرة جعلوا لله منه جزأ وجزأ للوثن فما كان من حرث أو ثمرة أو
شئ من نصيب الأوثان حفظوه وأحصوه فان سقط منه شئ مما سمى للصمد ردوه إلى ما جعلوه للوثن وان سبقهم
الماء الذي جعلوه للوثن فسقى شيئا مما جعلوه لله جعلوه للوثن وان سقط شئ من الحرث والثمرة الذي جعلوه لله
فاختلط بالذي جعلوه للوثن قالوا هذا فقير ولم يردوه إلى ما جعلوا لله وان سبقهم الماء الذي سموا لله فسقى ما سموا
للوثن تركوه للوثن وكانوا يحرمون من أنعامهم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي فيجعلونه للأوثان ويزعمون
انهم يحرمونه لله * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله
وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث قال يسمون لله جزأ من الحرث ولشركائهم وأوثانهم جزأ فما ذهب الريح مما سموا
لله إلى جزء أوثانهم تركوه وقالوا ان الله عن هذا غنى وما ذهبت به الريح من جزء أوثانهم إلى جزء الله أخذوه والانعام
التي سموا لله البحيرة والسائبة * قوله تعالى (وكذلك زين) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على
عن ابن عباس في قوله وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم قال زينوا لهم من قتل أولادهم
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وكذلك زين لكثير
من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم قال شياطينهم يأمرونهم ان يئدوا أولادهم خيفة العيلة قوله تعالى (وقالوا
هذه أنعام) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله وقالوا هذه أنعام
وحرث حجر قال الحجر ما حرموا من الوصيلة وتحريم ما حرموا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله وقالوا هذه أنعام وحرث حجر قال ما جعلوا لله ولشركائهم * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد عن قتادة وحرث حجر قال حزام * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله وقالوا هذه أنعام
وحرث حجر قال انما احتجروا ذلك الحرث لآلهتهم وفى قوله لا يطعمها الا من نشاء بزعمهم قالوا يحتجرها عن النساء
47

ويجعلها للرجال وقالوا ان شئنا جعلنا للبنات فيه نصيبا وان شئنا لم نجعل وهذا أمر افتروه على الله * وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها الا من نشاء بزعمهم يقولون
حرام ان نطعم الا من شئنا وأنعام حرمت ظهورها قال البحيرة والسائبة والحامي وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها
قال لا يذكرون اسم الله عليها إذا ولدوها ولا ان نحروها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي وائل في قوله وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها قال لم يكن يحج عليها وهي البحيرة
* وأخرج أبو الشيخ عن أبان بن عثمان انه قرأها هذه أنعام وحرث حجر * وأخرج سعيد بن منصور وابن
جرير وابن المنذر عن ابن عباس انه كان يقرؤها وحرث حرج * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن
لزبير انه قرأ أنعام وحرث حرج * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ بزعمهم بنصب الزاي فيهما * وأخرج
أبو عبيد وابن الأنباري في المصاحف عن هارون قال في قراءة عبد الله هذه أنعام وحرث حرج * وأخرج ابن
الأنباري عن الحسن انه كان يقرأ وحرث حجر بضم الحاء * قوله تعالى (وقالوا ما في بطون هذه الانعام) الآية
* أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس
وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا قال اللبن * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا قال السائبة والبحيرة ومحرم
على أزواجنا قال النساء سيجزيهم وصفهم قال قولهم الكذب في ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو
الشيخ عن قتادة في قوله وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا قال البان البحائر كانت
للذكور دون النساء وان كانت ميتة اشترك فيها ذكرهم وأنثاهم سيجزيهم وصفهم أي كذبهم * وأخرج
أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا
قال كانت الشاة إذا ولدت ذكرا ذبحوه فكان للرجال دون النساء وان كانت أنثى تركوها فلم تذبح وان كانت ميتة
كانوا فيه شركاء * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس وقالوا ما في بطون هذه الانعام الآية قال اللبن كانوا
يحرمونه على إناثهم ويشربونه ذكرانهم كانت الشاة إذا ولدت ذكرا ذبحوه فكان للرجال دون النساء وان كانت
أنثى تركت فلم تذبح وان كانت ميتة فهم فيه شركاء * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وان تكن ميتة بالتاء
منصوبة منونة * وأخرج البخاري في تاريخه عن عائشة قالت يعتمد أحدكم إلى المال فيجعله للذكور من ولده ان
هذا الا كما قال الله خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا * قوله تعالى (قد خسر الذين قتلوا أولادهم) الآية
* أخرج البخاري وعبد بن حميد وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال إذا سرك ان تعلم جهل العرب
فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها إلى قوله وما كانوا مهتدين
* وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم قال نزلت فيمن
كان يئد البنات من مضر وربيعة كان الرجل يشترط على امرأته انك تئدين جارية وتستحيين أخرى فإذا كانت
الجارية التي توأد غدا من عند أهله أو راح وقال أنت على كأمي ان رجعت إليك ولم تئديها فترسل إلى نسوتها
فيحفرن لها حفرة فيتداولنها بينهن فإذا بصرن به مقبلا دسسنها في حفرتها وسوين عليها التراب * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم قال
هذا صنع أهل الجاهلية كان أحدهم يقتل ابنته مخافة السباء والفاقة ويغذو كلبه وفى قوله وحرموا ما رزقهم الله قال
جعلوا بحيرة وسائبة ووصيلة وحاميا تحكما من الشيطان في أموالهم وجزءا من مواشيهم وحروثهم فكان
ذلك من الشيطان افتراء على الله * وأخرج أبو الشيخ عن أبي رزين انه قرأ قد ضلوا قبل ذلك وما كانوا مهتدين
* قوله تعالى (وهو الذي أنشأ جنات) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في
قوله وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات قال المعروشات ما عرش الناس وغير معروشات ما خرج في
الجبال والبرية من الثمرات * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة معروشات قال بالعيدان والقصب وغير معروشات
قال الضاحي * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس معروشات قال لكرم خاصة * وأخرج من وجه آخر عن ابن
48

عباس معروشات ما يعرش من الكرم وغير ذلك وغير معروشات مالا يعرش منها * وأخرج ابن المنذر وأبو
الشيخ عن ابن جريج في قوله متشابها قال في المنظر وغير متشابه قال في المطعم * وأخرج ابن المنذر والنحاس وأبو
الشيخ وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وآتوا حقه يوم حصاده قال ما سقط
من السنبل * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس والبيهقي في سننه عن
ابن عباس وآتوا حقه يوم حصاده قال نسخها العشر ونصف العشر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن
عطية العوفي في قوله وآتوا حقه يوم حصاده قال كانوا إذا حصدوا وإذا ديس وادا غربل أعطوا منه شيئا فنسخها
العشر ونصف العشر * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن المنذر عن سفيان قال سالت
السدى عن هذه الآية وآتوا حقه يوم حصاده قال هي مكية نسخها العشر ونصف العشر قلت له عمن قال عن
العلماء * وأخرج النحاس وأبو الشيخ عن سيعد بن جبير وآتوا حقه يوم حصاده قال كان هذا قبل ان تنزل الزكاة
الرجل يعطى من زرعه ويعلف الدابة ويعطى اليتامى والمساكين ويعطى الضغث * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عكرمة قال نسخت الزكاة كل صدقة في القرآن * وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن
الضحاك قال نسخت الزكاة كل صدقة في القرآن * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر والنحاس وأبو الشيخ
والطبراني وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عمر وآتوا حقه يوم حصاده قال كانوا يعطون من اعتز بهم شيئا
سوى الصدقة * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
والبيهقي عن مجاهد في قوله وآتوا حقه يوم حصاده قال إذا حصدت فحضرك المساكين فاطرح لهم من السنبل فإذا
طيبته وكرسته فحضرك المساكين فاطرح لهم منه فإذا دسته وذريته فحضرك المساكين فاطرح لهم منه فإذا
ذريته وجمعته وعرفت كيله فاعزل زكاته وإذا بلغ النخل فحضرك المساكين فاطرح لهم من التفاريق والبسر فإذا
جددته فحضرك المساكين فاطرح لهم منه فإذا جمعته وعرفت كيله فاعزل زكاته * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد
ابن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن ميمون بن مهران ويزيد بن الأصم قال كان أهل المدينة إذا صرموا النخل
يجيؤون بالعذق فيضعونه في المسجد فيجئ السائل فيضربه بالعصا فيسقط منه فهو قوله وآتوا حقه يوم حصاده
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن جماد بن أبي سليمان في قوله وآتوا حقه يوم حصاده قال كانوا يطعمون منه
رطبا * وأخرج أبو عبيد وأبو داود في ناسخه وابن المنذر عن الحسن في قوله وآتوا حقه يوم حصاده قال هو الصدقة
من الحب والثمار * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن أنس ان رجلا من بنى تميم قال يا رسول الله أنا رجل ذو مال
كثير وأهل وولد وحاضرة فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع قال تخرج زكاة مالك فإنها طهرة تطهرك وتصل
أقاربك وتعرف حق السائل والجار والمسكين * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي قال إن في المال
حقا سوى الزكاة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي العالية في قوله وآتوا حقه
يوم حصاده قال كانوا يعطون شيئا سوى الزكاة ثم انهم تباذروا وأسرفوا فأنزل الله ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن جريج قال نزلت في ثابت بن قيس بن شماس جد نخلا فقال لا يأتيني
اليوم أحد الا أطعمته فأطعم حتى أمسى وليست له ثمرة فأنزل الله ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين * وأخرج ابن أبي
حاتم عن عمر مولى غفرة قال ليس شئ أنفقته في طاعة الله اسرافا * واخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال لو أنفقت
مثل أبى قيس ذهبا في طاعة الله لم يكن اسرافا ولو أنفقت صاعا في معصية الله كان اسرافا * وأخرج عبد الرزاق
وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله ولا تسرفوا قال لا تمنعوا الصدقة فتعصوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عون بن عبد الله في قوله انه لا يحب المسرفين قال الذي يأكل مال غيره * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله
وآتوا حقه يوم حصاده قال عشوره وقال للولاة لا تسرفوا لا تأخذوا ما ليس لكم بحق انه لا يحب المسرفين فامر
هؤلاء ان يؤدوا حقه وأمر الولاة ان لا يأخذوا الا بالحق * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله
ولا تسرفوا قال لا تعطوا أموالكم وتقعدوا فقراء * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب في قوله
كلوا من ثمره إذا أثمر قال من رطبه وعنبه وما كان فإذا كان يوم الحصاد فاعطوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا انه
49

لا يحب المسرفين قال السرف ان لا يعطى في حق * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير عن أبي بشر قال أطاف
الناس بأياس بن معاوية فقالوا ما السرف قال ما تجاوزت به أمر الله فهو سرف قال سفيان بن حسين وما قصرت
به عن أمر الله فهو سرف * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وآتوا حقه يوم حصاده قال الصدقة التي فيه ذكر لنا ان
نبي الله صلى الله عليه وسلم سن فيما سقت السماء أو العين السائحة أو سقى النيل أو كان بعلا العشر كاملا وفيما
سقى بالرشا نصف العشر وهذا فيما يكال من الثمر قال وكان يقال إذا بلغت الثمرة خمسة أو سق وهو ثلثمائة صاع
فقد حقت فيه الزكاة قال وكانوا يستحبون ان يعطى مما لا يكال من الثمرة على نحو ما يكال منها * وأخرج ابن أبي
حاتم والنحاس وابن عدي والبيهقي في سننه عن أنس بن مالك وآتوا حقه يوم حصاده قال الزكاة المفروضة * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس وآتوا حقه يوم حصاده يعنى الزكاة المفروضة يوم يكال ويعلم كيله * وأخرج
ابن أبي شيبة وأبو داود في ناسخه والبيهقي عن طاوس وآتوا حقه يوم حصاده قال الزكاة * قوله تعالى (ومن الانعام
حمولة وفرشا) * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وأبو عبيد وابن المنذر وابن أبي الحاتم وأبو الشيخ والطبراني والحاكم
وصححه عن ابن مسعود قال الحمولة ما حمل عليه من الإبل والفرش صغار الإبل التي لا تحمل * وأخرج عبد بن حميد
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال الحمولة الكبار من الإبل والفرش الصغار من الإبل * وأخرج
أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ومن الانعام حمولة وفرشا قال الإبل خاصة والحمولة ما حمل عليه والفرش
ما أكل منه * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل حمولة
وفرشا قال الفرش الصغار من الانعام قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أمية بن أبي الصلت وهو يقول
ليتني كنت قبل ما قد رآني * في قلال الجبال أرعى الحمولا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس قال الحمولة الإبل والخيل والبغال والحمير وكل شئ يحمل عليه والفرش الغنم * وأخرج عبد بن
حميد عن أبي العالية في قوله حمولة وفرشا قال الحمولة الإبل والبقر والفرش الضان والمعز * قوله تعالى (ثمانية
أزواج) الآيتين * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من طرق عن ابن
عباس قال الأزواج الثمانية من الإبل والبقر والضان والمعز * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ثمانية
أزواج الآية يقول أنزلت لكم ثمانية أزواج الآية من هذا الذي عددت ذكر أو أنثى * وأخرج عبد بن حميد عن
قتادة ثمانية أزواج قال الذكر والأنثى زوجان * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
مجاهد في قوله ثمانية أزواج قال في شأن ما نهى الله عنه عن البحيرة والسائبة * وأخرج ابن أبي حاتم عن
ليث بن أبي سليم قال الجاموس والبختي من الأزواج الثمانية * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن
عباس في قوله ثمانية أزواج من الضان اثنين ومن المعز اثنين قال فهذه أربعة أزواج قل آلذكرين حرم أم
الأنثيين يقول لم أحرم شيئا من ذلك أم ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين يعنى هل تشتمل الرحم الا على ذكر أو أنثى فلم
تحرمون بعضا وتحلون بعضا نبئوني بعلم ان كنتم صادقين يقول كله حلال يعنى ما تقدم ذكره مما حرمه أهل الجاهلية
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله أم ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين قال ما حملت الرحم * وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدى في قوله آلذكرين حرم الآية قال انما ذكر هذا من أجل ما حرموا من الانعام وكانوا
يقولون الله أمرنا بهذا فقال الله فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم * قوله تعالى (قل لا أجد فيما
أوحى إلى) الآية * أخرج عبد بن حميد عن طاوس قال إن أهل الجاهلية كانوا يحرمون أشياء ويستحلون
أشياء فنزلت قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما الآية * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن
مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس قال كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذرا فبعث
الله نبيه وأنزل كتابه وأحل حلاله وحرم حرامه فما أحل فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو منه
ثم تلا هذه الآية قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما إلى آخر الآية * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس
انه تلا هذه الآية قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما فقال ما خلا هذا فهو حلال * وأخرج البخاري وأبو داود وابن
المنذر والنحاس وأبو الشيخ عن عمرو بن دينار قال قلت لجابر بن زيد انهم يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
50

نهى عن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر فقال قد كان يقول ذلك الحكم بن عمرو الغفاري عندنا بالبصرة عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولكن أبى ذلك البحر ابن عباس وقرأ قل لا أجد فيما أوحى إلى الآية * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس قال ليس من الدواب شئ حرام الا ما حرم الله في كتابه قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما الآية * وأخرج
سعيد بن منصور وأبو داود وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر انه سئل عن أكل القنفذ فقرأ قل لا أجد فيما
أوحى إلى محرما الآية فقال شيخ عنده سمعت أبا هريرة يقول ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال خبيث من
الخبائث فقال ابن عمر ان كان النبي صلى الله عليه وسلم قاله فهو كما قال * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس
وأبو الشيخ وابن مردويه عن عائشة انها كانت إذا سئلت عن كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير تلت قل
لا أجد فيما أوحى إلى محرما الآية * وأخرج أحمد والبخاري والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن
مردويه عن ابن عباس ان شاة لسودة بنت زمعة ماتت فقالت يا رسول الله ماتت فلانة تعنى الشاة قال فلولا أخذتم
مسكها قالت يا رسول الله أنأخذ مسك شاة قد ماتت فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما
على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة وانكم لا تطعمونه وانما تدبغونه حتى تنتفعوا به فأرسلت إليها فسلختها ثم
دبغته فاتخذت منه قربة حتى تخرقت عندها * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس انه قرأ هذه الآية
قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه الا أن يكون ميتة إلى آخر الآية وقال انما حرم من الميتة ما يؤكل
منها وهو اللحم فاما الجلد والقد والسن والعظم والشعر والصوف فهو حلال * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن ابن عباس قال كان أهل الجاهلية إذا ذبحوا أودجوا الدابة وأخذوا الدم فأكلوه قالوا هو دم مسفوح
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة قال حرم الدم ما كان مسفوحا فاما لحم يخالطه الدم
فلا باس به * وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة قال
لولا هذه الآية أو دما مسفوحا لاتبع المسلمون من العروق ما تتبع منه اليهود * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في
قوله أو دما مسفوحا قال المسفوح الذي يهراق ولا باس بما كان في العروق منها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال له آكل الطحال قال نعم قال إن عامتها دم قال
انما حرم الله الدم المسفوح * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن أبي مجلز في الدم يكون في مذبح الشاة أو الدم يكون
على أعلى القدر قال لا باس انما نهى عن الدم المسفوح * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عمر وعائشة
قالا لا باس بأكل كل ذي شئ الا ما ذكر الله في هذه الآية قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما الآية * وأخرج أبو الشيخ
عن الشعبي انه سئل عن لحم الفيل والأسد فتلا قل لا أجد فيما أوحى إلى الآية * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ
عن ابن الحنفية انه سئل عن أكل الجريت فقال قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما الآية * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عباس انه سئل عن ثمن الكلب والذئب والهر وأشباه ذلك فقال يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان
تبد لكم تسؤكم كان ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون أشياء فلا يحرمونه وان الله أنزل
كتابا فأحل فيه حلالا وحرم فيه حراما وأنزل في كتابه قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه لا ان يكون
ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي عن ابن عمر قال نهى النبي
صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي عن أبي ثعلبة
قال حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الحمر الأهلية * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن أنس ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم جاءه جاء فقال أكلت الحمر ثمر جاءه جاء فقال أفنيت الحمر فامر مناديا فنادى في الناس ان الله
ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس فأكفئت القدور وانها لتفور باللحم * وأخرج مالك والبخاري
ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي ثعلبة الخشني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل
كل ذي ناب من السباع * وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن ابن عباس قال نهى رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم خيبر عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير * وأخرج أبو داود عن خالد بن
الوليد قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر فاتوا اليهود فشكوا ان الناس قد أشرفوا إلى
51

حظائرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا لا تحل أموال المعاهدين الا بحقها حرام عليكم حمير الأهلية وخيلها
وبغالها وكل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير * وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وحسنه عن
جابر قال حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر الحمر الإنسية ولحوم البغال وكل ذي ناب من السباع وذي مخلب
من الطير والمجثمة والحمار الإنسي * وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وحسنه عن أبي هريرة ان النبي صلى الله
عليه وسلم حرم يوم خيبر كل ذي ناب من السباع وحرم المجثمة والخلسة والنهبة * وأخرج الترمذي عن العرباض
ابن سارية ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن كل ذي ناب من السبع وعن كل ذي مخلب من الطير
وعن لحم الحمر الأهلية * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن مكحول قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
خيبر عن لحوم الحمر الأهلية وعن الحبالى ان يقربن وعن بيع المغانم يعنى حتى تقسم وعن أكل كل ذي ناب من
السباع * وأخرج ابن أبي شيبة من طريق القاسم ومكحول عن أبي أمامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
نهى يوم خيبر عن أكل الحمار الأهلي وعن أكل كل ذي ناب من السباع وان توطأ الحبالى حتى تضعن وعن ان تباع
السهام حتى تقسم وان تباع التمرة حتى يبدو صلاحها ولعن يومئذ الواصلة والموصولة والواشمة والموشومة
والخامشة وجهها والشاقة جيبها * وأخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة عن جابر بن عبد الله ان النبي صلى الله
عليه وسلم نهى عن أكل الهرة وأكل ثمنها * وأخرج أبو داود عن عبد الرحمن بن شبل ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم نهى عن أكل لحم الضب * وأخرج مالك والشافعي وابن أبي شيبة والبخاري والترمذي والنسائي وابن ماجة
عن ابن عمر قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الضب فقال لست آكله ولا أحرمه * وأخرج مالك والبخاري
ومسلم والنسائي وابن ماجة عن خالد بن الوليد انه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة فأتى بضب
محنوذ فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فقال بعض النسوة أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما
يريد ان يأكل فقالوا هو ضب يا رسول الله فرفع يده فقلت أحرام هو يا رسول الله قال لا ولكن لم يكن بأرض قومي
فأجدني أعافه قال خالد فاجتررته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود
والنسائي وابن ماجة عن ثابت بن وديعة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش فأصبنا ضبابا فشويت
منها ضبا فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه فاخذ عودا فعد به أصابعه ثم قال إن أمة من بني إسرائيل
مسخت دواب في الأرض وإني لا أدرى أي الدواب هي فلم يأكل ولم ينه * وأخرج أبو داود عن خالد بن
الحويرث ان عبد الله بن عمرو كان بالصفاح وان رجلا جاء بأرنب قد صادها فقال له ما تقول قال قد جئ بها إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس فلم يأكلها ولم ينه عن أكلها وزعم أنها تحيض * وأخرج ابن أبي شيبة
والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أنس قال أنفجنا أرنبا ونحن بمر الظهران فسعى
القوم فلغبوا وأخذتها فجئت بها إلى أبى طلحة فذبحها فبعث بوركيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبلها
* وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وضعفه وابن ماجة عن خزيمة بن جزء السلمي قال سألت رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن أكل الضبع فقال ويأكل الضبع أحد وسألته عن أكل الذئب قال ويأكل الذئب أحد فيه
خير وفى لفظ لابن ماجة قلت يا رسول الله جئتك لأسألك عن أجناس الأرض ما تقول في الثعلب قال ومن يأكل
الثعلب قلت ما تقول في الضب قال لا آكله ولا أحرمه قلت ولم يا رسول الله قال فقدت أمة من الأمم ورأيت
خلقا رابني قلت يا رسول الله ما تقول في الأرنب قال لا آكله ولا أحرمه قلت ولم يا رسول الله قال نبئت انها تدمى
* وأخرج ابن ماجة عن ابن عمر قال من يأكل الغراب وقد سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسقا والله ما هو
من الطيبات * وأخرج أبو داود والترمذي من طريق إبراهيم بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده قال أكلت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم حبارى * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي موسى قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل لحم دجاج * وأخرج أبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة عن
عبد الرحمن بن أبي عمار قال قلت لجابر الضبع أصيد هي قال نعم قلت آكلها قال نعم قلت أقاله رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال نعم * قوله تعالى (وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
52

في قوله وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر قال هو الذي ليس بمنفرج الأصابع يعنى ليس بمشقوق الأصابع
منها الإبل والنعام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس وعلى الذين
هادوا حرمنا كل ذي ظفر قال هو البعير والنعامة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة حرمنا كل ذي ظفر قال كان
يقال هو البعير والنعامة في أشياء من الطير والحيتان * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد حرمنا كل ذي ظفر قال كل
شئ لم تفرج قوائمه من البهائم وما انفرج أكلته اليهود قال انفذت قوائم الدجاج والعصافير فيهود يأكله ولم تفرج
قائمة البعير خفه ولا خف النعامة ولا قائمة الورينة فلا تأكل اليهود الإبل ولا النعام ولا الورينة ولا كل شئ لم تفرج
قائمته كذلك ولا تأكل حمار الوحش * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر
قال الديك منه * وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج حرمنا كل ذي ظفر قال كل شئ لم تفرج قوائمه من البهائم وما
انفرجت قوائمه أكلوه ولا يأكلون البعير ولا النعامة ولا البط والا الوزر ولا حمار الوحش * قوله تعالى (ومن
البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما) الآية * أخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
ماجة وابن مردويه عن جابر بن عبد الله سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال قاتل الله اليهود لما حرم الله عليهم
شحومها جملوه ثم باعوه فأكلوها * وأخرج ابن مردويه عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن
ماجة وابن مردويه عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله اليهود حرمت عليهم
الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم قاتل الله اليهود حرم الله عليهم الشحوم فباعوه وأكلوا ثمنه * وأخرج أبو داود وابن مردويه عن ابن عباس
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن الله اليهود ثلاثا ان الله حرم عليهم الشحوم ثلاثا ان الله حرم عليهم
الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها وان الله لم يحرم على قوم أكل شئ الا حرم عليهم ثمنه * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ومن الإبل والبقر حرمنا عليهم شحومهما الا ما حملت
ظهورهما يعنى ما علق بالظهر من الشحم أو الحوايا هو المبعر * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ومن البقر
والغنم حرمنا عليهم شحومهما قال حرم الله عليهم الثرب وشحم الكليتين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال
انما حرم عليهم الثرب وشحم الكلية وكل شحم كان ليس في عظم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي صالح
في قوله الا ما حملت ظهورهما قال الألية أو الحوايا قال المبعر أو ما اختلط بعظم قال الشحم * وأخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله أو الحوايا قال المباعر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن الضحاك في قوله أو الحوايا قال المرابض والمباعر أو ما اختلط بعظم قال ما الزق بالعظم * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن زيد قال الحوايا المرابض التي تكون فيها الأمعاء تكون وسطها وفى بنات اللبن وهي في كلام
العرب تدعى المرابض * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله أو ما اختلط بعظم قال الألية اختلط
شحم الألية بالعصعص فهو حلال وكل شحم القوائم والجنب والرأس والعين والاذن يقولون قد اختلط ذلك بعظم
فهو حلال لهم انما حرم عليهم الثرب وشحم الكلية وكل شئ كان كذلك ليس في عظم * وأخرج عبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ذلك جزيناهم ببغيهم قال انما حرم الله ذلك عليهم عقوبة
ببغيهم فشدد عليهم بذلك واهو بخبيث * قوله تعالى (فان كذبوك) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله فان كذبوك قال اليهود * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى قال كانت اليهود يقولون في اللحم انما حرمه إسرائيل فنحن نحرمه فذلك قوله فان كذبوك فقل ربكم
الآية والله أعلم * قوله تعالى (سيقول الذين أشركوا) الآيتين * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله سيقول الذين أشركوا لو
شاء الله الآية قال هذا قول قريش ان الله حرم هذا يعنون البحيرة والسائبة والوصيلة والحام * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء
53

والصفات عن ابن عباس انه قيل له ان ناسا يقولون ان الشر ليس بقدر فقال ابن عباس بيننا وبين أهل القدر
هذه الآية سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا إلى قوله قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم
أجمعين قال ابن عباس والعجز والكيس من القدر * وأخرج أبو الشيخ عن علي بن زيد قال انقطعت حجة
القدرية عند هذه الآية قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة قل
فلله الحجة البالغة قال السلطان * قوله تعالى (قل هلم شهداءكم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
السدى في قوله قل هلم شهداءكم قال أروني شهدائكم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله
الذين يشهدون ان الله حرم هذا قال البحائر والسوائب * قوله تعالى (قل تعالوا) الآيات * أخرج الترمذي
وحسنه وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود
قال من سره أن ينظر إلى وصية محمد التي عليها خاتمة فليقرأ هؤلاء الآيات قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى قوله
لعلهم يتقون * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه عن عبادة بن
الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث ثم تلا قل تعالوا أتل ما حرم
ربكم عليكم إلى ثلاث آيات ثم قال فمن وفى بهن فأجره على الله ومن انتقص منهن شيئا فأدركه الله في الدنيا كانت
عقوبته ومن أخره إلى الآخرة كان أمره إلى الله ان شاء آخذه وان شاء عفا عنه * وأخرج عبد بن حميد وأبو عبيد
وابن المنذر عن منذر الثوري قال قال الربيع بن خيثم أيسرك أن تلقى صحيفة من محمد صلى الله عليه وسلم بخاتم
قلت نعم فقرأ هؤلاء الآيات من آخر سورة الأنعام قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى آخر الآيات * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن الضريس وابن المنذر عن كعب قال أول ما نزل من التوراة عشر آيات وهي العشر التي أنزلت من
آخر الانعام قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم لي آخرها * وأخرج أبو الشيخ عن عبيد الله بن عبد الله بن عدي بن
الخيار قال سمع كعب رجلا يقرأ قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا فقال كعب والذي نفس
كعب بيده انها لأول آية في التوراة بسم الله الرحمن الرحيم قل تعالوا أتل ما حرم عليكم إلى آخر الآيات
* وأخرج ابن سعد عن مزاحم بن زفر قال قال رجل للربيع بن خيثم أوصني قال ائتني بصحيفة فكتب فيها قل
تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم الآيات قال انما أتيتك لتوصني قال عليك بهؤلاء * وأخرج أبو نعيم والبيهقي
كلاهما في الدلائل عن علي بن أبي طالب قال لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبائل
العرب خرج إلى منى وأنا معه وأبو بكر وكان أبو بكر رجلا نسابة فوقف على منازلهم ومضاربهم بمنى فسلم عليهم
وردوا السلام وكان في القوم مفروق بن عمرو وهانئ بن قبيصة والمثنى بن حارثة والنعمان بن شريك وكان
أقرب القوم إلى أبى بكر مفروق وكان مفروق قد غلب عليهم بيانا ولسانا فالتفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال له إلى لام تدعو يا أخا قريش فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وقام أبو بكر يظله بثوبه فقال النبي
صلى الله عليه وسلم أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله وان تؤوني وتنصروني
وتمنعوني حتى أودى حق الله الذي أمرني به فان قريشا قد تظاهرت على أمر الله وكذبت رسوله واستغنت
بالباطل عن الحق والله هو الغنى الحميد قال له والام تدعو أيضا يا أخا قريش فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قل
تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا إلى قوله تتقون فقال له مفروق والام تدعو أيضا يا أخا قريش
فوالله ما هذا من كلام أهل الأرض ولو كان من كلامهم لعرفناه فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يأمر
بالعدل والاحسان الآية فقال له مفروق دعوت والله يا قرشي إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ولقد أفك
قوم كذبوك وظاهروا عليك وقال هانئ بن قبيصة قد سمعت مقالتك واستحسنت قولك يا أخا قريش ويعجبني
ما تكلمت به ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لم تلبثوا الا يسيرا حتى يمنحكم الله بلادهم وأموالهم يعنى
أرض فارس وأنهار كسرى ويفرشكم بناتهم أتسبحون الله وتقدسونه فقال له النعمان بن شريك اللهم وان
ذلك لك يا أخا قريش فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه
وسراجا منيرا الآية ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم قابضا على يد أبى بكر * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ
54

عن قتادة ولا تقتلوا أولادكم من إملاق قال من خشية الفاقة قال وكان أهل الجاهلية يقتل أحدهم ابنته مخافة
الفاقة عليها والسباء ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن قال سرها وعلانيتها * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس ولا تقتلوا أولادكم من إملاق قال خشية الفقر ولا تقربوا
الفواحش ما ظهر منها وما بطن قال كانوا في الجاهلية لا يرون الزنا بأسا في السر ويستقبحونه في العلانية فحرم
الله الزنا في السر والعلانية * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله ولا تقربوا
الفواحش ما ظهر منها قال العلانية وما بطن قال السر * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمران بن حصين ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال أرأيتم الزاني والسارق وشارب الخمر ما تقولون فيهم قالوا الله ورسوله أعلم قال هن فواحش
وفيهن عقوبة * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حازم الرهاوي انه سمع مولاه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول مسألة الناس من الفواحش * وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن جابر قال بلغني من الفواحش التي نهى الله
عنها في كتابه تزويج الرجل المرأة فإذا انفضت له ولدها طلقها من غير ريبة * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه
عن ابن عباس في قوله ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها قال نكاح الأمهات والبنات وما بطن قال الزنا * وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها قال ظلم الناس وما بطن قال الزنا
والسرقة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ولا تقتلوا النفس يعنى نفس المؤمن التي حرم الله قتلها
الا بالحق * وأخرج أحمد والنسائي وابن قانع والبغوي والطبراني وابن مردويه عن سلمة بن قيس الأشجعي قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع الا انما هي أربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم
الله الا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا فما أنا بأشح عليهن منى إذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي
حاتم عن عطية في قوله ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي أحسن قال طلب التجارة فيه والربح فيه * وأخرج
ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي أحسن قال يبتغى لليتيم في ماله * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن زيد في قوله ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي أحسن قال التي هي أحسن أن يأكل بالمعروف ان
افتقر وان استغنى فلا يأكل قال الله ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فسئل عن
الكسوة فقال لم يذكر الله كسوة وانما ذكر الاكل * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة ولا تقربوا مال اليتيم قال
ليس له أن يلبس من ماله قلنسوة ولا عمامة ولكن يده مع يده * وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله حتى يبلغ
أشده قال الأشد الحلم إذا كتبت له الحسنات وكتبت عليه السيئات * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن قيس في
قوله حتى يبلغ أشده قال خمس عشرة سنة * وأخرج أبو الشيخ عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن انه كان يقول في هذه
الآية الأشد الحلم لقوله وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح * وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم قال الأشد الحلم
* وأخرج ابن مردويه عن سعيد بن المسيب قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم أوفوا الكيل والميزان بالقسط
لا نكلف نفسا الا وسعها فقال من أوفى على يديه في الكيل والميزان والله يعلم صحة نيته بالوفاء فيهما لم يؤاخذ وذلك
تأويل وسعها * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله وأوفوا الكيل والميزان بالقسط يعنى بالعدل لا نكلف
نفسا الا وسعها يعنى الا طاقتها * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله بالقسط قال بالعدل * وأخرج الترمذي
وضعفه وابن عدي وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا معشر التجار انكم قد وليتم أمرا هلكت فيه الأمم السالفة قبلكم المكيال والميزان * وأخرج ابن مردويه عن
عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقص قوم المكيال والميزان الا سلط الله عليهم الجوع
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله وإذا قلتم فاعدلوا قال قولوا الحق * وأخرج ابن أبي حاتم عن
سعيد بن جبير في قوله وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى يعنى ولو كان قرابتك فقل فيه الحق * قوله تعالى (وان هذا
صراطي مستقيما) * أخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا
تتبعوا السبل قال اعلموا انما السبيل سبيل واحد جماعة الهدى ومصيره الجنة وان إبليس اشترع سبلا متفرقة
جماعها الضلالة ومصيرها النار * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والنسائي والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
55

الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال هذا
سبيل الله مستقيما ثم خط خطوطا عن يمين ذلك الخط وعن شماله ثم قال وهذه السبل ليس منها سبيل الا عليه
شيطان يدعو إليه ثم قرأ وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله * وأخرج أحمد
وابن ماجة وابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطا
هكذا أمامه فقال هذا سبيل الله وخطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال هذا سبيل الشيطان ثم وضع يده في الخط
الأوسط وتلا وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن مردويه عن ابن
مسعود ان رجلا سأله ما الصراط المستقيم قال تركنا محمد صلى الله عليه وسلم في أدناه وطرفه الجنة وعن يمينه
جواد وعن شماله جواد وثم رجال يدعون من مر بهم فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار ومن أخذ على
الصراط المستقيم انتهى به إلى الجنة ثم قرأ ابن مسعود وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه الآية
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ولا تتبعوا السبل قال الضلالات * وأخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولا تتبعوا السبل قال البدع والشبهات
* قوله تعالى (ثم آتينا موسى الكتاب) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد
في قوله تماما على الذي أحسن قال على المؤمنين المحسنين * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر في قوله تماما
على الذي أحسن قال تماما لما قد كان من إحسانه إليه * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله تماما على
الذي أحسن قال تماما لنعمه عليهم وإحسانه إليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن قتادة في قوله تماما على الذي أحسن قال من أحسن في الدنيا تمم الله ذلك له في الآخرة وفى لفظ تمت
له كرامة الله يوم القيامة وفى قوله وتفصيلا لكل شئ أي تبيانا لكل شئ وفيه حلاله وحرامه * وأخرج ابن
الأنباري في المصاحف عن هارون قال قراءة الحسن تماما على المحسنين * واخرج ابن الأنباري عن هارون قال في
قراءة عبد الله تماما على الذين أحسنوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله تفصيلا لكل شئ قال ما أمروا
به وما نهوا عنه * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال لما ألقى موسى الألواح لقى الهدى والرحمة وذهب التفصيل
* قوله تعالى (وهذا كتاب أنزلناه) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن أبي المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
قتادة في قوله وهذا كتاب أنزلناه مبارك قال هو القرآن الذي أنزله الله على محمد فاتبعوه واتقوا يقول فاتبعوا
ما أحل فيه واتقوا ما حرم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن الضريس ومحمد بن نصر والطبراني عن ابن
مسعود قال إن هذا القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من جعله أما ما قاده إلى الجنة ومن جعل خلفه ساقه إلى
النار * وأخرج ابن أبي شيبة وابن الضريس عن أبيه عن جده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
يمثل القرآن يوم القيامة رجلا فيؤتى الرجل قد حمله فخالف أمره فينتثل له خصما فيقول يا رب حملته إياي فبئس
حاملي تعدى حدودي وضيع فرائضي وركب معصيتي وترك طاعتي فما يزال يقذف عليه بالحجج حتى يقال فشأنك
فيأخذ بيده فما يرسله حتى يكبه على منخره في النار ويؤتى بالرجل الصالح قد كان حمله وحفظ امره فينتثل خصما
دونه فيقول يا رب حملته إياي فحفظ حدودي وعمل بفرائضي واجتنب معصيتي واتبع طاعتي فما يزال يقذف له
بالحجج حتى يقال له شأنك به فيأخذ بيده فما يرسله حتى يلبسه حلة الاستبرق ويعقد عليه تاج الملك ويسقيه كأس
الخمر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن الضريس عن أبي موسى الأشعري قال إن هذا القرآن كائن لكم ذكرا وكائن
عليكم وزرا فتعلموه واتبعوه فإنكم ان تتبعوا القرآن يورد بكم رياض الجنة وان يتبعكم القرآن يزج في أقفائكم
حتى يوردوكم إلى النار * قوله تعالى (أن تقولوا انما أنزل الكتاب) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله أن تقولوا انما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا قال اليهود والنصارى
خاف أن تقوله قريش * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله على طائفتين من قبلنا قال هم
اليهود والنصارى وان كنا عن دراستهم قال تلاوتهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
في قوله أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم قال هذا قول كفار العرب * وأخرج ابن أبي حاتم عن
56

السدى في قوله فقد جاءتكم بينة من ربكم يقول قد جاءتكم بينة لسان عربي مبين حين لم يعرفوا دراسة الطائفتين
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وصدف عنها قال أعرض عنها * وأخرج عبد بن حميد
عن الضحاك في قوله يصدفون قال يعرضون * قوله تعالى (هل ينظرون الا أن تأتيهم الملائكة) * أخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن مسعود هل ينظرون الا أن تأتيهم الملائكة قال عند الموت أو يأتي ربك قال يوم
القيامة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله هل ينظرون الا أن
تأتيهم الملائكة قال بالموت أو يأتي ربك قال يوم القيامة * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله أو يأتي ربك
قال يوم القيامة في ظلل من الغمام * قوله تعالى (يوم يأتي بعض آيات ربك) الآية * أخرج أحمد وعبد بن
حميد في مسنده والترمذي وأبو يعلى وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري عن النبي
صلى الله عليه وسلم في قوله يوم يأتي بعض آيات ربك قال طلوع الشمس من مغربها * وأخرج الطبراني وابن عدي
وابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله يوم يأتي بعض آيات ربك قال طلوع
الشمس من مغربها * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن أبي سعيد الخدري يوم يأتي بعض آيات ربك قال
طلوع الشمس من مغربها * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والطبراني عن مسعود بن في
قوله يوم يأتي بعض آيات ربك قال طلوع الشمس من مغربها * وأخرج سعيد بن منصور والفريابي وعبد بن
حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني عن ابن مسعود يوم يأتي بعض آيات ربك قال طلوع الشمس والقمر من
مغربهما مقترنين كالبعيرين القرينين ثم قرأ وجمع الشمس والقمر * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد يوم
يأتي بعض آيات ربك قال طلوع الشمس من مغربها * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وأحمد والبخاري
ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس
آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسا ايمانها ثم قرأ الآية * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد ومسلم
والترمذي وابن جرير وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث إذا خرجت
لم ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل الدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها * وأخرج ابن أبي شيبة
وأحمد ومسلم وعبد بن حميد وأبو داود وابن ماجة وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي عن عبد الله بن عمر وقال
حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة
ضحى فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها ثم قال عبد الله وكان قرأ الكتب وأظن أولهما خروجا
طلوع الشمس من مغربها وذلك انها كلما خرجت أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فيأذن
لها في الرجوع حتى إذا بد الله أن تطلع عن مغربها فعلت كما كانت تفعل أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت
في الرجوع فلم يرد عليها شئ ثم تستأذن في الرجوع فلا يرد عليها شئ حتى إذا ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب
وعرفت انه ان أذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق قالت رب ما أبعد المشرق من لي بالناس حتى إذا صار الأفق
كأنه طوق استأذنت في الرجوع فيقال لها من مكانك فاطلعي فطلعت على الناس من مغربها ثم تلا عبد الله هذه
الآية لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا * وأخرج ابن مردويه عن حذيفة
قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ما آية طلوع الشمس من مغربها فقال تطول
تلك الليلة حتى تكون قدر ليلتين فبينما الذين كانوا يصلون فيها فيعملون كما كانوا والنجوم لا ترى قد قامت مقامها
ثم يرقدون ثم يقومون فيعملون ثم يرقدون ثم يقومون فبطل عليهم جنوبهم حتى يتطاول عليهم الليل فيفزع
الناس ولا يصبحون فبينما هم ينتظرون طلوع الشمس من مشرقها إذا هي طلعت من مغربها فإذا رآها الناس
آمنوا ولا ينفعهم ايمانهم * وأخرج عبد بن حميد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي عن أبي ذر قال كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار وعليه بردعة
وقطيفة وذاك عند غروب الشمس فقال يا أبا ذر أتدري أين تغيب هذه قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تغرب في
57

عين حمئة تنطلق حتى تخر لربها ساجدة تحت العرش فإذا حان خروجها أذن لها فتخرج فتطلع فإذا أراد أن
يطلعها من حيث تغرب حبسها فتقول يا رب ان سيرى بعيد فيقول لها اطلعي من حيث غربت فذلك حين
لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله يوم يأتي
بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل فهو آية لا ينفع مشركا ايمانه عند الآيات وينفع
أهل الايمان عند الآيات ان كانوا اكتسبوا خيرا قبل ذلك قال ابن عباس خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
عشية من العشيات فقال لهم يا عباد الله توبوا إلى الله بقراب فإنكم توشكون أن تروا الشمس من قبل المغرب
فإذا فعلت ذلك حبست التوبة وطوى العمل وختم الايمان فقال الناس هل لذلك من آية يا رسول الله فقال آية
تلكم الليلة أن تطول كقدر ثلاث ليال فيستيقظ الذين يخشون ربهم فيصلون له ثم يقضون صلاتهم والليل
كأنه لم ينقض فيضطجعون حتى إذا استيقظوا والليل مكانه فإذا رأوا ذلك خافوا أن يكون ذلك بين يدي أمر
عظيم فإذا أصبحوا فطال عليهم طلوع الشمس فبينما هم ينتظرونها إذ طلعت عليهم من قبل المغرب فإذا فعلت ذلك
لم ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت قبل ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة في قوله يوم
يأتي بعض آيات ربك الآية قال ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول بادروا بالاعمال ستا طلوع
الشمس من مغربها والدجال والدخان ودابة الأرض وخويصة أحدكم وأمر العامة القيامة ذكر لنا ان قائلا قال
يا نبي الله ما آية طلوع الشمس من مغربها قال تطول تلك الليلة حتى تكون قدر ليلتين فيقوم المتهجدون لحينهم
الذي كانوا يصلون فيه فيصلون حتى يقضوا صلاتهم والنجوم مكانها لا تسرى ثم يأتون فرشهم فيرقدون حتى تكل
جنوبهم ثم يقومون فيصلون حتى يتطاول عليهم الليل فيفزع الناس ثم يصبحون ولا يصبحون الا عصرا عصرا
فبينما هم ينتظرونها من مشرقها إذ فجئتهم من مغربها * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله لم تكن
آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا قال لا ينفعها الايمان ان آمنت ولا تزداد في عمل ان لم تكن عملته
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله أو كسبت في ايمانها خيرا يقول كسبت في تصديقها عملا
صالحا هؤلاء أهل القبلة وان كانت مصدقة لم تعمل قبل ذلك خيرا فعملت بعد أن رأت الآية لم يقبل منها وان عملت
قبل الآية خيرا ثم عملت بعد الآية خيرا قبل منها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل في قوله أو كسبت
في ايمانها خيرا يعنى المسلم الذي لم يعمل في ايمانه خيرا وكان قبل الآية مقيما على الكبائر * وأخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن المنذر عن عبد الله بن عمر وقال يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة
سنة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما الآيات خرزات
منظومات في سلك انقطع السلك فتبع بعضها بعضا * وأخرج الحاكم وصححه عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال الامارات خرزات منظومات بسلك فإذا انقطع السلك تبع بعضه * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم عن ابن
عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الآيات خرز منظومات في سلك يقطع السلك فيتبع بعضها بعضا * وأخرج
ابن أبي شيبة عن حذيفة قال لو أن رجلا ارتبط فرسا في سبيل الله فانتجت مهرا منذ أول الآيات ما ركب المهر حتى
يرى آخرها * وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال إذا رأيتم أول الآيات تتابعت * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن المنذر عن أبي هريرة قال الآيات كلها في ثمانية أشهر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي العالية
قال الآيات كلها في ستة أشهر * وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمر وقال إن الشمس إذا
غربت سلمت وسجدت واستأذنت فيؤذن لها حتى إذا كان يوما غربت فسلمت وسجدت واستأذنت فلا يؤذن لها
فتقول يا رب ان المشرق بعيد وإني ان لا يؤذن لي لا أبلغ قال فتحبس ما شاء الله ثم يقال لها اطلعي من حيث غربت
فمن يومئذ إلى يوم القيامة لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل الآية * وأخرج البيهقي في البعث عن عبد الله
ابن عمرو بن العاصي قال الآية التي لا ينفع نفسا ايمانها إذا طلعت الشمس من مغربها * وأخرج عبد بن حميد
وابن مردويه عن عبد الله بن أبي أوفى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليأتين على الناس ليلة بقدر
ثلاث ليال من لياليكم هذه فإذا كان ذلك يعرفها المصلون يقوم أحدهم فيقرأ حزبه ثم ينام ثم يقوم فيقرأ حزبه ثم
58

ينام ثم يقوم فبينما هم كذلك ماج الناس بعضهم في بعض فقالوا ما هذا فيفزعون إلى المساجد فإذا هم بالشمس
قد طلعت من مغربها فضج الناس ضجة واحدة حتى إذا صارت في وسط السماء رجعت طلعت من مطلعها وحينئذ
لا ينفع نفسا ايمانها * وأخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي
وابن ماجة والطبراني وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي وابن مردويه عن صفوان بن عسال عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال إن الله جعل بالمغرب بابا عرضه سبعون عاما مفتوحا للتوبة لا يغلق ما لم تطلع الشمس من مغربها قبله
فذلك قوله يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها ولفظ ابن ماجة فإذا طلعت من نحوه لم ينفع نفسا ايمانها
لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا * وأخرج الطبراني عن صفوان بن عسال قال خرج علينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأنشأ يحدثنا ان للتوبة بابا عرض ما بين مصراعيه ما بين المشرق والمغرب لا يغلق حتى تطلع
الشمس من مغربها ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم يأتي بعض آيات ربك الآية * وأخرج عبد الرزاق
وأحمد وعبد بن حميد ومسلم والبيهقي في البعث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تاب قبل ان
تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه * وأخرج عبد بن حميد والطبراني عن ابن مسعود قال التوبة معروضة
على ابن آدم ما لم يخرج إحدى ثلاث ما لم تطلع الشمس من مغربها أو تخرج الدابة أو يخرج يأجوج ومأجوج
وقال مهما يأتي عليكم عام فالآخر شر * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو داود والنسائي عن معاوية بن أبي سفيان
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس
من مغربها * وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الايمان وابن مردويه من طريق مالك بن يخامر السكسكي عن عبد
الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاصي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الهجرة
خصلتان إحداهما ان تهجر السيئات والأخرى ان تهاجر إلى الله ورسوله ولا تنقطع الهجرة ما تقبل التوبة ولا
تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه وكفى الناس العمل
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال مضت الآيات غير أربعة
الدجال والدابة ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها والآية التي يختم الله بها الأعمال طلوع الشمس
من مغربها ثم قرأ يوم يأتي بعض آيات ربك الآية قال فهي طلوع الشمس من مغربها * وأخرج أبو الشيخ وابن
مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة تطلع الشمس من مغربها يصير في هذه الأمة قردة
وخنازير وتطوى الدواوين وتجف الأقلام لا يزاد في حسنة ولا ينقص من سيئه ولا ينفع نفسا ايمانها لم تكن
آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن عائشة
قالت إذا خرج أول الآيات طرحت الأقلام وطويت الصحف وحبست الحفظة وشهدت الأجساد على الأعمال
* وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
بادروا بالاعمال ستا طلوع الشمس من مغربها والدجال والدخان ودابة الأرض وخويصة أحدكم وأمر العامة
قال قتادة خويصة أحدكم الموت وأمر العامة أمر الساعة * وأخرج ابن ماجة عن أنس عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال بادروا بالاعمال ستا طلوع الشمس من مغربها والدخان ودابة الأرض والدجال وخويصة أحدكم
وأمر العامة * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العظائم سبع مضت واحدة
وهي الطوفان وبقيت فيكم ست طلوع الشمس من مغربها والدخان والدجال ودابة الأرض ويأجوج ومأجوج
والصور * وأخرج عبد بن حميد بن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يلتقي
الشيخان الكبيران فيقول أحدهما لصاحبه متى ولدت فيقول زمن طلعت الشمس من مغربها * وأخرج عبد
ابن حميد عن قتادة قال كنا يحدث ان الآيات يتتابعن تتابع النظام في الخيط عاما فعاما * وأخرج عبد بن حميد
عن عبد الله بن عمر وقال الآيات خرزات منظومات في سلك انقطع السلك فتتبع بعضهن بعضا * وأخرج
ابن ماجة والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن أبي قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات بعد المائتين
* وأخرج أبو الشيخ عن ابن مسعود قال إن الناس بعد الآية يصلون ويصومون ويحجون فيتقبل الله ممن كان
59

يتقبل منه قبل الآية ومن لم يتقبل منه قبل الآية لم يتقبل منه بعد الآية * وأخرج ابن مردويه عن أبي امامة
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أول الآيات طلوع الشمس من مغربها * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن
عمر قال يبيت الناس يسرون إلى جمع وتبيت دابة الأرض تسرى إليهم فيصبحون وقد جعلتهم بين رأسها وذنبها
فما من مؤمن الا تمسحه ولا منافق ولا كافر الا تخطمه وان التوبة لمفتوحة ثم يخرج الدخان فيأخذ المؤمن منه
كهيئة الزكمة ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالشئ الخفيف وان التوبة لمفتوحة ثم تطلع
الشمس من مغربها * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه
والبيهقي في البعث عن حذيفة بن أسيد قال أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من علية ونحن نتذاكر
فقال ماذا تذكرون قلنا نتذاكر الساعة قال فإنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات الدخان والدجال وعيسى بن
مريم ويأجوج ومأجوج والدابة وطلوع الشمس من مغربها وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب
وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من قعر عدن أو اليمن تطرد الناس إلى المحشر تنزل معهم إذا نزلوا
وتقيل معهم إذا قالوا * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمر وقال إن يأجوج ومأجوج ما يموت الرجل منهم حتى
يولد له من صلبه ألف فصاعدا وان من ورائهم ثلاث أمم ما يعلم عدتهم الا الله تعالى منسك وتأويل وتاريس وان
الشمس إذا طلعت كل يوم أبصرها الخلق كلهم فإذا غربت خرت ساجدة فتسلم وتستأذن فلا يؤذن لها ثم تستأذن
فلا يؤذن لها ثم الثالثة فلا يؤذن لها فتقول يا رب ان عبادك ينظروني والمدى بعيد فلا يؤذن لها حتى إذا كان قدر
ليلتين أو ثلاث قيل لها اطلعي من حيث غربت فتطلع فيراها أهل الأرض كلهم وهي فيما بلغنا أول الآيات
لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل فيذهب الناس فيتصدقون بالذهب الأحمر فلا يؤخذ منهم ويقال
لو كان بالأمس * وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن عبد الله بن مسعود انه قال ذات يوم لجلسائه أرأيتم قول
الله عز وجل تغرب في عين حامئة ماذا يعنى بها قالوا الله أعلم قال فإنها إذا غربت سجدت له وسبحته وعظمته وكانت
تحت العرش فإذا حضر طلوعها سجدت له وسبحته وعظمته واستأذنته فيؤذن لها فإذا كان اليوم الذي تحبس فيه
سجدت له وسبحته وعظمته ثم استأذنته فيقال لها اثبتي فإذا حضر طلوعها سجدت له وسبحته وعظمته ثم استأذنته
فيقال لها اثبتي فتحبس مقدار ليلتين قال ويفزع إليها المتهجدون وينادى الرجل جاره يا فلان ما شاننا الليلة لقد
نمت حتى شبعت وصليت حتى أعييت ثم يقال لها اطلعي من حيث غربت فذاك يوم لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن
آمنت من قبل الآية * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي عن ابن عباس قال خطبنا عمر فقال أيها الناس سيكون
قوم من هذه الأمة يكذبون بالرجم ويكذبون بالدجال ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها ويكذبون بعذاب
القبر ويكذبون بالشفاعة ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعدما امتحشوا * وأخرج البخاري في تاريخه وأبو
الشيخ في العظمة وابن عساكر عن كعب قال إذا أراد الله ان تطلع الشمس من مغربها أدارها بالقطب فجعل
مشرقها مغربها ومغربها مشرقها * وأخرج ابن مردويه بسند واه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال خلق الله عند المشرق حجابا من الظلمة على البحر السابع على مقدار ليالي الدنيا كلها فإذا كان غروب
الشمس أقبل ملك من الملائكة قد وكل بالليل فيقبض قبضة من ظلمة ذلك الحجاب ثم يستقبل المغرب فلا يزال
يرسل تلك الظلمة من خلال أصابعه قليلا قليلا وهو يراعى الشفق فإذا غاب الشفق أرسل الظلمة كلها ثم ينشر
جناحيه فيبلغان أقطار الأرض وأكناف السماء فيجاوزان ما شاء الله ان يجاوزا في الهواء فيشق ظلمة الليل
بجناحيه بالتسبيح والتقديس لله حتى يبلغ المغرب على قدر ساعات الليل فإذا بلغ المغرب انفجر الصبح من المشرق
ضم جناحه وضم الظلمة بعضها إلى بعض بكفيه حتى يقبض عليها بكف واحدة مثل قبضته حين تناولها من
الحجاب بالمشرق ثم يضعها عند المغرب على البحر السابع فمن هناك تكون ظلمة الليل فإذا حول ذلك الحجاب من
المشرق إلى المغرب نفخ في الصور فضوء النهار من قبل الشمس وظلمة الليل من قبل ذلك الحجاب فلا تزال الشمس
تجرى من مطلعها إلى مغربها حتى يأتي الوقت الذي جعله الله لتوبة عباده فتستأذن الشمس من أين تطلع
ويستأذن القمر من أين يطلع فلا يؤذن لهما فيحبسان مقدار ثلاث ليال للشمس وليلتين للقمر فلا
60

يعرف مقدار حبسهما الا قليل من الناس وهم بقية أهل الأرض وحملة القرآن يقرأ كل رجل منهم ورده في تلك
الليلة حتى إذا فرغ منه نظر فإذا ليلته على حالها فيعود فيقرأ ورده فإذا فرغ منه نظر فإذا الليلة على حالها فيعود
فيقرأ ورده فإذا فرغ منه نظر فإذا الليلة على حالها فلا يعرف طول تلك الليلة الا حملة القرآن فينادى
بعضهم بعضا فيجتمعون في مساجدهم بالتضرع والبكاء والصراخ بقية تلك الليلة ومقدار الليلة مقدار
ثلاث ليال ثم يرسل الله جبريل عليه السلام إلى الشمس والقمر فيقول ان الرب عز وجل أمركما أن
ترجعا إلى مغاربكما فتطلعا منها فإنه لا ضوء لكما ولا نور فتبكي الشمس والقمر من خوف يوم القيامة وخوف
الموت فترجع الشمس والقمر فتطلعان من مغاربهما فبينما الناس كذلك يبكون ويتضرعون إلى
الله عز وجل والغافلون في غفلاتهم إذ نادى مناد ألا ان باب التوبة قد أغلق والشمس والقمر قد طلعا من
مغاربهما فينظر الناس فإذا بهما أسودان كالعكمين لا ضوء لهما ولا نور فذلك قوله وجمع الشمس والقمر
فيرتفعان مثل البعيرين المقرونين المعقودين ينازع كل واحد منهما صاحبه استباقا ويتصايح أهل الدنيا
وتذهل الأمهات وتضع كل ذات حمل حملها فاما الصالحون والأبرار فإنه ينفعهم بكاؤهم يومئذ ويكتب لهم عبادة وأما
الفاسقون والفجار فلا ينفعهم بكاؤهم يومئذ ويكتب عليهم حسرة فإذا بلغت الشمس والقمر سرة السماء وهو
منصفها جاءهما جبريل عليه السلام فاخذ بقرونهما فردهما إلى المغرب فلا يغربهما في مغاربهما ولكن
يغربهما في باب التوبة فقال عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وما باب التوبة فقال يا عمر خلق الله بابا للتوبة
خلف المغرب وهو من أبواب الجنة له مصراعان من ذهب مكللان بالدر والياقوت والجوهر ما بين المصراع إلى
المصراع مسيرة أربعين عاما للراكب المسرع فذلك الباب المفتوح منذ خلق الله خلقه إلى صبيحة تلك الليلة عند
طلوع الشمس والقمر من مغاربها ولم يتب عبد من عباد الله توبة نصوحا من لدن آدم إلى ذلك اليوم الا ولجت تلك
التوبة في ذلك الباب ثم ترفع إلى الله فقال معاذ بن جبل يا رسول الله وما التوبة النصوح قال إن يندم العبد على
الذنب الذي أصاب فيهرب إلى الله منه ثم لا يعود إليه حتى يعود اللبن في الضرع قال فيغربهما جبريل في ذلك الباب
ثم يرد المصراعين فيلتئم ما بينهما ويصيران كأنهما لم يكن فيهما صدع قط ولا خلل فإذا أغلق باب التوبة لم تقبل لعبد
بعد ذلك توبة ولم تنفعه حسنة يعملها بعد ذلك الا ما كان قبل ذلك فإنه يجرى لهم وعليهم بعد ذلك ما كان يجرى لهم
قبل ذلك فذلك قوله تعالى يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها
خيرا فقال أبي بن كعب يا رسول الله فداك أبي وأمي فكيف بالشمس والقمر بعد ذلك وكيف بالناس والدنيا
قال يا أبى ان الشمس والقمر يكسيان بعد ذلك ضوء النور ثم يطلعان على الناس ويغربان كما كانا قبل ذلك وأما
الناس فإنهم حين رأوا ما رأوا من تلك الآية وعظمها يلحون على الدنيا فيعمرونها ويجرون فيها الانهار
ويغرسون فيها الأشجار ويبنون فيها البنيان فاما الدنيا فإنه لو نتج رجل مهرا لم يركب حتى تقوم الساعة من لدن
طلوع الشمس من مغربها إلى يوم ينفخ في الصور * وأخرج نعيم بن حماد في الفتن والحاكم في المستدرك
وضعفه عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين أذني الدجال أربعون ذراعا وخطوة حماره
مسيرة ثلاثة أيام يخوض البحر كما يخوض أحدكم الساقية ويقول أنا رب العالمين وهذه الشمس تجرى بإذني
أتريدون أن أحبسها فتحبس الشمس حتى يجعل اليوم كالشهر والجمعة ويقول أتريدون أن أسيرها فيقولون نعم
فيجعل اليوم كالساعة وتأتيه المرأة فتقول يا رب أحيي لي أخي وابني وزوجي حتى أنها تعانق شيطانا وبيوتهم مملوءة
شياطين ويأتيه الاعرابي فيقول يا رب أحيي لنا إبلنا وغنمنا فيعطيهم شياطين أمثال إبلهم وغنمهم سواء بالسن
والسمة فيقولون لو لم يكن هذا ربنا لم يحيي لنا موتانا ومعه جبل من فرق وعراق اللحم حار لا يبرد ونهر حار وجبل
من جنان وخضرة وجبل من نار ودخان يقول هذه جنتي وهذه ناري وهذا طعامي وهذا شرابي واليسع عليه
السلام معه ينذر الناس يقول هذا المسيح الكذاب فاحذروه لعنه الله ويعطيه الله من السرعة والخفة مالا يلحقه
الدجال فإذا قال أنا رب العالمين قال له الناس كذبت ويقول اليسع صدق الناس فيمر بمكة فإذا هو بخلق عظيم
فيقول من أنت فيقول أنا ميكائيل بعثني الله لأمنعه من حرمه ويمر بالمدينة فإذا هو بخلق عظيم فيقول من أنت
61

فيقول أنا جبريل بعثني الله لأمنعه من حرم رسوله فيمر الدجال بمكة فإذا رأى ميكائيل ولى هاربا ويصبح فيخرج إليه
من مكة منافقوها ومن المدينة كذلك ويأتي النذير إلى الذين فتحوا القسطنطينية ومن تالف من المسلمين ببيت
المقدس قال فيتناول الدجال ذلك الرجل فيقول هذا الذي يزعم انى لا أقدر عليه فاقتلوه فينشر ثم يقول أنا أحييه قم
ولا يأذن الله لنفس غيرها فيقول أليس قد أمتك ثم أحييتك فيقول الآن ازددت فيك يقينا بشرني رسول الله
صلى الله عليه وسلم انك تقتلني ثم أحيا بإذن الله فيوضع على جلده صفائح من نحاس فلا يحيك فيه سلاحهم فيقول
اطرحوه في ناري فيحول الله ذلك الجبل على النذير جنانا فيشك الناس فيه ويبادر إلى بيت المقدس فإذا صعد على
عقبة أفيق وقع ظله على المسلمين فيوترون قسيهم لقتاله فأقواهم من برك أو جلس من الجوع والضعف
ويسمعون النداء جاءكم الغوث فيقولون هذا صوت رجل شبعان وتشرق الأرض بنور ربها وينزل عيسى بن مريم
ويقول يا معشر المسلمين احمدوا ربكم وسجوه فيفعلون ويريدون الفرار فيضيق الله عليهم الأرض فإذا أتوا
باب لد في نصف ساعة فيوافقون عيسى فإذا نظر إلى عيسى يقول أقم الصلاة فيقول الدجال يا نبي الله قد أقيمت
الصلاة فيقول يا عدو الله زعمت أنك رب العالمين فلمن تصلى فيضربه بمقرعة فيقتله فلا يبقى أحد من أنصاره خلف
شئ الا نادى يا مؤمن هذا دجالي فاقتله فيمتعوا أربعين سنة لا يموت أحد ولا يمرض أحد ويقول الرجل لغنمه
ولدوا به اذهبوا فارعوا وتمر الماشية بين الزرعين لا تأكل منه سنبلة والحيات والعقارب لا تؤذى أحدا والسبع على
أبواب الدور لا يؤذى أحدا ويأخذ الرجل المد من القمح فيبدره بلا حرث فيجئ منه سبعمائة مد فيمكثون في ذلك
حتى يكسر سد يأجوج ومأجوج فيموجون ويفسدون ويستغيث الناس فلا يستجاب لهم وأهل طور سينا هم
الذين فتح الله عليهم فيدعون فيبعث الله دابة من الأرض ذات قوائم فتدخل في آذانهم فيصبحون موتى أجمعين
وتنتن الأرض منهم فيؤذون الناس بنتنهم أشد من حياتهم فيستغيثون بالله فيبعث الله ريحا يمانية غبراء فيصير
على الناس غما ودخانا وتقع عليهم الزكمة ويكشف ما بهم بعد ثلاث وقد قذف جميعهم في البحر ولا يلبثون الا
قليلا حتى تطلع الشمس من مغربها وجفت الأقلام وطويت الصحف ولا يقبل من أحد توبة ويخر إبليس
ساجدا ينادى إلهي مرني ان أسجد لمن شئت وتجتمع إليه الشياطين فتقول يا سيدنا إلى من تفزع فيقول انما
سالت ربى ان ينظرني إلى يوم البعث وقد طلعت الشمس من مغربها وهذا الوقت المعلوم وتصير الشياطين
ظاهرة في الأرض حتى يقول الرجل هذا قريني الذي كان يغويني فالحمد لله الذي أخزاه ولا يزال إبليس ساجدا
باكيا حتى تخرج الدابة فتقتله وهو ساجد ويتمتع المؤمنون بعد ذلك أربعين سنة لا يتمنون شيئا الا أعطوه حتى تتم
أربعون سنة بعد الدابة ثم يعود فيهم الموت ويسرع فلا يبقى مؤمن ويبقى الكفار يتهارجون في الطرق كالبهائم
حتى ينكح الرجل أمه في وسط الطريق يقوم واحد عنها وينزل واحد وأفضلهم يقول لو تنحيتم عن الطريق كان
أحسن فيكون على مثل ذلك حتى لا يولد أحد من نكاح ثم يعقم الله النساء ثلاثين سنة ويكونون كلهم أولاد
زنا شرار الناس عليهم تقوم الساعة * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلعت الشمس من مغربها خر إبليس ساجدا ينادى ويجهر إلهي مرني أسجد
لمن شئت فتجتمع إليه زبانيته فيقولون يا سيدهم ما هذا التضرع فيقول انما سالت ربى ان ينظرني إلى الوقت
المعلوم وهذا الوقت المعلوم قال وتخرج دابة الأرض من صدع في الصفا فأول خطوة تضعها بأنطاكية فتأتي إبليس
فتخطمه * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي
موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده
بالنهار ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال إذا
طلعت الشمس من مغربها ذهب الرجل إلى المال كنزه فيستخرجه فيحمله على ظهره فيقول من له في هذه فيقال
له أفلا جئت به بالأمس فلا يقبل منه فيجئ إلى المكان الذي احتفره فيضرب به الأرض ويقول ليتني لم أرك
* وأخرج ابن أبي شيبة عن جندب بن عبد الله البجلي قال استأذنت على حذيفة ثلاث مرات فلم يأذن لي فرجعت
فإذا رسوله قد لحقني فقال ما ردك قلت ظننت انك نائم قال ما كنت لأنام حتى أنظر من أين تطلع الشمس قال ابن
62

عون فحدثت به محمدا فقال قد فعله غير واحد من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي
أسامة قال إن صبح يوم القيامة يطول تلك الليلة كطول ثلاث ليال فيقوم الذين يخشون ربهم فيصلون حتى إذا
فرغوا من صلاتهم أصبحوا ينظرون إلى الشمس من مطلعها فإذا هي قد طلعت من مغربها والله أعلم * قوله تعالى
(ان الذين فرقوا دينهم) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال اختلفت اليهود والنصارى قبل ان يبعث محمد
صلى الله عليه وسلم فتفرقوا فلما بعث محمد أنزل عليه ان الذين فرقوا دينهم الآية * وأخرج النحاس في ناسخه
عن ابن عباس في قوله ان الذين فرقوا دينهم قال اليهود والنصارى تركوا الاسلام والدين الذي أمروا به وكانوا
شيعا فرقا أحزابا مختلفة لست منهم في شئ نزلت بمكة ثم نسخها قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله الآية * وأخرج
أبو الشيخ عن ابن عباس وكانوا شيعا قال مللا شتى * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة في قوله ان الذين فرقوا دينهم الآية قال هم
في هذه الأمة * وأخرج الحكيم الترمذي وابن جرير والطبراني والشيرازي في الألقاب وابن مردويه عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا قال هم أهل البدع والأهواء من
هذه الأمة * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي امامة ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا قال
هم الحرورية * وأخرج ابن أبي حاتم والنحاس وابن مردويه عن أبي غالب انه سئل عن هذه الآية ان الذين
فرقوا دينهم وكانوا شيعا فقال حدثني أبو أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم الخوارج * وأخرج
الحكيم الترمذي وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه وأبو نصر السجزي
في الإبانة والبيهقي في شعب الايمان عن عمر بن الخطاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة يا عائش
ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء وأصحاب الضلالة من هذه الأمة ليست
لهم توبة يا عائشة ان لكل صاحب ذنب توبة غير أصحاب البدع وأصحاب الأهواء ليس لهم توبة أنا منهم برئ
وهم منى برآء * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود انه كان يقرأ ان الذين فرقوا بغير ألف * وأخرج
الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب انه قرأها ان الذين فارقوا
دينهم بالألف * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فارقوا دينهم * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ان الذين فرقوا دينهم قال هم اليهود
والنصارى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ان الذين فرقوا دينهم قال يهود * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله ان الذين فرقوا دينهم قال تركوا دينهم وهم اليهود والنصارى وكانوا شيعا
قال فرقا لست منهم في شئ قال لم تؤمر بقتالهم ثم نسخت فامر بقتالهم في سورة براءة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي
شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي الأحوص في قوله لست منهم في شئ قال برئ منهم نبيكم صلى
الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن مرة الطيب قال ليس أمري أن لا يكون من رسول الله صلى الله عليه
وسلم في شئ ثم قرأ هذه الآية ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ * وأخرج ابن منيع في مسنده
وأبو الشيخ عن أم سلمة قالت ليتقين امرؤ ان لا يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ ثم قرأت هذه الآية
ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ الآية * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال رأيت يوم قتل
عثمان ذراع امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قد أخرجت من بين الحائط والستر وهي تنادى الا ان
الله ورسوله بريئان من الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا * وأخرج الحكيم الترمذي عن أفلح مولى رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث ضلالة الأهواء واتباع
الشهوات في البطن والفرج والعجب * قوله تعالى (من جاء بالحسنة) الآية * أخرج عبد بن حميد
عن سعيد بن جبير قال لما نزلت من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها قال رجل من المسلمين يا رسول الله لا إله إلا الله
حسنة قال نعم أفضل الحسنات * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود
من جاء بالحسنة قال لا إله إلا الله * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله من جاء بالحسنة قال لا إله إلا الله
63

* وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة أراه رفعه من جاء بالحسنة قال لا إله إلا الله * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال
نزلت هذه الآية من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وهم يصومون ثلاثة أيام من الشهر ويؤدون عشر أموالهم
ثم نزلت الفرائض بعد ذلك صوم رمضان والزكاة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن حبان عن
عبد الله بن عمرو بن العاصي قال أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم انى أقول والله لأصومن النهار ولأقومن الليل
ما عشت فقلت له قد قلته يا رسول الله قال فإنك لا تستطيع ذلك صم وأفطر ونم وقم وصم من الشهر ثلاثة أيام فان
الحسنة بعشر أمثالها وذلك كصيام الدهر * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام ثلاثة أيام من كل شهر فذلك صيام
الدهر فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها اليوم بعشرة أيام * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله علمني عملا يقربني من الجنة يباعدني من النار قال
إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها قلت يا رسول الله لا إله إلا الله من الحسنات قال هي أحسن
الحسنات * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة انه قال ما تقولون من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها لمن هي قلنا
للمسلمين قال لا والله ما هي الا للأعراب خاصة فاما المهاجرون فسبعمائة * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس من
جاء بالحسنة فله عشر أمثالها قال انما هي للأعراب ومضاعفة للمهاجرين بسبعمائة ضعف * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر قال نزلت هذه الآية في الاعراب من
جاء بالحسنة فله عشر أمثالها والاضعاف للمهاجرين وفى لفظ فقال رجل يا أبا عبد الرحمن ما للمهاجرين قال
ما هو أفضل من ذلك أن الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما وإذا قال الله
لشئ عظيم فهو عظيم * وأخرج أحمد عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
اغتسل يوم الجمعة واستاك ومس من طيب ان كان عنده ولبس من أحسن ثيابه ثم خرج حتى يأتي المسجد ولم
يتخط رقاب الناس ثم ركع ما شاء الله يركع ثم أنصت إذا خرج الامام فلم يتكلم حتى يفرغ من صلاته كانت
كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها وكان أبو هريرة يقول ثلاثة أيام زيادة ان الله جعل الحسنة بعشر أمثالها
* وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله من جاء بالحسنة الآية قال ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان
يقول إذا هم العبد بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة وإذا هم بسيئة ثم عملها كتبت له سيئة * وأخرج أحمد
والبخاري ومسلم والنسائي وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس عن النبي صلى الله
عليه وسلم فيما يروى عن ربه من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشر إلى سبعمائة
إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له واحدة أو يمحوها الله ولا يهلك
على الله الا هالك * وأخرج أحمد ومسلم وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي عن أبي ذر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل من عمل حسنة فله عشر أمثالها وأزيد ومن عمل سيئة فجزاؤها مثلها أو
اغفر ومن عمل قراب الأرض خطيئة ثم لقيني لا يشرك بي شيئا جعلت له مثلها مغفرة ومن اقترب إلى شبرا
اقتربت إليه ذراعا ومن اقترب إلى ذراعا اقتربت إليه باعا ومن أتاني يمشى أتيته هرولة * وأخرج الترمذي
وصححه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى وقوله الحق إذا هم عبدي بحسنة
فاكتبوها له حسنة وإذا عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها وإذا هم بسيئة فلا تكتبوها فان عملها فاكتبوها بمثلها
فان تركها فاكتبوها له حسنة ثم قرأ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها * وأخرج أبو يعلى عن أنس ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم
يعملها لم يكتب عليه شئ فان عملها كتبت عليه سيئة * وأخرج الطبراني عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الجمعة كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام وذلك لان الله تعالى قال من جاء
بالحسنة فله عشر أمثالها * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال يحضر الجمعة ثلاثة نفر رجل حضرها يلغو فهو حظه منها ورجل حضرها يدعو فان
64

شاء الله أعطاه وان شاء منعه ورجل حضرها بإنصات وسكرت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحدا فهي كفارة له إلى
الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام وذلك لان الله يقول من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها * وأخرج ابن مردويه
عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب ان كان يجده ثم أتى
المسجد فلم يؤذ أحدا ولم يتخط أحدا كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة الثانية وزيادة ثلاثة أيام لان الله تعالى
يقول الحسنة بعشر أمثالها * وأخرج ابن مردويه عن عثمان بن أبي العاصي قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم الحسنة بعشر أمثالها * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال أمرني رسول الله صلى
الله عليه وسلم بصيام الدهر ثلاثة أيام من كل شهر فان الحسنة بعشر أمثالها * وأخرج ابن مردويه عن علي عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر كله يوم بعشرة أيام من جاء بالحسنة فله عشر
أمثالها وأخرجه الخطيب عن علي موقوفا * وأخرج أحمد عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان الله جعل حسنة ابن آدم عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف الا الصوم والصوم لي وأنا أجزي به * وأخرج ابن أبي
شيبة وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن حبان عن ابن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خصلتان
لا يحافظ عليهما عبد مسلم الا دخل الجنة هما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح الله دبر كل صلاة عشرا ويحمد
عشرا ويكبر عشرا فذلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان ويكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ
مضجعه ويحمد ثلاثا وثلاثين ويسبح ثلاثا وثلاثين فذلك مائة باللسان وألف في الميزان وأيكم يعمل في اليوم
والليلة ألفين وخمسمائة سيئة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي عبيدة بن الجراح قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من عاد مريضا أو أماط أذى عن طريق فحسنة بعشر أمثالها * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال تعلموا
القرآن واتلوه فإنكم تؤجرون به بكل حرف منه عشر حسنات أما انى لا أقول ألم عشر ولكن ألف ولام وميم
ثلاثون حسنة ذلك بان الله عز وجل يقول من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها * وأخرج أحمد والحاكم وصححه
والبيهقي في الشعب عن خريم بن فاتك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الناس أربعة والأعمال ستة فموجبتان
ومثل بمثل وعشرة أضعاف وسبعمائة ضعف فمن مات كافرا وجبت له النار ومن مات مؤمنا وجبت له الجنة
والعبد يعمل بالسيئة فلا يجزى الا بمثلها والعبد يهم بالحسنة فيكتب له حسنة والعبد يعمل بالحسنة فتكتب له
عشرا والعبد ينفق النفقة في سبيل الله فيضاعف له سبعمائة ضعف والناس أربعة فموسع عليه في الدنيا وموسع
عليه في الآخرة وموسع عليه في الدنيا ومقتر عليه في الآخرة ومقتر عليه في الدنيا وموسع عليه في الآخرة
ومقتر عليه في الدنيا والآخرة * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل
حسنة بعملها العبد المسلم بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف * وأخرج ابن مردويه عن ابن هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له بعشر أمثالها إلى سبعمائة
وسبع أمثالها * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليعطى
بالحسنة الواحدة ألف الف حسنة ثم قرأ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها * وأخرج أبو داود الطيالسي وابن حبان
والبيهقي في الشعب عن أبي عثمان قال كنا مع أبي هريرة في سفر فحضر لطعام فبعثنا إلى أبي هريرة فجاء الرسول
فذكر انه صائم فوضع الطعام ليؤكل فجاء أبو هريرة فجعل يأكل فنظروا إلى الرجل الذي أرسلوه فقال ما
تنظرون إلى قد والله أخبرني انه صائم قال صدق ثم قال أبو هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من الشهر صوم الدهر فانا صائم في تضعيف الله ومفطر في تخفيفه ولفظ ابن حبان
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد صام الشهر كله وقد صمت
ثلاثة أيام من كل شهر وإني الشهر كله صائم ووجدت تصديق ذلك في كتاب الله من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها
* وأخرج الطيالسي وأحمد والبيهقي في الشعب عن الأزرق بن قيس عن رجل من بنى تميم قال كنا على باب
معاوية ومعنا أبو ذر فذكر أنه صائم فلما دخلنا ووضعت الموائد جعل أبو ذر يأكل فنظرت إليه فقال مالك
قلت ألم تخبر انك صائم قال بلى أقرأت القرآن قلت نعم قال لعلك قرأت المفرد منه ولم تقرأ المضعف من جاء
65

بالحسنة فله عشر أمثالها ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من
كل شهر حسنة قال صوم الدهر يذهب مغلة الصدر قلت وما مغلة الصدر قال رجز الشيطان * وأخرج مسلم وأبو
داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن أبي أيوب الأنصاري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فذاك صيام الدهر * وأخرج أحمد والبيهقي عن جابر بن عبد الله ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان وستة أيام من شوال فكأنما صام السنة كلها * وأخرج البزار والبيهقي
عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر * وأخرج
أحمد والبيهقي عن ثوبان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صيام شهر بعشرة أشهر وستة أيام بعده بشهرين
فذلك تمام السنة يعنى رمضان وستة أيام بعده * وأخرج ابن ماجة عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها * وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال كانت أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة انه قام فيهم
فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال اما بعد أيها الناس فقدموا لأنفسكم تعلمن والله ليضعفن أحدكم ثم ليدعن
غنمه ليس لها راع ثم ليقولن له ربه ليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه ألم يأتك رسولي فبلغك وآتيتك مالا
وأفضلت عليك فما قدمت لنفسك فينظر يمينا وشمالا فلا يرى شيئا ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم فمن استطاع
ان يقي وجهه من النار ولو بشق من تمرة فليفعل ومن لم يجد فبكلمة طيبة فان بها يجزى الحسنة عشر أمثالها إلى
سبعمائة ضعف والسلام على رسول الله ورحمة الله وبركاته ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الحمد
لله أحمده وأستعينه نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيآت أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ان أحسن الحديث كتاب الله قد أفلح من زينه الله في قلبه وأدخله في
الاسلام بعد الكفر واختاره على ما سواه من أحاديث الناس انه أحسن الحديث وأبلغه أحبوا من أحب الله
أحبوا الله من كل قلوبكم ولا تملوا كلام الله تعالى وذكره ولا تقسو عنه قلوبكم فإنه من كل يختار الله ويصطفي
فقد سماه خيرته من الأعمال ومصطفاه من العباد والصالح من الحديث ومن كل ما أتى الناس من الحلال والحرام
فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا واتقوا الله حق تقاته واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم وتحابوا بروح الله
بينكم ان الله يغضب ان ينكث عهده والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته * قوله تعالى (دينا قيما ملة إبراهيم)
لآية * أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ دينا قيما بكسر القاف ونصب الياء مخففة * وأخرج أحمد وأبو
الشيخ وابن مردويه عن ابن أبزي عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال أصبحنا على فطرة
الاسلام وكلمة الاخلاص ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وملة أبينا إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين وإذا
أمسى قال مثل ذلك * قوله تعالى (قل ان صلاتي) لآية * أخرج أبو الشيخ عن قتادة قال ذكر لنا ان أبا موسى
قال وددت ان كل مسلم يقرأ هذه الآية مع ما يقرأ من كتاب الله قل ان صلاتي ونسكي الآية * وأخرج ابن أبي
حاتم عن مقاتل في قوله قل ان صلاتي قال صلاتي المفروضة ونسكي قال يعنى الحج * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ
عن سعيد بن جبير ان صلاتي ونسكي قال ذبيحتي * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة ان صلاتي ونسكي
قال حجى ومذبحي * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله
ونسكي قال ذبيحتي في الحج والعمرة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ونسكي
قال ضحيتي وفى قوله وأنا أول المسلمين قال من هذه الأمة * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن
عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فاطمة قومي فاشهدي أضحيتك فإنه يغفر لك بأول قطرة
تقطر من دمها كل ذنب عملتيه وقولي ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت
وأنا من المسلمين قلت يا رسول الله هذا لك ولأهل بيتك خاصة فأهل ذلك أنتم أم للمسلمين عامة قال بل للمسلمين
عامة * قوله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولا تزر وازرة وزر أخرى قال لا يؤخذ أحد بذنب غيره * وأخرج الحاكم
66

وصححه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شئ لا تزر وازرة وزر
أخرى * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن أبي مليكة قال توفيت أم عمرو بنت أبان بن عثمان فحضرت الجنازة فسمع
ابن عمر بكاء فقال ألا تنهى هؤلاء عن البكاء فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الميت يعذب ببكاء الحي عليه
فاتيت عائشة فذكرت ذلك لها فقالت والله انك لتخبرني عن غير كاذب ولا متهم ولكن السمع يخطئ وفى القرآن
ما يكفيكم ولا تزر وازرة وزر أخرى * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن عروة قال سئلت عائشة
عن ولد الزنا فقالت ليس عليه من خطيئة أبويه شئ وقرأت ولا تزر وازرة وزر أخرى * وأخرج ابن أبي شيبة عن
الشعبي قال ولد الزنا خير الثلاثة انما هدا شئ قاله كعب هو شر الثلاثة * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
ولا تزر وازرة وزر أخرى قال لا يحمل الله على عبد ذنب غيره ولا يؤاخذه الا بعمله * قوله تعالى (وهو الذي جعلكم
خلائف الأرض) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله وهو الذي جعلكم خلائف
الأرض قال أهلك القرون واستخلفنا فيها من بعدهم ورفع بعضكم فوق بعض درجات قال في الرزق * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن زيد في قوله جعلكم خلائف الأرض قال يستخلف في الأرض قوما بعد قوم وقوما بعد قوم
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل في قوله ورفع بعضكم فوق بعض درجات يعنى في الفضل والغنى
ليبلوكم فيما آتاكم يقول ليبتليكم فيما أعطاكم ليبلوا الغنى والفقير والشريف والوضيع والحر والعبد
* (سورة الأعراف) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس في ناسخه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال سورة
الأعراف نزلت بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال أنزل بمكة الأعراف * وأخرج ابن المنذر
وأبو الشيخ عن قتادة قال آية من الأعراف مدنية وهي واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إلى آخر
الآية وسائرها مكية * وأخرج سمويه في فوائده عن زيد بن ثابت قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في
المغرب بطولي الطولين المص * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن أبي أيوب
وزيد بن ثابت ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالأعراف في الركعتين جميعا * وأخرج البيهقي في سننه
عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الأعراف في صلاة المغرب فرقها في ركعتين * قوله تعالى (المص)
* أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن
عباس في قوله المص قال انا الله أفصل * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله المص قال انا الله أفصل
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله المص وطه وطسم ويس
وص وحم وحمعسق وق ون وأشباه هذا فإنه قسم أقسم الله به وهي من أسماء الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن السدى في قوله المص قال هو المصور * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي في قوله
المص قال الألف من الله والميم من الرحمن والصاد من الصمد * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك المص قال انا الله
الصادق * قوله تعالى (كتاب أنزل إليك) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس فلا يكن
في صدرك حرج منه قال الشك وقال الاعرابي ما الحرج فيكم قال الشك اللنس * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس
فلا يكن في صدرك حرج منه قال لا تكن في شك منه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد فلا يكن في
صدرك حرج منه قال شك * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك فلا يكن في صدرك حرج منه قال ضيق * وأخرج
عبد بن حميد عن قتادة اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم أي هذا القرآن * قوله تعالى (فما كان دعواهم) الآية
* أخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال ما هلك قوم حتى يعذروا من أنفسهم ثم قرأ فما كان دعواهم إذ جاءهم
بأسنا الا ان قالوا انا كنا ظالمين * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود مرفوعا مثله * قوله تعالى (فلنسألن الذين
أرسل إليهم) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس فلنسألن
الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين قال نسأل الناس عما أجابوا المرسلين ونسأل المرسلين عما بلغوا فلنقصن
عليهم بعلم قال يوضع الكتاب يوم القيامة فيتكلم بما كانوا يعملون * وأخرج عبد بن حميد عن قوله فلنسألن
67

الذين أرسل إليهم ولنسألن قال أحدهما الأنبياء وأحدهما الملائكة فلنقصن عليهم بعلم وما كنا
غائبين قال ذلك قول الله * واخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فلنسألن الذين أرسل إليهم يقول الناس
نسألهم عن لا إله إلا الله ولنسألن المرسلين قال جبريل * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان الثوري في قوله
فلنسألن الذين أرسل إليهم قال هل بلغكم الرسل ولنسألن المرسلين قال ماذا ردوا عليكم * وأخرج ابن أبي حاتم
عن القاسم أبى عبد الرحمن انه تلا هذه الآية فقال يسال العبد يوم القيامة عن أربع خصال يقول ربك ألم
اجعل لك جسدا ففيم أبليته ألم أجعل لك علما ففيم عملت بما علمت ألم أجعل لك مالا ففيم أنفقته في طاعتي أم في
معصيتي ألم اجعل لك عمرا ففيم أفنيته * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن وهيب بن الورد قال بلغني ان أقرب
الخلق إلى الله إسرافيل والعرش على كاهله فإذا نزل الوحي دلى اللوح من نحو العرش فيقرع جبهة إسرافيل
فينظر فيه فيرسل إلى جبريل فيدعوه فيرسله فإذا كان يوم القيامة دعى إسرافيل فيؤتى به ترعد فرائصه فيقال له
ما صنعت فيما أدى إليك اللوح فيقول فيقول أي رب أديته إلى جبريل فيدعى جبريل فيؤتى به ترعد فرائصه فيقال له
ما صنعت فيما أدى إليك إسرافيل فيقول أي رب بلغت الرسل فيدعى بالرسل ترعد فرائصهم فيقال لهم ما صنعتم
فيما أدى إليكم جبريل فيقولون أي رب بلغنا الناس قال فهو قوله فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين
* وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي سنان قال أقرب الخلق إلى الله اللوح وهو معلق بالعرش فإذا أراد الله ان
يوحى بشئ كتب في اللوح فيجئ اللوح حتى يقرع جبهة إسرافيل وإسرافيل قد غطى وجهه بجناحيه لا يرفع
بصره اعظاما لله فينظر فيه فان كان إلى أهل السماء دفعه إلى ميكائيل وان كان إلى أهل الأرض دفعه إلى جبريل
فأول من يحاسب يوم القيامة اللوح يدعى به ترعد فرائصه فيقال له هل بلغت فيقول نعم فيقول ربنا من يشهد لك
فيقول إسرافيل فيدعى إسرافيل ترعد فرائصه فيقال له هل بلغك اللوح فإذا قال نعم قال اللوح الحمد لله الذي
نجاني من سوء الحساب ثم كذلك * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال ا؟؟؟ أكان يوم القيامة يقول
الله عز وجل يا إسرافيل هات ما وكلتك به فيقول نعم يا رب في الصور كذا كذا وكذا ثقبة وكذا روح للإنس منها
كذا وكذا وللجن منها كذا وكذا وللشياطين منها كذا وكذا وللوحوش منها كذا وكذا وللطير منها كذا وكذا
وللبهائم منها كذا وكذا وللهوام منها كذا وكذا وللحيتان منها كذا وكذا فيقول الله عز وجل خذه من اللوح
فإذا هو مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص ثم يقول عز وجل هات ما وكلتك يا ميكائيل فيقول نعم يا رب أنزلت من السماء
كذا وكذا كيلة وزنة كذا وكذا مثقالا وزنة كذا وكذا قيراطا وزنة كذا وكذا خردلة وزنة كذا وكذا ذرة أنزلت في
سنة كذا وكذا كذا وكذا وفى شهر كذا وكذا كذا وكذا وفى جمعة كذا وكذا كذا وكذا وفى يوم كذا وكذا كذا وكذا
وفى ساعة كذا وكذا كذا وكذا أنزلت للزرع منه كذا وكذا وأنزلت للشياطين منه كذا وكذا وأنزلت للإنس منه
كذا وكذا وأنزلت للبهائم كذا وكذا وأنزلت للوحوش كذا وكذا وللطير كذا وكذا وللحيتان كذا وكذا وللهوام
كذا وكذا فذلك كله كذا وكذا فيقول خذه من اللوح فإذا هو مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص ثم يقول يا جبريل هات ما
وكلتك به فيقول نعم يا رب أنزلت على نبيك فلان كذا وكذا آية في شهر كذا وكذا في جمعة كذا وكذا في يوم كذا وكذا
وأنزلت على نبيك فلان كذا وكذا آية وكذا وكذا سورة فيها كذا وكذا آية فذلك كذا وكذا آية بذلك كذا وكذا
حرفا وأهلكت كذا وكذا مدينة وخسفت بكذا وكذا فيقول خذه من اللوح فإذا هو مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص
ثم يقول هات ما وكلتك به يا عزرائيل فيقول نعم يا رب قبضت روح كذا وكذا إنسي وكذا وكذا جنى وكذا وكذا
شيطان وكذا وكذا غريق وكذا وكذا حريق وكذا وكذا كافر وكذا وكذا شهيد وكذا وكذا هديم وكذا وكذا
لديغ وكذا وكذا في سهل وكذا وكذا في جبل وكذا وكذا طير وكذا وكذا هوام وكذا وكذا وحش فذلك كذا وكذا
جملته كذا وكذا فيقول خذه من اللوح فإذا هو مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص * وأخرج أحمد بن معاوية بن حيدة
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن ربى داعي وانه سائلي هل بلغت عبادي وإني قائل رب انى قد بلغتهم فليبلغ
الشاهد منكم الغائب ثم انكم تدعون مقدمة أفواهكم بالفدام ان أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه * وأخرج
ابن أبي حاتم وابن مردويه عن طاوس انه قرأ هذه الآية فقال الامام يسئل عن الناس والرجل يسئل عن أهله
68

والمرأة تسئل عن بيت زوجها والعبد يسئل من مال سيده * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي وابن مردويه
عن ابن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالامام يسئل عن الناس والرجل
يسئل عن أهله والمرأة تسئل عن بيت زوجها والعبد يسئل عن مال سيده * وأخرج ابن حبان وأبو نعيم عن
أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله سائل كل راع عما استرعاه احفظ ذلك أم ضيعه حتى يسئل الرجل عن
أهل بيته * وأخرج الطبراني في الأوسط بسند صحيح عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم راع
وكلكم مسؤول عن رعيته فأعدوا للمسائل جوابا قالوا وما جوابها قال اعمال البر * وأخرج الطبراني في
الكبير عن المقدام سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يكون رجل على قوم الا جاء يقدمهم يوم القيامة
بين يديه راية يحملها وهم يتبعونه فيسأل عنهم ويسألون عنه * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما من أمير يؤمر على عشرة لا سئل عنهم يوم القيامة * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود
قال إن الله سائل كل ذي رعية عما استرعاه قام أمر الله فيهم أم أضاعه حتى أن الرجل ليسئل عن أهل بيته
* وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يسئل عنه لعبد يوم القيامة
ينظر في صلاته فان صلحت فقد أفلح وان فسدت فقد خاب وخسر * قوله تعالى (والوزن يومئذ الحق)
الآيتين * أخرج اللالكائي في السنة والبيهقي في البعث عن عمر بن الخطاب قال بينا نحن جلوس عند النبي صلى
الله عليه وسلم في أناس إذ جاء رجل ليس عليه سحناء سفر وليس من أهل البلد يتخطى حتى ورك بين يدي رسول
الله صلى الله عليه وسلم كما يجلس أحدنا في الصلاة ثم وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد
ما الاسلام قال الاسلام ان تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وان تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج وتعتمر
وتغتسل من الجنابة وتتم لوضوء وتصوم رمضان قال فان فعلت هذا فانا مسلم قال نعم قال صدقت يا محمد قال
ما الايمان قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالجنة والنار والميزان وتؤمن بالبعث بعد
الموت وتؤمن بالقدر خيره وشره قال فإذا فعلت هذا فانا مؤمن قال نعم قال صدقت * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله والوزن يومئذ الحق قال العدل فمن ثقلت موازينه قال حسناته ومن خفت
موازينه قال حسناته * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن عبد الله بن العيزار قال إن الاقدام يوم القيامة
لمثل النبل في القرن والسعيد من وجد لقدميه موضعا وعند الميزان ملك ينادى الا ان فلان بن فلان ثقلت
موازينه وسعد سعادة لن يشقى بعدها أبدا لا ان فلان بن فلان خفت موازينه وشقي شقاء لن يسعد بعده أبدا
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله والوزن يومئذ الحق قال توزن الأعمال * وأخرج عبد الرزاق وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن وهب بن منبه قال انما يوزن من الأعمال خواتيمها فمن أراد الله به خيرا
ختم له بخير عمله ومن أراد به شرا ختم له بشر عمله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحارث الأعور قال إن الحق لينقل
على أهل الحق كثقله في الميزان وان الحق ليخف على أهل الباطل كخفته في الميزان * وأخرج ابن المنذر
واللالكائي عن عبد الملك بن أبي سليمان قال ذكر الميزان عند الحسن فقال له لسان وكفتان * وأخرج أبو
الشيخ عن كعب قال يوضع الميزان بين شجرتين عند بيت المقدس * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير واللالكائي
عن حذيفة قال صاحب الموازين يوم القيامة جبريل عليه السلام يرد بعضهم على بعض فيؤخذ من حسنات
الظالم فترد على المظلوم فان لم تكن له حسنات أخذ من سيأت المظلوم فردت على الظالم * وأخرج أبو الشيخ عن
الكلبي في قوله والوزن يومئذ الحق قال أخبرني أبو صالح عن ابن عباس انه قال له لسان وكفتان يوزن فمن ثقلت
موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم ومنازلهم في الجنة بما كانوا
بآياتنا يظلمون * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون
قال قال للنبي صلى الله عليه وسلم بعض أهله يا رسول الله هل يذكر الناس أهليهم يوم القيامة قال أما في ثلاث
مواطن فلا عند الميزان وعند تطاير الصحف في الأيدي وعند الصراط * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال
يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر
69

من حسناته بواحدة دخل النار ثم قرأ فمن ثقلت موازينه الآيتين ثم قال إن الميزان يخف بمثقال حبة ويرجح ومن
استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الأعراف * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب
الاخلاص عن علي بن أبي طالب قال من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه يوم القيامة ومن كان باطنه
أرجح من ظاهره ثقل ميزانه يوم القيامة * وأخرج أبو الشيخ عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوضع
الميزان يوم القيامة فيوزن الحسنات والسيئات فمن رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة ومن رجحت سيئاته
على حسناته دخل النار * وأخرج البزار وابن مردويه واللالكائي والبيهقي عن أنس رفعه قال إن ملكا موكل
بالميزان فيؤتى بالعبد يوم القيامة فيوقف بين كفتي الميزان فان ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق
سعد فلان بن فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا وان خفت ميزانه نادى الملك شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والآجري في الشريعة والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن
عائشة انها ذكرت النار فبكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك قالت ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون
أهليكم يوم القيامة قال اما في ثلاث مواطن فلا يذكر أحد أحدا حيث توضع الميزان حتى يعلم أتخف ميزانه أم
تثقل وعند تطاير الكتب حين يقال هاؤم اقرؤا كتابيه حتى يعلم أين يقع كتابه أفى يمينه أم في شماله أو من وراء
ظهره وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم حافتاه كلاليب كثيرة وحسك كثير يحبس الله بها من شاء من
خلقه حتى يعلم أينجو أم لا * وأخرج الحاكم وصححه عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوضع الميزان
يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت فتقول الملائكة يا رب لمن يزن هذا فيقول الله لمن شئت من
خلقي فتقول الملائكة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ويوضع الصراط مثل حد الموسى فتقول الملائكة من تنحى
على هذا فيقول من شئت من خلقي فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك * وأخرج ابن المبارك في الزهد
والآجري في الشريعة واللالكائي عن سلمان قال يوضع الميزان وله كفتان لو وضع في إحداهما السماوات
والأرض ومن فيهن لوسعه فتقول الملائكة من يزن هذا فيقول من شئت من خلقي فتقول الملائكة سبحانك
ما عبدناك حق عبادتك * وأخرج ابن مردويه عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خلق
الله كفتي الميزان مثل السماء والأرض فقالت الملائكة يا ربنا من تزن بهذا قال أزن به من شئت وخلق الله
الصراط كحد السيف فقالت الملائكة يا ربنا من تجيز على هذا قال أجيز عليه من شئت * وأخرج البيهقي في
شعب الايمان عن ابن عباس قال الميزان له لسان وكفتان يوزن فيه الحسنات والسيئات فيؤتى بالحسنات في
أحسن صورة فتوضع في كفة الميزان فتثقل على السيئات فتؤخذ فتوضع في الجنة عند منازله ثم يقال للمؤمن
الحق بعملك فينطلق إلى الجنة فيعرف منازله بعمله ويؤتى بالسيئات في أقبح صورة فتوضع في كفة الميزان فتخف
والباطل خفيف فتطرح في جهنم إلى منازله فيها ويقال له الحق بعملك إلى النار فيأتي النار فيعرف منازله بعمله
وما أعد الله له فيها من ألوان العذاب قال ابن عباس فلهم أعرف بمنازلهم في الجنة والنار بعملهم من القوم
ينصرفون يوم الجمعة راجعين إلى منازلهم * وأخرج الترمذي وحسنه والبيهقي في البعث عن أنس قال سألت
النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة فقال أنا فاعل قلت يا رسول الله أين أطلبك قال اطلبني أول
ما تطلبني على الصراط قلت فان لم ألقك على الصراط قال فاطلبني عند الميزان قلت فان لم ألقك عند الميزان قال
فاطلبني عند الحوض فإني لا أخطئ هذه الثلاثة مواطن * وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجة وابن حبان
والحاكم وصححه وابن مردويه واللالكائي والبيهقي في البعث عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم يصاح برجل من أمتي على رؤس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل
منها مد البصر فيقول أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتي الحافظون فيقول لا يا رب فيقول أفلك عذرا وحسنة
فيهاب الرجل فيقول لا يا رب فيقول بلى ان لك عندنا حسنة وانه لا ظلم عليك اليوم فيخرج له بطاقة فيها أشهد
أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فيقال انك
لا تظلم فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله شئ
70

* وأخرج أحمد بسند حسن عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توضع الموازين يوم
القيامة فيؤتى بالرجل فيوضع في كفة ويوضع ما أحصى عليه فتمايل به الميزان فيبعث به إلى النار فإذا أدبر به إذا
صائح يصيح من عند الرحمن لا تعجلوا لا تعجلوا فإنه قد بقى له فيؤتى ببطاقة فيها لا إله إلا الله فتوضع مع الرجل في كفة
حتى تميل به الميزان * وأخرج ابن أبي الدنيا والنميري في كتاب الاعلام عن عبد الله بن عمرو قال إن لآدم عليه
السلام من الله عز وجل موقفا في فسح من العرش عليه ثوبان أخضران كأنه نخلة سحوق ينظر إلى من ينطلق
به من ولده إلى الجنة وينظر إلى من ينطلق به من ولده إلى النار فبينا آدم على ذلك إذ نظر إلى رجل من أمة محمد صلى
الله عليه وسلم ينطلق به إلى النار فينادى آدم يا أحمد يا أحمد فيقول لبيك يا أبا البشر فيقول هذا رجل من أمتك
ينطلق به إلى النار فأشد المئزر وأسرع في أثر الملائكة وأقول يا رسل ربى قفوا فيقولون نحن الغلاظ الشداد الذين
لا نعصي الله ما أمرنا ونفعل ما نؤمر فإذا أيس النبي صلى الله عليه وسلم قبض على لحيته بيده اليسرى واستقبل
العرش بوجهه فيقول يا رب قد وعدتني ان لا تخزيني في أمتي فيأتي النداء من عند العرش أطيعوا محمدا وردوا
هذا العبد إلى المقام فاخرج من حجزتي بطاقة بيضاء كالأنملة فألقيها في كفة الميزان اليمنى وأنا أقول بسم الله فترجح
الحسنات على السيئات فينادى سعد وسعد جده وثقلت موازينه انطلقوا به إلى الجنة فيقول يا رسل ربى قفوا حتى
أسال هذا العبد الكريم على ربه فيقول بأبي أنت وأمي ما أحسن وجهك وأحسن خلقك من أنت فقد أقلتني
عثرتي فيقول أنا نبيك محمد وهذه صلاتك التي كنت تصلى على وافتك أحوج ما تكون إليها * وأخرج الطبراني
في الأوسط عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أول ما يوضع في ميزان العبد نفقته على أهله * وأخرج
البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة واللالكائي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
* وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو جئ بالسموات
والأرض ومن فيهن وما بينهن وما تحتهن فوضعن في كفة الميزان ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى
لرجحت بهن * وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار وأبو يعلى والطبراني والبيهقي بسند جيد عن أنس قال لقى رسول
الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال ألا أدلك على خصلتين هما خفيفتان على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما قال
بلى يا رسول الله قال عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفس بيده ما عمل الخلائق بمثلهما * وأخرج ابن أبي
شيبة عن ميمون بن مهران قال قلت لام الدرداء أما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا قالت نعم دخلت عليه
فسمعته يقول أول ما يوضع في الميزان الخلق الحسن * وأخرج أبو داود والترمذي وصححه وابن حبان واللالكائي
عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من شئ يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من خلق حسن
* وأخرج الطبراني في الأوسط عن عمر بن الخطاب قال أعطيت ناقة في سبيل الله فأردت ان اشترى من نسلها فسالت
النبي صلى الله عليه وسلم فقال دعها تأتى يوم القيامة هي وأولادها جميعا في ميزانك * وأخرج أبو نعيم عن ابن عمر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قضى لأخيه حاجة كنت واقفا عند ميزانه فان رجح والا شفعت * وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن مغيث بن سمى وعن مسروق قال تعبد راهب في صومعة ستين سنة فنظر يوما في
غب سماء فقال لو نزلت فإني لا أرى أحدا فشربت من الماء وتوضأت ثم رجعت إلى مكاني فتعرضت له امرأة
فتكشفت له فلم يملك نفسه ان وقع عليها فدخل بعض تلك الغدر ان يغتسل فيه وأدركه الموت وهو على تلك الحال
ومر به سائل فأومأ إليه أن خذ الرغيف رغيفا كان في كسائه فاخذ المسكين الرغيف ومات فجئ بعمل ستين
سنة فوضع في كفه وجئ بخطيئته فوضعت في كفة فرجحت بعمله حتى جئ بالرغيف فوضع مع عمله فرجح بخطيئته
* وأخرج الطبراني في الأوسط عن سفينة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ بخ خمس ما أثقلهن في الميزان
سبحان الله ولا إله إلا الله والحمد لله والله أكبر وفرط صالح يفرطه المسلم * وأخرج أبو يعلى وابن حبان عن عمرو بن
حريث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أنفقت عن خادمك من عمله كان لك أجره في موازينك * وأخرج ابن
عساكر بسند ضعيف عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من توضأ فمسح بثوب نظيف فلا
باس به ومن لم يفعل فهو أفضل لان الوضوء يوزن يوم القيامة مع سائر الأعمال * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف
71

عن سعيد بن المسيب انه كره المنديل بعد الوضوء وقال هو يوزن * وخرج الترمذي والبيهقي في شعب الايمان
عن الزهري قال انما كره المنديل بعد الوضوء لان كل قطرة توزن * وأخرج المرهبي في فضل العلم عن عمران بن
حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودماء الشهداء فيرجح
مداد العلماء على دماء الشهداء * وأخرج الديلمي من حديث ابن عمر وابن عمرو مثله * وأخرج عبد البر في فضل
العلم عن إبراهيم النخعي قال يجاء بعمل الرجل فيوضع في كفة ميزانه يوم القيامة فيخف فيجاء بشئ أمثال الغمام
فيوضع في كفة ميزانه فترجح فيقال له أتدري ما هذا فيقول لا فيقال له هذا فضل العلم الذي كنت تعلمه الناس
* وأخرج ابن المبارك في الزهد عن حماد بن أبي سليمان قال يجئ رجل يوم القيامة فيرى عمله محتقرا فبينما هو
كذلك إذ جاه مثل السحاب حتى يقع في ميزانه فيقال هذا ما كنت تعلم الناس من الخير فورث بعدك فأجرت فيه
* وأخرج ابن المبارك عن أبي الدرداء قال من كان الأجوفان همه خسر ميزانه يوم القيامة * وأخرج الأصبهاني
في الترغيب عن ليث قال قال عيسى بن مريم عليه السلام أمة محمد أثقل الناس في الميزان ذلت ألسنتهم بكلمة
ثقلت على من كان قبلهم لا إله إلا الله * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أيوب قال سمعت من غير
واحد من أصحابنا ان العبد يوقف على الميزان يوم القيامة فينظر في الميزان وينظر إلى صاحب الميزان فيقول صاحب
الميزان يا عبد الله أتفقد من عملك ذلك شيئا فيقول نعم فيقول ماذا فيقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له فيقول
صاحب الميزان هي أعظم من أن توضع في الميزان قال موسى بن عبيدة سمعت انها تأتى يوم القيامة تجادل عمن كان
يقولها في الدنيا جدال الخصم * وأخرج أبو داود والحاكم عن أبي الأزهر زهير الأنماري قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه قال اللهم اغفر لي وأخس شيطاني وفك رهاني وثقل ميزاني واجعلني في الندى
الأعلى * قوله تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله ولقد خلقناكم ثم
صورناكم قال خلقوا في أصلاب الرجال وصوروا في أرحام النساء * وأخرج الفريابي عن ابن عباس في الآية
قال خلقوا في ظهر آدم ثم صوروا في الأرحام * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم في الآية عن ابن عباس قال أما
قوله خلقناكم فآدم ثم صورناكم فذريته * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولقد خلقناكم قال آدم ثم صورناكم قال في ظهر آدم * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ولقد خلقناكم ثم صورناكم قال خلق الله آدم من طين ثم صوركم
في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم كسى العظام لحما * واخرج عبد الرزاق وأبو
الشيخ عن الكلبي ولقد خلقناكم ثم صورناكم قال خلق الانسان في الرحم ثم صوره فشق سمعه وبصره وأصابعه
* قوله تعالى (قال انا خير منه) الآية * اخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قوله
قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال حسد عدو الله إبليس آدم على ما أعطاه الله من الكرامة وقال
أنا ناري وهذا طيني فكان بدء الذنوب الكبر استكبر عدو الله ان يسجد لآدم فأهلكه الله بكبره وحسده * واخرج
أبو الشيخ عن أبي صالح قال خلق إبليس من نار العزة وخلقت الملائكة من نور العزة * واخرج ابن جرير عن الحسن
في قوله خلقتني من نار وخلقته من طين قال قاس إبليس وهو أول من قاس * واخرج أبو نعيم في الحلية والديلمي
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أول من قاس أمر الدين برأيه إبليس قال
الله له اسجد لآدم فقال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال جعفر فمن قاس أمر الدين برأيه قرنه الله
تعالى يوم القيامة بإبليس لأنه اتبعه بالقياس * قوله تعالى (فما يكون لك) الآية * أخرج أبو الشيخ عن السدى
فما يكون لك أن تتكبر فيها يعنى فما ينبغي لك أن تتكبر فيها * قوله تعالى (قال فبما أغويتني) الآية * أخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم واللالكائي في السنة عن ابن عباس فبما أغويتني قال أضللتني * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق بقية عن أرطاة عن رجل من أهل الطائف في قوله
فيما أغويتني قال عرف إبليس ان الغواية جاءته من قبل الله فآمن بالقدر * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد
ابن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله لأقعدن لهم صراطك المستقيم قال الحق * وأخرج
72

عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله لأقعدن لهم صراطك المستقيم قال طريق مكة * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وأبو الشيخ عن عون بن عبد الله لأقعدن لهم صراطك المستقيم قال طريق مكة * وأخرج أبو الشيخ من
طريق عون عن ابن مسعود مثله * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال ما من رفقة تخرج إلى مكة الا جهز إبليس
معهم بمثل عدتهم * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في الآية يقول اقعد لهم فأصدهم عن سبيلك * وأخرج أحمد
والنسائي وابن حبان والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن سبرة بن الفاكه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن الشيطان قعد لابن آدم في طرقه فقعد له بطريق الاسلام فقال تسلم وتذر دينك ودين آبائك فعصاه فأسلم
ثم قعد له بطريق الهجرة فقال له أتهاجر وتذر أرضك وسمائك وانما مثل المهاجر كالفرس في طوله فعصاه فهاجر ثم
قعد له بطريق الجهاد فقال هو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن فعل ذلك منهم فمات أو وقصته دابته فمات كان حقا على الله ان يدخله الجنة
* قوله تعالى (ثم لآتينهم من بين أيديهم) الآية * اخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
ابن عباس ثم لآتينهم من بين أيديهم قال أشككهم في آخرتهم ومن خلفهم فأرغبهم في دنياهم وعن أيمانهم أشبه
عليهم أمر دينهم وعن شمائلهم استن لهم المعاصي وأخف عليهم الباطل ولا تجد أكثرهم شاكرين قال
موحدين * واخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ثم لآتينهم من بين أيديهم من قبل الدنيا ومن خلفهم من قبل
الآخرة وعن أيمانهم من قبل حسناتهم وعن شمائلهم من قبل سيئاتهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ثم لآتينهم من بين أيديهم قال لهم ان لا بعث ولا جنة ولا نار ومن
خلفهم من أمر الدنيا فزينها لهم ودعاهم إليها وعن ايمانهم من قبل حسناتهم بطأهم عنها وعن شمائلهم زين
لهم السيئات والمعاصي ودعاهم إليها وأمرهم بها أتاك يا ابن آدم من قبل وجهك غير أنه لم يأتك من فوقك
لا يستطيع ان يكون بينك وبين رحمة الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير واللالكائي في السنة عن ابن عباس
في الآية قال لم يستطع ان يقول من فوقهم علم أن الله فوقهم وفى لفظ لان الرحمة تنزل من فوقهم * واخرج أبو
الشيخ عن عكرمة قال يأتيك يا ابن آدم من كل جهة غير أنه لا يستطيع ان يحول بينك وبين رحمة الله انما تأتيك
الرحمة من فوقك * واخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال قال إبليس لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن
أيمانهم وعن شمائلهم قال الله أنزل عليهم الرحمة من فوقهم * وأخرج أبو الشيخ عن أبي صالح في قوله ثم
لآتينهم من بين أيديهم من سبل الحق ومن خلفهم من سبل الباطل وعن أيمانهم من أمر الآخرة وعن
شمائلهم من أمر الدنيا * وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم عن ابن عمر قال لم يكن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يصبح وحين يمسي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي
وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي * قوله تعالى (قال اخرج منها مذؤوما)
الآية * اخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله قال اخرج منها مذؤوما قال ملوما مدحورا قال مقيتا * وأخرج أبو
الشيخ عن ابن عباس في قوله مذؤوما قال مذموما مدحورا قال منفيا * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله مذؤوما قال منفيا مدحورا قال مطرودا * وأخرج ابن المنذر وعبد بن حميد وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله مذؤوما قال معيبا مدحورا قال منفيا * قوله تعالى (فوسوس لهما الشيطان) الآيات
* اخرج ابن جرير عن محمد بن قيس قال نهى الله آدم وحواء أن يأكلا من شجرة واحدة في الجنة فجاء الشيطان
فدخل في جوف الحية فكلم حواء ووسوس إلى آدم فقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا أن تكونا ملكين
أو تكونا من الخالدين وقاسمهما انى لكما لمن الناصحين فقطعت حواء الشجرة فدميت الشجرة وسقط عنهما
رياشهما الذي كان عليهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة
وأقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين لم أكلتها وقد نهيتك عنها قال يا رب أطعمتني حواء قال لحواء لم أطعمتيه
قالت أمرتني الحية قال للحية لم أمرتيها قالت امرني إبليس قال ملعون مدحور أما أنت يا حواء كما أدميت الشجرة
تدمين في كل هلال واما أنت يا حية فاقطع قوائمك فتمشين جرا على وجهك وسيشدخ رأسك من لقيك بالحجر
73

اهبطوا بعضكم لبعض عدو * واخرج ابن المنذر عن أبي غنيم سعيد بن حدين الحضرمي قال لما أسكن الله آدم
وحواء الجنة خرج آدم يطوف في الجنة فاغتنم إبليس غيبته فاقبل حتى بلغ المكان الذي فيه حواء فصفر بقصبة
معه صفيرا سمعته حواء وبينها وبينه سبعون قبة بعضها في جوف بعض فأشرفت حواء عليه فجعل يصفر
صفيرا لم يسمع السامعون بمثله من اللذة والشهوة والسماع حتى ما بقى من حواء عضو مع آخر الا تخلج فقالت
أنشدك بالله العظيم لما أقصرت عنى فإنك قد أهلكتني فنزع القصبة ثم قلبها فصفر صفيرا آخر فجاش البكاء
والنوح والحزن بشئ لم يسمع السامعون بمثله حتى قطع فؤادها بالحزن والبكاء فقالت أنشدك بالله العظيم
لما أقصرت عنى ففعل فقالت له ما هذا الذي جئت به أخذتني بأمر الفرح وأخذتني بأمر الحزن قال ذكرت
منزلتكما من الجنة وكرامة الله إياكما ففرحت لكما بمكانكما وذكرت إنكما تخرجان منها فبكيت لكما وحزنت عليكما
ألم يقل لكما ربكما متى تأكلان من هذه الشجرة تموتان وتخرجان منها انظري إلى يا حواء فإذا أنا أكلتها فان
أنامت أو تغير من خلقي شئ فلا تأكلا منها أقسم لكما بالله انى لكما لمن الناصحين فانطلق إبليس حتى تناول من
تلك الشجرة فاكل منها وجعل يقول يا حواء انظري هل تغير من خلقي شئ أم هل مت قد أخبرتك ما أخبرتك
ثم أدبر منطلقا وأقبل آدم من مكانه الذي كان يطوف به من الجنة فوجدها منكبة على وجهها حزينة فقال
لها آدم ما شأنك قالت أتاني الناصح المشفق قال ويحك لعله إبليس الذي حذرناه الله قالت يا آدم والله لقد
مضى إلى الشجرة فاكل منها وأنا أنظر فما مات ولا تغير من جسده شئ فلم تزل به تدليه بالغرور حتى مضى
آدم وحواء إلى الشجرة فأهوى آدم بيده إلى الثمرة ليأخذها فناداه جميع شجر الجنة يا آدم لا تأكلها فإنك
ان أكلتها تخرج منها فعزم آدم على المعصية فاخذ ليتناول الشجرة فجعلت الشجرة تتطاول ثم جعل يمد يده
ليأخذها فلما وضع يده على الثمرة اشتدت فلما رأى الله منه العزم على المعصية أخذها وأكل منها وناول حواء
فأكلت فسقط منها لباس الجمال الذي كان عليها في الجنة وبدت لهما سوآتهما وابتدرا يستكنان بورق الجنة
يخصفان عليهما من ورق الجنة ويعلم الله ينظر إليهما فاقبل الرب في الجنة فقال يا آدم أين أنت أخرج قال
يا رب أنا ذا أستحي أخرج إليك قال فلعلك أكلت من الشجرة التي نهيتك عنها قال يا رب هذه التي جعلتها معي
أغوتني قال فمني تختبئ يا آدم أو لم تعلم أن كل شئ لي يا آدم وانه لا يخفى على شئ في ظلمة ولا في نهار قال فبعث إليهما
ملائكة يدفعان في رقابهما حتى أخرجوهما من الجنة فأوقفا عريانين إبليس معهما بين يدي الله فعند ذلك قضى
عليهما وعلى إبليس ما قضى وعند ذلك أهبط إبليس معهما وتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه وأهبطوا جميعا
* وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن وهب بن
منبه في قوله ليبدي لهما ما ورى عنهما من سوآتهما قال كان على كل واحد منهما نور لا يبصر كل واحد منهما
عورة صاحبه فلما أصابا الخطيئة نزع منهما * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال ليهتك لباسهما وكان
قد علم أن لهما سوأة لما كان يقرأ من كتب الملائكة ولم يكن آدم يعلم ذلك وكان لباسهما الظفر * وأخرج عبد
ابن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال أتاهما إبليس قال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا أن تكونا ملكين
تكونا مثله يعنى مثل الله عز وجل فلم يصدقاه حتى دخل في جوف الحية فكلمهما * وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس انه كان يقرأ الا أن تكونا ملكين بكسر اللام * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد انه كان يقرأ الا أن تكونا
ملكين بنصب اللام من الملائكة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله الا أن تكونا ملكين قال
ذكر تفضيل الملائكة فضلوا بالصور وفضلوا بالأجنحة وفضلوا بالكرامة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن وهب بن منبه قال إن في الجنة شجرة لها غصنان أحدهما تطوف به الملائكة والآخر 7 قوله ما نهاكما ربكما
عن هذه الشجرة الا أن تكونا ملكين يعنى من الملائكة الذين يطوفون بذلك الغصن * وأخرج أبو الشيخ عن ابن
عباس انه كان يقرأ هذه الآية ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا أن تكونا ملكين فان أخطأكما أن تكونا ملكين
لم يخطكما أن تكونا خالدين فلا تموتان فيها أبدا وقاسمهما قال حلف لهما انى لكما لمن الناصحين * وأخرج ابن أبي
حاتم عن السدى في قوله أو تكونا من الخالدين يقول لا تموتون أبدا وفى قوله وقاسمهما قال حلف لهما بالله
74

* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وقاسمهما انى لكما لمن
الناصحين قال حلف لهما بالله حتى خدعهما وقد يخدع المؤمن بالله قال لهما انى خلقت قبلكما وأعلم منكما فاتبعاني
أرشدكما قال قتادة وكان بعض أهل العلم يقول من خادعنا بالله خدعنا * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع
ابن أنس قال في بعض القراءة وقاسمهما بالله انى لكما لمن الناصحين * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن
كعب في قوله فدلاهما بغرور قال مناهما بغرور * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله
فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وكان قبل ذلك لا يراه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عكرمة قال
لباس كل دابة منها ولباس الانسان الظفر فأدركت آدم التوبة عند ظفره * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه وابن عساكر في
تاريخه عن ابن عباس قال كان لباس آدم وحواء كالظفر فلما أكلا من الشجرة لم يبق عليهما الا مثل الظفر وطفقا
يخصفان عليهما من ورق الجنة قال ينزعان ورق التين فيجعلانه على سوآتهما وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
قال لما أسكن الله آدم الجنة كساه سربالا من الظفر فلما أصاب الخطيئة سلبه السربال فبقى في أطراف أصابعه
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال كان لباس آدم الظفر بمنزلة الريش
على الطير فلما عصى سقط عنه لباسه وتركت الأظفار زينة ومنافع * وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك قال
كان لباس آدم في الجنة الياقوت فلما عصى قلص فصار الظفر * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال كان آدم
طوله ستون ذراعا فكساه الله هذا الجلد وأعانه بالظفر يحتك به * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وطفقا يخصفان قال يرقعان كهيئة الثوب * وأخرج ابن أبي حاتم
عن السدى في قوله وطفقا يخصفان عليهما قال أقبلا يغطيان عليهما * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله يخصفان عليهما من ورق الجنة قال يوصلان عليهما من ورق الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن
محمد بن كعب في قوله وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة قال يأخذان ما يواريان به عورتهما * وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدى وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة قال آدم رب انه حلف لي بك ولم أكن أظن أن
أحدا من خلقك يحلف بك الا صادقا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله قالا قال آدم وحواء ربنا
ظلمنا أنفسنا يعنى ذنبا أذنبناه فغفره لهما * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قالا ربنا ظلمنا أنفسنا الآية
قال هي الكلمات التي تلقى آدم من ربه * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك مثله * وأخرج أحمد في الزهد
وأبو الشيخ عن قتادة قال إن المؤمن ليستحي ربه من الذنب إذا وقع به ثم يعلم بحمد الله أين المخرج يعلم أن المخرج
في الاستغفار والتوبة إلى الله عز وجل فلا يحتشمن رجل من التوبة انه لولا التوبة لم يخلص أحد من عباد الله
وبالتوبة أدرك الله أباكم الرئيس في الخير من الذنب حين وقع به * وأخرج أبو الشيخ عن كريب قال دعاني
ابن عباس فقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله إلى فلان حبر تيما حدثني عن قوله ولكم في الأرض
مستقر ومتاع إلى حين فقل هو مستقره فوق الأرض ومستقره في الرحم ومستقره تحت الأرض ومستقره حيث
يصير إلى الجنة أو النار * قوله تعالى (يا بني آدم) الآية أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم قال كان أناس من العرب
يطوفون بالبيت عراة فلا يلبس أحدهم ثوبا طاف فيه ورياشا قال المال * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في
قوله قد أنزلنا عليكم لباس يوارى سوآتكم قال نزلت في الحمس من قريش ومن كان يأخذ خذها من قبائل
العرب الأنصار الأوس والخزرج وخزاعة وثقيف وبنى عامر بن صعصعة وبطون كنانة بن بكر كانوا لا يأكلون
اللحم ولا يأتون البيوت الا من أدبارها ولا يضطربون وبرا ولا شعرا انما يضطربون الأدم ويلبسون صبيانهم
الرهاط وكانوا يطوفون عراة الا قريشا فإذا قدموا طرحوا ثيابهم التي قدموا فيها وقالوا هذه ثيابنا التي تطهرنا
إلى ربنا فيها من الذنوب والخطايا ثم قالوا لقريش من يعيرنا مئزرا فان لم يجدوا طافوا عراة فإذا فرغوا من طوافهم
أخذوا ثيابهم التي كانوا وضعوا * وأخرج ابن جرير عن عروة بن الزبير في قوله لباسا يوارى سوآتكم قال
75

الثياب ورياشا قال المال ولباس التقوى قال خشية الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن علي في قوله لباسا
يوارى سوآتكم قال لباس العامة وريشا قال لباس الزينة ولباس التقوى قال الاسلام * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس في قوله وريشا قال المال واللباس والعيش والنعيم
وفى قوله ولباس التقوى قال الايمان والعمل الصالح ذلك خير قال الايمان والعمل خير من الريش واللباس
* وأخرج ابن جرير ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ورياشا يقول مالا * وأخرج أحمد وابن أبي حاتم
وابن مردويه عن علي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس ثوبا جديدا قال الحمد لله الذي كساني من
الرياش ما أوارى به عورتي وأتجمل به في الناس * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال الرياش الجمال * وأخرج
الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل وريشا قال الرياش المال قال وهل
تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول
فرشني بخير طال ما قد بريتني * وخير الموالى من يريش ولا يبري
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله لباسا يوارى سوآتكم وريشا قال هو اللباس ولباس
التقوى قال هو الايمان وقد أنزل الله اللباس ثم قال خير اللباس التقوى * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد انه
قرأها وريشا ولباس التقوى بالرفع * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وريشا بغير ألف ولباس التقوى
بالرفع * وأخرج ابن مردويه عن عثمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ ورياشا ولم يقل وريشا
* وأخرج ابن جرير عن زرين حبيش انه قرأها ورياشا * وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن
المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن معبد الجهني في قوله ولباس التقوى قال هو الحياء ألم تر ان الله قال
يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم وريشا ولباس التقوى فاللباس الذي يوارى سوآتكم هو لبوسكم
والرياش المعاش ولباس التقوى الحياء * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ولباس التقوى قال يتقى الله
فيوارى عورته ذاك لباس التقوى * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ولباس التقوى قال ما يلبس المتقون
يوم القيامة ذلك خير من لباس أهل الدنيا * وأخرج أبو الشيخ عن عطاء في قوله ولباس التقوى ذلك خير قال
ما يلبس المتقون يوم القيامة خير مما يلبس أهل الدنيا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ولباس التقوى
قال السمت الحسن في الوجه * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد عمل
خيرا أو شرا الا كسى رداء عمله حتى يعرفوه وتصديق ذلك في كتاب الله ولباس التقوى ذلك خير الآية * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن قال رأيت عثمان على المنبر قال يا أيها الناس اتقوا الله في هذه السرائر فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفس محمد بيده ما عمل أحد عملا قط سرا الا ألبسه الله رداءه علانية
ان خيرا فخير وان شرا فشر ثم تلا هذه الآية ورياشا ولم يقل وريشا ولباس التقوى ذلك خير قال السمت الحسن
* وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله لباسا يوارى سوآتكم قال هي الثياب ورياشا قال المال ولباس التقوى
قال الايمان ذلك خير يقول ذلك خير من الرياش واللباس يوارى سوآتكم * قوله تعالى (يا بني آدم) الآية
* أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ينزع
عنهما لباسهما قال التقوى وفى قوله انه يراكم هو وقبيله قال الجن والشياطين * وأخرج عبد بن حميد عن ابن
منبه ينزع عنهما لباسهما قال النور * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله وقبيله قال نسله * وأخرج
عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم قال والله ان عدوا يراك من حيث لا تراه
لشديد المؤنة الا من عصم الله * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال سال ان يرى ولا يرى وان يخرج من تحت
الثرى وانه متى شاب عاد فتى فأجيب * وأخرج ابن أبي شيبة عن مطرف انه كان يقول لو أن رجلا رأى صيدا
والصيد لا يراه فختله ألم يوشك ان يأخذه قالوا بلى قال فان الشيطان يرانا ونحن لا نراه وهو يصيب منا * وأخرج أبو
الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال أيما رجل منكم تخيل له الشيطان حتى يراه فلا يصدن عنه وليمض قدما
76

فإنهم منكم أشد فرقا منكم فإنه ان صد عنه ركبه وان مضى هرب منه قال مجاهد فانا ابتليت به حتى رأيته
فذكرت قول ابن عباس فمضيت قدما فهرب * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن نعيم بن عمر قال الجن لا يرون
الشياطين بمنزلة الانس * قوله تعالى (وإذا فعلوا فاحشة) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ
عن ابن عباس في قوله وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا قال كانوا يطوفون بالبيت عراة فنهوا عن ذلك
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وإذا فعلوا فاحشة قال فاحشتهم انهم كانوا يطوفون حول
البيت عراة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله وإذا فعلوا فاحشة الآية قال كان قبيلة من
العرب من أهل اليمن يطوفون بالبيت عراة فإذا قيل لهم لم تفعلون ذلك قالوا وجدنا عليها آباءنا وأمرنا الله بها
* وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال كان المشركون الرجال يطوفون بالبيت بالنهار عراة
والنساء بالليل عراة ويقولون انا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها فلما جاء الاسلام وأخلاقه الكريمة نهوا عن
ذلك * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال والله ما أكرم الله عبدا قط على معصيته ولا رضيها له ولا أمر
بها ولكن رضى لكم بطاعته ونهاكم عن معصيته * قوله تعالى (قل أمر ربى) الآية * أخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله قل أمر ربى بالقسط قال بالعدل
وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد قال إلى الكعبة حيث صليتم في كنيسة أو غيرها كما بدأكم تعودون قال شقي أو سعيد
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون يقول أخلصوا له الدين كما
بدأكم في زمان آدم حيث فطرهم على الاسلام يقول فادعوه كذلك لا تدعوا إلها غيره وأمرهم ان يخلصوا له الدين
والدعوة والعمل ثم يوجهوا وجوههم إلى البيت الحرام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله كما بدأكم تعودون الآية قال إن الله بدأ خلق بني آدم مؤمنا وكافرا كما قال هو الذي خلقكم فمنكم
كافر ومنكم مؤمن ثم يعيدهم يوم القيامة كما بدا خلقهم مؤمنا وكافرا * وأخرج ابن جرير عن جابر في الآية قال
يبعثون على ما كانوا عليه المؤمن على ايمانه والمنافق على نفاقه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم
عن مجاهد في قوله كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة * واخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب في قوله كما بدأكم تعودون قال من ابتدأ الله خلقه على الهدى والسعادة
صيره إلى ما ابتدأ عليه خلقه كما فعل بالسحرة ابتدأ خلقهم على الهدى والسعادة حتى توفاهم مسلمين وكما فعل
بإبليس ابتدأ خلقه على الكفر والضلالة وعمل بعمل الملائكة فصيره الله إلى ما ابتدأ خلقه عليه من الكفر قال
الله تعالى وكان من الكافرين * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله كما بدأكم تعودون يقول كما خلقناكم
أول مرة كذلك تعودون * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله كما بدأكم تعودون
قال كما بدأكم ولم تكونوا شيئا فأحياكم كذلك يميتكم ثم يحييكم يوم القيامة * واخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن
انس في قوله كما بدأكم تعودون قال خلقهم من التراب والى التراب يعودون قال وقيل في الحكمة ما فخر من الخلق
من التراب والى التراب يعود وما تكبر من هو اليوم حي وغدا يموت وان الله وعد المتكبرين ان يضعهم ويرفع
المستضعفين فقال منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ثم قال فريقا هدى وفريقا حق عليهم
الضلالة انهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله كما بدأكم تعودون قال إن تموتوا يحسب المهتدي انه على هدى ويحسب الغنى انه على هدى حتى
يتبين له عند الموت وكذلك تبعثون يوم القيامة وذلك قوله ويحسبون انهم مهتدون * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن سعيد بن جبير كما بدأكم تعودون قال كما كتب عليكم تكونون فريقا هدى وفريقا حق عليهم
الضلالة * وأخرج أبو الشيخ عن عمر بن أبي معروف قال حدثني رجل ثقة في قوله كما بدأكم تعودون قال
قلفا بظرا * وأخرج أبو الشيخ عن مقاتل بن وهب العبدي ان تأويل هذه الآية كما بدأكم تعودون تكون
في آخر هذه الأمة * وأخرج البخاري في الضعفاء عن عبد الغفور بن عبد العزيز بن سعيد الأنصاري عن
أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى يمسخ خلقا كثيرا وان الانسان يخلو بمعصيته
77

فيقول الله تعالى استهانة بي فيمسخه ثم يبعثه يوم القيامة انسانا يقول كما بدأكم تعودون ثم يدخله النار * قوله
تعالى (يا بني آدم خدوا زينتكم عند كل مسجد) * أخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس ان النساء كن يطفن عراة الا ان تجعل المرأة
على فرجها خرقة وتقول اليوم يبدو بعضه أو كله * وما بدا منه فلا أحله
* وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال كان الناس يطوفون بالبيت عراة يقولون لا نطوف في ثياب أذنبنا
فيها فجاءت امرأة فألقت ثيابها وطافت ووضعت يدها على قبلها وقالت
اليوم يبدو بعضه أو كله * فما بدا منه فلا أحله
فنزلت هذه الآية خذوا زينتكم عند كل مسجد إلى قوله والطيبات من الرزق * وأخرج ابن حرير وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله خذوا زينتكم عند كل مسجد قال كان رجال يطوفون بالبيت عراة
فأمرهم الله بالزينة اللباس وهو ما يوارى السوأة وما سوى ذلك من جيد البر والمتاع * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله خذوا زينتكم عند كل مسجد قال
ما وارى العورة ولو عباءة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس في قوله خذوا زينتكم عند كل
مسجد قال الثياب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن طاوس قال
الشملة من الزينة * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال كان المشركون يطوفون بالبيت
عراة يأتون البيوت من ظهورها فيدخلونها من ظهورها وهم حي من قريش يقال لهم الحمس فأنزل الله يا بني آدم
خذوا زينتكم عند كل مسجد * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان ناس من العرب يطوفون بالبيت
عراة حتى أن كانت المرأة لتطوف بالبيت وهي عريانة فأنزل الله يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد قال كانوا
يطوفون عراة بالليل فأمرهم الله تعالى ان يلبسوا ثيابهم ولا يتعروا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
قال كانت العرب إذا حجوا فنزلوا أدنى الحرم نزعوا ثيابهم ووضعوا ردائهم ودخلوا مكة بغير رداء الا ان يكون
للرجل منهم صديق من الحمس فيعيره ثوبه ويطعمه من طعامه فأنزل الله يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد
* وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن عطاء قال كان المشركون في الجاهلية يطوفون بالبيت عراة فأنزل الله
خذوا زينتكم عند كل مسجد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال كان حي من أهل اليمن يطوفون
بالبيت وهم عراة الا ان يستعير أحدهم مئزرا من ميازر أهل مكة فيطوف فيه فأنزل الله يا بني آدم خذوا زينتكم
عند كل مسجد * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن طاوس في الآية قال لم يأمرهم بلبس الحرير والديباج
ولكنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة وكانوا إذا قدموا يضعون ثيابهم خارجا من المسجد ثم يدخلون وكان إذا دخل
رجل وعليه ثيابه يضرب وتنزع منه ثيابه فنزلت هذه الآية يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد * وأخرج
ابن عدي وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا زينة الصلاة قالوا
وما زينة الصلاة قال البسوا نعالكم فصلوا فيها * وأخرج العقيلي وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن
أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله خذوا زينتكم عند كل مسجد قال صلوا في نعالكم * وأخرج ابن
مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أكرم الله به هذه الأمة لبس نعالهم في صلاتهم * وأخرج
أبو داود والحاكم وصححه عن شداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في
خفافهم ولا نعالهم * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى
أحدكم فخلع نعليه فلا يؤذ بهما أحدا ليجعلهما بين رجليه أو ليصل فيهما * وأخرج أبو يعلى بسند ضعيف عن علي
بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال زين الصلاة الحذاء * وأخرج البزر بسند ضعيف عن أنس
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خالفوا اليهود وصلوا في نعالكم فإنهم لا يصلون في خفافهم ولا في نعالهم * وأخرج
الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تمام الصلاة لصلاة في
78

النعلين * وأخرج أحمد عن أبي امامة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم
فقال يا معشر الأنصار حمروا وصفروا وخالفوا أهل الكتاب قيل يا رسول الله ان أهل الكتاب يتسرولون ولا
يأتزرون فقال رسول الله تسرولوا وائتزروا وخالفوا أهل الكتاب قلنا يا رسول الله ان أهل الكتاب يتخففون
ولا ينتعلون فقال تخففوا وانتعلوا وخالفوا أهل الكتاب قلنا يا رسول الله ان أهل الكتاب يقصون عثانينهم
ويوفرون سبالهم فقال قصوا أسبالكم ووفروا عثانينكم وخالفوا أهل الكتاب * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم
والترمذي والنسائي عن أنس انه سئل أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في نعليه قال نعم * وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس قال وجهني علي بن أبي طالب إلى ابن الكواء وأصحابه وعلى قميص رقيق وحلة فقالوا لي
أنت ابن عباس وتلبس مثل هذه الثياب فقلت أول ما أخاصمكم به قال الله قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده
وخذوا زينتكم عند كل مسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس في العيدين بردى حبرة * وأخرج أبو
داود عن ابن عباس قال لما خرجت الحرورية أتيت عليا فقال ائت هؤلاء القوم فلبست أحسن ما يكون من
حلل اليمن فأتيتهم فقالوا مرحبا بك يا ابن عباس ما هذه الحلة قلت ما تعيبون على لقد رأيت على رسول الله صلى
الله عليه وسلم أحسن ما يكون من الحلل * وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عمر عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه فان الله عز وجل أحق من تزين له فان لم يكن له ثوبان فليتزر إذا
صلى ولا يشتمل أحدكم في صلاته اشتمال اليهود * وأخرج الشافعي وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
والبيهقي عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه
منه شئ * وأخرج أبو داود والبيهقي عن بريدة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يصلى الرجل في لحاف
لا يتوشح به ونهى أن يصلى الرجل في سراويل وليس عليه رداء * وأخرج ابن ماجة عن أبي الدرداء قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أحسن ما زرتم الله به في قبوركم ومساجدكم البياض * وأخرج أبو داود
والترمذي وصححه وابن ماجة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البسوا من ثيابكم البياض فإنها
من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم * وأخرج الترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة عن سمرة بن جندب قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم البسوا ثياب البياض فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم * وأخرج أبو داود
عن أبي الأحوص عن أبيه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوب دون فقال ألك مال قال نعم قال من أي
المال قال قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق قال فإذا آتاك الله فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته
* وأخرج الترمذي وحسنه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله
يحب أن يرى أثر نعمته على عبده * وأخرج أحمد ومسلم عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من ايمان ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر قال
رجل يا رسول الله انه يعجبني أن يكون ثوبي غسيلا ورأسي دهينا وشراك نعلي جديدا وذكر أشياء حتى ذكر
علاقة سوطه فمن الكبر ذاك يا رسول الله قال لا ذاك الجمال ان الله عز وجل جميل يحب الجمال ولكن الكبر من
سفه الحق وازدرى الناس * وأخرج ابن سعد عن جندب بن مكيث قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
قدم الوفد لبس أحسن ثيابه وأمر عليه أصحابه بذلك * وأخرج أحمد عن سهل بن الحنظلية قال كنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا في
الناس كأنكم شامة فان الله لا يحب الفحش ولا التفحش * قوله تعالى (وكلوا واشربوا) الآية * أخرج عبد
الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال أحل الله الأكل والشرب
ما لم يكن سرفا أو مخيلة * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال أحل الله الأكل والشرب ما لم يكن
سرفا أو مخيلة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله انه لا يحب المسرفين قال في الطعام والشراب * وأخرج
ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ولا تسرفوا قال في الثياب والطعام والشراب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن ابن زيد في قوله ولا تسرفوا قال لا تأكلوا حراما ذلك إسراف * وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن ماجة
79

وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير مخيلة ولا سرف فان الله سبحانه يحب ان يرى أثر نعمته على عبده
* وأخرج البيهقي وضعفه عن عائشة قالت رآني النبي صلى الله عليه وسلم وقد أكلت في اليوم مرتين فقال يا عائشة
اما تحبين ان يكون لك شغل الا في جوفك الاكل في اليوم مرتين من الاسراف والله لا يحب المسرفين * وأخرج ابن
ماجة وابن مردويه والبيهقي عن أنس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان من الاسراف ان تأكل كل ما اشتهيت
* وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن قال دخل عمر على ابنه عبد الله بن عمر وإذا عندهم لحم فقال ما هذا اللحم قال
اشتهيته قال وكلما اشتهيت شيئا أكلته كفى بالمرء سرفا ان يأكل كلما اشتهى * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
عن ابن عباس قال كل ما شئت واشرب ما شئت والبس ما شئت إذا أخطأتك اثنتان سرف أو مخيلة * وأخرج أبو
الشيخ عن وهب بن منبه قال من السرف ان يكتسي الانسان ويأكل ويشرب ما ليس عنده * وأخرج ابن أبي
شيبة وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير انه سئل ما الاسراف في المال قال إن يرزقك الله مالا حلالا فتنفقه في حرام حرمه
عليك * وأخرج ابن ماجة عن سلمان انه أكره على طعام يأكله فقال حسبي انى سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة * وأخرج الترمذي وحسنه وابن
ماجة عن ابن عمر قال تجشئ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال كف جشاك عنا فان أطولكم جوعا يوم
القيامة أكثركم شبعا في دار الدنيا * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة وابن حبان وابن
السني في الطب والحاكم وصححه وأبو نعيم في الطب والبيهقي في شعب الايمان عن المقدام بن معدى كرب قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ملا ابن آدم وعاء شرا من بطن حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه
فان كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه * وأخرج ابن السني وأبو نعيم في الطب النبوي عن عبد
الرحمن بن المرقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لم يخلق وعاء إذا ملئ شر من بطن فان كان لابد فاجعلوا
ثلثا للطعام وثلثا للشراب وثلثا للريح * وأخرج ابن السني وأبو نعيم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أصل كل داء البردة * واخرج ابن السني وأبو نعيم من حديث أبي سعيد الخدري مثله * وأخرج أبو نعيم عن
عمر بن الخطاب قال إياكم والبطنة في الطعام والشراب فإنها مفسدة للجسد مورثة للسقم مكسلة عن الصلاة
وعليكم بالقصد فيهما فإنه أصلح للجسد وأبعد من السرف وان الله تعالى ليبغض الحبر السمين وان الرجل لن
يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن أرطاة قال اجتمع رجال من أهل الطب
عند ملك من الملوك فسألهم ما رأس دواء المعدة فقال كل رجل منهم قولا وفيهم رجل ساكت فلما فرغوا قال
ما تقول أنت قال ذكروا أشياء وكلها تنفع بعض النفع ولكن ملاك ذلك ثلاثة أشياء لا تأكل طعاما ابدا الا وأنت
تشتهيه ولا تأكل لحما يطيخ لك حتى تنعم انضاجه ولا تبتلع لقمة ابدا حتى تمضغها مضغا شديدا لا يكون على المعدة
فيها مؤنة * وأخرج البيهقي عن إبراهيم بن علي الموصلي قال اخرج من جميع الكلام أربعة آلاف كلمة واخرج
منها أربعمائة كلمة واخرج منها أربعون كلمة واخرج منها أربع كلمات أولها لا تثقن بالنساء والثانية لا تحمل
معدتك مالا تطيق والثالثة لا يغرنك المال والرابعة يكفيك من العلم ما تنتفع به * واخرج أبو محمد الخلال عن عائشة
ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي تشتكي فقال لها يا عائشة الأزم دواء والمعدة بيت الأدواء وعودوا
بدنا ما اعتاد * واخرج البيهقي عن ابن محب عن أبيه قال المعدة حوض الجسد والعروق تشرع فيه فما ورد
فيها بصحة صدر بصحة وما ورد فيها بسقم صدر بسقم * واخرج الطبراني في الأوسط وابن السني وأبو نعيم معافى
الطب النبوي والبيهقي في شعب الايمان وضعفه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المعدة حوض
البدن والعروق إليها واردة فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة وإذا فسدت المعدة صدرت العروق بالسقم
* قوله تعالى (قل من حرم زينة الله) الآية * اخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن
مردويه عن ابن عباس قال كانت قريش يطوفون بالبيت وهم عراة يصفرون ويصفقون فأنزل الله قل من
حرم زينة الله فأمروا بالثياب ان يلبسوها قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة قال ينتفعون بها
80

في الدنيا لا يتبعهم فيها مأثم يوم القيامة * واخرج وكيع في الغرر عن عائشة انها سئلت عن مقانع القز فقالت
ما حرم الله شيئا من الزينة * واخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن الضحاك قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا
خالصة يوم القيامة قال المشركون يشاركون المؤمنين في زهرة الدنيا وهي خالصة يوم القيامة للمؤمنين دون
المشركين * واخرج أبو الشيخ عن ابن عباس والطيبات من الرزق قال الودك واللحم والسمن * واخرج أبو
الشيخ عن ابن زيد قال كان قوم يحرمون من الشاة لبنها ولحمها وسمنها فأنزل الله قل من حرم زينة الله التي اخرج
لعباده والطيبات من الرزق قال والزينة الثياب * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في
قوله والطيبات من الرزق قال هو ما حرم أهل الجاهلية عليهم في أموالهم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي
* واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان أهل الجاهلية يحرمون أشياء أحلها الله
من الثياب وغيرها وهو قول الله قل أرأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا وهو هذا فأنزل الله قل
من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا يعنى شارك المسلمون
الكفار في الطيبات في الحياة الدنيا فأكلوا من طيبات طعامها ولبسوا من جياد ثيابها ونكحوا من صالح نسائها ثم
يخلص الله الطيبات في الآخرة للذين آمنوا وليس للمشركين فيها شئ * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال
الزينة تخلص يوم القيامة لمن آمن في الدنيا * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم قال سمعت الحجاج بن يوسف
يقرأ قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة بالرفع قال عاصم ولم يبصر الحجاج إعرابها وقرأها عاصم بالنصب
خالصة * قوله تعالى (قل انما حرم ربى الفواحش) الآية * أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله قل
انما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن قال ما ظهر العرية وما بطن الزنا كانوا يطوفون بالبيت عراة
* وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي
في الأسماء والصفات عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أحد أغير من الله فلذلك حرم
الفواحش ما ظهر منها وما بطن * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن مردويه عن المغيرة بن
شعبة قال قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال أتعجبون من غيرة سعد فوالله لأنا أغير من سعد والله أغير منى ومن أجله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن
ولا شخص أغير من الله * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله أما تغار قال والله انى لأغار والله
أغير منى ومن غيرته نهى عن الفواحش * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قل انما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها
وما بطن قال ما ظهر منها الاغتسال بغير سترة * وأخرج عبد الرزاق عن يحيى بن أبي كثير ان رجلا قال يا رسول
الله انى أصبت حدا فأقمه على فجلده ثم صعد المنبر والغضب يعرف في وجهه فقال أيها الناس ان الله حرم عليكم
الفواحش ما ظهر منها وما بطن فمن أصاب منها شيئا فليستتر بستر الله فإنه من يرفع إلينا من ذلك شيئا نقمه عليه
* وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي جعفر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى غيور وان إبراهيم كان غيورا
وما من امرئ لا يغار الا منكوس القلب * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله والاثم قال المعصية
والبغي قال إن تبغى على الناس بغير حق * قوله تعالى (ولكل أمة أجل) الآية * وأخرج ابن أبي حاتم
والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والخطيب في تالي التلخيص وابن النجار في تاريخه عن أبي الدرداء قال تذاكرنا
زيادة العمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا من وصل رحمه أنسئ في أجله فقال إنه ليس بزائد في عمره قال
الله فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ولكن الرجل يكون له الذرية الصالحة فيدعون الله له من
بعده فيبلغه ذلك فذلك الذي ينسأ في أو في لفظ فيلحقه دعاؤهم في قبره فذلك زيادة العمر * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سعيد بن أبي عروبة قال كان الحسن يقول ما أحمق هؤلاء القوم يقولون اللهم أطل عمره والله يقول
فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طريق
الزهري عن ابن المسيب قال لما طعن عمر قال كعب لو دعا الله عمر لأخر في أجله فقيل له أليس قد قال الله فإذا جاء
أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون فقال كعب وقد قال الله وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في
81

كتاب قال الزهري وليس أحد الا له عمر مكتوب فرأى أنه ما لم يحضر أجله فان الله يؤخر ما شاء وينقص فإذا جاء
أجله فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون * وأخرج ابن سعد في الطبقات عن كعب قال كان في بني إسرائيل
ملك إذا ذكرناه ذكرنا عمر وإذا ذكرنا عمر ذكرناه وكان إلى جنبه نبي يوحى إليه فأوحى الله إلى النبي ان يقول له
أعهد عهدك واكتب إلى وصيتك فإنك ميت إلى ثلاثة أيام فأخبره النبي بذلك فلما كان في اليوم الثالث وقع بين
الجدر وبين السرير ثم جأر إلى ربه فقال اللهم ان كنت تعلم انى كنت أعدل في الحكم وإذا اختلفت الأمور
اتبعت هداك وكنت وكنت فزدني في عمر حتى يكبر طفلي وتربوا متى فأوحى الله إلى النبي انه قد قال كذا وكذا
وقد صدق وقد زدته في عمره خمس عشرة سنة ففي ذلك ما يكبر طفله وتربو أمته فلما طعن عمر قال كعب لئن سال
عمر ليبقينه فأخبر بذلك عمر فقال اللهم اقبضني إليك غير عاجز ولا ملوم * وأخرج ابن سعد عن ابن أبي مليكة
قال لما طعن عمر جاء كعب فجعل يبكى بالباب ويقول والله لو أن أمير المؤمنين يقسم على الله ان يؤخره لأخره
فدخل ابن عباس عليه فقال يا أمير المؤمنين هذا كعب يقول كذا وكذا قال إذا والله لا أساله * وأخرج البيهقي
في الدلائل وابن عساكر عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن أبيه عن جده قال جاء سعد بن أبي وقاص فقال يا رب
ان لي بنين صغارا فاخر عنى الموت حتى يبلغوا فاخر عنه الموت عشرين سنة * وأخرج أحمد عن ثوبان عن النبي صلى
الله عليه وسله قال من سره النساء في الاجل والزيادة في الرزق فليصل رحمه * وأخرج الحكيم الترمذي عن
ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولى من أمر أمتي شيئا فحسنت سريرته رزق الهيبة من قلوبهم
وإذا بسط يده لهم بالمعروف رزق المحبة منهم وإذا وفر عليهم أموالهم وفر الله عليه ماله وإذا أنصف الضعيف من
القوى قوى الله سلطانه وإذا عدل مد في عمره * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال من اتقى ربه ووصل رحمه نسئ
له في عمره وربا ماله وأحبه أهله * قوله تعالى (يا بني آدم) الآية * أخرج ابن جرير عن أبي سيار السلمي فقال إن
الله تبارك وتعالى جعل آدم وذريته في كفه فقال يا بني آدم اما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي
فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ثم نظر إلى الرسل فقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا
انى بما تعملون عليم وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون ثم بثهم * قوله تعالى (فمن أظلم) الآية
* أخرج الفريابي وابن جرير وأبو الشيخ وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب
قال ما قدر لهم من خير وشر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس أولئك ينالهم نصيبهم
من الكتاب قال من الأعمال من عمل خيرا جزى به ومن عمل شرا جزى به * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن
عباس في قوله نصيبهم من الكتاب قال ما كتب عليهم من الشقاء والسعادة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
وابن المنذر عن ابن عباس في قوله أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب قال قوم يعملون أعمالا لابد لهم أن يعملوها
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب قال ما سبق
من الكتاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله نصيبهم من الكتاب
قال ما وعدوا فيه من خير أو شر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله أولئك
ينالهم نصيبهم من الكتاب قال رزقه وأجله وعمله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن أبي صالح في قوله نصيبهم من الكتاب قال من العذاب * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن مثله * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله ينالهم نصيبهم من الكتاب قال مما كتب لهم من الرزق
* قوله تعالى (قال ادخلوا) الآيتين أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله قد خلت قال
قد مضت كلما دخلت أمة لعنت أختها قال كلما دخلت أهل ملة لعنوا أصحابهم على ذلك الدين يلعن المشركون
المشركين واليهود اليهود والنصارى النصارى والصابئون الصابئين والمجوس المجوس تلعن الآخرة الأولى حتى
إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم الذين كانوا في آخر الزمان لأولاهم الذين شرعوا لهم ذلك الدين ربنا هؤلاء
أضلونا قال لكل ضعف للأولى والآخرة وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل وقد ضللتم كما ضللنا
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله عذابا ضعفا قال
82

مضاعفا قال لكل ضعف قال مضاعف وفى قوله فما كان لكم علينا من فضل قال تخفيف من العذاب * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي مجلز في قوله وقالت أولاهم لأخراهم فما كان
لكم علينا من فضل يقول قد بين لكم ما صنع بنا من العذاب حين عصينا وحذرتم فما فضلكم علينا * وأخرج عبد
ابن حميد عن قتادة قال قال الحسن الجن لا يموتون فقلت له ألم يقل الله في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس
وانما يكون ما خلا ما قد ذهب والله تعالى أعلم * قوله تعالى (ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم
أبواب السماء) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لا تفتح لهم أبواب السماء يعنى لا يصعد
إلى الله من عملهم شئ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس لا تفتح
لهم أبواب السماء قال لا تفتح لهم لعمل ولا دعاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
ابن عباس في قوله لا تفتح لهم أبواب السماء قال عير بها الكفار ان السماء لا تفتح لأرواحهم وهي تفتح لأرواح
المؤمنين * وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفتح لهم بالياء
* وأخرج أحمد والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل صالحا قال اخرجي أيتها النفس
الطيبة كانت في الجسد الطيب أخرجي حميدة وابشري بروح وريحان ورب راض غير غضبان فلا يزال يقال
لها ذلك حتى تنتهى إلى السماء السابعة فإذا كان الرجل السوء قال اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد
الخبيث اخرجي ذميمة وابشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج
بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا فيقال فلان فيقال لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث
ارجعي ذميمة فإنها لا تفتح لك أبواب السماء فترسل من السماء ثم تصير إلى القبر * وأخرج الطيالسي وابن أبي
شيبة في المصنف واللالكائي في السنة والبيهقي في البعث عن أبي موسى الأشعري قال تخرج نفس المؤمن وهي
أطيب ريحا من المسك فيصعد بها الملائكة الذين يتوفونها فتلقاهم ملائكة دون السماء فيقولون من هذا معكم
فيقولون فلان ويذكرونه بأحسن عمله فيقولون حياكم الله وحيا من معكم فيفتح له أبواب السماء فيصعد به من
الباب الذي كان يصعد عمله منه فيشرق وجهه فيأتي الرب ولوجهه برهان مثل الشمس قال وأما الكافر فتخرج
نفسه وهي أنتن من الجيفة فيصعد بها الملائكة الذين يتوفونها فتلقاهم ملائكة دون السماء فيقولون من هذا
فيقولون فلان ويذكرونه بأسوء عمله فيقولون ردوه فما ظلمه الله شيئا فيرد إلى أسفل الأرضين إلى الثرى وقرأ
أبو موسى ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط * وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد وهناد بن
السرى وعبد بن حميد وأبو داود في سننه وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في كتاب
عذاب القبر عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتيهنا إلى
القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكان على رؤسنا الطير وفى يده عود ينكث به في
الأرض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع
من الدنيا واقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كان وجوههم الشمس معهم
أكفان من كفن الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند
رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من
في السقاء وان كنتم ترون غير ذلك فيأخذها فإذا اخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها
في ذلك الكفن وفى ذلك الحنوط فيخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون
بها فلا يمرون على ملا من الملائكة الا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه
التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل
سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى به إلى السماء السابعة فيقول الله اكتبوا كتاب عبدي في
عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في جسده
83

فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربى الله فيقولان له ما دينك فيقول ديني الاسلام فيقولان له
ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان له وما علمك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به
وصدقت فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة
فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول
ابشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من أنت فوجهك الوجه يجئ بالخير فيقول انا عملك
الصالح فيقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى ارجع إلى أهلي ومالي قال وان العبد الكافر إذا كان في اقبال
من الآخرة وانقطاع من الدنيا نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم
يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب فتفرق في
جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا اخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى
يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها
على ملا من الملائكة الا قالوا ما هذا الروح الخبيث فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في
الدنيا حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا فيستفتح فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفتح لهم أبواب
السماء فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا ثم قرأ رسول الله صلى
الله عليه وسلم ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق فتعاد
روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه
لا أدرى فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدرى فينادى مناد من السماء ان كذب عبدي
فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه
ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول ابشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول
من أنت فوجهك الوجه يجئ بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة * وأخرج ابن جرير
عن مجاهد لا تفتح لهم أبواب السماء قال لا يصعد لهم كلام ولا عمل * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير لا تفتح
لهم أبواب السماء قال لا يرفع لهم عمل ولا دعاء * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج لا تفتح لهم أبواب السماء قال
لأرواحهم ولا لأعمالهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله لا تفتح لهم أبواب السماء قال
الكافر إذا أخذ روحه ضربته ملائكة الأرض حتى يرتفع إلى السماء فإذا بلغ السماء الدنيا ضربته ملائكة
السماء فهبط فضربته ملائكة الأرض فارتفع فضربته ملائكة السماء الدنيا فهبط إلى أسفل الأرضين وإذا
كان مؤمنا روح روحه وفتحت له أبواب السماء فلا يمر بملك الا حياه وسلم عليه حتى ينتهى إلى الله فيعطيه حاجته
ثم يقول الله ردوا روح عبدي فيه إلى الأرض فإني قضيت من التراب خلقه والى التراب يعود ومنه يخرج
* قوله تعالى (حتى يلج الجمل في سم الخياط) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله حتى يلج
الجمل قال ذو القوائم في سم الخياط قال في خرق الإبرة * وأخرج سعيد بن منصور والفريابي وعبد الرزاق وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والطبراني في الكبير عن ابن مسعود في قوله حتى يلج الجمل قال زوج
الناقة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن في قوله حتى يلج الجمل
قال ابن الناقة لذي يقوم في المربد على أربع قوائم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وأبو عبيد وابن
جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس انه كان يقرأ الجمل يعنى بضم
الجيم وتشديد الميم وقال الجمل الحبل الغليظ وهو من حبال السفن * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن
الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ عن مجاهد قال في قراءة ابن مسعود حتى يلج الجمل الأصفر في سم الخياط
* وأخرج ابن المنذر عن مصعب قال إن قرئت الجمل فانا نعرف طيرا يقال له الجمل * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وأبو الشيخ عن مجاهد حتى يلج الجمل في سم الخياط قال الجمل حبل السفينة سم الخياط ثقبه * وأخرج أبو
الشيخ عن عكرمة في الآية قال الجمل الحبل الذي يصعد به إلى النخل الميم مرفوعة مشددة * وأخرج ابن جرير
84

وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال حتى يدخل البعير في خرق الإبرة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمر أنه سئل عن
سم الخياط قال الجمل في ثقب الإبرة * قوله تعالى (لهم من جهنم مهاد) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في
قوله لهم من جهنم مهاد قال الفرش ومن فوقهم غواش قال اللحف * وأخرج هناد وابن جرير وأبو الشيخ عن محمد
ابن كعب القرظي مثله * وأخرج أبو الحسن القطان في الطوالات وأبو الشيخ وابن مردويه عن البراء قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يكسى الكافر لوحين من نار في قبره فذلك قوله لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش
* وأخرج ابن مردويه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم
غواش قال هي طبقات من فوقه وطبقات من تحته لا يدرى ما فوقه أكثر أو ما تحته غير أنه ترفعه الطبقات السفلى
وتضعه الطبقات العليا ويضيق فيما بينهما حتى يكون بمنزلة الزج في القدح * قوله تعالى (ونزعنا ما في صدورهم
من غل) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي بن أبي طالب قال فينا
والله أهل بدر نزلت هذه الآية ونزعنا ما في صدورهم من غل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن الضحاك في قوله ونزعنا ما في صدورهم من غل قال هي العداوة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن
قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحبس أهل الجنة بعد ما يجوزون الصراط حتى يؤخذ لبعضهم من بعض
ظلاماتهم في الدنيا فيدخلون الجنة وليس في قلوب بعضهم على بعض غل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن السدى قال إن أهل الجنة إذا سيقوا إلى الجنة فبلغوا وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان
فيشربون من إحداهما فينزع ما في صدورهم من غل فهو الشراب الطهور واغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم
نضرة النعيم فلن يشعثوا ولن يشحبوا بعدها أبدا * وأخرج ابن جرير عن أبي نضرة قال يحبس أهل الجنة دون
الجنة حتى يقتص لبعضهم من بعض حتى يدخلوا الجنة حين يدخلونها ولا يطلب أحد أحدا بقلامة ظفر ظلمها
إياه ويحبس أهل النار دون النار حتى يقتص لبعضهم من بعض فيدخلون النار حين يدخلونها ولا يطلب أحد منهم
أحدا بقلامة ظفر ظلمها إياه * قوله تعالى (وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا) * أخرج النسائي وابن أبي الدنيا
وابن جرير في ذكر الموت وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل أهل النار يرى
منزله من الجنة يقول لو هدانا الله فيكون حسرة عليهم وكل أهل الجنة يرى منزله من النار فيقول لولا أن هدانا الله
فهذا شكرهم * وأخرج سعيد بن منصور وأبو عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أبي هاشم
قال كتب عدى بن أرطاة إلى عمر بن عبد العزيز ان من قبلنا من أهل البصرة قد أصابهم من الخير خير حتى خفت
عليهم فكتب إليه عمر قد فهمت كتابك وان الله لما أدخل أهل الجنة الجنة رضى منهم بان قالوا الحمد لله الذي هدانا
لهذا فمر من قبلك أن يحمدوا الله * قوله تعالى (ونودوا أن تلكم الجنة) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد
وعبد بن حميد والدارمي ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي
هريرة وأبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون قال نودوا
أن صحوا فلا تسقموا وأنعموا فلا تبأسوا وشبوا فلا تهرموا واخلدوا فلا تموتوا * وأخرج هناد وابن جرير وعبد
ابن حميد عن أبي سعيد قال إذا ادخل أهل الجنة الجنة نادى مناد يا أهل الجنة ان لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وان
لكم ان تنعموا فلا تبأسوا أبدا وان لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وان لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا فذلك قوله
ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدى ونودوا أن تلكم
الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون قال ليس من مؤمن ولا كافر الا وله في الجنة والنار منزل مبين فإذا دخل أهل
الجنة الجنة وأهل النار النار ودخلوا منازلهم رفعت الجنة لأهل النار فنظروا إلى منازلهم فيها فقيل هذه منازلكم لو
عملتم بطاعة الله ثم يقال يا أهل الجنة رثوهم بما كنتم تعملون فيقتسم أهل الجنة منازلهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي
معاذ البصري قال قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون بنوق
بيض لها أجنحة عليها رحال الذهب شرك نعالهم نور يتلألأ كل خطوة منها مد البصر فينتهون إلى شجرة ينبع من
أصلها عينان فيشربون من إحداهما فتغسل ما في بطونهم من دنس ويغتسلون من الأخرى فلا تشعث أبشارهم
85

ولا أشعارهم بعدها أبدا وتجري عليهم نضرة النعيم فينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على
صفائح الذهب فيضربون بالحلقة على الصفحة فيسمع لها طنين فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل فتبعث
قيمها فيفتح له فإذا رآه خر له ساجدا فيقول ارفع رأسك انما أنا قيمك وكلت بأمرك فيتبعه ويقفو اثره فيستخف
الحوراء العجلة فتخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه ثم تقول أنت حبى وأنا حبك وأنا الخالدة التي
لا أموت وأنا الناعمة التي لا أبأس وأنا الراضية التي لا أسخط وأنا المقيمة التي لا أظعن فيدخل بيتا من رأسه
إلى سقفه مائة ألف ذراع بناؤه على جندل اللؤلؤ طرائق أصفر وأحمر وأخضر ليس منها طريقة تشاكل
صاحبتها في البيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون حشية على كل حشية سبعون زوجة على كل زوجة
سبعون حلة يرى مخ ساقها من باطن الحلل يقضى جماعها في مقدار ليلة من لياليكم هذه الانهار من تحتهم تطرد
أنهار من ماء غير آسن فان شاء أكل قائما وان شاء أكل قاعدا وان شاء أكل متكئا ثم تلا ودانية عليهم ظلالها
وذللت قطوفها تذليلا فيشتهي الطعام فيأتيه طير أبيض فترفع أجنحتها فيأكل من جنوبها أي الألوان شاء ثم
تطير فتذهب فيذهب الملك فيقول سلام عليكم تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون * قوله تعالى (ونادى
أصحاب الجنة) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا
قال من النعيم والكرامة فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قال من الخزي والهوان والعذاب * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى قال وجد أهل الجنة ما وعدوا من ثواب ووجد أهل النار ما وعدوا من عذاب
* وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر من
المشركين فقال قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا فقال له الناس أليسوا أمواتا فقال إنهم
يسمعون كما تسمعون * قوله تعالى (وبينهما حجاب) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى
في قوله وبينهما حجاب قال هو السور وهو الأعراف وانما سمى الأعراف لان أصحابه يعرفون الناس * قوله تعالى
(وعلى الأعراف رجال) * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن حذيفة قال الأعراف سور بين الجنة والنار
* وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس قال الأعراف هو الشئ المشرف * وأخرج الفريابي
وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال الأعراف سور له عرف كعرف الديك
* وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال الأعراف حجاب بين الجنة والنار سور له باب
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال الأعراف جبال بين الجنة والنار فهم على
أعرافها يقول على ذراها * وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب قال الأعراف في كتاب الله عمقانا سقطانا قال ابن
لهيعة واد عميق خلف جبل مرتفع * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج قال زعموا أنه الصراط * وأخرج ابن
جرير عن ابن عباس قال إن الأعراف تل بين الجنة والنار جلس عليه ناس من أهل الذنوب بين الجنة والنار
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال الأعراف سور بين الجنة والنار * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس
قال يعنى بالأعراف السور الذي ذكر الله في القرآن وهو بين الجنة والنار * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود
قال يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر
من حسناته بواحدة دخل النار ثم قرأ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين
خسروا أنفسهم ثم قال إن الميزان يخف بمثقال حبة ويرجح قال ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب
الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرض أهل الجنة وأهل النار فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا سلام عليكم وإذا
صرفوا أبصارهم إلى يسارهم رأوا أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين فتعوذوا بالله من منازلهم
فاما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورا يمشون به بين أيديهم وبايمانهم ويعطى كل عبد مؤمن نورا وكل أمة نورا
فإذا أتوا على الصراط سلب الله نور كل منافق ومنافقة فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون قالوا ربنا أتمم لنا نورنا
واما أصحاب الأعراف فان النور كان في أيديهم فلم ينزع من أيديهم فهنالك يقول الله لم يدخلوها وهم يطمعون
86

