الكتاب: الدر المنثور
المؤلف: جلال الدين السيوطي
الجزء: ٢
الوفاة: ٩١١
المجموعة: مصادر التفسير عند السنة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

الدر المنثور
في
التفسير بالمأثور
للامام جلال الدين السيوطي
رحمه الله تعالى
وبهامشه القرآن الكريم
مع تفسير ابن عباس رضي الله عنه
الجزء الثاني
دار المعرفة
للطباعة والنشر
بيروت - لبنان
1

بسم الله الرحمن الرحيم
* (سورة آل عمران) *
* أخرج ابن الضريس في فضائله والنحاس في ناسخه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال نزلت
سورة آل عمران بالمدينة * وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه وملائكته حتى تغيب الشمس
* وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في شعب الايمان عن عمر بن الخطاب قال من قرأ البقرة وآل عمران والنساء
كتب عند الله من الحكماء * وأخرج الدارمي ومحمد بن نصر والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال من قرأ
آل عمران فهو غنى والنساء محبرة يعنى مزينة * وأخرج الدارمي وأبو عبيد في فضائله والبيهقي في شعب الايمان
عن ابن مسعود قال نعم كنز الصعلوك سورة آل عمران يقوم بها الرجل من آخر الليل * وأخرج سعيد بن منصور
عن أبي عطاف قال اسم آل عمران في التوراة طيبة * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن ابن عباس ابن الشمس
انكسفت وهو أمير على البصرة فصلى ركعتين قرأ فيهما بالبقرة وآل عمران * وأخرج ابن أبي شيبة عن
عبد الملك بن عمير قال قرأ رجل البقرة وآل عمران فقال كعب قد قرأ سورتين ان فيهما الاسم الذي إذا دعى به
استجاب * قوله تعالى (ألم الله لا إله الا هو الحي القيوم) الآيات * أخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أبي بن
كعب انه قرأ الحي القيوم * وأخرج عبد حميد بن مجاهد قال القيوم القائم على كل شئ * وأخرج أبو عبد
وسعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود انه كان يقرؤها الحي القيام * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور
وعبد بن حميد وابن أبي داود وابن الأنباري معافى المصاحف وابن المنذر والحاكم وصححه عن عمرانه صلى العشاء
الآخر فاستفتح سورة آل عمران فقرأ ألم الله لا إله الا هو الحي القيام * وأخرج ابن أبي داود عن الأعمش قال
في قراءة عبد الله الحي القيام * وأخرج ابن جرير وابن الأنباري عن علقمة أنه كان يقرأ الحي القيام * وأخرج
ابن جرير وابن الأنباري عن أبي معمر قال سمعت علقمة يقرأ الحي القيم وكان أصحاب عبد الله يقرؤن الحي
القيام * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن عاصم بن كليب عن أبيه قال كان عمر يعجبه أن يقرط سورة آل عمران
2

في الجمعة إذا خطب * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن جعفر بن الزبير قال قدم على
النبي صلى الله عليه وسلم وفد نجران ستون راكبا فيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم فكلم رسول الله صلى
الله عليه وسلم منهم أبو حارثة بن علقمة والعقاب وعبد المسيح والأيهم السيد وهو من النصرانية على دين الملك
مع اختلاف من أمرهم يقولون هو الله ويقولون هو ولد الله ويقولون هو ثالث ثلاثة كذلك قول النصرانية فهم
يحتجون في قولهم يقولون هو الله بأنه كان يحيى الموتى ويبرئ الأسقام ويخبر بالغيوب ويخلق من الطين كهيئة
الطير ثم ينفح فيه فيكون طيرا وذلك كله بإذن الله ليجعله آية للناس ويحتجون في قولهم بأنه ولد بأنهم يقولون لم
يكن له أب يعلم وقد تكلم في المهد شيئا لهم بصنعه أحد من ولد آدم قبله ويحتجون في قولهم انه ثالث ثلاثة بقول الله
فعلنا وأمرنا وخلقنا وقضينا فيقولون لو كان واحد اما قال الا فعلت وأمرت وقضيت وخلقت ولكنه هو وعيسى
ومريم ففي كل ذلك من قولهم نزل القرآن وذكر الله لنبيه فيه قولهم فلما كلمه الحبران قال لهما رسول الله صلى الله
عليه وسلم أسلما قالا قد أسلمنا قبلك قال كذبتما منعكما من الاسلام دعاؤكما لله ولدا وعبادتكما الصليب وأكلكما
الخنزير قالا فمن أبوه يا محمد فصمت فلم يجيبهما شيئا فأنزل الله في ذلك من قولهم واختلاف أمرهم كله صدر سورة
آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها فافتتح السور بتنزيه نفسه مما قالوه وتوحيده إياهم بالخلق والامر
لا شريك له فيه وردا عليهم ما ابتدعوا من الكفر وجعلوا معه من الأنداد واحتجاجا عليهم بقولهم في صاحبهم
ليعرفهم بذلك ضلالتهم فقال ألم الله لا إله الا هو الحي القيوم أي ليس معه غيره شريك في أمره الحي الذي لا يموت
وقد مات عيسى في قولهم القيوم القائم على سلطانه لا يزول وقد زال عيسى وقال ابن إسحاق حدثني محمد بن سهل
ابن أبي امامة قال لما قدم أهل نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن عيسى بن مريم نزلت فيهم
فاتحة آل عمران إلى رأس الثمانين منها وأخرجه البيهقي في الدلائل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع
قال النصارى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخاصموه في عيسى بن مريم وقالوا له من أبوه وقالوا على الله
والكذب والبهتان فقال لهم النبي صلى عليه وسلم ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد الا وهو يشبه أباه قالوا بلى قال
ألستم تعلمون ربنا حي لا يموت وان عيسى يأتي عليه الفناء قالوا بلى قال ألستم تعلمون ان ربنا قيم على كل شئ
يكلؤه ويحفظه ويرزقه قالوا بلى قال فهل يملك عيسى من ذلك شيئا قالوا لا قال أفلستم تعلمون لا يخفى عليه
شئ في الأرض ولا في السماء قالوا بلى قال فهل يعلم عيسى من ذلك شيئا الا ما علم قالوا لا قال فان ربنا صور عيسى في
الرحم كيف شاء ألستم تعلمون ان ربنا لا يأكل الطعام ولا يشرب الشراب ولا يحدث الحدث قالوا بلى قال ألستم
تعلمون ان عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها ثم غذي كما تغذي المرأة الصبى ثم كان يأكل
الطعام ويشرب الشراب ويحدث الحدث قالوا بلى قال فكيف يكون هذا كما زعمتم فعرفوا ثم أبو الا جحودا فأنزل
الله ألم الله لا إله الا هو الحي القيوم * وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود انه كان يقرؤها
القيام * وأخرج ابن جرير عن علقمة انه قرأ الحي القيوم * وأخرج الفرياني وعبد بن حميد وابن جرير عن
مجاهد في قوله نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه قال لما قبله من كتاب أو رسول * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الحسن مصدقا لما بين يديه يقول من البينات التي أنزلت على نوح وإبراهيم وهود والأنبياء * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله نزل عليك الكتاب قال القرآن مصدقا لما بين يديه من الكتب التي قد
خلت قبله وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس هما كتابان أنزلهما الله فيهما بيان من الله وعصمة لمن
أخذ به وصدق به وعمل بما فيه وأنزل الفرقان هو القرآن فرق به بين الحق والباطل فأحل فيه حلاله وحرم فيه حرامه
وشرع فيه شرائعه وحد فيه حدود وفرض فيه فرائضه وبين فيه بيانه وأمر بطاعته ونهى عن معصيته
* وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير وأنزل الفرقان أي الفصل بين الحق والباطل فيما اختلف فيه
الأحزاب من أمر عيسى وغيره في قوله ان الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام أي ان
الله منتقم ممن كفر بآياته بعد علمه بها ومعرفة بما جاء منه فيها وفى قوله ان الله لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا
في السماء أي قد علم ما تريدون وما تكيدون وما يضاهون بقولهم في عيسى إذ جعلوه ربا وإلها وعندهم من
3

علمه غير ذلك غرة بالله وكفرا به هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء قد كان عيسى ممن صور في الأرحام
لا يدفعون ذلك ولا ينكرونه كما صور غيره من بني آدم فكيف يكون إلها وقد كان بذلك المنزل * وأخرج ابن
المنذر عن ابن مسعود في قوله يصوركم في الأرحام كيف يشاء قال ذكورا وإناثا * وأخرج ابن جرير من طريق
السدى عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس عن مرة عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله هو الذي
يصوركم في الأرحام كيف يشاء قال إذا وقعت النطفة في الأرحام طارت في الجسد أربعين يوما ثم تكون علقة أربعين
يوما ثم تكون مضغة أربعين يوما فإذا بلغ ان يخلق بعث الله ملكا يصورها فيأتي الملك بتراب بين أصبعيه فيخلط
فيه المضغة ثم يعجنه بها ثم يصوره كما يؤمر ثم يقول ذكر أم أنثى أشقى أم سعيد ما رزقه وما عمره وما أثره وما مصائبه
فيقول الله ويكتب الملك فإذا مات ذلك الجسد دفن حيث أخذ ذلك التراب * وأخرج عبد بن حميد وابن حرير عن
قتادة هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء قال من ذكر وأنثى وأحمر وأبيض وأسود وتام وغير تام الخلق
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله العزيز الحكيم قال العزيز في نقمته إذا انتقم الحكيم في أمره * قوله
تعالى (هو الذي أنزل عليك) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن
عباس قال المحكمات ناسخه وحلاله وحرامه وحدوده وفرائضه وما يؤمن به والمتشابهات منسوخه ومقدمه ومؤخره
وأمثاله وأقسامه وما يؤمن به ولا يعمل به * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال المحكمات
الناسخ الذي يدان به ويعمل به والمتشابهات المنسوخات التي لا يدان بهن * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي
حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن عبد الله بن قيس سمعت ابن عباس يقول في قوله منه آيات محكمات قال
الثلاث آيات من أخر سورة الأنعام محكمات قل تعالوا والآيتان بعدها * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن حاتم من وجه آخر عن ابن عباس في قوله آيات محكمات قال من ههنا قل تعالوا لي آخر ثلاث آيات
ومن ههنا وقضى ربك ألا تعبدوا الا إياه إلى ثلاث آيات بعدها * وأخرج ابن جرير من طريق السدى عن أبي
مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة بن مسعود وناس من الصحابة المحكمات الناسخات التي يعمل بهن
المتشابهات المنسوخات * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال المحكمات الحلال والحرام * وأخرج عبد بن
حميد والفريابي عن مجاهد قال المحكمات ما فيه الحلال والحرام وما سوى ذلك منه متشابه يصدق بعضه بعضا مثل
قوله وما يضل به الا الفاسقين ومثل قوله كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ومثل قوله والذين اهتدوا
زادهم هدى وآتاهم تقواهم * واخرج ابن أبي حاتم عن الربيع قال المحكمات هي الآمرة الزاجرة وأخرج
عبد بن حميد وابن الضريس وابن جرير وابن أبي حاتم عن إسحاق بن سويد أن يحي بن يعمر وأبا فاختة تراجعا
هذه الآية هن أم الكتاب فقال أبو فاختة هن فواتح السور منها يستخرج القران ألم ذلك الكتاب منها استخرجت
البقرة والم الله لا إله الا هو الحي القيوم منها استخرجت آل عمران وقال يحي هن اللاتي فيهن الفرائض والامر
والنهى والحلال والحدود وعماد الدين * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير هن أم الكتاب قال أصل
الكتاب لأنهن مكتوبات في جميع الكتب * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير قال المحكمات حجة الرب
وعصمة العباد ودفع الخصوم والباطل ليس لها تصريف ولا تحريف عما وضعت علية وأخر متشابهات في الصدق
لهن تصريف وتحريف وتأويل ابتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام لا يصرفن إلى الباطل ولا
يحرفن عن الحق * وأخرج ابن جرير عن مالك بن دينار قال سألت الحسن عن قوله أم الكتاب قال الحلال
والحرام قالت له فالحمد لله رب العالمين قال هذه أم القرآن * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال إنما
قال هن أم الكتاب لأنه ليس من أهل دين الا يرضى بهن وأخر متشابهات يعنى فيما بلغنا ألم والمص والمر والر
* وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال المتشابهات آيات في القران يتشابهن على الناس إذا قروهن ومن
أجل ذلك يضل من ضل فكل فرقة يقرؤن القرآن يزعمون أنها لهم فمنها يتبع الحرورية من المتشابه قول
الله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ثوم يقرؤن معها والذين كفروا بربهم يعدلون فإذا رأو الامام
يحكم بغير الحق قالوا قد كفر فمن كفر عدل بربه ومن عدل بربه فقد أشرك بربه فهذه الأئمة مشركون * وأخرج
4

البخاري في التاريخ وبن جرير من طريق ابن إسحاق عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن جابر بن عبد الله
ابن رباب قال مر أبو ياسر بن أخطب فجاء رجل من يهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتلو فاتحة سورة
البقرة ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه فأتى أخاه حيى بن أخطب في رجال من اليهود فقال أتعلمون والله لقد سمعت محمدا
يتلو فيها انزل عليه ألم ذلك الكتاب فقال أنت سمعته قال نعم فمشى حتى وافى أولئك النفر إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقالوا ألم تقل انك تتلو فيها أنزل عليك ألم ذلك الكتاب فقال بلى فقالوا لقد بعث بذلك أنبياء ما نعلمه بين لنبي
منهم ما مدة ملكه وما أجل أمته غيرك الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون فهذه إحدى وسبعون سنة ثم
قال يا محمد هل مع هذا غيره قال نعم المص قال هذه أثقل وأطول الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد
تسعون فهذه إحدى وثلاثون ومائة هل مع هذا غيره قال نعم الرقال هذه أثقل وأطول الألف واحدة واللام
ثلاثون والراء مائتان هذه إحدى وثلاثون ومائتا سنة هل مع هذا غيره قال نعم المرقال هذه أثقل وأطول هذه إحدى
وسبعون ومائتان ثم قال لقد لبس علينا أمرك حتى ما ندري أقليلا أعطيت أم كثيرا ثم قال قوموا عنه ثم قال أبو
ياسر لأخيه ومن معه ما يدريكم لعله قد جمع هذا كله لمحمد إحدى وسبعون وإحدى وثلاثون ومائة وإحدى
وثلاثون ومائتان وإحدى وسبعون ومائتان فذلك سبعمائة وأربع سنين فقالوا لقد تشابه علينا أمره فيزعمون أن
هذه الآيات نزلت فيهم هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات
* وأخرج يونس بن بكير في المغازي عن ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة عن سعد بن جبير عن ابن
عباس وجابر بن رباب ان أبا ياسر بن أخطب مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ فاتحة الكتاب والم ذلك
الكتاب فذكر القصة وأخرجه ابن المنذر في تفسير من وجه آخر عن ابن جريج معضلا * قوله تعالى (فاما الذين
في قلوبهم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس فاما الذين في
قلوبهم زيغ يعنى أهل الشك فيحملون المحكم على المتشابه والمتشابه على المحكم ويلبسون فلبس الله عليهم وما
يعلم تأويله الا الله قال تأويله يوم القيامة لا يعمله الا الله * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود زيغ قال شك
* وأخرج عن ابن جريج قال الذين في قلوبهم زيغ المنافقون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله
فيتبعون ما تشابه منه قال الباب الذي ضلوا منه وهلكوا فيه ابتغاء تأويله وفى قوله ابتغاء الفتنة قال الشبهات
* وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم الدارمي وأبو داود والترمذي والنسائي
وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والبيهقي في الدلائل من طرق عن عائشة قالت تلا
رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فاما
الذين في قلوبهم زيغ إلى قوله أولو الألباب فإذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله فاحذروهم ولفظ
البخاري فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فاؤلئك الذين سمى الله فاحذروهم وفى لفظ لابن جرير إذا رأيتم
الذين يبتغون ما تشابه منه سمى الله فاحذروهم وفى لفظ لابن جرير إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه والذين
يجادلون فيه فهم الذين عنى الله فلا تجالسوهم * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فاما الذين في
قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه قال هم الخوارج وفى قوله يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قال هم الخوارج
* وأخرج الطبراني عن أبي مالك الأشعري انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا أخاف على أمتي الا ثلاث
خلال أن يكثر لهم المال فيتحاسدوا فيقتتلوا وان يفتح لهم الكتاب فيأخذه المؤمن يبتغى تأويله وما يعلم تأويله
الا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا أولا الألباب وان يزداد عملهم فيضيعوه
ولا يبالون به * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أتخوف على أمتي
أن يكثر فيهم المال حتى يتنافسوا فيه فيقتتلوا عليه وان مما أتخوف على أمتي ان يفتح لهم القرآن حتى يقرأه
المؤمن والكافر والمنافق فيحل حلاله المؤمن * قوله تعالى (ابتغاء تأويله) الآية * أخرج أبو يعلى عن حذيفة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في أمتي قوما يقرؤن القرآن ينثرونه نثر الدقل يتأولونه على غير تأويله
5

* وأخرج ابن سعد وابن الضريس في فضائله وابن مردويه عن عمر وبن شعيب عن أبيه عن جده ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم خرج على قوم يتراجعون في القرآن وهو مغضب فقال بهذا ضلت الأمم قبلكم لاختلافهم على
أنبيائهم وضرب الكتاب بعضه ببعض قال وان القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا ولكن نزل أن يصدق بعضه
بعضا فما عرفتم منه فاعملوا به وما تشابه عليكم فآمنوا به * وأخرج أحمد من وجه آخر عن عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتدارؤن فقال انما هلك من كان قبلكم بهذه ضربوا كتاب الله
بعضه ببعض وانما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا فلا تكذبوا بعضه ببعض فما علمتم منه فقولوا وما جهلتم فكلوه
إلى عالمه * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه وأبو نصر السجري في الإبانة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف
زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما
نهيتم عنه واعتبر وأبا مثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا آمنا به كل من عند ربنا وأخرجه ابن أبي حاتم
عن ابن مسعود موقوفا * وأخرج الطبراني عن عمر بن أبي سلمة سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن
مسعود ان الكتب كانت تنزل من السماء من باب واحد وان القرآن نزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف حلال
وحرام ومحكم ومتشابه وضرب أمثال وآمر وزاجر فأحل حلاله وحرم حرامه واعمل بمحكمة وقف عند متشابهه
واعتبر أمثاله فان كلا من عند الله وما بتذكر الا أولو الألباب * وأخرج ابن النجار في تاريخ بغداد بسند واه عن علي
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته أيها الناس قد بين الله لكم في محكم كتابه ما أحل لكم وما حرم عليكم
فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وآمنوا بمتشابهه واعملوا بمحكمه واعتبروا بأمثاله * وأخرج ابن الضريس وابن جرير
وابن المنذر عن ابن مسعود قال أنزل القرآن على خمسة أوجه حرام وحلال ومحكم ومتشابه وأمثال فأحل الحلال
وحرم الحرام وآمن بالمتشابه واعمل بالمحكم واعتبر بالأمثال * واخرج ابن أبي داود في المصاحف عن ابن مسعود
قال إن القرآن انزل على نبيكم صلى الله عليه وسلم من سبعة أبواب على سبعة أحرف وان الكتاب قبلكم كان ينزل
من باب واحد على حرف واحد * وأخرج ابن جرير ونصر المقدسي في الحجة عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال نزل القرآن على سبعة أحرف المراء في القرآن كفر ما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى
عالمه * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعربوا القرآن واتبعوا
غرائبه وغرائبه فرائضه وحدوده فان القرآن نزل على خمسة أوجه حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فاعملوا
بالحلال واجتنبوا الحرام واتبعوا المحكم وآمنوا بالمتشابه واعتبروا بالأمثال * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس قال إن القرآن ذو شجون وفنون وظهور وبطون لا تنقضي عجائبه ولا تبلغ غايته فمن أوغل فيه برفق نجا
ومن أوغل فيه بعنف غوى أخبار وأمثال وحرام وحلال وناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه وظهر وبطن فظهره
التلاوة وبطنه التأويل فجالسوا به العلماء وجانبوا به السفهاء وإياكم وزلة العالم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن الربيع ان النصارى قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألست تزعم أن عيسى كلمة الله وروح منه قال بلى قالوا
فحسبنا فأنزل الله فاما الذي في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في كتاب الأضداد والحاكم وصححه عن طاوس قال كان ابن عباس يقرؤها
وما يعلم تأويله الا الله ويقول الراسخون في العلم آمنا به * وأخرج أبو داود في المصاحف عن الأعمش قال في قراءة
عبد الله وان حقيقة تأويله الا عند الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن أبي مليكة قال قرأت على عائشة هؤلاء الآيات فقالت كان رسوخهم في العلم ان آمنوا بمحكمه
ومتشابهه وما يعلم تأويله الا الله ولم يعملوا تأويله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي الشعثاء وأبى نهيك
قالا انكم تصلون هذه الآية وهي مقطوعة وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند
ربنا فانتهى علمهم إلى قولهم الذي قالوا * وأخرج ابن جرير عن عروة قال الراسخون في العلم لا يعلمون تأويله
ولكنهم يقولون آمنا به كل من عند ربنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عمر بن عبد العزيز قال انتهى
6

علم الراسخين في العلم بتأويل القرآن إلى أن قالوا آمنا به كل من عند ربنا * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن أبي
قال كتاب الله ما استبان منه فاعمل وما اشتبه عليك فآمن به وكله إلى عالمه * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن
مسعود قال إن القرآن منارا كمنار الطريق فما عرفتم فتمسكوا به وما اشتبه عليكم فذروه * وأخرج ابن أبي شيبة
عن معاذ قال القرآن منا كمنا الطريق ولا يخفى على أحد فما عرفتم منه فلا تسألوا عنه أحدا وما شككتم فيه
فكلوه إلى عالمه * وأخرج ابن جرير من طريق أشهب عن مالك في قوله وما يعلم تأويله الا الله قال ثم ابتدأ فقال
والراسخون في العلم يقولون آمنا به ولى يعلمون تأويله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن أنس
وأبى امامة ووائلة بن الأسقع وأبى الدرداء ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الراسخين في العلم فقال من
بربت يمنيه وصدق لسانه واستقام قلبه ومن عف بطنه وفرجه فذلك من الراسخين في العلم * وأخرج ابن عساكر
من طريق عبد الله بن يزيد الأودي سمعت أنس بن مالك يقول سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الراسخون
في العلم قال من صدق حديثه وبر في يمينه وعف بطنه وفرجه فذلك الراسخون في العلم * وأخرج ابن المنذر من
طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال تفسير القرآن على أربعة وجوه تفسير يعلمه العلماء وتفسير لا
يعذر الناس بجهالته من حلال أو حرام وتفسير تعرفه العرب بلغتها وتفسير لا يعلم تأويله الا الله من ادعى عمله فهو
كاذب * وأخرج ابن جرير عن ابن عاس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل القرآن على سبعة أحرف
حلال وحرام لا يعذر أحل بالجهالة به وتفسير تفسره العرب وتفسير تفسره العلماء ومتشابه لا يعلمه الا الله ومن
ادعى علمه سوى الله فهو كاذب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري من طريق مجاهد عن ابن عباس
قال انا ممن يعلم تأويله * وأخرج ابن جرير عن الربيع والراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس يقولون آمنا به نؤمن بالمحكم وندين به ونؤمن
بالمتشابه ولا ندين به وهو من عند الله كله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس كل
من عند ربنا يعنى ما نسخ منه وما لم ينسخ * وأخرج الدارمي في مسنده ونصر المقدسي في الحجة عن سليمان بن
يسار ان رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر وقد أعدله عراجين
النخل فقال من أنت فقال أن ا عبد الله صبيغ فقال وانا عبد الله عمر فاخذ عمر عرجونا من تلك العراجين فضربه
حتى دمى رأسه فقال يا أمير المؤمنين حسبك قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي وأخرج الدارمي عن نافع
ان صبيغا العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حتى قدم مصر فبعث به عمرو بن العاصي
إلى عمر بن الخطاب فلما أتاه أرسل عمر إلى رطائب من جريد فضربه بها حتى ترك ظهره دبرة ثم تركه حتى برئ ثم
عادله ثم تركه حتى برئ فدعا به يعود له فقال صبيغ ان كنت تريد قتلى فاقتلني قتلا جميلا وان كنت تريدان
تدويني فقد والله برأت فأذن له إلى أرشه وكتب إلى أبى موسى الأشعري ان لا يجالس أحد من المسلمين
* وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن أنس ان عمر بن الخطاب جلد صبيغا الكوفي في مسألة عن حرف من القرآن
حتى اطردت الدماء في ظهره * وأخرج ابن الأنباري في المصاحف ونصر المقدسي في الحجة وابن عساكر عن
السائب بن يزيد ان رجلا قال لعمر اني مررت برجل يسأل عن تفسير مشكل القرآن فقال عمر اللهم أمكني منه
فدخل الرجل يوما على عر فسأله فقام عمر فحسر عن ذراعيه وجعل يجلده ثم قال ألبسوه تبانا واحملوه على قتب
وأبلغوا به حيه ثم ليقم خطيب فليقل ان صبيغا طلب العلم فأخطأه فلم يزل وضيعا في قومه بعد أن كان سيدا
فيهم * واخرج نصر المقدسي في الحجة وابن عساكر عن أبي عثمان النهدي ان عمر كتب إلى أهل البصرة ان
لا يجالسوا صبيغا قال فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا * وأخرج ابن عساكر عن محمد بن سيرين قال كتب عمر بن
الخطابي إلى أبى موسى الأشعري ان لا يجالس صبيغا وان يحرم عطاءه ورزقه * وأخرج نصر في الحجة وابن
عساكر عن زرعة قال رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كأنه بعير أجرب يجئ إلى الحلقة ويجلس وهم لا يعرفونه
فناديهم الحلقة الأخرى عزمة أمير المؤمنين عمر فيقومون ويدعونه * وأخرج نصر في الحجة عن أبي إسحاق
ان عمر كتب إلى أبى موسى الأشعري أما بعد فان الأصبغ تكلف ما يخفى وضيع ما ولي فإذا جاءك كتابي هذا فلا
7

تبايعوه وان مرض فلا تعودوه ان مات فلا تشهدوه * وأخرج الهروي في ذم الكلام عن الأمم الشافعي رضي الله عنه
قال حكمي في أهل الكلام حكم عمر في صبيغ أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في
العشائر والقبائل وينادى عليهم هذا جزء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكتاب * وأخرج الدارمي عن
عمر بن الخطاب قال إنه سيأتيكم ناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن فان أصحاب السنن أعلم بكتاب
الله * وأخرج نصر المقدسي في الحجة عن ابن عمر وان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يتنازعون
في القرآن هذا ينزع بآية وهذا ينزع بآية فكأنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال ألهذا خلقتم أو لهذا أمرتم
أن تضربوا كتاب الله بعضا ببعض انظروا ما أمرتم به فاتبعوه ما نهيتم عنه فانتهوا * وأخرج أبو داود
والحاكم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدال في القرآن كفر * وأخرج نصر المقدسي
في الحجة عن ابن عمر ورضى الله عنهما قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن وراء حجرته قوم يتجادلون
في القرآن فخرج محمرة وجنتاه كأنما يقطران دما فقال يا قوم لا تجادلوا بالقرآن فإنما ضل من كان قبلكم
بجدالهم ان القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا ولكن نزل ليصدق بعضه بعضا فما كان من محكمة فاعملوا به وما
كان من متشابهه فآمنوا به * وأخرج نصر في الحجة عن أبي هريرة قال كنا عند عمر بن الخطاب إذ جاء رجل يسأله
عن القرآن أمخلوق هو أو غير مخلوق فقام عمر فاخذ بمجامع ثوبه حتى قاده إلى علي بن أبي طالب فقال يا أبا الحسن أما
تسمع ما يقول هذا قال وما يقول قال جاءني يسألني عن القرآن أمخلوق هو أو غير مخلق فقال على هذه كلمة وسيكون
لها ثمرة لو وليت من الامر ما وليت ضربت عنقه * وأخرخ عبد بن حميد عن قتادة في قوله فاما الذين في قلوبهم
زيغ الآية قال طلب القوم التأويل فأخطؤا التأويل وأصابوا الفتنة واتبعوا ما تشابه منه فهلكوا بين ذلك
* وأخرج ابن الأنباري في كتاب الأضداد عن مجاهد قال الراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به * قوله
تعالى (ربنا لا تزغ قلوبنا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أم سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان
يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ثم قرأ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا الآية * وأخرج ابن أبي شيبة
وأحمد والترمذي وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن أم سلمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في
دعائه ان يقول اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قلت يا رسول الله وان القلوب لتتقلب قال نعم ما من خلق
الله من بشر من بني آدم الا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله فان شاء الله أقامه وان شاء أزاغه فنسأل الله ربنا ان
لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ونسأله ان يهيب لنا من لدنه رحمة أنه هو الوهاب قلت يا رسول الله ألا تعلمني دعوة أدعو
بها لنفسي قال بلى قولي اللهم رب النبي محمد اغفر لي ذنبي واذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن ما أحييتني
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن مردويه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير ما يدعوا
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قلت يا رسول الله ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء فقال ليس من قلب الا وهو
بين إصبعين من أصابع الرحمن إذا شاء ان يقيمه أقامه وإذا شاء ان يزيغه أزاغه أما تسمعين قوله تعالى ربنا الا تزغ
قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب ولفظ ابن أبي شيبة إذا شاء ان يقلبه إلى هدى قلبه
وإذا شاء أن يقلبه إلى ضلال قلبه * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وأحمد والبخاري في الأدب المفرد والترمذي
وحسنه وابن جرير عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
قالوا يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا قال نعم قال أن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها
* وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير والطبراني عن سبرة بن فاتك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرب فإذا شاء أقامه وإذا شاء أزاغه * وأخرخ ابن أبي الدنيا في الاخلاص
والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي عبيدة بن الجراح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن قلب
ابن آدم مثل العصفور يتقلب في اليوم سبع مرات * وأخرج ابن أبي الدنيا في الاخلاص عن بي موسى
قال انما سمى القلب قلبا لتقلبه وانما مثل القلب مثل ريشة بفلاة من الأرض * وأخرج أحمد وابن ماجة عن أبي
موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن هذا القلب كريشة بفلاة من الأرض تقيمها الريح
8

ظهر البطن * وأخرج مالك والشافعي وابن أبي شيبة وأبو داود والبيهقي في سننه عن أبي عبد الله الصنابحي أنه
قدم المدينة في خلافه أبى بكر الصديق فصلى وراء أبى بكر المغرب فقرأ أبو بكر في الركعتين الأوليين بأم القرآن
وسورة سورة من قصار المفصل ثم قام في الركعة الثالث فقرأ بأم القرآن وهذه الآية ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذن هديتنا
وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب * وأخرج ابن جرير والطبراني في السنة والحاكم وصححه عن جابر قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك قلنا يا رسول الله تخاف علينا وقد
آمنا بك فقال إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يقول به هكذا ولفظ الطبراني ان قلب
ابن آدم بين إصبعين من أصابع الله عز وجل فإذا شاء أن يقيمه أقامه وإذا شاء أن يزيغه أزاغه * وأخرج أحمد
والنسائي وابن ماجة وابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن النواس بن سمعان سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الميزان بيد الرحمن يرفع أقواما ويضع آخرين إلى يوم القيامة وقلب ابن آدم بين
إصبعين من أصابع الرحمن إذا شاء أقامه وإذا شاء أزاغه وكان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك * وأخرج
الحاكم وصححه عن المقداد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقلب ابن آدم أشد انقلابا من القدر إذا
اجتمع غليانا * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير في قوله ربنا لا تزغ قلوبنا أي لا تمل قلوبنا وان ملنا
بأجسادنا * وأخرج ابن سعد في طبقاته عن أبي عطاف ان أبا هريرة كان يقول أي رب لا أزنين أي رب لا أسرقن
أي رب لا أكفرن قيل له أو تخاف قال آمنت بمحرف القلوب ثلاثا * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي
الدرداء قال كان عبد الله بن رواحة إذا لقيني قال اجلس يا عويمر فلنؤمن ساعة فنجلس فنذكر الله على ما يشاء
ثم قال يا عويمر هذه مجالس الايمان ان مثل الايمان ومثلك كمثل قميصك بينا أنت قد نزعته إذ لبسته وبينا أنت قد
لبسته إذ نزعته يا عويمر للقلب أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانا * وأخرج الحكيم الترمذي من طريق
عتبة بن عبد الله بن خالد بن معدان عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما الايمان بمنزلة
القميص مرة تقمصه ومرة تنزعه * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي أيوب الأنصاري قال ليأتين على الرجل
أحايين وما في جلده موضع إبرة من النفاق وليأتين عليه أحايين وما في جلده موضع إبرة من ايمان * وأخرج أبو
داود والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة ان رسول صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل
قال لا إله لا أنت سبحانك اللهم إني أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني
وهب لي من لدنك رحمة انك أنت الوهاب * وأخرج مسلم والنسائي وابن جرير والبيهقي عن عبد الله بن عمرو أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه
كيف يشاء ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك * وأخرج الطبراني
في السنة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن
عز وجل * قوله تعالى (ربنا انك جامع الناس) الآية * أخرج ابن النجار في تاريخه عن جعفر بن محمد الخلدي
قال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ هذه الآية على شئ ضاع منه رده الله عليه ربنا انك جامع الناس
ليوم لا ريب فيه ان الله لا يخلف الميعاد اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه أجمع بيني وبين مالي انك على كل شئ
قدير * قوله تعالى (كدأب آل فرعون) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله كدأب آل
فرعون قال كصنيع آل فرعون * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله كدأب آل فرعون
قال كفعل * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد مثله * وأخرج ابن جرير عن الربيع كدأب آل فرعون يقول كسنتهم
* قوله تعالى (قل للذين كفروا) الآيتين * أخرج ابن إسحاق وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصاب ما أصاب من بدر ورجع إلى المدينة جمع اليهود في سوق بنى قينقاع
وقال يا معشر يهود أسلموا قبل ان يصيبكم الله بما أصاب قريشا فقالوا يا محمد لا يغرنك من نفسك ان قتلت نفرا من
قريش كانوا أغمار لا يعرفون القتال انك والله لو قاتلتنا لعرفت انا نحن الناس وانك لم تلق مثلنا فأنزل الله قل
للذين كفروا ستغلبون إلى قوله لأولي الابصار * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن عاصم بن
9

عمر عن قتادة مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال قال فنحاص اليهودي في يوم بدر لا يغرن محمدا
ان غلب قريشا وقتلهم ان قريشا لا تحسن القتال فنزلت هذه الآية قل للذين كفروا ستغلبون * وأخرج ابن
جرير عن قتادة قد كان لكم آية عبرة وتفكر * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قد
كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر وأخرى كافرة فئة
قريش الكفار * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عكرمة قال في أهل بدر نزلت وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين
انها لكم وفيهم نزلت سيهزم الجمع الآية وفيهم نزلت حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب وفيهم نزلت ليقطع طرفا
من الذين كفروا وفيهم نزلت ليس لك من الامر شئ وفيهم نزلت ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفروا فيهم نزلت ولا
تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورثاء وفيهم نزلت قد كان لكم آية في فئتين التقتا * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن الربيع في قوله قد كان لكم آية يقول قد كان لكم في هؤلاء عبرة ومتفكر أيدهم الله ونصرهم على
عدوهم وذلك يوم بدر كان المشركون تسعمائة وخمسين رجلا وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة
وثلاثة عشر رجلا * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله قد كان لكم آية في فئتين الآية قال هذا يوم بدر
فنظرنا إلى المشركين فرأيناهم يضعفون علينا ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون علينا رجلا واحدا وذلك
قول الله وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن
ابن عباس في قوله قد كان لكم آية فئتين الآية قال أنزلت في التخفيف يوم بدر على المؤمنين كانوا يومئذ
ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا وكان المشركون مثلهم ستة وعشرين وستمائة فايد الله المؤمنين فكان هذا في
التخفيف على المؤمنين * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس ان أهل بدر كانوا ثلثمائة وثلاثة عشر المهاجرون
منهم خمسة وسبعون وكانت هزيمة بدر لسبع عشرة من رمضان ليلة جمعة * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن
عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله يؤيد بنصره من يشاء قال يقوى بنصره من يشاء قال وهل تعرف العرب
ذلك قال نعم أما سمعت قول حسان بن ثابت رضي الله عنه
برجال لستمو أمثالهم * أيدوا جبريل نصرا فنزل
* قوله تعالى (زين للناس حب الشهوات) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي بكر بن حفص بن
عمر بن سعد قال لما نزلت زين للناس حب الشهوات إلى آخر الآية قال عمر الآن يا رب حين زينتها لنا فنزلت
قل أؤنبئكم الآية كلها * وأخرجه ابن المنذر بلفظ حتى انتهى إلى قوله قل أؤنبئكم بخير فبكى وقال بعد ماذا بعد
ما زينتها * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سيار بن الحكم ان عمر بن الخطاب قرأ زين
للناس لآية ثم قال الآن يا رب وقد زينتها في القلوب * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد
وابن أبي حاتم عن أسلم قال رأيت عبد الله بن أرقم جاء إلى عمر بن الخطاب بحلية آنية وفضة فقال عمر اللهم انك
ذكرت هذا المال فقلت زين للناس حب الشهوات حتى ختم الآية وقلت لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما
آتاكم وانا لا نستطيع الا أن تفرح بما زينت لنا اللهم فاجعلنا ننفقه في حق وأعوذ بك من شره * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله زين للناس الآية قال من زينها ما أحد أشد لها ذما من خالقها
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضى الله تعالى عنه في قوله زين للناس الآية قال زين لهم الشيطان * قوله
تعالى (من النساء) * أخرج النسائي وابن أبي حاتم والحاكم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حبب
إلى من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة * قوله تعالى (والقناطير المقنطرة) * أخرج أحمد
وابن ماجة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القنطار اثنا عشر ألف أوقية * وأخرج الحاكم
وصححه عن أنس قال سئل رسول الله صلى الله وسلم عن قول الله والقناطير المقنطرة قال القنطار ألف أوقية
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القنطار ألف دينار * وأخرج
ابن جرير عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القنطار ألف أوقية ومائتا وقية * وأخرج ابن
جرير عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القنطار ألف ومائتا دينار * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي
10

حاتم وابن مردويه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ في ليلة مائة آية لم يكتب من
الغافلين ومن قرأ بمائتي آية بعث من القانتين ومن قرأ خمسمائة آية إلى ألف آية أصبح له قنطار من الاجر
والقنطار مثل التل العظيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن معاذ بن جبل
قال القنطار ألف ومائتا أوقية * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال القنطار ألف ومائتا أوقية * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي عن أبي هريرة مثله * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن ابن عباس قال القنطار
اثنا عشر ألف درهم أو ألف دينار * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن ابن عباس قال القنطار ألف ومائتا دينار ومن
الفضة ألف ومائتا مثقال * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال القنطار ملء
مسك الثور ذهبا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر انه سئل ما القنطار قال سبعون ألفا * وأخرج
عبد بن حميد عن مجاهد قال القنطار سبعون ألف دينار * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب قال
القنطار ثمانون ألفا * وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح قال القنطار مائة رطل * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن قتادة قال كنا نحدث ان القنطار مائة رطل من الذهب أو ثمانون ألفا من الورق * وأخرج الطستي
عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل والقناطير قال لما قولنا أهل البيت فانا نقول
القنطار عشرة آلاف مثقال وأما بنو حسل فإنهم يقولون ملء مسك ثور ذهبا أو فضة قال فهل تعرف العرب ذلك
قال نعم اما سمعت عدى بن زيد وهو يقول
وكانوا ملوك الروم تجبى إليهم * قناطيرها من بين قل وزائد
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي جعفر قال القنطار خمسة عشر ألف مثقال والمثقال أربعة وعشرون قيراطا
* وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله القناطير المقنطرة يعنى المال الكثير من الذهب والفضة * وأخرج عن
الربيع القناطير المقنطرة المال الكثير بعضه على بعض * وأخرج عن السدى المقنطرة يعنى المضروبة حتى
صارت دنانير أو دراهم * قوله تعالى (والخيل المسومة) * أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس
والخيل المسومة قال لراعية وأخرجه ابن المنذر من طريق مجاهد عن ابن عباس * وأخرج ابن جرير من طريق
على عن ابن عباس والخيل المسومة يعنى معلمة * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس والخيل
المسومة يعنى معلمة * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال الخيل المسومة الراعية والمطهمة
الحسان ثم قرأ شجر فيه تسيمون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد والخيل المسومة قال المطهمة
الحسان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة قال تسويمها حسنها * وأخرج ابن أبي حاتم عن مكحول
والخيل المسومة قال الغرة والتحجيل * قوله تعالى (ذلك متاع الحياة الدنيا) * وأخرج مسلم وابن أبي حاتم عن
ابن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة * وأخرج ابن جرير عن
السدى في قوله والله عنده حسن المآب قال حسن المنقلب وهي الجنة * قوله تعالى (قل أؤنبئكم) الآية
* أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال ذكر لنا ان عمر بن الخطاب كان يقول اللهم
زينت لنا الدنيا وأنبأتنا ان ما بعدها خير منها فاجعل حظنا في الذي هو خير وأبقى * قوله تعالى (الصابرين)
الآية * أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله الصابرين الآية قال الصابرون قوم صبروا على طاعة الله وصبروا
عن محارمه والصادقون قوم صدقت نياتهم واستقامت قلوبهم وألسنتهم وصدقوا في السر والعلانية
والقانتون هم المطيعون والمستغفرون بالأسحار هم أهل الصلاة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في
الآية قال الصابرين على ما أمر الله والصادقين في ايمانهم والقانتين يعنى المطيعين والمنفقين يعنى من أموالهم
في حق الله والمستغفرين بالأسحار يعنى المصلين * وأخرج ابن أبي شيبة ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم
والمستغفرين بالأسحار قال هم الذين يشهدون صلاة الصبح * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عمرانه كان يحيى الليل صلاة ثم يقول يا نافع أسحرنا فيقال لا فيعاود الصلاة فإذا قال نعم قعد يستغفر
الله ويدعو حتى يصبح * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أنس بن مالك قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه
11

وسلم ان نستغفر بالأسحار سبعين استغفارة وأخرج ابن جرير عن جعفر بن محمد قال من صلى من الليل ثم
استغفر في آخر الليل سبعين مرة كتب من المستغفرين * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن أبي سعيد
الخدري قال بلغنا ان داود عليه السلام سال جبريل عليه السلام فقال يا جبريل أي الليل أفضل قال يا داود
ما أدرى الا ان العرش يهتز في السحر * قوله تعالى (شهد الله) الآية * أخرج ابن السني في عمل يوم وليلة وأبو
منصور الشجامي في الأربعين عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان فاتحة الكتاب وآية الكرسي
والآيتين من آل عمران شهد الله انه لا إله الا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله الا هو العزيز الحكيم
ان الدين عند الله الاسلام وقل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل
من تشاء إلى قوله بغير حساب هن معلقات بالعرش ما بينهن وبين الله حجاب يقلن يا رب تهبطنا إلى أرضك والى من
يعصيك قال الله انى حلفت لا يقرؤكن أحد من عبادي دبر كل صلاة يعنى المكتوبة الا جعلت الجنة مأواه على
ما كان فيه والا أسكنته حظيرة الفردوس والا نظرت إليه كل يوم سبعين نظرة والا قضيت له كل يوم سبعين حاجة
أدناها المغفرة والا أعذته من كل عدو ونصرته منه * وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن أبي أيوب الأنصاري
مرفوعا لما نزلت الحمد الله رب العالمين وآية الكرسي وشهد الله وقل اللهم مالك الملك إلى بغير حساب تعلقن
بالعرش وقلن أنزلتنا على قوم يعملون بمعاصيك فقال وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لا يتلوكن عبد عند دبر كل
صلاة مكتوبة الا غفرت له ما كان فيه وما أسكنته جنة الفردوس ونضرت له كل يوم سبعين مرة وقضيت له سبعين
حاجة أدناها المغفرة * وأخرج أحمد والطبراني وابن السني في عمل يوم وليلة وابن أبي حاتم عن الزبير بن العوام
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة يقرأ هذه الآية شهد الله انه لا إله الا هو إلى قوله العزيز
الحكيم فقال وأنا على ذلك من الشاهدين يا رب ولفظ الطبراني فقال وأنا أشهد انك لا إله الا أنت العزيز الحكيم
وأخرج ابن عدي والطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الايمان وضعفه والخطيب في تاريخه وابن النجار
عن غالب القطان قال أتيت الكوفي في تجارة فنزلت قريبا من الأعمش فلما كان ليلة ردت انحدر قام فتهجد
من الليل فمر بهذه الآية شهد الله انه الا إله الا هو إلى قوله ان الدين عند الله الاسلام فقال وأنا أشهد بما شهد الله
به واستودع الله هذه الشهادة وهي لي وديعة عند الله قالها مرار فقلت لقد سمع فيها شيئا فسألته فقال حدثني
أبو وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بجاء بصاحبه يوم القيامة فيقول الله عبدي عهد إلى
وأنا أحق من وفى بالعهد ادخلوا عبدي الجنة * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن حمزة الزيات قال خرجت ذات
ليلة أريد الكوفة فآواني الليل إلى خربة فدخلتها فبينا انا فيها فدخل على عفريتان من الجن فقال أحداهما
لصاحبه هذا حمزة بن حبيب الزيات الذي يقرئ الناس بالكوفة قال نعم والله لأقتلنه قال دعه المسكين يعيش قال
لأقتلنه فلما أزمع على قتلى قلت بسم الله الرحمن الرحيم شهد الله انه لا إله الا هو والملائكة وأولوا العلم قائما
بالقسط لا إله الا هو العزيز الحكيم وانا على ذلك من الشاهدين فقال له صاحب دونك الآن فاحفظه راغما إلى
الصباح * وأخرج ابن أبي داود في المصاحب عن الأعمش قال في قراءة عبد الله شهد الله ان لا إله الا هو وفى قراءته
أن الدين عند الله الاسلام * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله قائما بالقسط قال ربنا قائما بالعدل
* وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس بالقسط قال بالعدل * وأخرج ابن جرير عن السدى
في الآية قال فان الله شهد هو والملائكة والعلماء من الناس ان الدين عند الله السلام * وأخرج عن محمد بن
جعفر بن الزبير شهد الله انه لا إله الا هو وملائكة وأولوا العلم بخلاف ما قال نصارى نجران * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ان الدين عند الله الاسلام قال الاسلام شهادة ان لا إله إلا الله والاقرار بما جاء به
من عند الله وهو دين الله الذي شرع لنفسه وبعث به رسله ودل عليه أولياء لا يقبل غيره ولا يجزى الا به
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحك في قوله ان الدين عند الله الاسلام قال لم أبعث رسولا الا بالاسلام * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال كان حول البيت ستون وثلاثمائة صنم لكل قبيلة من
قبائل العرب صنم أو صنمان فأنزل الله شهد الله انه لا إله الا هو الآية قال فأصحبت الأصنام كلها قد خرت سجدا
12