فكان الطمع دخولا قال ابن مسعود ان العبد إذا عمل حسنة كتب له بها عشر وإذا عمل سيئة لم تكتب الا
واحدة ثم يقول هلك من غلب وحدانه أعشاره * وأخرج ابن جرير عن حذيفة قال أصحاب الأعراف قوم كانت
لهم أعمال أنجاهم الله من النار وهم آخر من يدخل الجنة قد عرفوا أهل الجنة وأهل النار * وأخرج ابن جرير عن
حذيفة قال إن أصحاب الأعراف تكافأت أعمالهم فقصرت بهم حسناتهم عن الجنة وقصرت بهم سيئاتهم عن
النار فجعلوا على الأعراف يعرفون الناس بسيماهم فلما قضى بين العباد أذن لهم في طلب الشفاعة فاتوا آدم فقالوا
يا آدم أنت أبونا اشفع لنا عند ربك فقال هل تعلمون أحدا خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وسبقت رحمة الله إليه
غضبه وسجدت له الملائكة غيري فيقولون لا فيقول ما علمت كنه ما أستطيع ان أشفع لكم ولكن ائتوا ابني إبراهيم
فيأتون إبراهيم فيسألونه ان يشفع لهم عند ربه فيقول هل تعلمون أحدا اتخذه الله خليلا هل تعلمون أحدا
أحرقه قومه في الله غيري فيقولون لا فيقول ما علمت كنه ما أستطيع ان أشفع لكم ولكن ائتوا ابني موسى
فيأتون موسى فيقول هل تعلمون من أحد كلمه الله تكليما وقربه نجيا غيري فيقولون لا فيقول ما علمت
كنه ما أستطيع ان أشفع لكم ولكن ائتوا عيسى فيأتونه فيقولون اشفع لنا عند ربك فيقول هل تعلمون
أحدا خلقه الله من غير أب غيري فيقولون لا فيقول هل تعلمون من أحد كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى
بإذن الله غيري فيقولون لا فيقول أنا حجيج نفسي ما علمت كنه ما أستطيع ان أشفع لكم ولكن ائتوا محمدا صلى
الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأتونني فاضرب بيدي على صدري ثم أقول انا لها ثم أمشى حتى
أقف بين يدي العرش فأثنى على ربى فيفتح لي من الثناء ما لم يسمع السامعون بمثله قط ثم اسجد فيقال لي يا محمد ارفع
رأسك سل تعطه واشفع تشفع فارفع رأسي فأقول رب أمتي فيقول هم لك فلا يبقى نبي مرسل ولا ملك مقرب الا
غبطني يومئذ بذلك المقام وهو المقام المحمود فأتي بهم باب الجنة فاستفتح فيفتح لي ولهم فيذهب بهم إلى نهر يقال
له نهر الحياة حافتاه قضب من ذهب مكلل باللؤلؤ ترا به المسك وحصباؤه الياقوت فيغتسلون منه فتعود إليهم ألوان
أهل الجنة وريح أهل الجنة ويصيرون كأنهم الكواكب الدرية وتبقى في صدورهم شامات بيض يعرفون بها
يقال لهم مساكين أهل الجنة * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وهناد بن السرى وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في البعث عن حذيفة قال أصحاب الأعراف قوم استوت
حسناتهم وسيئاتهم غادرت بهم سيئاتهم عن النار وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة جعلوا على سور بين الجنة
والنار حتى يقضى بين الناس فبينما هم كذلك إذا طلع عليهم ربهم فقال لهم قوموا فأدخلوا الجنة فإني غفرت
لكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله وعلى
الأعراف قال هو السور الذي بين الجنة والنار وأصحابه رجال كانت لهم ذنوب عظام وكان جسيم أمرهم لله
يقومون على الأعراف يعرفون أهل النار بسواد الوجوه وأهل الجنة ببياض الوجوه فإذا نظروا إلى أهل
الجنة طمعوا أن يدخلوها وإذا نظروا إلى أهل النار تعوذوا بالله منها فأدخلهم الله الجنة فذلك قوله أهؤلاء
الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة يعنى أصحاب الأعراف ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون * وأخرج
أبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توضع الميزان يوم
القيامة فتوزن الحسنات والسيئات فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال صؤابة دخل الجنة ومن رجحت
سيئاته على حسناته مثقال صؤابة دخل النار قيل يا رسول الله فمن استوت حسناته وسيئاته قال أولئك أصحاب
الأعراف لم يدخلوها وهم يطمعون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي زرعة بن عمر وبن جرير قال سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال هم آخر من يفصل بينهم من العباد فإذا فرغ رب العالمين
من الفصل بين العباد قال أنتم قوم أخرجتكم حسناتكم من النار ولم تدخلوا الجنة فأنتم عتقائي فارعوا من الجنة
حيث شئتم * وأخرج البيهقي في البعث عن حذيفة أراه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الناس يوم
القيامة فيؤمر باهل الجنة لي الجنة ويؤمر باهل النار إلى النار ثم يقال لأصحاب الأعراف ما تنتظرون قالوا ننتظر
أمرك فيقال لهم ان حسناتكم تجاوزت بكم النار ان تدخلوها وحالت بينكم وبين الجنة خطاياكم فأدخلوا
87

الجنة بمغفرتي ورحمتي * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وعلى الأعراف رجال قال الأعراف حائط
بين الجنة والنار وذكر لنا أن ابن عباس كان يقول هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فلم تفضل حسناتهم على
سيئاتهم ولا سيئاتهم على حسناتهم فحبسوا هنالك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس قال إن أصحاب الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فوقفوا هنالك على السور فإذا رأوا أصحاب
الجنة عرفوهم ببياض وجوههم وإذا رأوا أصحاب النار عرفوهم بسواد وجوههم ثم قال لم يدخلوها وهم يطمعون
في دخولها ثم قال إن الله أدخل أصحاب الأعراف الجنة * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد
وابن المنذر وأبو الشيخ عن عبد الله بن الحرث بن نوفل قال أصحاب الأعراف أناس تستوى حسناتهم وسيئاتهم
فيذهب بهم إلى نهر يقال له الحياة تربته ورس وزعفران وحافتاه قصب من ذهب مكلل باللؤلؤ فيغتسلون منه
فتبدو في نحورهم شامة بيضاء ثم يغتسلون ويزدادون بياضا ثم يقال لهم تمنوا ما شئتم فيتمنون ما شأوا فيقال لكم
مثل ما تمنيتم سبعين مرة فأولئك مساكين الجنة * وأخرج هناد بن السرى وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ من طريق عبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال الأعراف السور الذي بين الجنة والنار وهو الحجاب
وأصحاب الأعراف بذلك المكان فإذا أراد الله أن يعفو عنهم انطلق بهم إلى نهر يقال له نهر الحياة حافتاه قصب
الذهب مكلل باللؤلؤ تربته المسك فيكونون فيه ما شاء الله حتى تصفو ألوانهم ثم يخرجون في نحورهم شامة بيضاء
يعرفون بها فيقول الله لهم سلوا فيسألون حتى تبلغ أمنيتهم ثم يقال لهم لكم ما سألتم ومثله سبعون ضعفا
فيدخلون الجنة وفى نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها ويسمون مساكين أهل الجنة * وأخرج سعيد بن
منصور وعبد بن حميد وابن منيع والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري
في كتاب الأضداد والخرائطي في مساوئ الأخلاق والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في البعث عن
عبد الرحمن المزني قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال هم قوم قتلوا في سبيل الله في
معصية آبائهم فمنعهم من النار قتلهم في سبيل الله ومنعهم من الجنة معصية آبائهم * وأخرج الطبراني وابن
مردويه بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال
هم رجال قتلوا في سبيل الله وهم عصاة لآبائهم فمنعتهم الشهادة ان يدخلوا النار ومنعتهم المعصية ان يدخلوا الجنة
وهم على سور بين الجنة والنار حتى تذبل لحومهم وشحومهم حتى يفرغ الله من حساب الخلائق فإذا فرغ من
حساب خلقه فلم يبق غيرهم تغمدهم منه برحمة فأدخلهم الجنة برحمته * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث
عن أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال هم قوم قتلوا في سبيل الله وهم
لآبائهم عاصون فمنعوا الجنة بمعصيتهم آباءهم ومنعوا النار بقتلهم في سبيل الله * وأخرج الحارث بن أبي أسامة في
مسنده وابن جرير وابن مردويه عن عبد الله بن مالك الهلالي عن أبيه قال قائل يا رسول الله ما أصحاب الأعراف
قال هم قوم خرجوا في سبيل الله بغير اذن آبائهم فاستشهدوا فمنعتهم الشهادة ان يدخلوا النار ومنعتهم معصية
آبائهم ان يدخلوا الجنة فهم آخر من يدخل الجنة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إن أصحاب الأعراف قوم خرجوا غزاة في سبيل الله وآباؤهم وأمهاتهم ساخطون عليهم وخرجوا
من عندهم بغير إذنهم فأوقفوا عن النار بشهادتهم وعن الجنة بمعصيتهم آباءهم * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه
من طريق محمد بن المنكدر عن رجل من مزينة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أصحاب الأعراف فقال إنهم
قوم خرجوا عصاة بغير اذن آبائهم فقتلوا في سبيل الله * وأخرج البيهقي في البعث عن أنس بن مالك عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال إن مؤمني الجن لهم ثواب وعليهم عقاب فسألناه عن ثوابهم فقال على الأعراف
وليسوا في الجنة مع أمة محمد فسألناه وما الأعراف قال حائط الجنة تجري فيه الانهار وتنبت فيه الأشجار والثمار
* وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في الأضداد وأبو
الشيخ والبيهقي في البعث عن أبي مجلز قال الأعراف مكان مرتفع عليه رجال من الملائكة يعرفون أهل الجنة
بسيماهم وأهل النار بسيماهم وهذا قبل ان يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ونادوا أصحاب الجنة قال أصحاب
88

الأعراف ينادون أصحاب الجنة ان سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون في دخولها قيل يا أبا مجلز الله يقول رجال
وأنت تقول الملائكة قال إنهم ذكور ليسوا بأناث * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن مجاهد قال أصحاب الأعراف قوم صالحون فقهاء علماء * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن قتادة عن الحسن قال أصحاب الأعراف قوم كان فيهم عجب قال قتادة وقال مسلم بن يسارهم قوم كان عليهم
دين * وأخرج ابن جرير عن مجاهد وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم الكفار بسواد الوجوه وزرقة
العيون وسيما أهل الجنة مبيضة وجوههم * وأخرج أبو الشيخ عن الشعبي انه سئل عن أصحاب الأعراف فقال
أخبرت ان ربك أتاهم بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال ما حبسكم محبسكم هذا قالوا أنت ربنا
وأنت خلقتنا وأنت أعلم بنا فيقول علام فارقتم الدنيا فيقولون على شهادة ان لا إله إلا الله قال لهم ربهم لا أوليكم
غيري ان حسناتكم جوزت بكم النار وقصرت بكم خطاياكم عن الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال
من استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال من استوت
حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ والبيهقي في البعث عن مجاهد في
أصحاب الأعراف قال هم قوم قد استوت حسناتهم وسيئاتهم وهم على سور بين الجنة والنار وهم على طمع من
دخول الجنة وهم داخلون * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في
قوله لم يدخلوها وهم يطمعون قال والله ما جعل ذلك الطمع في قلوبهم الا لكرامة يريد بهم * وأخرج أبو الشيخ
عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار انه سئل عن قوله لم يدخلوها وهم يطمعون قال سلمت عليهم الملائكة وهم لم
يدخلوها وهم يطمعون ان يدخلوها حين سلمت * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدى قال أصحاب الأعراف
يعرفون الناس بسيماهم أهل النار بسواد وجوههم وأهل الجنة ببياض وجوهم فإذا مروا بزمرة يذهب بهم إلى
الجنة قالوا سلام عليكم وإذا مروا بزمرة يذهب بها إلى النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين * وأخرج أحمد في
الزهد عن قتادة قال سالم مولى أبى حذيفة وددت انى بمنزلة أصحاب الأعراف * قوله تعالى (وإذا صرفت أبصارهم)
الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله وإذا صرفت أبصارهم تلقاء
أصحاب النار قال تجرد وجوههم للنار فإذا رأوا أهل الجنة ذهب ذلك عنهم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
ابن زيد في قوله وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار فرأوا وجوههم مسودة وأعينهم مزرقة قالوا ربنا لا تجعلنا
مع القوم الظالمين * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مجلز وإذا صرفت أبصارهم قال إذا صرفت أبصار أهل الجنة
تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين * قوله تعالى (ونادى أصحاب الأعراف رجالا) الآية
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ونادى أصحاب الأعراف رجالا قال في النار يعرفونهم بسيماهم
قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وتكبركم وما كنتم تستكبرون قال الله لأهل التكبر أهؤلاء الذين قسمتم لا ينالهم الله
برحمة يعنى أصحاب الأعراف ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله يعرفونهم بسيماهم قال سواد الوجوه وزرقة
العيون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي مجلز في قوله ونادى أصحاب الأعراف رجالا
قال هذا حين دخل أهل الجنة الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ونادى أصحاب الأعراف قال
مر بهم ناس من الجبارين عرفوهم بسيماهم فناداهم أصحاب الأعراف قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم
تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة قال هم الضعفاء * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة قال دخلوا
الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس في قوله ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم
تحزنون قال كان رجال في النار قد أقسموا بالله لا ينال أصحاب الأعراف من الله رحمة فأكذبهم الله فكانوا آخر
أهل الجنة دخولا فيما سمعناه عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (ونادى أصحاب النار) الآية
* أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس انه سئل أي
89

الصدقة أفضل فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقة سقى الماء ألم تسمع إلى أهل النار لما استغاثوا
باهل الجنة قالوا أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله * وأخرج أحمد عن سعد بن عبادة ان أمه ماتت فقال
يا رسول الله أتصدق عليها قال نعم قال فأي الصدقة أفضل قال سقى الماء * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة الآية
قال ينادى الرجل أخاه فيقول يا أخي أغثني فإني قد احترقت فأفض على من الماء فيقال أجبه فيقول ان الله
حرمهما على الكافرين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله أفيضوا علينا من
الماء أو مما رزقكم الله قال من الطعام * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن أبي صالح قال لما مرض أبو
طالب قالوا له لو أرسلت إلى ابن أخيك فيرسل إليك بعنقود من جنته لعله يشفيك فجاءه الرسول وأبو بكر عند النبي
صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر ان الله حرمهما على الكافرين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد
في قوله أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قال يستسقونهم ويستطعمونهم وفى قوله ان الله حرمهما على
الكافرين قال طعام الجنة وشرابها * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والبيهقي في شعب الايمان
عن عقيل بن شهر الرياحي قال شرب عبد الله بن عمر ماء باردا فبكى فاشتد بكاؤه فقيل له ما يبكيك قال ذكرت آية
في كتاب الله وحيل بينهم وبين ما يشتهون فعرفت ان أهل النار لا يشتهون الا الماء البارد وقد قال الله عز وجل
أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله * وأخرج البخاري وابن مردويه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال يلقى إبراهيم أباه يوم القيامة وعلى وجهه قترة وغبرة فيقول يا رب انك وعدتني ان لا تخزيني فأي
خزى أخزى من أبى الا بعد في النار فيقول الله انى حرمت الجنة على الكافرين * قوله تعالى (الذين اتخذوا)
الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله
فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا يقول نتركهم في النار كما تركوا لقاء يومهم هذا * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في الآية قال نسيهم الله من الخير ولم ينسهم من الشر * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله فاليوم ننساهم قال نؤخرهم في النار * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
السدى في قوله فاليوم ننساهم قال نتركهم من الرحمة كما نسوا لقاء يومهم هذا قال كما تركوا ان يعملوا للقاء
يومهم هذا * وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي مالك قال إن في جهنم لآبارا من ألقى فيها نسى يتردى فيها
سبعين عاما قبل ان يبلغ القرار * قوله تعالى (هل ينظرون) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله هل ينظرون الا تأويله قال عاقبته * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله يوم يأتي تأويله قال جزاؤه يقول الذين نسوه
من قبل قال أعرضوا عنه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يوم يأتي تأويله قال يوم
القيامة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله يوم يأتي تأويله قال عواقبه مثل وقعة بدر
والقيامة وما وعد فيه من موعد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس في الآية
قال لا يزال يقع من تأويله أمر حتى يتم تأويله يوم القيامة حتى يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فيتم
تأويله يومئذ ففي ذلك أنزل يوم يأتي تأويله حيث أثاب الله أولياءه وأعداءه ثواب أعمالهم يقول يومئذ الذين
نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في
قوله يوم يأتي تأويله قال تحقيقه وقرأ هذا تأويل رؤياي من قبل قال هذا تحقيقها وقرأ وما يعلم تأويله الا الله قال
ما يعلم تحقيقه الا الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وضل عنهم ما كانوا يفترون قال ما كانوا
يكذبون في الدنيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ما كانوا يفترون أي يشركون * قوله تعالى
(ان ربكم الله) الآية * أخرج أبو الشيخ عن سميط قال دلنا ربنا تبارك وتعالى على نفسه في هذه الآية ان
ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض الآية * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الدعاء والخطيب في تاريخه
عن الحسن بن علي قال أنا ضامن لمن قرأ هذه العشرين آية ان يعصمه الله من كل سلطان ظالم ومن كل شيطان
90

مريد ومن كل سبع ضار ومن كل لص عاد آية الكرسي وثلاث آيات من الأعراف ان ربكم الله الذي خلق
السماوات والأرض وعشرا من أول الصافات وثلاث آيات من الرحمن يا معشر الجن وخاتمة سورة الحشر * وأخرج
ابن أبي حاتم عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة قال نزلت هذه الآية ان ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض
في ستة أيام 7 لقى ركب عظيم لا يرون الا انهم من العرب فقالوا لهم من أنتم قالوا من الجن خرجنا من المدينة أخرجتنا
هذه الآية * وأخرج أبو الشيخ عن عبيد بن أبي مرزوق قال من قرأ عند نومه ان ربكم الله الذي خلق السماوات
والأرض الآية بسط عليه ملك جناحه حتى يصبح وعوفي من السرق * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن قيس صاحب
عمر بن عبد العزيز قال مرض رجل من أهل المدينة فجاءه زمرة من أصحابه يعوذونه فقرأ رجل منهم ان ربكم
الله الذي خلق السماوات والأرض الآية كلها وقد صمت الرجل فتحرك ثم استوى جالسا ثم سجد يومه وليلته
حتى كان من الغد من الساعة التي سجد فيها قال له أهله الحمد لله الذي عافاك قال بعث إلى نفسي ملك يتوفاها فلما
قرأ صاحبكم الآية التي قرأ سجد الملك وسجدت بسجوده فهذا حين رفع رأسه ثم مال فقضى * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله خلق السماوات والأرض في ستة أيام لكل يوم منها اسم أبى
جاد هواز حطي كلمون صعفص قرشات * وأخرج سمويه في فوائده عن زيد بن أرقم قال إن الله
عز وجل خلق السماوات والأرض في ستة أيام قال كل يوم مقداره ألف سنة * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد قال بدء الخلق العرش والماء
والهواء وخلقت الأرض من الماء وكان بدء الخلق يوم الاحد ويوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وجميع
الخلق في يوم الجمعة وتهودت اليهود يوم السبت ويوم من الستة أيام كألف سنة مما تعدون * وأخرج ابن أبي حاتم
عن عكرمة قال إن الله بدأ خلق السماوات والأرض وما بينهما يوم الاحد ثم استوى على العرش يوم الجمعة في ثلاث
ساعات فخلق في ساعة منها الشموس كي يرغب الناس إلى ربهم في الدعاء والمسألة وخلق في ساعة النتن الذي يقع على
ابن آدم إذا مات لكي يقبر * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن حيان الأعرج قال كتب يزيد ابن أبي
سلم إلى جابر بن زيد يسأله عن بدء الخلق قال العرش والماء والقلم والله أعلم أي ذلك بدأ قبل * وأخرج ابن أبي
شيبة عن كعب قال بدأ الله بخلق السماوات والأرض يوم الاحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة
وجعل كل يوم ألف سنة * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال
يا أبا هريرة ان الله خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش فخلق التربة يوم السبت
والجبال يوم الاحد والشجر يوم الاثنين وآدم يوم الثلاثاء والنور يوم الأربعاء والدواب يوم الخميس وآدم يوم
الجمعة في آخر ساعة من النهار * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ثم استوى على العرش قال يوم السابع
* وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال إن الله حين خلق الخلق استوى على العرش فسبحه العرش
* وأخرج ابن مردويه واللالكائي في السنة عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها في قوله ثم استوى على العرش
قالت الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والاقرار به ايمان والجحود به كفر * وأخرج اللالكائي عن ابن
عيينة قال سئل ربيعة عن قوله استوى على العرش كيف استوى قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول
ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عبد الله
ابن صالح بن مسلم قال سئل ربيعة فذكره * وأخرج اللالكائي عن جعفر بن عبد الله قال جاء رجل إلى مالك بن
أنس فقال له يا أبا عبد الله استوى على العرش كيف استوى قال فما رأيت مالكا وجد من شئ كموجدته من
مقالته وعلاه الرحضاء يعنى العرق وأطرق القوم قال فسرى عن مالك فقال الكيف غير المعقول والاستواء منه
غير مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وإني أخاف أن تكون ضالا وأمر به فاخرج * وأخرج البيهقي
عن عبد الله بن وهب قال كنا عند مالك بن أنس فدخل رجل فقال يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف
استواؤه فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ولا يقال له
كيف وكيف عنه مرفوع وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه قال فاخرج الرجل * وأخرج البيهقي عن أحمد بن
91

أبى الحوارى قال سمعت سفيان بن عيينة يقول كلما وصف الله من نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه
وأخرج البيهقي عن إسحاق بن موسى قال سمعت ابن عيينة يقول ما وصف الله به نفسه فتفسيره قراءته ليس لأحد أن
يفسره الا الله تعالى ورسله صلوات الله عليهم * وأخرج عبد بن حميد عن أبي عيسى قال لما استوى على العرش خر ملك
ساجدا فهو ساجد إلى أن تقوم الساعة فإذا كان يوم القيامة رفع رأسه فقال سبحانك ما عبدتك حق عبادتك الا انى
لم أشرك بك شيئا ولم اتخذ من دونك وليا * قوله تعالى (يغشى الليل النهار) أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن السدى في قوله يغشى الليل قال يغشى الليل النهار فيذهب بضوئه ويطلبه سريعا حتى يدركه * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله حثيثا قال سريعا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله يغشى الليل النهار
قال يلبس الليل النهار * قوله تعالى (والشمس والقمر والنجوم) * أخرج الطبراني في الأوسط وأبو الشيخ
وابن مردويه عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الشمس والقمر والنجوم خلقن من نور العرش
* قوله تعالى (الا له الخلق والامر) * أخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة في قوله الا له الخلق والامر قال
الخلق ما دون العرش والامر ما فوق ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن سفيان بن
عيينة قال الخلق هو الخلق والامر هو الكلام * وأخرج ابن جرير عن عبد العزيز الشامي عن أبيه وكانت له صحبة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يحمد الله على ما عمل من عمل صالح وحمد نفسه فقد كفر وحبط ما عمل
ومن زعم أن الله جعل للعباد من الامر شيئا فقد كفر بما أنزل الله على أنبيائه لقوله الا له الخلق والامر تبارك الله
رب العالمين * قوله تعالى (ادعوا ربكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس
ادعوا ربكم تضرعا وخفية قال السر انه لا يحب المعتدين في الدعاء ولا في غيره * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة
قال التضرع علانية والخفية سر * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ادعوا ربكم تضرعا يعنى
مستكينا وخفية يعنى في خفض وسكون في حاجاتكم من أمر الدنيا والآخرة انه لا يحب المعتدين يقول لا تدعوا
على المؤمن والمؤمنة بالشر اللهم اخزه والعنه ونحو ذلك فان ذلك عدوان * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي
مجلز في قوله انه لا يحب المعتدين قال لا تسألوا منازل الأنبياء * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال كان يرى أن
الجهر بالدعاء الاعتداء * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة ان ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض
إلى قوله تبارك الله رب العالمين قال لما أنبأكم الله بقدرته وعظمته وجلاله بين لكم كيف تدعونه على تفثه ذلك
فقال ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين قال تعلموا ان في بعض الدعاء اعتداء فاجتنبوا العدوان
والاعتداء ان استطعتم ولا قوة الا بالله قال وذكر لنا ان مجالد بن مسعود أخا بنى سليم سمع قوما يعجون في دعائهم
فمشى إليهم فقال أيها القوم لقد أصبتم فضلا على من كان قبلكم أو لقد هلكتم فجعلوا يتسللون رجلا رجلا حتى
تركوا بقعتهم التي كانوا فيها قال وذكر لنا ان ابن عمر أتى على قوم يرفعون أيديهم فقال ما يتناول هؤلاء القوم
فوالله لو كانوا على أطول جبل في الأرض ما ازدادوا من الله قربا قال قتادة وان الله انما يتقرب إليه بطاعته فما
كان من دعائكم الله فليكن في سكينة ووقار وحسن سمت وزي وهدى وحسن دعة * وأخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان والحاكم والبيهقي عن عبد الله بن مغفل انه سمع ابنه يقول اللهم إني
أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها فقال أي بنى سل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور * وأخرج الطيالسي
وابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص انه سمع
ابنا له يدعو ويقول اللهم إني أسالك الجنة ونعيمها واستبرقها ونحو هذا وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها
فقال لقد سألت الله خيرا وتعوذت به من شر كثير وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه سيكون
قوم يعتدون في الدعاء وقرأ هذه الآية ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين وان بحسبك ان تقول اللهم إني
أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل * وأخرج
أبو الشيخ عن الربيع في الآية قال إياك ان تسأل ربك أمرا قد نهيت عنه أو ما ينبغي لك * وأخرج ابن المبارك
92

وابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن قال لقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما سمع لهم صوت ان كان الا همسا
بينهم وبين ربهم وذلك أن الله يقول ادعوا ربكم تضرعا وخفية وذلك أن الله ذكر عبدا صالحا فرضى له قوله فقال
إذ نادى ربه نداء خفيا * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج في الآية قال إن من الدعاء اعتداء يكره
رفع الصوت والنداء والصياح بالدعاء ويؤمر بالتضرع والاستكانة * قوله تعالى (ولا تفسدوا في الأرض)
الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها قال بعدما أصلحتها
الأنبياء وأصحابهم * وأخرج أبو الشيخ عن أبي بكر بن عياش انه سئل عن قوله ولا تفسدوا في الأرض بعد
اصلاحها فقال إن الله بعث محمدا إلى أهل الأرض وهم في فساد فأصلحهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم فمن دعا
إلى خلاف ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو من المفسدين في الأرض * وأخرج أبو الشيخ عن أبي سنان في قوله
ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها قال قد أحللت حلالي وحرمت حرامي وحددت حدودي فلا تعتدوها
* وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس وادعوه خوفا وطمعا قال خوفا منه وطمعا لما عنده ان رحمة الله قريب من
المحسنين يعنى من المؤمنين ومن لم يؤمن بالله فهو من المفسدين * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مطر الوراق
قال تنجزوا موعود الله بطاعة الله فإنه قضى ان رحمته قريب من المحسنين * قوله تعالى (وهو الذي يرسل الرياح)
الآية * أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وهو الذي يرسل الرياح على الجماع بشرا خفيفة بالباء
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في الآية قال إن الله يرسل الريح فتأتي بالسحاب من
بين الخافقين طرف السماء والأرض من حيث يلتقيان فيخرجه من ثم ثم ينشره فيبسطه في السماء كيف يشاء ثم
يفتح أبواب السماء فيسيل الماء على السحاب ثم يمطر السحاب بعد ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
ابن عباس في قوله بشرا بين يدي رحمته قال يستبشر بها الناس * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله اليماني انه
كان يقرؤها بشرا من قبل مبشرات * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله بين يدي رحمته قال هو
المطر وفى قوله كذلك نخرج الموتى قال وكذلك تخرجون وكذلك النشور كما يخرج الزرع بالماء * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله كذلك نخرج الموتى قال إذا
أراد الله ان يخرج الموتى تمطر السماء حتى تشقق عنهم الأرض ثم يرسل الأرواح فيهوى كل روح إلى جسده
فكذلك يحيى الله الموتى بالمطر كإحيائه الأرض * قوله تعالى (والبلد الطيب) الآية * أخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله والبلد الطيب الآية قال هذا مثل ضربه الله للمؤمن يقول هو طيب
وعمله طيب كما أن البلد الطيب ثمرها طيب والذي خبث ضرب مثلا للكافر كالبلد السبخة المالحة التي لا يخرج
منها البركة والكافر هو الخبيث وعمله خبيث * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن مجاهد في قوله والبلد الطيب والذي خبث قال كل ذلك في الأرض السباخ وغيرها مثل آدم وذريته فيهم
طيب وخبيث * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة في قوله والبلد الطيب قال هذا مثل المؤمن
سمع كتاب الله فوعاه وأخذ به وعمل به وانتفع به كمثل هذه الأرض أصابها الغيث فأنبتت وأمرعت والذي خبث
قال هذا مثل الكافر لم يعقل القرآن ولم يعمه ولم يأخذ به ولم ينتفع فهو كمثل الأرض الخبيثة أصابها الغيث فلم
تنبت شيئا ولم تمرع * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في الآية قال هذا مثل ضربه
للقلوب يقول ينزل الماء فيخرج البلد الطيب نباته بإذن الله والذي خبث هي السبخة لا يخرج نباتها الا نكدا
فكذلك القلوب لما نزل القرآن بقلب المؤمن آمن به وثبت الايمان في قلبه وقلب الكافر لما دخله القرآن لم
يتعلق منه بشئ ينفعه ولم يثبت فيه من الايمان شئ الا مالا ينفعه كما لم يخرج هذا البلد الا ما لم ينفع من النبات
والنكد الشئ القليل الذي لا ينفع * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ والبلد الطيب يخرج نباته بنصب
الياء ورفع الراء * وأخرج ابن جرير عن مجاهد والبلد الطيب الآية قال الطيب ينفعه المطر فينبت والذي خبث
السباخ لا ينفعه المطر لا يخرج نباته الا نكدا هذا مثل ضربه الله لآدم وذريته كلهم انما خلقوا من نفس واحدة
فمنهم من آمن بالله وكتابه فطاب ومنهم من كفر بالله وكتابه فخبث * وأخرج ابن جرير عن قتادة والبلد الطيب
93

الآية قال هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي عن أبي موسى قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكانت
منها بقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس
فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة أخرى انما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلا فذلك مثل من فقه
في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به * قوله
تعالى (ولقد أرسلنا نوحا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن أنس ان النبي صلى
الله عليه وسلم قال أول نبي أرسل نوح * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وأبو نعيم وابن عساكر عن يزيد
الرقاشي قال انما سمى نوح عليه السلام نوحا لطول ما ناح على نفسه * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال انما
سمى نوحا لأنه كان ينوح على نفسه * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن مقاتل وجويبر ان آدم حين
كبر ورق عظمه قال يا رب إلى متى أكدوا سعى قال يا آدم حتى يولد لك ولد مختون فولد له نوح بعد عشرة أبطن وهو
يومئذ ابن ألف سنة الا ستين عاما فكان نوح بن لامك بن متوشلخ بن إدريس وهو أخنوخ بن يرد بن مهلاييل
ابن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم وكان اسم نوح السكن وانما سمى نوح السكن لان الناس بعد آدم سكنوا
إليه فهو أبوهم وانما سمى نوحا لأنه ناح على قومه ألف سنة الا خمسين عاما يدعوهم إلى الله فإذا كفروا بكى وناح
عليهم * وأخرج ابن عساكر عن وهب قال كان بين نوح وآدم عشرة آباء وكان بين إبراهيم ونوح عشرة آباء
* وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس قال كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة
من الحق * وأخرج ابن عساكر عن نوف الشامي قال خمسة من الأنبياء من العرب محمد ونوح وهود وصالح
وشعيب عليهم الصلاة والسلام * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس ان نوحا بعث في الألف الثاني
وان آدم لم يمت حتى ولد له نوح في آخر الألف الأول وكان قد فشت فيهم المعاصي وكثرت الجبابرة وعتوا عتوا كبيرا
وكان نوح يدعوهم ليلا ونهارا سرا وعلانية صبورا حليما ولم يلق أحد من الأنبياء أشد مما لقى نوح فكانوا يدخلون
عليه فيخنقونه ويضرب في المجالس ويطرد وكان لا يدع على ما يصنع به ان يدعوهم ويقول يا رب اغفر لقومي فإنهم
لا يعلمون فكان لا يزيدهم ذلك الا فرارا منه حتى أنه ليكلم الرجل منهم فيلف رأسه بثوبه ويجعل أصابعه في أذنيه
لكيلا يسمع شيئا من كلامه فذلك قول الله جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم ثم قاموا من المجلس
فأسرعوا المشي وقالوا امضوا فإنه كذاب واشتد عليه البلاء وكان ينتظر القرن بعد القرن والجيل بعد الجيل
فلا يأتي قرن الا وهو أخبث من الأول وأعتى من الأول ويقول الرجل منهم قد كان هذا مع آبائنا وأجدادنا فلم يزل
هكذا مجنونا وكان الرجل منهم إذا أوصى عند الوفاة يقول لأولاده احذروا هذا المجنون فإنه قد حدثني آبائي ان
هلاك الناس على يدي هذا فكانوا كذلك يتوارثون الوصية بينهم حتى أن كان الرجل ليحمل ولده على عاتقه ثم يقف
به وعليه فيقول يا بنى ان عشت ومت انا فاحذر هذا الشيخ فلما طال ذلك به وبهم قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت
جدالنا فاتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين * وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر عن قتادة ان نوحا بعث من
الجزيرة وهودا من أرض الشحر ارض مهرة وصالحا من الحجر ولوطا من سدوم وشعيبا من مدين ومات إبراهيم وآدم
وإسحاق ويوسف بأرض فلسطين وقتل يحيى بن زكريا بدمشق * وأخرج ابن عساكر عن مجاهد قال كانوا
يضربون نوحا حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
في الزهد وأبو نعيم وابن عساكر من طريق مجاهد عن عبيد بن عمير قال إن كان نوح ليضربه قومه حتى يغمى
عليه ثم يفيق فيقول اهد قومي فإنهم لا يعلمون وقال شقيق قال عبد الله لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو
يمسح الدم عن وجهه وهو يحكى نبيا من الأنبياء وهو يقول اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون * وأخرج ابن إسحاق
وابن أبي حاتم من وجه آخر عن عبيد بن عمير الليثي نحوه * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال كان قوم نوح
يخنقونه حتى تترقى عيناه فإذا تركوه قال اللهم اغفر لقومي فإنهم جهلة * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم
وابن ماجة عن ابن مسعود قال كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكى نبيا من الأنبياء قد ضربه قومه
94

وهو يمسح الدم عن جبينه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب
الايمان عن أبي مهاجر الرقي قال لبث نوح في قومه ألف سنة الا خمسين عاما في بيت من شعر فيقال له يا نبي الله ابن بيتا
فيقول أموت اليوم أموت غدا * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن وهيب بن الورد قال بنى نوح بيتا من قصب
فقيل له لو بنيت غير هذا فقال هذا كثير لمن يموت * وأخرج ابن أبي الدنيا والعقيلي وابن عساكر والديلمي عن
عائشة مرفوعا نوح كبير الأنبياء لم يخرج من خلاء قط الا قال الحمد لله الذي أذاقني طعمه وأبقى في منفعته وأخرج
منى أذاه * وأخرج البخاري في تاريخه عن ابن مسعود قال بعث الله نوحا فما أهلك أمته الا الزنادقة ثم نبي فنبي والله
لا يهلك هذه الأمة الا الزنادقة * وأخرج أبو الشيخ عن سعد بن حسن قال كان قوم نوح عليه السلام يزرعون في
الشهر مرتين وكانت المرأة تلد أول النهار فيتبعها ولدها في آخره * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال ما عذب
قوم نوح حتى ما كان في الأرض سهل ولا جبل الا له عامر يعمره وحائز يحوزه * واخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن
أسلم ان أهل السهل كان قد ضاق بهم وأهل الجبل حتى ما يقدر أهل السهل ان يرتقوا إلى الجبل ولا أهل الجبل ان
ينزلوا إلى أهل السهل في زمان نوح قال حسوا * وأخرج أبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن وهب بن منبه قال
كان نوح أجمل أهل زمانه وكان يلبس البرقع فأصابتهم مجاعة في السفينة فكان نوح إذا تجلى بوجهه لهم شبعوا
* وأخرج البيهقي في شعب الايمان وابن عساكر عن ابن عباس قال لما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بوادي
عسفان فقال لقد مر بهذا الوادي هود وصالح ونوح على بكرات حمر خطمها الليف أزرهم العباء وأرديتهم النمار
يلبون يحجون البيت العتيق * وأخرج ابن عساكر عن ابن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صام
نوح الدهر الا يوم الفطر والأضحى وصام داود نصف الدهر وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر صام الدهر وأفطر
الدهر * وأخرج البخاري في الأدب المفرد والبزار والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن
عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن نوحا لما حضرته الوفاة قال لابنه انى قاصر عليك الوصية آمرك باثنتين
وأنهاك عن اثنتين آمرك بلا إله إلا الله فان السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعن في كفة ووضعت لا إله إلا الله
في كفة لرجحت بهن ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة لقصمتهن لا إله إلا الله وسبحان الله
وبحمده فإنها صلاة كل شئ وبها يرزق كل شئ وأنهاك عن الشرك والكبر * وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر بن عبد
الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أعلمكم ما علم نوح ابنه قالوا بلى قال قال آمرك ان تقول لا إله إلا الله وحده
لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير فان السماوات لو كانت في كفة لرجحت بها ولو كانت حلقة قصمتها
وآمرك بسبحان الله وبحمده فإنها صلاة الخلق وتسبيح الخلق وبها يرزق الخلق * قوله تعالى (قال الملا) الآيات
* أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك قال الملا يعنى الاشراف من قومه * وأخرج أبو الشيخ عن السدى أو عجبتم ان
جاءكم ذكر من ربكم قال بيان من ربكم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس انهم
كانوا قوما عمين قال كفارا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد انهم كانوا
قوما عمين قال عن الحق * قوله تعالى (والى عاد أخاهم هودا) الآيات * أخرج ابن المنذر من طريق الكلبي عن أبي
صالح عن ابن عباس في قوله والى عاد أخاهم هودا قال ليس بأخيهم في الدين ولكنه أخوهم في النسب فلذلك جعله
أخاه لأنه منهم * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن الشرفي بن قطامي قال هود اسمه عابر بن شالخ بن أرفخشد
ابن سام بن نوح * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال يزعمون أن هودا من بنى عبد الضخم من حضرموت
* وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من طريق عطاء عن ابن عباس قال كان هود أول من تكلم بالعربية وولد
لهود أربعة قحطان ومقحط وقاحط وفالغ فهو أبو مضر وقحطان أبو اليمن والباقون ليس لهم نسل * وأخرج إسحاق بن
بشر وابن عساكر من طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس ومن طريق ابن إسحاق عن رجال سماهم ومن
طريق الكلبي قالوا جميعا ان عادا كانوا أصحاب أوثان يعبدونها اتخذوا أصناما على مثال ود وسواع ويغوث ونسر
فاتخذوا صنما يقال له صمود وصنما يقال له الهتار فبعث الله إليهم هودا وكان هود من قبيلة يقال لها الخلود وكان
من أوسطهم نسبا وأصبحهم وجها وكان في مثل أجسادهم أبيض بعدا بادي العنفقة طويل اللحية فدعاهم إلى
95

الله وأمرهم ان يوحدوه وان يكفوا عن ظلم الناس ولم يأمرهم بغير ذلك ولم يدعهم إلى شريعة ولا إلى صلاة فأبوا ذلك
وكذبوه وقالوا من أشد منا قوة فذلك قوله تعالى والى عاد أخاهم هودا كان من قومهم ولم يكن أخاهم في الدين قال
يا قوم اعبدوا الله يعنى وحدوا الله ولا تشركوا به شيئا مالكم يقول ليس لكم من إله غيره أفلا تتقون يعنى فكيف
لا تتقون واذكروا إذ جعلكم خلفاء يعنى سكانا في الأرض من بعد قوم نوح فكيف لا تعتبروا فتؤمنوا وقد علمتم
ما نزل بقوم نوح من النقمة حين عصوه واذكروا آلاء الله يعنى هذه النعم لعلكم تفلحون أي كي تفلحوا وكانت
منازلهم بالأحقاف والأحقاف الرمل فيما بين عمان إلى حضرموت باليمن وكانوا مع ذلك قد أفسدوا في الأرض
كلها وقهروا أهلها بفضل قوتهم التي آتاهم الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن خثيم قال كانت عاد ما بين
اليمن إلى الشام مثل الذر * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى ان عادا كانوا باليمن بالأحقاف والأحقاف هي
الرمال وفى قوله واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح قال ذهب بقوم نوح واستخلفكم بعدهم وزادكم
في الخلق بسطة قال في الطول * وأخرج ابن عساكر عن وهب قال كان الرجل من عاد ستين ذراعا بذراعهم وكان
هامة الرجل مثل القبة العظيمة وكان عين الرجل ليفرخ فيها السباع وكذلك مناخرهم * وأخرج عبد بن
حميد عن قتادة وزادكم في الخلق بسطة قال ذكر لنا انهم كانوا اثنى عشر ذراعا طوالا * وأخرج ابن مردويه عن عبد
الله بن عمرو قال كان الرجل ممن كان قبلكم بين منكبيه ميل * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن
عباس قال كان الرجل في خلقه ثمانون باعا وكانت البرة فيهم ككلية البقر والرمانة الواحدة يقعد في قشرها عشرة
نفر * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس وزادكم في الخلق بسطة قال شدة * وأخرج عبد الله بن
أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال إن كان الرجل من قوم عاد ليتخذ المصراع من الحجارة لو اجتمع
عليه خمسمائة من هذه الأمة لم يستطيعوا ان ينقلوه وان كان أحدهم ليدخل قدمه في الأرض فتدخل فيها
* وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن ثور بن زيد الديلي قال قرأت كتابا انا شداد بن عاد انا الذي رفعت العماد
وانا الذي سددت بدرا عن بطن واد وانا الذي كنزت كنزا في البحر على تسع أذرع لا يخرجه الا أمة محمد صلى الله عليه
وسلم * وأخرج ابن بكار عن ثور بن زيد قال جئت اليمن فإذا أنا برجل لم أر أطول منه قط فعجبت قالوا تعجب
من هذا قلت والله ما رأيت أطول من ذا قط قالوا فوالله لقد وجدنا ساقا أو ذراعا فذرعناها بذراع هذا فوجدناها
ست عشرة ذراعا * وأخرج الزبير بن بكار عن زيد بن أسلم قال كان في الزمن الأول تمضي أربعمائة سنة ولم يسمع
فيها بجنازة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله آلاء الله قال نعم الله وفى
قوله رجس قال سخط * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله قد وقع عليكم من ربكم رجس قال جاءهم
منه عذاب والرجس كله عذاب في القرآن * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني
عن قوله رجس وغضب قال الرجس اللعنة والغضب العذاب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت قول
الشاعر وهو يقول
إذا سنة كانت بنجد محيطة * وكان عليهم رجسها وعذابها
* قوله تعالى (فأنجيناه والذين معه برحمة منا) الآية * أخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من طريق عمرو
ابن شعيب عن أبيه عن جده قال لما أوحى الله إلى العقيم ان تخرج على قوم عاد فتنتقم له منهم فخرجت بغير
كيل على قدر منخر ثور حتى رجفت الأرض ما بين المشرق والمغرب فقال الخزان رب لن نطيقها ولو خرجت على
حالها لأهلكت ما بين مشارق الأرض ومغاربها فأوحى الله إليها ان ارجعي فرجعت فخرجت على قدر خرق
الخاتم وهي الحلقة فأوحى الله إلى هود أن يعتزل بمن معه من المؤمنين في حظيرة فاعتزلوا وخط عليهم خطا وأقبلت
الريح فكانت لا تدخل حظيرة هود ولا تجاوز الخط انما يدخل عليهم منها بقدر ما تلذ به أنفسهم وتلين عليه الجلود
وانها لتمر من عاد بالظعن بين السماء والأرض وتدمغهم بالحجارة وأوحى الله إلى الحيات والعقار أن تأخذ عليهم
الطرق فلم تدع عاديا يجاوزهم * وأخرج ابن عساكر عن وهب قال لما أرسل الله الريح على عاد اعتزل هود
ومن معه من المؤمنين في حظيرة ما يصيبهم من الريح الا ما تلين عليه الجلود وتلتذه الأنفس وانها لتمر بالعادي
96

فتحمله بين السماء والأرض وتدمغه بالحجارة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله وقطعنا
دابر الذين كذبوا قال استأصلناهم * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن هزين بن حمزة قال سال النبي صلى الله عليه
وسلم ربه ان يريه رجلا من قوم عاد فكشف الله له عن الغطاء فإذا رأسه بالمدينة ورجلاه بذي الحليفة أربعة
أميال طوله * وأخرج ابن عساكر من طريق سالم بن أبي الجعد عن عبد الله قال ذكر الأنبياء عند النبي صلى
الله عليه وسلم فلما ذكر هود قال ذاك خليل الله * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن عساكر عن ابن عباس قال لما
حج رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بوادي عسفان فقال لقد مر به هود وصالح على بكرات حمر خطمهن الليف
أزرهم العباء وأرديتهم النمار يلبون ويحجون البيت العتيق * واخرج ابن عساكر عن ابن سابط قال بين
المقام والركن وزمزم قبر تسعة وسبعين نبيا وان قبر نوح وهود وشعيب وصالح وإسماعيل في تلك البقعة * واخرج
ابن سعد وابن عساكر عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال ما يعلم قبر نبي من الأنبياء الا ثلاثة قبر إسماعيل فإنه
تحت الميزاب بين الركن والبيت وقبر هود فإنه في حقف تحت جبل من جبال اليمن عليه شجرة وموضعه أشد الأرض
حرا وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فان هذه قبورهم حق * واخرج البخاري في تاريخه وابن جرير وابن
عساكر عن علي بن أبي طالب قال قبر هود بحضرموت في كثيب احمر عند رأسه سدرة * واخرج ابن عساكر
عن عثمان بن أبي العاتكة قال قبلة مسجد دمشق قبر هود عليه السلام * واخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة قال
كان عمر هود أربعمائة واثنين وسبعين سنة * واخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن عبد الله بن عمرو بن
العاصي قال عجائب الدنيا أربعة مرآة كانت معلقة بمنارة الإسكندرية فكان يجلس الجالس تحتها فيبصر من
بالقسطنطينية وبينهما عرض البحر وفرس كان من نحاس بأرض الأندلس قائلا بكفه كذا باسط يده أي ليس
خلفي مسلك فلا يطأ تلك البلاد أحد الا أكلته النمل ومنارة من نحاس عليها راكب من نحاس بأرض عاد فإذا كانت
الأشهر الحرم هطل منه الماء فشرب الناس وسقوا وصبوا في الحياض فإذا انقطعت الأشهر الحرم انقطع ذلك الماء
وشجره من نحاس عليها سودانية من نحاس بأرض رومية إذا كان أوان الزيتون صفرت السودانية التي من
نحاس فتجئ كل سودانية من الطيارات بثلاث زيتونات زيتونتين برجليها وزيتونة بمنقارها حتى تلقيه على
تلك السودانية النجاس فيعصر أهل رومية ما يكفيهم لأدامهم وسرجهم شتويتهم إلى قابل * قوله تعالى (والى
ثمود) الآيات * اخرج أبو الشيخ عن مطلب بن زياد قال سالت عبد الله بن أبي ليلى عن اليهودي والنصراني يقال له
أخ قال الأخ في الدار الا ترى إلى قول الله والى ثمود أخاهم صالحا * واخرج سنيد وابن جرير والحاكم من طريق حجاج
عن أبي بكر بن عبد الله عن شهر بن حوشب عن عمرو بن خارجة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كانت ثمود
قوم صالح أعمرهم الله في الدنيا فأطال أعمارهم حتى جعل أحدهم يبنى المسكن من المدر فينهدم والرجل منهم
حي فلما رأوا ذلك اتخذوا من الجبال بيوتا فنحتوها وجابوها وخرقوها وكانوا في سعة من معايشهم فقالوا يا صالح
ادع لنا ربك يخرج لنا آية نعلم أنك رسول الله فدعا صالح ربه فاخرج لهم الناقة فكان شربها يوما وشربهم يوما
معلوما فإذا كان يوم شربها خلوا عنها وعن الماء وحلبوها لبنا ملؤا كل اناء ووعاء وسقاء حتى إذا كان يوم شربهم
صرفوها عن الماء فلم تشرب منه شيئا فملأوا كل اناء ووعاء وسقاء فأوحى الله إلى صالح ان قومك سيعقرون ناقتك
فقال لهم فقالوا ما كنا لنفعل فقال لهم ان لا تعقروها أنتم يوشك ان يولد فيكم مولود يعقرها قالوا فما علامة ذلك
المولود فوالله لا نجده الا قتلناه قال فإنه غلام أشقر أزرق أصهب أحمر وكان في المدينة شيخان عزيزان منيعان
لأحدهما ابن يرغب به عن المناكح وللآخر ابنة لا يجد لها كفؤا فجمع بينهما مجلس فقال أحدهما لصاحبه
ما يمنعك أن تزوج ابنك قال لا أجد له كفؤا قال فان ابنتي كفء له فانا أزوجك فزوجه فولد بينهما مولود
وكان في المدينة ثمانية رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون فلما قال لهم صالح انما يعقرها مولود فيكم اختاروا
ثماني نسوة قوابل من القرية وجعلوا معهن شرطا كانوا يطوفون في القرية فإذا نظروا المرأة تمخض نظروا
ما ولدها ان كان غلاما قلبنه فنظرن ما هو وان كانت جارية أعرضن عنها فلما وجدوا ذلك المولود صرخ
النسوة هذا الذي يريد صالح رسول الله فأراد الشرط ان يأخذوه فحال جداه بينهم وقالوا لو أن صالحا أراد هذا
97

قتلناه فكان شر مولود وكان يشب في اليوم شباب غيره في الجمعة ويشب في الجمعة شباب غيره في الشهر ويشب في
الشهر شباب غيره في السنة فاجتمع الثمانية الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون وفيهم الشيخان فقالوا استعمل
علينا هذا الغلام لمنزلته وشرف جديه فكانوا تسعة وكان صالح لا ينام معهم في القرية كان يبيت في مسجده فإذا
أصبح أتاهم فوعظهم وذكرهم وإذا أمسى خرج إلى مسجده فبات فيه قال حجاج وقال ابن جريج لما قال لهم صالح
انه سيولد غلام يكون هلاككم على يديه قالوا فكيف تأمرنا قال آمركم بقتلهم فقتلوهم الا واحدا قال فلما بلغ
ذلك المولود قالوا لو كنا لم نقتل أولادنا لكان لكل رجل منا مثل هذا هذا عمل صالح فائتمروا بينهم بقتله وقالوا نخرج
مسافرين والناس يروننا علانية ثم نرجع من ليلة كذا من شهر كذا وكذا فنرصده عند مصلاه فنقتله فلا يحسب
الناس الا انا مسافرون كما نحن فاقبلوا حتى دخلوا تحت صخرة يرصدونه فأرسل الله عليهم الصخرة فرضختهم
فأصبحوا رضخا فانطلق رجال ممن قد اطلع على ذلك منهم فإذا هم رضخ فرجعوا يصيحون في القرية أي عباد الله
أما رضى صالح ان أمرهم ان يقتلوا أولادهم حتى قتلهم فاجتمع أهل القرية على قتل الناقة أجمعين وأحجموا عنها
الا ذلك ابن العاشر ثم رجع الحديث إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأرادوا ان يمكروا بصالح فمشوا
حتى أتوا على شرب طريق صالح فاختبأ فيه ثمانية وقالوا إذا خرج علينا قتلناه وأتينا أهله فبيتناهم فامر الله الأرض
فاستوت عليهم فاجتمعوا ومشوا إلى الناقة وهي على حوضها قائمة فقال الشقي لأحدهم ائتها فاعقرها فأتاها
فتعاظمه ذلك فاضرب عن ذلك فبعث آخر فأعظمه ذلك فجعل لا يبعث رجلا الا تعاظمه أمرها حتى مشى إليها
وتطاول فضرب عرقوبيها فوقعت تركض فرأى رجل منهم صالحا فقال أدرك الناقة فقد عقرت فاقبل وخرجوا
يتلقونه ويعتذرون إليه يا نبي الله انما عقرها فلان انه لا ذنب لنا قال فانظروا هل تدركون فصيلها فان أدركتموه
فعسى الله ان يرفع عنكم العذاب فخرجوا يطلبونه فلما رأى الفصيل أمه تضطرب أتى جبلا يقال له القارة قصير
فصعد وذهبوا ليأخذوه فأوحى الله إلى الجبل فطال في السماء حتى ما تناله الطير ودخل صالح القرية فلما رآه
الفصيل بكى حتى سالت دموعه ثم استقبل صالحا فرغا رغوة ثم رغا أخرى ثم رغا أخرى فقال صالح لقومه لكل رغوة
أجل فتمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب الا ان آية العذاب ان اليوم الأول تصبح وجوهكم مصفرة
واليوم الثاني محمرة واليوم الثالث مسودة فلما أصبحوا إذا وجوههم كأنها قد طليت بالخلوق صغيرهم وكبيرهم
ذكرهم وأنثاهم فلما أمسوا صاحوا بأجمعهم الا قد مضى يوم من الاجل وحضركم العذاب فلما أصبحوا اليوم الثاني
إذا وجوههم محمرة كأنها خضبت بالدماء فصاحوا وضجوا وبكوا وعرفوا أنه العذاب فلما أمسوا صاحوا بأجمعهم
الا قد مضى يومان من الاجل وحضركم العذاب فلما أصبحوا اليوم الثالث فإذا وجوههم مسودة كأنها طليت بالقار
فصاحوا جميعا ألا قد حضركم العذاب فتكفنوا وتحنطوا وكان حنوطهم الصبر والمغر وكانت أكفانهم الأنطاع
ثم ألقوا أنفسهم بالأرض فجعلوا يقلبون أبصارهم فينظرون إلى السماء مرة والى الأرض مرة فلا يدرون من أين
يأتيهم العذاب من فوقهم من السماء أم من تحت أرجلهم من الأرض خسفا أو قذفا فلما أصبحوا اليوم الرابع
أتتهم صيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة وصوت كل شئ له صوت في الأرض فتقطعت قلوبهم في صدورهم
فأصبحوا في ديارهم جاثمين * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن أبي الطفيل قال قال ثمود لصالح ائتنا بآية ان كنت من الصادقين قال اخرجوا فخرجوا إلى هضبة
من الأرض فإذا هي تمخض كما تمخض الحامل ثم انها انفرجت فخرجت الناقة من وسطها فقال لهم صالح هذه
ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم فلما ملوها عقروها
فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن قتادة ان صالحا قال لهم حين عقروا الناقة تمتعوا ثلاثة أيام ثم قال لهم آية عذابكم ان تصبح وجوهكم
غدا مصفرة وتصبح اليوم الثاني محمرة ثم تصبح الثالث مسودة فأصبحت كذلك فلما كان اليوم الثالث أيقنوا
بالهلاك فتكفنوا وتحنطوا ثم أخذتهم الصيحة فأهمدتهم وقال عاقر الناقة لا أقتلها حتى ترضوا أجمعين
فجعلوا يدخلون على المرأة في خدرها فيقولون أترضين فتقول نعم والصبي حتى رضوا أجمعين فعقروها * وأخرج
98

أحمد والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن
مردويه عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحجر قام فخطب الناس فقال يا أيها الناس
لا تسألوا نبيكم عن الآيات فان قوم صالح سألوا نبيهم ان يبعث إليهم آية فبعث الله إليهم الناقة فكانت ترد من
هذا الفج فتشرب ماءهم يوم وردها ويحتلبون من لبنها مثل الذي كانوا يأخذون من مائها يوم غبها وتصدر
من هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم فعقروها فوعدهم الله العذاب بعد ثلاثة أيام وكان وعدا من الله غير
مكذوب ثم جاءتهم الصيحة فأهلك الله من كان منهم تحت مشارق الأرض ومغاربها الا رجلا كان في حرم
الله فمنعه حرم الله من عذاب الله فقيل يا رسول الله من هو قال أبو رغال فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه
* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه من حديث أبي الطفيل مرفوعا مثله * وأخرج أحمد وابن المنذر
عن أبي كبشة الأنماري قال لما كان في غزوة تبوك تسارع قوم إلى أهل الحجر يدخلون عليهم فنودي في الناس
ان الصلاة جامعة فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول علام يدخلون على قوم غضب الله عليهم
فقال رجل نعجب منهم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأعجب من ذلك رجل من أنفسكم
ينبئكم بما كان قبلكم وبما هو كائن بعدكم استقيموا وسددوا فان الله لا يعبأ بعذابكم شيئا وسيأتي الله بقوم
لا يدفعون عن أنفسهم شيئا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة ان ثمود لما عقروا الناقة تغامزوا وقالوا عليكم
الفصيل فصعد الفصيل القارة جبلا حتى إذا كان يوما استقبل القبلة وقال يا رب أمي يا رب أمي يا رب أمي فأرسلت
عليهم الصيحة عند ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن أبي الهذيل قال لما عقرت الناقة صعد بكرها فوق
جبل فرغا فما سمعه شئ الا همد * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال لما قتل قوم صالح الناقة قال لهم صالح ان
العذاب آتيكم قالوا له وما علامة ذلك قال إن تصبح وجوهكم أول يوم محمرة وفى اليوم الثاني مصفرة وفى اليوم
الثالث مسودة فلما أصبحوا أول يوم احمرت وجوههم فلما كان اليوم الثاني اصفرت وجوههم فلما كان يوم
الثالث أصبحت وجوههم مسودة فأيقنوا بالعذاب فتحنطوا وتكفنوا وأقاموا في بيوتهم فصاح بهم جبريل
صيحة فذهبت أرواحهم * وأخرج أبو الشيخ عن السدى قال إن الله بعث صالحا إلى ثمود فدعاهم فكذبوه فسألوا
ان يأتيهم بآية فجاءهم بالناقة لها شرب ولهم شرب يوم معلوم فأقروا بها جميعا فكانت الناقة لها شرب فيوم
تشرب فيه الماء نهر بين جبلين فيزحمانه ففيها أثرها حتى الساعة ثم تأتى فتقف لهم حتى يحتلبوا اللبن فترويهم
ويوم يشربون الماء لا تأتيهم وكان معها فصيل لها فقال لهم صالح انه يولد في شهركم هذا مولود يكون هلاككم على
يديه فولد لتسعة منهم في ذلك الشهر فذبحوا أبناءهم ثم ولد للعاشر ابن فأبى أن يذبح ابنه وكان لم يولد له قبله شئ
وكان أبو العاشر أحمر أزرق فنبت نباتا سريعا فإذا مر بالتسعة فرأوه قالوا لو كان أبناؤنا احياء كانوا مثل هذا
فغضب التسعة على صالح * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ولا تمسوها بسوء قال لا تعقروها * وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وتنحتون الجبال بيوتا قال كانوا ينقبون في الجبال البيوت * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وعتوا عن أمر ربهم قال
غلوا في الباطل وفى قوله فاخذتهم الرجفة قال الصيحة * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله فأصبحوا في دارهم
يعنى العسكر كله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله فأصبحوا في دارهم جاثمين قال
ميتين * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فأصبحوا في دارهم جاثمين قال ميتين * وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن
الحسن قال لما عقرت ثمود الناقة هب فصيلها حتى صعد تلا فقال يا رب أين أمي ثم رغا رغوة فنزلت الصيحة فأهدتهم
* وأخرج أحمد في الزهد عن عمار قال إن قوم صالح سألوا الناقة فأوتوها فعقروها وان بني إسرائيل سألوا المائدة
فنزلت فكفروا بها وان فتنتكم في الدينار والدرهم * وأخرج أبو الشيخ عن وهب قال إن صالحا نجا هو
والدين معه قال يا قوم ان هذه دار قد سخط الله عليها وعلى أهلها فأظعنوا ولحقوا بحرم الله وأمنه فأهلوا من
ساعتهم بالحج وانطلقوا حتى وردوا مكة فلم يزالوا بها حتى ماتوا فتلك قبورهم في غربي الكعبة * قوله تعالى
(ولوطا إذ قال لقومه) الآيات * أخرج ابن عساكر عن سليمان بن صرد قال أبو لوط هو عم إبراهيم * وأخرج
99

اسحق ابن بشر وابن عساكر عن ابن عباس قال أرسل لوط إلى المؤتفكات وكان قرى لوط أربع مدائن
سدوم وأمورا وعامورا وصبوير وكان في كل قرية مائة ألف مقاتل وكانت أعظم مدائنهم سدوم وكان
لوط يسكنها وهي من بلاد الشام ومن فلسطين مسيرة يوم وليلة وكان إبراهيم خليل الرحمن عم لوط بن هاران
ابن تارح وكان إبراهيم ينصح قوم لوط وكان الله قد أمهل قوم لوط فخرقوا حجاب الاسلام وانتهكوا المحارم
وأتوا الفاحشة الكبرى فكان إبراهيم يركب على حماره حتى يأتي مدائن قوم لوط فينصحهم فيأبون ان يقبلوا
فكان بعد ذلك يجئ على حماره فينظر إلى سدوم فيقول يا سدوم أي يوم لك من الله سدوم انما أنهاكم ان
لا تتعرضوا لعقوبة الله حتى بلغ الكتاب أجله فبعث الله جبريل في نفر من الملائكة فهبطوا في صورة الرجال
حتى انتهوا إلى إبراهيم وهو في زرع له يثير الأرض فلما بلغ الماء إلى سكته من الأرض ركز مسحاته في الأرض
فصلى خلفها ركعتين فنظرت الملائكة إلى إبراهيم فقالوا لو كان الله يبتغى ان يتخذ خليلا لاتخذ هذا العبد خليلا
ولا يعلمون ان الله قد اتخذه خليلا * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في ذم الملاهي
والشعب وابن عساكر عن ابن عباس في قوله أتأتون الفاحشة قال أدبار الرجال * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي وابن عساكر عن عمرو بن دينار في قوله ما سبقكم بها
من أحد من العالمين قال ما نزا ذكر على ذكر حتى كان قوم لوط * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم والبيهقي وابن
عساكر عن أبي صخرة جامع بن شداد رفعه قال كان اللواط في قوم لوط في النساء قبل ان يكون في الرجال بأربعين
سنة * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر عن طاوس انه سئل عن الرجل يأتي المرأة في عجيزتها قال انما بدء قوم
لوط ذاك صنعته الرجال بالنساء ثم صنعته الرجال بالرجال * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي
في سننه عن علي انه قال على المنبر سلوني فقال ابن الكواء تؤتى النساء في أعجازهن فقال على سفلت سفل الله بك ألم
تسمع إلى قوله أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن
عباس قال كان الذي حملهم على اتيان الرجال دون النساء انهم كانت لهم ثمار في منازلهم وحوائطهم وثمار خارجة
على ظهر الطريق وانهم أصابهم قحط وقلة من الثمار فقال بعضهم لبعض انكم ان منعتم ثماركم هذه الظاهرة
من أبناء السبيل كان لكم فيها عيش قالوا بأي شئ نمنعها قالوا اجعلوا سنتكم من أخذتم في بلادكم غريبا سننتم
فيه ان تنكحوه واغرموه أربعة دراهم فان الناس لا يظهرون ببلادكم إذا فعلتم ذلك فذلك الذي حملهم على
ما ارتكبوا من الامر العظيم الذي لم يسبقهم إليه أحد من العالمين * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من
طريق محمد بن إسحاق عن بعض رواة ابن عباس قال انما كان بدء عمل قوم لوط ان إبليس جاءهم عند ذكرهم
ما ذكروا في هيئة صبي أجمل صبي رآه الناس فدعاهم إلى نفسه فنكحوه ثم جروا على ذلك * وأخرج ابن أبي
الدنيا وأبو الشيخ والبيهقي وابن عساكر عن حذيفة قال انما حق القول على قوم لوط حين استغنى النساء بالنساء
والرجال بالرجال * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي وابن عساكر عن أبي حمزة قال قلت لمحمد بن علي عذب الله نساء
قوم لوط بعمل رجالهم قال الله أعدل من ذلك استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء * وأخرج عبد الرزاق وابن
جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله انهم أناس يتطهرون قال من أدبار الرجال ومن أدبار النساء * وأخرج
الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله انهم
أناس يتطهرون قال من أدبار الرجال وأدبار النساء استهزاء بهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ
عن قتادة انهم أناس يتطهرون قال عابوهم بغير عيب وذموهم بغير ذم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله الا امرأته كانت من الغابرين قال من الباقين في عذاب الله وأمطرنا عليهم مطرا قال
أمطر الله على بقايا قوم لوط حجارة من السماء فأهلكتهم * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن الزهري ان
لوطا لما عذب الله قومه لحق بإبراهيم فلم يزل معه حتى قبضه الله إليه * وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب في قوله وأمطرنا
عليهم مطرا قال على أهل بواديهم وعلى رعاتهم وعلى مسافريهم فلم ينفلت منهم أحد * وأخرج ابن أبي
حاتم عن وهب في قوله وأمطرنا عليهم مطرا قال الكبريت والنار * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن أبي عروبة
100

قال كان قوم لوط أربعة آلاف ألف * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب
عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن الله من تولى غير مواليه ولعن الله من غير تخوم الأرض ولعن
الله من كمه أعمى عن السبيل ولعن الله من لعن والديه ولعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من وقع على بهيمة ولعن
الله من عمل عمل قوم لوط ثلاث مرات * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي
والبيهقي عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط
* وأخرج ابن عدي والبيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربعة يصبحون في غضب الله ويمسون
في سخط الله قيل من هم يا رسول الله قال المتشبهون من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال والذي يأتي
البهيمة والذي يأتي الرجل * وأخرج عبد الرزاق وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن أبي الدنيا
والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا
الفاعل والمفعول به * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا والبيهقي عن أبي نضرة ان ابن عباس سئل ما حد اللوطي
قال ينظر أعلى بناء في القرية فيلقى منه منكسا ثم يتبع بالحجارة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا والبيهقي
عن يزيد بن قبس ان عليا رجم لوطيا * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن ابن شهاب قال اللوطي يرجم أحصن
أم لم يحصن سنة ماضية * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا والبيهقي عن إبراهيم قال لو كان أحد ينبغي له أن يرجم
مرتين لرجم اللوطي * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد الله بن عبد الله بن معمر قال علة الرجم قتلة قوم لوط
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا والبيهقي عن الحسن وإبراهيم قالا حد اللوطي حد الزاني ان كان قد أحصن
فالرجم والا فالحد * وأخرج البيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت أول من اتهم بالامر القبيح يعنى عمل قوم لوط
اتهم به رجل على عهد عمر رضي الله عنه فامر عمر بعض شباب قريش ان لا يجالسوه * وأخرج ابن أبي الدنيا
والبيهقي عن الوضين بن عطاء عن بعض التابعين قال كانوا يكرهون ان يحد الرجل النظر إلى وجه الغلام الجميل
* وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن بقية قال بعض التابعين ما أنا بأخوف على الشاب الناسك من سبع ضار
من الغلام الأمرد يقعد إليه * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن الحسن بن ذكوان قال لا تجالسوا أولاد
الأغنياء فان لهم صورا كصور النساء وهم أشد فتنة من العذارى * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن النحيب
ابن السدى قال كان يقال لا يبيت الرجل في بيت مع المرد * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن المبارك قال دخل
سفيان الثوري الحمام فدخل عليه غلام صبيح فقال أخرجوه فإني أرى مع كل امرأة شيطانا ومع كل غلاما بضعة
عشر شيطانا * وأخرج ابن أبي الدنيا والحكيم الترمذي والبيهقي عن ابن سيرين قال ليس شئ من الدواب يعمل
عمل قوم لوط الا الخنزير والحمار * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن ابن سهل قال سيكون في هذه الأمة قوم يقال
لهم اللوطيون على ثلاثة أصناف صنف ينظرون وصنف يصافحون وصنف يعملون ذلك العمل * وأخرج ابن أبي
الدنيا والبيهقي عن مجاهد قال لو أن الذي يعمل ذلك العمل يعنى عمل قوم لوط اغتسل بكل قطرة في السماء وكل
قطرة في الأرض لم يزل نجسا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن جابر بن زيد قال حرمة الدبر أشد من
حرمة الفرج * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعن
الله سبعة من خلقه فوق سبع سماوات فردد لعنته على واحدة منها ثلاثا ولعن بعد كل واحدة لعنة لعنة قال ملعون
ملعون ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من أتى شيئا من البهائم ملعون من جمع بين امرأة وابنتها ملعون من
عق والديه ملعون من ذبح لغير الله ملعون من غير حدود الأرض ملعون من تولى غير مواليه * وأخرج ابن ماجة
والحاكم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمل عمل قوم لوط فارجموا الفاعل والمفعول
به * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة في المصنف وأبو داود عن ابن عباس في البكر يوجد على اللوطية قال
يرجم * وأخرج عبد الرزاق عن عائشة انها رأت النبي صلى الله عليه وسلم حزينا فقالت يا رسول الله وما الذي
يحزنك قال شئ تخوفته على أمتي أن يعملوا بعدي بعمل قوم لوط * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي حصين ان عثمان
أشرف على الناس يوم الدار فقال أما علمتم انه لا يحل دم امرئ مسلم الا أربعة رجل قتل فقتل أو رجل زنى بعد
101

ما أحصن أو رجل ارتد بعد اسلامه أو رجل عمل عمل قوم لوط * قوله تعالى (والى مدين أخاهم شعيبا) الآيات
* أخرج ابن عساكر من طريق إسحاق بن بشر قال أخبرني عبيد الله بن زياد بن سمعان عن بعض من قرأ
الكتب قال إن أهل التوراة يزعمون أن شعيبا اسمه في التوراة ميكائيل واسمه بالسريانية جزى بن بشخر وبالعبرانية
شعيب بن شخر بن لاوي بن يعقوب عليه السلام * وأخرج ابن عساكر من طريق إسحاق بن بشر عن الشرقي
ابن القطامي وكان نسابة عالما بالأنساب قال هو ثيروب بالعبرانية وشعيب بالعربية ابن عيفا بن يوبب بن إبراهيم
عليه الصلاة والسلام يوبب بوزن جعفر أوله مثناة تحتية وبعد الواو وموحدتان * وأخرج إسحاق بن بشر وابن
عساكر عن ابن عباس قال كان شعيب نبيا رسولا من بعد يوسف وكان من خبره وخبر قومه ما ذكر الله في القرآن
والى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره فكانوا مع ما كان فيهم من الشرك أهل بخس في
مكايلهم وموازينهم مع كفرهم بربهم وتكذيبهم نبيهم وكانوا قوما طغاة بغاة يجلسون على الطريق فيبخسون
الناس أموالهم حتى يشترونه وكان أول من سن ذلك هم وكانوا إذا دخل عليهم الغريب يأخذون دراهمه
ويقولون دراهمك هذه زيوف فيقطعونها ثم يشترونها منه بالبخس يعنى بالنقصان فذلك قوله ولا تفسدوا في
الأرض بعد اصلاحها وكانت بلادهم بلاد ميرة يمتار الناس منهم فكانوا يقعدون على الطريق فيصدون الناس
عن شعيب يقولون لا تسمعوا منه فإنه كذاب يفتنكم فذلك قوله ولا تقعدوا بكل صراط توعدون الناس ان اتبعتم
شعيبا فتنكم ثم انهم تواعدوه فقالوا يا شعيب لنخرجنك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا أي إلى دين آبائنا فقال عند
ذلك ما أريد أن أخالفكم لي ما أنهاكم عنه ان أريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت وهو
الذي يعصمني واليه أنيب يقول إليه ارجع ثم قال أولو كنا كارهين يقول إلى الرجعة إلى دينكم ان رجعنا إلى
دينكم فقد افترينا على الله كذبا وما يكون لنا يقول وما ينبغي لنا أن نعود فيها بعد إذ نجانا الله منها الا أن يشاء الله
ربنا فخاف العاقبة فرد المشيئة إلى الله تعالى فقال الا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شئ علما ما ندري ما سبق لنا
عليه توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين يعنى الفاصلين قال ابن عباس كان حليما صادقا
وقورا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر شعيبا يقول ذاك خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه فيما
دعاهم إليه وفيما ردوا عليه وكذبوه وتواعدوه بالرجم والنفي من بلادهم وتواعد كبراؤهم ضعفائهم قالوا لئن
اتبعتم شعيبا انكم إذا لخاسرون فلم ينته شعيب ان دعاهم فلما عتوا على الله أخذتهم الرجفة وذلك أن جبريل
نزل فوقف عليهم فصاح صيحة رجفت منها الجبال والأرض فخرجت أرواحهم من أبدانهم فذلك قوله فاخذتهم
الرجفة وذلك انهم حين سمعوا الصيحة قاموا قياما وفزعوا لها فرجفت بهم الأرض فرمتهم ميتين * وأخرج
اسحق وابن عساكر عن عكرمة والسدي قالا ما بعث الله نبيا مرتين الا شعيبا مرة إلى مدين فاخذهم الله بالصيحة
ومرة أخرى إلى أصحاب الأيكة فاخذهم الله بعذاب يوم الظلة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ولا تبخسوا
الناس أشياءهم قال لا تظلموا الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة ولا تبخسوا الناس
أشياءهم قال لا تظلموهم ولا تقعدوا بكل صراط توعدون قال كانوا يوعدون من أتى شعيبا وغشيه وأراد
الاسلام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ولا تقعدوا بكل صراط توعدون قال كانوا
يجلسون في الطريق فيخبرون من أتى عليهم ان شعيبا كذاب فلا يفتننكم عن دينكم * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله ولا تقعدوا بكل صراط قال طريق توعدون قال تخوفون الناس أن يأتوا شعيبا
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وتبغونها عوجا قال
تلتمسون لها الزيغ * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله ولا تقعدوا بكل صراط
توعدون قال العاشر وتصدون عن سبيل الله قال تصدون عن الاسلام وتبغونها عوجا قال هلاكا * وأخرج عبد
الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وتبغونها قال تبغون السبيل عوجا قال عن الحق
* وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد ولا تقعدوا بكل صراط توعدون قال هم العشار * وأخرج ابن جرير عن أبي
102

العالية عن أبي هريرة أو غيره شك أبو العالية قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به على خشبة على الطريق
لا يمر بها ثوب الا شقته ولا شئ الا خرقته قال ما هذا يا جبريل قال هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق
فيقطعونه ثم تلا ولا تقعدوا بكل صراط توعدون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في
قوله وما يكون لنا أن نعود فيها قال ما ينبغي لنا أن نعود في شرككم بعد إذ نجانا الله الا أن يشاء الله ربنا والله لا يشاء
الشرك ولكن يقول الا أن يكون الله قد علم شيئا فإنه قد وسع كل شئ علما * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات
عن زيد بن أسلم انه قال في القدرية والله ما قالوا كما قال الله ولا كما قال النبيون ولا كما قال أصحاب الجنة ولا كما قال
أصحاب النار ولا كما قال أخوهم إبليس قال الله وما تشاؤن الا أن يشاء الله وقال شعيب وما يكون لنا أن نعود فيها الا
أن يشاء الله وقال أصحاب الجنة الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وقال أصحاب النار ولكن
حقت كلمة العذاب على الكافرين وقال إبليس رب بما أغويتني * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في الوقف والابتداء والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال ما كنت
أدرى ما قوله ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق حتى سمعت ابنة ذي يزن تقول تعال أفاتحك يعنى أقاضيك
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ربنا افتح يقول اقض * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى قال الفتح القضاء لغة يمانية إذا قال أحدهم تعالى أقاضيك القضاء قال تعالى أفاتحك * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله كأن لم يغنوا فيها قال كان لم يعمروا فيها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله كان لم يغنوا فيها قال كان لم يعيشوا فيها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة
كان لم يغنوا فيها يقول كان لم يعيشوا فيها * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة فتولى عنهم وقال يا قوم
لقد أبلغتكم رسالات ربى ونصحت لكم قال ذكر لنا ان نبي الله شعيبا أسمع قومه وأن نبي الله صالحا أسمع قومه كما
أسمع والله نبيكم محمد قومه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فكيف آسى قال
أحزن * وأخرج ابن عساكر عن جبلة بن عبد الله قال بعث الله جبريل إلى أهل مدين شطر الليل ليأفكهم
بمغانيهم فألفى رجلا قائما يتلو كتاب الله فهاله أن يهلكه فيمن يهلك فرجع إلى المعراج فقال اللهم أنت سبوح
قدوس بعثتني إلى مدين لإفك مدائنهم فأصبت رجلا قائما يتلو كتاب الله فأوحى الله ما أعرفني به هو فلان بن فلان
فابدأ به فإنه لم يدفع عن محارمي الا موادعا * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس ان شعيبا كان
يقرأ من الكتب التي كان الله أنزلها على إبراهيم عليه السلام * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال في
المسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهما قبر إسماعيل وشعيب فقبر إسماعيل في الحجر وقبر شعيب مقابل الحجر الأسود
* وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه أن شعيبا مات بمكة ومن معه من المؤمنين فقبورهم في غربي الكعبة
بين دار الندوة وبين باب بنى سهم * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن وهب عن مالك بن أنس قال كان شعيب
خطيب الأنبياء * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم عن ابن إسحاق قال ذكر لي يعقوب بن أبي سلمة ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان إذا ذكر شعيبا قال ذاك خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه فيما يرادهم به فلما كذبوه
وتوعدوه بالرجم والنفي من بلاده وعتوا على الله أخذهم عذاب يوم الظلة فبلغني ان رجلا من أهل مدين يقال له
عمرو بن حلهاء لما رآها قال
يا قوم ان شعيبا مرسل فذروا * عنكم سميرا وعمران بن شداد
انى أرى عينة يا قوم قد طلعت * تدعو بصوت على صمانة الواد
وانه لا يروى فيه ضحى غد * الا الرقيم يمشى بين أنجاد
وسمير وعمران كاهناهم والرقيم كلبهم * قوله تعالى (وما أرسلنا في قرية) الآيتين * أخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة قال مكان الشدة الرخاء حتى عفوا قال كثروا وكثرت
أموالهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله
ثم بدلنا مكان السيئة قال الشر الحسنة قال الرخاء والعدل والولد حتى عفوا يقول حتى كثرت أموالهم وأولادهم
103

* واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله حتى عفوا فألجموا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء قال قالوا قد أتى على آبائنا مثل هذا فلم يكن شيئا
فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون قال بغت القوم أمر الله وما أخذ الله قوما قط الا عند سكونهم وغرتهم ونعمتهم
فلا تغتروا بالله انه لا يغتر بالله الا القوم الفاسقون * قوله تعالى (ولو أن أهل القرى) الآية أخرج عبد بن حميد
وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولو أن أهل القرى آمنوا قال بما أنزل واتقوا قال ما حرم الله لفتحنا عليهم بركات من
السماء والأرض يقول لأعطتهم السماء بركتها والأرض نباتها * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق معاذ بن رفاعة عن
موسى الطائفي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرموا الخبز فان الله أنزله من بركات السماء وأخرجه من بركات
الأرض * وأخرج البزار والطبراني بسند ضعيف عن عبد الله بن أم حرام قال صليت القبلتين مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أكرموا الخبز فان الله أنزله من بركات السماء وسخر له بركات
الأرض ومن يتبع ما يسقط من السفرة غفر له * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال كان أهل قرية أوسع الله
عليهم حتى كانوا يستنجون بالخبز فبعث عليهم الجوع حتى أنهم كانوا يأكلون ما يتغدون به * قوله تعالى (أفأمن أهل
القرى) الآيتين * أخرج أبو الشيخ عن أبي نضرة قال يستحب إذا قرأ الرجل هذه الآية أفأمن أهل القرى ان
يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون يرفع بها صوته * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال لا تتخذوا الدجاج
والكلاب فتكونوا من أهل القرى وتلا أفأمن أهل القرى ان يأتيهم بأسنا بياتا * قوله تعالى (أفأمنوا مكر الله)
الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن هشام بن عروة قال كتب رجل إلى صاحب له إذا أصبت من الله شيئا يسرك فلا
تأمن ان يكون فيه من الله مكر فإنه لا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم
ان الله تبارك وتعالى قال للملائكة ما هذا الخوف الذي قد بلغكم وقد أنزلتكم المنزلة التي لم أنزلها غيركم قالوا
ربنا لا نأمن مكرك لا يأمن مكرك الا القوم الخاسرون * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن علي بن أبي
حليمة قال كان ذر بن عبد الله الخولاني إذا صلى العشاء يختلف في المسجد فإذا أراد ان ينصرف رفع صوته
بهذه الآية فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون * وأخرج ابن أبي حاتم عن إسماعيل بن رافع قال من الامن
لمكر الله إقامة العبد على الذنب يتمنى على الله المغفرة * قوله تعالى (أولم يهد) الآية * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ
عن ابن عباس في قوله أولم يهد قال أولم يبين * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله أو لم يهد قال يبين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله للذين يرثون
الأرض من بعد أهلها قال المشركون * قوله تعالى (تلك القرى) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن أبي بن كعب في قوله فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل قال كان في علم الله يوم أقروا له
بالميثاق من يكذب به ومن يصدق * وأخرج بن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل قال مثل قوله ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل قال ذلك يوم أخذ منهم الميثاق
فآمنوا كرها * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع في قوله ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا
بما كذبوا به من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين قال لقد علمه فيهم أيهم المطيع من العاصي حيث
خلقهم في زمان آدم قال وتصديق ذلك حين قال لنوح يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك
وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم ففي ذلك قال ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون وفى ذلك وما كنا
معذبين حتى نبعث رسولا * وأخرج أبو الشيخ عن مقاتل بن حيان في قوله وإذ أخذ ربك من بني آدم من
ظهورهم ذرياتهم قال أخرجهم مثل الذر فركب فيهم العقول ثم استنطقهم فقال لهم ألست بربكم قالوا جميعا بلى
فأقروا بألسنتهم وأسر بعضهم الكفر في قلوبهم يوم الميثاق فهو قوله ولقد جاءتهم رسلهم بعد البلاغ بالبينات
فما كانوا ليؤمنوا بعد البلوغ بما كذبوا يعنى يوم الميثاق كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين * قوله تعالى
(وما وجدنا لأكثرهم من عهد) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وما وجدنا لأكثرهم من عهد
104

قال الوفاء * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وما وجدنا لأكثرهم من عهد يقول فيما ابتلاهم به ثم عافاهم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله وما وجدنا لأكثرهم من عهد قال هو ذاك العهد يوم أخذ الميثاق
* واخرج أبو الشيخ عن قتادة وما وجدنا لأكثرهم من عهد قال لما ابتلاهم بالشدة والجهد والبلاء ثم أتاهم
بالرخاء والعافية ذم الله أكثرهم عند ذلك فقال وما وجدنا لأكثرهم من عهد وان وجدنا أكثرهم لفاسقين
* وأخرج ابن جرير عن أبي بن كعب وما وجدنا لأكثرهم من عهد قال الميثاق الذي أخذه في ظهر آدم
* وأخرج ابن المنذر عن أبي بن كعب في قوله وما وجدنا لأكثرهم من عهد قال علم الله يومئذ من يفي ممن لا يفي
فقال وان وجدنا أكثرهم لفاسقين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في
قوله وما وجدنا لأكثرهم من عهد قال الذي أخذ من بني آدم في ظهر آدم لم يفوا به وان وجدنا أكثرهم
لفاسقين قال القرون الماضية * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وان وجدنا أكثرهم لفاسقين
قال وذلك أن الله انما أهلك القرى لانهم لم يكونوا حفظوا ما أوصاهم به * قوله تعالى (ثم بعثنا من بعدهم
موسى) الآية * أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال انما سمى موسى لأنه ألقي بين ماء وشجر فالماء بالقبطية
مو والشجر سى * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال كان فرعون فارسيا من أهل إصطخر * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن لهيعة ان فرعون كان من أبناء مصر * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن المنكدر
قال عاش فرعون ثلثمائة سنة منها مائتان وعشرون سنة لم ير فيها ما يقذى عينيه ودعاه موسى ثمانين سنة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طلحة ان فرعون كان قبطيا ولد زنا طوله سبعة أشبار * وأخرج ابن أبي حاتم
عن الحسن قال كان فرعون علجا من همدان * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال قال موسى
عليه السلام يا رب أمهلت فرعون أربعمائة سنة وهو يقول أنا ربكم الأعلى ويكذب بآلائك ويجحد رسلك فأوحى
الله إليه انه كان حسن الخلق سهل الحجاب فأحببت ان أكافئه * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال أول من
خضب بالسواد فرعون * وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم بن مقسم الهذلي قال مكث فرعون أربعمائة سنة لم
يصدع له رأس * وأخرج عن أبي الأشرس قال مكث فرعون أربعمائة سنة الشباب يغدو فيه ويروح * وأخرج
الخطيب عن الحكم بن عتيبة قال أول من خضب بالسواد فرعون حيث قال له موسى ان أنت آمنت بالله سألته
ان يرد عليك شبابك فذكر ذلك لهامان فخضبه هامان بالسواد فقال له موسى ميعادك ثلاثة أيام فلما كانت
ثلاثة أيام فصل خضابه * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال كان يغلق دون فرعون ثمانون بابا
فما يأتي موسى بابا منها الا انفتح له ولا يكلم أحدا حتى يقوم بين يديه * قوله تعالى (وقال موسى يا فرعون)
الآيات * أخرج أبو الشيخ عن مجاهد انه كان يقرأ حقيق على أن لا أقول * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن
قتادة في قوله فألقى عصاه قال ذكر لنا ان تلك العصا عصا آدم أعطاه إياها ملك حين توجه إلى مدين فكانت
تضئ له بالليل ويضرب بها الأرض بالنهار فيخرج له رزقه يهش بها على غنمه قال الله عز وجل فإذا هي ثعبان
مبين قال حية تكاد تساوره * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن المنهال قال ارتفعت الحية في السماء ميلا
فأقبلت إلى فرعون فجعلت تقول يا موسى مرني بما شئت وجعل فرعون يقول يا موسى أسألك بالذي أرسلك
قال وأخذه بطنه * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لقد دخل موسى على فرعون وعليه زرمانقة من
صوف ما تجاوز مرفقه فاستؤذن على فرعون فقال ادخلوه فدخل فقال إن إلهي أرسلني إليك فقال للقوم حوله
ما علمت لكم من إله غيري خذوه قال انى قد جئتك بآية قال فائت بها ان كنت من الصادقين فألقى عصاه فصارت
ثعبانا ما بين لحييه ما بين السقف إلى الأرض وأدخل يده في جيبه فأخرجها مثل البرق تلتمع الابصار فخروا على
وجوههم وأخذ موسى عصاه ثم خرج ليس أحد من الناس الا يفر منه فلما أفاق وذهب عن فرعون الروع قال
للملا حوله ماذا تأمرون قالوا أرجئه وأخاه لا تأتنا به ولا يقربنا وأرسل في المدائن حاشرين وكانت السحرة
يخشون من فرعون فلما أرسل إليهم قالوا قد احتاج إليكم إلهكم قال إن هذا فعل كذا وكذا قالوا ان هذا ساحر
يسحر أئن لنا لأجرا ان كنا نحن الغالبين قال ساحر يسحر الناس ولا يسحر الساحر الساحر قال نعم وانكم إذا
105

لمن المقربين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحكم قال كانت عصا موسى من عوسج ولم يسخر العوسج
لأحد بعده * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال عصا موسى اسمها ماشا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مسلم قال
عصا موسى هي الدابة يعنى دابة الأرض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
من طرق عن ابن عباس في قوله فإذا هي ثعبان مبين قال الحية الذكر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق معمر عن قتادة في قوله فإذا هي ثعبان مبين قال تحولت حية عظيمة قال
معمر قال غيره مثل المدينة * وأخرج أبو الشيخ عن الكلبي قال حية صفراء ذكر * وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب
ابن منبه قال كان بين لحي الثعبان الذي من عصا موسى اثنا عشر ذراعا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن فرقد
السبخي قال كان فرعون إذا كانت له حاجة ذهبت به السحرة مسيرة خمسين فرسخا فإذا قضى حاجته جاؤوا به حتى
كان يوم عصا موسى فإنها فتحت فاها فكان ما بين لحييها أربعين ذراعا فأحدث يومئذ أربعين مرة * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله فإذا هي ثعبان مبين قال الذكر من الحيات فاتحة فمها واضعة لحيها الأسفل
في الأرض والأعلى على سور القصر ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه فلما رآها ذعر منها ووثب فأحدث ولم يكن
يحدث قبل ذلك وصاح يا موسى خذها وأنا أومن بك وأرسل معك بني إسرائيل فاخذها موسى فصارت عصا
* وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد ونزع يده قال الكف * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله يريد ان يخرجكم
قال يستخرجكم من أرضكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله أرجئه
قال أخره * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قالوا أرجئه وأخاه قال احبسه وأخاه * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس في قوله وأرسل
في المدائن حاشرين قال الشرط * قوله تعالى (وجاء السحرة) الآيات * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال كانت السحرة سبعين رجلا أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء وفى لفظ
كانوا سحرة في أول النهار وشهداء آخر النهار حين قتلوا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن كعب قال كان سحرة فرعون اثنى عشر ألفا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن إسحاق قال جمع
له خمسة عشر الف ساحر * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي ثمامة قال سحرة فرعون سبعة عشر ألفا
وفى لفظ تسعة عشر ألفا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى قال كان السحرة بضعة وثلاثين ألفا ليس
منهم رجل الا معه حبل أو عصا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن القاسم بن أبي بزة قال سحرة فرعون كانوا سبعين الف ساحر فألقوا سبعين الف حبل وسبعين الف
عصا حتى جعل موسى يخيل إليه من سحرهم انها تسعى فأوحى الله إليه يا موسى الق عصاك فألقى عصاه فإذا هي
ثعبان فاغر فاه فابتلع حبالهم وعصيهم فألقى السحرة عند ذلك سجدا فما رفعوا رؤسهم حتى رأوا الجنة والنار
وثواب أهلها * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال كانت السحرة الذين توفاهم الله مسلمين ثمانين ألفا
* وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج قال السحرة ثلثمائة من قرم وثلثمائة من العريش ويشكون في ثلثمائة
من الإسكندرية * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله قالوا أئن لنا لأجرا أي أئن لنا لعطاء وفضيلة
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فلما ألقوا قال ألقوا حبالا غلاظ وخشبا طوالا فأقبلت تخيل إليه من
سحرهم انها تسعى * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله وأوحينا إلى موسى ان الق عصاك قال
أوحى الله إلى موسى ان الق ما في يمينك فألقى عصاه فأكلت كل حية لهم فلما رأوا ذلك سجدوا * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وأوحينا إلى موسى ان الق عصاك
فألقى عصاه فتحولت حية فأكلت سحرهم كله وعصيهم وحبالهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله تلقف ما يأفكون قال يكذبون * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله تلقف ما يأفكون قال تسترط حبالهم وعصيهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة
قال ذكر لنا ان السحرة قالوا حين اجتمعوا ان يك ما جاء به سحرا فلن يغلب وان يك من الله فسترون فلما ألقى عصاه
106

أكلت ما أفكوا من سحرهم وعادت كما كانت علموا انه من الله فألقوا عند ذلك ساجدين قالوا آمنا برب العالمين
* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن مسعود وناس من الصحابة قال التقى موسى وأمير السحرة فقال له موسى
أرأيتك ان غلبتك أتؤمن بي وتشهد ان ما جئت به حق قال الساحر لآتين غدا بسحر لا يغلبه سحر فوالله لئن غلبتني
لأومنن بك ولأشهدن انك حق وفرعون ينظر إليهم وهو قول فرعون ان هذا لمكر مكرتموه في المدينة إذ التقيتما
لتظاهرا فتخرجا منها أهلها * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد
في قوله فوقع الحق قال ظهر وبطل ما كانوا يعملون قال ذهب الإفك الذي كانوا يعملون * وأخرج ابن أبي حاتم
عن سعيد بن جبير في قوله وألقى السحرة ساجدين قال رأوا منازلهم تبنى لهم وهم في سجودهم * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الأوزاعي قال لما خر السحرة سجدا رفعت لهم الجنة حتى نظروا إليها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
السدى في قوله ان هذا لمكر مكرتموه في المدينة إذ التقيتما لتظاهرا فتخرجا منها أهلها لأقطعن أيديكم الآية قال
قتلهم وقطعهم كما قال * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن إسحاق قال كان من رؤس السحرة الذين جمع فرعون لموسى
فيما بلغني سابور وعاذ وروحطحط ومصفى أربعة هم الذين آمنوا حين رأوا ما رأوا من سلطان الله فآمنت معهم
السحرة جميعا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان أول من صلب فرعون وهو
أول من قطع الأيدي والأرجل من خلاف * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال لما ألقوا ما في
أيديهم من السحر ألقى موسى عصاه فإذا هي ثعبان مبين فتحت فمالها مثل الرحى فوضعت مشفرها على الأرض
ورفعت المشفر الآخر فاستوعبت كل شئ ألقوه من حبالهم وعصيهم ثم جاء إليها فاخذها فصارت عصا كما كانت
فخرت بنو إسرائيل سجدا وقالوا آمنا برب موسى وهارون قال آمنتم له قبل ان آذن لكم الآية قال فكان أول من
قطع من خلاف وأول من صلب في الأرض فرعون * واخرج عبد بن حميد عن قتادة لأقطعن أيديكم وأرجلكم
من خلاف قال يدا من ههنا ورجلا من ههنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ذكر
لنا انهم كانوا أول النهار سحرة وآخره شهداء * قوله تعالى (وقال الملا من قوم فرعون) * أخرج الفريابي
وعبد بن حميد وأبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ من طرق
عن ابن عباس انه كان يقرأ ويذرك وآلهتك قال عبادتك وقال انما كان فرعون يعبد ولا يعبد * وأخرج ابن
الأنباري عن الضحاك مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ويذرك وآلهتك قال يترك عبادتك
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد ويذرك وآلهتك قال وعبادتك * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن الضحاك انه قال كيف تقرؤن هذه الآية ويذرك قالوا ويذرك وآلهتك فقال الضحاك انما هي
آلهتك أي عبادتك الا ترى انه يقول أنا ربكم الأعلى * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله ويذرك وآلهتك
قال قال ابن عباس ليس يعنون الأصنام انما يعنون بآلهتك تعظيمك * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سليمان
التيمي قال قرأت على بكر بن عبد الله ويذرك وآلهتك قال بكر أتعرف هذا في العربية فقلت نعم فجاء الحسن
فاستقرأني بكر فقرأتها كذلك فقال الحسن ويذرك وآلهتك فقلت للحسن أو كان يعبد شيئا قال أي والله ان كان
ليعبد قال سليمان التيمي بلغني انه كان يجعل في عنقه شيئا يعبده قال وبلغني أيضا عن ابن عباس انه كان يعبد
البقر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ويذرك وآلهتك قال كان فرعون له
آلهة يعبدها سرا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال لما آمنت السحرة اتبع موسى ستمائة ألف من بني إسرائيل
* قوله تعالى (قالوا أوذينا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله قالوا أوذينا من قبل ان تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال من قبل ارسال الله إياك ومن بعده * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه في الآية قال قالت بنو إسرائيل لموسى كان فرعون
يكلفنا اللبن قبل ان تأتينا فلما جئت كلفنا اللبن مع التبن أيضا فقال موسى أي رب أهلك فرعون حتى متى تبقيه
فأوحى الله إليهم انهم لم يعملوا الذنب الذي أهلكهم به * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قالوا أوذينا من قبل ان
107

تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال اما قبل ان يبعث حزا لعدو الله فرعون حاز انه يولد في هذا العام غلام يسلبك ملكك
قال فتتبع أولادهم في ذلك العام يذبح الذكور منهم ثم ذبحهم أيضا بعد ما جاءهم موسى وهذا قول بني إسرائيل
يشكون إلى موسى فقال لهم موسى عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بنا أهل البيت يفتح ويختم فلا بد
ان تقع دولة لبني هاشم فانظروا فيمن تكونوا من بنى هاشم وفيهم نزلت عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم
في الأرض فينظر كيف تعملون * قوله تعالى (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين) الآية * أخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن مسعود ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين قال السنون
الجوع * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله
ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين قال الجوائح ونقص من الثمرات دون ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين قال أخذهم الله بالسنين
بالجوع عاما فعاما ونقص من الثمرات فاما السنون فكان ذلك في باديتهم وأهل مواشيهم واما نقص من الثمرات
فكان في أمصارهم وقراهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن رجاء بن حياة في قوله ونقص من
الثمرات قال حتى لا تحمل النخلة الا بسرة واحدة * واخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي حاتم عن ابن
عباس قال لما أخذ الله آل فرعون بالسنين يبس كل شئ لهم وذهبت مواشيهم حتى يبس نيل مصر واجتمعوا إلى
فرعون فقالوا له ان كنت كما تزعم فاتنا في نيل مصر بماء قال غدوة يصبحكم الماء فلما خرجوا من عنده قال أي شئ
صنعت أنا أقدر على أن أجري في نيل مصر ماء غدوة أصبح فيكذبوني فلما كان في جوف الليل قام واغتسل ولبس
مدرعة صوف ثم خرج حافيا حتى أتى نيل مصر فقام في بطنه فقال اللهم انك تعلم انى أعلم انك تقدر على أن تملأ
نيل مصر ماء فأملاه فما علم الا بخرير الماء يقبل فخرج وأقبل النيل يزخ بالماء لما أراد الله بهم من الهلكة * قوله
تعالى (فإذا جاءتهم الحسنة) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله فإذا جاءتهم الحسنة قال العافية والرخاء قالوا لنا هذه ونحن أحق بها وان تصبهم سيئة
قال بلاه وعقوبة يطيروا بموسى قال يتشاءموا به * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ألا انما طائرهم قال
مصائبهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله ألا انما طائرهم عند الله قال الامر من قبل الله
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ألا انما طائرهم عند الله يقول الامر من قبل الله ما أصابكم من أمر الله
فمن الله بما كسبت أيديكم * قوله تعالى (وقالوا مهما تأتنا به) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله
وقالوا مهما تأتنا به من آية قال إن ما تأتنا به من آية قال وهذه فيها زيادة ما * قوله تعالى (فأرسلنا عليهم الطوفان)
الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم الطوفان الموت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن عطاء قال الطوفان الموت * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد قال الطوفان الموت على كل حال * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس
قال الطوفان الغرق * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال الطوفان أن يمطروا دائما بالليل والنهار
ثمانية أيام والقمل الجراد الذي ليس له أجنحة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال
الطوفان أمر من أمر ربك ثم قرأ فطاف عليها طائف من ربك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس
قال أرسل الله على قوم فرعون الطوفان وهو المطر فقالوا يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنا لمطر فنؤمن لك ونرسل
معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم فأنبت الله لهم في تلك السنة شيئا لم ينبته قبل ذلك من الزرع والكلأ
فقالوا هذا ما كنا نتمنى فأرسل الله عليهم الجراد فسلطه عليهم فلما رأوه عرفوا أنه لا يبقى الزرع قالوا مثل ذلك فدعا
ربه فكشف عنهم الجراد فداسوه وأحرزوه في البيوت فقالوا قد أحرزنا فأرسل الله عليهم القمل وهو السوس
الذي يخرج من الحنطة فكان الرجل يخرج بالحنطة عشرة أجربة إلى الرحا فلا يرد منها بثلاثة أقفزة فقالوا مثل ذلك
فكشف عنهم فأبوا أن يرسلوا معه بني إسرائيل فبينا موسى عند فرعون إذ سمع نقيق ضفدع من نهر فقال
108

يا فرعون ما تلقى أنت وقومك من هذا الضفدع فقال وما عسى أن يكون عند هذا الضفدع فما أمسوا حتى كان
الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع وما منهم من أحد يتكلم الا وثب ضفدع في فيه وما من شئ من آنيتهم الا وهي
ممتلئة من الضفادع فقالوا مثل ذلك فكشف عنهم فلم يفوا فأرسل الله عليهم الدم فصارت أنهارهم دما وصارت
آبارهم دما فشكوا إلى فرعون ذلك فقال ويحكم قد سحركم فقالوا ليس نجد من مائنا شيئا في اناء ولا بئر ولا نهر الا
ونجده طعم الدم العبيط فقال فرعون يا موسى ادع لنا ربك فكشف عنهم الدم فلم يفوا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله فأرسلنا عليهم الطوفان وهو المطر حتى خافوا الهلاك فاتوا موسى فقالوا يا موسى ادع
لنا ربك أن يكشف عنا المطر فانا نؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم المطر فأنبت الله به
حرثهم وأخصبت بلادهم فقالوا ما نحب انا لم نمطر ولن نترك الهنا ونؤمن بك ولن نرسل معك بني إسرائيل
فأرسل الله عليهم الجراد فأسرع في فساد زروعهم وثمارهم قالوا يا موسى ادع لنا ربك أن يكشف عنا الجراد فانا
سنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم الجراد وكان قد بقى من زرعهم ومعائشهم بقايا فقالوا
قد بقى لنا ما هو كافينا فلن نؤمن لك ولن نرسل معك بني إسرائيل فأرسل الله عليهم القمل وهو الدبا فتتبع
ما كان ترك الجراد فجزعوا وخشوا الهلاك فقالوا يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنا الدبا فانا سنؤمن لك ونرسل
معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم الدبا فقالوا ما نحن لك بمؤمنين ولا مرسلين معك بني إسرائيل فأرسل الله
عليهم الضفادع فملأ بيوتهم منها ولقوا منها أذى شديدا لم يلقوا مثله فيما كان قبله كانت تثب في قدورهم فتفسد
عليهم طعامهم وتطفئ نيرانهم قالوا يا موسى ادع لنا ربك أن يكشف عنا الضفادع فقد لقينا منها بلاء وأذى فانا
سنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم الضفادع فقالوا لا نؤمن لك ولا نرسل معك بني إسرائيل
فأرسل الله عليهم الدم فجعلوا لا يأكلون الا الدم ولا يشربون الا الدم قالوا يا موسى ادع لنا ربك أن يكشف
عنا الدم فانا سنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم الدم فقالوا يا موسى لن نؤمن لك ولن
نرسل معك بني إسرائيل فكانت آيات مفصلات بعضها أثر بعض لتكون لله الحجة عليهم فاخذهم الله بذنوبهم
فأغرقهم في اليم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد
في قوله فأرسلنا عليهم الطوفان قال الماء والطاعون والجراد قال تأكل مسامير رتجهم يعنى أبوابهم وثيابهم
والقمل الدبا والضفادع تسقط على فرشهم وفى أطعمتهم والدم يكون في ثيابهم ومائهم وطعامهم * وأخرج
أبو الشيخ عن عطاء قال بلغني أن الجراد لما سلط على بني إسرائيل أكل أبوابهم حتى أكل مساميرهم * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الجراد نترة من حوت في البحر * وأخرج العقيلي في كتاب الضعفاء وأبو الشيخ
في العظمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الجراد فقال إن مريم سالت الله ان يطعمها لحما لا دم
فيه فأطعمها الجراد * وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن أبي امامة الباهلي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
مريم بنت عمران سالت ربها ان يطعمها لحما لا دم فيه فأطعمها الجراد فقالت اللهم أعشه بغير رضاع وتابع بينه
بغير شياع يعنى الصون قال الذهبي اسناده أنظف من الأول * وأخرج البيهقي في سننه عن زينب ربيبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم قالت إن نبيا من الأنبياء سال الله لحم طير لا ذكاة له فرزقه الله الحيتان والجراد * وأخرج أبو داود
وابن ماجة وأبو الشيخ في العظمة والطبراني وابن مردويه والبيهقي عن سلمان قال سئل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الجراد فقال أكثر جنود الله لا آكله ولا أحرمه * وأخرج أبو بكر البرقي في معرفة الصحابة والطبراني وأبو
الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الايمان عن أبي زهير النميري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقاتلوا
الجراد فإنه جند من جند الله الأعظم قال البيهقي هذا ان صح أراد به إذا لم يتعرض لإفساد المزارع فإذا تعرض له
جاز دفعه بما يقع به الدفع من القتال والقتل أو أراد به تعذر مقاومته بالقتال والقتل * وأخرج البيهقي من طريق
الفضيل بن عياض عن مغيرة عن إبراهيم عن عبد الله قال وقعت جرادة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا الا نقتلها يا رسول الله فقال من قتل جرادة فكأنما قتل غوريا قال البيهقي هذا ضعيف بجهالة بعض رواته
وانقطاع ما بين إبراهيم وابن مسعود * وأخرج الحاكم في تاريخه والبيهقي بسند فيه مجهول عن ابن عم قال وقعت
109

جرادة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتملها فإذا مكتوب في جناحها بالعبرانية لا يعنى جنيني ولا يشبع
آكلي نحن جند الله الأكبر لنا تسعة وتسعون بيضة ولو تمت لنا المائة لأكلنا الدنيا بما فيها فقال النبي صلى الله
عليه وسلم اللهم أهلك الجراد اقتل كبارها وأمت صغارها وأفسد بيضها وسد أفواهها عن مزارع المسلمين
وعن معايشهم انك سميع الدعاء فجاءه جبريل فقال إنه قد استجيب لك في بعض قال البيهقي هذا حديث
منكر * وأخرج الطبراني وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي في الأربعين والبيهقي عن الحسين بن علي قال كنا
على مائدة أنا وأخي محمد بن الحنفية وبنى عمى عبد الله بن عباس وقثم والفضل فوقعت جرادة فاخذها عبد الله
ابن عباس فقال للحسين تعلم ما مكتوب على جناح الجرادة فقال سالت أبى فقال سالت رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال لي على جناح الجرادة مكتوب انى أنا الله لا إله الا أنا رب الجرادة ورازقها إذا شئت بعثتها
رزقا لقوم وان شئت على قوم بلاء فقال ابن عباس هذا والله من مكنون العلم * وأخرج أبو نعيم في الحلية
عن عكرمة قال قال لي ابن عباس مكتوب على الجرادة بالسريانية انى أنا الله لا إله الا أنا وحدي لا شريك لي الجراد
جند من جندي أسلطه على من أشاء من عبادي * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن المسيب قال لما
خلق الله آدم فضل من طينته شئ فخلق منه الجراد * وأخرج عن سعيد بن أبي الحسن مثله * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال الطوفان المطر والجراد هذا الجراد والقمل الدابة
التي تكون في الحنطة * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر قال القمل الجراد الذي لا يطير * وأخرج ابن أبي حاتم
عن الحسن قال القمل هو القمل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد قال زعم بعض الناس
في القمل انها البراغيث * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن حبيب بن أبي ثابت قال القمل الجعلان * وأخرج
الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل القمل والضفادع قال القمل الدبا
والضفادع هي هذه قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وهو يقول
يبادرون النحل من أنها * كأنهم في الشرف القمل
* وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة قال القمل الجنادب بنات الجراد * وأخرج أبو الشيخ عن عفيف عن رجل
من أهل الشام قال القمل البراغيث * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كانت الضفادع
برية فلما أرسلها الله على آل فرعون سمعت وأطاعت فجعلت تقذف نفسها في القدر وهي تغلي وفى التنانير
وهي تفور فأثابها الله بحسن طاعتها برد الماء * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال لم يكن شئ أشد
على آل فرعون من الضفادع كانت تأتى القدور وهي تغلي فتلقى أنفسها فيها فأورثها الله برد الماء والثرى إلى يوم
القيامة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو قال لا تقتلوا الضفادع فإنها لما أرسلت على آل فرعون انطلق
ضفدع منها فوقع في تنور فيه نار طلبت بذلك مرضاة الله فأبدلهن الله أبرد شئ نعلمه الماء وجعل نعيقهن
التسبيح * وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي ان طبيبا ذكر ضفدعا في دواء عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن مجاهد قال سالت النيل دما فكان الإسرائيلي يستقى ماء طيبا ويستقى الفرعوني دما ويشتركان
في اناء واحد فيكون ما يلي الإسرائيلي ماء طيبا وما يلي الفرعوني دما * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة قال أرسل الله عليهم الدم فكانوا لا يغترفون من مائهم الا دما أحمر حتى لقد ذكر لنا ان فرعون
كان يجمع بين الرجلين على الاناء الواحد القبطي والإسرائيلي فيكون ما يلي الإسرائيلي ماء وما يلي القبطي دما
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله والدم قال سلط الله عليهم الرعاف * وأخرج أحمد في
الزهد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن نوف الشامي قال مكث موسى في آل فرعون بعد ما غلب السحرة عشرين
سنة يريهم الآيات الجراد والقمل والضفادع والدم فيأبون ان يسلموا * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال
مكث موسى في آل فرعون بعد ما غلب السحرة أربعين سنة يريهم الآيات الجراد والقمل والضفادع
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله آيات مفصلات قال كانت آيات مفصلات بعضها على أثر بعض
110

ليكون لله الحجة عليهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله آيات مفصلات قال يتبع بعضها بعضا تمكث
فيهم سبتا إلى سبت ثم ترفع عنهم شهرا * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال كان بين كل آيتين من هذه
الآيات ثلاثون يوما * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال كانت الآيات التسع في تسع سنين في كل سنة
آية * قوله تعالى (ولما وقع عليهم الرجز) الآية * أخرج ابن مردويه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال الرجز العذاب * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال أمر موسى بني إسرائيل فقال ليذبح كل رجل منكم
كبشا ثم ليخضب كفه في دمه ثم ليضرب على بابه فقالت القبط لبني إسرائيل لم تجعلون هذا الدم على بابكم قالوا ان
الله يرسل عليكم عذابا فنسلم وتهلكون قال القبط فما يعرفكم الله الا بهذه العلامات قالوا هكذا أمرنا نبينا
فأصبحوا وقد طعن من قوم فرعون سبعون ألفا فأمسوا وهم لا يتدافنون فقال فرعون عند ذلك ادع لنا ربك بما
عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل والرجز الطاعون فدعا ربه فكشفه
عنهم فكان أوفاهم كلهم فرعون قال اذهب ببني إسرائيل حيث شئت * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال
ألقى الله الطاعون على آل فرعون فشغلهم بذلك حتى خرج موسى فقال موسى لبني إسرائيل اجعلوا أكفكم
في الطين والرماد ثم ضعوه على أبوابكم كيما يجتنبكم ملك الموت قال فرعون أما يموت من عبيدنا أحد قالوا لا قال
أليس هذا عجبا انا نؤخذ ولا يؤخذون * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير لئن كشفت عنا الرجز قال
الطاعون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة قال الرجز العذاب * وأخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله إلى أجل هم بالغوه قال الغرق * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله فلما كشفنا عنهم الرجز قال العذاب إلى أجل هم
بالغوه قال عدد مسمى معهم من أيامهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله إذا هم ينكثون
قال ما أعطوا من العهود * قوله تعالى (فانتقمنا منهم) الآية * أخرج أبو الشيخ عن الضحاك في الآية قال
فانتقم الله منهم بعد ذلك فأغرقهم في اليم * وأخرج ابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس قال اليم البحر
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال اليم هو البحر * قوله تعالى (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون
مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن الحسن في قوله مشارق الأرض ومغاربها قال هي أرض الشام * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن قتادة في قوله مشارق
الأرض ومغاربها التي باركنا فيها قال هي أرض الشام * وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن شوذب في قوله
مشارق الأرض ومغاربها قال فلسطين * وأخرج ابن عساكر عن زيد بن أسلم في قوله التي باركنا فيها قال قرى
الشام * وأخرج ابن عساكر عن كعب الأحبار قال إن الله تعالى بارك في الشام من الفرات إلى العريش
* وأخرج ابن عساكر عن أبي الأغبش وكان قد أدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل عن البركة
التي بورك في الشام أين مبلغ حده قال أول حدوده عريش مصر والحد الآخر طرف التنية والحد الآخر
الفرات والحد الآخر جعل فيه قبر هود النبي عليه السلام * وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن أبي سفيان
قال إن ربك قال لإبراهيم عليه السلام أعمر من العريش إلى الفرات الأرض المباركة وكان أول من اختنن وقرى
الضيف * وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه قال دمشق بناها غلام إبراهيم الخليل عليه السلام وكان حبشيا
وهبه له نمرود بن كنعان حين خرج إبراهيم من النار وكان اسم الغلام دمشق فسماها على اسمه وكان إبراهيم
جعله على كل شئ له وسكنها الروم بعد ذلك بزمان * وأخرج ابن عساكر عن أبي عبد الملك الجزري قال إذا
كانت الدنيا في بلاء وقحط كان الشام في رخاء وعافية وإذا كان الشام في بلاء وقحط كانت فلسطين في رخاء وعافية
وإذا كانت فلسطين في بلاء وقحط كان بيت المقدس في رخاء وعافية وقال الشام مباركة وفلسطين مقدسة وبيت
المقدس قدس ألف مرة * وأخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال قلت لأبي سلام الأسود
ما نقلك من حمص إلى دمشق قال بلغني ان البركة تضعف بها ضعفين * وأخرج ابن عساكر عن مكحول انه سأل
111

رجلا أين تسكن قال الغوطة قال له مكحول ما يمنعك أن تسكن دمشق فان البركة فيها مضعفة * وأخرج
ابن عساكر عن كعب قال مكتوب في التوراة ان الشام كنز الله عز وجل من أرضه بها كنز الله من عباده يعنى
بها قبور الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب * وأخرج ابن عساكر عن ثابت بن معبد قال قال الله تعالى يا شام
أنت خيرتي من بلدي أسكنك خيرتي من عبادي * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي والروياني في
مسنده وابن حبار والطبراني والحاكم وصححه عن زيد بن ثابت قال كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم
نؤلف القرآن من الرقاع إذ قال طوبى للشام قيل له ولم قال إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم * وأخرج
البزار والطبراني بسند حسن عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنكم ستجندون أجنادا جندا
بالشام ومصر والعراق واليمن قلنا فخر لنا يا رسول الله قال عليكم بالشام فان الله قد تكفل لي بالشام * وأخرج
البزار والطبراني بسند ضعيف عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنكم ستجندون أجنادا فقال
رجل يا رسول الله خر لي فقال عليك بالشام فإنها صفوة الله من بلاده فيها خيرة الله من عباده فمن رغب عن ذلك
فليلحق بنجدة فان الله تكفل لي بالشام وأهله * وأخرج أحمد وابن عساكر عن عبد الله بن حوالة الأزدي أنه قال
يا رسول الله خر لي بلدا أكون فيه فقال عليك بالشام ان الله يقول يا شام أنت صفوتي من بلادي أدخل فيك خيرتي
من عبادي ولفظ أحمد فإنه خيرة الله من أرضه يجتبي إليه خيرته من عباده فان أبيتم فعليكم بيمنكم فان الله قد
تكفل لي بالشام وأهله * وأخرج ابن عساكر عن واثلة بن الأسقع سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله يسكنها خيرته من عباده فمن أبى فليلحق بيمنه ويسق من غدره فان الله تكفل لي
بالشام وأهله * وأخرج أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم عن عبد الله بن حوالة الأزدي عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن فقال الحوالي خر لي يا رسول الله
قال عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره فان الله قد تكفل لي بالشام وأهله * وأخرج الحاكم
وصححه عن عبد الله بن عمرو قال يأتي على الناس زمان لا يبقى فيه مؤمن الا لحق بالشام * وأخرج ابن عساكر عن
عون بن عبد الله بن عتبة قال قرأت فيما أنزل الله على بعض الأنبياء ان الله يقول الشام كنانتي فإذا غضبت على
قوم رميتهم منها بسهم * وأخرج ابن عساكر والطبراني عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ستفتح على أمتي من بعدي الشام وشيكا فإذا فتحها فاحتلها فأهل الشام مرابطون إلى منتهى الجزيرة فمن احتل
ساحلا من تلك السواحل فهو في جهاد ومن احتل بيت المقدس وما حوله فهو في رباط * وأخرج ابن أبي شيبة
والترمذي وصححه وابن ماجة وابن عساكر عن قرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا فسد أهل الشام فلا خير
فيكم لا تزال طائفة من أمتي منصورين على الناس لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة * وأخرج ابن عساكر
عن ضمرة بن ربيعة قال سمعت انه لم يبعث نبي الا من الشام فان لم يكن منها أسرى به إليها * وأخرج الحافظ أبو بكر
النجاد في جزء التراجم عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا نائم رأيت عمود الاسلام احتمل
من تحت رأسي فظننت انه مذهوب به فاتبعته بصرى فعمد به إلى الشام ألا فان الايمان حين تقع الفتن بالشام
* وأخرج ابن مردويه عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشام أرض المحشر والمنشر * وأخرج ابن أبي
شيبة عن أبي أيوب الأنصاري قال ليهاجرن الرعد والبرق والبركات إلى الشام * وأخرج ابن أبي شيبة عن
القاسم بن عبد الرحمن قال مد الفرات على عهد عبد الله فكره الناس ذلك فقال يا أيها الناس لا تكرهوا مده فإنه
يوشك أن يلتمس فيه طست من ماء فلا يوجد وذاك حين يرجع كل ماء إلى عنصره فيكون الماء وبقية المؤمنين
يومئذ بالشام * وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال أحب البلاد إلى الله الشام وأحب الشام إليه القدس وأحب
القدس إليه جبل نابلس ليأتين على الناس زمان يتماسحونه كالحبال بينهم * وأخرج الطبراني وابن عساكر عن
ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل إبليس العراق فقضى منها حاجته ثم دخل الشام فطردوه حتى
بلغ بيسان ثم دخل مصر فباض فيها وفرخ وبسط عبقرية * وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر قال دخل الشيطان
بالمشرق فقضى قضاءه ثم خرج يزيد الأرض المقدسة الشام فمنع فخرج على ساق حتى جاء المغرب فباض بيضه وبسط
112

بها عبقرية * وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه قال انى لأجد تردد الشام في الكتب حتى كأنه ليس لله
حاجة الا بالشام * وأخرج أحمد وابن عساكر عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لنا في شامنا
ويمننا قالوا وفى نجدنا وفى لفظ وفى مشرقنا قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان زاد ابن عساكر في
رواية وبها تسعة أعشار الشر * وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخير
عشرة أعشار تسعة بالشام وواحد في سائر البلدان والشر عشرة أعشار واحد بالشام وتسعة في سائر البلدان وإذا
فسد أهل الشام فلا خير فيكم * وأخرج الطبراني وابن عساكر عن عبد الله بن مسعود قال قسم الله الخير فجعله
عشرة أعشار فجعل تسعة أعشاره بالشام وبقيته في سائر الأرضين وقسم الشر فجعله عشرة أعشار فجعل تسعة
أعشاره بالشام وبقيته في سائر الأرضين * وأخرج ابن عساكر عن كعب الأحبار قال نجد هذه الأرض
في كتاب الله تعالى على صفة النسر فالرأس الشام والجناحان المشرق والمغرب والذنب اليمن فلا يزال الناس
بخير ما بقى الرأس فإذا نزع الرأس هلك الناس والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا تبقى جزيرة
من جزائر العرب الا وفيهم مقنب خيل من الشام يقاتلونهم على الاسلام لولاهم لكفروا * وأخرج ابن
عساكر عن أياس بن معاوية قال مثلت الدنيا على طائر فمصر والبصرة الجناحان والجزيرة الجؤجؤ والشام
الرأس واليمن الذنب * وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه قال رأس الأرض الشام * وأخرج ابن عساكر
عن كعب قال انى لأجد في كتاب الله المنزل ان خراب الأرض قبل الشام بأربعين عاما * وأخرج ابن عساكر عن
بحير بن سعد قال تقيم الشام بعد خراب الأرض أربعين عاما * وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن عمر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ستخرج نار من حضر موت قبل يوم القيامة تحشر الناس قلنا يا رسول الله فما تأمرنا
قال عليكم بالشام * وأخرج ابن عساكر عن كعب قال يوشك ان تخرج نار من اليمن تسوق الناس إلى الشام
تغدو معهم إذا غدوا وتقيل معهم إذا قالوا وتروح معهم إذا راحوا فإذا سمعتم بها فاخرجوا إلى الشام * وأخرج
تمام في فوائده وابن عساكر عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى رأيت عمود الكتاب
انتزع من تحت وسادتي فاتبعته بصرى فإذا هو نور ساطع فعمد به إلى الشام الا وان الايمان إذا وقعت الفتن
بالشام * وأخرج أبو الشيخ عن الليث بن سعد في قوله وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض
ومغاربها التي باركنا فيها قال هي مصر وهي مباركة في كتاب الله * وأخرج ابن عبد الحكم في تاريخ مصر ومحمد
ابن الربيع الجيزي في مسند الصحابة الذين دخلوا مصر عن عبد الله بن عمرو قال مصر أطيب أرض الله ترابا وأبعده
خرابا ولن يزال فيها بركة ما دام في شئ من الأرضين بركة * وأخرج ابن عبد الحكم عن عبد الله بن عمرو قال من
أراد ان يذكر الفردوس أو ينظر إلى مثلها في الدنيا فلينظر إلى أرض مصر حين تخضر زروعها وتنور ثمارها
* وأخرج ابن عبد الحكم عن كعب الأحبار قال من أراد ان ينظر إلى شبه الجنة فلينظر إلى أرض مصر إذا
أزهرت * وأخرج ابن عبد الحكم عن ابن لهيعة قال كان عمرو بن العاصي يقول ولاية مصر جامعة لعدل
الخلافة * وأخرج ابن عبد الحكم عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال خلقت الدنيا على خمس صور على صورة
الطير برأسه وصدره وجناحيه وذنبه فالرأس مكة والمدينة واليمن والصدر الشام ومصر والجناح الأيمن العراق
والجناح الأيسر السند والهند والذنب من ذات الحمام إلى مغرب الشمس وشر ما في الطير الذنب * وأخرج أبو
نعيم في الحلية عن نوف قال إن الدنيا مثلت على طير فإذا انقطع جناحاه وقع وان جناحي الأرض مصر والبصرة
فإذا خربا ذهبت الدنيا * قوله تعالى (وتمت كلمة ربك الحسنى) * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وتمت كلمة ربك الحسنى قال ظهور قوم موسى على فرعون
وتمكين الله لهم في الأرض وما ورثهم منها * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن وهب عن موسى بن علي عن أبيه
قال كانت بنو إسرائيل بالربع من آل فرعون ووليهم فرعون أربعمائة وأربعين سنة فأضعف الله ذلك لبني
إسرائيل فولاهم ثمانمائة عام وثمانين عاما قال وان كان الرجل ليعمر ألف سنة في القرون الأولى وما يحتلم حتى
يبلغ عشرين ومائة سنة * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن قال
113

لو أن الناس إذا ابتلوا من سلطانهم بشئ صبروا ودعوا الله لم يلبثوا ان يرفع الله ذلك عنهم ولكنهم يفزعون إلى
السيف فيوكلون إليه والله ما جاؤوا بيوم خير قط ثم تلا هذه الآية وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما
صبروا * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال ما أوتيت بنو إسرائيل ما أوتيت الا بصبرهم
وما فزعت هذه الأمة إلى السيف قط فجاءت بخير * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الدرداء قال إذا جاء أمر لا كفاء
لك به فاصبر وانتظر الفرج من الله * وأخرج أحد عن بيان بن حكيم قال جاء رجل إلى أبى الدرداء فشكا إليه
جارا له قال اصبر فان الله سيجيرك منه فما لبث ان أتى معاوية فحباه وأعطاه فأتى أبا الدرداء فذكر ذلك له قال إن
ذلك لك منه جزاء * واخرج أبو الشيخ عن قتادة ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه قال إن الله تعالى لا يملي للكافر
الا قليلا حتى يوبقه بعمله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وما كانوا يعرشون قال يبنون
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وما
كانوا يعرشون قال يبنون البيوت والمساكن ما بلغت وكان عنبهم غير معروش والله أعلم * قوله تعالى (وجاوزنا
ببني إسرائيل) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله فاتوا على قوم يعكفون على أصنام
لهم قال على لخم * واخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني في قوله فاتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قال هم
لخم وجذام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله فاتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قال
تماثيل بقر من نحاس فلما كان عجل السامري شبه لهم انه من تلك البقر فذاك كان أول شان العجل لتكون لله
عليهم حجة فينتقم منهم بعد ذلك * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله قالوا يا موسى اجعل لنا إلها
كمالهم آلهة قال يا سبحان الله قوم أنجاهم الله من العبودية وأقطعهم البحر وأهلك عدوهم وأراهم الآيات
العظام ثم سألوا الشرك صراحية * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي واقد الليثي قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين فمررنا بسدرة
فقلت يا رسول الله اجعل لنا هذه ذات أنواط كما للكفار ذات أنواط وكان الكفار ينوطون سلاحهم بسدرة
ويعكفون حولها فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم
آلهة انكم تركبون سنن الذين من قبلكم * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والطبراني من طريق كثير بن
عبد الله بن عوف عن أبيه عن جده قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح ونحن ألف ونيف ففتح
الله له مكة وحنينا حتى إذا كنا بين حنين والطائف أرض 7 شجرة دنوا عظيمة سدرة كان يناط بها السلاح فسميت
ذات أنواط وكانت تعبد من دون الله فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم صرف عنها في يوم صائف إلى ظل
هو أدنى منها فقال له رجل يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كمالهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
انها السنن قلتم والذي نفس محمد بيده كما قالت بنو إسرائيل اجعل لنا إلها كما لهم آلهة * واخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله متبر قال خسران * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
ابن عباس في قوله متبر قال هالك * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ان هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل قال
المتبر المخسر وقال المتبر والباطل سواء كله واحد كهيئة غفور رحيم والعرب تقول انه البائس المتبر وانه البائس
المخسر * قوله تعالى (وواعدنا موسى) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عن ابن
عباس في قوله وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر قال ذو القعدة وعشر من ذي الحجة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سليمان التيمي قال زعم حضرمي ان الثلاثين ليلة التي وعد موسى ذو القعدة والعشر التي تمم الله بها
الأربعين ليلة عشر ذي الحجة * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال ما من عمل في أيام من السنة أفضل منه في العشر
من ذي الحجة وهي العشر التي أتمها الله لموسى * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله وواعدنا موسى
ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر يعنى ذا القعدة وعشرا من ذي الحجة خلف موسى أصحابه واستخلف عليهم هارون
فمكث على الطور أربعين ليلة وأنزل عليه التوراة في الألواح فقربه الرب نجيا وكلمه وسمع صريف القلم وبلغنا
أنه لم يحدث في الأربعين ليلة حتى هبط من الطور * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد وواعدنا
114

موسى ثلاثين ليلة قال ذو القعدة وأتممناها بعشر قال عشر ذي الحجة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر قال إن موسى قال لقومه ان ربى وعدني ثلاثين ليلة أن
ألقاه وأخلف هارون فيكم فلما فصل موسى إلى ربه زاده الله عشرا فكانت فتنتهم في العشر التي زاده الله فلما مضى
ثلاثون ليلة كان السامري أبصر جبريل فاخذ من أثر الفرس قبضة من تراب فقال حين مضى ثلاثون ليلة يا بني إسرائيل
ان معكم حليا من حلى آل فرعون وهو حرام عليكم فهاتوا ما عندكم فنحرقها فاتوه بما عندهم من حليهم
فأوقد نارا ثم ألقى الحلي في النار فلما ذاب الحلي ألقى تلك القبضة من التراب في النار فصار عجلا جسدا له خوار
فخار خورة واحدة لم يثن فقال السامري ان موسى ذهب يطلب ربكم وهذا إله موسى فذلك قوله هذا إلهكم وإله
موسى فنسى يقول انطلق يطلب ربه فضل عنه وهو هذا فقال الله تبارك وتعالى لموسى وهو يناجيه انا قد فتنا
قومك من بعدك وأضلهم السامري فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يعنى حزينا * وأخرج أحمد في
الزهد عن وهب قال قال الرب تبارك وتعالى لموسى عليه السلام مر قومك أن ينيبوا إلى ويدعوني في العشر يعنى
عشر ذي الحجة فإذا كان اليوم العاشر فليخرجوا إلى أغفر لهم قال وهب اليوم الذي طلبته اليهود فأخطؤه وليس
عدد أصوب من عدد العرب * وأخرج الديلمي عن ابن عباس رفعه لما أتى موسى ربه وأراد ان يكلمه بعد
الثلاثين يوما وقد صام ليلهن ونهارهن فكره ان يكلم ربه وريح فمه ريح فم الصائم فتناول من نبات الأرض
فمضغه فقال له ربه لم أفطرت وهو أعلم بالذي كان قال أي رب كرهت ان أكلمك الا وفمي طيب الريح قال أو ما علمت
يا موسى ان ريح فم الصائم عندي أطيب من ريح المسك ارجع فصم عشرة أيام ثم ائتني ففعل موسى الذي أمره
ربه فلما كلم الله موسى قال له ما قال * قوله تعالى (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه) * اخرج البزار وابن أبي
حاتم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الأسماء والصفات عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كلم
الله موسى يوم الطور كلمه بغير الكلام الذي كلمه يوم ناداه فقال له موسى يا رب أهذا كلامك الذي كلمتني به
قال يا موسى انما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان ولى قوة الألسن كلها وأقوى من ذلك فلما رجع موسى إلى بني إسرائيل
قالوا يا موسى صف لنا كلام الرحمن فقال لا تستطيعونه ألم تروا إلى أصوات الصواعق الذي يقبل في
أحلى حلاوة سمعتموه فذاك قريب منه وليس به * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن عطاء بن السائب
قال كان لموسى عليه السلام قبة طولها ستمائة ذراع يناجى فيها ربه عز وجل * وأخرج الحكيم الترمذي
في نوادر الأصول عن كعب قال لما كلم الله موسى قال يا رب أهكذا كلامك قال يا موسى انما أكلمك بقوة
عشرة آلاف لسان ولى قوة الألسنة كلها ولو كلمتك بكنه كلامي لم تك شيئا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن كعب قال لما كلم الله موسى كلمه بالألسنة كلها
قبل كلامه يعنى كلام موسى فجعل يقول يا رب لا أفهم حتى كلمه آخر الألسنة بلسانه بمثل صوته فقال يا رب
هكذا كلامك قال لا لو سمعت كلامي أي على وجهه لم تك شيئا قال يا رب هل في خلقك شئ شبه كلامك قال لا
وأقرب خلقي شبها بكلامي أشد ما سمع الناس من الصواعق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب
القرظي قال قيل لموسى عليه السلام ما شبهت كلام ربك مما خلق فقال موسى الرعد الساكن * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية قال انما كلم الله موسى
بقدر ما يطيق من كلامه ولو تكلم بكلامه كله لم يطقه شئ فمكث موسى أربعين ليلة لا يراه أحد الا مات من نور
رب العالمين * وأخرج الديلمي عن أبي هريرة رفعه لما خرج أخي موسى إلى مناجاة ربه كلمه ألف كلمة ومائتي
كلمة فأول ما كلمه بالبربرية ان قال يا موسى ونفسي معبرا أي أنا الله الأكبر قال موسى يا رب أعطيت الدنيا
لأعدائك ومنعتها أولياءك فما الحكمة في ذلك فأوحى الله إليه أعطيتها أعدائي ليتمرغوا ومنعتها أوليائي
ليتضرعوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عجلان قال كلم الله موسى بالألسنة كلها وكان فيما كلمه لسان
البربر فقال كلمة بالبربرية أنا الله الكبير * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والحاكم وابن مردويه
والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم كلم الله موسى كان عليه جبة
115

صوف وكساء صوف وسراويل صوف وكمه صوف ونعلان من جلد حمار غير ذكى * وأخرج أبو الشيخ عن عبد
الرحمن بن معاوية قال لما كلم موسى ربه عز وجل مكث أربعين يوما لا يراه أحد الا مات من نور رب العالمين
* وأخرج أبو الشيخ عن عروة بن رويم قال كان موسى لم يأت النساء منذ كلمه ربه وكان قد ألبس على وجهه برقع
فكان لا ينظر إليه أحد الا مات 7 فكشف لها عن وجهه فأخذتها من غشيته مثل شعاع الشمس فوضعت يدها على
وجهها وخرت لله ساجدة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وأبو النعيم في الحلية عن وهب بن منبه قال
كلم الله موسى من ألف مقام فكان كلما كلمه رأى النور على وجهه ثلاثة أيام قال وما قرب موسى امرأة مذ كلمه
ربه * وأخرج ابن المنذر عن عروة بن رويم اللخمي قال قالت امرأة موسى لموسى انى أيم منك مذ أربعين سنة
فأمتعني بنظرة فرفع البرقع عن وجهه فغشى وجهه نور التمع بصرها فقالت ادع الله أن يجعلني زوجتك في الجنة
قال على أن لا تزوجي بعدي وأن لا تأكلي الا من عمل يديك قال فكانت تتبع الحصادين فإذا رأوا ذلك تخاطوا
لها فإذا أحست بذلك تجاوزته * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وأبو خيثمة في كتاب العلم والبيهقي عن
ابن عباس قال قال موسى عليه السلام حين كلم ربه أي رب أي عبادك أحب إليك قال أكثرهم لي ذكرا قال أي
عبادك أحكم قال الذي يقضى على نفسه كما يقضى على الناس قال رب أي عبادك أغنى قال الراضي بما أعطيته
* وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن الحسن ان موسى عليه السلام سأل ربه جماعا من الخير فقال اصحب الناس
بما تحب أن تصحب به * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر لأصول والبيهقي من طريق جويبر عن الضحاك عن
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى ناجى موسى عليه السلام بمائة ألف وأربعين ألف
كلمة في ثلاثة أيام فلما سمع موسى كلام الآدميين مقتهم لما وقع في مسامعه من كلام الرب عز وجل فكان فيما
ناجاه ان قال يا موسى انه لم يتصنع المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا ولم يتقرب إلى المتقربون بمثل الورع عما حرمت
عليهم ولم يتعبد المتعبدون بمثل البكاء من خشيتي فقال موسى يا رب ويا إله البرية كلها ويا مالك يوم الدين
ويا ذا الجلال والاكرام ماذا أعددت لهم وماذا جزيتهم قال اما الزاهدون في الدنيا فإني أبيحهم جنتي حتى يتبوؤا
فيها حيث شاؤوا وأما الورعون عما حرمت عليهم فإذا كان يوم القيامة لم يبق عبد الا ناقشته الحساب وفتشت عما
في يديه الا الورعون فإني أستحيهم وأجلهم وأكرمهم وأدخلهم الجنة بغير حساب وأما الباكون من خشيتي
فأولئك لهم الرفيق الأعلى لا يشاركهم فيه أحد * وأخرج أبو يعلى وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في
الأسماء والصفات عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال موسى يا رب علمني شيئا أذكرك
به وأدعوك به قال قل يا موسى لا إله إلا الله قال يا رب كل عبادك يقول هذا قال قل لا إله إلا الله قال لا إله الا أنت
يا رب انما أريد شيئا تخصني به قال يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله
في كفة مالت بهن لا إله إلا الله * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء عن عطاء بن يسار
قال قال موسى عليه السلام يا رب من أهلك الذين هم أهلك الذين تظلهم في ظل عرشك قال هم البريئة أيديهم
الطاهرة قلوبهم الذين يتحابون بجلالي الذين إذا ذكرت ذكروا بي وإذا ذكروا ذكرت بذكرهم الذين يسبغون
الوضوء في المكاره وينيبون إلى ذكرى كما تنيب النسور إلى وكورها ويكلفون بحبي كما يكلف الصبى بحب الناس
ويغضبون لمحارمي إذا استحلت كما يغضب النمر إذا خرب * وأخرج أحمد عن عمران القصير قال قال موسى بن عمران
أي رب أين أبغيك قال ابغني عند المنكسرة قلوبهم انى أدنو منهم كل يوم باعا ولولا ذلك انهدموا * وأخرج ابن
المبارك وأحمد عن عمار بن ياسر ان موسى عليه السلام قال يا رب حدثني بأحب الناس إليك قال ولم قال لأحبه لحبك
إياه فقال عبد في أقصى الأرض سمع به عبد آخر في أقصى الأرض لا يعرفه فان أصابته مصيبة فكأنما أصابته وان
شاكته شوكة فكأنما شاكته ما ذاك الا لي فذلك أحب خلقي إلى قال يا رب خلقت خلقا تدخلهم النار أو تعذبهم
فأوحى الله إليه كلهم خلقي ثم قال ازرع زرعا فزرعه فقال اسقه فسقاه ثم قال قم عليه فقام عليه فحصده ورفعه
فقال ما فعل زرعك يا موسى قال فرغت منه ورفعته قال ما تركت منه شيئا قال مالا خير فيه قال كذلك أنا لا أعذب
الا من لا خير فيه * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام قال
116

يا رب أخبرني بأكرم خلقك عليك قال الذي يسرع إلى هواي اسراع النسر إلى هواه والذي يكلف بعبادي
الصالحين كما يكلف الصبى بالناس والذي يغضب إذا انتهكت محارمي غضب النمر لنفسه فان النمر إذا غضب لم
يبال أقل الناس أم كثروا وأخرجه ابن أبي شيبة عن عروة موقوفا * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال
سأل موسى عليه السلام ربه عز وجل فقال أي عبادك أغنى قال الذي يقنع بما يؤتى قال فأي عبادك أحكم قال
الذي يحكم الناس بما يحكم لنفسه قال فأي عبادك أعلم قال أخشاهم * وأخرج أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب
السنة وأبو نعيم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام كان يمشى ذات يوم في
الطريق فناداه الجبار عز وجل يا موسى فالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا ثم ناداه الثانية يا موسى بن عمران
فالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا وارتعدت فرائصه ثم نودي الثالثة يا موسى بن عمران إنني أنا الله لا إله الا أنا فقال
لبيك لبيك فخر لله تعالى ساجدا فقال ارفع رأسك يا موسى بن عمران فرفع رأسه فقال يا موسى ان أحببت ان
تسكن في ظل عرشي يوم لا ظل الا ظلي كن لليتيم كالأب الرحيم وكن للأرملة كالزوج العطوف يا موسى بن عمران
ارحم ترحم يا موسى كما تدين تدان يا موسى نبي بني إسرائيل انه من لقيني وهو جاحد بمحمد صلى الله عليه وسلم
أدخلته النار فقال ومن أحمد فقال يا موسى وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أكرم على منه كتبت اسمه مع اسمي في
العرش قبل ان أخلق السماوات والأرض والشمس والقمر بألفي سنة وعزتي وجلالي ان الجنة محرمة على جميع
خلقي حتى يدخلها محمد وأمته قال موسى ومن أمة أحمد قال أمته الحمادون يحمدون صعودا وهبوطا وعلى كل
حال يشدون أوساطهم ويطهرون أطرافهم صائمون بالنهار ورهبان بالليل أقبل منهم اليسير وأدخلهم الجنة
بشهادة ان لا إله إلا الله قال اجعلني نبي تلك الأمة قال نبيها منها قال اجعلني من أمة ذلك النبي قال استقدمت
واستأخر يا موسى ولكن سأجمع بينك وبينه في دار الجلال * وأخرج أبو النعيم عن وهب قال قال موسى عليه
السلام إلهي ما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه قال يا موسى أظله يوم القيامة بظل عرشي وأجعله في كنفي قال
يا رب أي عبادك أشقى قال من لا تنفعه موعظة ولا يذكرني إذا خلا * وأخرج أبو نعيم عن كعب قال قال موسى
يا رب ما جزاء من آوى يتيما حتى يستغنى أو كفل أرملة قال أسكنه جنتي وأظله يوم لا ظل الا ظلي * وأخرج ابن
شاهين في الترغيب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قال موسى عليه السلام يا رب ما لمن عزى الثكلى قال
أظله بظلي يوم لا ظل الا ظلي * وأخرج آدم بن أبي إياس في كتاب العلم عن عبد الله بن مسعود قال لما قرب موسى
نجيا أبصر في ظل العرش رجلا فغبطه بمكانه فسأل عنه فلم يخبر باسمه وأخبر بعمله فقال له هذا رجل كان
لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله بر بالوالدين لا يمشى بالنميمة فقال الله يا موسى ما جئت تطلب قال جئت
أطلب الهدى يا رب قال قد وجدت يا موسى قال رب اغفر لي ما مضى من ذنوبي وما غبر وما بين ذلك وما أنت
أعلم به منى وأعوذ بك من وسوسة نفسي وسوء عملي فقيل له قد كفيت يا موسى قال رب أي العمل أحب إليك ان
أعمله قال اذكرني يا موسى قال رب أي عبادك أتقى قال الذي يذكرني ولا ينساني قال رب أي عبادك أغنى قال
الذي يقنع بما يؤتى قال رب أي عبادك أفضل قال الذي يقضى بالحق ولا يتبع الهوى قال رب أي عبادك أعلم
قال الذي يطلب علم الناس إلى علمه يسمع كلمة تدله على الهدى أو ترده عن ردى قال رب أي عبادك أحب
إليك عملا قال الذي لا يكذب لسانه ولا يزنى فرجه ولا يفجر قلبه قال رب ثم أي على أثر هذا قلب مؤمن في خلق
حسن قال رب أي عبادك أبغض إليك قال قلب كافر في خلق شئ قال رب ثم أي على أثر هذا قال جيفة بالليل
بطال بالنهار * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الجلد ان الله أوحى إلى موسى عليه السلام إذا ذكرتني فاذكرني
وأنت تنتفض أعضاؤك وكن عند ذكرى خاشعا مطمئنا وإذا ذكرتني فاجعل لسانك وراء قلبك وإذا قمت بين
يدي فقم مقام العبد الحقير الذليل وذم نفسك فهي أولى بالذم وناجني حين تناجيني بقلب وجل ولسان صادق
* وأخرج أحمد عن قسى رجل من أهل الكتاب قال إن الله أوحى إلى موسى عليه السلام يا موسى ان جاءك
الموت وأنت على غير وضوء فلا تلومن الا نفسك قال وأوحى إليه ان الله تبارك وتعالى يدفع بالصدقة سبعين بابا
من السوء مثل الغرق والحرق والسرق وذات الجنب قال وقال له والنار قال والنار * وأخرج أحمد عن كعب
117

الأحبار قال أوحى الله إلى موسى ان علم الخير وتعلمه فإني منور لمعلم الخير ومتعلمه في قبورهم حتى لا يستوحشوا
لمكانهم * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي هريرة قال لما ارتقى موسى طور سينا رأى
الجبار في أصبعه خاتما قال يا موسى ما هذا وهو أعلم به قال شئ من حلى الرجال يا رب قال فهل عليه شئ من
أسمائي مكتوب أو كلامي قال لا قال فاكتب عليه لكل أجل كتاب * وأخرج الحكيم الترمذي عن عطاء
قال قال موسى عليه السلام يا رب أيتمت الصبى من أبويه وتدعه هكذا قال يا موسى أما ترضى بي كافلا
* وأخرج ابن المبارك عن عطاء قال قال موسى يا رب أي عبادك أحب إليك قال أعلمهم بي * وأخرج أحمد
في الزهد وأبو نعيم في الحلية عن وهب قال قال موسى يا رب انهم سيسألوني كيف كان بدؤك قال فأخبرهم انى
أنا الكائن قبل كل شئ والمكون لكل شئ والكائن بعد كل شئ * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الجلد ان
موسى عليه السلام سأل ربه قال أي رب أنزل على آية محكمة أسير بها في عبادك فأوحى الله إليه يا موسى
أن اذهب فما أحببت ان يأتيه عبادي إليك فأته إليهم * وأخرج أحمد عن قتادة ان موسى عليه السلام
قال أي رب أي شئ وضعت في الأرض أقل قال العدل أقل ما وضعت في الأرض * وأخرج أحمد عن عمرو
ابن قيس قال قال موسى عليه السلام يا رب أي الناس اتقى قال الذي يذكر ولا ينسى قال فأي الناس أعلم قال
الذي يأخذ من علم الناس إلى علمه * وأخرج أحمد وأبو نعيم عن وهب بن منبه قال قال موسى عليه السلام يا رب
أي عبادك أحب إليك قال من أذكر برؤيته قال أي رب أي عبادك أحب إليك قال الذين يعودون المرضى
ويعزون الثكلى ويشيعون الهلكى * وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال لما قيل للجبال انه يريد ان يتجلى
تطاولت الجبال كلها وتواضع الجبل الذي تجلى له * وأخرج البيهقي في الشعب من طريق أحمد بن أبي الحوارى
عن أبي سليمان قال إن الله اطلع في قلوب الآدميين فلم يجد قلبا أشد تواضعا من قلب موسى عليه السلام فخصه
بالكلام لتواضعه قال وقال غير أبى سليمان أوحى الله إلى الجبال انى مكلم عليك عبدا من عبيدي فتطاولت
الجبال ليكلمه عليها وتواضع الطور قال إن قدر شئ كان قال فكلمه عليه لتواضعه * وأخرج ابن أبي حاتم عن
العلاء بن كثير قال إن الله تعالى قال يا موسى أتدري لم كلمتك قال لا يا رب قال لأني لم أخلق خلقا تواضع لي
تواضعك * وأخرج أحمد في الزهد وأبو نعيم في الحلية عن نوف البكالي قال أوحى الله إلى الجبال انى نازل على جبل
منكم قال فشمخت الجبال كلها الا جبل الطور فإنه تواضع قال أرضى بما قسم لي فكان الامر عليه وفى لفظ قال إن
قدر لي شئ فسيأتيني فأوحى الله انى سأنزل عليك بتواضعك لي ورضاك بقدرتي * وأخرج الخطيب في تاريخه
عن أبي خالد الأحمق قال لما كلم الله تعالى موسى عرض إبليس على الجبل فإذا جبريل قد وافاه فقال أخر يا لعين
أيش تعمل ههنا قال جئت أتوقع من موسى ما توقعت من أبيه فقال له جبريل اخر يا لعين ثم قعد جبريل يبكى
حيال موسى فأنطق الله الجبة فقالت يا جبريل أيش هذا البكاء قال انى في القرب من الله وأني لأشتهي أن اسمع
كلام الله كما يسمعه موسى قالت الجبة يا جبريل انا جبة موسى وانا على جلد موسى أنا أقرب إلى موسى أو أنت
يا جبريل أنا لا أسمع تسمعه أنت * قوله تعالى (قال رب أرني انظر إليك) الآية * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ
عن ابن عباس في قوله قال رب أرني يقول أعطني انظر إليك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال رب
أرني انظر إليك قال لما سمع الكلام طمع في الرؤية * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال حين قال موسى لربه
تبارك وتعالى رب أرني انظر إليك قال الله له يا موسى انك لن تراني قال يقول ليس تراني قال لا يكون ذلك أبدا
يا موسى انه لا يراني أحد فيحيا فقال موسى رب ان أراك ثم أموت أحب إلى من أن لا أراك ثم أحيا فقال الله
لموسى يا موسى انظر إلى الجبل العظيم الطويل الشديد فان استقر مكانه يقول فان ثبت مكانه لم يتضعضع ولم ينهد
لبعض ما يرى من عظمي فسوف تراني أنت لضعفك وذلتك وان الجبل تضعضع وانهد بقوته وشدته وعظمه
فأنت أضعف وأذل * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس قال تلا رسول
الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية رب أرني انظر إليك قال قال الله عز وجل يا موسى انه لا يراني حي الا مات ولا
يابس الا تدهده ولا رطب الا تفرق وانما يراني أهل الجنة الذين لا تموت أعينهم ولا تبلى أجسادهم * وأخرج
118

عبد بن حميد عن مجاهد قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإنه أكبر منك وأشد خلقا قال فلما تجلى ربه للجبل
فنظر إلى الجبل لا يتمالك وأقبل الجبل يندك على أوله فلما رأى موسى ما يصنع الجبل خر موسى صعقا * وأخرج
ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أوحى الله إلى موسى بن عمران انى مكلمك على
جبل طور سينا صار من مقام موسى إلى جبل طور سينا أربع فراسخ في أربع فراسخ رعد وبرق وصواعق
فكانت ليلة قر فجاء موسى حتى وقف بين يدي صخرة جبل طور سينا فإذا هو بشجرة خضراء الماء يقطر منها
وتكاد النار تلفح من جوفها فوقف موسى متعجبا فنودي من جوف الشجرة يا ميشا فوقف موسى مستمعا للصوت
فقال موسى من هذا الصوت العبراني يكلمني فقال الله له يا موسى انى لست بعبراني انى أنا الله رب العالمين فكلم
الله موسى في ذلك المقام بسبعين لغة ليس منها لغة الا وهي مخالفة للغة الأخرى وكتب له التوراة في ذلك المقام فقال
موسى إلهي أرني انظر إليك قال يا موسى انه لا يراني أحد الا مات فقال موسى إلهي أرني انظر إليك وأموت فأجاب
موسى جبل طور سينا يا موسى بن عمران لقد سألت أمرا عظيما لقد ارتعدت السماوات السبع ومن فيهن
والأرضون السبع ومن فيهن وزالت الجبال واضطربت البحار لعظم ما سالت يا ابن عمران فقال موسى وأعاد
الكلام رب أرني أنظر إليك فقال يا موسى انظر إلى الجبل فان استقر مكانه فإنك تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله
دكا وخر موسى صعقا مقدار جمعة فلما أفاق موسى مسح التراب عن وجهه وهو يقول سبحانك تبت إليك وأنا أول
المؤمنين فكان موسى بعد مقامه لا يراه أحد الا مات واتخذ موسى على وجهه البرقع فجعل يكلم الناس بقفاه فبينا
موسى ذات يوم في الصحراء فإذا هو بثلاثة نفر يحفرون قبرا حتى انتهوا إلى الضريح فجاء موسى حتى أشرف عليهم
فقال لهم لمن تحفرون هذا القبر قالوا له لرجل كأنه أنت أو مثلك أو في طولك أو نحوك فلو نزلت فقدرنا عليك هذا
الضريح فنزل موسى فتمدد في الضريح فامر الله الأرض فانطبقت عليه * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي
وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عدي في الكامل وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه
والبيهقي في كتاب الرؤية من طرق عن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية فلما تجلى ربه للجبل
جعله دكا قال هكذا وأشار بإصبعيه ووضع طرف إبهامه على أنملة الخنصر وفى لفظ على المفصل الأعلى من الخنصر
فساخ الجبل وخر موسى صعقا وفى لفظ فساخ الجبل في الأرض فهو يهوى فيها إلى يوم القيامة * وأخرج أبو الشيخ
وابن مردويه من طريق ثابت عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فلما تجلى ربه للجبل قال أظهر مقدار
هذا ووضع الابهام على خنصر الإصبع الصغرى فقال حميد يا أبا محمد ما تريد إلى هذا فضرب في صدره قال من أنت
يا حميد وما أنت يا حميد يحدثني أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول أنت ما تريد إلى هذا * واخرج
أبو الشيخ عن ابن عباس قال الجبل الذي أمر الله أن ينظر إليه طور * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ والبيهقي في الرؤية عن ابن عباس فلما تجلى ربه للجبل قال ما تجلى منه الا قدر الخنصر جعله دكا قال ترابا
وخر موسى صعقا قال مغشيا عليه * وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما تجلى
الله لموسى كان يبصر دبيب النملة على لصفا في الليلة الظلماء من مسيرة عشرة فراسخ * وأخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما تجلى الله للجبل طارت لعظمته ستة
أجبل فوقعت ثلاثة بالمدينة أحد وورقان ورضوى وبمكة حراء وثبير وثور * وأخرج الطبراني في الأوسط عن
ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما تجلى الله لموسى تطايرت سبعة أجبال ففي الحجاز منها خمسة وفى
اليمن اثنان في الحجاز أحد وثبير وحراء وثور وورقان وفى اليمن حصور وصير * وأخرج ابن مردويه عن علي
ابن أبي طالب في قوله فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا قال اسمع موسى قال له انى أنا الله قال وذاك عشية عرفة وكان
الجبل بالموقف فانقطع على سبع قطع قطعة سقطت بين يديه وهو الذي يقوم الامام عنده في الموقف يوم عرفة
وبالمدينة ثلاثة طيبة وأحد ورضوى وطور سينا بالشام وانما سمى الطور لأنه طار في الهواء إلى الشام
* وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا قال
أخرج خنصره * وأخرج ابن مردويه عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاء
119

مثقلة ممدودة * وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ دكا منونة ولم يمده
* وأخرج أبو نعيم في الحلية عن معاوية بن قرة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما تجلى ربه للجبل
طارت لعظمته ستة أجبل فوقعن بالمدينة أحد وورقان ورضوى ووقع بمكة ثور وثبير وحراء * وأخرج ابن جرير
وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس ان موسى لما كلمه ربه أحب أن ينظر إليه فسأله فقال لن تراني
ولكن انظر إلى الجبل قال فحف حول الجبل بالملائكة وحف حول الملائكة بنار وحف حول النار بملائكة وحف
حولهم بنار ثم تجلى ربك للجبل تجلى منه مثل الخنصر فجعل الجبل دكا وخر موسى صعقا فلم يزل صعقا ما شاء الله ثم انه
أفاق فقال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين يعنى أول المؤمنين من بني إسرائيل * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن مجاهد في قوله فلما تجلى ربه للجبل قال كشف بعض الحجب * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة أنه كان يقرأ
هذا الحرف فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا قال كان حجرا أصم فلما تجلى له صار تلا ترابا دكا من الدكوات * وأخرج
ابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن سفيان في قوله فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا قال ساخ الجبل إلى الأرض حتى
وقع في البحر فهو يذهب بعد * واخرج أبو الشيخ عن أبي معشر قال مكث موسى أربعين ليلة لا ينظر إليه أحد الا
مات من نور رب العالمين ومصداق ذلك في كتاب الله فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا قال ترابا * وأخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن عروة بن رويم قال كانت الجبال قبل أن يتجلى الله لموسى على الطور صما ملسا ليس فيها كهوف
ولا شقوق فلما تجلى الله لموسى على الطور صار الطور دكا وتفطرت الجبال فصارت فيها هذه الكهوف والشقوق
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش في قوله دكا قال الأرض المستوية * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو
الشيخ عن قتادة جعله دكا قال دك بعضه بعضا * واخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس وخر موسى صعقا قال
غشى عليه الا أن روحه في جسده فلما أفاق قال لعظم ما رأى سبحانك تنزيها لله من أن يراه تبت إليك رجعت عن
الامر الذي كنت عليه وانا أول المؤمنين يقول أول المصدقين الآن انه لا يراك أحد * واخرج ابن جرير وابن المنذر
عن ابن عباس وانا أول المؤمنين يقول انا أول من يؤمن انه لا يراك شئ من خلقك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وخر موسى صعقا أي ميتا فلما أفاق قال فلما رد الله عليه روحه ونفسه قال
سبحانك تبت إليك وانا أول المؤمنين انه لن تراك نفس فتحيا واليها يفزع كل عالم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله تبت إليك قال من سؤالي إياك الرؤية وانا أول المؤمنين قال أول
قومي ايمانا * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن أبي العالية في قوله وانا أول المؤمنين قال قد كان اذن قبله مؤمنون
ولكن يقول انا أول من آمن بأنه لا يراك أحد من خلقك إلى يوم القيامة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود
وابن مردويه عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تخيروني من بين الأنبياء فان الناس يصعقون يوم
القيامة فأكون أول من يفيق فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدرى أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور
* قوله تعالى (قال يا موسى) الآية * أخرج أبو الشيخ عن ابن شودب قال أوحى الله إلى موسى أتدري لم اصطفيتك
على الناس برسالاتي وبكلامي قال لا يا رب قال إنه لم يتواضع لي تواضعك أحد * وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال
قال موسى يا رب دلني على عمل إذا عملته كان شكرا لك فيما اصطنعت إلى قال يا موسى قل لا إله إلا الله وحده
لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير قال فكان موسى أراد من العمل ما هو أنهك لجسمه مما أمر به
فقال له يا موسى لو أن السماوات السبع والأرضين السبع وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن
* قوله تعالى (وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ) * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم
عن عكرمة قال كتبت التوراة بأقلام من ذهب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن علي بن أبي طالب
قال كتب الله الألواح لموسى وهو يسمع صريف الأقلام في الألواح * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الألواح التي أنزلت على موسى كانت من
سدر الجنة كان طول اللوح اثنى عشر ذراعا * وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج قال أخبرت ان الألواح من زبرجد
ومن زمرد الجنة أمر الرب تعالى جبريل فجاء بها من عدن وكتبها بيده بالقلم الذي كتب به الذكر واستمد الرب من
120

نهر النور وكتب به الألواح * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال كانوا يقولون كانت الألواح من ياقوتة وانا
أقول انما كانت من زبرجد وكتابها الذهب كتبها الله بيده فسمع أهل السماوات صريف القلم * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن أبي العالية قال كانت ألواح موسى من برد * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال كانت الألواح من
زمرد أخضر أمر الرب تعالى جبريل فجاء بها من عدن فكتب الرب بيده بالقلم الذي كتب به الذكر واستمد الرب
من نهر النور وكتب به الألواح * وأخرج أبو الشيخ عن عطاء قال كتب الله التوراة لموسى بيده وهو مسند ظهره
إلى الصخرة يسمع صريف القلم في ألواح من زمرد ليس بينه وبينه الا الحجاب * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة
قال إن الله لم يمس شيئا الا ثلاثة خلق آدم بيده وغرس الجنة بيده وكتب التوراة بيده * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد
ابن حميد وابن المنذر عن حكيم بن جابر قال أخبرت ان الله تبارك وتعالى لم يمس من خلقه بيده شيئا الا ثلاثة
أشياء غرس الجنة بيده وجعل ترابها الورس والزعفران وجبالها المسك وخلق آدم بيده وكتب التوراة لموسى
بيده * وأخرج عبد بن حميد عن وردان بن خالد قال خلق الله آدم بيده وخلق جبريل بيده وخلق القلم بيده
وخلق عرشه بيده وكتب الكتاب الذي عنده لا يطلع عليه غيره بيده وكتب التوراة بيده * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس قال أعطى موسى التوراة في سبعة ألواح من زبرجد فيها تبيان لكل شئ وموعظة فلما جاء بها
فرأى بني إسرائيل عكوفا على عبادة العجل رمى بالتوراة من يده فتحطمت فرفع الله منها ستة أسباع وبقى سبع
* وأخرج عبد بن حميد عن مغيث الشامي قال بلغني ان الله تعالى لم يخلق بيده الا ثلاثة أشياء الجنة غرسها بيده
وآدم خلقه بيده والتوراة كتبها بيده * وأخرج الطبراني في السنة عن ابن عمر قال خلق الله آدم بيده وخلق
جنة عدن بيده وكتب التوراة بيده ثم قال لسائر الأشياء كن فكان * وأخرج أبو الشيخ عن السدى وكتبنا له في
الألواح من كل شئ أمروا به ونهوا عنه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وكتبنا له
في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ قال مما أمروا به ونهوا عنه * وأخرج الحاكم في المستدرك وصححه
وضعفه الذهبي عن ابن عباس قال إن الله يقول في كتابه لموسى ان اصطفيتك على الناس وكتبنا له في الألواح من
كل شئ قال فكان يرى أن جميع الأشياء قد أثبتت له كما ترون أنتم علماءكم فلما انتهى إلى ساحل البحر لقى
العالم فاستنطقه فأقر له بفضل علمه ولم يحسده الحديث * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ان موسى لما كربه الموت
قال هذا من أجل آدم قد كان الله جعلنا في دار مثوى لا نموت فخطا آدم أنزلنا هنا فقال الله لموسى ابعث إليك
آدم فتخاصمه قال نعم فلما بعث الله آدم سأله موسى فقال لولا أنت لم نكن ههنا فقال له آدم قد آتاك الله من كل شئ
موعظة وتفصيلا أفلست تعلم أنه ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها قال
موسى بلى فخصمه آدم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان الله عز وجل كتب في الألواح ذكر محمد
صلى الله عليه وسلم وذكر أمته وما ذخر لهم عنده وما يسر عليهم في دينهم وما وسع عليهم فيما أحل لهم * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران قال فيما كتب الله لموسى في الألواح يا موسى لا تحلف بي كاذبا فأني لا أزكى عمل
من حلف بي كاذبا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه في قوله وكتبنا له في الألواح
من كل شئ قال كتب له اعبدني ولا تشرك بي شيئا من أهل السماء ولا من أهل الأرض فان كل ذلك خلقي فإذا
أشرك بي غضبت وإذا غضبت لعنت وان لعنتي تدرك الرابع من الولد وإني إذا أطعت رضيت وإذا رضيت باركت
والبركة منى تدرك الأمة بعد الأمة ولا تحلف باسمي كاذبا فإني لا أزكي من حلف باسمي كاذبا ووقر والديك فإنه من
وقر والديه مددت له في عمره ووهبت له ولدا يبره ومن عق والديه قصرت له في عمره ووهبت له ولدا يعقه واحفظ
السبت فإنه آخر يوم فرغت فيه من خلقي ولا تزن ولا تسرق ولا تول وجهك عن عدوى ولا تزن بامرأة جارك الذي
يأمنك ولا تغلب جارك على ماله ولا تخلفه على امرأته * وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن أبي حزرة
القاص ان العشر الآيات التي كتب الله تعالى لموسى في ألواح أن اعبدني ولا تشرك بي شيئا ولا تحلف باسمي
كاذبا فإني لا أزكى ولا أطهر من حلف باسمي كاذبا واشكر لي ولوالديك أنسأ لك في أجلك وأقيك المتلف ولا
تسرق ولا تزن فأحجب عنك نور وجهي وتغلق عن دعائك أبواب سماواتي ولا تغدر بحليل جارك وأحب الناس
121

ما تحب لنفسك ولا تشهد بما لم يعه سمعك ويفقه قلبك فإني واقف أهل الشهادات على شهادتهم يوم القيامة ثم
سألتهم عنها ولا تذبح لغيري فإني لا يصعد إلى من قربان أهل الأرض الا ما ذكر عليه اسمي * وأخرج البيهقي عن
عطاء قال بلغني ان فيما انزل الله على موسى عليه السلام لا تجالسوا أهل الأهواء فيحدثوا في قلبك ما لم يكن
* وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية وابن لآل في مكارم الأخلاق عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول كان فيما أعطى الله موسى في الألواح الأول في أول ما كتب عشرة أبواب يا موسى
لا تشرك بي شيئا فقد حق القول منى لتلفحن وجوه المشركين النار واشكر لي ولوالديك أقك المتالف وأنسأ في
عمرك وأحيك حياة طيبة وأقلبك إلى خير منها ولا تقتل النفس التي حرمت الا بالحق فتضيق عليك الأرض برحبها
والسماء بأقطارها وتبوء بسخطي والنار ولا تحلف باسمي كاذبا ولا آثما فإني لا أطهر ولا أزكى من لم ينزهني
ويعظم أسمائي ولا تحسد الناس على ما أعطيتهم من فضلي ولا تنفس عليهم نعمتي ورزقي فان الحاسد عدو نعمتي
راد لقضائي ساخط لقسمتي التي أقسم بين عبادي ومن لم يكن كذلك فلست منه وليس منى ولا تشهد بما لم يع
سمعك ويحفظ عقلك وتعقد عليه قلبك فإني واقف أهل الشهادات على شهادتهم يوم القيامة ثم سائلهم عنها سؤالا
حثيثا ولا تزن ولا تسرق ولا تزن بحليلة جارك فأحجب عنك وجهي وتغلق عنك أبواب السماء وأحبب للناس
ما تحب لنفسك ولا تذبحن لغيري فإني لا أقبل من القربان الا ما ذكر عليه اسمي وكان خالصا لوجهي وتفرغ لي
يوم السبت وفرغ لي نفسك وجميع أهل بيتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله جعل السبت لموسى عيدا
واختار لنا الجمعة فجعلها لنا عيدا * وأخرج أبو الشيخ عن ميمون بن مهران قال مما كتب الله لموسى في الألواح
لا تتمن مال أخيك ولا امرأة أخيك * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن وهب بن منبه قال مكتوب في
التوراة شوقناكم فلم تشتاقوا ونحنا لكم فلم تبكوا الا وان لله ملكا ينادى في السماء كل ليلة بشر القتالين بان
لهم عند الله سيفا لا ينام وهو نار جهنم أبناء الأربعين زرع قد دنا حصاده أبناء الخمسين هلموا إلى الحساب لا عذر
لكم أبناء الستين ماذا قدمتم وماذا أخرتم أبناء السبعين ما تنتظرون ألا ليت الخلق لم يخلقوا فإذا خلقوا علموا لما
خلقوا الا أتتكم الساعة فخذوا حذركم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال قال
موسى رب انى أجد في الألواح أمة هم الآخرون السابقون يوم القيامة الآخرون في الخلق والسابقون في
دخول الجنة فاجعلهم أمتي قال تلك أمة احمد قال رب انى أجد في الألواح أمة خير أمة أخرجت للناس يأمرون
بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله فاجعلهم أمتي قال تلك أمة احمد قال رب انى أجد في الألواح أمة
يؤمنون بالكتاب الأول والكتاب الآخر ويقاتلون فضول الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الكذب فاجعلهم أمتي
قال تلك أمة احمد قال رب انى أجد في الألواح أمة انا جيلهم في قلوبهم يقرؤنها قال قتادة وكان من قبلكم انما
يقرؤن كتابهم نظرا فإذا رفعوها لم يحفظوا منه شيئا ولم يعوه وان الله أعطاكم أيتها الأمة من الحفظ شيئا لم يعطه
أحدا من الأمم قبلكم فالله خصكم بها وكرامة أكرمكم بها قال فاجعلهم أمتي قال تلك أمة احمد قال رب انى أجد في
الألواح أمة صدقاتهم يأكلونها في بطونهم ويؤجرون عليها قال قتادة وكان من قبلكم إذا تصدق بصدقة فقبلت منه
بعث الله عليها نارا فأكلتها وان ردت تركت فأكلتها السباع والطير وان الله اخذ صدقاتكم من غنيكم لفقيركم
رحمة رحمكم بها وتخفيفا خفف به عنكم فاجعلهم أمتي قال تلك أمة احمد قال رب انى أجد في الألواح أمة إذا هم
أحدهم بحسنة ثم لم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف فاجعلهم أمتي قال
تلك أمة احمد قال رب انى أجد في الألواح أمة إذا هم أحدهم بسيئة لم تكتب عليه حتى يعملها فان عملها
كتبت سيئة واحدة فاجعلهم أمتي قال تلك أمة أحمد قال رب انى أجد في الألواح أمة هم المستجيبون والمستجاب لهم
فاجعلهم أمتي قال تلك أمة أحمد قال قتادة فذكر لنا ان نبي الله موسى نبذ الألواح وقال اللهم إذا فاجعلني من أمة
أحمد قال فأعطى اثنتين لم يعطهما قال يا موسى انى اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي قال فرضى نبي الله ثم
أعطى الثانية ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون قال فرضى نبي الله موسى كل الرضا * وأخرج أبو
الشيخ عن قتادة قال موسى يا رب أجد في الألواح أمة خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن
122