للكعبة قوله تعالى (وما اختلف) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وما اختلف
الذين أوتوا الكتاب قال بنو إسرائيل * وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله الامن بعدما جاء هم العلم بغيا
بينهم يقول بغيا على الدنيا وطلب ملكها وسلطانها فقتل بعضهم بعضا على الدنيا من بعدما كانوا علماء
الناس * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال إن موسى عليه السلام لما حضره الموت دعا سبعين حبرا من أحبار
بني إسرائيل فاستودعهم التوراة وجعلهم أمناء عليه كل حبر جزأ منه واستخلف موسى عليه السلام يوشع
ابن نون فلما مضى القرن الأول ومضى الثاني ومضى الثالث وقعت بينهم وهم الذين أوتوا العلم من أبناء
أولئك السبعين حتى أهراقوا بينهم الدماء ووقع الشر والاختلاف وكان ذلك كله من قبل الذين أوتوا العلم
بغيا بينهم على الدنيا طلبا لسلطانها وملكها وخزائنها وزخرفها فسلط الله عليهم جباير تهم * وأخرج ابن جرير عن
محمد بن جعفر بن الزبير وما اختلف الذين أوتوا الكتاب يعنى النصارى الا من بعد ما جاء هم العلم الذي جاءك أبي
ان الله الواحد الذي ليس له شريك * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله فان الله سريع الحساب قال احصاؤه
عليهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله فان حاجوك قال إن حاجك اليهود والنصارى * واخرج ابن المنذر
عن ابن جريج فان حاجوك قال اليهود والنصارى فقالوا ان الدين اليهودية والنصرانية فقل يا محمد أسلمت وجهي
لله * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير فان حاجوك أي بما يأتون به من الباطل من قولهم خلقنا
وفعلنا وجعلنا وأمرنا فإنما هي شبهة باطل قد عرفوا ما فيها من الحق فقل أسلمت وجهي لله * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الحسن في قوله ومن اتبعن قال ليقل من اتبعك مثل ذلك * وأخرج الحاكم وصححه عن بهز بن حكيم عن
أبيه عن جده قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا نبي الله انى أسألك بوجه الله بم بعثك ربنا قال بالاسلام
قلت وما آيته قال أن تقول أسلمت وجهي لله وتخليت وتقيم الصلاء وتؤتي الزكاة كل مسلم على مسلم محرم اخوان
نصيران لا يقبل الله من مسلم أشرك بعد ما أسلم عملا حتى يفارق المشركين إلى المسلمين مالي آخذ بحجزكم عن النار
ألا ان ربى داعني الا وانه سائلي هل بلغت عبادي وأني قائل رب قد أبلغتهم فليبلغ شاهدكم غائبكم ثم انه تدعون
مقدمة أفواهكم بالفدام ثم أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه قلت يا رسول الله هذا ديننا قال هذا دينكم وأين
ما تحسن يكفك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس وقل للذين أوتوا الكتاب قال اليهود
والنصارى والأميين قال هم الذين لا يكتبون * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع فان أسلموا فقد اهتدوا قال من
تكلم بهذا صدقا من قلبه يعنى الايمان فقد اهتدى وان تولوا يعنى عن الايمان * قوله تعالى (ان الذين يكفرون)
الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي عبيدة بن الجراح قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد عذابا يوم
القيامة قال رجل قتل نبيا أو رجل أمر بالمنكر ونهى عن المعروف ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين
يقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس إلى قوله ومالهم من ناصرين ثم قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا أول النهار في ساعة واحد فقام مائة
رجل وسبعون رجلا من عباد بني إسرائيل فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوا جميعا من آخر
النهار من ذلك اليوم فهم الذين ذكر الله * وأخرج ابن أبي الدنيا فيمن عاش بعد الموت وابن جرير وابن المنذر
والحاكم وصححه عن ابن عباس قال بعث عيسى يحيى في اثنى عشر رجلا من الحواريين يعلمون الناس فكان
ينهى عن نكاح بنت الأخ وكان ملك له بنت أخ تعجبه فأرادها وجعل يقضى لها كل يوم حاجة فقالت لها أمها إذا
سألك عن حاجتك فقولي حاجتي أن تقتل يحيى ين زكريا فقال الملك حاجتك قالت حاجتي أن تقتل يحيى بن
زكريا فقال سلي غير هذا قالت لا أسألك غير هذا فلما أبت أمر به فذبح في طست فبدرت قطرة من دمه فلم تزل
تغلي حتى بعث الله بختنصر فدلت عجوز عليه فألقى في نفسه ان لا يزال يقتل حتى يسكن هذا الدم فقتل في يوم
واحد من ضرب واحد وسن واحد سبعين ألفا فسكن * وأخرج عبد بن حميد وابن حرير وابن المنذر عن معقل
ابن أبي مسكين في الآية قال كان الوحي يأتي بني إسرائيل فيذكرون قومهم ولم يكن يأتيهم كتاب فيقتلون فيقوم
رجال ممن اتبعهم وصدقهم فيذكرون قومهم فيقتلون فهم الذين يأمرون بالقسط من الناس * وأخرج ابن
13

جرير عن قتادة في قوله ويقتلون الذين ياسرون بالقسط من الناس قال هؤلاء أهل الكتاب كان ابتاع الأنبياء
ينهونهم ويذكرونهم بالله فيقتلونهم * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال أقحط الناس في زمان ملك من
ملوك بني إسرائيل فقال الملك ليرسلن علينا السماء أو لنؤذينه فقال له جلساؤه كيف تقدر على أن تؤذيه أو
تغيظه وهو في السماء قال اقتل أولياءه من أهل الأرض فيكون ذلك أذى له قال فأرسل الله عليهم السماء
* وأخرج ابن عساكر من طريق زيد بن أسلم عن ابن عباس في قوله الله ان الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون
النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم قال الذين يأمرون بالقسط
من الناس ولاة العدل عثمان وأضرابه * وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال في قراءة عبد الله
ان الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق وقاتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس * قوله تعالى
(ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
ابن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المدارس على جماعة من يهود فدعاهم إلى الله فقال
له النعمان بن عمرو و الحرث بن علي أي دين أنت يا محمد قال على ملة إبراهيم ودينه قالا فان إبراهيم كان يهوديا
فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلما إلى التوراة فهي بيننا وبينكم فأبيا عليه فأنزل الله ألم تر إلى الذين
أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم إلى قوله وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ألم تر إلى الذين أوتوا الآية قال هم
اليهود دعوا إلى كتاب الله ليحكم بينهم والى نبيه وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة ثم تولوا عنه وهم
معرضون * وأخرج ابن جرير عن أبي جريج في الآية قال كان أهل الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم
بينهم بالحق وفى الحدود وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الاسلام فيتولون عن ذلك * وأخرج بن أبي
حاتم عن أبي مالك في قوله نصيبا قال حظا من الكتاب قال التوراة * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قالوا لن تمسنا
النار إلى أياما معدودات قال يعنون الأيام التي خلق الله فيها آدم عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد وابن منذر
عن قتادة وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون حين قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن مجاهد وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون قال غرهم قولهم لن تمسنا النار الا أياما معدودات * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ووفيت يعني توفى كل نفس بر أو فاجر ما كسبت ما عملت من خير أو شر وهم لا يظلمون
يعنى من أعمالهم * قوله تعالى (قل اللهم مالك الملك) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن
قتادة قال ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه ان يجعل له ملك فارس والروم في أمته فأنزل الله قل اللهم
مالك الملك تؤتى الملك من تشاء الآية * وأخرج ابن منذر عن الحسن قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا محمد سل ربك قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء إلى قوله وترزق من تشاء بغير حساب ثم جاء جبريل
فقال يا محمد فسل ربك قل ربى أدخلني مدخل صدق الآية فسأل ربه بقول الله تعالى فأعطاه ذلك * وأخرج
الطبراني عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اسم الله الأعظم الذي إذا دعا به أجاب في هذه الآية من
آل عمران قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء إلى آخر الآية * وأخرج بن أبي حاتم عن ابن عباس قال اسم *
الله الأعظم قل اللهم مالك الملك إلى قوله بغير حساب * وأخرج بن أبي الدنيا في الدعاء عن معاد بن جبل قال
شكوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم دينا كان على فقال يا معاذ أتحب ان يقضى دينك قلت نعم قال قل اللهم مالك
الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شئ قدير رحمن
الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطى منهما ما تشاء وتمنع منهما ما تشاء اقض عنى ديني فلو كان عليك ملء الأرض ذهبا
أدى عنك * وأخرج الطبراني عن معاذ بن جبل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم افتقده يوم الجمعة فلما صلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم أتى معاذ وقال يا معاذ ما لي لم أرك فقال ليهودي على وقية من تبر فخر جت إليك فحبسني
عنك فقال لا أعلمك دعاء تدعو به فلو كان عليك من الدين مثل صبير أداه الله عنك فادع الله يا معاذ قل اللهم
مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شئ
14

قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء
بغير حساب رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطى من تشاء منهما وتمنع من تشاء منهما ارحمني رحمة تغنني
بها عن رحمة من سواك اللهم أغنني من فقر وقض عنى الدين وتوفني في عبادتك وجهاد في سبيلك * وأخرج
الطبراني في الصغير بسند جيد عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ الا أعلمك دعاء تدعو
به لو كان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك قل يا معاذ اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك
ممن تشاء وتعز من تشاء وتعذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شئ قدير رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطيهما
من تشاء وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
في قوله تؤتى الملك من تشاء قال النبوة * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن زبير قل اللهم مالك الملك أي
رب العباد الملك لا يقضى فيهم غيرك تؤتى الملك من تشاء أي ان ذلك بيدك لا إلى غيرك انك على كل شئ قدير أي
لا يقدر على هذا غيرك بسلطانك وقدرتك * وأخرج عبد بن حميد وبن جرير وبن المنذر وبن أبى حاتم وأبو الشيخ
عن ابن مسعود في قوله تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل قال يأخذ الصيف من الشتاء ويأخذ الشتاء من
الصيف ويخرج الحي من الميت يخرج الرجل الحي من النطفة الميتة ويخرج الميت من الحي يخرج النطفة
الميتة من الرجل الحي * وأخرج سعيد بن منصور وبن المنذر عن ابن مسعود في قوله تولج الليل في النهار وتولج
النهار في الليل قال قصر أيام الشتاء في طول ليلة وقصر ليل الصيف في طول نهاره * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وبن أبى حاتم عن ابن عباس تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل قال ما نقص من الليل يجعله في النهار
وما نقص من النهار يجعله في الليل * وأخرج بن جرير وبن أبى حاتم عن السدى تولج الليل في النهار حتى يكون
الليل خمسة عشرة ساعة والنهار تسع ساعات وتولج النهار في الليل حتى يكون النهار خمسة عشرة ساعة والليل تسع
ساعات * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد تولج لليل في النهار وتولج النهار في الليل قال أخذ أحدهما من
صاحبه * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل قال يأخذ النهار من
الليل حتى يكون أطول منه ويأخذ الليل من النهار حتى يكون أطول منه * وأخرج ابن المنذر وبن أبى حاتم عن
ابن عباس يخرج الحي من الميت قال يخرج النطفة الميتة من الحي ثم يخرج من النطفة بشرا حيا * وأخرج عبد
ابن حميد وبن جرير وبن منذر وبن أبى حاتم عن مجاهد يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي قال
الناس الاحياء من النطف والنطف ميتة تخرج من الناس الاحياء ومن الانعام والنبات كذلك * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة يخرج الحي من الميت قال هي البيضة تخرج من
الحي وهي ميته ثم يخرج منها الحي * وأخرج ابن جرير عن عكرمة يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من
الحي قال النخلة من النواة والنواة من النخلة والحبة من السنبلة والسنبلة من الحبة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن أبي مالك مثله * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من
الحي يعنى المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن والمؤمن عبد حي الفؤاد والكافر عبد ميت الفؤاد * وأخرج
سعيد بن منصور وبن جرير وبن المنذر وبن أبى حاتم والبيهقي في الأسماء والصفاة وأبو الشيخ في العظمة عن
سلمان قال خمر الله طينة آدم أربعين يوما ثم وضع يده فيه فارتفع على هذه كل طيب وعلى هذه كل خبيث ثم
خلط بعضه ببعض ثم خلق منها آدم فمن ثم يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي يخرج المؤمن من
الكافر ويخرج الكافر من المؤمن * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى عثمان النهدي عن سلمان الفارسي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله آدم عليه السلام أخرج ذريته فقبض قبضة بيمينه فقال هؤلاء
أهل الجنة ولا أبالي وقبض بالأخرى قبضة فجاء فيها كل ردئ فقال هؤلاء أهل النار ولا أبالي فخلط بعضهم
ببعض فيخرج الكافر من المؤمن ويخرج المؤمن من الكافر فذلك قوله يخرج الحي من الميت ويخرج الميت
من الحي * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى عثمان النهدي عن ابن مسعود أو عن سليمان عن النبي صلى
الله عليه وسلم يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي قال المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن
* وأخرج عبد الرزاق وابن مسعود وبن جرير وبن أبى حاتم وبن مردويه من طريق الزهري في قوله يخرج
15

الحي من الميت عن عبد الله بن عبد الله ان خالدة ابنة الأسود بن عبد يغوث دخلت على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال من هذه قبل خالدة بنت الأسود قال سبحان الله الذي يخرج الحي من الميت وكانت امرأة صالحة وكان
أبوها كافرا * وأخرج ابن مسعود من طريق أبى سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
* وأخرج ابن منذر عن ابن عباس انه كان يقرأ يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي خفيفة * وأخرج
عبد بن حميد عن يحيى بن وثاب انه قرأ يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي وقرأ إلى بلد ميتة مثقلات
كلهن * واخرج ابن جرير وبن أبى حاتم عن الربيع في قوله وترزق من تشاء بغير حساب قال لا يخرجه
بحساب يخاف ان ينقص ما عنده ان الله لا ينقص ما عنده * وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران بغير
حساب قال غدقا * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل
وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي أي بتلك القدرة التي تؤتى الملك بها من تشاء وتنزعها ممن تشاء
وترزق من تشاء بغير حساب لا يقدر على ذلك غيرك ولا يضعه الا أنت أي وان كنت سلطت عيسى عليه
السلام على الأشياء التي بها يزعمون أنه إله من أحيا الموتى وابراء الأسقام وخلق الطير من الطين والخبر
عن الغيوب لا يجعله به آية للناس وتصديقا له في نبوته التي بعثته بها إلى قومه فان من سلطاني وقدرتي ما لم
أعطه تمليك الملوك بأمر النبوة وضعها حيث شئت وايلاج الليل في النهار وايلاج النهار في الليل واخرج
الحي من الميت واخراج الميت من الحي ورزق من شئت من بر وفاجر بغير حساب وكل ذلك لم أسلط عيسى
عليه ولم أملكه إياه أفلم يكن لهم في ذلك عبرة وبينة ان لو كان إلها كان ذلك كله إليه وهو في علمهم يهرب من
الملوك وينتقل منهم في البلاد من بلد إلى بلد * قوله تعالى (لا يتخذ المؤمنون) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن
جرير وابن أبي حاتم عن عباس قال كان الحجاج بن عمر وحليف كعب بن الأشرف وبن أبى الحقيق وقيس
ابن زيد قد بطنوا بنفر من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم فقال رفاعة بن المنذر وعبد الله بن جبير وسعد بن خيثمة
لأولئك النفر اجتنبوا هؤلاء النفر من يهود واحذروا مباطنتهم لا يفتنوكم عن دينكم فأبى أولئك النفر فأنزل الله
فيهم لا يتخذ المؤمنون الكافرين إلى قوله والله على كل شئ قدير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
من طريق على عن ابن عباس قال نهى الله المؤمنين أن يلاطفوا الكفار ويتخذوهم وليجة من دون المؤمنين
الا أن يكون الكفار عليهم ظاهرين أولياء فيظهرون لهم اللطف ويخالفونهم في الدين وذلك قوله الا أن
تتقوا منهم تقاة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ فقد برئ الله
منه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله الا أن تتقوا منهم تقاة فالتقية
باللسان من حمل على أمر يتكلم به وهو معصية لله فيتكلم به مخافة الناس وقلبه مطمئن بالايمان فان ذلك
لا يضره انما التقية باللسان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في سننه
من طريق عطاء عن ابن عباس الا تتقوا منهم تقاة قال التقاة التكلم باللسان والقلب مطمئن بالايمان ولا
يبسط يده فيقتل ولا إلى اثم فإنه لا عذر له * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبى حاتم عن مجاهد الا أن تتقوا
منهم تقاة قال الا مصانعة في الدنيا ومخالقة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في الآية قال
التقية باللسان وليس بالعمل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة الا أن
تتقوا منهم تقاة قال الا أن يكون بينك وبينه قرابه فتصله لذلك * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال التقية جائزة
إلى يوم القيامة * وأخرج عبد عن أبي رجاء انه كان يقرأ الا أن تتقوا منهم تقية * وأخرج عبد بن حميد عن
قتادة انه كان يقرؤها تتقوا منهم تقية بالياء * وأخرج عبد بن حميد من طريق أبى بكر بن عياش عن
عاصم الا أن تتقوا منهم تقاة بالألف ورفع التاء * قوله تعالى (قل ان تخفوا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن السدى قال أخبرهم انه يعلم ما أسروا من ذلك وما أعلنوا فقال إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله
* وأخرج عن عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا يقول موفرا * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وما عملت من سوء تود أن بينها وبينه أمدا بعيدا قال يسر أحدهم أن
16

لا يلقى عمله ذلك أبدا يكون ذلك مناه وأما في الدنيا فقد كانت خطيئته يستلذها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن السدى أمدا بعيدا قال مكانا بعيدا وأخرج ابن جرير عن أبن جريج أمدا قال أجلا * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد قال من رأفته بهم حذرهم نفسه
* قوله تعالى (قل ان كنتم تحبون الله) الآية * أخرج ابن جرير من طريق بكر بن الأسود عن الحسن
قال قال قوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يا محمد انا نحب ربنا فأنزل الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني
يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فجمل اتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم علما لحبه وعذاب من خالفه * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر من طريق أبى عبيدة الناجي عن الحسن قال قال أقوام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
والله يا محمد انا لنحب ربنا فأنزل الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني الآية * وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير من
طريق عباد بن منصور قال إن أقواما كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يزعمون أنهم يحبون الله فأراد الله
أن يجعل لقولهم تصديقا من عمل فقال إن كنتم تحبون الله الآية فكن اتباع محمد صلى الله عليه وسلم تصديقا
لقولهم * وأخرج الحكيم الترمذي عن يحيى بن أبي كثير قال قالوا انا لنحب ربنا فامتحنوا فأنزل الله قل ان كنتم
تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال كان أقوام يزعمون أنهم
يحبون الله يقولون انا نحب ربنا فأمرهم الله أن يتبعوا محمدا وجعل اتباع محمد صلى الله عليه وسلم علما لحبه
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رغب عن سنتي فليس منى ثم تلا هذه
الآية قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير
قل ان كنتم تحبون الله أي ان كان هذا من قولكم في عيسى حبا لله وتعظيما له فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم
ذنوبكم أي ما مضى من كفركم والله غفور رحيم * وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لن يستكمل مؤمن ايمانه حتى يكون هواه تبعا لما جئتكم به * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي
الدرداء في قوله ان كنتم تحبون الله فاتبعوني قال على البر والتقوى والتواضع وذلة النفس * وأخرج
الحكيم الترمذي وأبو نعيم والديلمي وابن عساكر عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله قل ان
كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله قال على البر والتقوى والتواضع وذل النفس * وأخرج ابن عساكر عن
عائشة في هذه الآية قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني قالت على التواضع والتقوى والبر وذلة النفس * وأخرج
ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية والحاكم عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك أخفى من
دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه يحب على شئ من الجور ويبغض على شئ من العدل وهل
الدين الا الحب والبغض في الله قال الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله * وأخرج ابن أبي حاتم
من طريق حوشب عن الحسن في قوله فاتبعوني يحببكم الله قال فكان علامة حبهم إياه اتباع سنة رسوله * أخرج
ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة انه سئل عن قوله المرء مع من أحب فقال ألم تسمع قول الله قل ان كنتم تحبون
الله فاتبعوني يحببكم الله يقول يقربكم والحب هو القرب والله لا يحب الكافرين لا يقرب الكافرين * وأخرج
ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير قل أطيعوا الله والرسول فإنهم يعرفونه يعنى الوفد من نصارى نجران
ويجدونه في كتابهم فان تولوا على كفرهم فان الله لا يحب الكافرين * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن
ماجة وابن حبان والحاكم عن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته
يأتيه الامر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه * قوله تعالى (ان
الله اصطفى آدم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم طريق على عن ابن عباس في قوله
وآل إبراهيم وآل عمران قال هم المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران وآل ياسين وآل محمد صلى الله عليه وسلم
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال ذكر الله أهل بيتين صالحين ورجلين
صالحين فقتلهم على العالمين فكان محمد صلى الله عليه وسلم من آل إبراهيم * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن الحسن في الآية قال فضلهم الله على العالمين بالنبوة على الناس كانوا هم الأنبياء الأتقياء
17

المطيعين لربهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ذرية بعضها من بعض
قال في النية والعمل والاخلاص والتوحيد * وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم عن جعفر بن محمد عن أبيه
عن جده ان عليا قال للحسن قم فاخطب الناس قال انى أهابك أن أخطب وانا أراك فتغيب عنه حيث يسمع
كلامه ولا يراه فقام الحسن فحمد الله وأثنى عليه وتكلم ثم نزل فقال على رضي الله عنه ذرية بعضها من بعض
والله سميع عليم * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس في قوله ان الله اصطفى يعنى اختار من
الناس لرسالته آدم ونوحا وآل إبراهيم يعنى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وآل عمران على
العالمين يعنى اختارهم للنبوة والرسالة على عالمي ذلك الزمان فهم ذرية بعضها من بعض فكل هؤلاء من ذرية
آدم ثم من ذرية نوح ثم من ذرية إبراهيم إذ قالت امرأة عمران بن ما ثان واسمها حنة بنت فاقوذ وهي أم مريم
رب انى نذرت لك ما في بطني محررا وذلك أن أم مريم حنة كانت جلست عن الولد والمحيض فبينما هي ذات يوم
في ظل شجرة إذ نظرت إلى طير يزق فرخا له فتحركت نفسها للولد فدعت الله أن يهب لها ولدا فحاضت من ساعتها
فلما طهرت اتاها زوجها فلما أيقنت بالولد لئن نجاني الله ووضعت ما في بطني لا جعلنه محررا وبنو ما ثان
من ملوك بني إسرائيل من نسل داود والمحرر لا يعمل للدنيا ولا يتزوج ويتفرغ لعمل الآخرة ويعبد الله تعالى
ويكون في خدمة الكنيسة ولم يكن محرر في ذلك الزمان الا الغلمان فقالت لزوجها ليس جنس من جنس الأنبياء
الا وفيهم محرر غيرنا وأني جعلت ما بطني نذيرة تقول نذرت ان أجعله الله فهو المحرر فقال زوجها أرأيت ن كان
الذي في بطنك أنثى والأنثى عورة فكيف تصنعين فاغتمت لذلك فقالت عند ذلك رب انى نذرت لك ما في بطني محرر
فنقبل منى انك أنت السميع العليم يعنى تقبل من ما نذرت لك فلما وضعتها قالت رب انى وضعتها أنثى والله أعلم بماء
وضعت وليس الذكر كالأنثى والأنثى عورة ثم قالت وأني سميتها مريم وكذلك كان اسمها عند الله وأني أعيذها
بك وذريتها من الشيطان الرجيم يعنى الملعون فاستجاب الله لها فلم يقربها الشيطان ولا ذريتها عيسى قال
ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ولد آدم ينال منه الشيطان يطعنه حين يقع بالأرض بإصبعه لما
يستهل الا ما كان من مريم وابنها لم يصل إبليس إليهما قال ابن عباس لما وضعتها خشيت حنة أم مريم أن
لا تقبل الأنثى محررة فلفتها في الخرقة ووضعتها في بيت المقدس عند القراء فتساهم القراء عليها لأنها كانت بنت
امامهم وكان امام القراء من ولد هارون أيهم يأخذها فقال زكريا وهو رأس الأحبار أنا آخذها وأنا أحقهم بها
لان خالتها عندي يعنى أم يحيى فقال القراء وان كان في القوم من هو أفقر إليها منك ولو تركت لاحق الناس بها
تركت لأبيها ولكنها محررة غير انا نتساهم عليها فمن خرج سهمه فهو أحق بها فيقرعوا ثلاث مرات بأقلامهم التي
كانوا يكتبون بها الوحي أيهم يكفل مريم يعنى أيهم يقبضها فقرعهم زكريا وكانت قرعة أقلامهم انهم جمعوها في
موضع ثم غطوها فقالوا لبعض خدم بيت المقدس من الغلمان الذين لم يبلغوا الحلم ادخل يدك فاخرج قلما منها
فادخل يده فاخر قلم زكريا فقالوا لا نرضى ولكن نلقى الأقلام في الماء فمن خرج قلمه في جرية الماء ثم ارتفع فهو
يكفلها فألقوا أقلامهم في نهر الأردن فارتفع قلم زكريا في جرية الماء فقالوا نقترع الثالثة فمن جرى قلمه مع الماء
فهو يكفلها فألقوا أقلامهم فجرى قلم زكريا يا مع الماء وارتفعت أقلامهم في جرية الماء وقبضها عند ذلك زكريا
فذلك قوله وكفلها زكريا يعنى قبضها ثم قال فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا يعنى رباها تربية
حسنة في عبادة وطاعة لربها حتى ترعرعت وبنى لها زكريا محرابا في بيت المقدس وجعل بابه في وسط الحائط
لا يصعد إليها الا بسلم وكان استأجر لها ظئرا فلما تم لها حولان فطمت وتحركت فكان يغلق عليها الباب
والمفتاح معه لا يمن عليه أحد الا يأتيها بما يصلحها أحد غيره حتى بلغت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن
عساكر عن عكرمة قال اسم أم مريم حنة * وأخرج الحاكم عن أبي هريرة قال حنة ولدت مريم أم عيسى
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله نذرت لك ما في بطني محررا قال كانت نذرت أن تجعله في الكنيسة
يتعبد بها وكانت ترجو أن يكون ذكرا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال نذرت ان تجعله محررا
للعبادة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله محررا قال خادما للبيعة * وأخرج ابن
18

جرير ابن أبي حاتم من وجه آخر عن مجاهد في قوله محررا قال خالصا لا يخالطه شئ من أمر الدنيا * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال كانت امرأة عمران حررت لله ما في بطنها وكانوا انما يحررون الذكور وكان
المحرر إذا حرر جعل في الكنيسة لا يبرحها يقوم عليها ويكنسها وكانت المرأة لا تستطيع ان تصنع بها ذلك لما
يصيبها من الأذى فعند ذلك قالت وليس الذكر كالأنثى * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير محررا قال
جعلته لله والكنيسة فلا يحال بينه وبين العبادة * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال كانت المرأة في زمان بني إسرائيل
إذا ولدت غلاما أرضعته ورتبه حتى إذا أطاق الخدمة دفعته إلى الذين يدرسون الكتب فقالت هذا محرر
لكم يخدمكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال إن امرأة عمران كانت عجوز عاقرا تسمى خنة
وكانت لا تلد فجعلت تغبط النساء لأولادهن فقالت اللهم ان على نذرا شكرا ان رزقتني ولدا ان أتصدق به على بيت
المقدس فيكون من سدنته وخدامه فلما وضعتها قالت رب انى وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى يعنى في المحيض
ولا ينبغي لامرأة ان تكون مع الرجال ثم خرجت أم مريم تحملها في خرقتها إلى بنى الكاهن بن هارون أخي موسى
قال وهم يومئذ يلون من بين المقدس ما يلي الحجبة من الكعبة فقالت لهم دونكم هذه النذيرة فإني حررتها وهي
ابنتي ولا يدخل الكنيسة حائض وأنا لا أردها إلى بيتي فقالوا هذه ابنة إمامنا وكان عمران يؤمهم في الصلاة فقال
زكريا ادفعوها إلى فان خالتها تحتي فقالوا لا تطيب أنفسما بذلك فذلك حين اقترعوا عليها بالأقلام التي يكتبون
بها التوراة فقرعهم زكريا فكفلها * وأخرج سعيد بن منصور عن عباس انه كان يقرأ والله أعلم بما
وضعت * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك انه قرأ بما وضعت برفع التاء * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبي
النجود انه كان يقرؤها برفع التاء * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن سفيان بن حسين والله
أعلم بما وضعت قال على وجه الشكاية إلى الرب تبارك وتعالى * وأخرج عبد بن حميد عن الأسود انه كان
يقرؤها والله أعلم بما وضعت بنصب العين * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم انه كان يقرؤها أعلم بما
وضعت بنصب العين * قوله تعالى (وأني أعيذها) * الآية * أخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود يولد الا والشيطان يمسه
حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه الا مريم وابنها ثم قال أبو هريرة واقرؤا ان شئتم وأني أعيذها بك
وذريتها من الشيطان الرجيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم كل مولود من ولد آدم له طعنة من الشيطان وبها يستهل الصبى الا ما كان من مريم بنت عمر ان
وولدها فان أمها قالت حين وضعتها وأني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم فضرب بينهما حجاب فطعن
في الحجاب * وأخرج ابن جرير عن هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود يولد الا وقد عصره
الشيطان عصرة أو عصرتين الا عيسى بن مريم ومريم ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم انى أعيذها بك وذريتها
من الشيطان الرجيم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال ما ولد الا قد استهل غير المسيح ابن مريم لم يسلط
عليه الشيطان ولم ينهزه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن عساكر عن وهب بن منبه قال لما ولد عيسى عليه
السلام أتت الشياطين إبليس فقالوا أصبحت الأصنام قد نكست رؤسها فقال هذا حدث مكانكم فطار حتى
جاب خافقي الأرض فلم يجد شيئا ثم جاء البحار فلم يقدر على شئ طار أيضا فوجد عيسى عليه السلام قد ولد عند
مدود حمار وإذا الملائكة قد حفت حوله فرجع إليهم فقال إن نبيا قد ولد البارحة ما حملت أنثى قط ولا وضعت الا
وانا بحضرتها الا هذا فأيسوا ان تعبد الأصنام بعد هذه الليلة ولكن أتوا بني آدم من قبل الخفة والعجلة * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وأني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم قال ذكر لنا ان النبي صلى
الله عليه وسلم قال كل بني آدم طعن الشيطان في جنبه الا عيسى بن مريم وأمه جعل بينهما وبينه حجاب فأصابت
الطعنة الحجاب ولم ينفذ إليهما شئ وذكر لنا انهما كانا لا يصيبان الذنوب كما يصيبه سائر بني آدم وذكر لنا ان عيسى
عليه السلام كان يمشى على البحر كما يمشى على البر مما أعطاه الله من اليقين والاخلاص * وأخرج ابن جرير
عن الربيع وأني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم قال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل آدمي طعن
19

الشيطان في جنبه غير عيسى وأمه كانا لا يصيبان الذنوب كما يصيبها بنو آدم قال وقال عيسى صلى الله عليه وسلم فيما
يثني على ربه وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم فلم يكن له علينا سبيل * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس
قال لولا أنها قالت انى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم اذن لم تكن لها ذرية * قوله تعالى (فتقبلها
ربها بقبول حسن) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله فتقبلها ربها بقبول حسن قال
تقبل من أمها ما أرادت بها الكنيسة فأخرها فيه وأنبتها نبتا حسنا قال نبتت في غذاء الله * وأخرج ابن جرير
عن الربيع وكفلها زكريا قال ضمها إليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن
ابن عباس قال كفلها زكريا فدخل عليها المحراب فوجد عندها رزقا عنبا في مكتل في غير حينه قال أنى لك هذا
قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب قال إن الذي يرزقك العنب في غير حينه لقادر أن
يرزقني من العاقر الكبير العقيم ولدا هنالك دعا زكريا ربه فلما بشر بيحيى قال رب اجعل لي آية قال آيتك أن
لا تكلم الناس قال يعتقل لسانك من غير مرض وأنت سوى * وأخرج عبد بن حميد وآدم وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن مجاهد في قوله وكفلها زكريا قال سهمهم بقلمه * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن قتادة قال كانت مريم ابنة سيدهم وإمامهم فتشاح عليها أحبارهم فاقترعوا فيها بسهامهم
أيهم يكفلها أو كان زكريا زوج خالتها فكفلها وكانت عنده وحضنتها * وأخرج البيهقي في سننه عن ابن مسعود
وابن عباس وناس من الصحابة ان الذين كانوا يكتبون التوراة إذا جاؤوا إليهم بانسان محرر اقترعوا عليه أيهم
يأخذه فيعلمه وكان زكريا أفضلهم يومئذ وكان معهم وكانت أخت مريم تحته فلما أتوا بها قال لهم زكريا انا
حقكم بها تحتي أختها قال فخرجوا إلى نهر الأردن فألقوا أقلامهم التي يكتبون بها أيهم يقوم قلمه فيكفلها
فجرت الأقلام وقام قلم زكريا على قرنيه كأنه في طين فاخذ الجارية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وكفلها
زكريا قال جعلها معه في محرابه * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبي النجود انه قرأها وكفلها مشددة
زكرياء ممدودة مهموز منصوب * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس وجد عندها رزقا قال مكتلا فيه عنب
في غير حينه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وجد عندها رزقا قال عنبا في غير زمانه * وأخرج
ابن جرير من وجه آخر عن مجاهد وجد عندها رزقا قال فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف
* وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن مجاهد وجد عندها رزقا قال علما * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس
وجد عندها رزقا قال وجد عندها ثمار الجنة فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس وجد عندها رزقا قال الفاكهة الغضة حين لا توجد الفاكهة عند أحد
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك انى يعنى من أين * وأخرج عن الضحاك انى لك هذا يقول من أتاك
بهذا * وأخرج أبو يعلى عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه فطاف
في منازل أزواجه فلم يجد عند واحدة منهن شيئا فأتى فاطمة فقال يا بنية هل عندك شئ آكله فإني جايع فقالت
لا والله فلما خرج من عندها بعث إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم فأخذته منها فوضعته في جفنة لها وقالت والله
لأوثرن بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي ومن عندي وكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة طعام فبعثت
حسنا أو حسينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إليها فقالت له بأبي أنت وأمي قد أتى الله بشئ قد خبأته
لك فقال هلمي يا بنية بالجفنة فكشفت عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبزا ولحما فلما نظرت إليها بهتت وعرفت انها بركة
من الله فحمدت الله تعالى وقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه حمد الله وقال من أين لك هذا يا بنية قالت
يا أبت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب فحمد الله ثم قال الحمد لله الذي جعلك شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل
فإنها كانت إذا رزقها الله رزقا فسئلت عنه قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب
* قوله تعالى (هنالك دعا) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال لما رأى ذلك زكريا يعنى فاكهة الصيف
في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف عند مريم قال إن الذي يأتي بهذا مريم في غير زمانه قادران يرزقني ولدا فذلك
حين دعا ربه * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن الحسن قال لما وجد زكريا عند مريم ثمر الشتاء
20

في الصيف وثمر الصيف في الشتاء يأتيها به جبريل قال لها انى لك هذا في غير حينه فقالت هذا رزق من عند الله يأتي
به الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب فطمع زكريا في الولد فقال إن الذي أتى مريم بهذه الفاكهة في غير حينها
لقادر أن يصلح لي زوجتي ويهب لي منها ولدا فعند ذلك دعا زكريا ربه وذلك لثلاث ليال بقين من المحرم قام
زكريا فاغتسل ثم ابتهل في الدعاء إلى الله قال يا رازق مريم ثمار الصيف في الشتاء وثمار الشتاء في الصيف هب لي
من لدنك يعنى من عندك ذرية طيبة يعنى تقيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى ذرية طيبة يقول مباركة
* قوله تعالى (فنادته الملائكة) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي فنادته الملائكة قال جبريل
* وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن أبي حماد قال في قراءة ابن مسعود فناداه جبريل وهو قائم يصلى في المحراب
* وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود قال ذكر والملائكة ثم تلا ان الذين لا يؤمنون بالآخرة
ليسمون الملائكة تسمية الأنثى وكان يقرؤها فناداه الملائكة * وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن مسعود
ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فناداه الملائكة 7 بالتاء * وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم قال كان عبد الله يذكر
الملائكة في القرآن * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبي النجود انه قرأ فنادته الملائكة بالتاء ان الله بنصب
الألف يبشرك مثقلة * قوله تعالى (وهو قائم يصلى) * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ثابت قال الصلاة
خدمته الله في الأرض ولو علم الله شيئا أفضل من الصلاة ما قال فنادته الملائكة وهو قائم يصلى * قوله تعالى (في
المحراب) * أخرج ابن المنذر عن السدى المحراب المصلى * وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عمرو ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوا هذه المذابح يعنى المحاريب * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن موسى الجهني
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال أمتي بخير ما لم يتخذوا في مساجدهم مذابح النصارى * وأخرج
ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال اتقوا هذه المحاريب * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد بن أبي الجعد قال كان
أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون ان من أشراط الساعة ان تتخذ المذابح في المساجد يعنى الطاقات * وأخرج
ابن أبي شيبة عن أبي ذر قال إن من أشراط الساعة ان تتخذ المذابح في المساجد * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي
انه كره الصلاة في الطاق * وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم انه كان يكره الصلاة في الطاق * وأخرج ابن أبي
شيبة عن سالم بن أبي الجعد انه كان يكره المذابح في المساجد * وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب انه كره المذابح
في المسجد * وأخرج ابن جرير عن معاذ الكوفي قال من قرأ يبشر مثقلة فإنه من البشارة ومن قرأ يبشر مخففة
بنصب الباء فإنه من السرور * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال إن الملائكة شافهته بذلك مشافهة
فبشرته بيحيى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة ان الله يبشرك بيحيى قال
انما سمى يحيى لان الله أحياه بالايمان * وأخرج ابن عدي والدار قطني في الافراد والبيهقي وابن عساكر عن
ابن مسعود مرفوعا خلق الله فرعوه في بطن أمه كافرا وخلق يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا * وأخرج
الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس مصدقا بكلمة من الله قال عيسى بن
مريم والكلمة يعنى تكون بكلمة من الله * وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير عن مجاهد قال قالت امرأة
زكريا لمريم انى أجد الذي في بطني يتحرك للذي في بطنك فوضعت امرأة زكريا يحيى عليه السلام ومريم عيسى
عليه السلام وذلك قوله مصدقا بلكمة من الله قال يحيى مصدق بعيسى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحك
في قوله مصدقا بكلمة من الله قال كان يحيى أول من صدق بعيسى وشهد انه كلمة من الله قال وكان يحيى ابن خالة
عسى وكان أكبر من عيسى * وأخرج ابن جرير عن قتادة مصدقا بكلمة من الله يقول مصدق بعيسى وعلى سنته
ومنهاجه * وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن ابن عباس مصدقا بكلمة من الله قال كان عيسى ويحيى
ابني خالة وكانت أم يحيى تقول لمريم انى أجد الذي في بطني يسجد للذي في بطنك فذلك تصديقه بعيسى سجوده في
بطن أمه وهو أول من صدق بعيسى وكلمه عيسى ويحيى أكبر من عيسى * وأخرج ابن جرير عن السدى قال لقيت
أم يحيى أم عيسى وهذه حامل يحيى وهذه حامل بعسى فقالت امرأة زكريا انى وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك
فذلك قوله تعالى مصدقا بكلمة من الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس وسيدا قال حليما تقيا
21

* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال السيد الكريم على الله * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الغضب
وابن جرير عن عكرمة قال السيد الذي لا يغلبه الغضب * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب قال السيد
الفقيه العالم * وأخرج أحمد في الزهد والخرائطي في مكارم الأخلاق عن الضحاك قال السيد الحسن الخلق
والحصور الذي حصر عن النساء * وأخرج أحمد والبيهقي في سنه عن مجاهد قال الحصور الذي لا يأتي النساء
* وأخرج أحمد في الزهد عن وهب بن منبه قال نادى مناد من السماء ان يحيى بن زكريا سيد من ولدت النساء
وان جورجيس سيد الشهداء * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن سعيد بن جبير قال السيد الحليم
والحصور الذي لا يأتي النساء * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر عن ابن عباس في
قوله وسيدا وحصورا قال السيد الحليم والحصور الذي لا يأتي النساء * وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الحصور الذي لا ينزل الماء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في
سننه عن ابن مسعود قال الحصور الذي لا يقرب النساء ولفظ ابن المنذر العنين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن عساكر عن عمر وبن العاصي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يلقى الله الا ذا ذنب
الا يحيى بن زكريا فان الله يقول وسيدا وحصورا قال وانما كان ذكره مثل هدبه الثوب وأشار بأنملته وأخرجه ابن أبي
شيبة وأحمد في الزهد وابن أبي حاتم وابن عساكر عن أبي هريرة من وجه آخر عن ابن عمرو موقوفا وهو أقوى
اسنادا من المرفوع * وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ابن
آدم يلقى الله بذنب قد أذنبه يعذبه عليه ان شاء أو يرحمه الا يحيى بن زكريا فإنه كان سيدا وحصورا ونبيا من
الصالحين ثم أهوى النبي صلى الله عليه وسلم إلى قذاة من الأرض فاخذها وقال كان ذكره مثل هذه القذاة
* وأخرج الطبراني عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة لعنوا في الدنيا والآخرة وأمنت
الملائكة رجل جعله الله ذكرا فأنت نفسه وتشبه بالنساء وامرأة جعلها الله أنثى فتذكرت وتشبهت بالرجال
والذي يضل الأعمى ورجل حصور ولم يجعل الله حصورا الا يحيى بن زكريا * وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن
صالح عن بعضهم رفع الحديث لعن الله والملائكة رجلا تحصر بعد يحيى بن زكريا * وأخرج ابن حرير عن سعيد
ابن المسيب في قوله وحصورا قال لا يشتهى النساء ثم ضرب بيده إلى الأرض فاخذ نواة فقال ما كان معه مثل هذه
* وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله وحصورا قال الذي لا يأتي النساء
قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
وحصور عن الخنا يأمر الناس * بفعل الحراب والتشمير
* قوله تعالى (قال رب) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال لما سمع زكريا النداء جاءه
الشيطان فقال له يا زكريا ان الصوت الذي سمعت ليس هو من الله انما هو من الشيطان ليسخر بك ولو كان من
الله أوحى إليك كما يوحى إليك في غيره من الامر فشك مكانه وقال انى يكون لي غلام * وأخرج بن حرير عن عكرمة
قال أتاه الشيطان فأراد ان يكدر عليه نعمة ربه قال هل تدرى من ناداك قال نعم ناداني ملائكة ربى قال بل ذلك
الشيطان لو كان هذا من ربك لا خفاه إليك كما أخفيت نداءك فقال رب اجعل لي آية * قوله تعالى (وامرأتي
عاقر) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال اسم أم يحيى أشيع * قوله تعالى (قال كذلك) *
الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله كذلك يعنى هكذا وفى قوله رب اجعل لي آية قال قال زكريا يا رب
فان كان هذا الصوت منك فاجعل لي آية * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رب اجعل لي آية قال بالحمل به * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله آيتك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام
قال انما عوقب بذلك لان الملائكة شافهته بذلك مشافهة فبشرته بيحيى فسال الآية بعد كلام الملائكة إياه فاخذ
عليه بلسانه * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عبد الرحمن السلمي قال اعتقل لسانه من غير مرض * وأخرج عن
السدى قال اعتقل لسانه ثلاثة أيام وثلاث ليال * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن جبير بن نفير قال ربا لسانه في
فيه حتى ملأه فمنعه الكلام ثم أطلقه الله بعد ثلاث * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله الا رمزا قال الرمز
22

بالشفتين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد الا رمزا قال إيماؤه بشفتيه * وأخرج ابن أبي حاتم عن
سعيد بن جبير الا رمزا قال الإشارة * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال الرمز أن يشير بيده أو رأسه ولا يتكلم
* وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال الرمزان أخذ بلسانه فجعل يكلم الناس بيده * وأخرج
الطستي في مسائله وابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله الا رمزا
قال الإشارة باليد والوحي بالرأس قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
ما في السماء من الرحمن مرتمز * الا إليه وما في الأرض من وزر
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم عن محمد بن كعب القرظي قال لو رخص الله لا حد في ترك
الذكر لرخص لزكريا عليه السلام حيث قال آيتك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام الا رمزا واذكر ربك كثيرا
ولو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص للذين يقاتلون في سبيل الله قال الله يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا
واذكروا الله كثيرا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وسيح بالعشي
والابكار قال العشى ميل الشمس إلى أن تغيب والابكار أول الفجر * قوله تعالى (إذ قالت الملائكة يا مريم ان
الله اصطفاك) الآيات * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله
ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين قال كان أبو هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه قال خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده قال أبو
هريرة ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط أخرجه الشيخان بدون الآية * واخرج ابن أبي شيبة والبخاري
ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن مردويه عن علي سمعت رسول الله الله عليه وسلم يقول خير
نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل نساء العالمين خديجة وفاطمة ومريم وآسية امرأة فرعون * وأخرج ابن
مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اصطفى على نساء العالمين أربعة آسية بنت مزاحم
ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج أحمد والترمذي وصححه
وابن المنذر وابن حبان والحاكم عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حسبك من نساء العالمين مريم
بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وآسية امرأة فرعون وأخرجه ابن أبي
شيبة عن الحسن مرسلا * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير عن أبي
موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا مريم بنت عمران
وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة عن النساء كفضل الثريد على الطعام * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن
فاطمة رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم البتول * أخرج
ابن جرير عن عمار بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت
مريم على نساء العالمين * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء
أهل الجنة مريم بنت عمران ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية امرأة فرعون * وأخرج ابن عساكر من طريق مقاتل
عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع نسوة سادات عالمهن مريم بنت عمران وآسية
بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وأفضلهن عالما فاطمة * وأخرج ابن أبي
شيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة سيدة نساء العالمين بعد مريم ابنة
عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة ابنة خويلد * وأخرج ابن أبي شيبة عن مكحول قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على بعل في ذات يده ولو علمت أن مريم
ابنة عمران ركبت بعيرا ما فضلت عليها أحدا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
في قوله ان الله اصطفاك وطهرك قال جعلك طيبة ايمانا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى وطهرك قال من
الحيض واصطفاك على نساء العالمين قال على نساء ذلك الزمان الذي هم فيه * وأخرج ابن جرير عن ابن إسحاق
23

قال كانت مريم حبيسا في الكنيسة ومعها في الكنيسة غلام اسمه يوسف وقد كان أمه وأبوه جعلاه نذيرا حبيسا
فكانا في الكنيسة جميعا وكانت مريم إذا نفد ماؤها وماء يوسف أخذا قلتيهما فانطلقا إلى المفازة التي فيها الماء
فيملأن ثم يرجعان والملائكة في ذلك مقبلة على مريم يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين
فإذا سمع ذلك زكريا قال إن لابنة عمران لشأنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد يا مريم اقنتي لربك
قال أطيلي الركود يعنى القيام * واخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال لما قيل لها اقنتي لربك قامت
حتى ورمت قدماها * وأخرج ابن جرير عن الأوزاعي قال كانت مريم تقوم حتى يسيل القيح من قدميها
* وأخرج ابن عساكر عن ابن سعيد قال كانت مريم تصلى حتى ترم قدماها * وأخرج ابن جرير
عن سعيد بن جبير اقنتي لربك قال اخلصي * وأخرج عن قتادة اقنتي لربك قال أطيعي ربك
* وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن ابن مسعود انه كان يقرأ واركعي واسجدي في الساجدين * وأخرج ابن
جريرة عن قتادة في قوله وما كنت لديهم يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من
طريق العوفي عن ابن عباس في قوله وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم قال إن مريم عليها السلام
لما وضعت في المسجد اقترع عليها أهل المصلى وهم يكتبون الوحي فاقترعوا بأقلامهم أيهم يكفلها فقال الله لمحمد
وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن عكرمة في قوله إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم قال ألقوا أقلامهم في الماء فذهبت مع الجرية وصعد
قلم زكريا فكفلها زكريا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع قال ألقوا أقلامهم يقال عصيهم تلقاء
حرية الماء فاستقبلت عصا زكريا عليه السلام جرية الماء فقرعهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج قال
أقلامهم قال التي يكتبون بها التوراة * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله * واخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم
عن عطاء أقلامهم يعنى قداحهم * واخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس قال لما وهب الله لزكريا
يحيى وبلغ ثلاث سنين بشر الله مريم بعيسى فبينا هي في المحراب إذ قالت الملائكة وهو جبريل وحده يا مريم ان الله
اصطفاك وطهرك من الفاحشة واصطفاك يعنى اختارك على نساء العالمين عالم أمتها يا مريم اقنتي لربك يعنى صلى
لربك يقول اركدي لربك في الصلاة بطول القيام فكانت تقوم حتى ورمت قدماها واسجدي واركعي مع
الراكعين يعنى مع المصلين مع قراء بيت المقدس يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ذلك من أبناء الغيب نوحيه
إليك يعنى بالخبر الغيب في قصة زكريا ويحيى ومريم وما كنت لديهم يعنى عندهم إذ يلقون أقلامهم في كفالة مريم
ثم قال يا محمد يخبر بقصة عيسى إذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم
وجيها في الدنيا يعنى مكينا عند الله في الدنيا من المقربين في الآخرة ويكلم الناس في المهد يعنى في الخرق وكهلا
ويكلمهم كهلا إذا اجتمع قبل ان يرفع إلى السماء ومن الصالحين يعنى من المرسلين * واخرج إسحاق بن بشر وابن
عساكر عن وهب قال لما استقر حمل مريم وبشرها جبريل وثقت بكرامة الله واطمأنت فطابت نفسا واشتد
أزرها وكان معها في المحررين ابن خال لها يقال له يوسف وكان يخدمها من وراء الحجاب ويكلمها ويناولها الشئ
من وراء الحجاب وكان أول من اطلع على حملها هو واهتم لذلك وأحزنه وخاف منه البلية التي لا قبل له بها ولم يشعر
من أين اتيت مريم وشغله عن النظر في أمر نفسه وعمله لأنه كان رجلا متعبدا حكيما وكان من قبل ان تضرب
مريم الحجاب على نفسها تكون معه ونشأ معها وكانت مريم إذا نفد ماؤها وماء يوسف أخذا قلتيهما ثم انطلقا
إلى المفازة التي فيها الماء فيملأن قلتيهما ثم يرجعان إلى الكنيسة والملائكة مقبلة على مريم بالبشارة يا مريم
ان الله اصطفاك وطهرك فكان يعجب يوسف ما يسمع فلما استبان ليوسف حمل مريم وقع في نفسه من أمرها
حتى كاد أن يفتتن فلما أراد أن يتهمها في نفسه ذكر ما طهرها الله واصطفاها وما وعد الله أمها انه يعيذها وذريتها
من الشيطان الرجيم وما سمع من قول الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك فذكر الفضائل التي فضلها الله
تعالى بها وقال إن زكريا قد أحرزها في المحراب فلا يدخل عليها أحد وليس للشيطان عليها سبيل فمن أين هذا
فلما رأى من تغير لونها وظهور بطنها عظم ذلك عليه فعرض فقال يا مريم هل يكون زرع من غير بذر قالت
نعم قال وكيف ذلك قالت إن الله خلق البذر الأول من غير نبات وأنبت الزرع الأول من غير بذر ولعلك تقول لولا
24