المنكر فاجعلهم أمتي قال تلك أمة أحمد قال رب أجد في الألواح أنه إذا هم أحدهم بالحسنة كتبت له حسنة وإذا
عملها كتبت له عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف فاجعلهم أمتي قال تلك أمة أحمد قال رب أجد في الألواح أمة إذا هم
أحدهم بالسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه وإذا عملها كتبت سيئة واحدة فاجعلهم أمتي قال تلك أمة أحمد قال رب
أجد في الألواح أمة أناجليهم في صدورهم فاجعلهم أمتي قال تلك أمة أحمد قال رب أجد في الألواح أمة هم المشفعون
والمشفع لهم فاجعلهم أمتي قال تلك أمة أحمد قال رب أجد في الألواح أمة هم المستجيون والمستجاب لهم يوم القيامة
فاجعلهم أمتي قال تلك أمة أحمد قال رب أجد في الألواح أمة ينصرون على من ناواهم حتى يقاتلوا الأعور الدجال
فاجعلهم أمتي قال تلك أمة أحمد قال فانتبذ الألواح من يده وقال رب فاجعلني من أمة أحمد فأنزل الله ومن قوم موسى
أمة يهدون بالحق وبه يعدلون فرضى نبي الله موسى صلى الله عليه وسلم * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال
فيما ناجى موسى ربه فيما وهب الله لمحمد وأمته حيث قرأ التوراة وأصاب فيها نعت النبي وأمته قال يا رب من
هذا النبي الذي جعلته وأمته أولا وآخرا قال هذا محمد النبي الأمي العربي الحرمي التهامي من ولد قاذر بن إسماعيل
جعلته أولا في المحشر وجعلته آخرا ختمت به الرسل يا موسى ختمت بشريعته الشرائع وبكتابه الكتب وبسنته
السنن وبدينه الأديان قال يا رب انك اصطفيتني وكلمتني قال يا موسى انك صفي وهو حبيبي أبعثه يوم القيامة
على كوم أجعل حوضه أعرض الحياض وأكثرهم واردا وأكثرهم تبعا قال رب لقد كرمته وشرفته قال
يا موسى حق لي ان أكرمه وأفضله وأفضل أمته لانهم يؤمنون بي وبرسلي كلهم وبكلمتي كلها وبغيبي كله ما كان
فيهم شاهدا يعنى النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعد موته إلى يوم القيامة قال يا رب هذا نعتهم قال نعم قال يا رب
وهبت لهم الجمعة أو لامتي قال بل لهم الجمعة دون أمتك قال رب انى نظرت في التوراة إلى نعت قوم غر محجلين فمن
هم أمن بني إسرائيل هم أم من غيرهم قال تلك أمة أحمد الغر المحجلون من آثار الوضوء قال يا رب انى وجدت في
التوراة قوما يمرون على الصراط كالبرق والريح فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى وجدت في التوراة قوما
يصلون الصلوات الخمس فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى وجدت في التوراة قوما يتزرون إلى أنصافهم فمن هم
قال تلك أمة احمد قال يا رب انى وجدت قوما يراعون الشمس مناديهم في جو السماء فمن هم قال تلك أمة احمد قال
رب انى وجدت في التوراة قوما يذكرونك على كل شرف وواد فمن هم قال تلك أمة احمد قال رب انى وجدت في
التوراة قوما الحسنة منهم بعشرة والسيئة بواحدة فمن هم قال تلك أمة احمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت
قوم شاهرين سيوفهم لا ترد لهم حاجة قال تلك أمة احمد قال يا رب انى وجدت في التوراة قوما إذا أرادوا أمرا
استخاروك ثم ركبوه فمن هم قال تلك أمة احمد قال يا رب انى أجد في التوراة نعت قوم يشفع محسنهم في مسيئهم
فمن هم قال تلك أمة احمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم يحجون البيت الحرام لا ينأون عنه أبدا
لا يقضون منه وطرا ابدا فمن هم قال تلك أمة احمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم قربانهم دماؤهم فمن
هم قال تلك أمة احمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم يقاتلون في سبيلك صفوفا زحوفا يفرغ عليهم
الصبر افراغا فمن هم قال تلك أمة احمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم يذنب أحدهم الذنب فيتوضأ
فيغفر له ويصلى فتجعل الصلاة له نافلة بلا ذنب فمن هم قال تلك أمة احمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم
يشهدون لرسلك بما بلغوا فمن هم قال تلك أمة احمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم يجعلون الصدقة في
بطونهم فمن هم قال تلك أمة احمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم الغنائم لهم حلال وهي محرمة على الأمم
فمن هم قال تلك أمة احمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم جعلت الأرض لهم طهورا ومسجدا فمن هم
قال تلك أمة احمد قال يا رب انى وجدت نعت قوم الرجل منهم خير من ثلاثين ممن كان قبلهم فمن هم قال تلك أمة
احمد يا موسى الرجل من الأمم السالفة أعبد من الرجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بثلاثين ضعفا وهم خير منه
بثلاثين ضعفا بايمانه بالكتب كلها قال يا رب انى وجدت نعت قوم يأوون إلى ذكرك ويتحابون عليه كما تأوى
النسور إلى كورها فمن هم قال تلك أمة احمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم إذا غضبوا هللوك وإذا
تنازعوا سبحوك فمن هم قال تلك أمة احمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم يغضبون لك كما يغضب النمر
123

الحرب لنفسه فمن هم قال تلك أمة احمد قال يا رب انى وجدت في التوارة نعت قوم تفتح أبواب السماء لأعمالهم
وأرواحهم وتباشر بهم الملائكة فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم تتباشر بهم
الأشجار والجبال بممرهم عليها لتسبيحهم لك وتقديسهم لك فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى وجدت
في التوراة نعت قوم وهبت لهم الاسترجاع عند المصيبة ووهبت لهم عند المصيبة لصلاة والرحمة والهدى فمن هم
قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم تصلى عليهم أنت وملائكتك فمن هم قال تلك أمة
أحمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم يدخل محسنهم الجنة بغير حساب ومقتصدهم يحاسب حسابا
يسيرا وظالهم يغفر له فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب فاجعلني منهم قال يا موسى أنت منهم وهم منك لأنك
على ديني وهم على ديني ولكن قد فضلتك برسالاتي وبكلامي فكن من الشاكرين قال يا رب انى وجدت في
التوراة نعت قوم يبعثون يوم القيامة قد ملأت صفوفهم ما بين المشرق والمغرب صفوفا يهون عليهم الموقف
لا يدرك فضلهم أحد من الأمم فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب اني وجدت في التوراة نعت قوم تقبضهم على
فرشهم وهم شهداء عندك فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم لا يخافون فيك
لومة لائم فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين
فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم صديقهم أفضل الصديقين فمن هم قال تلك
أمة أحمد قال يا رب لقد كرمته وفضلته قال يا موسى هو كذلك نبي وصفي وحبيبي وأمته خير أمة قال يا رب انى
وجدت في التوراة نعت قوم محرمة على الأمم الجنة ان يدخلوها حتى دخلها نبيهم وأمته فمن هم قال تلك أمة أحمد
قال يا رب بني إسرائيل ما بالهم قال يا موسى ان قومك من بني إسرائيل يبدلون دينك من بعدك ويغيرون كتابك
الذي أنزلت عليك وان أمة محمد لا يغيرون سنته ولا يبطلون الكتاب الذي أنزلت عليه إلى أن تقوم الساعة فذلك
بلغتهم سنام كرامتي وفضلتهم على الأمم وجعلت نبيهم أفضل الأنبياء أولهم في الحشر وأولهم في انشقاق
الأرض وأولهم شافعا وأولهم مشفعا قال يا رب انى وجدت في التوراة نعت قوم حلماء علماء كادوا ان يبلغوا
بفقههم حتى يكونوا أنبياء فمن هم قال تلك أمة أحمد يا موسى أعطوا العلم الأول والآخر قال يا رب انى وجدت
في التوراة قوما توضع المائدة بين أيديهم فما يرفعونها حتى يغفر لهم فمن هم قال أولئك أمة أحمد قال يا رب انى
وجدت في التوراة نعت قوم يلبس أحدهم الثوب فما ينفضه حتى يغفر لهم فمن هم قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى
أجد في التوراة نعت قوم إذا استووا على ظهور دوابهم حمدوك فيغفر لهم فمن هم قال تلك أمة أحمد أوليائي
يا موسى الذين انتقم بهم من عبدة النيران والأوثان * واخرج أبو نعيم في الدلائل عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ان موسى لما نزلت عليه التوراة قرأها فوجد فيها ذكر هذه الأمة قال يا رب انى أجد في الألواح أمة هم
الآخرون السابقون فاجعلها أمتي قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى أجد في الألواح أمة هم المستجيبون والمستجاب
لهم فاجعلها أمتي قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى أجد في الألواح أمة أناجليهم في صدورهم يقرأونه ظاهرا فاجلعها
أمتي قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى أجد في الألواح أمة يأكلون الفئ فاجعلها أمتي قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى
أجد في الألواح أمة يجعلون الصدقة في بطونهم يؤجرون عليها فاجعلها أمتي قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى أجد
في الألواح أمة إذا هم أحدهم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة وان عملها كتبت له عشر حسنات فاجعلها أمتي
قال تلك أمة أحمد قال يا رب انى أجد في الألواح أمة يؤتون العلم الأول والعلم الآخر فيقتلون قرون الضلالة والمسيح
الدجال فاجلعها أمتي قال تلك أمة أحمد قال يا رب فاجعلني من أمة احمد فأعطى عند ذلك خصلتين فقال يا موسى
انى اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين قال قد رضيت يا رب * وأخرج
أبو نعيم في الدلائل عن عبد الرحمن المغافري ان كعب الأحبار أي حبر اليهود يبكى فقال له ما يبكيك قال ذكرت
بعض الامر فقال له كعب أنشدك بالله لئن أخبرتك ما أبكاك لتصدقني قال نعم قال أنشدك بالله هل تجد في كتاب الله
المنزل ان موسى نظر في التوراة فقال رب انى أجد أمة في التوراة خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون
عن المنكر ويؤمنون بالكتاب الأول والكتاب الآخر ويقاتلون أهل الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الدجال
124

فقال موسى رب اجعلهم أمتي قال هم أمة أحمد قال الحبر نعم قال كعب فأنشدك بالله هل تجد في كتاب الله المنزل ان
موسى نظر في التوراة فقال رب انى أجد أمة هم الحمادون رعاة الشمس المحكمون إذا أرادوا أمرا قال أفعله إن شاء الله
فاجعلهم أمتي قال هم أمة أحمد قال الحبر نعم قال كعب أنشدك بالله هل تجد في كتاب الله المنزل ان موسى
نظر في التوراة فقال يا رب انى أجد أمة إذا أشرف أحدهم على شرف كبر الله وإذا هبط واديا حمد الله الصعيد لهم
طهور والأرض لهم مسجد حيثما كانوا يتطهرون من الجنابة طهورهم بالصعيد كطهورهم بالماء حيث لا
يجدون الماء غر محجلون من آثار الوضوء فاجعلهم أمتي قال هم أمة أحمد قال الحبر نعم قال كعب أنشدك بالله هل
تجد في كتاب الله المنزل ان موسى نظر إلى التوراة فقال رب انى أجد أمة مرحومة ضعفاء يرثون الكتاب واصطفيتهم
فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ولا أجد أحدا منهم الا مرحوما فاجعلهم أمتي قال هم أمة
أحمد قال الحبر نعم قال كعب أنشدك بالله هل تجد في كتاب الله المنزل ان موسى نظر في التوراة فقال يا رب انى أجد
في التوراة أمة مصاحفهم في صدورهم يلبسون ألوان ثياب أهل الجنة يصفون في صلاتهم كصفوف الملائكة
أصواتهم في مساجدهم كدوي النحل لا يدخل النار منهم أحد الا من بري من الحسنات مثل ما بري الحجر من ورق
الشجر فاجعلهم أمتي قال هم أمة أحمد قال الحبر نعم فلما عجب موسى من الخير الذي أعطاه الله محمدا وأمته قال
يا ليتني من أمة أحمد فأوحى الله إليه ثلاث آيات يرضيه بهن يا موسى انى اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي
الآية فرضى موسى كل الرضا * وأخرج أبو نعيم عن سعيد بن أبي هلال ان عبد الله بن عمر وقال لكعب أخبرني
عن صفة محمد صلى الله عليه وسلم وأمته قال أجدهم في كتاب الله ان أحمد وأمته حمادون يحمدون الله على كل خير
وشر يكبرون الله على كل شرف يسبحون الله في كل منزل نداؤهم في جو السماء لهم دوي في صلاتهم كدوي
النحل على الصخر يصفون في الصلاة كصفوف الملائكة ويصفون في القتال كصفوفهم في الصلاة إذا غزوا في
سبيل الله كانت الملائكة بين أيديهم ومن خلفهم زحفا أبدا حتى يحضرهم جبريل عليه السلام * وأخرج الطبراني
والبيهقي في الدلائل عن محمد بن يزيد الثقفي قال اصطحب قيس بن خرشة وكعب الأحبار حتى إذا بلغا صفين وقف
كعب ثم نظر ساعة ثم قال ليهراقن بهذه البقعة من دماء المسلمين شئ لا يهراق ببقعة من الأرض مثله فقال قيس
ما يدريك فان هذا من الغيب الذي استأثر الله به فقال كعب ما من الأرض شبر الا مكتوب في التوراة الذي أنزل
الله على موسى ما يكون عليه وما يخرج منه إلى يوم القيامة * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن خالد
الربعي قال قرأت في كتاب الله المنزل ان عثمان بن عفان رافع يديه إلى الله يقول يا رب قتلني عبادك المؤمنون
* وأخرج أحمد في الزهد عن خالد الربعي قال قرأت في التوراة اتق الله يا ابن آدم وإذا شبعت فاذكر الجائع * وأخرج
أحمد عن قتادة قال بلغنا انه مكتوب في التوراة ابن آدم ارحم ترحم انه من لا يرحم لا يرحم كيف ترجو ان أرحمك
وأنت لا ترحم عبدي * وأخرج أحمد وأبو نعيم في الحلية عن مالك بن دينار قال قرأت في التوراة يا ابن آدم
لا تعجز ان تقوم بين يدي في صلاتك باكيا فإني أنا الله الذي اقتربت لقلبك وبالغيب رأيت نوري قال مالك يعنى
الحلاوة والسرور الذي يجد المؤمن * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن وهب بن منبه قال أربعة أحرف في التوراة
مكتوب من لم يشاور يندم ومن استغنى استأثر والفقر الموت الأحمر وكما تدين تدان * وأخرج أحمد وأبو نعيم عن
خيثمة قال مكتوب في التوراة ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى وأسد فقرك وان لا تفعل أملأ قلبك شغلا
ولا أسد فقرك * وأخرج أحمد في الزهد عن بيان قال بلغني ان في التوراة مكتوب ابن آدم كسيرة تكفيك وخرقة
تواريك وحجر يأويك * وأخرج أحمد عن وهيب المكي قال بلغني انه مكتوب في التوراة يا ابن آدم اذكرني إذا
غضبت أذكرك إذا غضبت فلا أمحقك مع من أمحق وإذا ظلمت فارض بنصرتي لك فان نصرتي لك خير من نصرتك
لنفسك * وأخرج أحمد عن الحسن بن أبي الحسن قال انتهت بنو إسرائيل إلى موسى عليه السلام فقالوا ان
التوراة تكبر علينا فأنبئنا بجماع من الامر فيه تخفيف فأوحى الله إليه ما سالك قومك قال يا رب أنت أعلم قال انما
بعثتك لتبلغني عنهم وتبلغهم عنى قال فإنهم سألوني جماعا من الامر فيه تخفيف ويزعمون ان التوراة تكبر عليهم
125

فقال الله عز وجل قل لهم لا تظالموا في المواريث ولا يدخلن عليكم عبد بيتا حتى يستأذن وليتوضأ من الطعام
ما يتوضأ للصلاة فاستخفوه يسيرا ثم انهم لم يقوموا بها قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك تقبلوا لي
بست أتقبل لكم بالجنة من حدث فلا يكذب ومن وعد فلا يخلف ومن ائتمن فلا يخون احفظوا أيديكم وأبصاركم
وفروجكم * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار قال قرأت في التوراة من يزدد علما يزدد وجفا وقال مكتوب في
التوراة من كان له جار يعمل بالمعاصي فلم ينهه فهو شريكه * وأخرج أحمد عن قتادة قال إن في التوراة مكتوبا
يا ابن آدم تذكرني وتنساني وتدعو إلى وتفر منى وأرزقك وتعبد غيري * وأخرج عبد الله ابنه عن الوليد بن عمر
قال بلغني انه مكتوب في التوراة ابن آدم حرك يديك افتح لك بابا من الرزق وأطعني فيما آمرك فما أعلمي بما
يصلحك * وأخرج عبد الله عن عقبة بن زينب قال في التوراة مكتوب لا تتوكل على ابن آدم فان ابن آدم لليس
ولكن توكل على الحي الذي لا يموت وفى التوراة مكتوب مات موسى كليم الله فمن ذا الذي لا يموت
* وأخرج أحمد عن وهب بن منبه قال وجدت فيما أنزل الله على موسى ان من أحب الدنيا أبغضه الله ومن أبغض
الدنيا أحبه الله ومن أكرم الدنيا أهانه الله ومن أهان الدنيا أكرمه الله * وأخرج ابن أبي شيبة عن عروة قال
مكتوب في التوراة ليكن وجهك بسطا وكلمتك طيبة تكن أحب الناس من الذين يعطونهم العطاء * وأخرج
ابن أبي شيبة عن عروة قال بلغني انه مكتوب في التوراة كما ترحمون ترحمون * وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب
قال والذي فلق البحر لبني إسرائيل في التوراة مكتوب يا ابن آدم اتق ربك وابرر والديك وصل رحمك أمد لك في
عمرك وأيسر لك يسرك واصرف عنك عسرك * وأخرج ابن أبي شيبة عن كردوس الثعلبي قال مكتوب في التوراة
اتق توقه انما التوقي في التقوى ارحموا ترحموا توبوا يتاب عليكم * وأخرج الحكيم في نوادر الأصول عن أبي
الجوزاء قال قرأت في التوراة ان سرك ان تحيا وتبلغ علم اليقين فاحتمل في كل حين ان تغلب شهوات الدنيا فان من
يغلب شهوات الدنيا يفرق الشيطان من ظله * وأخرج الطبراني في السنة وأبو الشيخ عن كعب قال لما أراد
الله أن يكتب لموسى التوراة قال يا جبريل ادخل الجنة فائتني بلوحين من شجرة الجنة فدخل جبريل الجنة
فاستقبلته شجرة من شجر الجنة من ياقوت الجنة فقطع منها لوحين فتابعته على ما أمره الرحمن تبارك وتعالى فأتى
بهما الرحمن فأخذهما بيده فعاد اللوحان نورا لما مسهما الرحمن تبارك وتعالى وتحت العرش نهر يجرى من
نور لا يدرى حملة العرش أين يجئ ولا أين يذهب منذ خلق الله الخلق فلما استمد منه الرحمن جف فلم يجر فلما
كتب لموسى التوراة بيده ناول اللوحين موسى فلما أخذهما موسى عاد حجارة فلما رجع إلى بني إسرائيل والى
هارون وهو مغضب أخذ بلحيته ورأسه يجره إليه فقال له هارون يا ابن آدم ان القوم استضعفوني وكادوا
يقتلونني ومع ذلك انى خفت ان آتيك فتقول فرقت بين بني إسرائيل ولم تنتظر قولي فاستغفر موسى ربه تبارك
وتعالى واستغفر لأخيه وقد تكسرت الألواح لما ألقاها من يده * وأخرج أحمد في الزهد عن كعب
الأحبار ان موسى عليه السلام كان يقول في دعائه اللهم لين قلبي بالتوراة ولا تجعل قلبي قاسيا كالحجر * وأخرج
ابن أبي شيبة عن الحسن قال سأل موسى جماعا من العمل فقيل له انظر ما تريد ان يصاحبك به الناس فصاحب
الناس به * قوله تعالى (فخذها بقوة) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس فخذها بقوة قال
بجد وحزم سأريكم دار الفاسقين قال دار الكفار * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس فخذها بقوة قال بجد وأمر
قومك يأخذوا بأحسنها قال أمر موسى ان يأخذها باشد مما أمر به قومه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة
فخذها بقوة قال إن الله تعالى يحب ان يؤخذ أمره بقوة وحد * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الربيع
ابن أنس في قوله فخذها بوقة قال بطاعة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله فخذها بقوة يعنى
بجد واجتهاد وأمر قومك يأخذوا بأحسنها قال بأحسن ما يجدون منها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله سأريكم دار الفاسقين قال مصيرهم في الآخرة * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله دار الفاسقين قال منازلهم في الدنيا * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله سأريكم دار الفاسقين قال جهنم * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر
126

وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله سأريكم دار الفاسقين قال رفعت لموسى حتى نظر إليها * وأخرج أبو
الشيخ عن قتادة في قوله سأريكم دار الفاسقين قال مصر * قوله تعالى (سأصرف عن آياتي) الآية * أخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون يقول سأصرفهم عن أن
يتفكر وافى آياتي * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله سأصرف عن آياتي قال عن خلق
السماوات والأرض والآيات التي فيها سأصرفهم عن أن يتفكروا فيها أو يعتبروا فيها * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سفيان بن عينة في قوله سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق
يقول انزع عنهم فهم القرآن * قوله تعالى (واتخذ قوم موسى) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وابن المنذر عن مجاهد في قوله واتخذ قوم موسى من بعد من حليهم عجلا جسدا قال حين دفنوها ألقى عليها
السامري قبضة من تراب من أثر فرس جبريل عليه السلام * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن قتادة في قوله من حليهم عجلا جسدا له خوار قال استعاروا حليا من آل فرعون فجمعه السامري
فصاغ منه عجلا فجعله الله جسدا لحما ودما له خوار * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن
الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل عجلا جسدا له خوار قال يعنى له صياح قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم
أما سمعت الشاعر وهو يقول
كان بنى معاوية بن بكر * إلى الاسلام ضاحية تخور
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال خار العجل خورة لم يثن ألم تر أن الله قال ألم يروا انه لا يكلمهم * وأخرج
ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله له خوار قال الصوت * قوله تعالى (ولما سقط في أيديهم) الآية * أخرج ابن
المنذر عن ابن عباس في قوله ولما سقط في أيديهم قال ندموا * قوله تعالى (ولما رجع موسى) الآية
* أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس في قوله أسفا قال حزينا * وأخرج
ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال حزينا على ما صنع قومه من بعده * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله غضبان أسفا قال حزينا وفى الزخرف فلما آسفونا يقول أغضبونا والأسف على
وجهين الغضب والحزن * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أسفا قال جزعا * وأخرج أبو الشيخ
عن أبي الدرداء قال الأسف منزلة وراء الغضب أشد من ذلك * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن كعب قال الأسف
الغضب الشديد * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبزار وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه
عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يرحم الله موسى ليس المعاين كالمخبر أخبره ربه تبارك وتعالى
ان قومه فتنوا بعده فلم يلق الألواح فلما رآهم وعيانهم ألقى الألواح فتكسر منها ما تكسر * وأخرج أبو الشيخ
عن زيد بن أسلم قال كان موسى عليه السلام إذا غضب اشتعلت قلنسوته نارا * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال لما ألقى موسى الألواح تكسرت فرفعت الا سدسها * وأخرج أبو الشيخ
عن ابن عباس قال كتب الله لموسى في الألواح فيها موعظة تفصيلا لكل شئ فلما ألقاها رفع الله منها ستة أسباعها
وبقى سبع يقول الله وفى نسختها هدى ورحمة يقول فيما بقى منها * واخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال أوتي
رسول الله صلى الله عليه وسلم السبع المثاني وهي الطول وأوتي موسى ستا فلما ألقى الألواح رفعت اثنتان وبقيت
أربع * واخرج أبو الشيخ عن الربيع في قوله وألقى الألواح قال ذكر انه رفع من الألواح خمسة أشياء وكان لا ينبغي
ان يعلمه الناس ان الله عنده علم الساعة إلى آخر الآية * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مجاهد أو سعيد بن جبير قال
كانت الألواح من زمرد فلما ألقاها موسى ذهب التفصيل وبقى الهدى * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال أخبرت
ان ألواح موسى كانت تسعة فرفع منها لوحان وبقى سبعة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله ولا تجعلني مع القوم الظالمين قال مع أصحاب العجل * قوله تعالى (ان الذين اتخذوا العجل)
الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أيوب قال تلا أبو قلابة هذه
الآية ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزى المفترين قال هو جزاء
127

لكل مفتر إلى يوم القيامة ان يذله الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله وكذلك نجزى المفترين قال كل
صاحب بدعة ذليل * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن سفيان بن عيينة قال لا تجد مبتدعا الا وجدته ذليلا
ألم تسمع إلى قوله الله ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا * وأخرج أبو الشيخ
عن سفيان بن عيينة قال ليس في الأرض صاحب بدعة الا وهو يجد ذلة تغشاه وهو في كتاب الله قالوا أين هي قال اما
سمعتم إلى قوله ان الذين اتخذوا العجل الآية قالوا يا أبا محمد هذه لأصحاب العجل خاصة قال كلا اقرأ ما بعدها وكذلك
نجزى المفترين فهي لكل مفتر ومبتدع إلى يوم القيامة * قوله تعالى (والذين عملوا السيئات) الآية * أخرج
ابن أبي حاتم عن ابن مسعود انه سئل عن الرجل يزنى بالمرأة ثم يتزوجها فتلا والذين عملوا السيئات ثم تابوا من
بعدها وآمنوا ان ربك من بعدها لغفور رحيم * قوله تعالى (ولما سكت عن موسى الغضب) الآية * أخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال أعطى الله موسى التوراة في سبعة ألواح من زبرجد فيها تبيان لكل شئ وموعظة
التوراة مكتوبة فلما جاء بها فرأى بني إسرائيل عكوفا على العجل فرمى التوراة من يده فتحطمت وأقبل على هارون
فاخذ برأسه فرفع الله منها ستة أسباع وبقى سبع فلما ذهب عن موسى الغضب أخذ الألواح وفى نسختها هدى
ورحمة للذين هم لربهم يرهبون قال فيما بقى منها * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن المجاهد ان سعيد بن جبير قال
كانت الألواح من زمرد فلما ألقاها موسى ذهب التفصيل وبقى الهدى والرحمة وقرأ وكتبنا له في الألواح من كل شئ
موعظة وتفصيلا لكل شئ وقرأ ولما سكت عن موسى الغضب اخذ الألواح وفى نسختها هدى ورحمة قال ولم يذكر
التفصيل ههنا * واخرج عبد بن حميد عن قتادة واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا قال اختارهم
ليقوموا مع هارون على قومه بأمر الله فلما أخذتهم الرجفة تناولتهم الصاعقة حين اخذت قومهم * واخرج عبد
ابن حميد من طريق أبى سعد عن مجاهد واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة بعد أن خرج
موسى بالسبعين من قومه يدعون الله ويسألونه ان يكشف عنهم البلاء فلم يستجب لهم علم موسى انهم قد أصابوا
من المعصية ما أصاب قومهم قال أبو سعد فحدثني محمد بن كعب القرظي قال فلم يستجب لهم من اجل انهم لم ينهوهم
عن المنكر ولم يأمروهم بالمعروف فاخذتهم الرجفة فماتوا ثم أحياهم الله * وأخرج عبد بن حميد عن الفضل بن
عيسى بن أخي الرقاشي ان بني إسرائيل قالوا ذات يوم لموسى الست ابن عمنا ومنا وتزعم انك كلمت رب العزة فانا لن
نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فلما ان أبوا الا ذلك أوحى الله إلى موسى ان اختر من قومك سبعين رجلا فاختار موسى
من قومه سبعين رجلا خيرة ثم قال لهم اخرجوا فلما برزوا جاءهم مالا قبل لهم به فاخذتهم الرجفة قالوا يا موسى ردنا
فقال لهم موسى ليس لي من الامر شئ سألتم شيئا فجاءكم فماتوا جميعا قيل يا موسى ارجع قال رب إلى أين الرجعة رب
لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إلى قول فسأكتبها للذين يتقون الآية قال عكرمة
كتبت الرحمة يومئذ لهذه الأمة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت وابن جرير
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي رضي الله عنه قال لما حضر أجل هارون أوحى الله إلى موسى ان انطلق أنت
وهرون وابن هارون إلى غار في الجبل فانا قابض روحه فانطلق موسى وهرون وابن هارون فلما انتهوا إلى الغار
دخلوا فإذا سرير فاضطجع عليه موسى ثم قام عنه فقال ما أحسن هذا المكان يا هارون فاضطجع هارون فقبض
روحه فرجع موسى وابن هارون إلى بني إسرائيل حزينين فقالوا له أين هارون قال مات قالوا بلى قتلته كنت تعلم انا
نحبه فقال لهم موسى ويلكم أقتل أخي وقد سألته الله وزيرا ولو انى أردت قتله أكان ابنه يدعنى قالوا له بلى قتلته
حسدتناه قال فاختاروا سبعين رجلا فانطلق بهم فمرض رجلا في الطريق فخط عليهما خطافا فانطلق موسى
وابن هارون وبنو إسرائيل حتى انتهوا إلى هارون فقال يا هارون من قتلك قال لم يقتلني أحد ولكني مت
قالوا ما تقضى يا موسى ادع لنا ربك يجعلنا أنبياء قال فاخذتهم الرجفة فصعقوا أو صعق الرجلان اللذان خلفوا
وقام موسى يدعو ربه لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا فأحياهم الله فرجعوا إلى
قومهم أبيناء * قوله تعالى (واختار موسى قومه) الآية * اخرج ابن جرير وابن المنذر وابن حاتم عن
ابن عباس في قوله اختار موسى قومه الآية قال كان الله أمره ان يختار من قومه سبعين جلا فاختار سبعين
128

رجلا فبرز بهم فكان ليدعو ربكم فيما دعوا الله ان قالوا اللهم اعطنا ما لم تعطه أحدا من قبلنا ولا تعطه أحدا بعدنا فكره
الله ذلك من دعائهم فاخذتهم الرجفة قال موسى لو شئت أهلكتهم من قبل أن هي الا فتنتك يقول إن هو الا عذابك
تصيب به من تشاء وتصرفه عمن تشاء * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن نوف الحميري قال لما اختار موسى قومه
سبعين رجلا لميقات ربه قال الله لموسى اجعل لكم الأرض مسجدا وطهورا وأجعل السكينة معكم في بيوتكم وأجعلكم
تقرأون التوراة من ظهور قلوبكم فيقرؤها الرجل منكم والمرأة والحر والعبد والصغير والكبير فقال موسى
ان الله قد جعل لكم الأرض مسجدا وطهورا قالوا لا نريد ان نصلى الا في الكنائس قال ويجعل السكينة معكم في
بيوتكم قالوا لا نريد الا كما كانت في التابوت قال ويجعلكم تقرؤن التوراة عن ظهور قلوبكم فيقرؤها الرجل منكم
والمرأة والحر والعبد والصغير والكبير قالوا لا نريد ان نقرأها الا نظرا قال الله فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون
لزكاة إلى قوله المفلحون قال موسى أتيتك بوفد قومي فجعلت وفادتهم لغيرهم اجعلني من هذه الأمة قال إن نبيهم
منهم قال اجعلني من هذه الأمة قال إنك لن تدركهم قال رب أتيتك بوفد قومي فجعلت وفادتهم لغيرهم قال فأوحى
الله إليه ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون قال فرضى موسى قال نوف ألا تحمدون ربا شهد غيبتكم
وأخذ لكم بسمعكم وجعل وفادة غيركم لكم * واخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن نوف البكالي ان موسى لما اختار
من قومه سبعين رجلا قال لهم فدوا إلى الله وسلوه فكانت لموسى مسألة ولهم مسألة فلما انتهى إلى الطور المكان
الذي وعده الله به قال لهم موسى سلوا الله قالوا أرنا الله جهرة قال ويحكم تسألون الله هذا مرتين قال هي مسئلتنا
أرنا الله جهرة فاخذتهم الرجفة فصعقوا فقال موسى أي رب جئتك بسبعين من خيار بني إسرائيل فارجع إليهم
وليس معي منهم أحد فكيف أصنع ببني إسرائيل أليس يقتلوني فقيل له سل مسألتك قال أي رب انى أسالك ان
تبعثهم فبعثهم الله فذهبت مسألتهم ومسألته وجعلت تلك الدعوة لهذه الأمة * واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن أبي سعيد الرقاشي في قوله واختار موسى قومه سبعين رجلا قال كانوا قد جاوزوا الثلاثين ولم يبلغوا
الأربعين وذلك أن من جاوز الثلاثين فقد ذهب جهله وصباه ومن بلغ الأربعين لم يفقد من عقله شيئا * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا
قال لتمام الموعد وفى قوله فلما أخذتهم الرجفة قال ماتوا ثم أحياهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ
عن أبي العالية في قوله ان هي الا فتنتك قال بليتك * واخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ان هي الا فتنتك قال
مشيئتك * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال قال موسى يا رب ان هذا السامري أمرهم ان يتخذوا العجل
أرأيت الروح من نفحها فيه قال الرب انا قال رب فأنت إذا أضللتهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن راشد بن سعد أن
موسى لما أتى ربه لموعده قال يا موسى ان قومك افتتنوا من بعدك قال يا رب وكيف يفتنون وقد أنجيتهم من
فرعون ونجيتهم من البحر وأنعمت عليهم قال يا موسى انهم اتخذوا من بعدك عجلا جسدا له خوار قال يا رب فمن
جعل فيه الروح قال أنا قال فأنت أضللتهم يا رب قال يا موسى يا رأس النبيين يا أبا الحكماء انى رأيت ذلك في قلوبهم
فيسرته لهم * واخرج عبد بن حميد وابن أبي عمر العدني في مسنده وابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس قال إن
السبعين الذين اختارهم موسى من قومه انما أخذتهم الرجفة لانهم لم يرضوا بالعجل ولم ينهوا عنه * واخرج عبد بن
حميد وأبو الشيخ عن قتادة قال ذكر لنا ان أولئك السبعين كانوا يلبسون ثياب الطهرة ثياب يغزله وينسجه العذارى
ثم يتبرزون صبيحة ليلة المطر إلى البرية فيدعون الله فيها فوالله ما سال القوم يومئذ شيئا الا أعطاه الله هذه الأمة
* وأخرج أبو الشيخ عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن ان السبعين الذين اختار موسى من قومه كانوا يعرفون
بخضاب السواد * قوله تعالى (واكتب لنا) الآية * اخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس في قوله واكتب
لنا في هذه الدنيا حسنة وفى الآخرة قال فلم يعطها موسى قال عذابي أصيب به من أشاء إلى قوله المفلحون * وأخرج
ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفى الآخرة قال فكتب الرحمة يومئذ لهذه الأمة
* وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة قال مغفرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله انا هدنا إليك قال تبنا إليك * واخرج ابن أبي شيبة
129

عن سعيد بن جبير في قوله انا هدنا إليك قال تبنا * واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي وجرة
السعدي وكان من أعلم الناس بالعربية قال لا والله لا أعلمها في كلام أحد من العرب هدنا قيل فكيف قال هدنا
بكسر الهاء يقول ملنا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن وقتادة في قوله
ورحمتي وسعت كل شئ قالا وسعت في الدنيا البر والفاجر وهي يوم القيامة للذين اتقوا خاصة * وأخرج أبو الشيخ
عن عطاء في قوله ورحمتي وسعت كل شئ قال رحمته في الدنيا على خلقه كلهم يتقلبون فيها * وأخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن سماك بن الفضل انه ذكر عنده أي شئ أعظم فذكروا السماوات والأرض وهو ساكت فقالوا ما
تقول يا أبا الفضل فقال ما من شئ أعظم من رحمته قال الله تعالى ورحمتي وسعت كل شئ * وأخرج أحمد وأبو داود
عن جندب بن عبد الله البجلي قال جاء أعرابي فأناخ راحلته ثم عقلها ثم صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
نادى اللهم ارحمني ومحمدا ولا تشرك في رحمتنا أحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد خطرت رحمة واسعة ان
الله خلق مائة رحمة فأنزل رحمة يتعاطف بها الخلق جنها وإنسها وبهائمها وعنده تسعة وتسعون * وأخرج أحمد
ومسلم عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لله مائة رحمة فمنها رحمة يتراحم بها الخلق وبها تعطف
الوحوش على أولادها وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان موقوفا وابن
مردويه عن سلمان قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خلق مائة رحمة يوم خلق السماوات والأرض كل رحمة
منها طباق ما بين السماء والأرض فاهبط منها رحمة إلى الأرض فبها تراحم الخلائق وبها تعطف الوالدة على ولدها
وبها يشرب الطير والوحوش من الماء وبها يعيش الخلائق فإذا كان يوم القيامة انتزعها من خلقه ثم أفاضها
على المتقين وزاد تسعة وتسعين رحمة ثم قرأ ورحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون * وأخرج الطبراني عن
حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الفاجر في دينه الأحمق في
معيشته والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الذي قد محشته النار بذنبه والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة
مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه * وأخرج أحمد وعبد بن حميد في مسنده وأبو يعلى وابن خزيمة وابن
حبان وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال افتخرت الجنة والنار فقالت النار
يا رب يدخلني الجبابرة والملوك والاشراف وقالت الجنة يا رب يدخلني الفقراء والضعفاء والمساكين فقال
الله للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء وقال للجنة أنت رحمتي وسعت كل شئ ولكل واحد منكما ملؤها
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي بكر الهذلي قال لما نزلت ورحمتي وسعت كل شئ قال إبليس يا رب وأنا
من الشئ فنزلت فسأكتبها للذين يتقون الآية فنزعها الله من إبليس * وأخرج أبو الشيخ عن السدى قال لما
نزلت ورحمتي وسعت كل شئ قال إبليس وأنا من الشئ فنسخها الله فأنزل فسأكتبها للذين يتقون إلى آخر الآية
* وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج قال لما نزلت ورحمتي وسعت كل شئ قال إبليس أنا من كل شئ قال الله
فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة قالت يهود فنحن نتقي ونؤتي الزكاة قال الله الذين يتبعون الرسول النبي
الأمي فعزلها الله عن إبليس وعن اليهود وجعلها لامة محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن
قتادة نحوه * وأخرج البيهقي في الشعب عن سفيان بن عيينة قال لما نزلت هذه الآية ورحمتي وسعت كل شئ
مد إبليس عنقه فقال أنا من الشئ فنزلت فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون فمدت
اليهود والنصارى أعناقها فقالوا نحن نؤمن بالتوراة والإنجيل ونؤدي الزكاة فاختلسها الله من إبليس واليهود
والنصارى فجعلها لهذه الأمة خاصة فقال الذين يتبعون الآية * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبزار في
مسنده وابن مردويه عن ابن عباس قال سال موسى ربه مسألة فأعطاها محمدا صلى الله عليه وسلم قوله واختار
موسى قومه إلى قوله فسأكتبها للذين يتقون فأعطى محمدا صلى الله عليه وسلم كل شئ سال موسى ربه في هذه
الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
فسأكتبها للذين يتقون قال كتبها الله لهذه الأمة * وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال دعا موسى فبعث الله سبعين
فجعل دعاءه حين دعاه لمن آمن بمحمد واتبعه قوله فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين فيما كتبها للذين يتقون
130

ويؤتون الزكاة والذين يتبعون محمدا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فسأكتبها للذين يتقون قال
يتقون الشرك * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير فسأكتبها للذين يتقون قال أمة محمد صلى الله عليه وسلم
فقال موسى يا ليتني أخرت في أمة محمد فقالت اليهود لموسى أيخلق ربك خلقا ثم يعذبهم فأوحى الله إليه يا موسى
ازرع قال قد زرعت قال احصد قال قد حصدت قال دس قال قد دست قال ذره قال قد ذريت قال فما بقى قال ما بقى
شئ فيه خير قال كذلك لا أعذب من خلقي الا من لا خير فيه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي
ابن أبي طالب رضي الله عنه انه سئل عن أبي بكر وعمر فقال إنهما من السبعين الذين سألهم موسى بن عمران
فاخرا حتى أعطيهما محمد صلى الله عليه وسلم قال وتلا هذه الآية واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا الآية
* وأخرج ابن مردويه عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الجمعة نزل جبريل عليه السلام إلى
المسجد الحرام فركز لواءه بالمسجد الحرام وغدا بسائر الملائكة إلى المساجد التي يجمع فيها يوم الجمعة فركزوا
ألويتهم وراياتهم بأبواب المساجد ثم نشروا قراطيس من فضة وأقلاما من ذهب ثم كتبوا الأول فالأول من بكر إلى
الجمعة فإذا بلغ من في المسجد سبعين رجلا قد بكروا طووا القراطيس فكان أولئك السبعون كالذين اختارهم
موسى من قومه والذين اختارهم موسى من قومه كانوا أنبياء * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا راح منا إلى الجمعة سبعون رجلا كانوا كسبعين موسى الذين وفدوا إلى ربهم أو أفضل
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن إبراهيم النخعي في قوله النبي الأمي قال كان لا يكتب ولا يقرأ * وأخرج عبد بن
حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله الرسول النبي الأمي قال هو نبيكم صلى الله عليه وسلم كان أميا
لا يكتب * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما
كالمودع فقال انا محمد النبي الأمي انا محمد النبي الأمي انا محمد النبي الأمي ولا نبي بعدي أوتيت فواتح الكلم وخواتمه
وجوامعه وعلمت خزنة النار وحملة العرش فاسمعوا وأطيعوا ما دمت فيكم فإذا ذهب بي فعليكم كتاب الله أحلوا حلاله
وحرموا حرامه * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم انا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب وان الشهر كذا وكذا وضرب بيده ست مرات وقبض واحدة
* وأخرج أبو الشيخ من طريق مجالد قال حدثني عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال ما مات النبي صلى الله عليه وسلم
حتى قرأ وكتب فذكرت هذا الحديث للشعبي فقال صدق سمعت أصحابنا يقولون ذلك * قوله تعالى (الذي يجدونه
مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل) * أخرج ابن سعد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله الذي يجدونه
مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل قال يجدون نعته وأمره ونبوته مكتوبا عندهم * وأخرج ابن سعد عن
قتادة قال بلغنا ان نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الكتب محمد رسول الله ليس بفظ ولا غليظ ولا صخوب
في الأسواق ولا يجزئ بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح أمته الحمادون على كل حال * وأخرج ابن سعد وأحمد
عن رجل من الاعراب قال جلبت حلوية إلى المدينة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغت من بيعتي
قلت لألقين هذا الرجل ولأسمعن منه فتلقاني بين أبى بكر وعمر يمشون فتبعتهم حتى أتوا على رجل من اليهود ناشر
التوراة يقرؤها يعزى بها نفسه عن ابن له في الموت كأحسن الفتيان وأجمله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنشدك بالذي أنزل التوراة هل تجدني في كتابك ذا صفتي ومخرجي فقال برأسه هكذا أي لا فقال ابنه أي والذي
أنزل التوراة انا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك وأشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقال أقيموا اليهودي
عن أخيكم ثم ولى كفنه والصلاة عليه * وأخرج ابن سعد والبخاري وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن عطاء بن
يسار قال لقيت عبد الله بن عمرو بن العاصي قلت أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أجل والله انه
لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن يا أيها النبي انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين أنت
عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يجزى بالسيئة السيئة ولكن يعفو
ويصفح ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بان يقولوا لا إله إلا الله ويفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا
* وأخرج ابن سعد والدارمي في مسنده والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن عبد الله بن سلام قال صفة رسول
131

الله صلى الله عليه وسلم في التوراة يا أيها النبي انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي
سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يجزى بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح ولن يقبضه
الله حتى يقيم به الملة العوجاء حتى يقولوا لا إله إلا الله ويفتح أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا * وأخرج الدارمي
عن كعب قال في السطر الأول محمد رسول الله عبدي المختار لا فظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يجزى بالسيئة
السيئة ولكن يعفو ويغفر مولده بمكة وهجرته بطيبة وملكه بالشام وفى السطر الثاني محمد رسول الله أمته
الحمادون يحمدون الله في السراء والضراء يحمدون الله في كل منزلة ويكبرونه على كل شرف رعاة الشمس يصلون
الصلاة إذا جاء وقتها ولو كانوا على رأس كناسة ويا تزرون على أوساطهم ويوضئون أطرافهم وأصواتهم بالليل في جو
السماء كأصوات النحل * وأخرج ابن سعد والدارمي وابن عساكر عن أبي فروة عن ابن عباس انه سال
كعب الأحبار كيف قد نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة فقال كعب نجده محمد بن عبد الله يولد بمكة
ويهاجر إلى طابة ويكون ملكه بالشام وليس بفحاش ولا سخاب في الأسواق ولا يكافئ بالسيئة السيئة ولكن يعفو
ويغفر أمته الحمادون يحمدون الله في كل سواء ويكبرون الله على كل نجد ويوضئون أطرافهم ويا تزرون في
أوساطهم يصفون في صلاتهم كما يصفون في قتالهم دويهم في مساجدهم كدوي النحل يسمع مناديهم في جو
السماء * وأخرج أبو نعيم والبيهقي معافى الدلائل عن أم الدرداء قالت قلت لكعب كيف تجدون صفة رسول الله
صلى الله عليه وسلم في التوراة قال نجده موصوفا فيها محمد رسول الله اسمه المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب
في الأسواق وأعطى المفاتيح ليبصر الله به أعينا عورا ويسمع به آذانا صما ويقيم به السنة معوجة حتى يشهد
ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعين المظلوم ويمنعه من أن يستضعف * وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة
وأبو نعيم في الدلائل عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صفتي أحمد المتوكل مولده بمكة ومهاجره
إلى طيبة ليس بفظ ولا غليظ يجزى بالحسنة الحسنة ولا يكافئ بالسيئة أمته الحمادون يأتزرون على أنصافهم
ويوضئون أطرافهم أناجيلهم في صدورهم يصفون للصلاة كما يصفون للقتال قربانهم الذي يتقربون به إلى
دماؤهم رهبان بالليل ليوث بالنهار * وأخرج أبو نعيم عن كعب قال إن أبى كان من أعلم الناس بما أنزل الله على
موسى وكان لم يدخر عنى شيئا مما كان يعلم فلما حضره الموت دعاني فقال لي يا بنى انك قد علمت انى لم أدخر عنك شيئا
مما كنت أعلمه الا انى قد حبست عنك ورقتين فيهما نبي يبعث قد أظل زمانه فكرهت أن أخبرك بذلك فلا آمن
عليك أن يخرج بعض هؤلاء الكذابين فتطيعه وقد جعلتهما في هذه الكوة التي ترى وطينت عليهما فلا تعرضن
لهما ولا تنظرن فيهما حينك هذا فان الله ان يرد بك خيرا ويخرج ذلك النبي تتبعه ثم انه مات فدفناه فلم يكن شئ
أحب إلى من أن أنظر في الورقتين ففتحت الكوة ثم استخرجت الورقتين فإذا فيهما محمد رسول الله خاتم النبيين
لا نبي بعده مولده بمكة ومهاجره بطيبة لا فظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ويجزى بالسيئة الحسنة ويعفو ويصفح
أمته الحمادون الذين يحمدون الله على كل حال تذلل ألسنتهم بالتكبير وينصر نبيهم على كل من ناواه يغسلون
فروجهم ويأتزرون على أوساطهم أناجيلهم في صدورهم وتراحمهم بينهم تراحم بنى الام وهم أول من يدخل
الجنة يوم القيامة من الأمم فمكثت ما شاء الله ثم بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج بمكة فاخرت حتى استثبت
ثم بلغني أنه توفى وان خليفته قد قام مقامه وجاءتنا جنوده فقلت لا أدخل في هذا الدين حتى أنظر سيرتهم وأعمالهم
فلم أزل أدافع ذلك وأؤخره لأستثبت حتى قدمت علينا عمال عمر بن الخطاب فلما رأيت وفائهم بالعهد وما صنع
الله لهم على الأعداء علمت أنهم هم الذين كنت أنتظر فوالله انى لذات ليلة فوق سطحي فإذا رجل من المسلمين يتلو
قول الله يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل ان نطمس وجوها الآية فلما سمعت
هذه الآية خشيت ان لا أصبح حتى يحول وجهي في قفاي فما كان شئ أحب إلى من الصباح فغدوت على
المسلمين * وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن علي بن أبي طالب ان يهوديا كان له على رسول الله صلى الله
عليه وسلم دنانير فتقاضى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ما عندي ما أعطيك قال فإني لا أفارقك يا محمد حتى تعطيني
قال اذن أجلس معك يا محمد فجلس معه فصلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر والمغرب والعشاء والغداة
132

وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتهددون اليهودي ويتوعدونه فقالوا يا رسول الله يهودي يحبسك قال
منعني ربى أن أظلم معاهدا ولا غيره فلما ترحل النهار أسلم اليهودي وقال شطر مالي في سبيل الله اما والله ما فعلت
الذي فعلت بك الا لأنظر إلى نعتك في التوراة محمد بن عبد الله مولده بمكة ومهاجره بطيبة وملكه بالشام ليس بفظ
ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا متزين بالفحشاء ولا قوال للخنا * وأخرج ابن سعد عن الزهري ان يهوديا
قال ما كان بقى شئ من نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة الا رأيته الا الحلم وأني أسلفته ثلاثين دينارا
في ثمر إلى أجل معلوم فتركته حتى إذا بقى من الاجل يوم أتيته فقلت يا محمد اقضني حقي فإنكم معاشر بنى عبد المطلب
مطل فقال عمر يا يهودي الخبيث اما والله لولا مكانه لضربت الذي فيه عيناك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
غفر الله لك يا أبا حفص نحن كنا إلى غير هذا منك أحوج إلى أن تكون أمرتني بقضاء ما على وهو إلى أن تكون
أعنته على قضاء حقه أحوج فلم يزده جهلي عليه الا حلما قال يا يهودي انما يحل حقك غدا ثم قال يا أبا حفص اذهب
به إلى الحائط الذي كان سأل أول يوم فان رضيه فاعطه كذا وكذا صاعا وزده لما قلت له كذا وكذا صاعا وزده فان
لم يرض فاعط ذلك من حائط كذا وكذا فأتى بي الحائط فرضى ثمره فأعطاه ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما
أمره من الزيادة فلما قبض اليهودي تمره قال أشهد أن لا إله إلا الله وانه رسول الله وانه والله ما حملني على ما رأيتني
صنعت يا عمر الا انى قد كنت رأيت في رسول الله صفته في التوراة كلها الا الحلم فاختبرت حلمه اليوم فوجدته
على ما وصف في التوراة وأني أشهدك ان هذا التمر وشطر مالي في فقراء المسلمين فقال عمر فقلت أو بعضهم
فقال أو بعضهم قال وأسلم أهل بيت اليهودي كلهم الا شيخ كان ابن مائة سنة فعسا على الكفر * وأخرج ابن
سعد عن كثير بن مرة قال إن الله يقول لقد جاءكم رسول الله بوهن ولا كسل يفتح أعينا كانت عميا ويسمع
آذانا كانت صما ويختن قلوبا كانت غلفا ويقيم سنة كانت عوجاء حتى يقال لا إله إلا الله * وأخرج ابن سعد
عن أبي هريرة قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المدراس فقال أخرجوا إلى أعلمكم فقالوا عبد الله
ابن صوريا فخلا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فناشده بدينه وبما أنعم الله به عليهم وأطعمهم من المن
والسلوى وظللهم به من الغمام أتعلم انى رسول الله قال اللهم نعم وان القوم ليعرفون ما أعرف وان صفتك ونعتك
المبين في التوراة ولكنهم حسدوك قال فما يمنعك أنت قال أكره خلاف قومي وعسى ان يتبعوك ويسلموا فأسلم
* وأخرج الطبراني وأبو نعيم والبيهقي عن الفلتان بن عاصم قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فقال
له النبي صلى الله عليه وسلم أتقرأ التوراة قال نعم قال والإنجيل قال نعم فناشده هل تجدني في التوراة والإنجيل قال
نجد نعتا مثل نعتك ومثل هيئتك ومخرجك وكنا نرجو أن تكون منا فلما خرجت تخوفنا ان تكون هو أنت
فنظرنا فإذا ليس أنت هو قال ولم ذاك قال إن معه من أمته سبعين ألفا ليس عليهم حساب ولا عذاب وانما معك نفر
يسير قال والذي نفسي بيده لأنا هو انهم لامتي وانهم لأكثر من سبعين ألفا وسبعين ألفا * وأخرج ابن سعد عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط وغيرهما إلى يهود يثرب وقالوا
لهم سلوهم عن محمد صلى الله عليه وسلم فقدموا المدينة فقالوا أتيناكم لأمر حدث فينا منا غلام يتيم يقول قولا
عظيما يزعم أنه رسول الرحمن قالوا صفوا لنا نعته فوصفوا لهم قالوا فمن تبعه منكم قالوا سفلتنا فضحك حبر منهم
فقال هذا النبي الذي نجد نعته ونجد قومه أشد الناس له عدواة * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن وهب قال كان
في بني إسرائيل رجل عصى الله تعالى مائتي سنة ثم مات فأخذوه فألقوه على مزبلة فأوحى الله إلى موسى عليه
السلام أن اخرج فصل عليه قال يا رب بنو إسرائيل شهدوا انه عصاك مائتي سنة فأوحى الله إليه هكذا كان
لا انه كان كلما نشر التوراة ونظر إلى اسم محمد صلى الله عليه وسلم قبله ووضعه على عينيه وصلى عليه فشكرت له
ذلك وغفرت ذنوبه وزوجته سبعين حوراء * وأخرج ابن سعد والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي معافى
الدلائل عن عائشة رضي الله عنها قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم مكتوب في الإنجيل لا فظ ولا غليظ ولا سخاب
في الأسواق ولا يجزى بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح * وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال قدم الجارود بن
عبد الله على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وقال والذي بعثك بالحق لقد وجدت وصفك في الإنجيل ولقد بشر
133

بك ابن البتول * وأخرج ابن سعد وابن عساكر من طريق موسى بن يعقوب الربعي عن سهل مولى خيثمة
قال قرأت في الإنجيل نعت محمد صلى الله عليه وسلم انه لا قصير ولا طويل أبيض ذو طمرين بين كتفيه خاتم يكثر
الاحتباء ولا يقبل الصدقة ويركب الحمار والبعير ويحتلب الشاة ويلبس قميصا مرقوعا ومن فعل ذلك فقد برئ
من الكبر وهو يفعل ذلك وهو من ذرية إسماعيل عليه السلام * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الدلائل
عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال أوحى الله تعالى إلى شعيب انى باعث نبيا أميا أفتح به آذانا صما وقلوبا غلفا
وأعينا عميا مولده بمكة ومهاجره بطيبة وملكه بالشام عبدي المتوكل المصطفى المرفوع الحبيب المتحبب المختار
لا يجزى بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح رحيما بالمؤمنين يبكى للبهيمة المثقلة ويبكي لليتيم في حجر الأرملة
ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا متزين بالفحش ولا قوال للخنا يمر إلى جنب السراج لم يطفه من
سكينته ولو يمشى على القصب الرعراع يعنى اليابس لم يسمع من تحت قدميه أبعثه مبشرا ونذيرا أسدده لكل
جميل واهب له كل خلق كريم أجعل السكينة لباسه والبر شعاره والمغفرة والمعروف حليته والحق شريعته
والهدى امامه والاسلام ملته وأحمد اسمه أهدى به من بعد الضلالة وأعلم به بعد الجهالة وأرفع به بعد الخمالة
وأسمى به بعد النكرة وأكثر به بعد القلة وأغنى بعد العيلة وأجمع به بعد الفرقة وأؤلف به بين قلوب وأهواء
متشتتة وأمم مختلفة وأجعل أمته خير أمة أخرجت للناس أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر وتوحيد إلى
وايمانا بي واخلاصا لي وتصديقا لما جاءت به رسلي وهم رعاة الشمس طوبى لتلك القلوب والوجوه والأرواح التي
أخلصت لي ألهمهم التسبيح والتكبير والتمجيد والتوحيد في مساجدهم ومجالسهم ومضاجعهم ومنقلبهم
ومثواهم ويصفون في مساجدهم كما تصف الملائكة حول عرشي هم أوليائي وأنصاري انتقم بهم من أعدائي
عبدة الأوثان يصلون لي قياما وقعودا وسجودا ويخرجون من ديارهم وأموالهم ابتغاء مرضاتي ألوفا ويقاتلون
في سبيلي صفوفا وزحوفا اختم بكتبهم الكتب وشريعتهم الشرائع وبدينهم الأديان من أدركهم فلم يؤمن
بكتابهم ويدخل في دينهم وشريعتهم فليس منى وهو منى برئ واجعلهم أفضل الأمم واجعلهم أمة وسطا شهداء
على الناس إذا غضبوا هللوني وإذا قبضوا كبروني وإذا تنازعوا سبحوني يطهرون الوجوه والأطراف ويشدون
الثياب إلى الانصاف ويهللون على التلال والاشراف قربانهم دماؤهم وأناجيلهم صدورهم رهبان بالليل
ليوث بالنهار مناديهم في جو السماء لهم دوي كدوي النحل طوبى لمن كان معهم على دينهم ومناهجهم
وشريعتهم ذلك فضلي أوتيه من أشاء وأنا ذو الفضل العظيم * وأخرج البيهقي في الدلائل عن وهب بن منبه قال إن
الله أوحى في الزبور يا داود انه سيأتي من بعدك نبي اسمه أحمد ومحمد صادقا نبيا لا أغضب عليه أبدا ولا يعصيني
أبدا وقد غفرت له ان يعصيني ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأمته مرحومة أعطيتهم من النوافل مثل ما أعطيت
الأنبياء وافترضت عليهم الفرائض التي افترضت على الأنبياء والرسل حتى يأتوني يوم القيامة ونورهم مثل نور
الأنبياء وذلك انى افترضت عليهم ان يتطهروا لي لكل صلاة كما افترضت على الأنبياء قبلهم وأمرتهم بالغسل من
الجنابة كما أمرت الأنبياء قبلهم وأمرتهم بالحج كما أمرت الأنبياء قبلهم وأمرتهم بالجهاد كما أمرت الرسل قبلهم
يا داود انى فضلت محمدا وأمته على الأمم أعطيتهم ست خصال لم أعطها غيرهم من الأمم لا أؤاخذهم بالخطأ
والنسيان وكل ذنب ركبوه على غير عمد إذا استغفروني منه غفرته وما قدموا لآخرتهم من شئ طيبة به
أنفسهم عجلته لهم أضعافا مضاعفة ولهم عندي أضعاف مضاعفة وأفضل من ذلك وأعطيتهم على المصائب
في البلايا إذا صبروا وقالوا انا لله وانا إليه راجعون الصلاة والرحمة والهدى إلى جنات النعيم فان دعوني
استجبت لهم فاما ان يروه عاجلا واما ان أصرف عنهم سوأ واما ان أؤخره لهم في الآخرة يا داود من لقيني
من أمة محمد يشهد ان لا إله الا أنا وحدي لا شريك لي صادقا بها فهو معي في جنتي وكرامتي ومن لقيني وقد كذب
محمدا وكذب بما جاء به واستهزأ بكتابي صببت عليه في قبره العذاب صبا وضربت الملائكة وجهه ودبره عند منشره
من قبره ثم أدخله في الدرك الأسفل من النار * واخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن عبد الله بن عمرو
قال أجد في الكتب ان هذه الأمة تحب ذكر الله كما تحب الحمامة وكرها ولهم أسرع إلى ذكر الله من الإبل إلى
134

وردها يوم ظمئها * قوله تعالى (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) الآية * اخرج الطبراني عن
حبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رجل من الاعراب يستفتيه عن
الرجل ما الذي يحل له والذي يحرم عليه في ماله ونسكه وماشيته وعنزه وفرعه من نتاج إبله وغنمه فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحل لك الطيبات وحرم عليك الخبائث الا ان تفتقر إلى طعام فتأكل منه حتى تستغنى عنه قال
ما فقري الذي آكل ذلك إذا بلغته أم ما غناي الذي يغنيني عنه قال إذا كنت ترجو نتاجا فتبلغ بلحوم ماشيتك إلى
نتاجك أو كنت ترجو عشاء تصيبه مدركا فتبلغ إليه بلحوم ماشيتك وإذا كنت لا ترجو من ذلك شيئا فأطعم أهلك
ما بدا لك حتى تستغنى عنه قال الاعرابي وما عشائي الذي ادعه إذا وجدته قال إذا رويت أهلك غبوقا من اللبن
فاجتنب ما حرم عليك من الطعام واما مالك فإنه ميسور كله ليس منه حرام غير أن في نتاجك من إبلك فرعا وفى
نتاجك من غنمك فرعا تغدوه ماشيتك حتى تستغنى ثم إن شئت فاطعمه أهلك وان شئت تصدق بلحمه وأمره ان
يعقر من الغنم في كل مائة عشرا * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن جريج في قوله ويحل لهم الطيبات
قال الحلال ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم قال التثقيل الذي كان في دينهم * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ويحرم عليهم الخبائث قال كلحم الخنزير والربا وما كانوا
يستحلون من المحرمات من المآكل التي حرمها الله وفى قوله ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم قال هو
ما كان أخذ الله عليهم من الميثاق فيما حرم عليهم * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس
في قوله ويضع عنه إصرهم قال عهدهم ومواثيقهم في تحريم ما أحل الله لهم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن
السدى ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم يقول يضع عنهم عهودهم ومواثيقهم التي أخذت عليهم
في التوراة والإنجيل * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ويضع عنهم إصرهم قال التشديد في العبادة
كان أحدهم يذنب الذنب فيكتب على باب داره ان توبتك ان تخرج أنت وأهلك ومالك إلى العدو فلا ترجع حتى
يأتي الموت على آخركم وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير
في قوله ويضع عنهم إصرهم قال ما غلظ على بني إسرائيل من قرض البول من جلودهم إذا أصابهم ونحوه * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن شودب في قوله والأغلال التي كانت عليهم قال الشدائد التي كانت عليهم * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم قال تشديد شدد على
القوم فجاء محمد صلى الله عليه وسلم بالتجاوز عنهم * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير ويضع عنهم إصرهم قال
ما غلظوا على أنفسهم من قطع أثر البول وتتبع العروق في اللحم وشبهه * وأخرج ابن جرير عن مجاهد ويضع عنهم
إصرهم قال عهدهم * قوله تعالى (فالذين آمنوا به وعزروه) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله وعزروه يعنى عظموه ووقروه * وأخرج أبو الشيخ عن السدى في قوله وعزروه
ونصروه قال بالسيف * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله وعزروه يقول نصروه قال فاما نصره وتعزيره قد
سبقتم به ولكن خيركم من آمن واتبع النور الذي انزل معه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وعزروه
قال شددوا امره وأعانوا رسوله ونصروه * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرا وعزروه مثقلة * قوله تعالى
(قل يا أيها الناس انى رسول الله إليكم جميعا) الآية * أخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال بعث الله
محمد صلى الله عليه وسلم إلى الأحمر والأسود فقال يا أيها الناس انى رسول الله إليكم جميعا * وأخرج البخاري وابن
مردويه عن أبي الدرداء قال كانت بين أبى بكر وعمر محاورة فاغضب أبو بكر عمر فانصرف عمر عنه مغضبا فاتبعه
أبو بكر فسأله ان يستغفر له فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه فاقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وندم
عمر على ما كان منه فاقبل حتى سلم وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقص الخبر فغضب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال هل أنتم تاركوا إلى صاحبي انى قلت يا أيها الناس انى رسول الله إليكم جميعا فقلتم كذبت وقال
أبو بكر صدقت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله يؤمن بالله وكلمته
قال عيسى * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم ان قرأ يؤمن بالله وكلماته على الجماع * قوله تعالى (ومن قوم
135

موسى أمة) الآية * أخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال قال موسى يا رب أجد أمة إنجيلهم
في قلوبهم قال تلك أمة تكون بعدك أمة أحمد قال يا رب أجد أمة يصلون الخمس تكون كفارة لما بينهن قال تلك
أمة تكون بعدك أمة أحمد قال يا رب أجد أمة يعطون صدقات أموالهم ثم ترجع فيهم فيأكلون قال تلك أمة
تكون بعدك أمة أحمد قال يا رب اجعلني من أمة أحمد فأنزل الله كهيئة المرضية لموسى ومن قوم موسى أمة
يهدون بالحق وبه يعدلون * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي ليلى الكندي قال قرأ عبد الله بن مسعود
ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون فقال رجل ما أحب انى منهم فقال عبد الله لم ما يزيد صالحوكم
على أن يكونوا مثلهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله ومن قوم موسى أمة
الآية قال بلغني ان بني إسرائيل لما قتلوا أنبياءهم وكفروا وكانوا اثنى عشر سبطا تبرأ سبط منهم مما صنعوا
واعتذروا وسألوا الله ان يفرق بينهم وبينهم ففتح الله لهم نفقا في الأرض فساروا فيه حتى خرجوا من وراء الصين
فهم هنالك حنفاء مستقبلين يستقبلون قبلتنا قال ابن جريج قال ابن عباس فذلك قوله وقلنا من بعده لبني إسرائيل
اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ووعد الآخرة عيسى بن مريم قال ابن عباس ساروا في السرب
سنة ونصفا * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال افترقت بنو إسرائيل بعد موسى أحد وسبعين
فرقة كلها في النار الا فرقة وافترقت النصارى بعد عيسى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار الا فرقة وتفترق
هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا فرقة فاما اليهود فان الله يقول ومن قوم موسى أمة يهدون
بالحق وبه يعدلون وأما النصارى فان الله يقول منهم أمة مقتصدة فهذه التي تنجو وأما نحن فيقول وممن خلقنا
أمة يهدون بالحق وبه يعدلون فهذه التي تنجو من هذه الأمة * وأخرج أبو الشيخ عن مقاتل قال إن مما فضل الله
به محمدا صلى الله عليه وسلم انه عاين ليلة المعراج قوم موسى الذين من وراء الصين وذلك أن بني إسرائيل
حين عملوا بالمعاصي وقتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس دعوا ربهم وهم بالأرض المقدسة فقالوا اللهم
أخرجنا من بين أظهرهم فاستجاب لهم فجعل لهم سربا في الأرض فدخلوا فيه وجعل معهم نهرا يجرى وجعل
لهم مصباحا من نور بين أيديهم فساروا فيه سنة ونصفا وذلك من بيت المقدس إلى مجلسهم الذي هم فيه فأخرجهم
الله إلى أرض تجتمع فيها الهوام والبهائم والسباع مختلطين بها ليست فيها ذنوب ولا معاص فأتاهم النبي صلى الله
عليه وسلم تلك الليلة ومعه جبريل فآمنوا به وصدقوه وعلمهم الصلاة وقالوا ان موسى قد بشرهم به * وأخرج ابن أبي
حاتم عن السدى في قوله ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون قال بينكم وبينهم نهر من سهل يعنى
من رمل يجرى * وأخرج ابن أبي حاتم عن صفوان بن عمر وقال هم الذين قال الله ومن قوم موسى أمة يهدون
بالحق يعنى سبطان من أسباط بني إسرائيل يوم الملحمة العظمى ينصرون الاسلام وأهله * وأخرج ابن أبي حاتم
عن الشعبي قال إن لله عبادا من وراء الأندلس كما بيننا وبين الأندلس لا يرون ان الله عصاه مخلوق رضراضهم الدر
والياقوت وجبالهم الذهب والفضة لا يزرعون ولا يحصدون ولا يعملون عملا لهم شجر على أبوابهم لها أوراق
عراض هي لبوسهم ولهم شجر على أبوابهم لها ثمر فمنها يأكلون * قوله تعالى (فانبجست منه اثنتا عشرة عينا)
* أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله فانبجست قال فانفجرت * وأخرج الطستي
عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قال أجرى الله
من الصخرة اثنتي عشرة عينا لكل سبط عين يشربون منها قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت بشر بن أبي
حازم يقول
فأسبلت العينان منى بواكف * كما انهل من واهي الكلى المتبجس
* قوله تعالى (واسألهم عن القرية) أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة قال دخلت على
ابن عباس وهو يقرأ هذه الآية واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر قال يا عكرمة هل تدرى أي قرية
هذه قلت لا قال هي أيلة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب واسألهم عن القرية قال هي طبرية * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن زيد واسألهم عن القرية قال هي قرية يقال لها مقنابين مدين وعينونا * وأخرج عبد بن حميد
136

عن سعيد بن جبير واسألهم عن القرية قال هي مدين * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله إذ يعدون في
السبت قال يظلمون * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله شرعا يقول من كل مكان * وأخرج ابن جرير عن
ابن عباس في قوله شرعا قال ظاهرة على الماء * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله شرعا قال واردة * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر قال هي
قرية على شاطئ البحر بين مصر والمدينة يقال لها أيلة فحرم الله عليهم الحيتان يوم سبتهم فكانت تأتيهم
يوم سبتهم شرعا في ساحل البحر فإذا مضى يوم السبت لم يقدروا عليها فمكثوا كذلك ما شاء الله ثم إن طائفة منهم
أخذوا الحيتان يوم سبتهم فنهتهم طائفة فلم يزدادوا الا غيا فقالت طائفة من النهاة تعلمون ان هؤلاء قوم قد حق
عليهم العذاب لم تعظون قوما الله مهلكهم وكانوا أشد غضبا من الطائفة الأخرى وكل قد كانوا ينهون فلما وقع
عليهم غضب الله نجت الطائفتان اللتان قالوا لم تعظون والذين قالوا معذرة إلى ربكم وأهلك الله أهل معصيته الذين
أخذوا الحيتان فجعلهم قردة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله واسألهم عن
القرية الآية قال إن الله انما افترض على بني إسرائيل اليوم الذي افترض عليكم يوم الجمعة فخالفوا إلى السبت
فعظموه وتركوا ما أمروا به فلما ابتدعوا السبت ابتلوا فيه فحرمت عليهم الحيتان وهي قرية يقال لها مدين بين
أيلة والطور فكانوا إذا كان يوم السبت شرعت لهم الحيتان ينظرون إليها في البحر فإذا نقضي السبت ذهبت
فلم تر حتى مثله من السبت المقبل فإذا جاء السبت عادت شرعا ثم إن رجلا منهم أخذ حوتا فخزمه بخيط ثم ضرب له
وتدا في الساحل وربطه وتركه في الماء فلما كان الغد جاء فاخذه فأكله سرا ففعلوا ذلك وهم ينظرون لا يتناهون
الا بقية منهم فنهوهم حتى إذا ظهر ذلك في الأسواق علانية قالت طائفة للذين ينهونهم لم تعظون قوما الله مهلكهم
أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم في سخطنا أعمالهم ولعلهم يتقون فكانوا أثلاثا ثلثا نهى وثلثا
قالوا لم تعظون وثلثا أصحاب الخطيئة فما نجا الا الذين نهوا وهلك ساترهم فأصبح الذين نهوا ذات غداة في مجالسهم
يتفقدون الناس لا يرونهم وقد باتوا من ليلتهم وغلقوا عليهم دورهم فجعلوا يقولون ان للناس لشأنا فانظروا ما
شانهم فاطلعوا في دورهم فإذا القوم قد مسخوا يعرفون الرجل بعينه وانه لقرد والمرأة بعينها وانها لقردة
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن عكرمة قال جئت ابن عباس يوما وهو يبكى
وإذا المصحف في حجره فقلت ما يبكيك يا ابن عباس فقال هؤلاء الورقات وإذا في سورة الأعراف قال تعرف أيلة قلت
نعم قال فإنه كان بها حي من يهود سيقت الحيتان إليهم يوم السبت ثم غاصت لا يقدرون عليها حتى يغوصوا عليها
بعد كد ومؤنة شديدة وكانت تأتيهم يوم السبت شرعا بيضا سمانا كأنها الماخض فكانوا كذلك برهة من الدهر ثم إن
الشيطان أوحى إليهم فقال انما نهيتم عن أكلها يوم السبت فخذوها فيه وكلوها في غيره من الأيام فقالت ذلك
طائفة منهم وقالت طائفة بل نهيتم عن أكلها وأخذها وصيدها في يوم السبت فعدت طائفة بأنفسها وأبنائها
ونسائها واعتزلت طائفة ذات اليمين وتنحت واعتزلت طائفة ذات اليسار وسكتت وقال الأيمنون ويلكم
لا تتعرضوا لعقوبة الله وقال الأيسرون لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قال الأيمنون
معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ان ينتهوا فهو أحب إلينا أن لا يصابوا ولا يهلكوا وان لم ينتهوا فمعذرة إلى ربكم
فمضوا على الخطيئة وقال الأيمنون قد فعلتم يا أعداء الله والله لنبايننكم الليلة في مدينتكم والله ما أراكم تصبحون
حتى يصبحكم الله بخسف أو قذف أو بعض ما عنده من العذاب فلما أصبحوا ضربوا عليهم الباب ونادوا فلم يجابوا
فوضعوا سلما وعلوا سور المدينة رجلا فالتفت إليهم فقال أي عباد الله قردة والله تعاوى لها أذناب ففتحوا فدخلوا
عليهم فعرفت القردة أنسابها من الانس ولا تعرف الانس أنسابها من القردة فجعلت القرود تأتى نسيبها من
الانس فتشم ثيابه وتبكي فيقول ألم ننهكم فتقول برأسها أي نعم قرأ ابن عباس فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا
الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئس قال اليم وجيع قال فأرى الذين نهوا قد نجوا ولا أرى
الآخرين ذكروا ونحن نرى أشياء ننكرها ولا نقول فيها قلت أي جعلني الله فداك ألا ترى انهم كرهوا ما هم
عليه وخالفوهم وقالوا لم تعظون قوما الله مهلكهم قال فأمر بي فكسيت ثوبين غليظين * وأخرج عبد بن حميد
137

عن عكرمة قال كانت قرية على ساحل البحر يقال لها أيلة وكان على ساحل البحر صنمان من حجارة مستقبلان
الماء يقال لأحدهما لقيم والآخر لقمانة فأوحى الله إلى السمك ان حج يوم السبت إلى الصنمين وأوحى إلى أهل
القرية انى قد أمرت السمك ان يحجوا إلى الصنمين يوم السبت فلا تعرضوا للسمك يوم لا يمتنع منكم فإذا ذهب
السبت فشأنكم به فصيدوه فكان إذا طلع الفجر يوم السبت أقبل السمك شرعا إلى الصنمين لا يمتنع من آخذ
يأخذه فظهر يوم السبت شئ من السمك في القرية فقالوا نأخذه يوم السبت فنأكله يوم الاحد فلما كان يوم السبت
الآخر ظهر أكثر من ذلك فلما كان السبت الآخر ظهر السمك في القرية فقام إليهم قوم منهم فوعظوهم
فقالوا اتقوا الله فقام آخرون فقالوا لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم
ولعلهم يتقون فلما كان سبت من تلك الاسبات فشى السمك في القرية فقام الذين نهوا عن السوء فقالوا لا نبيت
معكم الليلة في هذه القرية فقيل لهم لو أصبحتم فانقلبتم بذراريكم ونسائكم قالوا لا نبيت معكم الليلة في هذه القرية
فان أصبحنا غدونا فأخرجنا ذرارينا وأمتعتنا من بين ظهرانيكم وكان القوم شاتين فلما أمسوا أغلقوا أبوابهم
فلما أصبحوا لم يسمع القوم لهم صوتا ولم يروا سرجا خرج من القرية قالوا قد أصاب أهل القرية شر فبعثوا رجلا
منهم ينظر إليهم فلما أتى القرية إذا الأبواب مغلقة عليهم فاطلع في دار فإذا هم قرود كلهم المرأة أنثى والرجل ذكر
ثم اطلع في دار أخرى فإذا هم كذلك الصغير صغير والكبير كبير ورجع إلى القوم فقال يا قوم نزل باهل القرية
ما كنتم تحذرون أصبحوا قردة كلهم لا يستطيعون أن يفتحوا الأبواب فدخلوا عليهم فإذا هم قردة كلهم فجعل
الرجل يومئ إلى القرد منهم أنت فلان فيومئ برأسه نعم وهم يبكون فقالوا أبعدكم الله قد حذرناكم هذا ففتحوا لهم
الأبواب فخرجوا فلحقوا بالبرية * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
ابن عباس قال نجا الناهون وهلك الفاعلون ولا أدرى ما صنع بالساكتين * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ
عن ابن عباس قال والله لئن أكون علمت أن القوم الذين قالوا لم تعظون قوما نجوا مع الذين نهوا عن السوء أحب
إلى ما عدل به وفى لفظ من حمر النعم ولكني أخاف ان تكون العقوبة نزلت بهم جميعا * واخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال قال ابن عباس ما أدرى أنجا الذين قالوا لم تعظون قوما أم لا قال فما زلت أبصره
حتى عرف انهم قد نجوا فكساني حلة * واخرج عبد بن حميد عن ليث بن أبي سليم قال مسخوا حجارة الذين قالوا
لم تعظون قوما الله مهلكهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن الحسن في قوله واسألهم عن القرية الآية قال كان حوتا حرمه الله عليهم في يوم وأحله لهم فيما سوى
ذلك فكان يأتيهم في اليوم الذي حرمه الله عليهم كأنه المخاض ما يمتنع من أحد فجعلوا يهمون ويمسكون وقلما
رأيت أحدا أكثر الاهتمام بالذنب الا واقعه فجعلوا يهمون ويمسكون حتى أخذوه فأكلوا بها والله أوخم
أكلة اكلها قوم قط أبقاه خزيا في الدنيا وأشده عقوبة في الآخرة وأيم الله للمؤمن أعظم حرمة عند الله من حوت
ولكن الله عز وجل جعل موعد قوم الساعة والساعة أدهى وأمر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن
عباس قال اخذ موسى عليه السلام رجلا يحمل حطبا يوم السبت وكان موسى يسبت فصلبه * واخرج أبو
الشيخ عن ابن عباس قال احتطب رجل في السبت وكان داود عليه السلام يسبت فصلبه * واخرج عبد بن
حميد عن أبي بكر بن عياش قال كان حفظي عن عاصم بعذاب بئيس على معنى فيعل ثم دخلني منها شك فتركت
روايتها عن عاصم وأخذتها عن الأعمش بعذاب بئيس على معنى فعيل * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في
قوله بعذاب بئيس قال لا رحمة فيه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة بعذاب بئيس قال
وجيع * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله بعذاب بئيس قال أليم بشدة * واخرج ابن أبي
حاتم عن عطاء قال نودي الذين اعتدوا في السبت ثلاثة أصوات نودوا يا أهل القرية فانتبهت طائفة ثم نودوا يا أهل
القرية فانتبهت طائفة أكثر من الأولى ثم نودوا يا أهل القرية فانتبه الرجال والنساء والصبيان فقال الله لهم
كونوا قردة خاسئين فجعل الذين نهوهم يدخلون عليهم فيقولون يا فلان ألم ننهكم فيقولون برؤوسهم أي بلى
* وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وماهان الحنفي قال لما مسخوا جعل الرجل يشبه لرجل وهو قرد
138

فيقال أنت فلان فيومئ إلى يديه بما كسبت يداي * وأخرج ابن بطة عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل * وأخرج أبو الشيخ عن
سفيان قال قالوا لعبد الله بن عبد العزيز العمرى في الامر بالمعروف والنهى عن المنكر تأمر من لا يقبل منك
قال يكون معذرة وقرأ قالوا معذرة إلى ربكم * قوله تعالى (وإذ تأذن ربك) الآية * أخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وإذ تأذن ربك الآية قال الذين يسومونهم سوء
العذاب محمد وأمته إلى يوم القيامة وسوء العذاب الجزية * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله
وإذ تأذن ربك الآية قال هم اليهود بعث عليهم العرب يحبونهم الخراج فهو سوء العذاب ولم يكن من نبي جبا
الخراج الا موسى جباه ثلاث عشرة سنة ثم كف عنه ولا النبي صلى الله عليه وسلم وفى قوله وقطعناهم الآية قال
هم اليهود بسطهم الله في الأرض فليس في الأرض بقعة الا وفيها عصابة منهم وطائفة * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وإذ تأذن ربك يقول قال ربك ليبعثن عليهم
قال على اليهود والنصارى إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب فبعث الله عليهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم
يأخذون منهم الجزية وهم صاغرون وقطعناهم في الأرض أمما قال يهود منهم الصالحون وهم مسلمة أهل الكتاب
ومنهم دون ذلك قال اليهود وبلوناهم بالحسنات قال الرخاء والعافية والسيئات قال البلاء والعقوبة * وأخرج
ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قول الله وقطعناهم في
الأرض أمما ما الأمم قال الفرق وقال فيه بشر بن أبي حازم
من قيس غيلان في ذوائبها * منهم وهم بعد قادة الأمم
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس وبلوناهم بالحسنات والسيئات قال بالخصب والجدب * قوله
تعالى (فخلف من بعدهم) الآية * أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس انه سئل عن هذه الآية فخلف من بعدهم
خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى قال أقوام يقبلون على الدنيا فيأكلونها ويتبعون رخص القرآن
ويقولون سيغفر لنا ولا يعرض لهم شئ من الدنيا الا أخذوه ويقولون سيغفر لنا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فخلف من بعدهم خلف قال النصارى يأخذون عرض هذا الأدنى
قال ما أشرف لهم شئ من الدنيا حلالا أو حراما يشتهونه أخذوه ويتمنون المغفرة وان يجدوا آخر مثله يأخذونه
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس فخلف من بعدهم خلف الآية يقول يأخذون ما أصابوا ويتركون ما شاؤوا
من حلال أو حرام ويقولون سيغفر لنا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله فخلف
من بعدهم خلف قال خلف سوء ورثوا الكتاب بعد أنبيائهم ورسلهم أورثهم الله الكتاب وعهد إليهم يأخذون
عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا قال أماني تمنوها على الله وغرة يغترون بها وان يأتهم عرض مثله
يأخذوه ولا يشغلهم شئ عن شئ ولا ينهاهم شئ عن ذلك كلما أشرف لهم شئ من الدنيا أخذوه ولا يبالون حلالا
كان أو حراما * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن سعيد بن
جبير في قوله يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا قال كانوا يعملون بالذنوب ويقولون سيغفر لنا
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء في قوله يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا قال يأخذون
ما عرض لهم من الدنيا ويقولون نستغفر الله ونتوب إليه * وأخرج أبو الشيخ عن السدى قال كانت بنو
إسرائيل لا يستقضون قاضيا الا ارتشى في الحكم فإذا قيل له يقول سيغفر لي * وأخرج أبو الشيخ عن أبي الجلد
قال يأتي على الناس زمان تخرب صدورهم من القرآن وتتهافت وتبلى كما تبلى ثيابهم لا يجدون لهم حلاوة ولا
لذاذة ان قصروا عما أمروا به قالوا ان الله غفور رحيم وان عملوا بما نهوا عنه قالوا سيغفر لنا انا لا نشرك بالله شيئا
أمرهم كله طمع ليس فيه خوف لبسوا جلود الضان على قلوب الذئاب أفضلهم في نفسه المدهن * وأخرج أبو
الشيخ عن الحسن قال المؤمن يعلم أن ما قال الله كما قال الله والمؤمن أحسن عملا وأشد الناس خوفا لو أنفق جبلا
من مال ما أمن دون أن يعاين لا يزداد صلاحا وبرا وعبادة الا ازداد فرقا يقول الا أنجو والمنافق يقول سواد الناس
139

كثير وسيغفر لي ولا باس على فيسئ العمل ويتمنى على الله * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس ألم يؤخذ عليهم
ميثاق الكتاب ان لا يقولوا على الله الا الحق فيما يوجهون على الله من غفران ذنوبهم التي لا يزالون يعودون
إليها ولا يتوبون منها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ودرسوا ما فيه قال عملوا ما في الكتاب لم
يأتوه بجهالة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله والذين يمسكون بالكتاب قال هي لأهل الايمان
منهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله
والذين يمسكون بالكتاب قال من اليهود والنصارى * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله والذين يمسكون
بالكتاب قال الذي جاء به موسى عليه السلام * قوله تعالى (وإذ نتقنا الجبل) الآية * أخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة يقول رفعناه وهو قوله رفعنا
فوقهم الطور بميثاقهم فقال خذوا ما آتيناكم بقوة والا أرسلته عليكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
في قوله وإذ نتقنا الجبل قال رفعته الملائكة فوق رؤسهم فقيل لهم خذوا ما آتيناكم بقوة فكانوا إذا نظروا
إلى الجبل قالوا سمعنا وأطعنا وإذا نظروا إلى الكتاب قالوا سمعنا وعصينا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
ابن عباس قال انى لا علم لم تسجد اليهود على حرف قال الله وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا انه واقع بهم قال
لتأخذن أمري أو لأرمينكم به فسجدوا وهم ينظرون إليه مخافة ان يسقط عليهم فكانت سجدة رضيها الله تعالى
فاتخذوها سنة * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة قال أتى ابن عباس يهودي ونصراني فقال لليهود ما دعاكم ان
تسجدوا بجباهكم فلم يدر ما يجيبه فقال سجدتم بجباهكم لقول الله وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة فخررتم لجباهكم
تنظرون إليه وقال للنصراني سجدتم إلى الشرق لقول الله انتبذت به مكانا شرقيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء
قال إن هذا الجبل جبل الطور هو الذي رفع على بني إسرائيل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وإذ نتقنا الجبل قال كما تنتق الزبدة أخرجنا الجبل * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن ثابت بن الحجاج قال جاءتهم التوراة جملة واحدة فكبر عليهم فأبوا ان يأخذوه حتى ظلل الله عليهم الجبل
فأخذوه عند ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة وإذ نتقنا الجبل قال انتزعه الله من
أصله ثم جعله فوق رؤسهم ثم قال لتأخذن أمري أو لأرمينكم به * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات
عن الكلبي قال كتب هرقل ملك الروم إلى معاوية يسأله عن الشئ ولا شئ وعن دين لا يقبل الله غيره وعن مفتاح
الصلاة وعن غرس الجنة وعن صلاة كل شئ وعن أربعة فيهم الروح ولم يركضوا في أصلاب الرجال ولا أرحام النساء
وعن رجل لا أب له وعن رجل لا قوم له وعن قبر جرى بصاحبه وعن قوس قزح وعن بقعة طلعت عليها الشمس مرة
لم تطلع عليها قبلها ولا بعدها وعن ظاعن ظعن مرة لم يظعن قبلها ولا بعدها وعن شجرة نبتت بغير ماء وعن شئ
يتنفس لا روح له وعن اليوم وأمس وغد وبعد غد ما أجزاؤها في الكلام وعن الرعد والبرق وصوته وعن المجرة
وعن المحو الذي في القمر فقيل له لست هناك وانك متى تخطئ شيئا في كتابك إليه يغتمزه فيك فاكتب إلى ابن
عباس فكتب إليه فأجابه ابن عباس اما الشئ فالماء قال الله وجعلنا من الماء كل شئ حي واما لا شئ فالدنيا تبيد
وتفنى واما الدين الذي لا يقبل الله غيره فلا إله إلا الله واما مفتاح الصلاة فالله أكبر واما غرس الجنة فلا حول
ولا قوة الا بالله واما صلاة كل شئ فسبحان الله وبحمده واما الأربعة التي فيها الروح ولم يرتكضوا في أصلاب
الرجال ولا أرحام النساء فآدم وحواء وعصا موسى والكبش الذي فدى الله به اسحق واما الرجل الذي لا أب له
فعيسى ابن مريم واما الرجل الذي لا قوم له فآدم واما القبر الذي جرى بصاحبه فالحوت حيث سار بيونس
في البحر واما قوس قزح فأمان الله لعباده من الغرق واما البقعة التي طلعت عليها الشمس ولم تطلع عليها قبلها
ولا بعدها فالبحر حيث انفلق لبني إسرائيل واما الظاعن الذي ظعن مرة لم يضعن قبلها ولا بعدها فجبل
طور سيناء كان بينه وبين الأرض المقدسة أربع ليال فلما عصت بنو إسرائيل أطاره الله بجناحين من نور فيه
ألوان العذاب فأظله الله عليهم وناداهم مناد ان قبلتم التوراة كشفته عنكم والا ألقيته عليكم فأخذوا التوراة
معذورين فرده الله إلى موضعه فذلك قوله وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة الآية واما الشجرة التي نبتت من
140

غير ماء فاليقطينة التي أنبتت على يونس واما الذي تنفس بلا روح فالصبح قال الله والصبح إذا تنفس واما اليوم
فعمل واما أمس فمثل واما غد فأجل وبعد غد فأمل واما البرق فمخاريق بأيدي الملائكة تضرب بها السحاب
واما الرعد فاسم الملك الذي يسوق السحاب وصوته زجره واما المجرة فأبواب السماء ومنها تفتح الأبواب واما المحو
الذي في القمر فقول الله وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل ولولا ذلك لمحو لم يعرف الليل من النهار
ولا النهار من الليل فبعث بها معاوية إلى قيصر وكتب إليه جواب مسائله فقال فيصر ما يعلم هذا الا نبي أو رجل
من أهل بيت نبي والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وإذ أخذ ربك من بني آدم الآية قال خلق
الله آدم وأخذ ميثاقه انه ربه وكتب أجله ورزقه ومصيبته ثم أخرج ولده من ظهره كهيئة الذر فاخذ مواثيقهم
انه ربهم وكتب آجالهم وأرزاقهم ومصائبهم * وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير عن ابن عباس في قوله وإذ أخذ
ربك من بني آدم الآية قال لما خلق الله آدم أخذ ذريته من ظهره كهيئة الذر ثم سماهم بأسمائهم فقال هذا
فلان بن فلان يعمل كذا وكذا وهذا فلان بن فلان يعمل كذا وكذا ثم أخذ بيده قبضتين فقال هؤلاء في الجنة
وهؤلاء في النار * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم واللالكائي في السنة عن ابن عباس في قوله وإذ أخذ ربك
الآية قال الله خلق آدم ثم أخرج ذريته من صلبه مثل الذر فقال لهم من ربكم فقالوا الله ربنا ثم أعادهم في صلبه
حتى يولد كل من أخذ ميثاقه لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم إلى أن تقوم الساعة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس
قال لما أهبط آدم عليه السلام حين أهبط بدحناء فمسح الله ظهره فاخرج كل نسمة هو خالقها لي يوم القيامة
ثم قال ألست بربكم قالوا بلى فيومئذ جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن
ابن عباس في الآية قال مسح الله على صلب آدم فاخرج من صلبه ما يكون من ذريته إلى يوم القيامة وأخذ ميثاقهم
انه ربهم وأعطوه ذلك فلا يسال أحد كافر ولا غيره من ربك الا قال الله * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ واللالكائي في السنة عن عبد الله بن عمر وفى قوله وإذ أخذ ربك من بني آدم
من ظهورهم ذرياتهم قال أخذهم من ظهرهم كما يؤخذ بالمشط من الرأس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن أبي حاتم وابن منده في كتاب الرد على الجهمية وأبو الشيخ عن ابن عباس في الآية قال أخرج ذريته من
صلبه كأنهم الذر في آذئ من الماء * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في الآية قال إن الله ضرب بيمينه على
منكب آدم فخرج منه مثل اللؤلؤ في كفه فقال هذا للجنة وضرب بيده الأخرى على منكبه الشمال فخرج منه
سواد مثل الحمم فقال هذا ذرء النار قال وهي هذه الآية ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في الآية قال مسح الله ظهر آدم وهو ببطن نعمان
واد إلى جنب عرفة فاخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ثم أخذ عليهم الميثاق وتلا ان يقولوا يوم القيامة
هكذا قرأها يقولوا بالياء * وأخرج أبو الشيخ عن عبد الكريم بن أبي أمية قال أخرجوا من ظهره مثل طريق
النمل * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن محمد بن كعب قال أقروا له بالايمان والمعرفة الأرواح قبل ان يخلق
أجسادها * وأخرج ابن أبي شيبة عن محمد بن كعب قال خلق الله الأرواح قبل ان يخلق الأجساد فاخذ ميثاقهم
* وأخرج ابن عبد البر في التمهيد من طريق السدى عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة
الهمداني عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله تعالى وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم قالوا
لما أخرج الله آدم من الجنة قبل تهبيطه من السماء مسح صفحة ظهره اليمنى فاخرج منه ذرية بيضاء مثل اللؤلؤ
كهيئة الذر فقال لهم ادخلوا الجنة برحمتي ومسح صفحة ظهره اليسرى فاخرج منه ذرية سوداء كهيئة الذر فقال
ادخلوا النار ولا أبالي فذلك قوله أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ثم أخذ منهم الميثاق فقال ألست بربكم
قالوا بلى فأعطاه طائفة طائعين وطائفة كارهين على وجه التقية فقال هو والملائكة شهدنا ان يقولوا يوم
القيامة انا كنا عن هذا غافلين أو يقولوا انما أشرك آباؤنا من قبل قالوا فليس أحد من ولد آدم الا وهو
يعرف الله انه ربه وذلك قوله عز وجل وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وذلك قوله فلله الحجة و
141

البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين يعنى يوم أخذ الميثاق * وأخرج ابن جرير عن أبي محمد رجل من أهل المدينة
قال سالت عمر بن الخطاب عن قوله وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم قال سالت رسول الله
صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال خلق الله آدم بيده ونفخ فيه من روحه ثم أجلسه فمسح ظهره بيده اليمنى
فاخرج ذرأ فقال ذرء ذرأتهم للجنة ثم مسح ظهره بيده الأخرى وكلتا يديه يمين فقال ذرء ذرأتهم للنار يعملون
فيما شئت من عمل ثم اختم لهم بأسوأ أعمالهم فأدخلهم النار * وأخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد بن حنبل
في زوائد المسند وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن منده في كتاب الرد على الجهمية واللالكائي وابن
مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات وابن عساكر في تاريخه عن أبي بن كعب في قوله وإذ أخذ ربك من بني آدم
من ظهورهم ذرياتهم إلى قوله بما فعل المبطلون قال جمعهم جميعا فجعلهم أرواحا في صورهم ثم استنطقهم
فتكلموا ثم أخذ عليهم العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى قال فإني أشهد عليكم
السماوات السبع وأشهد عليكم أباكم آدم ان تقولوا يوم القيامة انا لم نعلم بهذا اعلموا انه لا إله غيري ولا رب
غيري ولا تشركوا بي شيئا انى سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبي قالوا شهدنا
بأنك ربنا والهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك فأقروا ورفع عليهم آدم ينظر إليهم فرأى الغنى والفقير وحسن
الصورة ودون ذلك فقال يا رب لولا سويت بين عبادك قال انى أحببت أن أشكر ورأى الأنبياء فيهم مثل
السرج عليهم النور وخصوا بميثاق آخر في الرسالة والنبوة ان يبلغوا وهو قوله وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم
الآية وهو قوله فطرة الله التي فطر الناس عليها وفى ذلك قال وما وجدنا لأكثرهم من عهد وان وجدنا أكثرهم
لفاسقين وفى ذلك قال فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل قال فكان في علم الله يومئذ من يكذب به ومن يصدق
به فكان روح عيسى من تلك الأرواح التي أخذ عهدها وميثاقها في زمن آدم فأرسله الله إلى مريم في صورة بشر
فتمثل لها بشرا سويا قال أبى فدخل من فيها * وأخرج مالك في الموطأ وأحمد وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه
وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والآجري في الشريعة
وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه واللالكائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن مسلم بن يسار الجهني ان عمر بن
الخطاب سئل عن هذه الآية وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم الآية فقال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم سئل عنها فقال إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء
للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار
يعملون فقال الرجل يا رسول الله ففيم العمل فقال إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى
يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله الله الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت
على عمل من أعمال أهل النار فيدخله الله النار * وأخرج أحمد والنسائي وابن جرير وابن مردويه والحاكم
وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله أخذ الميثاق من
ظهر آدم بنعمان يوم عرفة فاخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه كالذر ثم كلهم قبلا قال ألست بربكم
قالوا بلى شهدنا إلى قوله المبطلون * وأخرج ابن جرير وابن منده في كتاب الرد على الجهمية عن عبد الله بن عمرو
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم قال أخذ من ظهره كما يؤخذ
بالمشط من الرأس فقال لهم ألست بربكم قالوا بلى قالت الملائكة شهدنا ان يقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا
غافلين * وأخرج ابن أبي حاتم وابن منده وأبو الشيخ في العظمة وابن عساكر عن أبي هريرة عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال إن الله لما خلق آدم مسح ظهره فخرت منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ونزع ضلعا من
أضلاعه فخلق منه حواء ثم أخذ عليهم العهد ألست بربكم قالوا بلى ثم اختلس كل نسمة من بني آدم بنوره في وجهه
وجعل فيه البلوى الذي كتب انه يبتليه بها في الدنيا من الأسقام ثم عرضهم على آدم فقال يا آدم هؤلاء ذريتك
وإذا فيهم الأجذم والأبرص والأعمى وأنواع الأسقام فقال آدم يا رب لم فعلت هذا بذريتي قال كي تشكر نعمتي
وقال آدم يا رب من هؤلاء الذين أراهم أظهر الناس نورا قال هؤلاء الأنبياء من ذريتك قال من هذا الذي أراه
142

أظهرهم نورا قال هذا داود يكون في آخر الأمم قال يا رب كم جعلت عمره قال ستين سنة قال يا رب كم جعلت عمري
قال كذا وكذا قال يا رب فزده من عمري أربعين سنة حتى يكون عمره مائة سنة قال أتفعل يا ادم قال نعم يا رب قال
فيكتب ويختم انا كتبنا وختمنا لم نغير قال فافعل أي رب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جاء ملك الموت إلى
آدم ليقبض روحه قال ماذا تريد يا ملك الموت قال أريد قبض روحك قال ألم يبق من أجلى أربعون سنة قال أولم
تعطها ابنك داود قال لا قال فكان أبو هريرة يقول نسى آدم ونسيت ذريته وجحد آدم فجحدت ذريته * وأخرج
ابن جرير عن جويبر قال مات ابن للضحاك بن مزاحم ابن ستة أيام فقال إذا وضعت ابني في لحده فأبرز وجهه
وحل عقده فان ابني مجلس ومسؤول فقلت عم يسأل قال عن الميثاق الذي أقر به في صلب آدم حدثني
ابن عباس ان الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة فاخذ منهم الميثاق ان
يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وتكفل لهم بالأرزاق ثم أعادهم في صلبه فلن تقوم الساعة حتى يولد من أعطى الميثاق
يومئذ فمن أدرك منهم الميثاق الآخر فوفى به نفعه الميثاق الأول ومن أدرك الميثاق الآخر فلم يقر به لم ينفعه
الميثاق الأول ومن مات صغيرا قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على الميثاق الأول على الفطرة * وأخرج عبد بن
حميد عن سلمان قال إن الله لما خلق آدم مسح ظهره فاخرج منه ما هو ذارئ إلى يوم القيامة فكتب الآجال
والأرزاق والأعمال والشقوة والسعادة فمن علم السعادة فعل الخير ومجالس الخير ومن علم الشقاوة فعل الشر
ومجالس الشر * وأخرج عبد بن حميد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه
عن أبي امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خلق الله الخلق وقضى القضية وأخذ ميثاق النبيين وعرشه
على الماء فاخذ أهل اليمين بيمينه وأخذ أهل الشمال بيده الأخرى وكلتا يدي الرحمن يمين فقال يا أصحاب اليمين
فاستجابوا له فقالوا لبيك ربنا وسعديك قال ألست بربكم قالوا بلى قال يا أصحاب الشمال فاستجابوا له فقالوا لبيك
ربنا وسعديك قال ألست بربكم قالوا بلى فخلط بعضهم ببعض فقال قائل منهم رب لم خلطت بيننا قال ولهم أعمال
من دون ذلك هم لها عاملون ان يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ثم ردهم في صلب آدم فأهل الجنة أهلها
وأهل النار أهلها فقال قائل يا رسول الله فما لا عمال قال يعمل كل قوم لمنازلهم فقال عمر بن الخطاب إذا
نجتهد * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني كل انسان
منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال أي رب من هؤلاء قال هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم فأعجبه
وبيص ما بين عينيه فقال أي رب من هذا فقال رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود قال أي رب وكم
جعلت عمره قال ستين سنة قال أي رب زده من عمري أربعين سنة فلما انقضى عمر آدم جاء ملك الموت فقال أولم يبق
من عمري أربعون سنة قال أولم تعطها ابنك داود قال فجحد فجحدت ذريته ونسى فنست ذريته * وأخرج
ابن أبي الدنيا في الشكر وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن الحسن قال لما خلق الله آدم عليه السلام وأخرج
أهل الجنة من صفحته اليمنى وأخرج أهل النار من صفحته اليسرى فدبوا على وجه الأرض منهم الأعمى والأصم
والأبرص والمقعد والمبتلى بأنواع البلاء فقال آدم يا رب الا سويت بين ولدى قال يا آدم انى أردت أن أشكر ثم
ردهم في صلبه * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبيهقي في الشعب عن قتادة والحسن قالا لما عرضت على
آدم ذريته فرأى فضل بعضهم على بعض قال أي رب أفهلا سويت بينهم قال انى أحب أن أشكر يرى ذو الفضل
فضله فيحمدني ويشكرني وأخرج أحمد في الزهد عن بكر مثله * وأخرج ابن جرير والبزار والطبراني
والآجري في الشريعة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن هشام بن حكيم ان رجلا أتى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال أتبتدأ الأعمال أم قد قضى القضاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله أخذ ذرية
آدم من ظهورهم ثم أشهدهم على أنفسهم ثم أفاض بهم في كفيه فقال هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار فأهل الجنة
ميسرون لعمل أهل الجنة وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن معاوية
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله أخرج ذرية آدم من صلبه حتى ملؤا الأرض وكانوا هكذا فضم إحدى
143

يديه على الأخرى * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم سألت ربى فأعطاني أولاد المشركين خدما لأهل الجنة وذلك انهم لم يدركوا ما أدرك آباؤهم من
الشرك وهم في الميثاق الأول * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقال
للرجل من أهل النار يوم القيامة أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شئ أكنت مفتديا به فيقول نعم فيقول قد
أردت منك أهون من ذلك قد أخذت عليك في ظهر أبيك آدم أن لا تشرك بي فأبيت الا أن تشرك بي * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير عن علي بن حسين انه كان يعزل ويتأول هذه الآية وإذ أخذ ربك من بني آدم من
ظهورهم ذرياتهم * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم سئل عن العزل فقال لا عليكم ان لا تفعلوا ان تكن مما أخذ الله منها الميثاق فكانت على صخرة نفخ فيها
الروح * وأخرج أحمد وابن أبي حاتم عن أنس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزل فقال لو أن
الماء الذي يكون منه الولد صب على صخرة لأخرج الله منها ما قدر ليخلق الله نفسا هو خالقها * وأخرج عبد الرزاق
عن ابن مسعود انه سئل عن العزل فقال لو أخذ الله ميثاق نسمة من صلب رجل ثم أفرغه على صفا لأخرجه من
ذلك الصفا فان شئت فاعزل وان شئت فلا تعزل * وأخرج عبد الرزاق عن إبراهيم النخعي قال كانوا يقولون
ان النطفة التي قضى الله فيها الولد لو وقعت على صخرة لأخرج الله منها الولد * وأخرج عبد الرزاق في
المصنف وأبو الشيخ عن فاطمة بنت حسين قالت لما أخذ الله الميثاق من بني آدم جعله في الركن فمن الوفاء
بعهد الله استلام الحجر * وأخرج أبو الشيخ عن جعفر بن محمد قال كنت مع أبي محمد بن علي فقال له رجل يا أبا جعفر
ما بدء خلق هذا الركن فقال إن الله لما خلق الخلق قال لبني آدم ألست بربكم قالوا بلى فأقروا وأجرى نهرا أحلى
من العسل وألين من الزبد ثم أمر القلم فاستمد من ذلك النهر فكتب اقرارهم وما هو كائن إلى يوم القيامة ثم ألقم
ذلك الكتاب هذا الحجر فهذا الاستلام الذي ترى انما هو بيعه على اقرارهم الذي كانوا أقروا به * وأخرج ابن
جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس قال ضرب الله متن آدم فخرجت كل نفس مخلوقة للجنة بيضاء نقية فقال هؤلاء
أهل الجنة وخرجت كل نفس مخلوقة للنار سوداء فقال هؤلاء أهل النار أمثال الخردل في صور الذر فقال يا عباد
الله أجيبوا الله يا عباد الله أطيعوا الله قالوا لبيك اللهم أطعناك اللهم أطعناك اللهم أطعناك وهي التي أعطى
الله إبراهيم في المناسك لبيك اللهم لبيك فاخذ عليهم العهد بالايمان به والاقرار والمعرفة بالله وأمره * وأخرج
الجندي في فضائل مكة وأبو الحسن القطان في الطوالات والحاكم والبيهقي في شعب الايمان وضعفه عن أبي
سعيد الخدري قال حججنا مع عمر بن الخطاب فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال انى أعلم انك حجر لا تضر ولا
تنفع ولولا انى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك ثم قبله فقال له علي بن أبي طالب يا أمير المؤمنين
انه يضر وينفع قال بم قال بكتاب الله عز وجل قال وأين ذلك من كتاب الله قال قال الله وإذ أخذ ربك من بني آدم
من ظهورهم ذرياتهم إلى قوله بلى خلق الله آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب وانهم العبيد وأخذ عهودهم
ومواثيقهم وكتب ذلك في رق وكان لهذا الحجر عينان ولسان فقال له افتح فاك ففتح فاه فألقمه ذلك الرق فقال
أشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى يوم القيامة بالحجر
الأسود وله لسان ذلق يشهد لمن يستلمه بالتوحيد فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع فقال عمر أعوذ بالله ان أعيش في
قوم لست فيهم يا أبا حسن * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وإذ أخذ ربك الآية قال أخذهم في كفه
كأنهم الخردل الأولين والآخرين فقلبهم في يده مرتين أو ثلاثا يرفع يده ويطأطئها ما شاء الله من ذلك ثم ردهم في
أصلاب آبائهم حتى أخرجهم قرنا بعد قرن ثم قال بعد ذلك وما وجدنا لأكثرهم من عهد الآية ثم نزل بعد ذلك يا أيها
الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن عبد
الله بن عمر وقال لما خلق الله آدم نفضه نفض المزود فخر منه مثل النغف فقبض منه قبضتين فقال لما في اليمين في
الجنة وقال لما في الأخرى في النار * وأخرج ابن سعد وأحمد عن عبد الرحمن بن قتادة السلمي وكان من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم
144

أخذ الخلق من ظهره فقال هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء في النار ولا أبالي فقال رجل يا رسول الله فعلى ماذا
نعمل قال على مواقع القدر * وأخرج أحمد والبزار والطبراني عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
خلق الله آدم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى فاخرج ذرية بيضاء كأنهم الذر وضرب كتفه اليسرى فاخرج ذرية
سوداء كأنهم الحممة فقال للذي في يمينه إلى الجنة ولا أبالي وقال للذي في كتفه اليسرى إلى النار ولا أبالي * وأخرج
البزار والطبراني والآجري وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله جل
ذكره يوم خلق آدم قبض من صلبه قبضتين فوقع كل طيب في يمينه وكل خبيث بيده الأخرى فقال هؤلاء أصحاب
الجنة ولا أبالي وهؤلاء أصحاب النار ولا أبالي ثم أعادهم في صلب آدم فهم ينسلون على ذلك إلى الآن * وأخرج
البزار والطبراني وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في القبضتين هذه في الجنة
ولا أبالي هذه في النار ولا أبالي * وأخرج البزار والطبراني عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في
القبضتين هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه قال فتفرق الناس وهم لا يختلفون في القدر * وأخرج الحكيم الترمذي في
نوادر الأصول والآجري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله آدم ضرب بيده على شق
آدم الأيمن فاخرج ذرأ كالذر فقال يا آدم هؤلاء ذريتك من أهل الجنة ثم ضرب بيده على شق آدم الأيسر فاخرج
ذرأ كالحمم ثم قال هؤلاء ذريتك من أهل النار * وأخرج أحمد عن أبي نضرة ان رجلا من أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم يقال له أبو عبد الله دخل عليه أصحابه يعودونه وهو يبكى فقالوا له ما يبكيك قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إن الله قبض بيمينه قبضة وأخرى باليد الأخرى فقال هذه لهذه وهذه لهذه ولا أبالي فلا
أدرى في أي القبضتين أنا * وأخرج ابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله قبض قبضة
فقال للجنة برحمتي وقبض قبضة فقال إلى النار ولا أبالي * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك قال إن
الله أخرج من ظهر آدم يوم خلقه ما يكون إلى يوم القيامة فأخرجهم مثل الذر ثم قال الست بربكم قالوا بلى قالت
الملائكة شهدنا ثم قبض قبضة بيمينه فقال هؤلاء في الجنة ثم قبض قبضة أخرى فقال هؤلاء في النار ولا أبالي
* وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله ان يقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين قال عن الميثاق
الذي أخذ عليهم أو يقولوا انما أشرك آباؤنا من قبل فلا يستطيع أحد من خلق الله من الذرية ان يقولوا انما
أشرك آباؤنا ونقضوا الميثاق وكنا نحن ذرية من بعدهم أفتهلكنا بذنوب آبائنا وبما فعل المبطلون والله تعالى أعلم
* قوله تعالى (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها) الآية * أخرج الفريابي وعبد الرزاق وعبد بن
حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه عن عبد الله بن مسعود
واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها قال هو رجل من بني إسرائيل يقال له بلعم بن أبر * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عباس قال هو بلعم بن باعوراء وفى لفظ بلعام
ابن عامر الذي أوتى الاسم كان في بني إسرائيل * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله واتل
عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا الآية قال هو رجل من مدينة الجبارين يقال له بلعم تعلم اسم الله الأكبر فلما نزل
بهم موسى أتاه بنو عمه وقومه فقالوا ان موسى رجل حديد ومعه جنود كثيرة وانه ان يظهر علينا يهلكنا فادع
الله أن يردعنا موسى ومن معه قال انى ان دعوت الله أن يرد موسى ومن معه مضت دنياي وآخرتي فلم يزالوا به حتى
دعا عليهم فسلخ مما كان فيه وفى قوله ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث قال إن حمل الحكمة لم يحملها وان
ترك لم يهتد لخير كالكلب ان كان رابضا لهث وان طرد لهث * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في
قوله واتل عليهم نبأ الذي آتيناه الآية قال هو رجل أعطي ثلاث دعوات يستجاب له فيهن وكانت له امرأة له
منها ولد فقالت اجعل لي منها واحدة قال فلك واحدة فما الذي تريدين قالت ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل
فدعا الله فجعلها أجمل امرأة في بني إسرائيل فلما علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه وأرادت شيئا آخر
فدعا الله أن يجعلها كلبة فصارت كلبة فذهبت دعوتان فجاء بنوها فقالوا ليس بنا على هذا قرار قد صارت امنا
كلبة يعيرنا الناس بها فادع الله أن يردها إلى الحال التي كانت عليه فدعا الله فعادت كما كانت فذهبت الدعوات
145

الثلاث وسميت البسوس * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال هو رجل يدعى بلعم من أهل
اليمن آتاه الله آياته فتركها * وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
والطبراني وابن مردويه عن عبد الله بن عمرو وائل عليهم نبا الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها قال هو أمية بن أبي
الصلت الثقفي وفى لفظ نزلت في صاحبكم أمية بن أبي الصلت * وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن المسيب قال قدمت
الفارعة أخت أمية بن أبي الصلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة فقال لها هل تحفظين من شعر
أخيك شيئا قالت نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا فارعة ان مثل أخيك كمثل الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها
* وأخرج ابن عساكر عن ابن شهاب قال قال أمية بن أبي الصلت
ألا رسول لنا منا يخبرنا * ما بعد غايتنا من رأس بحرانا
قال ثم خرج أمية إلى البحرين وتنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام أمية بالبحرين ثماني سنين ثم قدم فلقى رسول
الله صلى الله عليه وسلم في جماعة من أصحابه فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاسلام وقرأ عليه بسم الله الرحمن
الرحيم يس والقرآن الحكيم حتى فرغ منها وثب أمية يجرر رجليه فتبعته قريش تقول ما تقول يا أمية قال
أشهد أنه على الحق قالوا فهل تتبعه قال حتى أنظر في أمره ثم خرج أمية إلى السام وقدم بعد وقعة بدر يريد أن يسلم
فلما أخبر بقتلى بدر ترك الاسلام ورجع إلى الطائف فمات بها قال ففيه أنزل الله واتل عليهم نبا الذي آتيناه
آياتنا فانسلخ منها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن نافع بن عاصم بن عروة
ابن مسعود قال انى لفي حلقة فيها عبد الله بن عمرو فقرأ رجل من القوم الآية التي في الأعراف واتل عليهم نبا
الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فقال أتدرون من هو فقال بعضهم هو صيفي بن الراهب وقال بعضهم هو بلعم رجل
من بني إسرائيل فقال لا فقالوا من هو قال أمية بن أبي الصلت * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن الشعبي
في هذه الآية واتل عليهم نبا الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها قال قال ابن عباس هو رجل من بني إسرائيل يقال له
بلعم بن باعورا وكانت الأنصار تقول هو ابن الراهب الذي بنى له مسجد الشقاق وكانت ثقيف تقول هو أمية بن أبي
الصلت * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال هو صيفي بن لراهب * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في
الآية قال هو نبي في بني إسرائيل يعنى بلعم أوتى النبوة فرشاه قومه على أن يسكت ففعل وتركهم على ما هم عليه
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله فانسلخ منها قال نزع منه العلم وفى
قوله ولو شئنا لرفعناه بها قال لرفعه الله بعلمه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مالك بن دينار قال بعث نبي الله
موسى بلعام بن باعورا إلى ملك مدين يدعوهم إلى الله وكان مجاب الدعوة وكان من علماء بني إسرائيل فكان
موسى يقدمه في الشدائد فاقطعه وأرضاه فترك دين موسى وتبع دينه فأنزل الله واتل عليهم نبا الذي آتيناه
آياتنا فانسلخ منها * وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب في قوله واتل عليهم نبا الذي آتيناه آياتنا قال كان يعلم اسم الله
الأعظم الذي إذا دعى به أجاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله واتل
عليهم نبا الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها قال هذا مثل ضربه الله لمن عرص عليه الهدى فأبى أن يقبله وتركه ولو
شئنا لرفعناه بها قال لو شئنا لرفعناه بايتائه الهدى فلم يكن للشيطان عليه سبيل ولكن الله يبتلى من يشاء من عباده
ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه قال أبى أن يصحب الهدى فمثله كمثل الكلب الآية قال هذا مثل الكافر
ميت الفؤاد كما أميت فؤاد الكلب * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا
فانسلخ منها قال أناس من اليهود والنصارى والحنفاء ممن أعطاهم الله من آياته وكتابه فانسلخ منها فجعله مثل
الكلب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولو شئنا لرفعناه
بها قال لدفعنا عنه بها ولكنه أخلد إلى الأرض قال سكن ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ان تطرده بدابتك
ورجليك وهو مثل الذي يقرأ الكتاب ولا يعمل به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن
جبير في قوله ولكنه أخلد إلى الأرض قال ركن نزع * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ان
تحمل عليه قال إن تسع عليه * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله ان تحمل عليه يلهث قال
146

الكلب منقطع الفؤاد لا فؤاد له مثل الذي يترك الهدى لا فؤاد له انما فؤاد منقطع كان ضالا قبل وبعد * وأخرج
ابن جرير وأبو الشيخ عن المعتمر قال سئل أبو المعتمر عن هذه الآية واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها
فحدث عن سيار انه كان رجلا يقال له بلعام وكان قد أوتى النبوة وكان مجاب الدعوة ثم إن موسى أقبل في بني إسرائيل
يريد الأرض التي فيها بلعام فرعب الناس منه رعبا شديدا فاتوا بلعام فقالوا ادع الله على هذا الرجل قال
حتى أؤامر ربى فوامر في الدعاء عليهم فقيل له لا تدع عليهم فان فيهم عبادي وفيهم نبيهم فقال لقومه قد وأمرت في
الدعاء عليهم وأني قد نهيت قال فاهدوا إليه هدية فقبلها ثم راجعوه فقالوا ادع الله عليهم فقال حتى أوامر فوامر فلم
يحار إليه شئ فقال قد وأمرت فلم يحار إلى شئ فقالوا لو كره ربك ان تدعو عليهم لنهاك كما نهاك المرة الأولى فاخذ يدعو
عليهم فإذا دعا جرى على لسانه الدعاء على قومه فإذا أرسل ان يفتح على قومه جرى على لسانه ان يفتح على موسى
وجيشه فقالوا ما نراك الا تدعو علينا قال ما يجرى على لساني الا هكذا ولو دعوت عليهم ما استجيب لي ولكن سأدلكم
على أمر عسى أن يكون فيه هلاكهم ان الله يبغض الزنا وان هم وقعوا بالزنا هلكوا فاخرجوا النساء فإنهم قوم
مسافرون فعسى ان يزنوا فيهلكوا فاخرجوا النساء تستقبلهم فوقعوا بالزنا فسلط الله عليهم الطاعون فمات منهم
سبعون ألفا وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها قال كان اسمه
بلعم وكان يحسن اسما من أسماء الله فغزاهم موسى في سبعين ألفا فجاءه قومه فقالوا ادع الله عليهم وكانوا إذا غزاهم
أحد أتوه فدعا عليهم فهلكوا وكان لا يدعو حتى ينام فينظر ما يؤمر به في منامه فنام فقيل له ادع الله لهم ولا تدع
عليهم فاستيقظ فأبى ان يدعو عليهم فقال لهم زينوا لهم النساء فإنهم إذا رأوهن لم يصبروا حتى يصيبوا من الذنوب
فتدالوا عليهم قوله تعالى (من يهدى الله) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول في الخطبة الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهده الله فلا مضل
له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ان لا إله إلا الله وأشهد ان محمدا عبده ورسوله * وأخرج مسلم والنسائي وابن ماجة
وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته نحمد
الله ونثني عليه بما هو أهله ثم يقول من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له أصدق الحديث كتاب الله
وأحسن الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم يقول
بعثت انا والساعة كهاتين * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور يومئذ
شئ اهتدى ومن أخطأه ضل فلذلك أقول جف القلم على علم الله * قوله تعالى (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس
) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولقد ذرأنا قال خلقنا
* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن ولقد ذرأنا لجهنم قال خلقنا لجهنم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لما ذرأ لجهنم من ذرأ كان
ولد الزنا ممن ذرأ لجهنم * وأخرج الحكيم الترمذي وابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وأبو يعلى وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ وابن مردويه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله الجن ثلاثة أصناف صنف
حياة وعقارب وخشاش الأرض وصنف كالريح في الهواء وصنف عليهم الحساب والعقاب وخلق الله الانس
ثلاث أصناف صنف كالبهائم قال الله لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون
بها أولئك كالأنعام بل هم أضل وجنس أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين وصنف في
ظل الله يوم لا ظل الا ظله * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله لقد ذرأنا لجهنم قال لقد خلقنا لجهنم لهم قلوب
لا يفقهون بها قال لا يفقهون شيئا من أمر لآخرة ولهم أعين لا يبصرون بها الهدى ولهم آذان لا يسمعون
بها الحق ثم جعلهم كالأنعام ثم جعلهم شرا من الانعام فقال بل هم أضل ثم أخبر انهم الغافلون والله أعلم
* قوله تعالى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) * أخرج البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة
وابن خزيمة وأبو عوانة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني وأبو عبد الله بن منده في التوحيد وابن
147

مردويه وأبو نعيم والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله
تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا من أحصاها دخل الجنة انه وتر يحب الوتر * وأخرج أبو نعيم وابن مردويه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله مائة اسم غير اسم من دعا بها استجاب الله له دعاءه * وأخرج
الدارقطني في الغرائب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل لي تسعة وتسعون
اسما من أحصاها دخل الجنة * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس وابن عمر قالا قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما مائة غير واحد من أحصاها دخل الجنة * وأخرج الترمذي وابن المنذر وابن
حبان وابن منده والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا من أحصاها دخل الجنة انه وتر يحب الوتر هو الله الذي لا إله الا هو الرحمن
الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور
الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل
السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلى الكبير
الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث
الشهيد الحق الوكيل القوى المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحي المميت الحي
القيوم الواجد الماجد الواحد الاحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر
الظاهر الباطن البر التواب المنتقم العفو الرؤف مالك الملك ذو الجلال والاكرام الوالي المتعال
المقسط الجامع الغنى المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد
الصبور * وأخرج ابن أبي الدنيا في الدعاء والطبراني كلاهما وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه وأبو نعيم
والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة
اسأل الله الرحمن الرحيم الاله الرب الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر
الخالق البارئ المصور الحليم العليم السميع البصير الحي القيوم الواسع اللطيف الخبير
الحنان المنان البديع الغفور الودود الشكور المجيد المبدئ المعيد النور البادئ وفى لفظ
القائم الأول الآخر الظاهر الباطن العفو الغفار الوهاب الفرد وفى لفظ القادر الاحد
الصمد الوكيل الكافي الباقي المغيث الدائم المتعالى ذا الجلال والاكرام المولى النصير الحق
المبين الوارث المنير الباعث القدير وفى لفظ المجيب المحيى المميت الحميد وفى لفظ الجميل الصادق
الحفيظ المحيط الكبير القريب الرقيب الفتاح التواب القديم الوتر الفاطر الرزاق العلام
العلى العظيم الغنى المليك المقتدر الأكرم الرؤف المدبر المالك القاهر الهادي الشاكر
الكريم الرفيع الشهيد الواحد ذا الطول ذا المعارج ذا الفضل الخلاق الكفيل الجليل
* وأخرج أبو نعيم عن ابن عباس وابن عمر قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله تسعة وتسعون اسما من
أحصاها دخل الجنة وهي في القرآن * وأخرج أبو نعيم عن محمد بن جعفر قال سألت أبى جعفر بن محمد الصادق
عن الأسماء التسعة والتسعين التي من أحصاها دخل الجنة فقال هي في القرآن ففي الفاتحة خمسة أسماء يا الله
يا رب يا رحمن يا رحيم يا مالك وفى البقرة ثلاثة وثلاثون اسما يا محيط يا قدير يا عليم يا حكيم يا علي يا عظيم يا تواب يا بصير
يا ولى يا واسع يا كافي يا رؤوف يا بديع يا شاكر يا واحد يا سميع يا قابض يا باسط يا حي يا قيوم يا غنى يا حميد يا غفور
يا حليم يا إله يا قريب يا مجيب يا عزيز يا نصير يا قوى يا شديد يا سريع يا خبير وفى آل عمران يا وهاب يا قائم
يا صادق يا باعث يا منعم يا متفضل وفى النساء يا رقيب يا حسيب يا شهيد يا مقيت يا وكيل يا علي يا كبير وفى الانعام
يا فاطر يا قاهر يا لطيف يا برهان وفى الأعراف يا محيي يا مميت وفى الأنفال يا نعم المولى يا نعم النصير وفى هود يا حفيظ
يا مجيد يا ودود يا فعال لما يريد وفى الرعد يا كبير يا متعال وفى إبراهيم يا منان يا وارث وفى الحجر يا خلاق وفى مريم يا فرد
وفى طه يا غفار وفى قد أفلح يا كريم وفى النور يا حق يا مبين وفى الفرقان يا هادي وفى سبأ يا فتاح وفى الزمر يا عالم وفى
148

غافر يا غافر يا قابل التوب يا ذا الطول يا رفيع وفى الذاريات يا رزاق يا ذا القوة يا متين وفي الطور يا بر وفى اقتربت
يا مليك يا مقتدر وفى الرحمن يا ذا الجلال والاكرام يا رب المشرقين يا رب المغربين يا باقي يا مهيمن وفى الحديد يا أول
يا آخر يا ظاهر يا باطن وفى الحشر يا ملك يا قدوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا خالق
يا بارئ يا مصور وفى البروج يا مبدئ يا معيد وفى الفجر يا وتر وفى الاخلاص يا أحد يا صمد * وأخرج البيهقي في
كتاب الأسماء والصفات عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصابه هم أو حزن
فليقل اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي في يدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسالك
بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك
أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور بصرى وذهاب همى وجلاء حزني قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما قالهن مهموم قط الا أذهب الله همه وأبدله بهمه فرجا قالوا يا رسول الله أفلا نتعلم هذه الكلمات قال بلى
فتعلموهن وعلموهن * وأخرج البيهقي عن عائشة انها قالت يا رسول الله علمني اسم الله الذي إذا دعى به أجاب قال
لها قومي فتوضئ وادخلي المسجد فصلى ركعتين ثم ادعى حتى أسمع ففعلت فلما جلست للدعاء قال النبي صلى الله
عليه وسلم اللهم وفقها فقالت اللهم إني أسالك بجميع أسمائك الحسنى كلها ما علمنا منها وما لم نعلم وأسألك
باسمك العظيم الأعظم الكبير الأكبر الذي من دعاك به أجبته ومن سالك به أعطيته قال النبي صلى الله عليه وسلم
أصبته أصبته * قوله تعالى (وذروا الذين يلحدون في أسمائه) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس قال الالحاد التكذيب * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وذروا الذين يلحدون في
أسمائه قال اشتقوا العزى من العزيز واشتقوا اللات من الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في الآية قال
الالحاد المضاهاة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش انه قرأ يلحدون بنصب الياء والحاء من اللحد وقال تفسيرها
يدخلون فيها ما ليس منها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وذروا الذين يلحدون في
أسمائه قال يشركون * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة يلحدون في أسمائه قال يكذبون في أسمائه
* قوله تعالى (وممن خلقنا أمة) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله وممن
خلقنا أمة يهدون بالحق قال ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذه أمتي بالحق يحكمون ويقضون
ويأخذون ويعطون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وممن خلقنا أمة يهدون
بالحق قال بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قرأها هذه لكم وقد أعطى القوم بين أيديكم مثلها
ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في قوله وممن خلقنا أمة يهدون
بالحق قال قال رسول الله صلى عليه وسلم ان من أمتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم متى ما نزل
* وأخرج أبو الشيخ عن علي بن أبي طالب قال لتفترقن هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا فرقة
يقول الله وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون فهذه هي التي تنجو من هذه الأمة * قوله تعالى (والذين
كذبوا) الآيتين * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى سنستدرجهم يقول سنأخذهم من حيث لا
يعلمون قال عذاب بدر * وأخرج أبو الشيخ عن يحيى بن المثنى سنستدرجهم من حيث لا يعلمون قال كلما أحدثوا
ذنبا جددنا لهم نعمة تنسيهم الاستغفار * وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات عن
سفيان في قوله سنستدرجهم من حيث لا يعلمون قال نسبغ عليهم النعم ونمنعهم شكرها * وأخرج ابن أبي
الدنيا والبيهقي عن ثابت البناني انه سئل عن الاستدراج فقال ذلك مكر الله بالعباد المضيعين * وأخرج أبو الشيخ
عن السدى وأملى لهم ان كيدي متين يقول كف عنهم وأخرهم على رسلهم ان مكري شديد ثم نسخها الله فأنزل
الله فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كيد الله العذاب
والنقمة * قوله تعالى (أو لم يتفكروا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قام على الصفا فدعا قريشا فخذا فخذا يا بنى
فلان يا بنى فلان يحذرهم باس الله ووقائع الله إلى الصباح حتى قال قائلهم ان صاحبكم هذا لمجنون بات يهوت حتى
149

أصبح فأنزل الله أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة ان هو الا نذير مبين * قوله تعالى (أو لم ينظروا في ملكوت
السماوات) الآية * أخرج أحمد وابن أبي شيبة في المصنف عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
رأيت ليلة أسري بي فلما انتهينا إلى السماء السابعة نظرت فوقي فإذا أنا برعد وبرق وصواعق قال وأتيت على
قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم قلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء أكلة الربا فلما
نزلت لي السماء الدنيا فنظرت إلى أسفل منى فإذا انا برهج ودخان وأصوات فقلت ما هذا يا جبريل قال هذه
الشياطين يحرجون على أعين بني آدم ان لا يتفكروا في ملكوت السماوات والأرض ولولا ذلك لرأوا العجائب
* قوله تعالى (من يضلل الله) * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عمر بن الخطاب انه خطب بالجابية فحمد
الله وأثنى عليه ثم قال من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له فقال له فتى بين يديه كلمة بالفارسية فقال عمر
لمترجم يترجم له ما يقول قال يزعم أن الله لا يضل أحدا فقال عمر كذبت يا عدو الله بل الله خلقك وهو أصلك وهو
يدخلك النار إن شاء الله ولولا ولث عقد لضربت عنقك فتفرق الناس وما يختلفون في القدر والله أعلم * قوله
تعالى (يسئلونك عن الساعة) الآية * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس قال قال حمل بن أبي
قشير وسمول بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا متى الساعة ان كنت نبيا كما تقول فانا نعلم ما هي
فأنزل الله يسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل انما علمها عند ربى إلى قوله ولكن أكثر الناس لا يعلمون
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة يسئلونك عن الساعة أيان مرساها أي متى قيامتها قل انما علمها
عند ربى لا يجليها لوقتها الا هو قال قالت قريش يا محمد أسر إلينا الساعة لما بيننا وبينك من القرابة قال يسئلونك
كأنك حفى عنها قال انما علمها عند الله قال وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول تهيج الساعة بالناس
والرجل يسقى على ماشيته والرجل يصلح حوضه والرجل يخفض ميزانه ويرفعه والرجل يقيم سلعته في السوق
قضاء الله لا تأتيكم الا بغتة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أيان مرساها
قال منتهاها * وأخرج أحمد عن حذيفة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة قال علمها عند ربى
لا يجليها لوقتها الا هو ولكن أخبركم بمشاريطها وما يكون بين يديها ان بين يديها فتنة وهرجا قالوا يا رسول الله
الفتنة قد عرفناها الهرج ما هو قال بلسان الحبشة القتل * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي موسى
الأشعري قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة وأنا شاهد فقال لا يعلمها الا الله ولا يجليها لوقتها الا هو
ولكن سأخبركم بمشاريطها وما بين يديها من الفتن والهجر فقال رجل وما الهرج يا رسول الله قال بلسان الحبشة
القتل وان تجف قلوب الناس ويلقى بينهم التناكر فلا يكاد أحد يعرف أحدا ويرفع ذو الحجا ويبقى رجراجة
من الناس لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا * وأخرج مسلم وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه
عن جابر بن عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت بشهر تسألوني عن الساعة وانما علمها
عند الله وأقسم بالله ما على ظهر الأرض اليوم من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة * وأخرج عبد بن حميد
وأبو الشيخ عن الشعبي قال لقى عيسى جبريل فقال السلام عليك يا روح الله قال وعليك يا روح الله قال يا جبريل
متى الساعة فانتفض جبريل في أجنحته ثم قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ثقلت في السماوات والأرض
لا تأتيكم الا بغتة أو قال لا يجليها لوقتها الا هو * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله لا يجليها لوقتها الا هو يقول لا يأتي بها الا الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن قتادة في الآية قال هو يجليها لوقتها لا يعلم ذلك الا الله * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس
في قوله ثقلت في السماوات والأرض قال ليس شئ من الخلق الا يصيبه من ضرر يوم القيامة * وأخرج عبد الرزاق
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ثقلت في السماوات والأرض قال ثقل علمها على أهل
السماوات والأرض انهم لا يعلمون وقال الحسن إذا جاءت ثقلت على أهل السماوات والأرض يقول كبرت عليهم
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله ثقلت في السماوات والأرض قال إذا جاءت انشقت
السماء وانتثرت النجوم وكورت الشمس وسيرت الجبال وما يصيب الأرض وكان ما قال الله فذلك ثقلها بهما
150

* وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لا تأتيكم الا بغتة قال فجأة آمنين * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقوم الساعة على رجل آكلته في فيه فلا يلوكها ولا يسيغها
ولا يلفظها وعلى رجلين قد نشرا بينهما ثوبا يتبايعانه فلا يطويانه ولا يتبايعانه * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة
قال لا تقوم الساعة حتى ينادى مناديا يا أيها الناس أتتكم الساعة أتتكم الساعة ثلاثا * وأخرج ابن جرير وأبو
الشيخ عن السدي في قوله لا يجليها لوقتها الا هو يقول لا يرسلها لوقتها الا هو ثقلت في السماوات والأرض يقول
خفيت في السماوات والأرض فلم يعلم قيامها متى تقوم ملك مقرب ولا نبي مرسل لا تأتيكم الا بغتة قال تبغتهم تأتيهم
على غفلة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله كأنك
حفى عنها قال استحفيت عنها السؤال حتى علمتها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد وسعيد بن جبير في
قوله كأنك حفى عنها قال أحدهما عالم بها وقال الآخر يجب أن يسال عنها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن ابن عباس في قوله يسئلونك كأنك حفى عنها يقول كأنك عالم بها أي لست تعلمها * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس كأنك حفى عنها قال لطيف بها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
وابن مردويه عن ابن عباس يسئلونك كأنك حفى عنها يقول كان بينك وبينهم مودة كأنك صديق لهم قال ابن
عباس لما سال الناس محمدا صلى الله عليه وسلم عن الساعة سألوه سؤال قوم كأنهم يرون ان محمدا حفى بهم
فأوحى الله إليه انما علمها عنده استأثر بعلمها فلم يطلع عليها ملكا ولا رسولا * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك
يسألونك كأنك حفى عنها قال كأنك حفى بهم حين يأتونك يسألونك * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد يسألونك
كأنك حفى بسؤالهم قال كأنك تحب أن يسألوك عنها * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن دينار قال كان ابن
عباس يقرأ كأنك حفي بها * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله يسألونك كأنك حفى عنها قال كأنك يعجبك
ان يسألوك عنها لنخبرك بها فأخفاها منه فلم يخبره فقال فيم أنت من ذكراها وقال أكاد أخفيها وقراءة
أبى أكاد أخفيها من نفسي * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال قالت قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم ان بيننا
وبينك قرابة فأسر إلينا متى الساعة فقال الله يسئلونك كأنك حفى عنها * قوله تعالى (قل لا أملك) الآية
* أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير قال لعلمت
إذا اشتريت شيئا ما أربح فيه فلا أبيع شيئا الا ربحت فيه وما مسني السوء قال ولا يصيبني الفقر * وأخرج أبو
الشيخ عن ابن جريج في قوله قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا قال الهدى والضلالة ولو كنت أعلم الغيب متى أموت
لاستكثرت من الخير قال العمل الصالح * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله وما مسني السوء قال
لاجتنبت ما يكون من الشر قبل ان يكون * قوله تعالى (هو الذي خلقكم من نفس واحدة) الآيات * أخرج
أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه عن سمرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال سميه عبد الحارث فإنه يعيش
فسمته عبد الحارث فعاش فكان ذلك من وحى الشيطان وأمره * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
مردويه عن سمرة بن جندب في قوله فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء قال سمياه عبد الحارث * وأخرج عبد
ابن حميد وأبو الشيخ عن أبي بن كعب قال لما حملت حواء وكان لا يعيش لها ولد آتاها الشيطان فقال سمياه عبد
الحارث يعيش لكما فسمياه عبد الحارث فكان ذلك من وحى الشيطان وأمره * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم
فلم تفعل فولدت فمات ثم حملت فقال لها مثل ذلك فلم تفعل ثم حملت الثالث فجاءها فقال لها ان تطيعيني سلم لك
والا فإنه يكون بهيمة فهيبها فأطاعته * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال ولد لآدم ولد فسماه عبد الله
فأتاهما إبليس فقال ما سميتما ابنكما هذا قال عبد الله وكان ولد لهما قبل ذلك ولد فسمياه عبد الله فقال إبليس
أتظنان ان الله تارك عبده عندكما ووالله ليذهبن به كما ذهب بالآخر ولكن أدلكما على اسم يبقى لكما ما بقيتما
فسمياه عبد شمس فسمياه فذلك قوله تعالى أيشركون مالا يخلق شيئا الشمس تخلق شيئا انما هي مخلوقة قال وقال
151

رسول الله صلى الله عليه وسلم خدعهما مرتين قال زيد خدعهما في الجنة وخدعهما في الأرض * وأخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال لما أهبط الله آدم وحواء ألقى في نفسه الشهوة لامرأته
فتحرك ذلك منه فأصابها فليس الا ان أصابها حملت فليس الا ان حملت تحرك ولدها في بطنها فقالت ما هذا فجاءها
إبليس فقال لها انك حملت فتلدين قالت ما ألد قال ما هل ترين الا ناقة أو بقرة أو ماعزة أو ضانية هو بعض ذلك
ويخرج من أنفك أو من عينك أو من إذنك قالت والله ما منى من شئ الا وهو يضيق عن ذلك قال فأطيعيني وسميه
عبد الحارث وكان اسمه في الملائكة الحارث تلدي مثلك فذكرت ذلك لآدم فقال هو صاحبنا الذي قد علمت
فمات ثم حملت بآخر فجاءها فقال أطيعيني أو قتلته فإني أنا قتلت الأول فذكرت ذلك لآدم فقال مثل قوله
الأول ثم حملت بالثالث فجاءها فقال لها مثل ما قال فذكرت لك لآدم فكأنه لم يكره ذلك فسمته عبد الحارث
فذلك قوله جعلا له شركاء فيما آتاهما * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال
حملت حواء فأتاها إبليس فقال انى صاحبكما الذي أخرجكما من الجنة لتطيعيني أو لأجعلن له قرني أيل فيخرج
من بطنك فيشقه ولأفعلن ولأفعلن فخوفهما سمياه عبد الحارث فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتا ثم حملت فأتاهما أيضا
فقال مثل ذلك فأبيا ان يطيعاه فخرج ميتا ثم حملت فأتاهما فذكر لهما فأدركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث
فذلك قوله جعلا له شركاء فيما آتاهما * وأخرج عبد بن حميد عن السدى قال إن أول اسم سمياه عبد الرحمن
فمات ثم سمياه صالحا فمات يعنى آدم وحواء * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال كانت حواء تلد لآدم أولاد
فتعبدهم لله وتسميه عبد الله وعبيد الله ونحو ذلك فيصيبهم الموت فأتاها إبليس وآدم فقال إنكما لو
تسميناه بغير الذي تسميانه لعاش فولدت له رجلا فسماه عبد الحارث ففيه أنزل الله هو الذي خلقكم من نفس
واحدة لي آخر الآية * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال كان هذا في بعض أهل الملل
وليس بآدم * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس انه قرأها حملت حملا خفيفا فسرت به * وأخرج أبو الشيخ
وابن مردويه عن سمرة في قوله حملت حملا خفيفا قال خفيفا لم يستبن فمرت به لما استبان حملها * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فمرت به قال فشكت أحملت أم لا * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن
أيوب قال سئل الحسن عن قوله حملت حملا خفيفا فمرت به قال لو كنت عربيا لعرفتها انما هي استمرت بالحمل
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله حملت حملا خفيفا قال هي من النطفة فمرت به يقول
استمرت * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس في قوله فمرت به قال فاستمرت به * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله فمرت به قال فاستمرت بحمله * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران في قوله فمرت به قال استخفته * وأخرج أبو الشيخ عن السدى فلما
أثقلت قال كبر الولد في بطنها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي صالح في قوله لئن
آتيتنا قال أشفقا ان يكون بهيمة فقالا لئن آتيتنا بشرا سويا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال
أشفقا ان لا يكون انسانا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله لئن آتيتنا
صالحا قال غلاما سويا * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله فجعلا له شركاء قال كان شركا في طاعة ولم
يكن شركا في عباده * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ فجعلا له شركا بكسر الشين * وأخرج عبد بن حميد
عن سفيان جعلا له شركاء قال أشركاه في الاسم قال وكنية إبليس أبو كدوس * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير
وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن السدى قال هذا من الموصول والمفصول قوله جعلا له شركاء فيما آتاهما
في شان آدم وحواء يعنى في الأسماء فتعالى الله عما يشركون يقول عما يشرك المشركون ولم يعينهما * وأخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال ما أشرك آدم ان أولها شكر وآخرها مثل ضربه لمن بعده * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله فتعالى الله عما يشركون هذه فصل بين آية آدم خاصة في آلهة العرب
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في الآية قال هذه مفصولة أطاعاه في لولد فتعالى الله عما يشركون هذه لقوم
محمد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله جعلا له شركاء قال كان شركا
152

في طاعته ولم يكن شركا في عبادته وقال كان الحسن يقول هم اليهود والنصارى رزقهم الله أولادا فهودوا ونصروا
* وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله فتعالى الله عما يشركون قال يعنى بها ذرية آدم ومن أشرك منهم بعده
* وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله فتعالى الله عما يشركون قال هو الانكاف أنكف نفسه يقول عظم
نفسه وأنكفته الملائكة وما سبح له * وأخرج ابن حميد وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال هذا في
الكفار يدعون الله فإذا آتاهما صالحا هودا ونصرا ثم قال أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون يقول يطيعون
ما لا يخلق شيئا وهي الشياطين لا تخلق شيئا وهي تخلق ولا يستطيعون لهم نصرا يقول لن يدعوهم * قوله تعالى
(ان الذين تدعون من دون الله) الآية * أخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال يجاء بالشمس والقمر حتى
يلقيان بين يدي الله ويجاء بمن كان يعبدهما فيقال ادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين * قوله تعالى
(وتراهم ينظرون إليك) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله وتراهم ينظرون إليك قال
هؤلاء المشركون * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون
ما تدعوهم إليه من الهدى * قوله تعالى (خذ العفو) * أخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبخاري وأبو داود
والنسائي والنحاس في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في
الدلائل عن عبد الله بن الزبير قال ما نزلت هذه الآية الا في أخلاق الناس خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض
عن الجاهلين وفى لفظ أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يأخذ العفو من أخلاق الناس * وأخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ والطبراني في الأوسط وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عمر في قوله تعالى خذ العفو قال أمر الله نبيه
ان يأخذ العفو من أخلاق الناس * وأخرج ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق عن إبراهيم بن أدهم قال لما أنزل الله
خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت ان آخذ العفو من أخلاق
الناس * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الشعبي قال لما أنزل الله خذ
العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا يا جبريل قال لا أدرى حتى
أسأل العالم فذهب ثم رجع فقال إن الله أمرك ان تعفو عمن ظلمك وتعطى من حرمك وتصل من قطعك * وأخرج
ابن مردويه عن جابر قال لما نزلت هذه الآية خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين قال النبي صلى الله
عليه وسلم يا جبريل ما تأويل هذه الآية قال حتى أسال فصعد ثم نزل فقال يا محمد ان الله يأمرك ان تصفح عمن ظلمك
وتعطى من حرمك وتصل من قطعك فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا أدلكم على أشرف أخلاق الدنيا والآخرة
قالوا وما ذاك يا رسول الله قال تعفو عمن ظلمك وتعطى من حرمك وتصل من قطعك * وأخرج ابن مردويه عن قيس
ابن سعد بن عبادة قال لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمزة بن عبد المطلب قال والله لأمثلن؟؟؟ بسبعين منهم
فجاءه جبريل بهذه الآية خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين فقال يا جبريل ما هذا قال لا أدرى ثم عاد
فقال إن الله يأمرك ان تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتعطى من حرمك * وأخرج ابن مردويه عن عائشة في
قوله الله خذ العفو قال ما عفى لك من مكارم الأخلاق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله خذ العفو من أخلاق الناس وأعمالهم بغير تجسيس وأمر بالعرف قال بالمعروف
* وأخرج البخاري وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال قدم عيينة
ابن حصن بن بدر فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس وكان من النفر الذين يدنيهم عمر وكان القراء أصحاب مجالس عمر
ومشاورته كهولا كانوا أو شبابا فقال عيينة لابن أخيه يا ابن أخي هل لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه قال
سأستأذن لك عليه قال ابن عباس فاستأذن الحر لعيينة فأذن له عمر فلما دخل قال هي يا ابن الخطاب فوالله ما تعطينا
الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل فغضب عمر حتى هم ان يوقع به فقال له الحر يا أمير المؤمنين ان الله عز وجل قال لنبيه
صلى الله عليه وسلم خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وان هذا من الجاهلين والله ما جاوزها عمر حين
تلاها عليه وكان وقافا عند كتاب الله عز وجل * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن وهب عن مالك بن أنس عن
عبد الله بن نافع أن سالم بن عبد الله مر على عير لأهل الشام وفيها جرس فقال إن هذا ينهى عنه فقالوا نحن أعلم
153

بهذا منك انما يكره الجلجل الكبير وأما مثل هذا فلا باس به فسكت سالم وقال وأعرض عن الجاهلين * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله خذ العفو وامر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين قال خلق أمر الله به
نبيه ودله عليه * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن علي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على خير
أخلاق الأولين والآخرين قال قلت يا رسول الله نعم قال تعطى من حرمك وتعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك
* وأخرج البيهقي عن عقبة بن عامر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا
والآخرة تصل من قطعك وتعطى من حرمك وتعفوا عمن ظلمك * وأخرج البيهقي عن أنس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم صل من قطعك واعف عمن ظلمك * وأخرج البيهقي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال ألا أدلكم على كرائم الأخلاق للدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطى من حرمك وتجاوز عمن ظلمك
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على مكارم الأخلاق في الدنيا
والآخرة قالوا بلى يا رسول الله قال صل من قطعك واعط من حرمك واعف عمن ظلمك * وأخرج عبد الرزاق في
المصنف والبيهقي من طريقه عن معمر عن أبي إسحاق الهمداني عن ابن أبي حسين قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطى من حرمك وتعفو عمن
ظلمك قال البيهقي هذا مرسل حسن * وأخرج ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لن ينال عبد صريح الايمان حتى يصل من قطعه ويعفو عمن ظلمه ويغفر لمن شتمه ويحسن
إلى من أساء إليه * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مكارم الأخلاق عند الله
أن تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتعطى من حرمك ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم خذ العفو وامر بالعرف
وأعرض عن الجاهلين * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال رضى الله بالعفو وأمر به * وأخرج أحمد
والطبراني عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفضل الفضائل أن تصل من قطعك وتعطى من
حرمك وتصفح عمن شتمك * وأخرج السلفي في الطيوريات عن نافع أن ابن عمر كان إذا سافر أخرج معه سفيها
يرد عنه سفاهة السفهاء * وأخرج ابن عدي والبيهقي في الشعب عن ابن شوذب قال كنا عند مكحول ومعنا
سليمان بن موسى فجاء رجل واستطال على سليمان وسليمان ساكت فجاء أخ لسليمان فرد عليه فقال مكحول
لقد ذل من لا سفيه له * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله خذ العفو قال خذ ما عفى
لك من أموالهم ما أتوك به من شئ فخذه وكان هذا قبل أن تنزل براءة بفرائض الصدقات وتفصيلها * وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله خذ العفو قال خذ الفضل أنفق الفضل وامر بالعرف يقول
بالمعروف * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني خذ العفو قال خذ
الفضل من أموالهم أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذ ذلك قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت
عبيد بن الأبرص وهو يقول
يعفو عن الجهل والسوآت كما * يدرك غيث الربيع ذو الطرد
* وأخرج ابن جرير والنحاس في ناسخه عن السدى في قوله خذ العفو قال الفضل من المال نسخته الزكاة
* وأخرج أبو الشيخ عن السدى قال نزلت هذه الآية خذ العفو فكان الرجل يمسك من ماله ما يكفيه
ويتصدق بالفضل فنسخها الله بالزكاة وأمر بالعرف قال بالمعروف وأعرض عن الجاهلين قال نزلت هذه الآية
قبل أن تفرض الصلاة والزكاة والقتال أمره الله بالكف ثم نسخها بالقتال وأنزل أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا
الآية * قوله تعالى (واما ينزغنك) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن زيد قال لما نزلت خذ العفو وامر بالعرف
وأعرض عن الجاهلين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يا رب والغضب فنزل واما ينزغنك من الشيطان
نزغ الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله واما ينزغنك
من الشيطان نزغ قال علم الله أن هذا العدو مبتغ ومريد * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله
عليه وسلم انه كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه قال همزه الموتة ونفثه الشعر
154

ونفخه الكبرياء * قوله تعالى (ان الذين اتقوا) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله
ان الذين اتقوا قال هم المؤمنون * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذم الغضب وابن جرير
وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله إذا مسهم طيف من الشيطان قال الغضب * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي
حاتم عن ابن عباس قال الطيف الغضب * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك انه قرأ إذا مسهم طائف من
الشيطان بالألف تذكروا قال هم بفاحشة فلم يعملها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله إذا
مسهم طيف من الشيطان تذكروا يقول إذا زلوا تابوا * وأخرج البيهقي في شعب الايمان من طريق وهب بن
جرير عن أبيه قال كنت جالسا عند الحسن إذ جاءه رجل فقال يا أبا سعيد ما تقول في العبد يذنب الذنب ثم يتوب قال
لم يزدد بتوبته من الله الا دنوا قال ثم عاد في ذنبه ثم تاب قال لم يزدد بتوبته الا شرفا عند الله قال ثم قال لي ألم تسمع ما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت وما قال قال مثل المؤمن مثل السنبلة تميل أحيانا وتستقيم أحيانا وفى ذلك تكبر
فإذا حصدها صاحبها حمد أمره كما حمد صاحب السنبلة بره ثم قرأ ان الذين اتقوا إذا مسهم طيف من الشيطان
تذكروا فإذا هم مبصرون * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب قال إن الله لم يسم عبده المؤمن كافرا ثم قرأ ان
الذين اتقوا إذا مسهم طيف من الشيطان تذكروا فقال لم يسمه كافرا ولكن سماه متقيا * وأخرج ابن
مردويه عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ إذا مسهم طائف بالألف * وأخرج
عبد بن حميد عن الأعمش عن إبراهيم ويحيى بن وثاب قرأ أحدهما طائف والآخر طيف * وأخرج عبد بن
حميد عن سعيد بن جبير انه قرأ إذا مسهم طائف بالألف * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن
ابن عباس في الآية قال الطائف اللمة من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون يقول إذا هم منتهون عن المعصية
آخذون بأمر الله عاصون للشيطان وإخوانهم قال اخوان الشياطين يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون قال لا الانس
عما يعملون السيئات ولا الشياطين تمسك عنهم وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها يقول لولا أحدثتها لولا
تلقيتها فأنشأتها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس وإخوانهم يمدونهم في الغي
قال هم الجن يوحون إلى أوليائهم من الانس ثم لا يقصرون يقول لا يسأمون وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها
يقول هلا افتعلتها من تلقاء نفسك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد وإخوانهم من
الشياطين يمدونهم في الغي قال استجهالا وفى قوله لولا اجتبيتها قال ابتدعتها * وأخرج الحكيم الترمذي عن عمر
ابن الخطاب قال أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أعرف الحزن في وجهه فاخذ بلحيتي فقال انا لله وانا إليه
راجعون أتاني جبريل آنفا فقال انا لله وانا إليه راجعون قلت أجل فانا لله وانا إليه راجعون فمم ذاك يا جبريل
فقال إن أمتك مفتتنة بعدك بقليل من الدهر غير كثير قلت فتنة كفر أو فتنة ضلالة قال كل ذلك سيكون قلت ومن
أين ذاك وانا تارك فيهم كتاب الله قال بكتاب الله يضلون وأول ذلك من قبل قرائهم وأمرائهم يمنع الامراء الناس
حقوقهم فلا يعطونها فيقتتلون وتتبع القراء أهواء الامراء فيمدونهم في الغي ثم لا يقصرون قلت يا جبريل فيم
يسلم من سلم منهم قال بالكف والصبر ان أعطوا الذي لهم أخذوه وان منعوه تركوه * وأخرج عبد بن حميد وأبو
الشيخ عن قتادة قل انما اتبع ما يوحى إلى من ربى قال هذا القرآن هذا بصائر من ربكم أي بينات فاعقلوه وهدى
ورحمة لمن آمن به وعمل به ثم مات عليه * قوله تعالى (وإذا قرئ القرآن) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن أبي هريرة في قوله وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا قال
نزلت في رفع الأصوات وهم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن
عباس وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا يعنى في الصلاة المفروضة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ خلفه قوم فنزلت وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا * وأخرج سعيد بن
منصور وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ في الصلاة أجابه من
وراءه إذا قال بسم الله الرحمن قالوا مثل ما يقول حتى تنقضي فاتحة الكتاب والسورة فلبث ما شاء الله ان يلبث ثم
نزلت وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا الآية فقرأ وأنصتوا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي
155

في سننه عن مجاهد قال قرأ رجل من الأنصار خلف النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فأنزلت وإذا قرئ القرآن
فاستمعوا له وأنصتوا الآية * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن مغفل
انه سئل أكل من سمع القرآن يقرأ وجب عليه الاستماع والانصات قال لا قال انما نزلت هذه الآية وإذا قرئ
القرآن فاستمعوا له وأنصتوا في قراءة الإمام إذا قرأ الامام فاستمع له وأنصت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن مسعود انه صلى بأصحابه فسمع ناسا يقرؤن خلفه فلما انصرف قال أما آن لكم ان
تفهموا أما آن لكم ان تعقلوا وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا كما أمركم الله * وأخرج ابن أبي شيبة
والطبراني في الأوسط وابن مردويه عن أبي وائل عن ابن مسعود انه قال في القراءة خلف الإمام انصت للقرآن كما
أمرت فان في الصلاة شغلا وسيكفيك ذاك الامام * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي قال من قرأ خلف الامام فقد
أخطأ الفطرة * وأخرج ابن أبي شيبة عن زيد بن ثابت قال لا قراءة خلف الامام * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما جعل الامام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فانصتوا
* وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان له امام فقراءته له قراءة * وأخرج ابن أبي
شيبة عن إبراهيم قال أول ما أحدثوا القراءة خلف الإمام وكانوا لا يقرؤن * وأخرج ابن جرير عن الزهري
قال نزلت هذه الآية في فتى من الأنصار كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما قرأ شيئا قرأه فنزلت وإذا قرئ
القرآن فاستمعوا له وانصتوا * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن أبي العالية ان النبي صلى الله عليه وسلم كان
إذا صلى بأصحابه فقرأ قرأ أصحابه خلفه فنزلت هذه الآية وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا فسكت القوم
وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عمر قال كانت بنو إسرائيل إذا قرأت أئمتهم جاوبوهم
فكره الله ذلك لهذه الأمة قال وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن إبراهيم
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ورجل يقرأ فنزلت وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا * وأخرج عبد بن
حميد وأبو الشيخ عن طلحة بن مصرف في قوله وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا قال ليس هؤلاء بالأئمة الذين
أمرنا بالانصات لهم * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه
والبيهقي في سننه من طريق أبي هريرة قال كانوا يتكلمون في الصلاة فنزلت وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له
وأنصتوا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود انه سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى فلم
يرد عليه وكان الرجل قبل ذلك يتكلم في صلاته ويأمر بحاجته فلما فرغ رد عليه وقال إن الله يفعل ما يشاء وانها
نزلت وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال كنا يسلم بعضنا
على بعض في الصلاة فجاء القرآن وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في
سننه عن عبد الله بن مغفل قال كان الناس يتكلمون في الصلاة فأنزل الله هذه الآية وإذا قرئ القرآن فاستمعوا
له وأنصتوا لعلكم ترحمون فنهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلام في الصلاة * وأخرج عبد الرزاق في المصنف
عن عطاء قال بلغني ان المسلمين كانوا يتكلمون في الصلاة كما يتكلم اليهود والنصارى حتى نزلت وإذا قرئ
القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة قال كانوا
يتكلمون في الصلاة أول ما أمروا بها كان الرجل يجئ وهم في الصلاة فيقول لصاحبه كم صليتم فيقول كذا
وكذا فأنزل الله هذه الآية وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا فأمروا بالاستماع والانصات علم أن الانصات هو
أحرى ان يستمع العبد ويعيه ويحفظه علم أن لن يفقهوا حتى ينصتوا والانصات باللسان والاستماع بالأذنين
* وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال كانوا يتكلمون في الصلاة فأنزل الله وإذا قرئ القرآن الآية * وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له قال
نزلت في صلاة الجمعة وفى صلاة العيدين وفيما جهر به من القراءة في الصلاة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
ابن عباس قال المؤمن في سعة من الاستماع إليه الا في صلاة الجمعة وفى صلاة العيدين وفيما جهر به من القراءة في
الصلاة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا قال نزلت في رفع
156

الأصوات خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة وفى الخطبة لأنها صلاة وقال من تكلم يوم الجمعة والامام
يخطب فلا صلاة له * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن مجاهد في هذه الآية وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا قال هذا في الصلاة والخطبة يوم الجمعة
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال وجب الانصات في اثنتين في الصلاة والإمام يقرأ
ويوم الجمعة والامام يخطب * وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج قال قلت لعطاء ما أوجب الانصات يوم الجمعة
قال قوله وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا قال ذاك زعموا في الصلاة وفى الجمعة قلت والانصات يوم الجمعة
كالإنصات في القراءة سواء قال نعم * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن في قوله وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له
وأنصتوا قال عند الصلاة المكتوبة وعند الذكر * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبي قال كانوا يرفعون
أصواتهم في الصلاة حين يسمعون ذكر الجنة والنار فأنزل الله وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له الآية * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له الآية قال في الصلاة وحين ينزل الوحي
عن الله عز وجل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد انه كره إذا مر الامام بآية خوف
أو آية رحمة أن يقول أحد من خلفه شيئا قال السكوت * وأخرج أبو الشيخ عن عثمان بن زائدة انه كان إذا
قرئ عليه القرآن غطى وجهه بثوبه ويتأول من ذلك قول الله وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا فيكره ان
يشغل بصره وشيا من جوارحه بغير استماع * وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الايمان بسند حسن عن أبي
هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة ومن تلاها
كانت نورا يوم القيامة * قوله تعالى (واذكر ربك في نفسك) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال أمره الله أن يذكره ونهاه عن الغفلة أما بالغدو فصلاة
الصبح والآصال بالعشي * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر قال الآصال ما بين الظهر والعصر * وأخرج
ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا قال هذا إذا أقام الامام الصلاة
فاستمعوا له وأنصتوا واذكر ربك أيها المنصت في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول قال لا تجهر
بذاك بالغدو والآصال بالبكر والعشي ولا تكن من الغافلين * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عبيد بن
عمير في قوله واذكر ربك في نفسك قال يقول الله إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي وإذا ذكرني
عبدي وحد ذكرته وحدي وإذا ذكرني في ملا ذكرته في ملا أحسن منهم وأكرم * وأخرج ابن جرير وأبو
الشيخ عن مجاهد بالغدو قال آخر الفجر صلاة الصبح والآصال آخر العشى صلاة العصر وكل ذلك لها وقت أول
الفجر وآخره وذلك مثل قوله في سورة آل عمران بالعشي والابكار ميل الشمس إلى أن تغيب والابكار أول الفجر
* وأخرج عبد بن حميد عن معرف بن واصل قال سمعت أبا وائل يقول لغلامه عند مغيب الشمس آصلنا * قوله
تعالى (ولا تكن من الغافلين) * أخرج البزار والطبراني عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل عن الفارين * وأخرج ابن أبي حاتم عن بكير بن الأخنس قال ما أتى يوم الجمعة
على أحد وهو لا يعلم أنه يوم جمعة الا كتب من الغافلين * وأخرج الطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن
ابن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الغفلة في ثلاث عن ذكر الله ومن حين يصلى الصبح إلى طلوع
الشمس وان يغفل الرجل عن نفسه في الدين حتى يركبه * قوله تعالى (ان الذين عند ربك) الآية
* أخرج ابن أبي شيبة من طريق أبى العريان المجاشعي عن ابن عباس انه ذكر سجود القرآن فقال الأعراف
والرعد والنحل وبنو إسرائيل ومريم والحج سجدة واحدة والنمل والفرقان والم تنزيل وحم تنزيل وص وليس
في المفصل سجود * وأخرج أبو الشيخ عن عطاء قال عد علي بن العباس عشر سجدات في القرآن الأعراف
والرعد والنحل وبنى إسرائيل ومريم والحج الأولى منها والفرقان والنمل وتنزيل السجدة وحم السجدة * وأخرج
ابن ماجة والبيهقي في سننه عن أبي الدرداء قال سجدت مع النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة ليس فيها
من المفصل شئ الأعراف والرعد والنحل وبنى إسرائيل ومريم والحج سجدة والفرقان وسليمان سورة النمل
157

والسجدة وص وسجدة الحواميم * وأخرج أبو داود وابن ماجة والدار قطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في
سننه عن عمرو بن العاصي ان النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن منها ثلاث في المفصل
وفى سورة الحج سجدتين * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والبيهقي عن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقرأ علينا القرآن فيقرأ السورة فيها السجدة فيسجد ونسجد معه حتى لا يجد أحدنا مكانا لوضع جبهته
* وأخرج مسلم وابن ماجة والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ ابن آدم السجدة
فسجد اعتزل الشيطان يبكى يقول يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار
* وأخرج البيهقي عن ابن سيرين قال سئلت عائشة عن سجود القرآن فقالت حق لله يؤديه أو تطوع تطوعه
وما من مسلم سجد لله سجدة الا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة أو جمعهما له كلتيهما * وأخرج البيهقي
عن مسلم بن يسار قال إذا قرأ الرجل السجدة فلا يسجد حتى يأتي على الآية كلها فإذا أتى عليه رفع يديه وكبر وسجد
* وأخرج أبو داود والبيهقي عن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا القرآن فإذا مر بالسجدة
كبر وسجد وسجدنا معه * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف واحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي والدار قطني
والبيهقي عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل يقول في السجدة
مرارا سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته فتبارك الله أحسن الخالقين * وأخرج ابن أبي
شيبة عن قيس بن السكن قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه
وبصره قال وبلغني ان داود عليه السلام كان يقول سجد وجهي متعفرا في التراب لخالقي وحق له ثم قال سبحان
الله ما أشبه كلام الأنبياء بعضهم ببعض * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضى الله تعالى عنه انه كان يقول
في سجوده اللهم لك سجد سوادي وبك آمن فؤادي اللهم ارزقني علما ينفعني وعلما يرفعني * وأخرج ابن أبي شيبة
عن قتادة انه كان يقول إذا قرأ السجدة سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا سبحان الله وبحمده ثلاثا * وأخرج
البيهقي عن ابن عمر قال لا يسجد الرجل الا وهو طاهر * وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال كانوا يكرهون إذا
أتوا على السجدة ان يجاوزوها حتى يسجدوا * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم لم يكن يدع قراءة آخر سورة الأعراف في كل جمعة على المنبر
* (سورة الأنفال) *
* أخرج النحاس في ناسخه وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عباس قال نزلت سورة الأنفال بالمدينة
* وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال نزلت بالمدينة سورة الأنفال * وأخرج ابن مردويه عن زيد
ابن ثابت قال نزلت الأنفال بالمدينة * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه
عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس سورة الأنفال قال نزلت في بدر في لفظ تلك سورة بدر * قوله تعالى
(يسئلونك عن الأنفال) * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال لما كان
يوم بدر قتل أخي عمير وقتلت سعيد بن العاصي وأخذت سيفه وكان يسمى ذا الكتيعة فاتيت به النبي صلى الله عليه
وسلم فقال اذهب فاطرحه في القبض فرجعت وبي ما لا يعلمه الا الله من قتل أخي وأخذ سلبي فما جاوزت الا يسيرا حتى
نزلت سورة الأنفال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب فخذ سيفك * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي
وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن سعد
قال قلت يا رسول الله قد شفاني الله اليوم من المشركين فهب لي هذا السيف قال إن هذا السيف لا لك ولا لي ضعه
فوضعته ثم رجعت قلت عسى يعطى هذا السيف اليوم من لا يبلى بلائي إذا رجل يدعوني من ورائي قلت قد أنزل في
شئ قال كنت سألتني هذا السيف وليس هو لي وإني قد وهب لي فهو لك وأنزل الله هذه الآية يسئلونك عن الأنفال
قل الأنفال لله والرسول * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال نزلت في أربع آيات بر
الوالدين والنفل والثلث وتحريم الخمر * وأخرج الطيالسي والبخاري في الأدب المفرد ومسلم والنحاس في ناسخه وابن
مردويه والبيهقي في الشعب عن سعد بن أبي وقاص قال نزلت في أربع آيات من كتاب الله كانت أمي حلفت ان لا تأكل
158

ولا تشرب حتى أفارق محمدا صلى الله عليه وسلم فأنزل الله وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما
وصاحبهما في الدنيا معروفا والثانية انى كنت أخذت سيفا أعجبني فقلت يا رسول الله هب لي هذا فنزلت يسئلونك
عن الأنفال والثالثة انى مرضت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله انى أريد أن أقسم مالي
أفأوصي بالنصف قال لا فقلت الثلث فسكت فكان الثلث بعده جائزا والرابعة انى شربت الخمر مع قوم من الأنصار
فضرب رجل منهم أنقى بلحيي جمل فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تحريم الخمر * وأخرج عبد بن حميد
والنحاس وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعد قال أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غنيمة عظيمة فإذا فيها سيف
فأخذته فاتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت نفلني هذا السيف فانا من علمت فقال رده من حيث أخذته
فرجعت به حتى إذا أردت ان ألقيه في القبض لامتني نفسي فرجعت إليه فقلت اعطنيه فشد لي صوته وقال رده
من حيث أخذته فأنزل الله يسئلونك عن الأنفال * وأخرج ابن مردويه عن سعد قال نفلني النبي صلى الله عليه
وسلم يوم بدر سيفا ونزل في النفل * وأخرج الطيالسي وأبو نعيم في المعرفة من طريق مصعب بن سعد عن سعد قال
أصبت سيفا يوم بدر فاتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله نفلنيه فقال ضعه من حيث أخذته فنزلت
يسئلونك عن الأنفال وهي قراءة عبد الله هكذا الأنفال * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ
وابن مردويه والحاكم والبيهقي في سننه عن أبي امامة قال سالت عبادة بن الصامت عن الأنفال فقال فينا أصحاب
بدر نزلت حين اختلفنا في النفل فساءت فيه أخلاقنا فانتزعه الله من أيدينا وجعله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين عن براء يقول عن سواء * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد
وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي وابن مردويه عن عبادة بن الصامت
قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدت معه بدرا فالتقى الناس فهزم الله العدو فانطلقت طائفة في
آثارهم منهزمون يقتلون واكبت طائفة على العسكر يحوزونه ويجمعونه وأحدقت طائفة برسول الله صلى
الله عليه وسلم لا يصيب العدو منه غرة حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذين جمعوا الغنائم
نحن حويناها وجمعناها فليس لأحد فيها نصب وقال الذين خرجوا في طلب العدو لستم بأحق بها منا نحن نفينا
عنها العدو وهزمناهم وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم لستم بأحق بها منها نحن أحدقنا
برسول الله صلى الله عليه وسلم وخفنا ان يصيب العدو منه غرة واشتغلنا به فنزلت يسئلونك عن الأنفال قل
الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أغار في أرض العدو نفل الربع وإذا أقبل راجعا وكل الناس نفل الثلث
وكان يكره الأنفال ويقول ليرد قوى المسلمين على ضعيفهم * وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده وأبو الشيخ وابن
مردويه عن أبي أيوب الأنصاري قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فنصرها الله وفتح عليها فكان من
أتاه بشئ نفله من الخمس فرجع رجال كانوا يستقدمون ويقتلون ويأسرون ويقتلون وتركوا الغنائم خلفهم
فلم ينالوا من الغنائم شيئا فقالوا يا رسول الله ما بال رجال منا يستقدمون ويأسرون وتخلف رجال لم يصلوا بالقتال
فنفلتهم من الغنيمة فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل يسئلونك عن الأنفال الآية فدعاهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال ردوا ما أخذتم واقتسموه بالعدل والسوية فان الله يأمركم بذلك قالوا قد احتسبنا وأكلنا
قال احتسبوا ذاك * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان الناس سألوا النبي
صلى الله عليه وسلم الغنائم يوم بدر فنزلت يسئلونك عن الأنفال * وأخرج ابن مردويه عن أبيه عن جده قال
لم ينفل النبي صلى الله عليه وسلم بعد إذ أنزلت عليه يسئلونك عن الأنفال الا من الخمس فإنه نفل يوم خيبر من الخمس
* واخرج ابن مردويه عن حبيب بن مسلمة الفهري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفل الثلث بعد الخمس
* وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن حبان وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم
وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال لما كان يوم بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا فله
كذا وكذا ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا فاما المشيخة فثبتوا تحت الرايات وأما الشبان فتسارعوا إلى القتل
159