انه استعان عليه بالبذر لغلبه حتى لا يقدر على أن يخلقه ولا ينبته قال يوسف أعوذ بالله ان أقول ذلك قد صدقت وقلت
بالنور والحكمة وكما قدران يخلق الزرع الأول وينبته من غير بذر يقدر على أن يجعل زرعا من غير بذر فأخبريني هل
بنبت الشجر من غير ماء ولا مطر قالت ألم تعلم أن للبذر والزرع والماء والمطر والشجر خالقا واحدا فلعلك تقول لولا
الماء والمطر لم يقدر على أن ينبت الشجر قال أعوذ بالله ان أقول ذلك قد صدقت فأخبريني هل يكون ولد أو رجل من
غير ذكر قالت نعم قال وكيف ذلك قالت ألم تعلم أن الله خلق آدم وحواء امرأته من غير حبل ولا أنثى ولا ذكر قال بلى
فأخبريني خبرك قالت بشرني الله بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم إلى قوله ومن الصالحين فعلم يوسف ان ذلك
أمر من الله لسبب خير أراده بمريم فسكت عنها فلم تزل على ذلك حتى ضربها الطلق فنوديت أن اخرجي من المحراب
فخرجت * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله إذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك قال شافهتها الملائكة
بذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يبشرك بكلمة منه قال عيسى هو الكلمة
من الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لم يكن من الأنبياء من له اسمان الا عيسى ومحمد عليهما السلام
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم قال المسيح الصديق * وأخرج ابن جرير عن سعيد
قال انما سمى المسيح لأنه مسح بالبركة * وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن عبد الرحمن الثقفي ان عيسى كان سائحا
ولذلك سمى المسيح كان يمسي بأرض ويصبح بأخرى وانه لم يتزوج حتى رفع * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن
قتادة في قوله ومن المقربين يقول ومن المقربين عند الله يوم القيامة * قوله تعالى (ويكلم الناس في المهد)
* أخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج قال بلغني عن ابن عباس قال المهد مضجع الصبى في رضاعه
* وأخرج البخاري وابن أبي حاتم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يتكلم في المهد الا ثلاثة عيسى
عليه السلام وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج كان يصلى فجاءته أمه فدعته فقال أجيبهما أو أصلي فقالت
اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى فاتت راعيا فأمكنته
من نفسها فولدت غلاما فقالت من جريج فاتوه فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال
من أبوك يا غلام قال الراعي فقالوا له نبني صومعتك من ذهب قال لا الا من طين وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل
فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت اللهم اجعل ابني مثله فترك ثديها واقبل على الراكب فقال اللهم
لا تجعلني مثله ثم اقبل على ثديها يمصه ثم مر بأمة تجرر ويلعب بها فقالت اللهم لا تجعل ابني مثل هذه فترك ثديها
فقال اللهم اجعلني مثلها فقالت لم ذاك فقال الراكب جبار من الجبابرة وهذه الأمة يقولون لها زنيت وتقول حسبي
الله ويقولون سرقت وتقول حسبي الله * وأخرج أبو الشيخ والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتكلم في المهد الا عيسى وشاهد يوسف وصاحب جريج وابن ماشطة فرعون
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ويكلم الناس في المهد وكهلا قال يكلمهم صغيرا وكبيرا * وأخرج
ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس وكهلا قال في سن كهل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال الكهل الحليم * وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي حبيب قال الكهل
منتهى الحلم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال قد كلمهم عيسى عليه السلام في المهد وسيكلمهم إذا
أقبل الدجال وهو يومئذ كهل * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير قال كذلك الله يخلق ما يشاء أي يضع
ما أراد ويخلق ما يشاء من بشر إذ قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون مما يشاء وكيف يشاء فيكون كما أراد * قوله
تعالى (ونعلمه الكتاب والحكمة) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ونعلمه الكتاب قال الخط بالقلم
* وأخرج ابن جرير عن ابن جريج ونعلمه الكتاب قال بيده * وأخرج ابن المنذر بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال
يا ترعرع عيسى جاءت به أمه إلى الكتاب فدفعته إليه فقال قل بسم فقال عيسى الله فقال المعلم قل الرحمن قال عيسى
الرحيم فقال المعلم قل أبو جاد قال هو في كتاب فقال عيسى أتدري ما ألف قال لا قال آلاء الله أتدري ما باء قال لا قال
بهاء الله أتدري ما جيم قال لا قال جلال الله أتدري ما اللام قال لا قال آلاء الله فجعل يفسر على هذا النحو فقال المعلم
25

كيف أعلم من هو أعلم منى قالت فدعه يقعد مع الصبيان فكان يخبر الصبيان بما يأكلون وما تدخر لهم أمهاتهم في
بيوتهم * وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري وابن مسعود مرفوعا قال إن عيسى بن مريم
أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه فقال له المعلم اكتب بسم الله قال له عيسى وما بسم قال له المعلم ما أدرى قال له عيسى
الباء بهاء الله والسين سناؤه والميم مملكته والله له لآلهة والرحمن رحمن الآخرة والدنيا والرحيم رحيم الآخرة
أبو جاد الألف آلاء الله والباء بهاء الله جيم جلال الله دال الله الدائم هوز الهاء الهاوية واو ويل لأهل النار واد في
جهنم زاي زين أهل الدنيا حطي حاء الله الحكيم طاء الله الطالب لكل حق حتى يرده أي أهل النهار وهو
الوجع كلمن الكاف الله الكافي لام الله القائم ميم الله المالك نون الله البحر سعفص 7 صاد الله الصادق عين الله
العالم فاء الله ذكر كلمة صاد الله الصمد قرشت قاف الجبل المحيط بالدنيا الذي اخضرت منه السماء راء رياء الناس
بها سين ستر الله تاء تمت أبدا قال ابن عدي هذا الحديث باطل بهذا الاسناد لا يرويه غير إسماعيل بن يحيى
* وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس ان عيسى بن
مريم أمسك عن الكلام بعد إذ كلمهم طفلا حتى بلغ ما يبلغ الغلمان ثم أنطقه الله بعد ذلك بالحكمة والبيان
فأكثر اليهود فيه وفى أمه من قول الزور فكان عيسى يشرب اللبن من أمه فلما فطم أكل الطعام وشرب الشراب
حتى بلغ سبع سنين أسلمته أمه لرجل يعلمه كما يعلم الغلمان فلا يعلمه شيئا الا بدره عيسى إلى علمه قبل أن
يعلمه إياه فعلمه أبا جاد فقال عيسى ما أبو جاد قال المعلم لا أدري فقال عيسى فكيف تعلمني مالا تدري فقال المعلم
ادن فعلمني قال له عيسى فقم من مجلسك فقام فجلس عيسى مجلسه فقال عيسى سلني فقال المعلم فما أبو جاد فقال
عيسى الألف آلاء الله باء بهاء الله جيم بهجة الله وجماله فعجب المعلم من ذلك فكان أول من فسر أبا جاد عيسى
ابن مريم عليه السلام قال وسأل عثمان بن عفان رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
ما تفسير أبى جاد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا تفسير أبى جاد فان فيه الأعاجيب كلها ويل لعالم جهل
تفسيره فقيل يا رسول الله وما تفسير أبى جاد قال الألف آلاء الله والباء بهجة الله وجلاله والجيم مجد الله والدال
دين الله هوز الهاء الهاوية ويل لمن هوى فيها والواو ويل لأهل النار والزاي الزاوية يعنى زوايا جهنم
حطي الحاء حط خطايا المستغفرين في ليلة القدر وما نزل به جبريل مع الملائكة إلى مطلع الفجر والطاء
طوبى لهم وحسن مآب وهي شجرة غرسها الله بيده والياء يد الله فوق خلقه كلمن الكاف كلام الله لا تبديل
لكلماته واللام إلمام أهل الجنة بينهم بالزيارة والتحية والسلام وتلاوم أهل النار بينهم والميم ملك الله
الذي لا يزول ودوام الله الذي لا يفنى ونون نون والقلم وما يسطرون صعفص الصاد صاع بصاع وقسط بقسط
وقص بقص يعنى الجزاء بالجزاء وكما تدين تدان والله لا يريد ظلما للعباد قرشت يعنى قرشهم فجمعهم يقضى
بينهم يوم القيامة وهم لا يظلمون * (ذكر نبذ من حكم عيسى عليه السلام) * * وأخرج ابن المبارك في الزهد
أخبرنا ابن عيينة عن خلف بن حوشب قال قال عيسى عليه السلام للحواريين كما ترك لكم الملوك الحكمة
فكذلك اتركوا لهم الدنيا * وأخرج ابن عساكر عن يونس بن عبيد قال كان عيسى بن مريم عليه السلام
يقول لا يصيب أحد حقيقة الايمان حتى لا يبالي من أكل الدنيا * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وأحمد
في الزهد عن ثابت ا لبناني قال قيل لعيسى عليه السلام لو اتخذت حمارا تركبه لحاجتك فقال أنا أكرم على
الله من أن يجعل لي شيئا يشغلني به * وأخرج ابن عساكر عن مالك بن دينار قال قال عيسى معاشر الحواريين
ان خشية الله وحب الفردوس يورثان الصبر على المشقة ويباعدان من زهرة الدنيا * وأخرج ابن
عساكر عن عتبة بن يزيد قال قال عيسى بن مريم يا ابن آدم الضعيف اتق الله حيثما كنت وكل كسرتك من
حلال واتخذ المسجد بيتا وكن في الدنيا ضعيفا وعود نفسك البكاء وقلبك التفكر وجسدك الصبر ولا تهتم
برزقك غدا فإنها خطيئة تكتب علك * وأخرج ابن أبي الدنيا والإصبهاني في الترغيب عن محمد بن مطرف
ان عيسى قال فذكره * وأخرج ابن أبي الدنيا عن وهيب المكي قال بلغني ان عيسى عليه السلام قال أصل كل
خطيئة حب الدنيا ورب شهوة أورثت أهلها حرتا طويلا * وأخرج ابن عساكر عن يحيى بن سعيد قال كان
26

عيسى يقول أعبروا الدنيا ولا تعمروها وحب الدنيا رأس كل خطيئة والنظر يزرع في القلب الشهوة * وأخرج
أحمد والبيهقي في شعب الايمان عن سفيان بن سعيد قال كان عيسى عليه السلام يقول حب الدنيا أصل كل
خطيئة والمال فيه داء كبير قالوا وما داؤه قال لا يسلم من الفخر والخيلاء قالوا فان سلم قال يشغله اصلاحه عن ذكر الله
* وأخرج ابن المبارك عن عمران الكوفي قال قال عيسى بن مريم للحواريين لا تأخذوا ممن تعلمون الاجر الأمثل
الذي أعطيتموني ويا ملح الأرض لا تفسدوا فان كان شئ إذا فسد فإنما يداوى بالملح وان الملح إذا فسد فليس له دواء
واعلموا أن فيكم خصلتين من الجهل الضحك من غير عجب والصبيحة من غير سهر * وأخرج الحكيم الترمذي عن
يزيد بن ميسرة قال قال عيسى عليه السلام بالقلوب الصالحة يعمر الله الأرض وبها يخرب الأرض إذا كانت
على غير ذلك * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن مالك بن دينار قال كان عيسى بن مريم عليه
السلام إذا مر بدار وقد مات أهلها وقف عليها فقال ويح لأربابك الذين يتوارثونك كيف لم يعتبروا فعلك
بإخوانهم الماضين * وأخرج البيهقي عن مالك بن دينار قال قالوا لعيسى عليه السلام يا روح الله الا نبني لك بيتا
قال بلى ابنوه على ساحل البحر قالوا اذن يجئ الماء فيذهب به قال أين تريدون تبنون لي على القنطرة * وأخرج
أحمد في الزهد عن بكر بن عبد الله قال فقد الحواريون عيسى عليه السلام فخرجوا يطلبونه فوجدوه يمشى على
الماء فقال بعضهم يا نبي الله أنمشي إليك قال نعم فوضع رجله ثم ذهب يضع الأخرى فانغمس فقال هات يدك يا قصير
الايمان لو أن لابن آدم مثقال حبة أو ذرة من اليقين اذن لمشى على الماء * وأخرج أحمد عن عبد الله بن نمير قال
سمعت ان عيسى عليه السلام قال كانت ولم أكن وتكون ولا أكون فيها * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار قال
لما بعث عيسى عليه السلام أكب الدنيا على وجهها فلما رفع رفعها الناس بعده * وأخرج عبد الله ابنه في زوائده
عن الحسن قال قال عيسى عليه السلام انى أكببت الدنيا لوجهها وقعدت على ظهرها فليس لي ولد يموت ولا بيت
يخرب قالوا له أفلا نتخذ لك بيتا قال ابنوا لي على سبيل الطريق بيتا قالوا لا يثبت قالوا أفلا نتخذ لك زوجة قال ما أصنع
بزوجة تموت * وأخرج أحمد عن خيثمة قال مرت امرأة على عيسى عليه السلام فقالت طوبى لثدي أرضعك
وحجر حملك فقال عيسى عليه السلام طوبى لمن قرأ كتاب الله ثم عمل بما فيه * وأخرج أحمد عن وهب بن منبه قال
أوحى الله إلى عيسى عليه الصلاة والسلام انى وهبت لك حب المساكين ورحمتهم تحبهم ويحبونك ويرضون بك
إماما وقائدا وترضى بهم صحابة وتبعا وهما خلقان اعلم أن من لقيني بأزكى الأعمال وأحبها إلى * واخرج
ابن أبي شيبة وأحمد عن ميمون بن سياه قال قال عيسى بن مريم يا معشر الحواريين اتخذوا المساجد مساكن
واجعلوا بيوتكم كمنازل الأضياف فمالكم في العالم من منزل ان أنتم الا عابري سبيل * وأخرج أحمد عن وهب
ابن منبه ان عيسى عليه السلام قال بحق ان أقول لكم ان أكناف السماء لخالية من الأغنياء ولدخول جمل
في سم الخياط أيسر من دخول غنى الجنة * وأخرج عبد الله في زوائد عن جعفر بن حرفاس ان عيسى بن مريم
قال رأس الخطيئة حب الدنيا والخمر مفتاح كل شر والنساء حبالة الشيطان * وأخرج أحمد عن سفيان قال قال
عيسى عليه السلام ان للحكمة أهلا فان وضعتها في غير أهلها أضعتها وان منعتها من أهلها ضيعتها كن
كالطبيب يضع الدواء حيث ينبغي * وأخرج أحمد عن محمد بن واسع ان عيسى بن مريم قال يا بني إسرائيل انى
أعيذكم بالله ان تكونوا عارا على أهل الكتاب يا بني إسرائيل قولكم شفاء يذهب الداء وأعمالكم داء لا تقبل
الدواء * وأخرج أحمد عن وهب قال قال عيسى لا حبار بني إسرائيل لا تكونوا للناس كالذئب السارق وكالثعلب
الخدوع وكالحدأ الخاطف * وأخرج أحمد عن مكحول قال قال عيسى بن مريم يا معشر الحواريين أيكم
يستطيع ان يبنى على موج البحر دار قالوا يا روح الله ومن يقدر على ذلك قال إياكم والدنيا فلا تتخذوها قرارا
* وأخرج أحمد عن زياد أبى عمرو قال بلغني ان عيسى عليه السلام قال إنه ليس بنافعك ان تعلم ما لم تعلم ولما
تعمل بما قد علمت أن كثرة العلم لا تزيد الا كبرا إذا لم تعمل به * وأخرج أحمد عن إبراهيم بن الوليد العبدي
قال بلغني ان عيسى عليه الصلاة والسلام قال الزهدي يدور في ثلاثة أيام أمس خلا وعظت به واليوم زادك فيه
وغدا لا تدري ما لك فيه قال والامر يدور على ثلاثة أمر بان لك رشده فاتبعه وأمر بان لك غيره فاجتنبه وأمر
27

أشكل عليك فكله إلى الله عز وجل * وأخرج أحمد عن قتادة قال قال عيسى عليه الصلاة والسلام سلوني فان
قلبي لين وإني صغير في نفسي * وأخرج أحمد عن بشير الدمشقي قال مر عيسى عليه الصلاة والسلام بقوم فقال
اللهم اغفر لنا ثلاثا فقالوا يا روح الله انا نريد أن نسمع منك اليوم موعظة ونسمع منك شيئا لم نسمعه فيما مضى
فأوحى الله إلى عيسى ان قل لهم انى من أغفر له مغفرة واحدة أصلح له بها دنياه وآخرته * وأخرج ابن أبي شيبة
وأحمد عن خيثمة قال كان عيسى عليه لسلام إذا دعا القراء قام عليهم ثم قال هكذا اصنعوا بالقراء * وأخرج
أحمد عن يزيد بن ميسرة قال قال عيسى عليه السلام ان أحببتم ان تكون أصفياء الله ونور بني آدم من خلقه
فاعفوا عمن ظلمكم وعودوا من لا يعودكم وأحسنوا إلى من لا يحسن إليكم وأقرضوا من لا يجزيكم * وأخرج ابن أبي
شيبة وأحمد عن عبيد بن عمير ان عيسى عليه الصلاة والسلام كان يلبس الشعر ويا كل من ورق الشجر ويبيت
حيث أمسى ولا يرفع غداء ولا عشاء لغد ويقول يأتي كل يوم برزقه * وأخرج أحمد عن وهب ابن منبه قال قال عيسى
ابن مريم يا دار تخربين ويفنى سكانك ويا نفس اعملي ترزقي ويا جسد انصب تستريح * وأخرج أحمد عن وهب
ابن منبه قال قال عيسى بن مريم للحواريين بحق أقول لكم وكان عيسى عليه الصلاة والسلام كثيرا ما يقول بحق
أقول لكم ان أشدكم حبا للدنيا أشدكم جزعا على المصيبة * وأخرج أحمد عن عطاء الأزرق قال بلغنا ان عيسى عليه
الصلاة والسلام قال يا معشر الحواريين كلوا خبز الشعير ونبات الأرض والماء القراح وإياكم وخبز البر فإنكم
لا تقومون بشكره واعلموا ان حلاوة الدنيا مرارة الآخرة وأشد مرارة الدنيا حلاوة الآخرة * وأخرج ابنه في
زوائد عن عبد الله بن شوذب قال قال عيسى بن مريم جودة الثياب من خيلاء القلب * وأخرج أحمد عن سفيان
قال قال عيسى عليه الصلاة والسلام انى ليس أحدثكم لتعجبوا انما أحدثكم لتعملوا * وأحرج ابنه عن أبي حسان
قال قال عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام كن كالطبيب العالم يضع دواءه حيث ينفع * وأخرج ابنه عن عمران
ابن سليمان قال بلغني ان عيسى بن مريم قال يا بني إسرائيل تهاونوا بالدنيا تهن عليكم وأهينوا الدنيا تكرم
الآخرة عليكم ولا تكرموا الدنيا فتهون الآخرة عليكم فان الدنيا ليست باهل الكرامة وكل يوم تدعو للفتنة
والخسارة * وأخرج ابن المبارك وأحمد عن أبي غالب قال في وصية عيسى عليه الصلاة والسلام يا معشر الحواريين
تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي وتقربوا إليه بالمقت لهم والتمسوا رضاه بسخطهم قالوا يا نبي الله فمن نجالس قال
جالسوا من يزيد في علمكم منطقه ومن يذكركم الله رؤيته ويزهدكم في الدنيا عمله * وأخرج أحمد عن مالك بن دينار
قال أوحى الله إلى عيسى عظ نفسك فان اتعظت فعظ الناس والا فاستحى منى * وأخرج أحمد عن وهب قال قال
عيسى للحواريين بقدر ما تنصبون ههنا تستريحون ههنا وبقدر ما تستريحون ههنا تنصبون ههنا * وأخرج ابن
المبارك وأحمد عن سالم بن أبي الجعد قال قال عيسى عليه الصلاة والسلام طوبى لمن خزن لسانه ووسعه بيته وبكى
من ذكر خطيئته * وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وأحمد عن هلال بن يساف قال كان عيسى يقول إذا تصدق
أحدكم بيمينه فليخفها عن شماله وإذا صام فليدهن وليمسح شفيته من دهنه حتى ينظر إليه الناظر فلا يرى أنه
صائم وإذا صلى فليدن عليه بستر بابه فان الله يقسم الثناء كما يقسم الرزق * وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا عن خالد
الربعي قال ثبت ان عيسى عليه الصلاة والسلام قال لأصحابه أرأيتم لو أن أحدكم أتى على أخيه المسلم وهو نائم وقد
كشفت الريح بعض ثوبه فقالوا إذا كنا نرده عليه قال لا بل تكشفون ما بقى مثل ضربه للقوم يسمعون الرجل
بالسيئة فيذكرون أكثر من ذلك * وأخرج أحمد عن أبي الجلد قال قال عيسى بن مريم فسكرت في الخلق فإذا من لم
يخلق كان أغبط عندي ممن خلق وقال لا تنظروا إلى ذنوب الناس كأنكم أرباب ولكن انظروا في ذنوبكم كأنكم
عبيد والناس رجلان مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
عن أبي الهذيل قال لقى عيسى يحيى فقال أوضي قال لا تغضب قال لا أستطيع قال لا تفتن مالا قال اما هذا لعله
* وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا عن مالك بن دينار قال مر عيسى عليه السلام والحواريون رضى الله تعالى عنهم
على جيفة كلب فقالوا ما أنتن هذا فقال ما أشد بياض أسنانه يعظهم وينهاهم عن الغيبة * وأخرج أحمد عن
الأوزاعي قال كان عيسى يحب العبد يتعلم المهنة يستغنى بها عن الناس ويكره العبد يتعلم العلم يتخذه مهنة
28

* وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن أبي الدنيا عن سالم بن أبي الجعد قال قال عيسى عليه السلام اعملوا لله ولا تعملوا
لبطونكم انظروا إلى هذا الطير يغدو ويروح لا يحرث ولا يحصد الله تعالى يرزقها فان قلتم نحن أعظم بطونا من
الطير فانظروا إلى هذه الأباقر من الوحش والحمر تغدو وتروح لا تحرث ولا تحصد الله تعالى يرزقها اتقوا فضول
الدنيا فان فضول الدنيا عند الله رجز * وأخرج أحمد عن وهب قال إن إبليس قال لعيسى زعمت أنك تحيى الموتى فان
كنت كذلك فادع الله ان يرد هذا الجبل خبزا فقال له عيسى أوكل الناس يعيشون بالخبز قال فان كنت كما تقول
فثب من هذا المكان فان الملائكة سنلقاك قال إن ربى أمرني ان لا أجرب نفسي فلا أدرى هل يسلمني أم لا
* وأخرج أحمد عن سالم بن أبي الجعد ان عيسى بن مريم كان يقول للسائل حق وان أتاك على فرس مطوق
بالفضة * وأخرج عن بعضهم قال أوحى الله إلى عيسى ان لم تطب نفسك ان تصفك الناس بالزاهد في لم أكتبك
عندي راهبا فما يضرك إذا بغضك الناس وأنا عنك راض وما ينفعك حب الناس وأنا عليك ساخط * وأخرج أحمد
عن الحضرمي وابن أبي الدنيا وابن عساكر عن فضيل بن عياض قالا قيل لعيسى بن مريم بأي شئ تمشى على الماء
قال بالايمان واليقين قالوا فانا آمنا كما آمنت وأيقنا كما أيقنت قال فامشوا اذن فمشوا معه فجاء الموج فغرقوا فقال
لهم عيسى مالكم قالوا خفنا الموج قال الا خفتم رب الموج فأخرجهم ثم ضرب بيده إلى الأرض فقبض بها ثم
بسطها فإذا في إحدى يديه ذهب وفى الأخرى مدر فقال أيهما أحلى في قلوبكم قالوا الذهب قال فإنهما عندي سواء
* وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وأحمد وابن عساكر عن الشعبي قال كان عيسى بن مريم إذا ذكر عنده
الساعة صاح ويقول لا ينبغي لابن مريم ان تذكر عنده الساعة فيسكت * وأخرج أحمد وابن عساكر عن مجاهد
قال كان عيسى عليه السلام يلبس الشعر ويأكل الشجر ولا يخبأ اليوم لغد ويبيت حيث أواه الليل لم يكن له
ولد فيموت ولا بيت فيخرب * وأخرج ابن عساكر عن الحسن ان عيسى رأس الزاهدين يوم القيامة وان الفرارين
بدينهم يحشرون يوم القيامة مع عيسى بن مريم وان عيسى مر به إبليس يوما وهو متوسد حجرا وقد وجد لذه النوم
فقال له إبليس يا عيسى أليس تزعم انك لا تريد شيئا عن عرض الدنيا فهذا الحجر من عرض الدنيا فقام عيسى فاخذ
الحجر فرمى به وقال هذا لك مع الدنيا * وأخرج ابن عساكر عن كعب ان عيسى كان يأكل الشعير ويمشي على
رجليه ولا يركب الدواب ولا يسكن البيوت ولا يستصبح بالسراج ولا يلبس القطن ولا يمس النساء ولم يمس الطيب
ولم يمزج شرابه بشئ قط ولم يبرده ولم يدهن رأسه قط ولم يقرب رأسه ولحيته غسول قط ولم يجعل بين الأرض وبين
جلده شيئا قط الا لباسه ولم يهتم لغداء قط ولا لعشاء قط ولا يشتهى شيئا من شهوات الدنيا وكان يجالس الضعفاء
والزمني والمساكين وكان إذا قرب إليه الطعام على شئ وضعه على الأرض ولم يأكل مع الطعام أداما قط وكان يجتزى
من الدنيا بالقوت القليل ويقول هذا لمن يموت ويحاسب عليه كثير * وأخرج ابن عساكر عن الحسن قال بلغني
انه قيل لعيسى بن مريم تزوج قال وما أصنع بالتزوج قالوا تلد لك الأولاد قال الأولاد ان عاشوا أفتنوا وان ماتوا
أحزنوا * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب عن شعيب بن إسحاق قال قيل لعيسى لو اتخذت بيتا قال
يكفينا خلقان من كان قبلنا * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن ميسرة قال قيل لعيسى ألا تبني لك بيتا قال
لا أترك بعدي شيئا من الدنيا أذكر به * وأخرج ابن عساكر عن أبي سليمان قال بينا عيسى يمشى في يوم صائف
وقدسه الحر والعطاش فجلس في ظل خيمة فخرج إليه صاحب الخيمة فقال يا عبد الله قم من ظلنا فقام عيسى
عليه السلام فجلس في الشمس وقال ليس أنت الذي أقمتني انما أقامني الذي لم يرد ان أصيب من الدنيا شيئا
* وأخرج أحمد عن سفيان بن عيينة قال كان عيسى ويحيى عليهما السلام يأتيان القرية فيسأل عيسى عليه
السلام عن شرارا أهلها ويسأل يحيى عليه السلام عن خيار أهلها فقال لم تنزل على شرار الناس قال انما أنا
طيب أداوى المرضى * وأخرج أحمد عن هشام الدستوائي قال بلغني أن في حكمة عيسى بن مريم عليه السلام
تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها الا بالعمل ويحكم علماء
السوء الاجر تأخذون والعمل تضيعون توشكون أن تخرجوا من الدنيا إلى ظلمة القبر وضيقه والله عز وجل
ينهاكم عن المعاصي كما أمركم بالصوم والصلاة كيف يكون من أهل العلم من دنياه آثر عنده من آخرته وهو في
29

الدنيا أفضل رغبة كيف يكون من أهل العلم من مسيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه وما يضره أشهى إليه مما
بنفعه كيف يكون من أهل العلم من سخط واحتقر منزلته وهو يعلم أن ذلك من علم الله وقدرته كيف يكون من
أهل العلم من اتهم الله تعالى في قضائه فليس يرضى بشئ أصابه كيف يكون من أهل العلم من طلب الكلام
ليتحدث ولم يطلبه ليعمل به * وأخرج أحمد عن سعيد بن عبد العزيز عن أشياخه ان عيسى عليه السلام مر
بعقبة أفيق ومعه رجل من حواريه فاعترضهم رجل فمنعهم الطريق وقال لا أترككما تجوزان حتى ألطم كل
واحد منكما لطمة فأداراه فأبى الا ذاك فقال عيسى عليه السلام أما خدي فالطمه فلطمه فخلى سبيله وقال
للحواري لا أدعك تجوز حتى ألطمك فتمنع عليه فلما رأى عيسى ذاك أعطاه خده الآخر فلطمه فخلى سبيلهما
فقال عيسى عليه السلام اللهم ان كان هذا لك رضا فبلغني رضاك وان كان هذا سخطا فإنك أولى بالعفو
* وأخرج عبد الله ابنه علي بن أبي طالب قال بينما عيسى عليه السلام جالس مع أصحابه مرت به امرأة
فنظر إليها بعضهم فقال له بعض أصحابه زنيت فقال له عيسى أرأيت لو كنت صائما فمررت شواء فشممته أكنت
مفطرا قال لا * وأخرج أحمد عن عطاء قال قال عيسى ما أدخل قرية يشاء أهلها ان يخرجوني منها الا أخرجوني
يعنى ليس لي فيها شئ قال وكان عيسى عليه السلام يتخذ نعلين من لحى الشجر ويجعل شراكهما من ليف
* وأخرج أحمد عن سعيد بن عبد العزيز قال قال المسيح ليس كما أريد ولكن كما تريد وليس كما أشاء ولكن كما تشاء
* وأخرج أحمد عن سعيد بن عبد العزيز قال بلغني انه ما من كلمة كانت تقال لعيسى عليه السلام أحب إليه من أن
يقال هذا المسكين * وأخرج ابنه عن ابن حلبس قال قال عيسى ان الشيطان مع الدنيا ومكره مع المال
وتزيينه عند الهوى واستكماله عند الشهوات * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن جعفر بن برقان قال كان عيسى
يقول اللهم إني أصبحت لا أستطيع دفع ما أكره ولا أملك نفع ما أرجو وأصبح الامر بيد غيري وأصبحت مرتهنا
بعملي فلا فقير أفقر مني فلا تشمت بي عدوى ولا تسئ بي صديقي ولا تجعل مصيبتي في ديني ولا تسلط على من
لا يرحمني * وأخرج أحمد عن وهب بن منبه قال في كتب الحواريين إذا سلك بك سبيل البلاء فاعلم أنه سلك بك سبيل
الأنبياء والصالحين وإذا سلك بك سبيل أهل الرخاء فاعلم أنه سالك بك غير سبيلهم وخولف بك عن طريقهم
* وأخرج أحمد عن مالك بن دينار قال قال عيسى انما أبعثكم كالكباش تلتقطون خرفا بني إسرائيل فلا تكونوا
كالذئاب الضواري التي تختطف الناس وعليكم بالخرفان مالكم تأتون وعليكم ثياب الشعر وقلوبكم قلوب الخنازير
البسوا ثياب الملوك ولينوا قلوبكم بالخشية وقال عيسى ابن آدام اعمل باعمال البر حتى يبلغ عملك عنان السماء
وحبا في الله ليس ما عملته أغنى ذلك عنه شيئا وقال عيسى للحواريين ان إبليس يريد أن يبخلكم فلا تقعوا في بخله
* وأخرج أحمد عن الحسن بن علي الصنعاني قال بلغنا أن عيسى عليه السلام قال يا معشر الحواريين ادع الله أن
يخفف عنى هذه السكرة يعنى الموت ثم قال عيسى لقد خفت الموت خوفا أوقفني مخافتي من الموت على الموت
* وأخرج أحمد عن وهب منبه أن عيسى عليه السلام كان واقفا على قبر ومعه الحواريون وصاحب القبر يدلى
فيه فذكروا من ظلمة القبر ووحشته وضيقه فقال عيسى قد كنتم فيما هو أضيق منه في أمهاتكم فإذا
أحب الله أن يوسع وسع * وأخرج أحمد عن وهب قال قال المسيح عليه السلام أكثروا ذكر الله وحمده وتقديسه
وأطيعوه فإنما يكفي أحدكم من الدعاء إذا كان الله تبارك وتعالى راضيا عليه ان يقول اللهم اغفر لي خطيئتي
وأصلح لي معيشتي وعافني من المكاره يا إلهي * وأخرج أحمد عن أبي الجلد ان عيسى عليه السلام قال للحواريين
بحق أقول لكم ما الدنيا تريدون ولا الآخرة قالوا يا رسول الله فسر لنا هذا فقد كنا نرى انا نريد إحداهما قال لو
أردتم الدنيا لأطعتم رب الدنيا الذي مفاتيح خزائنها بيده فأعطاكم ولو أردتم الآخرة أطعتم رب الآخرة الذي
يملكها فأعطاكم ولكن لا هذه تريدون ولا تلك * وأخرج أحمد عن أبي عبيدة ان الحواريين قالوا لعيسى ما ذا نأكل
قال تأكلون خبز الشعير وبقل البرية قالوا فماذا نشرب قال تشربون ماء القراح قالوا فماذا نتوسد قال توسدوا
الأرض قالوا ما نراك تأمرنا من العيش الاكل شديد قال بهذا تنجون ولا تحلون ملكوت السماوات حتى يفعله
أحدكم وهو منه على شهوة قالوا وكيف يكون ذلك قال ألم ترو أن الرجل إذا جاع فما أحب إليه الكسرة وان كانت
30

شعيرا وان عطش فما أحب إليه الماء وان كان قراحا وإذا أطال القيام فما أحب إليه ان يتوسد الأرض * وأخرج
أحمد عن عطاء انه بلغه ان عيسى عليه السلام قال ترج بالبلغة وتيقظ في ساعات الغفلة واحكم لطف الفطنة
لا تكن حلسا مطروحا وأنت حي تتنفس * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي هريرة قال كان عيسى عليه
السلام يقول يا معشر الحواريين اتخذوا بيوتكم منازل واتخذوا المساجد مساكن وكلوا من بقل البرية
اخرجوا من الدنيا بسلام * وأخرج أحمد عن إبراهيم التيمي ان عيسى عليه السلام قال اجعلوا كنوزكم في
السماء فان قلب عند كنزه * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن سعيد الجعفي قال قال عيسى بن مريم عليه
السلام بيتي المسجد وطيبي الماء وأدامي الجوع وشعاري الخوف ودابتي رجلاي ومصطلاي في الشتاء مشارق
الشمس وسراجي بالليل القمر وجلسائي الزمنى والمساكين وأمسي وليس لي شئ وأصبح وليس لي شئ وأنا بخير
فمن أغنى منى * وأخرج ابن أبي الدنيا عن الفضيل بن عياض قال قال عيسى بطحت لكم الدنيا وجلستم على
ظهرها فلا ينازعكم فيها الا الملوك والنساء فاما الملوك فلا تنازعوهم الدنيا فإنهم لم يعرضوا لكم ودنياهم وأما النساء
فاتقوهن بالصوم والصلاة * وأخرج ابن عساكر عن سفيان الثوري قال قال المسيح عليه السلام انما تطلب
الدنيا التبر فتركها أبر * وأخرج ابن عساكر عن شعيب بن صالح قال عيسى بن مريم والله ما سكنت الدنيا في قلب
عبد الا التاط قلبه منها بثلاث شغل لا ينفك عناه وفقر لا يدرك غناه وأمل لا يدرك منتهاه الدنيا طالبة ومطلوبة
فطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى يستكمل فيها رزقه وطالب الدنيا تطلبه الآخرة حتى يجئ الموت فيأخذ
بعنقه * وأخرج ابن عساكر عن يزيد بن ميسرة قال قال عيسى بن مريم كما تواضعون كذلك ترفعون وكما ترحمون
كذلك ترحمون وكما تقضون من حوائج الناس كذلك يقضى الله من حوائجكم * وأخرج أحمد وابن عساكر عن
الشعبي قال قال عيسى بن مريم ليس الاحسان ان تحسن إلى من أحسن إليك تلك مكافأة انما الاحسان ان تحسن
إلى من أساء إليك * وأخرج ابن عساكر عن ابن المبارك قال بلغني ان عيسى بن مريم مر بقوم فشتموه فقال خيرا
ومر بآخرين فشتموه وزادوا فزادهم خيرا فقال رجل من الحواريين كلما زادوك شرا زدتهم خيرا كأنك تغريهم
بنفسك فقال عيسى عليه السلام كل انسان يعطى ما عنده * وأخرج ابن أبي الدنيا عن مالك بن أنس قال مر
بعيسى بن مريم خنزير فقال مر بسلام فقيل له يا روح الله لهذا الخنزير تقول قال أكره ان أعود لساني الشر
* وأخرج ابن أبي الدنيا عن سفيان قال قالوا لعيسى بن مريم دلنا على عمل ندخل به الجنة قال لا تنطقوا أبدا قالوا
لا نستطيع ذلك قال فلا تنطقوا الا بخير * وأخرج الخرائطي عن إبراهيم النخعي قال قال عيسى بن مريم خذوا
الحق من أهل الباطل ولا تأخذوا الباطل من أهل الحق كونوا منتقدين الكلام كي لا يجوز عليكم الزيوف
* وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في الزهد عن زكريا بن عدي قال قال عيسى بن مريم يا معشر الحواريين ارضوا
بدنئ الدنيا مع سلامة الدين كما رضى أهل الدنيا بدنئ الدين مع سلامة الدنيا * وأخرج ابن عساكر عن مالك بن
دينار قال قال عيسى بن مريم عليه السلام أكل الشعير مع الرماد والنوم على المزابل مع الكلاب لقليل في طلب
الفردوس * وأخرج ابن عساكر عن أنس بن مالك قال كان عيسى بن مريم يقول لا يطيق عبد ان يكون له ربان
ان أرضى أحدهما أسخط الآخرون أسخط أحدهما أرضى الآخر وكذلك لا يطبق عبد ان يكون خادما
للدنيا يعمل عمل الآخرة لا تهتموا بما تأكلون ولا ما تشربون فان الله لم يخلق نفسا أعظم من رزقها ولا حسدا
أعظم من كسوته فاعبروا * وأخرج ابن عساكر عن المقبري انه بلغه ان عيسى بن مريم كان يقول يا ابن آدم
إذا عملت الحسنة فاله عنها فإنها عند من لا يضيعها وإذا عملت سيئة فاجعلها نصب عينيك * وأخرج ابن عساكر عن
سعيد بن أبي هلال ان عيسى بن مريم كان يقول من كان يظن أن حرصا يزيد في رزقه فليزد في طوله أو في عرضه أوفى
عدد بنانه أو تغير لونه الا فان الله خلق الحلق فهيا الخلق لما خلق ثم قسم الرزق فمضى الرزق لما قسم فليست
الدنيا بمعطية أحد شيئا ليس له ولا بمانعة أحدا شيئا هو لكم فعليكم بعبادة ربكم فإنكم خلقتم لها * وأخرج ابن
عساكر عن عمران بن سليمان قال بلغني ان عيسى بن مريم عليه السلام قال لأصحابه ان كنتم إخواني وأصحابي
فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس * وأخرج أحمد والبيهقي عن عبد العزيز ظبيان قال قال
31

المسيح من تعلم وعمل وعلم فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماء * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عيسى بن مريم قام في بني إسرائيل فقال يا معشر الحواريين لا تحدثوا بالحكمة
غير أهلها فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم والأمور ثلاثة أمر تبين رشده فاتبعوه وأمر تبين لكم غيه
فاجتنبوه وأمر اختلف عليكم فيه فردوا علمه إلى الله تعالى * وأخرج ابن عساكر عن عمر وبن قيس الملائي قال
قال عيسى بن مريم ان صنعت الحكمة أهلها جهلت وان منحتها غير أهلها جهلت كن كالطبيب المداوي ان
رأى موضعا للدواء والا أمسك * وأخرج عبد الله بن أحمد في الزهد وابن عساكر عن عكرمة قال قال عيسى
ابن مريم للحواريين يا معشر الحواريين لا تطرحوا اللؤلؤ إلى الخنزير فان الخنزير لا يصنع باللؤلؤ شيئا ولا تعطوا
الحكمة من لا يريدها فان الحكمة خير من اللؤلؤ ومن لا يريدها شر من الخنزير * وأخرج ابن عساكر عن
وهب بن منبه قال قال عيسى يا علماء السوء جلستم على أبواب الجنة فلا أنتم تدخلونها ولا تدعون المساكين
يدخلونها ان شرار الناس عند الله عالم يطلب الدنيا بعلمه * وأخرج ابن أبي شيبة عن سالم بن أبي الجعد قال قال عيسى
ابن مريم عليه السلام ان مثل حديث أنفس بالخطيئة كمثل الدخان في البيت ان لا يحرقه فإنه ينتن ريحه ويغير
لونه * قوله تعالى (والتوراة والإنجيل) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال كان عيسى يقرأ التوراة
والإنجيل * قوله تعالى (انى أخلق لكم من الطين كهيئة لطير) * أخرج ابن جرير عن ابن إسحاق أن عيسى
جلس يوما مع غلمان من الكتاب فاخذ طينا ثم قال أجعل لكم من هذا الطين طائرا قالوا وتستطيع ذلك قال نعم
باذن ربى ثم هيأه حتى إذا جعله في هيئة الطائر نفخ فيه ثم قال كن طائرا بإذن الله فخرج يطير من بين كفيه وخرج
الغلمان بذلك من أمره فذكروه لمعلمهم فأفشوه في الناس * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج ان عيسى قال أي
الطير أشد خلقا قال الخفاش انما هو لحم ففعل * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال انما خلق عيسى طيرا
واحدا وهو الخفاش * قوله تعالى (وأبرئ الأكمه والأبرص) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من
طريق الضحاك عن ابن عباس الأكمه الذي يولد وهو أعمى * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس
قال الأكمه الأعمى الممسوح العين * وأخرج أبو عبيد والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد عن مجاهد قال الأكمه الذي يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري عن عكرمة قال الأكمه الأعمش * وأخرج ابن عساكر عن وهب
ابن منبه قال كان دعاء عيسى الذي يدعو به للمرضى والزمني والعميان والمجانين وغيرهم اللهم أنت إله من في
السماء وإله من في الأرض لا إله فيهما غيرك وأنت جبار من في السماء وجبار من في الأرض لا جبار فيهما غيرك
وأنت ملك من في السماء وملك من في الأرض لا ملك فيهما غيرك قدرتك في السماء كقدرتك في الأرض
وسلطانك في الأرض كسلطانك في السماء أسألك باسمك الكريم ووجهك المنير وملكك القديم انك على كل
شئ قدير قال وهب هذا للفزع والمجنون يقرأ عليه ويكتب له ويسقى ماؤه إن شاء الله تعالى * وأخرج ابن جرير
من وجه آخر عن وهب قال لما صار عيسى ابن اثنتي عشرة سنة أوحى الله إلى أمه وهي بأرض مصر وكانت هربت
من قومها حين ولدته إلى أرض مصر ان اطلعي به إلى الشام ففعلت فلم تزل بالشام حتى كان ابن ثلاثين سنة
وكانت نبوته ثلاث سنين ثم رفعه الله إليه وزعم وهب أنه ربما اجتمع على عيسى من المرضى في الجماعة الواحدة
خمسون ألفا من أطاق منهم أن يبلغه بلغه ومن لم يطق ذلك منهم أتاه عيسى فمشى إليه وانما كان يداويهم بالدعاء
إلى الله تعالى * قوله تعالى (وأحيى الموتى بإذن الله) * أخرج البيهقي في الأسماء والصفات وابن عساكر من
طريق إسماعيل بن عياش عن محمد بن طلحة عن رجل ان عيسى بن مريم كان إذا أراد أن يحيى الموتى صلى ركعتين
يقرأ في الركعة الأولى تبارك الذي بيده الملك وفى الثانية تنزيل السجدة فإذا فرغ مدح الله وأثنى عليه ثم دعا
بسبعة أسماء يا قديم يا حي يا دائم يا فرد يا وتر يا أحد يا صمد قال البيهقي ليس هذا بالقوى وأخرجه ابن أبي حاتم
من طريق محمد بن طلحة بن مصرف عن أبي بشر عن أبي الهذيل بلفظه وزاد في آخره وكانت إذا أصابته شدة دعا
بسبعة أسماء أخرى يا حي يا قيوم يا الله يا رحمن يا ذا الجلال والاكرام يا نور السماوات والأرض وما بينهما ورب
32

العرش العظيم يا رب * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت عن معاوية بن قرة قال سألت بنو
إسرائيل عيسى فقالوا ان سام بن نوح دفن ههنا قريبا فادع الله أن يبعثه لنا فهتف فخرج أشمط قالوا انه قد مات
وهو شاب فما هذا البياض قال ظننت أنها الصيحة ففزعت * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من طرق
عن ابن عباس قال كانت اليهود يجتمعون إلى عيسى ويستهزؤن به ويقولون له يا عيسى ما أكل فلان البارحة
وما ادخر في بيته لغد فيخبرهم فيسخرون منه حتى طال ذلك به وبهم وكان عيسى عليه السلام ليس له قرار ولا
موضع يعرف انما هو سائح في الأرض فمر ذات يوم بامرأة قاعدة عند قبر وهي تبكي فسألها فقالت ماتت ابنة لي لم
يكن لي ولد غيرها فصلى عيسى ركعتين ثم نادى يا فلانة قومي باذن الرحمن فاخرجي فتحرك القبر ثم نادى الثانية
فانصدع القير ثم نادى الثالثة فخرجت وهي تنفض رأسها من التراب فقالت يا أماه ما حملك على أن أذوق كرب
الموت مرتين يا أماه اصبري واحتسبي فلا حاجة لي في الدنيا يا روح الله سل ربى ان يردني إلى الآخرة وان يهون على
كرب الموت فدعا ربه فقبضها إليه فاستوت عليها الأرض فبلغ ذلك اليهود فازدادوا عليه غضبا وكان ملك منهم في
ناحية في مدينة يقال لها نصيبين جبارا عاتيا وأمر عيسى بالمسير إليه ليدعوه وأهل تلك المدينة إلى المراجعة فمضى
حتى شارف المدينة ومعه الحواريون فقال لأصحابه ألا رجل منكم ينطلق إلى المدينة فينادى فيها فيقول ان عيسى
عبد الله ورسوله فقام رجل من الحواريين يقال له يعقوب فقال أنا يا روح الله قال فاذهب فأنت أول من يتبرأ
منى فقام آخر يقال له توصار وقال له أنا معه قال وأنت معه ومشيا فقام شمعون فقال يا روح الله أكون ثالثهم
فائذن لي ان أنال منك ان اضطررت إلى ذلك قال نعم فانطلقوا حتى إذا كانوا قريبا من المدينة قال لهما شمعون
ادخلا المدينة فبلغا ما أمرتما وأنا مقيم مكاني فان ابتليتما أقبلت لكما فانطلقا حتى دخلا المدينة وقد تحدث
الناس بأمر عيسى وهم يقولون فيه أقبح القول وفى أمه فنادى أحدهما وهو الأولى الا ان عيسى عبد الله ورسوله
فوثبوا إليهما من القائل ان عيسى عبد الله ورسوله فتبرأ الذي نادى فقال ما قلت شيئا فقال الآخر قد قلت وأنا
أقول ان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا به يا معشر بني إسرائيل خيرا لكم
فانطلقوا به إلى ملكهم وكان جبارا طاغيا فقال له ويلك ما تقول قال أقول ان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته
ألقاها إلى مريم وروح منه قال كذبت فقذفوا عيسى وأمه بالبهتان ثم قال له تبرأ ويلك من عيسى وقل فيه
مقالتنا قال لا أفعل قال إن لم تفعل قطعت يديك ورجليك وسمرت عينيك فقال افعل بنا ما أنت فاعل ففعل به ذلك
فألقاه على مزبلة في وسط مدينتهم ثم إن الملك هم أن يقطع لسانه إذ دخل شمعون وقد اجتمع الناس فقال لهم ما بال
هذا المسكين قالوا يزعم أن عيسى عبد الله ورسوله فقال شمعون أيها الملك أتأذن لي فأدنو منه فاسأله قال نعم قال
له شمعون أيها المبتلى ما تقول قال أقول ان عيسى عبد الله ورسوله قال فما آية تعرفه قال يبرئ الأكمه والأبرص
والسقيم قال هذا يفعله الأطباء فهل غيره قال نعم يخبركم بما تأكلون وما تدخرون قال هذا تفعله الكهنة فهل غير
هذا قال نعم يخلق من الطين كهيئة الطير قال هذا قد تفعله السحرة يكون أخذه منهم فجعل الملك يتعجب منه وسؤاله
قال هل غير هذا قال نعم يحيى الموتى قال أيها الملك انه ذكر أمرا عظيما وما أظن خلقا يقدر على ذلك الا بإذن الله ولا
يقضى الله ذلك على يد ساحر كذاب فان لم يكن عيسى رسولا فلا يقدر على ذلك وما فعل الله ذلك لا حد الا لإبراهيم حين
سأل ربه أرني كيف تحيى الموتى ومن مثل إبراهيم خليل الرحمن * وأخرج ابن جرير عن السدى وابن عساكر
من طريق السدى عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس قال لما بعث الله عيسى عليه السلام وأمره بالدعوة
لقيه بنو إسرائيل فأخرجوه فخرج هو وأمه يسيحون في الأرض فنزلوا في قرية على رجل فأضافهم وأحسن إليهم
وكان لتلك المدينة ملك جبار فجاء ذلك الرجل يوما حزينا فدخل منزله ومريم عند امرأته فقالت لها ما شأن زوجك
أراه حزينا قالت إن لنا ملكا يجعل على كل رجل منا لو ما يطعمه هو وجنوده ويسقيهم الخمر فان لم يفعل عاقبه
وانه قد بلغت نوبته اليوم وليس عندنا سعة قالت قولي له فلا يهتم فإني آمرا بنى فيد عوله فيكفي ذلك قالت مريم
لعيسى في ذلك فقال عيسى يا أمه انى ان فعلت كان في ذلك شر قالت لا تبال فإنه قد أحسن إلينا وأكرمنا قال
عيسى قوله له املأ قدورك وخوابيك ماء فملأهن فدعا الله تعالى فتحول ما في القدور لحما ومرقا وخبز وما في
33

الخوابي خمرا لم ير الناس مثله قط فلما جاءه الملك أكل منه فلما شرب الخمر قال من أين لك هذا الخمر قال هو من
أرض كذا وكذا قال الملك فان خمرى أوتى به من تلك الأرض فليس هو مثل هذا قال هو من أرض أخرى فلما خلط
على الملك اشتد عليه فقال انى أخبرك عندي غلام لا يسأل الله شيئا الا أعطاه وانه دعا الله تعالى فجعل الماء خمرا
فقال له الملك وكان له ابن يريدان يستخلفه فمات قبل ذلك بأيام وكان أحب الخلق إليه فقال إن رجلا دعا الله تعالى
فجعل الماء خمرا ليستجابن له حتى يحيى ابني فدعا عيسى فكلمه وسأله ان يدعو الله ان يحيى ابنه فقال عيسى
لا تفعل فإنه ان عاش كان شرا قال الملك لست أبالي أليس أراه فلا أبالي ما كان قال عيسى عليه السلام فإني ان
أحييته تتركوني أنا وأمي نذهب حيث نشاء فقال الملك نعم فدعا الله فعاش الغلام فلما رآه أهل مملكته قد عاش
تنادوا بالسلاح وقالوا أكلنا هذا حتى إذا دنا موته يريد ان يستخلف علينا ابنه فيأكلنا كما أكلنا أبوه فاقتتلوا
وذهب عيسى وأمه وصحبهما يهودي وكان مع اليهودي رغيفان ومع عيسى رغيف فقال له عيسى تشاركني فقال
اليهودي نعم فلما رأى أنه ليس مع عيسى عليه السلام الا رغيف ندم فلما ناما جعل اليهودي يريد ان يأكل الرغيف
فيأكل لقمة فيقول له عيسى ما تصنع فيقول له لا شئ حتى فرغ من الرغيف فلما أصبحا قال له عيسى هلم طعامك
فجاء برغيف فقال له عيسى أين الرغيف الآخر قال ما كان معي الا واحد فسكت عنه وانطلقوا فمروا براعي غنم
فنادى عيسى يا صاحب الغنم أجزرنا شاة من غنمك قال نعم فأعطاه شاة فذبحها وشواها ثم قال لليهودي كل ولا تكسر
عظما فأكلا فلما شبعوا قذف عيسى العظام في الجلد ثم ضربها بعصاه وقال قومي بإذن الله فقامت الشاة تثغو
فقال يا صاحب الغنم خذ شاتك فقال له الراعي من أنت قال أنا عيسى بن مريم قال أنت الساحر وفر منه قال عيسى
لليهودي بالذي أحيا هذه الشاة بعد ما أكلناها كم كان معك رغيف فحلف ما كان معه الا رغيف واحد فمر بصاحب بقر
فقال يا صاحب البقر أجزرنا من بقرك هذه عجلا فأعطاه فذبحه وشواه وصاحب البقر ينظر فقال له عيسى كل ولا
تكسر عظما فلما فرغوا قذف العظام في الجلد ثم ضربه بعصاه وقال قم بإذن الله تعالى فقام له خوار فقال يا صاحب
البقر خذ عجلك قال من أنت قال أنا عيسى قال أنت عيسى الساحر ثم فر منه قال عيسى لليهودي بالذي أحيا هذه
الشاة بعد ما أكلناها والعجل بعدما أكلناه كم رغيف كان معك فخلف بذلك ما كان معه الا رغيف واحد فانطلقا حتى
نزلا قرية فنزل اليهودي في أعلاها وعيسى في أسلفها وأخذ اليهودي عصا مثل عصا عيسى وقال أنا اليوم أحيى
الموتى وكان ملك تلك القرية مريضا شديد المرض فانطلق اليهودي ينادى من يبغي طبيبا فأخبر بالملك وبوجعه فقال
ادخلوني عليه فانا أبرئه وان رأيتموه قد مات فانا أحييه فقيل له ان وجع الملك قد أعيا الأطباء قبلك قال ادخلوني عليه
فادخل عليه فاخذ برجل الملك فضربه بعصاه حتى مات فجعل يضربه وهو ميت ويقول قم بإذن الله تعالى فأخذوه
ليصلبوه فبلغ عيسى فاقبل إليه وقد رفع على الخشبة فقال أرأيتم ان أحييت لكم صاحبكم أتتركون لي صاحبي
فقالوا نعم فأحيا عيسى الملك فقام وأنزل اليهودي فقال يا عسى أنت أعظم الناس على منة والله لا أفارقك أبدا
قال عيسى أنشدك بالذي أحيا الشاة والعجل بعدما أكلنا هما وأحيا هذا بعدما مات وأنزلك من الجذع بعد
رفعك عليه لتصلب كم كان معك رغيف فحلف بهذا كله ما كان معه الا رغيف واحد فانطلقا فمرا بثلاث لبنات
فدعا الله عيسى فصيرهن من ذهب قال يا يهودي لبنة لي ولبنة لك ولبنة لمن أكل الرغيف قال أنا أكلت الرغيف
* وأخرج ابن عساكر عن ليث قال صحب رجل عيسى بن مريم فانطلقا فانتهيا إلى شط نهر فجلسا يتغديان
ومعهما ثلاثة أرغفة كلا رغيفين وبقى رغيف فقام عيسى إلى النهر يشرب ثم رجع فلم يجد الرغيف فقال
للرجل من أكل الا رغيف قال لا أدري فانطلق معه فرأى ظبية معها خشفان فدعا أحدهما فأتاه فذبحه واستوى
وأكلا ثم قال للخشف قم بإذن الله فقام فقال للرجل أسألك بالذي أراك هذه الآية من أكل الرغيف قال لا أدرى
ثم انتهيا إلى البحر فاخذ عيسى بيد الرجل فمشى على الماء ثم قال أنشدك با لذي أراك هذه الآية من أخذ
الرغيف قال لا أدرى ثم انتهيا إلى مفازة وأخذ عيسى ترابا وطينا فقال كن ذهبا بإذن الله فصار ذهبا فقسمه
ثلاثة أثلاث فقال ثلث لك وثلث لي وثلث لمن أخذ الرغيف قال أنا أخذته قال فكله لك وفارقه عيسى فانتهى
إليه رجلان فأراد ان يأخذاه ويقتلاه قال هو بيننا أثلاثا فابعثوا أحدكم إلى القرية يشترى لنا طعاما فبعثوا
34

أحدهم فقال الذي بعث لا شئ أقاسم هؤلاء المالك ولكن أضع في الطعام سما فاقتلهما وقال ذانك لا شئ
نعطى هذا ثلث المال ولكن إذا رجع قتلناه فلما رجع إليهم قتلوه وأكلا الطعام فماتا فبقى ذلك المال في
المغازة وأولئك الثلاثة قتلى عنده * وأخرج أحمد في الزهد عن خالد الحذاء قال كان عيسى بن مريم إذا سرح
رسله يحيون الموتى يقول لهم قولوا كذا قولوا كذا فإذا وجدتم قشعريرة ودمعة فادعوا عند ذلك * وأخرج أحمد
في الزهد عن ثابت قال انطلق عيسى عليه الصلاة والسلام يزورا خاله فاستقبله انسان فقال إن أخاك قد مات
فرجع فسمع بنات أخيه برجوع عنهن فأتينه فقلن يا رسول الله رجوعك عنا أشد علينا من موت أبينا قال
فانطلقن فأرينني قبره فانطلقن حتى أرينه قبره قال فصوت به فخرج وهو أشيب فقال ألست فلانا قال بلى قال فما
الذي أرى بك قال سمعت صوتك فحسبته الصيحة * قوله تعالى (وأنبئكم) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون قال بما أكلتم
البارحة من طعام وما خبأتم منه * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال كان
عيسى يقول للغلام في الكتاب ان أهلك قد خبأوا لك كذا وكذا فذلك قوله وما تدخرون * وأخرج ابن عساكر
عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال كان عيسى بن مريم وهو غلام يلعب مع الصبيان فكان يقول لأحدهم
تريدان أخبرك بما خبأت لك أمك فيقول نعم فيقول خبأت لك كذا وكذا فيذهب الغلام منهم إلى أمه فيقول لها
اطعميني ما خبأت لي قالت وأي شئ خبأت لك فيقول كذا وكذا فنقول من أخبرك فيقول عيسى بن مريم فقالوا
والله لئن تركتم هؤلاء الصبيان مع عيسى ليفسدنهم فجمعوهم في بيت وأغلقوا عليهم فخرج عيسى يلتمسهم
فلم يجدهم حتى سمع ضوضاهم في بيت فسأل عنهم فقال يا هؤلاء كأن هؤلاء الصبيان قالوا لا انما هؤلاء قردة
وخنازير قال اللهم اجعلهم قردة وخنازير فكانوا كذلك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن عمار بن ياسر قال أنبئكم بما تأكلون من المائدة وما تدخرون منها وكان أخذ عليهم في المائدة حين
نزلت ان يأكلوا ولا يدخروا فادخروا وخانوا فجعلوا قردة وخنازير * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبي
النجود وما تدخرون مثقلة بالإدغام * قوله تعالى (ومصدقا لما بين يدي) الآية * أخرج ابن جرير عن وهب أن
عيسى كان على شريعة موسى عليهما السلام وكان يسبت ويستقبل بيت المقدس وقال لبني إسرائيل انى لم
أدعكم إلى خلاف حرف مما في التوراة الا لأحل لكم بعض الذي حرم عليكم واضع عنكم من الآصار * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع في قوله ولا حل لكم بعض الذي حرم عليكم قال كان الذي جاء به عيسى ألين
مما جاء به موسى وكان قد حرم عليهم فيما جاء به موسى لحوم الإبل والثروب فأحلها لهم على لسان عيسى وحرمت
عليهم الشحوم فأحلت لهم فيما جاء به عيسى وفى أشياء من السمك وفى أشياء من الطير ما لا صيصية له وفى أشياء
أخر حرمها عليهم وشدد عليهم فيها فجاء هم عيسى بالتخفيف منه في الإنجيل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن
قتادة مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وجئتكم بآية من ربكم
قال ما بين لهم عيسى من الأشياء كلها وما أعطاه ربه * قوله تعالى (فلما أحس) الآية * أخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله فلما أحس عيسى منهم الكفر قال كفروا وأرادوا قتله فذلك حين
استنصر قومه فذلك حين يقول فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد من أنصاري إلى الله قال من يتبعني إلى الله * وأخرج ابن جرير عن السدى من أنصاري إلى الله يقول
مع الله * قوله تعالى (قال الحواريون) * الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس قال انما سموا الحواريين لبياض ثيابهم كانوا صيادين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي
أرطاة قال الحواريون الغسالون الذين يحورون الثياب يغسلونها * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال
الحواريون الغسالون وهو بالنبطية هواري وبالعربية المحور * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال
الحواريون قصارون مر بهم عيسى فآمنوا به واتبعوه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة قال الحواريون هم الذين تصلح لهم الخلافة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك قال الحواريون
35

أصفياء الأنبياء * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن قتادة قال الحوارى الوزير * وأخرج ابن أبي حاتم
عن سفيان بن عيينة قال الحوارى الناصر * وأخرج البخاري والترمذي وابن المنذر عن جابر بن عبد الله
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكم نبي حواري وان حواري الزبير * وأخرج ابن أبي داود في المصاحف
عن أسيد بن يزيد قال واشهد بأننا مسلمون في مصحف عثمان ثلاثة أحرف * قوله تعالى (ربنا آمنا)
الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه عن ابن
عباس في قوله فاكتبنا مع الشاهدين قال مع محمد صلى الله عليه وسلم وأمته انهم شهدوا له انه قد بلغ وشهدوا
للرسل انهم قد بلغوا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس فاكتبنا
مع الشاهدين قال مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قضى صلاته اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك فان للسائلين عليك حقا أيما
عبد أو أمة من أهل البر والبحر تقبلت دعوتهم واستجبت دعاءهم ان تشركنا في صالح ما يدعونك به وان تعافينا
وإياهم وان تقبل منا ومنهم وان تجاوز عنا وعنهم بانا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين وكان
يقول لا يتكلم بهذا أحد من خلقه الا أشركه الله في دعوة أهل برهم وأهل بحرهم فعمتهم وهو مكانه * وأخرج
ابن جرير عن السدى قال إن بني إسرائيل حصروا عيسى وتسعة عشر رجلا من الحواريين في بيت فقال عيسى
لأصحابه من يأخذ صورتي فيقتل وله الجنة فاخذها رجل منهم وصعد بعيسى إلى السماء فذلك قوله ومكروا ومكر
الله والله خير الماكرين * قوله تعالى (إذ قال الله يا عيسى) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
من طريق على عن ابن عباس في قوله انى متوفيك يقول انى مميتك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم
عن الحسن قال متوفيك من الأرض * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من وجه آخر عن الحسن في قوله انى متوفيك
يعنى وفاة المنام رفعه الله في منامه قال الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود ان عيسى لم يمت وانه راجع
إليكم قبل يوم القيامة * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة انى متوفيك ورافعك إلى قال هذا من المقدم والمؤخر أي
رافعك إلى ومتوفيك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مطر الوراق في الآية قال متوفيك من الدنيا وليس
بوفاة موت * وأخرج ابن جرير بسند صحيح عن كعب قال لما رأى عيسى قلة من اتبعه وكثرة من كذبه شكا ذلك إلى
الله فأوحى الله إليه انى متوفيك ورافعك إلى وإني سأبعثك على الأعور الدجال فتقتله ثم تعيش بعد ذلك أربعا
وعشرين سنة ثم أميتك ميتة الحي قال كعب وذلك صديق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال كيف
تهلك أمة أنا في أولها وعيسى في آخرها * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن الحسن قال لم يكن نبي كانت
العجائب في زمانه أكثر من عيسى إلى أن رفعه الله وكان من سبب رفعه ان ملكا جبارا يقال له داود بن نوذا وكان
ملك بني إسرائيل هو الذي بعثه في طلبه ليقتله وكان الله انزل عليه الإنجيل وهو ابن ثلاث عشرة سنة ورفع وهو ابن
أربع وثلاثين سنة من ميلاده فأوحى الله إليه انى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا يعنى ومخلصك
من اليهود فلا يصلون إلى قتلك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من وجه آخر عن الحسن في الآية قال رفعه الله
إليه فهو عنده في السماء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن وهب قال توفى الله عيسى بن مريم ثلاث ساعات من
النهار حتى رفعه إليه * وأخرج ابن عساكر عن وهب قال أماته الله ثلاثة أيام ثم بعثه ورفعه * وأخرج الحاكم عن
وهب أن الله توفى عيسى سبع ساعات ثم أحياه وان مريم حملت به ولها ثلاث عشرة سنة وانه رفع ابن ثلاث وثلاثين
وان أمه بقيت بعد رفعه ست سنين * وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من طريق جوهر عن الضحاك عن ابن
عباس في قوله انى متوفيك ورافعك يعنى رافعك ثم متوفيك في آخر الزمان * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جرير في
الآية قال رفعه اي توفيته * وأخرج الحاكم عن الحريث بن مخشى ان عليا قتل صبيحة إحدى وعشرين من رمضان
فسمعت الحسن بن علي وهو يقول قتل ليلة أنزل القرآن وليلة أسرى بعيسى وليلة قبض موسى * وأخرج ابن
سعد وأحمد في الزهد والحاكم عن سعيد بن المسيب قال رفع عيسى ابن ثلاث وثلاثين سنة ومات لها معاذ * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ومطهرك من الذين كفروا قال طهره من اليهود والنصارى والمجوس
36

ومن كفار قومه * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير ومطهرك من الذين كفروا قال إذ هموا منك بما هموا
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة قال
أهل الاسلام الذين اتبعوه على فطرته وملته وسنته فلا يزالون ظاهرين على من ناواهم إلى يوم القيامة * وأخرج
ابن جرير عن ابن جريج في الآية قال ناصر من اتبعك على الاسلام على الذين كفروا إلى يوم القيامة * وأخرج
ابن أبي حاتم وابن عساكر عن النعمان بن بشير سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال طائفة من أمتي
ظاهرين لا يبالون من خالفهم حتى يأتي أمر الله قال النعمان فمن قال انى أقول على رسول الله ما لم يقل فان تصديق
ذلك في كتاب الله تعالى قال الله تعالى وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة الآية * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الحسن وجاعل الذين اتبعوك قال هم المسلمون ونحن منهم ونحن فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة
* وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن أبي سفيان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنها لن تبرح
عصابة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على الناس حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ثم قرأ بهذه الآية يا عيسى
انى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا إلى يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال
النصارى فوق اليهود إلى يوم القيامة فليس بلد فيه أحد من النصارى الا وهم فوق يهود في شرق ولا غرب هم في
البلد كلها مستذلون * وأخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال عيسى مرفوع عند الله ثم ينزل قبل يوم القيامة
فمن صدق عيسى ومحمدا صلى الله عليه وسلم وكان على دينهما لم يزالوا ظاهرين على من فارقهم إلى يوم القيامة
* وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس في قوله وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات يقول أدوا فرائضي
فيوفيهم أجورهم يقول فيعطيهم جزاء أعمالهم الصالحة كاملا لا يبخسون منه شيئا ولا ينقصونه * قوله تعالى (ذلك
نتلوه عليك) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم راهبا نجران فقال
أحدهما من أبو عيسى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعجل حتى يأمره ربه فنزل عليه ذلك نتلوه عليك من
الآيات والذكر الحكيم إلى قوله من الممترين * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله والذكر الحكيم قال القرآن
* وأخرج ابن أبي حاتم عن علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ستكون فتن قلت فما المخرج منها قال كتاب
الله هو الذكر الحكيم والصراط المستقيم * قوله تعالى (ان مثل عيسى) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
من طريق العوفي عن ابن عباس ان رهطا من أهل نجران قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيهم السيد
والعاقب فقالوا له ما شأنك تذكر صاحبنا قال من هو قالوا عيسى تزعم أنه عبد الله قال أجل انه عبد الله قالوا فهل
رأيت مثل عيسى أو أنبئت به ثم خرجوا من عنده فجاءه جبريل فقال قل اللهم إذا أتوك ان مثل عيسى عند الله كمثل
آدم إلى آخر الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان سيدي أهل نجران وأسقفيهم
السيد والعاقب لقياني الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن عيسى فقالا كل آدمي له أب فما شأن عيسى لا أب له
فأنزل الله فيه هذه الآية ان مثل عيسى عند الله الآية * وأخرج ابن جرير عن السدى قال لما بعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم وسمع به أهل نجران أتاه منهم أربعة نفر من خيارهم منهم السيد والعاقب وما سرجس ومار بحر
فسألوه ما تقول في عيسى قال هو عبد الله وروحه وكلمته قالوا هم لا ولكنه هو الله نزل من ملكه فدخل في جوف
مريم ثم خرج منها فأرانا قدرته وأمره فهل رأيت انسان قط خلق من غير أب فأنزل الله ان مثل عيسى عند الله
كمثل آدم الآية * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله ان مثل عيسى الآية قال نزلت في العاقب والسيد من أهل
نجران * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال بلغنا ان نصارى نجران قدم وفدهم على النبي صلى الله
عليه وسلم فيهم السيد والعاقب وهما يومئذ سيدا أهل نجران فقالوا يا محمد فيم تشتم صاحبنا قال من صاحبكم قالوا
عيسى بن مريم تزعم أنه عبد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل انه عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه
فغضبوا وقالوا ان كنت صادقا فأرنا عبدا يحيى الموتى ويبرئ الأكمه ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه الآية
لكنه الله فسكت حتى أتاه جبريل فقال يا محمد لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم الآية فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل انهم يسألوني ان أخبرهم بمثل عيسى قال جبريل مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه
37

من تراب ثم قال له كن فيكون فلما أصبحوا عادوا فقرأ عليهم الآيات * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن الأزرق
ابن قيس قال جاء أسقف نجران والعاقب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الاسلام فقالا قد كنا
مسلمين قبلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبتما منع الاسلام منكما ثلاث قولكما اتخذ الله ولدا وسجودكما
للصليب وأكلكما لحم الخنزير قالا فمن أبو عيسى فلم يدر ما يقول فأنزل ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم إلى قوله
بالمفسدين فلما نزلت هذه الآيات دعا هما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملاعنة فقالا انه ان كان نبيا فلا ينبغي
لنا ان نلاعنه فأبيا فقالا ما تعرض سوى هذا فقال الاسلام أو الجزية أو الحرب فأقروا بالجزية * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة الحق من ربك فلا تكون من الممترين يعنى فلا تكن في شك من عيسى انه
كمثل آدم عبد الله ورسوله وكلمته * وأخرج ابن المنذر عن الشعبي قال قدم وفد نجران على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقالوا حدثنا عن عيسى بن مريم قال رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم قالوا ينبغي لعيسى أن يكون فوق هذا
فأنزل الله ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم الآية قالوا ما ينبغي لعيسى أن يكون مثل آدم فأنزل الله فمن حاجك
فيه من بعد ما جاءك من العلم الآية * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن الحرث بن جزء الزبيدي انه سمع النبي
صلى الله عليه وسلم يقول ليت بيني وبين أهل نجران حجابا فلا أراهم ولا يروني من شدة ما كانوا يمارون النبي صلى
الله عليه وسلم وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق سلمة بن عبد يشوع عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم كتب إلى أهل نجران قبل أن ينزل عليه طس سليمان بسم الله إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب من محمد
رسول الله إلى أسقف نجران وأهل نجران ان أسلمتم فإني أحمد إليكم الله إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب أما بعد فإني
أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد فان أبيتم فالجزية وان أبيتم فقد
آذنتكم بالحرب والسلام فلما قرأ الأسقف الكتاب فظع به وذعر ذعرا شديدا فبعث إلى رجل من أهل نجران
يقال له شرحبيل بن وداعة فدفع إليه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقرأه فقال له الأسقف ما رأيك فقال شرحبيل
قد علمت ما وعد الله إبراهيم في ذرية إسماعيل من النبوة فما يؤمن أن يكون هذا الرجل ليس لي في النبوة رأى
لو كان رأى من أمر الدنيا أشرت عليك فيه وجهدت لك فبعث الأسقف إلى واحد بعد واحد من أهل نجران
فكلهم قال مثل قول شرحبيل فاجتمع رأيهم على أن يبعثوا شرحبيل بن وداعة وعبد الله بن شرحبيل وجبار بن
فيض فيأتونهم بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق الوفد حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم
وسألوه فلم تزل به وبهم المسألة حتى قالوا له ما تقول في عيسى بن مريم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عندي
فيه شئ يومى هذا فأقيموا حتى أخبركم بما يقال لي في عيسى صبح الغد فأنزل الله هذه الآية ان مثل عيسى عند الله
كمثل آدم خلقه من تراب إلى قوله فنجعل لعنة الله على الكاذبين فأبوا أن يقروا بذلك فلما أصبح رسول الله صلى
الله عليه وسلم الغد بعد ما أخبرهم الخبر أقبل مشتملا على الحسن والحسين في خميلة له وفاطمة تمشى خلف
ظهره للملاعنة وله يومئذ عدة نسوة فقال شرحبيل لصاحبيه انى أرى أمرا مقبلا ان كان هذا الرجل نبيا مرسلا
فلا عناه لا يبقى على وجه الأرض منا شعر ولا ظفر الا هلك فقالا له ما رأيك فقال رأى أن أحكمه فإني أرى رجلا
لا يحكم شططا أبدا فقالا له أنت وذاك فتلقى شرحبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انى قد رأيت خيرا من
ملاعنتك قال وما هو قال حكمك اليوم إلى الليل وليلتك إلى الصباح فمهما حكمت فينا فهو جائز فرجع رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولم يلاعنهم وصالحهم على الجزية * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو
نعيم في الدلائل عن حذيفة ان العاقب والسيد أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يلاعنهما فقال
أحدهما لصاحبه لا تلاعنه فوالله لئن كان نبيا فلا عننا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا فقالوا له نعطيك ما سألت
فابعث معنا رجلا أمينا فقال قم يا أبا عبيدة فلما قفا قال هذا أمين هذه الأمة * وأخرج الحاكم وصححه وابن
مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن جابر قال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم العاقب والسيد فدعا هما إلى الاسلام
فقالا أسلمنا يا محمد قال كذبتما ان شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الاسلام قالا فهات قال حب الصليب وشرب
الخمر وأكل لحم الخنزير قال جابر فدعا هما إلى الملاعنة فوعداه إلى الغد فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ
38

بيد على وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه واقرا له فقال والذي بعثني بالحق لو فعلا لا مطر
الوادي عليهما نارا قال جابر فيهم نزلت تعالوا ندع أبناءنا وأبناء كم الآية قال جابر أنفسنا وأنفسكم رسول الله صلى
الله عليه وسلم وعلى وأبناءنا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة * وأخرج الحاكم وصححه عن جابر ان
وفد نجران أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ما تقول في عيسى فقال هو روح الله وكلمته وعبد الله ورسوله
قالوا له هل لك أن نلاعنك انه ليس كذلك قال وذاك أحب إليكم قالوا نعم قال فإذا شئتم فجاء وجمع ولده الحسن
والحسين فقال رئيسهم لا تلاعنوا هذا الرجل فوالله لئن لاعنتموه ليخسفن بأحد الفريقين فجاؤوا فقالوا يا أبا
القاسم انما أراد أن يلاعنك سفهاؤنا وانا نحب أن تعفينا قال قد أعفيتكم ثم قال إن العذاب قد أظل نجران
* وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ان وفد نجران من النصارى
قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم منهم السيد وهو الكبير والعاقب
وهو الذي يكون بعده وصاحب رأيهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما أسلما قالا أسلمنا قال ما أسلمتما قالا
بلى قد أسلمنا قبلك قال كذبتما يمنعكم من الاسلام ثلاث فيكما عبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير وزعمكما ان لله ولدا
ونزل ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب الآية فلما قرأها عليهم قالوا ما نعرف ما تقول ونزل فمن
حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم يقول من جادلك في أمر عيسى من بعدما جاءك من العلم من القرآن فقل
تعالوا إلى قوله ثم نبتهل يقول نجتهد في الدعاء ان الذي جاء به محمد هو الحق وان الذي يقولون هو الباطل فقال
لهم ان الله قد أمرني ان لم تقبلوا هذا أن أباهلكم فقالوا يا أبا القاسم بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك
فخلا بعضهم ببعض وتصادقوا فيما بينهم قال السيد للعاقب قد والله علمتم ان الرجل نبي مرسل ولئن لاعنتموه انه
ليستأصلكم ومالا عن قوم قط نبيا فبقى كبيرهم ولا نبت صغيرهم فان أنتم ان تتبعوه وأبيتم الا الف دينكم فوادعوه
وارجعوا إلى بلاد كم وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ومعه على والحسن والحسين وفاطمة فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أنا دعوت فأمنوا أنتم فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية * وأخرج أبو
نعيم في الدلائل من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس ان ثمانية من أساقف العرب من أهل نجران قدموا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم العاقب والسيد فأنزل الله قل تعالوا ندع أبناءنا إلى قوله ثم نبتهل يريد ندع
الله باللعنة على الكاذب فقالوا أخرنا ثلاثة أيام فذهبوا إلى بني قريظة والنضير وبنى قينقاع فاستشاروهم فأشاروا
عليهم ان يصالحوه ولا يلاعنوه وهو النبي الذي نجده في التوراة فصالحوا النبي صلى الله عليه وسلم على ألف حلة في
صفر وألف في رجب ودراهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم في الدلائل عن قتادة فمن حاجك فيه
في عيسى فقل تعالوا ندع أبناءنا الآية فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لذلك وفد نجران وهم الذين حاجوه في عيسى
فنكصوا وأبو وذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن كان العذاب لقد نزل على أهل نجران ولو فعلوا
لاستؤصلوا عن جديد الأرض * وأخرج ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم عن
الشعبي قال كان أهل نجران أعظم قوم من النصارى قولا في عيسى بن مريم فكانوا يجادلون النبي صلى الله عليه
وسلم فيه فأنزل الله هذه الآيات في سورة آل عمران ان مثل عيسى عند الله إلى قوله فنجعل لعنة الله على الكاذبين
فامر بملاعنتهم فواعدوه لغد فغدا النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين وفاطمة فأبوا أن يلاعنوه
وصالحوه على الجزية فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران حتى الطير على الشجر
لو تموا على الملاعنة * وأخرج عبد الرزاق والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال لو باهل أهل نجران رسول الله صلى الله عليه وسلم
لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا * وأخرج مسلم والترمذي وابن المنذر والحاكم والبيهقي في سننه عن سعد بن أبي
وقاص قال لما نزلت هذه الآية قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة
وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي * وأخرج ابن جرير عن علباء بن أحمر اليشكري قال لما نزلت هذه الآية
قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم الآية أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى على وفاطمة وابنيهما الحسن
39

والحسين ودعا اليهود ليلا عنهم فقال شاب من اليهود ويحكم أليس عهدكم بالأمس إخوانكم الذين مسخوا قردة
وخنازير لا تلاعنوا فانتهوا * وأخرج ابن عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه في هذه الآية تعالوا ندع أبناءنا
الآية قال فجاء بأبي بكر وولده وبعمر وولده وبعثمان وولده وبعلي وولده * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
من طريق ابن جريج عن ابن عباس ثم نبتهل نجتهد * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا الاخلاص يشير بإصبعه التي تلى الابهام وهذا الدعاء فرفع يديه حذو
منكبيه وهذا الابتهال فرفع يديه مدا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ان هذا لهوا القصص
الحق يقول إن هذا الذي قلنا في عيسى هو الحق * وأخرج عبد بن حميد عن قيس بن سعد قال كان بين ابن عباس
وبين آخر شئ فقرأ هذه الآية تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فرفع يديه
واستقبل الركن فنجعل لعنة الله على الكاذبين * قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب تعالوا) * أخرج ابن أبي
شيبة وسلم وأبو داود والنسائي والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي
الفجر في الأولى منهما قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا الآية وفى الثانية تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم * وأخرج عبد
الرزاق والبخاري ومسلم والنسائي وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال حدثني أبو سفيان ان هرقل دعا بكتاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من
اتبع الهدى اما بعد فإني أدعوك بدعاية الاسلام أسلم تسلم أسلم يؤتك الله أجرك مرتين فان توليت فان عليك اثم
الأريسيين ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا إلى قوله اشهدوا بانا
مسلمون * وأخرج الطبراني عن ابن عباس ان كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكفار تعالوا إلى كلمة سواء
بيننا وبينكم الآية * وأخرج ابن حرير وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله تعالوا إلى كلمة الآية قال بلغني ان
النبي صلى الله عليه وسلم دعا يهود أهل المدينة إلى ذلك فأبوا عليه فجاهدهم حتى أتوا بالجزية * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا يهود أهل المدينة إلى الكلمة السواء
وهم الذين حاجوا في إبراهيم وزعموا أنه مات يهوديا وأكذبهم الله ونفاهم منه فقال يا أهل الكتاب لم تحاجون في
إبراهيم الآية * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا اليهود إلى الكلمة
السواء * وأخرج عن محمد بن جعفر بن الزبير في قوله قل يا أهل الكتاب تعالوا الآية قال فدعاهم إلى النصف
وقطع عنهم الحجة يعنى وفد نجران * وأخرج عن السدى قال ثم دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى الوفد من
نصارى نجران فقال يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة تعالوا إلى
كلمة سواء قال عدل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع مثله * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن
عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله سواء بيننا وبينكم قال عدل قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما
سمعت قول الشاعر تلاقينا تعاصينا سواء * ولكن حم عن حال بحال
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال كلمة السواء لا إله إلا الله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
عن مجاهد تعالوا إلى كلمة سواء قال لا إله إلا الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ولا يتخذ
بعضنا بعضا أربابا من دون الله قال لا يطيع بعضنا بعضا في معصية الله ويقال ان تلك الربوية ان يطيع الناس
سادتهم وقادتهم في غير عبادة وان لم يصلوا لهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ولا يتخذ
بعضنا بعضا أربابا قال سجود بعضهم لبعض * قوله تعالى (يا أهل الكتاب لم تحاجون) الآية * أخرج ابن إسحاق
وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول الله صلى
الله عليه وسلم فتنازعوا عنده فقالت الأحبار ما كان إبراهيم الا يهوديا وقالت النصارى ما كان إبراهيم الا
نصرانيا فأنزل الله فيهم يا أهل الكتاب لما تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل الا من بعده إلى قوله
والله ولى المؤمنين فقال أبو رافع القرظي أتريد منا يا محمد ان نعبدك كما تعبد النصارى عيسى بن مريم فقال رجل
من أهل نجران أذلك تريد يا محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ الله أن أعبد غير الله أو آمر بعبادة
40

غيره ما بذلك بعثني ولا أمرني فأنزل الله في ذلك من قولهما ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة
ثم يقول للناس كونوا عباد إلى من دون الله إلى قوله بعد إذا أنتم مسلمون ثم ذكر ما أخذ عليهم وعلى آبائهم من
الميثاق بتصديقه إذا هو جاءهم واقرارهم به على أنفسهم فقال وإذ أخذ الله ميثاق النبيين إلى قوله من الشاهدين
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا يهود أهل
المدينة وهم الذين حاجوا في إبراهيم وزعموا أنه مات يهوديا فأكذبهم الله ونفاهم منه فقال يا أهل الكتاب
لم تحاجون في إبراهيم وتزعمون أنه كان يهوديا أو نصرانيا وما أنزلت التوراة والإنجيل الا من بعده فكانت
اليهودية بعد التوراة وكانت النصرانية بعد الإنجيل أفلا تعقلون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم قال اليهود والنصارى برأه الله منهم حين
ادعى كل أمة أمة منهم والحق به المؤمنين من كان من أهل الحنيفية * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى يا أهل الكتاب
لم تحاجون في إبراهيم قالت النصارى كان نصرانيا وقالت اليهود كان يهوديا فأخبرهم الله ان التوراة والإنجيل
انما أنزلنا من بعده وبعده كانت اليهودية والنصرانية * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية ها أنتم هؤلاء
حاججتم فيما لكم به علم يقول فيما شهدتم ورأيتم وعاينتم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم يقول فيما لم تشهدوا
ولم تروا ولم تعاينوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى في الآية قال أما الذي لهم به علم فما حرم عليهم وما أمرا به وأما الذي ليس لهم به علم فشأن إبراهيم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال يعذر من حاج بعلم ولا يعذر من حاج بالجهل * قوله تعالى (ما كان
إبراهيم يهوديا) الآية * أخرج ابن جرير عن الشعبي قال قالت اليهود إبراهيم على ديننا وقالت النصارى هو على
ديننا فأنزل الله ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا الآية فأكذبهم الله وأدحض حجتهم * وأخرج عن الربيع مثله
* وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال قال كعب وأصحابه ونفر من النصارى ان إبراهيم منا وموسى منا
والأنبياء منا فقال الله ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما * وأخرج ابن جرير عن سالم بن
عبد الله لا أراه الا يحدثه عن أبيه ان زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسال عن الدين ويتبعه فلقى عالما من
اليهود فسأله عن دينه وقال انى لعلى ان أدين دينكم فأخبرني عن دينكم فقال له اليهودي انك لن تكون على
ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله قال زيد ما أفر الا من غضب الله ولا أحمل من غضب الله شيئا أبدا فهل تدلني
على دين ليس فيه فهذا قال ما أعلمه الا أن تكون حنيفا قال وما الحنيف قال دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا
وكان لا يعبد الا الله فخرج من عنده فلقى عالما من النصارى فسأله عن دينه فقال انى لعلى ان أدين دينكم فأخبرني
عن دينكم قال إنك لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله قال لا أحتمل من لعنة الله شيئا ولا من غضب
الله شيئا أبدا فهل تدلني على دين ليس فيه هذا فقال له نحو ما قاله اليهودي لا أعلمه الا أن تكون حنيفا فخرج من
عندهم وقد رضى الذي أخبراه والذي اتفقا عليه من شأن إبراهيم فلم يزل رافعا يديه إلى الله وقال اللهم إني
أشهدك انى على دين إبراهيم * قوله تعالى (ان أولى الناس بإبراهيم) الآية * أخرج عبد بن حميد من طريق
شهر بن حوشب حدثني ابن غنم انه لما أن خرج أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي أدركهم عمرو بن
العاصي وعمارة بن أبي معيط فأرادوا عنتهم والبغي عليهم فقدموا على النجاشي وأخبره ان هؤلاء الرهط الذين
قدموا عليك من أهل مكة انما يريدون أن يخبلوا عليك ملكك ويفسدوا عليك أرضك ويشتموا ربك فأرسل
إليهم النجاشي فلما ان أتوه قال ألا تسمعون ما يقول صاحباكم هذا ان لعمر وبن العاصي وعمارة بن أبي معيط
يزعمان انما جئتم لتخبلوا على ملكي وتفسدوا على أرضى فقال عثمان بن مظعون وحمزة ان شئتم فخلوا بين أحدنا
وبين النجاشي فلنكلمه فانا أحدثكم سنا فان كان صوابا فالله يأتي به وان كان أمرا غير ذلك قلتم رجل شاب لكم في
ذلك عذر فجمع النجاشي قسيسيه ورهبانه وتراجمته ثم سألهم أرأيتكم صاحبكم هذا الذي من عنده جئتم ما يقول
لكم وما يأمر كم به وما ينهاكم عنه هل له كتاب يقرؤه قالوا نعم هذا الرجل يقرأ ما أنزل الله عليه وما قد سمع منه وهو
يأمر بالمعروف ويأمر بحسن المجاورة ويأمر باليتيم ويأمر بان يعبد الله وحده ولا يعبد معه إله آخر فقرأ عليه
41

سورة الروم وسورة العنكبوت وأصحاب الكهف ومريم فلما ان ذكر عيسى في القرآن أراد عمرو أن يغضبه
عليهم فقال والله انهم ليشتمون عيسى ويسبونه قال النجاشي ما يقول صاحبكم في عيسى قال يقول إن عيسى عبد
الله ورسوله وروحه كلمته ألقاها إلى مريم فاخذ النجاشي نفثه من سواكه قدر ما يقذى العين فحلف ما زاد المسيح
على ما يقول صاحبكم ما يزن ذلك القذى في يده من نفثة سواكه فابشروا ولا تخافوا فلا دهونة يعنى بلسان الحبشة
اليوم على حزب إبراهيم قال عمرو بن العاص ما حزب إبراهيم قال هؤلاء الرهط وصاحبهم الذي جاؤوا من عنده
ومن اتبعهم فأنزلت ذلك اليوم خصومتهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة ان أولى الناس بإبراهيم
للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لكل
نبي ولاة من النبيين وان وليي منهم أبى وخليل ربى ثم قرأ ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين
آمنوا والله ولى المؤمنين * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحكم بن ميناء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا معشر
قريش ان أولى الناس بالنبي المتقون فكونوا أنتم بسبيل ذلك فانظروا ان لا يلقاني الناس يحملون الأعمال
وتلقوني بالدنيا تحملونها فاصد عنكم بوجهي ثم قرأ عليهم هذه الآية ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا
النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس أن أولى
الناس بإبراهيم للذين اتبعوه قال هم المؤمنون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ان أولى الناس بإبراهيم
للذين اتبعوه يقول الذين اتبعوه على ملته وسنته ومنهاجه وفطرته وهذا النبي وهو نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم
والذين آمنوا معه وهم المؤمنون * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال كل مؤمن ولى لإبراهيم ممن مضى
وممن بقى * وأخرج أحمد وابن أبي داود في البعث وابن أبي الدنيا في العزاء والحاكم وصححه والبيهقي في البعث
والنشور عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولاد المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة
حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة * قوله تعالى (ودت طائفة من أهل الكتاب) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن سفيان قال كل شئ في آل عمران من ذكر أهل الكتاب فهو في النصارى * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون قال تشهدون ان نعت
نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم في كتابكم ثم تكفرون به وتنكرونه ولا تؤمنون به وأنتم تجدونه مكتوبا عندكم في
التورة والإنجيل النبي الأمي * وأخرج ابن أبي جرير وابن أبي حاتم عن الربيع مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن السدى في قوله يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله قال محمد وأنتم تشهدون قال تشهدون انه الحق
تجدونه مكتوبا عندكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل لم تكفرون بآيات الله قال بالحجج وأنتم تشهدون ان
القرآن حق وأن محمدا رسول الله تجدونه مكتوبا في التوراة والإنجيل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن
جريج لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون على أن الدين عند الله الاسلام ليس لله دين غيره * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن الربيع في قوله لم تلبسون الحق بالباطل يقول لم تخلطون اليهودية والنصرانية بالاسلام وقد
علمتم ان دين الله الذي لا يقبل من أحد غيره الاسلام وتكتمون الحق يقول تكتمون شأن محمد صلى الله عليه وسلم
وأنتم تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة مثله * وأخرج ابن إسحاق
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال قال عبد الله بن الضيف وعدى بن زيد والحرث بن
عوف بعضهم لبعض تعالوا نؤمن بما أنزل على محمد وأصحابه غدوة ونكفر به عشية حتى نلبس عليهم دينهم لعلهم
يصنعون كما نصنع فيرجعون عن دينهم فأنزل الله فيهم يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل إلى قوله والله واسع
عليم * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن أبي مالك قال قالت اليهود بعضهم لبعض آمنوا معهم
بما يقولون أول النهار وارتدوا آخره لعلهم يرجعون معكم فاطلع الله على سرهم فأنزل الله تعالى وقالت طائفة من
أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله وقالت طائفة من
أهل الكتاب الآية قال كان أحبار قرى عربية اثنا عشر حبرا فقالوا لبعضهم ادخلوا في دين محمد أول النهار وقولوا
42

نشهد ان محمد أحق صادق فإذا كان آخر النهار فاكفروا وقولوا انا رجعنا إلى علمائنا وأحبارنا فسألناهم فحدثونا
ان محمدا كاذب وانكم لستم على شئ وقد رجعنا إلى ديننا فهو أعجب إلينا من دينكم لعلهم يشكون يقولون
هؤلاء كانوا معنا أول النهار فما بالهم فأخبر الله رسوله بذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق
العوفي عن ابن عباس في قوله وقالت طائفة الآية قال إن طائفة من اليهود قالت إذا لقيتم أصحاب محمد أول
النهار فآمنوا وإذا كان آخره فصلوا صلاتكم لعلهم يقولون هؤلاء أهل الكتاب وهم أعلم منا لعلهم ينقلبون
عن دينهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة من طريق أبى ظبيان عن
ابن عباس في قوله وقالت طائفة الآية قال كانوا يكونون معهم أول النهار ويجالسونهم ويكلمونهم فإذا
أمسوا وحضرت الصلاة كفروا به وتركوه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار يهود تقوله صلت مع محمد صلاة الفجر وكفروا
آخر النهار مكرا منهم ليروا الناس ان قد بدت لهم منه الضلالة بعد إذ كانوا اتبعوه * وأخرج ابن جرير عن
قتادة والربيع في قوله وجه النهار قالا أول النهار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة ولا تؤمنوا الا لمن
تبع دينكم قال هذا قول بعضهم لبعض * وأخرج ابن جرير عن الربيع مثله * وأخرج ابن جرير عن
السدى ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم قال لا تؤمنوا الا لمن تبع اليهودية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن أبي مالك قال كانت اليهود تقول أحبارها للذين من دينهم أثنوا محمدا وأصحابه أول النهار
فقولوا نحن على دينكم فإذا كان بالعشي فأتوهم فقولوا لهم انا كفرنا بدينكم ونحن على ديننا الأول انا قد
سألنا علماءنا فأخبرونا انكم لستم على شئ وقالوا لعل المسلمين يرجعون إلى دينكم فيكفرون بمحمد ولا
تؤمنوا الا لمن تبع دينكم فأنزل الله قل ان الهدى هدى الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم
عن مجاهد أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم حسدا من يهود أن تكون النبوة في غيرهم وإرادة أن يتابعوا على دينهم
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك وسعيد بن جبير أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم
قالا أمة محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال الله لمحمد قل ان الهدى
هدى الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال قال الله لمحمد قل ان الهدى هدى الله أن يؤتى
أحد مثل ما أوتيتم يا أمة محمد أو يحاجوكم عند ربكم يقول اليهود فعل الله بنا كذا وكذا من الكرامة حتى
أنزل علينا المن والسلوى فان الذي أعطاكم أفضل فقولوا ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قل ان الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم يقول لما أنزل
الله كتابا مثل كتابكم وبعث نبيا كنبيكم حسدتموه على ذلك قل ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء * وأخرج ابن
جرير عن الربيع مثله * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قل ان الهدى هدى الله أن يؤتي أحد مثل ما أوتيتم
يقول هذا الامر الذي أنتم عليه مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قال قال بعضهم لبعض لا تخبروهم بما بين الله
لكم في كتابه ليحاجوكم قال ليخاصموكم به عند ربكم فتكون لهم حجة عليكم قل ان الفصل بيد الله قال الاسلام
يختص برحمته من يشاء قال القرآن والاسلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد يختص برحمته من يشاء قال النبوة يختص بها من يشاء * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن يختص برحمته
من يشاء قال رحمته الاسلام يختص بها من يشاء * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ذو الفضل العظيم
يعنى الوافر * قوله تعالى (ومن أهل الكتاب) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله ومن
أهل الكتاب من أن تأمنه بقنطار يؤده إليك قال هذا من النصارى ومنهم من أن تأمنه بدينار لا يؤده إليك قال
هذا من اليهود الا ما دمت عليه قائما قال الا ما طلبته واتبعته * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ومنهم
من أن تأمنه بدينار لا يؤده إليك قال كانت تكون ديون لأصحاب محمد عليهم فقالوا ليس علينا سبيل في أموال أصحاب
محمد ان أمسكناها وهم أهل الكتاب أمروا ان يؤدوا إلى كل مسلم عهده * وأخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن
43

دينار قال انما سمى الدينار لأنه دين ونار قال معناه ان من أخذه بحقه فهو دينه ومن أخذه بغير حقه فله النار
* وأخرج الخطيب في تاريخه عن علي بن أبي طالب انه سئل عن الدرهم لم سمى درهما وعن الدينار لم سمى
دينارا قال اما الدرهم فسمى دارهم واما الدينار فضربته المجوس فسمى دينارا * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد الا ما دمت عليه قائما قال مواظبا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن السدى الا ما دمت عليه قائما يقول يعترف بأمانته ما دمت عليه قائما على رأسه فإذا قمت ثم جئت تطلبه كافرك
الذي يؤدى والذي يجحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ذلك بأنهم قالوا ليس علينا
في الأميين سبيل قال قالت اليهود ليس علينا فيما أصبنا من أموال العرب سبيل * وأخرج ابن جرير عن السدى
قال يقال له ما بالك لا تؤدى أمانتك فيقول ليس علينا حرج في أموال العرب قد أحلها الله لنا * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال لما نزلت ومن أهل الكتاب إلى قوله ذلك
بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل قال النبي صلى الله عليه وسلم كذب أعداء الله ما من شئ كان في الجاهلية الا
وهو تحت قدمي هاتين الا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
صعصعة انه سأل ابن عباس فقال انا نصيب في الغزو من أموال أهل الذمة الدجاجة والشاة قال ابن عباس
فتقولون ماذا قال نقول ليس علينا في ذلك من باس قال هذا كما قال أهل الكتاب ليس علينا في الأميين سبيل انهم
إذا أدوا الجزية لم تحل لكم أموالهم الا بطيب أنفسهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
ابن جريج في الآية قال بايع اليهود رجال من المسلمين في الجاهلية فلما أسلموا تقاضوهم ثمن بيوعهم فقالوا ليس
علينا أمانة ولا قضاء لكم عندنا لأنكم تركتم دينكم الذي كنتم عليه وادعوا انهم وجدوا ذلك في كتابهم فقال الله
ويقولون على الله الكذب وهم يعملون * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس بلى من أوفى بعهده
واتقى يقول اتقى الشرك فان الله يحب المتقين يقول الذين يتقون الشرك * قوله تعالى (ان الذين يشترون) الآية
* أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من حلف على يمين هو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقى الله وهو عليه غضبان فقال الأشعث بن
قيس في والله كان ذلك كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألك بينة قلت لا فقال لليهودي احلف فقلت يا رسول الله اذن يحلف فيذهب مالي
فأنزل الله ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا إلى آخر الآية * وأخرج عبد بن حميد والبخاري وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن أبي أوفى ان رجلا أقام سلعة له في السوق فحلف بالله لقد أعطى بها ما لم يعطه
ليوقع فيها رجلا من المسلمين فنزلت هذه الآية ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا إلى آخر الآية
* وأخرج أحمد وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في الشعب وابن عساكر عن
عدى بن بحيرة قال كان بين امرئ القيس ورجل من حضرموت خصومة فارتفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال للحضرمي بينتك والا فيمينه قال يا رسول الله ان حلف ذهب بأرضي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها حق أخيه لقى الله وهو عليه غضبان فقال امرؤ القيس يا رسول الله فما لمن تركها
وهو يعلم أنها حق قال الجنة فقال أشهدك انى قد تركتها فنزلت هذه الآية ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم
ثمنا قليلا إلى آخر الآية لفظ ابن جرير * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج ان الأشعث بن قيس اختصم هو ورجل
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض كانت في يده لذلك الرجل أخذها في الجاهلية فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أقم بينتك قال الرجل ليس يشهد لي أحد على الأشعث قال فلك يمينه فقال الأشعث نحلف فأنزل الله
ان الذين يشترون بعهد الله الآية فنكل الأشعث وقال انى أشهد الله وأشهدكم ان خصمي صادق فرد إليه أرضه
وراده من أرض نفسه زيادة كثيرة * وأخرج ابن جرير عن الشعبي ان رجلا أقام سلعته من أول النهار فلما كان
44