والغنائم فقالت المشيخة للشبان أشركونا معكم فانا كنا لكم رد أولو كان منكم شئ للجأتم إلينا فاختصموا إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فقسم الغنائم بينهم بالسوية
* وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس قال لما كان يوم بدر قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا فله كذا ومن جاء بأسير فله كذا فجاء أبو اليسر بن عمرو الأنصاري بأسيرين
فقال يا رسول الله انك قد وعدتنا فقام سعد بن عبادة فقال يا رسول الله انك ان أعطيت هؤلاء لم يبق لأصحابك شئ
وانه لم يمنعنا من هذا زهادة في الاجر ولا جبن عن العدو وانما قمنا هذا المقام محافظة عليك ان يأتوك من ورائك
فتشاجروا فنزل القرآن يسئلونك عن الأنفال وكان أصحاب عبد الله يقرؤنها يسألونك عن الأنفال قل الأنفال
لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فيما تشاجرتم به فسلموا الغنيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل
القرآن واعلموا انما غنمتم من شئ فأن لله خمسه إلى آخر الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية فمكث ضعفاء الناس في العسكر فأصاب أهل السرية غنائم فقسمها رسول الله
صلى الله عليه وسلم بينهم كلهم فقال أهل السرية يقاسمنا هؤلاء الضعفاء وكانوا في العسكر لم يشخصوا معنا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل تنصرون الا بضعفائكم فأنزل الله يسئلونك عن الأنفال * وأخرج ابن
مردويه عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم لما انصرف من بدر وقدم المدينة أنزل الله عليه سورة الأنفال
فعاتبه في احلال غنيمة بدر وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمها بين أصحابه لما كان بهم من الحاجة
إليها واختلافهم في النفل يقول الله يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات
بينكم وأطيعوا الله ورسوله ان كنتم مؤمنين فردها الله على رسوله فقسمها بينهم على السواء فكان في ذلك
تقوى الله وطاعته وطاعة رسوله وصلاح ذات البين * وأخرج ابن جرير عن مجاهد انهم سألوا النبي صلى الله عليه
وسلم عن الخمس بعد الأربعة الأخماس فنزلت يسئلونك عن الأنفال * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة يسئلونك
عن الأنفال قال كان هذا يوم بدر * وأخرج النحاس في ناسخه عن سعيد بن جبير ان سعدا ورجلا من الأنصار
خرجا يتنفلان فوجدا سيفا ملقى فخرا عليه جميعا فقال سعد هو لي وقال الأنصاري هو لي قال لا أسلمه حتى آتي
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتياه فقصا عليه القصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لك يا سعد ولا
للأنصاري ولكنه لي فنزلت يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم
وأطيعوا الله ورسوله يقول سلما السيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نسخت هذه الآية فقال واعلموا
انما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل * وأخرج مالك وابن أبي
شيبة والبخاري ومسلم والنحاس في ناسخه عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية قبل نجد
فغنموا إبلا كثيرا فصارت سهمانهم اثنى عشر بعيرا ونفلوا بعيرا بعيرا * وأخرج ابن عساكر من طريق مكحول
عن الحجاج بن سهيل النصري وقيل إن له صحبة قال لما كان يوم بدر قاتلت طائفة من المسلمين وثبتت طائفة عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت الطائفة التي قاتلت بالأسلاب وأشياء أصابوها فقسمت الغنيمة بينهم ولم
يقسم للطائفة التي لم تقاتل فقالت الطائفة التي لم تقاتل اقسموا لنا فأبت وكان بينهم في ذلك كلام فأنزل الله
يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فكان صلاح ذات بينهم ان ردوا
الذي كانوا أعطوا ما كانوا أخذوا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه
عن ابن عباس في قوله يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول قال الأنفال المغانم كانت لرسول الله صلى الله
عليه وسلم خالصة ليس لأحد منها شئ ما أصاب سرايا المسلمين من شئ أتوه به فمن حبس منه إبرة أو سلكا فهو غلول
فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم منها شيئا فأنزل الله يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لي جعلتها
لرسولي ليس لكم منه شئ فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم إلى قوله ان كنتم مؤمنين ثم أنزل الله واعلموا انما غنمتم
من شئ الآية ثم قسم ذلك الخمس لرسول الله ولذي القربى واليتامى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وجعل
أربعة أخماس الناس فيه سواء للفرس سهمان ولصاحبه سهم وللراجل سهم * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر
160

عن ابن عباس في قوله يسئلونك عن الأنفال قال هي الغنائم ثم نسخها واعلموا انما غنمتم من شئ الآية * وأخرج
مالك وابن أبي شيبة وأبو عبيد وعبد بن حميد وابن جرير والنحاس وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن
مردويه عن القاسم بن محمد قال سمعت رجلا يسال ابن عباس عن الأنفال فقال الفرس من النفل والسلب من
النفل فأعاد المسألة فقال ابن عباس ذلك أيضا ثم قال الرجل الأنفال التي قال الله في كتابه ما هي فلم يزل يسأله حتى
كاد يحرجه فقال ابن عباس هذا مثل صبيغ الذي ضربه عمر وفى لفظ فقال ما أحوجك إلى من يضربك
كما فعل عمر بصبيغ لعراقي وكان عمر ضربه حتى سالت الدماء على عقبيه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
المنذر عن ابن عباس قال الأنفال المغانم أمروا ان يصلحوا ذات بينهم فيها فيرد القوى على الضعيف * واخرج
عبد بن حميد والنحاس وابن المنذر وابن جرير وأبو الشيخ عن عطاء في قوله يسئلونك عن الأنفال هو ما شذ من
المشركين إلى المسلمين بغير قتال من عبد أو دابة أو متاع فذلك للنبي صلى الله عليه وسلم يصنع به ما شاء * وأخرج ابن أبي
شيبة وأبو الشيخ عن محمد بن عمرو قال أرسلنا إلى سعيد بن المسيب نسأله عن الأنفال فقال تسألوني عن الأنفال
وانه لا نفل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن المسيب ان النبي
صلى الله عليه وسلم لم يكن ينفل الا من الخمس * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن المسيب
قال ما كانوا ينفلون الا من الخمس * وأخرج عبد الرزاق عن ابن المسيب قال لا نفل في غنائم المسلمين الا في خمس
الخمس * وأخرج عبد الرزاق عن أنس ان أميرا من الامراء أراد ان ينفله قبل ان يخمسه فأبى أنس ان يقبله
حتى يخمسه * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال هي في قراءة ابن مسعود يسئلونك الأنفال * وأخرج
ابن مردويه من طريق شقيق عن ابن مسعود انه قرأ يسئلونك عن الأنفال * وأخرج أبو الشيخ عن السدى
يسئلونك عن الأنفال قال الفئ ما أصيب من أموال المشركين مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فهو للنبي صلى الله
عليه وسلم خاصة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله يسئلونك عن الأنفال قال
ما أصابت السرايا * وأخرج ابن أبي شيبة والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ عن مجاهد وعكرمة قالا كانت الأنفال
لله والرسول حتى نسخها آية الخمس واعلموا أنما غنمتم من شئ الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن
الأعمش قال كان أصحاب عبد الله يقرؤنها يسئلونك الأنفال * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب المفرد
وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم قال هذا تحريج
من الله على المؤمنين ان يتقوا الله وان يصلحوا ذات بينهم حيث اختلفوا في الأنفال * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن السدى في قوله واصلحوا ذات بينكم قال لا تستبوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مكحول قال كان صلاح
ذات بينهم ان ردت الغنائم فقسمت بين من ثبت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين من قاتل وغنم * وأخرج
ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله وأطيعوا الله ورسوله قال طاعة الرسول اتباع الكتاب والسنة * وأخرج أبو يعلى
وأبو الشيخ والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن أنس قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ رأيناه ضحك
حتى بدت ثناياه فقال عمر ما أضحكك يا رسول الله قال رجلان جثيا من أمتي بين يدي رب العزة فقال أحدهما
يا رب خذ لي مظلمتي من أخي قال الله اعط أخاك مظلمته قال يا رب لم يبق من حسناتي شئ قال يا رب يحمل عنى
من أوزاري وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء ثم قال إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس إلى أن
يتحمل عنهم من أوزارهم فقال الله للطالب ارفع بصرك فانظر في الجنان فرفع رأسه فقال يا رب أرى مدائن من
فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا لأي صديق هذا لأي شهيد هذا قال هذا لمن أعطى الثمن
قال يا رب ومن يملك ثمنه قال أنت قال بماذا قال بعفوك عن أخيك قال يا رب قد عفوت عنه قال خذ بيد أخيك
فادخله الجنة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فان الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أم هانئ أخت علي بن أبي طالب قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم أخبرك ان الله
تبارك وتعالى وتقدس يجمع الأولين والآخرين يوم القيامة في صعيد واحد فمن يدرى أي الطرفين فقالت الله
ورسوله أعلم ثم ينادى مناد من تحت العرش يا أهل التوحيد فيشرئبون ثم ينادى يا أهل التوحيد ثم ينادى
161

الثالثة ان الله قد عفا عنكم فيقوم الناس قد تعلق بعضهم ببعض في ظلامات الدنيا ثم ينادى يا أهل التوحيد
يعفو بعضكم عن بعض وعلى الله الثواب * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا كان يوم القيامة نادى مناد يا أهل التوحيد ان الله قد عفا عنكم فليعف بعضكم عن بعض وعلى الثواب * قوله
تعالى (انما المؤمنون) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم
قال فرقت قلوبهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله انما المؤمنون الذين إذا ذكر الله
وجلت قلوبهم قال المنافقون لا يدخل قلوبهم شئ من ذكر الله عند أداء فرائضه ولا يؤمنون بشئ من آيات الله
ولا يتوكلون على الله ولا يصلون إذا غابوا ولا يؤدون زكاة أموالهم فأخبر الله انهم ليسوا بمؤمنين ثم وصف المؤمنين
فقال انما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم فأدوا فرائضه * وأخرج الحكيم الترمذي وابن جرير
وأبو الشيخ من طريق شهر بن حوشب عن أبي الدرداء قال انما الوجل في القلب كاحتراق السعفة يا شهر أما تجد
قشعريرة قلت بلى قال فادع عندها فان الدعاء يستجاب عند ذلك * وأخرج الحكيم الترمذي عن عائشة قالت
ما الوجل في قلب المؤمن الا كضرمة السعفة فإذا وجد أحدكم فليدع عند ذلك * واخرج الحكيم الترمذي عن
ثابت البناني قال قال فلان انى لأعلم متى يستجاب لي قالوا ومن أين يعلم ذاك قال إذا اقشعر جلدي ووجل قلبي وفاضت
عيناي فذاك حين يستجاب لي * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن السدى في قوله انما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم قال هو الرجل
يريد ان يظلم أو يهم بمعصية فيقال له اتق الله فيجل قلبه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في
قوله زادتهم ايمانا قال تصديقا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن انس في قوله زادتهم
ايمانا قال زادتهم خشية * واخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله زادتهم ايمانا قال الايمان يزيد
وينقص وهو قول وعمل * وأخرج أبو الشيخ عن سفيان بن عيينة قال نطق القرآن بزيادة الايمان ونقصانه قوله
زادتهم ايمانا فهذه زيادة الايمان وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه * وأخرج الحكيم الترمذي عن عمر بن
الخطاب قال لو وزن ايمان أبى بكر بايمان أهل الأرض لرجح ايمان أبى بكر * قوله تعالى (وعلى ربهم يتوكلون)
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وعلى ربهم يتوكلون يقول لا يرجون غيره * واخرج
ابن أبي شيبة واحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن سعيد بن جبير قال التوكل
على الله جماع الايمان * وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال التوكل جماع الايمان * وأخرج ابن أبي حاتم من وجه
آخر عن سعيد بن جبير قال التوكل على الله نصف الايمان * قوله تعالى (الذين يقيمون الصلاة) الآية * أخرج
أبو الشيخ عن حسان بن عطية قال إن الايمان في كتاب الله صار إلى العمل فقال انما المؤمنون الذين إذا ذكر الله
وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون ثم صيرهم إلى العمل فقال الذين يقيمون
الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا * قوله تعالى (أولئك هم المؤمنون حقا) * أخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أولئك هم المؤمنون حقا قال برئوا من الكفر * وأخرج أبو الشيخ عن
ابن عباس أولئك هم المؤمنون حقا قال خالصا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله
أولئك هم المؤمنون حقا قال استحقوا الايمان بحق فأحقه الله لهم * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق يحيى بن
الضريس عن أبي سنان قال سئل عمرو بن مرة عن قوله أولئك هم المؤمنون حقا قال انما نزل القرآن بلسان
العرب كقولك فلان سيد حقا وفى القوم سادة وفلان شاعر حقا وفى القوم شعراء * وأخرج أبو الشيخ عن أبي روق
في قوله أولئك هم المؤمنون حقا قال كان قوم يسرون الكفر ويظهرون الايمان وقوم يسرون الايمان
ويظهرونه فأراد الله ان يميز بين هؤلاء وهؤلاء فقال انما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم حتى
انتهى إلى قوله أولئك هم المؤمنون حقا الذين يسرون الايمان ويظهرونه لا هؤلاء الذين يسرون الكفر
ويظهرون الايمان * وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن مرة في قوله أولئك هم المؤمنون حقا قال فضل بعضهم على
بعض وكل مؤمنون * وأخرج الطبراني عن الحارث بن مالك الأنصاري انه مر برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
162

له كيف أصبحت يا حارث قال أصبحت مؤمنا حقا قال انظر ما تقول فان لكل شئ حقيقة فما حقيقة إيمانك
فقال عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلى وأظمأت نهاري وكأني انظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها وكأني
انظر إلى أهل النار يتضاغون فيها قال يا حارث عرفت فالزم ثلاثا * قوله تعالى (لهم درجات) الآية * أخرج
ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله لهم درجات يعنى فضائل ورحمة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله لهم درجات عند ربهم قال أعمال رفيعة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم
عن الضحاك في قوله لهم درجات قال أهل الجنة بعضهم فوق بعض فيرى الذي هو فوق فضله على الذي هو أسفل
منه ولا يرى الذي هو أسفل انه فضل عليه أحد * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله ومغفرة
قال بترك الذنوب ورزق كريم قال الأعمال الصالحة * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال إذا
سمعت الله يقول ورزق كريم فهي الجنة * قوله تعالى (كما أخرجك ربك) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي أيوب الأنصاري قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن
بالمدينة وبلغه ان عير أبى سفيان قد أقبلت فقال ما ترون فيها لعل الله يغنمناها ويسلمنا فخرجنا فلما سرنا يوما
أو يومين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نتعاد ففعلنا فإذا نحن ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا فأخبرنا النبي صلى
الله عليه وسلم بعدتنا فسر بذلك وحمد الله وقال عدة أصحاب طالوت فقال ما ترون في القوم فإنهم قد أخبروا بمخرجكم
فقلنا يا رسول الله لا والله مالنا طاقة بقتال القوم انما خرجنا للعير ثم قال ما ترون في قتال القوم فقلنا مثل ذلك فقال
المقداد لا تقولوا كما قال أصحاب موسى لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون فأنزل الله كما أخرجك ربك
من بيتك بالحق وان فريقا من المؤمنين لكارهون إلى قوله وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين انها لكم فلما وعدنا
الله إحدى الطائفتين اما القوم واما العير طابت أنفسنا ثم انا اجتمعنا مع القوم فصففنا فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم اللهم إني أنشدك وعدك فقال ابن رواحة يا رسول الله انى أريد ان أشير عليك ورسول الله أفضل من أن
نشير عليه ان الله أجل وأعظم من أن تنشده وعده فقال يا ابن رواحة لأنشدن الله وعده فان الله لا يخلف الميعاد
فاخذ قبضة من التراب فرمى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوه القوم فانهزموا فأنزل الله وما رميت إذ
رميت ولكن الله رمى فقتلنا وأسرنا فقال عمر يا رسول الله ما أرى ان تكون لك أسرى فإنما نحن داعون مؤلفون
فقلنا معشر الأنصار انما يحمل عمر على ما قال حسد لنا فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ ثم قال
ادعوا لي عمر فدعى له فقال له ان الله قد أنزل على ما كان لنبي ان تكون له أسرى الآية * وأخرج ابن أبي شيبة
في المصنف وابن مردويه عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي عن أبيه عن جده قال خرج رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى بدر حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال كيف ترون فقال أبو بكر يا رسول الله بلغنا انهم
كذا وكذا ثم خطب الناس فقال كيف ترون فقال عمر مثل قول أبى بكر ثم خطب الناس فقال كيف ترون
فقال سعد بن معاذ يا رسول الله إيانا تريد فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط ولا لي بها علم ولئن
سرت حتى تأتى برك الغماد من ذي يمن لنسيرن معك ولا نكونن كالذين قالوا لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا انا
ههنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكم متبعون ولعلك ان تكون خرجت لأمر وأحدث الله
إليك غيره فانظر الذي أحدث الله إليك فامض له فصل حبال من شئت واقطع حبال من شئت وعاد من شئت وسالم
من شئت وخذ من أموالنا ما شئت فنزل القرآن على قول سعد كما أخرجك ربك من بيتك بالحق إلى قوله ويقطع
دابر الكافرين وانما رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غنيمة مع أبي سفيان فأحدث الله إليه القتال * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله كما أخرجك
ربك من بيتك بالحق قال كذلك أخرجك ربك إلى قوله يجادلونك في الحق قال القتال * وأخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن السدى في قوله كما أخرجك ربك من بيتك بالحق قال خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر وان
فريقا من المؤمنين لكارهون قال لطلب المشركين يجادلونك في الحق بعد ما تبين انك لا تصنع الا ما أمرك الله به
كأنما يساقون إلى الموت حين قيل هم (كذا) مشركون * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال لما شاور النبي صلى الله
163

عليه وسلم في لقاء لعدو وقال له سعد بن عبادة ما قال وذلك يوم بدر أمر الناس فتعبوا للقتال وأمرهم بالشوكة
فكره ذلك أهل الايمان فأنزل الله كما أخرجك ربك من بيتك بالحق إلى قوله وهم ينظرون أي كراهية للقاء
المشركين * وأخرج البزار وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن عبد الرحمن بن عوف قال نزل
الاسلام بالكره والشدة فوجدنا خير الخير في الكره خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فأسكننا سبخة
بين ظهراني حرة فجعل الله لنا في ذلك العلا والظفر وخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر على الحال
التي ذكر الله وان فريقا من المؤمنين لكارهون إلى قوله وهم ينظرون فجعل الله لنا في ذلك العلا والظفر
فوجدنا خير الخير في الكره * وأخرج ابن جرير عن الزبيري قال كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم يفسر كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العير * قوله تعالى
(وإذ يعدكم الله) الآيتين * أخرج البيهقي في الدلائل عن ابن شهاب وموسى بن عقبة قالا مكث رسول الله صلى
الله عليه وسلم بعد قتل ابن الحضرمي شهرين ثم أقبل أبو سفيان بن حرب في عير لقريش من الشام ومعها سبعون
راكبا من بطون قريش كلها وفيهم مخرمة بن نوفل وعمرو بن العاص وكانوا تجارا بالشام ومعهم خزائن أهل
مكة ويقال كانت عيرهم ألف بعير ولم يكن لأحد من قريش أوقية فما فوقها الا بعث بها مع أبي سفيان الا
حويطب بن عبد العزى فلذلك كان تخلف عن بدر فلم يشهده فذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقد
كانت الحرب بينهم قبل ذاك وقتل ابن الحضرمي وأسر الرجلين عثمان والحكم فلما ذكرت عير أبى سفيان
لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عدى بن أبي الزغباء الأنصاري من بنى غنم وأصله
من جهينة وبسبس يعنى ابن عمرو إلى العير عينا له فسارا حتى أتيا حيا من جهينة قريبا من ساحل البحر فسألوهم
عن العير وعن تجار قريش فأخبروهما بخبر القوم فرجعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه فاستنفر
المسلمين للعير وذلك في رمضان وقدم أبو سفيان على الجهنيين وهو متخوف من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه فقال أحسوا من محمد فأخبروه خبر الراكبين عدى بن أبي الزغباء وبسبس وأشاروا له إلى مناخهما
فقال أبو سفيان خذوا من بعر بعيرهما ففته فوجد فيه النوى فقال هذه علائف أهل يثرب وهذه عيون محمد
وأصحابه فساروا سراعا خائفين للطلب وبعث أبو سفيان رجلا من بنى غفار يقال له ضمضم بن عمرو إلى قريش
ان انفروا فاحموا عيركم من محمد وأصحابه فإنه قد استنفر أصحابه ليعرضوا لنا وكانت عاتكة بنت عبد المطلب
ساكنة بمكة وهي عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مع أخيها العباس بن عبد المطلب فرأت رؤيا قبل بدر
وقبل قدوم ضمضم عليهم ففزعت منها فأرسلت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب من ليلتها فجاءها العباس
فقالت رأيت الليلة رؤيا قد أشفقت منها وخشيت على قومك منها الهلكة قال وماذا رأيت قالت لن أحدثك حتى
تعاهدني انك لا تذكرها فإنهم ان سمعوها آذونا وأسمعونا مالا نحب فلما عاهدها العباس فقالت رأيت راكبا أقبل
من أعلى مكة على راحلته يصيح بأعلى صوته يا آل غدر اخرجوا في ليلتين أو ثلاث فاقبل يصيح حتى دخل المسجد
على راحلته فصاح ثلاث صيحات ومال عليه رجال والنساء والصبيان وفزع له الناس أشد الفزع قالت ثم أراه مثل
على ظهر الكعبة على راحلته فصاح ثلاث صيحات فقال يا آل غدر ويا آل فجر اخرجوا في ليلتين أو ثلاث ثم أراه
مثل على ظهر أبى قبيس كذلك يقول يا آل غدر ويا آل فجر حتى أسمع من بين الأخشبين من أهل مكة ثم عمد إلى
صخرة فنزعها من أصلها ثم أرسلها على أهل مكة فأقبلت الصخرة لها حس شديد حتى إذا كانت عند أصل الجبل
ارفضت فلا أعلم بمكة دارا ولا بيتا الا وقد دخلتها فلقة من تلك الصخرة فقد خشيت على قومك ففزع العباس من
رؤياها ثم خرج من عندها فلقى الوليد بن عتبة بن ربيعة من آخر تلك الليلة وكان الوليد خليلا للعباس فقص عليه
رؤيا عاتكة وأمره ان لا يذكرها لأحد فذكرها الوليد لأبيه عتبة وذكرها عتبة لأخيه شيبة فارتفع الحديث حتى
بلغ أبا جهل بن هشام واستفاض في أهل مكة فلما أصبحوا غدا العباس يطوف بالبيت فوجد في المسجد أبا جهل
وعتبة وشيبة ابني ربيعة وأمية وأبى ابني خلف وزمعة بن الأسود وأبا البختري في نفر من قريش يتحدثون فلما
نظروا إلى العباس ناداه أبو الجهل يا أبا الفضل إذا قضيت طوافك فهلم إلينا فلما قضى طوافه جاء فجلس إليهم فقال
164

له أبو جهل ما رؤيا رأتها عاتكة فقال ما رأت من شئ فقال أبو جهل أما رضيتم يا بنى هاشم كذب الرجال حتى
جئتمونا بكذب النساء انا وإياكم كفرسي رهان فاستبقنا المجد منذ حين فلما تحاكت الركب قلتم منا نبي فما بقى
الا ان تقولوا منا نبية فما أعلم في قريش أهل بيت أكذب امرأة ولا رجل منكم وأذاه أشد الأذى وقال أبو جهل
زعمت عاتكة ان الراكب قال اخرجوا في ليلتين أو ثلاث فلو قد مضت هذه الثلاث تبينت قريش كذبكم وكتبت
سجلا انكم أكذب أهل بيت في العرب رجلا وامرأة أما رضيتم يا بنى قصي ان ذهبتم بالحجابة والندوة والسقاية
واللواء والوفادة حتى جئتمونا بنبي منكم فقال العباس هل أنت منته فان الكذب منك ومن أهل بيتك فقال من
حضرهما ما كنت يا أبا الفضل جهولا خرقا ولقى العباس من عاتكة فيما أفشى عليها من رؤياها أذى شديدا فلما
كان مساء الليلة التي رأت عاتكة فيها الرؤيا جاءهم الراكب الذي بعث أبو سفيان وهو ضمضم بن عمرو الغفاري
فصاح وقال يا آل غالب بن فهر انفروا فقد خرج محمد وأهل يثرب يعترضون لأبي سفيان فاحرزوا عيركم ففزعت
قريش أشد الفزع وأشفقوا من رؤيا عاتكة وقال عباس هذا زعمتم كذا وكذب عاتكة فنفروا على كل صعب
وذلول وقال أبو جهل أيظن محمد ان يصيب مثل ما أصاب بنخلة سيعلم أنمنع عيرنا أم لا فخرجوا بخمسين وتسعمائة
مقاتل وساقوا مائة فرس ولم يتركوا كارها للخروج يظنون أنه في قهر محمد وأصحابه ولا مسلما يعلمون اسلامه ولا
أحدا من بنى هاشم الا من لا يتهمون الا أشخصوه معهم فكان ممن أشخصوا العباس بن عبد المطلب ونوفل بن
الحارث وطالب بن أبي طالب وعقيل بن أبي طالب في آخرين فهنالك يقول طالب بن أبي طالب
اما يخرجن طالب * بمقنب من هذه المقانب
في نفر مقاتل يحارب * وليكن المسلوب غير السالب
* والراجع المغلوب غير الغالب *
فساروا حتى نزلوا الجحفة نزلوها عشاء يتزودون من الماء ومنهم رجل من بني المطلب بن عبد مناف يقال له جهيم
ابن الصلت بن مخرمة فوضع جهيم رأسه فأغفى ثم فزع فقال لأصحابه هل رأيتم الفارس الذي وقف على آنفا فقالوا
لا انك مجنون فقال قد وقف على فارس آنفا فقال قتل أبو جهل وعتبة وشيبة وزمعة وأبو البختري وأمية بن خلف
فعد أشرافا من كفار قريش فقال له أصحابه انما لعب بك الشيطان ورفع حديث جهيم إلى أبى جهل فقال قد
جئتم بكذب بني المطلب مع كذب بنى هاشم سيرون غدا من يقتل ثم ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم عير قريش
جاءت من الشام وفيها أبو سفيان بن حرب ومخرمة بن نوفل وعمرو بن العاصي وجماعة من قريش فخرج إليهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلك حين خرج إلى بدر على نقب بنى دينار ورجع حين رجع من ثنية الوداع فنفر
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نفر ومعه ثلثمائة وسبعة عشر رجلا وفى رواية ابن فليح ثلثمائة وثلاثة عشر
رجلا وأبطأ عنه كثير من أصحابه وتربصوا وكانت أول وقعة أعز الله فيها الاسلام فخرج في رمضان على رأس ثمانية
عشر شهرا من مقدمه المدينة ومعه المسلمون لا يريدون الا العير فسلك على نقب بنى دينار والمسلمون غير معدين
من الظهر انما خرجوا على النواضح يعتقب الرجل منهم على البعير الواحد وكان زميل رسول الله صلى الله عليه
وسلم علي بن أبي طالب ومرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة فهم معه ليس معهم الا بعير واحد فساروا حتى
إذا كانوا بعرق الظبية لقيهم راكب من قبل تهامة والمسلمون يسيرون فوافقه نفر من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فسألوه عن أبي سفيان فقال لا علم لي به فلما يئسوا من خبره فقالوا له سلم على النبي صلى الله عليه وسلم
فقال وفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا نعم قال أيكم هو فأشاروا له إليه فقال الاعرابي أنت رسول الله كما تقول
قال نعم قال إن كنت رسول الله كما تزعم فحدثني بما في بطن ناقتي هذه فغضب رجل من الأنصار من بنى عبد الأشهل
يقال له سلمة بن سلامة بن وقش فقال للأعرابي وقعت على ناقتك فحملت منك فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما قال سلمة حين سمعه أفحش فاعرض عنه ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلقاه خبر ولا يعلم بنفرة قريش
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشيروا علينا في أمرنا وسيرنا فقال أبو بكر يا رسول الله أنا اعلم الناس
بمسافة الأرض أخبرنا عدى بن أبي الزغباء ان العير كانت بوادي كذا وكذا فكانا وإياهم فرسا رهان إلى بدر
165

ثم قال أشيروا على فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله انها قريش وعزها والله ما ذلت منذ عزت ولا آمنت منذ
كفرت والله لتقاتلنك فتأهب لذلك أهبته واعدد له عدته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشيروا على فقال
المقداد بن عمرو انا لا نقول كما قال أصحاب موسى اذهب أنت وربك فقاتلا انها ههنا قاعدون ولكن اذهب
أنت وربك فقاتلا انا معكم متبعون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشيروا على فلما رأى سعد بن معاذ
كثرة استشارة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فيشيرون فيرجع إلى المشورة ظن سعد انه يستنطق الأنصار
شفقا ان لا يستحوذوا معه على ما يريد من أمره فقال سعد بن معاذ لعلك يا رسول الله تخشى ان لا تكون الأنصار
يريدون مواساتك ولا يرونها حقا عليهم الا بان يروا عدوا في بيوتهم وأولادهم ونسائهم وإني أقول عن
الأنصار وأجيب عنهم يا رسول الله فاظعن حيث شئت وخذ من أموالنا ما شئت ثم أعطنا ما شئت وما أخذته
منا أحب إلينا مما تركت وما ائتمرت من أمر فأمرنا بأمرك فيه تبع فوالله لو سرت حتى تبلغ البركة من
ذي يمن لسرنا معك فلما قال ذلك سعد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيروا على اسم الله فإني قد رأيت مصارع
القوم فعمد لبدر وخفض أبو سفيان فلصق بساحل البحر وكتب إلى قريش حين خالف مسير رسول الله صلى الله
عليه وسلم ورأى أن قد أحرز ما معه وأمرهم ان يرجعوا فإنما خرجتم لتحرزوا ركبكم فقد أحرز لكم فلقيهم
هذا الخبر بالجحفة فقال أبو جهل والله لا نرجع حتى نقدم بدرا فنقيم بها ونطعم من حضرنا من العرب فإنه لن يرانا
أحد فيقاتلنا فكره ذلك الأخنس بن شريق فأحب ان يرجعوا وأشار عليهم بالرجعة فأبوا وعصوا وأخذتهم
حمية الجاهلية فلما يئس الأخنس من رجوع قريش أكب على بنى زهرة فأطاعوه فرجعوا فلم يشهد أحد منهم
بدرا وأغبطوا برأي الأخنس وتبركوا به فلم يزل فيهم مطاعا حتى مات وأرادت بنو هاشم الرجوع فيمن رجع
فاشتد عليهم أبو جهل وقال والله لا تفارقنا هذه العصابة حتى نرجع وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل
أدنى شئ من بدر ثم بعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وبسبسا الأنصاري في عصابة من أصحابه فقال لهم
اندفعوا إلى هذه الظراب وهي في ناحية بدر فإني أرجو ان تجدوا الخبر عند القليب الذي يعلى الظراب فانطلقوا
متوشحي السيوف فوجدوا وارد قريش عند القليب الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوا غلامين
أحدهما لبني الحجاج بن الأسود والآخر لأبي العاصي يقال له أسلم وأفلت أصحابهما قبل قريش فاقبلوا بهما حتى
أتوا بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في معرشه دون الماء فجعلوا يسألون العبدين عن أبي سفيان وأصحابه
لا يرون الا انهما لهم فطفقا يحدثانهم عن قريش ومن خرج منهم وعن رؤسهم فيكذبونهما وهم أكره شئ للذي
يخبرانه وكانوا يطمعون بأبي سفيان وأصحابه ويكرهون قريشا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يصلى يسمع
ويرى الذي يصنعون بالعبدين فجعل العبدان إذا أذلقوهما بالضرب يقولان نعم هذا أبو سفيان ولركب كما قال
الله تعالى أسفل منكم قال الله إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم
لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضى الله أمرا كان مفعولا قال فطفقوا إذا قال العبدان هذه قريش قد جاءتكم
كذبوهما وإذا قالا هذا أبو سفيان تركوهما فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم صنيعهم بهما سلم من صلاته
وقال ماذا أخبراكم قالوا أخبرانا ان قريشا قد جاءت قال فإنهما قد صدقا والله انكم لتضربونهما إذا صدقا
وتتركونهما إذا كذبا خرجت قريش لتحرز ركبها وخافوكم عليهم ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم العبدين
فسألهما فأخبراه بقريش وقالا لا علم لنا بأبي سفيان فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم كم القوم قالا لا ندري
والله هم كثير فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أطعمهم أمس فسميا رجلا من القوم قال كم نحر
لهم قالا عشر جزائر قال فمن أطعمهم أول أمس فسميا رجلا آخر من القوم قال كم نحر لهم قالا تسعا فزعموا أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القوم ما بين التسعمائة والألف يعتبر ذلك بتسع جزائر ينحرونها يوما وعشر
ينحرونها يوما فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أشيروا على في المسير فقام الحباب بن المنذر أحد بنى سلمة فقال
يا رسول الله أنا عالم بها وبقلبها ان رأيت أن تسير إلى قليب منها قد عرفتها كثيرة الماء عذبة فتنزل إليها ويسبق
القوم إليها ونغور ما سواها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيروا فان الله قد وعدكم أحد الطائفتين انها
166

لكم فوقع في قلوب ناس كثير الخوف وكان فيهم شئ من تخاذل من تخويف الشيطان فسار رسول الله صلى الله
عليه وسلم والمسلمون مسابقين إلى الماء وسار المشركون سراعا يريدون الماء فأنزل الله عليهم في تلك الليلة مطرا
واحدا فكان على المشركين بلاء شديدا منعهم ان يسيروا وكان على المسلمين ديمة خفيفة لبدلهم المسير والمنزل
وكانت بطحاء فسبق المسلمون إلى الماء فنزلوا عليه شطر الليل فاقتحم القوم في القليب فماحوها حتى
كثر ماؤها وصنعوا حوضا عظيما ثم غوروا ما سواه من المياه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه مصارعهم إن شاء الله
بالغداة وانزل الله إذ يغشاكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم
رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام ثم صف رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحياض فلما طلع
المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم هذه قريش قد جاءت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك
اللهم إني أسالك ما وعدتني ورسول الله صلى الله عليه وسلم ممسك بعضد أبى بكر يقول اللهم إني أسالك ما وعدتني
فقال أبو بكر أبشر فوالذي نفسي بيده لينجزن الله لك ما وعدك فاستنصر المسلمون الله واستعانوه فاستجاب الله
لنبيه وللمسلمين وأقبل المشركون ومعهم إبليس في صورة سراقة بن جعشم المدلجي يحدثهم ان بنى كنانة وراءهم
قد أقبلوا لنصرهم وانه لا غالب لكم اليوم من الناس وأني جار لكم لما أخبرهم من مسير بنى كنانة وأنزل الله
ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس هذه الآية والتي بعدها وقال رجال من المشركين لما
رأوا قلة من مع محمد صلى الله عليه وسلم غر هؤلاء دينهم فأنزل الله ومن يتوكل على الله فان الله عزيز حكيم وأقبل
المشركون حتى نزلوا وتعبوا للقتال والشيطان معهم لا يفارقهم فسعى حكيم بن حزام إلى عتبة بن ربيعة فقال له هل
لك ان تكون سيد قريش ما عشت قال عتبة فافعل ماذا قال تجير بين الناس وتحمل دم ابن الحضرمي وبما أصاب
محمد من تلك العير فإنهم لا يطلبون من محمد غير هذه العير ودم هذا الرجل قال عتبة نعم قد فعلت ونعما قلت
ونعما دعوت إليه فاسع في عشيرتك فانا أتحمل بها فسعى حكيم في اشراف قريش بذلك يدعوهم إليه وركب
عتبة جملا له فسار عليه في صفوف المشركين في أصحابه فقال يا قوم أطيعوني فإنكم لا تطلبون عندهم غير دم ابن
الحضرمي وما أصابوا من عيركم تلك وأنا أتحمل بوفاء ذلك ودعوا هذا الرجل فان كان كاذبا ولى قتله غيركم من
العرب فان فيهم رجالا لكم فيهم قرابة قريبة وانكم ان تقتلوهم لا يزال الرجل منكم ينظر إلى قاتل أبيه وأخيه
أو ابن أخيه أو ابن عمه فيورث ذلك فيهم أحنا وضغائن وان كان هذا لرجل ملكا كنتم في ملك أخيكم وان كان
نبيا لم تقتلون النبي فتسيئوا به ولن تخلصوا إليهم حتى يصيبوا أعدادهم ولا آمن أن يكون لكم الدبرة عليهم فحسده
أبو جهل على مقالته وأبى الله الا أن ينفذ أمره وعمد أبو جهل إلى ابن الحضرمي وهو أخو المقتول فقال هذا عتبة
يخذل بين الناس وقد تحمل بدية أخيك يزعم انك قابلها أفلا تستحيون من ذلك أن تقبلوا الدية فزعموا أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال وهو ينظر إلى عتبة ان يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر وان
يطيعوه يرشدوا فلما حرض أبو جهل قريشا على القتال أمر النساء يعولن عمرا فقمن يصحن وا عمراه وا عمراه
تحريضا على القتال فاجتمعت قريش على القتال فقال عتبة لأبي جهل سيعلم اليوم أي الامرين أرشد وأخذت
قريش مصاف هذا القتال وقالوا لعمير بن وهب اركب فاحذر محمدا وأصحابه فقعد عمير على فرسه فأطاف برسول
الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم رجع إلى المشركين فقال حذرتهم بثلثمائة مقاتل زادوا شيئا أو نقصوا شيئا
وحذرت سبعين بعيرا ونحو ذلك لكن أنظروني حتى أنظر هل لهم مدد أو كمين فأطاف حولهم وبعثوا خيلهم معه
فأطافوا حولهم ثم رجعوا فقالوا لا مدد لهم ولا كمين وانما هم أكلة جزور وقالوا لعمير حرش بين القوم فحمل عمير
على الصف بمائة فارس واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لأصحابه لا تقاتلوا حتى أوذنكم وغشيه نوم
فغلبه فلما نظر بعض القوم إلى بعض جعل أبو بكر يقول يا رسول الله قد دنا القوم ونالوا منا فاستيقظ رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقد أراه الله إياهم في منامه قليلا وقلل المسلمين في أعين المشركين حتى طمع بعض القوم في بعض
ولو أراه عددا كثيرا لفشلوا وتنازعوا في الامر كما قال الله وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فوعظهم
وأخبرهم ان الله قد أوجب الجنة لمن استشهد اليوم فقام عمير بن الحمام من عجين كان يعجنه لأصحابه حين سمع
167

قول النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي الجنة ان قتلت قال نعم فشد على أعداء الله مكانه فاستشهد
وكان أول قتيل قتل ثم أقبل الأسود بن عبد الأسد المخزومي يحلف بآلهته ليشربن من الحوض الذي صنع محمد
وليهدمنه فلما دنا من الحوض لقيه حمزة بن عبد المطلب فضرب رجله فقطعها فاقبل يحبو حتى وقع في جوف
الحوض واتبعه حمزة حتى قتله ثم نزل عتبة بن ربيعة عن جمله ونادى هل من مبارز ولحقه أخوه شيبة والوليد ابنه
فناديا يسألان المبارزة فقام إليهم ثلاثة من الأنصار فاستحيا النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فناداهم ان ارجعوا
إلى مصافكم وليقم إليهم بنو عمهم فقام حمزة وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث بن المطلب فقتل حمزة عتبة
وقتل عبيدة شيبة وقتل على الوليد وضرب شيبة رجل عبيدة فقطعها فاستنقذه حمزة وعلى فحمل حتى توفى بالصفراء
وعند ذلك نذرت هند بنت عتبة لتأكلن من كبد حمزة ان قدرت عليها فكان قتل هؤلاء النفر قبل التقاء الجمعين
وعج المسلمون إلى الله يسألونه النصر حين رأو القتال قد نشب ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه إلى الله
يسأله ما وعده ويسأله النصر ويقول اللهم ان ظهر على هذه العصابة ظهر الشرك ولم يقم لك دين وأبو بكر يقول
يا رسول الله والذي نفسي بيده لينصرنك الله وليبيضن وجهك فأنزل الله من الملائكة جندا في أكناف العدو
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل الله نصره ونزلت الملائكة عليهم السلام ابشر يا أبا بكر فإني قد رأيت
جبريل معتجرا يقود فرسا بين السماء والأرض فلما هبط إلى الأرض جلس عليها فتغيب عنى ساعة ثم رأيت
على شفته غبارا وقال أبو جهل اللهم انصر خير الدينين اللهم ديننا القديم ودين محمد الحديث ونكص الشيطان
على عقبيه حين رأى الملائكة عليهم السلام وتبرأ من نصرة أصحابه وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ملء
كفه من الحصباء فرمى بها وجوه المشركين فجعل الله تلك الحصباء عظيما شأنها لم يترك من المشركين
رجلا الا ملأت عينيه والملائكة عليهم السلام يقتلونهم ويأسرونهم ويجدون النفر كل رجل منهم
منكبا على وجهه لا يدرى أين يتوجه يعالج التراب ينزعه من عينيه ورجعت قريش إلى مكة منهزمين مغلوبين
وأذل الله بوقعة بدر رقاب المشركين والمنافقين فلم يبق بالمدينة منافق ولا يهودي الا وهو خاضع عنقه لوقعة
بدر وكان ذلك يوم الفرقان يوم فرق الله بين الشرك والايمان وقالت اليهود تيقنا انه النبي الذي نجد نعته
في التوراة والله لا يرفع راية بعد اليوم الا ظهرت ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فدخل من
ثنية الوداع ونزل القرآن يعرفهم الله نعمته فيما كرهوا من خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فقال
كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وان فريقا من المؤمنين لكارهون هذه الآية وثلاث آيات معها وقال
فيما استجاب للرسول وللمؤمنين إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم الآية وأخرى معها وأنزل فيما غشيهم من
النعاس إذ يغشاكم النعاس الآية ثم أخبرهم بما أوحى إلى الملائكة من نصرهم فقال إذا يوحى ربك إلى الملائكة
انى معكم الآية والتي بعدها وأنزل في قتل المشركين والقبضة التي رمى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تقتلوهم
ولكن الله قتلهم الآية والتي بعدها وأنزل في استفتاحهم ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ثم أنزل يا أيها الذين
آمنوا أطيعوا الله ورسوله في سبع آيات منها وأنزل في منازلهم إذ أنتم بالعدوة الدنيا الآية والتي بعدها
وأنزل فيما تكلم به من رأى قلة المسلمين غر هؤلاء دينهم الآية وأنزل في قتلى المشركين ومن اتبعهم ولو ترى إذ
يتوفى الذين كفروا الآية وثمان آيات معها * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان مقبلا من الشام ندب المسلمين إليهم وقال هذه عير
قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم وذلك انهم لم
يظنوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى حربا وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتجسس الاخبار ويسأل
من لقى من الركبان تخوفا عن أمر الناس حتى أصاب خبرا من بعض الركبان ان محمدا صلى الله عليه وسلم قد
استنفر لك أصحابه فحذر عند ذلك فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة وأمره أن يأتي قريشا
فليستنفرهم إلى أموالهم ويخبرهم ان محمدا صلى الله عليه وسلم قد عرض لها في أصحابه فخرج سريعا إلى مكة
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ واديا يقال له وجران فاتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عن
168

عيرهم فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم الناس فقام أبو بكر رضي الله عنه فقال فأحسن ثم قام عمر رضي الله عنه
فقال فأحسن ثم المقداد بن عمرو رضي الله عنه فقال يا رسول الله امض لما أمرك الله به فنحن معك والله
لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون ولكن اذهب
أنت وربك فقاتلا انا معكم مقاتلون فوالله الذي بعثك لئن سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى
تبلغه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له وقال له سعد بن معاذ رضي الله عنه لو استعرضت بنا هذا
البحر فخضته لخضنا معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن يلقى منا عدونا غدانا لصبر في الحرب صدق في
اللقاء لعل الله تعالى يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله تعالى فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقول سعد رضي الله عنه ونشطه ذلك ثم قال سيروا وابشروا فان الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني
أنظر إلى مصارع القوم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وإذ
يعدكم الله إحدى الطائفتين قال أقبلت عير أهل مكة من الشام فبلغ أهل المدينة ذلك فخرجوا ومعهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم يريد العير فبلغ أهل مكة ذلك فخرجوا فأسرعوا السير إليها لكي لا يغلب عليها رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأصحابه فسبقت العير رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الله عز وجل وعدهم إحدى الطائفتين
وكانوا ان يلقوا العير أحب إليهم وأيسر شوكة وأخصر نفرا فلما سبقت العير وفاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم
سار رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين يريد القوم فكره القوم مسيرهم لشوكة القوم فنزل النبي صلى الله
عليه وسلم والمسلمون بينهم وبين الماء رملة دعصة فأصاب المسلمين ضعف شديد وألقى الشيطان في قلوبهم الغيظ
فوسوس بينهم يوسوسهم تزعمون أنكم أولياء الله وفيكم رسوله وقد غلبكم المشركون على الماء وأنتم تصلون
مجنبين وأمطر الله عليهم مطرا شديدا فشرب المسلمون وتطهروا فاذهب الله عنهم رجز الشيطان واشف الرمل من
إصابة المطر ومشى الناس عليه والدواب فساروا إلى القوم وأمد الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بألف من
الملائكة عليهم السلام فكان جبريل عليه السلام في خمسمائة من الملائكة مجنبة وميكائيل في خمسمائة من
الملائكة مجنبة وجاء إبليس في جند معه راية في صورة رجال من بنى مدلج والشيطان في صورة سراقة بن مالك بن
جعشم فقال الشيطان للمشركين لا غالب لكم اليوم من الناس وأني جار لكم فلما اصطف القوم قال أبو جهل
اللهم أولانا بالحق فانصره ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال يا رب ان تهلك هذه العصابة في الأرض
فلن تعبد في الأرض أبدا فقال له جبريل خذ قبضة من التراب فارم به وجوههم فما من المشركين من أحد الا
أصاب عينيه ومنخريه وفمه من تلك القبضة فولوا مدبرين وأقبل جبريل عليه السلام فلما رآه إبليس وكان يده في
يد رجل من المشركين انتزع إبليس يده ثم ولى مدبرا وشيعته فقال الرجل يا سراقة أتزعم انك لنا جار فقال انى
أرى مالا ترون انى أخاف الله والله شديد العقاب فذلك حين رأى الملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين انها لكم
قال الطائفتان إحداهما أبو سفيان أقبل بالعير من الشام والطائفة الأخرى أبو جهل بن هشام معه نفر من
قريش فكره المسلمون الشوكة والقتال وأحبوا أن يلتقوا العير وأراد الله ما أراد * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم قال هي عير أبى سفيان ود أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم ان العير كانت لهم وان القتال صرف عنهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه
ويقطع دابر الكافرين أي يستأصلهم * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي
وحسنه وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرغ من بدر عليك العير ليس دونها شئ فناداه العباس رضي الله عنه
وهو في وثاقه أسير انه لا يصلح لك قال ولم قال لان الله انما وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك
قال صدقت * قوله تعالى (إذ تستغيثون ربكم) الآيتين * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبو داود
والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو عوانة وابن حبان وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم
169

والبيهقي معافى الدلائل عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لما كان
يوم بدر نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلثمائة رجل وبضعة عشر رجلا ونظر إلى المشركين فإذا هم
ألف وزيادة فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم مد يده وجعل يهتف بربه اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم ان تهلك
هذه العصابة من أهل الاسلام لا تعبد في الأرض فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه
فاتاه أبو بكر رضي الله عنه فاخذ رادءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال يا نبي الله كفاك مناشدتك
ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله تعالى إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم انى ممدكم بألف من الملائكة
مردفين فلما كان يومئذ والتقوا هزم الله المشركين فقتل منهم سبعون رجلا واستشاروا رسول الله صلى الله عليه
وسلم أبا بكر وعمر وعليا رضي الله عنهم فقال أبو بكر يا رسول الله هؤلاء بنو العم والعشيرة وأني أرى أن تأخذ
منهم الفدية فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار وعسى الله أن يهديهم فيكونوا لنا عضدا فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما ترى يا ابن الخطاب قلت ما رأى أبو بكر ولكني أرى ان تمكنني من فلان قريب لعمر
فاضرب عنقه حتى يعلم الله تعالى انه ليس في قلوبنا مودة للمشركين هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم فهوى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر رضي الله عنه ولم يهو ما قلت وأخذ منهم الفداء فلما كان من الغد قال
عمر رضي الله عنه فغدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه وهما يبكيان فقلت يا رسول الله أخبرني
ماذا يبكيك أنت وصاحبك فان وجدت بكاء بكيت وان لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما قال النبي صلى الله عليه
وسلم الذي عرض على أصحابك من أخذ الفداء قد عرض على عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة
وأنزل الله تعالى ما كان لنبي أن تكون له أسرى حتى يثخن في الأرض إلى قوله لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما
أخذتم من الفداء ثم أحل لهم الغنائم فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم
الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه
وسال الدم على وجهه فأنزل الله تعالى أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم
بأخذكم الفداء قال ابن عباس رضي الله عنهما بينما رجل من المسلمين يشتد في أثر رجل من المشركين امامه
إذ سمع ضربة بالصوت فوقد وصوت الفارس يقول أقدم حيزوم إذ نظر إلى المشرك امامه فخر مستلقيا فنظر إليه
فإذا هو قد خطم وشق وجهه كضربة السوط فاحضر ذلك أجمع فجاء الأنصاري فحدث ذلك رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال صدقت ذاك من مدد السماء الثالثة فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين * وأخرج ابن جرير
عن علي رضي الله عنه قال نزل جبريل عليه السلام في ألف من الملائكة عن ميمنة النبي صلى الله عليه وسلم وفيها
أبو بكر رضي الله عنه ونزل ميكائيل عليه السلام في ألف من الملائكة عن ميسرة النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في
الميسرة * وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر هذا
جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب * وأخرج سنيد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه
قال ما أمد النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من هذه الألف التي ذكر الله تعالى في الأنفال وما ذكر الثلاثة
آلاف أو الخمسة آلاف الا بشرى ثم أمدوا بالألف ما أمدوا بأكثر منه * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري
عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه وكان من أهل بدر قال حاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال ما تعدون أهل بدر فيكم قال من أفضل المسلمين أو كلمة نحوها قال وكذلك من شهد بدرا من الملائكة
* وأخرج أبو الشيخ عن عطية بن قيس رضي الله عنه قال وقف جبريل عليه السلام على فرس أخضر أنثى
قد علاه الغبار وبيد جبريل عليه السلام رمح وعليه درع فقال يا محمد ان الله بعثني إليك فأمرني ان لا
أفارقك حتى ترضى فهل رضيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله مردفين يقال المدد * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله مردفين يقال المدد * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله مردفين قال وراء كل ملك ملك * وأخرج ابن أبي
170

حاتم عن الشعبي رضي الله عنه قال كان ألف مردفين وثلاثة آلاف منزلين فكانوا أربعة آلاف وهم مدد المسلمين
في ثغورهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله مردفين قال ممدين * واخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله مردفين قال متتابعين
أمدهم الله تعالى بألف ثم بثلاثة ثم أكملهم خمسة آلاف وما جعله الله الا بشرى ولتطمئن به قلوبكم قال يعنى
نزول الملائكة عليهم السلام قال وذكر لنا ان عمر رضي الله عنه قال أما يوم بدر فلا نشك ان الملائكة عليهم
السلام كانوا معنا وأما بعد ذلك فالله أعلم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه مردفين قال
بعضهم على أثر بعض * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وما جعله الله الا بشرى قال انما
جعلهم الله يستبشر بهم * قوله تعالى (إذ يغشاكم النعاس أمنة منه) * أخرج أبو يعلى والبيهقي في الدلائل
عن علي رضي الله عنه قال ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد ولقد رأيتنا وما فينا الا نائم الا رسول الله صلى الله
عليه وسلم يصلى تحت الشجرة حتى أصبح * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب رضي الله عنه في قوله إذ يغشاكم
النعاس أمنة منه قال بلغنا ان هذه الآية أنزلت في المؤمنين يوم بدر فيما أغشاهم الله من النعاس أمة منه
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
أمنة قال أمنا من الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال النعاس في الرأس والنوم في القلب
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال كان النعاس أمنة من الله وكان النعاس نعاسين نعاس يوم بدر
ونعاس يوم أحد * قوله تعالى (وينزل عليكم) * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه في قوله وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به قال
طس كان يوم بدر * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به قال المطر أنزله عليهم قبل النعاس فأطفأ بالمطر الغبار
والتبدت به الأرض وطابت به أنفسهم وثبتت به أقدامهم * وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير
رضي الله عنه قال بعث الله السماء وكان الوادي دهسا وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه منها ما لبد
الأرض ولم يمنعهم المسير وأصاب قريشا ما لم يقدروا على أن يرتحلوا معه * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ من
طريق ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنهما ان المشركين غلبوا المسلمين في أول أمرهم على الماء فظمئ
المسلمون وصلوا مجنبين محدثين فكانت بينهم رمال فألقى الشيطان في قلوبهم الحزن وقال أتزعمون ان فيكم نبيا
وانكم أولياء الله وتصلون مجنبين محدثين فأنزل الله من السماء ماء فسال عليهم الوادي ماء فشرب المسلمون
وتطهروا وثبتت أقدامهم وذهبت وسوسته * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن مجاهد في قوله رجز الشيطان قال وسوسته * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وليربط على
قلوبكم قال بالصبر ويثبت به الاقدام قال كان ببطن الوادي دهاس فلما مطر اشتد الرملة * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله ويثبت به الاقدام قال حتى يشتد على الرمل وهو وجه الأرض
* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى
تلك الليلة ليلة بدر ويقول اللهم ان تهلك هذه العصابة لا تعبد وأصابهم تلك الليلة مطر شديد فذلك قوله ويثبت
به الاقدام * قوله تعالى (إذ يوحى ربك إلى الملائكة) الآية * أخرج ابن أبي حاتم أخبرنا أبو بدر
عباد بن الوليد المغبري فيما كتب إلى قال سمعت أبا سعيد أحمد بن داود الحداد يقول إنه لم يقل الله لشئ انه معه
الا للملائكة يوم بدر قال انى معكم بالنصر * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه قال لم تقاتل
الملائكة الا يوم بدر * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي امامة بن سهل بن حنيف قال قال أبى يا بنى
لقد رأيتنا يوم بدر وان أحدنا ليشير بسيفه إلى رأس المشرك فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه السيف
* وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن المشركين من قريش لما خرجوا لينصروا
العير ويقاتلوا عليها نزلوا على الماء يوم بدر فغلبوا المؤمنين عليه فأصاب المؤمنين الظما فجعلوا يصلون
171

مجنبين ومحدثين فألقى الشيطان في قلوب المؤمنين الحزن فقال لهم أتزعمون ان فيكم النبي صلى الله عليه
وسلم وانكم أولياء الله وقد غلبتم على الماء وأنتم تصلون مجنبين ومحدثين حتى تعاظم ذلك في صدور أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله من السماء ماء حتى سال الوادي فشرب المؤمنون وملؤا الأسقية وسقوا
الركاب واغتسلوا من الجنابة فجعل الله في ذلك طهورا وثبت أقدامهم وذلك أنه كانت بينهم وبين القوم رملة
فبعث الله المطر عليها فلبدها حتى اشتدت وثبت عليها الاقدام ونفر النبي صلى الله عليه وسلم بجميع المسلمين
وهم يومئذ ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا منهم سبعون ومائتان من الأنصار وسائرهم من المهاجرين وسيد المشركين
يومئذ عتبة بن ربيعة لكبر سنه فقال عتبة يا معشر قريش انى لكم ناصح وعليكم مشفق لا أدخر النصيحة لكم
بعد اليوم وقد بلغتم الذي تريدون وقد نجا أبو سفيان فارجعوا وأنتم سالمون فان يكن محمد صادقا فأنتم أسعد
الناس بصدقه وان يك كاذبا فأنتم أحق من حقن دمه فالتفت إليه أبو جهل فشتمه وقبح وجهه وقال له قد
امتلأت أحشاؤك رعبا فقال له عتبة سيعلم اليوم من الجبان المفسد لقومه فنزل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة
حتى إذا كانوا أقرب أسنة المسلمين قالوا ابعثوا إلينا عدتنا منكم نقاتلهم فقام غلمة من بنى الخزرج فأجلسهم
النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال يا بنى هاشم أتبعثون إلى أخويكم والنبي منكم غلمة بنى الخزرج فقام حمزة بن عبد
المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث فمشوا إليهم في الحديد فقال عتبة تكلموا نعرفكم فان تكونوا
أكفاءنا نقاتلكم فقال حمزة رضي الله عنه أنا أسد الله وأسد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عتبة كفء كريم
فوثب إليه شيبة فاختلفا ضربتين فضربه حمزة فقتله ثم قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الوليد بن عتبة
فاختلفا ضربتين فضربه على رضي الله عنه فقتله ثم قام عبيدة فخرج إليه عتبة فاختلفا ضربتين فجرح كل واحد
منهما صاحبه وكر حمزة على عتبة فقتله فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم ربنا أنزلت على الكتاب وأمرتني
بالقتال ووعدتني النصر ولا تخلف الميعاد فاتاه جبريل عليه السلام فأنزل عليه ألن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة
آلاف من الملائكة منزلين فأوحى الله إلى الملائكة انى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب
فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان فقتل أبو جهل في تسعة وستين رجلا وأسر عقبة بن أبي معيط
فقتل صبرا فوفى ذلك سبعين وأسر سبعون * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن بعض بنى ساعدة قال
سمعت أبا أسيد مالك بن ربيعة رضي الله عنه بعد ما أصيب بصره يقول لو كنت معكم ببدر الآن ومعي بصرى
لأخبرتكم بالشعب الذي خرجت منه الملائكة لا أشك ولا أتمارى فلما نزلت الملائكة ورآها إبليس وأوحى الله
إليهم انى معكم فثبتوا الذين آمنوا وتثبيتهم ان الملائكة عليهم السلام تأتى الرجل في صورة الرجل يعرفه
فيقول أبشروا فإنهم ليسوا بشئ والله معكم كروا عليهم فلما رأى إبليس الملائكة نكص على عقبيه وقال انى برئ
منكم وهو في صورة سراقة وأقبل أبو جهل يحضض أصحابه ويقول لا يهولنكم خذلان سراقة إياكم فإنه كان على
موعد من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم قال واللات والعزى لا نرجع حتى نقرن محمدا وأصحابه في الحبال فلا
تقتلوا وخذوهم أخذا * وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما حضر
القتال ورسول الله صلى الله عليه وسلم رافع يديه يسأل الله النصر ويقول اللهم ان ظهروا على هذه العصابة
ظهر الشرك ولا يقوم لك دين وأبو بكر رضي الله عنه يقول والله لينصرنك الله وليبيضن وجهك فأنزل الله عز وجل
ألفا من الملائكة مردفين عند أكتاف العدو وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابشر يا أبا بكر هذا جبريل عليه
السلام معتجر بعمامة صفراء آخذ بعنان فرسه بين السماء والأرض فلما نزل إلى الأرض تغيب عنى ساعة ثم نزل
على ثناياه النقع يقول أتاك نصر الله إذ دعوته * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال كان
الناس يوم بدر يعرفون قتلى الملائكة عليهم السلام ممن قتلوهم بضرب على الأعناق وعلى البنان مثل سمة
النار قد أحرق به * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله فاضربوا فوق الأعناق يقول
الرؤس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطية رضي الله عنه في قوله فاضربوا فوق الأعناق قال اضربوا الأعناق
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله فاضربوا فوق الأعناق يقول
172

اضربوا الرقاب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله واضربوا منهم
كل بنان قال كل مفصل 6 * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي رضي الله عنه في قوله واضربوا منهم كل بنان قال
اضرب منه الوجه والعين وارمه بشهاب من نار * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن
الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى واضربوا منهم كل بنان قال أطراف الأصابع وبلغة هذيل الجسد كله قال
فأنشدني في كلتيهما قال نعم أما أطراف الأصابع فقول عنترة العبسي
فنعم فوارس الهيجاء قومي * إذا علق الأعنة بالبنان
وقال الهذلي في الجسد
لها أسد شاكي البنان مقذف * له لبد أظفاره لم تقلم
* وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن أبي داود المازني رضي الله عنه قال بينا أنا أتبع رجلا من المشركين
يوم بدر فأهويت إليه بسيفي فوقع رأسه قبل ان يصل سيفي إليه فعرفت ان قد قتله غيري * وأخرج عبد بن حميد
عن قتادة رضي الله عنه فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان قال ما وقعت يومئذ ضربة الا برأس أو وجه أو
مفصل * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا) الآية * أخرج البخاري في تاريخه والنسائي وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن نافع رضي الله عنه انه سال ابن عمر رضي الله عنهما قال انا قوم لا نثبت عند قتال عدونا
ولا ندري من الفئة أمامنا أو عسكرنا فقال لي الفئة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ان الله تعالى يقول إذا لقيتم
الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار قال انما أنزلت هذه الآية في أهل بدر لا قبلها ولا بعدها * وأخرج عبد بن
حميد وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ وابن مردويه
والحاكم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قوله ومن يولهم يومئذ دبره قال إنها كانت لأهل بدر خاصة
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي نضرة رضي الله عنه في قوله ومن يولهم يومئذ دبره الآية قال نزلت يوم
بدر ولم يكن لهم ان ينحازوا ولو انحازوا لم ينحازوا الا للمشركين * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لا تغرنكم هذه الآية فإنها كانت يوم بدر وانا فئة لكل مسلم * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال ذاكم يوم بدر لانهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
* وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال نزلت في أهل بدر خاصة ما كان
لهم ان يهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتركوه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله ومن يولهم يومئذ دبره قال انما كانت يوم
بدر خاصة ليس الفرار من الزحف من الكبائر * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله
ومن يولهم يومئذ دبره قال ذاك في يوم بدر * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة وابن جرير عن الضحاك
رضي الله عنه قال انما كان يوم بدر ولم يكن للمسلمين فئة ينحازون إليها * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة رضي الله عنه
ومن يولهم يومئذ دبره قال يرون ان ذلك في بدر ألا ترى انه يقول ومن يولهم يومئذ دبره * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر عن يزيد بن أبي حبيب رضي الله عنه قال أوجب الله تعالى لمن فر يوم بدر النار قال ومن يولهم يومئذ
دبره إلى قوله فقد باء بغضب من الله فلما كان يوم أحد بعد ذلك قال انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد
عفا الله عنهم ثم كان يوم حنين بعد ذلك بسبع سنين فقال ثم وليتم مدبرين ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ومن يولهم يومئذ دبره قال يعنى يوم بدر
خاصة منهزما الا متحرفا لقتال يعنى مستطردا يريد الكرة على المشركين أو متحيزا إلى فئة يعنى أو ينحاز إلى أصحابه
من غير هزيمة فقد باء بغضب من الله يقول استوجب سخطا من الله ومأواه جهنم وبئس المصير فهذا يوم بدر خاصة
كأن الله شدد على المسلمين يومئذ ليقطع دابر الكافرين وهو أول قتال قاتل فيه المشركين من أهل مكة * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال المتحرف المتقدم في أصحابه انه يرى غرة من
العدو فيصيبها والمتحيز الفار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكذلك من فر اليوم إلى أميره وأصحابه
173

قال وانما هذه وعيد من الله تعالى لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ان لا يفروا وانما كان النبي صلى الله عليه وسلم
ثبتهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه في قوله ومن يولهم يومئذ
دبره قال هذه منسوخة بالآية التي في الأنفال الآن خفف الله عنكم الآية * وأخرج ابن جرير والنحاس في ناسخه
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الفرار من الزحف من الكبائر لان الله تعالى قال ومن يولهم يومئذ دبره الا
متحرفا لقتال الآية * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال الفرار من الزحف من الكبائر
* وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري في الأدب المفرد واللفظ له وأبو
داود والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب
الايمان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا في غزاة فحاص الناس حيصة قلنا كيف نلقى النبي صلى الله عليه
وسلم وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الفجر فخرج فقال من القوم
فقلنا نحن الفرارون فقال لا بل أنتم العكارون فقبلنا يده فقال أنا فئتكم وأنا فئة المسلمين ثم قرأ الا متحرفا لقتال أو
متحيزا إلى فئة * وأخرج ابن مردويه عن أمامة رضي الله عنها مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت كنت أوضئ
النبي صلى الله عليه وسلم أفرغ على يديه إذ دخل عليه رجل فقال يا رسول الله أريد اللحوق بأهلي فأوصني بوصية
أحفظها عنك قال لا تفر يوم الزحف فإنه من فر يوم الزحف فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير
* وأخرج الشافعي وابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال من فر من اثنين فقد فر * وأخرج الخطيب في
المتفق والمفترق عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما نزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا
فلا تولوهم الادبار الآية قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا كما قال الله * وأخرج أحمد عن عمرو بن العاصي
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه استعاذ من سبع موتات موت الفجأة ومن لدغ الحية ومن السبع
ومن الغرق ومن الحرق ومن أن يخر عليه شئ ومن القتل عند فرار الزحف * وأخرج أحمد عن أبي اليسر رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات السبع يقول اللهم إني أعوذ بك من الهرم
وأعوذ بك من الغم والغرق والحرق وأعوذ بك ان يتخبطني الشيطان عند الموت وأعوذ بك أن أموت في سبيلك
مدبرا وأعوذ بك أن أموت لديغا * وأخرج ابن سعد وأبو داود والترمذي والبيهقي في الأسماء والصفات عن بلال
ابن يسار عن زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبيه عن جده انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من
قال أستغفر الله الذي لا إله الا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وان كان فر من الزحف * وأخرج ابن أبي شيبة
والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال أستغفر الله الذي
لا إله الا هو الحي القيوم ثلاثا غفرت ذنوبه وان كان فر من الزحف * وأخرج ابن أبي شيبة عن معاذ بن جبل رضي الله عنه
مثله موقوفا وله حكم الرفع والله تعالى أعلم * قوله تعالى (فلم تقتلوهم) الآيتين * أخرج ابن أبي شيبة وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فلم تقتلوهم قال
لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين قال هذا قتلت وهذا قتلت وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى قال محمد صلى
الله عليه وسلم حين حصب الكفار * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله
وما رميت إذ رميت قال رماهم يوم بدر بالحصباء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال ما وقع شئ من الحصباء الا في عين رجل * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد
رضي الله عنه في قوله وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى قال هذا يوم بدر أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث
حصيات فرمى بحصاة بين أظهرهم فقال شاهت الوجوه فانهزموا * وأخرج ابن عساكر عن مكحول رضي الله عنه
قال لما كر على وحمزة على شيبة بن ربيعة غضب المشركون وقالوا اثنان بواحد فاشتعل القتال فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اللهم انك أمرتني بالقتال ووعدتني النصر ولا خلف لوعدك وأخذ قبضة من حصى فرمى بها في
وجوههم فانهزموا بإذن الله تعالى فذلك قوله وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم والطبراني وابن مردويه عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال لما كان يوم بدر سمعنا صوتا وقع من السماء إلى
174

الأرض كأنه صوت حصاة وقعت في طست ورمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك الحصباء وقال شاهت الوجوه
فانهزمنا فذلك قول الله تعالى وما رميت إذ رميت الآية * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه
قال سمعت صوت حصيات وقعن من السماء يوم بدر كأنهن وقعن في طست فلما اصطف الناس أخذهن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فرمى بهن في وجوه المشركين فانهزموا فذلك قوله وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى
* وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما رميت إذ رميت قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى رضي الله عنه ناولني قبضة من حصباء فناوله فرمى بها في وجوه القوم فما بقى أحد
من القوم الا امتلأت عيناه من الحصباء فنزلت هذه الآية وما رميت إذ رميت * وأخرج ابن جرير عن محمد بن
قيس ومحمد بن كعب القرظي رضي الله عنهما قالا لما دنا القوم بعضهم من بعض أخذ رسول الله صلى الله عليه
وسلم قبضة من تراب فرمى بها في وجوه القوم وقال شاهت الوجوه فدخلت في أعينهم كلهم وأقبل أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقتلونهم وكانت هزيمتهم في رمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله وما رميت إذ رميت ولكن
الله رمى إلى قوله سميع عليم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه
قال لما كان يوم أحد أخذ أبي بن خلف يركض فرسه حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم واعترض رجال من
المسلمين لأبي بن خلف ليقتلوه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم استأخروا فاستأخروا فاخذ رسول الله صلى
الله عليه وسلم حربته في يده فرمى بها أبي بن خلف وكسر ضلعا من أضلاعه فرجع أبي بن خلف إلى أصحابه ثقيلا
فاحتملوه حين ولوا قافلين فطفقوا يقولون لا باس فقال أبى حين قالوا له ذلك والله لو كانت بالناس لقتلتهم ألم يقل
انى أقتلك إن شاء الله فانطلق به أصحابه ينعشونه حتى مات ببعض الطريق فدفنوه قال ابن المسيب رضي الله عنه
وفى ذلك أنزل الله تعالى وما رميت إذ رميت الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب
والزهري رضي الله عنهما قالا أنزلت في رمية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أبي بن خلف بالحربة وهو في
لامته فخدشه في ترقوته فجعل يتدأدأ عن فرسه مرارا حتى كانت وفاته بها بعد أيام قاسى فيها العذاب الأليم
موصولا بعذاب البرزخ المتصل بعذاب الآخرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الزهري رضي الله عنه في قوله
وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى قال حيث رمى أبي بن خلف يوم أحد بحربته فقيل له ان يك الا جحش قال أليس
قال أنا أقتلك والله لو قالها لجميع الخلق لماتوا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن جبير رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ابن أبي الحقيق دعا بقوس فأتى بقوس طويلة فقال جيئوني بقوس
غيرها فجاؤه بقوس كيداء فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحصن فاقبل السهم يهوى حتى قتل ابن أبي
الحقيق في فراشه فأنزل الله وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى * وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن عروة بن
الزبير رضي الله عنه في قوله ولكن الله رمى أي لم يكن ذلك برميتك لولا الذي جعل الله تعالى من نصرك وما ألقى
في صدور عدوك منها حتى هزمتهم وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا أي يعرف المؤمنين من نعمته عليهم في اظهارهم
على عدوهم مع كثرة عدوهم وقلة عددهم ليعرفوا بذلك حقه ويشكروا بذلك نعمته * قوله تعالى (ان
تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وابن منده والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن شهاب عن عبد الله
ابن ثعلبة بن صعير ان أبا جهل قال حين التقى القوم اللهم أقطعنا للرحم وأتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة فكان ذلك
استفتاحا منه فنزلت ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح الآية * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان تستفتحوا يعنى المشركين ان تستنصروا فقد جاءكم المدد * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية رضي الله عنه قال قال أبو جهل يوم بدر اللهم انصر أهدى
الفئتين وأفضل الفئتين وخير الفئتين فنزلت ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح * وأخرج أبو عبيد عن ابن عباس
رضي الله عنهما انه كان يقرأ ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وان تنتهوا فهو خير لكم وان تعودوا نعدو لن نغني
عنهم فئتهم من الله شيئا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان تستفتحوا فقد جاءكم
175

الفتح قال كفار قريش في قولهم ربنا افتح بيننا وبين محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ففتح بينهم يوم بدر * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح قال إن
تستقضوا فقد جاءكم القضاء في يوم بدر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه
في قوله وان تنتهوا قال عن قتال محمد صلى الله عليه وسلم وان تعودوا نعد قال إن تستفتحوا الثانية افتح لمحمد صلى الله
عليه وسلم وان الله مع المؤمنين قال مع محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه
وان تعودوا نعد يقول نعد لكم بالأسر والقتل * قوله تعالى (ولا تكونوا كالذين قالوا) الآية * أخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وهم
لا يسمعون قال عاصون * قوله تعالى (ان شر الدواب عند الله) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه في قوله ان شر الدواب عند الله قال هم الكفار * وأخرج الفريابي وابن أبي شبية وعبد بن
حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان
شر الدواب عند الله قال هم نفر من قريش من بنى عبد الدار * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله الصم البكم الذين لا يعقلون قال لا يتبعون الحق * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه
في الآية قال أنزلت في حي من أحياء العرب من بنى عبد الدار * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريح رضي الله عنه قال
نزلت هذه الآية في النضر بن الحارث وقومه * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ان شر الدواب
عند الله قال الدواب الخلق وقرأ ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة وما من دابة في
الأرض الا على الله رزقها قال هذا يدخل في هذا * قوله تعالى (ولو علم الله) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن أبي
حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم أي لأعدلهم قولهم الذي قالوا
بألسنتهم ولكن القلوب خالفت ذلك منهم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ولو
سمعهم قال بعد أن يعلم أن لا خير فيهم ما نفعهم بعد أن ينفذ علمه بأنهم لا ينتفعون به * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة
رضي الله عنه في الآية قال قالوا نحن صم عما يدعونا إليه محمد لا نسمعه بكم لا نجيبه فيه بتصديق قتلوا جميعا بأحد
وكانوا أصحاب اللواء يوم أحد * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)
* أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله إذا دعاكم لما يحييكم قال هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة * وأخرج
ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله إذا دعاكم لما يحييكم أي للحرب التي أعزكم الله
بها بعد الذل وقواكم بها بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم * قوله تعالى (واعلموا ان الله
يحول) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وحشيس بن أصرم في الاستقامة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه قال يحول
بين المؤمن وبين الكفر ومعاصي الله ويحول بين الكافر وبين الايمان وطاعة الله * وأخرج ابن مردويه عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية يحول بين المرء وقلبه قال يحول
بين المؤمن والكفر ويحول بين الكافر وبين الهدى * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه قال يحول بين الكافر وبين ان يعي بابا من الخير أو يعمله أو يهتدى
له * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه قال
علمه يحول بين المرء وقلبه * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي غالب الخلجي قال سألت ابن عباس رضي الله عنهما
عن قول الله يحول بين المرء وقلبه قال يحول بين المؤمن وبين معصيته التي يستوجب بها الهلكة فلا بد لابن
آدم ان يصيب دون ذلك ولا يدخل على قلبه الموبقات التي يستوجب بها دار الفاسقين ويحول بين الكافر
وبين طاعته فلا يصيب من طاعته ما يستوجب ما يصيب أولياءه من الخير شيئا وكان ذلك في العلم السابق
الذي ينتهى إليه أمر الله تعالى وتستقر عنده أعمال العباد * وأخرج أبو الشيخ عن أبي غالب قال سألت
176

ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله يحول بين المرء وقلبه قال قد سبقت بها عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذ وصف لهم عن القضاء فقال لعمر رضي الله عنه وغيره ممن سأله من أصحابه اعمل فكل ميسر قال وما
ذاك التيسير قال صاحب النار ميسر لعمل النار وصاحب الجنة ميسر لعمل الجنة * وأخرج أحمد في
الزهد وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه سمع غلاما يدعو اللهم انك تحول بين المرء وقلبه فحل بيني
وبين الخطايا فلا أعمل بسوء منها فقال عمر رضي الله عنه رحمك الله ودعا له بخير * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن الحسن رضي الله عنه في قوله يحول بين المرء وقلبه قال في القرب منه * قوله تعالى (واتقوا فتنة) الآية
* أخرج أحمد والبزار وابن المنذر وابن مردويه وابن عساكر عن مطرف قال قلنا للزبير يا أبا عبد الله ضيعتم
الخليفة حتى قتل ثم جئتم تطلبون بدمه فقال الزبير رضي الله عنه انا قرأنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبى بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ولم نكن نحسب أنا أهلها
حتى وقعت فينا حيث وقعت * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد ونعيم بن حماد في الفتن وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن الزبير رضي الله عنه قال لقد قرأنا زمانا وما نرى انا من أهلها فإذا
نحن المعنيون بها واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في
قوله واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة قال البلاء والامر الذين هو كائن * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة قال نزلت في علي وعثمان
وطلحة والزبير * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال أما والله لقد علم أقوام حين نزلت
انه سيخص بها قوم * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال علم والله ذوو الألباب
من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه الآية انه سيكون فتن * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال
نزلت في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خاصة * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدى في الآية قال هذه نزلت
في أهل بدر خاصة فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا فكان من المقتولين طلحة والزبير وهما من أهل بدر * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة
قال أخبرت انهم أصحاب الجمل * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله واتقوا فتنة لا تصيبن الذين
ظلموا منكم خاصة قال تصيب الظالم والصالح عامة * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه واتقوا فتنة
لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة قال هي يحول بين المرء وقلبه حتى يتركه لا يعقل * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله واتقوا فتنة الآية قال أمر الله المؤمنين ان
لا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم الله بالعذاب * قوله تعالى (واذكروا إذ أنتم قليل) لآية * أخرج ابن
المنذر وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله واذكروا إذ أنتم قليل الآية قال كان هذا الحي
أذل الناس ذلا وأشقاه عيشا وأجوعه بطونا وأعراه جلودا وأبينه ضلالة معكوفين على رأس حجر بين فارس
والروم لا والله ما في بلادهم يحسدون عليه من عاش منهم عاش شقيا ومن مات منهم ردى في النار يؤكلون ولا
يأكلون لا والله ما نعلم قبيلا من حاضر الأرض يومئذ كان أشر منزلا منهم حتى جاء الله بالاسلام فمكن به في البلاد
ووسع به في الرزق وجعلكم به ملوكا على رقاب الناس وبالإسلام أعطى الله ما رأيتم فاشكروا لله نعمة فان ربكم
منعم يحب الشكر وأهل الشكر في مزيد من الله عز وجل * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في
قوله يتخطفكم الناس قال في الجاهلية بمكة فآواكم إلى الاسلام * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب رضي الله عنه في قوله يتخطفكم الناس قال الناس إذ ذاك فارس والروم
* وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم والديلمي في مسند الفردوس عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم في قوله واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون ان يتخطفكم الناس قيل يا رسول الله
ومن الناس قال أهل فارس * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله
فآواكم قال إلى الأنصار بالمدينة وأيدكم بنصره قال يوم بدر * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا
177

الله والرسول) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ان أبا
سفيان خرج من مكة فأتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أبا سفيان بمكان كذا وكذا فاخرجوا إليه
واكتموا فكتب رجل من المنافقين إلى أبى سفيان ان محمدا صلى الله عليه وسلم يريدكم فخذوا حذركم فأنزل الله
لا تخونوا الله والرسول الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
عبد الله بن قتادة رضي الله عنه قال نزلت هذه الآية لا تخونوا الله والرسول في أبى لبابة بن عبد المنذر سألوه يوم
قريظة ما هذا الامر فأشار إلى حلقه انه الذبح فنزلت قال أبو لبابة رضي الله عنه ما زالت قدماي حتى علمت انى خنت
الله ورسوله * وأخرج سنيد وابن جرير عن الزهري رضي الله عنه في قوله لا تخونوا الله والرسول الآية
قال نزلت في أبى لبابة رضي الله عنه بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إلى حلقه انه الذبح فقال أبو لبابة رضي الله عنه
لا والله لا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أو يتوب على فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاما ولا شرابا
حتى خر مغشيا عليه ثم تاب الله عليه فقيل له يا أبا لبابة قد تيب عليك قال لا والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول
الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يحلني فجاءه فحله بيده * وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي رضي الله عنه ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا لبابة رضي الله عنه إلى قريظة كان حليفا لهم فأومأ بيده أي الذبح فأنزل الله
يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لامرأة أبى لبابة أيصلى ويصوم ويغتسل من الجنابة فقالت إنه ليصلي ويصوم ويغتسل من الجنابة ويحب الله
ورسوله فبعث إليه فاتاه فقال يا رسول الله والله انى لأصلي وأصوم وأغتسل من الجنابة وانما نهست إلى النساء
والصبيان فوقعت لهم ما زالت في قلبي حتى عرفت انى خنت الله ورسوله * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه
يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول قال نزلت في أبى لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه نسختها الآية
التي في براءة وآخرون اعترفوا بذنوبهم * وأخرج ابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه قال لما كان شان بني قريظة
بعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه فيمن كان عنده من الناس فلما انتهى إليهم وقعوا
في رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس أبلق فقالت
عائشة رضي الله عنها فلكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح الغبار عن وجه جبريل عليه السلام
فقلت هذا دحية يا رسول الله قال هذا جبريل فقال يا رسول الله ما يمنعك من بني قريظة ان تأتيهم فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فكيف لي بحصنهم فقال جبريل عليه السلام انى أدخل فرسي هذا عليهم فركب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فرسا معرورا فلما رآه على رضي الله عنه قال يا رسول الله لا عليك ان لا تأتيهم فإنهم يشتمونك فقال
كلا انها ستكون تحية فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا إخوة القردة والخنازير فقالوا يا أبا القاسم ما كنت
فحاشا فقالوا لا ننزل على حكم محمد صلى الله عليه وسلم ولكننا ننزل على حكم سعد بن معاذ فنزلوا فحكم فيهم ان تقتل
مقاتلتهم وتسبى ذراريهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك طرقني الملك سحرا فنزل فيهم يا أيها الذين آمنوا
لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون نزلت في أبى لبابة رضي الله عنه أشار إلى بني قريظة حين
قالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه لا تفعلوا فإنه الذبح وأشار بيده إلى حلقه * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لا تخونوا الله قال بترك فرائضه والرسول بترك سنته
وارتكاب معصيته وتخونوا أماناتكم يقول لا تنقضوها والأمانة التي ائتمن الله عليها العباد * وأخرج ابن جرير
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال نزلت هذه الآية في قتل عثمان رضي الله عنه * وأخرج أبو الشيخ عن يزيد
ابن أبي حبيب رضي الله عنه في قوله لا تخونوا الله والرسول هو الاخلال بالسلاح في المغازي * واخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ رضي الله عنه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ما منكم من أحد الا وهو يشتمل على
فتنة لان الله يقول انما أموالكم وأولادكم فتنة فمن استعاذ منكم فليستعذ بالله من مضلات الفتن * واخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله واعلموا انما أموالكم وأولادكم فتنة قال فتنة
الاختبار اختبرهم وقرأ قول الله تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ان تتقوا الله)
178

* اخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يجعل لكم فرقانا قال نجاة
* واخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه مثله * واخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله يجعل لكم فرقانا قال نصرا * واخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله يجعل لكم فرقانا يقول مخرجا في الدنيا والآخرة * قوله تعالى (وإذ يمكر بك الذين
كفروا) * أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم
في الدلائل والخطيب عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك قال تشاورت
قريش ليلة بمكة فقال بعضهم إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم بل اقتلوه
وقال بعضهم بل أخرجوه فاطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك فبات على رضي الله عنه على فراش النبي صلى
الله عليه وسلم وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار وبات المشركون يحرسون عليا رضي الله عنه
يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم فلما أصبحوا ثاروا إليه فلما رأوه عليا رضي الله عنه رد الله مكرهم فقالوا أين
صاحبك هذا قال لا أدرى فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا في الجبل فرأوا على بابه نسج
العنكبوت فقالوا لو دخل هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاث ليال * وأخرج ابن إسحاق وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نفرا من قريش
ومن اشراف كل قبيلة اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة واعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل فلما رأوه قالوا من أنت
قال شيخ من أهل نجد سمعت بما اجتمعتم له فأردت ان أحضركم ولن يعدمكم منى رأى ونصح قالوا أجل فادخل
فدخل معهم فقال انظروا في شان هذا الرجل فوالله ليوشكن ان يواتيكم في أمركم بأمره فقال قائل احبسوه في
وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء زهير ونابغة فإنما هو كأحدهم فقال عدو الله
الشيخ النجدي لا والله ما هذا لكم برأي والله ليخرجن رائد من محبسه لأصحابه فليوشكن ان يثبوا عليه حتى
يأخذوه من أيديكم ثم يمنعوه منكم فما آمن عليكم ان يخرجوكم من بلادكم فانظروا في غير هذا الرأي فقال قائل
فاخرجوه من بين أظهركم فاستريحوا منه فإنه إذا خرج لم يضركم ما صنع وأين وقع وإذا غاب عنكم أذاه استرحتم منه
فإنه إذا خرج لم يضركم ما صنع وكان أمره في غيركم فقال الشيخ النجدي لا والله ما هذا لكم برأي ألم تروا حلاوة
قوله وطلاقة لسانه واخذه للقلوب بما تستمع من حديثه والله لئن فعلتم ثم استعرض العرب لتجتمعن إليه ثم
ليسيرن إليكم حتى يخرجكم من بلادكم ويقتل أشرافكم قالوا صدق والله فانظروا رأيا غير هذا فقال أبو جهل والله
لأشيرن عليكم برأي ما أرى غيره قالوا وما هذا قال تأخذوا من كل قبيلة غلاما وسطا شابا مهدا ثم يعطى كل غلام منهم
سيفا صارما ثم يضربوه به يعنى ضربة رجل واحد فإذا قتلتموه تفرق دمه في القبائل كلها فلا أظن هذا الحي من
بنى هاشم يقدرون على حرب قريش كلهم وانهم إذا أرادوا ذلك قبلوا العقل واسترحنا وقطعنا عنا أذاه فقال الشيخ
النجدي هذا والله هو الرأي القول ما قال الفتى لا أرى غيره فتفرقوا على ذلك وهم مجتمعون له فأتى جبريل عليه
السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره ان لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت فيه وأخبره بمكر القوم فلم يبت
رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته تلك الليلة وأذن الله له عند ذلك في الخروج وأمرهم بالهجرة وافترض عليهم
القتال فأنزل الله أذن للذين يقاتلون فكانت هاتان الآيتان أول ما نزل في الحرب وأنزل بعد قدومه المدينة
يذكره نعمته عليه وإذ يمكر بك الذين كفروا الآية * وأخرج سنيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال لما ائتمروا بالنبي صلى الله عليه وسلم ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه
قال له عمه أبو طالب هل تدرى ما ائتمروا بك قال يريدون ان يسجنوني أو يقتلوني أو يخرجوني قال من حدثك
بهذا قال ربى قال نعم الرب ربك استوص به خيرا قال أنا استوصى به بل هو يستوصي بي * وأخرج أبى جرير
من طريق عبيد بن عمير رضي الله عنه عن المطلب بن أبي وداعة ان أبا طالب قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما يأتمر
بك قومك قال يريدون أن يسجنوني أو يقتلوني أو يخرجوني قال من حدثك بهذا قال ربى قال نعم الرب ربك
فاستوص به خيرا قال أنا أستوصي به بل هو يستوصي بي فنزلت وإذ يمكر بك الذين كفروا * وأخرج ابن جرير
179

وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه وإذ يمكر بك الذين كفروا قال هي مكية * وأخرج ابن مردويه عن أنس
ابن مالك رضي الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الأيام سئل عن يوم السبت فقال هو يوم مكر وخديعة
قالوا وكيف ذاك يا رسول الله قال فيه مكرت قريش في دار الندوة إذ قال الله وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو
يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون الله والله خير الماكرين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما ليثبتوك يعنى ليوثقوك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه
قال دخلوا دار الندوة يأتمرون بالنبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لا يدخل عليكم أحد ليس منكم فدخل معهم
الشيطان في صورة شيخ من أهل نجد فتشاوروا فقال أحدهم نخرجه فقال الشيطان بئسما رأى هذا هو قد كاد
أن يفسد فيما بينكم وهو بين أظهركم فكيف إذا أخرجتموه فأفسد الناس ثم حملهم عليكم يقاتلونكم قالوا نعم
ما رأى هذا فاطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك فخرج هو وأبو بكر رضي الله عنه إلى غار في جبل يقال له
ثور وقام على رضي الله عنه على فراش النبي صلى الله عليه وسلم وباتوا يحرسونه يحسبون انه النبي صلى الله عليه
وسلم فلما أصبحوا ثاروا إليه فإذا هم بعلي رضي الله عنه فقالوا أين صاحبك فقال لا أدرى فاقتصوا أثره حتى بلغوا
الغار ثم رجعوا ومكث فيه هو وأبو بكر رضي الله عنه ثلاث ليال * وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة
رضي الله عنه ان قريشا اجتمعت في بيت وقالوا لا يدخل معكم اليوم الا من هو منكم فجاء إبليس فقال له من أنت
قال شيخ من أهل نجد وانا ابن أختكم فقالوا ابن أخت القوم منهم فقال بعضهم أوثقوه فقال أيرضى بنو هاشم
بذلك فقال بعضهم أخرجوه فقال يؤويه غيركم فقال أبو جهل ليجتمع من كل بنى أب رجل فيقتلوه فقال إبليس
هذا الامر الذي قال الفتى فأنزل الله تعالى هذه الآية وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك إلى آخر الآية * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك قال كفار
قريش أرادوا ذلك بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل ان يخرج من مكة * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال شرى على رضي الله عنه نفسه ولبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه وكان المشركون
يحسبون انه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت قريش تريد أن تقتل النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا يرمقون
عليا ويرونه النبي صلى الله عليه وسلم وجعل على رضي الله عنه يتصور فإذا هو على رضي الله عنه فقالوا انك للئيم
انك لتتصور وكان صاحبك لا يتصورك ولقد استنكرناه منك * وأخرج الحاكم عن علي بن الحسين رضي الله عنه
وقال في ذلك وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول الاله خاف أن يمكروا به * فنجاه ذو الطول الاله من المكر
وبات رسول الله في الغار آمنا * وفى حفظ من الله وفى ستر
وبت أراعيه وما يتهمونني * وقد وطنت نفسي على القتل والأسر
* قوله تعالى (وإذا تتلى عليهم آياتنا) الآية * أخرج ابن جرير وابن مردويه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
قال قتل النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر صبرا عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث وكان المقداد أسر النضر
فلما أمر بقتله قال المقداد يا رسول الله أسيري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان يقول في كتاب الله
ما يقول قال وفيه نزلت هذه الآية وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا ان هذا الا أساطير
الأولين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال كان النضر بن الحارث يختلف إلى
الحيرة فيسمع سجع أهلها وكلامهم فلما قدم إلى مكة سمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن فقال قد سمعنا
لو نشاء لقلنا مثل هذا ان هذا الا أساطير الأولين * قوله تعالى (وإذ قالوا اللهم ان كان هذا) الآيات * أخرج
البخاري وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال
أبو جهل بن هشام اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم
فنزلت وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة
رضي الله عنه في الآية قال ذكر لنا أنها نزلت في أبى جهل بن هشام * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد
180

ابن جبير في قوله وإذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك قال نزلت في النضر بن الحارث * وأخرج ابن
جرير عن عطاء قال نزلت في النضر وإذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء
وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وسأل سائل بعذاب واقع قال
عطاء رضي الله عنه لقد نزل فيه بضع عشرة آية من كتاب الله * وأخرج ابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال
رأيت عمرو بن العاصي واقفا على فرس يوم أحد وهو يقول اللهم ان كان ما يقول محمد حقا فاخسف بي وبفرسي
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال كان المشركون يطوفون بالبيت ويقولون لبيك لا شريك لك لبيك فيقول النبي صلى الله عليه وسلم
قد قد ويقولون لا شريك لك الا شريك هو لك تملكه وما ملك ويقولون غفرانك غفرانك فأنزل الله تعالى وما كان
الله ليعذبهم وأنت فيهم الآية فقال ابن عباس رضي الله عنه كان فيهم أمانان النبي صلى الله عليه وسلم والاستغفار
فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وبقى الاستغفار ومالهم أن لا يعذبهم الله قال هو عذاب الآخرة وذلك عذاب
الدنيا * وأخرج ابن جرير عن يزيد بن رومان ومحمد بن قيس قالا قالت قريش بعضها لبعض محمد صلى الله عليه
وسلم أكرمه الله من بيننا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء الآية فلما أمسوا
ندموا على ما قالوا فقالوا غفرانك اللهم فأنزل الله وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون إلى قوله لا يعلمون * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن أبزى رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فأنزل الله
وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأنزل الله وما كان الله معذبهم
وهم يستغفرون فلما خرجوا أنزل الله ومالهم أن لا يعذبهم الله الآية فأذن في فتح مكة فهو العذاب الذي وعدهم
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطية رضي الله عنه في قوله وما كان
الله ليعذبهم وأنت فيهم يعنى المشركين حتى يخرجك منهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون قال يعنى
المؤمنين ثم أعاد المشركين فقال ومالهم أن لا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام * وأخرج ابن أبي حاتم
عن السدى رضي الله عنه في قوله وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون يقول لو استغفروا وأقروا بالذنوب
لكانوا مؤمنين وفى قوله ومالهم أن لا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام يقول وكيف لا أعذبهم
وهم لا يستغفرون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم قال بين أظهرهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون قال يسلمون * وأخرج
عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبي رضي الله عنه في قوله وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون يقول وما كان الله
معذبهم وهو لا يزال الرجل منهم يدخل في الاسلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه
وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون قال وهم يدخلون في الاسلام * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء بن دينار
رضي الله عنه قال سئل سعيد بن جبير رضي الله عنه عن الاستغفار فقال قال الله وما كان الله معذبهم
وهم يستغفرون يقول يعملون على الغفران وعلمت أن ناسا سيدخلون جهنم ممن يستغفرون بألسنتهم ممن يدعى
الاسلام وسائر الملل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة والحسن رضي الله عنهما في قوله وما كان
الله معذبهم وهم يستغفرون قالا نسختها الآية التي تليها ومالهم أن لا يعذبهم الله فقوتلوا بمكة فأصابهم فيها
الجوع والحصر * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي
مالك رضي الله عنه وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم يعنى أهل مكة وما كان الله معذبهم وفيهم المؤمنون يستغفرون
* وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن قتادة رضي الله عنه قال إن القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم أما داؤكم
فذنوبكم وأما دواؤكم فالاستغفار * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن كعب رضي الله عنه قال العبد ليذنب
الذنب الصغير فيحتقره ولا يندم عليه ولا يستغفر منه فيعظم عند الله حتى يكون مثل الطود ويذنب الذنب فيندم
عليه ويستغفر منه فيصغر عند الله عز وجل حتى يغفر له * وأخرج الترمذي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل الله على أمانين لامتي وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان
الله معذبهم وهم يستغفرون فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة * وأخرج أبو الشيخ والحاكم
181

وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان فيكم أمانان مضى أحدهما وبقى الآخر
قال الله تعالى وما كان الله ليعذبهم الآية * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال إن الله جعل في هذه الأمة أمانين لا يزالون معصومين من قوارع العذاب ما داما بين أظهرهم فأمان
قبضه الله تعالى إليه وأمان بقى فيكم قوله وما كان الله ليعذبهم الآية * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ والطبراني
وابن مردويه والحاكم وابن عساكر عن أبي موسى رضي الله عنه قال إنه قد كان فيكم أمانان مضى أحدهما
وبقى الآخر وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون فاما رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقد مضى لسبيله وأما الاستغفار فهو كائن إلى يوم القيامة * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال كان في هذه الأمة أمانان رسول الله صلى الله عليه وسلم والاستغفار فذهب أمان يعنى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وبقى أمان يعنى الاستغفار * وأخرج أحمد عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال العبد آمن من عذاب الله ما استغفر الله * وأخرج أحمد والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سعيد
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشيطان قال وعزتك يا رب لا أبرح أغوى عبادك ما دامت
أرواحهم في أجسادهم قال الرب وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني * وأخرج أبو داود والنسائي
وابن ماجة وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أكثر من الاستغفار
جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر
الأصول والنسائي وابن ماجة عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن وجد
في صحيفته استغفارا كثيرا * وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان استطعتم ان تكثروا من الاستغفار فافعلوا فإنه ليس شئ انجح عند الله ولا أحب إليه منه * وأخرج أحمد
في الزهد عن مغيث بن أسماء رضي الله عنه قال كان رجل ممن كان قبلكم يعمل بالمعاصي فبينما هو ذات يوم يسير
إذ تفكر فيما سلف منه فقال اللهم غفرانك فأدركه الموت على تلك الحال فغفر له * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في
الزهد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال طوبى لمن وجد في صحيفته بندا من الاستغفار * وأخرج ابن أبي شيبة
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله الا هو الحي القيوم وأتوب إليه
خمس مرات غفر له وان كان عليه مثل زبد البحر * وأخرج أبو داود والترمذي في الشمائل والنسائي عن عبد الله
ابن عمر رضي الله عنهما قال انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقام فلم يكد يركع ثم ركع فلم يكد يسجد ثم سجد فلم يكد يرفع ثم رفع وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك ثم نفخ في
آخر سجوده ثم قال رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم رب ألم تعدني ان لا تعذبهم وهم يستغفرون ونحن
نستغفرك ففرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته وقد انمحصت الشمس * وأخرج الديلمي عن عثمان
ابن أبي العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض أمانان أنا أمان والاستغفار أمان وأنا مذهوب بي
ويبقى أمان الاستغفار فعليكم بالاستغفار عند كل حدث وذنب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والنحاس في ناسخه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم قال ما كان الله
ليعذب قوما وأنبياؤهم بين أظهرهم حتى يخرجهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون يقول وفيهم من قد سبق
له من الله الدخول في الايمان وهو الاستغفار وقال للكافر ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث
من الطيب فيميز الله أهل السعادة من أهل الشقاوة ومالهم ان لا يعذبهم الله فعذبهم يوم بدر بالسيف * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ثم استثنى أهل الشرك فقال ومالهم ان
لا يعذبهم الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والنحاس وأبو الشيخ عن الضحاك وما كان الله ليعذبهم وأنت
فيهم قال المشركين الذين بمكة وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون قال المؤمنين بمكة ومالهم ان لا يعذبهم الله قال
كفار مكة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ومالهم ان لا يعذبهم الله
قال عذابهم فتح مكة * وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ومالهم ان
182

لا يعذبهم الله وهم يجحدون آيات الله ويكذبون رسله وان كان فيهم ما يدعون * وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم
عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله وهم يصدون عن المسجد الحرام أي من آمن بالله وعبده أنت ومن
اتبعك وما كانوا أولياءه ان أولياؤه الا المتقون الذين يخرجون منه ويقيمون الصلاة عنده أي أنت ومن آمن بك
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله ان أولياؤه الا المتقون قال من كانوا حيث كانوا * وأخرج البخاري في الأدب المفرد والطبراني والحاكم
وصححه عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر رضي الله عنه أجمع لي قومك فجمعهم
فلما حضروا باب النبي صلى الله عليه وسلم دخل عمر رضي الله عنه عليه فقال قد جمعت لك قومي فسمع ذلك الأنصار
فقالوا قد نزل في قريش الوحي فجاء المستمع والناظر ما يقال لهم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقام بين أظهرهم
فقال هل فيكم من غيركم قالوا نعم فينا حليفنا وابن أختنا وموالينا؟؟؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم حليفنا منا وابن
أختنا منا ومولانا منا أنتم تسمعون ان أوليائي منكم الا المتقون فان كنتم أولئك فذلك والا فانظروا لا يأتي الناس
بالاعمال يوم القيامة وتأتون بالأثقال فيعرض عنكم * وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أوليائي يوم القيامة المتقون وان كان نسب أقرب من نسب فلا يأتيني
الناس بالاعمال وتأتوني بالدنيا تحملونها على رقابكم فأقول هكذا وهكذا الا وأعرض في كل عطفيه * وأخرج
ابن مردويه والطبراني والبيهقي في سننه عن أنس رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من آلك
فقال كل تقى وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أولياؤه الا المتقون * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن عمرو بن
العاصي رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن آل فلان ليسوا لي بأولياء انما وليي الله وصالح
المؤمنين * وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أولى الناس بي
المتقون من كانوا وحيث كانوا * قوله تعالى (وما كان صلاتهم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد
ابن جبير رضي الله عنه قال كانت قريش يعارضون النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف يستهزؤن ويصفرون
ويصفقون فنزلت وما كان صلاتهم عند البيت الا مكاء وتصدية * وأخرج أبو الشيخ عن نبيط وكان من الصحابة
رضي الله عنه في قوله وما كان صلاتهم عند البيت الآية قال كانوا يطوفون بالبيت الحرام وهم يصفرون * وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والضياء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانوا يطوفون بالبيت عراة
تصفر وتصفق فأنزل الله وما كان صلاتهم عند البيت الا مكاء وتصدية قال والمكاء الصفير وانما شبهوا بصفير
الطير وتصدية التصفيق وأنزل فيهم قل من حرم زينة الله الآية * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل الا مكاء وتصدية قال المكاء صوت القنبرة والتصدية
صوت العصافير وهو التصفيق وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة وهو بمكة كان يصلى
قائما بين الحجر والركن اليماني فيجئ رجلان من بنى سهم يقوم أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله ويصيح
أحدهما كما يصيح المكاء والآخر يصفق بيديه تصدية العصافير ليفسد عليه صلاته قال وهل تعرف العرب ذلك
قال نعم أما سمعت حسان بن ثابت رضى الله تعالى عنه يقول
نقوم إلى الصلاة إذا دعينا * وهمتك التصدي والمكاء
وقال آخر من الشعراء في التصدية
حتى تنبهنا سحيرا * قبل تصدية العصافير
* وأخرج ابن المنذر من طريق عطية عن ابن عباس رضي الله عنه قال المكاء الصفير كان أحدهما يضع يده على
الأخرى ثم يصفر * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
الا مكاء وتصدية قال المكاء الصفير والتصدية التصفيق * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال المكاء الصفير والتصدية التصفيق
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال المكاء
183

ادخال أصابعهم في أفواههم والتصدية الصفير يخلطون بذلك كله على محمد صلى الله عليه وسلم صلاته * واخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال المكاء الصفير على نحو طير أبيض يقال له المكاء يكون
بأرض الحجاز والتصدية التصفيق * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
في قوله الا مكاء قال كانوا يشبكون أصابعهم ويصفرون فيهن وتصدية قال صدهم الناس * وأخرج عبد بن حميد
عن عكرمة رضي الله عنه قال كان المشركون يطوفون بالبيت على الشمال وهو قوله وما كان صلاتهم عند البيت
الا مكاء وتصدية فالمكاء مثل نفخ البوق والتصدية طوافهم على الشمال * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون قال يعنى أهل بدر
عذبهم الله بالقتل والأسر * قوله تعالى (ان الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله) الآيات
* أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل كلهم من طريقه قال حدثني
الزهري ومحمد بن يحيى بن حيان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن بن عمر قالوا لما أصيبت قريش
يوم بدر ورجع فلهم إلى مكة ورجع أبو سفيان بعيره مشى عبد الله بن ربيعة وعكرمة بن أبي جهل وصفوان
ابن أمية في رجال من قريش إلى من كان معه تجارة فقالوا يا معشر قريش ان محمدا قد وتركم وقتل خياركم فأعينونا
بهذا المال على حربه فلعلنا ان ندرك منه ثارا ففعلوا ففيهم كما ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنزل الله ان الذين
كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله إلى قوله والذين كفروا إلى جهنم يحشرون * وأخرج ابن مردويه عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله قال نزلت في أبى سفيان
بن حرب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان الذين كفروا ينفقون
أموالهم إلى قوله أولئك هم الخاسرون قال في نفقة أبى سفيان على الكفار يوم أحد * وأخرج ابن سعد وعبد بن
حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن سعيد بن جبير في قوله ان الذين كفروا ينفقون أموالهم
ليصدوا عن سبيل الآية قال نزلت في أبى سفيان بن حرب استأجر يوم أحد ألفين من الأحابيش من بنى كنانة
يقاتل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى من استجاش من العرب فأنزل الله فيه هذه الآية وهم الذين قال فيهم
كعب بن مالك رضي الله عنه
وجئنا إلى موج من البحر وسطه * أحابيش منهم حاسر ومقنع
ثلاثة آلاف ونحن نصية * ثلاث مئين ان كثرن فأربع
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحكم بن عتيبة في قوله ان الذين كفروا ينفقون
أموالهم ليصدوا عن سبيل الله قال نزلت في أبى سفيان أنفق على مشركي قريش يوم أحد أربعين أوقية
من ذهب وكانت الأوقية يومئذ اثنين وأربعين مثقالا من ذهب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن السدى رضي الله عنه في قوله ان الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله وهو محمد صلى الله عليه
وسلم فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة يقول ندامة يوم القيامة * وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن عباد بن
عبد الله بن الزبير رضي الله عنه في قوله والذين كفروا إلى جهنم يحشرون يعنى النفر الذين مشوا إلى أبى سفيان والى
من كان له مال من قريش في تلك التجارة فسألوهم ان يقووهم بها على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلوا
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن شهر بن عطية رضي الله عنه ليميز الله الخبيث من الطيب قال يميز يوم القيامة
ما كان لله من عمل صالح في الدنيا ثم تؤخذ الدنيا بأسرها فتلقى في جهنم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن
زيد رضي الله عنه في قوله فيركمه جميعا قال يجمعه جميعا * قوله تعالى (قل للذين كفروا) الآية * أخرج ابن أحمد
ومسلم عن عمرو بن العاصي رضي الله عنه قال لما جعل الله الاسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ابسط
يدك فلأبايعك فبسط يمينه فقبضت يدي قال مالك قلت أردت ان اشترط قال نشترط ماذا قلت إن يغفر لي قال اما علمت أن
الاسلام يهدم ما كان قبله وان الهجرة تهدم ما كان قبلها وان الحج يهدم ما كان قبله * وأخرج ابن أبي حاتم
عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال لا يؤخذ الكافر بشئ صنعه في كفره إذا أسلم وذلك أن الله تعالى يقول قل
184

للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فقد مضت سنة الأولين قال في قريش وغيرها يوم بدر والأمم قبل ذلك
* قوله تعالى (واعلموا أنما غنمتم) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد الله بن الزبير
رضي الله عنه قال ثم وضع مقاسم الفئ وأعلمه قال واعلموا انما غنمتم من شئ بعد الذي مضى من بدر فأن لله خمسه
وللرسول إلى الآخر الآية * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله واعلموا انما غنمتم من شئ قال المخيط من شئ * وأخرج ابن المنذر عن ابن أبي نجيح
رضي الله عنه قال انما المال ثلاثة مغنم أو فئ أو صدقة فليس فيه درهم الا بين الله موضعه قال في المغنم واعلموا انما
غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم آمنتم بالله تحرجا
عليهم وقال في الفئ كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم وقال في الصدقة فريضة من الله عليم حكيم * وأخرج
عبد الرازق في المصنف وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم عن قيس بن مسلم
الجدلي قال سالت الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية عن قول الله واعلموا انما غنمتم من شئ فأن لله خمسه
قال هذا مفتاح كلام لله الدنيا والآخرة وللرسول ولذي القربى فاختلفوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
في هذين السهمين قال قائل سهم ذوي القربى لقرابة الخليفة وقال قائل سهم النبي للخليفة من بعده واجتمع رأى
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يجعلوا هذين السهمين في الخيل والعدة في سبيل الله تعالى فكان كذلك
في خلافة أبى بكر وعمر رضي الله عنهما * وأخرج ابن جرير والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية فغنموا خمس الغنيمة فضرب ذلك الخمس
في خمسة ثم قرأ واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول قال قوله فأن لله خمسه مفتاح كلام لله ما في
السماوات وما في الأرض فجعل الله سهم الله والرسول واحدا ولذي القربى فجعل هذين السهمين قوة في الخيل
والسلاح وجعل سهم اليتامى والمساكين وابن السبيل لا يعطيه غيرهم وجعل الأربعة الأسهم الباقية للفرس
سهمين ولراكبه سهم وللراجل سهم * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة رضي الله عنه في قوله فأن لله خمسه يقول
هو لله ثم قسم الخمس خمسة أخماس للرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت الغنيمة تقسم على خمسة أخماس
فأربعة منها بين من قاتل عليها وخمس واحد يقسم على أربعة أخماس فربع لله وللرسول ولذي القربى يعنى قرابة
رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كان لله وللرسول فهو لقرابة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأخذ النبي صلى الله عليه
وسلم من الخمس شيئا والربع الثاني لليتامى والربع الثالث للمساكين والربع الرابع لابن السبيل وهو الضيف
الفقير الذي ينزل بالمسلمين * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه
في قوله واعلموا أنما غنمتم من شئ الآية قال كان يجاء بالغنيمة فتوضع فيقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم
على خمسة أسهم فيعزل سهما منه ويقسم أربعة أسهم بين الناس يعنى لمن شهد الوقعة ثم يضرب بيده في جميع
السهم الذي عزله فما قبض عليه من شئ جعله للكعبة فهو الذي سمى لله تعالى لا تجعلوا لله نصيبا فان لله الدنيا
والآخرة ثم يعمد إلى بقية السهم فيقسمه على خمسة أسهم سهم للنبي صلى الله عليه وسلم وسهم لذي القربى وسهم
لليتامى وسهم للمساكين وسهم لابن السبيل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله واعلموا أنما غنمتم من شئ قال كان النبي صلى الله عليه وسلم وذو قرابته لا يأكلون من الصدقات شيئا لا يحل لهم
فللنبي صلى الله عليه وسلم خمس الخمس ولذي قراباته خمس الخمس ولليتامى مثل ذلك وللمساكين مثل ذلك ولابن
السبيل مثل ذلك * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة وابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه قال كان
سهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعى الصفي ان شاء عبدا وان شاء فرسا يختاره قبل الخمس ويضرب له بسهمه
ان شهد وان غاب وكانت صفية ابنة حيى من الصفي * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطاء
رضي الله عنه في الآية قال خمس الله والرسول واحد ان كان النبي صلى الله عليه وسلم يحمل فيه ويصنع فيه ما شاء
185

الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن جبير بن مطعم رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تناول شيئا من الأرض
أو وبرة من بعير فقال والذي نفسي بيده مالي مما أفاء الله عليكم ولا مثل هذه الا الخمس والخمس مردود عليكم
* وأخرج ابن المنذر من طريق أبى مالك رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقسم ما افتتح على خمسة أخماس فأربعة أخماس لمن شهده ويأخذ الخمس خمس الله فيقسمه على ستة
أسهم فسهم لله وسهم للرسول وسهم لذي القربى وسهم لليتامى وسهم للمساكين وسهم لابن السبيل وكان النبي
صلى الله عليه وسلم يجعل سهم الله في السلاح والكراع وفى سبيل الله وفى كسوة الكعبة وطيبها وما تحتاج إليه
الكعبة ويجعل سهم الرسول في الكراع والسلاح ونفقة أهله وسهم ذي القربى لقرابته يضع رسول الله صلى
الله عليه وسلم فيهم مع سهمهم مع الناس ولليتامى والمساكين وابن السبيل ثلاثة أسهم يضعه رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيمن شاء وحيث شاء ليس لبني عبد المطلب في هذه الثلاثة الأسهم ولرسول الله صلى الله عليه وسلم سهمه
مع سهام الناس * وأخرج ابن أبي حاتم عن حسين المعلم قال سالت عبد الله بن بريدة رضي الله عنه عن قوله فأن لله خمسه
وللرسول قال الذي لله لنبيه والذي للرسول لأزواجه * وأخرج ابن أبي شيبة عن السدى رضي الله عنه
ولذي القربى قال هم بنو عبد المطلب * وأخرج الشافعي وعبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة ومسلم وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نجدة كتب
إليه يسأله عن ذوي القربى الذين ذكر الله فكتب إليه انا كنا نرى أنا هم فأبى ذلك علينا قومنا وقالوا قريش كلها
ذوو قربى * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نجدة الحروري
أرسل إليه يسأله عن سهم ذي القربى الذين ذكر الله فكتب إليه انا كنا نرى انا هم فأبى ذلك علينا قومنا وقالوا
ويقول لمن تراه فقال ابن عباس رضي الله عنهما هو لقربي رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمه لهم رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقد كان عمر رضي الله عنه عرض علينا من ذلك عرضا رأيناه دون حقنا فرددناه عليه وأبينا ان نقبله
وكان عرض عليهم ان يعين ناكحهم وان يقضى عن غارمهم وان يعطى فقيرهم وأبى أن يزيدهم على ذلك
* وأخرج ابن المنذر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال سالت عليا رضي الله عنه فقلت يا أمير المؤمنين أخبرني كيف
كان صنع أبى بكر وعمر رضي الله عنهما في الخمس نصيبكم فقال أما أبو بكر رضي الله عنه فلم تكن في ولايته أخماس
وأما عمر رضي الله عنه فلم يزل يدفعه إلى في كل خمس حتى كان خمس السوس وجند نيسابور فقال وأنا عنده هذا
نصيبكم أهل البيت من الخمس وقد أحل ببعض المسلمين واشتدت حاجتهم فقلت نعم فوثب العباس بن عبد المطلب
فقال لا تعرض في الذي لنا فقلت ألسنا أحق من أرفق المسلمين وشفع أمير المؤمنين فقبضه فوالله ما قبضناه
ولا قدرت عليه في ولاية عثمان رضي الله عنه ثم أنشأ على رضي الله عنه يحدث فقال إن الله حرم الصدقة على رسوله
صلى الله عليه وسلم فعوضه سهما من الخمس عوضا مما حرم عليه وحرمها على أهل بيته خاصة دون أمته فضرب لهم
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سهما عوضا مما حرم عليهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رغبت لكم عن غسالة الأيدي لان لكم في خمس الخمس ما يغنيكم أو يكفيكم
* وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن الزهري وعبد الله بن أبي بكر ان النبي صلى الله عليه وسلم قسم سهم ذي
القربى من خيبر على بنى هاشم وبنى المطلب * وأخرج ابن أبي شيبة عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال قسم
رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم ذي القربى على بنى هاشم وبنى المطلب قال فمشيت أنا وعثمان بن عفان حتى
دخلنا عليه فقال يا رسول الله هؤلاء إخوانك من بنى هاشم لا ننكر فضلهم لمكانك الذي وضعك الله به منهم أرأيت
إخواننا من بني المطلب أعطيتهم دوننا وانما نحن وهم بمنزلة واحدة في النسب فقال إنهم لم يفارقونا في الجاهلية
والاسلام * واخرج ابن مردويه عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال آل محمد صلى الله عليه وسلم الذي أعطوا الخمس
آل على وآل عباس وآل جعفر وآل عقيل * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه قال كان آل محمد
لا تحل لهم الصدقة فجعل لهم خمس الخمس * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
في قوله واعلموا انما غنمتم من شئ يعنى من المشركين فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى يعنى قرابة النبي صلى
186

الله عليه وسلم واليتامى والمساكين وابن السبيل يعنى الضيف وكان المسلمون إذا غنموا في عهد النبي صلى الله عليه
وسلم أخرجوا خمسه فيجعلون ذلك الخمس الواحد أربعة أرباع فربعه لله وللرسول ولقرابة النبي صلى الله عليه وسلم
فما كان لله فهو للرسول والقرابة وكان للنبي صلى الله عليه وسلم نصيب رجل من القرابة والربع الثاني للنبي صلى
الله عليه وسلم والربع الثالث للمساكين والربع الرابع لابن السبيل ويعمدون إلى التي بقيت فيقسمونها
على سهمانهم فلما توفى النبي صلى الله عليه وسلم رد أبو بكر رضى الله تعالى عنه نصيب القرابة فجعل يحمل به في
سبيل الله تعالى وبقى نصيب اليتامى والمساكين وابن السبيل * وأخرج ابن أبي شيبة والبغوي وابن مردويه
والبيهقي في شعب الايمان عن رجل من بلقين عن ابن عم له قال قلت يا رسول الله ما تقول في هذا المال قال لله
خمسه وأربعة أخماسه لهؤلاء يعنى للمسلمين قلت فهل أحد أحق به من أحد قال لا ولو انتزعت سهما من جنبك لم
تكن بأحق به من أخيك المسلم * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفل قبل ان تنزل فريضة الخمس في المغنم فلما نزلت
واعلموا انما غنمتم من شئ الآية ترك التنفل وجعل ذلك في خمس الخمس وهو سهم الله وسهم النبي صلى الله عليه وسلم
* وأخرج ابن أبي شيبة عن مالك بن عبد الله الحنفي رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند عثمان رضي الله عنه قال من
ههنا من أهل الشام فقمت فقال أبلغ معاوية إذا غنم غنيمة ان يأخذ خمسة أسهم فيكتب على كل سهم منها لله ثم
ليقرع فحيثما خرج منها فليأخذه * وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي رضي الله عنه واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه
قال سهم الله وسهم النبي صلى الله عليه وسلم واحد * وأخرج ابن أبي شيبة عن محمد بن سيرين رضي الله عنه
قال في المغنم خمس لله وسهم النبي صلى الله عليه وسلم بالصفي كان يصطفى له في المغنم خير رأس من السبي ان سبى
والا غيره ثم يخرج الخمس ثم يضرب له بسهمه شهد أو غاب مع المسلمين بعد الصفي * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء
ابن السائب رضي الله عنه انه سئل عن قوله واعلموا أنما غنمتم من شئ وقوله ما أفاء الله على رسوله ما الفئ وما
الغنيمة قال إذا ظهر المسلمون على المشركين وعلى أرضهم فأخذوهم عنوة فما أخذوا من مال ظهروا عليه فهو غنيمة
وأما الأرض فهو فئ * وأخرج ابن أبي شيبة عن سفيان قال الغنيمة ما أصاب المسلمون عنوة فهو لمن سمى الله
وأربعة أخماس لمن شهدها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه انه سئل كيف كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصنع في الخمس قال كان يحمل الرجل سهما في سبيل الله ثم الرجل ثم الرجل * وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم شئ واحد في المغنم يصطفيه لنفسه اما
خادم واما فرس ثم نصيبه بعد ذلك من الخمس * وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال
سلمنا الأنفال لله ورسوله ولم يخمس رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا ونزلت بعد واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه
فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين الخمس فيما كان من كل غنيمة بعد بدر * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله الا توليني ما خصنا الله به من الخمس فولانيه * وأخرج
الحاكم وصححه عن علي رضي الله عنه قال ولأني رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس الخمس فوضعته مواضعه حياة
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر رضي الله عنهما * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن مكحول رضي الله عنه
رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال لا سهم من الخيل الا لفرسين وان كان معه ألف فرس إذا دخل بها أرض
العدو قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر للفارس سهمين وللراجل سهم * وأخرج عبد الرزاق عن ابن
عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل للفارس سهمين وللراجل سهما * وأخرج عبد الرزاق
عن قتادة رضي الله عنه أوصى بالخمس وقال أوصى بما رضى الله به لنفسه ثم قال واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل رضي الله عنه في قوله ان كنتم آمنتم بالله يقول أقروا بحكمي
وما أنزلنا على عبدنا يقول وما أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم في القسمة يوم الفرقان يوم بدر يوم التقى الجمعان
جمع المسلمين وجمع المشركين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله يوم الفرقان قال هو يوم بدر وبدر ماء بين مكة والمدينة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو
187

الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يوم الفرقان قال
هو يوم بدر فرق الله به بين الحق والباطل * وأخرج سعيد بن منصور ومحمد بن نصر والطبراني عن ابن مسعود
رضي الله عنه في قوله يوم الفرقان يوم التقى الجمعان قال كانت بدر لسبع عشرة مضت من شهر رمضان
* وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كانت ليلة الفرقان يوم التقى الجمعان في صبيحتها
ليلة الجمعة لسبع عشرة مضت من رمضان * وأخرج ابن جرير عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال كانت
ليلة الفرقان يوم التقى الجمعان لسبع عشرة مضت من رمضان * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن عروة بن
الزبير رضي الله عنه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتال في آي من القرآن فكان أول مشهد شهده
رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وكان رئيس المشركين يومئذ عتبة بن ربيعة بن عبد شمس فالتقوا يوم الجمعة
ببدر لسبع أو ست عشرة ليلة مضت من رمضان وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلثمائة وبضعة عشر
رجلا والمشركون بين الألف والتسعمائة وكان ذلك يوم الفرقان يوم فرق الله بين الحق والباطل فكان أول
قتيل قتل يومئذ مهجع مولى عمر ورجل من الأنصار وهزم الله يومئذ المشركين فقتل منهم زيادة على سبعين رجلا
وأسر منهم مثل ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة عن جعفر عن أبيه قال كانت بدر لسبع عشرة من رمضان في يوم
جمعة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام انه سئل أي ليلة كانت ليلة
بدر فقال هي ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة بقيت من رمضان * وأخرج ابن أبي شيبة عن عامر بن ربيعة
البدري قال كان يوم بدر يوم الاثنين لسبع عشرة من رمضان * قوله تعالى (إذ أنتم بالعدوة) الآيتين
* أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله إذ أنتم بالغدوة الدنيا قال شاطئ الوادي والركب
أسفل منكم قال أبو سفيان * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله إذ أنتم بالعدوة الدنيا الآية
قال العدوة الدنيا شفير الوادي الأدنى والعدوة القصوى شفير الوادي الأقصى * وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة
رضي الله عنه في قوله والركب أسفل منكم قال كان أبو سفيان أسفل الوادي في سبعين راكبا ونفرت قريش وكانت
تسعمائة وخمسين فبعث أبو سفيان إلى قريش وهم بالجحفة انى قد جاوزت القوم فارجعوا قالوا والله لا نرجع حتى
نأتي ماء بدر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله والركب أسفل
منكم قال أبو سفيان وأصحابه مقبلين من الشام تجارا لم يشعروا بأصحاب بدر ولم يشعر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
بكفار قريش ولا كفار قريش بهم حتى التقوا على ماء بدر فاقتتلوا فغلبهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأسروهم
* وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه في قوله وهم بالعدوة القصوى من
الوادي إلى مكة والركب أسفل منكم يعنى أبا سفيان وغيره وهي أسفل من ذلك نحو الساحل ولو تواعدتم لاختلفتم
في الميعاد أي ولو كان ذلك على ميعاد منكم ومنهم ثم بلغكم كثرة عددهم وقلة عددكم ما التقيتم ولكن ليقضى الله
أمرا كان مفعولا أي ليقضى ما أراد بقدرته من اعزاز الاسلام وأهله وإذلال الكفر وأهله من غير ملا منكم ففعل
ما أراد من ذلك بلطفه فاخرج الله ومن معه لي العير لا يريد غيرها وأخرج قريشا من مكة لا يريدون الا الدفع عن
عيرهم ثم الف بين القوم على الحرب وكانوا لا يريدون الا العير فقال في ذلك ليقضى الله أمرا كان مفعولا ليفصل
بين الحق والباطل ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة أي ليكفر من كفر بعد الحجة لما رأى من الآيات
والعبر ويؤمن من آمن على مثل ذلك * قوله تعالى (إذ يريكهم الله) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله إذ يريكهم الله في منامك قليلا قال أراه الله إياهم في منامه
قليلا فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بذلك وكان تثبيتا لهم * وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر عن حيان بن
واسع بن حيان عن أشياخ من قومه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر ورجع إلى
العريش فدخله ومعه أبو بكر رضي الله عنه وقد خفق رسول الله صلى الله عليه وسلم خفقة وهو في العريش ثم انتبه
فقال ابشر يا أبا بكر أتاك نصر الله هذا جبريل آخذ بعنان فرس يقوده على ثناياه النقع * وأخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الامر قال لاختلفتم * وأخرج
188

ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولكن الله سلم أي أتم * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولكن الله سلم يقول سلم لهم أمرهم حتى أظهرهم على
عدوهم * قوله تعالى (وإذ يريكموهم) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن
ابن مسعود رضي الله عنه قال لقد قللوا في أعيننا يوم بدر حتى قلت لرجل إلى جنبي تراهم سبعين قال لا بل مائة
حتى أخذنا رجلا منهم فسألناه قال كنا ألفا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه
في قوله وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم قال حضض بعضهم على بعض * قوله
تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم) الآية * أخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة وابن أبي حاتم
والطبراني وابن مردويه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتمنوا
لقاء العدو واسألوا الله العافية فان لقيتموهم فاثبتوا واذكروا الله كثيرا فإذا جلبوا وصيحوا فعليكم
بالصمت * وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار رضي الله عنه قال ما من شئ أحب إلى من قراءة القرآن
والذكر ولولا ذلك ما أمر الله الناس بالصلاة والقتال ألا ترون انه قد أمر الناس بالذكر عند القتال فقال
يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال افترض الله ذكره عند أشغل ما تكونون عند الضراب بالسيوف
* وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي جعفر رضي الله عنه قال أشد الأعمال ثلاثة ذكر الله على كل حال وانصافك
من نفسك ومواساة الأخ في المال * واخرج عبد الرزاق عن يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه
وسلم قال لا تتمنوا لقاء العدو فإنكم لا تدرون لعلكم ستبلون بهم وسلوا الله العافية فإذا جاؤكم يبرقون ويرجفون
ويصيحون بالأرض الأرض جلوسا ثم قولوا اللهم ربنا وربهم نواصينا ونواصيهم بيدك وانما تقتلهم أنت فإذا دنوا
منكم فثوروا إليهم واعلموا أن الجنة تحت البارقة * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء رضي الله عنه قال وجب
الانصات والذكر عند الرجف ثم تلا واذكروا الله كثيرا * وأخرج ابن عساكر عن عطاء بن أبي مسلم رضي الله عنه
قال لما ودع رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة رضي الله عنه قال ابن رواحة يا رسول الله مرني
بشئ أحفظه عنك قال إنك قادم غدا بلدا السجود به قليل فأكثروا السجود قال زدني قال أذكر الله فإنه عون لك على
ما تطالب قال زدني قال يا ابن رواحة فلا تعجزن ان أسأت عشرا ان تحسن واحدة فقال ابن رواحة رضي الله عنه
لا أسالك عن شئ بعدها * وأخرج الحاكم وصححه عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثنتان لا تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي
موسى رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره الصوت عند القتال * وأخرج ابن أبي شيبة
والحاكم عن قيس بن عباد رضي الله عنه قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت عند
القتال * وأخرج ابن أبي شيبة عن قيس بن عباد رضي الله عنه قال كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يستحبون
خفض الصوت عند ثلاث عند القتال وعند القرآن وعند الجنائز * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه
ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره رفع الصوت عند ثلاث عند الجنازة وإذا التقى الزحفان وعند قراءة
القرآن * قوله تعالى (وأطيعوا الله ورسوله) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في
قوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم قال يقول لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم * وأخرج الفريابي
وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وتذهب ريحكم
قال نصركم وقد ذهب ريح أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين نازعوه يوم أحد * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وتذهب ريحكم قال الريح النصر لم يكن نصر قط الا بريح يبعثها الله تضرب وجوه
العدو وإذا كان كذلك لم يكن لهم قوام * وأخرج ابن أبي شيبة عن النعمان بن مقرن رضي الله عنه قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عند القتال لم يقاتل أول النهار وآخره إلى أن تزول الشمس وتهب الرياح
وينزل النصر * قوله تعالى (ولا تكونوا كالذين خرجوا) * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس
189

رضي الله عنهما في قوله ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس يعنى المشركين الذين قاتلوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال لما خرجت
قريش من مكة إلى بدر خرجوا بالقيان والدفوف فأنزل الله تعالى ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا
الآية * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم
بطرا قال أبو جهل وأصحابه يوم بدر * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في
الآية قال كان مشركو قريش الذين قاتلوا نبي الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر خرجوا ولهم بغى وفخر وقد قيل لهم
يومئذ ارجعوا فقد انطلقت عيركم وقد ظفرتم فقالوا لا والله حتى يتحدث أهل الحجاز بمسيرنا وعددنا وذكر لنا ان
نبي الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ اللهم ان قريشا قد أقبلت بفخرها وخيلائها لتجادل رسولك وذكر لنا انه قال
يومئذ اللهم ان قريشا جاءت من مكة أفلاذها * قوله تعالى (وإذ زين لهم الشيطان) الآيتين * أخرج ابن
المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم قال قريش يوم بدر * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء إبليس في جند
من الشياطين ومعه راية في صورة رجال من بنى مدلج في صورة سراقة بن مالك بن جعشم فقال الشيطان لا غالب
لكم اليوم من الناس وأني جار لكم وأقبل جبريل عليه السلام على إبليس وكانت يده في يد رجل من المشركين
فلما رأى جبريل انتزع يده وولى مدبرا هو وشيعته فقال الرجل يا سراقة انك حار لنا فقال انى أرى ما لا ترون
وذلك حين رأى الملائكة انى أخاف الله والله شديد العقاب قال ولما دنا القوم بعضهم من بعض قلل الله المسلمين
في أعين المشركين وقلل الله المشركين في أعين المسلمين فقال المشركون وما هؤلاء غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على
الله فان الله عزيز حكيم * وأخرج الواقدي وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما تواقف الناس
أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم سرى عنه فبشر الناس بجبريل عليه السلام في جند من الملائكة
ميمنة الناس وميكائيل في جند آخر ميسرة وإسرافيل في جند آخر ألف وإبليس قد تصور في صورة سراقة بن
جعشم المدلجي يجير المشركين ويخبرهم انه لا غالب لهم اليوم من الناس فلما أبصر عدو الله الملائكة نكص
على عقبيه وقال انى برئ منكم انى أرى ما لا ترون فتشبث به الحارث وانطلق إبليس لا يرى حتى سقط في البحر
ورفع يديه وقال يا رب موعدك الذي وعدتني * وأخرج الطبراني وأبو نعيم في الدلائل عن رفاعة بن رافع
الأنصاري رضي الله عنه قال لما رأى إبليس ما يفعل الملائكة بالمشركين يوم بدر أشفق ان يخلص القتل
إليه فنشبت به الحارث بن هشام وهو يظن أنه سراقة بن مالك فوكز في صدر الحارث فألقاه ثم خرج هاربا حتى
ألقى نفسه في البحر فرفع يديه فقال اللهم إني أسالك نظرتك إياي * وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم بمكة سيهزم الجمع ويولون الدبر فقال
عمر بن الخطاب رضي الله عنه أي جمع يهزم وذلك قبل بدر فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم مصلتا بالسيف ويقول سيهزم الجمع ويولون الدبر فكانت بيوم بدر
فأنزل الله فيهم حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب الآية وأنزل الله ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا الآية
ورماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوسعهم الرمية وملأت أعينهم وأفواههم حتى أن الرجل ليقتل وهو
يقذى عينيه وفاه فأنزل الله وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وأنزل الله في إبليس فلما تراءت الفئتان نكص
على عقبيه وقال انى برئ منكم انى أرى مالا ترون وقال عتبة بن ربيعة وناس معه من المشركين يوم بدر غر هؤلاء
دينهم فأنزل الله إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله انى أرى ما لا ترون قال أرى جبريل عليه السلام معتجرا بردائه
يقود الفرس بين يدي أصحابه ما ركبه * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله انى أرى
ما لا ترون قال ذكر لنا انه رأى جبريل تنزل معه الملائكة فعلم عدو الله انه لا يدان له بالملائكة وقال انى أخاف الله
وكذب عدو الله ما به مخافة الله ولكن علم أنه لا قوة له به ولا منعة له * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن معمر قال
190

ذكروا أنهم أقبلوا على سراقة بن مالك بعد ذلك فأنكر ان يكون شئ من ذلك * وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم
عن عباد بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال كان الذي رآه نكص حين نكص الحارث بن هشام أو عمرو بن
وهب الجمحي * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله إذ يقول المنافقون قال وهم يومئذ في
المسلمين * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله إذ يقول المنافقون
والذين في قلوبهم مرض قال هم قوم لم يشهدوا القتال يوم بدر فسموا منافقين * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر
عن الكلبي رضي الله عنه قال هم قوم كانوا أقروا بالاسلام وهم بمكة ثم خرجوا مع المشركين يوم بدر فلما رأوا
المسلمين قالوا غر هؤلاء دينهم * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن الشعبي رضي الله عنه في الآية قال كان أناس
من أهل مكة تكلموا بالاسلام فخرجوا مع المشركين يوم بدر فلما رأوا وفد المسلمين قالوا غر هؤلاء دينهم * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن إسحاق رضي الله عنه في قوله إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض قال هم الفئة الذين
خرجوا مع قريش احتبسهم آباؤهم فخرجوا وهم على الارتياب فلما رأوا قلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالوا غر هؤلاء دينهم حين قدموا على ما قدموا عليه من قلة عددهم وكثرة عدوهم وهم فئة من قريش مسمون
خمسة قيس بن الوليد بن المغيرة وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة المخزوميان والحارث بن زمعة وعلي بن أمية بن
خلف والعاصي ابن منبه * قوله تعالى (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك
رضي الله عنه في قوله ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة قال الذين قتلهم الله ببدر من المشركين * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال آيتان يبشر بهما الكافر عند موته ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا
الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله وأدبارهم قال وأشباههم ولكن الله كريم يكنى * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
السدى رضي الله عنه في قوله ذلك بان الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم قال نعمة الله
محمد صلى الله عليه وسلم أنعم الله بها على قريش فكفروا فنقله إلى الأنصار * قوله تعالى (ان شر الدواب عند الله)
الآيات * أخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال نزلت ان شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم
لا يؤمنون في ستة رهط من اليهود منهم ابن تابوت * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم قال قريظة يوم الخندق مالؤا على محمد صلى
الله عليه وسلم أعداءه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فشرد بهم من
خلفهم قال نكل بهم من بعدهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فشرد بهم من خلفهم
قال نكل بهم من وراءهم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فشرد بهم من
خلفهم قال نكل بهم الذين خلفهم * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله
فشرد بهم من خلفهم قال أنذرهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه
في قوله فشرد بهم من خلفهم قال اصنع بهم كما تصنع بهؤلاء * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى
في قوله لعلهم يذكرون يقول لعلهم يحذرون ان ينكثوا فيصنع بهم مثل ذلك * وأخرج أبو الشيخ عن ابن
شهاب رضي الله عنه قال دخل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قد وضعت السلاح وما
زلنا في طلب القوم فاخرج فان الله قد أذن لك في قريظة وأنزل فيهم واما تخافن من قوم خيانة الآية * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله واما تخافن من قوم خيانة قال قريظة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله واما تخافن من قوم خيانة الآية قال من عاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان خفت ان يختانوك ويغدروا فتأتيهم فانبذ إليهم على سواء * واخرج ابن أبي حاتم عن علي بن الحسين رضي الله عنه
قال لا تقاتل عدوك حتى تنبذ إليهم على سواء ان الله لا يحب الخائنين * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في
شعب الايمان عن سليم بن عامر رضي الله عنه قال كان بين معاوية وبين الروم عهد وكان يسير حتى يكون قريبا
من أرضهم فإذا انقضت المدة أغار عليهم فجاءه عمرو بن عبسة فقال الله أكبر وفاء لا غدر سمعت رسول الله صلى
191

الله عليه وسلم يقول من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة ولا يحلها حتى ينقضي أمرها أو ينبذ إليهم على سواء
قال فرجع معاوية بالجيوش * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ميمون بن مهران رضي الله عنه قال ثلاثة
المسلم والكافر فيهن سواء من عاهدته فوفى بعهده مسلما كان أو كافرا فإنما العهد لله ومن كانت بينك وبينه رحم
فصلها مسلما كان أو كافرا ومن ائتمنك على أمانة فأدها إليه مسلما كان أو كافرا * قوله تعالى (ولا تحسبن)
الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انهم لا يعجزون يقول لا يفوتونا
* قوله تعالى (وأعدوا لهم) الآية * أخرج أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم القراب في كتاب فضل الرمي والبيهقي في شعب
الايمان عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر وأعدوا
لهم ما استطعتم من قوة ألا ان القوة الرمي ألا ان القوة الرمي قالها ثلاثا * وأخرج ابن المنذر عن عقبة بن عامر الجهني
رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ألا ان
القوة الرمي ثلاثا ان الأرض ستفتح لكم وتكفون المؤنة فلا يعجزن أحدكم أن يلهو بأسهمه * وأخرج البيهقي
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه تلا هذه الآية وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة قال ألا ان القوة الرمي * وأخرج
ابن المنذر عن مكحول رضي الله عنه قال ما بين الهدفين روضة من رياض الجنة فتعلموا الرمي فإني سمعت الله تعالى
يقول وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة قال فالرمي من القوة * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة قال الرمي والسيوف والسلاح * وأخرج ابن إسحاق وابن أبي
حاتم عن عباد بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه في قوله وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة قال أمرهم بأعداء الخيل
* وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن عكرمة رضي الله عنه في قوله وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة
ومن رباط الخيل قال القوة ذكور الخيل والرباط الإناث * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة قال القوة ذكور الخيل ورباط الخيل الإناث * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي
حاتم عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه في الآية قال القوة الفرس إلى السهم فما دونه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ترهبون به عدو الله وعدوكم قال تخزون به عدو
الله وعدوكم * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله
عليه وسلم مر بقوم وهم يرمون فقال رميا بنى إسماعيل لقد كان أبوكم راميا * وأخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة
والحاكم وصححه والبيهقي عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صانعه الذي يحتسب في صنعته الخير والذي يجهز به في سبيل الله والذي
يرمى به في سبيل الله وقال ارموا واركبوا وان ترموا خير من أن تركبوا وقال كل شئ يلهو به ابن آدم فهو باطل الا
ثلاثة رمية عن قوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله فإنهن من الحق ومن علم الرمي ثم تركه فهي نعمة كفرها * وأخرج
عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في شعب الايمان عن حرام بن معاوية قال كتب إلينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أن لا يجاورنكم خنزير ولا يرفع فيكم صليب ولا تأكلوا على مائدة يشرب عليها الخمر وأدبوا الخيل وامشوا بين
الفرقتين * وأخرج البزار والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقوم
من أسلم يرمون فقال ارموا بنى إسماعيل فان أباكم كان راميا ارموا وأنا مع ابن الأدرع فامسك القوم فسألهم فقالوا
يا رسول الله من كنت معه غلب قال ارموا وأنا معكم كلكم * وأخرج أحمد والبخاري عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه
قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم يتناصلون في السوق فقال ارموا يا بنى إسماعيل فان
أباكم كان راميا ارموا وأنا مع بنى فلان لأحد الفريقين فأمسكوا بأيديهم فقال ارموا قالوا يا رسول الله كيف نرمي
وأنت مع بنى فلان قال ارموا وأنا معكم كلكم * وأخرج الحاكم وصححه عن محمد بن أياس بن سلمة عن أبيه عن جده
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على ناس ينتضلون فقال حسن اللهم مرتين أو ثلاثا ارموا وأنا مع ابن الأدرع
فامسك القوم قال ارموا وأنا معكم جميعا فلقد رموا عامة يومهم ذلك ثم تفرقوا على السواء ما نضل بعضهم بعضا
192

* وأخرج الطبراني في الأوسط والحاكم والقراب في فضل الرمي عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال كل شئ من لهو الدنيا باطل الا ثلاثة انتضالك بقوسك وتأديبك فرسك وملاعبتك أهلك فإنها من
الحق وقال عليه السلام انتضلوا واركبوا وان تنضلوا أحب إلى أن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة صانعه
محتسبا والمعين به والرامي به في سبيل الله تعالى * وأخرج الحاكم وصححه والقراب عن أبي نجيح السلمي رضي الله عنه
قال حاصرنا قصر الطائف فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رمى بسهم في سبيل الله فله عدل
محرر قال فبلغت يومئذ ستة عشر سهما * وأخرج ابن ماجة والحاكم والقراب عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رمى العدو بسهم فبلغ سهمه أو أخطأ أو أصاب فعدل رقبة
* وأخرج الحاكم عن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه قال لما كان يوم بدر قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أكثبوكم فارموا بالنبل واستبقوا نبلكم * وأخرج الحاكم وصححه عن سعد بن أبي وقاص ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال يوم أحد أنبلوا سعد ارم يا سعد رمى الله لك فداك أبي وأمي * وأخرج الحاكم وصححه عن
عائشة بنت سعد رضي الله عنها عن أبيها انه قال
الاهل أتى رسول الله أنى * حميت صحابتي بصدور نبلى
* وأخرج الثقفي في فوائده عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تحضر الملائكة
من اللهو شيئا الا ثلاثة لهو الرجل مع امرأته واجراء الخيل والنضال * وأخرج ابن عدي عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الملائكة تشهد ثلاثا الرمي والرهان وملاعبة الرجل أهله * وأخرج
أبو عبيد في كتاب الخيل عن أبي الشعثاء جابر بن زيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ارموا
واركبوا الخيل وان ترموا أحب إلى كل لهو لها به المؤمن باطل الا ثلاث خلال رميك عن قوسك وتأديبك
فرسك وملاعبتك أهلك فإنهن من الحق * وأخرج النسائي والبزار والبغوي والباوردي والطبراني والقراب
وأبو نعيم والبيهقي والضياء عن عطاء بن أبي رباح قال رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاري يرتميان فمل
أحدهما فجلس فقال الآخر كسلت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل شئ ليس من ذكر الله فهو لغو
وسهو الا أربع خصال مشى الرجل بين الغرضين وتأديب فرسه وملاعبته أهله وتعليم السباحة * وأخرج
القراب عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة
الجنة الرامي والممد به والمحتسب له * وأخرج القراب عن حذيفة رضي الله عنه قال كتب عمر رضي الله عنه إلى
الشام أيها الناس ارموا واركبوا والرمي أحب إلى من الركوب فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
الله يدخل بالسهم الواحد الجنة من عمله في سبيله ومن قوى به في سبيل الله عز وجل * وأخرج القراب عن ابن
عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم لهو المؤمن الرمي ومن ترك الرمي بعد ما علمه فهو نعمة تركها
* وأخرج القراب عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال لا أترك الرمي أبدا ولو كانت يدي مقطوعة بعد شئ سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تعلم الرمي ثم تركه فقد عصاني
* وأخرج القراب عن مكحول يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال كل لهو باطل الا ركوب الخيل والرمي
ولهو الرجل مع امرأته فعليكم بركوب الخيل والرمي والرمي أحبهما إلى * وأخرج القراب من طريق مكحول
عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهو في ثلاث تأديبك فرسك ورميك بقوسك
وملاعبتك أهلك * وأخرج القراب من طريق مكحول ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى أهل الشام
ان علموا أولادكم السباحة والفروسية * وأخرج القراب عن سليمان التيمي قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يعجبه ان يكون الرجل سابحا راميا * وأخرج القراب عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من رمى بسهم في سبيل الله فأصاب أو أخطأ أو قصر فكأنما أعتق رقبة كانت فكاكا له من النار
* وأخرج القراب عن أبي نجيح السلمي رضي الله عنه قال حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه قصر الطائف فسمعته
يقول من رمى بسهم في سبيل الله قصر أو بلغ كانت له درجة في الجنة * وأخرج القراب عن عبد الله بن مسعود
193

رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا أهل الصقع فمن بلغ منهم فله درجة في الجنة قالوا يا رسول الله
ما الدرجة قال ما بين الدرجتين خمسمائة عام * وأخرج الطبراني والقراب عن أبي عمرة الأنصاري رضي الله عنه
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رمى بسهم في سبيل الله فبلغ أو قصر كان السهم نورا يوم القيامة
* وأخرج ابن عدي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب اللهو إلى الله اجراء
الخيل والرمي بالنبل ولعبكم مع أزواجكم * وأخرج البزار والطبراني في الأوسط عن سعد رضي الله عنه قال
عليكم بالرمي فإنه خير أو من خير لهوكم * وأخرج أبو عوانة عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال تعلموا
الرمي فإنه خير لعبكم * وأخرج البزار عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم مر على قوم وهم يرمون
فقال ارموا بنى إسماعيل فان أباكم كان راميا * وأخرج البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه
وسلم قال من تعلم الرمي ثم نسيه فهي نعمة جحدها * وأخرج البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى
الله عليه وسلم قال لا تحضر الملائكة من لهوكم الا الرهان والنضال * وأخرج البزار بسند حسن عن أنس
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رمى رمية في سبيل الله قصر أو بلغ كان له مثل أجر أربعة
أناس من ولد إسماعيل اليوم * وأخرج البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
رمى بسهم في سبيل الله كان له نور يوم القيامة * وأخرج الطبراني في الأوسط عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل لهو يكره الا ملاعبة الرجل امرأته ومشيه بين الهدفين وتعليمه فرسه
* وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الرمي والبيهقي في شعب الايمان عن أبي رافع رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم حق الولد على الوالد ان يعلمه الكتابة والسباحة والرمي * وأخرج ابن أبي الدنيا والديلمي عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا الرمي فان ما بين الهدفين روضة من رياض الجنة
* وأخرج الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشى بين الغرضين
كان له بكل خطوة حسنة * وأخرج الطبراني في الصغير عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما على أحدكم إذا ألح به همه ان يتقلد قوسه فينفي بها همه * وأخرج البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علموا أبناءكم السباحة والرمي والمرأة المغزل * وأخرج ابن منده في المعرفة
عن بكر بن عبد الله بن الربيع الأنصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علموا أبناءكم
السباحة والرمي والمرأة المغزل * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم في سبيل الله كان له
عدل رقبة * وأخرج عبد الرزاق عن أبي امامة رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من شاب شيبة
في الاسلام كان له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم في سبيل الله أخطأ أو أصاب كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل
* وأخرج أحمد عن مرة بن كعب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من بلغ العدو بسهم رفعه الله
به درجة بين الدرجتين مائة عام ومن رمى بسهم في سبيل الله كان كمن أعتق رقبة * واخرج الخطيب عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة صانعه محسبا صنعته
والرامي به والمقوي به * وأخرج الواقدي عن مسلم بن جندب رضي الله عنه قال أول من ركب الخيل إسماعيل بن
إبراهيم عليهما السلام وانما كانت وحشا لا تطاق حتى سخرت له * وأخرج الزبير بن بكار في الأنساب عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال كانت الخيل وحشا لا تركب فأول من ركبها إسماعيل عليه السلام فبذلك سميت
العراب * وأخرج أحمد بن سليمان والنجاد في جزئه المشهور عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت الخيل
وحشا كسائر الوحوش فلما أذن الله تعالى لإبراهيم وإسماعيل برفع القواعد من البيت قال الله عز وجل انى
معطيكما كنزا ادخرته لكما ثم أوحى الله إلى إسماعيل عليه السلام ان أخرج فادع بذلك الكنز فخرج إسماعيل عليه
السلام إلى أجناد وكان موطنا منه وما يدرى ما الدعاء ولا الكنز فألهمه الله الدعاء فلم يبق على وجه الأرض فرس
الا أجابته فأمكنته من نواصيها وذللها له فاركبوها واعتدوها فإنها ميامين وانها ميراث أبيكم إسماعيل عليه السلام
194

* وأخرج الثعلبي عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد الله ان يخلق الخيل قال للريح
الجنوب انى خالق منك خلقا فاجعله عزا لأوليائي ومذلة على أعدائي وجمالا لأهل طاعتي فقالت الريح أخلق فقبض
منها قبضة فخلق فرسا فقال له خلقتك عربيا وجعلت الخير معقودا بناصيتك والغنائم مجموعة على ظهرك عطفت
عليك صاحبك وجعلتك تطير بلا جناح فأنت للطلب وأنت للهرب وسأجعل على ظهرك رجالا يسبحوني ويحمدوني
ويهللوني تسبحن إذا سبحوا وتهللن إذا هللوا وتكبرن إذا كبروا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من تسبيحة أو
تحميدة أو تكبيرة يكبرها صاحبها فتسمعه الا تجيبه بمثلها ثم قال سمعت الملائكة صنعة الفرس وعاينوا خلقها قالت
رب نحن ملائكتك نسبحك ونحمدك فماذا لنا فخلق الله لها خيلا بلقا أعناقها كأعناق البخت فلما أرسل الله الفرس
إلى الأرض واستوت قدماه على الأرض صهل فقيل بوركت من دابة أذل بصهيلك المشركين أذل به أعناقهم وأملاء
به آذانهم وارعب به قلوبهم فلما عرض الله على آدم من كل شئ قال له اختر من خلقي ما شئت فاختار الفرس قال
له اخترت أعزك وعز ولدك خالد اما خلدوا وباقيا ما بقوا بركتي عليك وعليهم ما خلقت خلقا أحب إلى منك ومنهم
* وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله سواء * وأخرج مالك والبخاري ومسلم والبيهقي في
شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر
وعلى رجل وزر فاما الذي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرج أو روضة فما أصابت في
طيلها ذلك من المرج أو الروضة كان له حسنات ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت آثارها
وأرواثها حسنات له ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد ان يسقيها كان ذلك حسنات له فهي لذلك أجر ورجل
ربطها تغنيا ثم لم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك ستر ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الاسلام
فهي على ذلك وزر * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة والخيل ثلاثة خيل أجر وخيل وزر وخيل ستر
فاما خيل ستر فمن اتخذها تعففا وتكرما وتجملا ولم ينس حق بطونها وظهورها في عسره ويسره وأما خيل الاجر
فمن ارتبطها في سبيل الله فإنها لا تغيب في بطونها شيئا الا كان له أجر حتى ذكر أرواثها وأبوالها ولا تعدو في واد شوطا
أو شوطين الا كان في ميزانه وأما خيل الوزر فمن ارتبطها تبذخا على الناس فإنها لا تغيب في بطونها شيئا الا كان
وزرا عليه حتى ذكر أرواثها وأبوالها ولا تعدو في واد شوطا أو شوطين الا كان عليه وزر * وأخرج مالك وأحمد بن
حنبل والطيالسي وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة وابن حبان عن ابن عمر رضي الله عنهما ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري
ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن عروة البارقي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل
معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة قيل يا رسول الله وما ذاك قال الاجر والغنيمة * وأخرج ابن أبي شيبة
ومسلم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يلوي ناصية فرسه بإصبعه ويقول
الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة * وأخرج النسائي وأبو مسلم الكشي في سننه عن سلمة بن نفيل رضي الله عنه
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة قيل يا رسول الله وما ذاك قال
الاجر والغنيمة * وأخرج الطبراني والآجري في كتاب النصيحة عن أبي كبشة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كالباسط يده
بالصدقة * وأخرج الطبراني عن سوادة بن الربيع الجرمي رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأمرني بذود وقال عليك بالخيل فان الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة * وأخرج الطبراني عن أبي
امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل في نواصيها الخير والمغنم إلى يوم القيامة نواصيها
أذناها وأذنابها مذابها * وأخرج ابن سعد في الطبقات وابن مند في الصحابة عن يزيد بن عبد الله بن عريب
المليكي عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة
وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كباسط كفيه في الصدقة لا يقبضها وأبوالها وأرواثها عند الله يوم القيامة
195

كذكي المسك * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير أبدا إلى يوم القيامة فمن ربطها عدة في سبيل الله وأنفق عليها احتسابا في
سبيل الله فان شبعها وجوعها وربها وظمأها وأبوالها وأرواثها فلاح في موازينه يوم القيامة ومن ربطها رياء
وسمعة وفخرا ومرحا فان شبعها وجوعها وريها وظمأها وأرواثها وأبوالها خسران في موازينه يوم القيامة
* وأخرج أبو بكر بن عاصم في الجهاد والقاضي عمر بن الحسن الأشناني في بعض تاريخه عن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون
عليها فخذوا بنواصيها وادعوا بالبركة وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار * وأخرج أبو عبيدة في كتاب الخيل عن
زياد بن مسلم الغفاري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول الخيل ثلاثة فمن ارتبطها في سبيل
الله وجهاد عدوه كان شبعها وجوعها وريها وعطشها وجريها وعرقها وأرواثها وأبوالها أجرا في ميزانه يوم
القيامة ومن ارتبطها للجمال فليس له الا ذاك ومن ارتبطها فخرا ورياء كان مثل ما نص في الأول وزرا في ميزانه
يوم القيامة * وأخرج الطبراني والآجري في الشريعة والنصيحة عن خباب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم الخيل ثلاثة ففرس للرحمن وفرس للانسان وفرس للشيطان فاما فرس الرحمن فما أعد في سبيل الله
وقوتل عليه أعداء الله وأما فرس الانسان فما استبطن ويحمل عليه وأما فرس الشيطان فما قومر عليه وأخرجه
ابن أبي شيبة عن خباب موقوفا * وأخرج أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الخيل ثلاث فرس للرحمن وفرس للانسان وفرس للشيطان فاما فرس الرحمن فالذي يرتبط في سبيل الله فعلفه
وروثه وبوله وذكر ما شاء الله وأما فرس الشيطان فالذي يقامر أي يراهن عليه وأما فرس الانسان فالفرس
يرتبطها الانسان يلتمس بطنها فهي ستر من فقر * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد من طريق أبى عمرو الشيباني
رضي الله عنه عن رجل من الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل ثلاثة فرس يربطه الرجل في سبيل الله
فثمنه أجر وعاريته أجر وعلفه أجر وفرس يعالق فيه الرجل ويراهن فثمنه وزر وعلفه وزر وفرس للبطنة
فعسى ان يكون سددا من الفقر إن شاء الله تعالى * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي عن أنس
ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البركة في نواصي الخيل * وأخرج النسائي عن أنس
رضي الله عنه قال لم يكن شئ أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل * وأخرج ابن سعد
وأحمد في الزهد عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال ما كان شئ أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من
الخيل ثم قال اللهم غفرا الا النساء * وأخرج الدمياطي في كتاب الخيل عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حبس فرسا في سبيل الله كان ستره من النار * * وأخرج ابن أبي
عاصم في الجهاد عن يزيد بن عبد الله بن غريب المليكي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم في الخيل وأبوالها وأرواثها كف من مسك الجنة * وأخرج ابن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم المنفق على الخيل كباسط يده بالصدقة لا يقبضها وأبوالها وأرواثها عند الله يوم القيامة
كذكي المسك * وأخرج ابن ماجة وابن أبي عاصم عن تميم الداري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول من ارتبط فرسا في سبيل الله ثم عالج علفه بيده كان له بكل حبة حسنة * وأخرج أحمد وابن أبي
عاصم عن تميم رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من امرئ مسلم ينقى لفرسه شعيرا
ثم يعلفه عليه الا كتب الله تعالى له بكل حبة حسنة * وأخرج ابن ماجة وابن أبي عاصم عن أبي بكر الصديق
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة سيئ الملكة قالوا يا رسول الله أليس أخبرتنا
ان هذه الأمة أكثر الأمم مملوكين وأيامي قال بلى فأكرموهم بكرامة أولادكم وأطعموهم مما تأكلون قالوا
فما ينفعنا في الدنيا قال فرس تربطه تقاتل عليه في سبيل الله ومملوك يكفيك فإذا كفاك فهو أخوك * وأخرج
أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي عن سلمان رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من
رجل مسلم الا حق عليه ان يرتبط فرسا إذا أطاق ذلك * وأخرج ابن أبي عاصم عن سوادة بن الربيع رضى الله
196

عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتبطوا الخيل فان الخيل في نواصيها الخير * وأخرج ابن أبي عاصم عن
ابن الحنظلية رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ارتبط فرسا في سبيل الله كانت النفقة
عليه كالماد يده بصدقة لا يقطعها * وأخرج أبو طاهر المخلص عن ابن الحنظلية رضي الله عنه سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وصاحبها يعان عليها والمنفق عليها كالباسط
يده بالصدقة لا يقبضها * وأخرج أحمد وأبو داود وابن أبي عاصم والحاكم عن ابن الحنظلية رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المنفق على الخيل في سبيل الله كباسط يده بالصدقة لا يقبضها * وأخرج البخاري
والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من احتبس فرسا
في سبيل الله ايمانا بالله وتصديق موعود الله كان شبعه وريه وبوله حسنات في ميزانه يوم القيامة * وأخرج أحمد
والنسائي والحاكم وصححه عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من فرس عربي الا يؤذن
له عند كل سحر بدعوتين يقول اللهم كما خولتني من خولتني من بني آدم فاجعلني من أحب ماله وأهله إليه
* وأخرج أبو داود والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمى الأنثى من
الخيل فرسا * وأخرج الطبراني عن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول من أطرق مسلما فرسا فأعقب له الفرس كتب الله له أجر سبعين فرسا يحمل عليها في سبيل الله وان لم تعقب
له كان له كأجر سبعين فرسا يحمل عليه في سبيل الله * وأخرج الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ما تعاطى
الناس بينهم شيئا قط أفضل من الطرق يطرق الرجل فرسه فيجرى له أجره ويطرق الرجل فحله فيجرى له أجره
ويطرق الرجل كبشه فيجرى له أجره * وأخرج أبو عبيدة في كتاب الخيل عن معاوية بن خديج رضي الله عنه انه
لما افتتحت مصر كان لكل قوم مراغة يمرغون فيها خيولهم فمر معاوية بأبي ذر رضي الله عنه وهو يمرغ فرسا له
فسلم عليه ووقف ثم قال يا أبا ذر ما هذا الفرس قال فرس لي لا أراه الا مستجابا قال وهل تدعو الخيل وتجاب قال نعم
ليس من ليلة الا والفرس يدعو فيها ربه فيقول رب انك سخرتني لابن آدم وجعلت رزقي في يده اللهم فاجعلني
أحب إليه من أهله وولده فمنها المستجاب ومنها غير المستجاب ولا أرى فرسي هذا الا مستجابا * وأخرج أبو عبيدة
عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنه قال أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا من جدس حي من
اليمن فأعطاه رجلا من الأنصار وقال إذا نزلت فأنزل قريبا منى فإني أسار إلى صهيله ففقده ليلة فسال عنه فقال
يا رسول الله انا خصيناه فقال مثلت به يقولها ثلاثا الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة أعرافها دفاؤها
وأذنابها مذابها التمسوا نسلها وباهوا بصهيلها المشركين * وأخرج أبو عبيدة عن مكحول رضي الله عنه قال نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جز أذناب الخيل وأعرافها ونواصيها وقال اما أذنابها فمذابها واما أعرافها
فادفاؤها واما نواصيها ففيها الخير * وأخرج أبو نعيم عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قالا تهلبوا أذناب الخيل ولا تجزوا أعرافها ونواصيها فان البركة في نواصيها ودفاؤها في أعرافها وأذنابها
مذابها * وأخرج أبو داود عن عتبة بن عبد الله السلمي رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لا تقصوا نواصي الخيل ولا معارفها ولا أذنابها فاما أذنابها مذابها ومعارفها ادفاؤها ونواصيها معقود فيها
الخير * وأخرج ابن سعد عن أبي واقد انه بلغه ان النبي صلى الله عليه وسلم قام إلى فرسه فمسح وجهه بكم
قميصه فقالوا يا رسول الله أبقميصك قال إن جبريل عاتبني في الخيل * وأخرج أبو عبيدة من طريق يحيى
ابن سعيد عن شيخ من الأنصار ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح بطرف ردائه وجه فرسه وقال انى عتبت
الليلة في أذلة الخيل * وأخرج أبو عبيدة عن عبد الله بن دينار رضي الله عنه قال مسح رسول الله صلى الله عليه
وسلم وجه فرسه بثوبه وقال إن جبريل بات الليلة يعاتبني في أذلة الخيل * وأخرج أبو داود في المراسيل عن
الوضين بن عطاء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقودوا الخيل بنواصيها فتذلوها * واخرج
أبو داود في المراسيل عن مكحول رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرموا الخيل وجللوها
* وأخرج الحسن بن عرفة عن مجاهد رضي الله عنه قال أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم انسانا ضرب وجه
197

فرسه ولعنه فقال هذه مع تلك الا ان تقاتل عليه في سبيل الله فجعل الرجل يقاتل عليه ويحمل إلى أن كبر وضعف
وجعل يقول اشهدوا اشهدوا * وأخرج أبو نصر يوسف بن عمر القاضي في سننه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في عين الفرس ربع ثمنه * وأخرج محمد بن يعقوب الخلى في كتاب
الفروسية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ما من ليله الا ينزل ملك من السماء يحبس عن دواب الغزاة الكلال
الا دابة في عنقها جرس * وأخرج ابن سعد وأبو داود والنسائي عن أبي وهب الجشمي رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها وأكنافها وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار وعليكم بكل
كميت أغر محجل أو أشقرا غر محجل أو أدهم أغر محجل * واخرج أبو داود والترمذي وحسنه عن ابن عباس رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يمن الخيل في شقرها * وأخرج الواقدي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الخيل الشقر والا فالأدهم أغر محجل ثلاث طليق اليمنى * وأخرج أبو
عبيدة عن الشعبي رضي الله عنه في حديث رفعه أنه قال التمسوا الحوائج على الفرس الكميت الأرثم المحجل
الثلاث المطلق اليد اليمنى * وأخرج الحسن بن عرفة عن موسى بن علي بن رباح اللخمي عن أبيه قال جاء رجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انى أريد أن أبتاع فرسا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك به كميتا
وأدهم أقرح ارثم محجل ثلاث طليق اليمنى * واخرج أبو عبيدة وابن أبي شيبة عن عطاء رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان خير الخيل الحو * واخرج ابن عرفة عن نافع بن جبير رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال اليمن في الخيل في كل أحوى أحم * واخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي
والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال من الخيل
* وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن ماجة والحاكم وصححه عن أبي قتادة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال خير الخيل الأدهم الأقرح المحجل الأرثم طلق اليد اليمنى فان لم يكن أدهم فكميت على هذه النسبة
* وأخرج الطبراني والحاكم وصححه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
أردت ان تغتزي فاشتر فرسا أدهم أغر محجلا مطلق اليمنى فإنك تغنم وتسلم * قوله تعالى (وآخرين من دونهم)
الآية * اخرج سعد والحرث بن أبي أسامة وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن قانع في معجمه والطبراني
وأبو الشيخ وابن منده والروياني في مسنده وابن مردويه وابن عساكر عن يزيد بن عبد الله بن عريب عن أبيه
عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قوله وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم قال هم الجن ولا يخبل
الشيطان انسانا في داره فرس عتيق * وأخرج أبو الشيخ عن أبي الهدى عن أبيه عمن حدثه عن النبي صلى الله عليه
وسلم في قوله وآخرين من دونهم لا تعلمونهم قال هم الجن فمن ارتبط حصانا من الخيل لم يتخلل منزله شيطان
* وأخرج ابن المنذر عن سليمان بن موسى رضي الله عنه في قوله وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ولن
يخبل الشيطان انسانا في داره فرس عتيق * واخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله وآخرين من دونهم يعنى الشيطان لا يستطيع ناصية فرس لان النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في
نواصيها الخير فلا يستطيعه شيطان أبدا * واخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وآخرين من دونهم قال قريظة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن مقاتل في قوله وآخرين من دونهم لا تعلمونهم قال يعنى المنافقين الله يعلمهم يقول الله يعلم ما في قلوب المنافقين
من النفاق الذي يسرون * واخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وآخرين من دونهم لا تعلمونهم
الله يعلمهم قال هؤلاء المنافقون لا تعلمونهم لانهم معكم يقولون لا إله إلا الله ويغزون معكم * واخرج ابن أبي حاتم
عن السدى رضي الله عنه في قوله وآخرين من دونهم قال أهل فارس * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
سفيان رضي الله عنه في قوله وآخرين من دونهم قال قال ابن اليمان رضي الله عنه هم الشياطين التي في الدور
* قوله تعالى (وان جنحوا للسلم) الآية * اخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله وان جنحوا للسلم قال قريظة * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله وان جنحوا للسلم فاجنح لها
198

الآية قال نزلت في بني قريظة نسختها فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم إلى آخر الآية * وأخرج ابن مردويه عن عبد
الرحمن بن أبزى رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ وان جنحوا للسلم * وأخرج وابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وان جنحوا للسلم قال الطاعة * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وان جنحوا للسلم فاجنح لها قال إن رضوا فارض * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله
وان جنحوا للسلم فاجنح لها يقول إذا أرادوا الصلح فأرده * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه
قرأ وان جنحوا للسلم يعنى بالخفض وهو الصلح * وأخرج ابن أبي حاتم عن مبشر بن عبيد رضي الله عنهما انه قرأ
وان جنحوا للسلم يعنى بفتح السين يعنى الصلح * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله وان جنحوا للسلم فاجنح لها قال نسختها هذه الآية قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا
باليوم الآخر إلى قوله صاغرون * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه
في قوله وان جنحوا للسلم أي الصلح فاجنح لها قال كانت قبل براءة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوادع
الناس إلى أجل فاما أن يسلموا واما أن يقاتلهم ثم نسخ ذلك في براءة فقال اقتلوا المشركين حين وجدتموهم وقال
قاتلوا المشركين كافة نبذ إلى كل ذي عهد بعهده وأمره أن يقاتلهم حتى يقولوا لا إله إلا الله ويسلموا وان لا يقبل
منهم الا ذلك وكل عهد كان في هذه السورة وغيرها وكل صلح يصالح به المسلمون المشركين يتواعدون به فان براءة
جاءت بنسخ ذلك فامر بقتالهم قبلها على كل حال حتى يقولوا لا إله إلا الله * قوله تعالى (وان يريدوا أن يخدعوك)
* أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وان يريدوا أن يخدعوك قال
قريظة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين قال الأنصار
* وأخرج ابن مردويه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه في قوله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين الآية قال
نزلت في الأنصار * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين
قال هم الأنصار * وأخرج ابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال مكتوب على العرش لا إله إلا أنا وحدي
لا شريك لي محمد عبدي ورسولي أيدته بعلي وذلك قوله هو الذي أيدك بنصره بالمؤمنين * وأخرج ابن المبارك
وابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في كتاب الاخوان والنسائي والبزار وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم
وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود رضي الله عنه ان هذه الآية نزلت في المتحابين لو
أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وأبو الشيخ
والبيهقي في الشعب واللفظ له عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قرابة الرحم تقطع ومنه المنعم تكفر ولم نر مثل
تقارب القلوب يقول الله لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم وذلك موجود
في الشعر قال الشاعر
إذا مت ذو القربى إليك برحمه * فغشك واستغنى فليس بذي رحم
ولكن ذا القربى الذي ان دعوته * أجاب ومن يرمى العدو الذي ترمى
ومن ذلك قول القائل
ولقد صحبت الناس ثم خبرتهم * وبلوت ما وصلوا من الأسباب
فإذا القرابة لا تقرب قاطعا * وإذ المودة أقرب الأسباب
قال البيهقي هكذا وجدته موصولا بقول ابن عباس رضي الله عنهما ولا أدرى قوله وذلك موجود في الشعر من
قوله أو من قبل من قبله من الرواة * وأخرج ابن المبارك و عبد الرزاق وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم والبيهقي
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال النعمة تكفر والرحم يقطع وان الله تعالى إذا قارب بين القلوب لم
يزحزحها شئ ثم تلا لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم الآية * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال إذا لقى الرجل أخاه فصافحه تحاتت الذنوب بينهما كما ينثر الريح الورق
فقال رجل ان هذا من العمل اليسير فقال ألم تسمع الله قال لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم
199

ولكن الله ألف بينهم * وأخرج أبو الشيخ عن الأوزاعي قال كتب إلى قتادة ان يكن الدهر فرق بيننا فان إلفة
الله الذي ألف بين المسلمين قريب * قوله تعالى (يا أيها النبي حسبك الله) الآية * أخرج البزار عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال لما أسلم عمر رضي الله عنه قال المشركون قد انتصف القوم منا اليوم وأنزل الله يا أيها النبي
حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين * وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال لما أسلم
مع النبي صلى الله عليه وسلم تسعة وثلاثون رجلا وامرأة ثم إن عمر رضي الله عنه أسلم فصاروا أربعين فنزل يا أيها
النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سعيد بن جبير
رضي الله عنه قال لما أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة وثلاثون رجلا وست نسوة ثم أسلم مع النبي صلى الله عليه
وسلم عمر نزلت يا أيها النبي حسبك الله الآية * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال لما أسلم
عمر رضي الله عنه أنزل الله في اسلامه يا أيها النبي حسبك الله * وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن الزهري
رضي الله عنه في قوله يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين قال فقال نزلت في الأنصار * وأخرج البخاري
في تاريخه وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الشعبي رضي الله عنه في قوله يا أيها النبي حسبك الله ومن
اتبعك من المؤمنين قال حسبك الله وحسبك من اتبعك * وأخرج أبو محمد إسماعيل بن علي الحطبي في الأول من
تحديثه من طريق طارق عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال أسلمت رابع أربعين فنزلت يا أيها النبي حسبك
الله ومن اتبعك من المؤمنين * وأخرج عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال يقول حسبك الله والمؤمنون
* قوله تعالى (يا أيها النبي حرض المؤمنين) * اخرج البخاري وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه
والبيهقي في شعب الايمان من طريق سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت
ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وان يكن منكم مائة يغلبوا ألفا فكتب عليهم ان لا يفر واحد من
عشرة وان لا يفر عشرون من مائتين ثم نزلت الآن خفف الله عنكم الآية فكتب ان لا يفر مائة من مائتين
قال سفيان وقال ابن شبرمة رضي الله عنه وأرى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر مثل هذا ان كانا رجلين
أمرهما وان كانا ثلاثة فهو في سعة من تركهم * وأخرج البخاري والنحاس في ناسخه وابن مردويه والبيهقي في
سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين شق ذلك على
المسلمين حين فرض عليهم ان لا يفر واحد من عشرة فجاء التخفيف الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا
فان تكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين فلما خفف الله عنهم من العدة نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم
* وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ
وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال افترض ان يقاتل كل رجل عشرة فثقل ذلك عليهم وشق عليهم
فوضع عنهم ورد عنهم إلى أن يقاتل الرجل الرجلين فأنزل الله في ذلك أن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا
مائتين إلى آخر الآيات * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال افترض عليهم
أن يقاتل كل رجل عشرة فثقل ذلك عليهم وشق عليهم فوضع عنهم ورد عنهم إلى أن يقاتل الرجل الرجلين
فأنزل الله في ذلك أن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين إلى آخر الآيات * وأخرج وأبو الشيخ وابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت هذه الآية يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال ثقلت
على المسلمين فأعظموا ان يقاتل عشرون مائتين ومائة ألفا فخفف الله عنهم فنسخها بالآية الأخرى فقال الان
خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا الآية قال فكانوا إذا كانوا على الشطر من عدوهم لم ينبغ لهم ان يفروا
منهم وان كانوا دون ذلك لم يجب عليهم قتالهم وجاز لهم ان يتحرزوا عنهم ثم عاتبهم في الأسارى وأخذ المغانم ولم
يكن أحد قبله من الأنبياء عليهم السلام يأكل مغنما من عدو هو لله * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله ان يكن منكم عشرون صابرون الآية قال ففرض عليهم ان لا يفر رجل من
عشرة ولا قوم من عشرة أمثالهم فجهد الناس ذلك وشق عليهم فنزلت الآية الأخرى الآن خفف الله عنكم إلى
قوله ألفين ففرض عليهم ان لا يفر رجل من رجلين ولا قوم من مثليهم ونقص من الصبر بقدر ما تخفف عنهم من
200

العدة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ان يكن منكم عشرون الآية قال كان
يوم بدر جعل الله على المسلمين ان يقاتل الرجل الواحد منهم عشرة من المشركين لقطع دابرهم فلما هزم الله
المشركين وقطع دابرهم خفف على المسلمين بعد ذلك فنزلت ألآن خفف الله عنكم يعنى بعد قتال بدر * وأخرج
أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين قال نزلت في أهل بدر
شدد عليهم فجاءت الرخصة بعد * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال هذا الأصحاب محمد صلى الله عليه
وسلم يوم بدر جعل كل رجل منهم يقاتل عشرة من الكفار فضجوا من ذلك فجعل على كل رجل منهم قتال رجلين
تخفيف من الله عز وجل * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله ان يكن منكم عشرون
صابرون يغلبوا مائتين قال نزلت فينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج الشيرازي في الألقاب وابن عدي
والحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ ألآن خفف الله عنكم وعلم أن
فيكم ضعفا رفع * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرأ وعلم أن
فيكم ضعفا * وأخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرأ وعلم أن فيكم
ضعفا وقرأ كل شئ في القرآن ضعف * قوله تعالى (ما كان لنبي ان تكون له أسرى) الآيات * أخرج
الحاكم وصححه عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ان يكون له أسرى * وأخرج أحمد عن
أنس رضي الله عنه قال استشار النبي صلى الله عليه وسلم الناس في الأسارى يوم بدر فقال إن الله أمكنكم منهم فقام
عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله اضرب أعناقهم فاعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا أيها الناس ان الله قد أمكنكم منهم وانما هم إخوانكم بالأمس فقام عمر رضي الله عنه فقال يا رسول الله اضرب
أعناقهم فاعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ثم عاد فقال مثل ذلك فقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال
يا رسول الله نرى ان تعفو عنهم وان تقبل منهم الفداء فعفا عنهم وقبل منهم الفداء فنزل لولا كتاب من الله سبق
الآية * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه في هذه الآية قال استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبا بكر رضي الله عنه فقال يا رسول الله قد أعطاك الظفر ونصرك عليهم ففادهم فيكون عونا لأصحابك واستشار
عمر رضي الله عنه فقال يا رسول الله اضرب أعناقهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمكما الله ما أشبهكما باثنين
مضيا قبلكما نوح وإبراهيم أما نوح فقال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا وأما إبراهيم فإنه يقول رب من
تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وابن المنذر وابن أبي
حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لما كان يوم
بدر جئ بالأسارى فقال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله قومك وأهلك استبقهم لعل الله ان يتوب عليهم وقال
عمر رضي الله عنه يا رسول الله كذبوك وأخرجوك وقاتلوك قدمهم فاضرب أعناقهم وقال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه
انظروا واديا كثير الحطب فاضرمه عليهم نارا فقال العباس رضي الله عنه وهو يسمع ما يقول قطعت
رحمك فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليهم شيئا فقال أناس يأخذ بقول أبى بكر رضي الله عنه وقال أناس
يأخذ بقول عمر رضي الله عنه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله ليلين قلوب رجال حتى تكون ألين
من اللبن وان الله ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم عليه السلام قال من
تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم ومثلك يا أبا بكر مثل عيسى عليه السلام قال إن تعذبهم فإنهم عبادك
وان تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ومثلك يا عمر كمثل نوح عليه السلام إذ قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين
ديارا ومثلك يا عمر كمثل موسى عليه السلام إذ قال ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى
يروا العذاب الأليم أنتم عالة فلا ينفلتن منهم أحد الا بفداء أو ضرب عنق فقال عبد الله رضي الله عنه يا رسول الله
الا سهيل بن بيضاء فإني سمعته يذكر الاسلام فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيتني في يوم أخوف من أن
تقع على الحجارة منى في ذلك اليوم حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا سهيل بن بيضاء فأنزل الله تعالى
ما كان لبني ان تكون له أسرى حتى يثخن في الأرض إلى آخر الآيتين * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن
201

ابن مسعود رضي الله عنه قال فضل عمر رضي الله عنه الناس بأربع بذكره الأسارى يوم بدر فامر بقتلهم فأنزل
الله لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم وبذكره الحجاب أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقالت
زينب رضي الله عنها وانك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا فأنزل الله وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من
وراء حجاب ودعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم اللهم أيد الاسلام بعمر ورأيه في أبى بكر رضي الله عنه كان أول
الناس بايعه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال استشار النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر
وعمر رضي الله عنهما في أسارى بدر فقال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله استبق قومك وخذ الفداء وقال عمر
رضي الله عنه يا رسول الله اقتلهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو اجتمعتما ما عصيتكما فأنزل الله ما كان لنبي
ان تكون له أسرى الآية * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن علي رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم للأسارى يوم بدر ان شئتم فاقتلوهم وان شئتم فاديتم واستمتعتم بالفداء واستشهد
منكم بعدتهم فكان آخر السبعين ثابت بن قيس رضي الله عنه استشهد يوم اليمامة * وأخرج عبد الرزاق في
المصنف وابن أبي شيبة عن أبي عبيدة رضي الله عنه قال نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم يوم
بدر فقال إن ربك يخبرك ان شئت ان تقتل هؤلاء الأسارى وان شئت ان تفادى بهم ويقتل من أصحابك مثلهم
فاستشار أصحابه فقالوا نفاديهم فنتقوى بهم ويكرم الله بالشهادة من يشاء * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال لما استشار النبي صلى الله عليه وسلم الناس في أسارى بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ملكان من الملائكة أحدهما أحلى من الشهد والآخر أمر من الصبر ونبيان من الأنبياء أحدهما أحلى على
قومه من الشهد والآخر أمر على قومه من الصبر فاما النبيان فنوح قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا
وأما الآخر فإبراهيم إذ قال فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم وأما الملكان فجبريل وميكائيل هذا
صاحب الشدة وهذا صاحب اللين ومثلهما في أمتي أبو بكر وعمر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما الا أخبركما بمثليكما في الملائكة ومثليكما في
الأنبياء مثلك يا أبا بكر في الملائكة كمثل ميكائيل ينزل بالرحمة ومثلك في الأنبياء مثل إبراهيم قال فمن تبعني فإنه منى
ومن عصاني فإنك غفور رحيم ومثلك يا عمر في الملائكة مثل جبريل ينزل بالشدة والبأس والنقمة على أعداء
الله ومثلك في الأنبياء مثل نوح قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا * وأخرج أبو نعيم في الحلية من
طريق مجاهد رضي الله عنه عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لما أشار أبو بكر رضي الله عنه
فقال قومك وعشيرتك فخل سبيلهم فاستشار عمر رضي الله عنه فقال اقتلهم ففاداهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأنزل الله ما كان لنبي ان تكون له أسرى الآية فلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر رضي الله عنه فقال
كاد أن يصيبنا في خلافك شر * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما
أسر الأسارى يوم بدر أسر العباس فيمن أسر أسره رجل من الأنصار وقد وعدته الأنصار ان يقتلوه فبلغ ذلك النبي
صلى الله عليه وسلم فقال لم أنم الليلة من أجل عمى العباس وقد زعمت الأنصار انهم قاتلوه فقال له عمر فآتيهم قال نعم
فأتى عمر رضي الله عنه الأنصار فقال لهم أرسلوا العباس فقالوا لا والله لا نرسله فقال لهم عمر رضي الله عنه فان كان
لرسول الله صلى الله عليه وسلم رضا قالوا فان كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم رضا فخذه فاخذه عمر رضي الله عنه
فلما صار في يده قال له يا عباس أسلم فوالله لان تسلم أحب إلى من أن سلم الخطاب وما ذاك الا لما رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يعجبه إسلامك قال فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه فقال أبو بكر
رضي الله عنه عشيرتك فأرسلهم فاستشار عمر رضي الله عنه فقال اقتلهم ففاداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأنزل الله ما كان لنبي أن تكون له أسرى الآية * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه ان
النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل يوم بدر صبرا الا ثلاثة عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث وطمعة بن عدي وكان
النضر أسره المقداد * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال اختلف الناس في أسارى بدر فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فقال أبو بكر
202

رضي الله عنه فادهم وقال عمر رضي الله عنه اقتلهم قال قائل أرادوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدم
الاسلام ويأمره أبو بكر بالفداء وقال قائل لو كان فيهم أبو عمر أو أخوه ما أمره بقتلهم فاخذ رسول الله صلى الله
عليه وسلم بقول أبى بكر ففاداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم
عذاب عظيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كاد ليمسنا في خلاف ابن الخطاب عذاب عظيم ولو نزل العذاب
ما أفلت الا عمر * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف والترمذي وصححه والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه من طريق أبى صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما كان يوم بدر تعجل
الناس إلى الغنائم فأصابوها قبل ان تحل لهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الغنيمة لا تحل لأحد سود
الرؤس قبلكم كان النبي وأصحابه إذا غنموا جمعوها ونزلت نار من السماء فأهلكتها فأنزل الله هذه الآية لولا كتاب
من الله سبق إلى آخر الآيتين * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله لولا
كتاب من الله سبق قال يقول لولا أنه سبق في علمي انى ساحل المغانم لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم قال وكان
العباس بن عبد المطلب يقول أعطاني الله هذه الآية يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسارى وأعطاني بما أخذ
منى أربعين أوقية أربعين عبدا * وأخرج إسحاق بن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في
الأوسط وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم
عذاب عظيم يعنى غنائم بدر قبل ان يحلها لهم يقول لولا أنى أعذب من عصاني حتى أتقدم إليه لمسكم عذاب عظيم
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ما كان لنبي ان تكون له أسرى قال ذلك يوم بدر والمسلمون يومئذ قليل فلما كثروا واشتد
سلطانهم أنزل الله تعالى بعد هذا في الأسارى فاما منا بعد واما فداء فجعل الله النبي والمؤمنين في أمر الأسارى
بالخيار ان شاؤوا قتلوهم وان شاؤوا استعبدوهم وان شاؤوا فادوهم وفى قوله لولا كتاب من الله سبق يعنى في الكتاب
الأول ان المغانم والأسارى حلال لكم لمسكم فيما أخذتم من الأسارى عذاب عظيم فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا
قال وكان الله تعالى قد كتب في أم الكتاب المغانم والأسارى حلالا لمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته ولم يكن أحله لامة
قبلهم وأخذوا المغانم وأسروا الأسارى قبل ان ينزل إليهم في ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله حتى يثخن في الأرض يقول حتى يظهروا على الأرض * واخرج ابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال الإثخان هو القتل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله ما كان لنبي ان تكون له أسرى حتى يثخن في الأرض قال نزلت الرخصة بعد أن
شئت فمن وان شئت ففاد * وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله تريدون عرض الدنيا قال أراد
أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يوم بدر الفداء ففادوهم بأربعة آلاف أربعة آلاف * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عكرمة رضي الله عنه في قوله تريدون عرض الدنيا يعنى الخراج * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد رضي الله عنه
قال ليس أحد يعمل عملا يريد به وجه الله يأخذ عليه شيئا من عرض الدنيا الا كان حظه منه * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال لو لم يكن لنا ذنوب نخاف على أنفسنا منها الا حبنا للدنيا لخشينا
على أنفسنا ان الله يقول تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة أريد واما أراد الله * وأخرج ابن أبي حاتم
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لولا كتاب من الله سبق قال سبق لهم المغفرة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله لولا كتاب من الله سبق قال سبق لأهل بدر من السعادة لمسكم فيما أخذتم
قال من الفداء عذاب عظيم * وأخرج النسائي وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما لولا كتاب
من الله سبق قال سبقت لهم من الله الرحمة قبل ان يعملوا بالمعصية * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن
عساكر عن خيثمة رضي الله عنه قال كان سعد رضي الله عنه جالسا ذات يوم وعنده نفر من أصحابه إذ ذكر رجلا
فنالوا منه فقال مهلا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانا ذنبنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذنبا
فأنزل الله لولا كتاب من الله سبق قال فكنا نرى انها رحمة من الله سبق لنا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
203

مجاهد رضي الله عنه في قوله لولا كتاب من الله سبق قال في أنه لا يعذب أحدا حتى يبين له ويتقدم إليه * وأخرج
مسلم والترمذي وابن المنذر والبيهقي في الدلائل وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت
لي الأرض طهورا ومسجدا وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون * وأخرج أحمد وابن المنذر عن أبي
ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي بعثت إلى الأحمر
والأسود وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد كان قبلي ونصرت بالرعب
فيرعب العدو وهو منى مسيرة شهر وقال لي سل تعطه فاختبأت دعوتي شفاعة لامتي وهي نائلة منكم إن شاء الله
من لقى الله لا يشرك به شيئا وأحلت لامتي الغنائم * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم تكن الغنائم تحل لأحد كان قبلنا فطيبها الله لنا لما علم الله من ضعفنا
فأنزل الله فيما سبق من كتابه احلال الغنائم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم فقالوا والله
يا رسول الله لا نأخذ لهم قليلا ولا كثيرا حتى نعلم أحلال هو أم حرام فطيبه الله لهم فأنزل الله تعالى فكلوا
مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله ان الله غفور رحيم فلما أحل الله لهم فداهم وأموالهم قال الأسارى مالنا
عند الله من خير قد قتلنا وأسرنا فأنزل الله يبشرهم يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسارى إلى قوله والله
عليم حكيم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنه قال كانت الغنائم قبل ان يبعث النبي صلى الله
عليه وسلم في الأمم إذا أصابوا منه جعلوه في القربان وحرم الله عليهم ان يأكلوا منها قليلا أو كثيرا حرم ذلك
على كل نبي وعلى أمته فكانوا لا يأكلون منه ولا يغلون منه ولا يأخذون منه قليلا ولا كثيرا الا عذبهم الله عليه وكان
الله حرمه عليهم تحريما شديدا فلم يحله لنبي الا لمحمد صلى الله عليه وسلم قد كان سبق من الله في قضائه ان المغنم له
ولامته حلال فذلك قوله يوم بدر في أخذه الفداء من الأسارى لولا كتاب من الله سبق لمسكم عذاب
عظيم * وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن ابن عباس رضي الله عنهما لما رغبوا في الفداء أنزلت ما كان
لنبي إلى قوله لولا كتاب من الله سبق الآية قال سبق من الله رحمته لمن شهد بدرا فتجاوز الله عنهم وأحلها لهم * قوله
تعالى (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم) الآية * أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن عائشة رضي الله عنها
قالت لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلادة لها في فداء زوجها
فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق رقة شديدة وقال إن رأيتم ان تطلقوا لها أسيرها وقال العباس
رضي الله عنه انى كنت مسلما يا رسول الله قال الله أعلم بإسلامك فان تكن كما تقول فالله يجزيك فافد نفسك وابني
أخويك نوفل بن الحارث وعقيل بن أبي طالب وحليفك عتبة بن عمر وقال ما ذاك عندي يا رسول الله قال فأين
الذي دفنت أنت وأم الفضل فقلت لها ان أصبت فان هذا المال لبني فقال والله يا رسول الله ان هذا لشئ ما عمله
غير وغيرها فاحسب لي ما أصبتم منى عشرين أوقية من مال كان معي فقال افعل ففدى نفسه وابني أخويه
وحليفه ونزلت قل لمن في أيديكم من الأسارى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم فأعطاني
مكان العشرين أوقية في الاسلام عشرين عبدا كلهم في يده مال نصرت به مع ما أرجو من مغفرة الله * وأخرج
ابن سعد والحاكم وصححه عن أبي موسى ان العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
مالا أكثر منه فنثر على حصير وجاء الناس فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيهم وما كان يومئذ عدد ولا وزن
فجاء العباس فقال يا رسول الله انى أعطيت فدائي وفداء عقيل يوم بدر اعطني من هذا المال فقال خذ فحثى في
قميصه ثم ذهب ينصرف فلم يستطع فرفع رأسه وقال يا رسول الله ارفع على فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
يقول أما أخذ ما وعد الله فقد نجز ولا أدرى الأخرى قل لمن في أيديكم من الأسارى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا
يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم هذا خير مما أخذ منى ولا أدرى ما يصنع في المغفرة * وأخرج أبو نعيم في
الدلائل من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أسر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر
سبعين من قريش منهم العباس وعقيل فجعل عليهم الفداء أربعين أوقية من ذهب وجعل على العباس مائة
204

أوقية وعلى عقيل ثمانين أوقية فقال العباس رضي الله عنه لقد تركتني فقير قريش ما بقيت فأنزل الله يا أيها النبي
قل لمن في أيديكم من الأسارى حين ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إسلامي وسألته أن يقاسمني بالعشرين
الأوقية التي أخذت منى فعوضني الله منها عشرين عبدا كلهم تاجر يضرب بمالي مع ما أرجو من رحمة الله
ومغفرته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال كان العباس رضي الله عنه قد أسر يوم بدر فافتدى نفسه بأربعين أوقية من ذهب
فقال حين نزلت يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسارى لقد أعطاني الله خصلتين ما أحب ان لي بهما الدنيا انى
أسرت يوم بدر ففديت نفسي بأربعين أوقية فأعطاني الله أربعين عبدا وأني أرجو المغفرة التي وعدنا الله * وأخرج
أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قل لمن في أيديكم من الأسارى قال عباس وأصحابه قالوا للنبي صلى الله عليه
وسلم آمنا بما جئت به ونشهد أنك رسول الله فنزل ان يعلم الله في قلوبكم خيرا أي ايمانا وتصديقا يخلف لكم
خيرا مما أصبت منكم ويغفر لكم الشرك الذي كنتم عليه فكان عباس يقول ما أحب ان هذه الآية لم تنزل فينا
وان لي ما في الدنيا من شئ فلقد أعطاني الله خيرا مما أخذ منى مائة ضعف وأرجو ان يكون غفر لي * وأخرج
ابن سعد وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسارى الآية
قال نزلت في الأسارى يوم بدر منهم العباس بن عبد المطلب ونوفل بن الحرث وعقيل بن أبي طالب رضي الله عنهم
* قوله تعالى (وان يريدوا خيانتك) الآية * أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وان يريدوا خيانتك ان كان قولهم كذبا فقد خانوا الله من قبل فقد كفروا وقاتلوك فأمكنك منهم
* قوله تعالى (ان الذين آمنوا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنه في قوله
ان الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله قال إن المؤمنين كانوا على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم على ثلاث منازل منهم المؤمن المهاجر المباين لقومه في الهجرة خرج إلى قوم مؤمنين في
ديارهم وعقارهم وأموالهم وفى قوله والذين آووا ونصروا وأعلنوا ما أعلن أهل الهجرة وشهروا السيوف على
من كذب وجحد فهذان مؤمنان جعل الله بعضهم أولياء بعض وفى قوله والذين آمنوا ولم يهاجروا قال كانوا
يتوارثون بينهم إذا توفى المؤمن المهاجر بالولاية في الدين وكان الذي آمن ولم يهاجر لا يرث من أجل انه لم يهاجر ولم
ينصر فبوأ الله المؤمنين المهاجرين من ميراثهم وهي الولاية التي قال الله مالكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا
وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر الا على قوم بينكم وبينهم ميثاق وكان حقا على المؤمنين الذين آووا
ونصروا إذا استنصروهم في الدين ان ينصروهم ان قوتلوا الا ان يستنصروا على قوم بينهم وبين النبي صلى الله
عليه وسلم ميثاق ولا نصر لهم عليهم الا على العدو الذي لا ميثاق لهم ثم أنزل الله تعالى بعد ذلك أن ألحق كل ذي رحم
برحمه من المؤمنين الذين آمنوا ولم يهاجروا فجعل لكل انسان من المؤمنين نصيبا مفروضا لقوله وأولو الأرحام
بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ان الله بكل شئ عليم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين المسلمين من المهاجرين والأنصار فآخى بين حمزة بن عبد المطلب وبين
زيد بن حارثة وبين عمر بن الخطاب ومعاذ بن عفراء وبين الزبير بن العوام وعبد الله بن مسعود وبين أبى بكر
الصديق وطلحة بن عبيد الله وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع وقال لسائر أصحابه تآخوا وهذا أخي
يعنى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال فأقام المسلمون على ذلك حتى نزلت سورة الأنفال وكان مما شدد الله به
عقد نبيه صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى ان الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله
والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا إلى قوله لهم مغفرة ورزق كريم
فاحكم الله تعالى بهذه الآيات العقد الذي عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار
يتوارث الذين تآخوا دون من كان مقيما بمكة من ذوي الأرحام والقرابات فمكث الناس على ذلك العقد ما شاء
الله ثم أنزل الله الآية الأخرى فنسخت ما كان قبلها فقال والذين آمنوا من بعد وهاجروا معكم فأولئك
منكم وأولوا الأرحام والقرابات ورجع كل رجل إلى نسبه ورحمه وانقطعت تلك الوراثة * وأخرج ابن أبي حاتم
205

وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في
سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض يعنى في الميراث جعل الله الميراث للمهاجرين والأنصار
دون الأرحام والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شئ مالكم من ميراثهم شئ حتى يهاجروا وان
استنصروكم في الدين يعنى ان استنصر الاعراب المسلمون المهاجرين والأنصار على عدو لهم فعليهم ان ينصروهم
الا على قوم بينكم وبينهم ميثاق فكانوا يعملون على ذلك حتى أنزل الله تعالى هذه الآية وأولوا الأرحام بعضهم
أولى ببعض في كتاب الله فنسخت التي قبلها وصارت المواريث لذوي الأرحام * وأخرج أبو عبيدة وأبو داود وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم
في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من
شئ حتى يهاجروا قال كان المهاجر لا يتولى الاعرابي ولا يرثه وهو مؤمن ولا يرث الاعرابي المهاجر فنسختها
هذه الآية وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه
في قوله والذين آمنوا ولم يهاجروا قال كان الاعرابي لا يرث المهاجر ولا المهاجر يرث الاعرابي حتى فتحت مكة ودخل
الناس في الدين أفواجا فأنزل الله وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله والذين
آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا قال نزلت هذه الآية فتوارثت المسلمون بالهجرة
فكان لا يرث الاعرابي المسلم من المهاجر المسلم شيئا حتى نسخ ذلك بعد في سورة الأحزاب وأولو الأرحام بعضهم
أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين فخلط الله بعضهم ببعض وصارت المواريث بالملل * وأخرج
أحمد ومسلم عن بريدة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش
أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا وقال اغزوا في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله إذا لقيت
عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم أدعهم إلى الاسلام
فان أجابوك فاقبل منهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأعلمهم ان فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين
وعليهم ما على المهاجرين فان أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم انهم يكونون كاعراب المسلمين يجرى عليهم حكم الله
الذي يجرى على المؤمنين ولا يكون لهم في الفئ والغنيمة نصيب الا ان يجاهدوا مع المسلمين فان هم أبوا فادعهم إلى
اعطاء الجزية فان آتوا فاقبل منهم وكف عنهم فان أبوا فاستعن بالله ثم قاتلهم * وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي
والحاكم وصححه عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم
وألسنتكم * واخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر
الا على قوم بينكم وبينهم ميثاق قال نهى المسلمون عن أهل ميثاقهم فوالله لأخوك المسلم أعظم عليك حرمة وحقا
والله أعلم * قوله تعالى (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من
طريق أبى مالك رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رجل من المسلمين لنورثن ذوي القربى منا
من المشركين فنزلت والذين كفروا بعضهم أولياء بعض الا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير * وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله والذين كفروا بعضهم أولياء بعض قال نزلت في مواريث مشركي
أهل العرب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله والذين كفروا
بعضهم أولياء بعض يعنى في المواريث الا تفعلوه يقول إن لا تأخذوا في المواريث بما أمرتكم به * وأخرج
أحمد وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم المهاجرين بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم
أولياء بعض في الدنيا والآخرة * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي امامة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يتوارث أهل ملتين ولا يرث مسلم كافرا ولا كافر مسلما ثم قرأ والذين كفروا
بعضهم أولياء بعض الا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن يحيى
ابن أبي كثير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءكم من ترضون أمانته وخلقه فانكحوه
206

كائنا ما كان فان لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير * قوله تعالى (والذين آمنوا من بعد وهاجروا)
* أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم توفى
على أربعة منازل مؤمن مهاجر والأنصار وأعرابي مؤمن لم يهاجر ان استنصره النبي نصره وان تركه فهو اذن له وان
استنصر النبي صلى الله عليه وسلم كان حقا عليه ان ينصره وذلك قوله وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر والرابعة
التابعين باحسان * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه مثله * قوله تعالى (وأولوا الأرحام بعضهم
أولى ببعض) * أخرج ابن سعد وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن الزبير بن العوام قال أنزل الله فينا
خاصة معشر قريش والأنصار وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض وذلك أنا معشر قريش لما قدمنا المدينة قدمنا
ولا أموال لنا فوجدنا الأنصار نعم الاخوان فواخيناهم وتوارثنا فآخى أبو بكر رضي الله عنه خارجة بن زيد وآخى
عمر رضي الله عنه فلانا وآخى عثمان رضي الله عنه رجلا من بنى زريق بن سعد الزرقي قال الزبير وواخيت أنا كعب بن
مالك ووارثونا ووارثناهم فلما كان يوم أحد قيل لي قتل أخوك كعب بن مالك فجئته فانتفلته فوجدت السلاح قد
ثقله فيما نرى فوالله يا بنى لو مات يومئذ عن الدنيا ما ورثه غيري حتى أنزل الله هذه الآية فينا معشر قريش والأنصار
خاصة فرجعنا إلى مواريثا * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن الزبير انه كتب إلى
شريح القاضي انما نزلت هذه الآية ان الرجل كان يعاقد الرجل يقول ترثني وأرثك فنزلت وأولوا الأرحام بعضهم
أولى ببعض في كتاب الله فلما نزلت ترك ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما
انه قيل له ان ابن مسعود رضي الله عنه لا يورث الموالى دون ذوي الأرحام ويقول إن ذوي الأرحام بعضهم أولى
ببعض في كتاب الله فقال ابن عباس رضي الله عنهما هيهات هيهات أين ذهب انما كان المهاجرون يتوارثون دون
الاعراب فنزلت وأولوا الأرحام يعضهم أولى ببعض في كتاب الله يعنى انه يورث المولى * وأخرج ابن أبي حاتم عن
سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله قال نسخت هذه الآية ما كان
قبلها من مواريث العقد والحلف والمواريث بالهجرة وصارت لذوي الأرحام قال والابن أولى من الأخ والأخ
أولى من الأخت والأخت أولى من ابن الأخ وابن الأخ أولى من العم والعم أولى من ابن العم وابن العم أولى من الخال
وليس للخال ولا العمة ولا الخالة من الميراث نصيب في قول زيد وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعطى ثلثي
المال للعمة والثلث للخالة إذا لم يكن له وارث وكان على وابن مسعود يرد ان ما فضل من الميراث على ذوي الأرحام
على قدر سهمانهم غير الزوج والمرأة * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال كان لا يرث الاعرابي
المهاجر حتى أنزل الله وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال توارثت المسلمون لما قدموا المدينة بالهجرة ثم نسخ ذلك فقال وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في
كتاب الله * وأخرج الطيالسي والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال آخى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه وورث بعضهم من بعض حتى نزلت هذه الآية وأولو الأرحام بعضهم
أولى ببعض في كتاب الله فتركوا ذلك وتوارثوا بالنسب
* (سورة التوبة) *
أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت براءة بعد فتح مكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال نزلت سورة التوبة بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما
قال أنزل بالمدينة سورة براءة * وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال مما نزل في المدينة براءة * واخرج
ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذر والنحاس في
ناسخه وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه ما حملكم ان عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني والى براءة وهي من المئين
فقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال ما حملكم على ذلك فقال
عثمان رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد
207

فكان إذا نزل عليه الشئ دعاء بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا
وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن نزولا وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت انها
منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا انها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر
بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتهما في السبع الطوال * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والنسائي وابن الضريس
وابن المنذر والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ وابن مردويه عن البراء رضي الله عنه قال آخر آية نزلت
يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة وآخر سورة نزلت تامة براءة * وأخرج أبو الشيخ عن أبي رجاء قال سألت
الحسن رضي الله عنه عن الأنفال وبراءة أسورتان أو سورة قال سورتان * وأخرج أبو الشيخ عن أبي روق قال
الأنفال وبراءة سورة واحدة وأخرج النحاس في ناسخه عن عثمان رضي الله عنه قال كانت الأنفال وبراءة يدعيان
في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم القرينتين فلذلك جعلتهما في السبع الطوال * وأخرج الدارقطني في
الافراد عن عسعس بن سلامة رضي الله عنه قال قلت لعثمان رضي الله عنه يا أمير المؤمنين ما بال الأنفال وبراءة
ليس بينهما بسم الله الرحمن الرحيم قال كانت تنزل السورة فلا تزال تكتب حتى تنزل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا
جاءت بسم الله الرحمن الرحيم كتبت سورة أخرى فنزلت الأنفال ولم تكتب بسم الله الرحمن الرحيم * وأخرج
الطبراني في الأوسط عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المنافق لا يحفظ سورة هود وبراءة
ويس والدخان وعم يتساءلون * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن أبي عطية
الهمداني قال كتب عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه تعلموا سورة براءة وعلموا نساءكم سورة النور * وأخرج
ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه قال التي تسمون
سورة التوبة هي سورة العذاب والله ما تركت أحدا الا نالت منه ولا تقرؤن منها مما كنا نقرأ الا ربعها * وأخرج
أبو عبيد وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه في براءة يسمونها سورة التوبة وهي سورة
العذاب * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال قلت لابن
عباس رضي الله عنهما سورة التوبة قال التوبة بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم حتى ظننا ان لن يبقى منا أحد
الا ذكر فيها * وأخرج أبو عوانة وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان عمر رضي الله عنه
قيل له سورة التوبة قال هي إلى العذاب أقرب ما أقلعت عن الناس حتى ما كادت تدع منهم أحدا * وأخرج
أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال قال عمر رضي الله عنه ما فرغ من تنزيل براءة حتى ظننا انه لم يبق منا أحد
الا سينزل فيه وكانت تسمى الفاضحة * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن زيد بن أسلم رضي الله عنه ان رجلا قال
لعبد الله سورة التوبة فقال ابن عمر رضي الله عنه وأيتهن سورة التوبة فقال براءة فقال ابن عمر وهل فعل بالناس
الأفاعيل الا هي ما كنا ندعوها الا المقشقشة * وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال
كانت براءة تسمى المنقرة نقرت عما في قلوب المشركين * وأخرج أبو الشيخ عن حذيفة رضي الله عنه قال ما تقرؤن
ثلثها يعنى سورة التوبة * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال يسمونها سورة التوبة وانها لسورة
عذاب يعنى براءة * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن إسحاق رضي الله عنه قال كانت براءة تسمى في زمان النبي صلى الله
عليه وسلم المعبرة لما كشفت من سرائر الناس * وأخرج سعيد بن منصور والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن أبي ذر
رضي الله عنه قال دخلت المسجد يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلست قريبا من أبي بن كعب رضي الله عنه
فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة براءة فقلت لأبي متى نزلت هذه السورة فلم يكلمني فلما قضى النبي صلى
الله عليه وسلم صلاته قلت لأبي رضي الله عنه سألتك فتجهمتني ولم تكلمني فقال أبى مالك من صلاتك الا ما لغوت
فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال صدق أبى * وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي رضي الله عنه
أن أبا ذر والزبير بن العوام رضي الله عنهما سمع أحدهما من النبي صلى الله عليه وسلم آية يقرؤها وهو
على المنبر يوم الجمعة فقال لصاحبه متى أنزلت هذه الآية فلما قضى صلاته قال له عمر بن الخطاب لا جمعة لك فأتى
النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال صدق عمر * وأخرج البيهقي في شعب الايمان وضعفه عن جابر بن
208

عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت سورة براءة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بمداراة الناس * وأخرج
أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم لم تكتب
في براءة بسم الله الرحمن الرحيم قال لان بسم الله الرحمن الرحيم أمان وبراءة نزلت بالسيف * قوله تعالى (براءة من
الله ورسوله) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين إلى أهل العهد خزاعة ومدلج ومن كان له عهد وغيرهم
أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك حين فرغ منها فأراد الحج ثم قال إنه يحضر البيت مشركون يطوفون
عراة فلا أحب أن أحج حتى لا يكون ذلك فأرسل أبا بكر رضي الله عنه وعليا رضي الله عنه فطافا في الناس بذي المجاز
وبأمكنتهم التي كانوا يبيعون بها وبالموسم كله فآذنوا أصحاب العهد ان يأمنوا أربعة أشهر وهي الأشهر
الحرم المنسلخات المتواليات عشرون من آخر ذي الحجة إلى عشر تخلو من ربيع الأول ثم عهد لهم وآذن الناس
كلهم بالقتال إلى أن يموتوا * وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند وأبو الشيخ وابن مردويه عن علي
رضي الله عنه قال لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى الله عليه وسلم دعا أبا بكر رضي الله عنه ليقرأها
على أهل مكة ثم دعاني فقال لي أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه ورجع أبو بكر رضي الله عنه فقال
يا رسول الله نزل في شئ قال لا ولكن جبريل جاءني فقال لن يؤدى عنك الا أنت أو رجل منك * وأخرج ابن أبي
شيبة وأحمد والترمذي وحسنه وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله
عليه وسلم ببراءة مع أبي بكر رضي الله عنه ثم دعاه فقال لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا الا رجل من أهلي فدعا عليا
فأعطاه إياه * وأخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث
أبا بكر رضي الله عنه ببراءة إلى أهل مكة ثم بعث عليا رضي الله عنه على اثره فاخذها منه فكان أبا بكر رضي الله عنه
وجد في نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر انه لا يؤدى عنى الا أنا أو رجل منى * وأخرج ابن أبي حاتم
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عليا رضي الله عنه بأربع لا يطوفن
بالبيت عريان ولا يجتمع المسلمون والمشركون بعد عامهم ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو
إلى عهده وان الله ورسوله برئ من المشركين * وأخرج أحمد والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال كنت مع علي رضي الله عنه حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عليا رضي الله عنه بأربع
لا يطوف بالبيت عريان ولا يجتمع المسلمون والمشركون بعد عامهم ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم
عهد فهو إلى عهده وان الله ورسوله برئ من المشركين * وأخرج أحمد والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال كنت مع علي رضي الله عنه حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ببراءة فكنا
ننادي انه لا يدخل الجنة الا مؤمن ولا يطوف بالبيت عريان ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد
فان أمره أو أجله إلى أربعة أشهر فإذا مضت الأربعة أشهر فان الله برئ من المشركين ورسوله ولا يحج هذا البيت
بعد العام مشرك * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن المسيب رضي الله عنه
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أبا بكر رضي الله عنه أمره أن يؤذن ببراءة في حجة أبى بكر قال أبو هريرة ثم اتبعنا
النبي صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه أمره أن يؤذن ببراءة وأبو بكر رضي الله عنه على الموسم كما هو أو قال
على هيئته * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل أبا بكر رضي الله عنه
على الحج ثم أرسل عليا رضي الله عنه ببراءة على اثره ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم العام المقبل ثم خرج فتوفى
فولى أبو بكر رضي الله عنه فاستعمل عمر رضي الله عنه على الحج ثم حج أبو بكر رضي الله عنه من قابل ثم مات ثم ولى
عمر رضي الله عنه فاستعمل عبد الرحمن بن عوف على الحج ثم كان يحج بعد ذلك هو حتى مات ثم ولى عثمان رضي الله عنه
فاستعمل عبد الرحمن بن عوف على الحج ثم كان يحج حتى قتل * وأخرج ابن حبان وابن مردويه عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه يؤدى عنه براءة فلما
أرسله بعث إلى على رضي الله عنه فقال يا علي انه لا يؤدى عنى الا أنا أو أنت فحمله على ناقته العضباء فسار حتى لحق
209

بأبي بكر رضي الله عنه فاخذ منه براءة فأتى أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخله من ذلك مخافة أن يكون قد
انزل فيه شئ فلما أتاه قال مالي يا رسول الله قال خير أنت أخي وصاحبي في الغار وأنت معي على الحوض غير أنه
لا يبلغ عنى غيري أو رجل منى * وأخرج ابن مردويه عن أبي رافع رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله
عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه ببراءة إلى الموسم فأتى جبريل عليه السلام فقال إنه لن يؤديها عنك الا أنت أو رجل
منك فبعث عليا رضي الله عنه على اثره حتى لحقه بين مكة والمدينة فاخذها فقرأها على الناس في الموسم * وأخرج
البخاري ومسلم وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعثني أبو بكر
رضي الله عنه في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت
عريان ثم أردف النبي صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه فأمره أن يؤذن ببراءة فأذن معنا على
رضي الله عنه في أهل منى يوم النحر ببراءة أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان * وأخرج الترمذي
وحسنه وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر رضي الله عنه وأمره أن ينادى بهؤلاء الكلمات ثم اتبعه عليا رضي الله عنه
وأمره أن ينادى بها فانطلقا فحجا فقام على رضي الله عنه في أيام التشريق فنادى ان الله برئ من المشركين
ورسوله فسحوا في الأرض أربعة أشهر ولا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ولا يدخل الجنة الا
مؤمن فكان على رضي الله عنه ينادى بها * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه
وابن المنذر والنحاس والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن زيد بن تبيع رضي الله عنه قال سألنا
عليا رضي الله عنه بأي شئ بعثت مع أبي بكر رضي الله عنه في الحج قال بعثت بأربع لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة
ولا يطوف بالبيت عريان ولا يجتمع مؤمن وكافر بالمسجد الحرام بعد عامه هذا ومن كان بينه وبين رسول الله صلى
الله عليه وسلم عهد فعهده إلى مدته ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر * وأخرج إسحاق بن راهويه والدارمي
والنسائي وابن خزيمة وابن حبان وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن جابر رضي الله عنه ان النبي
صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر على الحج ثم أرسل عليا رضي الله عنه ببراءة فقرأها على الناس في موقف الحج حتى
ختمها * وأخرج البيهقي في الدلائل عن عروة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أميرا على
الناس سنة تسع وكتب له سنن الحج وبعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه بآيات من براءة فأمره أن يؤذن بمكة
وبمنى وعرفة وبالمشاعر كلها بأنه برئت ذمة رسوله من كل مشرك حج بعد العام أو طاف بالبيت عريان وأجل من كان
بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد أربعة أشهر وسار على رضي الله عنه على راحلته في الناس كلهم يقرأ
عليهم القرآن براءة من الله ورسوله وقرأ عليهم يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد الآية * وأخرج
أبو الشيخ عن علي رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ببراءة فقلت يا رسول الله تبعثني
وأنا غلام حديث السن واسأل عن القضاء ولا أدرى ما أجيب قال ما بد من أن تذهب بها أو أذهب بها قلت إن
كان لابد أنا أذهب قال انطلق فان الله يثبت لسانك ويهدى قلبك ثم قال انطلق فاقرأها على الناس * وأخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله براءة من الله ورسوله الآية قال حد الله للذين عاهدوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أشهر يسيحون فيها حيث شاؤوا وحد أجل من ليس له عهد انسلاخ الأربعة
الأشهر الحرم من يوم النحر إلى انسلاخ الحرم خمسين ليلة فإذا انسلخ الأشهر الحرم أمره أن يضع السيف فيمن عاهد
ان لم يدخلوا في الاسلام ونقض ما سمى لهم من العهد والميثاق وان ذهب الشرط الأول الا الذين عاهدتم عند
المسجد الحرام يعنى أهل مكة * وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان لقوم عهود
فامر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤجلهم أربعة أشهر يسيحوا فيها ولا عهد لهم بعدها وأبطل ما بعدها وكان
قوم لا عهود لهم فأجلهم خمسين يوما عشرين من ذي الحجة والمحرم كله فذلك قوله فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا
المشركين حيث وجدتموهم قال ولم يعاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية أحدا * وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما براءة من الله ورسوله قال برئ إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من
210

عهودهم كما ذكر الله عز وجل * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم والنحاس عن الزهري رضي الله عنه
فسيحوا في الأرض أربعة أشهر قال نزلت في شوال فهي الأربعة أشهر شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم
* قوله تعالى (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه
في قوله وأذان من الله ورسوله قال هو اعلام من الله ورسوله * وأخرج ابن أبي حاتم عن حكيم بن حميد رضي الله عنه
قال قال لي علي بن الحسين ان لعلى في كتاب الله أسماء ولكن لا يعرفونه قلت ما هو قال ألم تسمع قول الله وأذان
من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر هو والله الاذان * وأخرج الترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه عن علي رضي الله عنه قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر فقال يوم النحر
* وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وأبو الشيخ عن علي رضي الله عنه قال يوم الحج الأكبر يوم النحر * وأخرج ابن
مردويه بسند ضعيف عن علي رضي الله عنه قال أربع حفظتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الصلاة
الوسطى والعصر وان الحج الأكبر يوم النحر وان إدبار السجود الركعتان بعد المغرب وان إدبار النجوم الركعتان
قبل صلاة الفجر * وأخرج الترمذي وابن مردويه عن عمرو بن الأحوص رضي الله عنه انه شهد حجة الوداع مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ قال أي يوم أحرم أي يوم أحرم أي يوم أحرم فقال
الناس يوم الحج الأكبر يا رسول الله * وأخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه عن عبد الله بن قرط قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الأيام عند الله أيام النحر يوم القر * وأخرج ابن مردويه عن ابن أبي
أوفى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يوم الأضحى هذا يوم الحج الأكبر * وأخرج البخاري تعليقا
وأبو داود وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عمر
رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فقال أي يوم هذا قالوا
يوم النحر قال هذا يوم الحج الأكبر * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت
عريان ويوم الحج الأكبر يوم النحر والحج الأكبر الحج وانما قيل الأكبر من أجل قول الناس الحج الأصغر فنبذ
أبو بكر رضي الله عنه إلى الناس في ذلك العام فلم يحج عام حجة الوداع الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
مشرك وانزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا انما المشركون نجس الآية * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن ابن
عباس قال الحج الأكبر يوم النحر * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير عن المغيرة بن شعبة انه
خطب يوم الأضحى فقال اليوم النحر واليوم الحج الأكبر * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال
الحج الأكبر يوم النحر * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال الحج الأكبر يوم النحر * وأخرج
عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وأبو الشيخ عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال
الحج الأكبر يوم النحر يوضع فيه الشعر ويهراق فيه الدم وتحل فيه الدم * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن
سمرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الحج الأكبر يوم حج أبو بكر رضي الله عنه بالناس * وأخرج
ابن مردويه عن سمرة رضي الله عنه في قوله يوم الحج الأكبر قال كان عام حج فيه المسلمون والمشركون في ثلاثة أيام
واليهود والنصارى في ثلاثة أيام فاتفق حج المسلمين والمشركين واليهود والنصارى في ستة أيام * وأخرج ابن أبي
شيبة عن ابن عون رضي الله عنه قال سالت محمدا عن يوم الحج الأكبر قال كان يوم وافق فيه حج رسول الله صلى
الله عليه وسلم وحج أهل الملل * وأخرج الطبراني عن سمرة بن جندب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال زمن الفتح انه عام الحج الأكبر قال اجتمع حج المسلمين وحج المشركين في ثلاثة أيام متتابعات فاجتمع حج المسلمين
والمشركين والنصارى واليهود في ثلاثة أيام متتابعات ولم يجتمع منذ خلق الله السماوات والأرض كذلك قبل العام
ولا يجتمع بعد العام حتى تقوم الساعة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه
انه سئل عن الحج الأكبر فقال مالكم وللحج الأكبر ذاك عام حج فيه أبو بكر رضي الله عنه استخلفه رسول الله صلى
الله عليه وسلم فحج بالناس واجتمع فيه المسلمون والمشركون فلذلك سمى الحج الأكبر ووافق عيد اليهود
211

والنصارى * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال الحج الأكبر اليوم الثاني من يوم النحر
ألم تر ان الامام يخطب فيه * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال يوم عرفة هذا يوم الحج الأكبر * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال الحج الأكبر يوم عرفة * وأخرج ابن جرير عن أبي الصهباء
البكري قال سالت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن يوم الحج الأكبر فقال يوم عرفة * وأخرج أبو عبيد وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن يوم عرفة يوم الحج الأكبر يوم المباهاة يباهي
الله ملائكته في السماء باهل الأرض يقول جاؤني شعثا غبرا آمنوا بي ولم يروني وعزتي لأغفرن لهم * وأخرج
ابن جرير عن معقل بن داود قال سمعت ابن الزبير يقول يوم عرفة هذا يوم الحج الأكبر * وأخرج ابن أبي شيبة عن
الشعبي انه سئل هذا الحج الأكبر فما الحج الأصغر قال عمرة في رمضان * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي إسحاق رضي الله عنه
قال سالت عبد الله بن شداد رضي الله عنه عن الحج الأكبر فقال الحج الأكبر ليوم النحر والحج الأصغر
العمرة * وأخرج ابن أبي شبية عن مجاهد رضي الله عنه قال كان يقال العمرة هي الحجة الصغرى * قوله تعالى
(ان الله برئ من المشركين ورسوله) * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي حياة رضي الله عنه في قوله ان الله برئ من
المشركين ورسوله قال برئ رسوله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتاب الوقف
والابتداء وابن عساكر في تاريخه عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه قال قدم اعرابي في زمان عمر رضي الله عنه فقال
من يقرئني ما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم فاقرأه رجل فقال إن الله برئ من المشركين ورسوله بالجر فقال
الاعرابي أقد برئ الله من رسوله ان يكن الله برئ من رسوله فانا أبرأ منه فبلغ عمر مقالة الاعرابي فدعاه فقال
يا اعرابي أتبرأ من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أمير المؤمنين انى قدمت المدينة ولا علم لي بالقرآن فسالت
من يقرئني فأقرأني هذا سورة براءة فقال إن الله برئ من المشركين ورسوله فقلت ان يكن الله برئ من رسوله فانا
أبرأ منه فقال عمر رضي الله عنه ليس هكذا يا اعرابي قال فكيف هي يا أمير المؤمنين فقال إن الله برئ من
المشركين ورسوله فقال الاعرابي وأنا والله أبرأ مما برئ الله ورسوله منه فامر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان
لا يقرئ الناس الا عالم باللغة وأمر أبا الأسود رضي الله عنه فوضع النحو * وأخرج ابن الأنباري عن عباد المهلبي
قال سمع أبو الأسود الدؤلي رجلا يقرأ ان الله برئ من المشركين ورسوله بالجر فقال لا أظنني يسعني الا أن أضع
شيئا يصلح به لحن هذا أو كلاما ما هذا معناه * قوله تعالى (وبشر الذين كفروا بعذاب أليم) * أخرج ابن أبي حاتم عن
محمد بن مسهر قال سئل سفيان بن عيينة عن البشارة أتكون في المكروه قال ألم تسمع قوله تعالى وبشر الذين
كفروا بعذاب أليم * قوله تعالى (الا الذين عاهدتم) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
الا الذين عاهدتم من المشركين قال هم مشركو قريش الذين عاهدهم نبي الله زمن الحديبية وكان بقى من مدتهم
أربعة أشهر بعد يوم النحر فامر الله نبيه أن يوفى لهم بعهدهم هذا إلى مدتهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن محمد بن عباد بن جعفر في قوله الا الذين عاهدتم من المشركين قال هم بنو خزيمة بن عامر من بنى بكر
ابن كنانة * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ثم لم ينقصوكم شيئا الآية قال فان نقض
المشركون عهدهم وظاهروا عدوا فلا عهد لهم وان أوفوا بعهدهم الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم يظاهروا عليه فقد أمر أن يؤدى إليهم عهدهم ويفي به * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم قال كان لبني مدلج وخزاعة عهد فهو الذي قال الله فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم
* وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله الا الذين عاهدتم من المشركين قال هؤلاء بنو ضمرة وبنو
مدلج حيان من بنى كنانة كانوا حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة العسرة من بنى تبيع ثم لم ينقصوكم
شيئا ثم لم ينقضوا عهدكم بغدر ولم يظاهروا عدوكم عليكم فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم يقول أجلهم الذي
شرطتم لهم ان الله يحب المتقين يقول الذين يتقون الله تعالى فيما حرم عليهم فيفون بالعهد قال فلم يعاهد النبي
صلى الله عليه وسلم بعد هؤلاء الآيات أحد * قوله تعالى (فإذا انسلخ الأشهر الحرم) الآية * أخرج ابن
212

أبى حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله فإذا انسلخ الأشهر الحرم قال هي الأربعة عشرون من ذي الحجة والمحرم
وصفر وشهر ربيع الأول وعشرون من شهر ربيع الآخر * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه
في قوله فإذا انسلخ الأشهر الحرم قال عشر من ذي القعدة وذي الحجة والمحرم سبعون ليلة * وأخرج أبو الشيخ عن
مجاهد رضي الله عنه فإذا انسلخ الأشهر الحرم قال هي الأربعة التي قال فسيحوا في الأرض أربعة أشهر * وأخرج
ابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله فإذا انسلخ الأشهر الحرم الآية كان عهد بين رسول الله صلى الله عليه
وسلم وبين قريش أربعة أشهر بعد يوم النحر كانت تلك بقية مدتهم ومن لا عهد له إلى انسلاخ المحرم فامر الله نبيه
صلى الله عليه وسلم إذا مضى هذا الاجل أن يقاتلهم في الحل والحرم وعند البيت حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال كل آية في كتاب الله تعالى فيها ميثاق بين النبي
صلى الله عليه وسلم وبين أحد من المشركين وكل عهد ومدة نسخها سورة براءة خذوهم واحصروهم واقعدوا لهم
كل مرصد * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله واحصروهم قال ضيقوا عليهم واقعدوا لهم
كل مرصد قال لا تتركوهم يضربوا في البلاد ولا يخرجوا التجارة * واخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني
رضي الله عنه قال الرباط في كتاب الله تعالى واقعدوا لهم كل مرصد * وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن عباس
في قوله فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ثم نسخ واستثنى فقال فان تابوا وأقاموا
الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم وقال وان أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله * قوله تعالى
(فان تابوا) الآية * أخرج ابن ماجة ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة والبزار وأبو يعلى وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق الربيع
ابن أنس عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فارق الدنيا على الاخلاص
لله وعبادته وحده لا شريك له وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة فارقها والله عنه راض قال أنس رضي الله عنه وهو دين
الله الذي جاءت به الرسل وبلغوه عن ربهم من قبل هوج الأحاديث واختلاف الأهواء قال أنس وتصديق ذلك
في كتاب الله تعالى في آخر ما أنزل فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم قال توبتهم خلع الأوثان
وعبادة ربهم * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة قال حرمت هذه
دماء أهل القبلة * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم
ان الله غفور رحيم قال فإنما الناس ثلاثة نفر مسلم عليه الزكاة ومشرك عليه الجزية وصاحب حرب يأتمن بتجارته
إذا أعطى عشر ماله * واخرج الحاكم وصححه عن مصعب بن عبد الرحمن عن أبيه رضي الله عنه قال افتتح رسول
الله صلى الله عليه وسلم مكة ثم انصرف إلى الطائف فحاصرهم ثمانية أو سبعة ثم ارتحل غدوة وروحة ثم نزل ثم هجر
ثم قال يا أيها الناس انى لكم فرط وأني أوصيكم بعترتي خيرا موعدكم الحوض والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة
ولتؤتن الزكاة أو لأبعثن عليكم رجلا منى أو كنفسي فليضربن أعناق مقاتلهم وليسبين ذراريهم فرأى الناس انه
يعنى أبا بكر أو عمر رضي الله عنهما فاخذ بيد على رضي الله عنه فقال هذا * وأخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن
الربيع الظفري رضي الله عنه وكانت له صحبة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل من أشجع تؤخذ
صدقته فجاءه الرسول فرده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب إليه فان لم يعط صدقته فاضرب عنقه
* قوله تعالى (وان أحد من المشركين استجارك) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله ثم أبلغه مأمنه قال إن لم يوافقه ما يقضى عليه 7 ويجتريه فأبلغه مأمنه وليس هذا بمنسوخ
* وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله وان أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام
الله قال أمر من أراد ذلك أن يأمنه فان قبل فذاك والا خلى عنه حتى يأتي مأمنه وأمر ان ينفق عليهم على حالهم
ذلك * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله حتى يسمع كلام الله أي كتاب الله * وأخرج أبو الشيخ
عن السدى رضي الله عنه قال ثم استثنى فنسخ منها فقال وان أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام
الله وهو كلامك بالقرآن فأمنه ثم أبلغه مأمنه يقول حتى يبلغ مأمنه من بلاده * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن
213

أبى عروبة رضي الله عنه قال كان الرجل يجئ إذا سمع كلام الله وأقر به وأسلم فذاك الذي دعى إليه وان أنكروا لم
يقربه فرد إلى مأمنه ثم نسخ ذلك فقال وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة * وأخرج ابن المنذر وأبو
الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام قال قريش * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن زيد رضي الله عنهما في قوله الا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام قال هؤلاء قريش * وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم قد عاهده أناس من المشركين
وعاهد أيضا أناسا من بنى ضمرة بن بكر وكنانة خاصة عاهدهم عند المسجد الحرام وجعل مدتهم أربعة أشهر وهم
الذين ذكر الله الا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم يقول ما وفوا لكم بالعهد
فوفوا لهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله الا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام قال هم
بنو خزيمة بن فلان * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله الا الذين عاهدتم عند المسجد
الحرام قال هو يوم الحديبية فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم قال فلم يستقيموا ونقضوا عهدكم أعانوا بنى بكر
حلفاء قريش على خزاعة حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (لا يرقبوا فيكم الا ولا ذمة) الآية * أخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال الإل الله عز وجل * وأخرج ابن
المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة قال الإل الله * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني
عن قوله عز وجل الا ولا ذمة قال الإل القرابة والذمة العهد قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر
وهو يقول جزى الله الا كان بيني وبينهم * جزاء ظلوم لا يؤخر عاجلا
* وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء عن ميمون بن مهران رضي الله عنه ان نافع بن الأزرق قال لابن
عباس رضي الله عنهما أخبرني عن قول الله تعالى لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة قال الرحم وقال فيه حسان
ابن ثابت لعمرك ان الك من قريش * كال السقب من رال النعام
* وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأكثرهم فاسقون قال ذم الله تعالى أكثر الناس * قوله
تعالى (اشتروا بآيات الله) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا قال أبو سفيان بن حرب أطعم حلفاءه وترك حلفاء محمد صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى
(فان تابوا) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا
الزكاة فإخوانكم في الدين يقول إن تركوا اللات والعزى وشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
فإخوانكم في الدين * قوله تعالى (وان نكثوا أيمانهم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وان نكثوا أيمانهم قال عهدهم * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وان نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وان
نكثوا العهد الذي بينك وبينهم فقاتلوهم انهم أئمة الكفر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله أئمة الكفر قال أبو سفيان بن حرب وأمية بن خلف وعتبة بن ربيعة
وأبو جهل بن هشام وسهيل بن عمرو وهم الذين نكثوا عهد الله تعالى وهموا باخراج الرسول من مكة * وأخرج ابن
عساكر عن مالك بن أنس رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن عساكر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فقاتلوا
أئمة الكفر قال أبو سفيان * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما فقاتلوا أئمة الكفر قال رؤس
قريش * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله فقاتلوا أئمة الكفر
قال أبو سفيان بن حرب منهم * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه فقاتلوا أئمة الكفر قال الديلم * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه انهم ذكروا عنده هذه الآية فقال
ما قوتل أهل هذه الآية بعد * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وابن مردويه عن زيد بن وهب رضي الله عنه في
قوله فقاتلوا أئمة الكفر قال كنا عند حذيفة رضي الله عنه فقال ما بقى من أصحاب هذه الآية الا ثلاثة ولا من
المنافقين الا أربعة فقال اعرابي انكم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم تخبروننا بأمور لا ندري ما هي فما بال هؤلاء الذين
يبقرون بيوتنا ويسرقون أعلاقنا قال أولئك الفساق أجل لم يبق منهم الا أربعة أحدهم شيخ كبير لو شرب الماء
214

البارد لما وجد برده * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن جبير رضي الله عنه انه كان في عهد أبى بكر
رضي الله عنه في الناس حين وجههم إلى الشام فقال إنكم ستجدون قوما محلوقة رؤسهم فاضربوا مقاعد
الشيطان منهم بالسيوف فوالله لان أقتل رجلا منهم أحب إلى من أن أقتل سبعين من غيرهم وذلك بان
الله تعالى يقول قاتلوا أئمة الكفر * وأخرج أبو الشيخ عن حذيفة رضي الله عنه لا أيمان لهم قال لا عهود
لهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عمار رضي الله عنه لا ايمان لهم لا عهود
لهم * وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال والله ما قوتل أهل هذه الآية منذ أنزلت
وان نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم الآية * وأخرج ابن مردويه عن مصعب بن سعد قال مر سعد رضي الله عنه
برجل من الخوارج فقال الخارجي لسعد هذا من أئمة الكفر فقال سعد رضي الله عنه كذبت أنا
قاتلت أئمته * قوله تعالى (ألا تقاتلون قوما) الآيات * أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله الا تقاتلون قوما نكثوا ايمانهم قال قتال قريش حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم وهمهم باخراج
الرسول زعموا ان ذلك عام عمرة النبي صلى الله عليه وسلم في العام السابع للحديبية وجعلوا في أنفسهم إذا دخلوا
مكة ان يخرجوه منها فذلك همهم باخراجه فلم تتابعهم خزاعة على ذلك فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة
قالت قريش لخزاعة عميتمونا عن اخراجه فقاتلوهم فقتلوا منهم رجالا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم
وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال نزلت في خزاعة قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم
وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين من خزاعة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله ويشف صدور قوم مؤمنين قال خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله ويشف صدور قوم مؤمنين قال هم خزاعة يشفى صدورهم من
بنى بكر ويذهب غيظ قلوبهم قال هذا حين قتلهم بنو بكر وأعانهم قريش * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه
ويذهب غيظ قلوبهم قال ذكر لنا ان هذه الآية نزلت في خزاعة حين جعلوا يقتلون بنى بكر بمكة * وأخرج
ابن إسحاق والبيهقي في الدلائل عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة قالا كان في صلح رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم الحديبية بينه وبين قريش ان ما شاء ان يدخل في عقد النبي صلى الله عليه وسلم وعهده دخل فيه ومن
شاء ان يدخل في عهد قريش وعقدهم دخل فيه فتواثبت خزاعة فقالوا ندخل في عقد محمد وعهده وتواثبت بنو بكر
فقالوا ندخل في عقد قريش وعهدهم فمكثوا في تلك الهدنة نحو السبعة عشر أو الثمانية عشر شهرا ثم إن بنى
بكر الذين كانوا دخلوا في عقد قريش وعهدهم وثبوا على خزاعة الذين دخلوا في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعهده ليلا بماء لهم يقال له الوتير قريب من مكة فقالت قريش ما يعلم بنا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا الليل وما
يرانا أحد فأعانوهم عليهم بالكراع والسلاح فقاتلوهم معهم للضغن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وركب عمرو
ابن سالم عندما كان من أمر خزاعة وبنى بكر بالوتير حتى قدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبيات أنشده
إياها اللهم إني ناشد محمدا * حلف أبينا وأبيه الا تلدا
كنا والدا وكنت ولدا * ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا
فانصر رسول الله نصرا عتدا * وادعو عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا * ان شئتم حسنا فوجهه بدر بدا
في فيلق كالبحر يجرى مزبدا * ان قريشا أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك المؤكدا * وزعموا أن ليس تدعو أحدا
فهم أذل وأقل عددا * قد جعلوا إلى بكداء رصدا
هم بيتونا بالهجير هجدا * وقتلونا ركعا وسجدا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت يا عمرو بن سالم فما برح حتى مرت غمامة في السماء فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان هذه السحابة لتشهد بنصر بن كعب وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس
215

بالجهاد وكتمهم مخرجه وسأل الله ان يعمى على قريش خبره حتى يبعثهم في بلادهم * قوله تعالى (أم حسبتم أن
تتركوا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين
جاهدوا منكم قال أبى ان يدعهم دون التمحيص * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال الوليجة البطانة من غير دينهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في
قوله وليجة أي حنانة * قوله تعالى (ما كان للمشركين) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد الله وقال انما يعمر مساجد
الله من آمن بالله فنفى المشركين من المسجد يقول من وحد الله وآمن بما أنزل الله وأقام الصلاة يعنى الصلوات الخمس
ولم يخلق؟؟؟ الا الله يقول لم يعيد الا الله فعسى أولئك يقول أولئك هم المهتدون كقوله لنبيه عسى ان يبعثك ربك
مقاما محمودا يقول إن ربك سيبعثك مقاما محمودا وهي الشفاعة وكل عسى في القرآن فهي واجبة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن عكرمة رضي الله عنه انه قرأ ما كان للمشركين ان يعمروا مسجد الله قال انما هو مسجد واحد
* وأخرج ابن المنذر عن حماد قال سمعت عبد الله بن كثير يقرأ هذا الحروف ما كان للمشركين أن يعمروا
مسجد الله انما يعمر مسجد الله * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والدارمي والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن خزيمة وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالايمان قال
الله انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال من
سمع النداء بالصلاة ثم لم يجب ويأتي المسجد ويصلى فلا صلاة له وقد عصى الله ورسوله قال الله انما يعمر مساجد
الله الآية * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله
سبحانه يقول انى لأهم باهل الأرض عذابا فإذا نظرت إلى عمار بيوتي والمتحابين في والمستغفرين بالأسحار صرفت
عنهم * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن معمر عن رجل من قريش يرفع الحديث قال يقول الله تبارك وتعالى
ان أحب عبادي إلى الذين يتحابون في والذين يعمرون مساجدي والذين يستغفرون بالأسحار أولئك الذين
إذا أردت بخلقي عذابا ذكرتهم فصرفت عذابي عن خلقي * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبزار
وحسنه والطبراني والبيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه انه كتب إلى سلمان يا أخي ليكن المسجد بيتك فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المسجد بيت كل تقى وقد ضمن الله لمن كانت المساجد بيوتهم بالروح
والراحة والجواز إلى الصراط إلى رضوان الرب * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن قتادة رضي الله عنه قال كان
يقال ما زي المسلم الا في ثلاث في مسجد يعمره أو بيت يكنه أو ابتغاء رزق من فضل ربه * وأخرج أبو بكر عبد
الرحمن بن القاسم بن الفرج الهاشمي في جزئه المشهور بنسخة أبى مسهر عن أبي إدريس الخولاني رضي الله عنه
قال المساجد مجالس الكرام * وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
للمساجد أوتاد الملائكة جلساؤهم ان غابوا يفتقدونهم وان مرضوا عادوهم وان كانوا في حاجة أعانوهم ثم
قال جليس المسجد على ثلاث خصال أخ مستفاد أو كلمة محكمة أو رحمة منتظرة * وأخرج الطبراني عن ابن
مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بيوت الله في الأرض المساجد وان حقا على الله ان
يكرم الزائر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن عمرو بن ميمون الأودي رضي الله عنه
قال أخبرنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المساجد بيوت الله في الأرض وانه لحق على الله أن يكرم
من زاره فيها * وأخرج البزار وأبو يعلى والطبراني في الأوسط والبيهقي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عمار بيوت الله هم أهل الله * وأخرج البيهقي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عاهة من السماء أنزلت صرفت عن عمار المساجد * وأخرج البيهقي
عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال إن للمساجد أوتادا هم أوتادها وان لهم جلساء من الملائكة تفتقدهم
الملائكة إذا غابوا فان كانوا مرضى عادوهم وان كانوا في حاجة أعانوهم * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن عدي
216

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألف المسجد ألفه الله * وأخرج
الطبراني عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أد من
الاختلاف إلى المسجد أصاب أخا مستفادا في الله وعلما مستظرفا وكلمة تدعوه إلى الهدى وكلمة تصرفه عن الردى
ويترك الذنوب حياء وخشية أو نعمة أو رحمة منتظرة * وأخرج الطبراني بسند صحيح عن سلمان رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من توضأ في بيته ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على المزور ان يكرم الزائر
وأخرجه ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن سلمان موقوفا * وأخرج البيهقي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال بشر المشائين في ظلم الليالي بالنور والتام يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني
والبيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه
الله نورا يوم القيامة * وأخرج الطبراني عن أبي امامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بشر المدلجين
إلى المساجد في الظلم بمنابر من نور يوم القيامة يفزع الناس ولا يفزعون * وأخرج الطبراني عن أبي امامة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغدو والرواح إلى المسجد من الجهاد في سبيل الله * وأخرج ابن أبي
شيبة عن عبد الرحمن بن مغفل رضي الله عنه قال كنا نتحدث ان المسجد حصن حصين من الشيطان * وأخرج
الطبراني والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال المساجد بيوت الله في الأرض تضئ لأهل السماء كما تضئ
نجوم السماء لأهل الأرض * وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا أوسع منه في الجنة * وأخرج أحمد والطبراني عن بشر بن حيان قال جاء
واثلة بن الأسقع رضي الله عنه ونحن نبني مسجدنا فوقف علينا فسلم ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من بنى مسجدا يصلى فيه بنى الله له بيتا في الجنة أفضل منه * واخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبزار عن ابن عباس رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة لبيضها بنى الله له بيتا في الجنة
* وأخرج الطبراني في الأوسط عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من بنى مسجدا لا يريد
به رياء ولا سمعة بنى الله له بيتا في الجنة * وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من بنى بيتا يعبد الله فيه من مال حلال بنى الله له بيتا في الجنة من در وياقوت * وأخرج ابن أبي
شيبة عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من بنى مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له
بيتا في الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول من بنى مسجدا يذكر اسم الله فيه بنى الله له بيتا في الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنوا المساجد واتخذوها حمى * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال أمرنا ان نبني المساجد جما والمدائن شرفا * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال نهينا
ان نصلى في مسجد مشرف * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن شقيق رضي الله عنه قال انما كانت المساجد
جما وانما شرف الناس حديثا من الدهر * وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان
يقال ليأتين على الناس زمان يبنون المساجد يتباهون بها ولا يعرفونها الا قليلا * وأخرج ابن أبي شيبة عن يزيد
ابن الأصم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمرت بتشييد المساجد * وأخرج ابن أبي شيبة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لتزخرفن مساجدكم كما زخرفت اليهود والنصارى مساجدهم * وأخرج ابن أبي
شيبة عن أبي رضي الله عنه قال إذا زخرفتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم * وأخرج الطبراني
في مسند الشاميين عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من علق قنديلا في مسجد
صلى عليه سبعون ألف ملك واستغفر له ما دام ذلك القنديل يقد * وأخرج سليم الرازي في الترغيب عن أنس
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسرج في مسجد سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش
يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوءه * وأخرج أبو بكر الشافعي رضي الله عنه في رباعياته والطبراني عن أبي
قرصافة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابنوا المساجد واخرجوا القمامة منها وسمعته
217

يقول اخراج القمامة من المسجد مهور الحور العين وسمعته يقول من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة فقالوا
يا رسول الله وهذه المساجد التي تبنى في الطرق فقال وهذه المساجد التي تبنى في الطرق * وأخرج أحمد عن أنس
رضي الله عنه قال مررت مع النبي صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة فرأى قبة من لبن فقال لمن هذه
قلت لفلان فقال إن كل بناء كل على صاحبه يوم القيامة الا ما كان من مسجد ثم مر فلم يرها قال ما فعلت القبة قلت
بلغ صاحبها ما قلت فهدمها فقال رحمه الله * وأخرج أحمد في الزهد والحكيم الترمذي عن مالك بن دينار رضي الله عنه
قال يقول الله انى لأهم بعذاب أهل الأرض فإذا نظرت إلى جلساء القرآن وعمار المساجد وولدان
الاسلام سكن غضبى * قوله تعالى (أجعلتم سقاية الحاج) الآيات * أخرج مسلم وأبو داود وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال كنت عند
منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فقال رجل منهم ما أبالي ان لا أعمل لله عملا بعد الاسلام الا ان
أسقى الحاج وقال آخر بل عمارة المسجد الحرام وقال آخر بل الجهاد في سبيل الله خير مما قلتم فزجرهم عمر رضي الله عنه
وقال لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يوم الجمعة ولكن إذا صليتم الجمعة
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيته فيما اختلفتم فيه فأنزل الله أجعلتم سقاية الحاج إلى قوله والله
لا يهدى القوم الظالمين * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أجعلتم
سقاية الحاج الآية وذلك أن المشركين قالوا عمارة بيت الله وقيام على السقاية خير ممن آمن وجاهد فكانوا
يفخرون بالحرم ويستكبرون به من أجل انهم أهله وعماره فذكر الله استكبارهم وإعراضهم فقال لأهل
الحرم من المشركين قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون مستكبرين به سامرا تهجرون
يعنى انهم كانوا يستكبرون بالحرم وقال به سامرا كانوا به يسمرون ويهجرون بالقرآن والنبي صلى الله عليه
وسلم فخير الايمان بالله والجهاد مع نبي الله صلى الله عليه وسلم على عمران المشركين البيت وقيامهم على السقاية
ولم يكن ينفعهم عند الله تعالى مع الشرك به وان كانوا يعمرون بيته ويخدمونه قال الله لا يستوون عند الله والله
لا يهدى القوم الظالمين يعنى الذين زعموا انهم أهل العمارة فسماهم الله ظالمين بشركهم فلم تغن عنهم العمارة شيئا
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال العباس رضي الله عنه
حين أسر يوم بدر ان كنتم سبقتمونا بالاسلام والهجرة والجهاد لقد كنا نعمر المسجد الحرام ونسقي الحاج ونفك
الفاني فأنزل الله أجعلتم سقاية الحاج الآية يعنى ان ذلك كان في الشرك فلا أقبل ما كان في الشرك * وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام الآية قال نزلت في علي
ابن أبي طالب والعباس رضي الله عنه * واخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن الشعبي رضي الله عنه قال نزلت هذه الآية أجعلتم سقاية الحاج في العباس وعلى رضي الله عنهما
تكلما في ذلك * وأخرج ابن مردويه عن الشعبي رضي الله عنه قال كانت بين على والعباس رضي الله عنهما
منازعة فقال العباس لعلى رضي الله عنه أنا عم النبي صلى الله عليه وسلم وأنت ابن عمه والى سقاية الحاج
وعمارة المسجد الحرام فأنزل الله أجعلتم سقاية الحاج الآية * وأخرج عبد الرزاق عن الحسن قال
نزلت في علي وعباس وعثمان وشيبة تكلموا في ذلك * واخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ وابن مردويه عن
عبد الله بن عبيدة رضي الله عنه قال قال على رضي الله عنه للعباس لو هاجرت إلى المدينة قال أو لست في أفضل من
الهجرة ألست أسقى الحاج وأعمر المسجد الحرام فنزلت هذه الآية يعنى قوله أعظم درجة عند الله قال
فجعل الله للمدينة فضل درجة على مكة * وأخرج الفريابي عن ابن سيرين قال قدم علي بن أبي طالب رضي الله عنه
مكة فقال للعباس رضي الله عنه أي عم الا تهاجر الا تلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعمر
المسجد الحرام وأحجب البيت فأنزل الله أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام الآية وقال لقوم قد
سماهم ألا تهاجرون الا تلحقون برسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا نقيم مع إخواننا وعشائرنا ومساكننا
فأنزل الله تعالى قل ان كان آباؤكم الآية كلها * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي رضى الله
218

عنه قال افتخر طلحة بن شيبة والعباس وعلي بن أبي طالب فقال طلحة أنا صاحب البيت معي مفتاحه وقال
العباس رضي الله عنه أنا صاحب السقاية والقائم عليها فقال على رضي الله عنه ما أدرى ما تقولون لقد صليت
إلى القبلة قبل الناس وأنا صاحب الجهاد فأنزل الله أجعلتم سقاية الحاج الآية كلها * وأخرج ابن جرير
وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه قال أقبل المسلمون على العباس وأصحابه الذين أسروا يوم بدر يعيرونهم
بالشرك فقال العباس أما والله لقد كنا نعمر المسجد الحرام ونفك العاني ونحجب البيت ونسقي الحاج فأنزل
الله أجعلتم سقاية الحاج الآية * واخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر عن أنس رضي الله عنه قال
قعد العباس وشيبة صاحب البيت يفتخران فقال له العباس رضي الله عنه أنا أشرف منك أنا عم رسول الله
صلى الله عليه وسلم ووصى أبيه وساقى الحجيج فقال شيبة أنا أشرف منك أنا أمين الله على بيته وخازنه أفلا ائتمنك
كما ائتمنني فاطلع عليهما على رضي الله عنه فأخبراه بما قالا فقال على رضي الله عنه أنا أشرف منكما أنا أول من
آمن وهاجر فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه فما أجابهم بشئ فانصرفوا فنزل عليه الوحي بعد
أيام فأرسل إليهم فقرأ عليهم أجعلتم سقاية الحاج إلى آخر العشر * وأخرج أبو الشيخ عن أبي حمزة السعدي
انه قرأ أجعلتم سقاية الحاج وعمرة المسجد الحرام * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله أجعلتم
سقاية الحاج قال أرادوا ان يدعوا السقاية والحجابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدعوها فان لكم فيها خيرا
* وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه قال اشرب من سقاية العباس فإنها من
السنة ولفظ ابن أبي شيبة فإنه من تمام الحج * وأخرج البخاري والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس
رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى السقاية فاستسقى فقال العباس يا فضل اذهب إلى أمك
فائت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراب من عندها فقال اسقني فقال يا رسول الله انهم يجعلون أيديهم فيه فقال
اسقني فشرب منه ثم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها فقال اعملوا فإنكم على عمل صالح لولا أن تغلبوا لنزلت
حتى أضع الحبل على هذه وأشار إلى عاتقه * وأخرج أحمد عن أبي محذورة رضي الله عنه قال جعل رسول الله صلى
الله عليه وسلم الاذان لنا ولموالينا والسقاية لبني هاشم والحجابة لبني عبد الدار * وأخرج ابن سعد عن علي رضي الله عنه
قال قلت للعباس رضي الله عنه سل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نأتيك بماء لم تمسه الأيدي قال بلى فاسقوني
فسقوه ثم أتى زمزم فقال استقوا لي منها دلوا فاخرجوا منها دلوا فمضمض منه ثم مجه فيه ثم قال أعيدوه ثم قال إنكم
على عمل صالح ثم قال لولا أن تغلبوا عليه لنزلت فنزعت معكم * وأخرج ابن سعد عن جعفر بن تمام قال جاء رجل
إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال أرأيت ما تسقون الناس من نبيذ هذا الزبيب أسنة تبغونها أم تجدون
هذا أهون عليكم من اللبن والعسل قال ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى العباس
وهو يسقى الناس فقال اسقني فدعا العباس بعساس من نبيذ فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم عسا منها
فشرب ثم قال أحسنتم هكذا فاصنعوا قال ابن عباس رضي الله عنهما فما يسرني ان سقايتها جرت على لبنا وعسلا
مكان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنتم هكذا فافعلوا * وأخرج ابن سعد عن مجاهد رضي الله عنه قال اشرب
من سقاية آل العباس فإنها من السنة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء رضي الله عنه في قوله أجعلتم
سقاية الحاج قال زمزم * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والأزرقي في تاريخ مكة والبيهقي في الدلائل عن الزهري
رضي الله عنه قال أول ما ذكر من عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قريشا خرجت من الحرم فارة
من أصحاب الفيل وهو غلام شاب فقال والله لا أخرج من حرم الله ابتغى العز في غيره فجلس عند البيت وأجلت عنه
قريش فقال اللهم ان المرء يمنع رحله فامنع رحالك * لا يغلبن صليبهم وضلالهم عدوا محالك
فلم يزل ثابتا في الحرم حتى أهلك الله الفيل وأصحابه فرجعت قريش وقد عظيم فيها لصبره وتعظميه محارم الله
فبينما هو في ذلك وقد ولد له أكبر بنيه فأدرك وهو الحارث بن عبد المطلب فأتى عبد المطلب في المنام فقيل
له احفر زمزم خبيئة الشيخ الأعظم فاستيقظ فقال اللهم بين لي فأتى في المنام مرة أخرى فقيل أحفرتكم
بين الفرث والدم في مبحث الغراب في قرية النمل مستقبل الأنصاب الحمر فقال عبد المطلب فمشى حتى جلس في
219

المسجد الحرام ينتظر ما سمى له من الآيات فنحرت بقرة بالحزورة فانفلتت من جازرها تحمى نفسها حتى
غلب عليها الموت في المسجد في موضع زمزم فجزرت تلك البقرة من مكانها حتى احتمل لحمها فاقبل غراب يهوى
حتى وقع في الفرث فبحث عن قرية النمل فقام عبد المطلب فحفر هناك فجاءته قريش فقالت لعبد المطلب
ما هذا الصنيع انما لم نكن نرميك بالجهل لم تحفر في مسجدنا فقال عبد المطلب انى لحافر هذا البئر ومجاهد
من صدني عنها فطفق هو وولده الحارث وليس له ولد يومئذ غيره فسفه عليهما يومئذ ناس من قريش
فنازعوهما وقاتلوهما وتناهى عنه ناس من قريش لما يعلمون من عتق نسبه وصدقه واجتهاده في دينهم حتى
إذا أمكن الحفر واشتد عليه الأذى نذران وفى له عشرة من الولدان ينحر أحدهم ثم حفر حتى أدرك سيوفا
دقت في زمزم حين دفنت فلما رأت قريش انه قد أدرك السيوف قالوا يا عبد المطلب أجدنا مما وجدت فقال
عبد المطلب هذه السيوف لبيت الله فحفر حتى انبط الماء في التراب وفجرها حتى لا تنزف وبنى عليها حوضا فطفق
هو وابنه ينزعان فيملآن ذلك الحوض فيشربه الحاج فيكسره أناس حسدة من قريش فيصلحه عبد المطلب حين
يصبح فلما أكثروا فساده دعا عبد المطلب ربه فأري في المنام فقيل له قل اللهم لا أحلها لمغتسل ولكن هي
للشاربين حل وبل ثم كفيتهم فقام عبد المطلب حين اختلفت قريش في المسجد فنادى بالذي أرى ثم أنصرف فلم
يكن يفسد حوضه ذلك عليه أحد من قريش الا رمى في جسده بداء حتى تركوا حوضه وسقايته ثم تزوج عبد
المطلب النساء فولد له عشرة رهط فقال اللهم إني كنت نذرت لك نحر أحدهم وأني أقرع بينهم فأصب بذلك من
شئت فاقرع بينهم فطارت القرعة على عبد الله وكان أحب ولده إليه فقال عبد المطلب اللهم هو أحب إليك أم
مائة من الإبل ثم أقرع بينه وبين المائة من الإبل فطارت القرعة على المائة الإبل فنحرها عبد المطلب
* وأخرج الأزرقي والبيهقي في الدلائل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال عبد المطلب انى لنائم في الحجر
إذ أتاني آت فقال أحفر طيبة قلت وما طيبة فذهب عنى فلما كان من الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه فجاءني
فقال احفر زمزم فقلت وما زمزم قال لا تنزف ولا تذم تسقى الحجيج الأعظم عند قرية النمل قال فلما أبان له شانها
ودل على موضعها وعرف ان قد صدق غدا بمعول ومعه ابنه الحارث ليس له يومئذ غيره فحفر فلما بدا لعبد المطلب
الطي كبر فعرفت قريش انه قد أدرك حاجته فقاموا إليه فقالوا يا عبد المطلب انها بئر إسماعيل وان لنا فيها حقا
فأشركنا معك فيها فقال ما أنا بفاعل ان هذا الامر خصصت به دونكم وأعطيته من بينكم قالوا فأنصفنا فانا غير
تاركيك حتى نحاكمك قال فجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم قالوا كاهنة من سعد هذيل قال نعم وكانت
باشراف الشام فركب عبد المطلب ومعه نفر من بنى عبد مناف وركب من كل ركب من قريش نفر والأرض
إذ ذاك مفاوز فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض المفاوز بين الحجاز والشام فنى ماء عبد المطلب وأصحابه فظمئوا
حتى أيقنوا بالهلكة فاستسقوا ممن معهم من قبائل قريش فأبوا عليهم وقالوا انا في مفازة نخشى فيها على أنفسنا
مثل ما أصابكم فلما رأى عبد المطلب ما صنع القوم وما يتخوف على نفسه وأصحابه قال ماذا ترون قالوا ما رأينا
الا تبع لرأيك فمرنا بما شئت قال فإني أرى ان يحفر كل رجل منكم لنفسه لما بكم الآن من القوة كلما مات رجل
دفنه أصحابه في حفرته ثم واروه حتى يكون آخركم رجلا فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعة ركب جميعا قالوا
سمعنا ما أردت فقام كل رجل منهم يحفر حفرته ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشا ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه
والله ان القاءنا بأيدينا لعجز ما نبتغي لأنفسنا حيلة عسى الله ان يرزقنا ماء ببعض البلاد ارحلوا فارتحلوا حتى
فرغوا ومن معهم من قريش ينظرون إليهم وما هم فاعلون فقام عبد المطلب إلى راحلته فركبها فلما انبعثت
انفجرت من تحت خفها عين من ماء عذب فكبر عبد المطلب وكبر أصحابه ثم نزل فشرب وشربوا واستقوا حتى
ملؤا أسقيتهم ثم دعا القبائل التي معه من قريش فقال هلم الماء قد سقانا الله تعالى فاشربوا واستقوا فقالت
القبائل التي نازعته قد والله قضى الله لك يا عبد المطلب علينا والله لا نخاصمك في زمزم فارجع إلى سقايتك
راشدا فرجع ورجعوا معه ولم يمضوا إلى الكاهنة وخلوا بينه وبين زمزم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن
ماجة وعمر بن شبة والفاكهاني في تاريخ مكة والطبراني في الأوسط وابن عدي والبيهقي في سننه من طريق أبى
220

الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ماء زمزم لما شرب له
* وأخرج المستغفري في الطب عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم
لما شرب له من شربه لمرض شفاه الله أو جوع أشبعه الله أو لحاجة قضاها الله * وأخرج الدينوري في المجالسة عن
الحميدي وهو شيخ البخاري رضي الله عنهما قال كنا عند ابن عيينة فحدثنا بحديث ماء زمزم لما شرب له فقام رجل
من المجلس ثم عاد فقال يا أبا محمد ليس الحديث الذي قد حدثتنا في زمزم صحيحا فقال بلى فقال الرجل فإني شربت
الآن دلوا من زمزم على أن تحدثني بمائة حديث فقال سفيان رضي الله عنه اقعد فقعد فحدثه بمائة حديث
* وأخرج الفاكهاني في تاريخ مكة عن عباد بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال حج معاوية رضي الله عنه وحججنا
معه فلما طاف بالبيت صلى عند المقام ركعتين ثم مر بزمزم وهو خارج إلى الصفا فقال يا غلام انزع لي منها دلوا فنزع
له دلوا فشرب وصب على وجهه وخرج وهو يقول ماء زمزم لما شرب له * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن عبد
الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له * وأخرج الحافظ أبو الوليد بن
الدباغ رضي الله عنه في فوائده والبيهقي والخطيب في تاريخه عن سويد بن سعيد رضي الله عنه قال رأيت ابن
المبارك رضي الله عنه أتى زمزم فملأ اناء ثم استقبل الكعبة فقال اللهم ان ابن أبي الموالى حدثنا عن ابن المنكدر
عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ماء زمزم لما شرب له وهو ذا أشرب هذا لعطش يوم القيامة
ثم شربه * وأخرج الحكيم الترمذي من طريق أبى الزبير عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ماء زمزم لما شرب له قال الحكيم وحدثني أبي قال دخلت الطواف في ليلة ظلماء فأخذني من البول ما شغلني
فجعلت أعتصر حتى آذاني وخفت ان خرجت من المسجد ان أطا بعض تلك الأقذار وذلك أيام الحاج فذكرت هذا
الحديث فدخلت زمزم فتضلعت منه فذهب عنى إلى الصباح * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ماء على وجه الأرض زمزم فيه طعام من الطعم وشفاء من السقم
* وأخرج ابن أبي شيبة والفاكهاني والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم زمزم خير ماء يعلم وطعام يطعم وشفاء سقم * وأخرج الترمذي والحاكم وصححه والبيهقي في
الشعب عن عائشة رضي الله عنها انها كانت تحمل ماء زمزم في القوارير وتذكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعل ذلك وكان يصب على المرضى ويسقيهم * وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن صفية رضي الله عنها عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال ماء زمزم شفاء من كل داء * وأخرج الدارقطني والحاكم وصححه من طريق مجاهد
رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له فان شربته
تشتفي به شفاك الله وان شربته مستعيذا أعاذك الله وان شربته ليقطع ظمؤك قطعه الله وان شربته لشبعك
أشبعك الله وهي عزيمة جبريل وسقيا إسماعيل عليهما السلام قال وكان ابن عباس رضي الله عنهما إذا شرب ماء
زمزم قال اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء * وأخرج عبد الرزاق وابن ماجة والطبراني
والدارقطني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن عثمان بن الأسود رضي الله عنه قال جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما
فقال من أين جئت قال شربت من زمزم فقال اشرب منها كما ينبغي قال وكيف ذاك يا أبا عباس قال
إذا شربت منها فاستقبل القبلة واذكر اسم الله واشرب وتنفس ثلاثا وتضلع منها فإذا فرغت فاحمد الله فان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال آية ما بيننا وبين المنافقين انهم لا يتضلعون من زمزم * وأخرج الأزرقي عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة زمزم فامر بدلو انتزع له من البئر فوضعها
على شفة البئر ثم وضع يده من تحت عراقي الدلو ثم قال بسم الله ثم كرع فيها فأطال فرفع رأسه فقال الحمد لله ثم دعا
فقال بسم الله ثم كرع فيها فأطال وهو دون الأول ثم رفع رأسه فقال الحمد لله ثم دعا فقال بسم الله ثم كرع فيها وهو
دون الثاني ثم رفع فقال الحمد لله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علامة ما بيننا وبين المنافقين لم يشربوا منها قط
حتى يتضلعوا * وأخرج الأزرقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التضلع من
ماء زمزم براءة من النفاق * وأخرج الأزرقي عن رجل من الأنصار عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه
221

وسلم قال علامة ما بيننا وبين المنافقين ان يدلوا دلوا من ماء زمزم فيتضلعوا منها ما استطاع منافق قط ان يتضلع
منها * وأخرج الأزرقي عن الضحاك بن مزاحم رضي الله عنه قال بلغني ان التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق
وان ماءها مذهب بالصداع وان الاطلاع فيها يجلوا لبصر وانه سيأتي عليها زمان تكون أعذب من النيل والفرات
* وأخرج ابن أبي شيبة والأزرقي والفاكهاني عن كعب رضي الله عنه قال انى لأجد في كتاب الله المنزل زمزم
طعام طعم وشفاء سقم * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والأزرقي عن عبد الله بن عثمان بن خيثم رضي الله عنه
قال قدم علينا وهب بن منبه مكة فاشتكى فجئنا نعوده فإذا عنده من ماء زمزم فقلنا لو استعذبت فان هذا ماء
فيه غلظ قال ما أريد ان أشرب حتى أخرج منها غيره والذي نفس وهب بيده انها لفي كتاب الله مضنونة وانها لفي
كتاب الله طعام طعم وشفاء سقم والذي نفس وهب بيده لا يعمد إليها أحد فيشرب منها حتى يتضلع الا نزعت
داء وأحدثت له شفاء * وأخرج الأزرقي عن كعب رضي الله عنه انه قال لزمزم انا نجدها مضنونة ضن بها لكم
وأول من سقى ماءها إسماعيل عليه السلام طعام طعم وشفاء سقم * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وسعيد بن
منصور والأزرقي والحكيم الترمذي عن مجاهد رضي الله عنه قال ماء زمزم لما شرب له ان شربته تريد شفاء شفاك
الله وان شربته لظمأ رواك الله وان شربته لجوع أشبعك الله وهي هزمة جبريل عليه السلام بعقبة وسقيا الله
لإسماعيل عليه السلام * وأخرج بقية عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال خير واد في الناس وادي مكة ووادي
الهند الذي هبط به آدم عليه السلام ومنه يؤتى بهذا الطيب الذي تطيبون به وشر واد في الناس واد بالأحقاف
ووادي حضرموت يقال له برهوت وخير بئر في الناس بئر زمزم وشر بئر في الناس بئر برهوت واليها تجتمع
أرواح الكفار * وأخرج الأزرقي من طريق عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال صلوا في مصلى الأخيار
واشربوا من شراب الأبرار قيل لابن عباس ما مصلى الأخيار قال تحت الميزاب قيل وما شراب الأبرار قال ماء زمزم
* وأخرج الأزرقي عن ابن جريج رضي الله عنه قال سمعت انه يقال خير ماء في الأرض ماء زمزم وشر ماء في الأرض
ماء برهوت شعب من شعب حضرموت * وأخرج الأزرقي عن كعب الأحبار رضي الله عنه قال إن إيليا وزمزم
ليتعارفان * وأخرج الأزرقي عن عكرمة بن خالد رضي الله عنه قال بينما انا ليلة في جوف الليل عند زمزم جالس
إذا نفر يطوفون عليهم ثياب بيض لم أر بياض ثيابهم بشئ قط فلما فرغوا صلوا قريبا منا فالتفت بعضهم فقال
لأصحابه اذهبوا بنا نشرب من شراب الأبرار فقاموا فدخلوا زمزم فقلت والله لو دخلت على القوم فسألتهم فقمت
فدخلت فإذا ليس فيها أحد من البشر * وأخرج الأزرقي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال تنافس
الناس في زمزم في الجاهلية حتى أن كان أهل العيال يغدون بعيالهم فيشربون فيكون صبوحا لهم وقد كنا نعدها
عونا على العيال * وأخرج ابن أبي شيبة والأزرقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت زمزم تسمى في الجاهلية
شباعة وتزعم انها نعم العون على العيال * وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والأزرقي والبزار وأبو
عوانة والبيهقي في سننه عن أبي ذر رضي الله عنه قال قدمت مكة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم متى كنت ههنا
قلت أربع عشرة وفى لفظ قلت ثلاثين من بين يوم وليلة قال من كان يطعمك قلت ما كان لي طعام ولا شراب الا ماء
زمزم فما أجد على كيدي سحقة جوع ولقد تكسرت عكن بطني قال إنها مباركة انها طعام طعم زاد الطيالسي
وشفاء سقم * وأخرج الأزرقي عن رباح بن الأسود رضي الله عنه قال كنت مع أهلي بالبادية فابتعت بمكة
فأعتقت فمكثت ثلاثة أيام لا أجد شيئا آكله فكنت أشرب من ماء زمزم فشربت يوما فإذا أنا بصريف اللبن من
بين ثناياي فقلت لعلى ناعس فانطلقت وأنا أجد قوة اللبن وشبعه * وأخرج الأزرقي عن عبد العزيز بن أبي
رواد رضي الله عنه ان راعيا كان يرعى وكان من العباد فكان إذا ظمئ وجد فيها لبنا وإذا أراد ان يتوضأ وجد
فيها ماء * وأخرج الأزرقي عن الضحاك بن مزاحم رضي الله عنه قال إن الله يرفع المياه قبل يوم القيامة غير
زمزم فتغور المياه غير زمزم وتلقى الأرض ما في بطنها من ذهب وفضة ويجئ الرجل بالجراب فيه الذهب والفضة
فيقول من يقبل هذا منى فيقول لو أتيتني به أمس قبلته * وأخرج الأزرقي عن زر بن حبيش قال رأيت عباس
ابن عبد المطلب في المسجد الحرام وهو يطوف حول زمزم يقول لا أحلها لمغتسل وهي لمتوضئ وشارب حل وبل
222

* وأخرج الأزرقي عن ابن أبي حسين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى سهيل بن عمرو يستهديه من ماء
زمزم فعبث إليه بروايتين * وأخرج عبد الرزاق والأزرقي عن ابن جريج عن ابن أبي حسين واسمه عبد الله بن أبي
عبد الرحمن قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سهيل بن عمر وان جاءك كتابي ليلا فلا تصبحن وان
جاءك نهارا فلا تمسين حتى تبعث إلى بماء من ماء زمزم فملأ له مزادتين وبعثت بهما على بعير * وأخرج الطبراني
في الأوسط عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استهدى سهيل بن عمرو رضي الله عنه
من ماء زمزم * وأخرج ابن سعد عن أم أيمن رضي الله عنهما قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
شكا صغيرا ولا كبيرا جوعا ولا عطشا كان يغدو فيشرب من ماء زمزم فاعرض عليه الغداء فيقول لا أريده انا
شبعان * وأخرج الدارقطني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خمس من العبادة النظر إلى المصحف والنظر إلى
الكعبة والنظر إلى الوالدين والنظر في زمزم وهي تحط الخطايا والنظر في وجه العالم * وأخرج عبد الرزاق عن
مجاهد رضي الله عنه انه كان إذا شرب من زمزم قال هي لما شربت له * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال ما من رجل يشرب من ماء زمزم حتى يتضلع الا حط الله به داء من جوفه ومن شربه لعطش
روى ومن شربه لجوع شبع * وأخرج عبد الرزاق عن طاوس رضي الله عنه قال ماء زمزم طعام طعم وشفاء سقم
* وأخرج الفاكهاني عن سعيد بن أبي هلال رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عينا له إلى مكة
فأقام بها ليالي يشرب من ماء زمزم فلما رجع قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان عيشك فأخبره انه كان
يأتي زمزم فيشرب من مائها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم انها شفاء من سقم وطعام من طعم * وأخرج
أبو نعيم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد ان يتحف الرجل بتحفة سقاه من
ماء زمزم * وأخرج الفاكهاني عن مجاهد رضي الله عنه قال كان ابن عباس رضي الله عنهما إذا نزل به ضيف
أتحفه من ماء زمزم ولا أطعم قوما طعاما الا سقاهم من ماء زمزم * وأخرج أبو ذر الهروي عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال كانت أهل مكة لا يسابقهم أحد الا سبقوه ولا يصارعهم أحد الا صرعوه حتى رغبوا عن ماء زمزم
* وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن مجاهد رضي الله عنه قال كانوا يستحبون إذا ودعوا البيت ان يأتوا زمزم
فيشربوا منها * وأخرج السلفي في الطيوريات عن ابن حبيب رضي الله عنه قال زمزم شراب الأبرار والحجر مصلى
الأخيار * قوله تعالى (يبشرهم ربهم) الآية * أخرج أبو الشيخ عن طلحة بن مصرف رضي الله عنه انه قرأ
يبشرهم ربهم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم) الآيتين * أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال أمروا بالهجرة فقال العباس بن عبد المطلب انا أسقى
الحاج وقال طلحة أخو بنى عبد الدار أنا أحجب الكعبة فلا نهاجر فأنزلت لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء
ان استحبوا الكفر على الايمان * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في هذه الآية قال هي في الهجرة
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأموال اقترفتموها
قال أصبتموها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله وتجارة تخشون كسادها
يقول تخشون ان تكسد فتبيعونها ومساكن ترضونها قال هي القصور والمنازل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره قال بالفتح في أمره
بالهجرة هذا كله قبل فتح مكة * وأخرج أحمد والبخاري عن عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال كنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال والله لانت يا رسول الله أحب إلى من كل
شئ الا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه والله أعلم * قوله
تعالى (لقد نصركم الله) الآيات * أخرج الفريابي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لقد نصركم الله في
مواطن كثيرة قال هي أول ما أنزل الله تعالى من سورة براءة * وأخرج ابن أبي شيبة وسنيد وابن حرب وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال أول ما نزل من براءة لقد نصركم الله في مواطن كثيرة يعرفهم نصره
ويوطنهم لغزوة تبوك * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله لقد نصركم الله في مواطن كثيرة
223

قال هذا مما يمن الله به عليهم من نصره إياهم في مواطن كثيرة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه
قال حنين ماء بين مكة والطائف قاتل النبي صلى الله عليه وسلم هوازن وثقيف وعلى هوازن مالك بن
عوف وعلى ثقيف عبد يا ليل بن عمرو الثقفي * وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة رضي الله عنه ان النبي صلى الله
عليه وسلم أقام عام الفتح نصف شهر ولم يزد على ذلك حتى جاءته هوازن وثقيف فنزلوا بحنين وحنين واد إلى
جنب ذي المجاز * وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه قال لما اجتمع أهل مكة وأهل المدينة قالوا الآن
والله نقاتل حين اجتمعنا فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قالوا وما أعجبهم من كثرتهم فالتقوا فهزمهم الله
حتى ما يقوم منهم أحد على أحد حتى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادى أحياء لعرب إلى فوالله
ما يعرج إليه أحد حتى أعرى موضعه فالتفت إلى الأنصار وهم ناحية فناداهم يا أنصار الله وأنصار رسوله إلى عباد
الله انا رسول الله فعطفوا وقالوا يا رسول الله ورب الكعبة إليك والله فنكسوا رؤسهم يبكون وقدموا أسيافهم
يضربون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله عليهم * وأخرج البيهقي في الدلائل عن الربيع
رضي الله عنه ان رجلا قال يوم حنين لن نغلب من قلة فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله
عز وجل ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم قال الربيع وكانوا اثنى عشر ألفا منهم ألفان من أهل مكة * وأخرج
ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد والبغوي في معجمه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي عبد الرحمن الفهري
رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حنين فسرنا في يوم قائظ شديد الحر فنزلنا تحت ظلال
الشجر فلما زالت الشمس لبست لامتي وركبت فرسي فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت السلام عليك
يا رسول الله ورحمة الله وبركاته قد حان الرواح يا رسول الله قال أجل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال فثار
من تحت سمرة كان ظله ظل طائر فقال لبيك وسعديك وانا فداؤك ثم قال أسرج لي فرسي فاتاه بدفتين من ليف
ليس فيهما أشر ولا بطر قال فركب فرسه ثم سرنا يومنا فلقينا العدو وتشامت الخيلان فقاتلناهم فولى المسلمون
مدبرين كما قال الله عز وجل فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا عباد الله انا عبد الله ورسوله فاقتحم رسول
الله صلى الله عليه وسلم فرسه وحدثني من كان أقرب إليه منى انه أخذ حفنة من تراب فحثاها في وجوه القوم
وقال شاهت الوجوه قال يعلى بن عطاء رضي الله عنه فأخبرنا أبناؤهم عن آبائهم انهم قالوا ما بقى منا أحد الا
امتلأت عيناه وفمه من التراب وسمعنا صلصلة من السماء كمر الحديد على الطست الحديد فهزمهم الله عز وجل
* وأخرج الطبراني والحاكم وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كنت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فولى الناس عنه وبقيت معه في ثمانين رجلا من المهاجرين والأنصار فكنا
على أقدامنا نحوا من ثمانين قدما ولم نولهم الدبر وهم الذين أنزل الله عليهم السكينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم
على بغلته فمضى قدما فقال ناولني كفا من تراب فناولته فضرب وجوههم فامتلأت أعينهم ترابا وولى المشركون
أدبارهم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أنس رضي الله عنه
ان هوازن جاءت يوم حنين بالنساء والصبيان والإبل والغنم فجعلوهم صفوفا ليكثروا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم فالتقى المسلمون والمشركون فولى المسلمون مدبرين كما قال الله عز وجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا عباد الله انا عبد الله ورسوله ثم قال يا معشر الأنصار انا عبد الله ورسوله فهزم الله المشركين ولم يضرب بسيف ولم
يطعن برمح * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وأحمد ومسلم والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن
مردويه عن العباس بن عبد المطلب قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلقد رأيت النبي صلى
الله عليه وسلم وما معه الا أنا وأبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب فلزمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه وهو
على بغلته الشهباء التي أهداها له فروة بن معاوية الجذامي فلما التقى المسلمون والمشركون ولى المسلمون مدبرين
وطفق النبي صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قبل الكفار وأنا آخذ بلجامها أكفها إرادة ان لا تسرع وهو لا يألو
ما أسرع نحو المشركين وأبو سفيان بن الحرث آخذ بغرز رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم يا عباس ناديا أصحاب السمرة يا أصحاب سورة البقرة فوالله لكأني عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة
224

البقر على أولادها ينادون يا لبيك يا لبيك فاقبل المسلمون فاقتتلوا هم والكفار وارتفعت الأصوات وهم يقولون
يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار ثم قصرت الدعوة على بنى الحرث بن الخزرج فتطاول رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو على بغلته فقال هذا حين حمى الوطيس ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهن وجوه
الكفار ثم قال انهزموا ورب الكعبة فذهبت أنظر فإذا القتال على هينته فيما أرى فما هو الا ان رماهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم بحصيات فما زلت أرى حدهم كليلا وأمرهم مدبرا حتى هزمهم الله عز وجل * وأخرج
الحاكم وصححه عن جابر رضي الله عنه قال ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين الأنصار فقال يا معشر الأنصار
فأجابوه لبيك بأبينا أنت وأمنا يا رسول الله قال أقبلوا بوجوهكم إلى الله ورسوله يدخلكم جنات تجرى من تحتها
الانهار فاقبلوا ولهم حنين حتى أحدقوا به كبكبة تحاك مناكبهم يقاتلون حتى هزم الله المشركين * وأخرج أبو
الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال لما اجتمع يوم حنين أهل مكة وأهل المدينة
أعجبتهم كثرتهم فقال القوم اليوم والله نقاتل فلما التقوا واشتد القتال ولوا مدبرين فندب رسول الله صلى
الله عليه وسلم الأنصار فقال يا معشر المسلمين إلى عباد الله أنا رسول الله فقالوا إليك والله جئنا فنكسوا رؤسهم
ثم قاتلوا حتى فتح الله عليهم * وأخرج الحاكم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال أخذ رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم حنين وبرة من بعير ثم قال أيها الناس انه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم قدر هذه الا الخمس والخمس
مردود عليكم فأدوا الخيط والمخيط وإياكم والغلول فإنه عار على أهل يوم القيامة وعليكم بالجهاد في سبيل الله فإنه باب
من أبواب الجنة يذهب الله به الهم والغم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الأنفال ويقول ليرد قوى المؤمنين
على ضعيفهم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رأيتنا يوم حنين وان الفئتين لموليتان وعن
عكرمة قال لما كان يوم حنين ولى المسلمون وولى المشركون وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أنا محمد رسول
الله ثلاث مرات والى جنبه عمه العباس فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمه يا عباس أذن يا أهل الشجرة فأجابوه من
كل مكان لبيك لبيك حتى أظلوه برماحهم ثم مضى فوهب الله له الظفر فأنزل الله ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم
الآية * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن عبيد الله بن عمير الليثي رضي الله عنه قال كان مع النبي صلى الله عليه وسلم
أربعة آلاف من الأنصار وألف من جهينة وألف من مزينة وألف من أسلم وألف من غفار وألف من أشجع
وألف من المهاجرين وغيرهم فكان معه عشرة آلاف وخرج باثني عشر ألفا وفيها قال الله تعالى في كتابه ويوم
حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن مردويه
عن البراء بن عازب رضي الله عنه انه قيل له هل كنتم وليتم يوم حنين قال والله ما ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكن خرج شبان أصحابه وأخفاؤهم حسرا ليس عليهم سلاح فلقوا جمعا رماة هوازن وبنى النضر ما يكاد يسقط
لهم سهم فرشقوهم رشقا ما كادوا يخطئون فاقبلوا هنالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته البيضاء
وابن عمه أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب يقود به فنزل ودعا واستنصر ثم قال أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد
المطلب ثم صف أصحابه * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله وأنزل جنودا لم تروها وعذب
الذين كفروا قال قتلهم بالسيف * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال في يوم حنين أمد
الله رسوله الله صلى الله عليه وسلم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ويومئذ سمى الله تعالى الأنصار مؤمنين قال ثم
أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين * وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن
جبير بن مطعم رضي الله عنه قال رأيت قبل هزيمة القوم والناس يقتتلون مثل البجاد الأسود أقبل من السماء
حتى سقط بين القوم فنظرت فإذا نمل أسود مبثوث قد ملا الوادي لم أشك انها الملائكة عليهم السلام ولم يكن الا
هزيمة القوم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في
قوله وعذب الذين كفروا قال بالهزيمة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن أبزى رضي الله عنه في قوله
وعذب الذين كفروا قال بالهزيمة والقتل وفى قوله ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء قال على الذين انهزموا
عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين * وأخرج ابن سعد والبخاري في التاريخ والحاكم وصححه والبيهقي
225

في الدلائل عن عبد الله بن عياض بن الحرث عن أبيه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى هوازن في اثنى
عشر ألفا فقتل من الطائف يوم حنين مثل قتلى يوم بدر وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفا من حصباء
فرمى بها وجوهنا فانهزمنا * وأخرج أحمد ومسلم عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال غزونا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم حنينا فلما واجهنا العدو وتقدمت فاعلو ثنية فاستقبلني رجل من العدو فارميته بسهم
فتوارى عنى فما دريت ما صنع فنظرت إلى القوم فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى فالتقوا هم وأصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم وأنا متزر وارجع منهزما وعلى بردتان متزرا بإحداهما مرتديا بالأخرى فاستطلق إزاري فجمعتهما
جميعا ومررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهزما وهو على بغلته الشهباء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لقد رأى ابن الأكوع فزعا فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب من
الأرض ثم استقبل به وجوههم فقال شاهت الوجوه فما خلق الله منهم انسانا الا ملا عينيه ترابا بتلك القبضة
فولوا مدبرين فهزمهم الله تعالى وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين * وأخرج البخاري
في التاريخ والبيهقي في الدلائل عن عمرو بن سفيان الثقفي رضي الله عنه قال قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم حنين قبضة من الحصى فرمى بها في وجوهنا فانهزمنا فما خيل إلينا الا ان كل حجر أو شجر فارس يطلبنا
* وأخرج البخاري في التاريخ وابن مردويه والبيهقي عن يزيد بن عامر السوائي وكان شهد حنينا مع المشركين
ثم أسلم قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قبضة من الأرض فرمى بها في وجوه المشركين وقال
ارجعوا شاهت الوجوه فما أحد يلقاه أخوه الا وهو يشكو قذى في عينيه ويمسح عينيه * وأخرج مسدد في
مسنده والبيهقي وابن عساكر عن عبد الرحمن مولى أم برثن قال حدثني رجل كان من المشركين يوم حنين قال
لما التقينا نحن وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقوموا لنا حلب شاة الا كفيناهم فبينا نحن نسوقهم في
أدبارهم إذ التقينا إلى صاحب البغلة البيضاء فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلقتنا عنده رجال بيض حسان
الوجوه قالوا لنا شاهت الوجوه ارجعوا فرجعنا وركبوا أكتافنا وكانت إياها * وأخرج البيهقي من طريق ابن إسحاق
حدثنا أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان انه حدث ان مالك بن عوف رضي الله عنه بعث عيونا
فاتوه وقد تقطعت أوصالهم فقال ويلكم ما شأنكم فقالوا أتانا رجال بيض على خيل بلق فوالله ما تماسكنا
ان أصابنا ما ترى * وأخرج ابن مردويه والبيهقي وابن عساكر عن مصعب بن شيبة بن عثمان الحجبي
عن أبيه قال خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين والله ما خرجت اسلاما ولكن خرجت اتقاء
ان تظهر هوازن على قريش فوالله انى لواقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قلت يا نبي الله انى لأرى
خيلا بلقا قال يا شيبة انه لا يراها الا كافر فضرب بيده عند صدري حتى ما أجد من خلق الله تعالى أحب
إلى منه قال فالتقى المسلمون فقتل من قتل ثم أقبل النبي صلى الله عليه وسلم وعمر رضي الله عنه آخذ باللجام
والعباس آخذ بالغرز فنادى العباس رضي الله عنه أين المهاجرين أين أصحاب سورة البقرة بصوت عال
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقبل الناس والنبي صلى الله عليه وسلم يقول انا النبي غير كذب أنا ابن عبد
المطلب فاقبل المسلمون فاصطكوا بالسيوف فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن حمى الوطيس * قوله تعالى
(يا أيها الذين آمنوا انما المشركون نجس) الآية * أخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل المسجد الحرام مشرك بعد عامي هذا أبدا الا أهل العهد
وخدمكم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه
في قوله انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا الا ان يكون عبدا أو أحدا من أهل الذمة
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله انما المشركون نجس أي
أخباث فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وهو العام الذي حج فيه أبو بكر رضي الله عنه ونادى على رضي الله عنه
بالاذان وذلك لتسع سنين من الهجرة وحج رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام المقبل حجة الوداع لم
يحج قبلها ولا بعدها منذ هاجر فلما نفى الله تعالى المشركين عن المسجد الحرام شق ذلك على المسلمين فأنزل الله
226

وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله فأغناهم الله تعالى بهذا الخراج الجزية الجارية عليهم يأخذونها
شهرا شهرا وعاما عاما فليس لأحد من المشركين ان يقرب المسجد الحرام بعد عامهم ذلك الا صاحب الجزية أو
عبد رجل من المسلمين * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال كان المشركون يجيئون إلى البيت ويجيئون معهم بالطعام يتجرون فيه فلما نهوا عن أن يأتوا البيت قال
المسلمون فمن أين لنا الطعام فأنزل الله وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله ان شاء قال فأنزل الله عليهم
المطر وكثر خيرهم حين ذهب المشركون عنهم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
قال لما نزلت انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا شق على أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم وقالوا من يأتينا بطعامنا وبالمتاع فنزلت وان خفتم عيلة الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال لما نفى الله تعالى المشركين عن المسجد الحرام ألقى الشيطان في قلوب المؤمنين فقال من أين
تأكلون وقد نفى المشركون وانقطعت عنكم العير قال الله تعالى وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله
ان شاء فأمرهم بقتال أهل الكفر وأغناهم من فضله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد رضي الله عنه في الآية قال قال المؤمنون قد كنا نصيب من متاجر المشركين فوعدهم الله تعالى ان يغنيهم
من فضله عوضا لهم بان لا يقربوا المسجد الحرام فهذه الآية من أول براءة في القراءة وفى آخرها التأويل
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه قال لا يدخل الحرم كله مشرك وتلا هذه الآية * وأخرج عبد
الرزاق والنحاس في ناسخه عن عطاء رضي الله عنه في قوله فلا يقربوا المسجد الحرام قال يريد الحرم كله وفى لفظ
لا يدخل الحرم كله مشرك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله وان
خفتم عيلة قال الفاقة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله فسوف يغنيكم الله من فضله
قال أغناهم الله تعالى بالجزية الجارية * وأخرج أبو الشيخ عن الأوزاعي رضي الله عنه قال كتب عمر بن عبد
العزيز رضي الله عنه ان يمنع ان يدخل اليهود والنصارى المساجد واتبع نهيه انما المشركون نجس * وأخرج
أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه انما المشركون نجس فمن صافحهم فليتوضأ * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صافح مشركا فليتوضأ أو ليغسل كفيه
* وأخرج ابن مردويه عن هشام بن عروة عن أبيه عن جده قال استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل
عليه السلام فناوله يده فأبى ان يتناولها فقال يا جبريل ما منعك ان تأخذ بيدي فقال إنك أخذت بيد يهودي
فكرهت ان تمس يدي يدا قد مسها يد كافر فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ فناوله يده فتناولها
* وأخرج ابن مردويه وسمويه في فوائده عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل
الجنة الا نفس مسلمة ولا يطوف بالبيت عريان ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامهم هذا ومن كان بينه
وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل فأجله مدته * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عام الفتح لا يدخل المسجد الحرام مشرك ولا يؤدى مسلم جزية * وأخرج عبد
الرزاق في المصنف عن عمر بن العزيز قال آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قال قاتل الله اليهود
والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لا يبقى بأرض العرب دينان * وأخرج عبد الرزاق عن ابن جريج رضي الله عنه
قال بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى عند موته بان لا يترك يهودي ولا نصراني بأرض الحجاز وان
يمضى جيش أسامة إلى الشام وأوصى بالقبط خيرا فان لهم قرابة * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما
رفعه قال أخرجوا المشركين من جزيرة العرب * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه
قال إن آخر كلام تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخرجوا اليهود من أرض الحجاز وأهل نجران
من جزيرة العرب * وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن بقيت
لأخرجن المشركين من جزيرة العرب فلما ولى عمر رضي الله عنه أخرجهم * قوله تعالى (قاتلوا الذين لا يؤمنون
بالله) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أنزل الله تعالى في العام الذي نبذ
227

فيه أبو بكر رضي الله عنه إلى المشركين يا أيها الذين آمنوا انما المشركون نجس فكان المشركون يوافون بالتجارة
فينتفع بها المسلمون فلما حرم الله تعالى على المشركين ان يقربوا المسجد الحرام وجد المسلمون في أنفسهم مما قطع
عنهم من التجارة التي كان المشركون يوافون بها فأنزل الله تعالى وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله ان شاء
فأجل في الآية لأخرى التي تتبعها الجزية ولم تكن تؤخذ قبل ذلك فجعلها عوضا مما منعهم من موافاة المشركين
بتجاراتهم فقال قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر إلى قوله صاغرون فلما أحق الله ذلك للمسلمين
عرفوا انه قد عاوضهم أفضل ما كانوا وجدوا عليه مما كان المشركون يوافون به من التجارة * وأخرج ابن عساكر
عن أبي امامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القتال قتالان المشركين حتى يؤمنوا أو
يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون وقتال الفئة الباغية حتى تفئ إلى أمر الله فإذا فاءت أعطيت العدل * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في سننه عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله الآية قال نزلت هذه حين أمر محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه بغزوة تبوك * وأخرج
ابن المنذر عن ابن شهاب رضي الله عنه قال أنزلت في كفار قريش والعرب وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون
الدين لله وأنزلت في أهل الكتاب قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر إلى قوله حتى يعطوا الجزية
فكان أول من أعطى الجزية أهل نجران * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه قال سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجزية عن يد قال جزية الأرض والرقبة جزية الأرض والرقبة * وأخرج النحاس
في ناسخه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر
قال نسخ بهذا العفو عن المشركين * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال لما فرغ
رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتال من يليه من العرب أمره بجهاد أهل الكتاب * وأخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله يعنى الذين لا يصدقون بتوحيد
الله ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله يعنى الخمر والخنزير ولا يدينون دين الحق يعنى دين الاسلام من الذين أوتوا
الكتاب يعنى من اليهود والنصارى أوتوا الكتاب من قبل المسلمين أمة محمد صلى الله عليه وسلم حتى يعطوا
الجزية عن يد وهم صاغرون بعني يذلون * واخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله عن
يد قال عن قهر * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة رضي الله عنه في قوله عن يد قال من يده ولا يبعث
بها مع غيره * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي سنان رضي الله عنه في قوله عن يد قال عن قدرة
* واخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عن يد وهم صاغرون قال ولا يلكزون * واخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سلمان رضي الله عنه في قوله وهم صاغرون قال غير محمودين * وأخرج
ابن أبي حاتم عن المغيرة رضي الله عنه انه بعت إلى رستم فقال له رستم الام تدعو فقال له أدعوك إلى الاسلام
فان أسلمت فلك مالنا وعليك ما علينا قال فان أبيت قال فتعطى الجزية عن يد وأنت صاغر فقال لترجمانه قل
له أما اعطاء الجزية فقد عرفتها فما قولك وأنت صاغر قال تعطيها وأنت قائم وأنا جالس والسوط على رأسك
* واخرج أبو الشيخ عن سلمان رضي الله عنه انه قال لأهل حصن حاصرهم الاسلام أو الجزية وأنتم صاغرون
قالوا وما الجزية قال نأخذ منكم الدراهم والتراب على رؤسكم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن سلمان
رضي الله عنه انه انتهى إلى حصن فقال إن أسلمتم فلكم مالنا وعليكم ما علينا وان أنتم أبيتم فأدوا الجزية وأنتم
صاغرون فان أبيتم فأنبذناكم على سواء ان الله لا يحب الخائنين * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن المسيب
رضي الله عنه قال أحب لأهل الذمة ان يتعبوا في أداء الجزية لقول الله تعالى حتى يعطوا الجزية عن يد وهم
صاغرون * وأخرخ ابن أبي شيبة عن مسروق رضي الله عنه قال لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا
إلى اليمن أمره ان يأخذ من كل حالم دينارا أو عدله معافر * وأخرج ابن أبي شيبة عن الزهري رضي الله عنه قال
أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزية من مجوس أهل هجر ومن يهود اليمن ونصاراهم من كل حالم دينار
* وأخرج ابن أبي شيبة عن بجالة قال لم يأخذ عمر رضي الله عنه الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف
228

رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن بن محمد
ابن علي رضي الله عنهم قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجوس هجر يعرض عليهم الاسلام فمن أسلم
قبل منه ومن أبى ضربت عليهم الجزية حتى أن لا تؤكل لهم ذبيحة ولا ينكح منهم امرأة * وأخرج مالك والشافعي
وأبو عبيد في كتاب الأموال وابن أبي شيبة عن جعفر عن أبيه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه استشار الناس
في المجوس في الجزية فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سنوا بهم
سنة أهل الكتاب * وأخرج ابن المنذر عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال لولا انى رأيت أصحابي أخذوا من
المجوس ما أخذت منهم وتلا قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله الآية * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه انه سئل عن أخذ الجزية من المجوس فقال والله ما على الأرض اليوم أحد أعلم بذلك منى ان
المجوس كانوا أهل كتاب يعرفونه وعلم يدرسونه فشرب أميرهم الخمر فسكر فوقع على أخته فرآه نفر من المسلمين
فلما أصبح قالت أخته انك قد صنعت بها كذا وكذا وقد رآك نفر لا يسترون عليك فدعا أهل الطمع فأعطاهم ثم
قال لهم قد علمتم ان آدم عليه السلام قد أنكح بنيه بناته فجاء أولئك الذين رأوه فقالوا ويل للأبعد ان في ظهرك
حد الله فقتلهم أولئك الذين كانوا عنده ثم جاءت امرأة فقالت له بلى قد رأيتك فقال لها ويحا لبغى بنى فلان قالت
أجل والله لقد كانت بغية ثم تابت فقتلها ثم أسرى على ما في قلوبهم وعلى كتبهم فلم يصبح عندهم شئ * وأخرج
ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل هذه الجزيرة من
العرب على الاسلام يقبل منهم غيره وكان أفضل الجهاد وكان بعد جهاد آخر على هذه الأمة في شان أهل الكتاب
قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله الآية * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في سننه عن مجاهد رضي الله عنه قال يقاتل
أهل الأوثان على الاسلام ويقاتل أهل الكتاب على الجزية * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال من نساء أهل الكتاب من يحل لنا ومنهم من لا يحل لنا وتلا قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا
باليوم الآخر فمن أعطى الجزية حل لنا نساؤه ومن لم يعط الجزية لم يحل لنا نساؤه لفظ ابن مردويه لا يحل
نكاح أهل الكتاب إذا كانوا حربا ثم تلا هذه الآية * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس رضي الله عنهما ان
رجلا قال له آخذ الأرض فأتقبلها أرضا خربة فاعمرها وأؤدي خراجها فنهاه ثم قال لا تعمدوا إلى ما ولاه الله هذا
الكافر فتخلعه من عنقه وتجعله في عنقك ثم تلا قاتلوا الذين لا يؤمنون إلى صاغرون * قوله تعالى (وقالت اليهود
عزير) الآية * أخرج ابن إسحاق ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سلام بن مشكم ونعمان بن أوفى وأبو انس وشاس بن قيس ومالك بن
الصيف فقالوا كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا وأنت لا تزعم أن عزير ابن الله وانما قالوا هو ابن الله من أجل ان
عزيرا كان في أهل الكتاب وكانت التوراة عندهم يعملون بها ما شاء الله تعالى ان يعملوا ثم أضاعوها وعملوا
بغير الحق وكان التابوت فيهم فلما رأى الله تعالى انهم قد أضاعوا التوراة وعملوا بالأهواء رفع الله عنهم التابوت
وأنساهم التوراة ونسخها من صدورهم وأرسل عليهم مرضا فاستطلقت بطونهم منهم حتى جعل الرجل يمشى
كبده حتى نسوا التوراة ونسخت من صدورهم وفيهم عزير كان من علمائهم فدعا عزير الله عز وجل وابتهل
إليه ان يرد إليه الذي نسخ من صدره فبينما هو يصلى مبتهلا إلى الله تعالى نزل نور من الله فدخل جوفه فعاد إليه
الذي كان ذهب من جوفه من التوراة فأذن في قومه فقال يا قوم قد آتاني الله التوراة ردها إلى فعلق يعلمهم
فمكثوا ما شاء الله ان يمكثوا وهو يعلمهم ثم إن التابوت نزل عليهم بعد ذلك وبعد ذهابه منهم فلما رأوا التابوت عرضوا
ما كانوا فيه على الذي كان عزير يعلمهم فوجده مثله فقالوا والله ما أوتى عزير هذا الا انه ابن الله * وأخرج ابن
المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله وقالت اليهود عزير ابن الله قال قالها رجل واحد اسمه فنحاص * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كن نساء بني إسرائيل يجتمعن بالليل فيصلين ويعتزلن
ويذكرن ما فضل الله تعالى به بني إسرائيل وما أعطاهم ثم سلط عليهم شر خلقه بختنصر فحرق التوراة وخرب
بيت المقدس وعزير يومئذ غلام فقال عزير أو كان هذا فلحق الجبال والوحش فجعل يتعبد فيها وجعل
229

لا يخالط الناس فإذا هو ذات يوم بامرأة عند قبر وهي تبكي فقال يا أمة الله اتقى الله واحتسبي واصبري أما تعلمين ان
سبيل الناس إلى الموت فقالت يا عزير أتنهاني ان أبكى وأنت خلفت بني إسرائيل ولحقت بالجبال والوحش
قالت انى لست بامرأة ولكني الدنيا وانه سينبع في مصلاك عين وتنبت شجرة فاشرب من العين وكل من ثمرة
الشجرة فإنه سيأتيك ملكان فاتركهما يصنعا ما أرادا فلما كان من الغد نبعت العين ونبتت الشجرة فشرب
من ماء العين وأكل من ثمرة الشجرة وجاء ملكان ومعهما قارورة فيها نور فأوجراه ما فيها فألهمه الله التوراة فجاء
فأملاه على الناس فقالوا عند ذلك عزير بن الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا * وأخرج أبو الشيخ عن كعب
رضي الله عنه قال دعا عزير ربه عز وجل ان يلقى التوراة كما أنزل على موسى عليه السلام في قلبه فانزلها الله
تعالى عليه فبعد ذلك قالوا عزير ابن الله * وأخرج أبو الشيخ عن حميد الخراط رضي الله عنه ان عزيرا كان يكتبها
بعشرة أقلام في كل أصبع قلم * وأخرج أبو الشيخ عن الزهري رضي الله عنه قال كان عزير يقرأ التوراة ظاهرا
وكان قد أعطى من القوة ما ان كان ينظر في شرف 7 السحاب فعند ذلك قالت اليهود عزير بن الله * وأخرج ابن أبي
حاتم عن السدى رضي الله عنه قال انما قالت اليهود عزير ابن الله لانهم ظهرت عليهم العمالقة فقتلوهم وأخذوا
التوراة وهرب علماؤهم الذين بقوا فدفنوا كتب التوراة في الجبال وكان عزير يتعبد في رؤس الجبال لا ينزل
الا في يوم عيد فجعل الغلام يبكى يقول رب تركت بني إسرائيل بغير عالم فلم يزل يبكيهم حتى سقط أشفار عينيه فنزل
مرة إلى العيد فلما رجع إذا هو بامرأة قد مثلت له عند قبر من تلك القبور تبكي تقول يا مطعماه يا كاسياه فقال لها
ويحك من كان يطعمك أو يكسوك أو يسقيك قبل هذا الرجل قالت الله قال فان الله حي لم يمت قالت يا عزير فمن
كان يعلم العلماء قبل بني إسرائيل قال الله قالت فلم تبكي عليهم فلما عرف انه قد خصم ولى مدبرا فدعته فقالت
يا عزير إذا أصبحت غدا فائت نهر كذا وكذا فاغتسل فيه ثم اخرج فصل ركعتين فإنه يأتيك شيخ فما أعطاك فخذه
فلما أصبح انطلق عزير إلى ذلك النهر فاغتسل ثم خرج فصلى ركعتين فاتاه شيخ فقال افتح فمك ففتح فمه فألقمه فيه
شيئا كهيئة الجمرة العظيمة مجتمع كهيئة القوارير ثلاث مرات فرجع عزير وهو من أعلم الناس بالتوراة فقال
يا بني إسرائيل انى قد جئتكم بالتوراة فقالوا له ما كنت كذابا فعمد فربط على كل أصبع له قلما ثم كتب بأصابعه
كلها فكتب التوراة فلما رجع العلماء أخبروا بشأن عزير واستخرج أولئك العلماء كتبهم التي كانوا رفعوها
من التوراة في الجبال وكانت في خواب مدفونة فعرضوها بتوراة عزير فوجدوها مثلها فقالوا ما أعطاك الله الا
وأنت ابنه * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث
أشك فيهن فلا أدرى أعزير كان نبيا أم لا ولا أدرى العن تبعا أم لا قال ونسيت الثالثة * وأخرج البخاري في تاريخه
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال لما كان يوم أحد شج رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه وكسرت
رباعيته فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ رافعا يديه يقول إن الله عز وجل اشتد غضبه على اليهود
أن قالوا عزير ابن الله واشتد غضبه على النصارى ان قالوا المسيح ابن الله وان الله اشتد غضبه على من أراق دمى
وآذاني في عترتي * وأخرج ابن النجار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال عزير يا رب ما علامة من صافيته من
خلقك فأوحى الله إليه أقنعه باليسير وأدخر له في الآخرة الكثير * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قال قالوا مثل ما قال أهل الأديان * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله يضاهئون قول الذين كفروا من قبل يقول ضاهت
النصارى قول اليهود قبلهم فقالت النصارى المسيح ابن الله كما قالت اليهود عزير ابن الله * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قاتلهم الله قال لعنهم الله وكل شئ
في القرآن قتل فهو لعن * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جرير رضي الله عنه في قوله قاتلهم الله قال كلمة
من كلام العرب * قوله تعالى (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم) الآية * أخرج ابن سعد وعبد بن حميد والترمذي
وحسنه وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عدى بن حاتم رضي الله عنه
قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في سورة براءة اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله فقال
230

أما انهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه * وأخرج عبد
الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في سننه عن أبي البختري رضي الله عنه قال
سال رجل حذيفة رضي الله عنه فقال أرأيت قوله تعالى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله أكانوا
يعبدونهم قال لا ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه * وأخرج أبو الشيخ
والبيهقي في شعب الايمان عن حذيفة رضي الله عنه اتخذوا أحبارهم ورهبانهم قال اما انهم لم يكونوا يعبدونهم
ولكنهم أطاعوهم في معصية الله * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه اتخذوا أحبارهم اليهود ورهبانهم
النصارى وما أمروا في الكتاب الذي أتاهم وعهد إليهم الا ليعبدوا إلها واحدا لا إله الا هو سبحانه عما يشركون
سبح نفسه ان يقال عليه البهتان * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال أحبارهم
قراؤهم ورهبانهم علماؤهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال الأحبار من اليهود والرهبان
من النصارى * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الفضيل بن عياض رضي الله عنه
قال الأحبار العلماء والرهبان العباد * قوله تعالى (يريدون أن يطفؤا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن
السدى رضي الله عنه في قوله يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم قال الاسلام بكلامهم * وأخرج ابن أبي حاتم
عن الضحاك رضي الله عنه في قوله يريدون أن يطفؤا نور الله يقول يريدون ان يهلك محمد صلى الله عليه وسلم
وأصحابه ان لا يعبدوا الله بالاسلام في الأرض يعنى بها كفار العرب وأهل الكتاب من حارب منهم النبي صلى الله
عليه وسلم وكفر بآياته * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله يريدون أن يطفئوا
نور الله بأفواهم قال هم اليهود والنصارى * قوله تعالى (هو الذي أرسل رسوله) الآية * أخرج أحمد ومسلم
والحاكم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يذهب الليل والنهار حتى
تعبد اللات والعزى فقالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله انى كنت أظن حين أنزل الله ليظهره على الدين كله
ان ذلك سيكون تاما فقال إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ثم يبعث الله ريحا طيبة فيتوفى من كان في قلبه مثقال حبة
من خردل من خير فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم * وأخرج أبو الشيخ عن السدى عنه هو
الذي أرسل رسوله بالهدى يعنى بالتوحيد والقرآن والاسلام * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون قال يظهر الله نبيه صلى الله عليه وسلم على
أمر الدين كله فيعطيه إياه كله ولا يخفى عليه شئ منه وكان المشركون واليهود يكرهون ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم
وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ليظهره على
الدين كله فديننا فوق الملل ورجالنا فوق نسائهم ولا يكونون رجالهم فوق نسائنا * وأخرج سعيد بن منصور وابن
المنذر والبيهقي في سننه عن جابر رضي الله عنه في قوله ليظهره على الدين كله قال لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي
ولا نصراني صاحب ملة الا الاسلام حتى تأمن الشاة الذئب والبقرة الأسد والانسان الحية وحتى لا تقرض فأرة
جرابا وحتى توضع الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير وذلك إذا نزل عيسى بن مريم عليه السلام * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ليظهره على الدين كله قال الأديان ستة الذين آمنوا
والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا فالأديان كلها تدخل في دين الاسلام والاسلام
لا يدخل في شئ منها فان الله قضى فيما حكم وأنزل ان يظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون * وأخرج عبد
ابن حميد وأبو الشيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله ليظهره على الدين كله قال خروج عيسى بن مريم عليه
الصلاة والسلام * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ان كثيرا من الأحبار) الآية * أخرج أبو الشيخ عن الضحاك
رضي الله عنه في قوله يا أيها الذين آمنوا ان كثيرا من الأحبار يعنى علماء اليهود والرهبان علماء النصارى
ليأكلون أموال الناس بالباطل والباطل كتب كتبوها لم ينزلها الله تعالى فأكلوا بها الناس وذلك قول الله تعالى
الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هو من عند الله وما هو من عند الله * وأخرج أبو الشيخ عن السدى
رضي الله عنه في الآية قال أما الأحبار فمن اليهود وأما الرهبان فمن النصارى وأما سبيل الله فمحمد صلى الله عليه
231

وسلم * وأخرج أبو الشيخ عن الفضيل بن عياض رضي الله عنه قال اتبعوا عالم الآخرة واحذروا عالم الدنيا لا يضركم
بشكره ثم تلا هذه الآية ان كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل
الله * قوله تعالى (والذين يكنزون الذهب والفضة) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله والذين يكنزون الذهب والفضة الآية قال هم الذين لا يؤدون زكاة أموالهم وكل مال لا تؤدى زكاته كان
على ظهر الأرض أو في بطنها فهو كنز وكل مال أدى زكاته فليس بكنز كان على ظهر الأرض أو في بطنها * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما أدى زكاته فليس بكنز * وأخرج مالك
وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ما أدى زكاته فليس بكنز
وان كان تحت سبع أرضين وما لم تؤد زكاته فهو كنز وان كان ظاهرا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما
مرفوعا مثله * وأخرج ابن عدي والخطيب عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي
مال أديت زكاته فليس بكنز وأخرجه ابن أبي شيبة عن جابر رضي الله عنه موقوفا * وأخرج أحمد في الزهد
والبخاري وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عمر رضي الله عنهما في الآية قال انما كان هذا قبل
ان تنزل الزكاة فلما أنزلت جعلها الله طهرة للأموال ثم قال ما أبالي لو كان عندي مثل أحد ذهبا اعلم عدده أزكيه
واعمل فيه بطاعة الله * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن سعد بن أبي سعيد رضي الله عنه ان رجلا باع دارا على
عهد عمر رضي الله عنه فقال له عمر أحرز ثمنها احفر تحت فراش امرأتك فقال يا أمير المؤمنين أو ليس بكنز قال
ليس بكنز ما أدى زكاته * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أم سلمة رضي الله عنها انها قالت يا رسول الله ان لي
أوضاحا من ذهب أو فضة أفكنز هو قال كل شئ تؤدى زكاته فليس بكنز * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه
وابن ماجة وابن أبي حاتم وابن شاهين في الترغيب في الذكر وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ثوبان
رضي الله عنه قال لما نزلت والذين يكنزون الذهب والفضة كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره
فقال بعض أصحابه لو علمنا أي المال خير فنتخذه فقال أفضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على
ايمانه وفى لفظ تعينه على أمر الآخرة * وأخرج ابن أبي شيبة في مسنده وأبو داود وأبو يعلى وابن أبي حاتم والحاكم
وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت هذه الآية والذين يكنزون
الذهب والفضة كبر ذلك على المسلمين وقالوا ما يستطيع أحد منا لولده مالا يبقى بعده فقال عمر رضي الله عنه انا
أفرج عنكم فانطلق عمر رضي الله عنه واتبعه ثوبان رضي الله عنه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله قد
كبر على أصحابك هذه الآية فقال إن الله لم يفرض الزكاة الا ليطيب بها ما بقى من أموالكم وانما فرض المواريث
من أموال تبقى بعدكم فكبر عمر رضي الله عنه ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء المرأة
الصالحة التي إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته * وأخرج الدارقطني في الافراد
وابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال لما نزلت والذين يكنزون الذهب والفضة الآية قال أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم نزل اليوم في الكنز ما نزل فقال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله ماذا نكنز اليوم قال لسانا
ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة صالحة تعين أحدكم على ايمانه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن جابر بن عبد الله
رضي الله عنه قال إذا أخرجت صدقة كنزك فقد أذهبت شره وليس بكنز * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه
في قوله والذين يكنزون الذهب والفضة قال هم أهل الكتاب وقال هي خاصة وعامة * وأخرج ابن
الضريس عن علباء بن أحمر أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال لما أراد أن يكتب المصاحف أرادوا ان يلقوا
الواو التي في براءة والذين يكنزون الذهب والفضة قال لهم أبى رضي الله عنه لتلحقنها أو لأضعن سيفي على عاتقي
فألحقوها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال أربعة آلاف فما دونها نفقة
وما فوقها كنز * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال حلية السيوف من الكنوز
ما أحدثكم الا ما سمعت * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله والذين يكنزون الذهب والفضة
قال هؤلاء أهل القبلة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عراك بن مالك وعمر بن عبد العزيز رضى الله
232

عنهما انهما قالا في قول الله والذين يكنزون الذهب والفضة قال نسختها الآية الأخرى خذ من أموالهم صدقة
تطهرهم وتزكيهم بها * قوله تعالى (يوم يحمى عليها) الآية * أخرج البخاري ومسلم وأبو داود وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن ابن هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من صاحب ذهب ولا
فضة لا يؤدى حقها الا جعلت له يوم القيامة صفائح ثم أحمى عليها في نار جهنم ثم يكوى بها جبينه وجبهته وظهره في
يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين الناس فيرى سبيله اما إلى الجنة واما إلى النار * وأخرج أبو يعلى
وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يوضع الدينار على الدينار ولا
الدرهم على الدرهم ولكن يوسع الله جلده فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم
فذوقوا ما كنتم تكنزون * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله يوم
يحمى عليها في نار جهنم قال لا يعذب رجل بكنز يكنزه فيمس درهم درهما ولا دينار دينارا ولكن يوسع جلده حتى
يوضع كل دينار ودرهم على حدته ولا يمس درهم درهما ولا دينار دينارا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله فتكوى بها الآية قال يوسع بها جلده * وأخرج أبو الشيخ رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله يوم يحمى عليها الآية قال حية تنطوي على جنبيه وجبهته فتقول انا مالك لذي بخلت بي
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ثوبان رضي الله عنه قال ما من رجل يموت وعنده أحمر وأبيض الا جعل الله له بكل
قيراط صفحة من نار تكوى بها قدمه إلى ذقنه مغفورا له بعد أو معذبا * وأخرج ابن أبي شيبة عن ثوبان
رضي الله عنه مرفوعا نحوه * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن أبي ذر رضي الله عنه قال بشر أصحاب
الكنوز بكى في الجباه وفى الجنوب وفى الظهور * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبخاري وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ وابن مردويه عن زيد بن وهب رضي الله عنه قال مررت على أبي ذر رضي الله عنه بالربذة فقلت
ما أنزلك بهذه الأرض قال كنا بالشام فقرأت والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم
بعذاب أليم فقال معاوية ما هذا فينا هذه في أهل الكتاب قلت أنا انها لفينا وفيهم * وأخرج مسلم وابن
مردويه عن الأحنف بن قيس رضي الله عنه قال جاء أبو ذر رضي الله عنه فقال بشر الكانزين بكى من قبل
ظهورهم يخرج من جنوبهم وكي من جباههم يخرج من أقنائهم فقلت ماذا قال ما قلت الا ما سمعت من نبيهم
صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن سعد وأحمد عن أبي ذر رضي الله عنه قال إن خليلي عهد إلى أن أي مال ذهب
أو فضة أوكئ عليه فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله وكان إذا أخذ عطاءه دعا خدمه فسأله عما
يكفيه لسنة فاشتراه ثم اشترى فلوسا بما بقى * وأخرج ابن أبي شبة وابن مردويه عن أبي ذر رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإبل صدقتها وفى البقر صدقتها وفى الغنم صدقتها وفى البز صدقته فمن رفع
دينارا أو درهما أو تبرا أو فضة لا يعده لغريمه ولا ينفقه في سبيل الله فهو كنز يكوى به يوم القيامة * وأخرج ابن
مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا مثله * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الدينار كنز والدرهم كنز والقيراط كنز * وأخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن
ماجة وابن حبان والحاكم وابن مردويه عن ثوبان رضي الله عنه قال كان نصل سيف أبي هريرة رضي الله عنه
من فضة فقال له أبو ذر رضي الله عنه أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل ترك صفراء ولا بيضاء
الا كوى بها * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي امامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول ما من أحد يموت فيترك صفراء أو بيضاء الا كوى بها يوم القيامة مغفورا له بعد أو معذبا * وأخرج
ابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ذي كنز لا يؤدى حقه الا جئ
به يوم القيامة يكوى به جبينه وجبهته وقيل له هذا كنزك الذي بخلت به * وأخرج الطبراني في الأوسط وأبو
بكر الشافعي في الغيلانيات عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله فرض على أغنياء
المسلمين في أموالهم القدر الذي يسع فقراءهم ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا أو عروا الا بما يمنع أغنياؤهم الا وان
الله يحاسبهم حسابا شديدا أو يعذبهم عذابا أليما * وأخرج الطبراني في الصغير عن أنس رضي الله عنه قال قال
233

رسول الله صلى الله عليه وسلم مانع الزكاة يوم القيامة في النار * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال مانع الزكاة ليس بمسلم * وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك رضي الله عنه قال لا صلاة الا بزكاة
* وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لاوي الصدقة يعنى مانعها ملعون على لسان محمد صلى الله
عليه وسلم يوم القيامة * وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن بلال قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال الق الله فقيرا ولا تلقه غنيا قلت وكيف لي بذلك قال إذا رزقت فلا تخبا وإذا
سئلت فلا تمنع قلت وكيف لي بذاك قال هو ذاك والا فالنار * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي بكر بن المنكدر
قال بعث حبيب بن سلمة إلى أبي ذر وهو أمير الشام بثلثمائة دينار وقال استعن بها على حاجتك فقال أبو ذر
ارجع بها إليه اما وجد أحدا أغر بالله منا مالنا الا الظل نتوارى به وثلاثة من غنم تروح علينا ومولاة لنا تصدق
علينا بخدمتها ثم انى لأنا أتخوف الفضل * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي ذر رضي الله عنه قال ذو الدرهمين أشد
حبسا من ذي الدرهم * وأخرج البخاري ومسلم عن الأحنف بن قيس قال جلست إلى ملا من قريش فجاء رجل
خشن الشعر والثياب والهيئة حتى قام عليهم فسلم قال بشر الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم ثم يوضع
على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفه ويوضع على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه فيتدلدل
ثم ولى وجلس إلى سارية وتبعته وجلست إليه وأنا لا أدرى من هو فقلت لا أرى القوم الا قد كرهوا ما قلت قال إنهم
لا يعقلون شيئا قال لي خليلي قلت من خليلك قال النبي صلى الله عليه وسلم أتبصر أحدا قلت نعم قال ما أحب
ان يكون لي مثل أحد ذهبا أنفقه كله الا ثلاثة دنانير وان هؤلاء لا يعقلون انما يجمعون للدنيا والله لا أسألهم
دنيا ولا أستفتيهم عن دين حتى ألقى الله عز وجل * وأخرج أحمد والطبراني عن شداد بن أوس قال كان أبو ذر
رضي الله عنه يسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم الامر فيه الشدة ثم يخرج إلى باديته ثم يرخص فيه رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك فيحفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الامر الرخصة فلا يسمعها
أبو ذر فيأخذ أبو ذر بالامر الأول الذي سمع قبل ذلك * قوله تعالى (ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا
في كتاب الله) * أخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه
والبيهقي في شعب الايمان عن أبي بكرة ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجته فقال الا ان الزمان قد
استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة
وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان * وأخرج البزار وابن جرير وابن مردويه عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض
منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ورجب مضر بين جمادى وشعبان * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بمنى في أوسط
أيام التشريق فقال أيها الناس ان الزمان قد استدار فهو اليوم كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض وان عدة
الشهور عند الله اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم أولهن رجب مضر بين جمادى وشعبان وذو القعدة وذو الحجة
والمحرم * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم
خطب الناس فقال أيها الناس ان الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض منها أربعة حرم ثلاث
متواليات رجب مضر حرام الا وان النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا * وأخرج أحمد والباوردي
وابن مردويه عن أبي حمزة الرقاشي عن عمه وكانت له صحبة قال كنت آخذ بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم
في أوسط أيام التشريق أذود الناس عنه فقال يا أيها الناس هل تدرون في أي شهر أنتم وفى أي يوم أنتم وفى أي
بلد أنتم قالوا في يوم حرام وشهر حرام وبلد حرام قال فان دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا
في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه ثم قال اسمعوا منى تعيشوا ألا لا تظالموا ألا لا تتظالموا انه لا يحل مال امرئ
ولا بطيب نفس منه الا ان كل دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية تحت قدمي هذه إلى يوم القيامة وان أول دم يوضع
دم ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب كان مسترضعا في بنى ليث فقتلته هذيل الا وان كل ربا كان في الجاهلية
234

موضوع وان الله قضى ان أول ربا يوضع ربا العباس بن عبد المطلب لكم رؤس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون
ألا ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض ألا وان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في
كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ألا لا ترجعوا
بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض الا ان الشيطان قد آيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكنه في
التحريش بينهم واتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم لا يملكن لأنفسهن شيئا وان لهن عليكم حقا ولكم عليهن
حقا ان لا يوطئن فرشكم أحدا غيركم ولا يأذن في بيوتكم لأحد تكرهونه فان خفتم نشوزهن فعظوهن
واهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف وانما أخذتموهن
بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله الا ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها وبسط يديه وقال
اللهم قد بلغت الاهل بلغت ثم قال ليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ أسعد من سامع * وأخرج سعيد بن منصور
وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما منها أربعة حرم قال المحرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة * وأخرج
أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه قال انما سمين حرما لئلا يكون فيهن حرب * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن ابن عباس رضي الله عنهما ذلك الدين القيم قال القضاء القيم * وأخرج أبو داود والبيهقي في شعب الايمان
عن محببة الباهلية عن أبيها أو عمها انه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم انطلق فاتاه بعد سنة وقد تغيرت
حاله وهيئته فقال يا رسول الله وما تعرفني قال ومن أنت قال أنا الباهلي الذي جئتك عام الأول قال فما غيرك وقد
كنت حسن الهيئة قال ما أكلت طعاما منذ فارقتك الا قليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم عذبت نفسك ثم
قال صم شهر الصبر ويوما من كل شهر قال زدني فان لي قوة قال صم يومين قال زدني قال صم ثلاثة أيام قال زدني قال
صم من الحرم واترك صم من الحرم واترك وقال بأصابعه الثلاثة فضمها ثم أرسلها * وأخرج الطبراني في الأوسط
عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام من شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب
الله له عبادة سنتين * واخرج مسلم وأبو داود عن عثمان بن حكيم رضي الله عنه قال سألت سعيد بن جبير رضي الله عنه
عن صيام رجب فقال أخبرني ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى
نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم * وأخرج البيهقي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من صام يوما من رجب كان كصيام سنة ومن صام سبعة أيام غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ومن صام ثمانية
أيام فتحت له ثمانية أبواب الجنة ومن صام عشرة أيام لم يسأل الله عز وجل شيئا الا أعطاه ومن صام خمسة عشر يوما
نادى مناد من السماء قد غفرت لك ما سلف فاستأنف العمل قد بدلت سيأتكم حسنات ومن زاد زاده الله وفى
رجب حمل نوح عليه السلام في السفينة فصام نوح عليه السلام وأمر من معه ان يصوموا أو جرت بهم السفينة ستة
أشهر إلى آخر ذلك لعشر خلون من المحرم * وأخرج البيهقي والإصبهاني عن أبي قلابة رضي الله عنه قال في الجنة
قصر لصوام رجب قال البيهقي موقوف على أبى قلابة وهو من التابعين فمثله لا يقول ذلك الا عن بلاغ عمن فوقه ممن
يأتيه الوحي * وأخرج البيهقي وضعفه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصم بعد
رمضان الا رجب وشعبان * وأخرج البيهقي وضعفه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان رجب شهر الله ويدعى الأصم وكان أهل الجاهلية إذا دخل رجب يعطلون أسلحتهم ويضعونها فكان الناس
ينامون ويأمن السبيل ولا يخافون بعضهم بعضا حتى ينقضي * وأخرج البيهقي عن قيس بن أبي حازم رضي الله عنه
قال كنا نسمي رجب الأصم في الجاهلية من شدة حرمته في أنفسنا * وأخرج البخاري والبيهقي عن أبي رجاء
العطاردي رضي الله عنه قال كنا في الجاهلية إذا دخل رجب نقول جاء منصل الأسنة لا ندع حديدة في سهم ولا
حديدة في رمح الا انتزعناها فألقيناها * وأخرج البيهقي عن قيس بن أبي حازم رضي الله عنه قال كنا نسمي رجب
الأصم في الجاهلية من شدة حرمته * وأخرج البيهقي وضعفه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم في رجب يوم وليلة من صام ذلك اليوم وقام تلك الليلة كان كمن صام من الدهر مائة سنة وقام
مائة سنة وهو لثلاث بقين من رجب وفيه بعث الله محمدا * وأخرج البيهقي وضعفه عن أنس رضي الله عنه مرفوعا
235

في رجب ليلة يكتب للعامل فيها حسنة مائة سنة وذلك لثلاث بقين من رجب فمن صلى فيها اثنى عشرة ركعة يقرأ في
كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة من القرآن يتشهد في كل ركعتين ويسلم في آخرهن ثم يقول سبحان الله والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر مائة مرة ويستغفر الله مائة مرة ويصلى على النبي صلى الله عليه وسلم مائة مرة ويدعو لنفسه
ما شاء من أمر دنياه وآخرته ويصبح صائما فان الله يستجيب دعاءه كله الا ان يدعو في معصية قال البيهقي هذا
أضعف من الذي قبله * وأخرج البيهقي وقال إنه منكن بمرة عن أنس رضي الله عنه مرفوعا خيرة الله من الشهور
شهر رجب وهو شهر الله من عظم شهر رجب فقد عظم أمر الله ومن عظم أمر الله أدخله جنات النعيم وأوجب
له رضوانه الأكبر وشعبان شهري فمن عظم شهر شعبان فقد عظم أمري ومن عظم أمري كنت له فرطا وذخرا
يوم القيامة وشهر رمضان شهر أمتي فمن عظم شهر رمضان وعظم حرمته ولم ينتهكه وصام نهاره وقام ليله وحفظ
جوارحه خرج من رمضان وليس عليه ذنب يطلبه الله به * وأخرج ابن ماجة والبيهقي وضعفه عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم رجب كله * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله قال يقرب بها شهر النسئ ما نقص من
السنة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان عدة
الشهور عند الله اثنا عشرا شهرا في كتاب الله ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حرما وعظم حرماتهن وجعل
الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والاجر أعظم فلا تظلموا فيهن أنفسكم قال في كلهن وقاتلوا المشركين كافة
يقول جميعا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله فلا تظلموا فيهن لنفسكم
قال إن الظلم في الشهر الحرام أعظم خطيئة ووزرا من الظلم فيما سواه وان كان الظلم على كل حال عظيما ولكن
الله يعظم من امره ما شاء وقال إن الله اصطفى صفايا من خلقه اصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس رسلا واصطفى
من الكلام ذكره واصطفى من الأرض المساجد واصطفى من الشهور رمضان واصطفى من الأيام يوم الجمعة
واصطفى من الليالي ليلة القدر فعظموا ما عظم الله فإنما تعظم الأمور لما عظمها الله تعالى به عند أهل الفهم
والعقل * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس فلا تظلموا فيهن أنفسكم قال في الشهور كلها
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله فلا تظلموا فيهن أنفسكم قال الظلم العمل لمعاصي الله والترك لطاعته
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل في قوله وقاتلوا المشركين كافة قال نسخت هذه الآية كل آية فيها
رخصة * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن كعب قال اختار الله البلدان فأحب البلدان إلى الله البلد الحرام
واختار الله الزمان فأحب الزمان إلى الله الأشهر الحرم وأحب الأشهر إلى الله ذو الحجة وأحب ذي الحجة إلى الله العشر
الأول منه واختار الله الأيام فأحب الأيام إلى الله يوم الجمعة وأحب الليالي إلى الله ليلة القدر واختار الله ساعات
الليل والنهار فأحب الساعات إلى الله ساعات الصلوات المكتوبات واختار الله الكلام فأحب الكلام إلى الله لا إله إلا الله
والله أكبر وسبحان الله والحمد لله قوله تعالى (انما النسئ زيادة في الكفر) الآية * أخرج الطبراني وأبو الشيخ
وابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كانت العرب يحلون عاما شهر أو عاما شهرين ولا يصيبون
الحج الا في كل ستة وعشرين سنة مرة وهو النسئ الذي ذكر الله تعالى في كتابه فلما كان عام الحج الأكبر ثم حج رسول الله
صلى الله عليه وسلم من العام المقبل فاستقبل الناس الأهلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الزمان قد استدار
كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عمر قال وقف رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالعقبة فقال إن النسئ من الشيطان زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما
فكانوا يحرمون المحرم عاما ويحرمون صفر عاما ويستحلون المحرم وهو النسئ * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال كان جنادة بن عوف الكناني يوفى الموسم كل عام وكان يكنى أبا
ثمادة فينادى الا ان أبا ثمادة لا يخاف ولا يعاب الا ان صفر الأول حلال وكان طوائف من العرب إذا أرادوا ان
يغيروا على بعض عدوهم أتوه فقالوا أحل لنا هذا الشهر يعنون صفر وكانت العرب لا تقاتل في الأشهر الحرم
فيحله لهم عاما ويحرمه عليهم في العام الآخر ويحرم المحرم في قابل ليواطؤا عدة ما حرم الله يقول ليجعلوا الحرم
236

أربعة غير أنهم جعلوا صفر عاما حلالا وعاما حراما * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
كانت النساة حيا من بنى مالك من كنانة من بنى فقيم فكان أخراهم رجلا يقال له القلمس وهو الذي أنسأ المحرم
وكان ملكا كان يحل المحرم عاما ويحرمه عاما فإذا حرمه كانت ثلاثة أشهر متوالية ذو القعدة وذو الحجة والمحرم وهي
العدة التي حرم الله في عهد إبراهيم عليه السلام فإذا أحله دخل مكانه صفر في المحرم ليواطئ العدة يقول قد
أكملت الأربعة كما كانت لأني لم أحل شهرا الا وقد حرمت مكانه شهرا فكانت على ذلك العرب من يدين للقلمس
بملكه حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فأكمل الحرم ثلاثة أشهر متوالية ورجب شهر مضر الذي بين جمادى
وشعبان * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي وائل رضي الله عنه في قوله انما النسئ زيادة في الكفر قال
نزلت في رجل من بنى كنانة يقال له نسى كان يجعل المحرم صفرا ليستحل فيه المغانم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي
وائل رضي الله عنه قال كان الناسي رجلا من كنانة ذا رأى يأخذون من رأيه رأسا فيهم فكان عاما يجعل
المحرم صفرا فيغيرون فيه ويستحلونه فيصيبون فيغنمون وكان عاما يحرمه * وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
في قوله انما النسئ زيادة في الكفر الآية قال عمد أناس من أهل الضلالة فزادوا صفر في أشهر الحرم
وكان يقوم قائلهم في الموسم فيقول ان آلهتكم قد حرمت صفر فيحرمونه ذلك العام وكان يقال لهما الصفران
وكان أول من نسأ النسئ بنو مالك من كنانة وكانوا ثلاثة أبو ثمامة صفوان بن أمية أحد بنى فقيم بن الحرث
ثم أحد بنى كنانة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله انما النسئ زيادة في الكفر قال فرض الله الحج في ذي الحجة وكان المشركون يسمون الأشهر ذو الحجة والمحرم
وصفر وربيع وربيع وجمادى وجمادى ورجب وشعبان ورمضان وشوال وذو القعدة وذو الحجة ثم يحجون
فيه ثم يسكتون عن المحرم فلا يذكرونه ثم يعودون فيسمون صفر صفر ثم يسمون رجب جمادى الآخرة ثم
يسمون شعبان رمضان ورمضان شوال ويسمون ذا القعدة شوال ثم يسمون ذا الحجة ذا القعدة ثم يسمون المحرم
ذا الحجة ثم يحجون فيه واسمه عندهم ذو الحجة ثم عادوا مثل هذه القصة فكانوا يحجون في كل شهر عاما حتى وافق حجة
أبى بكر رضي الله عنه الآخرة من العام في ذي القعدة ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم حجته التي حج فيها فوافق
ذو الحجة فذلك حين يقول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات
والأرض * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في الآية قال كان رجل من بنى كنانة يقال له جنادة
ابن عوف يكنى أبا امامة ينسئ الشهور وكانت العرب يشتد عليهم ان يمكثوا ثلاثة أشهر لا يغير بعضهم على بعض
فإذا أراد ان يغير على أحد قام يوما بمنى فخطب فقال انى قد أحللت المحرم وحرمت صفر مكانه فيقاتل الناس في
المحرم فإذا كان صفر عمدوا ووضعوا الأسنة ثم يقوم في قابل فيقول انى قد أحللت صفر وحرمت المحرم فيواطئوا
أربعة أشهر فيحلوا المحرم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يحلونه عاما ويحرمونه
عاما قال هو صفر كانت هوازن وغطفان يحلونه سنة ويحرمونه سنة * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا
قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض) * أخرج سنيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا الآية قال هذا حين أمروا بغزوة
تبوك بعد الفتح وحنين أمرهم بالنفير في الصيف حين خرفت الأرض فطابت الثمار واشتهوا الضلال وشق عليهم
المخرج فأنزل الله سبحانه وتعالى انفروا خفافا وثقالا * قوله تعالى (أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع
الحياة الدنيا في الآخرة الا قليل) * أخرج الحاكم وصححه عن المستورد رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى
الله عليه وسلم فتذاكروا الدنيا والآخرة فقال بعضهم انما الدنيا بلاغ للآخرة فيها العمل وفيها الصلاة وفيها
الزكاة وقالت طائفة منهم الآخرة فيها الجنة وقالوا ما شاء الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الدنيا في الآخرة
الا كما يمشى أحدكم إلى اليم فادخل أصبعه فيه فما خرج منه فهي الدنيا وأخرجه أحمد والترمذي وحسنه وابن
ماجة عن المستورد بن شداد رضي الله عنه قال كنت في ركب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر بسخلة
ميتة فقال أترون هذه هانت على أهلها حين ألقوها قالوا من هو انها ألقوها يا رسول الله قال فالدنيا أهون على
237

الله من هذه على أهلها * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان الله جعل الدنيا قليلا وما بقى منها الا القليل كالثعب في الغدير شرب صفوة وبقى كدره * وأخرج الحاكم
وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال دخل عمر رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على حصير قد أثر
في جنبه فقال يا رسول الله لو اتخذت فرشا أوثر من هذا فقال مالي وللدنيا وما للدنيا ومالي والذي نفسي بيده ما مثلي
ومثل الدنيا الا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة ثم راح وتركها * وأخرج ابن أبي شيبة
وأحمد والترمذي وصححه وابن ماجة والحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نام على حصير
فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك فقال مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا الا كراكب استظل تحت ظل
شجرة ثم راح وتركها * وأخرج الحاكم وصححه عن سهل رضي الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي
الحليفة فرأى شاة شائلة برجلها فقال أترون هذه الشاة هينة على صاحبها قالوا نعم يا رسول الله قال والذي نفسي
بيده للدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها ولو كانت تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة
ماء * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما ينفى
* وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي الدنيا في كتاب المنامات والحاكم وصححه والبيهقي عن
النعمان بن بشير رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه لم يبق من الدنيا الا مثل الذباب
تمور في جوها فالله الله في إخوانكم من أهل القبور فان أعمالكم تعرض عليهم * وأخرج الترمذي والحاكم وصححه
والبيهقي عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله وسلم إذا أحب الله عبدا حماه من
الدنيا كما يحمى أحدكم مريضه الماء * وأخرج أحمد والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي مالك الشعرى رضي الله عنه
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حلوة الدنيا مرة الآخرة ومرة الدنيا حلوة الآخرة * وأخرج
الحاكم وصححه والبيهقي عن أبي جحيفة قال أكلت لحما كثيرا وثريدا ثم جئت فقعدت قبال النبي صلى الله عليه وسلم
فجعلت أتجشأ فقال اقصر من جشائك فان أكثر الناس شبعا في الدنيا أكثرهم جوعا في الآخرة * وأخرج
الحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة ان أردت اللحوق بي
فليكفك من الدنيا كزاد الراكب ولا تستخلقي ثوبا حتى ترقعيه وإياك ومجالسة الأغنياء * وأخرج الحاكم وصححه
وضعفه الذهبي عن سعد بن طارق رضي الله عنه عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمت الدار الدنيا
لمن تزود منها لآخرته حتى يرضى ربه وبئست الدار لمن صدته عن آخرته وقصرت به عن رضا ربه وإذا قال العبد
قبح الله الدنيا قالت الدنيا قبح الله أعصانا لربه * وأخرج ابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي عن سهل بن سعد رضي الله عنه
ان النبي صلى الله عليه وسلم وعظ رجلا فقال أزهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما في أيدي الناس يحبك
الناس * وأخرج أحمد والحاكم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا
سجن المؤمن وسننه فإذا خرج من الدنيا فارق السجن والسنة * وأخرج الحاكم والبيهقي عن حذيفة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح والدنيا أكبر همه فليس من الله في شئ ومن لم يهتم للمسلمين
فليس منهم * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن الأعمش عن أبي سفيان رضي الله عنه عن أشياخه قال دخل
سعد رضي الله عنه على سلمان يعوده فبكى فقال سعد ما يبكيك يا أبا عبد الله توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
عنك راض وترد عليه الحوض وتلقى أصحابك قال ما أبكى جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا ولكن رسول الله صلى
الله عليه وسلم عهد إلينا عهدا قال ليكن بلغة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب وحولي هذه الأساودة وانما حوله
إجانة وجفنة ومطهرة * وأخرج الحاكم وصححه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس
زمان يتحلقون في مساجدهم وليس همتهم الا الدنيا ليس لله فيهم حاجة فلا تجالسوهم * وأخرج الحاكم وصححه
وضعفه الذهبي عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا الا
حرصا ولا يزدادون من الله الا بعدا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن سفيان قال كتب عمر إلى أبى موسى
238