آخره جاء رجل يساومه فحلف لقد منعها أول النهار من كذا ولولا الماء ما باعها به فأنزل الله ان الذين يشترون بعهد
الله وايمانهم ثمنا قليلا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد نحوه * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال نزلت هذه الآية
ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا في أبى رافع وكنانة بن أبي الحقيق وكعب بن الأشرف وحيى بن
أخطب * وأخرج ابن أبي شيبة من طريق ابن عون عن إبراهيم ومحمد والحسن في قوله ان الذين يشترون بعهد
الله وايمانهم ثمنا قليلا قالوا هو الرجل يقتطع مال الرجل بيمينه * وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي عن وائل بن
حجر قال جاء رجل من حضرموت ورجل من كندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الحضرمي يا رسول الله ان هذا
قد غلبني على أرض كانت لأبي قال الكندي هي أرض كانت في يدي أزرعها ليس له فيها حق فقال النبي صلى الله
عليه وسلم للحضرمي ألك بينة قال لا قال فلك يمينه فقال يا رسول الله ان الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه وليس
يتورع عن شئ فقال ليس لك منه الا ذلك فانطلق ليحلف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أدبر لئن حلف على
مال ليأكله ظلما ليلقين الله وهو عنه معرض * وأخرج أبو داود وابن ماجة عن الأشعث بن قيس ان رجلا من
كندة وآخر من حضرموت اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض من اليمن فقال الحضرمي يا رسول
الله ان أرضى اغتصبها أبو هذا وهي في يده فقال هل لك بينة قال لا ولكن أحلفه والله ما يعلم أنها أرضى اغتصبها
أبوه فتهيأ الكندي لليمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقتطع أحد ما لا بيمين الا لقى الله وهو أجذم فقال
الكندي هي أرضه * وأخرج أحمد والبزار وأبو يعلى والطبراني بسند حسن عن أبي موسى قال اختصم رجلان إلى
النبي صلى الله عليه وسلم في أرض أحدهما من حضرموت فجعل يمين أحدهما فضيح الآخر وقال اذن يذهب بأرضي
فقال إن هو اقتطعها بيمينه ظلما كان ممن لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب اليم قال وورع الآخر
فردها * وأخرج أحمد بن منيع في مسنده والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن مسعود قال كنا نعد من الذنب
الذي ليس له كفارة اليمين الغموس قيل وما اليمين الغموس فقال الرجل يقتطع بيمينه مال الرجل * وأخرج
ابن حبان والطبراني والحاكم وصححه عن الحرث بن البرصاء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج بين
الجمرتين وهو يقول من اقتطع مال أخيه بيمين فاجرة فليتبوأ مقعده من النار ليبلغ شاهدكم غائبكم مرتين
أو ثلاثا * وأخرج البزار عن عبد الرحمن بن عوف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اليمين الفاجرة تذهب المال
* وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس مما عصى الله به هو أعجل عقابا من
البغي وما من شئ أطيع الله فيه أسرع ثوابا من الصلة واليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع * وأخرج الحرث
ابن أبي أسامة والحاكم وصححه عن كعب بن مالك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اقتطع مال امرئ
مسلم بيمين كاذبة كانت نكتة سوداء في قلبه لا يغيرها شئ إلى يوم القيامة * وأخرج الطبراني والحاكم وصححه
عن جابر بن عتيك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتطع مال مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة وأوجب
له النار فقيل يا رسول الله وان شيئا يسيرا قال وان سواكا * وأخرج مالك وابن سعد وأحمد ومسلم والنسائي وابن
ماجة عن أبي امامة أياس بن ثعلبة الحارثي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه
فقد أوجب الله له النار وحرم الله عليه الجنة قالوا وان كان شيئا يسيرا يا رسول الله قال وان كان قضيبا من أراك
ثلاثا * وأخرج ابن ماجة بسند صحيح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحلف عند هذا المنبر
عبد ولا أمة على يمين آثمة ولو على سواك رطبة الا وجبت له النار * وأخرج ابن ماجة وابن حبان عن جابر بن
عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين آثمة عند منبري هذا فليتبوأ مقعده من
النار ولو على سواك أخضر قال أبو عبيد والخطابي كانت اليمين على عهده صلى الله عليه وسلم عند المنبر * وأخرج
عبد الرزاق عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اليمين الكاذبة تنفق السلعة وتمحق الكسب
* وأخرج عبد الرزاق عن أبي سويد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن اليمين الفاجرة تعقم الرحم
وتقل العدد وتدع الديار بلاقع * وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم رجل حلف يمينا على مال مسلم فاقتطعه
45

ورجل حلف على يمين بعد العصر انه أعطى بسلعته أكثر مما أعطى وهو كاذب ورجل منع فضل ماء فان الله
سبحانه يقول اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو
داود وابن جرير والحاكم وصححه عن عمران بن حصين انه كان يقول من حلف على يمين فاجرة يقتطع بها مال أخيه
فليتبوأ مقعده من النار فقال له قائل شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم انكم لتجدون ذلك ثم قرأ
ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم الآية * وأخرج البخاري عن ابن أبي مليكة ان امرأتين كانتا تخرزان في
بيت فخرجت إحداهما وقد أنفذ باشفاء في كفها فادعت على الأخرى فرفع إلى ابن عباس فقال ابن عباس قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعطى الناس بدعوا هم لذهب دماء قوم وأموالهم ذكروها بالله واقرؤا عليها ان
الذين يشترون بعهد الله الآية فذكروها فاعترفت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن سعيد بن المسيب قال إن اليمين الفاجرة من الكبائر ثم تلا ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا
* وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال كنا نرى ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من الذنب الذي
لا يغفر يمين الصبر إذا فجر فيها صاحبها * وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي قال من قرأ القرآن يتأكل
الناس به أتى الله يوم القيامة ووجهه بين كتفيه وذلك بان الله يقول إن الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا
قليلا * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن زاذان قال من قرأ القرآن يأكل به جاء يوم القيامة ووجهة عظم ليس
عليه لحم * وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي في شعب الايمان
عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم
عذاب أليم المسبل إزاره والمنفق سلعته بالحلف الكاذب والمنان * وأخرج عبد الرزاق وأحمد ومسلم وأبو داود
والترمذي وابن ماجة وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل منع ابن السبيل فضل ماء عنده
ورجل حلف على سلعة بعد العصر كاذبا فصدقه فاشتراها بقوله ورجل بايع إماما فان أعطاه وفى له وان لم يعطه لم
يف له * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم
القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم أشمط زان وعائل مستكبر ورجل جعل الله له بضاعة فلا يبيع الا بيمينه ولا
يشترى الا بيمينه * وأخرج الطبراني والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال قال رسول الله الله عليه وسلم ان الله
أذن لي ان أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض وعنقه منثن تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظمك
ربنا فيرد عليه ما علم ذلك من حلف بي كاذبا * قوله تعالى (وان منهم لفريقا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله وان منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب قال هم اليهود كانوا
يزيدون في كتاب الله ما لم ينزل الله * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد يلوون ألسنتهم بالكتاب قال يحرفونه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن وهب بن منبه قال إن التوراة
والإنجيل كما أنزلهما الله لم يغير منهما حرف ولكنهم يضلون بالتحريف والتأويل وكتب كانوا يكتبونها من عند
أنفسهم ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله فاما كتب الله فهي محفوظة لا تحول * قوله تعالى (ما كان
لبشر) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال قال
أبو رافع القرظي حين اجتمعت الأحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
ودعاهم إلى الاسلام أتريد يا محمد ان نعبدك كما تعبد النصارى عيسى بن مريم فقال رجل من أهل نجران نصراني
يقال له الرئيس أو ذاك تريده منا يا محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ الله ان نعبد غير الله أو نأمر بعبادة
غيره ما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني فأنزل الله في ذلك من قولهما ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب إلى قوله بعد
إذا أنتم مسلمون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن جريج قال كان ناس من يهود يتعبدون الناس من دون
ربهم بتحريفهم كتاب الله عن موضعه فقال الله ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس
كونوا عباد إلى من دون الله ثم يأمر الناس بغير ما أنزل الله في كتابه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال بلغني
46

ان رجلا قال يا رسول الله نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض أفلا نسجد لك قال لا ولكن أكرموا نبيكم
واعرفوا الحق لأهله فإنه لا ينبغي ان يسجد لأحد من دون الله فأنزل الله ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب إلى قوله
بعدا إذ أنتم مسلمون * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله ربانيين قال فقهاء معلمين
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله ربانيين قال حلماء علماء
حكماء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس ربانيين قال علماء فقهاء * وأخرج
ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس ربانيين قال حكماء فقهاء * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود ربانيين
قال حكماء علماء * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال الربانيون الفقهاء العلماء وهم فوق الأحبار * وأخرج عن
سعيد بن جبير ربانيين قال حكماء أتقياء * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال الربانيون الذين يربون الناس
ولاة هذا الامر يربونهم يلونهم وقرأ لولا ينهاهم الربانيون والأحبار قال الربانيون الولاة والأحبار العلماء
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب قال حق على كل
من تعلم القرآن أن يكون فقيها * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس انه كان يقرأ بما كنتم تعلمون * وأخرج عبد بن
حميد عن سعيد بن جبير أنه قرأ بما كنتم تعلمون مثقلة برفع التاء وكسر اللام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد أنه قرأ بما كنتم تعلمون الكتاب خفيفة بنصب التاء قال ابن عينية ما علموه
حتى عملوه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي بكر قال كان عاصم يقرؤها بما كنتم تعلمون الكتاب مثقلة
برفع التاء وكسر اللام قال القرآن وبما كنتم تدرسون قال الفقه * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن
الضحاك قال لا يعذر أحد حر ولا عبد ولا رجل ولا امرأة لا يتعلم من القرآن جهده ما بلغ منه فان الله يقول كونوا
ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون يقول كونوا فقهاء كونوا علماء * وأخرج ابن أبي حاتم
عن أبي رزين في قوله وبما كنتم تدرسون قال مذاكرة الفقه كانوا يتذاكرون الفقه كما نتذاكره نحن * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج ولا يأمركم أن تتخذوا قال ولا يأمر كم النبي * قوله تعالى (وإذا أخذ الله) الآية
* أخرج عبد بن حميد والفريابي وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وإذا أخذ الله ميثاق النبيين لما
آتيتكم من كتاب وحكمة قال هي خطأ من الكتاب وهي في قراءة ابن مسعود وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا
الكتاب * وأخرج ابن جرير عن الربيع انه قرأ وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب قال وكذلك كان
يقرؤها أبي بن كعب قال الربيع ألا ترى انه يقول ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه يقول
لتؤمنن بمحمد صلى الله عليه وسلم ولتنصرنه قال هم أهل الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس ان أصحاب عبد الله يقرؤن وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لما
آتيتكم من كتاب وحكمة ونحن نقرأ ميثاق النبيين فقال ابن عباس انما أخذ الله ميثاق النبيين على قومهم
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن طاوس في الآية قال أخذ الله ميثاق النبيين أن
يصدق بعضهم بعضا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن طاوس في الآية قال أخذ
الله ميثاق الأول من الأنبياء ليصدقن وليؤمنن بما جاء به الآخر منهم * وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه قال لم يبعث الله نبيا آدم فمن بعده الا أخذ عليه العهد في محمد لئن بعث وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه
ويأمره فيأخذ العهد على قومه ثم تلا وإذا أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة الآية * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال هذا ميثاق أخذه الله على النبيين ان يصدق بعضهم بعضا وان
يبلغوا كتاب الله ورسالاته فبلغت الأنبياء كتاب الله ورسالاته إلى قومهم أوخذ عليهم فيما بلغتهم رسلهم ان
يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ويصدقوه وينصروه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال
لم يبعث الله نبيا قط من لدن نوح الا أخذ الله ميثاقه ليؤمنن بمحمد ولينصرنه ان خرج وهو حي والا أخذ على قومه
ان يؤمنوا به وينصروه ان خرج وهم أحياء * وأخرج ابن جريج عن الحسن في الآية قال أخذ الله ميثاق النبيين
ليبلغن آخركم أولكم ولا تختلفوا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال ثم ذكر ما أخذ
47

عليهم يعنى على أهل الكتاب وعلى أنبيائهم من الميثاق بتصديقه يعنى بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم إذا جاءهم
واقرارهم به على أنفسهم * وأخرج أحمد عن عبد الله بن ثابت قال جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله انى مررت باخ لي من قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك فتغير وجه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه لضللتم انكم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين
* وأخرج أبو يعلى عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ فإنهم لن يهدوكم
وقد ضلوا انكم اما ان تصدقوا بباطل واما ان تكذبوا بحق وانه والله لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له الا أن
يتبعني * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير أنه قرأ لما آتيتكم ثقل ما * وأخرج عن عاصم انه قرأ لما
مخففة آتيتكم بالتاء على واحده يعنى أعطيتكم * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله
إصري قال عهدي * وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب في قوله قال فاشهدوا يقول فاشهدوا على أممكم بذلك
وأنا معكم من الشاهدين عليكم وعليهم فمن تولى عنك يا محمد بعد هذا العهد من جميع الأمم فأولئك هم الفاسقون
هم العاصون في الكفر * قوله تعالى (أفغير دين الله) الآية * أخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها أما من في السماوات فالملائكة وأما من
في الأرض فمن ولد على الاسلام وأما كرها فمن أتى به من سبايا الأمم في السلاسل والأغلال يقادون إلى الجنة
وهم كارهون * وأخرج الديلمي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله وله أسلم من في
السماوات والأرض طوعا وكرها قال الملائكة أطاعوه في السماء والأنصار وعبد القيس أطاعوه في الأرض
* وأخرج ابن جرير من طريق مجاهد عن ابن عباس وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها قال حين أخذ
الميثاق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في الآية قال عبادتهم
لي أجمعين طوعا وكرها وهو قوله ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس وله أسلم من في السماوات قال هذه مفصولة ومن في الأرض طوعا وكرها
* وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس وله أسلم قال المعرفة * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن مجاهد في الآية قال هو كقوله ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله فذلك اسلامهم
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في الآية قال كل آدمي أقر على نفسه بان الله ربى وأنا عبده
فمن أشرك في عبادته فهذا الذي أسلم كرها ومن أخلص لله العبودية فهو الذين أسلم طوعا * وأخرج ابن جرير
عن الحسن في الآية قال أكره أقوام على الاسلام وجاء أقوام طائعين * وأخرج عن مطر الوراق في الآية قال
الملائكة طوعا والأنصار طوعا وبنو سليم وعبد القيس طوعا والناس كلهم كرها * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال أما المؤمن فأسلم طائعا فنفعه ذلك وقبل منه وأما الكافر فأسلم حين
رأى باس الله فلم ينفعه ذلك ولم يقبل منه فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن
في الآية قال في السماء الملائكة طوعا وفى الأرض الأنصار وعبد القيس طوعا * وأخرج عن الشعبي وله أسلم
من في السماوات قال استقادتهم له * وأخرج عن أبي سنان وله أسلم من في السماوات والأرض قال المعرفة ليس
أحد تسأله الا عرفه * وأخرج عن عكرمة في قوله وكرها قال من أسلم من مشركي العرب والسبايا ومن دخل في
الاسلام كرها * وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ساء خلقه من
الرقيق والدواب والصبيان فاقرؤا في اذنه أفغير دين الله يبغون * وأخرج ابن السني في عمل يوم وليلة عن يونس
ابن عبيد قال ليس رجل يكون على دابة صعبة فيقرأ في أذنها أفغير دين الله يبغون وله أسلم الآية الا ذلت له
بإذن الله عز وجل * قوله تعالى (ومن يبتغ) الآية * أخرج أحمد والطبراني في الأوسط عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجئ الأعمال يوم القيامة فتجئ الصلاة فنقول يا رب أنا الصلاة فيقول انك
على خير وتجئ الصدقة فنقول يا رب أنا الصدقة فيقول انك على خير ثم يجئ الصيام فيقول أنا الصيام فيقول
48

انك على خير ثم تجئ الأعمال كل ذلك يقول الله انك على خير ثم يجئ الاسلام فيقول يا رب أنت السلام وأنا
الاسلام فيقول الله انك على خير بك اليوم آخذ وبك أعطى قال الله في كتابه ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن
يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين * قوله تعالى (كيف يهدى الله) الآية * أخرج النسائي وابن حبان
وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من طريق عكرمة عن ابن عباس قال كان رجل من الأنصار فأسلم ثم ارتد ولحق
بالمشركين ثم ندم فأرسل إلى قومه أرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لي من توبة فنزلت كيف يهدى الله
قوما كفر وابعد ايمانهم إلى قوله فان الله غفور رحيم فأرسل إليه قومه فأسلم * وأخرج عبد الرزاق ومسدد
في مسنده وابن جرير وابن المنذر والباوردي في معرفة الصحابة قال جاء الحارث بن سويد فأسلم مع النبي صلى الله
عليه وسلم ثم كفر فرجع إلى قومه فأنزل الله فيه القرآن كيف يهدى الله قوما كفروا إلى قوله رحيم فحملها إليه
رجل من قومه فقرأها عليه فقال الحارث انك والله ما علمت لصدوق وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صدق
منك وان الله عز وجل لا صدق الثلاثة فرجع الحارث فأسلم فحسن اسلامه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن السدى في قوله كيف يهدى الله قوما الآية قال أنزلت في الحارث بن سويد الأنصاري كفر بعد ايمانه فأنزلت
فيه هذه الآيات ثم نزلت الا الذين تابوا الآية فتاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر
عن مجاهد في قوله كيف يهدى الله قوما الآية قال نزلت في رجل من بنى عمر وبن عوف كفر بعد ايمانه فجاء
الشام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن مجاهد في الآية قال هو رجل من بنى عمرو بن
عوف كفر بعد ايمانه قال قال ابن جريج أخبرني عبد الله بن كثير عن مجاهد قال لحق بأرض الروم فتنصر ثم
كتب إلى قومه أرسلوا هل لي من توبة فنزلت الا الذين تابوا فآمن ثم رجع قال ابن جريج قال عكرمة نزلت في أبى
عامر الراهب والحارث بن سويد بن الصامت ووحوح بن الأسلت في اثنى عشر رجلا رجعوا عن الاسلام ولحقوا
بقريش ثم كتبوا إلى أهلهم هل لنا من توبة فنزلت الا الذين تابوا من بعد ذلك الآيات * وأخرج ابن إسحاق وابن
المنذر عن ابن عباس ان الحرث بن سويد قتل المجدر بن زياد وقيس بن زيد أحد بنى ضبيعة يوم أحد ثم لحق
بقريش فكان بمكة ثم بعث إلى أخيه الجلاس يطلب التوبة ليرجع إلى قومه فأنزل الله فيه كيف يهدى الله قوما
إلى آخر القصة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح مولى أم هانئ ان الحرث بن سويد بايع رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثم لحق باهل مكة وشهد أحدا فقاتل المسلمين ثم سقط في يده فرجع إلى مكة فكتب إلى أخيه
جلاس بن سويد يا أخي انى ندمت على ما كان منى فأتوب إلى الله وأرجع إلى الاسلام فاذكر ذلك لرسول الله صلى
الله عليه وسلم فان طمعت لي في توبة فاكتب إلى فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله كيف يهدى الله
قوما كفروا بعد ايمانهم فقال قوم من أصحابه ممن كان عليه يتمنع ثم يراجع الاسلام فأنزل الله ان الذين كفروا
بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من
طريق العوفي عن ابن عباس في قوله كيف يهدى الله قوما كفروا بعد ايمانهم قال هم أهل الكتاب عرفوا
محمدا ثم كفروا به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في الآية قال هم أهل الكتاب من
اليهود والنصارى رأوا نعت محمد في كتابهم وأقروا به وشهدوا أنه حق فلما بعث من غيرهم حسدوا العرب على ذلك
فأنكروه وكفروا بعد اقرارهم حسدا للعرب حين بعث من غيرهم * قوله تعالى (ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم
ازدادوا كفرا الآية) * أخرج البزار عن ابن عباس ان قوما أسلموا ثم ارتدوا ثم أسلموا ثم ارتدوا فأرسلوا إلى
قومهم يسألون لهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية ان الذين كفروا بعد ايمانهم
ثم ازدادوا كفرا الآية هذا خطأ من البزار * وأخرج ابن جرير عن الحسن في الآية قال اليهود والنصارى لن
تقبل توبتهم عند الموت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال هم اليهود
كفروا بالإنجيل وعيسى ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن أبي العالية في الآية قال إنها نزلت في اليهود والنصارى كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا
بذنوب أذنبوها ثم ذهبوا يتوبون من تلك الذنوب في كفرهم ولو كانوا على الهدى قبلت توبتهم ولكنهم على
49

ضلالة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله لن تقبل توبتهم قال
تابوا من الذنوب ولم يتوبا من الأصل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ثم ازدادوا كفرا قال
تموا على كفرهم * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله ثم ازدادوا كفرا قال ماتوا وهم كفر لن تقبل توبتهم قال
إذا تاب عند موته لم تقبل توبته قوله تعالى (ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار الآية) * أخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا قال
هو كل كافر * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجاء بالكافر يوم القيامة
فيقال له أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت مفتديا به فيقول نعم فيقال لقد سئلت ما هو أيسر من ذلك
فذلك قوله تعالى ان الذين كفروا وما توا وهم كفار الآية لفظ ابن جرير * قوله تعالى (لن تنالوا البر الآية)
* أخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أنس قال
كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلا وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان النبي صلى
عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب فما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال أبو طلحة يا رسول
الله ان الله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وان أحب أموالي إلى بيرحاء وانها صدقة الله أرجو برها
وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ ذاك مال رابح ذلك مال
رابح وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين فقال أبو طلحة افعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في
أفار به وبنى عمه * وأخرج عبد بن حميد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير عن أنس قال لما نزلت هذه الآية
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال أبو طلحة يا رسول الله ان الله يسألنا من أموالنا اشهد انى قد جعلت أرضى
بأريحا لله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلها في قرابتك فجعلها في حسان بن ثابت وأبى بن كعب * وأخرج
أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أنس قال لما نزلت هذه الآية لن
تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون أو هذه الآية من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا قال أبو طلحة يا رسول الله
حائطي الذي بكذا وكذا صدقة ولو استطعت أن أسره لم أعلنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعله في فقراء
أهلك * وأخرج عبد بن حميد والبزار عن ابن عمر قال حضرتني هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
فذكرت ما أعطاني الله فلم أجد شيئا أحب إلى من مرجانة جارية لي رومية فقلت هي حرة لوجه الله فلو اني أعود في
شئ جعلته لله لنكحتها فانكحها نافعا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عمر بن الخطاب أنه
كتب إلى أبو موسى الأشعري ان يبتاع له جارية من سبى جلولاء فدعا بها عمر فقال إن الله يقول لن تنالوا البر حتى
تنفقوا مما تحبون فأعتقها عمر * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن
المنكدر قال لما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون جاء زيد بن حارثة بفرس له يقال لها شبلة لم
يكن له ما أحب إليه منها فقال هي صدقة فقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمل عليها ابنه أسامة فرأى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذلك في وجه زيد فقال إن الله قد قبلها منك * وأخرج ابن جرير عن عمر وبن دينار مثله
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير من طريق معمر عن أيوب وغيره انها حين نزلت لن تنالوا البر الآية جاء زيد بن
حارثة بفرس له كان يحبها فقال يا رسول الله هذه في سبيل الله فحمل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد
فكان زيد أوجد في نفسه فلما رأى ذلك منه النبي صلى الله عليه وسلم قال اما ان الله قد قبلها * وأخر عبد بن حميد عن
ثابت من الحجاج قال بلغني انه لما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال زيد اللهم انك تعلم أنه ليس
لي مال أحب إلى من فرسي هذه فتصدق بها على المساكين فأقاموها تباع وكانت تعجبه فسأل النبي صلى الله عليه
وسلم فنهاه ان يشتريها * وأخرج ابن جرير عن ميمون بن مهران ان رجلا سال أبا ذر أي الأعمال أفضل قال الصلاة
عماد الاسلام والجهاد سنام العمل والصدقة شئ عجيب فقال يا أبا ذر لقد تركت شيئا هو أوثق عملي في نفسي لا أراك
ذكرته قال ما هو قال الصيام فقال قربة وليس هنا وتلا هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
50

* وأخرج عبد بن حميد عن رجل من بنى سليم قال جاورت أبا ذر بالربذة وله فيها قطيع إبل له فيها راع ضعيف فقلت
يا باذر الا أكون لك صاحبا أكنف راعيك واقتبس منك بعض ما عندك لعل الله ان ينفعني به فقال أبو ذر ان صاحبي
من أطاعني فاما أنت مطيعي فأنت لي صاحب والا فلا قلت ما الذي تسألني فيه الطاعة قال لا أدعوك بشئ من مالي
الا توخيت أفضله قال فلبثت معه ما شاء الله ثم ذكر له في الماء حاجة فقال ائتني ببعير من الإبل فتصفحت الإبل فإذا
أفضلها فحلها ذلول فهممت بأخذه ثم ذكرت حاجتهم إليه فتركته وأخذت ناقة ليس في الإبل بعد الفحل أفضل
منها فجئت بها فحانت منه نظرة فقال يا أخا بني سليم خنتني فلما فهمتها منه خليت سبيل الناقة ورجعت إلى الإبل
فأخذت الفحل فجئت به فقال لجلسائه من رجلان يحتسبان علهما قال رجلان نحن قال اما لا فأنيخاه ثم اعقلاه
ثم انحراه ثم عدوا بيوت الماء فجزؤوا لحمه على عددهم واجعلوا بيت أبي ذر بيتا منها ففعلوا فلما فرق اللحم دعاني
فقال ما أدرى أحفظت وصيتي فظهرت بها أم نسيت فأعذرك قلت ما نسيت وصيتك ولكن لما تصفحت الإبل
وجدت فحلها أفضلها فهممت بأخذه فذكرت حاجتكم إليه فتركته فقال ما تركته الا لحاجتي إليه قلت ما تركت
الا لذلك قال أفلا أخبرك بيوم حاجتي ان يوم حاجتي يوم أوضع في حفرتي فذلك يوم حاجتي ان في المال ثلاثة شركاء
لقدر لا ينتظران يذهب بخيرها أو شرها والوارث ينتظر متى تضع رأسك ثم يستفيئها وأنت ذميم وأنت الثالث فان
استطعت أن لا تكونن أعجز الثلاثة فلا تكونن مع أن الله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وان هذا
المال مما أحب من مالي فأحببت ان أقدمه لنفسي * وأخرج أحمد عن عائشة قالت أتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بضب فلم يأكله ولم ينه عنه قلت يا رسول الله أفلا نطعمه المساكين قال لا تطعموهم مما لا تأكلون * وأخرج
أبو نعيم في الحلية من طريق مجاهد عن ابن عمرانه لما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون دعا بجارية له
فأعتقها * وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال قرأ ابن عمر وهو يصلى فأتى
على هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فأعتق جارية له وهو يصلى أشار إليها بيده * وأخرج ابن المنذر
عن نافع قال كان ابن عمر يشترى السكر فيتصدق به فنقول له لو اشتريت لهم بثمنه طعاما كان أنفع لهم من هذا
فيقول انى أعرف الذي تقولون ولكن سمعت الله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وان ابن عمر يحب
السكر * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله لن تنالوا البر قال الجنة * وأخرج ابن جرير
عن عمرو بن ميمون والسدي مثله * وأخرج ابن المنذر عن مسروق مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن قتادة في الآية قال لن تنالوا بركم حتى تنفقوا مما يعجبكم ومما تهوون من أموالكم وما تنفقوا من شئ
فان الله به علم يقول محفوظ ذلك لكم والله به عليم شاكر له * قوله تعالى (كل الطعام) الآية * أخرج عبد بن
حميد والفريابي والبيهقي في سننه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طريق سعيد بن
جبير عن ابن عباس كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل الا ما حرم إسرائيل على نفسه قال العرق أخذه عرق
النساء فكان يبيت له زقاء يعنى صياح فجعل الله عليه ان شفاه ان لا يأكل لحما فيه عروق فحرمته اليهود * وأخرج سعيد
ابن منصور وعبد بن حميد وابن جرير من طريق يوسف بن ماهك عن ابن عباس قال هل تدرى ما حرم إسرائيل
على نفسه ان إسرائيل أخذته الإنساء فأضنته فجعل الله عليه ان الله عافاه ان لا يأكل عرقا أبدا فلذلك تسل
اليهود العروق فلا يأكلونها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في الآية قال
حرم على نفسه العروق وذلك أنه كان يشتكي عرق النساء فكان لا ينام الليل فقال والله لئن عافاني الله منه لا يأكله
لي ولد وليس مكتوبا في التوراة وسأل محمد صلى الله عليه وسلم نفرا من أهل الكتاب فقال ما شأن هذا حراما
فقالوا هو حرام علينا من قبل الكتاب فقال الله كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلى أن كنتم صادقين * وأخرج
البخاري في تاريخه وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال جاء اليهود فقالوا يا أبا
القاسم أخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه قال كان يسكن البدو فاشتكى عرق النساء فلم يحد شيئا يداويه الا لحوم
الإبل وألبانها فلذلك حرمها قالوا صدقت * وأخرج ابن جرير من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله
إلا ما حرم إسرائيل على نفسه قال حرم العروق ولحوم الإبل كان به عرق النساء فاكل من لحومها فبات بليله يزقو
51

فحلف ان لا يأكله أبدا * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مجلز في قوله الا ما حرم إسرائيل على نفسه قال إن إسرائيل
هو يعقوب وكان رجلا بطيشا فلقى ملكا فعالجه فصرعه الملك ثم ضرب على فخذه فلما رأى يعقوب ما صنع به بطش
به فقال ما أنا بتاركك حتى تسميني اسما فسماه إسرائيل فلم يزل يوجعه ذلك العرق حتى حرمه من كل دابة
* وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال حرم على نفسه لحوم الانعام * وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر وابن أبي
حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقول الذي حرم إسرائيل على نفسه زائدتا الكبد والكليتين
والشحم الا ما كان على الظهر فان ذلك كان يقرب للقربان فتأكله النار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن
عطاء الا ما حرم إسرائيل قال لحوم الإبل وألبانها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق ابن
جريج عن ابن عباس قال قالت اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم نزلت التوراة بتحريم الذي حرم إسرائيل فقال الله
لمحمد صلى الله عليه وسلم قل فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين وكذبوا ليس في التوراة وانما لم يحرم ذلك الا
تغليظا لمعصية بني إسرائيل بعد نزول التوراة قل فائتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين وقالت اليهود لمحمد صلى
الله عليه وسلم كان موسى يهوديا على ديننا وجاءنا في التوراة تحريم الشحوم وذي الظفر والسبت فقال محمد صلى
الله عليه وسلم كذبتم لم يكن موسى يهوديا وليس في التوراة الا الاسلام يقول الله قل فائتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم
صادقين أفيه ذلك وما جاء هم بها أنبياؤهم بعد موسى فنزلت في الألواح جملة * وأخرج عبد بن حميد عن عامر أن
عليا رضي الله عنه قال في رجل جعل امرأته عليه حراما قال حرمت عليه كما حرم إسرائيل على نفسه لحم الجمل فحرم
عليه قال مسروق ان إسرائيل كان حرم على نفسه شيئا كان في علم الله ين سيحرمه إذا نزل الكتاب فوافق تحريم
إسرائيل ما قد علم الله أنه سيحرمه إذا نزل الكتاب وأنتم تعمدون إلى الشئ قد أحله الله فتحرمونه على أنفسكم
ما أبالي إياها حرمت أو قصعة من ثريد * قوله تعالى (ان أول بيت) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من
طريق الشعبي عن علي بن أبي طالب في قوله ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة قال كانت البيوت قبله ولكنه
كان أول بيت وضع لعبادة الله * وأخرج ابن جرير عن مطر مثله * وأخرج ابن جريج عن الحسن في الآية قال إن
أول بيت وضع للناس يعبد الله فيه للذي ببكة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم
وابن جرير والبيهقي في الشعب عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أول قال المسجد الحرام فلت ثم
أي قال المسجد الأقصى قلت كم بينهما قال أربعون سنة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في
الشعب عن ابن عمرو قال خلق الله البيت قبل الأرض بألفي سنه وكان إذ كان عرشه على الماء زبدة بيضاء وكانت
الأرض تحته كأنها حشفة قد حبيت الأرض من تحته * وأخرج ابن المنذر عن أبي هريرة قال إن الكعبة خلقت
قبل الأرض بألفي سنة وهي ومن الأرض انما كانت حشفة على الماء عليها ملكان من الملائكة يسبحان فلما أراد
الله أن يخلق الأرض دحاها منها فجعلها في وسط الأرض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والأزرقي عن مجاهد
قوله ان أول بيت وضع للناس كقوله كنتم خير أمة أخرجت للناس * وأخرج ابن جرير عن السدى قال أما أول
بيت فإنه يوم كانت الأرض ماء كان زبدة على الأرض فلما خلق الله الأرض خلق البيت معها فهو أول بيت وضع في
الأرض * وأخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال أول قبلة أعملت للناس المسجد الحرام * وأخرج ابن المنذر
والأزرقي عن ابن جريج قال بلغنا ان اليهود قالت بيت المقدس أعظم من الكعبة لأنه مهاجر الأنبياء ولأنه في
الأرض المقدسة فقال المسلمون بل الكعبة أعظم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت ان أول بيت وضع
للناس للذي بكة مباركا إلى قوله فيه آيات بينات مقام إبراهيم وليس ذلك في بيت المقدس ومن دخله كان آمنا
وليس ذلك في بيت المقدس ولله على الناس حج وليس ذلك لبيت المقدس * وأخرج البيهقي في الشعب عن
ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول بقعة وضعت في الأرض موضع البيت ثم مهدت منها الأرض
وان أول جبل وضعه الله على وجه الأرض أبو قبيس ثم مدت منه الجبال * وأخرج ابن جرير وابن أبي شيبة
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن الزبير قال انما سميت بكة لان الناس يجيؤن إليها من كل جانب حجاجا
* وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير والبيهقي في الشعب عن مجاهد قال انما سميت بكة لان الناس يتباكون
52

فيها لرجال والنساء يعنى يزدحمون * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد والبيهقي عن مجاهد قال انما سميت بكة لان الناس يبك بعضم بعضا فيها وانه يحل فيها ما لا يحل في
غيرها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في الشعب عن قتادة قال سميت بكة لان الله بك به الناس جميعا
فيصلى النساء قدام الرجال ولا يصلح ذلك ببلد غيره * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن عتبة بن قيس قال إن بكة بكت بكاء الذكر فيها كالأنثى قيل عمن تروى هذا قال عن ابن عمر
* وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن زيد بن مهاجر قال انما سميت بكة لأنها كانت تبك الظلمة * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال البيت وما حوله بكة وما وراء ذلك مكة * وأخرج سعيد بن
منصور وعبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي مالك الغفاري قال بكة موضع البيت ومكة ما سوى ذلك
* وأخرج ابن جرير عن ابن شهاب قال بكة البيت والمسجد ومكة الحرم كله * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال
بكة هي مكة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال مكة من الفج إلى التنعيم وبكة من البيت إلى البطحاء
* وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال بكة الكعبة ومكة ما حولها * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان
مباركا جعل فيه الخير والبركة وهدى للعالمين يعنى بالهدى قبلتهم * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في
الشعب عن الزهري قال بلغني انهم وجدوا في مقام إبراهيم ثلاثة صفوح في كل صفح منها كتاب في الصفح الأول
ان الله ذو بكة صغتها يوم صغت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء وباركت لأهلها في اللحم واللبن
وفى الصفح الثاني انا الله ذو بكة خلقت الرحم وشققت لها من اسمي من وصلها وصلته من قطعها بتته وفى الثالث
أنا الله ذو بكة خلقت الخير والشر فطوبى لمن كان الخير على يديه وويل لمن كان الشر على يديه * وأخرج الأزرقي
عن ابن عباس قال وجد في المقام كتاب فيه هذا بيت الله الحرام بكة توكل الله برزق أهله من ثلاثة سبيل يبارك
لأهلها في اللحم والماء واللبن لا يحله أول من أهل ووجد في حجر من الحجر كتاب من خلقه الحجر انا الله ذو بكة الحرام
صغتها يوم صغت الشمس والقمر وحففتها بسبعة املاك حنفاء لا تزول حتى يزول أخشابها مبارك لأهلها في
اللحم والماء * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد والضحاك نحوه * وأخرج الجندي في فضائل مكة عن ابن عباس
وأبي هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله مكة فوضعها على المكروهات والدرجات قيل لسعيد بن
جبير ما الدرجات قال الدرجات الجنة * وأخرج الأزرقي والجندي عن عائشة قالت ما رأيت السماء في موضع أقرب منها
إلى الأرض من مكة * وأخرج الأزرقي عن عطاء بن كثير رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم المقام بمكة سعادة وخروج
منها شقوة * وأخرج الأزرقي والجندي والبيهقي في الشعب وضعفه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من أدركه شهر رمضان بمكة فصامه كله وقام منه ما تيسر كتب الله له مائة ألف شهر رمضان بغير مكة وكتب له
كل يوم حسنة وكل ليلة حسنة وكل يوم عتق رقبة وكل يوم حلان فرس في سبيل الله وكل ليلة
حملان فرس في سبيل الله وله بكل يوم دعوة مستجابة * وأخرج الأزرقي والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا البيت دعامة الاسلام من خرج يؤم هذا البيت من حاج أو معتمر كان
مضمونا على الله ان قبضه ان يدخله وان رده ان يرده بأجر أو غنيمة * وأخرج البيهقي في الشعب عن جابر بن
عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه الا المسجد
الحرام والجمعة في مسجدي هذا أفضل من ألف جمعة فيما سواه الا المسجد الحرام وشهر رمضان في مسجدي هذا
أفضل من ألف شهر رمضان فيما سواه الا المسجد الحرام * وأخرج البزار وابن خزيمة والطبراني والبيهقي في
الشعب عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف
صلاة وفى مسجد ألف صلاة وفى مسجد بيت المقدس بخمسمائة صلاة * وأخرج ابن ماجة عن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الرجل في بيته بصلاة وصلاته في مسجد القبائل بخمس وعشرين صلاة وصلاة
في المسجد الذي يجمع فيه بخمسمائة صلاة وصلاة في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة وصلاة في مسجدي
بخمسين ألف صلاة وصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي وابن ماجة
53

عن ابن عمران رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه الا
المسجد الحرام * وأخرج الطيالسي وأحمد والبزار وابن عدي والبيهقي وابن خزيمة وابن حبان عن عبد الله بن
الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد
الا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي هذا قيل لعطاء هذا الفضل
الذي يذكر في المسجد الحرام وحده أوفى الحرام قال لا بل في الحرم فان الحرم كله مسجد * وأخر أحمد وابن
ماجة عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه الا المسجد
الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي
والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا خير
من ألف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام * وأخرج البزار عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
انا خاتم الأنبياء ومسجدي خاتم مساجد الأنبياء أحق المساجد ان يزار وتشد إليه الرواحل المسجد الحرام
ومسجدي صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد الا المسجد الحرام * وأخرج
الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد وابن منيع والروياني وابن خزيمة والطبراني عن جبير بن مطعم قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام * قوله تعالى
(فيه آيات بينات) * أخرج سعيد بن منصور والفريابي وبعد بن حميد وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف
عن ابن عباس انه كان يقرأ فيه آية بينة مقام إبراهيم * وأخرج ابن الأنباري عن مجاهد انه كان يقرأ فيه آية بينة
* وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبي النجود فيه آيات بينات على الجماع * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
من طريق العوفي عن ابن عباس فيه آيات بينات منهن مقام إبراهيم والمشعر * وأخرج ابن جرير عن مجاهد
وقتادة في الآية قالا مقام إبراهيم من الآيات البينات * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن في قوله
فيه آيات بينات قام مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والأزرقي عن مجاهد فيه آيات بينات مقام إبراهيم قال أثر قدميه في المقام آية بينة ومن
دخله كان آمنا قال هذا شئ آخر * وأخرج الأزرقي عن زيد بن أسلم فيه آيات بينات قال الآيات البينات هن
مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت وقال يا تبن من كل فج عميق * وأخرج ابن الأنباري عن
الكلبي فيه آيات بينات قال الآيات الكعبة والصفا والمروة ومقام إبراهيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ومن دخله كان آمنا قال هذا كان في الجاهلية كان الرجل لو جر كل
جريرة على نفسه ثم لجا إلى حرم الله لم يتناول ولم يطلب فاما في الاسلام فإنه لا يمنع من حدود الله من سرق فيه قطع
ومن زنى فيه أقيم عليه الحد ومن قتل فيه قتل * وأخرج الأزرقي عن مجاهد مثله * وأخرج ابن المنذر والأزرقي عن
حويطب بن عبد العزى قال أدركت في الجاهلية في الكعبة حلقا أمثال لجم البهم لا يدخل خائف يده فيها الألم
يهيجه أحد فجاء خائف ذات يوم فادخل يده فيها فجاءه آخر من ورائه فاجتذبه فشلت يده فلقد رأيته أدرك الاسلام
وانه لأشل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والأزرقي عن عمر بن الخطاب قال لو وجدت فيه قاتل الخطاب
ما مسسته حتى يخرج منه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله
ومن دخله كان آمنا قال من عاذ بالبيت أعاذه البيت ولكن لا يؤذى ولا يطعم ولا يسقى ولا يرع فإذا خرج أخذ
بذنبه * وأخرج ابن المنذر والأزرقي من طريق طاوس عن ابن عباس في قوله ومن دخله كان آمنا قال من قتل
أو سرق في الحل ثم دخل الحرم فإنه لا يجالس ولا يكلم ولا يؤوى ولكنه يناشد حتى يخرج فيؤخذ فيقام عليه ماجر
فان قتل أو سرق في الحل فادخل الحرم فأرادوا ان يقيموا عليه ما أصاب أخرجوه من الحرم إلى أحل فأقيم عليه
وان قتل في الحرام أو سرق أقيم عليه في الحرم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق مجاهد عن ابن عباس
قال إذا أصاب الرجل الحد قتل أو سرق فدخل الحرم لم يبايع ولم يؤو حتى يتبرم فيخرج من الحرم فيقام عليه
الحد * وأخرج ابن المنذر عن طاوس قال عاب ابن عباس على ابن الزبير في رجل أخذ في الحل ثم أدخله الحرم
54

ثم أخرجه إلى الحل فقتله * وأخرج عن الشعبي قال من أحدث حدثا ثم لجا إلى الحرم فقد امن ولا يعرض له وان
أحدث في الحرام أقيم عليه * وأخرج ابن جرير من طريق عكرمة عن ابن عباس قال من أحدث حدثا ثم
استجار بالبيت فهو آمن وليس للمسلمين ان يعاقبوه على شئ إلى أن يخرج فإذا خرج أقاموا عليه الحد * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير من طريق عطاء عن ابن عباس قال من أحدث حدثا في غير الحرم ثم لجا إلى الحرم لم
يعرض له ولم يبايع ولم يؤو متى يخرج من الحرم فإذا خرج من الحرم أخذ فأقيم عليه الحد ومن أحدث في الحرم
حدثا أقيم عليه الحد * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال لو أخذت قاتل عمر في الحرم ما هجته * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن ابن عباس قال لو وجدت قاتل أبى في الحرم لم أعرض له * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن
في الآية قال كان الرجل في الجاهلية يقتل الرجل ثم يدخل الحرم فيلقاه ابن المقتول أو أبوه فلا يحركه
* وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي شريح العدوي قال قام النبي صلى الله عليه وسلم الغد
من يوم الفتح فقال إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك
بها دما ولا يعضد بها شجرة فان أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا ان الله قد أذن لرسوله
ولم يأذن لكم وانما أذن لي ساعة من نهار ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس * وأخرج سعيد بن منصور
عن ابن عمرو قال مر سول الله صلى الله عليه وسلم بناس من قريش جلوس في ظل الكعبة فلما انتهى إليهم
سلم ثم قال اعلموا أنها مسؤولة عما يعمل فيها وان ساكنها لا يسفك دما ولا يمشى بالنميمة * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن يحيى بن جعدة بن هبيرة في قوله ومن دخله كان آمنا قال آمنا
من النار * وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دخل البيت دخل في حسنة
وخرج من سيئة مغفور إله * وأخرج ابن المنذر عن عطاء قال من مات في الحرم بعث آمنا يقول الله ومن
دخله كان آمنا * وأخرج البيهقي في الشعب عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات في أحد
الحرمين بعث آمنا * وأخرج البيهقي في الشعب وضعفه عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
مات في أحد الحرمين استوجب شفاعتي وجاء يوم القيامة من الآمنين * وأخرج الجندي والبيهقي عن أنس
ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات في أحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة ومن زارني
محتسبا إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة * وأخرج الجندي عن محمد بن قيس بن مخرمة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال من مات في أحدا الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة * وأخرج الجندي عن ابن عمر قال من قبر
بمكة مسلما بعث آمنا يوم القيامة * قوله تعالى (ولله على الناس الآية) * أخرج أحمد والترمذي وحسنه
وابن ماجة وابن أبي حاتم والحاكم عن علي قال لما نزلت ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا قالوا
يا رسول الله في كل عام فسكت قالوا يا رسول الله في كل عام قال لا ولو قلت نعم لو جبت فأنزل الله لا تسألوا عن أشياء ان
تبد لكم تسؤكم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس قال لما نزلت ولله على الناس حج البيت من
استطاع إليه سبيلا قال رجل يا رسول الله أفى كل عام فقال حج حجة الاسلام التي عليك ولو قلت نعم وجبت عليكم
* وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا أيها الناس ان الله كتب عليكم الحج فقام الأقرع بن حابس فقال أفي كل عام يا رسول الله قال لو قلتها
لوجبت ولو وجبت لم تعملوا بها ولم تستطيعوا أن تعملوا بها الحج مرة فمن زاد فتطوع * وأخرج عبد بن حميد عن
الحسن قال لما نزلت ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال رجل يا رسول الله أفى كل عام قال والذي
نفسي بيده لو قلت نعم لو جبت ولو وجبت ما قمتم بها ولو تركتموها لكفرتم فذروني ما وذرتكم فإنما هلك من كان
قبلكم بكثرة سؤالهم أنبيائهم واختلافهم عليهم فإذا أمرتكم بأمر فائتمروه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن أمر
فاجتنبوه * وأخرج الشافعي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن عدي وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عمر قال قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال من
الحاج يا رسول الله قال الشعث التفل فقام آخر فقال أي الحج يا رسول الله قال العج والثج فقام آخر فقال
55

ما السبيل يا رسول الله قال الزاد والراحلة * وأخرج الدارقطني والحاكم وصححه عن أنس أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم سئل عن قول الله من استطاع إليه سبيلا فقيل ما السبيل قال الزاد والراحلة * وأخرج سعيد بن
منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والدار قطني والبيهقي في سننهما عن الحسن قال قرأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حجر البيت من استطاع إليه سبيلا قالوا يا رسول الله ما السبيل قال الزاد
والراحلة * وأخرج الدارقطني والبيهقي في سننهما من طريق الحق عن أبيه عن عائشة قالت سئل النبي صلى الله
عليه وسلم السبيل إلى الحج قال الزاد والراحلة * وأخرج الدارقطني في سننه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله
عليه وسلم في قوله ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال قيل يا رسول الله ما السبيل قال الزاد والراحلة
* وأخرج الدارقطني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السبيل إلى البيت الزاد
والراحلة * وأخرج الدارقطني عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية ولله على الناس حج البيت من استطاع
إليه سبيلا قام رجل فقال يا رسول الله السبيل قال الزاد والراحلة * وأخرج الدارقطني عن علي عن النبي صلى
الله عليه وسلم ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال فسئل عن ذلك فقال تجد ظهر بعير
* وأخرج بن أبي شيبة وابن جرير عن عمر بن الخطاب في قوله من استطاع إليه سبيلا قال الزاد والراحلة
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله من استطاع إليه سبيلا قال الزاد والبعير
وفى لفظ والراحلة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن ابن عباس في قوله من استطاع إليه سبيلا قال
السبيل ان يصح بدن العبد ويكون له ثمن زاد وراحلة من غيران يجحف به * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
عن ابن عباس قال سبيلا من وجد إليه سعة ولم يحل بينه وبينه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن عبد الله بن الزبير من استطاع إليه سبيلا قال الاستطاعة القوة * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد
من استطاع إليه سبيلا قال زاد أو راحلة * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير والحسن وعطاء مثله
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي قال إن المحرم للمرأة من السبيل الذي قال الله * وأخرج
الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسافر امرأة مسيرة ليلة وفى لفظ لا تسافر
المرأة بريد الا مع ذي محرم * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول
لا تسافر امرأة الا مع ذي محرم فقام رجل فقال يا رسول الله ان امرأتي خرجت حاجة وإني كتبت في غزوة كذا
وكذا فقال انطلق فحج مع امرأتك * وأخرج الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب وابن مردويه
عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج بيت الله فلا عليه ان
يموت يهوديا أو نصرانيا وذلك بان الله يقول ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى
عن العالمين * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في كتاب الايمان وأبو يعلى والبيهقي عن أبي امامة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من مات ولم يحج حجة الاسلام لم يمنعه مرض حابس أو سلطان جائر أو حاجة ظاهرة فليمت
على أي حال شاء يهوديا أو نصرانيا * وأخرج ابن المنذر عن عبد الرحمن بن سابط مرفوعا مرسلا مثله * وأخرج
سعيد بن منصور بسند صحيح عن عمر بن الخطاب قال لقد هممت ان أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فلينظروا كل
من كان له جدة ولم يحج فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي
شيبة عن عمر بن الخطاب قال من مات وهو موسر لم يحج فليمت ان شاء يهوديا وان شاء نصرانيا * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عمر قال من كان يجد وهو موسر صحيح لم يحج كان
سيماه بين عينيه كافر ثم تلا هذه الآية ومن كفر فان الله غنى عن العالمين ولفظ ابن أبي شيبة من مات وهو موسر
ولم يحج جاء يوم القيامة وبين عينيه مكتوب كافر * وأخرج سعيد بن منصور من طريق نافع عن ابن عمر قال من
وجد إلى الحج سبيلا سنة ثم سنة ثم مات ولم يحج لم يصل عليه لا يدرى مات يهوديا أو نصرانيا * وأخرج سعيد
ابن منصور عن عمر بن الخطاب قال لو ترك الناس الحج لقاتلتهم عليه كما نقاتلهم على الصلاة والزكاة * وأخرج
سعيد بن منصور عن ابن عباس قال لو أن الناس تركوا الحج عاما واحدا لا يحج أحد ما نوظر وأبعده * وأخرج
56

ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ومن كفر قال من زعم أنه ليس بفرض عليه * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في الآية قال من كفر بالحج فلم يرجحه برا ولا تركة
مأثما * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عكرمة قال لما نزلت
ومن يبتغ غير الاسلام دينا الآية قالت اليهود فنحن مسلمون فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ان الله فرض على
المسلمين حج البيت فقالوا لم يكتب علينا وأبوان يحجوا قال الله ومن كفر فان الله غنى عن العالمين * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن عكرمة قال لما نزلت ومن يبتغ غير الاسلام دينا الآية قالت الملل نحن المسلمون فأنزل الله ولله
على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين فحج المسلمون وقعد الكفار
* وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في سننه عن مجاهد قال لما نزلت هذه الآية ومن يبتغ غير الاسلام دينا الآية قال
أهل الملل كلهم نحن مسلمون فأنزل الله ولله على الناس حج البيت قال يعنى على المسلمين فحج المسلمون وترك المشركون
* وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك قال لما نزلت آية الحج ولله على
الناس حج البيت الآية جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الملل مشركي العرب والنصارى واليهود والمجوس
والصابئين فقال إن الله فرض عليكم الحج فحجوا البيت فلم يقبله الا المسلمون وكفرت به خمس ملل قالوا
لا نؤمن به ولا نصلى إليه ولا نستقبله فأنزل الله ومن كفر فان الله غنى عن العالمين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن أبي داود نفيع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن
كفر فان الله غنى عن العالمين فقام رجل من هذيل فقال يا رسول الله من تركه كفر قال من تركه لا يخاف عقوبته
ومن حج لا يرجو ثوابه فهو ذاك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عمر عن النبي صلى الله
عليه وسلم في قول لله ومن كفر قال من كفر بالله واليوم الآخر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد
انه سئل عن قول الله ومن كفر فان الله غنى عن العالمين ما هذا الكفر قال من كفر بالله واليوم الآخر * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن عطاء بن أبي رباح في الآية قال من كفر بالبيت * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد
انه سئل عن ذلك فقرأ ان أول بيت وضع للناس إلى قوله سبيلا ثم قال من كفر بهذا الآيات * وأخرج ابن المنذر
عن ابن مسعود في الآية قال ومن كفر فلم يؤمن فهو الكافر * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال لو كان
لي جار موسر ثم مات ولم يحج لم أصل عليه * وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش انه قرأ ولله على الناس حج البيت بكسر
الحاء * وأخرج عن عاصم بن أبي النجود ولله على الناس حج البيت بنصب الحاء * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم
وصححه عن ابن عباس ان الأقرع بن حابس سأل النبي صلى الله عليه وسلم الحج في كل سنة أو مرة واحدة قال لا بل
مرة واحدة فمن زاد فتطوع * قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب لم تكفرون) الآيات * أخرج ابن إسحاق وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن زيد بن أسلم قال مرشاس بن قيس وكان شيخا قد عسا في الجاهلية
عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين شديد الحسد لهم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من
الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه فغاظه ما رأى من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على
الاسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية فقال قد اجتمع ملا بنى قيلة بهذه البلاد والله ما لنا معهم إذا
اجتمع ملؤهم بها من قرار فامر فتى شابا معه من يهود فقال اعمد إليهم فاجلس معهم ثم ذكر هم يوم بعاث وما
كان قبله وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الاشعار وكان يوم بعاث يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج
وكان الظفر فيه للأوس على الخزرج ففعل فتكلم القوم عند ذلك وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من
الحيين على الركب أوس بن قيظي أحد بنى حارثة من الأوس وجبار بن صخر أحد بنى سلمة من الخزرج فتقاولا
ثم قال أحدهما لصاحبه ان شئتم والله رددناها الآن جذعة وغضب الفريقان جميعا وقالوا قد فعلنا السلاح
السلاح موعدكم الظاهرة والظاهرة الحرة فخرجوا إليها وانضمت الأوس بعضها إلى بعض والخزرج بعضها
إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه
من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم فقال يا معشر المسلمين الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ
57

هداكم الله إلى الاسلام وأكرمكم به وقطع به عنكم أمر الجاهلية واستنقذكم به من الكفر وألف به بينكم
ترجعون إلى ما كنتم عليه كفار فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان وكيد من عدوهم لهم فألقوا السلاح وبكوا
وعانق الرجال بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين قد أطفأ الله عنهم كيد
عدو الله شاس وأنزل الله في شان شاس بن قيس وما صنع قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد
على ما تعملون إلى قوله وما الله بغافل عما تعملون وأنزل في أوس بن قيظي وجبار بن صخر ومن كان معهما من
قومهما الذين صنعوا ما صنعوا يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم
كافرين إلى قوله أولئك لهم عذاب عظيم * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني من
طريق أبى نعيم عن ابن عباس قال كانت الأوس والخزرج في الجاهلية بينهم شر فبينما هم يوما جلوس ذكروا
ما بينهم حتى غضبوا وقام بعضهم إلى بعض بالسلاح فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فركب إليهم فنزلت
وكيف تكفرون الآية والآيتان بعدها * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال كان بين هذين الحيين من الأوس
والخزرج قتال في الجاهلية فلما جاء الاسلام اصطلحوا وألف الله بين قلوبهم فجلس يهودي في مجلس فيه نفر
من الأوس والخزرج فأنشد شعرا قاله أحد الحيين في حربهم فكأنهم دخلهم من ذلك فقال الحي الآخرون قد
قال شاعرنا كذا وكذا فاجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفوا للقتال فنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا ان
تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب إلى قوله لعلكم تهتدون فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى قام بين الصفين
فقرأ هن ورفع صوته فلما سمعوا صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن انصتوا له وجعلوا يستمعون فلما فرغ
ألقوا السلاح وعانق بعضهم بعضا وجثوا يبكون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد قال كان جماع
قبائل الأنصار بطنين الأوس والخزرج وكان بينهما في الجاهلية حرب ودماء وشنآن حتى من الله عليهم بالاسلام
وبالنبي صلى الله عليه وسلم فطفا الله الحرب التي كانت بينهم وألف بينهم بالاسلام فبينا رجل من الأوس ورجل
من الخزرج قاعدان يتحدثان ومعهما يهودي جالس فلم يزل يذكرهما بأيامهم والعداوة التي كانت بينهم حتى
استبا ثم اقتتلا فنادى هذا قومه وهذا قومه فخرجوا بالسلاح وصف بعضهم لبعض فجاء رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلم يزل يمشى بينهم إلى هؤلاء وهؤلاء ليسكنهم حتى رجعوا فأنزل الله في ذلك القرآن يا أيها الذين
آمنوا ان تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن السدى في الآية قال نزلت في ثعلبة بن عنمة الأنصاري وكان بينه وبين أناس من الأنصار كلام فمشى بينهم
يهودي من قينقاع فحمل بعضهم على بعض حتى همت الطائفتان من الأوس والخزرج ان يحملوا السلاح
فيقاتلوا فأنزل الله ان تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين يقول إن حملتم السلاح
فاقتتلتم كفرتم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله لم تصدون عن سبيل الله الآية قال كانوا
إذا سألهم أحد هل تجدون محمدا قالوا لا فصدوا الناس عنه وبغوا كذا عوجا هلاكا * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن قتادة في الآية يقول لم تصدون عن الاسلام وعن نبي الله من آمن بالله وأنتم شهداء فيما تقرؤن من
كتاب الله ان محمدا رسول الله وان الاسلام دين الله الذي لا يقبل غيره ولا يجزى الا به يجدونه مكتوبا عندهم في
التوراة والإنجيل * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله يا أهل الكتاب لم تصدون قال هم اليهود والنصارى
نهاهم أن يصدوا المسلمين عن سبيل الله ويريدون أن يعد لو الناس إلى الضلالة * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقا الآية قد تقدم الله إليكم فيهم كما تسمعون
وحذركموهم وأنبأكم بضلالتهم فلا تتمنوهم على دينكم ولا تنتصحوهم على أنفسكم فإنهم الأعداء الحسدة الضلال
كيف تتمنون قوما كفروا بكتابهم وقتلوا رسلهم وتحيروا في دينهم وعجزوا عن أنفسهم أولئك والله أهل التهمة
والعداوة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم
آيات الله وفيكم رسوله قال علمان بينات نبي الله وكتاب الله فاما نبي الله فمضى عليه الصلاة والسلام وأما كتاب الله
فأبقاه الله بين أظهركم رحمة ومن الله ونعمة فيه حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن
58

أبى حاتم عن ابن جريج في قوله ومن يعتصم بالله قال يؤمن بالله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن أبي العالية قال الاعتصام بالله الثقة به * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه
وسلم انه قال إن الله قضى على نفسه انه من آمن به هداه ومن وثق به أنجاه قال الربيع وتصديق ذلك في كتاب الله
ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم * وأخرج عبد بن حميد من طريق الربيع عن أبي العالية قال إن
الله قضى على نفسه أنه من آمن به هداه ومن توكل عليه كفاه ومن أقرضه جزاه ومن وثق به أنجاه ومن دعاه
استجاب له بعد أن يستجيب لله قال الربيع وتصديق ذلك في كتاب الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ومن يتوكل على
الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره ومن يقرض الله قرضا حسنا يضاعفه له ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط
مستقيم وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي * وأخرج تمام في فوائده
عن كعب بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوحى الله إلى داود يا داود ما من عبد يعتصم بي دون خلقي
أعرف ذلك من نيته فتكيده السماوات بمن فيها الا جعلت له من بين ذلك مخرجا وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني
أعرف منه نيته الا قطعت أسباب لسماء من بين يديه وأسخت الهواء من تحت قدميه * وأخرج الحاكم وصححه
وتعقبه الذهبي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب ما عند الله كانت 7 الأرض ظلاله والأرض
فراشه لم يهتم بشئ من أمر الدنيا فهو لا يزرع الزرع وهو يأكل الخبز ولا يغرس الشجر ويأكل الثمار توكلا على
الله وطالب مرضاته فضمن الله السماوات والأرض رزقه فهم يتعبون فيه ويأتون به حلالا ويستوفى هو رزقه بغير
حساب حتى أتاه اليقين قال الحاكم صحيح قال الذهبي بل منكر أو موضوع فيه عمرو بن بكر السكسكي متهم عند ابن
حبان وابنه إبراهيم قال الدارقطني متروك * وأخرج الحاكم وصححه عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول ربكم يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملا قلبك غنى وأملأ يديك رزقا يا ابن ادم لا تباعد منى فاملأ قلبك
فقرا وملأ يديك شغلا * وأخرج الحكم الترمذي عن الزهري قال أوحى الله إلى داود ما من عبد يعتصم بي دون
خلقي وتكيده السماوات والأرض الا جعلت له من ذلك مخرجا وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني الا قطعت أسباب
السماء بين يديه وأسخت الأرض من تحت قدميه * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من جعل الهموم هما واحدا كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة ومن تشاعبت به الهموم لم يبال
الله في أي أودية الدنيا هلك * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته) * أخرج ابن المبارك في الزهد
وعبد الرزاق والفرايبي وعبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في الناسخ
والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود في قوله اتقوا الله حق تقاته قال إن يطاع فلا يعصى ويذكر
فلا ينسى ويشكر فلا يكفر * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه من وجه آخر عن ابن مسعود قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اتقوا الله حق تقاته ان يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة
اتقوا الله حق تقاته قال إن يطاع فلا يعصى وان يذكر فلا ينسى قال عكرمة قال ابن عباس فشق ذلك على المسلمين
فأنزل الله بعد ذلك فاتقوا الله ما استطعتم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله اتقوا الله حق تقاته ان
يطاع فلا يعصى فلم يستطيعوا قال الله فاتقوا الله ما استطعتم * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال لما نزلت
هذه الآية اشتد على القوم العمل فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم فأنزل الله تخفيفا على المسلمين
فاتقوا الله ما استطعتم فنسخت الآية الأولى * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود اتقوا الله حق تقاته قال
نسختها فاتقوا الله ما استطعتم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه من طريق على عن
ابن عباس في قوله اتقوا الله حق تقاته قال لم تنسخ ولكن حق تقاته أن يجاهدوا في الله حق جهاده ولا تأخذهم
في الله لومة لائم ويقوموا الله بالقسط ولو على أنفسهم وآبائهم وأمهاتهم * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس
قال لما نزلت اتقوا الله حق تقاته ثم نزل بعدها فاتقوا الله ما استطعتم نسخت هذه الآية التي في آل عمران * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير عن قتادة في قوله اتقوا الله حق تقاته قال نسختها الآية
التي في التغابن فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وعليها بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع
59

والطاعة فيما استطاعوا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله اتقوا الله حق تقاته
قال نزلت هذه الآية في الأوس والخزرج وكان بينهم قتال يوم بعاث قبيل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم فقدم النبي
صلى الله عليه وسلم فأصلح بينهم فأنزل الله هذه الآيات * وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس قال لا يتقى الله العبد حق
تقاته حتى يخزن من لسانه * وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وصححاه والنسائي وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وأنتم مسلمون ولو أن قطرة من الزقوم قطرت لأمرت على
أهل الأرض عيشهم فكيف ممن ليس له طعام الا الزقوم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن طاوس يا أيها الذين
آمنوا اتقوا الله حق تقاته وهو أن يطاع فلا يعصى فان لم تفعلوا ولم تستطيعوا فلا تموتن الا وأنتم مسلمون قال على
الاسلام وعلى حرمة الاسلام * وأخرج الخطيب عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتقى الله عبد حق
تقاته حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطاه لم يكن ليصيبه * قوله تعالى (واعتصموا) الآية * أخرج
سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والطبراني بسند صحيح عن ابن مسعود في قول الله
واعتصموا بحبل الله قال حبل الله القران * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن الضريس وابن جرير وابن
الأنباري في المصاحف والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال إن هذا الصراط مخضر
تحضره الشياطين وينادون يا عبد الله هلم هذا هو الطريق ليصدوا عن سبيل الله فاعتصموا بحبل الله فان حبل الله
القرآن * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب الله هو
حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي شريح الخزاعي قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ان هذا القران سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تضلوا بعده أبدا
* وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني عن زيد بن أرقم قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انى تارك فيكم
كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة * وأخرج أحمد عن زيد بن ثابت
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى تارك فيكم خليفتين كتاب الله عز وجل حبل ممدود ما بين السماء والأرض
وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض * وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم انى لكم فرط وانكم واردون على الحوض فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين قيل وما الثقلان
يا رسول الله قال الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به لن تزالوا أو لا تضلوا والأصغر
عترتي وأنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض وسألت لهما ذاك ربى فلا تقدموهما لتهلكوا ولا تعلموهما فإنهما
أعلم منكم * وأخرج ابن سعد وأحمد والطبراني عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أيها الناس انى تارك فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا بعدي أمرين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل
ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض * وأخرج سعيد بن
منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني من طريق الشعبي عن ابن مسعود واعتصموا بحبل الله
جميعا قال حبل الله الجماعة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق الشعبي عن ثابت بن فطنة المزني
قال سمعت ابن مسعود يخطب وهو يقول أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة فإنهما حبل الله الذي أمر به
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سماك بن الوليد الحنفي انه لقى ابن عباس فقال ما تقول في سلطان علينا يظلمونا
ويشتمونا ويعتدون علينا في صدقاتنا ألا تمنعهم قال لا أعطهم الجماعة الجماعة انما هلكت الأمم الخالية بتفرقها
أما سمعت قول الله واعصتموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا * وأخرج ابن ماجة وابن جرير وابن أبي حاتم عن أنس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقه وان أمتي ستفترق
على اثنين وسبعين فرقه كلهم في النار الا واحدة قالوا يا رسول الله ومن هذه الواحدة قال الجماعة ثم قال
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا * وأخرج ابن ماجة وابن جرير وابن أبي حام عن أنس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقه وان أمتي ستفترق على اثنين وسبعين فرقة
60

كلهم في النار الا واحدة قالوا يا رسول الله ومن هذه الواحدة قال الجماعة ثم قال واعتصموا بحبل الله جميعا * وأخرج
مسلم والبيهقي عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا
يرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من ولاه الله أمركم
ويسخط لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال * وأخرج أحمد وأبو داود عن معاوية بن أبي سفيان ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة وان هذه الأمة ستفترق
على ثلاث وسبعين ملة يعنى الأهواء كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمران
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام عن عنقه حتى يراجعه ومن
مات وليس امام جماعة فان موتته ميتة جاهلية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية واعتصموا
بحبل الله قال بالاخلاص لله وحده ولا تفرقوا يقول لا تعادوا عليه يقول على الاخلاص وكونوا عليه إخوانا
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن واعتصموا بحبل الله قال بطاعته * وأخرج عن قتادة واعتصموا بحبل الله
قال بعهد الله وبأمره * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد واعتصموا بحبل الله قال الاسلام * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن الربيع في قوله واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء يقتل بعضكم بعضا ويأكل شديدكم
ضعيفكم حتى جاء الله بالاسلام فألف به بينكم وجمع جمعكم عليه وجعلكم عليه إخوانا * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر عن عكرمة قال لقى النبي صلى الله عليه وسلم نفرا من الأنصار فآمنوا به وصدقوا وأراد ان يذهب معهم
فقالوا يا رسول الله ان بين قومنا حربا وانا نخاف ان جئت على حالك هذه ان لا يتهيأ الذي تريد فواعدوه العام
المقبل فقالوا نذهب برسول الله صلى الله عليه وسلم فلعل الله ان يصلح تلك الحرب وكانوا يرون انها لا تصلح وهي يوم
بعاث فلقوه من العام المقبل سبعين رجلا قد آمنوا به فاخذ منهم النقباء اثنى عشر رجلا فذلك حين يقول اذكروا
نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم وفى لفظ لابن جرير فلما كان من أمر عائشة ما كان فتشاور الحيان
قال بعضهم لبعض موعدكم الحرة فخرجوا إليها فنزلت هذه الآية واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف
بين قلوبكم الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله إذ كنتم أعداء قال ما كان بين الأوس والخزرج في
شأن عائشة * وأخرج ابن جرير عن ابن إسحاق قال كانت الحرب بين الأوس والخزرج عشرين ومائة سنة حتى
قام الاسلام فأطفأ الله ذلك وألف بينهم * وأخرج ابن المنذر عن مقاتل بن حيان قال بلغني ان هذه الآية أنزلت
في قبيلتين من قبائل الأنصار في رجلين أحدهما من الخزرج والآخر من الأوس اقتتلوا في الجاهلية زمانا طويلا
فقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأصلح بينهم فجرى الحديث بينهما في المجلس فتفاخروا واستبوا حتى أشرع
بعضهم الرماح إلى بعض * وأخرج ابن المنذر عن قتادة واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم
فأصبحتم بنعمته إخوانا إذ كنتم تذابحون فيها يأكل شديدكم ضعيفكم حتى جاء الله بالاسلام فآخى به بينكم وألف
به بينكم اما والله الذي لا إله الا هو ان الألفة لرحمة وان الفرقة لعذاب ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان
يقول والذي نفس محمد بيده لا يتواد رجلان في الاسلام فيفرق بينهما أول من ذنب يحدثه أحدهما وان
7 أرادهما المحدث * وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار بم
تمنون على أليس جئتكم ضلالا فهداكم الله بي وجئتكم أعداء فألف الله بين قلوبكم بي قالوا بلى يا رسول الله
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله وكنتم على شفا حفرة من النار ويقول كنتم على طرف النار
من مات منكم وقع في النار فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فاستنقذكم به من تلك الحفرة * وأخرج عبد بن
حميد عن ابن عباس انه قرأ وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها قال أنقذنا فأرجو أن لا يعيدنا فيها
* وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل وكنتم على شفا حفرة من
النار فأنقذكم منها قال أنقذكم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عباس
ابن مرداس وهو يقول يكب على شفا الأذقان كبا * كما زلق التحتم عن جفاف
* قوله تعالى (ولتكن منكم أمة) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن الأنباري
61

في المصاحف عن عمرو بن دينار أنه سمع ابن الزبير يقرأ ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف
وينهون عن المنكر ويستعينون بالله على ما أصابهم فما أدري أكانت قرأته أو فسر * وأخرج عبد بن حميد
وبن جرير وابن أبي داود في المصاحف وابن الأنباري عن عثمان انه قرأ ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير
ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون الله على ما أصابهم وأولئك هم المفلحون * وأخرج ابن
مردويه عن أبي جعفر الباقر قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ثم قال
الخير اتباع القرآن وسنتي * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال كل آية ذكرها الله في القرآن في الامر
بالمعروف فهو الاسلام والنهى عن المنكر فهو عبادة الشيطان * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل
ابن حيان في قوله ولتكن منكم أمة يقول ليكن منكم قوم يعنى واحدا أو اثنين أو ثلاثة نفر فما فوق ذلك أمة
يقول إماما يقتدى به يدعون إلى الخير قال إلى الاسلام ويأمرون بالمعروف بطاعة ربهم وينهون عن المنكر
عن معصية ربهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير قال هم
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة وهم الرواة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق على عن
ابن عباس في قوله ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا قال أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف
والفرقة وأخبرهم انما هلك من كان قبلكم بالمراء والخصومات في دين الله * وأخرج ابن جرير عن الربيع في
قوله ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا قال هم أهل الكتاب نهى الله أهل الاسلام ان يتفرقوا ويختلفوا
كما تفرق واختلف أهل الكتاب * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ولا تكونوا كالذين
تفرقوا واختلفوا قال من اليهود والنصارى * واخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة والحاكم وصححه عن أبي
هرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على
ثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال كيف يصنع أهل
هذه الأهواء الخبيثة بهذه الآية في آل عمران ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءهم
البينات قال نبذوها ورب الكعبة وراء ظهورهم * وأخرج أحمد وأبو داود والحاكم عن معاوية قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان أهل الكتاب تفرقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة وتفرق هذه الأمة على ثلاث
وسبعين ملة كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة ويخرج في أمتي أقوام تتجارى تلك الأهواء بهم كما يتجارى الكلب
بصاحبه فلا يبقى منه عرق ولا مفصل الا دخله * وأخرج الحاكم عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يأتي على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى لو كان فيهم من نكح أمه علانية كان في
أمتي مثله ان بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين ملة وتفرق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار
الا ملة واحدة فقيل له ما الواحدة قال ما أنا عليه اليوم وأصحابي * وأخرج الحاكم عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن
عوف عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتسلكن سنن من قبلكم ان بني إسرائيل افترقت
الحديث * وأخرج ابن ماجة عن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت اليهود على
إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى
وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فواحدة في الجنة
وثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول الله من هم قال الجماعة * وأخرج أحمد عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إن بني إسرائيل تفرقت إحدى وسبعين فرقة فهلكت سبعون فرقة وخلصت فرقة واحدة وان أمتي
ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة تهلك إحدى وسبعون فرقة وتخلص فرقة قيل يا رسول الله من تلك الفرقة قال
الجماعة الجماعة * وأخرج أحمد عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اثنان خير من واحد وثلاثة خير من
اثنين وأربعة خير من ثلاثة فعليكم بالجماعة فان الله لم يجمع أمتي الا على هدى * وأخرج ابن مردويه عن كثير
ابن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبي عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ادخلوا على ولا يدخل على
إلا قرشي فقال يا معشر قريش أنتم الولاة بعدي لهذا الدين فلا تموتن الا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا
62

ولا تفرقوا ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له
الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة * قوله تعالى (يوم تبيض وجوه) الآية * أخرج
أحمد والترمذي وابن ماجة والطبراني وابن المنذر عن أبي غالب قال رأى أبو أمامة رؤس الأزارقة منصوبة على
درج مسجد دمشق فقال أبو أمامة كلاب النار شر قتلى تحت أديم السماء خير قتلى من قتلوه ثم قرأ يوم تبيض وجوه
وتسود وجوه الآية قلت لأبي أمامة أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو لم أسمعه الامرة أو مرتين
أو ثلاثا أو أربعا حتى عد سبعا ما حدثتكموه * واخرج ابن أبي حاتم وأبو نصر في الإبانة والخطيب في تاريخه
واللالكائي في السنة عن ابن عباس في هذه الآية قال تبيض وجوه وتسود وجوه قال تبيض وجوه أهل السنة
والجماعة وتسود وجوه أهل البدع والضلالة * وأخرج الخطيب في رواة مالك والديلمي عن ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قال تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل
البدع * وأخرج أبو نصر السجزي في الإبانة عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوم تبيض
وجوه وتسود وجوه قال تبيض وجوه أهل الجماعات والسنة وتسود وجوه أهل البدع والأهواء * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي بن كعب في الآية قال صاروا فرقتين يوم القيامة يقال لمن اسود وجهه
أكفرتم بعد ايمانكم فهو الايمان الذي كان في صلب آدم حيث كانوا أمة واحدة وأما الذين ابيضت وجوههم
فهم الذين استقاموا على ايمانهم وأخلصوا له الدين فبيض الله وجوههم وأدخلهم في رضوانه وجنته * وأخرج
الفريابي وابن المنذر عن عكرمة في الآية قال هم من أهل الكتاب كانوا مصدقين بأنبيائهم مصدقين بمحمد فلما
بعثه الله كفروا فذلك قوله أكفرتم بعد ايمانكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي امامة
في قوله فاما الذين اسودت وجوههم قال هم الخوارج * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير في الآية عن قتادة قال
لقد كفر أقوام بعد ايمانكم كما تسمعون فاما الذين ابيضت وجوههم فأهل طاعة الله والوفاء بعهد الله * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله فاما الذين اسودت وجوههم قال هم المنافقون كانوا أعطوا كلمة الايمان
بألسنتهم وأنكروها بقلوبهم وأعمالهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله وتسود وجوه قال هم
اليهود * وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قال هذا لأهل القبلة
* وأخرج ابن المنذر عن السدى بسند فيه من لا يعرف يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قال بالاعمال والاحداث
* وأخرج ابن أبي حاتم بسند فيه من لا يعرف عن عائشة قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تأتى عليك
ساعة لا تملك فيها لأحد شفاعة قال نعم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه حتى أنظر ما يفعل بي أو قال بوجهي
* وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المصيبة تبيض
وجه صاحبها يوم تسود الوجوه * وأخرج أبو نعيم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغبار في سبيل
الله أسفار الوجوه يوم القيامة * وأخرج الطبراني عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس من عبد
يقول لا إله إلا الله مائة مرة الا بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن
وثاب انه قرأ كل شئ في القرآن والى الله ترجع الأمور بنصب التاء وكسر الجيم * قوله تعالى (كنتم خير أمة)
الآية * أخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والفريابي وأحمد والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم
وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله كنتم خير أمة أخرجت للناس قال هم الذين هاجروا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال قال عمر
ابن الخطاب لو شاء الله لقال أنتم فكنا كلنا ولكن قال كنتم في خاصة أصحاب محمد ومن صنع مثل صنيعهم كانوا خير
أمة أخرجت للناس * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى عمن حدثه عن عمر في قوله كنتم خير أمة قال
تكون لأولنا ولا تكون لآخرنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في الآية قال نزلت في ابن مسعود
وعمار بن يسار وسالم مولى أبى حذيفة وأبى بن كعب ومعاذ بن جبل * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا
ان عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية كنتم خير أمة أخرجت للناس الآية ثم قال يا أيها الناس من سره ان يكون من
63

تلكم الأمة فليؤد شرط الله منها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله كنتم خير أمة
أخرجت للناس يقول على هذا الشرط ان تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر وتؤمنوا بالله يقول لمن أنتم بين
ظهرانيه كقوله ولقد اخترناهم على علم على العالمين * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والبخاري والنسائي وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن أبي هريرة في قوله كنتم خير أمة أخرجت للناس قال خير الناس
للناس تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الاسلام * وأحرج ابن المنذر من طريق عكرمة عن
ابن عباس كنتم خير أمة أخرجت للناس قال خير الناس للناس * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب قال لم
تكن أمة أكثر استجابة في الاسلام من هذه الأمة فمن ثم قال كنتم خير أمة أخرجت للناس * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وأحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم
وصححه وابن مردويه عن معاوية بن حيدة انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في قوله كنتم خير أمة أخرجت للناس
قال إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان نبي
الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم وهو مسند ظهره إلى الكعبة نحن نكمل يوم القيامة سبعين أمة نحن
آخرها وخيرها * وأخرج أحمد بسند حسن عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت ما لم يعط
أحد من الأنبياء نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض وسميت احمد وجعل التراب لي طهورا وجعلت
أمتي خير الأمم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي جعفر كنتم خير أمة أخرجت للناس قال أهل بيت النبي
صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عطية في الآية قال خير الناس للناس شهدتم
للنبيين الذين كذبهم قومهم بالبلاغ * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في الآية قال لم تكن أمة دخل
فيها من أصناف الناس غير هذه الأمة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء
والصفات عن ابن عباس في قوله كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف يقول تأمرونهم ان
شهدوا أن لا إله إلا الله والاقرار بما أنزل الله ويقاتلونهم عليه ولا إله إلا الله هو أعظم المعروف وتنهونهم
عن المنكر والمنكر هو التكذيب وهو أنكر المنكر * قوله تعالى (منهم المؤمنون) الآيات * أخرج ابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله منهم المؤمنون قال استثنى الله منهم ثلاثة كانوا على الهدى والحق * وأخرج عبد بن حميد
وبن أبى حاتم عن قتادة في قوله وأكثرهم الفاسقون قال ذم الله أكثر الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن قتادة في قوله لن يضروكم الا أذى قال تسمعونه منهم * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج لن يضروكم الا أذى
قال اشراكهم في عزير وعيسى والصليب * وأخرج عن الحسن لن يضروكم الا أذى قال تسمعون منهم كذبا
على الله يدعونكم إلى الضلالة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ضربت عليهم الذلة قال هم أصحاب
القبالات * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن ضربت عليهم الذلة قال أذلهم الله فلا منعة لهم وجعلهم
الله تحت أقدام المسلمين وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن قال أدركتهم هذه
الأمة وان المجوس لتجتنيهم الجزية * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن وقتادة ضربت عليهم الذلة قال يعطون
الجزية عن يد وهم صاغرون * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك ضربت عليهم الذلة قال الجزية * وأخرج
ابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم من طريقين عن ابن عباس الا بحبل من الله وحبل من الناس قال بعهد من
الله وعهد من الناس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ذلك بما عصوا وكانوا
يعتدون قال اجتنبوا المعصية والعدوان فان بهما هلك من هلك قبلكم من الناس * قوله تعالى (ليسوا سواء)
الآية * أخرج ابن إسحاق وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل وابن عساكر
عن ابن عباس قال لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وأسد بن عبيد ومن أسلم من يهود
معهم فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الاسلام قالت أحبار يهود وأهل الكفر منهم ما آمن بمحمد وتبعه الا شرارنا
ولو كانوا خيارنا ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره فأنزل الله في ذلك ليسوا سواء إلى قوله وأولئك من الصالحين
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ليسوا سواء الآية يقول ليس كل القوم هلك قد كان لله فيهم
64

بقية * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله أمة قائمة قال عبد الله بن سلام وثعلبة بن سلام أخوه وسعية
ومبشر وأسيد وأسد ابنا كعب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية يقول هؤلاء اليهود
ليسوا كمثل هذه الأمة التي هي قانتة لله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس أمة قائمة يقول مهتدية
قائمة على أمر الله لم تنزع عنه وتتركه كما تركه الآخرون وضيعوه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي
حاتم عن مجاهد أمة قائمة قال عادلة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع أمة قائمة يقول قائمة على كتاب
الله وحدوده وفرائضه * وأخرج ابن جرير عن الربيع آناء الليل قال ساعات الليل * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
وابن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله آناء الليل قال جوف الليل * وأخرج الفريابي والبخاري
في تاريخه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله ليسوا سواء من أهل
الكتاب أمة قائمة قال لا يستوي أهل الكتاب وأمة محمد يتلون آيات الله آناء الليل قال صلاة العتمة هم يصلونها
ومن سواهم من أهل الكتاب لا يصلونها * وأخرج أحمد والنسائي والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم والطبراني بسند حسن عن ابن مسعود قال أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة صلاة العشاء ثم
خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال أما انه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة
غيركم ولفظ ابن جرير والطبراني وقال إنه لا يصلى هذه الصلاة أحد من أهل الكتاب قال وأنزلت هذه الآية ليسوا
سواء من أهل الكتاب أمة قائمة حتى بلغ والله عليهم بالمتقين * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في قوله يتلون آيات
الله آناء الليل قال قال بعضهم صلاة العتمة يصليها أمة محمد ولا يصليها غيرهم من أهل الكتاب * وأخرج ابن أبي
شيبة وأبو داود والبيهقي في سننه عن معاذ بن جبل قال أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العتمة ليلة حتى ظن
الظان ان قد صلى ثم خرج فقال اعتموا بهذه الصلاة فإنكم فضلتم بها على سائر الأمم ولم تصلها أمة قبلكم * وأخرج
الطبراني بسند حسن عن المنكدر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه خرج ذات ليلة وقد أخر صلاة العشاء حتى ذهب
من الليل هنيهة أو ساعة والناس ينتظرون في المسجد فقال أما انكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموها ثم قال أما
انها صلاة لم يصلها أحد ممن كان قبلكم من الأمم * وأخرج ابن أبي شيبة والبزار بسند حسن عن ابن عمران النبي
صلى الله عليه وسلم أعتم ليلة بالعشاء فناداه عمر نام النساء والصبيان فقال ما ينتظر هذه الصلاة أحد من أهل
الأرض غيركم * وأخرج الطبراني بسند حسن عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم أخر صلاة العشاء ثم خرج
فقال ما يحبسكم هذه الساعة قالوا يا نبي الله انتظرناك لنشهد الصلاة معك فقال لهم ما صلى صلاتكم هذه أمة قط
قبلكم وما زلتم في صلاة بعد * وأخرج الطبراني بسند حسن عن عبد الله بن المستور قال احتبس النبي صلى الله
عليه وسلم ليلة حتى لم يبق في المسجد الا بضعة عشر رجلا فخرج إليهم فقال ما أمسى أحد ينظر الصلاة غيركم
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن منصور قال بلغني أنها نزلت يتلون آيات الله آناء
الليل وهم يسجدون فيما بين المغرب والعشاء * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله يتلون آيات الله آناء
الليل قال هي صلاة الغفلة * وأخرج ابن جرير عن أبي عمر وبن العلاء في قوله وما تفعلوا من خير فلن تكفروه
قال بلغني عن ابن عباس أنه كان يقرؤهما جميعا بالتاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة فلن تكفروه
قال لن يضل عنكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن فلن تكفروه قال لن تظلموه * قوله تعالى (مثل
ما ينفقون) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله مثل ما ينفقون
في هذه الحياة الدنيا قال مثل نفقه الكافر في الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية
يقول مثل ما ينفق المشركون ولا يتقبل منهم كمثل هذا الزرع إذا زرعه القوم الظالمون فأصابه ريح فيها صرفا هلكته
فكذلك أنفقوا فأهلكهم شركهم * وأخرج سعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس فيها صر قال برد شديد * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان
نافع بن الأزرق سأله عن قوله فيها صر قال برد قال فهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول نابغة بنى ذبيان
لا يبردون إذا ما الأرض جللها * صر الشتاء من الامحال كالأدم
65

* قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس قال كان رجال من المسلمين يواصلون رجالا من يهود لما كان بينهم من الجوار والحلف
في الجاهلية فأنزل الله فيهم ينهاهم عن مباطنتهم تخوف الفتنة عليهم منهم يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من
دونكم الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لا تتخذوا بطانة من دونكم قال هم
المنافقون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال نزلت في المنافقين
من أهل المدينة نهى المؤمنين أن يتولوهم * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني بسند جيد عن حميد بن مهران
المالكي الخياط قال سألت أبا غالب عن قوله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم الآية قال حدثني أبو
أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال هم الخوارج * وأخرج عبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تنقشوا في خواتيمكم عربيا
ولا تستضيئوا بنار المشركين فذكر ذلك للحسن فقال نعم لا تنقشوا في خواتيمكم محمدا ولا تستشيروا المشركين في
شئ من أموركم قال الحسن وتصديق ذلك في كتاب الله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب أنه قيل له ان هنا غلاما من أهل الحيرة حافظا كاتبا فلو
اتخذته كاتبا قال قد اتخذت اذن بطانة من دون المؤمنين * وأخرج ابن جرير عن الربيع لا تتخذوا بطانة يقول
لا تستدخلوا المنافقين تتولوهم دون المؤمنين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى ودواما عنتم يقول
ما ضللتم * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل ودواما عنتم يقول ود المنافقون ما عنت المؤمنون في دينهم * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قد بدت البغضاء من أفواههم يقول من أفواه المنافقين إلى إخوانهم من الكفار
من غشهم للاسلام وأهله وبغضهم إياهم وما تخفى صدورهم أكبر يقول ما تكن صدورهم أكبر مما قد أبدوا
بألسنتهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم قال المؤمن خير
للمنافق من المنافق للمؤمن يرحمه في الدنيا لو يقدر المنافق من المؤمن على مثل ما يقدر عليه منه لأباد خضرائه
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله
وتؤمنون بالكتاب كله أي بكتابكم وكتابهم وبما مضى من الكتب قبل ذلك وهم يكفرون بكتابكم فأنتم أحق
بالبغضاء لهم منهم لكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود وإذا خلوا عضوا عليكم
الأنامل قال هكذا وضع أطراف أصابعه في فيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وإذا لقوكم
الآية قال إذا لقوا المؤمنين قالوا آمنا ليس بهم الا مخافة على دمائهم وأموالهم فصانعوهم بذلك وإذا خلوا عضوا
عليكم الأنامل من الغيط يقول مما يجدون في قلوبهم من الغيظ والكراهة لما هم عليه لو يجدون ريحا لكانوا على
المؤمنين * وأخرج ابن جرير عن السدى عضوا عليكم الأنامل قال الأصابع * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن أبي حاتم عن أبي الجوزاء قال نزلت هذه الآية في الأباضية * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل ان تمسسكم
حسنة يعنى النصر على العدو والرزق والخير يسؤهم ذلك وان تصبكم سيئة يعنى القتل والهزيمة والجهد * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال إذا رأوا من أهل الاسلام ألفة وجماعة وظهورا
على عدوهم غاظهم ذلك وساءهم وإذا رأوا من أهل الاسلام فرقة واختلافا أو أصيب طرف من أطراف المسلمين
سرهم ذلك وابتهجوا به * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وان تصبروا وتتقوا لا يضركم مشددة برفع الضاد
والراء * قوله تعالى (وإذ غدوت من أهلك) الآية * أخرج ابن إسحاق والبيهقي في الدلائل عن ابن شهاب وعاصم
ابن عمر بن قتادة ومحمد ابن يحيى بن حبان والحصين بن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ قالوا كان يوم أحد يوم بلاء
وتمحيص اختبر الله به المؤمنين ومحق به الكافرين ممن كان يظهر الاسلام بلسانه وهو مستخف بالكفر ويوم
أكرم الله فيه من أراد كرامته بالشهادة من أهل ولايته فكان مما نزل من القرآن في يوم أحد ستون آية من
آل عمران فيها صفة ما كان في يومه ذلك ومعاتبة من عاتب منهم يقول الله لنبيه وإذ غدوت من أهلك تبوئ
المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم * وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن شهاب قال قاتل النبي صلى الله عليه
66

وسلم يوم بدر في رمضان سنة اثنين ثم قاتل يوم أحد في شوال سنة ثلاث ثم قاتل يوم الخندق وهو يوم الأحزاب وبنى
قريظة في شوال سنة أربع * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي في الدلائل عن عروة قال كانت وقعة أحد في شوال على
رأس سنة من وقعة بدر ولفظ عبد الرزاق على رأس ستة أشهر من وقعة بنى النضير ورئيس المشركين يومئذ أبو
سفيان بن حرب * وأخرج البيهقي عن قتادة قال كانت وقعة أحد في شوال يوم السبت لإحدى عشرة ليلة مضت
من شوال وكان أصحابه يومئذ سبعمائة والمشركون الفين أو ما شاء الله من ذلك * وأخرج أبو يعلى وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن المسور بن مخرمة قال قلت لعبد الرحمن بن عوف يا خال أخبرني عن قصتكم يوم أحد قال اقرأ بعد
العشرين ومائة من آل عمران تجد قصتنا وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال إلى قوله إذ همت
طائفتان منكم ان تفشلا قال هم الذين طلبوا الأمان من المشركين إلى قوله ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان
تلقوه فقد رأيتموه قال هو تمنى المؤمنين لقاء العدو إلى قوله أفإن مات أو قتل انقلبتم قال هو صياح الشيطان يوم أحد
قتل محمد إلى قوله أمنة نعاسا قال ألقى عليهم النوم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن
عباس وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال قال يوم أحد * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير
في قوله تبوئ المؤمنين قال توطئ * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله
تبوئ المؤمنين قال توطن المؤمنين لتسكن قلوبهم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت قول الأعشى
الشاعر وما بوأ الرحمن بيتك منزلا * بأجياد غربي الفنا والمحرم
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وإذ غدوت من أهلك تبوئ
المؤمنين مقاعد للقتال قال مشى النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ على رجليه يبوئ المؤمنين * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وإذ غدوت من أهلك قال يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم يبوئ المؤمنين مقاعد
للقتال يوم الأحزاب * وأخرج ابن إسحاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن شهاب ومحمد بن يحيى بن
حبان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وغيرهم كل قد حدث بعض
الحديث عن يوم أحد قالوا لما أصيب قريش أو من ناله منهم يوم بدر من كفار قريش ورجع فلهم إلى مكة ورجع
أبو سفيان بعيره مشى عبد الله بن أبي ربيعة وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية في رجال من قريش ممن أصيب
آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة فقالوا
يا معشر قريش ان محمدا قد وتركم وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا ندرك منه ثارا بمن أصاب ففعلوا
فأجمعت قريش لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجت بجدتها وجديدها وخرجوا معهم بالظعن التماس
الحفيظة ولئلا يفروا وخرج أبو سفيان وهو قائد الناس فاقبلوا حتى نزلوا بعنين حبل ببطن السبخة من قناة على
شفير الوادي مما يلي المدينة فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون بالمشركين قد نزلوا حيث نزلوا قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم انى رأيت بقرا تنحر وأريت في ذباب سيفي ثلما وأريت انى أدخلت يدي في درع
حصينة فأولتها المدينة فان رأيتم ان تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا فان أقاموا أقاموا يشر مقام وان هم
دخلوا علينا قاتلناهم فيها ونزلت قريش منزلها أحدا يوم الأربعاء فأقاموا ذلك اليوم ويوم الخميس ويوم الجمعة
وراح رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى الجمعة فأصبح بالشعب من أحد فالتقوا يوم السبت للنصف من شوال
سنة ثلاث وكان رأى عبد الله بن أبي مع رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى رأيه في ذلك أن لا يخرج إليهم وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الخروج من المدينة فقال رجال من المسلمين ممن أكرم الله بالشهادة يوم أحد
وغيرهم ممن كان فاته يوم بدر وحضوره يا رسول الله اخرج بنا إلى أعدائنا لا يرون انا جبنا عنهم وضعفنا فقال عبد
الله بن أبي يا رسول الله أقم بالمدينة فلا تخرج إليهم فوالله ما خرجنا منها إلى عدولنا قط الا أصاب منا ولا دخلها
علينا الا أصبنا منهم فدعهم يا رسول الله فان أقاموا أقاموا بشر وان دخلوا قاتلهم النساء والصبيان والرجال بالحجارة
من فوقهم وان رجعوا رجعوا خائبين كما جاؤوا فلم يزل الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كان من
أمرهم حب لقاء القوم حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبس لامته وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة ثم
67

خرج عليهم وقد ندم الناس وقالوا استكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن لنا ذلك فان شئت فاقعد فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينبغي لنبي إذا لبس لامته ان يضعها حتى يقاتل فخرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم في ألف رجل من أصحابه حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأحد تحول عنه عبد الله بن أبي بثلث الناس
ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سلك في حرة بنى حارثة فذب فرس بذنبه فأصاب ذباب سيفه فاستله فقال
رسول الله صلى عليه وسلم وكان يحب الفأل ولا يعتاف لصاحب السيف شم سيفك فإني أرى السيوف ستستل
اليوم ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بالشعب من أحد من عدوة الوادي إلى الجبل فجعل ظهره
وعسكره إلى أحد وتعبى رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتال وهو في سبعمائة رجل وأمر رسول الله صلى الله عليه
وسلم على الرماة عبد الله بن جبير والرماة خمسون رجلا فقال انضح عنا الجبل بالنبل لا يأتونا من خلفنا ان كان
علينا أولنا فأنت مكانك لنؤتين من قبلك وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين درعين * وأخرج ابن
جرير عن السدى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم أحد أشيروا على ما أصنع فقالوا يا رسول الله
أخرج إلى هذه الأكلب فقالت الأنصار يا رسول الله ما غلبنا عدو لنا أتانا في ديارنا فكيف وأنت فينا فدعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي ابن سلول ولم يدعه قط قبلها فاستشاره فقال يا رسول الله أخرج بنا إلى
هذه الأكلب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه ان يدخلوا عليه المدينة فيقاتلوا في الأزقة فأتى النعمان
ابن مالك الأنصاري فقال يا رسول الله لا تحرمني الجنة فقال لم بم قال باني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
وإني لا أفر من الزحف قال صدقت فقتل يومئذ ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بدرعه فلبسها فلما رأوه وقد
لبس السلاح ندموا وقالوا بئسما صنعنا نشير على رسول الله صلى الله عليه وسلم والوحي يأتيه فقاموا واعتذروا إليه
وقالوا اصنع ما رأيت فقال رأيت القتال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لنبي أن يلبس لامته فيضعها
حتى يقاتل وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد في ألف رجل وقد وعدهم الفتح ان يصبروا فرجع عبد
الله بن أبي في ثلثمائة فتبعهم أبو جابر السلمي يدعوهم فأعيوه وقالوا له ما نعلم قتالا ولئن أطعتنا لترجعن معنا وقال
إذ همت طائفتان منكم ان تفشلا وهم بنو سلمة وبنو حارثة هموا بالرجوع حين رجع عبد الله بن أبي فعصمهم
الله وبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعمائة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وإذ تبوئ المؤمنين قال ذاك
يوم أحد غدا نبي الله صلى الله عليه وسلم من أهله إلى أحد تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال واحد بناحية المدينة
* قوله تعالى (إذ همت طائفتان) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله قال فينا نزلت في بنى حارثة وبنى سلمة إذ همت
طائفتان منكم أن تفشلا وما يسرني انها لم تنزل لقول الله والله وليهما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن مجاهد إذ همت طائفتان قال بنو حارثة كانوا نحو أحد وبنو سلمة نحو سلع * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن قتادة إذ همت طائفتان قال ذلك يوم أحد والطائفتان بنو سلمة وبنو حارثة حيان من الأنصار
هموا بأمر فعصمهم الله من ذلك وقد ذكر لنا انه لما أنزلت هذه الآية قالوا ما يسرنا أنا لم نهم بالذي هممنا به وقد
أخبرنا الله انه ولينا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس إذ همت طائفتان قال هم بنو حارثة وبنو سلمة
* وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال نزلت في بنى سلمة من الخزرج وبنى حارثة من الأوس إذ همت طائفتان الآية
* وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج قال ابن عباس الفشل الجبن والله أعلم * قوله تعالى (ولقد نصركم الله
ببدر وأنتم أذلة) * أخرج أحمد وابن حبان عن عياض الأشعري قال شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء
أبو عبيدة ويزيد بن أبي سفيان وابن حسنة وخالد بن الوليد وعياض وليس عياضا هذا قال وقال عمر إذا
كان قتال فعليكم أبو عبيدة فكتبنا إليه انه قد حاس إلينا الموت واستمددناه فكتب إلينا انه قد جاءني كتابكم
تستمدوني وإني أدلكم على من هو أعز نصرا وأحضر جند الله عز وجل فاستنصروه فان محمدا صلى الله عليه وسلم
قد نصر يوم بدر في أقل من عدتكم فإذا جاء كم كتابي هذا فقاتلوهم ولا تراجعوني فقاتلناهم فهزمناهم أربع
فراسخ * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ولقد نصركم الله ببدر إلى ثلاثة آلاف من الملائكة منزلين في قصة بدر
68