الأشعري قال لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح ذبابة ما سقى منها كافرا شربة ماء * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
ومسلم والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن المستورد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الدنيا
في الآخرة الا كما يجعل أحدكم أصبعه في اليم ثم يرفعها فلينظر بم يرجع * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد
الزهد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي عثمان النهدي قال قلت يا أبا هريرة سمعت إخواني بالبصرة يزعمون انك
تقول سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يجزى بالحسنة ألف ألف حسنة فقال أبو هريرة سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يجزى بالحسنة ألفى ألف حسنة ثم تلا هذه الآية فما متاع الحياة الدنيا في
الآخرة الا قليل فالدنيا ما مضى منها إلى ما بقى منها عند الله قليل وقال من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه
له أضعافا كثيرة فكيف الكثير عند الله تعالى إذا كانت الدنيا ما مضى منها وما بقى عند الله قليل * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الأعمش في قوله فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة الا قليل كزاد الراعي * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حازم
قال لما حضرت عبد العزيز بن مروان الوفاة قال ائتوني بكفني الذي أكفن فيه أنظر إليه فلما وضع بين يديه نظر إليه
فقال أمالي كثير ما أخلف من الدنيا الا هذا ثم ولى ظهره وبكى وقال أف لك من دار ان كان كثيرك القليل وان كان
قليلك القصير وان كنا منك لفي غرور * قوله تعالى (الا تنفروا) الآية * أخرج أبو داود وابن المنذر وأبو الشيخ
والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله الا تنفروا يعذبكم عذابا أليما قال إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم استنفر حيا من أحياء العرب فتثاقلوا عنه فأنزل الله هذه الآية فامسك عنهم المطر فكان ذلك
عذابهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال لما نزلت الا تنفروا يعذبكم عذابا أليما وقد كان تخلف عنه
ناس في البدر ويفقهون قومهم فقال المنافقون قد بقى ناس في البوادي وقالوا هلك أصحاب البوادي فنزلت وما كان
المؤمنون لينفروا كافة * وأخرج أبو داود وابن أبي حاتم والنحاس والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله الا تنفروا يعذبكم عذابا أليما قال نسختها وما كان المؤمنون لينفروا كافة * قوله تعالى
(الا تنصروه فقد نصره الله) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله الا تنصروه فقد نصره الله قال ذكر ما كان من أول شانه حتى بعث يقول الله فانا فاعل ذلك به
وناصره كما نصرته إذ ذاك وهو ثاني اثنين * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن أبي
حاتم عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال اشترى أبو بكر رضي الله عنه من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال
لعازب مر البراء فليحمله إلى منزلي فقال لا حتى تحدثنا كيف صنعت حيث خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنت معه فقال أبو بكر رضي الله عنه خرجنا فأدلجنا فاحثثنا يوما وليلة حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فضربت
ببصري هل أرى ظلا فآوى إليه فإذا أنا بصخرة فأهويت إليها فإذا بقية ظلها فسويته لرسول الله صلى الله عليه
وسلم وفرشت له فروة وقلت اضطجع يا رسول الله فاضطجع ثم خرجت أنظر هل أرى أحد من الطلب فإذا أنا
براعي غنم فقلت لمن أنت يا غلام فقال لرجل من قريش فسماه فعرفته فقلت هل في غنمك من لبن قال نعم فقلت
وهل أنت حالب لي قال نعم قال فأمرته فاعتقل لي شاة منها ثم أمرته فنفض ضرعها من الغبار ثم أمرته فنفض كفيه
ومعي إداوة على فمها خرقة فحلب لي كثبة من اللبن فصببت على القدح من الماء حتى برد أسفله ثم أتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فوافقته قد استيقظ فقلت اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت ثم قلت هل آن للرحيل
قال فارتحلنا والقوم يطلبونا فلم يدركنا منهم الا سراقة على فرس له فقلت يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا فقال
لا تحزن ان الله معنا حتى إذا دنا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين أو ثلاثة فقلت يا رسول الله هذا الطلب قد
لحقنا وبكيت قال لم تبكي قلت أما والله لا أبكى على نفسي ولكني أبكى عليك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال اللهم اكفناه بما شئت فساخت فرسه إلى بطنها في أرض صلد ووثب عنها وقال يا محمد ان هذا عملك فادع الله
ان ينجيني مما أنا فيه فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك ستمر بإبلي وغنمي
في موضع كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حاجة لي فيها ودعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأطلق ورجع إلى أصحابه ومضى رسول الله صلى عليه وسلم وأنا معه حتى قدمنا المدينة فتلقاه الناس
239

فخرجوا على الطرق وعلى الأجاجير واشتد الخدم والصبيان في الطرق الله أكبر جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
محمد وتنازع القوم أيهم ينزل عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل الليلة على بنى النجار أخوال عبد
المطلب لأكرمهم بذلك فلما أصبح غدا حيث أمر * وأخرج البخاري عن سراقة بن مالك رضي الله عنه قال
خرجت أطلب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه حتى إذا دنوت منهم عثرت بي فرسي فقمت فركبت
حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر رضي الله عنه يكثر التلفت ساخت
يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين فحررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة
إذ الأثر يديها عثان ساطع في السماء مثل الدخان فناديتهما بالأمان فوقفا لي ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت
من الحبس عنهما انه سيظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل لحق بغار ثور قال وتبعه أبو بكر رضي الله عنه
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسه خلفه خاف ان يكون الطلب فلما رأى ذلك أبو بكر رضي الله عنه
تنحنح فلما سمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفه فقام له حتى تبعه فأتيا الغار فأصبحت قريش في
طلبه فبعثوا إلى رجل من قافة بنى مدلج فتبع الأثر حتى انتهى إلى الغار وعلى بابه شجرة فبال في أصلها القائف ثم
قال ما جاز صاحبكم الذي تطلبون هذا المكان قال فعند ذلك حزن أبو بكر رضي الله عنه فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا تحزن ان الله معنا قال فمكث هو وأبو بكر رضي الله عنه في الغار ثلاثة أيام يختلف إليهم بالطعام عامر
ابن فهيرة وعلى يجهزهم فاشتروا ثلاثة أباعر من إبل البحرين واستأجر لهم دليلا فلما كان بعض الليل من الليلة
الثالثة أتاهم على رضي الله عنه بالإبل والدليل فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته وركب أبو بكر
أخرى فتوجهوا نحو المدينة وقد بعثت قريش في طلبه * وأخرج ابن سعد عن ابن عباس وعلى وعائشة بنت أبي
بكر رضي الله عنهم وعائشة بنت قدامة وسراقة بن جعشم دخل حديث بعضهم في بعض قالوا خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم والقوم جلوس على بابه فاخذ حفنة من البطحاء فجعل يدرها على رؤسهم ويتلو يس
والقرآن الحكيم الآيات ومضى فقال لهم قائل ما تنتظرون قالوا محمدا قال قد والله مر بكم قالوا والله ما أبصرناه
وقاموا ينفضون التراب عن رؤسهم وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه إلى غار ثور
فدخلاه وضربت العنكبوت على بابه بعشاش بعضها على بعض وطلبته قريش أشد الطلب حتى
انتهت إلى باب الغار فقال بعضهم ان عليه لعنكبوتا قبل ميلاد محمد * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن عائشة
بنت قدامة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد خرجت من الخوخة تنكرا فكان أول من لقيني أبو جهل
فعمى الله بصره عنى وعن أبي بكر حتى مضينا * وأخرج أبو نعيم عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ان أبا
بكر رضي الله عنه رأى رجلا مواجه الغار فقال يا رسول الله انه لرائينا قال كلا ان الملائكة تستره الآن بأجنحتها
فلم ينشب الرجل ان قعد يبول مستقبلهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر لو كان يراك ما فعل هذا
* وأخرج أبو نعيم عن محمد بن إبراهيم التيمي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم حين ادخل الغار ضربت
العنكبوت على بابه بعشاش بعضها على بعض فلما انتهوا إلى فم الغار قال قائل منهم ادخلوا الغار فقال أمية بن خلف
وما أربكم إلى الغار ان عليه لعنكبوتا كان قبل ميلاد محمد فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل العنكبوت وقال إنها
جند من جنود الله * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عطاء بن أبي ميسرة رضي الله عنه قال نسجت العنكبوت
مرتين مرة على داود عليه السلام حين كان طالوت يطلبه ومرة على النبي صلى الله عليه وسلم في الغار * وأخرج
ابن سعد وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن أنس رضي الله عنه قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو
بكر رضي الله عنه التفت أبو بكر رضي الله عنه فإذا هو بفارس قد لحقهم فقال يا نبي الله هذا فارس قد لحقنا فقال
اللهم أصرعه فصرع عن فرسه فقال يا نبي الله مرني بما شئت قال تقف مكانك لا تتركن أحدا يلحق بنا فكان أول
النهار جاهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى آخر النهار مسلحة له وفى ذلك يقول سراقة مخاطبا لأبي جهل
أبا حكم لو كنت والله شاهدا * لأمر جوادي ان تسيخ قوائمه
240

علمت ولم تشكك بان محمدا * رسول ببرهان فمن ذا يقاومه
* وأخرج البيهقي في الدلائل وابن عساكر عن ضبة بن محصن العبري قال قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أنت
خير من أبى بكر فبكى وقال والله لليلة من أبى بكر ويوم خير من عمر هل لك ان أحدثك بليلته ويومه قال قلت نعم
يا أمير المؤمنين قال أما ليلته فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هاربا من أهل مكة خرج ليلا فتبعه أبو بكر
رضي الله عنه فجعل يمشى مرة امامه ومرة خلفه ومرة عن يمينه ومرة عن يساره فقال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما هذا يا أبا بكر ما أعرف هذا من فعلك قال يا رسول الله أذكر الرصد فأكون امامك واذكر الطلب فأكون
خلفك ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك لا آمن عليك قال فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلته على أطراف
أصابعه حتى حفيت رجلاه فلما رآه أبو بكر رضي الله عنه انها قد حفيت حمله على كاهله وجعل يشد به حتى أتى فم
الغار فأنزله ثم قال والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله فان كان فيه شئ نزل بي قبلك فدخل فلم ير شيئا فحمله
فادخله وكان في الغار خرق فيه حياة وأفاعي فخشى أبو بكر رضي الله عنه ان يخرج منهن شئ يؤذى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فألقمه قدمه فجعلن يضربنه وتلسعه الأفاعي والحيات وجعلت دموعه تتحدر ورسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول له يا أبا بكر لا تحزن ان الله معنا فأنزل الله سكينته أي طمأنينته لأبي بكر رضي الله عنه فهذه ليلته
وأما يومه فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب فقال بعضهم نصلى ولا نزكي وقال بعضهم لا نصلى
ولا نزكي فأتيته ولا آلوه نصحا فقلت يا خليفة رسول الله تالف الناس وارفق بهم فقال جبار في الجاهلية خوار في
الاسلام بماذا أتألفهم أبشعر مفتعل أو بشعر مفترى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتفع الوحي فوالله
لو منعوني عقالا مما كانوا يعطون لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه قال فقاتلنا معه فكان والله رشيد
الامر فهذا يومه * واخرج أبو نعيم والبيهقي في الدلائل عن ابن شهاب رضي الله عنه وعروة رضي الله عنه انهم
ركبوا في كل وجه يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم وبعثوا إلى أهل المياه يأمرونهم ويجعلون لهم الجعل العظيم
وأتوا على ثور الجبل الذي فيه الغار الذي فيه النبي صلى الله عليه وسلم حتى طلعوا فوقه وسمع أبو بكر رضي الله عنه
والنبي صلى الله عليه وسلم أصواتهم وأشفق أبو بكر وأقبل عليه الهم والخوف فعند ذلك يقول له رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا تحزن ان الله معنا ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت عليه سكينة من الله فأنزل الله سكينته
على رسوله وعلى المؤمنين وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم * وأخرج ابن
شاهين وابن مردويه وابن عساكر عن حبشي بن جنادة قال قال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله لو أن أحدا
من المشركين رفع قدمه لأبصرنا قال يا أبا بكر لا تحزن ان الله معنا * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال إن الذين طلبوهم صعدوا الجبل فلم يبق الا ان يدخلوا فقال أبو بكر رضي الله عنه أتينا فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا تحزن ان الله معنا وانقطع الأثر فذهبوا يمينا وشمالا * وأخرج ابن عساكر عن علي
ابن أبي طالب رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج أبو بكر رضي الله عنه معه لم
يأمن على نفسه غيره حتى دخلا الغار * وأخرج ابن شاهين والدار قطني وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر أنت صاحبي في الغار وأنت معي على الحوض
* وأخرج ابن عساكر من حديث ابن عباس عن أبي هريرة مثله * وأخرج ابن عدي وابن عساكر من طريق
الزهري عن أنس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان رضي الله عنه هل قلت في أبى بكر شيئا
قال نعم قال قل وأنا اسمع فقال
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد * طاف العدو به إذ صاعد الجبلا
وكان حب رسول الله قد علموا * من البرية لم يعدل به رجلا
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال صدقت يا حسان هو كما قلت * وأخرج خيثمة بن
سليمان الأطرابلسي في فضائل الصحابة وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إن الله ذم الناس
كلهم ومدح أبا بكر رضي الله عنه فقال الا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في
241

الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا * وأخرج ابن عساكر عن أبي بكر رضي الله عنه انه قال ما دخلني
اشفاق من شئ ولا دخلني في الدين وحشة إلى أحد بعد ليلة الغار فان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى إشفاقي
عليه وعلى الدين قال لي هون عليك فان الله قد قضى لهذا الامر بالنصر والتمام * وأخرج ابن عساكر عن سفيان
ابن عيينة رضي الله عنه قال عاتب الله المسلمين جميعا في نبيه صلى الله عليه وسلم غير أبى بكر رضي الله عنه وحده فإنه
خرج من المعاتبة ثم قرأ الا تنصروه فقد نصره الله الآية * وأخرج الحكيم الترمذي عن الحسن رضي الله عنه قال
لقد عاتب الله جميع أهل الأرض فقال الا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين * وأخرج
ابن عساكر من طريق محمد بن يحيى قال أخبرني بعض أصحابنا قال قال شاب من أبناء الصحابة في مجلس فيه القاسم
ابن محمد بن أبي بكر الصديق والله ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من موطن الا وأبى فيه معه قال يا ابن أخي
لا تحلف قال هلم قال بلى مالا ترده قال الله ثاني اثنين إذ هما في الغار * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد
والبخاري ومسلم والترمذي وأبو عوانة وابن حبان وابن المنذر وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال حدثني
أبو بكر رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرأيت آثار المشركين فقلت يا رسول الله لو أن
أحدهم رفع قدمه لأبصرنا تحت قدمه فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
المنذر وأبو الشيخ وأبو نعيم في الدلائل عن أبي بكر رضي الله عنه انهما لما انتهيا إلى الغار إذا حجر فألقمه أبو بكر
رضي الله عنه رجليه قال يا رسول الله ان كانت لدغة أو لسعة كانت في * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك
رضي الله عنه قال لما كانت ليلة الغار قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه يا رسول الله دعني فلا دخل قبلك فان
كانت حية أو شئ كانت في قبلك قال ادخل فدخل أبو بكر رضي الله عنه فجعل يلمس بيديه فكلما رأى حجرا قال
بثوبه فشقه ثم ألقمه الحجر حتى فعل ذلك بثوبه أجمع وبقى حجر فوضع عليه عقبه وقال ادخل فلما أصبح قال له
النبي صلى الله عليه وسلم فأين ثوبك فأخبره بالذي صنع فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم اجعل أبا
بكر معي في درجتي يوم القيامة فأوحى الله إليه ان الله قد استجاب لك * وأخرج ابن مردويه عن جندب بن
سفيان رضي الله عنه قال لما انطلق أبو بكر رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغار قال له أبو
بكر رضي الله عنه لا تدخل يا رسول الله حتى أستبرئه فدخل أبو بكر رضي الله عنه الغار فأصاب يده شئ فجعل
يمسح الدم عن أصبعه وهو يقول
هل أنت الا أصبع دميت * وفى سبيل الله ما لقيت
* وأخرج ابن مردويه عن جعدة بن هبيرة رضي الله عنه قال قالت عائشة رضي الله عنها قال أبو بكر رضي الله عنه
لو رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ صعدنا الغار فاما قدما رسول الله صلى الله عليه وسلم فتفطرتا
دما وأما قدماي فعادت كأنها صفوان قالت عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتعود الحفية
* وأخرج ابن سعد وابن مردويه عن ابن مصعب قال أدركت أنس بن مالك وزيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة
فسمعتهم يتحدثون ان النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الغار أمر الله شجرة فنبتت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم
فسترته وأمر الله العنكبوت فنسجت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فسترته وأمر الله حمامتين وحشيتين
فوقفتا بفم الغار وأقبل فتيان قريش من كل بظن رجل بعصيهم وأسيافهم وهراويهم حتى إذا كانوا من النبي
صلى الله عليه وسلم قدر أربعين ذراعا فعجل بعضهم فنظر في الغار فرجع إلى أصحابه فقالوا مالك لم تنظر في الغار فقال
رأيت حمامتين بفم الغار فعرفت ان ليس فيه أحد فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ما قال فعرف ان الله درأ عنه بهما
7 فسمت النبي صلى الله عليه وسلم عليهن وفرض جزاءهن وانحدرن في الحرم فاخرج ذلك الزوج كل شئ في الحرم
* وأخرج ابن عساكر في تاريخه بسند واه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان أبو بكر مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم في الغار فعطش فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب إلى صدر الغار فاشرب فانطلق أبو بكر
رضي الله عنه إلى صدر الغار فشرب منه ماء أحلى من العسل وأبيض من اللبن وأزكى رائحة من المسك ثم عاد فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله أمر الملك الموكل بأنهار الجنة ان خرق نهرا من جنة الفردوس إلى صدر الغار
242

لتشرب * وأخرج ابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه قال والذي لا إله غيره لقد عوتب أصحاب محمد صلى الله
عليه وسلم في نصرته الا أبا بكر رضي الله عنه فان الله تعالى قال لا تنصروه فقد نصره الله إذا أخرجه الذين كفروا
ثاني اثنين إذ هما في الغار خرج أبو بكر رضي الله عنه والله من المعتبة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سالم بن عبيد
رضي الله عنه وكان من أهل الصفة قال أخذ عمر بيد أبى بكر رضي الله عنهما فقال من له هذه الثلاث إذ يقول
لصاحبه من صاحبه إذ هما في الغار من هما لا تحزن ان الله معنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن الحارث
عن أبيه ان أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال أيكم يقرأ سورة التوبة قال رجل أنا قال اقرأ فلما
بلغ إذ يقول لصاحبه لا تحزن بكى وقال والله أنا صاحبه * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه
قال كان صاحبه أبا بكر رضي الله عنه والغار جبل بمكة يقال له ثور * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر أخي وصاحبي في الغار فاعرفوا ذلك فلو كنت
متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا سدوا كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبى بكر * وأخرج ابن
مردويه عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو اتخذت خليلا غير ربى
لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخي وصاحبي في الغار * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الزهري رضي الله عنه
في قوله إذ هما في الغار قال الغار الذي في الجبل الذي يسمى ثورا * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها
قالت رأيت قوما يصعدون حراء فقلت ما يلتمس هؤلاء في حراء فقالوا الغار الذي اختبأ فيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه قالت عائشة رضي الله عنها ما اختبأ في حراء انما اختبأ في ثور وما كان
أحد يعلم مكان ذلك الغار الا عبد الرحمن بن أبي بكر وأسماء بنت أبي بكر فإنهما كانا يختلفان إليهما وعامر بن
فهيرة مولى أبى بكر رضي الله عنه فإنه كان إذا سرح غنمه مر بهما فحلب لهما * وأخرج ابن أبي شيبة عن
مجاهد رضي الله عنه قال مكث أبو بكر رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثا * وأخرج عبد
الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق الزهري عن عروة عن عائشة قالت
لم أعقل أبوى قط الا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم الا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار
بكرة وعشية ولما ابتلى المسلمون خرج أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا قبل أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد
لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فقال ابن الدغنة أين تريد يا أبا بكر فقال أبو بكر رضي الله عنه أخرجني قومي
فأريد ان أسيح في الأرض فأعبد ربى قال ابن الدغنة فان مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج انك تكسب المعدوم
وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فانا لك جار فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة
وأمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة مر أبا بكر فليعبد ربه في داره وليصل فيها ما شاء وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا ولا
يشتغلن بالصلاة والقراءة في غير داره ففعل ثم بدا لأبي بكر رضي الله عنه فابتنى مسجد بفناء داره فكان يصلى
فيه ويقرأ فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رضي الله عنه
رجلا بكاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فافزع ذلك اشراف قريش فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا
انا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره وانه جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره وأعلن الصلاة والقراءة وانا خشينا
أن يفتن نساءنا وأبناءنا فان أحب ان يقتصر ان يعبد ربه في داره فعل وان أبى الا ان يعلن ذلك فسله ان يرد إليك
ذمتك فانا قد كرهنا ان نخفرك ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان فأتى ابن الدغنة أبا بكر رضي الله عنه فقال
يا أبا بكر قد علمت الذي عقدت لك عليه فاما ان تقتصر على ذلك واما ان ترد إلى ذمتي فإني لا أحب ان تسمع العرب
انى أخفرت في عقد رجل عقدت له فقال أبو بكر رضي الله عنه فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين
قد أريت دار هجرتكم رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما حرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر
رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين وتجهز أبو بكر
رضي الله عنه مهاجرا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي فقال أبو بكر رضى
243

الله عنه وترجو ذلك بأبي أنت قال نعم فحبس أبو بكر رضي الله عنه نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحبته
وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر فبينما نحن جلوس في بيتنا في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر
رضي الله عنه هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا في ساعة لم يكن يأتينا فيها فقال أبو بكر رضي الله عنه فداه
أبى وأمي ان جاء به في هذا الساعة الا أمر فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له فدخل فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم حين دخل لأبي بكر رضي الله عنه أخرج من عندك فقال أبو بكر انما هم أهلك بأبي
أنت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قد أذن لي بالخروج فقال أبو بكر رضي الله عنه
فالصحابة بأبي أنت يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فقال أبو بكر رضي الله عنه فخذ بأبي أنت
يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثمن فقالت عائشة رضي الله عنها
فجهزناهما أحث الجهاز فصنعنا لهما سفرة من جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر من نطاقها فأوكت به الجراب
فلذلك كانت تسمى ذات النطاقين ولحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل يقال له ثور فمكثا فيه
ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب لقن ثقف فيخرج من عندهما سحرا فيصبح مع
قريش بمكة كبائت فلا يسمع أمرا يكادان به الا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ويرعى عليهما
عامر بن فهيرة مولى لأبي بكر منيحة من غنم فيريحها عليهما حين يذهب بغلس ساعة من الليلة فيبيتان في رسلهما
حتى ينعق بهما عامر بن فهيرة بغلس يفعل ذلك كل ليلة من تلك الليالي الثلاث واستأجر رسول الله صلى الله عليه
وسلم رجلا من بنى الديل ثم من بنى عبد بن عدي هاديا خريتا والخريت الماهر بالهداية قد غمس يمين حلف في
آل العاص بن وائل وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال
فأتاهما براحلتيهما صبيحة ثلاث ليال فارتحلا فانطلق معهما عامر بن فهيرة مولى أبى بكر والدليل الديلي فاخذ
بهم طريقا آخر وهو طريق الساحل قال الزهري وأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي وهو ابن أخي سراقة بن
جعشم ان أباه أخبره انه سمع سراقة يقول جاءتنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى
بكر رضي الله عنه دية كل واحد منهما لمن قتلهما أو أسرهما فبينا أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بنى مدلج
أقبل رجل منهم حتى قام علينا فقال يا سراقة انى رأيت آنفا أسودة بالساحل لا أراها الا محمدا وأصحابه قال سراقة
فعرفت انهم هم فقلت انهم ليسوا بهم ولكن رأيت فلانا وفلانا انطلقوا ثم لبثت في المجلس حتى قمت فدخلت بيتي
وأمرت جاريتي ان تخرج لي فرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها على وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت
فخططت برمحي الأرض وخفضت عالية الرمح حتى أتيت فرسي فركبتها ودفعتها وتقرب بي حتى رأيت أسودتهما
فلما دنوت منهم حيث يسمعهم الصوت عثرت بي فرسي فخررت عنها فقمت فأهويت بيدي إلى كنانتي فاستخرجت
منها الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا فخرج الذي أكره ان لا أضرهم فركبت فرسي وعصيت الأزلام فدفعتها
تقرب بي حتى إذا دنوت منهم عثرت بي فرسي فخررت عنها فقمت فأهويت بيدي إلى كنانتي فاستخرجت
الأزلام فاستقسمت فخرج الذي أكره ان لا أضرهم فعصيت الأزلام وركبت فرسي فدفعتها تقرب بي
حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر رضي الله عنه يكثر الالتفات
ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغت الركبتين فخررت عنها فجررتها فنهضت فلم تكد تخرج يداها فلما استوت
قائمة إذ الأثر يديها عثان ساطع في السماء من الدخان فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره ان لا أضرهم
فناديتهم بالأمان فوقفا وركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم انه سيظهر
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له ان قومك قد جعلوا فيك الدية وأخبرتهم من أخبار سفرهم وما يريد
الناس بهم وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني شيئا ولم يسألاني الا ان أخف عنا فسألته ان يكتب لي كتابا
موادعة آمن به فامر عامر بن فهيرة فكتب لي في رقعة من أديم ثم مضى قال الزهري وأخبرني عروة بن الزبير انه لقى
الزبير وركبا من المسلمين كانوا تجارا بالشام قابلين إلى مكة فعرفوا النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر فكساهم بثياب
بيض وسمع المسلمون بالمدينة بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه
حتى يؤذيهم حر الظهيرة فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظاره فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود أطما من
244

آطامهم لأمر ينظر إليه فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب فنادى بأعلى
صوته يا معشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى أتوه بظهر الحرة فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل في بنى عمرو بن عوف بقباء وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع
الأول فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه يذكر الناس وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
صامتا وطفق من جاء من الأنصار ممن لم يكن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسبه أبا بكر حتى أصابت رسول الله
صلى الله عليه وسلم الشمس فاقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى ظلل عليه بردائه فعرف الناس رسول الله صلى الله
عليه وسلم عند ذلك فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بنى عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة وابتنى المسجد الذي
أسس على التقوى وصلى فيه ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته فسار ومشى الناس حتى بركت به عند
مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو يصلى فيه يومئذ رجال من المسلمين وكان مربدا للتمر لسهل
وسهيل غلامين يتيمين أخوين في حجر أبى امامة أسعد بن زرارة من بنى النجار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين بركت به راحلته هذا المنزل إن شاء الله ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين فساومهما بالمربد يتخذه
مسجدا فقالا لا بل نهبه لك يا رسول الله فأبى النبي صلى الله عليه وسلم ان يقبله منهما حتى ابتاعه منهما وبناه مسجدا
وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللبن في بنائه وهو يقول
هذا الجمال لا جمال خيبر * هذا أبر ربنا وأطهر
ان الاجر أجر الآخرة * فارحم الأنصار والمهاجرة
ويتمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي قال ابن شهاب ولم يبلغني في الأحاديث
ان النبي صلى الله عليه وسلم تمثل ببيت من الشعر تاما غير هؤلاء الأبيات ولكن كان يرجزهم لبناء المسجد فلما
قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كفار قريش حالت الحرب بين مهاجري أرض الحبشة وبين القدوم على رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى لقوه بالمدينة زمن الخندق فكانت أسماء بنت عميس تحدث ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه
كان يعيرهم بالمكث في أرض الحبشة فذكرت ذلك أسماء لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لستم كذلك وكانت أول آية أنزلت في القتال أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا حتى بلغ لقوى
عزيز * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري عن أنس رضي الله عنه قال أقبل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
وهو يردف أبا بكر رضي الله عنه وهو شيخ يعرف والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فكانوا يقولون يا أبا بكر
من هذا الغلام بين يديك فيقول هاد يهديني السبيل قال فلما دنونا من المدينة نزلنا الحرة وبعث إلى الأنصار فجاؤوا
قال فشهدته يوم دخل المدينة فما رأيت يوما كان أحسن منه وما رأيت يوما كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه
النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن عبد البر في التمهيد عن كثير بن فرقدان رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين خرج مهاجرا إلى المدينة ومعه أبو بكر رضي الله عنه أتى براحلة أبى بكر فسال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يركب ويردفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنت اركب وأردفك أنا فان الرجل أحق بصدر دابته فلما
خرجا لقيا في الطريق سراقة بن جعشم وكان أبو بكر رضي الله عنه لا يكذب فسأله من الرجل قال باغ قال فما الذي
وراءك قال هاد قال أحسست محمدا قال هو ورائي * قوله تعالى (فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها)
* أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله فأنزل الله سكينته عليه قال على أبى بكر رضي الله عنه لان النبي صلى الله عليه وسلم لم تزل
السكينة معه * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر
غار حراء فقال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم لو أن أحدهم يبصر موضع قدمه لأبصرني وإياك فقال ما ظنك باثنين
الله ثالثهما يا أبا بكر ان الله أنزل سكينته عليك وأيدني بجنود لم تروها * وأخرج الخطيب في تاريخه عن حبيب بن أبي
ثابت رضي الله عنه فأنزل الله سكينته عليه قال على أبى بكر رضي الله عنه فاما النبي صلى الله عليه وسلم فقد كانت
عليه السكينة * قوله تعالى (وجعل كلمة الذين كفروا السفلى) * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في
الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وجعل كلمة الذين كفروا السفلى قال هي الشرك وكلمة
245

الله العليا قال لا إله إلا الله * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك مثله * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
والنسائي وابن مردويه عن أبي موسى رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الرجل
يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء فأي ذلك في سبيل الله قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في
سبيل الله تعالى * قوله تعالى (انفروا خفافا وثقالا) * أخرج الفريابي وأبو الشيخ عن أبي الضحى رضي الله عنه
قال أول ما نزل من براءة انفروا خفافا وثقالا ثم نزل أولها وآخرها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر
عن أبي مالك رضي الله عنه قال أول شئ نزل من براءة انفروا خفافا وثقالا ثم نزل أولها وآخرها * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن المنذر عن أبي مالك رضي الله عنه قال أول شئ نزل من براءة انفروا خفافا وثقالا * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انفروا خفافا وثقالا قال نشاطا وغير نشاط * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحكم في قوله انفروا خفافا وثقالا قال مشاغيل وغير مشاغيل * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله انفروا خفافا وثقالا قال في العسر واليسر * وأخرج ابن المنذر
عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله خفافا وثقالا قال فتيانا وكهولا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن
عكرمة في قوله خفافا وثقالا قال شبابا وشيوخا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال قالوا
ان فينا الثقيل وذا الحاجة والصنعة والشغل والمنتشر به أمره في ذلك فأنزل الله انفروا خفافا وثقالا وأبى أن
يعذرهم دون أن ينفروا خفافا وثقالا وعلى ما كان منهم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه
قال جاء رجل زعموا انه المقداد وكان عظيما سمينا فشكا إليه وسأله أن يأذن له فأبى فنزلت يومئذ فيه انفروا
خفافا وثقالا فلما نزلت هذه الآية اشتد على الناس شأنها فنسخها الله فقال ليس على الضعفاء ولا على المرضى
الآية * وأخرج ابن جرير عن حضرمي قال ذكر لنا ان أناسا كانوا عسى أن يكون أحدهم عليلا أو كبيرا
فيقول انى لا آثم فأنزل الله انفروا خفافا وثقالا الآية * وأخرج ابن سعد وابن أبي عمر العدني في مسنده وعبد
الله بن أحمد في زوائد الزهد وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن
مردويه عن أنس بن مالك ان أبا طلحة قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية انفروا خفافا وثقالا قال أرى ربنا
يستنفرنا شيوخا وشبانا وفى لفظ فقال ما أسمع الله عذر أحدا جهزوني قال بنوه يرحمك الله تعالى قد غزوت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات وغزوت مع أبي بكر حتى مات وغزوت مع عمر رضي الله عنه حتى مات
فنحن نغزو عنك فأبى فركب البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها الا بعد تسعة أيام فلم يتغير فدفنوه فيها
* وأخرج ابن سعد والحاكم عن ابن سيرين رضي الله عنه قال شهد أبو أيوب رضي الله عنه بدرا ثم لم يتخلف عن
غزوة للمسلمين الا عاما واحدا وكان يقول قال الله انفروا خفافا وثقالا فلا أجدني الا خفيفا وثقيلا * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن أبي راشد الحبراني قال رأيت المقداد فارس رسول الله صلى
الله عليه وسلم بحمص يريد الغزو فقلت لقد أعذر الله تعالى إليك قال أبت علينا سورة التحوب انفروا خفافا
وثقالا يعنى سورة التوبة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي يريد المديني قال كان أبو أيوب
الأنصاري والمقداد بن الأسود يقولان أمرنا ان تنفر على كل حال ويتأولان قوله تعالى انفروا خفافا وثقالا
* قوله تعالى (لو كان عرضا قريبا) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له الا تغزو بنى الأصفر لعلك ان تصيب ابنة عظيم الروم فقال رجلان قد علمت
يا رسول الله ان النساء فتنة فلا تفتنا بهن فائذن لنا فأذن لهما فلما انطلقا قال أحدهما ان هو الا شحمة لأول
آكل فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينزل عليه في ذلك شئ فلما كان ببعض الطريق نزل عليه وهو على
بعض المياه لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ونزل عليه عفا الله عنك لم أذنت لهم ونزل عليه لا يستأذنك
الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ونزل عليهم انهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون
* واخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما لو كان عرضا قريبا قال غنيمة قريبة ولكن
بعدت عليهم الشقة قال المسير وأخرجه ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله لو كان عرضا قريبا
246

يقول دنيا يطلبونها وسفرا قاصدا يقول قريبا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
في قوله والله يعلم أنهم لكاذبون قال لقد كانوا يستطيعون الخروج ولكن كان تبطئة من عند أنفسهم وزهادة
في الجهاد * قوله تعالى (عفا الله عنك) الآية * أخرج عبد الرزاق في المصنف وابن جرير عن عمرو بن
ميمون الأودي رضي الله عنه قال اثنتان فعلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يؤمر فيهما بشئ اذنه للمنافقين
وأخذه من الأسارى فأنزل الله عفا الله عنك لم أذنت لهم الآية * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مورق العجلي
رضي الله عنه قال سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا بدأ بالعفو قبل المعاتبة فقال عفا الله عنك لم أذنت لهم * واخرج
ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله عفا الله عنك لم أذنت لهم قال ناس قالوا استأذنوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فان أذن لكم فاقعدوا وان لم يأذن لكم فاقعدوا * وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله عفا الله عنك لم أذنت لهم الآيات الثلاث قال نسختها فإذا استأذنوك لبعض شانهم
فأذن لمن شئت منهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله
عفا الله عنك لم أذنت لهم الآية قال ثم أنزل الله بعد ذلك في سورة النور فإذا استأذنوك لبعض شانهم فأذن لمن
شئت منهم * قوله تعالى (لا يستأذنك) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر الآيتين قال هذا تفسير
للمنافقين حين استأذنوا في القعود عن الجهاد بغير عذر وعذر الله المؤمنين فقال فإذا استأذنوك لبعض شانهم
فائذن لمن شئت منهم * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله الآيتين قال نسختها الآية التي في سورة النور انما
المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله إلى أن الله غفور رحيم فجعل الله النبي صلى الله عليه وسلم بأعلى النظرين في
ذلك من غزا غزا في فضيلة ومن قعد قعد في غير حرج ان شاء * قوله تعالى (ولو أرادوا الخروج) الآيات * اخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ولكن كره الله انبعاثهم قال خروجهم * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فثبطهم قال حبسهم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
ابن زيد في قوله لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا قال هؤلاء المنافقون في غزوة تبوك سأل الله عنها نبيه والمؤمنين
فقال ما يحزنكم لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا يقول جمع لكم وفعل وفعل يخذلونكم * واخرج عبد الرزاق
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولا وضعوا خلالكم قال لأسرعوا بينكم * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولأوضعوا خلالكم قال لا رفضوا يبغونكم الفتنة
قال يبطئونكم عبد الله بن نبتل وعبد الله بن أبي ابن سلول ورفاعة بن تابوت وأوس بن قيظي وفيكم سماعون لهم
قال محدثون بأحاديثهم غير منافقين هم عيون للمنافقين * واخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله وفيكم
سماعون لهم قال مبلغون * واخرج ابن إسحاق وابن المنذر عن الحسن البصري قال كان عبد الله بن أبي وعبد
الله بن نبتل ورفاعة بن زيد بن تابوت من عظماء المنافقين وكانوا ممن يكيد الاسلام وأهله وفيهم أنزل الله تعالى لقد
ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور إلى آخر الآية * قوله تعالى (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني) الآية
* أخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أراد النبي
صلى الله عليه وسلم ان يخرج إلى غزوة تبوك قال لجد بن قيس ما تقول في مجاهدة بنى الأصفر فقال انى أخشى ان
رأيت نساء بنى الأصفر أن أفتتن فائذن لي ولا تفتني فأنزل الله ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الآية * وأخرج
ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لجد بن قيس يا جد هل لك في جلاد بنى الأصفر قال جد أتأذن لي يا رسول الله فإني رجل أحب النساء وإني أخشى
ان أنا رأيت نساء بنى الأصفر أن أفتتن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معرض عنه قد أذنت لك فأنزل الله
ومنهم من يقول ائذن لي الآية * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى
الله عليه وسلم قال اغزوا تغنموا بنات بنى الأصفر فقال ناس من المنافقين انه ليفتنكم بالنساء فأنزل الله ومنهم من
247

يقول ائذن لي ولا تفتني * وأخرج ابن مردويه عن عائشة ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني قال نزلت
في الجد بن قيس قال يا محمد ائذن لي ولا تفتني بنساء بنى الأصفر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو
الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم اغزوا تبوك تغنموا بنات الأصفر نساء الروم فقالوا ائذن لنا ولا تفتنا بالنساء * وأخرج ابن إسحاق
وابن المنذر والبيهقي في الدلائل من طريقه عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بن حزم ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قلما كان يخرج في وجه من مغازيه الا أظهر انه يريد غيره غير أنه في غزوة تبوك قال
أيها الناس انى أريد الروم فأعلمهم وذلك في زمان الباس وشدة من الحر وجدب البلاد وحين طابت الثمار
والناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم ويكرهون الشخوص عنها فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذات يوم في جهازه إذ قال للجد بن قيس يا جد هل لك في بنات بنى الأصفر قال يا رسول الله لقد علم قومي انه ليس
أحد أشد عجبا بالنساء منى وإني أخاف ان رأيت نساء بنى الأصفر ان يفتنني فائذن لي يا رسول الله فاعرض
عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال قد أذنت فأنزل الله ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا
يقول ما وقع فيه من الفتنة بتخلفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورغبته بنفسه عن نفسه أعظم مما يخاف
من فتنة نساء بنى الأصفر وان جهنم لمحيطة بالكافرين يقول من ورائه وقال رجل من المنافقين لا تنفروا في
الحر فأنزل الله قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون قال ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جد في سفره وأمر
الناس بالجهاز وحض أهل الغنى على النفقة والحملان في سبيل الله فحمل رجال من أهل الغنى واحتسبوا
وأنفق عثمان رضي الله عنه في ذلك نفقة عظيمة لم ينفق أحد أعظم منها وحمل على مائتي بعير * وأخرج
البيهقي في الدلائل عن عروة وموسى بن عقبة فالاثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تجهز غازيا يريد الشام فأذن في
الناس بالخروج وأمرهم به وكان ذلك في حر شديد ليالي الخريف والناس في نخيلهم خارفون فأبطأ عنه ناس
كثير وقال لزوم لا طاقة بهم فخرج أهل الحسب وتخلف المنافقون وحدثوا أنفسهم ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يرجع إليهم أبدا فاعتلوا وثبطوا من أطاعهم وتخلف عنه رجال من المسلمين بأمر كان لهم فيه عذر منهم
السقيم والمعسر وجاء ستة نفر كلهم معسر يستحملونه لا يحبون التخلف عنه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ان لا يجدوا ما ينفقون منهم من بنى سلمة عمر بن غنمة
ومن بنى مازن ابن النجار أبو ليلى عبد الرحمن بن كعب ومن بنى حارث علبة بن زيد ومن بنى عمرو بن عوف سالم بن
عمير وهرم بن عبد الله وهم يدعون بنى البكاء وعبد الله بن عمر ورجل من بنى مزينة فهؤلاء الذين بكوا واطلع الله
عز وجل انهم يحبون الجهاد وانه الجد من أنفسهم فعذرهم في القرآن فقال ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا
على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله الآية واللتين بعدها وأتاه الجد بن قيس السلمي وهو في
المسجد معه نفر فقال يا رسول الله ائذن لي في القعود فإني ذو ضيعة وعلة فيها عذر لي فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم تجهز فإنك موسر لعلك ان تحقب بعض بنات بنى الأصفر فقال يا رسول الله ائذن لي ولا تفتني فنزلت ومنهم من
يقول ائذن لي ولا تفتني وخمس آيات معها يتبع بعضها بعضا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه
وكان فيمن تخلف عنه غنمة بن وديعة من بنى عمرو بن عوف فقيل ما خلفك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنت مسلم فقال الخوض واللعب فأنزل الله عز وجل فيه وفيمن تخلف من المنافقين ولئن سألتهم ليقولن انما كنا
نخوض ونلعب ثلاث آيات متتابعات * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان يغزو تبوك قال نغزو الروم إن شاء الله ونصيب بنات بنى الأصفر كان يذكر من حسنهن ليرغب المسلمون في
الجهاد فقام رجل من المنافقين فقال يا رسول الله قد علمت حبى للنساء فائذن لي ولا تخرجني فنزلت الآية * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولا تفتني قال لا تخرجني الا في الفتنة سقطوا يعنى في الحرج * وأخرج
ابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ولا تفتني قال لا تؤثمني الا في الفتنة قال الا في الاثم سقطوا * قوله تعالى (ان
تصبك حسنة) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله قال جعل المنافقون الذين تخلفوا بالمدينة يخبرون
248

عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبار السوء يقولون ان محمدا وأصحابه قد جهدوا في سفرهم وهلكوا فبلغهم تكذيب
حديثهم وعافية النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فساءهم ذلك فأنزل الله تعالى ان تصبك حسنة تسؤهم الآية
* وأخرج سنيد وابن جرير عن ابن عباس ان تصبك حسنة تسؤهم يقول إن تصبك في سفرك هذا لغزوة تبوك
حسنة تسؤهم قال الجد وأصحابه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ان
تصبك حسنة تسؤهم قال العافية والرخاء والغنيمة وان تصبك مصيبة قال البلاء والشدة يقولوا قد أخذنا أمرنا من
قبل قد حذرنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله ان تصبك حسنة تسؤهم قال إن أظفرك
الله وردك سالما ساءهم ذلك وان تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا في القعود من قبل أن تصيبهم * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان تصبك حسنة تسؤهم قال إن كان فتح للمسلمين كبر
ذلك عليهم وساءهم * قوله تعالى (قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا) الآية * أخرج أبو الشيخ عن السدى
قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا قال الا ما قضى الله لنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مسلم بن يسار رضي الله عنه قال
الكلام في القدر واديان عريضان يهلك الناس فيهما لا يدرك عرضهما فاعمل عمل رجل يعلم أنه لا ينجيه الا عمله
وتوكل توكل رجل يعلم أنه لا يصيبه الا ما كتب الله له * وأخرج أبو الشيخ عن مطرف رضي الله عنه قال ليس لأحد
أن يصعد فوق بيت فيلقى نفسه ثم يقول قدر لي ولكن نتقي ونحذر فان أصابنا شئ علمنا أنه لن يصيبنا الا
ما كتب الله لنا * وأخرج أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل شئ حقيقة
وما بلغ عبد حقيقة الايمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه * قوله تعالى (قل هل
تربصون ربنا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قل هل
تربصون بنا الا إحدى الحسنيين قال فتح أو شهادة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله الا إحدى الحسنيين قال الا فتحا أو قتلا في سبيل الله * وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي
من طريق سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده بينما النبي صلى الله عليه وسلم بالروحاء إذ هبط
عليه اعرابي من سرب فقال من القوم وأين تريدون قال قوم بدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم قال مالي أراكم بذة
هيئتكم قليلا سلاحكم قال ننتظر إحدى الحسنيين اما أن نقتل فالجنة واما أن نغلب فيجمعهما الله تعالى لنا الظفر
والجنة قال أين نبيكم قالوا ها هو ذا فقال له يا نبي الله ليست لي مصلحة آخذ مصلحي ثم الحق قال اذهب إلى أهلك فخذ
مصلحتك فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وخرج الرجل إلى أهله حتى فرغ من حاجته ثم لحق بهم
ببدر فدخل في الصف معهم فاقتتل الناس فكان فيمن استشهد فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن انتصر
فمر بين ظهراني الشهداء ومعه عمر رضي الله عنه فقال ها يا عمر انك تحب الحديث وان للشهداء سادة وأشرافا
وملوكا وان هذا يا عمر منهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ونحن نتربص بكم أن يصيبكم
الله بعذاب من عنده أو بأيدينا قال القتل بالسيوف * قوله تعالى (قل أنفقوا طوعا وكرها) الآيتين * أخرج ابن
جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال الجد بن قيس انى إذا رأيت النساء لم أصبر حتى أفتتن ولكن أعينك
بمالي قال فقيه نزلت قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم قال لقوله أعينك بمالي * قوله تعالى (فلا تعجبك)
الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم انما يريد
الله ليعذبهم بها في الآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله انما يريد الله ليعذبهم بها في
الحياة الدنيا قال بالمصائب فيهم هي لهم عذاب وللمؤمنين أجر * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن قتادة رضي الله عنه في قوله فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم قال هذه من مقاديم الكلام يقول لا تعجبك
أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا انما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى
رضي الله عنه في قوله وتزهق أنفسهم وهم كافرون قال تزهق أنفسهم في الحياة الدنيا وهم كافرون قال هذه
آية فيها تقديم وتأخير * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله فلا تعجبك يقول لا يغررك
وتزهق قال تخرج أنفسهم في الدنيا وهم كافرون * قوله تعالى (ويحلفون بالله) الآيتين * اخرج ابن أبي حاتم
249

وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ويحلفون بالله انهم لمنكم الآية قال انما يحلفون بالله تقية * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لو يجدون ملجا الآية قال
الملجأ الحرز في الجبال والمغارات الغيران في الجبال والمدخل السرب * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لو يجدون ملجا أو مغارات أو مدخلا يقول محرزا لهم يفرون إليه
منكم لولوا إليه قال لفروا إليه منكم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله
وهم يجمحون قال يسرعون * قوله تعالى (ومنهم من يلمزك في الصدقات) الآيتين * أخرج البخاري
والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يقسم قسما إذا جاءه ذو الخويصرة التميمي فقال اعدل يا رسول الله
فقال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله ائذن لي فيه فاضرب عنقه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فان له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم
يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فينظر في قذذه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر في نضيه فلا يرى فيه شئ ثم
ينظر في رصافه فلا يرى فيه شئ ثم ينظر في نصله فلا يوجد فيه شئ قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل اسود
إحدى يديه أو قال ثدييه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر يخرجون على حين فرقة من الناس فقال فنزلت
فيهم ومنهم من يلمزك في الصدقات الآية قال أبو سعيد أشهد انى سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأشهد ان عليا حين قتلهم وأنا معه جئ بالرجل على النعت الذي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ومنهم من يلمزك في الصدقات قال يطعن عليك * وأخرج
سنيد وابن جرير عن داود بن أبي عاصم قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة فقسمها ههنا وههنا حتى ذهبت
ورآه رجل من الأنصار فقال ما هذا بالعدل فنزلت هذه الآية * وأخرج أبو الشيخ عن أياد بن لقيط انه قرأ وان
لم يعطوا منها إذا هم ساخطون * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال لما قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم
حنين سمعت رجلا يقول إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال رحمة
الله على موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر ونزل ومنهم من يلمزك في الصدقات * قوله تعالى (انما الصدقات
للفقراء والمساكين) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر قال جاء اعرابي إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فسأله وهو يقسم قسما فاعرض عنه وجعل يقسم قال أتعطي رعاء الشاء والله ما عدلت فقال ويحك
من يعدل إذا أنا لم أعدل فأنزل الله هذه الآية انما الصدقات للفقراء الآية * وأخرج أبو داود والبغوي في
معجمه والطبراني والدار قطني وضعفه عن زياد بن الحارث الصدائي قال قال رجل يا رسول الله أعطني من الصدقة
فقال إن الله لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم هو فيها فجزأها ثمانية اجزاء فان كنت من تلك الأجزاء
أعطيتك حقك * وأخرج ابن سعد بن زياد بن الحرث الصدائي قال بينا انا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء
قوم يشكون عاملهم ثم قالوا يا رسول الله آخذنا بشئ كان بيننا وبينه في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا خير للمؤمن في الامارة ثم قام رجل فقال يا رسول الله اعطني من الصدقة فقال إن الله لم يكل قسمها إلى ملك
مقرب ولا نبي مرسل حتى جزأها ثمانية أجزاء فان كنت جزأ منها أعطيتك وان كنت غنيا عنها فإنما هي صداع
في الرأس وداء في البطن * وأخرج سعيد بن منصور والطبراني وابن مردويه عن موسى بن يزيد الكندي قال
كان ابن مسعود يقرئ رجلا فقرأ انما الصدقات للفقراء والمساكين مرسلة فقال ابن مسعود هكذا أقرأنيها
النبي صلى الله عليه وسلم فقال وكيف أقرأكها قال أقرأنيها انما الصدقات للفقراء والمساكين فمدها * وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس قال نسخت هذه الآية كل صدقة في القرآن قوله وآت ذا القربى حقه والمسكين
وابن السبيل وقوله ان تبدوا الصدقات وقوله وفى أموالهم حق للسائل والمحروم * وأخرج ابن أبي حاتم عن
ابن عباس في قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين الآية قال انما هذا شئ أعلمه الله إياه لهم فأيما أعطيت
صنفا منها أجزأك * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وأبو الشيخ عن حذيفة في قوله انما الصدقات للفقراء الآية
250

قال إن شئت جعلتها في صنف واحد من الأصناف الثمانية الذين سمى الله أو صنفين أو ثلاثة * وأخرج ابن أبي
شيبة عن أبي العالية قال لا باس ان تجعلها في صنف واحد مما قال الله * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن
الحسن وعطاء وإبراهيم وسعيد بن جبير مثله * وأخرج ابن المنذر والنحاس عن ابن عباس قال الفقراء فقراء
المسلمين والمساكين الطوافون * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس وأبو الشيخ عن قتادة
قال الفقير الذي به زمانة والمسكين المحتاج الذي ليس به زمانة * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن عمر بن
الخطاب انه مر برجل من أهل الكتاب مطروح على باب فقال استكدوني وأخذوا منى الجزية حتى كف بصرى
فليس أحد يعود على بشئ فقال عمر ما أنصفنا اذن ثم قال هذا من الذين قال الله انما الصدقات للفقراء والمساكين
ثم أمر له ان يرزق ويجرى عليه * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر في قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين قال
هم زمني أهل الكتاب * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال لا يعطى المشركون من الزكاة ولا من شئ من
الكفارات * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر قال ليس بفقير من جمع الدرهم إلى الدرهم ولا التمرة إلى التمرة انما
الفقير من أنقى ثوبه ونفسه لا يقدر على غنى يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف * وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر
ابن زيد قال الفقراء المتعففون والمساكين الذين يسألون * وأخرج ابن أبي شيبة عن الزهري انه سئل عن هذه
الآية فقال الفقراء الذين في بيوتهم ولا يسألون والمساكين الذي يخرجون فيسألون * وأخرج ابن أبي حاتم عن
مجاهد قال الفقير الرجل يكون فقيرا وهو بين ظهري قومه وعشيرته وذوي قرابته وليس له مال والمسكين الذي
لا عشيرة له ولا قرابة ولا رحم وليس له مال * وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك في الآية قال الفقراء الذين هاجروا
والمساكين الذين لم يهاجروا * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال يعطى من الزكاة من له الدار
والخادم والفرس * وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم رضي الله عنه قال كانوا لا يمنعون الزكاة من له البيت والخادم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله والعاملين عليها قال السعاة أصحاب الصدقة
* وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه قال يعطى كل عامل بقدر عمله * وأخرج ابن أبي شيبة
عن رافع بن خديج رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول العامل على الصدقة بالحق كالغازي
حتى يرجع إلى بيته * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله والمؤلفة
قلوبهم قال هم قوم كانوا يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أسلموا وكان يرضخ لهم من الصدقات فإذا أعطاهم
من الصدقة فأصابوا منها خيرا قالوا هذا دين صالح وان كان غير ذلك عابوه وتركوه * وأخرج البخاري وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه من اليمن
إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة فيها تربتها فقسمها بين أربعة من المؤلفة الأقرع ابن حابس الحنظلي
وعلقمة بن علاثة العامري وعيينة بن بدر الفزاري وزيد الخيل الطائي فقالت قريش والأنصار أيقسم بين
صناديد أهل نجد ويدعنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم انما أتألفهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن مردويه عن يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه قال المؤلفة قلوبهم من بنى هاشم أبو سفيان
ابن الحارث بن عبد المطلب ومن بنى أمية أبو سفيان بن حرب ومن بنى مخزوم الحارث بن هشام وعبد الرحمن بن
يربوع ومن بنى أسد حكيم بن حزام ومن بنى عامر سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى ومن بنى جمح صفوان
ابن أمية ومن بنى سهم عدى بن قيس ومن ثقيف العلاء بن حارثة أو حارثة ومن بنى فزارة عيينة بن حصن ومن بنى
تميم الأقرع بن حابس ومن بنى نصر مالك بن عوف ومن بنى سليم العباس بن مرداس أعطى النبي صلى الله عليه
وسلم كل رجل منهم مائة ناقة مائة ناقة الا عبد الرحمن بن يربوع وحويطب بن عبد العزى فإنه أعطني كل واحد منهما
خمسين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال المؤلفة قلوبهم الذين يدخلون في
الاسلام إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك قال المؤلفة قلوبهم قوم من وجوه العرب
يقدمون عليه فينفق منها ما داموا حتى يسلموا أو يرجعوا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن ابن جبير قال لبس اليوم مؤلفة قلوبهم * وأخرج البخاري في تاريخه وابن المنذر وابن
251

أبى حاتم وأبو الشيخ عن الشعبي رضي الله عنه قال ليست اليوم مؤلفة قلوبهم انما كان رجال يتألفهم النبي صلى
الله عليه وسلم على الاسلام فلما ان كان أبو بكر رضي الله عنه قطع الرشا في الاسلام * وأخرج ابن أبي حاتم
عن عبيدة السلماني قال جاء عيينة بن حصن والأقرع بن حابس إلى أبى بكر فقالا يا خليفة رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلا ولا منفعة فان رأيت أن تعطيناها لعلنا نحرثها ونزرعها ولعل الله ان
ينفع بها فأقطعهما إياها وكتب لهما بذلك كتابا واشهد لهما فانطلقا إلى عمر ليشهداه على ما فيه فلما قرآ على عمر
ما في الكتاب تناوله من أيديهما فتفل فيه فمجاه فتذمرا وقالا له مقالة سيئة فقال عمر ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يتألفهما والاسلام يومئذ قليل وان الله قد أعز الاسلام فاذهبا فاجهدا جهد كما لا أرعى الله عليكما
أن أرعيتما * وأخرج ابن سعد عن أبي وائل انه قيل له ما أصنع بنصيب المؤلفة قال زده على الآخرين
* وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله وفى الرقاب قال هم المكاتبون * وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم النخعي
قال لا يعتق من الزكاة رقبة تامة ويعطى في رقبة ولا باس بان يعين به مكاتبا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن عمر بن عبد العزيز قال سهم الرقاب نصفان نصف لكل مكاتب ممن يدعى الاسلام والنصف الباقي
يشترى به رقاب ممن صلى وصام وقدم اسلامه من ذكر وأنثى يعنقون لله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر
عن ابن عباس انه كان لا يرى بأسا ان يعطى الرجل من زكاته في الحج وان يعتق منها رقبة * وأخرج أبو عبيد
وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أعتق من زكاة مالك * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن الحسن
انه كان لا يرى بأسا ان يشترى الرجل من زكاة ماله نسمة فيعتقها * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن
المنذر عن إبراهيم النخعي قال يعان فيها الرقبة ولا يعتق منها * وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة وابن المنذر عن
سعيد بن جبير رضي الله عنه قال لا تعتق من زكاة مالك فإنه يجر الولاء قال أبو عبيد قول ابن عباس أعلى ما جاءنا في
هذا الباب وهو أولى بالاتباع وأعلم بالتأويل وقد وافقه عليه كثير من أهل العلم * وأخرج ابن أبي شيبة عن
الزهري انه سئل عن الغارمين قال أصحاب الدين وابن السبيل وان كان غنيا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي
شيبة وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله والغارمين وقال من احترق بيته وذهب السيل بماله
وأدان عليه عياله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي جعفر في قوله
والغارمين قال المستدينين في غير فساد وابن السبيل قال المجتاز من أرض إلى أرض * وأخرج ابن أبي حاتم
عن مقاتل في قوله والغارمين قال هو الذي يسأل في دم أو جائحة تصيبه وفى سبيل الله قال هم المجاهدون وابن
السبيل قال المنقطع به يعطى قدر ما يبلغه * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله وفى سبيل الله
قال الغازي في سبيل الله وابن السبيل قال المسافر * وأرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال ابن السبيل هو
الضيف الفقير الذي ينزل بالمسلمين * وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك في رجل سافر وهو غنى فنفد ماء معه
في سفره فاحتاج قال يعطى من الصدقة في سفره لأنه ابن سبيل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن قتادة في قوله وفى سبيل الله قال حمل الرجل في سبيل الله من الصدقة وابن السبيل قال هو الضيف والمسافر
إذا قطع به وليس له شئ فريضة من الله والله عليم حكيم قال ثمانية أسهم فرضهن الله وأعلمهن * وأخرج ابن أبي
شيبة وأبو داود وابن ماجة وابن المنذر وابن مردويه عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحل
الصدقة لغنى الا لخمسة لعامل عليها أو رجل اشتراها بماله أو غارم أو غاز في سبيل الله أو مسكين تصدق عليه فأهدى
منها لغنى * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجة والنحاس في ناسخه عن ابن مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل وله ما يغنيه جاءت مسئلته يوم القيامة خموشا وكدوحا قالوا يا رسول الله
وماذا يغنيه قال خمسون درهما أو قيمتها من الذهب * وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عمر انه سئل عن مال
الصدقة فقال شر مال انما هو مال الكسحان والعرجان والعميان وكل منقطع به قيل فان للعاملين عليها حقا
وللمجاهدين في سبيل الله قال أما العاملون فلهم بقدر عمالتهم وأما المجاهدون في سبيل الله فقوم أحل لهم ان
الصدقة لا تحل لغنى ولا لذي مرة سوى * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال فرض رسول
252

الله صلى الله عليه وسلم الصدقة في ثمانية أسهم ففرض في الذهب والورق والإبل والبقر والغنم والزرع والكرم
والنحل ثم توضع في ثمانية أسهم في أهل هذه الآية انما الصدقات للفقراء الآية كلها * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خففوا على المسلمين في خرصكم فان فيه العرايا وفيه الوصايا فاما
العرايا فالنخلة والثلاث والأربع وأقل من ذلك وأكثر يمنحها الرجل أخاه تمرتها فيأكلها هو وعياله وأما
الوصايا فثمانية أسهم انما الصدقات للفقراء والمساكين إلى قوله والله عليم حكيم * وأخرج أحمد عن رجل من بنى
هلال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تحل الصدقة لغنى ولا ذي مرة سوى * وأخرج ابن أبي
شيبة وأبو داود والترمذي عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تحل الصدقة لغنى ولا لذي مرة
سوى * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي عن عبيد الله بن عدي بن الخيار قال أخبرني رجلان انهما أتيا
النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يقسم الصدقة فسألاه منها فرفع فينا البصر وخفضه فرآنا جلدين
فقال إن شئتما أعطيتكما ولاحظ فيها لغنى ولا لقوى مكتسب * قوله تعالى (ومنهم الذين يؤذون النبي) الآية
* أخرج ابن إسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان نبتل بن الحرث يأتي
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجلس إليه فيسمع منه ثم ينقل حديثه إلى المنافقين وهو الذي قال لهم انما محمد أذن
من حدثه شيئا صدقه فأنزل الله فيه ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن الآية * وأخرج ابن أبي حاتم
عن السدى قال اجتمع ناس من المنافقين فيهم جلاس بن سويد بن صامت وجحش بن حمير وديعة بن ثابت
فأرادوا ان يقعوا في النبي صلى الله عليه وسلم فنهى بعضهم بعضا وقالوا انا نخاف ان يبلغ محمدا فيقع بكم وقال بعضهم
انما محمد أذن نحلف له فيصدقنا فنزل ومنهم الذين يؤذون النبي الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويقولون هو أذن يعنى انه يسمع من كل أحد قال الله
عز وجل قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين يعنى يصدق بالله ويصدق المؤمنين * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويقولون هو أذن أي يسمع ما يقال له * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه ويقولون هو أذن يقولون سنقول له ما شئنا ثم نحلف له
فيصدقنا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء رضي الله عنه قال الاذن الذي يسمع من كل أحد ويصدقه
* وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله يؤمن بالله قال يصدق الله بما أنزل إليه ويؤمن للمؤمنين
يصدق المؤمنين فيما بينهم في شهاداتهم وايمانهم على حقوقهم وفروجهم وأموالهم * وأخرج الطبراني وابن
عساكر وابن مردويه عن عمير بن سعد قال في أنزلت هذه الآية ويقولون هو أذن وذلك أن عمير بن سعد كان
يسمع أحاديث أهل المدينة فيأتي النبي فيساره حتى كانوا يتأذون بعمير بن سعد وكرهوا مجالسته وقالوا هو
أذن والله أعلم * قوله تعالى (يحلفون بالله) الآية * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
قال ذكر لنا ان رجلا من المنافقين قال والله ان هؤلاء لخيارنا وأشرافنا وان كان ما يقول محمد حقا لهم شر
من الحمر فسمعها رجل من المسلمين فقال والله ان ما يقول محمد لحق ولأنت أشر من الحمار فسعى بها الرجل إلى نبي
الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فأرسل إلى الرجل فدعا فقال ما حملك على الذي قلت فجعل يلتعن ويحلف بالله
ما قال ذلك وجعل الرجل المسلم يقول اللهم صدق الصادق وكذب الكاذب فأنزل الله تعالى في ذلك يحلفون
بالله لكم ليرضوكم الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه مثله وسمى الرجل المسلم
عامر بن قيس من الأنصار * قوله تعالى (ألم يعلموا انه من يحادد الله) الآية * أخرج أبو الشيخ عن
الضحاك رضي الله عنه ألم يعلموا انه من يحادد الله ورسوله قال يعادي الله ورسوله * وأخرج أبو الشيخ عن
يزيد بن هارون قال خطب أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال في خطبته يؤتى بعبد قد أنعم الله عليه وبسط
له في الرزق قد أصح بدنه وقد كفر نعمة ربه فيوقف بين يدي الله تعالى فيقال له ماذا عملت ليومك هذا وما قدمت
لنفسك فلا يجده قدم خيرا فيبكي حتى تنفذ الدموع ثم يعير ويخزى بما ضيع من طاعة الله فيبكي الدم ثم يعير
ويخزى حتى يأكل يديه إلى مرفقيه ثم يعير ويخزى بما ضيع من طاعة الله فينتحب حتى تسقط حدقتاه على
253

وجنتيه وكل واحد منهما فرسخ في فرسخ ثم يعير ويخزى حتى يقول يا رب ابعثني إلى النار وارحمني من مقامي هذا
وذلك قوله أنه من يحادد الله ورسوله فان له نار جهنم إلى قوله العظيم * قوله تعالى (يحذر المنافقون) الآية
* أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يحذر المنافقون أن
تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قال يقولون القول فيما بينهم ثم يقولون عسى الله أن لا يفشي علينا هذا
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال كانت هذه السورة تسمى الفاضحة
فاضحة المنافقين وكان يقال لها المثيرة أنبأت بمثالهم وعوراتهم * واخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وأبو الشيخ
عن المسيب بن رافع رضي الله عنه قال ما عمل رجل من حسنة في سبعة أبيات الا أظهرها الله ولا عمل رجل من سيئة
في سبعة أبيات الا أظهرها الله وتصديق ذلك كلام الله تعالى ان الله مخرج ما تحذرون * قوله تعالى (ولئن
سألتهم) الآيتين * اخرج أبو نعيم في الحلية عن شريح بن عبيد رضي الله عنه أن رجلا قال لأبي الدرداء رضي الله عنه
يا معشر القراء ما بالكم أجبن منا وأبخل إذا سئلتم وأعظم لقما إذا أكلتم فاعرض عنه أبو الدرداء ولم يرد عليه
شيئا فأخبر بذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فانطلق عمر إلى الرجل الذي قال ذلك فقال بثوبه وخنقه وقاده إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال الرجل انما كنا نخوض ونلعب فأوحى الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ولئن
سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن
عمر قال قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوما ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء لا أرغب بطونا ولا أكذب ألسنة ولا أجبن
عند اللقاء فقال رجل في المجلس كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله
صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن قال عبد الله فانا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحجارة
تنكيه وهو يقول يا رسول الله انما كنا نخوض ونلعب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول أبالله وآياته ورسوله كنتم
تستهزؤون * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والعقيلي في الضعفاء وأبو الشيخ وابن مردويه والخطيب في رواة
مالك عن ابن عمر قال رأيت عبد الله بن أبي وهو يشتد قدام النبي صلى الله عليه وسلم والأحجار تنكيه وهو يقول
يا محمد انما كنا نخوض ونلعب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قال
قال رجل من المنافقين يحدثنا محمد أن ناقة فلان بوادي كذا وكذا في يوم كذا وكذا وما يدريه بالغيب * وأخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته إلى تبوك وبين
يديه أناس من المنافقين فقالوا أيرجو هذا الرجل أن يفتح له قصور الشام وحصونها هيهات هيهات فاطلع الله
نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم احبسوا على هؤلاء لركب فأتاهم فقال قلتم كذا
قلتم كذا قالوا يا نبي الله انما كنا نخوض ونلعب فأنزل الله فيهم ما تسمعون * وأخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مسيره وأناس من المنافقين يسيرون
امامه فقالوا ان كان ما يقول محمد حقا فلنحن شر من الحمير فأنزل الله تعالى ما قالوا فأرسل إليهم ما كنتم تقولون فقالوا
انما كنا نخوض ونلعب * وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن كعب بن مالك قال قال محشي بن
حمير لوددت انى أقاضي على أن يضرب كل رجل منكم مائة على أن ينجو من أن ينزل فينا قرآن فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لعمار بن ياسر أدرك القوم فإنهم قد احترقوا فسلهم عما قالوا فان هم أنكروا وكتموا فقل بلى قد قلتم
كذا وكذا فأدركهم فقال لهم فجاؤوا يعتذرون فأنزل الله لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ان يعف عن طائفة
منكم الآية فكان لذي عفا الله عنه محشي بن حمير فتسمى عبد الرحمن وسال الله أن يقتل شهيدا لا يعلم بمقتله
فقتل باليمامة لا يعلم مقتله ولا من قتله ولا يرى له أثر ولا عين * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت
هذه الآية في رهط من المنافقين من بنى عمرو بن عوف فيهم وديعة بن ثابت ورجل من أشجع حليف لهم يقال
له محشي بن حمير كانوا يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منطلق إلى تبوك فقال بعضهم لبعض أتحسبون
قتال بنى الأصفر كقتال غيرهم والله لكأنا بكم غدا تقادون في الحبال قال محشي بن حمير لوددت أنى أقاضي فذكر
254

الحديث مثل الذي قبله * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود نحوه * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وأبو الشيخ
عن الكلبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أقبل من غزوة تبوك وبين يديه ثلاثة رهط استهزؤا بالله وبرسوله
وبالقرآن قال كان رجل منهم لم يمالئهم في الحديث يسير مجانبا لهم يقال له يزيد بن وديعة فنزلت ان يعف عن طائفة
منكم تعذب طائفة فسمى طائفة وهو واحد * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان يعف عن طائفة
منكم تعذب طائفة قال الطائفة الرجل والنفر * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال
الطائفة الواحد إلى الألف * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال الطائفة رجل فصاعدا * وأخرج أبو الشيخ
عن الضحاك ان يعف عن طائفة منكم تعذب طائفة يعنى انه ان عفى بعضهم فليس بتارك الآخرين ان يعذبهم
انهم كانوا مجرمين * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال كان فيمن تخلف بالمدينة من المنافقين وداعة بن
ثابت أحد بنى عمرو بن عوف فقيل له ما خلفك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الخوض واللعب فأنزل الله
فيه وفى أصحابه ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب إلى قوله مجرمين * قوله تعالى (المنافقون والمنافقات)
الآيات * أخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن حذيفة انه سئل عن المنافق فقال الذي يصف الاسلام ولا يعمل
به * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال النفاق نفاقان نفاق تكذيب بمحمد صلى الله عليه وسلم فذاك كفر ونفاق
خطايا وذنوب فذاك يرجى لصاحبه * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يأمرون بالمنكر قال هو التكذيب
قال وهو أنكر المنكر وينهون عن المعروف قال شهادة ان لا إله إلا الله والاقرار بما أنزل الله وهو أعظم المعروف
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال كل آية ذكرها الله تعالى في القرآن فذكر المنكر عبادة الأوثان والشيطان
*
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ويقبضون أيديهم قال لا
يبسطونها بنفقة في حق الله * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ويقبضون أيديهم
قال لا يبسطونها بخير نسوا الله فنسيهم قال نسوا من كل خير ولم ينسوا من الشر * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن ابن عباس في قوله نسوا الله فنسيهم قال تركوا الله فتركهم من كرامته وثوابه * وأخرج أبو الشيخ عن
الضحاك نسوا الله قال تركوا أمر الله فنسيهم تركهم من رحمته ان يعطيهم ايمانا وعملا صالحا * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال إن الله لا ينسى من خلقه ولكن نسيهم من الخير يوم القيامة * وأخرج
ابن أبي حاتم عن مجاهد قال نسوا في العذاب * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله كالذين من قبلكم قال صنيع
الكفار كالكفار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال ما أشبه الليلة
بالبارحة كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة إلى قوله وخضتم كالذي خاضوا هؤلاء بنو إسرائيل أشبهناهم
والذي نفسي بيده لنتبعنهم حتى لو دخل رجل حجر ضب لدخلتموه * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن
عباس في قوله بخلاقهم قال بدينهم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي هريرة قال الخلاق الدين * وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدى في قوله فاستمتعوا بخلاقهم قال بنصيبهم من الدنيا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
عن قتادة في قوله وخضتم كالذي خاضوا قال لعبتم كالذي لعبوا * وأخرج أبو الشيخ عن الربيع ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم حذركم ان تحدثوا حدثا في الاسلام وعلم أنه سيفعل ذلك أقوام من هذه الأمة فقال الله فاستمتعوا
بخلاقهم الآية * قوله تعالى (والمؤتفكات) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله والمؤتفكات قال قوم لوط ائتفكت بهم أرضهم فجعل عاليها سافلها * قوله تعالى (والمؤمنون
والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) * أخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله
والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر يدعون إلى الايمان بالله
ورسوله والنفقات في سبيل الله وما كان من طاعة الله وينهون عن المنكر ينهون عن الشرك والكفر والامر
بالمعروف والنهى عن المنكر فريضة من فرائض الله كتبها الله على المؤمنين * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس
والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض قال إخاؤهم في الله يتحابون بجلال الله والولاية لله * وأخرج ابن أبي
الدنيا في كتاب قضاء الحوائج والطبراني عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل المعروف في الدنيا
255

أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة وأخرجه ابن أبي شيبة عن أبي عثمان
مرسلا * وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي موسى ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن المعروف والمنكر خليقتان
ينصبان يوم القيامة فاما المعروف فيبشر أهله ويعدهم الخير وأما المنكر فيقول لأصحابه إليكم إليكم وما تستطيعون
له الا لزوما * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم رأس العقل بعد الايمان بالله مداراة الناس ولن يهلك رجل بعد مشورة وأهل المعروف في الدنيا أهل
المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة * وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا
أهل المنكر في الآخرة ان الله ليبعث المعروف يوم القيامة في صورة الرجل المسافر فيأتي صاحبه إذا انشق قبره
فيمسح عن وجهه التراب ويقول ابشر يا ولي الله بأمان الله وكرامته لا يهولنك ما ترى من أهوال يوم القيامة فلا
يزال يقول له احذر هذا واتق هذا يسكن بذلك روعه حتى يجاوز به الصراط فإذا جاوز به الصراط عدل ولى الله
إلى منازله في الجنة ثم يثنى عنه المعروف فيتعلق به فيقول يا عبد الله من أنت خذلني الخلائق في أهوال القيامة
غيرك فمن أنت فيقول له أما تعرفني فيقول لا فيقول أنا المعروف الذي عملته في الدنيا بعثني الله خلقا لأجازيك
به يوم القيامة * وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم ولا تطلبوا من القاسية قلوبهم فان اللعنة تنزل عليهم يا علي أن
الله خلق المعروف وخلق له أهلا فحببه إليهم وحبب إليهم فعاله ووجه إليهم طلابه كما وجه الماء في الأرض
الجدبة لتحيا به ويحيى به أهلها ان أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة * وأخرج الحاكم وصححه
وضعفه الذهبي عن علي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في
أكنافهم * وأخرج الحاكم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنائع المعروف تقى مصارع
السوء والآفات والهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ثم أمر
مناديا ينادى الا ليقم أهل المعروف في الدنيا فيقومون حتى يقفوا بين يدي الله فيقول الله أنتم أهل المعروف
في الدنيا فيقولون نعم فيقول وأنتم أهل المعروف في الآخرة فقوموا مع الأنبياء والرسل فاشفعوا لمن أحببتم
فأدخلوه الجنة حتى تدخلوا عليهم المعروف في الآخرة كما أدخلتم عليهم المعروف في الدنيا * وأخرج ابن أبي
الدنيا في كتاب قضاء الحوائج عن بلال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة والمعروف يقي
سبعين نوعا من البلاء ويقي ميتة السوء والمعروف والمنكر خلقان منصوبان للناس يوم القيامة فالمعروف
لازم لأهله والمنكر لازم لأهله يقودهم ويسوقهم إلى النار * وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي سعيد الخدري
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أحب عباد الله إلى الله عز وجل من حبب إليه المعروف وحبب إليه
فعاله * وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله جعل للمعروف
وجوها من خلقه وحبب إليهم فعاله ووجه طلاب المعروف إليهم ويسر عليهم اعطاءه كما يسر الغيث إلى الأرض
الجدبة ليحييها ويحيى به أهلها وان الله جعل للمعروف أعداء من خلقه بغض إليهم المعروف وبغض إليهم
فعاله وحظر عليهم اعطاءه كما يحظر الغيث عن الأرض الجدبة ليهلكها ويهلك بها أهلها وما يعفو الله أكثر
* وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم باصطناع المعروف فإنه يمنع
مصارع السوء وعليكم بصدقة السر فإنها تطفئ غضب الله عز وجل * وأخرج ابن أبي الدنيا عن حذيفة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة * وأخرج ابن أبي شيبة والقضاعي والعسكري وابن أبي الدنيا من
طريق محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة وكل ما أنفق
الرجل على نفسه وأهله كتب له به صدقة وما وقى به عرضه كتب له به صدقة وقد قيل لمحمد بن المنكدر ما يعنى ما وقى به
عرضه قال الشئ يعطى الشاعر وذا اللسان المتقى * وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار والطبراني عن ابن مسعود قال
256

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صنعته إلى غنى أو فقير فهو صدقة * وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن
عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل معروف يصنعه أحدكم لي غنى أو فقير فهو صدقة * وأخرج ابن أبي الدنيا
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة * وأخرج ابن أبي دنيا عن جابر الجعفي
رفعه قال المعروف خلق من خلق الله تعالى كريم * قوله تعالى (ومساكن طيبة) * أخرج ابن أبي حاتم وابن
مردويه عن الحسن قال سألت عمران بن حصين وأبا هريرة عن تفسير ومساكن طيبة في جنات عدن قالا على
الخبير سقطت سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قصر من لؤلؤة في الجنة في ذلك القصر سبعون دارا من
ياقوتة حمراء في كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء في كل بيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون فراشا من كل
لون على كل فراش امرأة من الحور العين في كل بيت سبعون مائدة في كل مائدة سبعون لونا من كل طعام في كل بيت
سبعون وصيفا ووصيفة فيعطى المؤمن من القوة في كل غداة ما يأتي على ذلك كله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سليم بن
عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الجنة مائة درجة فأولها من فضة أرضها فضة ومساكنها وآنيتها فضة
وترابها مسك والثانية من ذهب أرضها ذهب ومساكنها ذهب وآنيتها ذهب وترابها مسك والثالثة لؤلؤ أرضها
لؤلؤ وآنيتها لؤلؤ وترابها مسك وسبعة وتسعون بعد ذلك مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حازم قال إن الله ليعد للعبد من عبيده في الجنة لؤلؤة مسيرة أربعة برد أبوابها وغرفها
ومغاليقها ليس فيها قضم ولا قصم والجنة مائة درجة فثلاث منها ورق وذهب ولؤلؤ وزبرجد وياقوت وسبعة
وتسعون لا يعلمها الا الذي خلقها * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل له ألف
قصر ما بين كل قصرين مسيرة سنة يرى أقصاها كما يرى أدناها في كل قصر من الحور العين والرياحين والولدان
ما يدعو شيئا الا أتى به * وأخرج ابن أبي شيبة عن مغيث بن سمى قال إن في الجنة قصورا من ذهب وقصورا من
فضة وقصورا من ياقوت وقصورا من زبرجد جبالها المسك وترابها الورس والزعفران * وأخرج ابن أبي شيبة
عن كعب قال إن في الجنة ياقوتة ليس فيها صدع ولا وصل فيها سبعون ألف دار في كل دار سبعون ألفا من الحور
العين لا يدخلها الا نبي أو صديق أو شهيد أو امام عادل أو محكم في نفسه قيل لكعب وما المحكم في نفسه قال الرجل
يأخذه العدو فيحكمونه بين ان يكفر أو يلزم الاسلام فيقتل فيختار ان يلزم الاسلام * قوله تعالى (في جنات
عدن) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله جنات عدن قال معدن الرجل الذي يكون فيه * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله جنات عدن قال معدنهم فيها * وأخرج ابن أبي حاتم عن خالد بن معدان قال إن
الله خلق في الجنة جنة عدن دملج لؤلؤة وغرس فيها قضيبا ثم قال لها امتدي حتى أرضى ثم قال لها أخرجي ما فيك
من الانهار والثمار ففعلت فقالت قد أفلح المؤمنون * قوله تعالى (ورضوان من الله أكبر) * أخرج أبو الشيخ
عن سعيد بن جبير في قوله ورضوان من الله أكبر يعنى إذا أخبروا ان الله عنهم راض فهو أكبر عندهم من التحف
والتسليم * وأخرج ابن مردويه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله
هل تشتهون شيئا فأزيدكم قالوا يا ربنا وهل بقى شئ الا قد أنلتناه فيقول نعم رضائي فلا أسخط عليكم أبدا * وأخرج
ابن أبي حاتم عن أبي عبد الملك الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنعيم أهل الجنة برضوان الله عنهم أفضل
من نعيمهم بما في الجنان * وأخرج أبو الشيخ عن شمر بن عطية قال يجئ القرآن يوم القيامة في صورة الرجل
الشاحب حين ينشق عنه قبره فيقول ابشر بكرامة الله تعالى قال فله حلة الكرامة فيقول يا رب زدني فيقول
رضواني ورضوان من الله أكبر * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي والبيهقي في الأسماء
والصفات عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك
يا ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون ربنا وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطه أحدا من
خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك قالوا يا رب وأي شئ أفضل من ذلك قال أحل عليكم رضواني فلا أسخط
عليكم بعده أبدا * وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن قال بلغني ان أبا بكر الصديق كان يقول في دعائه اللهم أسألك
الذي هو خير في عاقبة الخير اللهم اجعل آخر ما تعطيني الخير رضوانك والدرجات العلى في جنات النعيم * قوله
257

تعالى (يا أيها النبي جاهد الكفار) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه
عن ابن عباس في قوله يا أيها النبي جاهد الكفار قال بالسيف والمنافقين قال باللسان وأغلظ عليهم قال اذهب
الرفق عنهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في كتاب الامر بالمعروف وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
وابن مردويه عن ابن مسعود في قوله جاهد الكفار والمنافقين قال بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع
فبقلبه وليلقه بوجه مكفهر * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال لما نزلت يا أيها النبي جاهد
الكفار والمنافقين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يجاهد بيده فان لم يستطع فبقلبه فان لم يستطع فبلسانه
فان لم يستطع فليلقه بوجه مكفهر * وأخرج أبو الشيخ عن السدى في قوله جاهد الكفار قال بالسيف والمنافقين
بالقول باللسان وأغلظ عليهم قال على الفريقين جميعا ثم نسخها فأنزل بعدها قاتلوا الذين يلونكم من الكفار
وليجدوا فيكم غلظة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في الآية قال أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم
ان يجاهد الكفار بالسيف ويغلظ على المنافقين في الحدود * قوله تعالى (يحلفون بالله ما قالوا) الآية
* أخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن كعب بن مالك قال لما نزل القرآن فيه ذكر المنافقين قال الجلاس والله
لئن كان هذا الرجل صادقا لنحن شر من الحمير فسمعه عمير بن سعد فقال والله يا جلاس انك لأحب الناس إلى
وأحسنهم عندي أشرا وأعزهم على أن يدخل عليه شئ يكرهه ولقد قلت مقالة لئن ذكرتها لتفضحنك ولئن
سكت عنها لتهلكني ولأحدهما أشد على من الأخرى فمشى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ما قال
فأتى الجلاس فجعل يحلف بالله ما قال ولقد كذب على عمير فأنزل الله يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر
الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان الجلاس بن سويد بن الصامت ممن تخلف عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وقال لئن كان هذا الرجل صادقا لنحن شر من الحمير فرفع عمير بن سعد مقالته
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلف الجلاس بالله لقد كذب على وما قلت فأنزل الله يحلفون بالله ما قالوا الآية
فزعموا أنه تاب وحسنت توبته * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أنس بن
مالك رضي الله عنه قال سمع زيد بن أرقم رضي الله عنه رجلا من المنافقين يقول والنبي صلى الله عليه وسلم
يخطب ان كان هذا صادقا لنحن شر من الحمير فقال زيد رضي الله عنه هو والله صادق ولأنت شر من الحمار فرفع
ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجحد القائل فأنزل الله يحلفون بالله ما قالوا الآية فكانت الآية في تصديق
زيد * وأخرج ابن جرير والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم جالسا في ظل شجرة فقال إنه سيأتيكم انسان ينظر إليكم بعيني شيطان فإذا جاء فلا تكلموه
فلم يلبثوا ان طلع رجل أزرق فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علام تشتمني أنت وأصحابك فانطلق
الرجل فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما قالوا حتى تجاوز عنهم وأنزل الله يحلفون بالله ما قالوا الآية * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال ذكر لنا ان رجلين اقتتلا أحدهما من
جهينة والآخر من غفار وكانت جهينة حلفاء الأنصار فظهر الغفاري على الجهني فقال عبد الله بن أبي للأوس
انصروا أخاكم والله ما مثلنا ومثل محمد الا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك والله لئن رجعنا إلى المدينة
ليخرجن الأعز منها الأذل فسعى بها رجل من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فسأله فجعل
يحلف بالله ما قاله فأنزل الله يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر الآية * وأخرج ابن حرير عن قتادة رضي الله عنه
في قوله يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر قال نزلت في عبد الله بن أبي ابن سلول * وأخرج عبد
الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عروة ان رجلا من الأنصار يقال له الجلاس بن سويد قال ليلة
في غزوة تبوك والله لئن كان ما يقول محمد حقا لنحن شر من الحمير فسمعه غلام يقال له عمير بن سعد وكان ربيبه
فقال له أي عم تب إلى الله وجاء الغلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليه فجعل
يحلف ويقول والله ما قلت يا رسول الله فقال الغلام بلى والله لقد قلته فتب إلى الله ولولا أن ينزل القرآن فيجعلني
معك ما قلته فجاء الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسكتوا فلا يتحركون إذا نزل الوحي فرفع عن النبي صلى الله
258

عليه وسلم فقال يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر إلى قوله فان يتوبوا يك خيرا لهم فقال قد قلته وقد عرض
الله على التوبة فانا أتوب فقبل ذلك منه وقتل له قتيل في الاسلام فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه ديته
فاستغنى بذلك وكان هم أن يلحق بالمشركين وقال النبي صلى الله عليه وسلم للغلام وعت أذنك * وأخرج عبد الرزاق
عن ابن سيرين رضي الله عنه قال لما نزل القرآن أخذ النبي صلى الله عليه وسلم باذن عمير فقال وعت أذنك يا غلام
وصدقك ربك * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن سيرين رضي الله عنه قال قال رجل من المنافقين لئن كان
محمد صادقا فيما يقول لنحن شر من الحمير فقال له زيد بن أرقم رضي الله عنهما ان محمدا صادق ولأنت شر من الحمار
فكان فيما بينهما في ذلك كلام فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فاتاه الآخر فحلف بالله ما قال
فنزلت يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن أرقم وعت أذناك
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال قال أحدهم ان كان
ما يقول محمد حقا لنحن شر من الحمير فقال رجل من المؤمنين فوالله ان ما يقول محمد لحق ولأنت شر من الحمار
فهم بقتله المنافق فذلك همهم بما لم ينالوا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في
قوله يحلفون بالله ما قالوا قال هم الذين أرادوا أن يدفعوا النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة وكانوا قد أجمعوا
أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم معه في بعض أسفاره فجعلوا يلتمسون غرته حتى أخذ في عقبة فتقدم
بعضهم وتأخر بعضهم وذلك ليلا قالوا إذا أخذ في العقبة دفعناه عن راحلته في الوادي فسمع حذيفة رضي الله عنه
وهو يسوق النبي صلى الله عليه وسلم وكان قائده تلك الليلة عمار وسائقه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
فسمع حذيفة وقع أخفاف الإبل فالتفت فإذا هو بقوم متلثمين فقال إليكم إليكم يا أعداء الله فأمسكوا ومضى النبي
صلى الله عليه وسلم حتى نزل منزله الذي أراد فلما أصبح أرسل إليهم كلهم فقال أردتم كذا وكذا فحلفوا بالله
ما قالوا ولا أرادوا الذي سألهم عنه فذلك قوله يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر الآية * وأخرج
ابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وهموا بما لم ينالوا قال
هم رجل يقال له الأسود بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج البيهقي في الدلائل عن عروة رضي الله عنه
قال رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا من تبوك إلى المدينة حتى إذا كان ببعض الطريق مكر برسول الله صلى
الله عليه وسلم ناس من أصحابه فتآمروا أن يطرحوه من عقبة في الطريق فلما بلغوا العقبة أرادوا أن يسلكوها
معه فلما غشيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر خبرهم فقال من شاء منكم أن يأخذ بطن الوادي فإنه أوسع
لكم وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة وأخذ الناس ببطن الوادي الا النفر الذين مكروا برسول الله صلى
الله عليه وسلم لما سمعوا ذلك استعدوا وتلثموا وقد هموا بأمر عظيم وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة بن
اليمان رضي الله عنه وعمار بن ياسر رضي الله عنه فمشيا معه مشيا فامر عمارا أن يأخذ بزمام الناقة وأمر حذيفة
يسوقها فبينما هم يسيرون إذ سمعوا وكزة القوم من ورائهم قد غشوه فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر
حذيفة أن يردهم وأبصر حذيفة رضي الله عنه غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع ومعه محجن فاستقبل
وجوه رواحلهم فضربها ضربا بالمحجن وأبصر القوم وهم متلثمون لا يشعروا انما ذلك فعل المسافر فرعبهم الله
حين أبصروا حذيفة رضي الله عنه وظنوا ان مكرهم قد ظهر عليه فأسرعوا حتى خالطوا الناس وأقبل حذيفة
رضي الله عنه حتى أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أدركه قال اضرب الراحلة يا حذيفة وامش أنت يا عمار
فأسرعوا حتى استووا بأعلاها فخرجوا من العقبة ينتظرون الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة هل
عرفت يا حذيفة من هؤلاء الرهط أحدا قال حذيفة عرفت راحلة فلان وفلان وقال كانت ظلمة الليل
وغشيتهم وهم متلثمون فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل علمتم ما كان شأنهم وما أرادوا قالوا لا والله يا رسول الله
قال فإنهم مكروا ليسيروا معي حتى إذا طلعت في العقبة طرحوني منها قالوا أفلا تأمر بهم يا رسول الله فنضرب
أعناقهم قال أكره أن يتحدث الناس ويقولوا ان محمدا وضع يده في أصحابه فسماهم لهما وقال اكتماهم
* وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن إسحاق نحوه وزاد بعد قوله لحذيفة هل عرفت من القوم أحدا فقال لا
259

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قد أخبرني بأسمائهم وأسماء آبائهم وسأخبرك بهم إن شاء الله عند
وجه الصبح فلما أصبح سماهم له عبد الله بن أبي سعد وسعد بن أبي سرح وأبا حاصر الاعرابي وعامرا وأبا عامر
والجلاس بن سويد بن الصامت ومجمع بن حارثة ومليحا التيمي وحصين بن نمير وطعمة بن أبيرق وعبد الله بن
عيينة ومرة بن ربيع فهم اثنا عشر رجلا حاربوا الله ورسوله وأرادوا قتله فاطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على
ذلك وذلك قوله عز وجل وهموا بما لم ينالوا وكان أبو عامر رأسهم وله بنوا مسجد الضرار وهو أبو حنظلة غسيل
الملائكة * وأخرج ابن سعد عن نافع بن جبير بن مطعم قال لم يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسماء المنافقين
الذين تحسوه ليلة العقبة بتبوك غير حذيفة رضي الله عنه وهم اثنا عشر رجلا ليس فيهم قرشي وكلهم من الأنصار
ومن حلفائهم * وأخرج البيهقي في الدلائل عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال كنت آخذا بخطام ناقة
رسول الله صلى الله عليه وسلم أقود به وعمار يسوقه أو أنا أسوقه وعمار يقوده حتى إذا كنا بالعقبة فإذا أنا باثني
عشر راكبا قد اعترضوا فيها قال فأنبهت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرخ بهم فولوا مدبرين فقال لنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم هل عرفتم القوم قلنا لا يا رسول الله كانوا متلثمين ولكنا قد عرفنا الركاب قال هؤلاء
المنافقون إلى يوم القيامة هل تدرون ما أرادوا قلنا لا قال أرادوا ان يزحموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة
فيلقوه منها قلنا يا رسول الله الا تبعث إلى عشائرهم حتى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم قال لا انى أكره ان
تحدث العرب بينها ان محمدا قاتل بقوم حتى إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم يقتلهم ثم قال اللهم ارمهم بالدبيلة قلنا
يا رسول الله وما الدبيلة قال شهاب من نار يوضع على نياط قلب أحدهم فيهلك * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
السدى رضي الله عنه في قوله وهموا بما لم ينالوا قال أرادوا ان يتوجوا عبد الله بن أبي وان لم يرض محمد صلى الله
عليه وسلم * وأخرج أبو الشيخ عن أبي صالح وهموا بما لم ينالوا قال هموا ان يتوجوا عبد الله بن أبي بتاج * وأخرج
عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن
عكرمة رضي الله عنه ان مولى لبني عدى بن كعب قتل رجلا من الأنصار فقضى النبي صلى الله عليه وسلم بالدية
اثنى عشر ألفا وفيه نزلت وما نقموا الا ان أغناهم الله ورسوله من فضله * وأخرج ابن ماجة وابن جرير وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قتل رجل على عهد النبي صلى
الله عليه وسلم فجعل ديته اثنى عشر ألفا وذلك قوله وما نقموا الا ان أغناهم الله ورسوله من فضله قال بأخذهم
الدية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وما نقموا الا ان أغناهم الله ورسوله من
فضله قال كانت له دية قد غلب عليها فأخرجها له رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة
قال كان جلاس يحمل حمالة أو كان عليه دين فادى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك قوله وما نقموا لا ان
أغناهم الله ورسوله من فضله * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال ثم دعاهم إلى التوبة فقال إن يتوبوا يك خيرا
لهم وان يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة فاما عذاب الدنيا فالقتل وأما عذاب الآخرة فالنار
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن قوما قد هموا بهم سوء وأرادوا أمرا فليقوموا
فلسيتغفروا فلم يقم أحد ثلاث مرار فقال قم يا فلان قم يا فلان فقالوا نستغفر الله تعالى فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم والله لأنا دعوتكم إلى التوبة والله أسرع إليكم بها وأنا أطيب لكم نفسا بالاستغفار أخرجوا * قوله
تعالى (ومالهم في الأرض من ولى ولا نصير) * أخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال قال لي ابن عباس رضي الله عنهما
احفظ عنى كل شئ في القرآن ومالهم في الأرض من ولى ولا نصير فهي للمشركين فاما المؤمنون فما أكثر شفعاءهم
وأنصارهم * قوله تعالى (ومنهم من عاهد الله) الآيات * أخرج الحسن بن سفيان وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ والعسكري في الأمثال والطبراني وابن منده والباوردي وأبو نعيم في معرفة الصحابة وابن مردويه
والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن أبي امامة الباهلي رضي الله عنه قال جاء ثعلبة بن حاطب إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ادع الله ان يرزقني مالا قال ويحك يا ثعلبة ما ترضى ان تكون مثلي فلو شئت
ان يسير ربى هذه الجبال معي لسارت قال يا رسول الله ادع الله ان يرزقني مالا فوالذي بعثك بالحق ان آتاني الله
260

مالا لأعطين كل ذي حق حقه قال ويحك يا ثعلبة قليل تطيق شكره خير من كثير لا تطيق شكره فقال يا رسول الله
ادع الله تعالى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ارزقه مالا فاتجر واشترى غنما فبورك له فيها ونمت كما ينمو
الدود حتى ضاقت به المدينة فتنحى بها فكان يشهد الصلاة بالنهار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يشهدها
بالليل ثم نمت كما ينمو الدود فتنحى بها فكان لا يشهد الصلاة بالنهار ولا بالليل الا من جمعة إلى جمعة مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثم نمت كما ينمو الدود فضاق به مكانه فتنحى به فكان لا يشهد جمعة ولا جنازة مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم فجعل يتلقى الركبان ويسألهم عن الاخبار وفقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عنه فأخبروه انه
اشترى غنما وان المدينة ضاقت به وأخبروه بخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويح ثعلبة بن حاطب تم ان
الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ان يأخذ الصدقات وأنزل الله تعالى خذ من أموالهم صدقة الآية فبعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين رجلا من جهينة ورجلا من بنى سلمة يأخذان الصدقات فكتب لهما أسنان
الإبل والغنم كيف يأخذانها على وجهها وأمرهما ان يمرا على ثعلبة بن حاطب وبرجل من بنى سليم فخرجا فمرا
بثعلبة فسألاه الصدقة فقال أرياني كتابكما فنظر فيه فقال ما هذ الا جزية انطلقا حتى تفرغا ثم مرا بي قال فانطلقا
وسمع بهما السليمي فاستقبلهما بخيار إبله فقالا انما عليك دون هذا فقال ما كنت أتقرب إلى الله الا بخبر مالي
فقبلاه فلما فرغا مرا بثعلبة فقال أرياني كتابكما فنظر فيه فقال ما هذا الا جزية انطلقا حتى أرى رأيي فانطلقا حتى قدما
المدينة فلما رآهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قبل ان يكلمهما ويح ثعلبة بن حاطب ودعا للسليمي بالبركة
وأنزل الله ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن الثلاث آيات قال فسمع بعض من أقارب ثعلبة فأتى
ثعلبة فقال ويحك يا ثعلبة أنزل الله فيك كذا وكذا قال فقدم ثعلبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
الله هذه صدقة مالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قد منعني ان أقبل منك قال فجعل يبكى ويحثي
التراب على رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا عملك بنفسك أمرتك فلم تطعني فلم يقبل منه رسول الله صلى
الله عليه وسلم حتى مضى ثم أتى أبا بكر فقال يا أبا بكر اقبل منى صدقتي فقد عرفت منزلتي من الأنصار فقال أبو بكر
لم يقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبلها فلم يقبلها أبو بكر ثم ولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاتاه فقال
يا أبا حفص يا أمير المؤمنين اقبل منى صدقتي وتوسل إليه بالمهاجرين والأنصار وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم
فقال عمر لم يقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر أقبلها أنا فأبى ان يقبلها ثم ولى عثمان فهلك في خلافة
عثمان وفيه نزلت الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات قال وذلك في الصدقة * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله
لنصدقن ولنكونن من الصالحين وذلك أن رجلا كان يقال له ثعلبة من الأنصار أتى مجلسا فأشهدهم فقال لئن
آتاني الله من فضله آتيت كل ذي حق حقه وتصدقت منه وجعلت منه للقرابة فابتلاه الله فاتاه من فضله فاخلف
ما وعده فاغضب الله بما أخلفه ما وعده نقص الله شانه في القرآن * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي
حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال اعتبروا المنافق بثلاث إذا حدث كذب
وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وذلك بان الله تعالى يقول ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن إلى
آخر الآية * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن عبد الله بن عمر قال ثلاث من كن فيه فهو منافق
إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان وتلا هذه الآية ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله إلى
آخر الآية * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال آية
المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان * وأخرج أبو الشيخ والخرائطي في مكارم الأخلاق
عن محمد بن كعب القرظي قال سمعت بالثلاث التي تذكر في المنافق إذا ائتمن خان وإذا وعد أخلف وإذا
حدث كذب فالتمستها في الكتاب زمانا طويلا حتى سقطت عليها بعد حين وجدنا الله تعالى يذكر فيه
ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله إلى قوله وبما كانوا يكذبون وانا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض إلى
آخر الآية وإذا جاءك المنافقون إلى قوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن ان
261

رجلا من الأنصار هو الذي قال هذا فمات ابن عم له فورث منه مالا فيخل به ولم يف لله بما عاهد عليه فأعقبه بذلك
نفاقا إلى أن يلقاه قال ذلك بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون * وأخرج أبو الشيخ عن أبي قلابة قال
مثل أصحاب الأهواء مثل المنافقين كلامهم شتى وجماع أمرهم النفاق ثم تلا ومنهم من عاهد الله ومنهم من يلمزك
ومنهم الذين يؤذون النبي * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله بما أخلفوا الله ما وعدوه ربما كانوا يكذبون قال
اجتنبوا الكذب فإنه باب من النفاق وعليكم بالصدقة فإنه باب من الايمان وذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم
حدث ان موسى عليه الصلاة والسلام لما جاء بالتوراة لبني إسرائيل قالت بنو إسرائيل ان التوراة كثيرة وانا لا نفرغ
لها فسل لنا جماعا من لأمر نحافظ عليه ونتفرغ لمعايشنا قال مهلا مهلا أي قوم هذا كتاب الله وبيان الله ونور
الله وعصمة الله فردوا عليه مثل مقالتهم فعل ذلك ثلاث مرات فقال الرب تبارك وتعالى فإني آمرهم بثلاث ان
هم حافظوا عليهن دخلوا الجنة بهن ان يتناهوا إلى قسمة مواريثهم ولا يتظلموا فيها وان لا يدخلوا أبصارهم
البيوت حتى يؤذن لهم وان لا يطعموا طعاما حتى يتوضؤا كوضوء الصلاة فرجع موسى عليه السلام إلى قومه
بهن ففرحوا ورأوا ان سيقومون بهن فوالله ان لبث القوم الا قليلا حتى جنحوا فانقطع بهم فلما حدث نبي
الله صلى الله عليه وسلم هذا عن بني إسرائيل قال تكفلوا لي بست أتكفل لكم بالجنة إذا حدثتم فلا تكذبوا وإذا
وعدتم فلا تخلفوا وإذا ائتمنتم فلا تخونوا وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم وفروجكم قال قتادة سداد والله الامن
عصم الله * قوله تعالى (الذين يلمزون المطوعين) الآية * أخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن ابن مسعود قال لما نزلت آية الصدقة كنا نتحامل على ظهورنا
فجاء رجل فتصدق بشئ كثير فقالوا مراء وجاء أبو عقيل بنصف صاع فقال المنافقون ان الله لغنى عن صدقة هذا
فنزلت الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم الآية * وأخرج البزار
وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقوا فإني أريد
أن ابعث بعثا فجاء عبد الرحمن فقال يا رسول الله عندي أربعة آلاف ألفين أقرضهما ربى وألفين لعيالي فقال
بارك الله لك فيما أعطيت وبارك لك فيما أمسكت وجاء رجل من الأنصار فقال يا رسول الله انى بت أجر الحرير
فأصبت صاعين من تمر فصاعا أقرضه ربى وصاعا لعيالي فلمزه المنافقون قالوا والله ما أعطى ابن عوف الذي أعطى
الا رياء وقالوا أو لم يكن الله ورسوله غنيين عن صاع هذا فأنزل الله الذين يلمزون المطوعين الآية * وأخرج ابن
مردويه عن أبي سعيد الخدري قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة فجاء عبد الرحمن بن عوف بصدقته
وجاء المطوعون من المؤمنين وجاء أبو عقيل بصاع فقال يا رسول الله بت أجر الحرير فأصبت صاعين من تمر فجئتك
بأحدهما وتركت الآخر لأهلي قوتهم فقال المنافقون ما جاء عبد الرحمن وأولئك الا رياء وان الله لغنى عن صدقة
أبى عقيل فأنزل الله الذين يلمزون المطوعين الآية * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم والبغوي
في معجمه والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن أبي عقيل قال بت أجر الحرير على ظهري
على صاعين من تمر فانقلبت بأحدهما إلى أهلي يتبلغون به وجئت بالآخر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتقرب
به إلى ربى فأخبرته بالذي كان فقال انثره في المسجد فسخر القوم وقالوا لقد كان الله غنيا عن صاع هذا المسكين
فأنزل الله الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين الآيتين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه عن ابن عباس في قوله الذين يلمزون المطوعين الآية قال جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعين أوقية إلى
النبي صلى الله عليه وسلم وجاء رجل من الأنصار بصاع من طعام فقال بعض المنافقين والله ما جاء عبد الرحمن بما
جاء به الا رياء وقالوا ان كان الله ورسوله لغنيين عن هذا الصاع * وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن عبد الله بن
كعب بن مالك قال الذي تصدق بصاع التمر فلمزه المنافقون أبو خيثمة الأنصاري * وأخرج البغوي في معجمه وابن
قانع وابن مردويه عن سعيد بن عثمان البلوى عن جدته ليلى بنت عدى ان أمها عميرة بنت سهل بن رافع
صاحب الصاعين الذي لمزه المنافقون أخبرتها انه خرج بصاع من تمر وابنته عميرة حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم
بصاع من تمر فصبه * وأخرج عبد الرزاق وابن عساكر عن قتادة في قوله الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين
262

في الصدقات قال تصدق عبد الرحمن بن عوف بشطر ماله ثمانية آلاف دينار فقال ناس من المنافقين ان عبد
الرحمن لعظيم الرياء فقال الله عز وجل الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات وكان لرجل من الأنصار
صاعان من تمر فجاء بأحدهما فقال ناس من المنافقين ان كان الله عن صاع هذا الغنى وكان المنافقون يطعنون
عليهم ويسخرون منهم فقال الله عز وجل والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم الآية * وأخرج أبو
نعيم في المعرفة عن قتادة قال أقبل رجل من فقراء المسلمين يقال له الحجاب أبو عقيل قال يا نبي الله بت أجر الحرير
الليلة على صاعين من تمر فاما صاع فأمسكته لأهلي وأما صاع فهو ذا فقال المنافقون ان كان الله ورسوله لغنيين عن
صاع هذا فأنزل الله الذي يلمزون المطوعين من المؤمنين الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس ان النبي صلى
الله عليه وسلم دعا الناس للصدقة فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف فقال يا رسول الله هذه صدقة فلمزه بعض
القوم فقال ما جاء بهذه عبد الرحمن الا رياء وجاء أبو عقيل بصاع من تمر فقال بعض القوم ما كان الله أغنى عن صاع
أبى عقيل فنزلت الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات إلى قوله فلن يغفر الله لهم * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد قال أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين ان يجمعوا صدقاتهم وكان لعبد الرحمن بن
عوف ثمانية آلاف دينار فجاء بأربعة آلاف دينار صدقة فقال هذا ما أفرضه الله وقد بقى مثله فقال النبي صلى الله
عليه وسلم بورك لك فيما أعطيت وفيما أمسكت وجاء أبو نهيك رجل من الأنصار بصاع تمر نزع عليه ليله كله فلما
أصبح فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل من المنافقين ان عبد الرحمن بن عوف لعظيم الرياء وقال للآخر
ان الله لغنى عن صاع هذا فأنزل الله الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات عبد الرحمن بن عوف والذين
لا يجدون الا جهدهم صاحب الصاع * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن انس في الآية قال أصاب الناس
جهد عظيم فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يتصدقوا فقال أيها الناس تصدقوا فجعل أناس يتصدقون
فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعمائة أوقية من ذهب فقال يا رسول الله كان لي ثمانمائة أوقية من ذهب فجئت
بأربعمائة أوقية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم بارك له فيما أعطى وبارك له فيما أمسك * وأخرج ابن أبي
حاتم عن عكرمة قال لما كان يوم فطر أخرج عبد الرحمن بن عوف مالا عظيما وأخرج عاصم بن عدي كذلك
وأخرج رجل صاعين وآخر صاعا فقال قائل من الناس ان عبد الرحمن انما جاء بما جاء به فخرا ورياء واما صاحب
الصاع أو الصاعين فان الله ورسوله أغنياء عن صاع وصاع فسخروا بهم فأنزل الله فيهم هذه الآية الذين يلمزون
المطوعين من المؤمنين في الصدقات * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
المسلمين ان يتصدقوا فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه انما ذلك مال وامر فاخذ نصفه قال فجئت أحمل مالا كثيرا
فقال له رجل من المنافقين أترائي يا عمر قال نعم أرائي الله ورسوله فاما غيرهما فلا قال وجاء رجل من الأنصار
لم يكن عنده شئ فأجر نفسه بجر الحرير على رقبته بصاعين ليلته فترك صاعا لعياله وجاء بصاع يحمله فقال له بعض
المنافقين ان الله ورسوله عن صاعك لغنى فذلك قوله الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات
* وأخرج أبو الشيخ عن قتادة الذين يلمزون المطوعين أي يطعنون على المطوعين * وأخرج ابن أبي حاتم
عن عكرمة في قوله والذين لا يجدون الا جهدهم قال هو رفاعة بن سعد * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الشعبي في قوله والذين لا يجدون الا جهدهم قال الجهد في القوت والجهد في
العمل * وأخرج أبو الشيخ عن سفيان في الآية قال الجهد جهد الانسان والجهد في ذات اليد * وأخرج
ابن المنذر عن ابن إسحاق قال كان الذي تصدق بجهده أبو عقيل واسمه سهل بن رافع أتى بصاع من تمر فأفرغها في
الصدقة فتضاحكوا به وقالوا ان الله لغنى عن صدقة أبى عقيل * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال قام رسول الله
صلى الله عليه وسلم مقاما للناس فقال يا أيها الناس تصدقوا أشهد لكم بها يوم القيامة الا لعل أحدكم أن يبيت
7 فصاله راو وابن عمه طاو الا لعل أحدكم أن يثمر ماله وجاره مسكين لا يقدر على شئ الا رجل منح ناقة من إبله يغدو
برفد ويروح برفد يغدوا بصبوح أهل بيت ويروح بغبوقهم الا ان أجرها لعظيم فقام رجل فقال يا رسول الله
عندي أربعة ذود فقام آخر قصير القامة قبيح السنة يقود ناقة له حسناء جميلة فقال رجل من المنافقين كلمة خفية
لا يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم سمعها ناقته خير منه فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم فقال كذبت هو خير منك
263

ومنها ثم قام عبد الرحمن بن عوف فقال يا رسول الله عند ثمانية آلاف تركت أربعة منها لعيالي وجئت بأربعة
أقدمها لله فتكاثر المنافقون ما جاء به ثم قام عاصم بن عدي الأنصاري فقال يا رسول الله عندي سبعون وسقا جذاذ
العام فتكاثر المنافقون ما جاء به وقالوا هذا بأربعة آلاف وجاء هذا بسبعين وسقا للرياء والسمعة فهلا
أخفياها فهلا فرقاها ثم قام رجل من الأنصار اسمه الحجاب يكنى أبا عقيل فقال يا رسول الله مالي من مال غير انى
أجرت نفسي من بنى فلان أجر الحرير في عنقي على صاعين من تمر فتركت صاعا لعيالي وجئت بصاع أقربه إلى الله
تعالى فلمزه المنافقون وقالوا جاء أهل الإبل بالإبل وجاء أهل الفضة بالفضة وجاء هذا بتمرات يحملها فأنزل الله الذين
يلمزون المطوعين الآية * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي السليل قال وقف علينا شيخ في مجلسنا
فقال حدثني أبي أو عمى انه شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع قال من يتصدق اليوم بصدقة أشهد له بها
عند الله يوم القيامة فجاء رجل لا والله بالبقيع رجل أشد سواد وجه منه ولا أقصر قامة ولا أذم في عين منه بناقة
لا والله ما بالبقيع شئ أحسن منها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه صدقة قال نعم يا رسول الله فلمزه رجل فقال
يتصدق بها والله لهي خير منه فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمته فقال كذبت بل هو خير منك ومنها كذبت
بل هو خير منك ومنها ثلاث مرار ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا من قال بيده هكذا وهكذا وقليل ما هم ثم
قال قد أفلح المزهد المجهد قد أفلح المزهد المجهد * وأخرج أبو داود وابن خزيمة والحاكم وصححه عن أبي هريرة أنه
قال يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال جهد المقل وابدأ بمن تعول * قوله تعالى (استغفر لهم) الآية * اخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن عروة ان عبد الله بن أبي قال لأصحابه لولا انكم تنتقون على محمد وأصحابه لانفضوا
من حوله وهو القائل ليخرجن الأعز منها الأذل فأنزل الله عز وجل استغفر لهم أولا تستغفر لهم أن تستغفر
لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأزيدن على السبعين فأنزل الله سواء عليهم استغفرت
لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال لما نزلت
ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم قال النبي صلى الله عليه وسلم سأزيد على سبعين فأنزل الله في السورة
التي يذكر فيها المنافقون لن يغفر الله لهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لما نزلت هذه الآية أسمع ربى قد رخص لي فيهم فوالله لاستغفرن أكثر من
سبعين مرة لعل الله أن يغفر لهم فقال من شدة غضبه عليهم سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر
لهم لن يغفر الله لهم ان الله لا يهدى القوم الفاسقين * وأخرج أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن أبي
حاتم والنحاس وابن حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس قال سمعت عمر يقول لما توفى
عبد الله بن أبي دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه فقام عليه فلما وقف قلت أعلى عدو الله عبد الله
ابن أبي القائل كذا وكذا والقائل كذا وكذا أعدد أيامه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم حتى إذا
أكثرت قال يا عمر اخر عنى انى قد خيرت قد قيل لي استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة
فلو أعلم أنى ان زدت على السبعين غفر له لزدت عليها ثم صلى الله عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشى معه حتى قام
على قبره حتى فرغ منه فعجبت لي ولجرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم فوالله ما كان الا
يسيرا حتى نزلت هاتان الآيتان ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره فما صلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم على منافق بعده حتى قبضه الله عز وجل * وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال لقد أصبت في الاسلام هفوة ما أصبت مثلها قط أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى على عبد الله بن أبي
فأخذت بثوبه فقلت والله ما أمرك الله بهذا لقد قال الله استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة
فلن يغفر الله لهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خيرني ربى فقال استغفر لهم أولا تستغفر لهم فقعد رسول
الله صلى الله عليه وسلم على شفير القبر فجعل الناس يقولون لابنه يا حباب افعل كذا يا حباب افعل كذا فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم الحباب اسم شيطان أنت عبد الله * وأخرج أبو الشيخ عن السدى في قوله استغفر لهم الآية
قال نزلت في الصلاة على المنافقين قال لما مات عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق قال النبي صلى الله عليه وسلم لو أعلم
264

أنى ان استغفرت له إحدى وسبعين مرة غفر له لفعلت فصلى عليه فنسخ لله الصلاة على المنافقين والقيام على
قبورهم فأنزل الله ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ونزلت العزمة في سورة المنافقين سواء عليهم
استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم الآية * قوله تعالى (فرح المخلفون) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن قتادة في قوله بمقعدهم خلاف رسول الله قال عن غزوة تبوك * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في الآية قال
يعنى المتخلفون بأن قعدوا خلاف رسول الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن جعفر بن محمد عن أبيه قال كانت تبوك
آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي غزوة الحر قالوا لا تفروا في الحر وهي غزوة العسرة
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الناس ان
ينبعثوا معه وذلك في الصيف فقال رجال يا رسول الله الحر شديد ولا نستطيع الخروج فلا تنفروا في الحر فقال
الله قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون فأمره بالخروج * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله لا تنفروا في
الحر قال قول المنافقين يوم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي
وغيره قالوا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد إلى تبوك فقال رجل من بنى سلمة لا تنفروا في الحر فأنزل
الله قل نار جهنم أشد حرا الآية * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال استدار برسول الله صلى الله عليه
وسلم رجال من المنافقين حين أذن للجد بن قيس ليستأذنوه يقولون يا رسول الله ائذن لنا فانا لا نستطيع أن ننفر
في الحر فأذن لهم وأعرض عنهم فأنزل الله في ذلك قل نار جهنم أشد حرا الآية * قوله تعالى (فليضحكوا قليلا)
الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فليضحكوا قليلا
وليبكوا كثيرا قال هم المنافقون والكفار الذين اتخذوا دينهم هزوا ولعبا يقول الله تعالى فليضحكوا قليلا في الدنيا
وليبكوا كثيرا في الآخرة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله فليضحكوا قليلا
قال الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاؤوا فإذا انقطعت الدنيا وصاروا إلى الله تعالى استانفوا بكاء لا ينقطع أبدا
* وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي رزين مثله * وأخرج البخاري والترمذي وابن مردويه عن أبي هريرة ان رسول
صلى الله عليه وسلم قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا * واخرج ابن مردويه عن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم انى أرى مالا ترون وأسمع مالا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع
أربع أصابع الا وملك واضع جبهته لله ساجدا ولله لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم
بالنساء على الفراش ولخرجتم إلى الصعدات تجارون إلى الله لوددت انى كنت شجرة تعضد * واخرج ابن أبي
شيبة وابن ماجة وأبو يعلى عن انس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس ابكوا فان لم
تبكوا فتباكوا فان أهل النار يبكون حتى تسيل دموعهم في وجوههم كأنها جداول حتى تنقطع الدموع فتسيل
فتقرح العيون فلو ان سفنا أرخيت فيها لجرت * وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة لنار عن زيد بن رفيع رفعه قال إن
أهل النار إذا دخلوا النار بكوا الدموع زمانا ثم بكوا القيح زمانا فتقول لهم الخزنة يا معشر الأشقياء تركتم
البكاء في الدار المرحوم فيها أهلها في الدنيا هل تجدون اليوم من تستغيثون به فيرفعون أصواتهم يا أهل الجنة
يا معشر الآباء والأمهات والأولاد خرجنا من القبور عطاشا وكنا طول الموقف عطاشا ونحن اليوم عطاشا فأفيضوا
علينا من الماء أو مما رزقكم الله فيدعون أربعين سنة لا يجيبهم ثم يجيبهم انكم ماكثون فييأسون من كل خير
* وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن أبي موسى الأشعري انه خطب الناس بالبصرة فقال يا أيها
الناس ابكوا فان لم تبكوا فتباكوا فان أهل النار يبكون الدموع حتى تنقطع ثم يبكون الدماء حتى لو أجرى فيها
السفن لجرت * وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الله بن عمر قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولو
تعلمون حق العلم لصرخ أحدكم حتى ينقطع صوته ولسجد حتى ينقطع صلبه * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي
الدرداء قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولخرجتم تبكون لا تدرون تنجون أولا تنجون * قوله
تعالى (فان رجعك الله) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله فان رجعك الله إلى
طائفة منهم قال ذكر لنا انهم كانوا اثنى عشر رجلا من المنافقين وفيهم قيل ما قيل * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك
265

في الآية يقول أرأيت ان نفرت فاستأذنوك ان ينفروا معك فقل لن تخرجوا معي ابدا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله فاقعدوا مع الخالفين قال هم الرجال الذين تخلفوا عن النفور * قوله تعالى (ولا تصل
على أحد منهم) الآية * أخرج البخاري ومسلم وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في
الدلائل عن ابن عمر قال لما توفى عبد الله بن أبي ابن سلول أتى ابنه عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله ان
يعطيه قميصه ليكفنه فيه فأعطاه ثم سأله ان يصلى عليه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام عمر بن الخطاب فاخذ
ثوبه فقال يا رسول الله أتصلي عليه وقد نهاك الله ان تصلى على المنافقين فقال إن ربى خيرني وقال استغفر لهم أولا
تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم وسأزيد على السبعين فقال إنه منافق فصلى عليه فأنزل
الله تعالى ولا تصل على أحد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره فترك الصلاة عليهم * واخرج الطبراني وابن مردويه
والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس ان عبد الله بن عبد الله بن أبي قال له أبوه أي بنى اطلب لي ثوبا من ثياب النبي صلى
الله عليه وسلم فكفني فيه ومره أن يصلى على قال فاتاه فقال يا رسول الله قد عرفت شرف عبد الله وهو يطلب إليك
ثوبا من ثيابك نكفنه فيه وتصلى عليه فقال عمر يا رسول الله قد عرفت عبد الله ونفاقه أتصلي عليه وقد نهاك الله ان
تصلى عليه فقال وأين فقال استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم قال فإني
سأزيد على سبعين فأنزل الله عز وجل ولا تصل على أحد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره الآية قال فأرسل إلى عمر
فأخبره بذلك وانزل الله سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم * وأخرج ابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال
لما مرض عبد الله بن أبي ابن سلول مرضه الذي مات فيه عاده رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات صلى عليه
وقام على قبره قال فوالله ان مكثنا الا ليالي حتى نزلت ولا تصل على أحد منهم مات أبدا الآية * وأخرج ابن ماجة
والبزار وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن جابر قال مات رأس المنافقين بالمدينة فأوصى ان يصلى عليه النبي
صلى الله عليه وسلم وان يكفنه في قميصه فجاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبى أوصى ان يكفن في قميصك
فصلى عليه وألبسه قميصه وقام على قبره فأنزل الله ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره * وأخرج أبو يعلى
وابن جرير وابن مردويه عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد ان يصلى على عبد الله بن أبي فاخذ
جبريل عليه السلام بثوبه وقال ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة
قال وقف نبي الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أبي فدعاه فأغلظ له وتناول لحية النبي صلى الله عليه وسلم
فقال أبو أيوب كف يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله لئن أذن لي لأضعن فيك السلاح وانه مرض
فأرسل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم يدعوه فدعا بقميصه فقال عمر والله ما هو باهل ان تأتيه قال بلى فاتاه فقال
أهلكتك موادتك اليهود قال انما دعوتك لتستغفر لي ولم أدعك لتؤنبني قال أعطني قميصك لأكفن فيه فأعطاه
ونفث في جلده ونزل في قبره فأنزل الله ولا تصل على أحد منهم مات أبدا الآية قال فذكروا القميص قال وما يغنى
عنه قميصي والله انى لأرجو ان يسلم به أكثر من ألف من بنى الخزرج فأنزل الله ولا تعجبك أموالهم وأولادهم الآية
* قوله تعالى (وإذا أنزلت سورة) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن
عباس في قوله أولو الطول قال أهل الغنى * قوله تعالى (رضوا بان يكونوا مع الخوالف) * أخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله رضوا بان يكونوا مع الخوالف قال مع النساء * وأخرج
ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص ان علي بن أبي طالب خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاء ثنية الوداع
يريد تبوك وعلى يبكى ويقول تخلفني مع الخوالف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا ترضى ان تكون منى بمنزلة
هارون من موسى الا النبوة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله رضوا بان يكونوا مع الخوالف قال رضوا بان
يقعدوا كما قعدت النساء * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضوا بان يكونوا مع الخوالف أي النساء وطبع على قلوبهم
أي بأعمالهم * قوله تعالى (وجاء المعذرون) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله وجاء المعذرون من
الاعراب يعنى أهل العذر منهم ليؤذن لهم * واخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وجاء المعذرون من الاعراب
قال هم أهل الاعذار وكان يقرؤها وجاء المعذرون خفيفة * وأخرج ابن الأنباري في كتاب الأضداد عن ابن عباس
266

انه كان يقرأ وجاء المعذرون من الاعراب ويقول لعن الله المعذرين * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال من
قرأها وجاء المعذرون من الاعراب خفيفة قال بنو مقرن ومن قرأها وجاء المعذرون قال اعتذروا بشئ ليس لهم
عذر بحق * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن انه كان يقرأ وجاء المعذرون قال اعتذروا بشئ ليس بحق * وأخرج
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن إسحاق في قوله وجاء المعذرون من الاعراب قال ذكر لي انهم نفر من بنى
غفار جاؤوا فاعتذروا منهم خفاف بن ايماء من رخصة * قوله تعالى (ليس على الضعفاء) الآية * أخرج ابن أبي حاتم
والدار قطني في الافراد وابن مردويه عن زيد بن ثابت قال كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم براءة
فكنت أكتب ما أنزل الله عليه فإني لواضع القلم على أذني إذ أمرنا بالقتال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر
ما ينزل عليه إذ جاء أعمى فقال كيف بي يا رسول الله وأنا أعمى فنزلت ليس على الضعفاء الآية * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ليس على الضعفاء الآية قال نزلت في عائذ بن عمرو
وفى غيره * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال نزل من عند قوله عفا الله عنك إلى قوله ما على المحسنين من
سبيل والله غفور رحيم في المنافقين * قوله تعالى (إذا نصحوا لله ورسوله) * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد
والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي حاتم عن أبي ثمامة الصائدي قال قال الحواريون يا روح الله أخبرنا
من الناصح لله قال الذي يؤثر حق الله على حق الناس وإذا حدث له أمران أو بدا له أمر الدنيا وأمر الآخرة بدأ
الذي للآخرة ثم تفرغ للذي للدنيا * وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي عن تميم الداري ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم * وأخرج ابن عدي
عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله
ولأئمة المسلمين وعامتهم * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي عن جرير قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على أقام
الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم * وأخرج أحمد والحكيم الترمذي عن أبي امامة عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال قال الله عز وجل أحب ما تعبدني به عبدي إلى النصح لي * وأخرج أحمد في الزهد عن وهب بن منبه ان
راهبا قال لرجل أوصيك بالنصح لله نصح الكلب لأهله فإنهم يجيعونه ويطردونه ويأبى الا ان يحوطهم وينصحهم
* قوله تعالى (ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم) * أخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله ما على المحسنين
من سبيل قال ما على هؤلاء من سبيل بأنهم نصحوا لله ورسوله ولم يطيقوا الجهاد فعذرهم الله وجعل لهم من الاجر
ما جعل للمجاهدين ألم تسمع ان الله يقول لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر فجعل الله للذين عذر
من الضعفاء وأولى الضرر والذين لا يجدون ما ينفقون من الاجر مثل ما جعل للمجاهدين * وأخرج عبد الرزاق في
المصنف وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قفل
من غزوة تبوك فأشرف على المدينة قال لقد تركتم بالمدينة رجالا ما سرتم في مسير ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم
واديا الا كانوا معكم فيه قالوا يا رسول الله وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة قال حبسهم العذر * وأخرج أحمد
ومسلم وابن مردويه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد خلفتم بالمدينة رجالا ما قطعتم واديا ولا
سلكتم طريقا الا شركوكم في الاجر حبسهم المرض * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ما على المحسنين
من سبيل والله لأهل الإساءة غفور رحيم * قوله تعالى (ولا على الذين إذا ما أتوك) الآية * أخرج ابن أبي حاتم
عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد خلفتم بالمدينة أقواما ما أنفقتم من نفقة ولا قطعتم واديا ولا
نلتم من عدو نيلا الا وقد شركوكم في الاجر ثم قرأ ولا على الذين إذا ما أتوك الآية * وأخرج ابن جرير وابن مردويه
عن ابن عباس قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ان ينبعثوا غازين فجاءت عصابة من أصحابه فيهم
عبد الله بن معقل المزني فقالوا يا رسول الله احملنا فقال والله ما أجد ما أحملكم عليه فتولوا ولهم بكاء وعز عليهم ان
يحبسوا عن الجهاد ولا يجدون نفقة ولا محملا فأنزل الله عذرهم ولا على الذين إذا ما أتوك الآية * وأخرج ابن
سعد ويعقوب بن سفيان في تاريخه وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عبد الله بن معقل قال انى لمن الرهط الذين
ذكر الله ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم الآية * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب قال جاء ناس من أصحاب
267

رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحملونه فقال لا أجد ما أحملكم عليه فأنزل الله ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم
الآية قال وهم سبعة نفر من بنى عمر بن عوف سالم بن عمير ومن بنى واقن حرمي بن عمرو ومن بنى مازن
ابن النجار عبد الرحمن بن كعب يكنى أبا ليلى ومن بنى المعلى سلمان بن صخر ومن بنى حارثة عبد الرحمن
ابن زيد أبو عبلة ومن بنى سلمة عمرو بن غنمة وعبد الله بن عمر والمزني * وأخرج ابن مردويه عن مجمع بن
حارثة قال الذين استحملوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا أجد ما أحملكم عليه سبعة نفر علية بن زيد الحارثي
وعمر بن غنم الساعدي وعمرو بن هرمى الرافعي وأبو ليلى المزني وسالم بن عمرو العمرى وسلمة بن صخر الزرقي وعبد
الله بن عمرو والمزني * وأخرج عبد الغني بن سعيد في تفسيره وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس في قوله ولا على الذين
إذا ما أتوك الآية قال منهم سالم بن عمير أحد بنى عمرو بن عوف * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن
ابن عمر والسلمي وحجر بن حجر الكلاعي قال أتينا العرباض بن سارية وكان من الذين أنزل الله فيهم ولا على الذين
إذا ما أتوك لتحملهم الآية * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولا على
الذين إذا ما أتوك لتحملهم قال هم بنو مقرن من مزينة وهم سبعة * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن كثير بن
عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده قال والله انى أحد النفر الذين أنزل الله فيهم ولا على الذين إذا ما
أتوك لتحملهم الآية * وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر وأبو الشيخ عن الزهري ويزيد بن يسار وعبد الله بن أبي بكر
وعاصم بن عمرو بن قتادة وغيرهم ان رجالا من المسلمين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم البكاؤن وهم سبعة
نفر من الأنصار وغيرهم من بنى عمرو بن عوف سالم بن عمير ومن بنى حارثة عتبة بن زيد ومن بنى مازن بن
النجار أبو ليلى عبد الرحمن بن كعب ومن بنى سلمة عمرو بن عمرو بن جهام بن الجموح ومن بنى واقف هرمى بن عمرو
ومن بنى مزينة عبد الله بن معقل ومن بنى فزارة عرباض بن سارية فاستحملوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا
أهل حاجة قال لا أجد ما أحملكم عليه * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن الحسن رضي الله عنه قال كان معقل
ابن يسار من البكائين الذين قال الله إذا ما أتوك لتحملهم الآية * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن وبكر بن عبد الله
المزني في هذه الآية ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قالا نزلت في عبد الله بن معقل من مزينة أتى النبي صلى الله
عليه وسلم ليحمله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن لهيعة ان أبا شريح الكعبي كان من الذين قال الله ولا على
الذين إذا ما أتوك لتحملهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك في قوله لا أجد ما أحملكم عليه قال الماء والزاد
* وأخرج ابن المنذر عن علي بن صالح قال حدثني مشيخة من جهينة قالوا أدركنا الذين سألوا رسول الله صلى الله
عليه وسلم الحملان فقالوا ما سألناه الا الحملان على النعال ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم * وأخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن إبراهيم بن أدهم في قوله ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قال ما سألوه الدواب ما سألوه الا النعال
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال استحملوه النعال * قوله تعالى (انما السبيل) الآيات
* أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله انما السبيل على الذين يستأذنونك قال هي وما بعدها إلى قوله
ان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين في المنافقين * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله قد نبأنا الله
من أخباركم قال أخبرنا انكم لو خرجتم مازدتمونا الا خبالا وفى قوله فأعرضوا عنهم انهم رجس قال لما رجع النبي صلى
الله عليه وسلم قال لا تكلموهم ولا تجالسوهم فأعرضوا عنهم كما أمر الله * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في
قوله لتعرضوا عنهم لتتجاوزوا * قوله تعالى (الاعراب أشد كفرا) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله الاعراب أشد كفرا ونفاقا ثم استثنى منهم فقال ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر
الآية * واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وأجدر ان لا يعلموا حدود ما أنزل الله على
رسوله قال هم أقل علما بالسنن * وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي قال كان زيد بن صوحان
يحدث فقال اعرابي ان حديثك ليعجبني وان يدك لتريبني فقال أما تراها الشمال فقال الاعرابي والله ما أدرى
اليمين يقطعون أم الشمال قال زيد صدق الله الاعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على
رسوله * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله الاعراب أشد كفرا ونفاقا قال من منافقي المدينة وأجدر ان لا
يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله يعنى الفرائض وما أمر به من الجهاد * وأخرج أبو الشيخ عن الكلبي في الآية
268

انها أنزلت في أسد وغطفان * وأخرج أبو الشيخ عن ابن سيرين قال إذا تلا أحدكم هذه الآية الاعراب أشد
كفرا ونفاقا فليتل الآية الأخرى ولا يسكت ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر * وأخرج أحمد وأبو
داود الترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي في الشعب عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سكن
البادية جفا ومن اتبع الصيد غفل ومن أتى السلطان افتتن * وأخرج أبو داود والبيهقي عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدا جفا ومن اتبع الصيد غفل ومن أتى أبواب السلطان افتتن وما ازداد
من السلطان قربا الا ازداد من الله بعدا * قوله تعالى (ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما) الآية
* أخرج أبو الشيخ عن الضحاك ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما يعنى انه لا يرجو له ثوابا عند الله ولا مجازاة
وانما يعطى ما يعطى من صدقات ماله كرها ويتربص بكم الدوائر الهلكات * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
زيد في قوله ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما قال هؤلاء المنافقون من الاعراب الذين انما ينفقون رياء اتقاء
على أن يغزوا ويحاربوا ويقاتلوا ويرون نفقاتهم مغرما * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ومن الاعراب
من يتخذ ما ينفق مغرما يعد ما ينفق في سبيل الله غرامة يغرمها ويتربص بمحمد صلى الله عليه وسلم الهلاك * قوله
تعالى (ومن الاعراب من يؤمن بالله) الآية * أخرج سنيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
مجاهد ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر قال هم بنو مقرن من مزينة وهم الذين قال الله ولا على الذين إذا
ما أتوك لتحملهم الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله
وصلوات الرسول يعنى استغفار النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في
قوله ومن الاعراب من يؤمن بالله قال هذه ثنية الله من الاعراب وفى قوله وصلوات الرسول قال دعاء الرسول * قوله
تعالى (والسابقون الأولون) الآية * أخرج أبو عبيد وسنيد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن حبيب
الشهيد عن عمرو بن عامر الأنصاري ان عمر بن الخطاب قرأ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين
اتبعوهم باحسان فرفع الأنصار ولم يلحق الواو في الذين فقال له زيد بن ثابت والذين فقال عمر الذين فقال زيد أمير
المؤمنين اعلم فقال عمر رضي الله عنه ائتوني بأبي بن كعب فاتاه فسأله عن ذلك فقال أبى والذين فقال عمر رضي الله عنه
فنعم اذن فتابع أبيا * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي قال مر عمر رضي الله عنه
برجل يقرأ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار فاخذ عمر بيده فقال من أقرأك هذا قال أبي بن كعب
قال لا تفارقني حتى أذهب بك إليه فلما جاءه قال عمر أنت أقرأت هذا هذه الآية هكذا قال نعم قال وسمعتها من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قال لقد كنت أرى انا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا فقال أبى تصديق ذلك
في أول سورة الجمعة وآخرين منهم لما يلحوا بهم وفى سورة الحشر والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا
ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان وفي الأنفال والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم * وأخرج أبو
الشيخ عن أبي أسامة ومحمد بن إبراهيم التيمي قالا مر عمر بن الخطاب برجل وهو يقرأ والسابقون الأولون من
المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان فوقف عمر فلما انصرف الرجل قال من أقرأك هذه قال أقرأنيها
أبي بن كعب قال فانطلق إليه فانطلقا إليه فقال يا أبا المنذر أخبرني هذا انك أقرأته هذه الآية قال صدق تلقيتها من
في رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر أنت تلقيتها من في رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال في الثالثة وهو
غضبان نعم والله لقد أنزلها الله على جبريل عليه السلام وأنزلها جبريل عليه السلام على قلب محمد صلى الله عليه
وسلم ولم يستأمر فيها الخطاب ولا ابنه فخرج عمر رافعا يديه وهو يقول الله أكبر الله أكبر * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ وأبو نعيم في المعرفة عن أبي موسى انه سئل عن قوله والسابقون الأولون قالوا هم الذين صلوا
القبلتين جميعا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن سعيد بن
المسيب في قوله والسابقون الأولون قال هم الذين صلوا القبلتين جميعا * وأخرج ابن المنذر وأبو نعيم عن الحسن
ومحمد بن سيرين في قوله والسابقون الأولون قال هم الذين صلوا القبلتين جميعا وهم أهل بدر * وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس والسابقون الأولون من المهاجرين قال أبو بكر وعمر وعلى وسلمان وعمار بن ياسر
269

* وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو الشيخ وأبو نعيم في المعرفة عن الشعبي في قوله
والسابقون الأولون قال من أدرك بيعة الرضوان وأول من بايع بيعة الرضوان سنان بن وهب الأسدي
* وأخرج ابن مردويه عن غيلان بن جرير قال قلت لأنس بن مالك هذا الاسم الأنصار أنتم سميتموه أنفسكم
أو الله تعالى سماكم من السماء قال الله تعالى سمانا من السماء * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي عن
معاوية بن أبي سفيان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار
أبغضه الله * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الايمان حب
الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار * وأخرج أحمد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اللهم اغفر
للأنصار ولأبناء الأنصار ولأزواج الأنصار ولذراري الأنصار الأنصار كرشي وعيبتي ولو أن الناس أخذوا شعبا
وأخذت الأنصار شعبا لاخذت شعب الأنصار ولولا الهجرة كنت امرأ من الأنصار * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
عن الحارث بن زياد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب الأنصار أحبه الله حين يلقاه ومن أبغض
الأنصار أبغضه الله حين يلقاه * وأخرج ابن أبي شيبة عن قيس بن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه
قال اللهم صلى على الأنصار وعلى ذرية الأنصار وعلى ذرية ذرية الأنصار * وأخرج أبى أبى شيبة عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو سلك الناس واديا وشعبا وسلكتم واديا وشعبا
لسلكت واديكم وشعبكم أنتم شعار والناس دثار ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ثم رفع يديه حتى انى
لأرى بياض إبطيه فقال اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار * وأخرج ابن أبي شيبة
والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الأنصار لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق ومن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله * وأخرج
ابن أبي شيبة والترمذي وحسنه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان
عيبتي التي آوى إليها أهل بيتي وان كرشي الأنصار فاعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم * وأخرج ابن أبي شيبة
عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا الحي من الأنصار حبهم ايمان
وبغضهم نفاق * وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اغفر
للأنصار ولأبناء الأنصار ولنساء الأنصار ولنساء أبناء الأنصار ولنساء أبناء أبناء الأنصار * وأخرج ابن أبي شيبة
والترمذي وحسنه والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبغض
الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر * وأخرج ابن أبي شيبة عن معاذ بن رفاعة عن أبيه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للأنصار ولذراري الأنصار ولذراري ذراريهم ولمواليهم ولجيرانهم * وأخرج
ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قريش والأنصار
وجهينة ومزينة وأسلم وغفار موالى الله ورسوله لا مولى لهم غيره * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر
* وأخرج الطبراني عن السائب بن يزيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم الفئ الذي أفاء الله
بحنين في أهل مكة من قريش وغيرهم فغضبت الأنصار فأتاهم فقال يا معشر الأنصار قد بلغني من حديثكم في هذه
المغانم التي آثرت بها أناسا أتألفهم على الاسلام لعلهم أن يشهدوا بعد اليوم وقد أدخل الله قلوبهم الاسلام
يا معشر الأنصار ألم يمن الله عليكم بالايمان وخصكم بالكرامة وسماكم بأحسن الأسماء أنصار الله وأنصار رسوله
ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس واديا وسلكتم واديا لسلكت واديكم أفلا ترضون ان
يذهب الناس بهذه الغنائم والشاء والنعم والبعير وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا رضينا فقال
أجيبوني فيما قلت قالوا يا رسول الله وجدتنا في ظلمة فأخرجنا الله بك إلى النور ووجدتنا على شفا حفرة من
النار فأنقذنا الله بك ووجدتنا ضلالا فهدانا الله بك فرضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فقال أما والله لو
أجبتموني بغير هذا القول لقلت صدقتم لو قلتم ألم تأتنا طريدا فآويناك ومكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك
270

وقبلنا ما رد الناس عليك لو قلتم هذا لصدقتم قالوا بل لله ولرسوله المن والفضل علينا وعلى غيرنا * وأخرج ابن أبي
حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه قال كان الناس على ثلاثة منازل المهاجرون الأولون والذين اتبعوهم
باحسان والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان فأحسن ما يكون
أن يكون بهذه المنزلة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه أتاه رجل فذكر بعض الصحابة
فتنقصه فقال ابن عباس والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان اما أنت فلم تتبعهم
باحسان * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله والذين اتبعوهم باحسان قال التابعون * وأخرج
عن ابن زيد في قوله والذين اتبعوهم باحسان قال من بقى من أهل الاسلام إلى أن تقوم الساعة * وأخرج أبو
الشيخ عن عصمة رضي الله عنه قال سالت سفيان عن التابعين قال هم الذين أدركوا أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم ولم يدركوا النبي صلى الله عليه وسلم وسألته عن الذين اتبعوهم باحسان قال من يجئ بعدهم قلت إلى
يوم القيامة قال أرجو * وأخرج أبو الشيخ وابن عساكر عن أبي صخر حميد بن زياد قال قلت لمحمد بن كعب
القرظي رضي الله عنه أخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما أريد الفتن فقال إن الله قد غفر
لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأوجب لهم الجنة في كتابه محسنهم ومسيئهم قلت له وفى أي موضع أوجب
الله لهم الجنة في كتابه قال الا تقرأ والسابقون الأولون الآية أوجب لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
الجنة والرضوان وشرط على التابعين شرطا لم يشترطه فيهم قلت وما اشترط عليهم قال اشترط عليهم أن يتبعوهم
باحسان يقول يقتدوا بهم في أعمالهم الحسنة ولا يقتدون بهم في غير ذلك قال أبو صخر فوالله لكأني لم أقرأها
قبل ذلك وما عرفت تفسيرها حتى قرأها على محمد بن كعب * وأخرج ابن مردويه من طريق الأوزاعي
حدثني يحيى بن أبي كثير والقاسم ومكحول وعبدة بن أبي لبابة وحسان بن عطية انهم سمعوا جماعة من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم يقولون لما أنزلت هذه الآية والسابقون الأولون إلى قوله ورضوا عنه قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم هذا لامتي كلهم وليس بعد الرضا سخط * قوله تعالى (وممن حولكم من الاعراب) الآية
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وممن حولكم من الاعراب منافقون الآية قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة خطيبا فقال قم
يا فلان فاخرج فإنك منافق فأخرجهم بأسمائهم ففضحهم ولم يكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه شهد تلك الجمعة
لحاجة كانت له فلقيهم عمر رضي الله عنه وهم يخرجون من المسجد فاختبا منهم استحياء انه لم يشهد الجمعة وظن
الناس قد انصرفوا واختبأوا هم من عمر وظنوا انه قد علم بأمرهم فدخل عمر رضي الله عنه المسجد فإذا الناس
لم ينصرفوا فقال له رجل ابشر يا عمر فقد فضح الله المنافقين اليوم فهذا العذاب الأول والعذاب الثاني عذاب
القبر * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه عن ابن زيد في قوله وممن حولكم من الاعراب قال جهينة ومزينة
وأشجع وأسلم وغفار * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله مردوا على النفاق قال أقاموا عليه لم يتوبوا
كما تاب آخرون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله مردوا على النفاق قال ماتوا عليه عبد الله بن أبي وأبو
عامر الراهب والجد بن قيس * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله نحن نعلمهم يقول
نحن نعرفهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله لا تعلمهم
نحن نعلمهم قال فما بال أقوام يتكلمون على الناس يقولون فلان في الجنة وفلان في النار فإذا سالت أحدهم
عن نفسه قال لا أدرى لعمري لانت بنفسك اعلم منك باعمال الناس ولقد تكلف شيئا ما تكلفه نبي قال نوح
عليه السلام وما علمي بما كانوا يعملون وقال شعيب عليه السلام وما انا عليكم بحفيظ وقال الله تعالى لمحمد صلى الله
عليه وسلم لا تعلمهم نحن نعلمهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله سنعذبهم مرتين قال بالجوع والقتل * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي مالك
رضي الله عنه في قوله سنعذبهم مرتين قال بالجوع وعذاب القبر * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله سنعذبهم مرتين قال عذاب في القبر وعذاب في النار * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
271

والبيهقي في عذاب القبر عن قتادة رضي الله عنه في قوله سنعذبهم مرتين قال عذاب في القبر وعذاب في النار
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع رضي الله عنه في قوله سنعذبهم مرتين قال يبتلون في الدنيا وعذاب
القبر ثم يردون إلى عذاب عظيم قال عذاب جهنم * وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله سنعذبهم
مرتين قال عذاب في الدنيا بالأموال والأولاد وقرأ فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها
في الحياة الدنيا بالمصائب فهي لهم عذاب وهي للمؤمنين أجر قال وعذاب الآخرة في النار ثم يردوه لي عذاب
عظيم النار * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه قال بلغني ان ناسا يقولون سنعذبهم مرتين يعنى
القتل وبعد القتل البرزخ والبرزخ ما بين الموت إلى البعث ثم يردون إلى عذاب عظيم يعنى عذاب جهنم * وأخرج
أبو الشيخ عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله سنعذبهم مرتين قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعذب المنافقين
يوم الجمعة بلسانه على المنبر وعذاب القبر * وأخرج ابن مردويه عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال
لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما شهدت مثلها قط فقال أيها الناس ان منكم منافقين فمن سميته
فليقم قم يا فلان قم يا فلان حتى قام ستة وثلاثون رجلا ثم قال إن منكم وان منكم وان منكم فسلوا الله العافية
فلقى عمر رضي الله عنه رجلا كان بينه وبينه إخاء فقال ما شأنك فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فقال
كذا وكذا فقال عمر رضي الله عنه أبعدك الله سائر اليوم * قوله تعالى (وآخرون اعترفوا) الآيتين * أخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
آخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا قال كانوا عشرة رهط تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم في غزوة تبوك فلما حضر رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم أوثق سبعة منهم أنفسهم بسواري المسجد
وكان ممر النبي صلى الله عليه وسلم إذا رجع في المسجد عليهم فلما رآهم قال من هؤلاء الموثقون أنفسهم قالوا هذا
أبو لبابة وأصحاب له تحلفوا عنك يا رسول الله أوثقوا أنفسهم وحلفوا انهم لا يطلقهم أحد حتى يطلقهم النبي صلى
الله عليه وسلم ويعذرهم قال وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا أعذرهم حتى يكون الله تعالى هو الذي يطلقهم رغبوا
عنى وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين فلما بلغهم ذلك قالوا ونحن لا نطلق أنفسنا حتى يكون الله هو الذي يطلقنا
فأنزل الله عز وجل وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم وعسى
من الله واجب انه هو التواب الرحيم فلما نزلت أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأطلقهم وعذرهم فجاءوا
بأموالهم فقالوا يا رسول الله هذه أموالنا فتصدق به عنا واستغفر لنا قال ما أمرت ان آخذ أموالكم فأنزل الله
عز وجل خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم يقول استغفر لهم ان صلواتك سكن لهم
يقول رحمة لهم فاخذ منهم الصدقة واستغفر لهم وكان ثلاثة نفر منهم لم يوثقوا أنفسهم بالسواري فأرجؤا سنة
لا يدرون أيعذبون أو يتاب عليهم فأنزل الله عز وجل لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار والذين اتبعوه
في ساعة العسرة إلى آخر الآية وعلى الثلاثة الذين خلفوا إلى ثم تاب عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم يعنى
ان استقاموا * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه مثله سواء * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر
وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن مجاهد في قوله اعترفوا بذنوبهم قال هو أبو لبابة إذ قال لقريظة ما قال وأشار
إلى حلقه بان محمدا يذبحكم ان نزلتم على حكمه * وأخرج البيهقي عن سعيد بن المسيب ان بني قريظة كانوا حلفاء لأبي
لبابة فاطلعوا إليه وهو يدعوهم إلى حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا لبابة أتأمرنا ان ننزل فأشار بيده
إلى حلقه انه الذبح فأخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسبت ان
الله غفل عن يدك حين تشير إليهم بها إلى حلقك فلبث حينا حتى غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك وهي غزوة
العسرة فتخلف عنه أبو لبابة فيمن تخلف فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها جاءه أبو لبابة يسلم عليه فاعرض
عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ففزع أبو لبابة فارتبط بسارية التوبة التي عند باب أم سلمة سبعا من بين يوم
وليلة في حر شديد لا يأكل فيهن ولا يشرب قطرة وقال لا يزال هذا مكاني حتى أفارق الدنيا أو يتوب الله على فلم
يزل كذلك حتى ما يسمع الصوت من الجهد ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه بكرة عشية ثم تاب الله عليه
272

فنودي ان الله قد تاب عليك فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليطلق عنه رباطه فأبى ان يطلقه أحد الا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلقه بيده فقال أبو لبابة حين أفاق يا رسول
الله انى أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وانتقل إليك فأسكنك وإني أختلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله
صلى الله عليه وسلم فقال يجزى عنك الثلث فهجر أبو لبابة دار قومه وساكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصدق
بثلث ماله ثم تاب فلم ير منه في الاسلام بعد ذلك الا خير حتى فارق الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن
مردويه عن ابن عباس قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا غزوة تبوك فتخلف أبو لبابة ورجلان معه عن
النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن أبا لبابة ورجلين معه تفكروا وندموا وأيقنوا بالهلكة وقالوا نحن في الظل
والطمأنينة مع النساء ورسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه في الجهاد والله لنوثقن أنفسنا بالسواري
فلا نطلقها حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يطلقنا ويعذرنا فانطلق أبو لبابة فأوثق نفسه ورجلان
معه بسواري المسجد وبقى ثلاثة لم يوثقوا أنفسهم فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته وكان طريقه
في المسجد فمر عليهم فقال من هؤلاء الموثقون أنفسهم بالسواري فقال رجل هذا أبو لبابة وأصحاب له تخلفوا عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاهدوا الله لا يطلقون أنفسهم حتى تكون الذين أنت تطلقهم وترضى عنهم وقد
اعترفوا بذنوبهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أطلقهم حتى أومر باطلاقهم ولا أعذرهم حتى يكون
الله يعذرهم وقد تخلفوا ورغبوا عن المسلمين بأنفسهم وجهادهم فأنزل الله تعالى وآخرون اعترفوا بذنوبهم
الآية وعسى من الله واجب فلما نزلت الآية أطلقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعذرهم فانطلق أبو لبابة
وأصحابه بأموالهم فاتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا خذ من أموالنا فتصدق بها عنا وصل علينا يقولون
استغفر لنا وطهرنا فقال لا آخذ منها شيئا حتى أومر به فأنزل الله خذ من أموالهم صدقة الآية قال وبقى الثلاثة
الذين خالفوا أبا لبابة ولم يتوبوا ولم يذكروا بشئ ولم ينزل عذرهم وضاقت عليهم الأرض بما رحبت وهم الذين قال
الله وآخرون مرجون لأمر الله الآية فجعل الناس يقولون هلكوا إذ لم ينزل لهم عذر وجعل آخرون يقولون
عسى الله أن يتوب عليهم فصاروا مرجئين لأمر الله حتى نزلت لقد تاب الله على النبي إلى قوله وعلى الثلاثة الذين
خلفوا يعنى المرجئين لأمر الله نزلت عليهم التوبة فعملوا بها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله وآخرون
اعترفوا بذنوبهم قال هم الثمانية الذين ربطوا أنفسهم بالسواري منهم كردم ومرداس وأبو لبابة * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيأ قال ذكر لنا انهم كانوا
سبعة رهط تخلفوا من غزوة تبوك منهم أربعة خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا جد بن قيس وأبو لبابة وحرام وأوس
كلهم من الأنصار تيب عليهم وهم الذين قيل خذ من أموالهم صدقة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله
خلطوا عملا صالحا وآخر سيأ قال غزوهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر سيئا قال تخلفهم عنه * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن أبي الدنيا في التوبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن أبي عثمان
النهدي قال ما في القرآن آية أرجى عندي لهذه الأمة من قوله وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا
وآخر سيئا الآية * وأخرج أبو الشيخ والبيهقي عن مطرف قال انى لأستلقي من الليل على فراشي وأتدبر القرآن
فاعرض أعمالي على أعمال أهل الجنة فإذا أعمالهم شديدة كانوا قليلا من الليل ما يهجعون يبيتون لربهم
سجدا وقياما أمن هو قانت آناء الليل وساجد وقائما فلا أراني منهم فاعرض نفسي على هذه الآية ما سلككم في
سقر قالوا لم نك من المصلين إلى قوله نكذب بيوم الدين فأرى القوم مكذبين فلا أراني منهم فامر بهذه الآية
وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيأ فأرجو ان أكون أنا وأنتم يا إخوتاه منهم * وأخرج
أبو الشيخ وابن المنذر وأبو نعيم في المعرفة وابن عساكر بسند قوى عن جابر عن عبد الله قال كان ممن تخلف عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ستة أبو لبابة وأوس بن جذام وثعلبة بن وديعة وكعب بن مالك ومرارة
ابن الربيع وهلال بن أمية فجاء أبو لبابة وأوس بن جذام وثعلبة فربطوا أنفسهم بالسواري وجاؤا بأموالهم
فقالوا يا رسول الله خذ هذا الذي حبسنا عنك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أحلهم حتى يكون قتال فنزل
273

القرآن خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا الآية وكان ممن أرجئ عن التوبة وخلف كعب بن مالك ومرارة بن الربيع
وهلال بن أمية فأرجؤا أربعين يوما فخرجوا وضربوا فساطيطهم واعتزلهم نساؤهم ولم يتولهم المسلمون ولم يقربوا
منهم فنزل فيهم وعلى الثلاثة الذين خلفوا إلى قوله التواب الرحيم فبعث أم سلمة إلى كعب فبشرته * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن شوذب قال قال الأحنف بن قيس عرضت نفسي على القرآن فلم أجدني بآية أشبه منى بهذه الآية
وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا الآية * وأخرج أبو الشيخ عن مالك بن دينار قال سألت
الحسن عن قول الله وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فقال يا مالك تابوا عسى الله ان يتوب
عليهم وعسى من الله واجبة * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن مردويه عن سمرة بن جندب
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر ان يقول لأصحابه هل رأى أحد منكم رؤيا وانه قال لنا ذات غداة
انه أتاني الليلة آتيان فقالا لي انطلق فانطلقت معهما فأخرجاني إلى الأرض المقدسة فأتينا على رجل مضطجع
وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوى بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر ههنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا
يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود إليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى قلت لهما سبحان الله ما هذان
قالا لي انطلق فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه وآخر قائم عليه بكلوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه
فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب
الأول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى
قلت سبحان الله ما هذان قالا لي انطلق فانطلقنا فأتينا على مثل التنور فإذا فيه لغط وأصوات فاطلعنا فيه فإذا فيه
رجال ونساء عراة فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا قلت ما هؤلاء فقالا لي انطلق
فانطلقنا فأتينا على نهر أحمر مثل الدم وإذا في النهر رجل سابح يسبح وإذا على شاطئ النهر رجل عنده حجارة كثيرة
وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ثم يأتي الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجر فينطلق فيسبح ثم يرجع
إليه كما رجع فغر له فاه فألقمه حجرا قلت لهما ما هذان قالا لي انطلق فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره
ما أنت راء وإذا هو عنده نار يحشها ويسعى حولها قلت لهما ما هذا قالا لي انطلق فانطلقنا فأتينا على روضة معتمة
فيها من كل نور الربيع وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء وإذا حول الرجل
من أكثر ولدان رأيتهم قط قالا لي انطلق فانطلقنا فانتهينا إلى روضة عظيمة لم أر قط روضة أعظم منها ولا أحسن
قالا لي ارق فيها فارتقينا فيها فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا
فدخلناها فتلقانا فيها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما أنت راء قالا لهم اذهبوا فقعوا
في ذلك النهر فإذا نهر معترض يجرى كان ماءه المخض في البياض فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا فذهب السوء
عنهم فصاروا في أحسن صورة قالا لي هذه جنة عدن وهذاك منزل فسما بصرى صعدا فإذا قصل مثل الربابة
البيضاء قالا لي هذا منزلك قلت لهما بارك الله فيكما ذراني فادخله قالا أما الآن فلا وأنت داخله قلت لهما فإني
رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت قالا لي أما الرجل الأول الذي اتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ
القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة يفعل به إلى يوم القيامة وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه
إلى قفاه ومنخراه إلى قفاه وعينيه إلى قفاه فإنه الرج ليغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق فيصنع به إلى يوم
القيامة وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل التنور فإنهم الزناة والزواني وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح
في النهر ويلقم الحجارة فإنه آكل الربا وأما الرجل الكريه المرآة الذي عنده النار يحشها فإنه مالك خازن النار
واما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم واما الولدان الذين حوله فكل مولود
مات على الفطرة واما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا
تجاوز الله عنهم وانا جبريل وهذا ميكائيل * وأخرج الخطيب في تاريخه عن أبي موسى ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال رأيت رجالا تقرض جلودهم بمقاريض من نار قلت ما هؤلاء قال هؤلاء الذين يتزينون إلى مالا يحل
لهم ورأيت خباء خبيث الريح وفيه صياح قلت ما هذا قال هن نساء يتزين إلى ما لا يحل لهن ورأيت قوما اغتسلوا من
274

ماء الجناة قلت ما هؤلاء قال هم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا * وأخرج ابن سعد عن الأسود بن قيس العبدي
قال لقى الحسن بن علي يوما حبيب بن مسلمة فقال يا حبيب رب ميسر لك في غير طاعة الله فقال اما مسيري إلى أبيك
فليس من ذلك قال بلى ولكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة زائلة فلئن قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك
ولو كنت إذ فعلت شرا قلت خيرا كان ذلك كما قال الله خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ولكنك كما قال الله كلا بل ران
على قلوبهم ما كانوا يكسبون * قوله تعالى (خذ من أموالهم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في
قوله خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها قال من ذنوبهم التي أصابوا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن ابن عباس في قوله وصل عليهم قال استغفر لهم من ذنوبهم التي أصابوها ان صلواتك سكن لهم قال رحمة لهم
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله وصل عليهم يقول ادع لهم ان صلواتك سكن لهم قال
استغفارك يسكن قلوبهم ويطمئن لهم * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة
وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله بن أبي أوفى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتى بصدقة قال اللهم
صلى على آل فلان فاتاه أبى بصدقته فقال اللهم صلى على آل أبي أوفى * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن
عباس في قوله سكن لهم قال أمن لهم * وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر بن عبد الله قال أتانا النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت له امرأتي يا رسول الله صل على وعلى زوجي فقال صلى الله عليك وعلى زوجك * وأخرج ابن أبي شيبة عن
خارجة بن زيد عن عمه يزيد بن ثابت وكان أكبر من زيد قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما وردنا البقيع
إذا هو بقبر جديد فسال عنه فقالوا فلانة فعرفها فقال أفلا آذنتموني بها قالوا كنت قائلا فكرهنا ان نؤذيك
فقال لا تفعلوا ما مات منكم ميت ما دمت بين أظهركم الا آذنتموني به فان صلاتي عليه رحمة * وأخرج الباوردي
في معرفة الصحابة وابن مردويه عن دلسم السدوسي قال قلنا لبشير بن الخصاصية ان أصحاب الصدقة يعتدون
علينا أفنكتم من أموالنا بقدر ما يعتدون علينا فقال إذا جاؤكم فاجمعوها ثم مروهم فليصلوا عليكم ثم تلا هذه
الآية خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم * قوله تعالى (ألم يعلموا) الآية * أخرج ابن أبي
حاتم عن ابن زيد قال قال الآخرون هؤلاء كانوا معنا بالأمس لا يكلمون ولا يجالسون فما لهم فأنزل الله ألم
يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده الآية * وأخرج عبد الرزاق والحكيم والترمذي في نوادر الأصول وابن أبي
حاتم والطبراني عن ابن مسعود قال ما تصدق رجل بصدقة إلا وقعت في يد الله قبل ان تقع في يد السائل قال وهو
يضعها في يد السائل ثم قرأ ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات * وأخرج عبد الرزاق عن أبي
هريرة في قوله ويأخذ الصدقات قال إن الله هو يقبل الصدقة إذا كانت من طيب ويأخذها بيمينه وان الرجل
ليصدق بمثل اللقمة فيربيها له كما يربى أحدكم فصيله أو مهره فتربوا في كف الله حتى تكون مثل أحد * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي
نفسي بيده ما من عبد يتصدق بصدقة طيبة من كسب طيب ولا يقبل الله الا طيبا ولا يصعد إلى السماء الا طيب
فيضعها في حق الا كانت كأنما يضعها في يد الرحمن فيربيها له كما يربى أحدكم فلوه أو فصيله حتى أن اللقمة أو التمرة
لتأتي يوم القيامة مثل الجبل العظيم وتصديق ذلك في كتاب الله العظيم ألم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن
عباده ويأخذ الصدقات * وأخرج الدارقطني في الافراد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
تصدقوا فان أحدكم يعطى اللقمة أو الشئ فتقع في يد الله عز وجل قبل ان تقع في يد السائل ثم تلا هذه الآية
ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات فيربيها كما يربى أحدكم مهره أو فصيله فيوفيها إياه
يوم القيامة * قوله تعالى (وقل اعملوا) * الآية أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وقل
اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله قال هذا وعيد من الله عز وجل * وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني وأبو الشيخ
وابن مردويه عن سلمة بن الأكوع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ فسير الله عملكم ورسوله والمؤمنون
وابن مردويه عن سلمة بن الأكوع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن سلمة بن الأكوع قال مر بجنازة فأثنى عليها فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم وجبت ثم مر بجنازة أخرى فأثنى عليها فقال وجبت فسئل عن ذلك فقال إن الملائكة شهداء
275

الله في السماء وأنتم شهداء الله في الأرض فما شهدتم عليه من شئ وجب وذلك قول الله وقل اعملوا فسيرى الله
عملكم ورسوله والمؤمنون * وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة قالت ما احتقرت أعمال أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى نجم القراء الذين طعنوا على عثمان فقالوا قولا لا نحسن مثله وقرأوا قراءة لا نقرأ مثلها وصلوا صلاة
لا نصلى مثلها فلما تذكرت اذن والله ما يقاربون عمل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أعجبك حسن
قول امرئ منهم فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ولا يستخفنك أحد * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن
حبان والحاكم والبيهقي في الشعب وابن أبي الدنيا في الاخلاص والضياء في المختارة عن أبي سعيد عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة لا خرج الله عمله للناس كائنا ما كان
والله أعلم * قوله تعالى (وآخرون مرجون) الآية * أخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله وآخرون مرجون
لأمر الله قال هم الثلاثة الذين خلفوا * واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وآخرون
مرجون قال هلال بن أمية ومرارة بن الربيع وكعب بن مالك من الأوس والخزرج * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن
كعب ان أبا لبابة أشار إلى بني قريظة بإصبعه انه الذبح فقال خنت الله ورسوله فنزلت لا تخونوا الله والرسول ونزلت
وآخرون مرجون لأمر الله فكان ممن تاب الله عليه * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله اما
يعذبهم يقول يميتهم على معصية واما يتوب عليهم فأرجأ أمرهم ثم نسخها فقال وعلى الثلاثة الذين خلفوا * قوله
تعالى (والذين اتخذوا مسجدا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في
الدلائل عن ابن عباس في قوله والذين اتخذوا مسجدا ضرارا قال هم أناس من الأنصار ابتنوا مسجدا فقال لهم أبو
عامرا بنوا مسجدكم واستمدوا بما استطعتم من قوة وسلاح فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم فأتي بجند من الروم
فاخرج محمدا وأصحابه فلما فرغوا من مسجدهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا قد فرغنا من بناء مسجدنا فنحب
ان تصلى فيه وتدعو بالبركة فأنزل الله لا تقم فيه ابدا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال لما بنى
رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد قباء خرج رجال من الأنصار منهم يخدج جد عبد الله بن حنيف ووديعة بن حزام
ومجمع بن جارية الأنصاري فبنوا مسجدا لنفاق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخدج ويلك يا يخدج ما أردت
إلى ما أرى قال يا رسول الله والله ما أردت الا الحسنى وهو كاذب فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراد ان يعذره
فأنزل الله والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفروا تفريقا بين المؤمنين وارصاد لمن حارب الله ورسوله يعنى رجلا
يقال له أبو عامر كان محاربا بالرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد انطلق إلى هرقل وكانوا يرصدون إذا قدم أبو عامر
أن يصلى فيه وكان قد خرج من المدينة محاربا لله ولرسوله * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال ذكر ان بنى
عمرو بن عوف ابتنوا مسجدا فبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يأتيهم فيصلى في مسجدهم فأتاهم فصلى
فيه فلما رأوا ذلك إخوتهم بنو غنم بن عوف حسدوهم فقالوا نبني نحن أيضا مسجدا كما بنى إخواننا فنرسل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصلى فيه ولعل أبا عامر ان يمر بنا فيه فبنوا مسجدا فأرسلوا إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم ان يأتيهم فيصلى في مسجدهم كما صلى في مسجد إخوتهم فلما جاء الرسول قام ليأتيهم أو هم ليأتيهم
فأنزل الله والذين اتخذوا مسجدا ضرارا إلى قوله لا يزل بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلى آخر الآية * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله والذين اتخذوا مسجدا قال المنافقون وفى قوله وارصادا لمن حارب الله
ورسوله قال لأبي عامر الراهب * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله والذين اتخذوا مسجدا ضرارا قال إن نبي
الله صلى الله عليه وسلم بنى مسجدا بقباء فعارضه المنافقون بآخر ثم بعثوا إليه ليصلي فيه فاطلع الله نبيه صلى الله عليه
وسلم على ذلك * وأخرج ابن إسحاق وابن مردويه عن ابن عباس قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن
الدخشم فقال مالك لعاصم انظرني حتى أخرج إليك بنار من أهلي فدخل على أهله فاخذ سعفات من نار ثم خرجوا
يشتدون حتى دخلوا المسجد وفيه أهله فحرقوه وهدموه وخرج أهله فتفرقوا عنه فأنزل الله في شان المسجد والذين
اتخذوا مسجدا ضرارا وكفروا إلى قوله عليم حكيم * وأخرج ابن إسحاق وابن مردويه عن أبي رهم كلثوم بن
الحصين الغفاري وكان من الصحابة الذين بايعوا تحت الشجرة قال أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل
276

بذي أوان بينه وبين المدينة ساعة من نهار وكان بنى مسجدا الضرار فاتوه وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا يا رسول الله
انا بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة الشاتية والليلة المطيرة وانا نحب ان تأتينا فتصلى لنا فيه فقال انى على
جناح سفر ولو قدمنا إن شاء الله أتيناكم فصلينا لكم فيه فلما نزل بذي أوان أتاه خبر المسجد فدعا رسول الله صلى
الله عليه وسلم مالك بن الدخشم أخا بنى سالم بن عوف ومعن بن عدي وأخاه عاصم بن عدي أحد بلعجلان فقال
انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه فخرجا سريعين حتى أتيا بنى سالم بن عوف وهم رهط مالك بن
الدخشم فقال مالك لمعن أنظرني حتى أخرج إليك فدخل إلى أهله فاخذ سعفا من النخل فأشعل فيه نارا ثم خرج
يشتدان وفيه أهله فحرقاه وهدماه وتفرقوا عنه وفيهم نزل من القرآن ما نزل والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا
إلى آخر القصة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله والذين اتخذوا مسجدا قال هم ناس من الأنصار ابتنوا
مسجدا قريبا مسجد قباء بلغنا انه أول مسجد بنى في الاسلام * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن إسحاق
قال كان الذين بنوا مسجد الضرار اثنى عشر رجلا جذام بن خالد بن عيد بن زيد وثعلبة بن حاطب وهزال بن أمية
ومعتب بن قشير وأبو حبيبة بن الأزعر وعباد بن حنيف وجارية بن عامر وابناه مجمع وزيد ونبتل بن الحارث
وبخدج بن عثمان ووديعة بن ثابت * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله والذين اتخذوا مسجدا ضرارا
قال ضاروا أهل قباء وتفريقا بين المؤمنين قال فان أهل قباء كانوا يصلون في مسجد قباء كلهم فلما بنى ذلك أقصر عن
مسجد قباء من كان يحضره وصلوا فيه وليحلفن ان أردنا الا الحسنى فحلفوا ما أرادوا به الا الخير * قوله تعالى (لمسجد
أسس على التقوى من أول يوم أحق ان تقوم فيه) * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي
وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن خزيمة وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي
في الدلائل عن أبي سعيد الخدري قال اختلف رجلان رجل من بنى خدرة في لفظ تماريت أنا ورجل من بنى
عمرو بن عوف في المسجد الذي أسس على التقوى فقال الخدري هو مسجد رسول صلى الله عليه وسلم وقال
العمرى هو مسجد قباء فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن ذلك فقال هو هذا المسجد لمسجد رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقال في ذلك خير كثير يعنى مسجد قباء * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والزبير بن
بكار في أخبار المدينة وأبو يعلى وابن حبان والطبراني والحاكم في الكنى وابن مردويه عن سهل بن سعد
الساعدي قال اختلف رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي أسس على التقوى فقال
أحدهما هو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وقال الآخر هو مسجد قباء فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فسألاه
فقال هو مسجدي هذا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه والخطيب والضياء
في المختارة عن أبي بن كعب قال سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال هو
مسجدي هذا * وأخرج الطبراني والضياء المقدسي في المختارة عن زيد بن ثابت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال هو مسجدي هذا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه والطبراني
من طريق عروة عن زيد بن ثابت قال المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم مسجد النبي صلى الله عليه وسلم
قال عروة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم خير منه انما أنزلت في مسجد قباء * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ
وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال المسجد الذي أسس على التقوى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم
* وأخرج الزبير بن بكار وابن جرير وابن المنذر من طريق عثمان بن عبيد الله عن ابن عمر وأبى سعيد الخدري
وزيد بن ثابت قالوا المسجد الذي أسس على التقوى مسجد الرسول * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن سعيد
ابن المسيب قال المسجد الذي أسس على التقوى مسجد المدينة الأعظم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله لمسجد أسس على التقوى يعنى مسجد قباء * وأخرج أبو الشيخ عن
الضحاك في قوله لمسجد أسس على التقوى قال هو مسجد قباء * وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي والحاكم وصححه
وابن ماجة عن أسيد بن ظهيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجد قباء كعمرة قال الترمذي لا نعرف
277