* وأخرج ابن المنذر عن علي بن أبي طالب قال بدر بئر * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي
حاتم وابن المنذر عن الشعبي قال كانت بدر بئر الرجل من جهينة يقال له بدر فسميت به * وأخرج ابن جرير
عن الضحاك قال بدر ماء عن يمين طريق مكة بين مكة والمدينة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال
بدر ماء بين مكة والمدينة التقى عليه النبي صلى الله عليه وسلم والمشركون وكان أول قتال قاتله النبي صلى الله عليه
وسلم وذكر لنا انه قال لأصحابه يومئذ انهم اليوم بعدة أصحاب طالوت يوم لقى جالوت وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر
رجلا وألف والمشركون يومئذ أو راهقوا ذلك * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال كانت بدر متجرا في الجاهلية
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وأنتم أذلة يقول وأنتم قليل وهم يومئذ بضعة عشر وثلثمائة
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة وابن أبي حاتم عن رافع بن خديج قال قال جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ما تعدون من شهد بدرا فيكم قال خيارنا قال وكذلك نعد من شهد بدرا من الملائكة فينا * وأخرج ابن أبي حاتم عن
سفيان بن عيينة قال على كل مسلم ان يشكر الله في نصره ببدر يقول الله ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذله فاتقوا الله
لعلكم تشكرون * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن الزهري قال سمعت ابن المسيب يقول غزا النبي صلى الله
عليه وسلم ثمان عشرة غزوة قال وسمعته مرة أخرى يقول أربعة وعشرين غزوة فلا أدرى أكان وهما منه أو شيئا
سمعه بعد ذلك قال الزهري وكان الذي قاتل فيه النبي صلى الله عليه وسلم كل شئ ذكر في القران * وأخرج ابن أبي
شيبة عن قتادة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة قاتل في ثمان يوم بدر ويوم أحد ويوم الأحزاب
ويوم قديد ويوم خيبر ويوم فتح مكة ويوم ماء لبني المصطلق ويوم حنين * قوله تعالى (إذ تقول) الآيات
* أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي ان المسلمين بلغهم يوم بدران كرز بن
جابر المحاربي يمد المشركين فشق ذلك عليهم فأنزل الله ألن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة آلاف إلى قوله مسومين قال
فبلغت كرز الهزيمة فلم يمد المشركين ولم يمد المسلمون بالخمسة * وأخرج ابن جرير عن الشعبي قال لما كان
يوم بدر بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر نحو الا انه قال ويأتوكم من فورهم هذا يعنى كرزا وأصحابه
يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين فبلغ كرزا وأصحابه الهزيمة فلم يمدهم ولم تنزل الخمسة وأمدوا
بعد ذلك بألف فهم أربعة آلاف من الملائكة مع المسلمين * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله
إذ تقول للمؤمنين الآية قال هذا يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال
أمدوا بألف ثم صاروا ثلاثة آلاف ثم صاروا خمسة آلاف وذلك يوم بدر * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله بلى
ان تصبروا وتتقوا الآية قال هذا يوم أحد فلم يصبروا ولم يتقوا فلم يمدوا يوم أحد ولو مدوا لم يهزموا يومئذ * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة قال لم يمد النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ولا بملك
واحد لقول الله ان تصبروا وتتقوا الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله
ان تصبروا وتتقوا الآية قال كان هذا موعدا من الله يوم أحد عرضه على نبيه صلى الله عليه وسلم ان المؤمنين
ان اتقوا وصبروا أيدهم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ففر المسلمون يوم أحد وولوا مدبرين فلم يمدهم الله
* وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ينتظرون المشركين يا رسول الله أليس
يمدنا الله كما أمدنا يوم بدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة
منزلين فإنما أمدكم يوم بدر بألف قال فجاءت الزيادة من الله على أن يصبروا ويتقوا * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله ويأتوكم من فورهم هذا يقول من سفرهم هذا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن عكرمة قال من فورهم من وجههم * وأخرج ابن جرير عن الحسن والربيع وقتادة والسدي مثله * وأخرج
ابن جرير من وجه آخر عن عكرمة من فورهم قال فورهم ذلك كان يوم أحد غضبوا ليوم بدر مما لقوا * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد من فورهم قال من غضبهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي صالح مولى
أم هانئ مثله * وأخرج ابن جرير عن الضحاك ويأتوكم من فورهم يقول من وجههم وغضبهم * وأخرج
الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله مسومين قال
69

معلمين وكان سيما الملائكة يوم بدر عمائم سودا ويوم أحد عمائم حمرا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير ان الزبير كان عليه يوم بدر عمامة صفراء معتجرا بها
فنزلت الملائكة عليهم عمائم صفر * وأخرج ابن إسحاق والطبراني عن ابن عباس قال كانت سيما الملائكة يوم
بدر عمائم بيضا قد أرسلوها في ظهورهم ويوم حنين عمائم حمرا ولم تضرب الملائكة في يوم سوى يوم بدر
وكانوا يكونون عددا ومددا لا يضربون * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن
قوله تعالى مسومين قال الملائكة عليهم عمائم بيض مسومة فتلك سيما الملائكة قال وهل تعرف العرب ذلك
قال نعم أما سمعت الشاعر يقول
ولقد حميت الخيل تحمل شكة * جرداء صافية الأديم مسومة
* وأخرج ابن جرير عن أبي أسيد وكان بدريا انه كان يقول لو أن بصرى معي ثم ذهبتم معي إلى أحد لا خبرتكم
بالشعب الذي خرجت منه الملائكة عمائم صفر قد طرحوها بين أكتافهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير عن عروة قال نزلت الملائكة يوم بدر على خيل بلق عليهم عمائم صفر وكان على الزبير يومئذ عمامة
صفراء * وأخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة عن عروة قال نزل جبريل يوم بدر على سيما الزبير وهو معتجر بعمامة
صفراء * وأخرج أبو نعيم وابن عساكر عن عباد بن عبد الله بن الزبير أنه بلغه ان الملائكة نزلت يوم بدر وهم طير
بيض عليهم عمائم صفر وكان على رأس الزبير يومئذ عمامة صفراء من بين الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم
نزلت الملائكة على سيما أبى عبد الله وجاء النبي صلى الله عليه وسلم وعليه عمامة صفراء * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
جرير عن عمير بن إسحاق قال إن أول ما كان الصوف ليوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسوسوا فان الملائكة
قد تسومت فهو أول يوم وضع الصوف * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال
كان سيما الملائكة يوم بدر الصوف الأبيض في نواصي الخيل وأذنابها * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي
هريرة في قوله مسومين قال بالعهن الأحمر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله مسومين
قال أتوا مسومين بالصوف فسوم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنفسهم وخيلهم على سيماهم بالصوف
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله مسومين قال معلمين
مجزوزة أذناب خيولهم ونواصيها فيها الصوف والعهن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله
مسومين قال ذكر لنا ان سيماهم يومئذ الصوف بنواصي خيلهم وأذنابها وانهم على خيل بلق * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن عكرمة مسومين قال عليهم سيما القتال * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال كانوا يومئذ على
خيل بلق * وأخرج عبد بن حميد عن عمير بن إسحاق قال لما كان يوم أحد أجلى الله الناس عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم بقى سعد بن مالك يرمى وفتى شاب ينبل له كلما فنى النبل أتاه به فنثره فقال ارم أبا إسحاق ارم أبا إسحاق فلما
انجلت المعركة سئل عن ذلك الرجل فلم يعرف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله وما جعله الله الا بشرى لكم يقول انما جعلهم لتستبشروا بهم ولتطمئنوا إليهم ولم يقاتلوا معهم
يومئذ ولا قبله ولا بعده الا يوم بدر * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد وما النصر الا من عند الله قال لو شاء ان ينصركم
بغير الملائكة فعل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وبن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ليقطع طرفا
من الذين كفروا قال قطع الله يوم بدر طرفا من الكفار وقتل صناديدهم ورؤسهم وقادتهم في الشر * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن ليقطع طرفا قال هذا يوم بدر قطع الله طائفة منهم وبقيت طائفة * وأخرج
ابن جرير عن السدى قال ذكر الله قتل المشركين بأحد وكانوا ثمانية عشر رجلا فقال ليقطع طرفا من الذين
كفروا ثم ذكر الشهداء فقال ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد
أو يكبتهم قال يخزيهم * وأخرج ابن جرير عن قتادة والربيع مثله * قوله تعالى (ليس لك من الامر شئ)
* أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والبيهقي في الدلائل عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته
70

يوم أحد وشج في وجهه حتى سال الدم على وجهه فقال كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم
فأنزل الله ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكر
لنا ان هذه الآية أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وقد جرح في وجهه وأصيب بعض رباعيته
وفوق حاجبه فقال وسالم مولى أبى حذيفة يغسل الدم عن وجهه كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو
يدعوهم إلى ربهم فأنزل الله ليس لك من الامر شئ الآية * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال نزلت هذه
الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وقد شج في وجهه وأصيبت رباعيته فهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان يدعو عليهم فقال كيف يفلح قوم أدموا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى الشيطان ويدعوهم
إلى الهدى ويدعونه إلى الضلالة ويدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار فهم ان يدعو عليهم فأنزل الله ليس لك
من الامر شئ الآية فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء عليهم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن
قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انكشف عنه أصحابه يوم أحد كسرت رباعيته وجرح وجهه فقال
وهو يصعد على أحد كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم فأنزل الله مكانه ليس لك من
الامر شئ الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ان رباعية رسول الله صلى الله عليه
وسلم أصيبت يوم أحد أصابها عتبة بن أبي وقاص وشجه في وجهه فكان سالم مولى أبى حذيفة يغسل الدم
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كيف يفلح قوم صنعوا هذا بنبيهم فأنزل الله ليس لك من الامر شئ الآية
* وأخرج أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم يوم أحد اللهم العن أبا سفيان اللهم العن الحرث بن هشام اللهم العن سهيل بن عمر واللهم العن
صفوان بن أمية فنزلت هذه الآية ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون فتيب
عليهم كلهم * وأخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم
يدعو على أربعة نفر فأنزل الله ليس لك من الامر شئ الآية فهداهم الله للاسلام * وأخرج البخاري ومسلم وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان إذا أراد ان يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام
وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني
يوسف يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر اللهم العن فلانا وفلانا لاحياء من أحياء العرب
يجهر بذلك حتى أنزل الله ليس لك من الامر شئ وفى لفظ اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله
ورسوله ثم بلغنا انه ترك ذلك لما نزل قوله ليس لك من الامر شئ الآية * وأخرج عبد بن حميد والنحاس في
ناسخه عن ابن عمران النبي صلى الله عليه وسلم لعن في صلاة الفجر بعد الركوع في الركعة الآخرة فقال اللهم العن
فلانا وفلانا ناسا من المنافقين دعا عليهم فأنزل الله ليس لك من الامر شئ الآية * وأخرج ابن إسحاق والنجاس في
ناسخه عن سالم بن عبد الله بن عمر قال جاء رجل من قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنك تنهى عن السبي
يقول قد سبى العرب ثم تحول فحول قفاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكشف استه فلعنه ودعا عليه فأنزل الله ليس
لك من الامر شئ الآية ثم أسلم الرجل فحسن اسلامه * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا) الآية
* أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال كانوا يتبايعون إلى الاجل فإذا حل الاجل
زادوا عليهم وزادوا في الاجل فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن عطاء قال كانت ثقيف تداين بنى المغيرة في الجاهلية فإذا حل الاجل قالوا نزيدكم وتؤخرون عنا فنزلت لا تأكلوا
الربا أضعافا مضاعفة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال إن الرجل كان يكون له على الرجل
المال فإذا حل الاجل طلبه من صاحبه فيقول المطلوب أخر عنى وأزيدك في مالك فيفعلان ذلك فذلك الربا أضعافا
مضاعفة فوعظهم الله واتقوا الله في أمر الربا فلا تأكلوا لعلكم تفلحون لكي تفلحوا واتقوا النار التي أعدت
للكافرين فخوف آكل الربا من المؤمنين بالنار التي أعدت للكافرين وأطيعوا الله والرسول يعنى في تحريم الربا
71

لعلكم يعنى لكي ترحموا فلا تعذبون * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن معاوية بن قرة قال كان الناس
يتأولون هذه الآية واتقوا النار التي أعدت للكافرين اتقوا لا أعذبكم بذنوبكم في النار التي أعددتها للكافرين
* قوله تعالى (وسارعوا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عطاء بن أبي رباح قال قال
المسلمون يا رسول الله بنو إسرائيل كانوا أكرم على الله منا كانوا إذا أذنب أحدهم ذنبا أصبح كفارة ذنبه
مكتوبة في عتبة بابه أجدع أنفك أجذع أذنك افعل كذا وكذا فسكت فنزلت هؤلاء الآيات وسارعوا إلى مغفرة
من ربكم إلى قوله والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم فقال النبي صلى الله
عليه وسلم الا أخبركم بخير من ذلك ثم تلا هؤلاء الآيات عليهم * وأخرج ابن المنذر عن أنس بن مالك في قوله
وسارعوا إلى مغفرة من ربكم قال التكبيرة الأولى * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وسارعوا
يقول سارعوا بالاعمال الصالحة إلى مغفرة من ربكم قال لذنوبكم وجنة عرضها السماوات والأرض يعنى عرض
سبع سماوات وسبع أرضين لو لصق بعضهم إلى بعض فالجنة في عرضهن وأخرج ابن جرير من طريق السدى عن
ابن عباس في الآية قال تقرن السماوات السبع والأرضون السبع كما تقرن الثياب بعضها إلى بعض فذاك عرض
الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن كريب قال أرسلني ابن عباس إلى رجل من أهل
الكتاب أسأله عن هذه الآية جنة عرضها السماوات والأرض فاخرج أسفار موسى فجعل ينظر قال سبع سماوات
وسبع أرضين تلفق كما تلفق الثياب بعضها إلى بعض هذا عرضها وأما طولها فلا يقدر قدره الا الله * وأخرج
ابن جرير عن التنوخي رسول هرقل قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب هرقل وفيه انك كتبت
تدعوني إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين فأين النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله
فأين الليل إذا جاء النهار * وأخرج البزار والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال أرأيت قوله وجنة عرضها السماوات والأرض فأين النار قال أرأيت الليل إذا لبس كل شئ فأين النهار
قال حيث شاء الله قال فكذلك حيث شاء الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن طارق بن شهاب ان
ناسا من اليهود سألوا عمر بن الخطاب عن جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار فقال عمر إذا جاء الليل أين
النهار وإذا جاء النهار أين الليل فقالوا لقد نزعت مثلها من التوراة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن يزيد بن
الأصم ان رجلا من أهل الأديان قال لابن عباس تقولون جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار فقال له ابن
عباس إذ جاء الليل فأين النهار وإذا جاء النهار فأين الليل * وأخرج مسلم وابن المنذر والحاكم وصححه عن أنس ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض فقال عمير بن الحمام الأنصاري
يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض قال نعم قال بخ بخ لا والله يا رسول الله لابد ان أكون من أهلها قال
فإنك من أهلها فخرج تميرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه انها لحياة طويلة
فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل * قوله تعالى (الذين ينفقون في السراء) الآية * أخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله الذين ينفقون في السراء والضراء يقول في العسر واليسر والكاظمين الغيظ
يقول كاظمون على الغيظ كقوله وإذا ما غضبوا هم يغفرون يغضبون في الامر لو وقعوا فيه كان حراما فيغفرون
ويعفون يلتمسون وجه الله بذلك والعافين عن الناس كقوله ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة الآية يقول
لا تقسموا على أن لا تعطوهم من النفقة واعفوا واصفحوا * وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء عن
ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قول الله والكاظمين الغيظ ما الكاظمون قال الحابسون الغيظ
قال عبد المطلب بن هاشم فخشيت قومي واحتبست قتالهم * والقوم من خوف قتالهم كظم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله والمعافين عن الناس قال عن المملوكين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله والعافين عن الناس قال يغيظون في الامر فيغفرون ويعفون عن الناس
ومن فعل ذلك فهو محسن والله يحب المحسنين بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عند ذلك هؤلاء في أمتي قليل الا
من عصمه الله وقد كانوا كثيرا في الأمم التي مضت * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن أبي هريرة
72

في قوله والكاظمين الغيظ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظا وهو يقدر على انفاذه ملأه الله أمنا وايمانا
* وأخرج أحمد والبيهقي في الشعب بسند حسن عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من جرعة
أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد ما كظم عبد الله الا ملا الله جوفه ايمانا * وأخرج البيهقي عن ابن عمر
مثله * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والبيهقي في الشعب عن معاذ بن أنس ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤس الخلائق حتى يخبره من أي
الحور شاء * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الشديد
بالصرعة ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب * وأخرج البيهقي عن عامر بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم مر
بناس يتحادون مهراسا فقال أتحسبون الشدة في حمل الحجارة انما الشدة ان يمتلي الرجل غيظا ثم يغلبه * وأخرج
ابن جرير عن الحسن قال يقال يوم القيامة ليقم من كان له على الله أجر فما يقوم الانسان عفا * وأخرج الحاكم
عن أبي بن كعب ان رسول الله صلى الله عليه وسم قال من سره ان يشرف له البنيات وترفع له الدرجات فليعف
عمن ظلمة ويعط من حرمه ويصل من قطعه * وأخرج البيهقي عن علي بن الحسين ان جارية جعلت تسكب عليه
الماء يتهيأ للصلاة فسقط الإبريق من يدها على وجهة فشجه فرفع رأسه إليها فقالت إن الله يقول والكاظمين
الغيظ قال قد كظمت غيظي قالت والعافين عن الناس قال قد عفا الله عنك قالت والله يحب المحسنين قال اذهبي
فأنت حرة * وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وجبت محبة الله
على من أغضب فحلم * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن عمرو بن عبسة ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم
ما الايمان فقال الصبر والسماحة وخلق حسن * وأخرج البيهقي عن كعب بن مالك ان رجلا من بنى سلمة سال
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام فقال حسن الخلق ثم راجعه الرجل فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول حسن الخلق حتى بلغ خمس مرات * وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي وضعفه عن جابر قال قالوا يا رسول
الله ما الشؤم قال سوء الخلق * وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب وضعفه عن عائشة مرفوعا قال
الشؤم سوء الخلق * وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان حسن الخلق ليذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد * وأخرج البيهقي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم
الخلق السوء يفسد الايمان كما يفسد الصبر الطعام قال أنس وكان يقال ان المؤمن أحسن شئ خلقا * وأخرج
ابن عدي والطبراني والبيهقي وضعفه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حسن الخلق يذيب الخطايا
كما تذيب الشمس الجليد وان الخلق السئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل * وأخرج البيهقي وضعفه عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان حسن الخلق يذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد وان سوء
الخلق يفسد العمل كما يفسد الصبر العسل * وأخرج البيهقي وضعفه من طريق سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى
الأشعري عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن الخلق زمام من رحمة الله في أنف صاحبه
والزمام بيد الملك والملك يجره إلى الخير والخير يجره إلى الجنة وسوء الخلق زمام من عذاب الله في أنف صاحبه
والزمام بيد الشيطان والشيطان يجره إلى الشر والشر يجره إلى النار * وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي عن أبي
هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والله ما حسن الله خلق رجل ولا خلقه فتطعمه النار * واخرج
الطبراني في الأوسط والبيهقي عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سعادة ابن آدم حسن
الخلق ومن شقوته سوء الخلق * وأخرج الخرائطي والبيهقي عن ابن عمرو قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يكثر الدعاء يقول اللهم إني أسألك الصحة والعفة والأمانة وحسن الخلق والرضا بالقدر * وأخرج أحمد والبيهقي
بسند جيد عن عائشة قالت كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم كما حسنت خلقي فأحسن خلقي * وأخرج
الخرائطي والبيهقي عن أبي مسعود البدري قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم حسنت خلقي فأحسن
خلقي * وأخرج ابن أبي شيبة والبزار أبو يعلى والحاكم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم
لا تسعون الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق * وأخرج ابن حبان والحاكم وصححه
73

والبيهقي عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كرم المرء دينه ومروءته عقله وحسبه خلقه
* وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والحاكم وصححاه والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال من كان هينا لينا قريبا حرمه الله على النار * وأخرج البخاري والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرني ولا تكثر فلعلي أعقله فقال لا تغضب فأعاد عليه فقال لا تغضب
وأخرج الحاكم والبيهقي عن جارية بن قدامه قال قلت يا رسول الله قل لي قولا ينفعني واقلل لعلى أعقله قال
لا تغضب * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمر وقال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبعدني من غضب الله
قال لا تغضب * وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وحسنه والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال خطبنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة إلى مغير بان الشمس حفظها من حفظها ونسيها من نسيها وأخبر ما هو كائن
إلى يوم القيامة حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فان الدنيا خضرة حلوة وان الله مستخلفكم فيها فناظر كيف
تعملون ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء الا ان بني آدم خلقوا على طبقات شتى فمنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا
ويموت مؤمنا ومنهم من بولد كافرا ويحيا كافرا ويموت كافرا ومنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت كافرا
ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت مؤمنا الا ان الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم ألم تروا إلى حمرة عينيه
وانتفاخ أوداجه فإذا وجد أحدكم من ذلك شيئا فليلزق بالأرض الا ان خير الرجال من كان بطئ الغضب
سريع الفئ وشر الرجال من كان بطئ الفئ سريع الغضب فإذا كان الرجل سريع الغضب سريع الفئ
فإنها بها وإذا كان بطئ الغضب بطئ الفئ فإنها بها الا وان خير التجار من كان حسن القضاء حسن الطلب
وشر التجار من كان سئ القضاء سئ الطلب فإذا كان الرجل حسن القضاء سئ الطلب فإنها بها وإذا كان الرجل
سئ القضاء حسن الطلب فإنها بها لا يمنعن رجلا مهابة الناس ان يقول بالحق إذا علمه الا ان لكل غادر لواء بقدر
غدرته يوم القيامة الا وان أكبر الغدر غدر أمير العامة ألا وان أفضل الجهاد من قال كلمة الحق عند سلطان جائر
فلما كان عند مغير بان الشمس قال الا ان ما بقى من الدنيا فيما مضى منه كمثل ما بقى من يومكم هذا فيما مضى
وأخرج الحكيم في نوادر الأصول والبيهقي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله أخبرني
بوصية قصيرة فالزمها قال لا تغضب يا معاوية بن حيدة ان الغضب ليفسد الايمان كما يفسد الصبر العسل
* وأخرج الحكيم عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الغضب ميسم من نار جهنم يضعه الله
على نياط أحدهم الا ترى انه إذا غضب احمرت عيناه واربد وجهه وانتفخت أوداجه * وأخرج البيهقي عن
الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الغضب جمرة في قلب ابن آدم ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه وحمرة
عينيه فمن حس من ذلك شيئا فان كان قائما فليقعد وان كان قاعدا فليضطجع * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي
شيبة والبيهقي عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ كظمها
رجل أو جرعة صبر عند مصيبة وما قطرة أحب إلى الله من قطرة دمع من خشية الله أو قطرة دم في سبيل الله
وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر ثلاث كلهن حق ما من أحد
يظلم مظلمة فيغض عنها الا زده الله بها عزا وما من أحد يفتح باب مسألة ليزداد بها كثرة الا زاده الله بها قلة وما من
أحد يفتح باب عطية أو صلة الا راده الله بها كثرة * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي عن ابن عمرو
قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وكان يقول إن من خياركم أحاسنكم أخلاقا * وأخرج
ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي وصححه والبزار وابن حبان والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي الدرداء ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من الحير ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم
حظه من الخير وقال ما من شئ ثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وان الله يبغض الفاحش البذئ
وان صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة * وأخرج الترمذي وصححه وابن حبان والحاكم
وصححه والبيهقي في الزهد عن أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة
74

فقال تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال الأجوفان الفم والفرح * وأخرج
ابن أبي شيبة والترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من أكمل
المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا وألطفهم باهله * وأخرج أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم وصححه عن عائشة
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن المؤمن ليدرك يحسن الخلق درجات القائم الليل الصائم
النهار * وأخرج الطبراني في الأوسط والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
الله ليبلغ العبد يحسن خلقه درجة الصوم والصلاة * وأخرج الطبراني والخرائطي عن أنس ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرفات المنازل وانه لضعيف
العبادة وانه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم * وأخرج أحمد والطبراني والخرائطي عن ابن عمرو
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله بحسن
خلقه وكرم ضريبته * وأخرج ابن أبي الدنيا في الصمت عن صفوان بن سليم قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها على البدن الصمت وحسن الخلق * وأخرج محمد بن نصر المروزي
في كتاب الصلاة عن العلاء بن الشخير ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقال يا رسول
الله أي العمل أفضل قال حسن الخلق ثم أتاه عن يمينه فقال أي العمل أفضل قال حسن الخلق ثم أتاه عن
شماله فقال يا رسول الله أي العمل أفضل قال حسن الخلق ثم أتاه من بعده يعنى من خلفه فقال يا رسول الله أي
العمل أفضل فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مالك لا تفقه حسن الخلق أفضل لا تغضب ان
استطعت * وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجة عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وان كان مازحا
وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه * وأخرج الترمذي وحسنه والخرائطي في مكارم الأخلاق عن جابر ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من أحبكم إلى وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا * وأخرج
الطبراني عن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن الخلق خلق الله الأعظم * وأخرج الطبراني
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام يا خليلي حسن خلقك ولو مع
الكفار تدخل مع الأبرار فان كلمتي سبقت لمن حسن خلقه ان أظله تحت عرشي وان أسقيه من حظيرة قدسي وان
أدنيه من جواري * وأخرج أحمد وابن حبان عن ابن عمر وانه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الا أخبركم
بأحبكم إلى وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة قالوا نعم يا رسول الله قال أحسنكم خلقا * وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو
يعلى والطبراني بسند جيد عن أنس قال لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال الا أدلك على خصلتين
هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما قال بلى يا رسول الله قال عليك بحسن الخلق وطول الصمت
فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما * وأخرج أبو الشيخ بن حيان في الثواب بسند رواه عن أبي ذر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر ألا أدلك على أفضل العبادة وأخفها على البدن وأثقلها في الميزان وأهونها
على اللسان قلت بلى فداك أبي وأمي قال عليك بطول الصمت وحسن الخلق فإنك لست بعامل بمثلهما * وأخرج أبو
الشيخ عن أبي الدرداء قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا الدرداء الا أنبئك بأمرين خفيف مؤنتهما عظيم أجرهما
لم تلق الله عز وجل بمثلهما طول الصمت وحسن الخلق * وأخرج البزار وابن حبان عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم الا أخبركم بخياركم قالوا بلى يا رسول الله قال أطولكم أعمارا وأحسنكم أخلاقا * وأخرج
الطبراني وابن حبان عن أسامة بن شريك قال قالوا يا رسول الله ما خير ما أعطى الانسان قال خلق حسن * وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني بسند جيد عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الفحش
والتفحش ليسا من السلام في شئ وان أحسن الناس اسلاما أحسنهم خلقا * وأخرج ابن حبان والحاكم وصححه
والخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عمر وأن معاد بن جبل أراد سفرا فقال يا نبي الله أوصني قال ا عبد الله ولا
تشرك به شيئا قال يا نبي الله زدني قال إذا أسأت فحسن قال يا نبي الله زدني قال استقم ولتحسن خلقك * وأخرج
75

أحمد والترمذي والحاكم وصححاه والخرائطي عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما
كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن * وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذه الأخلاق من الله فمن أراد به خيرا منحه خلقا حسنا ومن أراد به سوأ
منحه خلقا سيأ * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن حبان والطبراني عن أبي ثعلبة الخشني قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ان أحبكم إلى وأقربكم منى في الآخرة أحاسنكم أخلاقا وان أبغضكم إلى وأبعدكم منى في الآخرة
أسوءكم أخلاقا الثرثارون المتشدقون المتفيقهون * وأخرج البزار والطبراني والخرائطي عن أنس قال قالت
أم حبيبة يا رسول الله المرأة يكون لها زوجان ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لأيهما تكون للأول أو للآخر
قال تخير فتختار أحسنهما خلقا كان معها في الدنيا يكون زوجها في الجنة يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا
والآخرة * وأخرج الطبراني في الصغير عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من شئ الاله توبة الا صاحب
سوء الخلق فإنه لا يتوب من ذنب الا عاد في شر منه * وأخرج أبو داود والنسائي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يدعوا اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق * وأخرج الخرائطي عن جرير بن
عبد الله قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم انك امرؤ قد حسن الله خلقك فحسن خلقك * وأخرج الخرائطي
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خياركم أحاسنكم أخلاقا * وأخرج الخرائطي عن عائشة قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان حسن الخلق رجلا يمشى في الناس لكان رجلا صالحا * وأخرج الخرائطي
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من لم تكن فيه أو واحدة منهن فلا يعتدن بشئ من عمله
تقوى تحجزه عن معاصي الله عز وجل أو حلم يكف به السفيه أو خلق يعيش به في الناس * وأخرج الخرائطي عن
عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمن حسن الخلق * وأخرج الخرائطي عن إسماعيل بن محمد بن سعيد
ابن أبي وقاص عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سعادة ابن آدم حسن الخلق * وأخرج
القضاعي في مسند الشهاب عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان أحسن الحسن الخلق الحسن * وأخرج الخرائطي عن الفضيل بن عياض قال إذا خالطت الناس فخالط
الحسن الخلق فإنه لا يدعو الا إلى خير * وأخرج أحمد عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها انه من
أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من خير الدنيا والآخرة ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الدنيا
والآخرة وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار * وأخرج البيهقي في
الأسماء والصفات عن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم الرفق يمن والخرق شؤم وإذا أراد الله باهل بيت
خيرا أدخل عليهم باب الرفق ان الرفق لم يكن في شئ قط الا زانه وان الخرق لم يكن في شئ قط الا شانه وان الحياء من
الايمان وان الايمان في الجنة ولو كان الحياء رجلا كان رجلا صالحا وان الفحش من الفجور وان الفجور في النار
ولو كان الفحش رجلا يمشى في الناس لكان رجلا سوأ * وأخرج أحمد في الزهد عن أم الدرداء قالت بات أبو
الدرداء ليلة يصلى فجعل يبكى ويقول اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي حتى إذا أصبح فقلت يا أبا الدرداء أما كان
دعاؤك منذ الليلة الا في حسن الخلق فقال يا أم الدرداء ان العبد المسلم يحسن خلقه حتى يدخله حسن خلقه الجنة
ويسوء خلقه حتى يدخله سوء خلقه النار * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أكمل الناس ايمانا أحسنهم خلقا وأفضل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم * وأخرج تمام
في فوائده وابن عساكر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خيار أمتي خمسمائة والابدال أربعون فلا
الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون وكلما مات بدل ادخل الله عز وجل من الخمسمائة مكانه وادخل في
الأربعين مكانهم فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون فقالوا يا رسول الله دلنا على اعمال هؤلاء فقال
هؤلاء يعفون عمن ظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويواسون مما آتاهم الله قال وتصديق ذلك في كتاب الله
والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين * وأخرج ابن لآل والديلمي عن انس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة أسري بي قصورا مستوية على الجنة فقلت يا جبريل لمن هذه فقال للكاظمين
76

الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين * قوله تعالى (والذين إذا فعلوا فاحشة) الآية * أخرج ابن جرير
عن الحسن انه قرأ الذين ينفقون في السراء والضراء الآية ثم قرأ والذين إذا فعلوا فاحشة الآية فقال إن هذين
النعتين لنعت رجل واحد * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في الآية قال هذا
ذنبان فعلوا فاحشة ذنب وظلموا أنفسهم ذنب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن جابر بن زيد في قوله والذين إذا
فعلوا فاحشة قال زنا القوم ورب الكعبة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله فعلوا فاحشة قال
الزنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في الآية قال الظلم من الفاحشة والفاحشة
من الظالم * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود انه ذكر عنده بنو إسرائيل وما فضلهم الله به فقال كان بنو
إسرائيل إذا أذنب أحدهم ذنبا أصبح وقد كتبت كفارته على أسكفة بابه وجعلت كفارة ذنوبكم قولا تقولونه
تستغفرون الله فيغفر لكم والذي نفسي بيده لقد أعطانا الله آية لهي أحب إلى من الدنيا وما فيها والذين إذا فعلوا
فاحشة الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والطبراني وابن أبي الدنيا وابن المنذر
والبيهقي عن ابن مسعود قال إن في كتاب الله لآيتين ما أذنب عبد ذنبا فقرأ هما فاستغفر الله الا غفر له والذين
إذا فعلوا فاحشة لآية وقوله ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه الآية * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
جرير عن ثابت البناني قال بلغني ان إبليس حين نزلت هذه الآية بكى والذين إذا فعلوا فاحشة الآية * وأخرج
الحكيم الترمذي عن عطاف بن خالد قال بلغني انه لما نزل قوله ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا
صاح إبليس بجنوده وحثى على رأسه التراب ودعا بالويل والثبور حتى جاءته جنوده من كل بر وبحر فقالوا مالك
يا سيدنا قال آية نزلت في كتاب الله لا يضر بعدها أحدا من بني آدم ذنب قالوا وما هي فأخبرهم قالوا نفتح لهم باب
الأهواء فلا يتوبون ولا يستغفرون ولا يرون الا أنهم على الحق فرضى منهم بذلك * وأخرج الطيالسي وأحمد
وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان والدار قطني والبزار وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أبي بكر الصديق سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من
رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيذكر ذنبه فيتطهر ثم يصلى ركعتين ثم يستغفر الله من ذنبه ذلك الا غفر الله له ثم قرأ هذه
الآية والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله إلى آخر الآية * وأخرج البيهقي في الشعب عن
الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أذنب عبد ذنبا ثم توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى براز من الأرض
فصلى فيه ركعتين واستغفر الله من ذلك الذنب الا غفر الله له * وأخرج البيهقي عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال كل شئ يتكلم به ابن آدم فإنه مكتوب عليه فإذا أخطأ خطيئة وأحب أن يتوب إلى الله فليأت بقعة
رفيعة فليمدد يديه إلى الله ثم يقول انى أتوب إليك فيها الا أرجع إليها أبدا فإنه يغفر له ما لم يرجع في عمله ذلك
* وأخرج البيهقي في الشعب عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اجعلني من الذين إذا
أحسنوا استبشروا وإذا أساؤوا استغفروا * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
أربعة في حديقة قدس في الجنة المعتصم بلا إله إلا الله لا يشك فيها ومن إذا عمل حسنة سرته وحمد الله عليها ومن
إذا عمل سيئة ساءته واستغفر الله منها ومن إذا أصابته مصيبة قال انا لله وانا إليه راجعون * وأخرج عبد بن حميد
والبخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن رجلا أذنب ذنبا فقال رب انى أذنبت ذنبا
فاغفره فقال الله عبدي عمل ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ثم عمل ذنبا آخر فقال رب
انى عملت ذنبا فاغفره فقال تبارك وتعالى علم عبدي ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ثم عمل ذنبا
آخر فقال رب انى عملت ذنبا فاغفره فقال الله علم عبدي ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ به أشهدكم انى قد غفرت
لعبدي فليعمل ما شاء * وأخرج أحمد ومسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم تذنبوا
لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم * وأخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال
إبليس يا رب وعزتك لا أزال أغوى بني آدم ما كانت أرواحهم في أجسادهم فقال الله وعزتي ولا أزال أغفر لهم
ما استغفروني * وأخرج أبو يعلى عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار
77

فأكثروا منهما فان إبليس قال أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار فلم رأيت ذلك
أهلكتهم بالأهواء وهم يحسبون أنهم مهتدون * وأخرج البزار والبيهقي في الشعب عن أنس قال جاء رجل
فقال يا رسول الله انى أذنبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذنبت فاستغفر ربك قال فإني أستغفر ثم
أعود فأذنب فقال إذا أذنبت فاستغفر ربك ثم عاد فقال في الرابعة استغفر ربك حتى يكون الشيطان هو المحسور
* وأخرج البيهقي عن عقبة بن عامر الجهني ان رجلا قال يا رسول الله أحدنا يذنب قال يكتب عليه قال ثم يستغفر
منه ويتوب قال يغفر له ويتاب عليه قال فيعود ويذنب قال يكتب عليه قال ثم يستغفر منه ويتوب قال يغفر له
ويتاب عليه قال فيعود ويذنب قال يكتب عليه قال ثم يستغفر منه ويتوب قال يغفر له ويتاب عليه ولا يمل الله حتى
تملوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولم يصروا على ما فعلوا قال لم
يقيموا على ذنب وهم يعلمون أنه يغفر لمن استغفر ويتوب على من تاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن
قتادة قال إياكم والاصرار فإنما هلك المصرون الماضون قدما لا ينهاهم مخافة الله عن حرام حرمة الله عليهم ولا
يتوبون من ذنب أصابوه حتى أتاهم الموت وهم على ذلك * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري في الأدب
المفرد وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ارحموا ترحموا
واغفروا يغفر لكم ويل لاقماع القول يعنى الآذان ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون
* وأخرج ابن أبي الدنيا في التوبة والبيهقي عن ابن عباس قال كل ذنب أصر عليه العبد كبر وليس بكبير ما تاب
منه العبد * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن قال اتيان الذنب عمدا إصرار حتى يتوب
* وأخرج البيهقي عن الأوزاعي قال الاصرار أن يعمل الرجل الذنب فيحتقره * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن السدى ولم يصروا على ما فعلوا فينكبوا ولا يستغفروا وهم يعلمون انهم قد أذنبوا ثم أقاموا ولم يستغفروا
* وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أبي
بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصر من استغفر وان عاد في اليوم سبعين مرة * وأخرج
ابن أبي حاتم عن مقاتل ونعم أجر العاملين بطاعة الله الجنة * قوله تعالى (قد حلت من قبلكم) الآية * أخرج ابن أبي
حاتم عن أبي مالك في قوله قد خلت يعنى مضت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله قد خلت من قبلكم سنن يعنى تداول من الكفار والمؤمنين في الخير والشر * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين قال عاقبة الأولين والأمم
قبلكم كان سوء عاقبتهم متعهم الله قليلا ثم صاروا إلى النار * قوله تعالى (هذا بيان) الآية * أخرج ابن أبي شيبة
في كتاب المصاحف عن سعيد بن جبير قال أول ما نزل من آل عمران هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين
ثم أنزل بقيتها يوم أحد * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله هذا بيان للناس قال هذا القرآن * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن قتادة في قوله هذا بيان الآية قال هو هذا القرآن جعله الله بيانا للناس عامة وهدى وموعظة
للمتقين خصوصا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي في
الآية قال بيان من العمى وهدى من الضلالة وموعظة من الجهل * قوله تعالى (ولا تهنوا) الآية * أخرج ابن
جرير عن الزهري قال كثر في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم القتل والجراح حتى خلص إلى كل امرئ منهم الباس
فأنزل الله القرآن فآسى فيه بين المؤمنين بأحسن ما آسى به قوما كانوا قبلهم من الأمم الماضية فقال ولا تهنوا ولا
تحزنوا إلى قوله لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس
قال أقبل خالد بن الوليد يريد أن يعلو عليهم الجبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لا يعلون علينا فأنزل الله
ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الا علون ان كنتم مؤمنين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج
قال انهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب يوم أحد فسألوا ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وما فعل
فلان فنعى بعضهم لبعض وتحدثوا ان النبي صلى الله عليه وسلم قتل فكانوا في هم وحزن فبينما هم كذلك علا خالد
ابن الوليد بخيل المشركين فوقهم على الجبل وكان على أحد مجنبتي المشركين وهم أسفل من الشعب
78

فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم فرحوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لا قوة لنا الا بك وليس أحد يعبدك
بهذا البلد غير هؤلاء النفر فلا تهلكهم وثاب نفر من المسلمين رماة فصعدوا فرموا خيل المشركين حتى هزمهم الله
وعلا المسلمون الجبل فذلك قوله وأنتم الأعلون ان كنتم مؤمنين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد ولا تهنوا قال لا تضعفوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك وأنتم الأعلون قال وأنتم الغالبون قوله تعالى
(ان يمسسكم قرح) الآيات * أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس ان يمسسكم قال إن يصبكم
* وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله برفع القاف فيهما * واخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ان يمسسكم قرح قال جراح وقتل * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله قل ان يقتل منكم يوم أحد
فقد قتلتم منهم يوم بدر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال نام المسلمون وبهم
الكلوم يعنى يوم أحد قال عكرمة وفيهم أنزلت ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها
بين الناس وفيهم أنزلت ان تكونوا تألمون فإنهم تألمون كما تلمون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق
العوفي عن ابن عباس وتلك الأيام نداولها بين الناس فإنه كان يوم أحد بيوم بدر قتل المؤمنون يوم أحد اتخذ الله
منهم شهداء وغلب رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين يوم بدر فجعل له الدولة عليهم * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس وتلك الأيام نداولها بين الناس قال فإنه أدال المشركين على النبي صلى
الله عليه وسلم يوم أحد وبلغني ان المشركين قتلوا من المسلمين يوم أحد بضعة وسبعين رجلا عدد الأسارى الذين
أسروا يوم بدر من المشركين وكان عدد الأسارى ثلاثة وسبعين رجلا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن
وتلك الأيام نداولها بين الناس قال جعل الله الأيام دولا مرة لهؤلاء ومرة لهؤلاء أدال الكفار يوم أحد من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية قال والله لولا الدول ما أودى المؤمنون ولكن
قد يدال للكافر من المؤمن ويبتلي المؤمن بالكافر ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه ويعلم الصادق من الكاذب
* واخرج عن السدى وتلك الأيام نداولها بين الناس يوما لكم ويوما عليكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن سيرين وتلك الأيام نداولها بين الناس يعنى الامراء * وأخرج ابن المنذر عن أبي جعفر قال إن
للحق دولة وان للباطل دولة من دولة الحق ان إبليس أمر بالسجود لآدم فأديل آدم على إبليس وابتلى آدم بالشجرة
فاكل منها فأديل إبليس على آدم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس وليعلم الله
الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء قال إن المسلمين كانوا يسألون ربهم اللهم ربنا أرنا يوما كيوم بدر نقاتل فيه
المشركين ونبليك فيه خيرا ونلتمس فيه الشهادة فلقوا المشركين يوم أحد فاتخذ منهم شهداء * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر عن الضحاك في الآية قال كان المسلمون يسألون ربهم ان يريهم يوما كيوم بدر يبالون فيه خيرا
ويرزقون فيه الشهادة ويرزقون الجنة والحياة والرزق فلقوا يوم أحد فاتخذ الله منهم شهداء وهم الذين ذكرهم
الله تعالى فقال ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن
قتادة وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء قال يكرم الله أولياءه بالشهادة بأيدي عدوهم ثم تصير حواصل
الأمور وعواقبها الاهل طاعة الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبيدة وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء
يقول إن لا تقتلوا لا تكونوا شهداء * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الضحى قال نزلت ويتخذ منكم شهداء فقتل منهم
يومئذ سبعون منهم أربعة من المهاجرين منهم حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير أخو بنى عبد الدار والشماس
ابن عثمان المخزومي وعبد الله بن جحش الأسدي وسائرهم من الأنصار * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال لما
أبطأ على النساء الخبر خرجن يستخبرن فإذا رجلان مقتولان على دابة أو على بعير فقالت امرأة من الأنصار من
هذا قالوا فلان وفلان أخوها وزوجها أو زوجها وابنها فقالت ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا حي قالت
فلا أبالي يتخذ الله من عباده الشهداء ونزل القرآن على ما قالت ويتخذ منكم شهداء * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن ابن عباس ليمحص الله الذين آمنوا قال يبتليهم ويمحق الكافرين
79

قال ينقصهم * وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين انه كان إذا تلا هذه الآية قال اللهم محصنا ولا تجعلنا كافرين
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن إسحاق أم حسبتم ان تدخلوا الجنة وتصيبوا من ثوابي
الكرامة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم يقول ولم أختبركم بالشدة وأبتليكم بالمكاره حتى أعلم صدق ذلك منكم
الايمان بي والصبر على ما أصابكم في * قوله تعالى (ولقد كنتم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن
ابن عباس ان رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون ليتنا نقتل كما قتل أصحاب بدر ونستشهد
أوليت لنا يوما كيوم بدر نقاتل فيه المشركين ونبلي فيه خيرا ونلتمس الشهادة والجنة والحياة والرزق فأشهدهم
الله أحدا فلم يلبثوا الامن شاء الله منهم فقال الله ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رأيتموه وأنتم
تنظرون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال غاب رجال عن بدر فكانوا
يتمنون مثل بدر ان يلقوه فيصيبوا من الاجر والخير ما أصاب أهل بدر فلما كان يوم أحد ولى من ولى فعاتبهم الله
على ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الربيع وقتادة قالا إن ناسا من المؤمنين لم يشهدوا يوم بدر والذي
أعطاهم الله من الفضل فكانوا يتمنون ان يروا قتالا فيقاتلوا فسيق إليهم القتال حتى إذا كان بناحية المدينة يوم
أحد فأنزل الله ولقد كنتم تمنون الموت الآية * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال بلغني ان رجالا من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون لئن لقينا مع النبي صلى الله عليه وسلم لنفعلن ولنفعلن فابتلوا بذلك فلا والله
ما كلهم صدق الله فأنزل الله ولقد كنتم تمنون الموت الآية * وأخرج عن السدى قال كان ناس من الصحابة لم يشهدوا
بدرا فلما رأوا فصيلة أهل بدر قالوا اللهم انا نسألك ان ترينا يوما كيوم بدر نبليك فيه خيرا فرأوا أحدا فقال لهم
ولقد كنتم تمنون الموت الآية والله أعلم * قوله تعالى (وما محمد الا رسول) * أخرج ابن المنذر عن كليب قال خطبنا
عمر فكان يقرأ على المنبر آل عمران ويقول إنها أحدية ثم قال تفرقنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد
فصعدت الجبل فسمعت يهوديا يقول قتل محمد فقلت لا أسمع أحدا يقول قتل محمد الا ضربت عنقه فنظرت فإذا
رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يتراجعون إليه فنزلت هذه الآية وما محمد الا رسول قد خلت من قبله
الرسل * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتزل هو وعصابة
معه يومئذ على أكمة والناس يفرون ورجل قائم على الطريق يسألهم ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل
كلما مروا عليه يسألهم فيقولون والله ما ندري ما فعل فقال والذي نفسي بيده لئن كان قتل النبي صلى الله عليه وسلم
لنعطينهم بأيدينا انهم لعشائرنا وإخواننا وقالوا لو أن محمدا كان حيا لم يهزم ولكنه قد قتل فترخصوا في الفرار
حينئذ فأنزل الله وما محمد الا رسول الآية كلها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع في الآية قال ذلك
يوم أحد حين أصابهم من القتل والقرح وتداعوا نبي الله قالوا قد قتل وقال أناس منهم لو كان نبيا ما قتل
وقال أناس من علية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قاتلوا على ما قاتل عليه نبيكم حتى يفتح الله عليكم أو تلحقوا به
وذكر لنا ان رجلا من المهاجرين مر على رجل من الأنصار وهو يتشحط في دمه فقال يا فلان أشعرت ان محمدا قد
قتل فقال الأنصاري ان كان محمد قد قتل فقد بلغ فقاتلوا عن دينكم فأنزل الله وما محمد الا رسول قد خلت من قبله
الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم يقول ارتددتم كفارا بعد ايمانكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن قتادة نحوه * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال نادى مناد يوم أحد حين هزم أصحاب محمد الا ان محمدا قد قتل
فارجعوا إلى دينكم الأول فأنزل الله وما محمد الا رسول الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال قال أهل
المرض والارتياب والنفاق حين فر الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل محمد فالحقوا بدينكم الأول فنزلت
هذه الآية وما محمد الا رسول الآية * وأخرج ابن جرير عن السدى قال فشا في الناس يوم أحد ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قد قتل فقال بعض أصحاب الصخرة ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي فيأ خذلنا أمانا من أبى
سفيان يا قوم ان محمد قد قتل فارجعوا إلى قومكم قبل ان يأتوكم فيقتلونكم قال أنس بن النضر يا قوم ان
كان محمد قد قتل فان رب محمد لم يقتل فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعتذر إليك مما
يقول هؤلاء وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء فشد بسيفه فقاتل حتى قتل فأنزل الله وما محمد الا رسول الآية * وأخرج
80