لأسيد بن ظهيرة شيئا يصح غير هذا الحديث * وأخرج ابن سعد عن ظهير بن رافع الحارثي عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال من صلى في مسجد قباء يوم الاثنين والخميس انقلب بأجر عمرة * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن
ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الاختلاف إلى قباء راكبا وماشيا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
والنسائي وابن ماجة عن سهل بن حنيف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج حتى يأتي هذا المسجد مسجد
قباء فيصلى كان كعدل عمرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين انه كان يرى كل مسجد بنى بالمدينة
أسس على التقوى * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمار الذهبي قال دخلت مسجد قباء أصلى فيه فأبصرني أبو سلمة
فقال أحببت ان تصلى في مسجد أسس على التقوى من أول يوم فأخبرني ان ما بين الصومعة إلى القبلة زيادة زادها
عثمان * قوله تعالى (فيه رجال يحبون ان يتطهروا) * أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة وأبو الشيخ وابن
مردويه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نزلت هذه الآية في أهل قباء فيه رجال يحبون أن
يتطهروا قال كانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم هذه الآية * وأخرج الطبراني وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه
عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية فيه رجال يحبون ان يتطهروا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عويم بن
ساعدة قال ما هذا الطهور الذي اثنى الله عليكم فقالوا يا رسول الله ما خرج منا رجل ولا امرأة من الغائط الا غسل
فرجه أو قال مقعدته فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو هذا * وأخرج أحمد وابن خزيمة والطبراني والحاكم وابن
مردويه عن عويم بن ساعدة الأنصاري ان النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم في مسجد قباء فقال إن الله قد أحسن
عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم فما هذا الطهور الذي تطهرون به قالوا والله يا رسول الله ما نعلم شيئا الا انه
كان لنا جيران من اليهود فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا * وأخرج ابن ماجة وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن الجارود في المنتقى والدار قطني والحاكم وابن مردويه وابن عساكر عن طلحة بن نافع قال
حدثني أبو أيوب وجاب بن عبد الله وأنس بن مالك رضي الله عنهم ان هذه الآية لما نزلت فيه رجال يحبون
أن يتطهروا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار ان الله قد أثنى عليكم خيرا في الطهور فما طهوركم
هذا قالوا نتوضأ للصلاة ونغتسل من الجنابة قال فهل مع ذلك غيره قالوا لا غير أن أحدنا إذا خرج إلى الغائط أحب أن
يستنجى بالماء قال هو ذاك فعليكموه * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن مجمع بن يعقوب بن مجمع ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لعويم بن ساعدة ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم فقالوا نغسل الادبار * وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في تاريخه وابن جرير وابن جرير والبغوي في معجمه والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في
المعرفة عن محمد بن عبد الله بن سلام عن أبيه قال لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد الذي أسس على
التقوى فقال إن الله قد أثنى عليكم في الطهور خيرا أفلا تخبروني يعنى قوله فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله
يحب المطهرين فقالوا يا رسول الله انا لنجد مكتوبا في التوراة الاستنجاء بالماء ونحن نفعله اليوم * وأخرج ابن أبي
شيبة عن الشعبي قال لما نزلت هذه الآية فيه رجال يحبون أن يتطهروا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل
قباء ما هذا الثناء الذي أثنى الله عليكم قالوا ما منا أحد الا وهو يستنجى بالماء من الخلاء * وأخرج ابن أبي شيبة
عن جعفر عن أبيه ان هذه الآية نزلت في أهل قباء فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين * وأخرج
عبد الرزاق في مصنفه والطبراني عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل قباء ما هذا الطهور الذي
خصصتم به في هذه الآية فيه رجال يحبون أن يتطهروا قالوا يا رسول الله ما منا أحد يخرج من الغائط الا غسل
مقعدته * وأخرج عبد الرزاق وابن مردويه عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال سال النبي صلى الله عليه
وسلم أهل قباء فقال إن الله قد أثنى عليكم فقالوا انا نستنجي بالماء فقال إنكم قد أثنى عليكم فدوموا * وأخرج ابن
جرير عن عطاء قال أحدث قوم الوضوء بالماء من أهل قباء فأنزلت فيهم فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب
المطهرين * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن خزيمة بن ثابت قال كان رجال منا إذا خرجوا من الغائط يغسلون
أثر الغائط فنزلت فيهم هذه الآية فيه رجال يحبون أن يتطهروا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني
وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري قال قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذي قال الله فيهم فيه رجال
278

يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين قال كانوا يستنجون بالماء وكانوا لا ينامون الليل كله وهم على الجنابة
* وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق عروة بن الزبير أن عويم بن ساعدة
قال يا رسول الله من الذين قال الله فيهم فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم نعم القوم منهم عويم بن ساعدة ولم يبلغنا أنه سمى رجلا غير عويم * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفر من الأنصار ان الله قد أثنى عليكم في الطهور فما طهوركم
قالوا نستنجي بالماء من البول والغائط * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر في هذه الآية فيه رجال يحبون أن
يتطهروا الآية قال سألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طهورهم الذي أثنى الله به عليهم قالوا كنا نستنجي
بالماء في الجاهلية فلما جاء الله بالاسلام لم ندعه قال فلا تدعوه * وأخرج ابن مردويه من طريق يعقوب بن مجمع
عن عبد الرحمن بن يزيد عن مجمع بن جارية عن النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه الآية نزلت في أهل قباء فيه رجال
يحبون أن يتطهروا وكانوا يغسلون أدبارهم بالماء * وأخرج ابن سعد من طريق موسى بن يعقوب عن السرى
ابن عبد الرحمن عن عباد بن بن حمزة أنه سمع جابر بن عبد الله يخبر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نعم
العبد من عباد الله والرجل من أهل الجنة عويم بن ساعدة قال موسى وبلغني أنه لما نزلت فيه رجال يحبون أن
يتطهروا والله يحب المطهرين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عويم أول من غسل مقعدته بالماء فيما بلغني
* وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدخل الخلاء الا توضأ أو مس ماء
* وأخرج عمر بن شبة في أخبار المدينة من طريق الوليد بن سندر الأسلمي عن يحيى بن سهل الأنصاري عن أبيه
ان هذه الآية نزلت في أهل قباء كانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فيه رجال يحبون أن يتطهروا الآية
* وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن قتادة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لبعض الأنصار ما هذا الطهور الذي
أثنى الله عليكم فيه رجال يحبون أن يتطهروا قالوا نستطيب بالماء إذا جئنا من الغائط * قوله تعالى (أفمن أسس
بنيانه) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير قال
هذا مسجد قباء أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار قال هذا مسجد الضرار * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال
مسجد الرضوان أول مسجد بنى بالمدينة في الاسلام * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال لما أسس
رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد الذي أسسه على التقوى كان كلما رفع لبنة قال اللهم ان الخير خير الآخرة ثم
يناولها أخاه فيقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تنتهى اللبنة منتهاها ثم يرفع الأخرى فيقول اللهم اغفر
للأنصار والمهاجرة ثم يناولها أخاه فيقول ما قال رسول الله حتى تنتهى اللبنة منتهاها * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار
جهنم قال بنى قواعده في نار جهنم * وأخرج مسدد في مسنده وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه
وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال لقد رأيت الدخان يخرج من مسجد الضرار حيث انهار على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله فانهار به في نار جهنم قال
والله ما تناهى ان وقع في النار ذكر لنا انه حفرت فيه بقعة فرؤى منها الدخان * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج
في قوله فانهار ربه في نار جهنم قال مسجد المنافقين انهار فلم يتناه دون ان وقع في النار ولقد ذكر لنا ان رجالا
حفروا فيه فرأوا الدخان يخرج منه * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله فانهار ربه في نار جهنم قال فمضى حين
خسف به * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة انه لا يزال منه دخان يفور لقوله فانهار به قواعده
في نار جهنم يقول خر من قواعده في نار جهنم * قوله تعالى (لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة) الآية * أخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم قال
يعنى الشك الا ان تقطع قلوبهم يعنى الموت * وأخرج أبو الشيخ عن السدى قال قلت لإبراهيم أرأيت قول الله
لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم قال الشك قلت لا قال فلما تقول أنت قلت القوم بنوا مسجدا ضرارا وهم
279

كفار حين بنوا فلما دخلوا في الاسلام جعلوا لا يزالون يذكرون فيقع في قلوبهم مشقة من ذلك فتراجعوا له
فقالوا يا ليتنا لم نكن فعلنا كما ذكروه وقع من ذلك في قلوبهم مشقة وندموا فقال إبراهيم استغفر الله * وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن حبيب بن أبي ثابت في قوله ريبة في قلوبهم قال غيظا في قلوبهم الا ان تقطع قلوبهم
قال إلى أن يموتوا * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله الا ان تقطع قال الموت ان يموتوا * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أيوب قال كان عكرمة يقرؤها الا ان تقطع قلوبهم في القبر * وأخرج
ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله الا ان تقطع قلوبهم قال الا ان يتوبوا وكان أصحاب عبد الله يقرؤنها ريبة في
قلوبهم ولو تقطعت قلوبهم * قوله تعالى (ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم) الآية * أخرج ابن جرير عن
محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا قال عبد الله بن رواحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم اشترط لربك ولنفسك
ما شئت قال اشترط لربي ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا واشترط لنفسي ان تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم
وأموالكم قالوا فإذا فعلنا ذلك فما لنا قال الجنة قال ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل فنزلت ان الله اشترى من
المؤمنين أنفسهم الآية * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال نزلت هذه الآية على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم الآية فكبر الناس في المسجد
فاقبل رجل من الأنصار ثانيا طرفي ردائه على عاتقه فقال يا رسول الله أنزلت هذه الآية قال نعم فقال الأنصاري بيع
ربيح لا نقبل ولا نستقيل * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سل سيفه
في سبيل الله فقد بايع الله * وأخرج ابن سعد عن عباد بن الوليد بن عبادة بن الصامت ان أسعد بن زرارة أخذ بيد
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة فقال يا أيها الناس هل تدرون علام تبايعون محمدا انكم تبايعونه على أن
تحاربوا العرب والعجم والجن والانس كافة فقالوا نحن حرب لمن حارب وسلم لمن سالم فقال أسعد بن زرارة يا رسول
الله اشترط على فقال تبايعوني على أن تشهدوا ان لا إله إلا الله وأني رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقيموا الصلاة
وتؤتوا الزكاة والسمع والطاعة ولا تنازعوا الامر أهله وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم قالوا نعم قال قائل
الأنصار نعم هذا لك يا رسول الله فما لنا قال الجنة والنصر * وأخرج ابن سعد عن الشعبي قال انطلق النبي صلى
الله عليه وسلم بالعباس بن عبد المطلب وكان ذا رأى إلى السبعين من الأنصار عند العقبة فقال العباس ليتكلم
متكلمكم ولا يطيل الخطبة فان عليكم للمشركين عينا وان يعلموا بكم يفضحوكم فقال قائلهم وهو أبو أمامة أسعد
يا محمد سل لربك ما شئت ثم سل لنفسك ولأصحابك ما شئت ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله وعليكم إذا فعلنا ذلك
فقال أسألكم لربي ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأسألكم لنفسي وأصحابي ان تؤونا وتنصرونا وتمنعونا مما
تمنعون منه أنفسكم قال فما لنا إذا فعلنا ذلك قال الجنة فكان الشعبي إذا حدث هذا الحديث قال ما سمع الشيب
والشبان بخطبة أقصر ولا أبلغ منها * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن انه كان إذا قرأ هذه الآية ان الله اشترى
من المؤمنين أنفسهم وأموالهم قال أنفس هو خلقها وأموال هو رزقها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في
قوله ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة قال ثامنهم والله وأعلى لهم * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن الحسن قال ما على ظهر الأرض مؤمن الا قد دخل في هذه البيعة وفى لفظ اسعوا إلى بيعة بايع
الله بها كل مؤمن ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم * وأخرج ابن المنذر من طريق عياش بن عتبة
الحضرمي عن إسحاق بن عبد الله المدني قال لما نزلت هذه الآية ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم
دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من الأنصار فقال يا رسول الله نزلت هذه الآية فقال نعم فقال الأنصار
بيع رابح لا نقيل ولا نستقيل قال عياش وحدثني اسحق ان المسلمين كلهم قد دخلوا في هذه الآية من كان منهم
إذا احتيج إليه نفع وأغار ومن كان منهم لا يغير إذا احتيج إليه فقد خرج من هذه البيعة * وأخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون يعنى
يقاتلون المشركين في سبيل الله يعنى في طاعة الله فيقتلون العدو ويقتلون يعنى المؤمنين وعدا عليه حقا يعنى
ينجز ما وعدهم من الجنة في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فليس أحد أوفى بعهده من الله
280

فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به الرب تبارك وتعالى باقراركم بالعهد الذي ذكره في هذه الآية وذلك الذي
ذكر من الثواب في الجنة للقاتل والمقتول هو الفوز العظيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
قتادة في قوله ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة قال ثامنهم والله فاعلي لهم الثمن وعدا
عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن قال وعدهم في التوراة والإنجيل انه من قتل في سبيل الله أدخله الجنة
* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن شمر بن عطية قال ما من مسلم الا ولله تعالى في عنقه بيعة وفى بها أو مات عليها
ان الله اشترى من المؤمنين الآية * وأخرج أبو الشيخ عن الربيع قال في قراءة عبد الله رضي الله عنه ان الله
اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بالجنة * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله ان الله
اشترى الآية قال نسخها ليس على الضعفاء الآية * وأخرج أبو الشيخ عن سليمان بن موسى رضي الله عنه
وجبت نصرة المسلمين على كل مسلم لدخوله في البيعة التي اشترى الله بها من المؤمنين أنفسهم * قوله تعالى
(التائبون) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس قال من مات على هذه التسع فهو في سبيل
الله التائبون العابدون إلى آخر الآية * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس قال الشهيد من كان فيه
التسع خصال التائبون العابدون إلى قوله وبشر المؤمنين * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله التائبون قال تابوا من الشرك وبرئوا من النفاق وفى قوله العابدون قال
عبدوا الله في أحايينهم كلها أما والله ما هو بشهر ولا شهرين ولا سنة ولا سنتين ولكن كما قال العبد الصالح وأوصاني
بالصلاة والزكاة ما دمت حيا في قوله الحامدون قال يحمدون الله على كل حال في السراء والضراء وفى قوله
الراكعون الساجدون قال في الصلوات المفروضات وفى قوله الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر قال لم
يأمروا بالمعروف حتى ائتمروا به ولم ينهوا الناس عن المنكر حتى انتهوا عنه وفى قوله والحافظون لحدود الله قال
القائمون بأمر الله عز وجل وبشر المؤمنين قال الذين لم يغزوا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك في
قوله التائبون قال من الشرك والذنوب العابدون قال العابدون لله عز وجل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله التائبون قال الذين تابوا من الشرك ولم ينافقوا في الاسلام العابدون
قال قوم أخذوا من أبدانهم في ليلهم ونهارهم الحامدون قال قوم يحمدون الله على كل حال السائحون قال
قوم أخذوا من أبدانهم صوما لله عز وجل والحافظون لحدود الله قال لفرائضه من حلاله وحرامه * وأخرج
أبو الشيخ عن ابن عباس العابدون قال الذين يقيمون الصلاة * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في
شعب الايمان عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يدعى إلى الجنة الحادون الذين
يحمدون الله على السراء والضراء * وأخرج ابن المبارك عن سعيد بن جبير قال إن أول من يدعى إلى الجنة الذين
يحمدون الله على كل حال أو قال في السراء والضراء * وأخرج البيهقي في الشعب عن عائشة قالت كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الامر يسره قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا أتاه الامر يكرهه قال الحمد لله
على كل حال * وأخرج ابن جرير عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن السائحين
قال هم الصائمون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال كلما ذكر الله في القرآن السياحة هم
الصائمون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ عن ابن مسعود قال السائحون
الصائمون * وأخرج ابن جرير عن عائشة قالت سياحة هذه الأمة الصيام * وأخرج الفريابي ومسدد في مسنده
وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان من طريق عبيد بن عمير عن أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن السائحين فقال هم الصائمون * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه وابن النجار من
طريق أبى صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السائحون هم الصائمون * وأخرج ابن
مردويه عن ابن مسعود قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السائحين فقال الصائمون * وأخرج ابن جرير
عن أبي هريرة قال السائحون الصائمون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله السائحون قال هم
الصائمون * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن الحسن مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي عمر والعبدي
281

قال السائحون الصائمون الذين يديمون الصيام * وأخرج ابن المنذر عن سفيان بن عيينة قال انما سمى الصائم
السائح لأنه تارك للذات الدنيا كلها من المطعم والمشرب والمنكح فهو تارك للدنيا بمنزلة السائح * وأخرج ابن أبي
حاتم عن أبي فاختة مولى جعدة بن هبيرة ان عثمان بن مظعون أراد ان ينظر أيستطيع السياحة قال وكانوا
يعدون السياحة قيام الليل وصيام النهار * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني والحاكم والبيهقي في شعب الايمان
عن أبي امامة ان رجلا استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السياحة قال إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل
الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله السائحون قال هم المهاجرون ليس في أمة محمد صلى الله عليه وسلم
سياحة الا الهجرة وكان سياحتهم الهجرة حين هاجروا إلى المدينة ليس في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ترهب
* وأخرج ابن جرير عن وهب بن منبه قال كانت السياحة في بني إسرائيل * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن عكرمة في قوله السائحون قال طلبة العلم * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس الآمرون بالمعروف قال بلا إله إلا الله
والناهون عن المنكر قال الشرك بالله وبشر المؤمنين قال الذين لم يغزوا * وأخرج أبو الشيخ عن السدى
في قوله والحافظون لحدود الله قال لفرائض الله التي افترض نزلت هذه الآية في المؤمنين الذين لم يغزوا والآية
التي قبلها فيمن غزا وبشر المؤمنين قال الغازين * وأخرج أبو الشيخ عن الربيع في هذه الآية قال هذه
قال فيها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان الله قضى على نفسه في التوراة والإنجيل والقرآن لهذه الأمة انه من
قتل منهم على هذه الأعمال كان عند الله شهيدا ومن مات منهم عليها فقد وجب أجره على الله * وأخرج ابن المنذر
عن أبي صالح عن أبي هريرة قال الشهيد من لو مات على فراشه دخل الجنة قال وقال ابن عباس من مات وفيه تسع
فهو شهيد التائبون العابدون إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن
ابن عباس في قوله ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يعنى بالجنة ثم قال التائبون
إلى قوله والحافظون لحدود الله يعنى القائمون على طاعة الله وهو شرط اشترطه الله على أهل الجهاد إذا وفوا الله
بشرطه وفى لهم بشرطهم * قوله تعالى (ما كان للنبي) الآيتين * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم
والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن سعيد بن المسيب
عن أبيه قال لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية
فقال النبي صلى الله عليه وسلم أي عم قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي
أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه وأبو جهل وعبد
الله يعانوانه بتلك المقالة فقال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله فقال النبي
صلى الله عليه وسلم لاستغفرن لك ما لم انه عنك فنزلت ما كان للنبي والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين الآية
وأنزل الله في أبى طالب فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم انك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء
* وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد والترمذي والنسائي وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان والضياء في المختارة عن علي قال سمعت رجلا
يستغفر لأبويه وهما مشركان فقلت تستغفر لأبويك وهما مشركان فقال أولم يستغفر إبراهيم لأبيه فذكرت
ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت ما كان للنبي والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين الآية * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال كانوا يستغفرون
لهم حتى نزلت هذه الآية فلما نزلت أمسكوا عن الاستغفار لأمواتهم ولم ينهوا ان يستغفروا للاحياء حتى يموتوا
ثم أنزل الله تعالى وما كان استغفار إبراهيم لأبيه الآية يعنى استغفر له ما كان حيا فلما مات أمسك عن الاستغفار
* واخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب قال لما مرض أبو طالب أتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال
المسلمون هذا محمد صلى الله عليه وسلم يستغفر لعمه وقد استغفر إبراهيم لأبيه فاستغفروا لقراباتهم من المشركين
فأنزل الله ما كان للنبي والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين ثم أنزل الله تعالى وما كان استغفار إبراهيم لأبيه الا
عن موعدة وعدها إياه قال كان يرجوه في حياته فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه * وأخرج ابن جرير من طريق
282

شبل عن عمرو بن دينار ان النبي صلى الله عليه وسلم قال استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك فلا أزال أستغفر لأبي
طالب حتى ينهاني عنه ربى وقال أصحابه لنستغفرن لآبائنا كما استغفر النبي صلى الله عليه وسلم لعمه فأنزل الله
ما كان للنبي والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين إلى قوله تبرأ منه * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب قال
لما حضر أبا طالب الوفاة أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أي عم انك أعظم على حقا من والدي فقل كلمة
يجب لك بها الشفاعة يوم القيامة لا إله إلا الله فذكر نحو ما تقدم * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان
رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا نبي الله ان من آبائنا من كان يحسن الجوار ويصل الرحم ويفك
العاني ويوفى بالذمم أفلا نستغفر لهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله لاستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه
فأنزل الله ما كان للنبي والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين الآية ثم عذر الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال
وما كان استغفار إبراهيم لأبيه الا عن موعدة وعدها إياه إلى قوله تبرأ منه وذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال
أوحى إلى كلمات قد دخلن في أذني ووقرن في قلبي أمرت ان لا أستغفر لمن مات مشركا ومن أعطى فضل ماله فهو خير
له ومن أمسك فهو شر له ولا يلوم الله على كفاف * وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن علي قال أخبرت رسول الله
صلى الله عليه وسلم بموت أبى طالب فبكى فقال اذهب فغسله وكفنه وواره غفر الله له ورحمه ففعلت وجعل رسول
الله صلى الله عليه وسلم يستغفر له أياما ولا يخرج من بيته حتى نزل جبريل عليه السلام عليه بهذه الآية ما كان
للنبي والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين * وأخرج ابن سعد وأبو الشيخ وابن عساكر من طريق سفيان بن
عيينة عن عمر قال لما مات أبو طالب قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمك الله وغفر لك لا أزال أستغفر لك حتى
ينهاني الله فاخذ المسلمون يستغفرون لموتاهم الذين ماتوا وهم مشركون فأنزل الله ما كان للنبي والذين آمنوا ان
يستغفروا للمشركين الآية فقالوا قد استغفر إبراهيم لأبيه فنزلت وما كان استغفار إبراهيم لأبيه الا عن موعدة
وعدها إياه الآية قال فلما مات على كفره تبين له انه عدو لله * واخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن الحسن قال
لما مات أبو طالب قال النبي صلى الله عليه وسلم ان إبراهيم استغفر لأبيه وهو مشرك وأنا أستغفر لعمى حتى أبلغ
فأنزل الله ما كان للنبي والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى يعنى به أبا طالب فاشتد على
النبي صلى الله عليه وسلم فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وما كان استغفار إبراهيم لأبيه الا عن موعدة وعدها إياه
يعنى حين قال سأستغفر لك ربى انه كان بي حفيا فلما تبين له انه عدو لله يعنى مات على الشرك تبرأ منه * وأخرج
ابن جرير من طريق عطية العوفي عن ابن عباس في قوله ما كان للنبي والذين آمنوا الآية قال إن النبي صلى الله
عليه وسلم أراد ان يستغفر لأبيه فنهاه الله عن ذلك قال فان إبراهيم قد استغفر لأبيه فنزلت وما كان استغفار إبراهيم
لأبيه الآية قلت إن هذا الأثر ضعيف معلول فان عطية ضعيف وهو مخالف لرواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
السابقة وتلك أصح وعلى ثقة جليل * وأخرج الطبراني وابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس ان النبي
صلى الله عليه وسلم لما أقبل من غزوة تبوك اعتمر فلما هبط من ثنية عسفان أمر أصحابه ان يستندوا إلى العقبة
حتى أرجع إليكم فذهب فنزل على قبر أمه آمنة فناجى ربه طويلا ثم انه بكى فاشتد بكاؤه فبكى هؤلاء لبكائه فقالوا
ما بكى نبي الله هذا البكاء الا وقد أحدث في أمته شئ لم يطقه فلما بكى هؤلاء قام فرجع إليهم فقال ما يبكيكم قالوا
يا نبي الله بكينا لبكائك قلنا لعله أحدث في أمتك شئ لم تطقه فقال لا وقد كان بعضه ولكني نزلت على قبر أمي فدعوت
الله تعالى ليأذن لي في شفاعتها يوم القيامة فأبى ان يأذن لي فرحمتها وهي أمي فبكيت ثم جاءني جبريل عليه السلام
فقال وما كان استغفار إبراهيم لأبيه الا عن موعدة وعدها إياه الآية فتبرأ أنت من أمك كما تبرأ إبراهيم من أبيه
فرحمتها وهي أمي فدعوت ربى ان يرفع عن أمتي أربعا فرفع عنهم اثنتين وأبى ان يرفع عنهم اثنتين دعوت ربى ان
يرفع عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض وأن لا يلبسهم شيعا وأن لا يذيق بعضهم باس بعض فرفع الله
عنهم الرجم السماء والغرق من الأرض وأبى ان يرفع عنهم القتل والهرج قال وانما عدل إلى قبر أمه لأنها
كانت مدفونة تحت كدي وكانت عسفان لهم وبها ولد النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم
وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى المقابر فاتبعناه
283

فجاء حتى جلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى فبكينا لبكائه ثم قام فقام إليه عمر فدعاه ثم دعانا فقال ما أبكاكم قلنا
بكينا لبكائك قال إن القبر الذي جلست عنده قبر آمنة وأني استأذنت ربى في زيارتها فأذن لي وأني استأذنت ربى في
الاستغفار لها فلم يأذن لي وأنزل على ما كان للنبي والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى
فأخذني ما يأخذ الولد للوالدة من الرقة فذلك الذي أبكاني * وأخرج ابن مردويه عن بريدة قال كنت مع النبي
صلى الله عليه وسلم إذ وقف على عسفان فنظر يمينا وشمالا فأبصر قبر أمه آمنة ورد الماء فتوضأ ثم صلى ركعتين ودعا
فلم يفجأنا الا وقد علا بكاؤه فعلا بكاؤنا لبكائه ثم انصرف إلينا فقال ما الذي أبكاكم قالوا بكيت فبكينا يا رسول الله
قال وما ظننتم قالوا ظننا ان العذاب نازل علينا بما نعمل قال لم يكن من ذلك شئ قالوا فظننا ان أمتك كلفت من
الأعمال مالا يطيقون فرحمتها قال لم يكن من ذلك شئ ولكن مررت بقبر أمي آمنة فصليت ركعتين فاستأذنت ربى
ان استغفر لها فنهيت فبكيت ثم عدت فصليت ركعتين فاستأذنت ربى أن أستغفر لها فزجرت زجرا فعلا بكائي ثم
دعا براحلته فركبها فما سار الا هنية حتى قامت الناقة لثقل الوحي فأنزل الله ما كان للنبي والذين آمنوا ان يستغفروا
للمشركين الآيتين * وأخرج ابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال جاء ابنا مليكة وهما من الأنصار فقالا يا رسول الله ان أمنا كانت تحفظ على البعل وتكرم الضيف
وقد وأدت في الجاهلية فأين أمنا فقال أمكما في النار فقاما وقد شق ذلك عليهما فدعاهما رسول الله صلى الله عليه
وسلم فرجعا فقال الا ان أمي مع أمكما فقال منافق من الناس أما ما يغنى هذا عن أمه الا ما يغنى ابنا مليكة عن أمهما
ونحن نطأ عقبيه فقال شاب من الأنصار لم أر رجلا كان أكثر سؤلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منه يا رسول الله
وأين أبواك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سألتهما ربى فيطيعني فيهما وفى لفظ فيطعمني فيهما وأني لقائم
يومئذ المقام المحمود فقال المنافق للشاب الأنصاري سله وما المقام المحمود قال يا رسول الله وما المقام المحمود
قال ذاك يوم ينزل الله فيه على كرسيه يئط فيه كما يئط الرحل الجديد من تضايقه وهو كسعة ما بين السماء والأرض
ويجاء بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم يقول الله أكسوا خليلي فيؤتى بريطتين بيضاوين من
رياط الجنة ثم أكسى على اثره فأقوم عن يمين الله مقاما يغبطني فيه الأولون والآخرون ويشق لي نهر من الكوثر
إلى حوضي قال يقول المنافق لم أسمع كاليوم قط لقلما جرى نهر قط الا في إحالة أو رضراض فسله فيم يجرى
النهر إليهم قال في إحالة من المسك ورضراض قال يقول المنافق لم أسمع كاليوم قط والله لقلما جرى نهر قط الا
كان له نبات فسله هل لذلك النهر نبات فقال الأنصاري يا رسول الله هل لذلك النهر نبات قال نعم قال ما هو قال
قضبان الذهب قال يقول المنافق لم أسمع كاليوم قط والله ما نبت قضيب الا كان له ثمر فسله هل لتلك القضبان
ثمار فسال الأنصاري قال يا رسول الله هل لتلك القضبان ثمار قال نعم اللؤلؤ والجوهر فقال المنافق لم اسمع كاليوم
قط فسله عن شراب الحوض فقال الأنصاري يا رسول الله ما شراب الحوض قال أشد بياضا من اللبن وأحلى من
العسل من سقاه الله منه شربة لم يظمأ بعدها ومن حرمه لم يرو بعدها * وأخرج ابن سعد عن الكلبي وأبى بكر
ابن قيس الجعفي قالا كانت جعفى يحرمون القلب في الجاهلية فوفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان
منهم قيس بن سلمة وسلمة بن يزيد وهما اخوان لام فأسلما فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغني أنكما
لا تأكلان القلب قالا نعم قال فإنه لا يكمل إسلامكما الا باكله ودعا لهما بقلب فشوي وأطعمه لهما فقالا يا رسول
الله ان أمنا مليكة بنت الحلو كانت تفك العاني وتطعم البائس وترحم الفقير وانها ماتت وفد وأدت بنية لها صغيرة
فما حالها فقال الوائدة والموؤدة في النار فقاما مغضبين فقال إلى فارجعا فقال وأمي مع أمكما فأبيا ومضيا وهما
يقولان والله ان رجلا أطعمنا القلب وزعم أن أمنا في النار لأهل ان لا يتبع وذهبا فلقيا رجلا من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم معه إبل من إبل الصدقة فأوثقاه وطرد الإبل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلعنهما فيمن
كان يلعن في قوله لعن الله رعلا وذكوان وعصية ولحيان وابني مليكة من حريم وحران * وأخرج ابن المنذر عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقضى ربك ان لا تعبدوا الا إياه إلى قوله كما ربياني صغيرا قال ثم استثنى فقال
ما كان للنبي والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين إلى قوله عن موعدة وعدها إياه * وأخرج ابن جرير وابن أبي
284

حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فلما تبين له انه عدو لله قال تبين له حين مات وعلم أن التوبة قد انقطعت عنه
* واخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وأبو بكر الشافعي في فوائده والضياء في المختارة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لم يزل إبراهيم يستغفر لأبيه حتى مات فلما مات تبين له انه عدو لله فتبرأ منه
* وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس فلما تبين له انه عدو لله يقول لما مات على كفره * قوله تعالى (ان إبراهيم لأواه
حليم) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مرويه عن أبي ذر رضي الله عنه قال كان رجل يطوف بالبيت ويقول
في دعائه أوه أوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لأواه * واخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن كعب رضي الله عنه في قوله ان إبراهيم لأواه حليم
قال كان إبراهيم عليه السلام إذا ذكر النار قال أوه من النار أوه * وأخرج أبو الشيخ عن أبي الجوزاء مثله * وأخرج
ابن مردويه عن جابر رضي الله عنه ان رجلا كان يرفع صوته بالذكر فقال رجل لو أن هذا خفض صوته فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم دعه فإنه أواه * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لرجل يقال له ذو البجادين انه أواه وذلك أنه كان يكثر ذكر الله بالقرآن والدعاء * وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم أدخل ميتا القبر وقال رحمك الله ان كنت
لأواها تلاء للقرآن * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأواه الخاشع المتضرع * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ
عن ابن مسعود قال الأواه الدعاء * وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم قال الأواه الدعاء المستكين إلى الله كهيئة
المريض المتأوه من مرضه * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والطبراني وأبو الشيخ عن أبي العبيد قال سألت عبد الله بن مسعود عن الأواه فقال هو الرحيم * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس قال الأواه المؤمن التواب * وأخرج أبو الشيخ
عن ابن عباس قال الأواه الحليم المؤمن المطيع * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي أيوب قال الأواه الذي إذا ذكر
خطاياه استغفر منها * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال الأواه المؤمن بالحبشية
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس قال الأواه الموقن * وأخرج ابن
جرير وأبو الشيخ من طريق أبى ظبيان عن ابن عباس قال الأواه الموقن بلسان الحبشية * وأخرج ابن أبي حاتم
عن مجاهد قال الأواه الموقن بلسان الحبشة * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ من طريق عكرمة عن ابن عباس
قال الأواه الموقن بلسان الحبشة * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال الأواه الموقن بلسان الحبشة * وأخرج
ابن جرير عن عطاء قال الأواه الموقن بلسان الحبشة * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال الأواه الموقن
بلسان الحبشة * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال الأواه الموقن وهي كلمة الحبشة * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم من وجه آخر عن مجاهد قال الأواه الفقيه الموقن * وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال
الأواه الشيخ * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي ميسرة قال الأواه الشيخ * وأخرج ابن جرير وأبو
الشيخ عن عمرو بن شرحبيل قال الأواه الرحيم بلسان الحبشة * وأخرج ابن المنذر عن عمرو بن شرحبيل قال
الأواه الدعاء بلسان الحبشة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال الأواه المسيح * وأخرج
البخاري في تاريخه عن الحسن قال الأواه الذي قلبه معلق عند الله * وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم قال كان
إبراهيم يسمى الأواه لرقته ورحمته * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ان إبراهيم لأواه حليم قال الحليم
الرحيم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان إبراهيم لأواه حليم قال كان من حلمه انه كان إذا أذاه
الرجل من قومه قال له هداك الله * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال ما أنزل شئ من القرآن الا وأنا أعلمه
الا أربع آيات الا الرقيم فإني لا أدرى ما هو فسألت كعبا فزعم انها القرية التي خرجوا منها وحنانا من لدنا
وزكاة قال لا أدرى ما الحنان ولكنها الرحمة والغسلين لا أدرى ما هو ولكني أظنه الزقوم قال الله ان شجرة
الزقوم طعام الأثيم قال والأواه هو الموقن بالحبشية * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال الأواه المؤمن * وأخرج
285

أبو الشيخ عن مجاهد قال الأواه المنيب الفقير * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عقبة بن عامر قال الأواه الكثير
ذكر الله * قوله تعالى (وما كان الله ليضل قوما) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون قال بيان الله للمؤمنين
في الاستغفار للمشركين خاصة وفى بيانه طاعته ومعصيته عامة ما فعلوا أو تركوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة
رضي الله عنه في قوله حتى يبين لهم ما يتقون قال ما يأتونه وما ينتهون عنه * وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن عقيل
رضي الله عنه قال دفع إلى يحيى بن يعمر كتابا قال هذه خطبة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان يقوم فيخطب
بها كل عشية خميس على أصحابه ذكر الحديث ثم قال فمن استطاع منكم ان يغدو عالما أو متعلما فليفعل ولا يغدو
لسوى ذلك فان العالم والمتعلم شريكان في الخير أيها الناس انى والله ما أخاف عليكم ان تؤخذوا بما لم يبين لكم وقد
قال الله تعالى وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون فقد بين لكم ما تتقون * وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم
ما يتقون قال نزلت حين أخذوا الغداء من المشركين يوم الأسارى قال لم يكن لكم ان تأخذوه وحتى يؤذن لكم
ولكن ما كان الله ليعذب قوما بذنب أذنبوه حتى يبين لهم ما يتقون قال حتى ينهاهم قبل ذلك * قوله تعالى (لقد
تاب الله على النبي) الآية * أخرج ابن جرير وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم
والبيهقي معافى الدلائل والضياء في المختارة عن ابن عباس انه قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حدثنا من شأن
ساعة العسرة فقال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلا فأصابنا فيه
عطش حتى ظننا ان رقابنا ستقطع حتى أن كان الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقى على كبده
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه يا رسول الله ان الله قد عودك في الدعاء خيرا فادع لنا فرفع يديه فلم يرجعهما
حتى قالت السماء فأهطلت ثم سكبت فملأوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر عن مجاهد في قوله في ساعة العسرة قال غزوة تبوك * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
قتادة في قوله لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة قال هم الذين اتبعوا النبي
صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قبل الشام في لهبان الحر على ما يعلم الله من الجهد أصابهم فيها جهد شديد حتى
لقد ذكر لنا أن الرجلين كانا يشقان التمرة بينهما وكان النفر يتداولون التمرة بينهم يمصها أحدهم ثم يشرب عليها
الماء ثم يمصها الآخر فتاب الله عليهم فأقفلهم من غزوتهم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الدلائل
عن محمد بن عبد الله بن عقيل بن أبي طالب في قوله الذين اتبعوه في ساعة العسرة قال خرجوا في غزوة تبوك
الرجلان والثلاثة على بعير وخرجوا في حر شديد فأصابهم يوما عطش حتى جعلوا ينحرون إبلهم فيعصرون
أكراشها ويشربون ماءها فكان ذلك عسرة من الماء وعسرة من النفقة وعسرة من الظهر * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن مردويه عن جابر في قوله الذين اتبعوه في ساعة العسرة قال عسرة الظهر وعسرة الزاد وعسرة الماء
* وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك انه قرأ من بعد ما زاغت قلوب طائفة منهم * قوله تعالى (وعلى الثلاثة الذين
خلفوا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن منده وابن مردويه وابن عساكر عن جابر بن
عبد الله في قوله وعلى الثلاثة الذين خلفوا قال كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن ربيعة وكلهم من الأنصار
* وأخرج ابن مردويه عن مجمع بن جارية قال الثلاثة الذين خلفوا فتاب الله عليهم كعب بن مالك وهلال بن أمية
ومرارة بن ربعي * وأخرج ابن مردويه عن ابن شهاب قال إن الثلاثة الذين خلفوا كعب بن مالك من بنى سلمة
وهلال بن أمية من بنى واقف ومرارة بن ربيع من بنى عمرو بن عوف * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال
لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي أوان خرج عامة المنافقين الذين كانوا تخلفوا عنه يتلقونه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لأصحابه لا تكلمن رجلا تخلف عنا ولا تجالسوه حتى آذن لكم فلم يكلموهم فلما قدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم المدينة أتاه الذين تخلفوا يسلمون عليه فاعرض عنهم وأعرض المؤمنون عنهم حتى أن الرجل
ليعرض عنه أخوه وأبوه وعمه فجعلوا يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعتذرون بالجهد والأسقام فرحمهم رسول
286

الله صلى الله عليه وسلم فبايعهم واستغفر لهم وكان ممن تخلف عن غير شك ولا نفاق ثلاثة نفر الذين ذكر الله تعالى
في سورة التوبة كعب بن مالك السلمي وهلال بن أمية الواقفي ومرارة بن ربيعة العامري * وأخرج ابن منده وابن
عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما وعلى الثلاثة الذين خلفوا قال كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن
أمية * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان
وابن مردويه والبيهقي من طريق الزهري قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله
ابن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمى قال سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قال كعب لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط
الا في غزوة تبوك غير أنى تخلفت في غزاة بدر ولم يعاتب أحدا تخلف عنها انما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
يريد عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة
العقبة حين تواثقنا على الاسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر وان كانت بدر أذكر في الناس منها وأشهر وكان
من خبري حين تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك انى لم أكن قط أقوى ولا أيسر منى حين
تخلفت عنه في تلك الغزاة والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك الغزاة وكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قلما يريد غزاة الا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد واستقبل
سفرا بعيدا ومفازا واستقبل عدوا كثيرا فجلا للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم فأخبرهم وجهه الذي يريد
والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير لا يجمعهم كتاب حافظ يريد الديوان قال كعب رضي الله عنه فقل
رجل يريد أن يتغيب الا ظن أن ذلك سيخفى ما لم ينزل فيه وحى من الله عز وجل وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم
تلك الغزاة حين طابت الثمار والظل وآن لها أن تصغر فتجهز إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه
وطفقت أغذو لكي أتجهز معهم فارجع ولا أقضى شيئا فأقول لنفسي أنا قادر على ذلك أن أردت فلم يزل ذلك
يتمادى بي حتى استمر بالناس الجد فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غاديا والمسلمون معه ولم أقض من جهازي
شيئا وقلت الجهاز بعد يوم أو يومين ثم ألحقه فغدوت بعد ما فصلوا لأتجهز فرجعت ولم أقض من جهازي شيئا ثم
غدوت فرجعت ولم أقض شيئا فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى انتهوا وتفارط الغزو فهممت أن أرتحل فأدركهم
وليت أنى فعلت ثم لم يقدر لي ذلك فطفقت إذ خرجت في الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحزنني انى
لا أرى الا رجلا مغموصا عليه في النفاق أو رجلا ممن عذره الله ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ
تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك ما فعل كعب بن مالك فقال رجل من بنى سلمة حبسه يا رسول برداه
والنظر في عطفيه فقال له معاذ بن جبل بئسما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه الا خيرا فسكت رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال كعب بن مالك فلما بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه قافلا من تبوك حضرني
همى فطفقت أتذكر الكذب وأقول بماذا أخرج من سخطه غدا وأستعين على ذلك بكل ذي رأى من أهلي فلما
قيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظل قادما راح عنى الباطل وعرفت انى لم انج منه بشئ ابدا فأجمعت صدقه
وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما وكان إذا قدم من سفر بدا بالمسجد فركع ركعتين ثم جلس للناس فلما
فعل ذلك جاءه المتخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل رسول الله صلى
الله عليه وسلم منهم علانيتهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله حتى جئت فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب
ثم قال لي تعال فجئت أمشى حتى جلست بين يديه فقال ما خلفك ألم تكن قد اشتريت ظهرك فقلت يا رسول الله
لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت ان اخرج من سخطه بعذر لقد أعطيت جدلا ولكنه والله لقد علمت
لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى عنى به ليوشكن الله يسخطك على ولئن حدثتك الصدق تجد على فيه
انى لأرجو قرب عتبي من الله والله ما كان لي عذر والله ما كنت قط أفرغ ولا أيسر منى حين تخلفت عنك فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اما هذا فقد صدق فقم حتى يقضى الله فيك فقمت وبادرني رجال من بنى سلمة واتبعوني
فقالوا لي والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا ولقد عجزت ان لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه
287

وسلم بما اعتذر به المتخلفون فلقد كان كافيك من ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فوالله ما زالوا
يؤنبونني حتى أردت ان أرجع فأكذب نفسي ثم قلت لهم هل لقى هذا معي أحد قالوا نعم لقيه معك رجلان قالا
ما قلت وقيل لهما مثل ما قيل لك فقلت من هما قالوا مرارة بن الربيع وهلال بن أمية الواقفي فذكروا لي
رجلين صالحين قد شهدا بدرا لي فيهما أسوة فمضيت حين ذكروهما لي قال ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الناس عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت لي في نفسي الأرض
التي كنت أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فاما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما وأما أنا فكنت أشد القوم
وأجلدهم فكنت أشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف بالأسواق فلا يكلمني أحد وآتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو في مجلسه بعد الصلاة فأسلم وأقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام أم لا ثم أصلى قريبا منه وأسارقه النظر
فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلى فإذا التفت نحوه أعرض عنى حتى إذا طال على ذلك من هجر المسلمين مشيت حتى
تسورت حائط أبى قتادة وهو ابن عمى وأحب الناس إلى فسلمت عليه فوالله ما رد السلام على فقلت له يا أبا قتادة
أنشدك الله تعالى هل تعلم انى أحب الله ورسوله قال فسكت قال فعدت فنشدته فسكت فعدت فنشدته قال الله
ورسوله أعلم ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار وبينا أنا أمشى بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط الشام
ممن قدم بطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل على كعب بن مالك فطفق الناس يشيرون له إلى حتى جاء فدفع إلى كتابا
من ملك غسان وكنت كاتبا فإذا فيه أما بعد فقد بلغنا ان صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة
فالحق بنا نواسك فقلت حين قرأتها وهذا أيضا من البلاء فتيمنت بها التنور فسجرته فيها حتى إذا مضت أربعون ليلة
من الخمسين إذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك ان تعتزل
امرأتك فقلت أطلقها أم ماذا أفعل قال بل اعتزلها ولا تقربها وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك فقلت لامرأتي الحقي
بأهلك فكوني عندهم حتى يقضى الله في هذا الامر فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت يا رسول الله ان هلالا شيخ ضائع وليس له خادم فهل تكره ان أخدمه قال لا ولكن لا يقربنك فقالت إنه
والله ما به حركة إلى شئ والله ما زال يبكى من لدن ان كان من امرك ما كان إلى يومه هذا فقال لي بعض أهلي لو
استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأتك فقد اذن لامرأة هلال ان تخدمه فقلت والله لا استأذنت رسول
الله صلى الله عليه وسلم وما أدري ما يقول إذا استأذنته وانا رجل شاب قال فلبثنا عشر ليال فكمل لنا خمسون ليلة
من حين نهى عن كلامنا قال ثم صليت الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا فبينا انا جالس على الحال
التي ذكر الله عنا قد ضاقت على نفسي وضاقت على الأرض بما رحبت سمعت صارخا أوفى على جبل سلع يقول بأعلى
صوته يا كعب بن مالك ابشر فخررت ساجدا وعرفت ان قد جاء الفرج فآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة
الله علينا حين صلى الفجر فذهب الناس يبشروننا وذهب قبل صاحبي مبشرون وركض إلى رجل فرسا وسعى
ساع من أسلم وأوفى على الجبل فكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له
ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته والله ما أملك غيرهما يومئذ فاستعرت ثوبين فلبستهما فانطلقت أؤم رسول الله صلى
الله عليه وسلم يتلقاني الناس فوجا بعد فوج يهنؤني بالتوبة يقولون ليهنك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد
فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحوله الناس فقام إلى طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني
وهناني والله ما قام إلى رجل من المهاجرين غيره قال فكان كعب رضي الله عنه لا ينساها لطلحة قال كعب رضي الله عنه
فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يبرق وجهه من السرور ابشر بخير يوم مر عليك منذ
ولدتك أمك قلت أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله قال لا بل من عند الله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر فلما جلست بين يديه قلت يا رسول الله ان من توبتي ان انخلع من مالي
صدقة إلى الله والى رسوله صلى الله عليه وسلم قال أمسك بعض مالك فهو خير لك قلت انى أمسك سهمي الذي بخيبر
وقلت يا رسول الله انما نجاني الله بالصدق وان من توبتي ان لا أحدث الا صدقا ما بقيت قال فوالله ما أعلم أحدا من
المسلمين أبلاه الله من الصدق في الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن مما أبلاني الله
288

تعالى والله ما تعمدت كلمة منذ قلت ذلك إلى يومى هذا كذبا وأني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقى وأنزل الله لقد تاب
الله على النبي والمهاجرين والأنصار إلى قوله وكونوا مع الصادقين فوالله ما أنعم الله على من نعمة قط بعد أن هداني
الله للاسلام أعظم في نفسي من صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ان لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين
كذبوه فان الله قال للذين كذبوه حين أنزل الوحي شر ما قال لأحد فقال سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم
لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم انهم رجس إلى قوله الفاسقين قال وكنا خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين
قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خلفوا فبايعهم واستغفر لهم وأرجا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمرنا حتى قضى الله فيه فبذلك قال وعلى الثلاثة الذين خلفوا وليس تخليفه إيانا وارجاؤه أمرنا الذي ذكر مما
خلفنا بتخلفنا عن الغزو وانما هو عن حلف له واعتذر إليه فقبل منه * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن
كعب بن مالك رضي الله عنه قال لما نزلت توبتي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقبلت يده وركبتيه وكسوت
المبشر ثوبين * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه وعلى الثلاثة الذي خلفوا قال الذين أرجؤا في وسط
براءة قوله وآخرون مرجون لأمر الله هلال بن أمية ومرارة بن ربيعة وكعب بن مالك * وأخرج ابن جرير عن
قتادة رضي الله عنه وعلى الثلاثة الذين خلفوا مثقلة يقول عن غزوة تبوك * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك تخلف كعب بن مالك وهلال بن
أمية ومرارة بن الربيع قال أما أحدهم فكان له حائط حين زها قد فشت فيه الحمرة والصفرة فقال غزوت وغزوت
وغزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلو أقمت العام في هذا الحائط فأصبت منه فلما خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأصحابه دخل حائطه فقال ما خلفني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما استبق المؤمنون في الجهاد في سبيل
الله الا ضن بك أيها الحائط اللهم إني أشهدك انى تصدقت به في سبيلك وأما الآخر فكان قد تفرق عنه من أهله
ناس واجتمعوا له فقال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزوت فلو انى أقمت العام في أهلي فلما خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال ما خلفني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما استبق إليه المجاهدون في
سبيل الله الا ضن بكم أيها الاهل اللهم ان لك على أن لا أرجع إلى أهلي ومالي حتى أعلم ما تقضى في وأما الآخر
فقال اللهم ان لك على أن ألحق بالقوم حتى أدركهم أو أنقطع فجعل يتتبع الدقع والحزونة حتى لحق بالقوم فأنزل
الله لقد تاب الله على النبي إلى قوله وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت قال الحسن
رضي الله عنه يا سبحان الله والله ما أكلوا مالا حراما ولا أصابوا دما حراما ولا أفسدوا في الأرض غير أنهم أبطأوا عن
شئ من الخير الجهاد في سبيل الله وقد والله جاهدوا وجاهدوا وجاهدوا فبلغ منهم ما سمعتم فهكذا بلغ الذنب من
المؤمن * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك في قوله وعلى الثلاثة الذين خلفوا يعنى خلفوا
عن التوبة لم يتب عليهم حتى تاب الله على أبى لبابة وأصحابه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وأبو
الشيخ وابن عساكر عن عكرمة في قوله وعلى الثلاثة الذين خلفوا عن التوبة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة
ابن خالد المخزومي انه كان يقرؤها وعلى الثلاثة الذين خلفوا نصب أي بعد محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال دعا الله إلى توبته من قال أنا ربكم الأعلى وقال ما علمت لكم
من إله غيري ومن آيس العباد من التوبة بعد هؤلاء فقد جحد كتاب الله ولكن لا يقدر العبد أن يتوب حتى يتوب
الله عليه وهو قوله ثم تاب عليهم ليتوبوا فبدء التوبة من الله عز وجل * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا
الله) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن نافع في قوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع
الصادقين قال نزلت في الثلاثة الذين خلفوا قيل لهم كونوا مع محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه * وأخرج ابن
المنذر عن كعب بن مالك قال فينا نزلت أيضا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه عن ابن عمر في قوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال مع محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه
* وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله وكونوا مع الصادقين قال مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن الضحاك في قوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع
289

الصادقين قال أمروا أن يكونوا مع أبي بكر وعمر وأصحابهما * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله
اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال مع علي بن أبي طالب * وأخرج ابن عساكر عن أبي جعفر في قوله وكونوا
مع الصادقين قال مع علي بن أبي طالب * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله اتقوا الله
وكونوا مع الصادقين قال كونوا مع كعب بن مالك ومرارة بن ربيعة وهلال بن أمية * واخرج سعيد بن منصور
وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عدي وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان
عن عبد الله بن مسعود قال لا يصلح الكذب في جد ولا هزل ولا أن يعد أحكم صبيه شيئا ثم لا يتنجزه اقرؤا ان شئتم
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال وهي في قراءة عبد الله هكذا قال فهل تجدون لأحد
رخصة في الكذب * وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس أنه كان يقرأ وكونوا مع الصادقين
* وأخرج أبو داود الطيالسي والبخاري في الأدب وابن عدي والبيهقي في الشعب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عليكم بالصدق فإنه يهدى إلى البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه
يهدى إلى الفجور وهما في النار ولا يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا ولا يزال يكذب حتى يكتب عند
الله كذابا * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن عدي والبيهقي وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فان الصدق يهدى إلى البر وان البر يهدى إلى الجنة وان الرجل
ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فان الكذب يهدى إلى الفجور وان الفجور يهدى إلى النار
وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا * وأخرج ابن عدي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال يا أيها الناس اجتنبوا الكذب فان الكذب يهدى إلى الفجور وان الفجور يهدى إلى النار وانه
يقال صدق وبر وكذب وفجر * وأخرج أحمد والبيهقي في الشعب عن أبي مالك الجشمي ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال له أرأيت لو كان لك عبدان أحدهما يخونك ويكذبك حديثا والآخر لا يخونك ويصدقك حديثا
أيهما أحب إليك قال قلت الذي لا يخونني ويصدقني حديثا قال كذلك أنتم عند ربكم عز وجل * وأخرج
الحاكم وصححه والبيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الكذب
لا يصلح منه جد ولا هزل ولا يعد الرجل ابنه ثم لا ينجز له ان الصدق يهدى إلى البر وان البر يهدى إلى الجنة وان
الكذب يهدى إلى الفجور وان الفجور يهدى إلى النار انه يقال للصادق صدق وبر ويقال للكاذب كذب وفجر
وان الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا ويكذب حتى يكتب عند الله كذابا * وأخرج ابن أبي شيبة
وأحمد والبيهقي عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال ما يحملكم على أن تتتابعوا على
الكذب كما يتتابع الفراش في النار كل الكذب يكتب على ابن آدم الا رجل كذب في خديعة حرب أو اصلاح بين
اثنين أو رجل يحدث امرأته ليرضيها * وأخرج البيهقي عن النواس بن سمعان الكلابي قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم مالي أراكم تتهافتون في الكذب تهافت الفراش في النار كل الكذب يكتب على ابن آدم الا
رجل كذب في خديعة حرب أو اصلاح بين اثنين أو رجل يحدث امرأته ليرضيها * وأخرج البيهقي عن ابن
شهاب قال ليس بكذاب من درأ عن نفسه * وأخرج ابن عدي والبيهقي وضعفه عن أبي بكر رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الكذب مجانب للايمان * وأخرج ابن أبي شيبة وابن عدي عن أبي بكر الصديق
رضي الله عنه قال إياكم والكذب فان الكذب مجانب للايمان قال البيهقي هذا هو الصحيح موقوف * وأخرج
ابن عدي والبيهقي عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يطبع المؤمن على كل شئ الا الخيانة
والكذب * وأخرج ابن عدي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يطبع المؤمن على كل خلق
ليس الخيانة والكذب * وأخرج ابن عدي عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المؤمن
ليطبع على خلال شتى على الجود والبخل وحسن الخلق ولا يطبع المؤمن على الكذب ولا يكون المؤمن كذابا
* وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطبع المؤمن على الخلال كلها
الا الخيانة والكذب * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن أبي أوفى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن
290

يطبع على كل خلق الا الكذب والخيانة * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن جعفر بن محمد قال يبنى الانسان على
خصال فمهما بنى عليه فإنه لا يبنى على الخيانة والكذب * وأخرج مالك والبيهقي عن صفوان بن سليم أنه قيل
يا رسول الله أيكون المؤمن جبانا قال نعم قيل أيكون المؤمن بخيلا قال نعم قيل أيكون المؤمن كذابا قال لا
* وأخرج البيهقي وأبو يعلى وضعفه عن أبي برزة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكذب يسود الوجه
والنميمة عذاب القبر * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت ما كان خلق أبغض إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب ولقد كان الرجل يكذب عنده الكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد
أحدث منها توبة * وأخرج أحمد وهناد بن السرى رضي الله عنه في الزهد وابن عدي والبيهقي عن النواس بن
سمعان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كبرت خيانة ان تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق وأنت به كاذب
* وأخرج أحمد والبيهقي عن أسماء بنت عميس قالت كنت صاحبة عائشة التي هيأتها فأدخلتها على النبي صلى الله
عليه وسلم في نسوة فما وجدنا عنده قرى الا قدح من لبن فتناوله فشرب منه ثم ناوله عائشة فاستحيت منه فقلت
لا تردى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذته فشربته ثم قال ناولي صواحبك فقلت لا نشتهيه فقال لا تجمعن
كذابا وجوعا فقلت ان قالت إحدانا لشئ تشتهيه لا أشتهي أيعد ذلك كذبا فقال إن الكذب يكتب كذبا حتى
الكذيبة تكتب كذيبة * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد والبيهقي عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال جاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتنا وأنا صبي صغير فذهبت ألعب فقالت أمي لي يا عبد الله تعال أعطيك فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما أردت ان تعطيه قالت أردت ان أعطيه تمرا قال ما انك لو لم تفعلي لكتبت عليك كذبة
* وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وصححه والدارمي وأبو يعلى وابن حبان والطبراني والبيهقي والضياء عن
الحسن بن علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول دع ما يريبك إلى مالا يريبك فان الصدق طمأنينة
وان الكذب ريبة * وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته ان أعظم
الخطيئة عند الله اللسان الكاذب * وأخرج ابن عدي عن أبي بكر الصديق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول الصدق أمانة والكذب خيانة * واخرج ابن ماجة والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والخرائطي
في مكارم الأخلاق والبيهقي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال قلنا يا رسول الله من خير الناس قال ذو القلب
المحموم واللسان الصادق قلنا قد عرفنا اللسان الصادق فما القلب المحموم قال التقى النقي الذي لا اثم فيه ولا بغى
ولا غل ولا حسد قلنا يا رسول الله فمن على اثره قال الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة قلنا ما نعرف هذا فينا الا رافعا
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن على اثره قال مؤمن في حسن خلق قلنا اما هذه ففينا * واخرج البيهقي في
الشعب عن عمر بن الخطاب قال لا تجد المؤمن كذابا * واخرج البيهقي عن عمر بن الخطاب قال لا تنظروا إلى صلاة
أحد ولا إلى صيامه ولكن انظروا إلى من إذا حدث صدق وإذا ائتمن أدى وإذا أشفى ورع * وأخرج البيهقي
عن أنس قال إن الرجل ليحرم قيام الليل وصيام النهار بالكذبة يكذبها * وأخرج ابن عدي والبيهقي عن محمد بن
سيرين قال الكلام أوسع من أن يكذب ظريف * وأخرج البيهقي عن مطر الوراق قال خصلتان إذا كانت
في عبد كان سائر عمله تبعا لهما حسن الصلاة وصدق الحديث * وأخرج البيهقي عن الفضيل قال لم يتزين الناس
بشئ أفضل من الصدق وطلب الحلال * وأخرج البيهقي عن عبد العزيز بن أبي رواد قال أبرار الدنيا الكذب
وقلة الحياء من طلب الدنيا بغيرهما فقد أخطأ الطريق والمطلب وأبرار الآخرة الحياء والصدق فمن طلب
الآخرة بغيرهما فقد أخطأ الطريق والمطلب * وأخرج البيهقي عن يوسف بن أسباط قال يرزق بالصدق ثلاث
خصال الحلاوة والملاحة والمهابة * وأخرج البيهقي عن أبي روح حاتم بن يوسف قال أتيت باب الفضيل بن عياض
فسلمت عليه فقلت يا أبا على معي خمسة أحاديث ان رأيت أن تأذن لي فاقرأ عليك فقال لي اقرأ فقرأت فإذا هي
ستة فقال لي ان قم يا بنى تعلم الصدق ثم اكتب الحديث * وأخرج ابن عدي عن عمران بن الحصين رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في المعاريض لمندوحة عن الكذب * وأخرج ابن عدي عن علي بن أبي
طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في المعاريض ما يغنى الرجل العاقل عن الكذب * قوله تعالى
291

(ما كان لأهل المدينة) الآيتين * اخرج ابن أبي حاتم من طريق عمرو بن مالك عن أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال لما نزلت هذه الآية ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بعثني بالحق لولا ضعفاء الناس ما كانت سرية الا كنت فيها * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول
الله قال هذا حين كان الاسلام قليلا فلما كثر الاسلام وفشا قال الله تعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله لا يصيبهم ظمأ قال العطش ولا نصب قال العناء * وأخرج ابن أبي حاتم
عن رجاء بن حياة ومكحول انهما كانا يكرهان التلثم من الغبار في سبيل الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي
وعبد الله بن المبارك وإبراهيم بن محمد الفزاري وعيسى بن يونس السبيعي انهم قالوا في قوله تعالى ولا ينالون من عدو
نيلا الا كتب لهم به عمل صالح قالوا هذه الآية للمسلمين إلى أن تقوم الساعة * وأخرج أبو الشيخ عن السدى في
قوله ما كان لأهل المدينة الآية قال نسختها الآية التي تليها وما كان المؤمنون لينفروا كافة الآية * وأخرج
الحاكم وابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة وخلف جعفرا في
أهله فقال جعفر والله ما أتخلف عنك فخلفني فقلت يا رسول الله أتخلفني أي شئ تقول قريش أليس يقولون
ما أسرع ما خذل ابن عمه وجلس عنه وأخرى ابتغى الفضل من الله لأني سمعت الله تعالى يقول ولا يطؤن موطئا
يغيظ الكفار الآية قال اما قولك ان تقول قريش ما أسرع ما خذل ابن عمه وجلس عنه فقد قالوا انى ساحر
وكاهن وأني كذاب فلك بي أسوة اما ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي وأما قولك
تبتغى الفضل من الله فقد جاءنا فلفل من اليمن فبعه وأنفق عليك وعلى فاطمة حتى يأتيكما الله منه برزق * قوله
تعالى (وما كان المؤمنون لينفروا كافة) الآية * أخرج أبو داود في ناسخه وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن
عباس قال نسخ هؤلاء الآيات انفروا خفافا وثقالا وان لا تنفروا يعذبكم عذابا أليما قوله وما كان المؤمنون
لينفروا كافة يقول لتنفر طائفة ولتمكث طائفة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فالماكثون مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم هم الذين يتفقهون في الدين وينذروا إخوانهم إذا رجعوا إليهم من الغزو لعلهم يحذرون ما نزل
من بعدهم من قضاء الله في كتابه وحدوده * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي
في المدخل عن ابن عباس في قوله وما كان المؤمنون لينفروا كافة يعنى ما كان المؤمنون لينفروا جميعا ويتركوا
النبي صلى الله عليه وسلم وحده فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة يعنى عصبة يعنى السرايا فلا يسيرون الا باذنه
فإذا رجعت السرايا وقد نزل قرآن تعلمه القاعدون من النبي صلى الله عليه وسلم قالوا ان الله قد أنزل على نبيكم
بعدنا قرآنا وقد تعلمناه فنمكث السرايا يتعلمون ما أنزل الله على نبيهم صلى الله عليه وسلم بعدهم ويبعث
سرايا أخر فذلك قوله ليتفقهوا في الدين يقول يتعلمون ما أنزل الله على نبيه ويعلموه السرايا إذا رجعت إليهم
لعلهم يحذرون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وما كان المؤمنون لينفروا كافة
قال ليست هذه الآية في الجهاد ولكن لما ادعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مضر بالسنين أجدبت بلادهم
فكانت القبيلة منهم تقبل بأسرها حتى يحلوا بالمدينة من الجهد ويعتلوا بالاسلام وهم كاذبون فضيقوا على
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجهدوهم فأنزل الله تعالى يخبر رسوله الله صلى الله عليه وسلم انهم ليسوا
بمؤمنين فردهم إلى عشائرهم وحذر قومهم ان يفعلوا فعلهم ذلك قوله ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم
يحذرون * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال كان المؤمنون يحرضهم على الجهاد
إذا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية خرجوا فيها وتركوا النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة في رقة
من الناس فأنزل الله تعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة أمروا إذا بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية ان
تخرج طائفة وتقيم طائفة فيحفظ المقيمون على الذين خرجوا ما أنزل الله من القرآن وما يسن من السنن فإذا
رجع إخوانهم أخبروهم بذلك وعلموهم وإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتخلف عنه أحد الا باذن
أو عذر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة قال لما نزلت ان لا تنفروا يعذبكم عذابا أليما
292

وما كان لأهل المدينة الآية قال المنافقون هلك أهل البدو الذين تخلفوا عن محمد صلى الله عليه وسلم ولم يغزوا معه
وقد كان ناس خرجوا إلى البدو والى قومهم يفقهونهم فأنزل الله تعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة الآية
ونزلت والذين يحاجون في الله من بعدما استجيب لهم حجتهم داحضة الآية * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وما كان المؤمنون لينفروا كافة الآية قال ناس من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم خرجوا في البوادي فأصابوا من الناس معروفا ومن الخصب ما ينتفعون به ودعوا من وجدوا
من الناس إلى الهدى فقال لهم الناس ما نراكم الا قد تركتم أصحابكم وجئتونا فوجدوا في أنفسهم من ذلك تحرجا
وأقبلوا من البادية كلهم حتى دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة
خرج بعض وقعد بعض يبتغون الخير ليتفقهوا في الدين وليسمعوا ما في الناس وما أنزل بعدهم ولينذروا قومهم
قال الناس كلهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا) الآية * وأخرج ابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله قاتلوا الذين يلونكم من الكفار قال الأدنى فالأدنى * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك
مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال كان الذين يلونه من الكفار العرب فقاتلهم حتى فرغ منهم
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن جعفر بن محمد انه سئل عن قتال الديلم فقال قاتلوهم فإنهم من الذين قال
الله تعالى قاتلوا الذين يلونكم من الكفار * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن انه كان إذا سئل عن قتال
الروم والديلم تلا هذه الآية قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة قال شدة * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عمر انه سئل عن غزو الديلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قاتلوا الذين يلونكم من الكفار
قال الروم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وليجدوا فيكم غلظة قال شدة * قوله تعالى
(وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله فمنهم من يقول
أيكم زادته قال من المنافقين من يقول * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فاما
الذين آمنوا فزادتهم ايمانا قال كانت إذا أنزلت سورة آمنوا بها فزادهم الله ايمانا وتصديقا وكانوا بها يستبشرون
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله فزادتهم رجسا إلى رجسهم قال شكا إلى شكهم * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله أولا يرون انهم يفتنون قال يبتلون * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله يفتنون قال يبتلون في كل عام مرة أو مرتين قال بالسنة والجوع * واخرج ابن أبي
حاتم عن الحسن في قوله يفتنون في كل عام مرة أو مرتين قال يبتلون بالعدو في كل عام مرة أو مرتين * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله يفتنون في كل عام قال يبتلون بالغزو في سبيل الله
* وأخرج أبو الشيخ عن بكار بن مالك أو لا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين قال يمرضون في كل عام مرة
أو مرتين * وأخرج أبو الشيخ عن العتبى قال إذا مرض العبد ثم عوفي فلم يزدد خيرا قالت الملائكة عليهم
السلام هذا الذي داويناه فلم ينفعه الدواء * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد أولا يرون انهم يفتنون في كل
عام مرة أو مرتين قال كانت لهم في كل عام كذبة أو كذبتان * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ وابن مردويه عن حذيفة في قوله أو لا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين قال كنا نسمع في كل
عام كذبة أو كذبتين فيضل بها فئام من الناس كثير * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال في قراءة عبد الله
أولا أيرون انهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين وما يتذكرون * قوله تعالى (وإذا ما أنزلت سورة) الآية
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض قال هم
المنافقون * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد
كراهية ان يغصنا بها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى
بعض هل يراكم من أحد ممن سمع خبركم رآكم أحد أخبره إذا نزل شئ يخبر عن كلامهم وهم المنافقون * وأخرج
سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال لا تقولوا انصرفنا
من الصلاة فان قوما ما انصرفوا صرف الله قلوبهم ولكن قولوا قضينا الصلاة * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال
293

لا يقال انصرفنا من الصلاة ولكن قد قضيت الصلاة * قوله تعالى (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) الآية * أخرج
عبد بن حميد والحارث بن أبي أسامة في مسنده وابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم في دلائل النبوة وابن عساكر
عن ابن عباس في قوله لقد جاءكم رسول من أنفسكم قال ليس من العرب قبيلة الا وقد ولدت النبي صلى الله عليه
وسلم مضريها وربيعيها ويمانيها * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه
وأبو الشيخ عن جعفر بن محمد عن أبيه في قوله لقد جاءكم رسول من أنفسكم قال لم يصبه شئ من ولادة الجاهلية
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح * وأخرج ابن سعد عن ابن عباس
في قوله لقد جاءكم رسول من أنفسكم قال قد ولدتموه يا معشر العرب * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال قرأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد جاءكم رسول من أنفسكم فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه يا رسول الله ما معنى
أنفسكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أنفسكم نسبا وصهرا وحسبا ليس في ولا في آبائي من لدن آدم
سفاح كلها نكاح * وأخرج الحاكم عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ لقد جاءكم رسول
من أنفسكم يعنى من أعظمكم قدرا * وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما ولدني من سفاح الجاهلية شئ وما ولدني الا نكاح كنكاح الاسلام * وأخرج ابن سعد وابن
عساكر عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت من نكاح غير سفاح * وأخرج ابن سعد وابن أبي
شيبة في المصنف عن محمد بن علي بن حسين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما خرجت من نكاح ولم أخرج
من سفاح من لدن آدم لم يصبني من سفاح أهل الجاهلية شئ لم أخرج الا من طهرة * وأخرج ابن أبي عمر العدني
في مسنده والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل وابن عساكر عن علي بن أبي طالب ان النبي صلى الله عليه
وسلم قال خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبى وأمي لم يصبني من سفاح الجاهلية
شئ * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يلتق أبواي قط على سفاح
لم يزل الله تنقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا لا تتشعب شعبتان الا كنت في خيرهما
* وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير العرب مضر وخير مضر بنو
عبد مناف وخير بنى عبد مناف بنو هاشم وخير بنى هاشم بنو عبد المطلب والله ما افترق شعبتان منذ خلق الله
آدم الا كنت في خيرهما * وأخرج البيهقي في الدلائل وابن عساكر عن أنس قال خطب النبي صلى الله عليه
وسلم فقال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي
ابن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار وما افترق الناس
فرقتين الا جعلني في خيرهما فأخرجت من بين أبوى فلم يصبني شئ من عهد الجاهلية وخرجت من نكاح ولم
أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبى وأمي فانا خيركم نفسا وخيركم أبا * وأخرج ابن سعد
والبخاري والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثت من خير قرون بني آدم
قرنا فقرنا حتى كنت من القرن الذي كنت فيه * واخرج ابن سعد ومسلم والترمذي والبيهقي في الدلائل عن
واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد
إسماعيل بنى كنانة واصطفى من بنى كنانة قريشا واصطفى من قريش بنى هاشم واصطفاني من بنى هاشم
* وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن العباس بن عبد المطلب
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله حين خلق الخلق جعلني من خير خلقه ثم حين فرقهم جعلني في خير
الفريقين ثم حين خلق القبائل جعلني من خيرهم قبيلة وحين خلق الأنفس جعلني من خير أنفسهم ثم حين خلق
البيوت جعلني من خير بيوتهم فانا خيرهم بيتا وخيرهم نفسا * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول
والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله خلق الخلق
فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من
294

قريش بنى هاشم واختارني من بنى هاشم فانا من خيار إلى خيار * وأخرج ابن سعد عن محمد بن علي بن حسين بن علي
بن أبي طالب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قسم الله الأرض نصفين فجعلني في خيرهما ثم قسم النصف
على ثلاثة فكنت في خير ثلث منها ثم اختار العرب من الناس ثم اختار قريشا من العرب ثم اختار بنى هاشم من
قريش ثم اختار بنى عبد المطلب من بنى هاشم ثم اختارني من بنى عبد المطلب * وأخرج ابن سعد والبيهقي عن
محمد بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اختار العرب فاختار منهم كنانة ثم اختار منهم قريشا ثم
اختار منهم بنى هاشم ثم اختارني من بنى هاشم * وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان الله اختار العرب فاختار كنانة من العرب واختار قريشا من كنانة واختار بنى هاشم
من قريش واختارني من بنى هاشم * وأخرج ابن عساكر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما ولدتني بغى قط مذ خرجت من صلب آدم ولم يزل تتنازعني الأمم كابرا عن كابر حتى خرجت من أفضل حيين
من العرب هاشم وزهرة * وأخرج ابن أبي عمر العدني عن ابن عباس ان قريشا كانت نورا بين يدي الله تعالى
قبل أن يخلق الخلق بألفي عام يسبح ذلك النور وتسبح الملائكة بتسبيحه فلما خلق الله آدم عليه السلام ألقى ذلك
النور في صلبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهبطني الله إلى الأرض في صلب آدم عليه السلام وجعلني في
صلب نوح وقذف بي في صلب إبراهيم ثم لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة حتى أخرجني
من بين أبوى لم يلتقيا على سفاح قط * وأخرج البيهقي عن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب قال بلغ النبي صلى الله
عليه وسلم ان قوما نالوا منه فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أيها الناس ان الله خلق خلقه فجعلهم
فرقتين فجعلني في خير الفرقتين ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلا ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا ثم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا خيركم قبيلا وخيركم بيتا * وأخرج الترمذي وحسنه وابن مردويه والبيهقي عن
المطلب بن أبي وداعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغه بعض ما يقول الناس فصعد المنبر فحمد الله
وأثنى عليه وقال من أنا قالوا أنت رسول الله قال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ان الله خلق الخلق فجعلني في خير
خلقه وجعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة وجعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة وجعلهم بيوتا فجعلني في
خيرهم بيتا فانا خيركم بيتا وخيركم نفسا وأخرجه الترمذي وصححه والنسائي عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث
ابن عبد المطلب * وأخرج ابن سعد عن قتادة قال ذكر لنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أراد الله ان
يبعث نبيا نظر إلى خير أهل الأرض قبيلة فيبعث خيرها رجلا * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن
جعفر بن محمد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد ان الله
عز وجل بعثني فطفت شرق الأرض وغربها وسهلها وجبلها فلم أجد حيا خيرا من العرب ثم أمرني فطفت في
العرب فلم أجد حيا خيرا من مضر ثم أمرني فطفت في مضر فلم أجد حيا خيرا من كنانة ثم أمرني فطفت في كنانة
فلم أجد حيا خيرا من قريش ثم أمرني فطفت في قريش فلم أجد حيا خيرا من بنى هاشم ثم أمرني ان اختار من
أنفسهم فلم أجد فيهم نفسا خيرا من نفسك * وأخرج ابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وابن منيع في مسنده
وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس
عن أبي بن كعب قال آخر آية أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وفى لفظ ان آخر ما نزل من القرآن لقد جاءكم
رسول من أنفسكم إلى آخر الآية * وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن وابن الأنباري في المصاحف وابن
مردويه عن الحسن ان أبي بن كعب كان يقول إن أحدث القرآن عهدا بالله وفى لفظ بالسماء هاتان الآيتان
لقد جاءكم رسول من أنفسكم إلى آخر السورة * واخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند وابن
الضريس في فضائله وابن أبي داود في المصاحف وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل
والخطيب في تلخيص المتشابه والضياء في المختارة من طريق أبى العالية عن أبي بن كعب انهم
جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبى بكر فكان رجال يكتبون ويمل عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه
الآية من سورة براءة ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون فظنوا أن هذا آخر ما نزل من القرآن
295

فقال أبي بن كعب ان النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه
ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فان تولوا فقل حسبي الله لا إله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش
العظيم فهذا آخر ما نزل من القرآن قال فختم الامر بما فتح به بلا إله إلا الله يقول الله وما أرسلنا من قبلك من رسول
الا يوحى إليه انه لا إله الا أنا فاعبدون * وأخرج ابن سعد وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير وابن أبي
داود في المصاحف وابن حبان وابن المنذر والطبراني والبيهقي في سننه عن زيد بن ثابت قال أرسل إلى أبو بكر
مقتل أهل اليمامة وعنده عمر فقال أبو بكر ان عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس وأني
أخشى ان يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن الا أن تجمعوه وأني أرى ان تجمع
القرآن قال أبو بكر فقلت لعمر كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر هو والله خير فلم يزل
عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري ورأيت الذي رأى عمر قال زيد بن ثابت وعمر جالس عنده لا يتكلم
فقال أبو بكر انك رجل شاب عاقل ولا نتهمك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن
فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل على مما أمراني به من جمع القرآن قلت كيف تفعلان
شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر هو والله خير فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري
للذي شرح له صدر أبى بكر وعمر فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور
الرجال حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة بن ثابت الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره لقد جاءكم
رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم إلى آخرهما وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله
ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عبيد بن عمير
قال كان عمر لا يثبت آية في المصحف حتى يشهد رجلان فجاء رجل من الأنصار بهاتين الآيتين لقد جاءكم رسول
من أنفسكم إلى آخرها فقال عمر لا أسالك عليها بينة أبدا كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج
ابن أبي داود في المصاحف عن عروة قال لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع فقال
لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شئ من كتاب الله فاكتباه * وأخرج
ابن إسحاق وأحمد بن حنبل وابن أبي داود عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال أتى الحرث بن خزيمة بهاتين
الآيتين من آخر براءة لقد جاءكم رسول من أنفسكم إلى قوله وهو رب العرش العظيم إلى عمر فقال من معك على
هذا فقال لا أدرى والله الا أنى أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيتها وحفظتها فقال عمر وانا
أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة فانظروا سورة من
القرآن فالحقوها فألحقت في آخر براءة * وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب
قال أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال من كان تلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم
شيئا من القرآن فليأتنا به وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد
شهيدان فقتل وهو يجمع ذلك إليه فقام عثمان بن عفان فقال من كان عنده شئ من كتاب الله فليأتنا به وكان
لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد به شاهدان فجاء خزيمة بن ثابت فقال انى رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما فقالوا
ما هما قال تلقيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم إلى آخر السورة
فقال عثمان وأنا أشهد أنهما من عند الله فأين ترى ان نجعلهما قال اختم بهما آخر ما نزلت من القرآن فختمت
بهما براءة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله لقد جاءكم رسول من أنفسكم
الآية قال جعله الله من أنفسهم فلا يحسدونه على ما أعطاه الله من النبوة والكرامة عزيز عليه عنت مؤمنهم
حريص على ضالهم أن يهديه الله بالمؤمنين رؤوف رحيم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله
عزيز عليه ما عنتم قال شديد عليه ما شق عليكم حريص عليكم ان يؤمن كفاركم * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء جبريل فقال لي يا محمد ان ربك يقرئك السلام وهذا ملك الجبال قد أرسله
الله إليك وأمره ان لا يفعل شيئا الا بأمرك فقال له ملك الجبال ان الله أمرني ان لا أفعل شيئا الا بأمرك ان شئت
296

دمدمت عليهم الجبال وان شئت رميتهم بالحصباء وان شئت خسفت بهم الأرض قال يا ملك الجبال فإني أأني بهم
لعله ان يخرج منهم ذرية يقولوا لا إله إلا الله فقال ملك الجبال عليه السلام أنت كما سماك ربك رؤوف رحيم * وأخرج
ابن مردويه عن أبي صالح الحنفي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله رحيم ولا يضع رحمته الا على رحيم
قلنا يا رسول الله كلنا نرحم أموالنا وأولادنا قال ليس بذلك ولكن كما قال الله لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه
ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم * وأخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال لما قدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم المدينة جاءته جهينة فقالوا له انك قد نزلت بين أظهرنا فأوثق لنا نأمنك وتأمنا قال ولم سألتم هذا
قالوا نطلب الامن فأنزل الله تعالى هذه الآية لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليكم ما عنتم الآية * وأخرج
ابن سعد بن أبي صالح الحنفي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله رحيم يحب الرحيم يضع رحمته على كل
رحيم قالوا يا رسول الله انا لنرحم أنفسنا وأموالنا وأزواجنا قال ليس كذلك ولكن كونوا كما قال الله لقد جاءكم
رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم * قوله تعالى (فان تولوا فقل حسبي الله)
الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله فان تولوا فقل حسبي الله
يعنى الكفار تولوا عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذه في المؤمنين * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب قال
خرجت سرية إلى أرض الروم فسقط رجل منهم فانكسرت فخذه فلم يستطيعوا ان يحملوه فربطوا فرسه عنده
ووضعوا عنده شيئا من ماء وزاد فلما ولوا أتاه آت فقال له مالك ههنا قال انكسرت فخذي فتركني صحابي فقال ضع
يدك حيث تجد الألم فقل فان تولوا فقل حسبي الله لا إله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم قال فوضع يده
فقرأ هذه الآية فصح مكانه وركب فرسه وأدرك أصحابه * وأخرج أبو داود عن أبي الدرداء موقوفا وابن السني
عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح وحين يمسي حسبي الله لا الله الا هو عليه
توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة * وأخرج ابن النجار في
تاريخه عن الحسن قال من قال حين يصبح سبع مرات حسبي الله لا إله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
لم يصبه ذلك اليوم ولا تلك الليلة كرب ولا سلب ولا غرق * قوله تعالى (وهو رب العرش العظيم) * أخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال انما سمى العرش عرشا لارتفاعه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ في العظمة عن سعد الطائي قال العرش ياقوتة حمراء * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن
وهب بن منبه قال إن الله تعالى خلق العرش والكرسي من نوره فالعرش ملتصق بالكرسي والملائكة في جوف
الكرسي وحول العرش أربعة أنهار نهر من نور يتلألأ ونهر من نار تتلظى ونهر من ثلج أبيض تلتمع منه
الابصار ونهر من ماء والملائكة قيام في تلك الانهار يسبحون الله تعالى وللعرش ألسنة بعدد ألسنة الخلق كلهم
فهو يسبح الله تعالى ويذكره بتلك الألسنة * وأخرج أبو الشيخ عن الشعبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
العرش من ياقوتة حمراء وان ملكا من الملائكة نظر إليه والى عظمه فأوحى الله إليه انى قد جعلت فيك قوة سبعين
ألف ملك لكل ملك سبعون ألف جناح فطر فطار الملك بما فيه من القوة والأجنحة ما شاء الله ان يطير فوقف فنظر
فكأنه لم يرم * وأخرج أبو الشيخ عن حماد قال خلق الله العرش من زمردة خضراء وخلق له أربعة قوائم من
ياقوتة حمراء وخلق له ألف لسان وخلق في الأرض ألف أمة كل أمة تسبح الله بلسان من ألسن العرش * وأخرج
الطبراني وأبو الشيخ عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال إن العرش مطوق بحية والوحي ينزل في السلاسل
* وأخرج ابن المنذر عن عطاء قال كانوا يرون ان العرش على الحرم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن
عباس قال ما يقد قدر العرش الا الذي خلقه وان السماوات في خلق العرش مثل قبة في صحراء * وأخرج سعيد
ابن منصور وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال ما أخذت السماوات والأرض من العرش الا كما تأخذ الحلقة
من ارض الفلاة * وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب قال إن السماوات في العرش كالقنديل معلق بين السماء
والأرض * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن يزيد البصري قال في كتاب ما تنبأ عليه هارون النبي عليه الصلاة
والسلام ان بحرنا هذا خليج من نبطس ونبطس وراءه وهو محيط بالأرض فالأرض وما فوقها من البحار عند
297

نبطس كعين على سيف البحر وخلف نبطس قينس محيط بالأرض فنبطس وما دونه عنده كعين على سيف البحر
وخلف قينس الأصم محيط بالأرض فقينس وما دونه عنده كعين على سيف البحر وخلف الأصم المظلم محيط بالأرض
فالأصم وما دونه عنده كعين على سيف البحر وخلف المظلم جبل من الماس محيط بالأرض فالمظلم وما دونه عنده
كعين على سيف البحر وخلف الماس الباكي وهو ماء عذب محيط بالأرض أمر الله نصفه ان يكون تحت العرش
فأراد ان يستجمع فزجره فهو باك يستغفر الله فالماس وما دونه عنده كعين على سيف البحر والعرش خلف ذلك
محيط بالأرض فالباكي وما دونه عنده كعين على سيف البحر * وأخرج أبو الشيخ عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما السماوات السبع في الكرسي الا كدراهم سبعة القيت في ترس
قال ابن زيد قال أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم ما الكرسي في العرش الا كحلقة من حديد القيت بين ظهري
فلاة من الأرض والكرسي موضع القدمين * وأخرج أبو الشيخ عن وهب رضي الله عنه قال خلق الله العرش
وللعرش سبعون ألف ساق كل ساق كاستدارة السماء والأرض * واخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ والبيهقي في
الأسماء والصفات عن مجاهد رضي الله عنه قال بين الملائكة وبين العرش سبعون حجابا حجاب من نور وحجاب من
ظلمة وحجاب من نور وحجاب من ظلمة * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة
والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب
لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرضين ورب العرش
الكريم * وأخرج النسائي والحاكم والبيهقي عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال علمي على رضي الله عنه
كلمات علمهن رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه يقولهن عند الكرب والشئ يصيبه لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان
الله وتبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين * وأخرج الحكيم الترمذي من طريق إسحاق بن عبد الله
ابن جعفر عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقنوا موتاكم لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان
الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين قالوا يا رسول الله فكيف هي للحي قال أجود
وأجود * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن جعفر أنه زوج ابنته فخلا بها فقال إذا نزل بك الموت أو أمر من أمور
الدنيا فظيع فاستقبليه بان تقولي لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين
* وأخرج أحمد في الزهد وأبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه رضي الله عنه أن حزقيل كان في سبا بختنصر مع
دانيال من بيت المقدس فزعم حزقيل انه كان نائما على شاطئ الفرات فاتاه ملك وهو نائم فاخذ برأسه فاحتمله حتى
وضعه في خزانة بيت المقدس قال فرفعت رأسي إلى السماء فإذا السماوات منفرجات دون العرش قال فبدا لي
العرش ومن حوله فنظرت إليهم من تلك الفرجة فإذا العرش إذا نظرت إليه مظل على السماوات والأرض وإذا
نظرت إلى السماوات والأرض رأيتهن متعلقات ببطن العرش وإذا الحملة أربعة من الملائكة لكل ملك منهم أربعة
وجوه وجه انسان ووجه نسر ووجه أسد ووجه ثور فلما أعجبني ذلك منهم نظرت إلى أقدامهم فإذا هي في الأرض
على عجل تدور بها وإذا ملك قائم بين يدي العرش له ستة أجنحة لها لون كلون فرع لم يزل ذلك مقامه منذ خلق الله
الله الخلق إلى أن تقوم الساعة فإذا هو جبريل عليه السلام وإذا ملك أسفل من ذلك أعظم شئ رأيته من الخلق
فإذا هو ميكائيل وهو خليفة على ملائكة السماء وإذا ملائكة يطوفون بالعرش منذ خلق الله الخلق إلى أن
تقوم الساعة يقولون قدوس قدوس ربنا الله القوى ملأت عظمته السماوات والأرض وإذا ملائكة أسفل من
ذلك لكل ملك منهم ستة أجنحة جناحان يستر بهما وجهه من النور وجناحان يغطى بهما جسده وجناحان يطير
بهما وإذا هم الملائكة المقربون وإذا ملائكة أسفل من ذلك سجود مذ خلق الله الخلق إلى أن ينفخ في الصور فإذا
نفخ في الصور رفعوا رؤسهم فإذا نظرا إلى العرش قالوا سبحانك ما كنا نقدرك حق قدرتك ثم رأيت العرش
تدلى من تلك الفرجة فكان قدرها ثم أفضى إلى ما بين السماء والأرض فكان يلي ما بينهما ثم دخل من باب الرحمة
فكان قدره ثم أفضى إلى المسجد فكان قدره ثم وقع على الصخرة فكان قدرها ثم قال يا بن آدم فصعقت وسمعت
صوتا لم أسمع مثله قط فذهبت أقدر ذلك الصوت فإذا قدره كعسكر اجتمعوا فأجلبوا بصوت واحد أو كفئة
298

اجتمعت فتدافعت وأتى بعضها بعضا أو أعظم من ذلك قال حزقيل فلما صعقت قال أنعشوه فإنه ضعيف خلق من
طين ثم قال اذهب إلى قومك فأنت طليعتي عليهم كطليعة الجيش من دعوته منهم فاحابك واهتدي بهداك فلك
مثل أجره ومن غفلت عنه حتى يموت ضالا فعليك مثل وزره لا يخفف ذلك من أوزارهم شبا ثم عرج بالعرش
واحتملت حتى رددت إلى شاطئ الفرات فبينما أنا نائم على شاطئ الفرات إذ أتاني ملك فاخذ برأسي فاحتملني حتى
أدخلني جنب بيت المقدس فإذا انا بحوض ماء لا يجوز قدمي ثم أفضيت منه إلى الجنة فإذا شجرها على شطوط
أنهارها وإذا هو شجر لا يتناثر ورقه ولا يفنى عمره فإذا فيه الطلع والقضب 7 والبيع والقطيف قلت فما لباسها قال
هو ثياب كثياب الحور يتفلق على أي لون شاء صاحبه قلت فما أزواجها فعرضن على فذهبت لأقيس حسن
وجوههن فإذا هن لو جمع الشمس والقمر كان وجه إحداهن أضوء منهما وإذا لحم إحداهن لا يوارى عظمها
وإذا عظمها لا يوارى مخها وإذا هي إذا نام عنها صاحبها استيقظ وهي بكر فعجبت من ذلك فقيل لي لم تعجب من هذا
فقلت ومالي لا أعجب قال فإنه من اكل من هذه الثمار التي رأيت خلد ومن تزوج من هذه الأزواج انقطع عنه الهم
والحزن قال ثم اخذ برأسي فردني حيث كنت قال حزقيل فبينا انا نائم على شاطئ الفرات إذ أتاني ملك فاخذ برأسي
فاحتملني حتى وضعني بقاع من الأرض قد كانت معركة وإذا فيه عشرة آلاف قتيل قد بددت الطيور والسباع
لحومهم وفرقت بين أوصالهم ثم قال لي ان قوما يزعمون أنه من مات منهم أو قتل فقد انفلت منى وذهبت عنه قدرتي
فادعهم قال حزقيل فدعوتهم فإذا كل عظم قد أقبل إلى مفصله الذي منه انقطع ما رجل بصاحبه بأعرف من
العظم بمفصله الذي فارق حتى أم بعضها بعضا ثم نبت عليها اللحم ثم نبتت العروق ثم انبسطت الجلود وأنا انظر
إلى ذلك ثم قال ادع لي أرواحهم قال حزقيل فدعوتها وإذا كل روح قد أقبل إلى جسده الذي فارق فلما جلسوا
سألتهم فيم كنتم قالوا انا لما متنا وفارقنا الحياة لقينا ملك يقال له ميكائيل قال هلموا أعمالكم وخذوا أجوركم
كذلك سنتنا فيكم وفيمن كان قبلكم وفيمن هو كائن بعدكم فنظر في أعمالنا فوجدنا نعبد الأوثان فسلط الدود على
أجسادنا وجعلت الأرواح تألمه وسلط الغم على أرواحنا وجعلت أجسادنا تألمه فلم نزل كذلك نعذب حتى دعوتنا
قال ثم احتملني فردني حيث كنت
* (سورة يونس عليه السلام مكية) *
* أخرج النحاس وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة يونس بمكة * وأخرج
ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال أنزلت سورة يونس بمكة * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن سيرين رضي الله عنه
قال كانت سورة يونس تعد السابعة * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول إن الله أعطاني الرائيات إلى الطواسين مكان الإنجيل * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف
عن الأحنف رضي الله عنه قال صليت خلف عمر رضي الله عنه الغداة فقرأ بيونس وهود وغيرهما * قوله تعالى
(الر) * اخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الر قال فواتح السور أسماء من أسماء الله
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات وابن النجار في تاريخه عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الر قال أنا الله أرى * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله الر قال أنا
الله أرى * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله الر قال أنا الله أرى * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله الر وحم ون قال اسم مقطع * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال الر وحم ون حروف الرحمن مفرقة * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب
القرظي في قوله الر قال ألف ولام وراء من الرحمن * قوله تعالى (تلك آيات الكتاب الحكيم) * أخرج ابن أبي
حاتم عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله تعالى تلك يعنى هذه * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله تعالى
تلك آيات الكتاب قال الكتب التي خلت قبل القرآن * قوله تعالى (أكان للناس عجبا ان أوحينا إلى رجل
منهم) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما بعث الله
محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا أنكرت العرب ذلك ومن أنكر منهم قالوا الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل
299

محمد فأنزل الله أكان للناس عجبا ان أوحينا إلى رجل منهم الآية وما أرسلنا قبلك الا رجالا يوحى إليهم الآية فلما
كرر الله عليهم الحجج قالوا وإذا كان بشرا فغير محمد كان أحق بالرسالة فلولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين
عظيم يقولون أشرف من محمد يعنى الوليد بن المغيرة من مكة ومسعود بن عمرو الثقفي من الطائف فأنزل الله ردا
عليهم أهم يقسمون رحمة ربك الآية والله أعلم * قوله تعالى (وبشر الذين آمنوا ان لهم قدم صدق عند
ربهم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وبشر
الذين آمنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم قال ما سبق لهم من السعادة في الذكر الأول * وأخرج ابن جرير عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان لهم قدم صدق عند ربهم قال أجرا حسنا بما قدموا من أعمالهم * واخرج
أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله قدم صدق عند ربهم قال القدم هو العمل الذي
قدموا قال الله سنكتب ما قدموا وآثارهم والآثار ممشاهم قال مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين
اسطوانتين من مسجدهم ثم قال هذا أثر مكتوب * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع في قوله قدم صدق
قال ثواب صدق * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله قدم صدق قال يقدمون
عليه عند ربهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله قدم صدق قال خير * وأخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله قدم صدق قال سلف صدق * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة
رضي الله عنه في قوله قدم صدق أي سلف صدق * وأخرج أبو الشيخ عن بكار بن مالك رضي الله عنه في قوله قدم
صدق عند ربهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله
ان لهم قدم صدق عند ربهم قال محمد صلى الله عليه وسلم شفيع لهم يوم القيامة * واخرج ابن مردويه عن علي
ابن أبي طالب رضي الله عنه في قوله ان لهم قدم صدق عند ربهم قال محمد صلى الله عليه وسلم شفيع لهم يوم القيامة
* وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري في قوله قدم صدق عند ربهم قال محمد صلى الله عليه وسلم شفيع
صدق لهم يوم القيامة * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي بن كعب في قوله لهم قدم صدق قال سلف صدق * وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله ان لهم قدم صدق عند ربهم قال مصيبتهم في نبيهم صلى الله عليه وسلم
* وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم في قوله قدم صدق قال محمد صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (قال الكافرون
ان هذا لسحر مبين) * أخرج أبو الشيخ عن زائدة قال قرأ سليمان في يونس عند الآيتين ساحر مبين * قوله
تعالى (ان ربكم الله) الآيتين * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد
في قوله يدبر الامر قال يقضيه وحده وفى قوله انه يبدأ الخلق ثم يعيده قال يحييه ثم يميته ثم يحييه * قوله تعالى (هو
الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا) * أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول تكلم ربنا بكلمتين فصارت إحداهما شمسا والأخرى قمرا وكانا من النور جميعا ويعودان إلى الجنة يوم
القيامة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله جعل الشمس ضياء والقمر نورا قال لم يجعل
الشمس كهيئة القمر كي يعرف الليل من النهار وهو قوله فمحونا آية الليل الآية * وأخرج أبو الشيخ وابن
مردويه عن ابن عباس في قوله هو الذي جعل لكم الشمس ضياء والقمر نورا قال وجوههما إلى السماوات
وأقفيتهما لي الأرض * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر قال الشمس والقمر وجوههما إلى العرش
وأقفيتهما إلى الأرض * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر انه كان بين يديه نار إذ شهقت فقال والذي نفسي
بيده انها لتعوذ بالله من النار الكبرى ورأى القمر حين جنح للغروب فقال والله انه ليبكي الآن * وأخرج ابن أبي
شيبة عن سعيد بن المسيب قال لا تطلع الشمس حتى يصبحها ثلاثمائة ملك وسبعون ملكا أما سمعت أمية بن أبي
الصلت يقول
ليست بطالعة لنا في رسلنا * الا معذبة والا تجلد
* قوله تعالى (ان في اختلاف الليل والنهار) الآية * أخرج أبو الشيخ عن خليفة العبدي قال لو أن الله تبارك
وتعالى لم يعبد الا عن رؤية ما عبده أحد ولكن المؤمنين تفكروا في مجئ هذا الليل إذا جاء فملأ كل شئ وغطى كل
300

شئ وفى مجئ سلطان النهار إذا جاء فمحا سلطان الليل وفى السحاب المسخر بين السماء والأرض وفى النجوم وفى
الشتاء والصيف فوالله ما زال المؤمنون يتفكرون فيما خلق ربهم تبارك وتعالى حتى أيقنت قلوبهم بربهم
عز وجل وكأنما عبدوا الله عن رؤية * قوله تعالى (ان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا) الآيتين
* أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله ان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا الآية قال هؤلاء
أهل الكفر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها قال مثل قوله
من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها الآية * وأخرج أبو الشيخ عن يوسف بن أسباط قال
الدنيا دار نعم الظالمين قال وقال علي بن أبي طالب الدنيا جيفة فمن أرادها فليصبر على مخالطة الكلاب * قوله
تعالى (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم) * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله يهديهم ربهم بايمانهم قال يكون لهم نورا يمشون به * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة
مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله يهديهم ربهم بايمانهم قال حدثنا الحسن قال
بلغنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن إذا خرج من قبره صور له عمله في صورة حسنة وريح طيبة فيقول له
ما أنت فوالله انى لأراك عين امرئ صدق فيقول له انا عملك فيكون له نورا وقائدا إلى الجنة وأما الكافر فإذا خرج
من قبره صور له عمله في صورة سيئة وريح منتنة فيقول له ما أنت فوالله انى لأراك عين امرئ سوء فيقول انا عملك
فينطلق به حتى يدخله النار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله يهديهم ربهم
بايمانهم قال يمثل له عمله في صورة حسنة وريح طيبة يعارض صاحبه ويبشره بكل خير فيقول من أنت فيقول انا
عملك الصالح فيجعل له نورا من بين يديه حتى يدخله الجنة والكافر يمثل له عمله في صورة سيئة وريح منتنة فيلازم
صاحبه حتى يقذفه في النار * وأخرج أبو الشيخ عن الربيع في قوله يهديهم ربهم بايمانهم قال حتى يدخلهم
الجنة فحدث أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لأحدهم يومئذ أعلم بمنزله منكم اليوم بمنزلنا ثم ذكر عن العلماء
انه أنزلهم الجنة سبعة منازل لكل منزل من تلك المنازل أهل في سبع فضائل فقال النبي صلى الله عليه وسلم يسعى
عليهم بما سألوا وبما خطر على أنفسهم حتى إذا امتلأوا كان طعامهم ذلك جشاء وريح المسك ليس فيها حدث
ثم ألهموا الحمد والتسبيح كما ألهموا النفس ثم يجتنى فاكهتها قائما وقاعدا ومتكئا وعلى أي حال كان عليه ثم
لا تصل إلى فيه حتى تعود كما كانت انها بركة الرحمن وبركة الرحمن لا تفنى وهي الخزائن التي لا تنقطع أبدا ما أخذ
منها لم ينقص وما ترك منها لم يفسد * قوله تعالى (دعواهم فيها) الآية * أخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قالوا سبحانك اللهم وبحمدك أتاهم ما اشتهوا من الجنة من ربهم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع قال أهل الجنة إذا اشتهوا شيئا قالوا سبحانك اللهم وبحمدك فإذا هو عندهم
فذلك قوله دعواهم فيها سبحانك اللهم وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه قال إن أهل الجنة إذا دعوا
بالطعام قالوا سبحانك اللهم فيقوم على أحدهم عشرة آلاف خادم مع كل خادم صحفة من ذهب فيها طعام ليس في
الأخرى فيأكل منهن كلهن * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله دعواهم فيها سبحانك اللهم قال يكون
ذلك قولهم فيها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج قال أخبرت ان قوله سبحانك اللهم إذا
مر بهم الطائر يشتهونه قالوا سبحانك اللهم ذلك دعاؤهم به فيأتيهم الملك بما اشتهوا فإذا جاء الملك بما يشتهون فيسلم
عليهم فيردون عليه فذلك قوله وتحيتهم فيها سلام فإذا أكلوا قدر حاجتهم قالوا الحمد لله رب العالمين فذلك قوله وآخر
دعواهم أن الحمد لله رب العالمين * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن أبي الهذيل قال الحمد أول الكلام
وآخر الكلام ثم تلا وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين * قوله تعالى (ولو يعجل الله للناس) الآية * أخرج ابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم
بالخير قال هو قول الانسان لولده وماله إذا غضب عليهم اللهم لا تبارك فيه والعنه لقضى إليهم أجلهم قال لأهلك من
دعى عليه ولأماته * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير قال قول
الرجل للرجل اللهم اخزه اللهم العنه قال وهو يحب ان يستجاب له كما يحب اللهم اغفر له اللهم ارحمه * وأخرج ابن
301

جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال هو دعاء الرجل على نفسه وماله بما يكره أن يستجاب له * قوله تعالى
(وإذا مس الانسان الضر) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله دعانا لجنبه قال مضطجعا
* وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما قال على كل حال * وأخرج أبو الشيخ عن أبي
الدرداء قال ادع الله يوم سرائك يستجيب لك يوم ضرائك * قوله تعالى (ثم جعلناكم خلائف) الآية * أخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف
تعملون قال ذكر لنا ان عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية فقال صدق ربنا ما جعلنا خلائف في الأرض الا لينظر إلى
أعمالنا فأروا الله خير أعمالكم بالليل والنهار والسر والعلانية * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ثم
جعلناكم خلائف لامة محمد صلى الله عليه وسلم قوله تعالى (وإذا تتلى عليهم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير
هذا أو بدله قال هذا قول مشركي أهل مكة للنبي صلى الله عليه وسلم قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم قل لو شاء الله
ما تلوته عليكم * قوله تعالى (قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ولا أدراكم به يقول أعلمكم به * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله ولا
أدراكم به يقول ولا أشعركم به * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن انه قال ولا أدرأتكم به يعنى
بالهمز قال الفراء لا أعلم هذا يجوز من دريت ولا أدريت الا ان يكون الحسن همزها على طبيعته فان العرب
ربما غلطت فهمزت ما لم يهمز * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان
يقرأ قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أنذرتكم به * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا
أنذرتكم به قال ما حذرتكم به * قوله تعالى (فقد لبثت فيكم عمرا من قبله) * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
السدى في قوله فقد لبث فيكم عمرا من قبله قال لم أتل عليكم ولم أذكر * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
السدى فقد لبثت فيكم عمرا من قبله قال لبث أربعين سنة قبل أن يوحى إليه ورأى الرؤيا سنتين وأوحى الله إليه
عشر سنين بمكة وعشرا بالمدينة وتوفى وهو ابن اثنتين وستين سنة * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والترمذي عن
ابن عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة فمكث بمكة ثلاث عشرة يوحى إليه ثم أمر بالهجرة
فهاجر عشر سنين ومات وهو ابن ثلاث وستين * وأخرج أحمد والبيهقي في الدلائل عن أنس رضي الله عنه انه سئل
بسن أي الرجال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذ بعث قال كان ابن أربعين سنة * وأخرج البيهقي في الدلائل عن
الشعبي قال نزلت النبوة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة فقرن بنبوته إسرافيل عليه السلام ثلاث
سنين فكان يعلمه الحكمة والشئ لم ينزل القرآن فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل عليه السلام فنزل
القرآن على لسانه عشرين عشرا بمكة وعشرا بالمدينة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس بن مالك قال بعث رسول
الله صلى الله عليه وسلم على رأس أربعين فأقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا وتوفى على رأس ستين سنة * قوله تعالى
(فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال قال النضر إذا كان يوم
القيامة شفعت لي اللات والعزى فأنزل الله تعالى فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته انه لا يفلح
المجرمون ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله * قوله تعالى (وما كان
الناس الا أمة واحدة) الآية * أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وما كان الناس الا أمة واحدة قال على
الاسلام * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله وما كان الناس الا أمة واحدة فاختلفوا في قراءة ابن مسعود قال
كانوا على هدى * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد وما كان
الناس الا أمة واحدة قال آدم عليه السلام وحده فاختلفوا قال حين قتل أحدا بني آدم أخاه * وأخرج ابن أبي
حاتم عن السدى في قوله وما كان الناس الآية قال كان الناس أهل دين واحد على دين آدم فكفروا فلولا ان
ربك أجلهم إلى يوم القيامة لقضى بينهم * قوله تعالى (ويقولون لولا أنزل عليه) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن
الربيع في قوله فانتظروا انى معكم من المنتظرين قال خوفهم عذابه وعقوبته * قوله تعالى (وإذا أذقنا الناس
302

رحمة الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وإذا أذقنا
الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قال استهزاء وتكذيب * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان
قال كل مكر في القرآن فهو عمل * قوله تعالى (هو الذي يسيركم في البر والبحر) الآية * أخرج البيهقي في سننه
عن ابن عمر ان تميما الداري سال عمر بن الخطاب عن ركوب البحر فأمره بتقصير الصلاة قال يقول الله هو الذي
يسيركم في البر والبحر * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم قال ذكر
هذا ثم عد الحديث في حديث آخر عنه لغيرهم قال وجرين بهم قال فعزا الحديث عنهم فأول شئ كنتم في الفلك
وجرين بهؤلاء لا يستطيع يقول جرين بكم وهو يحدث قوما آخرين ثم ذكر هذا ليجمعهم وغيرهم وجرين
بهم هؤلاء وغيرهم من الخلق * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وظنوا انهم أحيط بهم قال أهلكوا
* وأخرج البيهقي في الدلائل عن عروة قال فر عكرمة بن أبي جهل يوم الفتح فركب البحر فاخذته الريح فنادى
باللات والعزى فقال أصحاب السفينة لا يجوز ههنا أحد يدعو شيئا الا الله وحده مخلصا فقال عكرمة والله لئن
كان في البحر وحده انه لفي البر وحده فأسلم * وأخرج ابن سعد عن ابن أبي مليكة قال لما كان يوم الفتح ركب
عكرمة بن أبي جهل البحر هاربا فخب بهم البحر فجعلت الصراري أي الملاح يدعون الله ويوحدونه فقال ما هذا قالوا
هذا مكان لا ينفع فيه الا الله قال فهذا إله محمد الذي يدعونا إليه فارجعوا بنا فرجع فأسلم * وأخرج ابن أبي شيبة
وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم
الناس الا أربعة نفر وامرأتين وقال اقتلوهم وان وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل و عبد الله
ابن خطل ومقيس بن ضبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح فاما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة
فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار فسبق سعيد عمارا وكان أشب الرجلين فقتله وأما مقيس بن ضبابة فأدركه
الناس في السوق فقتلوه وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة أخلصوا
فان آلهتكم لا تغنى عنكم شيئا فقال عكرمة لئن لم ينجيني في البحر الا الاخلاص ما ينجيني في البر غيره اللهم ان لك
عهدا ان أنت عافيتني مما أنا فيه ان آتي محمدا صلى الله عليه وسلم حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما قال
فجاء فأسلم وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان رضي الله عنه فلما دعا رسول الله صلى الله عليه
وسلم للبيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بايع عبد الله قال فرفع رأسه فنظر إليه
ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد الثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال اما كان فيكم رجل رشيد يقول إلى هذا حيث رآني
كففت يدي عن بيعته فيقتله قالوا وما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك ألا أو مات إلينا بعينك قال إنه لا ينبغي لنبي ان
تكون له خائنة أعين * قوله تعالى (يا أيها الناس انما بغيكم على أنفسكم) * أخرج أبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم
والخطيب في تاريخه والديلمي في مسند الفردوس عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثلاث هن رواجع على أهلها المكر والنكث والبغي ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس انما بغيكم على
أنفسكم ولا يحيق المكر السيئ الا باهله ومن نكث فإنما ينكث على نفسه * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن
نفيل الكناني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث قد فرغ الله من القضاء فيهن لا يبغين
أحدكم فان الله تعالى يقول يا أيها الناس انما بغيكم على أنفسكم ولا يمكرن أحد فان الله تعالى يقول ولا يحيق المكر
السيئ الا باهله ولا ينكث أحد فان الله يقول ومن نكث فإنما ينكث على نفسه * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي
في شعب الايمان عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبغ ولا تكن باغيا فان الله يقول انما بغيكم
على أنفسكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الزهري قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تبغ ولا تكن باغيا
فان الله يقول انما بغيكم على أنفسكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يؤخر الله عقوبة البغي فان الله قال انما بغيكم على أنفسكم * وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي بكر رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ذنب أجدر من أن يعجل الله لصاحبه العقوبة من البغي وقطيعة
الرحم * وأخرج أبو داود والبيهقي في الشعب عن عياض بن جابر ان الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على
303

أحد ولا يفخر أحد على أحد * وأخرج البيهقي في الشعب من طريق بلال بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لا يبغي على الناس الا ولد بغى أو فيه عرق منه * وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن رجاء
ابن حياة انه سمع قاصا في مسجد منى يقول ثلاث خلال هن على من عمل بهن البغي والمكر والنكث قال الله انما
بغيكم على أنفسكم ولا يحيق المكر السيئ الا باهله ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ثم قال ثلاث خلال لا يعذبكم
الله ما عملتم بهن الشكر والدعاء والاستغفار ثم قرأ ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وآمنتم قل ما يعبؤ بكم ربى
لولا دعاؤكم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون * وأخرج أبو الشيخ عن مكحول قال ثلاث من كن فيه كن عليه
المكر والبغي والنكث قال الله انما بغيكم على أنفسكم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو بغى جبل على جبل لدك الباغي منهما * وأخرج ابن مردويه من حديث
ابن عمر رضي الله عنه مثله * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنه قال ما من
عبادة أفضل من أن يسال وما يدفع القضاء الا الدعاء وان أسرع الخير ثوابا البر وأسرع الشر عقوبة البغي
وكفى بالمرء عيبا ان يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه وان يأمر الناس بما لا يستطيع التحول عنه وان يؤذى
جليسه بما لا يعنيه * قوله تعالى (انما مثل الحياة الدنيا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله فاختلط به نبات الأرض قال اختلط فنبت بالماء كل لون مما يأكل الناس كالحنطة والشعير
وسائر حبوب الأرض والبقول والثمار وما تأكله الانعام والبهائم من الحشيش والمراعى * وأخرج عبد الرزاق
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وازينت قال أنبتت وحسنت وفى
قوله كأن لم تغن بالأمس قال كأن لم تعش كان لم تنعم * وأخرج ابن جرير عن أبي بن كعب وابن عباس ومروان
ابن الحكم انهم كانوا يقرؤن وازينت وظن أهلها انهم قادرون عليها وما كان الله ليهلكهم الا بذنوب أهلها
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال في قراءة أبى كان لم تغن بالأمس وما أهلكناها الا
بذنوب أهلها كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي مجلز رضي الله عنه
قال مكتوب في سورة يونس عليه السلام إلى جنب هذه الآية حتى إذا أخذت الأرض زخرفها إلى
يتفكرون ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا ولا يشبع نفس ابن آدم الا التراب ويتوب الله على
من تاب فمحيت * قوله تعالى (والله يدعو إلى دار السلام) * أخرج أبو نعيم والدمياطي في معجمه من طريق
الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما والله يدعو إلى دار السلام يقول يدعو إلى عمل الجنة والله
السلام والجنة داره * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله ويهدى
من يشاء قال يهديهم للمخرج من الشبهات والفتن والضلالات * وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما من يوم طلعت شمسه الا وكل بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم الا الثقلين
يا أيها الناس هلموا إلى ربكم ان ما قل وكفى خير مما كثر وألهى ولا آبت شمسه الا وكل بجنبتيها ملكان يناديان
نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين اللهم أعط منفقا خلفا واعط ممسكا تلفا فأنزل الله في ذلك كله قرآنا في قول
الملكين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم والله يدعوا إلى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم وأنزل في
قولهما اللهم أعط منفقا خلفا واعط ممسكا تلفا والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى إلى قوله للعسرى * وأخرج ابن
جرير والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن سعيد بن أبي هلال رضي الله عنه سمعت أبا جعفر محمد
ابن علي رضي الله عنه وتلا والله يدعوا إلى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم فقال حدثني جابر
رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال انى رأيت في المنام كان جبريل عند رأسي
وميكائيل عند رجلي يقول أحدهما لصاحبه ضرب له مثلا فقال اسمع سمعت أذناك واعقل عقل قلبك انما
مثلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ دارا ثم بنى فيها بيتا ثم جعل فيها مأدبة ثم بعث رسولا يدعو الناس إلى طعامه فمنهم
من أجاب الرسول ومنهم من ترك فالله هو الملك والدار السلام والبيت الجنة وأنت يا محمد رسول فمن أجابك دخل
304

الاسلام ومن دخل الاسلام دخل الجنة ومن دخل الجنة أكل منها * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال استتبعني النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقنا حتى اتينا موضعا لا ندري ما هو فوضع رسول الله صلى الله عليه
وسلم رأسه في حجري ثم إن نفرا أتوا عليهم ثياب بيض طوال وقد أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الله
رضي الله عنه فأرعبت منهم فقالوا لقد أعطى هذا العبد خيرا ان عينه نائمة والقلب يقظان ثم قال بعضهم لبعض
اضربوا له ونتأول نحن أو نضرب نحن وتتأولون أنتم فقال بعضهم مثله كمثل سيد اتخذ مأدبة ثم ابتنى بيتا حصينا ثم
أرسل إلى الناس فمن لم يأت طعامه عذبه عذابا شديدا قال الآخرون أما لسيد فهو رب العالمين وأما البنيان فهو
الاسلام والطعام الجنة وهذا الداعي فمن اتبعه كان في الجنة ومن لم يتبعه عذب عذابا أليما ثم إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم استيقظ فقال ما رأيت يا ابن أم عبد فقلت رأيت كذا وكذا فقال أخفى على مما قالوا شئ وقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم هم نفر من الملائكة * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان سيدا بنى دارا واتخذ مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ورضى عنه السيد
ألا وان السيد الله والدار الاسلام والمأدبة الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن
رضي الله عنه قال ما من ليلة الا ينادى مناديا يا صاحب الخير هلم ويا صاحب الشر اقصر فقال رجل للحسن رضي الله عنه
أتجدها في كتاب الله قال نعم والله يدعو إلى دار السلام قال ذكر لنا ان في التوراة مكتوبا يا باغي الخير هلم
ويا باغي الشر انته * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه انه كان إذا قرأ والله يدعوا إلى دار السلام قال
لبيك ربنا وسعديك * قوله تعالى (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) * أخرج الطيالسي وهناد وأحمد ومسلم
والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والدارقطني في الرؤية وابن
مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن صهيب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية
للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناديا يا أهل الجنة ان لكم عند
الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون وما هو ألم تثقل موازيننا وتبيض وجوهنا وتدخلنا الجنة وتزحزحنا عن
النار قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم
* وأخرج الدارقطني وابن مردويه عن صهيب رضي الله عنه في الآية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الزيادة النظر إلى وجه الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والدارقطني في الرؤية وابن مردويه عن أبي
موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يبعث يوم القيامة مناديا ينادى يا أهل
الجنة بصوت يسمعه أولهم وآخرهم ان الله وعدكم الحسنى وزيادة فالحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الرحمن
* وأخرج ابن جرير وابن مردويه واللالكائي في السنة والبيهقي في كتاب الرؤية عن كعب بن عجرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال الزيادة النظر إلى وجه الرحمن * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم والدارقطني وابن مردويه واللالكائي والبيهقي في كتاب الرؤية عن أبي بن كعب رضي الله عنه
انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال الذين أحسنوا
أهل التوحيد والحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم في قوله للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال أحسنوا شهادة أن لا إله إلا الله والحسنى الجنة والزيادة
النظر إلى الله * وأخرج أبو الشيخ وابن منده في الرد على الجهمية والدارقطني في الرؤية وابن مردويه واللالكائي
والخطيب وابن النجار عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن هذه الآية للذين أحسنوا
الحسنى وزيادة فقال للذين أحسنوا العمل في الدنيا لهم الحسنى وهي الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم
* وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للذين أحسنوا
الحسنى وزيادة قال ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدود ولا صفة معلومة * وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كبر على سيف البحر تكبيرة رافعا بها صوته لا يلتمس بها رياء
ولا سمعة كتب الله له رضوانه الأكبر ومن كتب له رضوانه الأكبر جمع بينه وبين محمد وإبراهيم عليهما السلام في
305

داره ينظرون إلى ربهم في جنة عدن كما ينظر أهل الدنيا إلى الشمس والقمر في يوم لا غيم فيه ولا سحابة وذلك قوله
للذين أحسنوا الحسنى وزيادة فالحسنى لا إله إلا الله والزيادة الجنة والنظر إلى الرب * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
جرير وابن خزيمة وابن المنذر وأبو الشيخ والدارقطني وابن منده في الرد على الجهمية وابن مردويه واللالكائي
والآجري والبيهقي كلاهما في الرؤية عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قوله للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال
الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله * وأخرج ابن مردويه من طريق الحرث عن علي رضي الله عنه في قوله
للذين أحسنوا الحسنى قال يعنى الجنة والزيادة يعنى النظر إلى الله تعالى * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والدارقطني واللالكائي والآجري والبيهقي عن حذيفة رضي الله عنه في الآية قال
الزيادة النظر إلى وجه الله * وأخرج هناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والدارقطني واللالكائي
والبيهقي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه في الآية قال الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه ربهم * وأخرج
ابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما للذين
أحسنوا الحسنى قال قول لا إله إلا الله والحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجهه الكريم * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي من طريق على عن ابن عباس رضي الله عنهما للذين أحسنوا قال للذين شهدوا ان
لا إله إلا الله الحسنى الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم واللالكائي عن ابن مسعود رضي الله عنه في الآية قال اما
الحسنى فالجنة وأما الزيادة فالنظر إلى وجه الله واما القتر فالسواد * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الرؤية من طريق الحكم بن عتيبة عن علي رضي الله عنه في الآية قال
الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب غرفها وأبوابها من لؤلؤة واحدة * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة
رضي الله عنه للذين أحسنوا قال شهادة ان لا إله إلا الله الحسنى قال الجنة وزيادة قال النظر إلى وجه الله * وأخرج
ابن جرير والدار قطني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه في قوله للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال إذا
دخل أهل الجنة الجنة أعطوا منها ما شاؤوا ثم يقال لهم انه قد بقى من حقكم شئ لم تعطوه فيتجلى الله تعالى لهم
فيصغر ما أعطوا عند ذلك ثم تلا للذين أحسنوا الحسنى قال الجنة والزيادة نظرهم إلى ربهم عز وجل * وأخرج
ابن جرير والدارقطني عن عامر بن سعد البجلي رضي الله عنه في قوله للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال النظر إلى
وجه الله * وأخرج الدارقطني عن السدى رضي الله عنه في قوله للذين أحسنوا الحسنى قال الجنة وزيادة قال
النظر إلى وجه الرب عز وجل * وأخرج الدارقطني عن الضحاك رضي الله عنه قال الزيادة النظر إلى وجه الله
* وأخرج ابن جرير والدارقطني عن عبد الرحمن بن سابط قال الزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل * وأخرج ابن
جرير والدارقطني عن أبي إسحاق السبيعي رضي الله عنه في قوله للذين أحسنوا الحسنى قال الجنة وزيادة قال النظر
إلى وجه الرحمن عز وجل * وأخرج ابن جرير والدارقطني عن قتادة رضي الله عنه قال ينادى المنادى يوم القيامة
ان الله وعد الحسنى وهي الجنة فاما الزيادة فهي النظر إلى وجه الرحمن قال فيتجلى لهم حتى ينظرون إليه * وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال هو مثل قوله ولدينا مزيد
يقول يجزيهم بعملهم ويزيدهم من فضله وقال من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله للذين أحسنوا الحسنى قال مثلها قال وزيادة
قال مغفرة ورضوان * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علقمة بن قيس رضي الله عنه في الآية
قال الزيادة العشر من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في
الآية قال الزيادة الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه
في الآية قال الزيادة ما أعطاهم في الدنيا لا يحاسبهم به يوم القيامة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي
في الرؤية عن سفيان رضي الله عنه قال ليس في تفسير القرآن اختلاف انما هو كلام جامع يراد به هذا وهذا * قوله
تعالى (ولا يرهق وجوههم قتر) الآية أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ولا يرهق وجوههم قال لا يغشاهم قتر قال سواد الوجوه * وأخرج أبو الشيخ عن عطاء رضي الله عنه
306

في الآية قال القتر سواد الوجه * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولا يرهق وجوههم قتر قال
خزى * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يرهق وجههم
قتر ولا ذلة قال بعد نظرهم إلى الله عز وجل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ والدارقطني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه في قوله ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة قال بعد نظرهم
إلى ربهم * قوله تعالى (والذين كسبوا السيئات) * أخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله والذين
كسبوا السيئات قال الذين عملوا لكبائر جزاء سيئة بمثلها قال النار وترهقهم ذلة قال الذل كأنما أغشيت
وجوههم قطعا من الليل مظلما والقطع السواد نسخها الآية في البقرة بلى من كسب سيئة الآية * وأخرج ابن
جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وترهقهم ذلة قال يغشاهم ذلة وشدة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
رضي الله عنهما مالهم من الله من عاصم يقول من مانع * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه مالهم من الله من عاصم قال من نصير كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل
قال ظلمة من الليل * قوله تعالى (ويوم نحشرهم) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ويوم نحشرهم قال الحشر الموت * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن
زيد رضي الله عنه في قوله فزيلنا بينهم قال فرقنا بينهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن مجاهد رضي الله عنه قال يأتي على الناس يوم القيامة ساعة فيها لين يرى أهل الشرك أهل التوحيد يغفر لهم
فيقولون والله ربنا ما كنا مشركين قال الله انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ثم يكون
من بعد ذلك ساعة فيها شدة ينصب لهم الآلهة التي كانوا يعبدون من دون الله فيقول هؤلاء الذين كنتم تعبدون
من دون الله فيقولون نعم هؤلاء الذين كنا نعبد فتقول لهم الآلهة والله ما كنا نسمع ولا نبصر ولا نعقل ولا نعلم أنكم
كنتم تعبدوننا فيقولون بلى والله لإياكم كنا نعبد فتقول لهم الآلهة فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم ان
كنا عن عبادتكم لغافلين * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يمثل لهم يوم القيامة ما كانوا يعبدون من دون الله فيتبعونهم حتى يوردوهم النار ثم تلا رسول الله صلى الله
عليه وسلم هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه انه كان يقرأ هنالك
تتلو بالتاء قال هنالك تتبع * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه هنالك تتلو يقال تتبع * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه هنالك تبلو يقول تختبر
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت قال عملت * وأخرج ابن جرير
وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه هنالك تبلو قال تعاين كل نفس ما أسلفت قال عملت وضل عنهم ما كانوا
يفترون قال ما كانوا يدعون معه من الأنداد * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله وردوا إلى الله
مولاهم الحق قال نسختها قوله مولى الذين آمنوا وان الكافرين لا مولى لهم * قوله تعالى (فماذا بعد الحق الا
الضلال) * أخرج ابن أبي حاتم عن حرملة بن عبد العزيز قال قلت لمالك بن أنس رضي الله عنه ما تقول في رجل
أمره يقيني قال ليس ذلك من الحق قال الله فماذا بعد الحق الا ضلال * وأخرج ابن أبي حاتم عن أشهب رضي الله عنه
قال سئل مالك عن شهادة اللعاب بالشطرنج والنرد فقال أما من أدمنها فما أرى شهادتهم طائلة يقول الله
فماذا بعد الحق الا الضلال والله أعلم * قوله تعالى (كذلك حقت كلمة ربك) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله كذلك حقت كلمة ربك يقول سبقت كلمة ربك * وأخرج أبو الشيخ عن
الضحاك رضي الله عنه كذلك حقت يقول صدقت * قوله تعالى (قل هل من شركائكم) الآية * أخرج ابن أبي شيبة
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أم من لا يهدى الا أن يهدى قال
الأوثان الله يهدى منها ومن غيرها ما شاء * قوله تعالى (وان كذبوك) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وان كذبوك فقل لي عملي الآية قال أمره بهذا ثم نسخه فأمره بجهادهم * قوله
تعالى (ان الله لا يظلم الناس شيئا) * أخرج أبو الشيخ عن مكحول رضي الله عنه في قوله ان الله لا يظلم الناس شيئا
307

ولكن الناس أنفسهم يظلمون قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله يا عبادي انى حرمت الظلم على نفسي
وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا * قوله تعالى (ويوم نحشرهم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
الحسن رضي الله عنه في قوله يتعارفون بينهم قال يعرف الرجل صاحبه إلى جنبه فلا يستطيع ان يكلمه * قوله
تعالى (واما نرينك) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله واما نرينك بعض الذي نعدهم قال سوء العذاب في حياتك أو نتوفينك قبل فإلينا مرجعهم وفى قوله ولكل
أمة رسول فإذا جاء رسولهم قال يوم القيامة * قوله تعالى (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في
الصدور) * أخرج الطبراني وأبو الشيخ عن أبي الأحوص قال جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إن
أخي يشتكي بطنه فوصف له الخمر فقال سبحان الله ما جعل الله في رجس شفاء انما الشفاء في شيئين القرآن
والعسل فيهما شفاء لما في الصدور وشفاء للناس * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال إن الله سبحانه
وتعالى جعل القرآن شفاء لما في الصدور ولم يجعله شفاء لأمراضكم * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انى أشتكي صدري فقال اقرأ القرآن
يقول الله تعالى شفاء لما في الصدور * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه ان
رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجع حلقه فقال عليك بقراءة القرآن * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
مسعود رضي الله عنه قال في القرآن شفاءان القرآن والعسل فالقرآن شفاء لما في الصدور والعسل شفاء من كل
داء * وأخرج البيهقي عن طلحة بن مصرف قال كان يقال ان المريض إذا قرئ عنده القرآن وجد له خفة فدخلت
على خيثمة وهو مريض فقلت انى أراك اليوم صالحا قال إنه قرئ عندي القرآن * قوله تعالى (قل بفضل الله)
الآية * أخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في
المصاحف وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الايمان من طرق عن أبي
بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقلت أسماني
لك قال نعم قيل لأبي رضي الله عنه أفرحت بذلك قال وما يمنعني والله تعالى يقول قل بفضل الله وبرحمته فبذلك
فليفرحوا هو خير مما تجمعون هكذا قرأها بالتاء * وأخرج الطيالسي وأبو داود والحاكم وصححه وابن مردويه
عن أبي رضي الله عنه قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فبذلك فلتفرحوا بالتاء * وأخرج ابن جرير عن أبي
رضي الله عنه انه كان يقرأ فبذلك فلتفرحوا هو خير مما تجمعون بالتاء * وأخرج ابن أبي عمر العدني والطبراني
وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقرا فبذلك فلتفرحوا * وأخرج
أبو الشيخ وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل بفضل الله وبرحمته قال
فضل الله القرآن ورحمته ان جعلهم من أهله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله قل بفضل الله وبرحمته قال بكتاب الله وبالإسلام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قل بفضل الله وبرحمته قال فضله الاسلام ورحمته القرآن
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قل بفضل الله
القرآن وبرحمته حين جعلهم من أهل القرآن * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال
فضل الله العلم ورحمته محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى وما أرسلناك الا رحمة للعالمين * وأخرج ابن أبي شيبة عن
سالم رضي الله عنه قل بفضل الله قال الاسلام وبرحمته قال القرآن * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن مجاهد
رضي الله عنه قل بفضل الله وبرحمته قال القرآن * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال
فضل الله القرآن ورحمته الاسلام * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن هلال بن يسار رضي الله عنه في قوله قل بفضل
الله وبرحمته قال بالاسلام الذي هداكم وبالقرآن الذي علمكم * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن هلال بن يسار
رضي الله عنه قل بفضل الله وبرحمته قال فضل الله الاسلام ورحمته القرآن * وأخرج ابن جرير عن الحسن وقتادة
مثله * وأخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قل بفضل الله قال النبي صلى الله عليه وسلم
308

وبرحمته قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه * وأخرج أبو القاسم بن بشران في أماليه عن أنس رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هداه الله للاسلام وعلمه القرآن ثم شكا الفاقة كتب الله الفقر بين عينيه إلى
يوم يلقاه ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون من عرض
الدنيا من الأموال * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب رضي الله عنه في الآية قال إذا عملت خيرا حمدت الله عليه
فافرح فهو خير مما يجمعون من الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما خير مما
يجمعون قال من الأموال والحرث والانعام * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن أيفع الكلاعي رضي الله عنه
قال لما قدم خراج العراق إلى عمر رضي الله عنه خرج عمر رضي الله عنه ومولى له فجعل يعد الإبل فإذا هو أكثر
من ذلك فجعل عمر رضي الله عنه يقول الحمد لله وجعل مولاه يقول هذا والله من فضل الله ورحمته فقال عمر رضي الله عنه
كذبت ليس هذا الذي يقول قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون * قوله تعالى
(قل أرأيتم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق الآية قال هم أهل الشرك كانوا يحلون من الحرث
والانعام ما شاؤوا ويحرمون ما شاؤوا * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي في سننه وابن عساكر عن أبي
سعيد مولى أبى أسيد الأنصاري قال أتى وفد أهل مصر عثمان بن عفان رضي الله عنه فقالوا له ادع بالمصحف وافتتح
السابعة وكانوا يسمون سورة يونس السابعة فقرأها حتى أتى على هذه الآية قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق
فجعلتم منه حراما وحلالا فقالوا له قف أرأيت ما حميت من الحمى آلله أذن لك أم على الله تفتري فقال امضه انما نزلت
في كذا وكذا فاما الحمى فان عمر رضي الله عنه حمى الحمى قبل لإبل الصدقة فلما وليت وزادت إبل الصدقة زدت في
الحمى * قوله تعالى (وما تكون) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
إذ تفيضون فيه قال إذ تفعلون * وأخرج عبد بن حميد والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما وما يعزب قال ما يغيب * وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه مثله
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة قال لا يغيب عنه وزن ذرة ولا أصغر
من ذلك ولا أكبر الا في كتاب مبين قال هو الكتاب الذي عند الله * قوله تعالى (ألا ان أولياء الله) الآية
* أخرج أحمد في الزهد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب قال قال الحواريون يا عيسى من أولياء الله الذين
لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال عيسى عليه السلام الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى
ظاهرها والذين نظروا إلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها وأماتوا منها ما يخشون ان يميتهم وتركوا
ما علموا ان سيتركهم فصار استكثارهم منها استقلالا وذكرهم إياها فواتا وفرحهم بما أصابوا منها حزنا
وما عارضهم من نائلها رفضوه وما عارضهم من رفعتها بغير الحق وضعوه خلقت الدنيا عندهم فليس يجددونها
وخربت بينهم فليس يعمرونها وماتت في صدورهم فليس يحبونها يهدمونها فيبنون بها آخرتهم ويبيعونها
فيشترون بها ما يبقى لهم ويرفضونها فكانوا برفضها هم الفرحين وباعوها فكانوا ببيعها هم المربحين
ونظروا إلى أهلها صرعى قد خلت فيهم المثلات فأحبوا ذكر الموت وتركوا ذكر الحياة يحبون الله تعالى
ويستضيؤون بنوره ويضيئون به لهم خبر عجيب وعندهم الخبر العجيب بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق
الكتاب وبه نطقوا وبهم علم الكتاب وبه علموا ليسوا يرون نائلا مع ما نالوا ولا أماني دون ما يرجون ولا خوفا دون
ما يحذرون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم
ولا هم يحزنون قال هم الذين إذا رأوا ذكر الله * وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والضياء في المختارة
عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا وموقوفا ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال هم الذين إذا
رأوا يذكر الله لرؤيتهم * وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعيد بن
جبير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال يذكر الله
لرؤيتهم * وأخرج ابن المبارك والحكيم والترمذي في نوادر الأصول والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
309

وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قيل يا رسول الله من أولياء الله قال الذين إذا رأوا ذكر الله
* وأخرج أبو الشيخ من طريق مسعر عن سهل بن الأسد رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أولياء الله قال الذين إذا رأوا ذكر الله * وأخرج ابن مردويه من طريق مسعر عن بكر بن الأخنس عن
سعد رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولياء الله قال الذين إذا رأوا ذكر الله * وأخرج
ابن أبي شيبة عن أبي الضحى رضي الله عنه في قوله ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال هم الذين إذا
رأوا ذكر الله * وأخرج أحمد ابن ماجة والحكيم والترمذي وابن مردويه عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها
قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أخبركم بخياركم قالوا بلى قال خياركم الذين إذا رأوا ذكر الله * وأخرج
الحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعا ان لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء
يوم القيامة بقربهم ومجلسهم منه فجثا اعرابي على ركبتيه فقال يا رسول الله صفهم لنا حلهم لنا قال قوم من
أفناء الناس من نزاع القبائل تصادقوا في الله وتحابوا في الله يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم
يخاف الناس ولا يخافون هم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * وأخرج أحمد والحكيم الترمذي
عن عمرو بن الجموح رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يحق العبد حق صريح الايمان حتى
يحب لله ويبغض لله تعالى فإذا أحب لله وأبغض لله فقد استحق الولاء من الله وان أوليائي من عبادي وأحبائي
من خلقي الذين يذكرون بذكرى واذكر بذكرهم * وأخرج أحمد عن عبد الرحمن بن غنم رضي الله عنه يبلغ به
النبي صلى الله عليه وسلم خيار عباد الله الذين إذا رأوا ذكر الله وشر عباد الله المشاؤن بالنميمة المفرقون بين الأحبة
الباغون البرءاء العنت * وأخرج الحكيم الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم خياركم من ذكركم الله رؤيته وزاد في علمكم منطقه ورغبكم في الآخرة عمله * وأخرج
الحكيم الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قيل يا رسول الله أي جلسائنا خير قال من ذكركم الله رؤيته
وزاد في أعمالكم منطقه وذكركم الآخرة عمله * وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال قالوا
يا رسول الله أينا أفضل كي نتخذه جليسا معلما قال الذي إذا رؤى ذكر الله برؤيته * وأخرج أبو داود وهناد
وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الايمان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من عباد الله ناسا يغبطهم الأنبياء والشهداء قيل من هم يا رسول
الله قال قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب لا يفزعون إذا فزع الناس ولا يحزنون إذا حزنوا ثم تلا رسول الله
صلى الله عليه وسلم الا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر
وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من عباد
الله عبادا يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله قيل من هم يا رسول الله قال قوم تحابوا في الله
من غير أموال ولا أنساب وجوههم نور على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس
ثم قرأ ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا في كتاب الاخوان وابن
جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله قال اعرابي
يا رسول الله انعتهم لنا قال هم أناس من أبناء الناس ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة تحابوا في الله
وتصافوا في الله يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها يفزع الناس ولا هم يفزعون وهم أولياء
الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول قال الله تعالى حقت محبتي للمتحابين في وحقت محبتي للمتزاورين في وحقت محبتي للمتجالسين
في الذين يعمرون مساجدي بذكرى ويعلمون الناس الخير ويدعونهم إلى طاعتي أولئك أوليائي الذين أظلهم
في ظل عرشي وأسكنهم في جواري وآمنهم من عذابي وأدخلهم الجنة قبل الناس بخمسمائة عام يتنعمون فيها
وهم فيها خالدون ثم قرأ نبي الله صلى الله عليه وسلم الا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * وأخرج ابن
310

مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى الا ان أولياء الله
لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال الذين يتحابون في الله * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال هم الذين يتحابون في الله * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن أبي مسلم رضي الله عنه قال لقيت معاذ بن جبل رضي الله عنه
يحمص فقلت والله انى لأحبك لله قال أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المتحابون في الله في ظل
العرش يوم لا ظل الا ظله يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء ثم خرجت فلقيت عبادة بن الصامت رضي الله عنه
فحدثته بالذي قال معاذ فقال عبادة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يروى عن ربه عز وجل انه
قال حقت محبتي للمتحابين في وحقت محبتي للمتزاورين في وحقت محبتي للمتباذلين في علي منابر من نور يغبطهم
النبيون والصديقون * وأخرج ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان للمتحابين في الله تعالى عمودا من ياقوتة حمراء في رأس العمود سبعون
ألف غرفة يضئ حسنهم أهل الجنة كما تضئ الشمس أهل الدنيا يقول بعضهم لبعض انطلقوا بنا حتى ننظر إلى
المتحابين في الله فإذا أشرفوا عليها أضاء حسنهم أهل الجنة كما تضئ الشمس لأهل الدنيا عليهم ثياب خضر من
سندس مكتوب على جباههم هؤلاء المتحابون في الله * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سابط رضي الله عنه
أنبئت ان عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين قوم على منابر من نور وجوههم نور عليهم ثياب خضر يغشى أبصار
الناظرين رؤيتهم ليسوا بأنبياء ولا شهداء قوم تحابوا في جلال الله حين عصى الله في الأرض * وأخرج ابن أبي
شيبة عن العلاء بن زياد رضي الله عنه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال عباد من عباد الله ليسوا بأنبياء ولا شهداء
يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بقربهم من الله على منابر من نور يقول الأنبياء والشهداء من هؤلاء
فيقول هؤلاء كانوا يتحابون في الله على غير أموال يتعاطونها ولا أرحام كانت بينهم * وأخرج أحمد عن أبي سعيد
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المتحابين لترى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي
أو الغربي فيقال من هؤلاء فيقال المتحابون في الله تعالى * قوله تعالى (لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى
الآخرة) * أخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه والحكيم الترمذي في نوادر
الأصول وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عطاء بن
يسار عن رجل من أهل مصر قال سألت أبا الدرداء رضي الله عنه عن قول الله تعالى لهم البشرى في الحياة الدنيا
وفى الآخرة فقال ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما سألني عنها أحد غيرك منذ
أنزلت هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له فهي بشراه في الحياة الدنيا وبشراه في الآخرة الجنة * وأخرج
الطيالسي وأحمد والدارمي والترمذي وابن ماجة والهيثم بن كليب الشامي والحكيم الترمذي وابن جرير وابن
المنذر والطبراني وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال سألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله لهم البشرى في الحياة الدنيا قال هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له
* وأخرج أحمد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم في قوله لهم البشرى في الحياة الدنيا قال الرؤيا الصالحة يبشر بها المؤمن جزء من ستة وأربعين
جزء من النبوة فمن رأى ذلك فليخبر بها وادا ومن رأى سوى ذلك فإنما هو من الشيطان ليحزنه فلينفث عن يساره ثلاثا
وليسكت ولا يخبر بها أحدا * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم في قوله لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال هي في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها العبد
الصالح أو ترى له وفى الآخرة لجنة * وأخرج ابن سعد والبزار وابن مردويه والخطيب في المتفق والمفترق من
طريق الكلبي عن أبي صالح عن جابر بن عبد الله بن رباب وليس بالأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله
لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى الآخرة قال هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له * وأخرج ابن أبي الدنيا في
ذكر الموت وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو القاسم بن منده في كتاب سؤال القبر من طريق أبى جعفر عن جابر بن
311

عبد الله رضي الله عنه قال أتى رجل من أهل البادية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أخبرني عن
قول الله الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى الآخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما قوله لهم البشرى في الحياة الدنيا فهي الرؤيا الحسنة ترى للمؤمن فيبشر بها في دنياه وأما قوله وفى الآخرة
فإنها بشارة المؤمن عند الموت ان الله قد غفر لك ولمن حملك إلى قبرك * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى سفيان
عن جابر رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى
الآخرة قال ما سألني عنها أحد هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له وفى الآخرة الجنة * وأخرج ابن مردويه
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى
الآخرة قال هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما
لهم البشرى في الحياة الدنيا قال هي الرؤيا الحسنة يراها المسلم لنفسه أو لبعض اخوانه * وأخرج
سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
كشف النبي صلى الله عليه وسلم الستارة في مرضه الذي مات فيه والناس صفوف خلف أبى بكر رضي الله عنه فقال إنه
لم يبق من مبشرات النبوة الا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وابن
مردويه عن أبي الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نبوة بعدي
الا المبشرات قيل يا رسول الله وما المبشرات قال الرؤيا الصالحة * وأخرج ابن مردويه عن حذيفة بن أسيد
الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذهبت النبوة فلا نبوة بعدي وبقيت المبشرات رؤيا المسلم
الحسنة يراها المسلم أو ترى له * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي ولكن
المبشرات قالوا يا رسول الله وما المبشرات قال رؤيا المسلم وهي جزء من أجزاء النبوة * وأخرج أحمد وابن
مردويه عن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة بشرى من الله
وهي جزء من أجزاء النبوة * وأخرج أحمد وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال لا يبقى بعدي شئ من النبوة الا المبشرات قالوا يا رسول الله وما المبشرات قال الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو
ترى له * وأخرج ابن ماجة وابن جرير عن أم كند الكعبية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذهبت
النبوة وبقيت المبشرات * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اقترب الزمان لم تكدر رؤيا المؤمن تكذب وأصدقهم رؤيا
أصدقهم حديثا ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزأ من النبوة والرؤيا ثلاث فالرؤيا الصالحة بشرى من الله
والرؤيا من تحزن الشيطان والرؤيا مما يحدث بها الرجل نفسه وإذا رأى أحدكم ما يكره فليقم وليتفل ولا يحدث
به الناس وأحب القيد في النوم وأكره الغل القيد ثبات في الدين ولفظ ابن ماجة فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه
فليقصها ان شاء وان رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم يصلى * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو
داود والترمذي والنسائي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رؤيا المؤمن
جزء من ستة وأربعين جزأ من النبوة * وأخرج البخاري والترمذي والنسائي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث
بها وإذا رأى غيره مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره
* وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وابن ماجة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزأ ولفظ ابن أبي شيبة وابن ماجة جزء من سبعين جزأ من النبوة
* وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزأ من النبوة * وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لم يبق من النبوة الا المبشرات قالوا وما المبشرات قال الرؤيا الصالحة * وأخرج
312

ابن أبي شيبة وابن ماجة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة جزء من
سبعين جزأ من النبوة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال الرؤيا من المبشرات وهي جزء من
سبعين جزأ من النبوة * وأخرج ابن أبي شيبة عن عروة لهم البشرى في الحياة الدنيا قال هي الرؤيا الصالحة يراها
العبد الصالح * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد لهم البشرى في الحياة الدنيا قال هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن
أو ترى له * واخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه عن حميد بن عبد الله رضي الله عنه ان رجلا سال عبادة بن
الصامت رضي الله عنه عن قوله لهم البشرى في الحياة الدنيا فقال عبادة رضي الله عنه سالت عنها رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو ترى له وهو كلام يكلم به ربك عبده في المنام * وأخرج
الحكيم والترمذي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه انه كان يقول إذا أصبح من رأى رؤيا صالحة فليحدثنا بها لان
يرى لي رجل مسلم أسبغ وضوءه رؤيا صالحة أحب إلى من كذا وكذا * وأخرج ابن أبي شبية وأحمد وأبو داود
والترمذي وصححه وابن ماجة عن أبي رزين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رؤيا المؤمن من جزء من ستة
وأربعين جزأ من النبوة وهي على رجل طائر ما لم يحدث بها فإذا حدث بها وقعت * وأخرج مالك والبخاري
ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي قتادة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا
من الله والحلم من الشيطان فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات ثم ليستعذ بالله من
الشيطان فإنها لا تضره * وأخرج ابن أبي شيبة عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم الرؤيا على ثلاثة تخويف من الشيطان ليحزن به ابن آدم ومنه الامر يحدث به نفسه في اليقظة فيراه
في المنام ومنه جزء من ستة وأربعين جزأ من النبوة * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن سمير بن أبي
واصل رضي الله عنه قال كان يقال إذا أراد الله بعبده خيرا عاتبه في نومه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من
طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لهم البشرى في الحياة الدنيا قال هو قوله لنبيه صلى
الله عليه وسلم وبشر المؤمنين بان لهم من الله فضلا كبيرا * وأخرج ابن المنذر من طريق مقسم عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال آيتان يبشر بهما المؤمن عند موته ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وقوله
ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا * واخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ وأبو القاسم بن منده في كتاب سؤال القبر عن الضحاك في قوله لهم البشرى في الحياة الدنيا قال يعلم أين
هو قبل أن يموت * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الزهري وقتادة رضي الله عنه في قوله
لهم البشرى في الحياة الدنيا قالا البشارة عند الموت * قوله تعالى (لا تبديل لكلمات الله) * أخرج ابن جرير
والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن نافع رضي الله عنه قال خطب الحجاج فقال إن ابن الزبير بدل كتاب
الله فقال ابن عمر رضي الله عنهما لا تستطيع ذلك أنت ولا ابن الزبير لا تبديل لكلمات الله * قوله تعالى (ولا
يحزنك قولهم) * أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما لم ينتفعوا بما جاءهم من الله وأقاموا
على كفرهم كبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه من الله فيما يعاتبه ولا يحزنك قولهم ان
العزة لله جميعا هو السميع العليم يسمع ما يقولون ويعلمه فلو شاء بعزته لانتصر منهم * قوله تعالى (هو الذي
جعل لكم الليل) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله والنهار مبصرا قال منيرا * وأخرج
أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله ان عندكم من سلطان بهذا يقول ما عندكم من سلطان بهذا * قوله تعالى
(واتل عليهم نبأ نوح) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن الأعرج رضي الله عنه في قوله فاجمعوا أمركم وشركاءكم
يقول فاحكموا أمركم وادعوا شركاءكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه فاجمعوا أمركم وشركاءكم
أي فلتجمعوا أمرهم معكم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في
قوله ثم لا يكن أمركم عليكم غمة قال لا يكبر عليكم أمركم ثم اقضوا ما أنتم قاضون * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن ابن عباس في قوله ثم اقضوا إلى قال انهضوا إلى ولا تنظرون يقول ولا تؤخرون * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد ثم اقضوا إلى قال ما في أنفسكم * قوله تعالى
313

(ثم بعثنا من بعدهم موسى وهرون) الآيات * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة رضي الله عنه في قوله لتلفتنا قال لتلوينا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله
لتلفتنا قال لتصدنا عن آلهتنا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله وتكون لكما الكبرياء في الأرض قال العظمة والملك والسلطان * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن ليث بن أبي سليم رضي الله عنه قال بلغني ان هذه الآيات شفاء من السحر بإذن الله تعالى يقرأ في اناء فيه
ماء ثم يصب على رأس المسحور الآية التي في يونس فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر ان الله سيبطله إلى قوله
ولو كره المجرمون وقوله فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون إلى آخر أربع آيات وقوله انما صنعوا كيد ساحر ولا
يفلح الساحر حيث أتى * وأخرج ابن المنذر عن هارون رضي الله عنه قال في حرف أبي بن كعب ما أتيتم به سحر وفى
حرف ابن مسعود رضي الله عنه ما جئتم به سحر * قوله تعالى (فما آمن لموسى الا ذرية) الآية * أخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فما آمن لموسى الا ذرية قال الذرية
القليل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ذرية من
قومه قال من بني إسرائيل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فما آمن
لموسى الا ذرية من قومه قال أولاد الذين أرسل إليهم موسى من طول الزمان ومات آباؤهم * وأخرج ابن جرير
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت الذرية التي آمنت بموسى من أناس غير بني إسرائيل من قوم فرعون
منهم امرأة فرعون ومؤمن آل فرعون وخازن فرعون وامرأة خازنه * قوله تعالى (ربنا لا تجعلنا فتنة) الآية
* أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ونعيم بن حماد في الفتن وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ربنا
لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين قال لا تسلطهم علينا فيفتنونا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين قال لا تعذبنا بأيد قوم فرعون ولا بعذاب
من عندك فيقول قوم فرعون لو كانوا على الحق ما عذبوا ولا سلطنا عليهم فيفتنون بنا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
المنذر وأبو الشيخ عن أبي قلابة رضي الله عنه في قول موسى عليه السلام ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين قال
سأل ربه أن لا يظهر علينا عدونا فيحسبون انهم أولى بالعدل فيفتنون بذلك * وأخرج ابن المنذر وابن جرير
وابن أبي حاتم عن أبي مجلز في قوله ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين قال لا تظهرهم علينا فيرون انهم خير منا
* قوله تعالى (وأوحينا إلى موسى وأخيه) الآية * أخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأوحينا
إلى موسى وأخيه ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا قال ذلك حين منعهم فرعون الصلاة وأمروا أن يجعلوا مساجدهم
في بيوتهم وان يوجهوها نحو القبلة * وأخرج ابن جرير وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا قال مصر الإسكندرية * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله واجعلوا بيوتكم قبلة قال كانوا لا يصلون الا في البيع
حتى خافوا من آل فرعون فأمروا ان يصلوا في بيوتهم * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله واجعلوا بيوتكم قبلة قال أمروا ان يتخذوا في
بيوتهم مساجد * واخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانوا يفرقون من
فرعون وقومه أن يصلوا فقال اجعلوا بيوتكم قبلة يقول اجعلوها مساجد حتى تصلوا فيها * وأخرج أبو الشيخ
عن أبي سنان رضي الله عنه في قوله واجعلوا بيوتكم قبلة قال قبل الكعبة وذكر أن آدم عليه السلام فمن بعده
كانوا يصلون قبل الكعبة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله واجعلوا بيوتكم
قبلة قال يقابل بعضها بعضا * وأخرج ابن عساكر عن أبي رافع رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم
خطب فقال إن الله أمر موسى وهرون أن يتبوءا لقومهما بيوتا وأمرهما ان لا يبيت في مسجدهما جنب ولا
يقربوا فيه النساء الا هارون وذريته ولا يحل لأحد أن يقرب النساء في مسجدي هذا ولا يبيت فيه جنب الأعلى
314

وذريته * قوله تعالى (وقال موسى ربنا انك آتيت فرعون) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ربنا اطمس على أموالهم يقول دمر على أموالهم وأهلكها واشدد
على قلوبهم قال أطبع فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم وهو الغرق * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال سألني عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عن قوله ربنا اطمس على
أموالهم فأخبرته ان الله طمس على أموال فرعون وآل فرعون حتى صارت حجارة فقال عمر كما أنت حتى آتيك
فدعا بكيس مختوم ففكه فإذا فيه الفضة مقطوعة كأنها الحجارة والدنانير والدراهم وأشباه ذلك من الأموال حجارة
كلها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله اطمس على
أموالهم قال أهلكها واشدد على قلوبهم قال بالضلالة فلا يؤمنوا بالله فيما يرون من الآيات حتى يروا العذاب
الأليم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ربنا اطمس
على أموالهم قال بلغنا ان زروعهم وأموالهم تحولت حجارة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه
في قوله ربنا اطمس على أموالهم قال صارت دنانيرهم ودراهمهم ونحاسهم وحديدهم حجارة منقوشة
واشدد على قلوبهم يقول أهلكهم كفارا * وأخرج أبو الشيخ عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله ربنا اطمس
على أموالهم قال صارت حجارة * واخرج أبو الشيخ عن القرظي رضي الله عنه في قوله ربنا اطمس على أموالهم
قال اجعل سكرهم حجارة * قوله تعالى (قال قد أجيبت دعوتكما) * اخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال قد أجيبت دعوتكما قال فاستجاب ربه له وحال بين فرعون وبين الايمان * واخرج أبو
الشيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان موسى عليه السلام إذا دعا أمن هارون على دعائه يقول آمين قال
أبو هريرة رضي الله عنه وهو اسم من أسماء الله تعالى فذلك قوله قد أجيبت دعوتكما * وأخرج أبو الشيخ عن
ابن عباس رضي الله عنه في قوله قد أجيبت دعوتكما قال دعا موسى عليه السلام وأمن هارون * وأخرج عبد الرزاق
وابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال كان موسى عليه السلام يدعو ويؤمن هارون عليه السلام فذلك
قوله قد أجيبت دعوتكما * واخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال كان موسى
يدعو وهرون يؤمن والداعي والمؤمن شريكان * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال دعا موسى وأمن
هارون * وأخرج ابن جرير عن أبي صالح وأبى العالية والربيع مثله * أخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه
قال كان هارون عليه السلام يقول آمين فقال الله قد أجيبت دعوتكما فصار التأمين دعوة صار شريكه فيها
* وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال يزعمون أن فرعون مكث بعد هذه الدعوة أربعين سنة
* وأخرج ابن جرير عن ابن جريج مثله * وأخرج الحكيم الترمذي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله قال قد أجيبت
دعوتكما قال بعد أربعين سنة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنه فاستقيما فامضيا
لأمري وهي الاستقامة * قوله تعالى (وجاوزنا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال
العدو والعلو والعتو في كتاب الله تجبر * قوله تعالى (حتى إذا أدركه الغرق) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال لما خرج آخر أصحاب موسى ودخل آخر أصحاب فرعون أوحى إلى البحر ان أطبق عليهم
فخرجت إصبع فرعون بلا إله الا الذي آمنت به بنو إسرائيل قال جبريل عليه السلام فعرفت ان الرب رحيم
وخفت ان تدركه الرحمة فدمسته بجناحي وقلت الآن وقد عصيت قبل فلما خرج موسى وأصحابه قال من تخلف في
المدائن من قوم فرعون ما غرق فرعون ولا أصحابه ولكنهم في جزائر البحر يتصيدون فأوحى إلى البحر ان الفظ
فرعون عريانا فلفظه عريانا أصلع أخنس قصيرا فهو قوله فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية من قال إن
فرعون لم يغرق وكانت نجاته عبرة لم تكن نجاة عافية ثم أوحى إلى البحر ان الفظ ما فيك فلفظهم على الساحل
وكان البحر لا يلفظ غريقا يبقى في بطنه حتى يأكله السمك فليس يقبل البحر غريقا إلى يوم القيامة * وأخرج
أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أغرق الله عز وجل فرعون قال آمنت انه لا إله الا الذي
315

آمنت به بنو إسرائيل قال لي جبريل يا محمد لو رأيتني وانا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه مخافة ان تدركه
الرحمة * وأخرج الطيالسي والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ
والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في في فرعون مخافة ان تدركه
الرحمة * وأخرج ابن مردويه عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ان
جبريل عليه السلام قال لو رأيتني وانا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه حتى لا يتابع الدعاء لما أعلم من فضل
رحمة الله * وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال لي
جبريل ما كان على الأرض شئ أبغض إلى من فرعون فلما آمن جعلت أحشو فاه حمأة وأنا أغطه خشية ان
تدركه الرحمة * واخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال لي جبريل يا محمد لو رأيتني وأنا أغط فرعون بإحدى يدي وأدس من الحال في فيه مخافة ان تدركه
الرحمة فيغفر له * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
قال لي جبريل ما غضب ربك على أحد غضبه على فرعون إذ قال ما علمت لكم من إله غيري وإذ قال أنا ربكم الأعلى
فلما أدركه الغرق استغاث وأقبلت أحشو فاه مخافة أن تدركه الرحمة * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
قال كانت عمامة جبريل عليه السلام يوم غرق فرعون سوداء * وأخرج أبو الشيخ عن أبي امامة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل ما أبغضت شيئا من خلق الله ما أبغضت إبليس يوم أمر
بالسجود فأبى ان يسجد وما أبغضت شيئا أشد بغضا من فرعون فلما كان يوم الغرق خفت ان يعتصم بكلمة
الاخلاص فينجو فأخذت قبضة من حماة فضربت بها في فيه فوجدت الله عليه أشد غضبا منى فامر ميكائيل فأنبه
وقال الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال بعث الله
إليه ميكائيل ليعيره فقال الآن وقد عصيت قبل * وأخرج ابن المنذر والطبراني في الأوسط عن أبي بكر الصديق
رضي الله عنه قال أخبرت ان فرعون كان أثرم * قوله تعالى (فاليوم ننجيك ببدنك) الآية * أخرج ابن جرير
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فاليوم ننجيك ببدنك قال أنجى الله فرعون لبني إسرائيل من البحر فنظروا
إليه بعد ما غرق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله فاليوم ننجيك ببدنك قال بجسدك كذب بعض بني إسرائيل بموت فرعون فألقى على ساحل
البحر حتى يراه بنو إسرائيل أحمر قصيرا كأنه ثور * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب رضي الله عنه فاليوم
ننجيك ببدنك قال جسده ألقاه البحر على الساحل * وأخرج ابن الأنباري عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله
فاليوم ننجيك ببدنك قال بدرعك وكانت درعه من لؤلؤ يلاقى فيها الحروب * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي
صخر رضي الله عنه في قوله فاليوم ننجيك ببدنك قال البدن الدرع الحديد * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن أبي جهيم موسى بن سالم رضي الله عنه في قوله فاليوم ننجيك ببدنك قال كان لفرعون شئ يلبسه يقال له البدن
يتلألأ * وأخرج ابن الأنباري وأبو الشيخ عن يونس بن حبيب النحوي رضي الله عنه في قوله فاليوم ننجيك
ببدنك قال نجعلك على نجوة من الأرض كي ينظروا فيعرفوا انك قد مت * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فاليوم ننجيك ببدنك الآية قال لما أغرق الله فرعون لم تصدق طائفة من
الناس بذلك فأخرجه الله ليكون عظة وآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله لتكون لمن
خلفك آية قال لبني إسرائيل * وأخرج ابن الأنباري عن ابن مسعود انه قرأ فاليوم ننجيك بندائك * وأخرج ابن
الأنباري عن محمد بن السميقع اليماني ويزيد البربري انهما قرآ فاليوم ننجيك ببدنك بحاء غير معجمة * قوله
تعالى (ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق) * أخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن
عساكر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق قال بوأهم الله الشام وبيت المقدس
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله مبوأ صدق قال
316

منازل صدق مصر والشام * قوله تعالى (فما اختلفوا حتى جاءهم العلم) * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن
زيد رضي الله عنه في قوله فما اختلفوا حتى جاءهم العلم قال العلم كتاب الله الذي أنزله وأمره الذي أمرهم به * قوله
تعالى (فان كنت في شك) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن
عباس رضي الله عنهما فان كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك قال لم يشك
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسال * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله فان كنت
في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك قال ذكر لنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا أشك ولا أسال * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فان كنت في شك مما
أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك قال التوراة والإنجيل الذين أدركوا محمدا صلى الله عليه وسلم
من أهل الكتاب فآمنوا به يقول سلهم ان كنت في شك بأنك مكتوب عندهم * وأخرج أبو داود وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سماك الحنفي قال قلت لابن عباس رضي الله عنهما انى أجد في نفسي مالا
أستطيع ان أتكلم به فقال شك قلت نعم قال ما نجا من هذا أحد حتى نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم فان كنت
في شك مما أنزلنا إليك الآية فإذا أحسست أو وجدت من ذلك شيئا فقل هو الأول والآخر والظاهر والباطن
وهو بكل شئ عليم * وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن الحسن رضي الله عنه قال خمسة أحرف في القرآن وان
كان مكرهم لتزول منه الجبال معناه وما كان مكرهم لتزول منه الجبال لو أردنا ان نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا ان كنا
فاعلين معناه ما كنا فاعلين قل ان كان للرحمن ولد معناه ما كان للرحمن ولد ولقد مكناهم فيما ان مكناكم فيه معناه
في الذي ما مكناكم فيه فان كنت في شك مما أنزلنا إليك معناه فما كنت في شك * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن في
قوله فاسأل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك قال سؤالك إياهم نظرك في كتابي كقولك * سل عن آل المهلب دورهم
* قوله تعالى (ان الذين حقت عليهم كلمة ربك) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون قال حق عليهم سخط
الله بما عصوه * قوله تعالى (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير
وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال بلغني ان في حرف ابن مسعود رضي الله عنه فهلا كانت قرية آمنت
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله فلولا كانت قرية آمنت يقول فما كانت قرية آمنت
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه قال كل ما في القرآن فلولا فهو فهلا الا في حرفين في يونس فلولا
كانت قرية آمنت والآخر فلولا كان من القرون من قبلكم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله فلولا كانت قرية آمنت قال فلم تكن قرية آمنت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه فلولا كانت قرية آمنت الآية يقول لم يكن هذا في الأمم قبل قوم يونس لم
ينفع قرية كفرت ثم آمنت حين عاينت العذاب الا قوم يونس عليه السلام فاستثنى الله قوم يونس وذكر لنا ان
قوم يونس كانوا بنينوى من أرض الموصل فلما فقدوا نبيهم عليه السلام قذف الله تعالى في قلوبهم التوبة فلبسوا
المسوح وأخرجوا المواشي وفرقوا بين كل بهيمة وولدها فعجوا إلى الله أربعين صباحا فلما عرف الله الصدق من
قلوبهم والتوبة والندامة على ما مضى منهم كشف عنهم العذاب بعد ما تدلى عليهم لم يكن بينهم وبين العذاب الا
ميل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فلولا كانت قرية آمنت
الآية قال لم تكن قرية آمنت فنفعها الايمان إذا نزل بها باس الله الا قرية يونس * وأخرج ابن مردويه عن
عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قوله الا قوم يونس لما آمنوا قال لما دعوا * وأخرج ابن أبي
حاتم واللالكائي في السنة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إن الحذر لا يرد القدر وان الدعاء يرد القدر وذلك
في كتاب الله الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي الآية * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال إن الدعاء ليرد القضاء وقد نزل من السماء اقرؤا ان شئتم الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا
عنهم فدعوا صرف عنهم العذاب * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
317

وسلم قال إن يونس دعا قومه فلما أبوا أن يجيبوه وعدهم العذاب فقال إنه يأتيكم يوم كذا وكذا ثم خرج عنهم
وكانت الأنبياء عليهم السلام إذا وعدت قومها العذاب خرجت فلما أظلهم العذاب خرجوا ففرقوا بين المرأة
وولدها وبين السخلة وأولادها وخرجوا يعجون إلى الله علم الله منهم الصدق فتاب عليهم وصرف عنهم العذاب
وقعد يونس في الطريق يسال عن الخبر فمر به رجل فقال ما فعل قوم يونس فحدثه بما صنعوا فقال لا أرجع إلى
قوم قد كذبتهم وانطلق مغاضبا يعنى مراغما * وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان العذاب كان هبط على قوم يونس حتى لم يكن بينهم وبينه الا قدر ثلثي ميل فلما دعوا كشف الله عنهم * وأخرج
أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال غشى قوم يونس العذاب
كما يغشى القبر بالثوب إذا أدخل فيه صاحبه ومطرت السماء دما * وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وابن
جرير عن قتادة في قوله الا قوم يونس لما آمنوا قال بلغنا انهم خرجوا فنزلوا على تل وفرقوا بين كل بهيمة وولدها
فدعوا الله أربعين ليلة حتى تاب عليهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه قال تيب على قوم يونس
عليه السلام يوم عاشوراء * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال بعث يونس عليه السلام إلى
قرية يقال لها نينوى على شاطئ دجلة * وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي
الخلد رضي الله عنه قال لما غشى قوم يونس عليه السلام العذاب مشوا إلى شيخ من بقية علمائهم فقالوا له ما ترى
قال قولوا يا حي حين لاحى ويا حي محيي الموت ويا حي لا إله الا أنت فقالوا فكشف عنهم العذاب * وأخرج ابن النجار
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينجي حذر من قدر وان الدعاء يدفع من البلاء
وقد قال الله في كتابه الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين
* وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما دعا يونس على قومه أوحى الله إليه ان العذاب مصبحهم
فقالوا ما كذب يونس وليصبحنا العذاب فتعالوا حتى نخرج سخال كل شئ فنجعلها مع أولادنا فلعل الله أن يرحمهم
فاخرجوا النساء معهن الولدان وأخرجوا الإبل معها فصلانها وأخرجوا البقر معها عجاجيلها وأخرجوا الغنم
معها سخالها فجعلوه امامهم وأقبل العذاب فلما أن رأوه جأروا إلى الله ودعوا وبكى النساء والولدان ورغت
الإبل وفصلانها وخارت البقر وعجاجيلها وثغت الغنم وسخالها فرحمهم الله فصرف عنهم العذاب إلى جبال آمد
فهم يعذبون حتى الساعة * قوله تعالى (وما كان لنفس) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويجعل الرجس قال السخط * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله ويجعل
الرجس قال الرجس الشيطان والرجس العذاب * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه وما تغنى
الآيات والنذر عن قوم يقول عند قوم لا يؤمنون نسخت قوله حكمة بالغة فما تغنى النذر * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه فهل ينتظرون الا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قال وقائع الله
في الذين خلوا من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع في قوله فهل ينتظرون
الا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا انى معكم من المنتظرين قال خوفهم الله عذابه ونقمته وعقوبته
ثم أخبرهم انه إذا وقع من ذلك أمر نجى الله رسله والذين آمنوا فقال ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا * قوله تعالى
(وان يمسسك الله) الآية * أخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله وان يردك بخير يقول بعافية
* وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال ثلاث آيات وجدتها في كتاب الله تعالى اكتفيت بها عن جميع
الخلائق قوله وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله * وأخرج البيهقي في شعب
الايمان عن عامر بن قيس رضي الله عنه قال ثلاث آيات في كتاب الله اكتفيت بهن عن جميع الخلائق أولهن وان
يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله والثانية ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك
لها وما يمسك فلا مرسل له والثالثة وما من دابة في الأرض الا على الله رزقها * وأخرج أبو نعيم في الحلية والبيهقي
في شعب الايمان وابن عساكر عن أنس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اطلبوا الخير دهركم
وتعرضوا النفحات رحمة الله تعالى فان لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوه ان يستر عوراتكم
318

ويؤمن من روعاتكم * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء رضي الله عنه موقوفا مثله سواء * قوله تعالى (قل
يا أيها الناس) الآيتين * أخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله قد جاءكم الحق من ربكم وان
يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله هو الحق * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن
ابن زيد رضي الله عنه في قوله واصبر حتى يحكم الله قال هذا منسوخ أمره بجهادهم والغلظة عليهم
* (سورة هود عليه السلام مكية) *
* أخرج النحاس في تاريخه وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة
هود بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال نزلت سورة هود بمكة * وأخرج الدارمي
وأبو داود في مراسيله وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن كعب رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم اقرؤا هود يوم الجمعة * وأخرج ابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر
من طريق مسروق عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله لقد أسرع إليك الشيب قال شيبتني
هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت * وأخرج البزار وابن مردويه من طريق أنس
رضي الله عنه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله عجل إليك الشيب قال شيبتني هود وأخواتها
والواقعة والحاقة وعم يتساءلون وهل أتاك حديث الغاشية * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه عن أبي
بكر رضي الله عنه انه قال ما شيب رأسك يا رسول الله قال هود وأخواتها شيبتني قبل الشيب قال وما أخواتها
قال إذا وقعت الواقعة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن أنس
رضي الله عنه قال قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد عجل إليك الشيب قال شيبتني هود وأخواتها من
المفصل * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر من طريق يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله عنه قال قال أبو بكر
رضي الله عنه يا رسول الله أسرع إليك الشيب قال أجل شيبتني هود وأخواتها الواقعة والقارعة والحاقة وإذا
الشمس كورت وسال سائل * وأخرج ابن عساكر من طريق ربيعة ابن أبي عبد الرحمن سمعت أنسا يقول
قال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله شبت قال شيبتني هود والواقعة * وأخرج الترمذي وحسنه وابن المنذر
والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال
أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله قد شبت قال شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس
كورت وأخرجه سعيد بن منصور وأحمد في الزهد وأبو يعلى وابن المنذر وابن مردويه عن عكرمة مرسلا
* وأخرج ابن عساكر من طريق عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ان الصحابة رضي الله عنهم قالوا يا رسول الله
لقد أسرع إليك الشيب قال أجل شيبتني هود وأخواتها قال عطاء رضي الله عنه أخواتها اقتربت الساعة
والمرسلات وإذا الشمس كورت * وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال عمر
ابن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله أسرع إليك الشيب قال شيبتني هود وأخواتها الواقعة وعم يتساءلون وإذا
الشمس كورت * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله
لقد شبت قال شيبتني هود والواقعة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت * وأخرج الطبراني وابن مردويه
عن ابن مسعود رضي الله عنه ان أبا بكر رضي الله عنه قال يا رسول الله ما شيبك قال هود والواقعة * وأخرج
الطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله قد شبت قال
شيبتني هود وأخواتها * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم شيبتني هود وأخواتها الواقعة والحاقة وإذا الشمس كورت * وأخرج ابن
مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم قد شبت قال شيبتني هود وإذا الشمس
كورت وأخواتهما * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وأبو
يعلى والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال قالوا يا رسول الله نراك
قد شبت قال شيبتني هود وأخواتها * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن عمران بن حصين رضي الله عنه ان
319

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أصحابه قد أسرع إليك الشيب قال شيبتني هود وأخواتها من الفصل
* وأخرج ابن عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شيبتني هود وأخواتها
وما فعل بالأمم قبلي * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وأبو الشيخ عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه قال
بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شيبتني هود وأخواتها وذكر يوم القيامة وقصص الأمم * وأخرج
البيهقي في شعب الايمان عن أبي على السرى رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله
روى عنك انك قلت شيبتني هود قال نعم فقلت ما الذي شيبك منه قصص الأنبياء وهلاك الأمم قال لا ولكن قوله
فاستقم كما أمرت * قوله تعالى (الر كتاب أحكمت آياته) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه
انه قرأ الر كتاب أحكمت آياته قال هي كلها مكية محكمة يعنى سورة هود ثم فصلت قال ثم ذكر محمدا صلى الله
عليه وسلم فحكم فيها بينه وبين من خالفه وقرأ مثل الفريقين الآية كلها ثم ذكر قوم نوح ثم قوم هود فكان هذا
تفصيل ذلك وكان أوله محكما قال وكان أبى رضي الله عنه يقول ذلك يعنى زيد بن أسلم * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله كتاب أحكمت آياته ثم فصلت قال أحكمت بالامر
والنهى وفصلت بالوعد والوعيد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله ثم فصلت قال فسرت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله
كتاب أحكمت آياته ثم فصلت قال أحكمها الله من الباطل ثم فصلها بعلمه فبين حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته
وفى قوله من لدن حكيم يعنى من عند حكيم وفى قوله يمتعكم متاعا حسنا قال فأنتم في ذلك المتاع فخذوه بطاعة الله
ومعرفة حقه فان الله منعم يحب الشاكرين وأهل الشكر في مزيد من الله وذلك قضاؤه الذي قضى وفى قوله إلى أجل
مسمى يعنى الموت في قوله ويؤت كل ذي فضل فضله أي في الآخرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ويؤت كل ذي فضل فضله قال ما احتسب به من ماله أو عمل بيديه أو
رجليه أو كلامه أو ما تطول به من أمره كله * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله ويؤت كل ذي
فضل فضله قال يؤت كل ذي فضل في الاسلام فضل الدرجات في الآخرة * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه
في قوله ويؤت كل ذي فضل فضله قال من عمل سيئة كتبت عليه سيئة ومن عمل حسنة كتبت له عشر حسنات
فان عوقب بالسيئة التي كان عملها في الدنيا بقيت له عشر حسنات وان لم يعاقب بها في الدنيا أخذت من الحسنات
العشرة واحدة وبقيت له تسع حسنات ثم يقول هلك من غلب آحاده أعشاره * قوله تعالى (ألا انهم يثنون
صدورهم) الآية * أخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق
محمد بن عباد بن جعفر عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قرأ ألا انهم يثنون صدورهم وقال أناس كانوا يستحيون
ان يتخلوا فيفضوا إلى السماء وان يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء فنزل ذلك فيهم * وأخرج البخاري وابن
مردويه من طريق عمرو بن دينار رضي الله عنه قال قرأ ابن عباس رضي الله عنهما ألا انهم تثنوا في صدورهم
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر من طريق ابن أبي مليكة رضي الله عنه قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما
يقول ألا انهم تثنوا في صدورهم قال كانوا لا يأتون النساء ولا الغائط الا وقد تغشوا بثيابهم كراهة ان
يفضوا بفروجهم إلى السماء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
ألا انهم يثنون صدورهم قال الشك في الله وعمل السيئات * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن شداد بن الهاد رضي الله عنه في قوله الا انهم يثنون صدورهم قال كان
المنافقون إذا مر أحدهم بالنبي صلى الله عليه وسلم ثنى صدره وتغشى ثوبه لكيلا يراه فنزلت * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يثنون صدورهم
قال تضيق شكا وامتراء في الحق ليستخفوا منه قال من الله ان استطاعوا * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه
في قوله ألا حين يستغشون ثيابهم قال في ظلمة الليل في أجواف بيوتهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي رزين رضي الله عنه في الآية قال كان أحدهم يحني ظهره ويستغشي
320

بثوبه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال كانوا
يحنون صدورهم لكيلا يسمعوا كتاب الله قال تعالى ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وذلك أخفى
ما يكون ابن آدم إذا حنى ظهره واستغشى بثوبه وأضمر همه في نفسه فان الله لا يخفى ذلك عليه * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ألا انهم يثنون صدورهم يقول يكتمون ما في
قلوبهم ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما عملوا بالليل والنهار * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني رضي الله عنه
في قوله يثنون صدورهم يقول يطأطأون رؤسهم ويحنون ظهورهم * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن
كعب رضي الله عنه في قوله ألا حين يستغشون ثيابهم قال في ظلمة الليل وظلمة اللحاف * وأخرج أبو الشيخ
عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله يستغشون ثيابهم قال يتقنع به * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الا انهم يثنون صدورهم قال يكبون الا حين يستغشون
ثيابهم قال يغطون رؤسهم * قوله تعالى (وما من دابة في الأرض الا على الله رزقها) * أخرج أبو الشيخ عن أبي
الخير البصري رضي الله عنه قال أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام تزعم انك تحبني وتسئ بي الظن
صباحا ومساء اما كانت لك عبرة ان شققت سبع أرضين فأريتك ذرة في فيها برة لم أنسها * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما من دابة في الأرض الا على الله رزقها يعنى كل دابة
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وما من دابة في
الأرض الا على الله رزقها يعنى ما جاءها من رزق فمن الله وربما لم يرزقها حتى تموت جوعا ولكن ما كان
لها من رزق فمن الله * وأخرج الحكيم الترمذي عن زيد بن أسلم رضي الله عنه ان الأشعريين أبا موسى وأبا
مالك وأبا عامر في نفر منهم لما هاجروا وأقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أرملوا من الزاد فأرسلوا رجلا
منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله فلما انتهى إلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعه يقرأ هذه الآية
وما من دابة في الأرض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين فقال الرجل ما الأشعريون
بأهون الدواب على الله فرجع ولم يدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لأصحابه أبشروا أتاكم الغوث ولا
يظنون الا انه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعده فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجلان يحملان قصعة بينهما مملوءة
خبزا ولحما فأكلوا منها ما شاؤوا ثم قال بعضهم لبعض لو انا رددنا هذا الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقضى
به حاجته فقالا للرجلين اذهبا بهذا الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانا قد قضينا حاجتنا ثم انهم أتوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ما رأينا طعاما أكثر ولا أطيب من طعام أرسلت به قال ما أرسلت إليكم
طعاما فأخبروه انهم أرسلوا صاحبهم فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ما صنع وما قال لهم فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذلك شئ رزقكموه الله * قوله تعالى (ويعلم مستقرها ومستودعها) * أخرج عبد
الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويعلم مستقرها
قال حيث تأوي ومستودعها قال حيث تموت * وأخرج أبو الشيخ عن أبي صالح رضي الله عنه في الآية قال
مستقرها بالليل ومستودعها حيث تموت * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويعلم
مستقرها قال يأتيها رزقها حيث كانت * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم
وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ويعلم مستقرها ومستودعها قال مستقرها في الأرحام ومستودعها
حيث تموت * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان أجل أحدكم بأرض أتيحت له إليها حاجة حتى
إذا بلغ أقصى أثره منها فيقبض فتقول الأرض يوم القيامة هذا ما استودعتني * قوله تعالى (وهو الذي خلق
السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء) * أخرج أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وأبو الشيخ
في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال أهل اليمن
يا رسول الله أخبرنا عن أول هذا الامر كيف كان قال كان الله قبل كل شئ وكان عرشه على الماء وكتب في اللوح
321

المحفوظ ذكر كل شئ وخلق السماوات والأرض فنادى مناد ذهبت ناقتك يا ابن الحصين فانطلقت فإذا هي يقطع
دونها السراب فوالله لوددت انى كنت تركتها * وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن جرير
وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي رزين رضي الله عنه قال
قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل ان يخلق خلقه قال كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء وخلق عرشه على
الماء قال الترمذي رضي الله عنه العماء أي ليس معه شئ * وأخرج مسلم والترمذي والبيهقي عن عبد الله بن عمرو
ابن العاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قدر مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات
والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن حبان وأبو الشيخ في
العظمة والحاكم وابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال دخل قوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا
جئنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتفقه في الدين ونسأله عن بدء هذا الامر فقال كان الله ولا شئ غيره
وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شئ ثم خلق سبع سماوات ثم أتاني آت فقال هذه ناقتك قد ذهبت
فخرجت والسراب ينقطع دونها فلوددت انى كنت تركتها * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والفريابي وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما
انه سئل عن قوله تعالى وكان عرشه على الماء على أي شئ كان قال على متن الريح * وأخرج ابن جرير
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وكان عرشه على الماء قال قبل ان يخلق شيئا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال كان عرشه على الماء فلما خلق السماوات والأرض قسم ذلك الماء
قسمين فجعل صفاء تحت العرش وهو البحر المسجور فلا تقطر منه قطرة حتى ينفخ في الصور فينزل منه مثل الطل
فتنبت منه الأجسام وجعل النصف الآخر تحت الأرض السفلى * قوله تعالى (ليبلوكم أيكم أحسن عملا)
* أخرج داود بن المحبر في كتاب العقل وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم في التاريخ وابن مردويه عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ليبلوكم أيكم أحسن عملا فقلت ما معنى ذلك
يا رسول الله قال ليبلوكم أيكم أحسن عقلا ثم قال وأحسنكم عقلا أورعكم عن محارم الله وأعلمكم بطاعة الله
* وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله ليبلوكم قال يعنى الثقلين * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله ليبلوكم قال ليختبركم أيكم أحسن عملا قال أيكم أتم عقلا * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه
ليبلوكم أيكم أحسن عملا قال أزهد في الدنيا * قوله تعالى (ولئن قلت) الآية * أخرج أبو الشيخ عن زائدة
رضي الله عنه قال قرأ سليمان بن موسى في هود عند سبع آيات ساحر مبين * قوله تعالى (ولئن أخرنا عنهم
العذاب) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال لما نزل اقترب للناس حسابهم
قال ناس ان الساعة قد اقتربت فتناهوا فتناهى القوم قليلا ثم عادوا إلى أعمالهم اعمال السوء فأنزل الله أتى أمر
الله فلا تستعجلوه فقال أناس أهل الضلالة هذا أمر الله قد أتى فتناهى القوم ثم عادوا إلى مكرهم مكر السوء فأنزل
الله هذه الآية ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر إلى أمة معدودة قال إلى
أجل معدود * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ليقولن ما يحبسه قال للتكذيب به وانه
ليس بشئ * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن يقول وقع
العذاب الذي استهزؤا به * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ولئن أذقنا الانسان
منا رحمة الآية قال يا ابن آدم إذا كانت بك نعمة من الله من السعة والامن والعافية فكفور لما بك منها وإذا نزعت
منك يبتغى لك فراغك فيؤوس من روح الله قنوط من رحمته كذلك أمر المنافق والكافر وفى قوله ولئن أذقناه
نعماء إلى قوله ذهب السيئات عنى قال غرة بالله وجراءة عليه انه لفرح والله لا يحب الفرحين فخور لما أعطى
لا يشكر الله ثم استثنى فقال الا الذين صبروا يقول عند البلاء وعملوا الصالحات عند النعمة أولئك لهم مغفرة
لذنوبهم وأجر كبير قال الجنة فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك ان تفعل فيه ما أمرت وتدعو إليه كما أرسلت ان
يقولوا لولا أنزل عليه كنز لا نرى معه مالا أو جاء معه ملك ينذر معه انما أنت نذير فبلغ ما أمرت به فإنما أنت رسول
322

أم يقولون افتراه قد قالوه فاتوا بعشر سور مثله مثل القرآن وادعوا شهداءكم يشهدون انها مثله * وأخرج ابن
جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فهل أنتم مسلمون قال لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم * قوله
تعالى (من كان يريد الحياة الدنيا) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن
أنس رضي الله عنه في قوله من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها قال نزلت في اليهود والنصارى * وأخرج ابن
جرير ابن أبي حاتم عن عبد الله بن معبد رضي الله عنه قال قام رجل إلى على رضي الله عنه فقال أخبرنا عن هذه
الآية من كان يريد الحياة الدنيا إلى قوله وباطل ما كانوا يعملون قال ويحك ذاك من كان يريد الدنيا لا يريد
الآخرة * وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس رضي الله عنهما من كان يريد الحياة الدنيا أي ثوابها وزينتها
مالها نوف إليهم نوفر لهم ثواب أعمالهم بالصحة والسرور في الاهل والمال والولد وهم فيها لا يبخسون لا ينقصون
ثم نسخها من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء الآية * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه مثلة
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال من عمل صالحا التماس الدنيا
صوما أو صلاة أو تهجدا بالليل لا يعمله الا لالتماس الدنيا يقول الله أو فيه الذي التمس في الدنيا من المثابة وحبط
عمله الذي كان يعمل وهو في الآخرة من الخاسرين * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن أبي حاتم عن سعيد بن
جبير رضي الله عنه في قوله من كان يريد الحياة الدنيا قال هو الرجل يعمل العمل للدنيا لا يريد به الله * وأخرج
ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال نزلت في أهل الشرك * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن
مجاهد رضي الله عنه في الآية قال هم أهل الرياء * وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في
شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أول من يدعى يوم القيامة
رجل جمع القرآن يقول الله تعالى له ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي فيقول بلى يا رب فيقول فماذا عملت فيما
علمتك فيقول يا رب كنت أقوم به الليل والنهار فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة كذبت بل أردت ان يقال
فلان قارئ فقد قيل اذهب فليس لك اليوم عندنا شئ ثم يدعى صاحب المال فيقول الله عبدي ألم أنعم عليك ألم
أوسع عليك فيقول بلى يا رب فيقول فماذا عملت فيما آتيتك فيقول يا رب كنت أصل الأرحام وأتصدق وأفعل
فيقول الله له كذبت بل أردت ان يقال فلان جواد فقد قيل ذلك اذهب فليس لك اليوم عندنا شئ ويدعى
المقتول فيقول الله له عبدي فيم قتلت فيقول يا رب فيك وفى سبيلك فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة
كذبت بل أردت ان يقال فلان جرئ فقد قيل ذلك اذهب فليس لك اليوم عندنا شئ ثم قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أولئك الثلاثة شر خلق الله يسعر بهم النار يوم القيامة فحدث معاوية بهذا إلى قوله وباطل ما كانوا
يعملون * وأخرج البيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان
يوم القيامة صارت أمتي ثلاث فرق فرقة يعبدون الله خالصا وفرقة يعبدون الله رياء وفرقة يعبدون الله يصيبون
به دنيا فيقول للذي كان يعبد الله للدنيا بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي فيقول الدنيا فيقول لا جرم لا ينفعك
ما جمعت ولا ترجع إليه انطلقوا به إلى النار ويقول للذي يعبد الله رياء بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي
قال الرياء فيقول انما كانت عبادتك التي كنت ترائى بها لا يصعد إلى منها شئ ولا ينفعك اليوم انطلقوا به إلى
النار ويقول للذي كان يعبد الله خالصا بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي فيقول بعزتك وجلالك لانت أعلم به منى
كنت أعبدك لوجهك ولدارك قال صدق عبدي انطلقوا به إلى الجنة * وأخرج البيهقي في الشعب عن عدى بن
حاتم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى يوم القيامة بناس بين الناس إلى الجنة حتى إذا دنوا
منها استنشقوا رائحتها ونظروا إلى قصورها والى ما أعد الله لأهلها فيها فيقولون يا ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا
ما أريتنا من الثواب وما أعددت فيها لأوليائك كان أهون قال ذاك أردت بكم كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظيم وإذا
لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين ولم تجلوني وتركتم للناس ولم تتركوا لي فاليوم أذيقكم العذاب الأليم مع ما حرمتم
من الثواب * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم
أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون قال يؤتون ثواب ما عملوا في الدنيا وليس لهم في الآخرة من شئ وقال هي مثل
323

الآية التي في الروم وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربوا عند الله * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة
رضي الله عنه من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها الآية يقول من كانت الدنيا همه وسدمه وطلبته ونيته وحاجته
جازاه الله بحسناته في الدنيا ثم يفضي إلى الآخرة ليس له فيها حسنة وأما المؤمن فيجازى بحسناته في الدنيا ويثاب
عليها في الآخرة وهم فيها لا يبخسون أي لا يظلمون * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه من كان يريد
الحياة الدنيا قال من عمل للدنيا لا يريد به الله وفاه الله ذلك العمل في الدنيا أجر ما عمل فذلك قوله نوف إليهم أعمالهم
فيها وهم فيها لا يبخسون أي لا ينقصون أي يعطوا منها أجر ما عملوا * وأخرج أبو الشيخ عن ميمون بن مهران رضي الله عنه
قال من كان يريد أن يعلم ما منزلته عند الله فلينظر في عمله فإنه قادم على عمله كائنا ما كان ولا عمل مؤمن
ولا كافر من عمل صالح الا جزاه الله به فاما المؤمن فيجزيه به في الدنيا والآخرة بما شاء وأما الكافر فيجزيه في
الدنيا ثم تلا هذه الآية من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن في قوله نوف
إليهم أعمالهم قال طيباتهم * وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج نوف إليهم أعمالهم فيها قال نعجل لهم فيها
كل طيبة لهم فيها وهم لا يظلمون بما لم يعجلوا من طيباتهم لم يظلمهم لانهم لم يعملوا الا للدنيا * واخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله نوف إليهم أعمالهم فيها قال نعجل لمن لا يقبل
منه * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله وحبط ما صنعوا فيها قال حبط ما عملوا من خير
وبطل في الآخرة ليس لهم فيها جزاء * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله وحبط يعنى بطل
* وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن أبي بن كعب انه قرأ وباطلا ما كانوا يعملون * قوله تعالى (أفمن كان على
بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه قال ما من رجل من قريش الا نزل فيه طائفة من القرآن فقال له رجل ما نزل فيك قال أما تقرأ
سورة هود أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه رسول الله صلى الله عليه وسلم على بينة من ربه وأنا شاهد
منه * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن علي رضي الله عنه في الآية قال رسول الله على بينة من ربه وأنا
شاهد منه * وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفمن
كان على بينة من ربه أنا ويتلوه شاهد منه قال على * وأخرج أبو الشيخ عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله أفمن
كان على بينة من ربه قال ذاك محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم رضي الله عنه أفمن كان على
بينة من ربه قال محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وأبو
الشيخ عن محمد بن علي بن أبي طالب قال قلت لأبي ان الناس يزعمون في قول الله ويتلوه شاهد منه انك أنت التالي
قال وددت انى أنا هو ولكنه لسان محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن علي بن الحنفية أفمن كان
على بينة من ربه قال محمد صلى الله عليه وسلم ويتلوه شاهد منه قال لسانه * وأخرج أبو الشيخ من طريق ابن أبي
نجيح عن مجاهد رضي الله عنه أفمن كان على بينة من ربه قال هو محمد صلى الله عليه وسلم ويتلوه شاهد منه قال أما
الحسن رضي الله عنه فكان يقول اللسان وذكر عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه جبريل
عليه السلام ووافقه سعيد بن جبير رضي الله عنه قال هو جبريل * وأخرج أبو الشيخ عن عطاء رضي الله عنه
ويتلوه شاهد منه قال هو اللسان ويقال أيضا جبريل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما أفمن كان على بينة من ربه قال محمد ويتلوه شاهد منه قال
جبريل فهو شاهد من الله بالذي يتلو من كتاب الله الذي أنزل على محمد ومن قبله كتاب موسى قال ومن قبله تلا
التوراة على لسان موسى كما تلا القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد أفمن كان على بينة من ربه قال هو محمد صلى الله عليه وسلم ويتلوه شاهد منه قال ملك
يحفظه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن الحسين بن علي في قوله
ويتلوه شاهد منه قال محمد هو الشاهد من الله * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن في قوله أفمن كان على بينة من ربه
قال المؤمن على بينة من ربه * قوله تعالى (ومن قبله كتاب موسى) * أخرج أبو الشيخ عن إبراهيم ومن قبله
324

كتاب موسى قال ومن قبله جاء بالكتاب إلى موسى * قوله تعالى (ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده)
* أخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ومن يكفر به من الأحزاب قال الكفار أحزاب كلهم
على الكفر * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ومن يكفر به من الأحزاب قال من اليهود والنصارى
* وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والطبراني وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن أبي موسى
الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني
فلم يؤمن بي الا كان من أهل النار قال سعيد فقلت ما قال النبي صلى الله عليه وسلم الا هو في كتاب الله فوجدت
ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طريق سعيد
ابن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد يسمع بي
من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ولا يؤمن بي الا دخل النار فجعلت أقول أين تصديقها في كتاب الله وقلما
سمعت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم الا وجدت تصديقه في القرآن حتى وجدت هذه الآية ومن يكفر
به من الأحزاب فالنار موعده قال الأحزاب الملل كلها * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
قال ما بلغني حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجهه الا وجدت مصداقه في كتاب الله * وأخرج
ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لا يسمع
بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ومات ولم يؤمن بالذي أرسلت به الا كان من أصحاب النار * قوله
تعالى (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا) الآية * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله ومن أظلم
ممن افترى على الله كذبا قال الكافر والمنافق أولئك يعرضون على ربهم فيسألهم عن أعمالهم ويقول الاشهاد
الذين كانوا يحفظون أعمالهم عليهم في الدنيا هؤلاء الذين كذبوا على ربهم حفظوه شهدوا به عليهم يوم القيامة
* وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ويقول الاشهاد قال الملائكة * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه
قال الاشهاد الملائكة يشهدون على بني آدم بأعمالهم * وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة والبخاري
ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عمر رضي الله عنهما
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يدنى المؤمن حتى يضع عليه كنفه ويستره من الناس
ويقرره بذنوبه ويقول له أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول أي رب أعرف إذا قرره بذنوبه ورأى
في نفسه انه قد هلك قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ثم يعطى كتاب حسناته وأما الكفار
والمنافقون فيقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين * وأخرج الطبراني وأبو الشيخ
من وجه آخر عن ابن عمر رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي الله بالمؤمن يوم القيامة
فيقربه منه حتى يجعله في حجابه من جميع الخلق فيقول له اقرأ فيعرفه ذنبا ذنبا فيقول أتعرف أتعرف فيقول نعم
نعم فيلتفت العبد يمنة ويسرة فيقول له الرب لا باس عليك يا عبدي أنت كنت في سترى من جميع خلقي وليس بيني
وبينك اليوم من يطلع على ذنوبك اذهب فقد غفرتها لك بحرف واحد من جميع ما أتيتني به فيقول يا رب ما هو
قال كنت لا ترجو العفو من أحد غيري فهانت على ذنوبك وأما الكافر فيقرأ ذنوبه على رؤس الاشهاد
هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن قتادة رضي الله عنه
قال كنا نحدث انه لا يخزى يومئذ أحد فيخفي خزيه على أحد من الخلائق * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر بن
محمد بن عمرو بن حزم رضي الله عنه قال هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن
فقال إن الله كره الظلم ونهى عنه وقال ألا لعنة الله على الظالمين * وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران
رضي الله عنه قال إن الرجل ليصلي ويلعن نفسه في قراءته فيقول الا لعنة الله على الظالمين وانه لظالم * قوله
تعالى (الذين يصدون) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله الذين يصدون
عن سبيل الله قال هو محمد صلى الله عليه وسلم صدت قريش عنه الناس * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه
في قوله ويبغونها عوجا يعنى يرجون بمكة غير الاسلام دينا * قوله تعالى (أولئك لم يكونوا) الآية
325

* أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أخبر الله سبحانه انه حال بين أهل الشرك وبين
طاعته في الدنيا والآخرة اما في الدنيا فإنه قال ما كانوا يستطيعون السمع وفى طاعته وما كانوا يبصرون وأما في
الآخرة فإنه قال لا يستطيعون خاشعة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في
قوله ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون قال ما كانوا يستطيعون ان يسمعوا خيرا فينتفعوا به ولا
يبصروا خيرا فيأخذوا به * قوله تعالى (أولئك الذين خسروا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه
أولئك الذين خسروا أنفسهم قال غبنوا أنفسهم * قوله تعالى (ان الذين آمنوا) الآية * أخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وأخبتوا قال خافوا * وأخرج ابن جرير عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال الاخبات الإنابة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه
قال الاخبات الخشوع والتواضع * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه وأخبتوا إلى ربهم
قال اطمأنوا إلى ربهم * قوله تعالى (مثل الفريقين) الآية * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله مثل الفريقين كالأعمى والأصم قال الكافر والبصير والسميع قال المؤمن * قوله تعالى (ولقد
أرسلنا نوحا) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما نراك اتبعك الا
الذين هم أراذلنا بادي الرأي قال فيما ظهر لنا * وأخرج أبو الشيخ عن عطاء رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن
جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ان كنت على بينة من ربى قال قد عرفتها وعرفت بها أمره
وانه لا إله الا هو وآتاني رحمة من عنده قال الاسلام والهدى والايمان والحكم والنبوة * وأخرج ابن جرير وأبو
الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله أنلزمكموها قال اما والله لو استطاع نبي الله لألزمها قومه ولكنه لم يستطع ذلك
ولم يملكه * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما
انه كان يقرأ أنلزمكموها من شطر أنفسنا وأنتم لها كارهون * وأخرج ابن جرير عن أبي العالية رضي الله عنه
قال في قراءة أبى رضي الله عنه أنلزمكموها من شطر أنفسنا وأنتم لها كارهون * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر عن أبي بن كعب رضي الله عنه انه قرأ أنلزمكموها من شطر قلوبنا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله ان أجرى قال جزائي * واخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله وما أنا بطارد
الذين آمنوا قال قالوا له يا نوح ان أحببت ان نتبعك فاطردهم والا فلن نرضى ان نكون نحن وهم في الامر سواء
وفى قوله انهم ملاقوا ربهم قال فيسألهم عن أعمالهم ولا أقول لكم عندي خزائن الله التي لا يفنيها شئ فأكون
انما أدعوكم لتتبعوني عليها لأعطيكم منها بملكه لي عليها ولا أعلم الغيب لا أقول اتبعوني على علمي بالغيب ولا
أقول انى ملك نزلت من السماء برسالة ما أنا الا بشر مثلكم * واخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه ولا
أقول للذين تزدري أعينكم قال حقرتموهم * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله لن يؤتهم الله
خيرا قال يعنى ايمانا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله قالوا
يا نوح قد جادلتنا قال ماريتنا * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله فائتنا بما تعدنا
قال تكذيبا بالعذاب وانه باطل * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فعلى إجرامي قال عملي وأنا
برئ مما تجرمون أي مما تعملون * قوله تعالى (وأوحى إلى نوح) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن قتادة رضي الله عنه في قوله وأوحى إلى نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن وذلك حين دعا عليهم نوح عليه
السلام قال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا * وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن
رضي الله عنه قال إن نوحا لم يدع على قومه حتى نزلت عليه الآية وأوحى إلى نوح انه لن يؤمن من قومك الا من
قد آمن فانقطع عند ذلك رجاؤه منهم فدعا عليهم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب رضي الله عنه
قال لما استنقذ الله من أصلاب الرجال وأرحام النساء كل مؤمن ومؤمنة قال يا نوح انه لن يؤمن من قومك الا
326

من قد آمن * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن نوحا عليه السلام كان
يضرب ثم يلف في لبد فيلقى في بيته يرون انه قد مات ثم يخرج فيدعوهم حتى إذا أيس من ايمان قومه جاءه
رجل ومعه ابنه وهو يتوكأ على عصا فقال يا بنى أنظر هذا الشيخ لا يغرنك قال يا أبت أمكني من العصا ثم أخذ
العصا ثم قال ضعني في الأرض فوضعه فمشى إليه فضربه فشجه موضحة في رأسه وسالت الدماء قال نوح عليه السلام
رب قد ترى ما يفعل بي عبادك فان يكن لك في عبادك حاجة فاهدهم وان يكن غير ذلك فصبرني إلى أن تحكم وأنت
خير الحاكمين فأوحى الله إليه وآيسه من ايمان قومه وأخبره انه لم يبق في أصلاب الرجال ولا في أرحام النساء مؤمن
قال يا نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون يعنى لا تحزن عليهم واصنع الفلك قال
يا رب وما الفلك قال بيت من خشب يجرى على وجه الماء فأغرق أهل معصيتي وأطهر أرضى منهم قال يا رب وأين
الماء قال انى على ما أشاء قدير * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فلا تبتئس قال فلا تحزن
* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أن اصنع الفلك قال السفينة بأعيننا ووحينا قال كما
نأمرك * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
واصنع الفلك بأعيننا قال بعين الله ووحيه * وأخرج البيهقي عن سفيان بن عيينة رضي الله عنه قال ما وصف الله
تبارك به نفسه في كتابه فقراءته تفسيره ليس لأحد أن يفسره بالعربية ولا بالفارسية * وأخرج ابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال لم يعلم نوح عليه السلام كيف يصنع الفلك فأوحى الله إليه ان يصنعها على مثل
جؤجؤ الطائر * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ولا تخاطبني في الذين ظلموا
يقول لا تراجعني تقدم إليه ان لا يشفع لهم عنده * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في
الآية قال نهى الله نوحا عليه السلام ان يراجعه بعد ذلك في أحد * قوله تعالى (ويصنع الفلك) الآية * أخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وضعفه الذهبي وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نوح عليه السلام مكث في قومه ألف سنة الا خمسين عاما يدعوهم إلى الله
حتى كان آخر زمانه غرس شجرة فعظمت وذهبت كل مذهب ثم قطعها ثم جعل يعملها سفينة ويمرون فيسألونه
فيقول أعملها سفينة فيسخرون منه ويقولون تعمل سفينة في البر وكيف تجرى قال سوف تعلمون فلما فرغ منها
وفار التنور وكثر الماء في السكك خشيت أم الصبى عليه وكانت تحبه حبا شديدا فخرجت إلى الجبل حتى بلغت ثلثه
فلما بلغها الماء خرجت حتى استوت على الجبل فلما بلغ الماء رقبتها رفعته بين يديها حتى ذهب بها الماء فلو رحم الله منهم
أحدا لرحم أم الصبى * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال كانت سفينة نوح عليه السلام لها أجنحة وتحت الأجنحة إيوان * وأخرج ابن مردويه عن سمرة بن
جندب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سام أبو العرب وحام أبو الحبش ويافث أبو الروم وذكر
ان طول السفينة كان ثلاثمائة ذراع وعرضها خمسون ذراعا وطولها في السماء ثلاثون ذراعا وبابها في عرضها
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان طول سفينة نوح ثلثمائة
ذراع وطولها في السماء ثلاثون ذراعا * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما ان
نوحا لما أمر أن يصنع الفلك قال يا رب وأين الخشب قال اغرس الشجر فغرس الساج عشرين سنة وكف عن
الدعاء وكفوا عن الاستهزاء فلما أدرك الشجر أمره ربه فقطعها وجففها فقال يا رب كيف اتخذ هذا البيت قال
اجعله على ثلاثة صور رأسه كرأس الديك وجؤجؤه كجؤجؤ الطير وذنبه كذنب الديك واجعلها مطبقة واجعل لها
أبوابا في جنبها وشدها بدسر يعنى مسامير الحديد وبعث الله جبريل عليه السلام يعلمه صنعة السفينة فكانوا يمرون
به ويسخرون منه ويقولون ألا ترون إلى هذا المجنون يتخذ بيتا ليسير به على الماء وأين الماء ويضحكون وذلك قوله
وكلما مر عليه ملا من قومه سخروا منه فجعل السفينة ستمائة ذراع طولها وستين ذراعا في الأرض وعرضها ثلثمائة
ذراع وثلاثة وثلاثون وأمر ان يطليها بالقار ولم يكن في الأرض قار ففجر الله له عين القار حيث تنحت السفينة
تغلي غليانا حتى طلاها فلما فرغ منها جعل لها ثلاث أبواب وأطبقها فحمل فيها السباع والدواب فألقى الله على
327

الأسد الحمى وشغله بنفسه عن الدواب وجعل الوحش والطير في الباب الثاني ثم أطبق عليها وجعل ولد آدم أربعين
رجلا وأربعين امرأة في الباب الأعلى ثم أطبق عليهم وجعل الدرة معه في الباب الأعلى لضعفها ان لا تطأها الدواب
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال ذكرنا لنا ان طول السفينة
ثلاثمائة ذراع وعرضها خمسون ذراعا وطولها في السماء ثلاثون ذراعا وبابها في عرضها وذكر لنا انها استقلت
بهم في عشر خلون من رجب وكانت في الماء خمسين ومائة يوم ثم استقرت بهم على الجودي وأهبطوا إلى الأرض في
عشر ليال خلون من المحرم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال كان طول
سفينة نوح عليه السلام ألف ذراع ومائتي ذراع وعرضها ستمائة ذراع * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال الحواريون لعيسى بن مريم عليهما السلام لو بعثت لنا رجلا شهد السفينة فحدثنا عنها فانطلق
بهم حتى انتهى إلى كثيب من تراب فاخذ كفا من ذلك التراب قال أتدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا
كعب بن حام بن نوح فضرب الكثيب بعصاه قال قم بإذن الله فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه قد شاب قال له عيسى
عليه السلام هكذا هلكت قال لا مت وانا شاب ولكني ظننت انها الساعة قامت فمن ثم شبت قال حدثنا عن سفينة
نوح قال كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع وعرضها ستمائة ذراع كانت ثلاث طبقات فطبقة فيها الدواب والوحش
وطبقة فيها الانس وطبقة فيها الطير فلما كثر أرواث الدواب أوحى الله إلى نوح ان اغمز ذنب الفيل فغمز فوقع منه
خنزير وخنزيرة فأقبلا على الروث فلما وقع الفار يخرب السفينة بقرضه أوحى الله إلى نوح ان اضرب بين عيني الأسد
فخرج من منخره سنور وسنورة فأقبلا على الفار فقال له عيسى عليه السلام كيف علم نوح ان البلاد قد غرقت قال
بعث الغراب يأتيه بالخبر فوجد جيفة فوقع عليها فدعا عليه بالخوف فلذلك لا يألف البيوت ثم بعث الحمامة فجاءت
بورق زيتون بمنقارها وطين برجليها فعلم أن البلاد قد غرقت فطوقها الخضرة التي في عنقها ودعا لها ان تكون في
أنس وأمان فمن ثم تالف البيوت فقالوا يا روح الله ألا تنطلق بنا إلى أهالينا فيجلس معنا ويحدثنا قال كيف يتبعكم
من لا رزق له ثم قال عد بإذن الله فعاد ترابا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان طول
سفينة نوح عليه السلام أربعمائة ذراع وعرضها في السماء ثلاثون ذراعا * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه
قال قال سليمان الفرائي عمل نوح عليه السلام السفينة أربعمائة سنة وأنبت الساج أربعين سنة حتى
كان طوله أربعمائة ذراع والذراع إلى المنكبين * وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم رضي الله عنه ان نوحا عليه
السلام مكث يغرس الشجر ويقطعها وييبسها ثم مائة سنة يعملها * وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار رضي الله عنه
ان نوحا عليه السلام لما أمر ان يصنع الفلك قال رب لست بنجار قال بلى فان ذلك بعيني فخذ القادوم فجعلت
يده لا تخطئ فجعلوا يمرون به ويقولون هذا الذي يزعم أنه نبي قد صار نجارا فعملها أربعين سنة * وأخرج ابن
عساكر عن سعيد بن ميناء ان كعبا رضي الله عنه قال لعبد الله بن عمرو بن العاص أخبرني عن أول شجرة نبتت
على الأرض قال عبد الله الساج وهي التي عمل منها نوح السفينة فقال كعب رضي الله عنه صدقت * قوله تعالى
(من يأتيه عذاب) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من يأتيه عذاب يخزيه قال هو
الغرق ويحل عليه عذاب مقيم قال هو الخلود في النار * قوله تعالى (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور) * أخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وفار التنور قال نبع الماء * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما وفار التنور قال إذا رأيت تنور أهلك يخرج منه الماء
فإنه هلاك قومك * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه قال كان تنورا من حجارة كان لحواء عليها
السلام حتى صار إلى نوح عليه السلام فقيل له إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت وأصحابك * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان بين
دعوة نوح عليه السلام وبين هلاك قومه ثلاثمائة سنة وكان فار التنور بالهند وطافت سفينة نوح عليه
السلام بالبيت أسبوعا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما وفار التنور قال العين التي
بالجزيرة عين الورد * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال
328

فار التنور من مسجد الكوفة من قبل أبواب كندة * وأخرج أبو الشيخ عن حبة العربي قال جاء رجل إلى على
رضي الله عنه فقال انى قد اشتريت راحلة وفرغت من زادي أريد بيت المقدس لأصلي فيه فإنه قد صلى فيه سبعون
نبيا ومنه فار التنور يعنى مسجد الكوفة * وأخرج أبو الشيخ من طريق الشعبي رضي الله عنه عن علي رضي الله عنه
قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ان مسجدكم هذا الرابع أربعة من مساجد المسلمين ولركعتان فيه
أحب إلى من عشر فيما سواه الا المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وان من جانبه
الأيمن مستقبل القبلة فار التنور * وأخرج أبو الشيخ عن السدى بن إسماعيل الهمداني قال لقد نجر
نوح سفينته في وسط هذا المسجد يعنى مسجد الكوفة وفار التنور من جانبه الأيمن وان البرية منه لعلى اثنى
عشر ميلا من حيث 7 ما جنبه ولصلاة فيه أفضل من أربع في غيره الا المسجدين مسجد الحرام ومسجد الرسول
بالمدينة وان من جانبه الأيمن مستقبل القبلة فار التنور * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال التنور وجه الأرض قيل له إذا رأيت الماء على وجه
الأرض فاركب أنت ومن معك والعرب تسمى وجه الأرض تنور الأرض * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة
رضي الله عنه وفار التنور قال وجه الأرض * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال التنور أعلى الأرض وأشرفها وكان علما فيما بين نوح وبين ربه عز وجل * وأخرج أبو الشيخ
عن بسطام بن مسلم قال قلت لمعاوية بن قرة ان قتادة رضي الله عنه إذا أتى على هذه الآية قال هي أعلى الأرض
وأشرفها فقال الله أعلم أما أنا فسمعت منه تحديثين فالله أعلم قال بعضهم فار منه الماء وقال بعضهم فارت منه النار
وفار التنور بكل لغة التنور * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفار التنور
قال طلع الفجر قيل له إذا طلع الفجر فاركب أنت وأصحابك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي
وفار التنور قال تنور الصبح * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين قال في
كلام العرب يقولون للذكر والأنثى زوجان * وأخرج ابن أبي حاتم عن مسلم بن يسار رضي الله عنه قال أمر نوح
عليه السلام ان يحمل معه من كل زوجين اثنين ومعه ملك فجعل يقبض زوجا زوجا وبقى العنب فجاء إبليس فقال
هذا كله لي فنظر نوح عليه السلام إلى الملك فقال إنه لشريكك فأحسن شركته فقال نعم لي الثلثان وله الثلث
قال إنه شريكك فأحسن شركته فقال لي النصف وله النصف فقال إبليس هذا كله لي فنظر إلى الملك فقال إنه
شريكك فأحسن شركته فقال نعم لي الثلث وله الثلثان قال أحسنت وأنى محسان أنت تأكله عنبا وتأكله زبيبا
وتشربه عصيرا ثلاثة أيام قال مسلم وكانوا يرون انه إذا شربه كذلك فليس للشيطان فيه نصيب * وأخرج عبد
الرزاق وابن المنذر عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال لما ركب نوح عليه السلام السفينة كتب له سمية ما حمل
معه فيها فقال إنكم قد كتبتم الحبلة وليست ههنا قالوا صدقت أخذها الشيطان وسنرسل من يأتي بها فجئ بها وجاء
الشيطان معها فقيل لنوح انه شريكك فأحسن شركته فذكر مثله وزاد بعد قوله تشربه عصيرا وتطبخه فيذهب
ثلثاه خبث وحظ الشيطان منه ويبقى ثلثه فتشربه * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال لما حمل نوح
عليه السلام الأسد في السفينة قال يا رب انه يسألني الطعام من أين أطعمه قال انى سوف أعقله عن الطعام
فسلط الله عليه الحمى فكان نوح عليه السلام يأتيه بالكبش فيقول أدر يأكل فيقول الأسد آه * وأخرج
ابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان وابن عساكر وابن النجار في تاريخيهما عن مجاهد رضي الله عنه
قال مر نوح عليه السلام بالأسد وهو في السفينة فضربه برجله فخمشه الأسد فبات ساهرا فبكى نوح
من ذلك فأوحى إليه انك ظلمته وإني لا أحب الظلم * وأخرج ابن عدي وابن عساكر من وجه آخر عن
مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا نوح بأسد رابض فضربه برجله فرفع الأسد رأسه فخمش ساقه
فلم يبت ليلته مما جعلت تضرب عليه وهو يقول يا رب كلبك عقرني فأوحى الله إليه ان الله لا يرضى بالظلم أنت
بدأته قال ابن عدي هذا الحديث بهذا الاسناد باطل وفيه جعفر بن أحمد الغافقي يضع الحديث * وأخرج
إسحاق بن بشر وابن عساكر عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال استصعبت على نوح الماعزة أن تدخل السفينة
329

فدفعها في ذنبها فمن ثم انكسر ذنبها فصار معقوقا وبدا حياها ومضت النعجة حتى دخلت فمسح على ذنبها فستر
حياها * وأخرج أبو الشيخ عن جعفر بن محمد قال أمر نوح عليه السلام أن يحمل معه من كل زوجين اثنين
فحمل معه من اليمن العجوة واللوز * وأخرج أحمد في الزهد وأبو الشيخ عن وهب بن منبه قال لما أمر نوح عليه
السلام أن يحمل من كل زوجين اثنين قال كيف أصنع بالأسد والبقرة وكيف أصنع بالعناق والذئب وكيف
أصنع بالحمام والهر قال من ألقى بينهما العدواة قال أنت يا رب قال فإني أؤلف بينهم حتى لا يتضارون * وأخرج ابن
عساكر عن خالد رضي الله عنه قال لما حمل نوح في السفينة ما حمل جاءت العقرب تحجل قالت يا نبي الله أدخلني معك
قال لا أنت تلدغين الناس وتؤذينهم قالت لا احملني معك فلك على أن لا ألدغ من يصلى عليك الليلة * وأخرج ابن
عساكر عن أبي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يمسي صلى الله على نوح وعلى
نوح السلام لم تلدغه عقرب تلك الليلة * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن عطاء والضحاك أن إبليس
جاء ليركب السفينة فدفعه نوح فقال يا نوح انى منظر ولا سبيل لك على فعرف أنه صادق فأمره أن يجلس على
خيزران السفينة وكان آدم قد أوصى ولده أن يحملوا جسده فورثهم في ذلك نوح فتوارث الوصية ولده حتى
حملها نوح فوضع جسد آدم عليه السلام بين الرجال والنساء * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر في مكايد
الشيطان عن أبي العالية قال لما رست السفينة سفينة نوح عليه السلام إذا هو بإبليس على كوتل السفينة فقال له
نوح عليه السلام ويلك قد غرق أهل الأرض من أجلك قال له إبليس فما أصنع قال تتوب قال فسل ربك هل
لي من توبة فدعا نوح ربه فأوحى إليه ان توبته ان يسجد لقبر آدم قال قد جعلت لك توبة قال وما هي قال تسجد لقبر
آدم قال تركته حيا وأسجد له ميتا * وأخرج النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان نوحا عليه السلام نازعه
الشيطان في عود الكرم قال هذا لي وقال هذا لي فاصطلحا على أن لنوح ثلثها وللشيطان ثلثيها * وأخرج اسحق
ابن بشر وابن عساكر عن علي رضي الله عنه مرفوعا ان نوحا عليه السلام حمل معه في السفينة من جميع الشجر
* وأخرج إسحاق بن بشر أخبرنا رجل من أهل العلم ان نوحا عليه السلام حمل في السفينة من الهدهد زوجين
وجعل أم الهدهد فضلا على زوجين فماتت في السفينة قبل ان تظهر الأرض فحملها الهدهد فطاف بها الدنيا
ليصيب لها مكانا ليدفنها فيه فلم يجد طينا ولا ترابا فرحمه ربه فحفر لها في قفاه قبرا فدفنها فيه فذلك الريش الناتئ
في قفا الهدهد موضع القبر فذلك ثناء أقفية الهداهد وأخرجه ابن عساكر * وأخرج إسحاق بن بشر وابن
عساكر من طريق جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أعطى الله نوحا عليه السلام
في السفينة خرزتين إحداهما بياضها كبياض النهار والأخرى سوادها كسواد الليل فإذا أمسوا غلب سواد
هذه بياض هذه وإذا أصبحوا غلب بياض هذه سواد هذه على قدر الساعات الاثني عشر فأول من قدر الساعات
الاثني عشر لا يزيد بعضها على بعض نوح عليه السلام في السفينة ليعرف بها مواقيت الصلاة فسارت السفينة
من مكانه حتى أخذت إلى اليمين فبلغت الحبشة ثم عدلت حتى رجعت إلى جدة ثم أخذت على الروم ثم جاوزت
الروم فأقبلت راجعة على حيال الأرض المقدسة وأوحى الله إلى نوح عليه السلام انها تستوى على رأس جبل
فعلت الجبال لذلك فتطلعت لذلك وأخرجت أصولها من الأرض وجعل جودي يتواضع لله عز وجل فجاءت
السفينة حتى جاوزت الجبال كلها فلما انتهت إلى الجودي استوت ورست فشكت الجبال إلى الله فقالت يا رب
انا تطلعنا وأخرجنا أصولنا من الأرض لسفينة نوح وختس جودي فاستوت سفينة نوح عليه فقال الله انى
كذلك من تواضع لي رفعته ومن ترفع لي وضعته ويقال ان الجودي من جبال الجنة فلما ان كان يوم عاشوراء
استوت السفينة عليه وقال الله يا أرض ابلعي ماءك بلغة الحبشة ويا سماء اقلعي أي أمسكي بلغة الحبشة فابتلعت
الأرض ماءها وارتفع ماء السماء حتى بلغ عنان السماء رجاء أن يعود إلى مكانه فأوحى الله إليه ان ارجع فإنك
رجس وغضب فرجع الماء فملح وحم وتردد فأصاب الناس منه الأذى فأرسل الله الريح فجمعه في مواضع البحار
فصار زعاما مالحا لا ينتفع به وتطلع نوح فنظر فإذا الشمس قد طلعت وبدا له اليد من السماء وكان ذلك آية ما بينه
وبين ربه عز وجل أمان من الغرق واليد القوس الذي يسمونه قوس قزح ونهى أن يقال له قوس قزح لان
330

قزح شيطان وهو قوس الله وزعموا أنه كان يمتد وتروسهم قبل ذلك في السماء فلما جعله الله تعالى أمانا لأهل
الأرض من الغرق نزع الله الوتر والسهم فقال نوح عليه السلام عند ذلك رب انك وعدتني أن تنجي معي أهلي
وغرق ابني وان ابني من أهلي وان وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح انه ليس من أهلك انه عمل غير
صالح يقول إنه ليس من أهل دينك ان عمله كان غير صالح قال اهبط بسلام منا فبعث نوح عليه السلام من يأتيه
بخبر الأرض فجاء الطير الأهلي وقال أنا فاخذها وختم جناحيها فقال أنت مختومة بخاتمي لا تطيري أبدا ينتفع بك
ذريتي فبعث الغراب فأصاب جيفة فوقع عليها فاحتبس فلعنه فمن ثم يقتل في الحرم وبعث الحمامة وهي القمري
فذهبت فلم تجد في الأرض قرارا فوقعت على شجرة بأرض سبا فحملت ورقة زيتون فرجعت إلى نوح فعلم أنها لم
تستمكن من الأرض ثم بعثها بعد أيام فخرجت حتى وقعت بوادي الحرم فإذا الماء قد نضب وأول ما نضب
موضع الكعبة وكانت طينتها حمراء فخضبت رجليها ثم جاءت إلى نوح فقالت البشرى استمكن الأرض فمسح
يده على عنقها وطوقها ووهب لها الحمرة في رجليها ودعا لها وأسكنها الحرم وبارك عليها فمن ثم شفق بها الناس ثم
خرج فنزل بأرض الموصل وهي قرية الثمانين لأنه نزل في ثمانين فوقع فيهم الوباء فماتوا الا نوح وسام وحام
ويافث ونساؤهم وطبقت الأرض منهم وذلك قوله وجعلنا ذريته هم الباقين * وأخرج ابن عساكر عن خالد
الزيات قال بلغنا ان نوحا عليه السلام ركب السفينة أول يوم من رجب وقال لمن معه من الجن والإنس صوموا
هذا اليوم قانه من صامه منكم بعدت عنه النار مسيرة سنة ومن صام منكم سبعة أيام أغلقت عنه أبواب جهنم
السبعة ومن صام منكم ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة الثمانية ومن صام منكم عشرة أيام قال الله له
سل تعطه ومن صام منكم خمسة عشر يوما قال الله له استأنف العمل فقد غفرت لك ما مضى ومن زاد زاده الله
فصاح نوح عليه السلام في السفينة رجب وشعبان ورمضان وشوالا وذا القعدة وذا الحجة وعشرا من المحرم
فأرست السفينة يوم عاشوراء فقال نوح عليه السلام لمن معه من الجن والإنس صوموا هذا اليوم * وأخرج
ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال ركب نوح عليه السلام في السفينة في عشر خلون من رجب ونزل
عنها في عشر خلون من المحرم فصام هو وأهله من الليل إلى الليل * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه
قال لما حمل نوح عليه السلام في السفينة من كل شئ حمل الأسد وكان يؤذى أهل السفينة فألقيت عليه الحمى
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي عبيدة رضي الله عنه قال لما أمر نوح عليه السلام ان يحمل في
السفينة من كل زوجين اثنين لم يستطع ان يحمل الأسد حتى ألقيت عليه الحمى فحمله فادخله * وأخرج ابن أبي
حاتم من طريق زيد بن أسلم عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما حمل نوح في السفينة من
كل زوجين اثنين قال له أصحابه وكيف نطمئن ومعنا الأسد فسلط الله عليه الحمى فكانت أول حمى نزلت الأرض
ثم شكوا الفأرة فقالوا الفويسقة تفسد علينا طعامنا ومتاعنا فأوحى الله إلى الأسد فعطس فخرجت الهرة منه
فتخبأت الفارة منها * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما كان نوح عليه السلام في السفينة قرض الفأر حبال السفينة
فشكا إلى الله عز وجل ذلك فأوحى الله إليه فمسح جبهة الأسد فخرج سنوران وكان في السفينة عذرة
فشكا نوح إلى الله فأوحى الله إليه فمسح ذنب الفيل فخرج خنزيران فأكلا العذرة * وأخرج أبو الشيخ عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال تأذى أهل السفينة بالفار فعطس الأسد فخرج من منخره سنوران ذكر وأنثى فأكلا
الفار الا ما أراد الله ان يبقى منه وتأذوا بأذى أهل السفينة فعطس الفيل فخرج من منخره خنزيران ذكر
وأنثى فأكلا أذى أهل السفينة قال ولما أراد أن يدخل الحمار السفينة أخذ نوح بأذني الحمار وأخذ إبليس بذنبه
فجعل نوح عليه السلام يجذبه وجعل إبليس يجذبه فقال نوح ادخل شيطان فدخل الحمار ودخل إبليس معه
فلما سارت السفينة جلس في أذنابها يتغنى فقال له نوح عليه السلام ويلك من أذن لك قال أنت قال متى قال إن
قلت للحمار ادخل يا شيطان فدخلت باذنك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال أول ما حمل نوح في الفلك من الدواب الدرة وآخر ما حمل الحمار فلما دخل الحمار أدخل صدره فتعلق إبليس
331

بذنبه فلم تستقل رجلاه فجعل نوح يقول ويحك ادخل يا شيطان فينهض فلا يستطيع حتى قال نوح ويحك
ادخل وان كان الشيطان معك كلمة زلت على لسانه فلما قالها نوح خلى الشيطان سبيله فدخل ودخل
الشيطان معه فقال له نوح ما أدخلك يا عدو الله قال ألم تقل ادخل وان كان الشيطان معك قال اخرج عنى
قال ما لك بد من أن تحملني فكان كما يزعمون في ظهر الفلك * وأخرج ابن عساكر عن مجاهد رضي الله عنه قال
مكث نوح عليه السلام يدعو قومه ألف سنة الا خمسين عاما يدعوهم إلى الله يسره إليهم ثم يجهر به لهم ثم أعلن
قال مجاهد رضي الله عنه الاعلان الصياح فجعلوا يأخذونه فيخنقونه حتى يغشى عليه فيسقط الأرض مغشيا
عليه ثم يفيق فيقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون فيقول الرجل منهم لأبيه يا أبت ما لهذا الشيخ يصيح كل يوم
لا يفتر فيقول أخبرني أبي عن جدي انه لم يزل على هذا منذ كان فلما دعا على قومه أمره الله أن يصنع الفلك
فصنع السفينة فعملها في ثلاث سنين كلما مر عليه ملا من قومه سخروا منه يعجبون من نجارته السفينة فلما
فرغ منها جعل له ربه آية إذا رأيت التنور قد فار فاجعل في السفينة من كل زوجين اثنين وكان التنور فيما بلغنا
في زاوية من مسجد الكوفة فلما فار التنور جعل فيها كل ما أمره الله قال يا رب كيف بالأسد والفيل قال سألقي عليهم
الحمى انها ثقيلة فحمل أهله وبنيه وبناته وكنائنه ودعا ابنه فلما أبى عليه وفرغ من كل شئ يدخله السفينة طبق
السفينة الأخرى عليهم ولولا ذلك لم يبق في السفينة شئ الا هلك لشدة وقع الماء حين يأتي من السماء قال الله
تعالى ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر فكان قدر كل قطرة مثل ما يجرى من فم القربة فلم يبق على ظهر الأرض شئ
الا هلك يومئذ الا ما في السفينة ولم يدخل الحرم منه شئ * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن عبد الله بن زياد
ابن سمعان عن رجال سماهم ان الله أعقم رجالهم قبل الطوفان بأربعين عاما وأعقم نساءهم فلم يتوالدوا أربعين
عاما منذ يوم دعا نوح عليه السلام حتى أدرك الصغير وأدرك الحنث وصارت لله عليهم الحجة ثم أرسل الله السماء
عليهم بالطوفان * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه قال يزعم الناس ان من أغرق الله من
الولدان مع آبائهم وليس كذلك انما الولدان يمنزلة الطير وسائر من أغرق الله بغير ذنب ولكن حضرت آجالهم
فماتوا لآجالهم والمدركون من الرجال والنساء كان الغرق عقوبة لهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وأبو الشيخ وابن عساكر من طريق مجاهد عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال لما أصاب قوم نوح الغرق قام الماء
على رأس كل جبل خمسة عشر ذراعا فأصاب الغرق امرأة فيمن أصاب معها صبي لها فوضعته على صدرها فلما
بلغها الماء وضعته على منكبيها فلما بلغها الماء وضعته على يديها فقال الله لو رحمت أحدا من أهل الأرض لرحمتها
ولكن حق القول منى * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه قال بلغني ان نوحا عليه السلام قال لجاريته
إذا فار تنورك ماء فأخبريني فلما فرغت من آخر خبزها فار التنور فذهبت إلى سيدها فأخبرته فركب هو ومن
معه بأعلى السفينة وفتح الله السماء بماء منهمر وفجر الأرض عيونا * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر
من طريقه أنا عبد الله العمرى عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما نبع الماء من حول سفينة نوح
خرج رجل من تلك الأمة إلى فرعون من فراعنتهم فقال هذا الذي تزعمون أنه مجنون قد أتاكم بما كان
يعدكم فجاء يسير في موكب له وجماعة من أصحابه حتى وقف من نوح غير بعيد فقال لنوح ما تقول قال قد
أتاكم ما كنتم توعدون قال ما علامة ذلك قال اعطف برأس برذونك فعطف برذونه فتتبع الماء من تحت
قوائمه فخرج يركض إلى الجبال هاربا من الماء * وأخرج ابن إسحاق وابن عساكر عن جعفر بن محمد رضي الله عنه
قال فار الماء من التنور من دار نوح عليه السلام من تنور تختبز فيه ابنته وكان نوح يتوقع ذلك إذ
جاءته ابنته فقالت يا أبت قد فار الماء من التنور فآمن بنوح النجارون كلهم الا نجارا واحدا فقال له اعطني
أجرى قال أعطيتك أجرك على أن تركب معنا قال فان ودا وسواع ويغوث ونسرا سينجوني فأوحى الله
إليه أن احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك الا من سبق عليه القول وكان ممن سبق عليه القوم امرأته والقة
وكنعان ابنه فقال يا رب هؤلاء قد حملتهم فكيف لي بالوحش والبهائم والسباع والطير قال انا أحشرهم عليك
فبعث جبريل عليه السلام فحشرهم فجعل يضرب بيديه على الزوجين فجعل يده اليمن على الذكر واليسرى
332

على الأنثى فيدخله السفينة حتى أدخل عدة ما أمره الله تعالى به فلما جمعهم في السفينة رأت البهائم والوحش
والسباع العذاب فجعلت تلحس قدم نوح عليه السلام وتقول احملنا معك فيقول انما أمرت من كل زوجين اثنين
* وأخرج ابن عساكر عن الزهري قال إن الله بعث ريحا فحمل إليه من كل زوجين اثنين من الطير والسباع
والوحش والبهائم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
من كل زوجين اثنين قال ذكر وأنثى من كل صنف * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في الآية قال الذكر زوج
والأنثى زوج * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه الا من سبق عليه القول قال العذاب
هي امرأته كانت في الغابرين * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحكم وما آمن معه الا قليل قال نوح وبنوه
ثلاثة وأربع كنائنه * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج قال حدثت ان نوحا حمل معه بنيه الثلاثة وثلاث
نسوة لبنيه وأصاب حام زوجته في السفينة فدعا نوح ان تغير نطفته فجاء بالسودان وأخرجه ابن المنذر وابن أبي
حاتم من طريق ابن جريج عن أبي صالح * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال حمل نوح عليه السلام معه في السفينة ثمانين انسانا أحدهم جرهم وكان لسانه عربيا
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان مع
نوح في السفينة ثمانون رجلا معهم أهلوهم وكانوا في السفينة مائة وخمسين يوما وان الله وجه السفينة إلى مكة
فدارت بالبيت أربعين يوما ثم وجهها إلى الجودي فاستوت عليه فبعث نوح عليه السلام الغراب ليأتيه بالخبر
فذهب فوقع على الجيف فأبطأ عليه فبعث الحمامة فاتته بورقة الزيتون ولطخت رجليها بالطين فعرف نوح
عليه السلام ان الماء نضب فهبط إلى أسفل الجودي فابتنى قرية وسماها ثمانين فأصبحوا ذات يوم وقد تبلبلت
ألسنتهم على ثمانين لغة أحدها اللسان العربي فكان لا يفقه بعضهم كلام بعض وكان نوح عليه السلام
يعبر عنهم * وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما ركب
نوح عليه السلام في السفينة وحمل فيها من كل زوجين اثنين كما أمر رأى في السفينة شيخا لم يعرفه فقال له
من أنت قال إبليس دخلت لأصيب قلوب أصحابك فتكون قلوبهم معي وأبدانهم معك ثم قال خمس أهلك
بهن الناس وسأحدثك منهم بثلاثة ولا أحدثك بالثنتين فأوحى إلى نوح لا حاجة لك بالثلاث مره يحدثك
بالثنتين قال الحسد وبالحسد لعنت وجعلت شيطانا رجيما والحرص أبيح آدم الجنة كلها فأصبت حاجتي منه
بالحرص * وأخرج ابن المنذر عن الحكم قال خرج القوس قزح بعد الطوفان أمانا لأهل الأرض ان يغرقوا جميعا
* قوله تعالى (وقال اركبوا فيها) الآية * أخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال لما ركب نوح عليه
السلام في السفينة فجرت به صرت به فخاف فجعل يتأذى الاها اتقن فال يا الله أحسن * وأخرج ابن جرير عن
مجاهد في قوله بسم الله مجريها ومرساها قال حين يركبون ويجرون ويرسون * وأخرج ابن جرير عن الضحاك
قال كان إذا أراد ان ترسى قال بسم الله فأرست وإذا أراد ان تجرى قال بسم الله فجرت * وأخرج سعيد بن
منصور والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه انه كان يقرأ مجراها ومرساها * وأخرج أبو يعلى والطبراني
وابن السني وابن عدي وأبو الشيخ وابن مردويه عن الحسين بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمان لامتي من الغرق إذا ركبوا في السفن ان يقولوا بسم الله الملك الرحمن بسم الله مجراها ومرساها ان ربى لغفور
رحيم وما قدر والله حق قدره إلى آخر الآية * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أمان لامتي من الغرق إذا ركبوا في السفن ان يقولون بسم الله الملك
وما قدروا الله حق قدره الآية بسم الله مجراها ومرساها ان ربى لغفور رحيم * وأخرج أبو الشيخ في الثواب
عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه ما من رجل يقول إذا ركب السفينة بسم الله الملك الرحمن بسم الله مجراها
ومرساها ان ربى لغفور رحيم وما قدروا الله حقد قدره الآية الا أعطاه الله أمانا من الغرق حتى يخرج منها
* قوله تعالى (ونادى نوح ابنه) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال كان اسم ابن نوح
الذي غرق كنعان * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
333

رضي الله عنهما قال هو ابنه غير أنه خالفه في النية والعمل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن أبي جعفر محمد بن علي رضي الله عنه في وقوله ونادى نوح ابنه قال هي بلغة طيئ لم يكن ابنه وكان ابن
امرأته * واخرج ابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ عن علي رضي الله عنه انه قرأ ونادى نوح ابنها * قوله
تعالى (قال لا عاصم اليوم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله
لا عاصم اليوم من أمر الله الا من رحم قال لا ناج الا أهل السفينة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن القاسم
ابن أبي بزة في قوله وحال بينهما الموج قال بين ابن نوح والجبل * وأخرج الحاكم عن أبي ذر رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق
* وأخرج عبد بن حميد عن حميد بن هلال قال جعل نوح لرجل من قومه جعلا على أن يعينه على عمل السفينة
فعمل معه حتى إذا فرغ قال له نوح خير أي ذلك شئت اما أن أوفيك أجرك واما أن نوقيك من القوم الظالمين قال
حتى أستأمر قومي فاستأمره قومه فقالوا له اذهب إلى أجرك فخذه فاتاه فقال أجرى فوفاه أجره قال فماخذ جاوز ذلك
الرجل إلى حيث ينظر إليه حتى أمر الله الماء بما أمره به فاقبل ذلك الرجل يخوض الماء فقال خذ الذي جعلت لي قال
لك ما رضيت به فغرق فيمن غرق * قوله تعالى (وقيل يا أرض ابلعي ماءك) الآية * أخرج ابن سعد وابن عساكر
من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان للملك يوم ولد نوح اثنان وثمانون سنة
ولم يكن أحد في ذلك الزمان ينتهى عن منكر فبعث الله نوحا إليهم وهو ابن أربعمائة سنة وثمانين سنة ثم دعاهم
في نبوته مائة وعشرين سنة ثم أمره بصنعة السفينة فصنعها وركبها وهو ابن ستمائة سنة وغرق من غرق ثم مكث
بعد السفينة ثلاثمائة وخمسين سنة فولد نوح سام وفى ولده بياض وأدمة وحام في ولده سواد وبياض ويافث
وفيهم الشقرة والحمرة وكنعان وهو الذي غرق والعرب تسميه بأم وأم هؤلاء واحدة وبجبل فودنجر نوح السفينة
ومن ثم بدا الطوفان فركب نوح السفينة معه بنوه هؤلاء ونساء بنيه هؤلاء وثلاثة وسبعون من بنى شيث
ممن آمن به فكانوا ثمانين في السفينة وحمل معه من كل زوجين اثنين وكان طول السفينة ثلاثمائة ذراع بذراع
جسد أبى نوح وعرضها خمسين ذراعا وطولها في السماء ثلاثين ذراعا وخرج منها من الماء ستة أذرع وكانت
مطبقة وجعل لها ثلاثة أبواب بعضها أسفل من بعض فأرسل الله المطر أربعين ليلة وأربعين يوما فأقبلت الوحش
حين أصابها المطر والدواب والطير كلها إلى نوح وسخرت له فحمل منها كما أمره الله من كل زوجين اثنين وحمل معه
جسدا آدم عليه السلام فجعل حاجزا بين النساء والرجال فركبوا فيها العشر مضين من رجب وخرجوا منها يوم
عاشوراء من المحرم فلذلك صام من صام يوم عاشوراء وخرج الماء مثل ذلك نصفين نصف من السماء ونصف
من الأرض فذلك قول الله ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر يقول منصب وفجرنا الأرض عيونا يقول شققنا
الأرض فالتقى الماء على أمر قد قدروا وارتفع الماء على أطول جبل في الأرض خمسة عشر ذراعا فسارت بهم
السفينة فطافت بهم الأرض كلها في ستة أشهر لا تستقر على شئ حتى أتت الحرم فلم تدخله ودارت بالحرم
أسبوعا ورفع البيت الذي بناه آدم عليه السلام رفع من الغرق وهو البيت المعمور والحجر الأسود على أبى قبيس
فلما دارت بالحرم ذهبت في الأرض تسير بهم حتى انتهت إلى الجودي وهو جبل بالحضين من أرض الموصل
فاستقرت بعد ستة أشهر لتمام السنة فقيل بعد الستة أشهر بعدا للقوم الظالمين فلما استوت على الجودي قيل
يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي يقول احبسي ماءك وغيض الماء نشفته الأرض فصار ما نزل من السماء هذه
البحور التي ترون في الأرض فاخر ماء بقى في الأرض من الطوفان ماء يحسى بقى في الأرض أربعين سنة
بعد الطوفان ثم ذهب فهبط نوح عليه السلام إلى قرية فبنى كل رجل منهم بيتا فسميت سوق الثمانين
فغرق بنو قابيل كلهم وما بين نوح إلى آدم من الآباء كانوا على الاسلام ودعا نوح على الأسد ان يلقى عليه الحمى
وللحمامة بالأنس وللغراب بشقاء المعيشة وتزوج نوح امرأة من بنى قابيل فولدت له غلاما سماه يوناطن فلما
ضاقت بهم سوق الثمانين تحولوا إلى باب فبنوها وهي بين الفرات والصراة فمكثوا بها حتى بلغوا مائة ألف وهم
على الاسلام ولما خرج نوح من السفينة دفن آدم عليه السلام ببيت المقدس * وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ
334

عن قتادة رضي الله عنه قال بعث نوح عليه السلام الحمامة فجاءت بورق الزيتون فأعطيت الطوق الذي في عنقها
وخضاب رجليها * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي سعيد رضي الله عنه قال خرجت أريد ان أشرب ماء المر قال
لا تشرب ماء المر فإنه لما كان زمن الطوفان أمر الله الأرض ان تبلع ماءها وأمر السماء ان تقلع فاستعصى عليه
بعض البقاع فلعنه فصار ماؤه مر أو ترابه سبخا لا ينبت شيئا * وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه
قال لما أمرت الأرض ان تغيض الماء غاضت الأرض ما خلا أرض الكوفة فلعنت فسائر الأرض تكون على
7 نورين وأرض الكوفة على أربع * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة يا أرض ابلعي قال هو بالحبشية * وأخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه رضي الله عنه وقيل يا أرض ابلعي ماءك بالحبشية قال ازرديه
* وأخرج أبو الشيخ عن جعفر بن محمد عن أبيه في قوله يا أرض ابلعي ماءك قال اشربي بلغة الهند * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويا سماء اقلعي قال امسكي وغيض الماء قال
ذهب * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وغيض الماء قال نغض وقضى الامر قال
هلاك قوم نوح * قوله تعالى (واستوت على الجودي) * أخرج أحمد وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بأناس من اليهود وقد صاموا يوم عاشوراء فقال ما هذا الصوم فقالوا
هذا اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وبنى إسرائيل من الغرق وأغرق فيه فرعون وهذا يوم استوت فيه السفينة
على الجودي فصامه نوح وموسى عليهما السلام شكرا لله فقال صلى الله عليه وسلم أنا أحق بموسى وأحق بصوم
هذا اليوم فصامه وأمر أصحابه بالصوم * وأخرج ابن جرير عن عبد العزيز بن عبد الغفور عن أبيه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول يوم من رجب ركب نوح السفينة فصام هو وجميع من معه وجرت بهم السفينة
ستة أشهر فانتهى ذلك إلى المحرم فأرست السفينة على الجودي يوم عاشوراء فصام نوح وأمر جميع من معه من
الوحش والدواب فصاموا شكرا لله تعالى * وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
يوم عاشوراء اليوم الذي تاب الله فيه على آدم واليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي واليوم الذي
فرق الله فيه البحر لبني إسرائيل واليوم الذي ولد فيه عيسى صيامه يعدل سنة مبرورة * وأخرج ابن مردويه عن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لما استقرت السفينة على الجودي لبث ما شاء الله ثم انه أذن له فهبط على الجبل
فدعا الغراب فقال ائتني بخبر الأرض فانحدر الغراب على الأرض وفيها الغرقى من قوم نوح فأبطأ عليه فلعنه
ودعا الحمامة فوقع على كف نوح فقال اهبطي فائتيني بخبر الأرض فانحدر فلم يلبث الا قليلا حتى جاء ينفض
ريشه في منقاره فقال اهبط فقد أبينت الأرض قال نوح بارك الله فيك وفى بيت يؤويك وحببك إلى الناس
لولا أن يغلبك الناس على نفسك لدعوت الله ان يجعل رأسك من ذهب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال الجودي جبل بالجزيرة تشامخت الجبال يومئذ من الغرق وتطاولت
وتواضع هو لله تعالى فلم يغرق وأرست عليه سفينة نوح * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عطاء قال بلغني
ان الجبل تشامخ في السماء الا الجودي فعرف ان أمر الله سيدركه فسكن قال وبلغني ان الله تعالى استخبأ أبا
قبيس الركن الأسود * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه قال الجودي جبل بالموصل * وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال أبقاها الله بالجودي من أرض الجزيرة عبرة وآية حتى رآها
أوائل هذه الأمة كم من سفينة قد كانت بعدها فهلكت * قوله تعالى (ونادى نوح ربه) الآيات * أخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال نادى نوح ربه قال رب ان ابني من أهلي وانك قد وعدتني
ان تنجي لي أهلي وان ابن من أهلي * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما بغت امرأة نبي قط وقوله انه ليس من أهلك يقول إنه ليس
من أهلك الذين وعدتك ان أنجيهم معك * قوله تعالى (انه عمل غير صالح) * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن نساء الأنبياء لا يزنين وكان يقرؤها انه عمل غير صالح يقول مسألتك
إياي يا نوح عمل غير صالح لا أرضاه لك * وأخرج أبو الشيخ من طريق سعيد عن قتادة في الآية قال إنه لما
335

نهاه ان يراجعه في أحد كان العمل غير صالح مراجعة ربه في قراءة عبد الله فلا تسألن ما ليس لك به علم وعن
غير قتادة كان اسم ابن نوح الذي غرق كنعان وقال قتادة خالف نوحا في النية والعمل * وأخرج أبو الشيخ
عن أبي جعفر الرازي قال سالت زيد بن أسلم قلت كيف تقرأ هذا الحرف قال عمل غير صالح * وأخرج ابن المنذر
عن علقمة قال في قراءة عبد الله انه عمل غير صالح * وأخرج ابن جرير انه عمل غير صالح يقال سؤالك عما
ليس لك به علم * وأخرج الطيالسي وأحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر وابن مردويه من طريق شهر بن
حوشب عن أسماء بنت يزيد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ انه عمل غير صالح * وأخرج أحمد
وأبو داود والترمذي والطبراني والحاكم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية من طريق شهر بن حوشب عن
أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها انه عمل غير صالح قال عبد بن حميد
أم سلمة رضي الله عنها هي أسماء بنت يزيد كلا الحديثين عندي واحد * وأخرج البخاري في تاريخه وابن
مردويه والخطيب من طرق عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ انه عمل غير
صالح * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرأ انه عمل غير
صالح * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه قال في بعض الحروف انه عمل غير صالح * وأخرج
أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه انه عمل غير صالح قال كان عمله كفرا بالله * وأخرج أبو الشيخ عن
سعيد بن جبير رضي الله عنه انه قرأ عمل غير صالح قال معصية نبي الله * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله فلا تسألن ما ليس لك به علم قال بين الله لنوح عليه السلام انه ليس بابنه * وأخرج
ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه انى أعظك ان تكون من الجاهلين قال إن تبلغ بك الجهالة انى
لا أفي بوعد وعدتك حتى تسألني قال فإنها خطيئة رب انى أعوذ بك أن أسألك الآية * وأخرج أبو الشيخ عن ابن
المبارك رضي الله عنه قال لو أن رجلا اتقى مائة شئ ولم يتق شيئا واحدا لم يكن من المتقين ولو تورع من مائة شئ ولم
يتورع من شئ واحد لم يكن ورعا ومن كان فيه خلة من الجهل كان من الجاهلين أما سمعت إلى ما قال نوح
عليه السلام ان ابني من أهلي قال الله انى أعظك ان تكون من الجاهلين * وأخرج أبو الشيخ عن الفضيل بن
عياض رضي الله عنه قال بلغني ان نوحا عليه السلام لما سال ربه فقال يا رب ان ابني من أهلي فأوحى الله إليه
يا نوح ان سؤالك إياي ان ابني من أهلي عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم انى أعظك ان تكون من
الجاهلين قال فبلغني ان نوحا عليه السلام بكى على قول الله انى أعظك ان تكون من الجاهلين أربعين عاما
* وأخرج أحمد في الزهد عن وهيب بن الورد الحضرمي قال لما عاتب الله نوحا عليه السلام في ابنه وأنزل عليه انى
أعظك ان تكون من الجاهلين بكى ثلاثمائة عام حتى صار تحت عينيه مثل الجدول من البكاء * قوله تعالى (قيل
يا نوح اهبط) * أخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله قيل يا نوح اهبط بسلام منا الآية قال اهبطوا
والله عنهم راض واهبطوا بسلام من الله كانوا أهل رحمته من أهل ذلك الدهر ثم أخرج منهم نسلا بعد ذلك أمما
منهم من رحم ومنهم من عذب وقرأ وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم قال انما افترقت الأمم من تلك العصابة التي
خرجت من ذلك الماء وسلمت * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله اهبط بسلام منا وبركات
عليك وعلى أمم ممن معك قال فما زال الله يأخذ لنا بسهمنا وحظنا وكذلك يذكرنا من حيث لا نذكر أنفسنا كلما
هلكت أمة جعلنا في أصلاب من ينجو بلطفه حتى جعلنا في خير أمة أخرجت للناس * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو
الشيخ وابن السني في الطب النبوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أول شجر غرس نوح عليه السلام حين
خرج من السفينة الآس * وأخرج أبو الشيخ عن عثمان بن أبي العاتكة ان أول شئ تكلم به نوح عليه السلام
حين استقرت به قدماه على الأرض حين خرج من السفينة ان قال يا مور اتقن كلمة بالسريانية يعنى يا مولاي
أصلح * وأخرج أبو الشيخ وابن عساكر عن وهب بن منبه قال لما أغرق الله قوم نوح أوحى إلى نوح عليه السلام
انى خلقت خلقا بيدي وأمرتهم بطاعتي فعصوني واستأثروا غضبى فعذبت من لم يعصني من خلقي بذنب من
عصاني فبي حلفت وأي شئ مثلي لا أعذب بالغرق العامة بعد هذا وإني جعلت قوسي أمانا لعبادي وبلادي
336

من الغرق إلى يوم القيامة وكانت القوس فيها سهم ووتر فلما فرغ الله من هذا القول إلى نوح نزع الوتر
والسهم من القوس وجعلها أمانا لعباده وبلاده من الغرق * وأخرج ابن عساكر عن خصيف قال لما هبط نوح
من السفينة وأشرف من جبل حسماء رأى تل حران بين نهرين فأتى حران فخطها ثم أتى دمشق فخطها فكانت
حران أول مدينة خطت بعد الطوفان ثم دمشق * وأخرج ابن عساكر عن كعب الأحبار رضي الله عنه قال
أول حائط وضع على وجه الأرض بعد الطوفان حائط حران ودمشق ثم بابل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي قال دخل في ذلك السلام والبركات كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم
القيامة ودخل في ذلك المتاع والعذاب الأليم كل كافر وكافرة إلى يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن الضحاك
رضي الله عنه وعلى أمم ممن معك يعنى ممن لم يولد أوجب الله لهم البركات لما سبق لهم من علم الله من السعادة وأمم
سنمتعهم يعنى متاع الحياة الدنيا ثم يمسهم منا عذاب أليم لما سبق لهم في علم الله من الشقاوة * وأخرج
أحمد في الزهد عن كعب رضي الله عنه قال لم يزل بعد نوح عليه السلام في الأرض أربعة عشر يدفع بهم العذاب
* قوله تعالى (تلك من أنباء الغيب) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه تلك يعنى هذه من
أنباء يعنى أحاديث * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه قال ثم رجع إلى محمد صلى الله عليه وسلم فقال
تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك يعنى العرب من قبل هذا القرآن * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا أي من قبل القرآن وما علم
محمد صلى الله عليه وسلم وقومه بما صنع نوح وقومه لولا ما بين الله عز وجل له في كتابه * قوله تعالى (والى عاد)
الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه الأعلى الذي فطرني
أي خلقني * وأخرج ابن عساكر عن الضحاك رضي الله عنه قال أمسك عن عاد القطر ثلاث سنين فقال لهم
هود استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا فأبوا الا تماديا * وأخرج ابن سعد في الطبقات
وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في سننه عن الشعبي
رضي الله عنه قال خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستسقى فلم يزد على الاستغفار حتى يرجع فقيل له ما رأيناك
استسقيت قال لقد طلبت المطر بمخاديج السماء التي يستنزل بها المطر ثم قرأ ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه
يرسل السماء عليكم مدرارا واستغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا * وأخرج أبو الشيخ عن
هارون التيمي في قوله يرسل السماء عليكم مدرارا قال المطر لا بأنه * وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد في قوله يرسل
السماء عليكم مدرارا قال يدر ذلك عليهم مطرا ومطرا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن مجاهد في قوله ويزدكم قوة إلى قوتكم قال ولد الولد * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
ان نقول الا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال أصابتك بالجنون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال أصابتك الأوثان بجنون * وأخرج عبد
الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال ما يحملك على ذم آلهتنا الا أنه قد أصابك منها
سوء * وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن سعيد قال ما من أحد يخاف لصا عاديا أو سبعا ضاريا أو شيطانا ماردا
فيتلو هذه الآية انى توكلت على الله ربى وربكم ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها ان ربى على صراط مستقيم
الا صرفه الله عنه * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه ان ربى على صراط مستقيم قال الحق
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله عذاب غليظ قال شديد * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى رضي الله عنه في قوله كل جبار عنيد المشرك * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال كل
جبار عنيد قال الميثاق * وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم النخعي عنيد قال تمالت عن الحق * وأخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله واتبعوا في هذه الدنيا لعنة قال لم يبعث نبي بعد عاد الا لعنت عاد على
لسانه * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة قال لعنة أخرى * وأخرج
ابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال تتابعت عليهم لعنتان من الله لعنة في الدنيا ولعنة
337

في الآخرة * قوله تعالى (والى ثمود) الآيات * أخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه هو أنشأكم من الأرض
قال خلقكم من الأرض * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه واستعمركم فيها
قال أعمركم فيها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه واستعمركم فيها قال استخلفكم فيها * وأخرج
ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد فما تزيدونني غير تخسير يقول ما تزدادون أنتم الا خسارا * وأخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن عطاء الخراساني فما تزيدونني غير تخسير قال ما تزيدونني بما تصنعون الا شرا لكم وخسرانا
تخسرونه * وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج في قوله ثلاثة أيام قال كان بقى من أجل قوم صالح عند عقر الناقة
ثلاثة أيام فلم يعذبوا حتى أكملوها * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله نجينا صالحا والذين آمنوا الآية قال
نجاه الله برحمة منه ونجاه من خزى يومئذ * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله فأصبحوا في
ديارهم جاثمين قال ميتين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله كان لم يغنوا فيها
قال كان لم يعيشوا فيها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس كان لم يغنوا فيها قال كان لم يعمروا فيها
* وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له
أخبرني عن قوله عز وجل كان لم يغنوا فيها قال كان لم يكونوا فيها يعنى في الدنيا حين عذبوا ولم يعمروا فيها قال وهل
تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول
وغنيت شيئا قبل نحري وأحسن * لو كان للنفس اللجوج خلود
* وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله كان لم يغنوا فيها قال كان لم ينعموا فيها * قوله تعالى (ولقد جاءت رسلنا
إبراهيم بالبشرى) * أخرج ابن أبي حاتم عن عثمان بن محسن رضي الله عنه في ضيف إبراهيم كانوا أربعة جبريل
عليه السلام وميكائيل وإسرافيل ورفائيل * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه قرأ قالوا سلاما
قال سلام وكل شئ سلمت عليه الملائكة فقالوا سلاما قال سلام * قوله تعالى (فما لبث أن جاء بعجل حنيذ) * أخرج
ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله بعجل حنيذ قال نضيج * وأخرج ابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله حنيذ قال مشوي * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله بعجل حنيذ قال
سميط * واخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل بعجل حينئذ قال
الحنيذ النضيج ما يشوى بالحجارة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر وهو يقول
لهم راح وفار المسك فيهم * وشاوهم إذا شاوا حنيذ
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله بعجل حنيذ قال الحنيذ الذي نضج
بالحجارة * وأخرج أبو الشيخ عن شمر بن عطية قال الحنيذ الذي شوى وهو يسيل منه الماء * قوله تعالى (فلما
رأى أيديهم لا تصل إليه) الآية * أخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن كعب رضي الله عنه قال بلغنا أن
إبراهيم عليه السلام كان يشرف على سدوم فيقول ويلك يا سدوم يوم مالك ثم قال ولما جاءت رسلنا إبراهيم
بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ نضيج وهو يحسبهم أضيافا فلما رأى أيديهم لا تصل إليه
نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف انا رسل أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق
ومن وراء إسحاق يعقوب قال ولد الولد قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشئ عجيب فقال لها
جبريل أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد وكلمهم إبراهيم في أمر قوم لوط إذ
كان فيهم إبراهيم قالوا يا إبراهيم أعرض عن هذا إلى قوله ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم قال ساءه مكانهم لما رأى
منه من الجمال وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب قال يوم سوء من قومي فذهب بهم إلى منزل فذهبت امرأته
لقومه فجاءه قومه يهرعون إليه قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم تزوجوهن أليس منكم رجل رشيد قالوا
لقد علمت مالنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد وجعل الأضياف في بيته وقعد على باب البيت قال لو أن لي بكم قوة
أو آوى إلى ركن شديد قال إلى عشيرة تمنع فبلغني أنه لم يبعث بعد لوط عليه السلام رسول الا في عز من قومه فلما رأت
الرسل ما قد لقى لوط في سيئتهم قالوا يا لوط انا رسل ربك انا ملائكة لن يصلوا إليك فأسر بأهلك قطع من الليل
338

ولا يلتفت منكم أحد الا امرأتك إلى قوله أليس الصيح بقريب فخرج عليهم جبريل عليه السلام فضرب
وجوههم بجناحه ضربة فطمس أعينهم والطمس ذهاب الأعين ثم احتمل جبريل وجه أرضهم حتى سمع أهل
سماء الدنيا نباح كلابهم وأصوات ديوكهم ثم قلبها عليهم وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل قال على أهل بواديهم
وعلى رعاتهم وعلى مسافرهم فلم يبق منهم أحد * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر عن
الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما رأى إبراهيم انه لا تصل إلى العجل أيديهم نكرهم وخافهم وانما
كان خوف إبراهيم انهم كانوا في ذلك الزمان إذا هم أحدهم بأمر سوء لم يأكل عنده يقول إذا أكرمت بطعامه حرم
على أداه فخاف إبراهيم ان يريدوا به سوأ فاضطربت مفاصله وامرأته سارة قائمة تخدمهم وكان إذا أراد ان يكرم
أضيافه أقام سارة لتخدمهم فضحكت سارة وانما ضحكت انها قالت يا إبراهيم وما تخاف انهم ثلاث نفر وأنت
وأهلك وغلمانك قال لها جبريل أيها الضاحكة أما انك ستلدين غلاما يقال له إسحاق ومن ورائه غلام يقال له
يعقوب فأقبلت في صرة فصكت وجهها فأقبلت والهة تقول وا ويلتاه ووضعت يدها على وجهها استحياء فذلك
قوله فصكت وجهها وقالت أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا قال لما بشر إبراهيم بقول الله فلما ذهب عن إبراهيم
الروع وجاءته البشرى بإسحاق يجادلنا في قوم لوط وانما كان جداله انه قال يا جبريل أين تريدون والى من
بعثتم قال إلى قوم لوط وقد أمرنا بعذابهم فقال إبراهيم ان فيها لوط قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله الا امرأته
وكانت فيما زعموا تسمى والقة فقال إبراهيم ان كان فيهم مائة مؤمن تعذبونهم قال جبريل لا قال فان كان فيهم
تسعون مؤمنون تعذبونهم قال جبريل لا قال فان كان فيهم ثمانون مؤمنون تعذبونهم قال جبريل لا حتى انتهى
في العدد إلى واحد مؤمن قال جبريل لا فلما لم يذكروا لإبراهيم ان فيها مؤمنا واحدا قال إن فيها لوطا قالوا نحن
أعلم بمن فيها لننجينه وأهله الا امرأته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن وهب بن منبه رضي الله عنه ان إبراهيم
عليه السلام حين أخرجه قومه بعد ما ألقوه في النار خرج بامرأته سارة ومعه أخوها لوط وهما ابنا أخيه فتوجها
إلى أرض الشام ثم بلغوا مصر وكانت سارة رضي الله عنها من أجمل الناس فلما دخلت مصر تحدث الناس بجمالها
وعجبوا له حتى بلغ ذلك الملك فدعا ببعلها وسأله ما هو منها فخاف ان قال له زوجها أن يقتله فقال أنا أخوها فقال
زوجنيها فكان على ذلك حتى بات ليلة فجاءه حلم فخنقه وخوفه فكان هو وأهله في خوف وهول حتى علم أنه قد أتى
من قبلها فدعا إبراهيم فقال ما حملك على أن تغرني زعمت أنها أختك فقال انى خفت ان ذكرت انها زوجتي أن
يصيبني منك ما أكره ومعايشهم فكان بين رعاء إبراهيم ورعاء لوط جوار وقتال فقال لوطا لإبراهيم ان هؤلاء الرعاء
قد فسد ما بينهم وكادت تضيق فيهم المراعى ونخاف أن لا تحملنا هذه الأرض فان أحببت أن أخف عنك حففت
قال إبراهيم ما شئت ان شئت فانتقل منها وان شئت انتقلت منك قال لوط عليه السلام لا بل أنا أحق ان أخف عنك
ففر باهله وماله إلى سهل الأردن فكان بها حتى أغار عليه أهل فلسطين فسبوا أهله وماله فبلغ ذلك إبراهيم عليه
السلام فأغار عليهم بما كان عنده من أهله ورقيقه وكان عدده زيادة على ثلاثمائة من كان مع إبراهيم فاستنقذ
من أهل فلسطين من كان معهم من أهل لوط حتى ردهم إلى قرارهم ثم انصرف إبراهيم إلى مكانه وكان أهل
سدوم الذين فيهم لوط قوم قد استغنوا عن النساء بالرجال فلما رأى الله كان عند ذلك بعث الملائكة ليعذبوهم
فاتوا إبراهيم فلما رآهم راعه هيئتهم وجمالهم فسلموا عليه وجلسوا إليه فقام ليقرب إليهم قرى فقالوا مكانك
قال بل دعوني آتيكم بما ينبغي لكم فان لكم حقا لم يأتنا أحد أحق بالكرامة منكم فامر بعجل سمين فحنذ له يعنى
سوى له فقرب إليهم الطعام فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة وسارة رضي الله عنها
وراء الباب تسمع قالوا لا تخف انا نبشرك بغلام حليم مبارك فبشر به امرأته سارة فضحكت وعجبت كيف
يكون له منى ولد وأنا عجوز وهذا شيخ كبير قالوا أتعجبين من أمر الله فإنه قادر على ما يشاء وقد وهبه الله لكم
فابشروا به فقاموا وقام معهم إبراهيم عليه السلام فمشوا معا وسألهم قال أخبروني لم بعثتم وما دخل بكم قالوا انا
أرسلنا إلى أهل سدوم لندمرها فإنهم قوم سوء قد استغنوا بالرجال عن النساء قال إبراهيم ان فيها قوما صالحين
339

فكيف يصيبهم من العذاب ما يصيب أهل عمل السوء قالوا وكم فيها قال أرأيتم ان كان فيها خمسون رجلا صالحا قالوا
اذن لا نعذبهم قال إن كان فيهم أربعون قالوا اذن لا نعذبهم فلم يزل ينقص حتى بلغ إلى عشرة ثم قال فأهل بيت
قالوا فان كان فيها بيت صالح قال فلوط وأهل بيته قالوا ان امرأته هواها معهم فكيف يصفر عن أهل قرية لم يتم
فيها أهل بيت صالحين فلما يئس منهم إبراهيم عليه السلام انصرف وذهبوا إلى أهل سدوم فدخلوا على لوط عليه
السلام فلما رأتهم امرأته أعجبها هيئتهم وجمالهم فأرسلت إلى أهل القرية انه نزل بنا قوم لم ير قط أحسن
منهم ولا أجمل فتسامعوا بذلك فغشوا دار لوط من كل ناحية وتسوروا عليهم الجدارات فلقيهم لوط عليه السلام
فقال يا قوم لا تفضحوني في بيتي وأنا أزوجكم بناتي فهن أطهر لكم قالوا لو كنا نريد بناتك لقد عرفنا مكانك ولكن
لابد لنا من هؤلاء القوم الذين نزلوا بك فخل بيننا وبينهم واسلم منا فضاق به الامر فقال لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن
شديد فوجد عليه الرسل في هذه الكلمة فقالوا ان ركنك لشديد وانهم آتيهم عذاب غير مردود ومسح أحدهم
أعينهم بجناحه فطمس أبصارهم فقالوا سحرنا انصرف بنا حتى ترجع إليهم نغشاهم الليل فكان من أمرهم
ما قص الله في القرآن فادخل ميكائيل وهو صاحب العذاب جناحه حتى بلغ أسفل الأرض ثم حمل قراهم فقلبها
عليهم ونزلت حجارة من السماء فتتبعت من لم يكن منهم في القرية حيث كانوا فأهلكهم الله تعالى ونجا لوط وأهله
الا امرأته * وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي يزيد البصري رضي الله عنه في قوله فلما رأى أيديهم لا تصل
إليه قال لم ير لهم أيديا فنكرهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه
في قوله نكرهم الآية قال كانوا إذا نزل بهم ضيف فلم يأكل من طعامهم ظنوا انه لم يأت بخير وانه يحدث
نفسه بشر ثم حدثوه عند ذلك بما جاؤوا فيه فضحكت امرأته * وأخرج ابن المنذر عن عمرو بن دينار رضي الله عنه
قال لما تضيفت الملائكة عليهم السلام إبراهيم عليه السلام قدم لهم العجل فقالوا لا نأكله الا بثمن قال فكلوا
وأدوا ثمنه قالوا وما ثمنه قال تسمون الله إذا أكلتم وتحمدونه إذا فرغتم قال فنظر بعضهم إلى بعض فقالوا لهذا أتخذك
الله خليلا * وأخرج ابن جرير عن السدى قال لما بعث الله الملائكة عليهم السلام لتهلك قوم لوط أقبلت تمشى
في صورة رجال شباب حتى نزلوا على إبراهيم عليه السلام فضيفوه فلما رآهم أجلهم فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين
فذبحه ثم شواه في الرضف فهو الحنيذ وأتاهم فقعد معهم وقامت سارة رضي الله عنها تخدمهم فذلك حين يقول
وامرأته قائمة وهو جالس في قراءة ابن مسعود فلا قربه إليهم قال ألا تأكلون قالوا يا إبراهيم انا لا نأكل طعاما الا
بثمن قال فان لهذا ثمنا قالوا وما ثمنه قال تذكرون اسم الله على أوله وتحمدونه على آخره فنظر جبريل إلى ميكائيل
فقال حق لهذا أن يتخذه ربه خليلا فلما رأى إبراهيم أيديهم لا تصل إليه يقول لا يأكلون فزع منهم وأوجس
منهم خيفة فلما نظرت إليه سارة انه قد أكرمهم وقامت هي تخدمهم ضحكت وقال عجبا لأضيافنا هؤلاء انا
نخدمهم بأنفسنا تكرمة لهم وهم لا يأكلون طعامنا قال لها جبريل أبشري بولد اسمه اسحق ومن وراء اسحق
يعقوب فضربت وجهها عجبا فذلك قوله فصكت وجهها وقالت أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشئ
عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد قالت سارة رضي الله عنها ما آية
ذلك فاخذ بيده عودا يابسا فلواه بين أصابعه فاهتز أخضر فقال فقال إبراهيم عليه السلام هو لله اذن ذبيحا * وأخرج
ابن المنذر عن المغيرة رضي الله عنه قال في مصحف ابن مسعود وامرأته قائمة وهو جالس * وأخرج ابن أبي حاتم
عن مجاهد رضي الله عنه وامرأته قائمة قال في خدمة أضياف إبراهيم عليه السلام * وأخرج عبد الرزاق وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال لما أوجس إبراهيم خيفة في نفسه حدثوه
عند ذلك بما جاؤوا فيه فضحكت امرأته تعجبا مما فيه قوم لوط من الغفلة ومما أتاهم من العذاب * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما فضحكت قال فحاضت وهي بنت ثمان
وتسعين سنة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله فضحكت قال حاضت وكانت ابنة بضع وتسعين سنة وكان
إبراهيم عليه السلام ابن مائة سنة * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله فضحكت قال حاضت قال
الشاعر انى لآتي العرس عند طهورها * وأهجرها يوما إذا هي ضاحك
340

* وأخرج ابن عساكر عن الضحاك رضي الله عنه قال كان اسم سارة يساره فلما قال لها جبريل عليه السلام
يا سارة قالت إن اسمي يسارة فكيف تسميني سارة قال الضحاك يسارة العاقر التي لا تلد وسارة الطالق الرحم التي
تلد فقال لها جبريل عليه السلام كنت يسارة لا تحملين فصرت سارة تحملين الولد وترضعينه فقالت سارة رضي الله عنها
يا جبريل نقصت اسمي قال جبريل ان الله قد وعدك بان يجعل هذا الحرف في اسم ولد من ولدك في آخر
الزمان وذلك أن اسمه عند الله حي فسماه يحيى * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر من طريق الكلبي عن أبي
صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان حسن سارة رضي الله عنها حسن حواء عليها السلام * وأخرج
ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه انا سارة بنت ملك من الملوك وكانت قد أوتيت
حسنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فبشرناها بإسحاق
ومن وراء اسحق يعقوب قال هو ولد الولد * وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء عن حسان بن أبحر
قال كنت عند ابن عباس فجاءه رجل من هذيل فقال له ابن عباس ما فعل فلان قال مات وترك أربعة من الولد
وثلاثة من الوراء فقال ابن عباس فبشرناها بإسحاق ومن وراء اسحق يعقوب قال ولد الولد * وأخرج ابن الأنباري
عن الشعبي رضي الله عنه في قوله ومن وراء اسحق يعقوب قال ولد الولد * وأخرج ابن أبي حاتم عن ضمرة بن حبيب
ان سارة لما بشرها الرسل بإسحاق قال بينما هي تمشى وتحدثهم حين أنست بالحيضة فحاضت قبل ان تحمل بإسحاق
فكان من قولها للرسل حين بشروها قد كنت شابة وكان إبراهيم شابا فلم أحبل فحين كبرت وكبر أألد قالوا
أتعجبين من ذلك يا سارة فان الله قد صنع بكم ما هو أعظم من ذلك أن الله قد جعل رحمته وبركاته عليكم أهل البيت
انه حميد مجيد * وأخرج ابن الأنباري وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا
قال وهي يومئذ ابنة سبعين وهو يومئذ ابن تسعين * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله
بعلي قال زوجي * واخرج أبو الشيخ عن ضرار بن مرة عن شيخ من أهل المسجد قال بشر إبراهيم بعد سبع عشرة
ومائة سنة * وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن علي رضي الله عنه قال قالت سارة رضي الله عنها لما بشرتها الملائكة
عليهم السلام يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا هذا الشئ عجيب فقالت الملائكة ترد على سارة أتعجبين
من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد قال فهو كقوله وجعلها كلمة باقية في عقبه بمحمد
صلى الله عليه وسلم وآله من عقب إبراهيم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في شعب الايمان
عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه في قوله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد قال كنت عند ابن
عباس إذ جاءه رجل فسلم عليه فقلت وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته فقال ابن عباس انته إلى ما انتهت
إليه الملائكة ثم تلا رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت * وأخرج البيهقي عن ابن عباس ان سائلا قام على الباب
وهو عند ميمونة رضي الله عنها فقال السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته وصلواته ومغفرته فقال ابن
عباس انتهوا بالتحية إلى ما قال الله ورحمة الله وبركاته * وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن عطاء قال كنت
عند ابن عباس رضي الله عنهما فجاء سائل فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته وصلواته فقال ابن
عباس ما هذا السلام وغضب حتى احمرت وجنتاه ان الله حد للسلام حدا ثم انتهى ونهى عما وراء ذلك ثم قرأ
رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد * وأخرج البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رجلا قال له
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته فانتهره ابن عمر وقال حسبك إذا انتهيت إلى وبركاته إلى ما قال الله * قوله
تعالى (فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى قال الغرق
يجادلنا في قوم لوط قال يخاصمنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه فلما ذهب
عن إبراهيم الروع قال الخوف وجاءته البشرى بإسحاق * وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن قتادة وجاءته
البشرى قال حين أخبروه انهم أرسلوا إلى قوم لوط انهم ليسوا إياه يريدون يجادلنا في قوم لوط قال إنه قال لهم يومئذ
أرأيتم ان كان فيهم خمسون من المسلمين قالوا ان كان فيهم خمسون لم نعذبهم قال أربعون قالوا وأربعون قال ثلاثون
341

قالوا وثلاثون حتى بلغ عشرة قالوا وان كان فيها عشرة قال ما قوم لا يكون فيهم عشرة فيهم خير قال قتادة انه كان في
قرية
لوط أربعة آلاف ألف انسان أو ما شاء الله من ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
قوله يجادلنا في قوم لوط قال لما جاء جبريل ومن معه إلى إبراهيم عليه السلام وأخبره انه مهلك قوم لوط قال أتهلك
قرية فيها أربعمائة مؤمن قال لا قال ثلثمائة قال لا قال فمائتا مؤمن قال لا قال فمائة قال لا قال فخمسون
مؤمنا قال لا قال فأربعون مؤمنا قال لا قال فأربعة عشر مؤمنا قال لا وظن إبراهيم انهم أربعة عشر بامرأة لوط
وكان فيها ثلاثة عشر مؤمنا وقد عرف ذلك جبريل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال لما جاءت الملائكة إلى إبراهيم قالوا لإبراهيم ان كان فيها خمسة يصلون رفع عنهم العذاب * قوله تعالى (ان
إبراهيم لحليم أواه منيب) * أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الحلم يجمع لصاحبه شرف
الدنيا والآخرة ألم تسمع الله وصف نبيه صلى الله عليه وسلم بالحلم فقال إن إبراهيم لحليم أواه منيب * وأخرج أبو
الشيخ عن ضمرة رضي الله عنه قال الحلم ارفع من العقل لان الله عز وجل تسمى به * وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن
ميمون رضي الله عنه قال الأواه الرحيم والحليم الشيخ * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن الحسن رضي الله عنه
في قوله ان إبراهيم لحليم أواه منيب قال كان إذا قال قال لله وإذا عمل عمل لله وإذا نوى نوى لله * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال المنيب المقبل إلى طاعة الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه
قال المنيب إلى الله المطيع لله الذي أناب إلى طاعة الله وأمره ورجع إلى الأمور التي كان عليها قبل ذلك * وأخرج
ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال المنيب المخلص في عمله لله عز وجل * قوله تعالى (ولما جاءت رسلنا لوطا)
الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لما جاءت رسلنا لوطا
سئ بهم وضاق بهم ذرعا قال ساء ظنا بقومه وضاق ذرعا بأضيافه وقال هذا يوم عصيب يقول شديد * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في الآية قال ساء ظنا بقومه يتخوفهم على أضيافه وضاق ذرعا بأضيافه مخافة
عليهم * وأخرج ابن الأنباري في الوقف الابتداء والطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني
عن قوله عز وجل يوم عصيب قال يوم شديد قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول
هم ضربوا قوانس خيل حجر * بجنب الردء في يوم عصيب
وقال عدى بن زيد
فكنت لو انى خصمك لم أعود * وقد سلكوك في يوم عصيب
* قوله تعالى (وجاء قومه) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وجاءه قومه يهرعون
إليه قال يسرعون ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يأتون الرجال * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن
عباس في قوله وجاءه قومه يهرعون إليه قال يسعون إليه * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق
قال له أخبرني عن قوله عز وجل يهرعون إليه قال يقبلون إليه بالغضب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما
سمعت الشاعر وهو يقول
أتونا يهرعون وهم أسارى * سيوفهم على رغم الأنوف
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال
ينكحون الرجال * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قال يا قوم هؤلاء بناتي قال ما عرض
لوط عليه السلام بناته على قومه لا سفاحا ولا نكاحا انما قال هؤلاء بناتي نساؤكم لان النبي إذا كان بين ظهري قوم
فهو أبوهم قال الله في القرآن وأزواجه أمهاتهم وهو أبوهم في قراءة أبى رضي الله عنه * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد هؤلاء بناتي قال لم تكن بناته ولكن كن من أمته وكل نبي أبو أمته * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال انما دعاهم إلى نسائهم وكل نبي أبو أمته * وأخرج ابن أبي
الدنيا وابن عساكر عن السدى في قوله هؤلاء بناتي قال عرض عليهم نساء أمته كل نبي فهو أبو أمته وفى قراءة عبد
الله النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من
342

طريق جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس قال لما سمعت الفسقة بأضياف لوط جاءت إلى باب لوط فأغلق
لوط عليهم الباب دونهم ثم اطلع عليهم فقال هؤلاء بناتي فعرض عليهم بناته بالنكاح والتزويج ولم يعرضها عليهم
للفاحشة وكانوا كفارا وبناته مسلمات فلما رأى البلاء وخاف الفضيحة عرض عليهم التزويج وكان اسم ابنتيه
إحداهما رغوثا والأخرى رميثا ويقال ديوثا إلى قوله أليس منكم رجل رشيد أي يأمر بالمعروف وينهى عن
المنكر فلما لم يتناهوا ولم يردهم قوله ولم يقبلوا شيئا مما عرض عليهم من أمر بناته قال لو أن لي بكم قوة أو آوى
إلى ركن شديد يعنى عشيرة أو شيعة تنصرني لحلت بينكم وبين هذا فكسروا الباب ودخلوا عليه وتحول
جبريل في صورة التي تكون فيها في السماء ثم قال يا لوط لا تخف نحن الملائكة لن يصلوا إليك وأمرنا بعذابهم
فقال لوط يا جبريل الآن تعذبهم وهو شديد الأسف عليهم قال جبريل موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب
قال ابن عباس رضي الله عنهما ان الله يعبى العذاب في أول الليل إذا أراد ان يعذب قوما ثم يعذبهم في وجه
الصبح قال فهيأت الحجارة لقوم لوط في أول الليل لترسل عليهم غدوة الحجارة وكذلك عذبت الأمم عاد وثمود بالغداة
فلما كان عند وجه الصبح عمد جبريل إلى قرى لوط بما فيها من رجالها ونسائها وثمارها وطيرها فحواها وطواها ثم
قلعها من تخوم الثرى ثم احتملها من تحت جناحه ثم رفعها إلى السماء الدنيا فسمع سكان سماء الدنيا أصوات
الكلاب والطير والنساء والرجال من تحت جناح جبريل ثم أرسلها منكوسة ثم اتبعها بالحجارة وكانت الحجارة
للرعاة والتجار ومن كان خارجا عن مدائنهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال عرض
عليهم بناته تزويجا وأراد ان بقى أضيافه بتزويج بناته * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في
قوله هؤلاء بناتي هن أطهر لكم قال أمرهم هود بتزويج النساء وقال هن أطهر لكم * وأخرج أبو الشيخ عن
السدى رضي الله عنه ولا تخزوني في ضيفي يقول ولا تفضحوني * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه
أليس منكم رجل رشيد قال رجل يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس
رضي الله عنهما أليس منكم رجل رشيد قال يأمر بالمعروف وينهى عن منكر * وأخرج ابن أبي حاتم
والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أليس منكم رجل رشيد قال واحد
يقول لا إله إلا الله * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله
قالوا لقد علمنا مالنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد قال انما نريد الرجال قال لوط لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى
ركن شديد يقول إلى جند شديد لقاتلتكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أو
آوى إلى ركن شديد قال عشيرة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن عساكر عن قتادة رضي الله عنه أو آوى
إلى ركن شديد قال العشيرة * وأخرج أبو الشيخ عن علي رضي الله عنه انه خطب فقال عشيرة الرجل للرجل خير
من الرجل لعشيرته انه ان كف يده عنهم كف يدا واحدة وكفوا عنه أيديا كثيرة مع مودتهم وحفاظتهم
ونصرتهم حتى لربما غضب الرجل للرجل وما يعرفه الا بحسبه وسأتلو عليكم بذلك آيات من كتاب الله تعالى فتلا
هذه الآية لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد قال على رضي الله عنه والركن الشديد العشيرة فلم يكن
للوط عليه السلام عشيرة فوالذي لا إله غيره ما بعث الله نبيا بعد لوط الا في ثروة من قومه * وأخرج ابن جرير عن
ابن جريج في قوله أو آوى إلى ركن شديد قال بلغني انه لم يبعث نبي بعد لوط الا في ثروة من قومه حتى النبي صلى الله
عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه ان هذه الآية لما نزلت لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن
شديد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله أخي لوطا لقد كان يأوى إلى ركن شديد فلأي شئ استكان * وأخرج
ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية قال رحم الله لوطا ان كان
ليأوي إلى ركن شديد وذكر لنا ان الله لم يبعث نبيا بعد لوط الا في ثروة من قومه حتى بعث الله نبيكم صلى الله عليه
وسلم في ثروة من قومه * وأخرج ابن جرير عن وهب بن منبه قال لوط عليه السلام لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن
شديد فوجد عليه الرسل وقالوا يا لوط ان ركنك لشديد * وأخرج سعيد بن منصور وأبو الشيخ عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال ما بعث الله نبيا بعد لوط الا في عز من قومه * وأخرج البخاري في الأدب والترمذي وحسنه
343

وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه من طريق أبى سلمة عن أبي هريرة
رضي الله عنه في قوله أو آوى إلى ركن شديد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله لوطا كان يأوي إلى ركن
شديد يعنى الله تعالى فما بعث الله بعده نبيا الا في ثروة من قومه * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري وابن
مردويه من طريق الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يغفر الله للوط ان كان
ليأوي إلى ركن شديد * وأخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
رحم الله لوطا ان كان ليأوي إلى ركن شديد * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن بشر الأنصاري رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الناس كانوا أنذروا قوم لوط فجاءتهم الملائكة عشية فمروا بناديهم
فقال قوم لوط بعضهم لبعض لا تنفروهم ولم يروا قوما قط أحسن من الملائكة فلما دخلوا على لوط عليه السلام
راودوه عن ضيفه فلم يزل بهم حتى عرض عليهم بناته فأبوا فقالت الملائكة انا رسل ربك لن يصلوا إليك قال رسل
ربى قالوا نعم قال لوط فالآن إذا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن حذيفة بن اليمان
رضي الله عنه قال لما أرسلت الرسل إلى قوم لوط ليهلكوهم قيل لهم لا تهلكوا قوم لوط حتى يشهد عليهم لوط
ثلاث مرات وكان طريقهم على إبراهيم خليل الرحمن فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في
قوم لوط وكانت مجادلته إياهم قال أرأيتم كان فيهم خمسون من المؤمنين أتهلكونهم قالوا لا قال فأربعون قالوا
لا حتى انتهى إلى عشرة أو خمسة قال فاتوا لوطا وهو في أرض له يعمل فيها فحسبهم ضيفان فاقبل حتى أمسى إلى
أهله فمشوا معه فالتفت إليهم فقال ما ترون ما بصنع هؤلاء قالوا وما يصنعون قال ما من الناس أحد شر منهم فمشوا
معه حتى قال ذلك ثلاث مرات فانتهى بهم إلى أهله فانطلقت عجوز السوء امرأته فاتت قومه فقالت لقد تضيف
لوط الليلة قوما ما رأيت قط أحسن ولا أطيب ريحا منهم فاقبلوا إليه يهرعون فدافعوه بالباب حتى كادوا يغلبون
عليه فقال ملك بجناحه فسفقه دونهم وعلا الآجار وعلوا معه فجعل يقول هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله
إلى قوله أو آوى إلى ركن شديد فقالوا انا رسل ربك لن يصلوا إليك فذلك حين علم أنهم رسل الله وقال ملك بجناحه
فما غشى تلك الليلة أحد بجناحه الا عمى فباتوا بشر ليله عما ينتظرون العذاب فاستأذن جبريل عليه السلام في
هلاكهم فأذن له فاحتمل الأرض التي كانوا عليها وأهوى بها حتى سمع أهل سماء الدنيا صغاء كلابهم وأوقد
تحتهم نارا ثم قلبها بهم فسمعت امرأة لوط الوجبة وهي معهم فالتفت فأصابها العذاب وتبعت سفارهم الحجارة
* وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال لما جاءت رسل الله لوطا عليه السلام ظن أنهم ضيفان لقومه فأدناهم حتى أقعدهم قريبا وجاء ببناته وهن
ثلاثة فأقعدهن بين ضيفانه وبين قومه فجاءه قومه يهرعون إليه فلما رآهم قال هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا
الله ولا تخزوني في ضيفي قالوا مالنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد قال لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد
فالتفت إليه جبريل عليه السلام فقال انا رسل ربك لن يصلوا إليك فلما دنوا طمس أعينهم فانطلقوا عميا يركب
بعضهم بعضا حتى إذا خرجوا إلى الذين بالباب قالوا جئناكم من عند أسحر الناس ثم رفعت في جوف الليل حتى أنهم
يسمعون صوت الطير في جو السماء ثم قلبت عليهم فمن أصابته الائتفاكة أهلكته ومن خرج منها تبعته
حيث كان حجرا فقتلته فارتحل ببناته حتى إذا بلغ مكان كذا من الشام ماتت ابنته الكبرى فخرجت عندها عين
ثم انطلق حيث شاء الله أن يبلغ فماتت الصغرى فخرجت عندها عين فما بقى منهن الا الوسطى * وأخرج ابن أبي
الدنيا في كتاب العقوبات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أغلق لوط على ضيفه الباب فجاؤوا فكسروا الباب
فدخلوا فطمس جبريل أعينهم فذهبت أبصارهم قالوا يا لوط جئتنا بسحرة فتوعدوه فأوجس في نفسه خيفة إذا
قد ذهب هؤلاء يؤذونني قال جبريل لا تخف انا رسل ربك ان موعدهم الصبح قال لوط الساعة قال جبريل أليس
الصبح بقريب قال الساعة فرفعت حتى سمع أهل السماء الدنيا نبيح الكلاب ثم أقلبت ورموا بالحجارة * وأخرج
ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله فاسر بأهلك يقول سر بهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو
الشيخ عن ابن عباس في قوله بقطع من الليل قال جوف الليل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
344

ابن عباس رضي الله عنهما في قوله بقطع قال سواد من الليل * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله بقطع من
الليل قال بطائفة من الليل * وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن
الأزرق رضي الله عنه قال له أخبرني عن قول الله فاسر بأهلك بقطع من الليل ما القطع قال آخر الليل سحر قال مالك
ابن كنانة ونائحة تقوم بقطع ليل * على رجل أهانته شعوب
* واخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا يلتفت منكم أحد قال لا يتخلف * وأخرج ابن
جرير ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولا يلتفت منكم أحد قال لا ينظر وراءه أحد الا
امرأتك * وأخرج أبو عبيد وابن جرير عن هارون رضي الله عنه قال في حرف ابن مسعود رضي الله عنه فاسر بأهلك
بقطع من الليل الا امرأتك * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال ذكر لنا انها كانت مع لوط لما خرج
من القرية فسمعت الصوت فالتفتت فأرسل الله عليها حجرا فأهلكها فهي معلوم مكانها شاذة عن القوم وهي في
مصحف عبد الله ولقد وفينا إليه أهله كلهم الا عجوز في الغبر قال ولما قيل له ان موعدهم الصبح قال انى أريد أعجل من
ذلك قال أليس الصبح بقريب * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه قال قال لوط أهلكوهم الساعة
قالوا انا لن نؤمر الا بالصبح أليس الصبح بقريب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير
رضي الله عنه قال قال لهم لوط أهلكوهم الساعة قال له جبريل عليه السلام ان موعدهم الصبح أليس الصبح
بقريب فأنزلت على لوط أليس الصبح بقريب قال فأمره ان يسرى باهله بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد الا
امرأته فسار فلما كانت الساعة التي أهلكوا فيها ادخل جبريل عليه السلام جناحه فرفعها حتى سمع أهل
السماء صياح الديكة ونباح الكلاب فجعل عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل وسمعت امرأة لوط الهدة
فقالت وا قوماه فأدركها حجر فقتلها * وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي الحلة قال رأيت امرأة لوط قد
مسخت حجرا تحيض عند كل رأس شهر * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فلما جاء أمرنا
جعلنا عاليها سافلها قال لما أصبحوا عدا جبريل على قريتهم فنقلها من أركانها ثم أدخل جناحه ثم حملها على
خوافي جناحيه بما فيها ثم صعد بها إلى السماء حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم ثم قلبها فكان أول ما سقط
منها سرادقها فلم يصب قوما ما أصابهم ان الله طمس على أعينهم ثم قلب قريتهم وأسطر عليهم حجارة من سجيل
* وأخرج ابن جرير عن السدى رضي الله عنه قال لما أصبحوا نزل جبريل عليه السلام فاقتلع الأرض من سبع
أرضين فحملها حتى بلغ السماء الدنيا ثم أهوى بها جبريل إلى الأرض * وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح ان
جبريل عليه السلام أتى قرية لوط فادخل يده تحت القرية ثم رفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب
وأصوات الدياك وأمطر الله عليهم الكبريت والنار * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه ان جبريل
عليه السلام اجتث مدينة قوم لوط من الأرض ثم رفعها بجناحه حتى بلغ بها حتى شاء الله ثم جعل عاليها سافلها
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال حدثنا ان الله تعالى بعث
جبريل عليه السلام إلى المؤتفكة مؤتفكة قوم لوط فاحتملها بجناحه ثم صعد بها حتى أن أهل السماء ليسمعون
نباح كلابهم وأصوات دجاجهم ثم اتبعها الله بالحجارة يقول الله تعالى جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا حجارة من
سجيل فأهلكها الله ومن حولها من المؤتفكات فكن خمسا صنعة وصغرة وعصرة ودوما وسدوم وهي القرية
العظمى * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال ذكر لنا انها ثلاث قرى فيها من العدد
ما شاء الله ان يكون من الكثرة ذكر لنا انه كان منها أربعة آلاف ألف وهي سدوم قرية بين المدينة والشام
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله حجارة من سجيل قال من طين وفى قوله
مسومة قال السوم بياض في حمرة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله حجارة من سجيل قال هي بالفارسية سنك وكل حجر وطين وفى قوله مسومة قال معلمة * واخرج
الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله حجارة من سجيل قال
بالفارسية أولها حجارة وآخرها طين وفى وقوله مسومة قال معلمة * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضى الله
345

عنه حجارة من سجيل قال هي كلمة أعجمية عربت سنك وكل * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما
حجارة من سجيل قال حجارة فيها طين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة
في قوله حجارة من سجيل قال من طين منضود مصفوفة مسومة مطوقة بها نصح من حمرة وما هي من الظالمين
ببعيد لم يبرأ منها ظالم بعدهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع رضي الله عنه في قوله
منضود قال قد نضد بعضه على بعض وفى قوله مسومة قال عليها سيما خطوط صفر * وأخرج أبو الشيخ عن
ابن جريج رضي الله عنه قال حجارة مسومة لا تشاكل حجارة الأرض * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه
في قوله حجارة من سجيل قال السماء الدنيا والسماء الدنيا اسمها سجيل * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن
سابط رضي الله عنه في قوله حجارة من سجيل قال هي بالفارسية * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن
مجاهد رضي الله عنه انه سئل هل بقى من قوم لوط أحد قال لا الا رجل بقى أربعين يوما كان تاجرا بمكة فجاءه حجر
ليصيبه في الحرم فقامت إليه ملائكة الحرم فقالوا للحجر ارجع من حيث جئت فان الرجل في حرم الله فرجع
الحجر فوقف خارجا من الحرم أربعين يوما بين السماء والأرض حتى قضى الرجل تجارته فلما خرج أصابه الحجر
خارجا من الحرم يقول الله ما هي من الظالمين ببعيد يعنى من ظالمي هذه الأمة ببعيد * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وما هي من الظالمين ببعيد قال يرهب بها قريشا
أن يصيبهم ما أصاب القوم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه وما هي من الظالمين ببعيد يقول من
ظلمة العرب ان لم يؤمنوا ان يعذبوا بها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع في الآية قال كل ظالم فيما
سمعنا قد جعل بحذائه حجر ينتظر متى يؤمر أن يقع به فخوف الظلمة فقال وما هي من الظالمين ببعيد * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه وما هي من الظالمين ببعيد قال من ظالمي هذه الأمة ثم
يقول والله ما أجار الله منها ظالما بعد * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان
عن محمد بن المنكدر ويزيد بن حفصة وصفوان بن سليم ان خالد بن الوليد كتب إلى أبى بكر الصديق رضي الله عنه
انه قد وجد رجلا في بعض النواحي العرب ينكح كما كانت تنكح المرأة وقامت عليه بذلك البينة فاستشار أبو بكر
رضي الله عنه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ان هذا ذنب لم يعص الله به
أمة من الأمم الا أمة واحد فصنع الله بها ما قد علمتم أرى ان تحرقه بالنار فاجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
على أن يحرقوه بالنار فكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى خالد رضي الله عنه أن احرقه بالنار ثم حرقهم ابن الزبير رضي الله عنه
في إمارته ثم حرقهم هشام بن عبد الملك * وأخرج ابن المنذر عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن الرأي قال
عذب الله قوم لوط فرماهم بحجارة من سجيل فلا ترفع تلك العقوبة عمن عمل عمل قوم لوط * قوله تعالى (والى
مدين أخاهم شعيبا) الآيات * أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انى أراكم بخير
قال رخص السعر وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط قال غلاء السعر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله
بقية الله قال رزق الله * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله بقية الله خير
لكم يقول حظكم من ربكم خير لكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله بقية الله يقول طاعة الله * واخرج أبو الشيخ عن الربيع رضي الله عنه في قوله بقية الله قال وصية الله
خير لكم * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله بقية الله قال رزق الله خير لكم من بخسكم الناس
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الأعمش رضي الله عنه في قوله أصلواتك تأمرك
قال أقراءتك * وأخرج ابن عساكر عن الأحنف رضي الله عنه ان شعيبا كان أكثر الأنبياء صلاة * وأخرج
ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله يا شعيب أصلواتك تأمرك الآية قال نهاهم عن قطع هذه
الدنانير والدراهم فقالوا انما هي أموالنا نفعل فيها ما نشاء ان شئنا قطعناها وان شئنا أحرقناها وان شئنا
طرحناها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال عذب قوم شعيب في
قطعهم الدراهم وهو قوله أوان نفعل في أموالنا ما نشاء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن زيد بن
346

أسلم رضي الله عنه وان نفعل في أموالنا ما نشاء قال قرض الدراهم وهو من الفساد في الأرض * وأخرج عبد
الرزاق وابن سعد وابن المنذر وأبو الشيخ وعبد بن حميد عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال قطع الدراهم
والدنانير المثاقيل التي قد جازت بين الناس وعرفوها من الفساد في الأرض * وأخرج أبو الشيخ عن ربيع بن أبي
هلال ان ابن الزبير عاقب في قرض الدراهم * قوله تعالى (انك لانت الحليم الرشيد) * أخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما انك لانت الحليم الرشيد قال يقولون انك لست بحليم ولا رشيد
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه انك لانت الحليم الرشيد استهزاء به * قوله تعالى
(ورزقني منه رزقا حسنا) * اخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ورزقني منه رزقا حسنا قال
الحلال * قوله تعالى (وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه) * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة
رضي الله عنه وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه يقول لم أك لأنهاكم عن أمر وأركبه * وأخرج ابن أبي حاتم
عن مسروق رضي الله عنه ان امرأة جاءت إلى ابن مسعود رضي الله عنه فقالت انتهى عن المواصلة قال نعم قالت
فلعله في بعض نسائك فقال ما حفظت إذا وصية العبد الصالح وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه * وأخرج
أحمد عن معاوية القشيري ان أخاه مالكا قال يا معاوية ان محمد أخذ جيراني فانطلق إليه فانطلقت معه إليه فقال
دع لي جيراني فقد كانوا أسلموا فاعرض عنه فقال ألا والله ان الناس يزعمون انك تأمر بالامر وتخالف إلى غيره فقال
أوقد فعلوها لئن فعلت ذلك لكان على وما كان عليهم * وأخرج أبو الشيخ عن مالك بن دينار رضي الله عنه
انه قرأ هذه الآية وما أريد ان أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه قال بلغني انه يدعى يوم القيامة بالذكر الصادق
فيوضع على رأسه تاج الملك تم يؤمر به إلى الجنة فيقول إلهي ان في مقام القيامة أقواما قد كانوا يعينوني في
الدنيا على ما كنت عليه قال فيفعل بهم مثل ما فعل به ثم ينطلق يقودهم إلى الجنة لكرامة على الله * قوله
تعالى (ان أريد الا الاصلاح) الآية * أخرج أبو الشيخ عن أبي إسحاق الفزاري رضي الله عنه قال ما أردت أمرا
قط فتلوت عنده هذه الآية الا عزم لي على الرشد ان أريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه
توكلت واليه أنيب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله واليه أنيب
قال إليه أرجع * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن علي قال قلت يا رسول الله أوصني قال قل ربى الله ثم استقم
قلت ربى الله وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب قال ليهنك العلم أبا الحسن لقد شربت العلم شربا
ونهلته نهلا في اسناده محمد بن يونس الكريمي * قوله تعالى (ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي) الآيات * أخرج ابن
ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه لا يجرمنكم شقاقي لا يحملنكم فراقي * وأخرج ابن
المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال شقاقي قال عداوتي * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر
عن الضحاك رضي الله عنه عن ابن عباس ان شعيبا قال لقومه يا قوم اذكروا قوم نوح وعاد وثمود وما قوم لوط
منكم ببعيد وكان قوم لوط أقربهم إلى شعيب وكانوا أقربهم عهدا بالهلاك واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه ان
ربى رحيم لمن تاب إليه من الذنب ودود يعنى يحبه ثم يقذف له المحبة في قلوب عباده فردوا عليه فقالوا يا شعيب ما نفقه
كثير مما تقول وانا لنراك فينا ضعيفا كان أعمى ولولا رهطك يعنى عشيرتك التي أنت بينهم لرجمناك يعنى لقتلناك
وما أنت علينا بعزيز قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله قالوا بل الله قال فاتخذتم الله وراءكم ظهريا يعنى تركتم
أمره وكذبتم نبيه غير أن علم ربى أحاط بكم ان ربى بما تعملون محيط قال ابن عباس وكان بعد الشرك أعظم
ذنوبهم تطفيف المكيال والميزان وبخس الناس أشياءهم مع ذنوب كثيرة كانوا يأتونها فبدا شعيب فدعاهم إلى
عبادة الله وكف الظلم وترك ما سوى ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن خلف بن حوشب قال هلك قوم شعيب من
شعيرة إلى شعيرة كانوا يأخذون بالرزينة ويعطون بالخفيفة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه
في قوله ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي الآية قال لا يحملنكم عداوتي على أن تتمادوا في الضلال والكفر
فيصيبكم من العذاب ما أصابهم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله وما قوم لوط منكم
ببعيد قال انما كانوا حديثي عهد قريب بعد نوح وثمود * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن أبي ليلى الكندي
347

رضي الله عنه قال أشرف عثمان رضي الله عنه على الناس من داره وقد أحاطوا به فقال يا قوم لا يجرمنكم شقاقي
أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد يا قوم لا تقتلوني انكم ان
قتلتموني كنتم هكذا وشبك بين أصابعه * وأخرج أبو الشيخ وابن عساكر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في
قوله وانا لنراك فينا ضعيفا قال كان أعمى وانما عمى من بكائه من حب الله عز وجل * وأخرج الواحدي وابن
عساكر عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى شعيب عليه السلام من
حب الله حتى عمى فرد الله عليه بصره وأوحى الله إليه يا شعيب ما هذا البكاء أشوقا إلى الجنة أم خوفا من النار فقال
لا ولكن اعتقدت حبك بقلبي فإذا نظرت إليك فما أبالي ما الذي تصنع بي فأوحى الله إليه يا شعيب ان يكن ذلك
حقا فهنيئا لك لقائي يا شعيب لذلك أخدمتك موسى بن عمران كليمي * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه
والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وانا لنراك فينا ضعيفا قال كان ضرير
البصر * وأخرج أبو الشيخ عن سفيان في قوله وانا لنراك فينا ضعيفا قال كان أعمى وكان يقال له خطيب الأنبياء
عليهم السلام * وأخرج أبو الشيخ عن السدى في قوله وانا لنراك فينا ضعيفا قال انما أنت واحد * وأخرج أبو
الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ولولا رهطك لرجمناك قال لولا أن نتقي قومك ورهطك لرجمناك * واخرج
سعيد بن منصور عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال لو كان للوط مثل أصحاب شعيب لجاهد بهم قومه * واخرج أبو
الشيخ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه خطب فتلا هذه الآية في شعيب وانا لنراك فينا ضعيفا قال كان
مكفوفا فنسبوه إلى الضعف ولولا رهطك لرجمناك قال على فوالله الذي لا إله غيره ما هابوا جلال ربهم ما هابوا الا
العشيرة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله واتخذتموه وراءكم ظهريا
قال نبذتم أمره * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله واتخذتموه وراءكم ظهريا
يقول قضاء قضى * واخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله واتخذتموه وراءكم ظهريا يقول لا تخافونه * وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى واتخذتموه وراءكم ظهريا قال جعلتموه خلف ظهوركم فلم تطيعوه ولم تخافوه
* وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك واتخذتموه وراءكم ظهريا قال تهاونتم به * وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد
رضى الله واتخذتموه وراءكم ظهريا قال المظهري الفضل مثل الجمال يحتاج معه إلى إبل ظهري فضل لا يحمل
عليها شيئا الا أن يحتاج إليها فيقول انما ربكم عندكم هكذا ان احتجتم إليه فان لم تحتاجوا فليس بشئ * قوله
تعالى (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله يقدم قومه يوم القيامة يقول أضلهم فأوردهم النار * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير
وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله يقدم قومه يوم القيامة قال فرعون يمضى بين يدي قومه حتى يهجم بهم
على النار * واخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فأوردهم النار
قال الورود الدخول * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الورود في القرآن أربعة في هود
وبئس الورد المورود وفى مريم وان منكم الا واردها وفيها أيضا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا وفى الأنبياء
حصب جهنم أنتم لها واردون قال كل هذا الدخول * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد واتبعوا
في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة أردفوا وزيدوا بلعنة أخرى فتلك لعنتان بئس الرفد المرفود اللعنة في أثر اللعنة
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله بئس الرفد المرفود قال لعنة
الدنيا والآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في الآية قال لم يبعث نبي بعد فرعون الا لعن
على لسانه ويوم القيامة يزيد لعنة أخرى في النار * وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والطستي عن ابن
عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل بئس الرفد المرفود قال بئس اللعنة بعد اللعنة قال وهل
تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت نابغة بنى ذبيان وهو يقول
لا تقد من بركن لا كفاء له * وانما تفك الأعداء بالرفد
* قوله تعالى (ذلك من أنباء القرى) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
348

في قوله منها قائم يعنى بها قرى عامرة وحصيد يعنى قرى خامدة * واخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله ذلك من أنباء
القرى نقصه عليك قال قال الله ذلك لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قائما يرى مكانه وحصيد الا يرى له أثر وقال
في آية أخرى هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا * وأخرج أبو الشيخ عن ابن جرير منها قائم خاو على
عروشه وحصيد ملصق بالأرض * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك منها قائم وحصيد قال الحصيد الذي قد خرب
ودمر * قوله تعالى (وما ظلمناهم) الآية * أخرج أبو الشيخ عن الفضل بن مروان رضي الله عنه في قوله وما
ظلمناهم قال نحن أغنى من أن نظلم * وأخرج أبو الشيخ عن أبي عاصم رضي الله عنه فما أغنت عنهم آلهتهم
قال ما نفعت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله وما زادهم غير تتبيب
يعنى غير تخسير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد وما زادوهم غير تتبيب قال تخسير
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه وما زادوهم غير تتبيب أي هلكة * وأخرج أبو الشيخ
عن ابن زيد رضي الله عنه وما زادوهم غير تتبيب قال وما زادوهم الا شرا وقرأ تبت يدا أبى لهب وتب وقال التب
الخسران والتتبيب ما زادوهم غير خسران وقرأ ولا يزيد الكافرين كفرهم الا خسارا * وأخرج الطستي عن
ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله وما زادوهم غير تتبيب قال غير تخسير قال وهل تعرف العرب
ذلك قال نعم أما سمعت بشر بن أبي حازم الشاعر وهو يقول
هم جدعوا الأنوف فارعبوها * وهم تركوا بنى سعد تبابا
* قوله تعالى (وكذلك أخذ ربك) الآية * أخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي موسى الأشعري
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله سبحانه ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ وكذلك
أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ان أخذه أليم شديد * وأخرج أبو الشيخ عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه
قال لا يغرنكم طول النسيئة ولا حسن الطلب فان أخذه أليم شديد * وأخرج ابن أبي داود عن سفيان
رضي الله عنه قال في قراءة عبد الله كذلك أخذ ربك بغير واو * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد انه قرأها وكذلك
أخذ ربك إذا أخذ القرى بظلم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه قال إن الله تعالى حذر هذه
الأمة سطوته بقوله وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ان أخذه أليم شديد * قوله تعالى (ان في
ذلك الآية) الآيتين * أخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ان في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة يقول
انا سوف نفى لهم بما وعدنا في الآخرة كما وفينا للأنبياء انا ننصرهم * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن ابن
عباس في قوله ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود قال يوم القيامة * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن
مجاهد مثله * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية قال ذاك يوم القيامة يجتمع فيه الخلق كلهم ويشهده
أهل السماء وأهل الأرض * قوله تعالى (يوم يأت لا تكلم نفس الا باذنه) * أخرج أبو الشيخ عن ابن جريج
في قوله يوم يأت قال ذلك اليوم * وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي رضي الله عنه قال كلام الناس يوم القيامة
السريانية * وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن عمر بن ذر انه قرا يوم يأتون لا تكلم منهم دابة الا باذنه
* قوله تعالى (فمنهم شقي وسعيد) * أخرج الترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لما نزلت فمنهم شقي وسعيد قلت يا رسول
الله فعلام نعمل على شئ قد فرغ منه أو على شئ لم يفرغ منه قال بل على شئ قد فرغ منه وجرت به الأقلام يا عمر
ولكن كل ميسر لما خلق له * قوله تعالى (فاما الذين شقوا) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال هاتان من المخبآت قول الله فمنهم شقي وسعيد ويوم يجمع الله
الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا أما قوله فمنهم شقي وسعيد فهم قوم من أهل الكبائر من أهل هذه القبلة
يعذبهم الله بالنار ما شاء بذنوبهم ثم يأذن في الشفاعة لهم فيشفع لهم المؤمنون فيخرجهم من النار فيدخلهم الجنة
فسماهم أشقياء حين عذبهم في النار فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيما ما دامت
349

السماوات والأرض الا ما شاء ربك حين أذن في الشفاعة لهم وأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة وهم هم وأما
الذين سعدوا يعنى بعد الشقاء الذي كانوا فيه ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض الا ما شاء ربك
يعنى الذين كانوا في النار * وأخرج ابن جريج وأبو الشيخ وابن مردويه عن قتادة انه تلا هذه الآية فاما الذين شقوا
فقال حدثنا انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يخرج قوم من النار ولا نقول كما قال أهل حروراء
* وأخرج ابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاما الذين شقوا إلى قوله الا
ما شاء ربك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله ان يخرج أناسا من الذين شقوا من النار فيدخلهم الجنة
فعل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن خالد بن معدان في قوله الا ما شاء ربك قال إنها في التوحيد من أهل
القبلة * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك الا ما شاء ربك قال الا ما استثنى من أهل القبلة * وأخرج عبد الرزاق
وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي نضرة عن جابر بن عبد
الله الأنصاري أو عن أبي سعيد الخدري أو رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله الا ما شاء ربك
ان ربك فعال لما يريد قال هذه الآية قاضية على القرآن كله يقول حيث كان في القرآن خالدين فيها تأتى عليه
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي عن أبي نضرة قال ينتهى القرآن كله إلى هذه الآية ان ربك
فعال لما يريد * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله وأما الذين سعدوا الآية قال هو في الذين يخرجون من
النار فدخلوا الجنة يقول خالدين في الجنة ما دامت السماء والأرض الا ما شاء ربك يقول الا ما مكثوا في النار
حتى أدخلوا الجنة * وأخرج أبو الشيخ عن سنان قال استثنى في أهل التوحيد ثم قال عطاء غير مجذوذ * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ما دامت السماوات والأرض قال لكل جنة سماء وأرض * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله ما دامت السماوات والأرض قال سماء الجنة وأرضها * وأخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله ما دامت السماوات والأرض قال تبدل سماء غير هذه السماء وأرض
غير هذه الأرض فما دامت تلك السماء وتلك الأرض * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال إذا كان يوم القيامة
أخذ الله السماوات السبع والأرضين السبع فطهرهن من كل قذر ودنس فصيرهن أرضا بيضاء فضة نورا
يتلألأ فصيرهن أرضا للجنة والسماوات والأرض اليوم في الجنة كالجنة في الدنيا يصيرهن الله على عرض الجنة
ويضع الجنة عليها وهي اليوم على أرض زعفرانية عن يمين العرش فأهل الشرك خالدين في جهنم ما دامت أرضا
للجنة * وأخرج البيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس في قوله الا ما شاء ربك قال فقد شاء ربك ان يخلد هؤلاء
في النار وان يخلد هؤلاء في الجنة * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله فاما الذين شقوا الآية قال
فجاء بعد ذلك من مشيئة الله فنسخها فأنزل الله بالمدينة ان الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم
طريقا إلى آخر الآية فذهب الرجاء لأهل النار ان يخرجوا منها وأوجب لهم خلود الأبد وقوله وأما الذين سعدوا
الآية قال فجاء بعد ذلك من مشيئة الله ما نسخها فأنزل بالمدينة والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات إلى
قوله ظلا ظليلا فأوجب لهم خلود الأبد * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله الا ما شاء ربك قال استثنى الله أمر
النار ان تأكلهم * وأخرج ابن المنذر عن الحسن عن عمر رضي الله عنه قال لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل
عالج لكان لهم يوم على ذلك يخرجون فيه * وأخرج إسحاق بن راهويه عن أبي هريرة قال سيأتي على جهنم يوم
لا يبقى فيها أحد وقرأ فاما الذين شقوا الآية * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن إبراهيم قال ما في القرآن آية
أرجى لأهل النار من هذه الآية خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض الا ما شاء ربك قال وقال ابن مسعود
ليأتين عليها زمان تخفق أبوابها * وأخرج ابن جرير عن الشعبي قال جهنم أسرع الدارين عمرانا وأسرعهما خرابا
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله الا ما شاء ربك قال الله أعلم بمشيئته
على ما وقعت * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال قد أخبر الله بالذي شاء لأهل الجنة فقال عطاء غير مجذوذ ولم
يخبرنا بالذي يشاء لأهل النار * وأخرج ابن المنذر عن أبي وائل انه كان إذا سئل عن الشئ من القرآن قال قد
أصاب الله به الذي أراد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور
350

عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله لهم فيها زفير وشهيق قال الزفير الصوت الشديد في الحلق والشهيق الصوت
الضعيف في الصدر في قوله غير مجذوذ قال غير مقطوع وفى لفظ غير منقطع * وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن
ابن عباس رضي الله عنهما انا نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله لهم فيها زفير وشهيق وما الزفير قال زفير كزفير
الحمار قال فيه أوس بن حجر
ولا عذر ان لاقيت أسماء بعدها * فيغشى علينا ان فعلت وتعذر
فيخبرها ان رب يوم وقفته * على هضبات السفح تبكي وتزفر
* قوله تعالى (فلاتك في مرية) * أخرج ابن مردويه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قام فينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال سلوا الله العافية فإنه لم يعط أحد أفضل من معافاة بعد يقين وإياكم والريبة فإنه لم يؤت
أحد أشر من ريبة بعد كفر * قوله تعالى (وانا لموفوهم نصيبهم غير منقوص) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وانا لموفوهم نصيبهم غير منقوص قال ما قدر لهم من خير
وشر * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وانا لموفوهم نصيبهم قال موفوهم نصيبهم
من العذاب * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي العالية رضي الله عنه وانا لموفوهم نصيبهم قال من الرزق
* وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى يوفى كل عبد ما كتب
له من الرزق فأجملوا في الطلب دعوا ما حرم وخذوا ما حل * قوله تعالى (فاستقم كما أمرت) الآيتين * أخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله فاستقم كما أمرت الآية قال أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم
ان يستقم على أمره ولا يطغى في نعمته * وأخرج أبو الشيخ عن سفيان رضي الله عنه في قوله فاستقم كما أمرت قال
استقم على القرآن * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال نزلت هذه الآية فاستقم كما
أمرت ومن تاب معك قال شمر واشمروا فما رؤى ضاحكا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ومن تاب معك قال
آمن * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن العلاء بن عبد الله بن بدر رضي الله عنه في قوله ولا تطغوا انه بما تعملون
بصير قال لم يرد به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم انما عنى الذين يجيئون من بعدهم * وأخرج أبو الشيخ عن ابن
عباس ولا تطغوا يقول لا تظلموا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال الطغيان خلاف أمره
وركوب معصيته * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا تركنوا إلى الذين ظلموا قال يعنى
الركون إلى الشرك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا تركنوا قال لا تميلوا
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ولا تركنوا قال لا تذهبوا * وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة في
قوله ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ان تطيعوهم أو تودوهم أو تصطنعوهم * وأخرج أبو الشيخ عن أبي
العالية في قوله ولا تركنوا إلى الذين ظلموا قال لا ترضوا أعمالهم * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال خصلتان
إذا صلحتا للعبد صلح ما سواهما من أمره الطغيان في النعمة والركون إلى الظلم ثم تلا هذه الآية ولا تركنوا إلى
الدين ظلموا فتمسكم النار * قوله تعالى (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل) * أخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن عباس رضي الله عنهما في قوله وأقم الصلاة طرفي النهار قال صلاة المغرب والغداة وزلفا من الليل
قال صلاة العتمة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله وأقم الصلاة طرفي النهار قال
الفجر والعصر وزلفا من الليل قال هما زلفتان صلاة المغرب وصلاة العشاء قال وقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم هما زلفتا الليل * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وأقم الصلاة
طرفي النهار قال صلاة الفجر وصلاتي العشاء يعنى الظهر والعصر وزلفا من الليل قال المغرب والعشاء * وأخرج
ابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وزلفا من الليل قال ساعة بعد ساعة يعنى صلاة العشاء الآخرة، وأخرج
سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس انه كان يستحب
تأخير العشاء ويقرأ وزلفا من الليل * قوله تعالى (ان الحسنات يذهبن السيئات) * أخرج ابن جرير ومحمد بن
نصر وابن مردويه عن ابن مسعود في قوله ان الحسنات يذهبن السيئات قال الصلوات الخمس * وأخرج
351

عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة ومحمد بن نصر وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس
في قوله ان الحسنات يذهبن السيئات قال الصلوات الخمس والباقيات الصالحات قال الصلوات الخمس * وأخرج
ابن حبان عن ابن مسعود قال قال رجل يا رسول الله انى لقيت امرأة في البستان فضممتها إلى وقبلتها وباشرتها
وفعلت بها كل شئ الا انى لم أجامعها فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا
من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها عليه
فقال عمر يا رسول الله أله خاصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل للناس كافة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم
والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن حبان عن ابن مسعود ان
رجلا أصاب من امرأة قبله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له كأنه يسال عن كفارتها فأنزلت عليه وأقم
الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات فقال يا رسول الله إلى هذه قال هي لمن عمل
بها من أمتي * واخرج عبد الرزاق وأحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وهناد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال جاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى وجدت امرأة في البستان ففعلت بها كل شئ غير انى لم
أجامعها قبلتها ولزمتها ولم أفعل غير ذلك فافعل بي ما شئت فلم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فذهب الرجل
فقال عمر لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه فاتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره فقال ردوه على فردوه فقرأ
عليه وأقم الصلاة طرفي النهار الآية فقال معاذ بن جبل يا رسول الله أله وحده أم للناس كافة فقال بل للناس
كافة * وأخرج الترمذي وحسنه والبزار وابن جرير وابن مردويه عن أبي اليسر قال أتتني امرأة تبتاع تمرا
فقلت ان في البيت تمرا أطيب منه فدخلت معي البيت فأهويت إليها فقبلتها فاتيت أبا بكر فذكرت ذلك له قال
استر على نفسك وتب فاتيت عمر فذكرت ذلك له فقال استر على نفسك وتب ولا تخبرا أحدا فلم اصبر فاتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال أخلفت غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا حتى تمنى انه لم يكن أسلم الا تلك
الساعة حتى ظن أنه من أهل النار وأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا حتى أوحى الله إليه وأقم الصلاة
طرفي النهار وزلفا من الليل إلى قوله للذاكرين قال أبو اليسر فأتيته فقرأها على فقال أصحابه يا رسول الله
ألهذا خاصة قال بل للناس كافة * وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن جرير والطبراني وابن
مردويه عن أبي امامة رضي الله عنه ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أقم في حد الله مرة أو
مرتين فاعرض عنه ثم أقيمت الصلاة فلما فرغ قال أين الرجل قال أنا ذا قال أتممت الوضوء وصليت معنا آنفا قال
نعم قال فإنك من خطيئتك كما ولدتك أمك فلا تعد وأنزل الله حينئذ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقم الصلاة
طرفي النهار الآية * وأخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن جرير وأبو الشيخ والدارقطني والحاكم وابن مردويه
عن معاذ بن جبل قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما ترى في رجل لقى امرأة لا يعرفها فليس يأتي
الرجل من امرأته شيئا الا أتى فيها غير أنه لم يجامعها فأنزل الله وأقم الصلاة طرفي النهار الآية فقال له النبي صلى الله
عليه وسلم توضأ وضوءا حسنا ثم قم فصل قال معاذ فقلت يا رسول الله أله خاصة أم للمؤمنين عامة قال للمؤمنين عامة
* وأخرج أحمد وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن
امرأة جاءت تبايعني فأدخلتها فأصبت منها ما دون الجماع فقال لعلها مغيبة في سبيل الله قال أظن قال ادخل فدخل
فنزل القرآن وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل الآية فقال الرجل إلى خاصة أم للمؤمنين عامة فضرب عمر
في صدره وقال لا ولا نعمة عين ولكن للمؤمنين عامة فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال صدق عمر هي
للمؤمنين عامة * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال انى نلت من امرأة ما دون نفسها فأنزل الله وأقم الصلاة الآية * وأخرج البزار وابن مردويه والبيهقي
في شعب الايمان عن ابن عباس ان رجلا كان يحب امرأة فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة فأذن له
فانطلق في يوم مطير فإذا هو بالمرأة على غدير ماء تغتسل فلما جلس منه مجلس الرجل من لمرأة ذهب يحرك ذكره
352

فإذا هو كأنه هدبة فندم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم صل أربع ركعات
فأنزل الله وأقم الصلاة طرفي النهار * وأخرج ابن مردويه عن بريدة قال جاءت امرأة من الأنصار إلى رجل يبيع
التمر بالمدينة وكانت امرأة حسناء جميلة فلما نظر إليها أعجبته وقال ما أرى عندي ما أرضى لك ههنا ولكن في
البيت حاجتك فانطلقت معه حتى إذا دخلت أرادها على نفسها فأبت وجعلت تناشد فأصاب منها من غير أن
يكون أفضى إليها فانطلق الرجل وندم على ما صنع حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره فقال ما حملك على ذلك
قال الشيطان فقال له صل معنا ونزل وأقم الصلاة طرفي النهار يقول صلاة الغداة والظهر والعصر وزلفا من الليل
المغرب والعشاء ان الحسنات يذهبن السيئات فقال الناس يا رسول الله لهذا خاصة أم للناس عامة قال بل هي
للناس عامة * وأخرج ابن جرير عن عطاء بن أبي رباح قال أقبلت امرأة حتى جاءت انسانا يبيع الدقيق لتبتاع منه
فدخل بها البيت فلما خلا له قبلها فسقط في يده فانطلق إلى أبى بكر فذكر ذلك له فقال انظر لا تكون امرأة رجل
غاز فبينما هم على ذلك نزل في ذلك واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل قيل لعطاء المكتوبة هي قال نعم
* وأخرج ابن جرير عن إبراهيم النخعي قال جاء فلان بن مقيب رجل من الأنصار فقال يا رسول الله دخلت على امرأة
فنلت منها ما ينال الرجل من أهله الا انى لم أواقعها فلم يدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجيبه حتى نزلت هذه
الآية وأقم الصلاة طرفي النهار فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم فقرأها عليه * وأخرج ابن جرير عن سليمان
التيمي قال ضرب رجل على كفل امرأة ثم أتى إلى أبى بكر وعمر فسألهما عن كفارة ذلك فقال كل منهما لا أدرى ثم
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال لا أدري حتى أنزل الله وأقم الصلاة الآية * وأخرج ابن جرير عن يزيد بن
رومان ان رجلا من بنى تميم دخلت عليه امرأة فقبلها ووضع يده على دبرها فجاء إلى أبى بكر ثم إلى عمر ثم إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية وأقم الصلاة إلى قوله ذلك ذكرى للذاكرين فلم يزل الرجل الذي قبل المرأة يذكر
فذلك قوله ذكرى للذاكرين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن يحيى بن جعدة ان رجلا أقبل يريد ان يبشر
النبي صلى الله عليه وسلم بالمطر فوجد امرأة جالسة على غدير فدفع في صدرها وجلس بين رجليها فصار ذكره مثل
الهدبة فقام ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنع فقال له استغفر ربك وصل أربع ركعات وتلا عليه وأقم
الصلاة طرفي النهار الآية * وأخرج الطيالسي وأحمد والدارمي وابن جرير والطبراني والبغوي في معجمه وابن
مردويه عن سلمان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ غصنا يابسا من شجرة فهزه حتى تحات ورقة تم قال إن
المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كما يتحات هذا الورق ثم تلا هذه الآية واقم
الصلاة طرفي النهار الآية إلى قوله للذاكرين * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن أبي مالك
الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت الصلوات كفارات لما بينهن فان الله تعالى قال إن الحسنات
يذهبن السيئات * وأخرج أحمد وابن مردويه عن ابن أيوب الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل
صلاة تحط ما بين يديها من خطيئة * وأخرج أحمد والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه بسند صحيح عن عثمان قال رأيت رسول الله يتوضأ ثم قال من توضأ وضوئي هذا ثم قام فصلى صلاة الظهر
غفر له ما كان بينه وبين صلاة الصبح ثم صلى العصر غفر له ما كان بينه وبين صلاة الظهر ثم صلى المغرب غفر له ما كان
بينه وبين صلاة العصر ثم صلى العشاء غفر له ما كان بينه وبين صلاة المغرب ثم لعله يبيت يتمرغ ليلته ثم إن قام
فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينه وبين صلاة العشاء وهن الحسنات يذهبن السيئات قالوا هذه الحسنات
فما الباقيات يا عثمان قال هي لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلى
العظيم * وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أرأيتم لو أن بباب أحدكم نهرا يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيئا قالوا لا يا رسول الله قال
كذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الذنوب والخطايا * وأخرج أحمد عن ابن مسعود قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن السيئ بالحسن * وأخرج الحكيم الترمذي والطبراني وابن
مردويه عن ابن عباس قال لم أر شيئا أحسن طلبا ولا أحسن إدراكا من حسنة حديثة لسيئة قديمة ان الحسنات
353

يذهبن السيئات * وأخرج أحمد عن معاذ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا معاذ اتبع السيئة الحسنة
تمحها * وأخرج أحمد وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أوصني قال
اتق الله إذا عملت سيئة فاتبعها حسنة تمحها قال قلت يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله قال هي أفضل
الحسنات * وأخرج أبو يعلى عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال عبد لا إله إلا الله في ساعة من ليل
أو نهار الا طلست ما في الصحيفة من السيئات حتى تسكن إلى مثلها من الحسنات * وأخرج البزار عن انس رضي الله عنه
ان رجلا قال يا رسول الله ما تركت من حاجة ولا داجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تشهد ان لا إله إلا الله
وأني رسول الله قال نعم قال فان هذا يأتي على ذلك * وأخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال مثل الذي يعمل الحسنات على أثر السيئات كمثل رجل عليه درع من حديد ضيقة تكاد تخنقه
فكلما عمل حسنة فك حتى يحل عقده كلها * وأخرج الطبراني عن عبد الله بن مسعود قال إن الصلاة من الحسنات
وكفارة ما بين الأولى إلى العصر صلاة العصر وكفارة ما بين صلاة العصر إلى المغرب صلاة المغرب وكفارة ما بين
المغرب إلى العتمة صلاة العتمة ثم يأوي المسلم إلى فراشه لا ذنب له ما اجتنبت الكبائر ثم قرأ ان الحسنات يذهبن
السيئات * وأخرج الطبراني في الأوسط والصغير عن علي رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في المسجد ننتظر الصلاة فقام رجل فقال انى أصبت ذنبا فاعرض عنه فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم
الصلاة قام الرجل فأعاد القول فقال النبي صلى الله عليه وسلم أليس قد صليت معنا هذه الصلاة وأحسنت لها
الطهور قال بلى قال فإنها كفارة ذلك * وأخرج مالك وابن حبان عن عثمان بن عفان انه قال لأحدثنكم حديثا
لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من امرئ يتوضأ فيحسن
الوضوء ثم يصلى الصلاة الا غفر الله له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصليها قال مالك أراه يريد هذه الآية أقم
الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات * وأخرج ابن حبان عن واثلة بن الأسقع
قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى أصبت حدا فأقمه على فاعرض عنه ثم أقيمت
الصلاة فلما سلم قال يا رسول الله انى أصبت حدا فأقمه على فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل توضأت ثم أقبلت
قال نعم قال وصليت معنا قال نعم قال فاذهب فان الله قد غفر لك * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه
قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال يا رسول الله انى أصبت حدا فأقمه على فلم يسأله
عنه وحضرت الصلاة فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى الصلاة قام إليه رجل فقال يا رسول الله انى أصبت
حدا فأقم على كتاب الله قال أليس قد صليت معنا قال نعم قال فان الله قد غفر لك ذنبك * وأخرج البزار وأبو يعلى
ومحمد بن نصر وابن مردويه عن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار
عذب غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات فماذا يبقين من درنه قال ودرنه إثمه * وأخرج ابن أبي
شيبة عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل
فيه كل يوم خمس مرات * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما مثل
الصلوات الخمس كمثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات فما يبقى من درنه * واخرج ابن أبي
شيبة عن عبيد بن عمير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل
منه كل يوم فماذا يبقين من الدرن * وأخرج أحمد وابن خزيمة ومحمد بن نصر والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه
والبيهقي في شعب الايمان بسند صحيح عن عامر بن سعد بن أبي وقاص سمعت سعدا وناسا من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم يقولون كان رجلان اخوان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أحدهما أفضل من
الآخر فتوفى الذي هو أفضلهما وعمر الآخر بعده أربعين ليلة ثم توفى فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فضل الأول على الآخر قال ألم يكن يصلى قالوا بلى يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدريكم ما بلغت
به صلاته ثم قال عند ذلك انما مثل صلوات كمثل نهر جار بباب أحدكم غمر عذب يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فماذا
ترون يبقى من درنه * وأخرج الطبراني عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الصلوات الخمس
354

كمثل نهر عذب يجرى عند باب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات فماذا يبقى عليه من الدرن * وأخرج
ابن أبي شيبة عن أبي برزة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما صليت صلاة الا وأنا أرجوا ان تكون
كفارة لما أمامها * وأخرج أحمد والطبراني عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من امرئ مسلم
تحضره صلاة مكتوبة فيقوم فيتوضأ فيحسن الوضوء ويصلى فيحسن الصلاة الا غفر له ما بينها وبين الصلاة التي كانت
قبلها من ذنوبه * وأخرج البزار والطبراني عن أبي سعيد الخدري انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
الصلوات الخمس كفارة ما بينها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت لو أن رجلا كان يعتمل وكان بين منزله
ومعتمله خمسة أنهار فإذا أتى معتمله عمل فيه ما شاء الله فأصابه الوسخ أو العرق فكلما مر بنهر اغتسل ما كان يبقى
من درنه فكذلك الصلاة كلما عمل خطيئة صلى صلاة فدعا واستغفر الله غفر الله له ما كان قبلها * وأخرج البزار
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر
* وأخرج الطبراني في الأوسط والصغير عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله
تعالى ملكا ينادى عند كل صلاة يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على أنفسكم فاطفؤها * وأخرج
الطبراني في الكبير عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال يبعث مناد عند حضرة كل
صلاة فيقول يا بني آدم قوموا فاطفؤا عنكم ما أوقدتم على أنفسكم فيقومون فيتطهرون ويصلون فيغفر لهم ما
بينهما فإذا حضرت العصر فمثل ذلك فإذا حضرت المغرب فمثل ذلك فإذا حضرت العتمة فمثل ذلك فينامون فيغفر لهم
فمدلج في خير ومدلج في شر * وأخرج الطبراني عن أبي امامة الباهلي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
الصلاة المكتوبة تكفر ما قبلها إلى الصلاة الأخرى والجمعة تكفر ما قبلها إلى الجمعة الأخرى وشهر رمضان يكفر ما قبله
إلى شهر رمضان والحج يكفر ما قبله إلى الحج * وأخرج الطبراني عن أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر وأخرج البزار والطبراني عن
سلمان الفارسي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى وخطاياه مرفوعة على رأسه كلما سجد تحاتت
عنه فيفرغ من صلاته وقد تحاتت عنه خطاياه * وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه
وسلم قال إن العبد إذا قام يصلى جمعت ذنوبه على رقبته فإذا ركع تفرقت * وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي
الدرداء سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم يذنب ذنبا فيتوضأ ثم يصلى ركعتين أو أربعا مفروضة
أو غير مفروضة ثم يستغفر الله الا غفر الله له * وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان قال الصلوات الخمس كفارات لما
بينهن ما اجتنبت الكبائر * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود موقوفا والبزار والطبراني عنه مرفوعا قال
الصلوات الحقائق كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى قال مثل الصلوات
الخمس مثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات فماذا يبقين بعد عليه من درنه * وأخرج ابن أبي
شيبة عن أبي الدرداء مثل الصلوات الخمس مثل رجل على بابه نهر يغتسل منه كل يوم خمس مرات فماذا يبقى ذلك
من درنه * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال تكفير كل لحاء ركعتان * وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني في
الكبير عن ابن مسعود قال يحترقون فإذا صلوا الظهر غسلت ثم يحترقون فإذا صلوا العصر غسلت ثم يحترقون فإذا
صلوا المغرب غسلت حتى ذكر الصلوات كلهن * وأخرج الطبراني في الأوسط والصغير عن عبد الله بن مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الصبح غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم
الظهر غسلتها ثم تحترقون وتحترقون فإذا صليتم العصر غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم المغرب غسلتها ثم
تحترقون تحترقون فإذا صليتم العشاء غسلتها ثم تنامون فلا يكتب حتى تستيقظوا * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي
عبيدة بن الجراح انه قال بادر والسيئات القديمات بالحسنات الحديثات فلو أن أحدكم أخطأ ما بينه وبين
السماء والأرض ثم عمل حسنة لعلت فوق سيئاته حتى تقهرهن * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال استعينوا
على السيئات القديمات بالحسنات الحديثات وانكم لن تجدوا شيئا أذهب لسيئة قديمة من حسنة حديثة وتصديق
ذلك في كتاب الله تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ذلك ذكرى
355

للذاكرين قال هم الذين يذكرون الله في السراء والضراء والشدة والرخاء والعافية والبلاء * وأخرج ابن المنذر
عن ابن جريج قال لما نزع الذي قبل المرأة تذكر فذلك قوله ذلك ذكرى للذاكرين * قوله تعالى (فلو لا كان)
الآية * أخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلولا كان من القرون
من قبلكم أولو بقية وأحلام ينهون عن الفساد في الأرض * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله فلولا قال
فهلا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال أي لم يكن من قبلكم من ينهى عن
الفساد في الأرض الا قليلا * وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج الا قليلا ممن أنجينا منهم يستقلهم الله من كل
قوم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه قال في
ملكهم وتجبرهم وتركهم الحق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق ابن جريج
قال قال ابن عباس أترفوا فيه انظروا فيه * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة واتبع الذين ظلموا
ما أترفوا فيه من دنياهم وان هذه الدنيا قد تعقدت أكثر الناس وألهتهم عن آخرتهم * قوله تعالى (وما كان
ربك) الآية * أخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والديلمي عن جرير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يسال عن تفسير هذه الآية وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأهلها ينصف بعضهم بعضا وأخرجه ابن أبي حاتم والخرائطي في مساوئ الأخلاق عن جرير موقوفا * قوله
تعالى (ولو شاء ربك) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة قال أهل
دين واحد أهل ضلالة أو أهل هدى * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ولا يزالون مختلفين قال أهل الحق
وأهل الباطل الا من رحم ربك قال أهل الحق ولذلك خلقهم قال للرحمة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر
عن ابن عباس ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك قال الا أهل رحمته فإنهم لا يختلفون * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس في الآية قال لا يزالون مختلفين في الهوى * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
عطاء بن أبي رباح ولا يزالون مختلفين أي اليهود والنصارى والمجوس والحنيفية وهم الذين رحم ربك الحنيفية
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال الناس مختلفون على أديان شتى الا من
رحم ربك غير مختلف ولذلك خلقهم قال للاختلاف * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد ولا يزالون
مختلفين قال أهل الباطل الا من رحم ربك قال أهل الحق ولذلك خلقهم قال للرحمة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن عكرمة ولا يزالون مختلفين قال اختلاف الملل الا من رحم ربك قال أهل القبلة ولذلك خلقهم قال
للرحمة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال أهل رحمة الله أهل الجماعة وان تفرقت ديارهم
وأبدانهم وأهل معصيته أهل فرقة وان اجتمعت ديارهم وأبدانهم ولذلك خلقهم للرحمة والعبادة ولم يخلقهم
للاختلاف * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ولذلك خلقهم فان خلقهم فريقين فريقا يرحم
فلا يختلف وفريقا لا يرحم يختلف وكذلك قوله فمنهم شقي وسعيد * وأخرج ابن المنذر عن قريش قال كنت
عند عمرو بن عبيد فجاء رجلان فجلسا فقالا يا أبا عثمان ما كان الحسن يقول في هذه الآية ولا يزالون مختلفين
الا من رحم ربك ولذلك خلقهم قال كان يقول فريق في الجنة وفريق في السعير * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله ولذلك خلقهم قال خلق هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار وخلق هؤلاء لرحمته وهؤلاء
لعذابه * وأخرج أبو الشيخ عن ابن أبي نجيح ان رجلين تخاصما إلى طاوس فاختلفا عليه فقال اختلفتما على
فقال أحدهما لذلك خلقنا قال كذبت قال أليس الله يقول ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم
قال انما خلقهم للرحمة والجماعة * قوله تعالى (وكلا نقص عليك) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو
الشيخ عن ابن حريج في قوله وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك لتعلم يا محمد ما لقيت الرسل من
قبلك من أممهم * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عباس وجاءك في هذه الحق قال في هذه السورة * وأخرج ابن جرير
وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري وجاءك في هذه الحق قال في هذه السورة * وأخرج أبو الشيخ
356

عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة وجاءك في هذه الحق قال في
هذه الدنيا * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد قال كان قتادة يقول في هذه السورة وقال الحسن في الدنيا
* وأخرج أبو الشيخ من طريق أبى رجاء عن الحسن وجاءك في هذه الحق قال في هذه السورة * قوله تعالى
(وقل للذين لا يؤمنون) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه
في قوله اعملوا على مكانتكم أي منازلكم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن
جريج في قوله وانتظروا انا منتظرون قال يقول انتظروا مواعيد الشيطان إياكم
على ما يزين لكم وفى قوله واليه يرجع الامر كله قال فيقضى بينهم بحكمه
العدل * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن
الضريس في فضائل القرآن وابن جرير وأبو الشيخ عن
كعب رضي الله عنه قال فاتحة التوراة فاتحة
الانعام وخاتمة التوراة خاتمة هود ولله
غيب السماوات والأرض إلى
قوله بغافل عما
تعملون
* (تم الجزء الثالث من الدر المنثور في التفسير بالمأثور) *
* (ويليه الجزء الرابع أوله سورة يوسف عليه السلام) *
357