ابن جرير عن القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخي بنى عدى بن النجار قال انتهى أنس بن النضر عم أنس بن
مالك إلى عمر وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار وقد ألقوا بأيديهم فقال ما يجلسكم قالوا قتل محمد
رسول الله قال فما تصنعون بالحياة بعده قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله واستقبل القوم فقاتل حتى قتل
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطية العوفي قال لما كان يوم أحد وانهزموا قال بعض الناس ان كان
محمد قد أصيب فاعطوهم بأيديكم انما هم إخوانكم وقال بعضهم ان كان محمد قد أصيب الا تمضون على ما مضى
عليه نبيكم حتى تلحقوا به فأنزل الله وما محمد الا رسول إلى قوله فأتاهم الله ثواب الدنيا * وأخرج ابن سعد في
الطبقات عن محمد بن شرحبيل العبدري قال حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد فقطعت يده اليمنى فاخذ اللواء
بيده اليسرى وهو يقول وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ثم قطعت
يده اليسرى فجثى على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهو يقول وما محمد الا رسول الآية وما نزلت هذه الآية وما
محمد الا رسول يومئذ حتى نزلت بعد ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ومن ينقلب
على عقبيه قال يرتد * وأخرج البخاري والنسائي من طريق الزهري عن أبي سلمة عن عائشة ان أبا بكر أقبل على
فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو مغشى بثوب حبرة فكشف عن وجهه ثم أكب عليه وقبله وبكى ثم قال بأبي أنت وأمي والله لا يجمع
الله عليك موتتين أما الموتة التي كتبت عليك فقدمتها قال الزهري وحدثني أبو سلمة عن ابن عباس ان أبا بكر خرج
وعمر يكلم الناس فقال اجلس يا عمرو قال أبو بكر أما بعد من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله
فان الله حي لا يموت قال الله وما محمد الا رسول إلى قوله الشاكرين فقال فوالله لكان الناس لم يعلموا ان الله أنزل هذه
الآية حتى تلاها أبو بكر فتلاها الناس منه كلهم فما أسمع بشرا من الناس الا يتلوها * وأخرج ابن المنذر عن أبي
هريرة قال لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب فقال إن رجالا من المنافقين يزعمون أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى وان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات ولكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى
ابن عمران فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات والله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كما رجع موسى فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مات فخرج أبو بكر
فقال على رسلك يا عمر أنصت فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس انه من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن
كان يعبد الله فان الله حي لا يموت ثم تلا هذه الآية وما محمد الا رسول الآية فوالله لكان الناس لم يعلموا ان هذه
الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ وأخذ الناس عن أبي بكر فإنما هي في أفواههم قال عمر فوالله ما هو الا ان
سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى وقعت إلى الأرض ما تحملني رجلاي وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد مات * وأخرج البيهقي في الدلائل عن عروة قال لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب فتوعد
من قال قد مات بالقتل والقطع فجاء أبو بكر فقام إلى جانب المنبر وقال إن الله نعى نبيكم إلى نفسه وهو حي بين
أظهركم ونعاكم إلى أنفسكم فهو الموت حتى لا يبقى أحد الا الله قال الله وما محمد الا رسول إلى قوله الشاكرين
فقال عمر هذه الآية في القران والله ما علمت أن هذه الآية أنزلت قبل اليوم وقال قال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم
انك ميت وانهم ميتون * وأخرج ابن المنذر والبيهقي من طريق ابن عباس ان عمر بن الخطاب قال كنت أتأول
هذه الآية وكذلك جعلناكم أمة وسط ا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا فوالله ان كنت
لا ظن أنه سيبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها وانه هو الذي حملني على أن قلت ما قلت * وأخرج ابن جرير
عن علي بن أبي طالب في قوله وسيجزي الله الشاكرين قال الثابتين على دينهم أبا بكر وأصحابه فكان على يقول
كان أبو بكر أمين الشاكرين * وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن الحسن بن محمد قال قال عمر دعني يا رسول الله
أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو فلا يقوم خطيبا في قومه أبدا فقال دعها فلعلها ان تسرك يوما فلما مات النبي صلى الله
عليه وسلم نفر أهل مكة فقام سهيل عند الكعبة فقال من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات والله حي لا يموت
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم عن ابن عباس ان عليا كان يقول في حياة رسول الله صلى الله
81

عليه وسلم ان الله يقول أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله والله لئن
مات أو قتل لا قاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت * وأخرج ابن المنذر عن الزهري قال لما نزلت هذه الآية ليزدادوا
ايمانا مع ايمانهم قالوا يا رسول الله قد علمنا أن الايمان يزداد فهل ينقص قال أي والذي بعثني بالحق انه لينقص
قالوا يا رسول الله فهل لذلك دلالة في كتاب الله قال نعم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وما محمد الا
رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم فالانقلاب نقصان ولا كفر * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن إسحاق وما كان لنفس الآية أي لمحمد صلى الله عليه وسلم أجل هو بالغه فإذا
أذن الله في ذلك كان ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها أي من كان منكم بريد الدنيا ليست له رغبة في الآخرة نؤته
ما قسم له فيها من رزق ولا حظ له في الآخرة ومن يرد ثواب الآخرة منكم نؤته منها ما وعده مع ما يجرى عليه من رزقه
في دنياه وذلك جزاء الشاكرين * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن عبد العزيز في الآية قال لا تموت نفس ولها
في الدنيا عمر ساعة الا بلغته * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وسنجزي الشاكرين قال يعطى الله العبد
بنيته الدنيا والآخرة * وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال قال أبو بكر لو منعوني ولو عقالا أعطوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم لجاهدتهم ثم تلا وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم
* وأخرج البغوي في معجمه عن إبراهيم بن حنظلة عن أبيه ان سالما مولى أبى حذيفة كان معه اللواء يوم
اليمامة فقطعت يمينه فأخذ اللواء بيساره فقطعت يساره فاعتنق اللواء وهو يقول وما محمد الا رسول قد خلت
من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم الآيتين * قوله تعالى (وكأين من نبي) الآية * أخرج
سعيد بن منصور وعبد بن حميد من طريق أبى عبيدة عن ابن مسعود انه قرأ وكأين من نبي قاتل معه ربيون
ويقول الا ترى انه يقول فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر
عن سعيد بن جبير أنه كان يقول ما سمعنا قط ان نبيا قتل في القتال * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد
عن الحسن وإبراهيم انهما كانا يقرآن قاتل معه * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك انه قرأ وكأين من نبي قتل
معه ربيون بغير ألف وأخرج عن عطية مثله * وأخرج من طريق زر عن ابن مسعود مثله انه كان يقرؤها
بغير ألف * وأخرج عبد بن حميد عن عطية انه قرأ وكأين من نبي قتل معه ربيون بغير ألف * وأخرج الفريابي
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود في قوله ربيون قال ألوف * وأخرج
سعيد بن منصور عن الضحاك في قوله ربيون قال الربة الواحدة ألف * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر
من طريق على عن ابن عباس ربيون يقول جموع * وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن في قوله ربيون قال
فقهاء علماء قال وقال ابن عباس هي الجموع الكثيرة * وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والطستي في
مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله ربيون قال جموع قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما
سمعت قول حسان
وإذا معشر تجافوا عن القصد أملنا عليهم ربيا
* وأخرج ابن جرير من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله ربيون كثير قال علماء كثير * وأخرج من
طريق العوفي عن ابن عباس في قوله ربيون كثير قال الربيون هم الجموع الكثيرة * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن ربيون قال علماء كثير * وأخرج ابن حرير عن ابن زيد قال الربيون الاتباع
والربانيون الولاة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وكأين من نبي قتل الآية قال هم قوم قتل نبيهم
فلم يضعفوا ولم يستكينوا لقتل نبيهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله لقتل
أنبيائهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله يعنى فما عجزوا عن عدوهم
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن المنذر عن قتادة في قوله فما وهنوا الآية يقول فما عجزوا وما تضعضعوا
لقتل نبيهم وما استكانوا يقول ما ارتدوا عن بصيرتهم ولاعن دينهم ان قاتلوا على ما قاتل عليه نبي الله حتى لحقوا بالله
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وما استكانوا قال ما استكانوا قال تخشعوا
82

* وأخرج ابن جرير عن السدى وما استكانوا يقول ما ذلوا * وأخرج عن ابن زيد وما استكانوا قال ما استكانوا
لعدوهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عن ابن عباس في قوله وإسرافنا في أمرنا قال خطايانا
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وإسرافنا في أمرنا قال خطايانا وظلمنا أنفسنا
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله وإسرافنا في أمرنا يعنى الخطايا الكبار * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله فأتاهم الله ثواب الدنيا قال النصر والغنيمة وحسن ثواب الآخرة قال
رضوان الله ورحمته * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة فآتاهم الله ثواب الدنيا
الفلح والظهور والتمكن والنصر على عدوهم في الدنيا وحسن ثواب الآخرة هي الجنة * قوله تعالى (يا أيها
الذين آمنوا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله يا أيها الذين آمنوا
ان تطيعوا الذين كفروا الآية قال لا تنتصحوا اليهود والنصارى عن دينكم ولا تصدقوهم بشئ في دينكم
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا الذين كفروا الآية
يقول إن تطيعوا أبا سفيان بن حرب يردوكم كفارا * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب انه سئل عن هذه
الآية يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم التعرب فقال على بل هو الزرع * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عمرو قال ألا أخبركم بالمرتد على عقبيه الذي يأخذ العطاء ويغزو في سبيل الله ثم يدع ذلك
ويأخذ الأرض بالجزية والرزق فذلك الذي يرتد على عقبيه * قوله تعالى (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب)
* أخرج ابن جرير عن السدى قال لما ارتحل أبو سفيان والمشركون يوم أحد متوجهين نحو مكة انطلق أبو
سفيان حتى بلغ بعض الطريق ثم انهم ندموا فقالوا بئسما صنعتم انكم قتلتموهم حتى لم يبق الا الشريد
تركتموهم ارجعوا فاستأصلوا فقذف الله في قلوبهم الرعب فانهزموا فلقوا أعرابيا فجعلوا له جعلا فقالوا له ان لقيت
محمدا فأخبرهم بما قد جمعنا لهم فأخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم فطلبهم حتى بلغ حمراء الأسد فأنزل الله في ذلك
فذكر أبا سفيان حين أراد ان يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وما قذف في قلبه من الرعب فقال سنلقي في قلوب
الذين كفروا الرعب الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في هذه الآية قال قذف الله في قلب أبى سفيان
الرعب فرجع إلى مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان أبا سفيان قد أصاب منكم طرفا وقد رجع وقذف الله في
قلبه الرعب * وأخرج مسلم عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نصرت بالرعب على العدو * وأخرج
أحمد والترمذي وصححه وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال فضلت على الأنبياء بأربع أرسلت إلى الناس كافة وجعلت لي الأرض كلها ولأمتي مسجدا وطهورا فأينما
رجل أدركه من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره ونصرت بالرعب مسيرة شهر يقذفه في قلوب أعدائي
وأحل لنا الغنائم * قوله تعالى (ولقد صدقكم الله وعده) الآية * أخرج البيهقي في الدلائل عن عروة قال كان
الله وعدهم على الصبر والتقوى ان يمدهم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين وكان قد فعل فلما عصوا أمر
الرسول وتركوا مصافهم وتركت الرماة عهد الرسول إليهم ان لا يبرحوا منازلهم وأرادوا الدنيا رفع عنهم مدد
الملائكة وأنزل الله ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم باذنه فصدق الله وعده وأراهم الفتح فلما عصوا أعقبهم
البلاء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولقد صدقكم الله وعده الآية قال إن أبا سفيان أقبل
في ثلاث ليال خلون من شوال حتى نزل أحدا وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن في الناس فاجتمعوا وأمر
على الخيل الزبير بن العوام ومعه يومئذ المقداد بن الأسود الكندي وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء
رجلا من قريش يقال له مصعب بن عمير وخرج حمزة بن عبد المطلب بالجيش وبعث حمزة بين يديه وأقبل خالد بن
الوليد على خيل المشركين ومعه عكرمة بن أبي جهل فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير وقال استقبل خالد بن
الوليد فكن بإزائه حتى أؤذنك وأمر بخيل أخرى فكانوا من جانب آخر فقال لا تبرحوا حتى أوذنكم وأقبل أبو
سفيان يحمل اللات والعزى فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الزبير ان يحمل على خالد بن الوليد فهزمه
ومن معه فقال ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بأذنهم وان الله وعد المؤمنين ان ينصرهم وانه معهم وان رسول
83

الله صلى الله عليه وسلم بعث ناسا من الناس فكانوا من ورائهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كونوا ههنا
فردوا وجه من ندمنا وكونوا حرسا لنا من قبل ظهورنا وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هزم القوم هو وأصحابه
الذين كانوا جعلوا من ورائهم فقال بعضهم لبعض لما رأوا النساء مصعدات في الجبل ورأوا الغنائم انطلقوا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركوا الغنيمة قبل ان تستبقوا إليها وقالت طائفة أخرى بل نطيع رسول الله صلى
الله عليه وسلم فنثبت مكاننا فذلك قوله منكم من يريد الدنيا للذين أرادوا الغنيمة ومنكم من يريد الآخرة للذين قالوا
نطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونثبت مكاننا فاتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فكان فشلا حين تنازعوا بينهم
يقول وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون كانوا قد رأوا الفتح والغنيمة * وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم
والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس انه قال ما نصر الله نبيه في موطن كما نصر يوم أحد
فأنكروا فقال ابن عباس بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله ان الله يقول في يوم أحد ولقد صدقكم الله وعده إذ
تحسونهم باذنه يقول ابن عباس والحس القتل حتى إذا فشلتم إلى قوله ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين
وانما عنى هذا الرماة وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أقامهم في موضع ثم قال احموا ظهورنا فان رأيتمونا نقتل فلا
تنصرونا وان رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا فلما غنم النبي صلى الله عليه وسلم وأباحوا عسكر المشركين انكفأت
الرماة جميعا فدخلوا في العسكر ينتهبون والتفت صفوف المسلمين فهم هكذا وشبك بين يديه والتبسوا فلما
أخل الرماة تلك الخلة التي كانوا فيها دخل الخيل من ذلك الموضع على الصحابة فضرب بعضهم بعضا والتبسوا
وقتل من المسلمين ناس كثير وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أول النهار حتى قتل من أصحاب
لواء المشركين سبعة أو تسعة رجال المسلمون جوله نحو الجبل ولم يبلغوا حيث يقول الناس الغاب انما كانوا تحت
المهراس وصاح الشيطان قتل محمد فلم يشك فيه انه حق فما زلنا كذلك ما نشك انه قتل حتى طلع بين السعدين
نعرفه بتكفؤه إذا مشى ففرحنا حتى كأنه لم يصبنا ما أصابنا فرقى نحونا وهو يقول اشتد غضب الله على قوم
دموا وجه نبيهم ويقول مرة أخرى اللهم انه ليس لهم ان يعلونا حتى انتهى إلينا فمكث ساعة فإذا أبو سفيان يصيح
في أسفل الجبل أعل هبل أعل هبل أين ابن أبي كبشة أين ابن أبي قحافة أين ابن الخطاب فقال عمر الا أجيبه
يا رسول الله قال بلى فلما قال أعل هبل قال عمر الله أعلى وأجل فعاد فقال أين ابن أبي كبشة أين ابن أبي قحافة
فقال عمر هذا رسول الله وهذا أبو بكر وها أنا عمر فقال يوم بيوم بدر الأيام دول والحرب سجال فقال عمر لا سواء
قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار قال إنكم لتزعمون ذلك لقد خبنا اذن وخسرنا ثم قال أبو سفيان انكم ستجدون
في قتلاكم مثلا ولم يكن ذلك عن رأى سراتنا ثم أدركته حمية الجاهلية فقال أما انه كان ذلك ولم نكرهه * وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد وابن المنذر عن ابن مسعود قال إن النساء كن يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى
المشركين فلو حلفت يومئذ رجوت ان أبر أنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله منكم من يريد الدنيا ومنكم
من يريد الآخرة فلما خالف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعصوا ما أمروا به أفرد رسول الله صلى الله عليه
وسلم في تسعة سبعة من الأنصار ورجلين من قريش وهو عاشر فلما رهقوه قال رحم الله رجلا ردهم عنا فقام
رجل من الأنصار فقاتل ساعة حتى قتل فلما رهقوه أيضا قال رحم الله رجلا ردهم عنا فلم يزل يقول ذا حتى قتل
السبعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبيه ما أنصفنا أصحابنا فجاء أبو سفيان فقال أعل هبل فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا الله أعلى وأجل فقالوا الله أعلى وأجل فقال أبو سفيان لنا العزى ولا عزى
لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا اللهم مولانا والكافرون لا مولى لهم ثم قال أبو سفيان يوم بيوم بدر
يوم لنا ويوم علينا ويوم نساء ويوم نسر حنظلة بحنظلة وفلان بفلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سواء أما
قتلانا فأحياء يرزقون وقتلاكم في النار يعذبون قال أبو سفيان قد كان في القوم مثلة وان كانت لعن غير
ملاء منا ما أمرت ولا نهيت ولا أحببت ولا كرهت ولا ساءني ولا سرني قال فنظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه وأخذت
هند كبده فلاكتها فلم تستطع ان تأكلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أأكلت شيئا قالوا لا قال ما كان الله
ليدخل شيئا من حمزة النار فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة فصلى عليه وجئ برجل من الأنصار فوضع إلى
84

جنبه فصلى عليه فرفع الأنصاري وترك حمزة ثم جئ بآخر فوضعه إلى جنب حمزة فصلى عليه ثم رفع وترك حمزة حتى
صلى عليه يومئذ سبعون صلاة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في
الدلائل عن البراء بن عازب قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة يوم أحد وكانوا خمسين رجلا عبد الله
ابن جبير ووضعهم موضعا وقال إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم فهزموهم قال فانا والله رأيت
النساء يشتددن على الجبل وقد بدت أسوقهن وخلاخلهن رافعات ثيابهن فقال أصحاب عبد الله الغنيمة أي قوم
الغنيمة ظهر أصحابكم فما تنتظرون قال عبد الله بن جبير أفنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا
انا والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة فلما أتوهم صرفت وجوههم فاقبلوا منهزمين فذلك الذي يدعوهم
الرسول في أخراهم فلم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اثنى عشر رجلا فأصابوا منا سبعين وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة سبعين أسير أو سبعين قتيلا قال أبو سفيان
أفى القوم محمد ثلاثا فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يجيبوه ثم قال أفى القوم ابن أبي قحافة مرتين أفى القوم
ابن الخطاب مرتين ثم أقبل على أصحابه فقال أما هؤلاء فقد قتلوا وقد كفيتموهم فما ملك عمر نفسه ان قال كذبت
والله يا عدو الله ان الذين عددت أحياء كلهم وقد بقى لك ما يسوءك قال يوم بيوم بدر والحرب سجال انكم ستجدون
في القوم مثله لم آمر بها ولم تسؤني ثم أخذ يرتجز أعل هبل أعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تجيبونه
قالوا يا رسول الله ما نقول قال قولوا الله أعلى وأجل قال إن لنا العزى ولا عزى لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ألا تجيبونه قالوا يا رسول الله وما نقول قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم * وأخرج البيهقي في الدلائل عن جابر قال
انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وبقى معه أحد عشر رجلا من الأنصار وطلحة بن عبيد
الله وهو يصعد في الجبل فلحقهم المشركون فقال الا أحد لهؤلاء فقال طلحة أنا يا رسول الله فقال كما أنت يا طلحة
فقال رجل من الأنصار فانا يا رسول الله فقاتل عنه وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بقى معه ثم قتل
الأنصاري فلحقوه فقال الأرجل لهؤلاء فقال طلحة مثل قوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل قوله فقال
رجل من الأنصار فانا يا رسول الله وأصحابه يصعدون ثم قتل فلحقوه فلم يزل يقول مثل قوله الأول ويقول طلحة أنا
يا رسول الله فيحبسه فيستأذنه رجل من الأنصار للقتال فيأذن له فيقاتل مثل من كان قبله حتى لم يبق معه
الا طلحة فغشوهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لهؤلاء فقال طلحة أنا فقاتل مثل قتال جميع من كان
قبله وأصيبت أنامله فقال حس فقال لو قلت بسم الله وأذكرت اسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون إليك
في جو السماء ثم صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم مجتمعون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن
عبد الرحمن بن عوف في قوله إذ تحسونهم باذنه قال الحسن القتل * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس مثله
* وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس إذ تحسونهم قال تقتلونهم * وأخرج الطستي في مسائله عن
ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله إذ تحسونهم قال تقتلونهم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما
سمعت قول الشاعر
ومنا الذي لاقى بسيف محمد * فحس به الأعداء عرض العساكر
* وأخرج الطبراني عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قول الله إذ تحسونهم باذنه قال تقتلونهم
قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول عتبة
الليثي نحسهم بالبيض حتى كأننا * نفلق منهم بالجماجم حنظلا
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس حتى إذا فشلتم قال الفشل الجبن * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن الربيع حتى إذا فشلتم يقول جبنتم عن عدوكم وتنازعتم في الامر يقول اختلفتم وعصيتم من بعدما أراكم
ما تحبون وذلك يوم أحد قال لهم انكم ستظهرون فلا أعرفن ما أصبتم من غنائهم شيئا حتى تفرغوا فتركوا أمر
النبي صلى الله عليه وسلم وعصوا ووقعوا في الغنائم ونسوا عهده الذي عهده إليهم وخالفوا إلى غير ما أمرهم به
فانصر عليهم عدوهم من بعدما أراهم فيهم ما يحبون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن عبد
85

الرحمن بن أبزي في قوله حتى إذا فشلتم قال كان وضع خمسين رجلا من أصحابه عليهم عبيد الله بن خوات فجعلهم
بإزاء خالد بن الوليد على خيل المشركين فلما هزم رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس قال نصف أولئك نذهب حتى
نلحق بالناس ولا تفوتنا الغنائم وقال بعضهم قد عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا نريم حتى يحدث إلينا
فلما رأى خالد بن الوليد رقتهم حمل عليهم فقاتلوا خالدا حتى ما توا ربضة فأنزل الله فيهم ولقد صدقكم الله وعده إلى
قوله وعصيتم فجعل أولئك الذين انصرفوا عصاة * وأخرج ابن المنذر عن البراء بن عازب من بعد ما أراكم ما تحبون
الغنائم وهزيمة القوم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد من بعدما أراكم ما تحبون قال نصر الله
المؤمنين على المشركين حتى ركب نساء المشركين على كل صعب وذلول ثم أديل عليهم المشركون بمعصيتهم للنبي صلى
الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم أحد طائفة من المسلمين
فقال كونوا مسلحة للناس بمنزلة أمرهم ان يثبتوا بها وأمرهم أن يا يبرحوا مكانهم حتى باذن لهم فلما لقى نبي الله
صلى الله عليه وسلم يوم أحد أبا سفيان ومن معه من المشركين هزمهم نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى المسلحة
ان الله هزم المشركين انطلق بعضهم يتنادون الغنيمة الغنيمة لا تفتكم وثبت بعضهم مكانهم ولا نريم موضعنا حتى
يأذن لنا نبي الله صلى الله عليه وسلم ففي ذلك نزل منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة فكان ابن مسعود
يقول ما شعرت ان أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد الدنيا وعرضها حتى كان يوم أحد
* وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن ابن عباس قال لما هزم الله المشركين يوم أحد قال الرماة أدركوا
الناس ونبي الله صلى الله عليه وسلم لا يسبقونا إلى الغنائم فتكون لهم دونكم وقال بعضهم لا نريم حتى يأذن لنا
النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة قال ابن جريج قال ابن مسعود
ما علمنا أن أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد الدنيا وعرضها حتى كان يومئذ * وأخرج أحمد
وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والبيهقي بسند صحيح عن ابن مسعود قال ما كنت
أرى ان أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا حتى نزلت فينا يوم أحد منكم من يريد الدنيا
ومنكم من يريد الآخرة * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله ثم صرفكم عنهم قال صرف القوم عنهم
فقتل من المسلمين بعدة من أسروا يوم بدر وقتل عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وشج في وجهه
فقالوا أليس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدنا النصر فأنزل الله ولقد صدقكم الله وعده إلى قوله ولقد
عفا عنكم * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله ولقد عفا عنكم قال يقول الله قد عفوت عنكم إذ
عصيتموني ان لا أكون استأصلتكم ثم يقول الحسن هؤلاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى سبيل الله غضاب
لله يقاتلون أعداء الله نهوا عن شئ فضيعوه فوالله ما تركوا حتى غموا بهذا الغم قتل منهم سبعون وقتل عم رسول
الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وشج في وجهه فأفسق الفاسقين اليوم يتجرأ على كل كبيرة ويركب
كل داهية ويسحب عليها ثيابه ويزعم أن لا باس عليه فسوف يعلم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج
في قوله ولقد عفا عنكم قال إذ لم يستأصلكم * وأخرج البخاري عن عثمان بن موهب قال جاء رجل إلى ابن
عمر فقال انى سائلك عن شئ فحدثني أنشدك بحرمة هذا البيت أتعلم ان عثمان بن عفان فر يوم أحد قال نعم قال
فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهدها قال نعم قال فتعلم انه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهد ها قال نعم فكبر فقال ابن
عمر تعال لأخبرك ولا بين لك عما سألتني عنه أما فراره يوم أحد فاشهد ان الله عفا عنه وأما تغيبه عن بدر فإنه كان
تحته بنت النبي صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لك أجر رجل وسهمه
وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه فبعث عثمان فكانت بيعة
الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى فضرب بها على يده فقال هذه يد
عثمان اذهب بها الآن معك * قوله تعالى (إذ تصعدون الآية) * أخرج ابن جرير عن الحسن البصري انه
قرأ إذ تصعدون بفتح التاء والعين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ إذ تصعدون برفع التاء وكسر العين
* وأخرج ابن جرير عن هارون قال في قراءة أبي بن كعب إذ تصعدون في الوادي * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
86

من طريق ابن جريج عن ابن عباس إذ تصعدون قال صعدوا في أحد فرارا والرسول يدعوهم في أخراهم إلى عباد
الله ارجعوا إلى عباد الله ارجعوا * وأخرج ابن المنذر عن عطية العوفي قال لما كان يوم أحد وانهزم الناس
صعدوا في الجبل والرسول يدعوهم في أخراهم فقال الله إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن أنه سئل عن قوله إذ تصعدون الآية قال فروا منهزمين في شعب شديد لا يلوون
على أحد والرسول يدعوهم في أخراهم إلى عباد الله إلى عباد الله ولا يلوي عليه أحد * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله إذ تصعدون الآية قال ذاكم يوم أحد صعدوا في الوادي فرأوا ونبي الله صلى الله
عليه وسلم يدعوهم في أخراهم إلى عباد الله إلى عباد الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن
ابن عباس إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فرجعوا وقالوا والله لنأتينهم ثم لنقتلنهم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلا فإنما أصابكم الذي أصابكم من أجل أنكم عصيتموني فبينما هم كذلك إذ
أتاهم القوم وقد أيسوا وقد اخترطوا سيوفهم فأثابكم غما بغم فكان غم الهزيمة غمهم حين أتوهم لكيلا تحزنوا
على ما فاتكم من الغنيمة وما أصابكم من القتل والجراحة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن عوف فأثابكم غما
بغم قال الغم الأول بسبب الهزيمة والثاني حين قيل قتل محمد وكان ذلك عندهم أعظم من الهزيمة * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فأثابكم غما بغم قال فرة بعد الفرة الأولى حين سمعوا
الصوت ان محمدا قد قتل فرجع الكفار فضربوهم مدبرين حتى قتلوا منهم سبعين رجلا ثم انحازوا إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فجعلوا يصعدون في الجبل والرسول يدعوهم في أخراهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة فأثابكم غما يغم قال الغم الأول الجراح والقتل والغم الآخر حين سمعوا ان النبي صلى الله عليه
وسلم قد قتل فأنساهم الغم الآخر ما أصابهم من الجراح والقتل وما كانوا يرجون من الغنيمة وذلك قوله لكيلا
تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم * وأخرج ابن جرير عن الربيع مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن السدى قال انطلق النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ يدعو الناس حتى انتهى إلى أصحاب الصخرة فلما رأوه وضع
رجل سهما في قوسه فأراد أن يرميه فقال أنا رسول الله ففرحوا بذلك حين وجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
حيا وفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى أن في أصحابه من يمتنع فلما اجتمعوا وفيهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم حين ذهب عنهم الحزن فاقبلوا يذكرون الفتح وما فاتهم منه ويذكرون أصحابهم الذين قتلوا فاقبل
أبو سفيان حتى أشرف عليهم فلما نظروا إليه نسوا ذلك الذي كانوا عليه وهمهم أبو سفيان فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لهم أن يعلونا اللهم ان تقتل هذه العصابة لا تعبد ثم ندب أصحابه فرموهم بالحجارة
حتى أنزلوهم فذلك قوله فأثابكم غما بغم الغم الأول ما فاتهم من الغنيمة والفتح والغم الثاني اشراف العدو عليهم
لكيلا تحزنوا على ما فاتكم من الغنيمة ولا ما أصابكم من القتل حين تذكرون فشغلهم أبو سفيان * وأخرج
ابن جرير عن مجاهد قال أصاب الناس حزن وغم على ما أصابهم في أصحابهم الذين قتلوا فلما تولجوا في الشعب
وقف أبو سفيان وأصحابه بباب الشعب فظن المؤمنون انهم سوف يميلون عليهم فيقتلونهم أيضا فأصابهم حزن
من ذلك أنساهم حزنهم في أصحابهم فذلك قوله سبحانه فأثابكم غما بغم * قوله تعالى (ثم انزل عليكم) الآية
* أخرج ابن جرير عن السدى ان المشركين انصرفوا يوم أحد بعد الذي كان من أمرهم وأمر المسلمين فواعدوا
النبي صلى الله عليه وسلم بدرا من قابل فقال لهم نعم فتخوف المسلمون ان ينزلوا المدينة فبعث رسول الله صلى الله
عليه وسلم رجلا فقال انظر فان رأيتهم قد قعدوا على أثقالهم وجنبوا خيولهم فان القوم ذاهبون وان رأيتهم
قد قعدوا على خيولهم وجنبوا على أثقالهم فان القوم ينزلون المدينة فاتقوا الله واصبروا ووطنهم على القتال
فلما أبصرهم الرسول قعدوا على الأثقال سراعا عجالا نادى بأعلى صوته بذهابهم فلما رأى المؤمنون ذلك صدقوا
نبي الله صلى الله عليه وسلم فناموا وبقى أناس من المنافقين يظنون أن القوم يأتونهم فقال الله يذكر حين أخبرهم
النبي صلى الله عليه وسلم ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال أمنهم الله يومئذ بنعاس غشاهم وانما ينعس من يأمن * وأخرج
87

ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل عن المسور بن مخرمة قال سألت عبد الرحمن بن
عوف عن قول الله ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا قال ألقى علينا النوم يوم أحد * وأخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني وأبو
الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن أنس ان أبا طلحة قال غشينا ونحن في مصافنا يوم
أحد حدث انه كان ممن غشيه النعاس يومئذ قال فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه فذلك قوله
ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم والطائفة الأخرى المنافقون ليس لهم هم الا أنفسهم
أجبن قوم وأرعبه وأخذ له للحق يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية كذبهم انما هم أهل شك وريبة في الله
* وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وصححه والحاكم وصححه وابن مردويه وابن جرير
والطبراني وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن الزبير بن العوام قال رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر ومأمنهم
أحد الا وهو مميد تحت حجفته من النعاس فذلك قوله ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا وتلي هذه الآية ثم أنزل
عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا * وأخرج الترمذي وصححه وابن جرير وأبو الشيخ والبيهقي في الدلائل عن الزبير
ابن العوام قال رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر ومأمنهم أحد الا وهو مميد تحت حجفته من النعاس وتلي هذه
الآية ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا الآية * وأخرج ابن إسحاق وابن راهويه وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن الزبير قال لقدر رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد
الخوف علينا أرسل الله علينا النوم فما منا من رجل الا ذقنه في صدره فوالله انى لا سمع قول معتب بن قشير ما أسمعه الا
كالحلم لو كان انا من الامر شئ ما قتلنا ههنا فحفظتها منه وفى ذلك أنزل الله ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا إلى
قوله ما قتلنا ههنا لقول معتب بن قشير * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم انه قرأ في آل عمران أمنة نعاسا تغشى
بالتاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود قال النعاس عند
القتال أمنة من الله والنعاس في الصلاة من الشيطان * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال إن المنافقين
قالوا لعبد الله بن أبي وكان سيد المنافقين في أنفسهم قتل اليوم بنو الخزرج فقال وهل لنا من الامر شئ أما والله
لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل وقال لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل * وأخرج
ابن جرير عن قتادة والربيع في قوله ظن الجاهلية قالا ظن أهل الشرك * وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن
ابن عباس قال معتب الذي قال يوم أحد لو كان لنا من الامر شئ ما قتلنا ههنا فأنزل الله في ذلك من قولهم فطائفة
قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله إلى آخر القصة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في قوله يخفون في أنفسهم
ما لا يبدون لك كان مما أخفوا في أنفسهم ان قالوا كان لنا من الامر شئ ما قتلنا ههنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن
الحسن انه سئل عن هذه الآية فقال لما قتل من قتل من أصحاب محمد أتوا عبد الله بن أبي فقالوا له ما ترى فقال انا
والله ما نؤامر لو كان لنا من الامر شئ ما قتلنا ههنا * وأخرج ابن جرير عن الحسن انه سئل عن قوله قل لو كنتم
في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم قال كتب الله على المؤمنين ان يقاتلوا في سبيله وليس كل
من يقاتل يقتل ولكن يقتل من كتب الله عليه القتل * قوله تعالى (ان الذين تولوا منكم) الآية * أخرج ابن
جرير عن كليب قال خطب عمر يوم الجمعة فقرأ آل عمران وكان يعجبه إذا خطب ان يقرأها فلما انتهى إلى قوله
ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان قال لما كان يوم أحد هزمناهم ففررت حتى صعدت الجبل فلقد رأيتني أنزو
كأنني أروى والناس يقولون قتل محمد فقلت لا أجد أحدا يقول قتل محمد الا قتلته حتى اجتمعنا على الجبل فنزلت
ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان الآية كلها * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن عوف ان
الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان قال هم ثلاثة واحد من المهاجرين واثنان من الأنصار * وأخرج ابن منده في
معرفة الصحابة عن ابن عباس في قوله ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان الآية قال نزلت في عثمان ورافع بن المعلى
وحارثة بن زيد * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان قال نزلت في رافع بن
المعلى وغيره من الأنصار وأبى حذيفة عن عتبة ورجل آخر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة ان الذين
88

تولوا منكم يوم التقى الجمعان قال عثمان والوليد بن عقبة وخارجة بن زيد ورفاعة بن معلى * وأخرج عبد بن حميد
عن عكرمة قال كان الذين ولوا الدبر يومئذ عثمان بن عفان وسعد بن عثمان وعقبة بن عثمان اخوان من الأنصار
من بنى زريق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن إسحاق ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان فلان وسعد بن
عثمان وعقبة بن عثمان الأنصاريان ثم الزرقيان وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
انتهى بعضهم إلى المنقى دون الأغوص وفر عقبة بن عثمان وسعد بن عثمان حتى بلغوا الجلعب جبل بناحية
المدينة مما يلي الأغوص فأقاموا به ثلاثا ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعموا أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لقد ذهبتم فيها عريضة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ان الذين تولوا منكم يوم التقى
الجمعان ذلك يوم أحد ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تولوا عن القتال وعن نبي الله يومئذ وكان ذلك من
أمر الشيطان وتخويفه فأنزل الله ما تسمعون انه قد تجاوز لهم عن ذلك وعفا عنهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن
سعيد بن جبير أن الذين تولوا منكم يعنى انصرفوا عن القتال منهزمين يوم التقى الجمعان يوم أحد حين التقى
الجمعان جمع المسلمين وجمع المشركين فانهزم المسلمون عن النبي صلى الله عليه وسلم وبقى ثمانية عشر رجلا
انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا يعنى حين تركوا المركز وعصوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال
للرماة يوم أحد لا تبرحوا مكانكم فترك بعضهم المركز ولقد عفا الله عنهم حين لم يعاقبهم فيستأصلهم جميعا ان
الله غفور حليم فلم يجعل لمن انهزم يوم أحد بعد قتال بدر النار كما جعل يوم بدر فهذه رخصة بعد التشديد * وأخرج
أحمد وابن المنذر عن شقيق قال لقى عبد الرحمن بن عوف الوليد بن عقبة فقال له الوليد ما لي أراك جفوت أمير
المؤمنين عثمان فقال له عبد الرحمن أخبره انى لم أفر يوم عينين يقول يوم أحد ولم أتخلف عن بدر ولم أترك سنة عمر
فانطلق فخبر بذلك عثمان فقال أما قوله انى لم أفر يوم عينين فكيف يعيرني بذلك وقد عفا الله عنى فقال إن الذين
تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم وأما قوله انى تخلفت يوم
بدر فإني كنت أمرض رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ماتت وقد ضرب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسهم ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم فقد شهدوا أما قوله انى لم أترك سنة عمر فإني لا أطيقها ولا
هو فاته فحدثه بذلك * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن رجاء بن أبي سلمة قال الحلم أرفع من العقل لان
الله عز وجل تسمى به * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا) الآيات * أخرج الفريابي وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض الآية قال هذا قول
عبد الله بن أبي ابن سلول والمنافقين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله لا تكونوا كالذين
كفروا وقالوا لإخوانهم الآية قال هؤلاء المنافقون أصحاب عبد الله بن أبي إذا ضربوا في الأرض وهي التجارة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا قال هذا قول الكفار إذا مات الرجل
يقولون لو كان عندنا ما مات فلا تقولوا كما قال الكفار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد
في قوله ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم قال يحزنهم قولهم لا ينفعهم شيئا * وأخرج بن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن إسحاق ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم لقلة اليقين بربهم والله يحيى ويميت أي يعجل ما يشاء
ويؤخر ما يشاء من آجالهم بقدرته ولئن قتلتم في سبيل الله الآية أي ان الموت كائن لابد منه فموت في سبيل الله أو
قتل خير لو علموا واتقوا مما يجمعون من الدنيا التي لها يتأخرون عن الجهاد تخوف الموت والقتل لما جمعوا من
زهيد الدنيا زهادة في الآخرة ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون أي ذلك كائن إذا لي الله المرجع فلا تغرنكم
الحياة الدنيا ولا تغتروا بها وليكن الجهاد وما رغبكم الله فيه منه آثر عندكم منها * وأخرج عبد بن حميد عن
الأعمش انه قرأ متم وإذا متنا كل شئ في القرآن بكسر الميم * قوله تعالى (فبما رحمة) الآية * أخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فبما رحمة من الله يقول فبرحمة من الله لنت لهم ولو كنت
فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك أي والله طهره من الفظاظة والغلظة وجعله قريبا رحيما رؤفا بالمؤمنين
وذكر لنا أن نعت محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة ليس بفظ ولا غليظ ولا صخوب في الأسواق ولا يجزئ
89

بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن انه سئل عن هذه الآية فقال هذ
خلق محمد صلى الله عليه وسلم نعته الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس
في قوله لا نفضوا من حولك قال لانصرفوا عنك * وأخرج الحكيم الترمذي وابن عدي بسند فيه متروك عن
عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله أمرني بمداراة الناس كما أمرني بإقامة الفرائض * وأخرج
سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن الحسن في قوله وشاورهم في الامر قال قد علم الله
أنه ما به إليهم من حاجة ولكن أراد ان يستن به من بعده * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في
قوله وشاورهم في الامر قال أمر الله نبيه ان يشاور أصحابه في الأمور وهو يأتيه وحى السماء لأنه أطيب لا نفس القوم
وان القوم إذا شاور بعضهم بعضا وأرادوا بذلك وجه الله عزم لهم على رشده * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير
وابن أبي حاتم عن الضحاك قال ما أمر الله نبيه بالمشاورة الا لما علم فيها من الفضل والبركة قال سفيان وبلغني انها
نصف العقل وكان عمر بن الخطاب يشاور حتى المرأة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن الحسن قال ما شاور قوم قط الا هدوا الا رشد أمورهم * وأخرج ابن عدي والبيهقي في الشعب بسند حسن عن
ابن عباس قال لما نزلت وشاورهم في الامر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ان الله ورسوله لغنيان عنها ولكن
جعلها الله رحمة لامتي فمن استشار منهم لم يعدم رشدا ومن تركها لم يعدم غيا * وأخرج الطبراني في الأوسط عن
أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خاب من استخار ولا ندم من استشار * وأخرج الحاكم وصححه
والبيهقي في سننه عن ابن عباس وشاورهم في الامر قال أبو بكر وعمر * وأخرج من طريق الكلبي عن أبي صالح
عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في أبى بكر وعمر * وأخرج أحمد عن عبد الرحمن بن غنم ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لأبي بكر وعمر لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال ما رأيت
أحدا من الناس أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج الطبراني بسند جيد عن ابن
عمرو قال كتب أبو بكر الصديق إلى عمر وان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشاور في الحرب فعليك به
* وأخرج الحاكم عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت مستخلفا أحدا عن غير مشورة لاستخلفت
ابن أم عبد * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الأدب وابن المنذر بسند حسن عن ابن عباس انه قرأ وشاورهم
في بعض الامر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فإذا عزمت فتوكل على الله قال أمر الله نبيه صلى
الله عليه وسلم إذا عزم على أمران يمضى فيه ويستقيم على أمر الله ويتوكل على الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر
ابن زيد وأبى نهيك انهما قرآ فإذا عزمت لك يا محمد على أمر فتوكل على الله * وأخرج ابن مردويه عن علي قال سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزم فقال مشاورة أهل الرأي ثم اتباعهم * وأخرج الحاكم عن الحباب بن
المنذر قال أشرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر بخصلتين فقبلهما منى خرجت مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم فعسكر خلف الماء فقلت يا رسول الله أبوحي فعلت أو برأي قال برأي يا حباب قلت فان الرأي ان تجعل
الماء خلفك فان لجأت إليه فقبل ذلك منى قال ونزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي الامرين
أحب إليك تكون في دنياك مع أصحابك أو ترد على ربك فيما وعدك من جنات النعيم فاستشار أصحابه فقالوا
يا رسول الله تكون معنا أحب إلينا وتخبرنا بعورات عدونا وتدعو الله لينصرنا عليهم وتخبرنا من خبر السماء
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك لا تتكلم يا حباب فقلت يا رسول الله اختر حيث اختار لك ربك فقبل ذلك
منى قال الذهبي حديث منكر * وأخرج ابن سعد عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل منزلا يوم
بدر فقال الحباب بن المنذر ليس هذا بمنزل انطلق بنا إلى أدنى ماء إلى القوم ثم نبني عليه حوضا ونقذف فيه الآنية
فنشرب ونقاتل ونغور ما سواها من القلب فنزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الرأي ما أشار
الحباب بن المنذر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حباب أشرت بالرأي فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم
ففعل ذلك * وأخرج ابن سعد عن يحيى بن سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم استشار الناس يوم بدر فقام الحباب
ابن المنذر فقال نحن أهل الحرب أرى أن تغور المياه الإماء واحدا نلقاهم عليه قال واستشارهم يوم قريظة والنضير
90

فقام الحباب بن المنذر فقال أرى ان ننزل بين القصور فنقطع خبر هؤلاء عن هؤلاء وخبر هؤلاء عن هؤلاء فاخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله * قوله تعالى (ان ينصركم الله) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن إسحاق في الآية قال أي ان ينصرك الله فلا غالب لك من الناس لن يضرك خذ لان من خذلك وان
يخذلك فلن يضرك الناس فمن ذا الذين ينصركم من بعده أي لا تترك أمري للناس وأرفض الناس لأمري وعلى الله
لا على الناس فليتوكل المؤمنون * قوله تعالى (وما كان لنبي ان يغل) الآية * أخرج أبو داود وعبد بن حميد
والترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق مقسم عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية وما كان لنبي ان
يغل في قطيفة حمراء افتقدت يوم بدر فقال بعض الناس لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها فأنزل الله وما كان
لنبي أن يغل * واخرج ابن جرير عن الأعمش قال كان ابن مسعود يقرأ ما كان لنبي أن يغل فقال ابن عباس بلى
ويقتل انما كانت في قطيفة قالوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غلها يوم بدر فأنزل الله وما كان لنبي أن يغل * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير قال نزلت هذه الآية وما كان لنبي أن يغل في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر
من الغنيمة * وأخرج الطبراني بسند جيد عن ابن عباس قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا فردت رايته ثم
بعث فردت بغلول رأس غزالة من ذهب فنزلت وما كان لنبي أن يغل * وأخرج البزار وابن أبي حاتم والطبراني عن
ابن عباس وما كان لنبي أن يغل قال ما كان للنبي أن يتهمه أصحابه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
والطبراني عن ابن عباس قال فقدت قطيفة حمراء يوم بدر مما أصيب من المشركين فقال بعض الناس لعل النبي صلى
الله عليه وسلم أخذها فأنزل الله وما كان لنبي أن يغل قال خصيف فقلت لسعيد بن جبير ما كان لنبي أن يغل يقول
ليخان قال بل يغل فقد كان النبي والله يغل ويقتل أيضا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس انه كان
يقرأ وما كان لنبي أن يغل بنصب الياء ورفع الغين * وأخرج عبد بن حميد عن أبي عبد الرحمن السلمي وأبى رجاء
ومجاهد وعكرمة مثله * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ وما كان لنبي
أن يغل بفتح الياء * وأخرج ابن منيع في مسنده عن أبي عبد الرحمن قال قلت لابن عباس ان ابن مسعود يقرأ وما
كان لنبي أن يغل يعنى بفتح الغين فقال لي قد كان له أن يغل وأن يقتل انما هي أن يغل يعنى بضم الغين ما كان الله
ليجعل نبيا غالا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس وما كان لنبي أن يغل قال إن يقسم الطائفة من
المسلمين ويترك طائفة ويجور في القسمة ولكن يقسم بالعدل ويأخذ فيه بأمر الله ويحكم فيه بما أنزل الله يقول
ما كان الله ليجعل نبيا يغل من أصحابه فإذا فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم استنوا به * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
جرير من طريق سلمة بن نبيط عن الضحاك قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم طلائع فغنم رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقسم بين الناس ولم يقسم للطلائع شيئا فلما قدمت الطلائع فقالوا قسم الفئ ولم يقسم لنا فأنزل الله وما كان
لنبي أن يغل * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس وما كان لنبي أن يغل قال أن يقسم لطائفة ولا يقسم لطائفة
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد وما كان لنبي أن يغل قال إن يخون * وأخرج سعيد
ابن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن انه قرأ وما كان لنبي ان يغل بنصب الغين قال إن يخان
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة والربيع وما كان لنبي أن يغل يقول ما كان لنبي أن يغله أصحابه الذين
معه وذكر لنا ان هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وقد غل طوائف من أصحابه * وأخرج
الطبراني والخطيب في تاريخه عن مجاهد قال كان ابن عباس ينكر على من يقرأ وما كان لنبي أن يغل ويقول
كيف لا يكون له ان يغل وقد كان له أن يقتل قال الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ولكن المنافقين اتهموا النبي صلى
الله عليه وسلم في شئ من الغنيمة فأنزل الله وما كان لنبي أن يغل * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة
والحاكم وصححه عن زيد بن خالد الجهني أن رجلا توفى يوم حنين فذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلوا
عليه فتغير وجوه الناس لذلك فقال إن صاحبكم غل في سبيل الله ففتشنا متاعه فوجدنا خرزا من خرز اليهود
لا يساوي درهمين * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصاب
غنيمة أمر بلالا فنادى في الناس فيجيئون بغنائمهم فيخمسه ويقسمه فجاء رجل بعد ذلك بزمام من شعر فقال
91

يا رسول الله هذا فيما كنا أصبناه من الغنيمة فقال أسمعت بلالا ثلاثا قال نعم قال فما منعك ان تجئ به قال يا رسول
الله فاعتذر قال كن أنت تجئ به يوم القيامة فلن أقبله عنك * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن صالح بن
محمد بن زائدة قال دخل مسلمة أرض الروم فأتى برجل قد غل فسأل سالما عنه فقال سمعت أبي يحدث عن عمر عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا وجدتم الرجل قد غل فاحرقوا متاعه واضربوه قال فوجدنا في متاعه مصحفا فسئل
سالم عنه فقال بعه وتصدق بثمنه * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبد الله بن شقيق قال أخبرني من سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى وجاءه رجل فقال استشهد مولاك فلان قال بل هو الآن يجر إلى
النار في عباءة غلها الله ورسوله * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم رجل
يقال له كركرة فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو في النار فذهبوا ينظرون فوجدوا عليه عباءة قد غلها
* وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس بن مالك قال قيل يا رسول الله استشهد مولاك فلان قال كلا انى رأيت عليه عباءة
قد غلها * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال أهدى رفاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما فخرج به
معه إلى خيبر فنزل بين العصر والمغرب فأتى الغلام سهم غائر فقتله فقلنا هنيئا لك الجنة فقال والذي نفسي بيده
ان شملته لتحرق عليه الآن في النار غلها من المسلمين فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أصبت يومئذ شراكين
فقال يقدمنك مثلهما من نار جهنم * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمرو بن سالم قال كان أصحابنا يقولون عقوبة
صاحب الغلول ان يحرق فسطاطه ومتاعه * وأخرج الطبراني عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال لا اسلال ولا غلول ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة * وأخرج الترمذي وحسنه
عن معاذ بن جبل قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فلما سرت أرسل في أثرى فرددت فقال أتدري لم
بعثت إليك لا تصيبن شيئا بغير إذني فإنه غلول ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة لهذا دعوتك فامض لذلك
* وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال ذكر لنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا غنم مغنما بعث مناديه يقول ألا لا يغلن رجل مخيطا فما فوقه ألا لا أعرفن رجلا يغل بعيرا يأتي به يوم
القيامة حامله على عنقه له رغاء ألا لا أعرفن رجلا يغل فرسا يأتي يوم القيامة حامله على عنقه له حمحمة الا لا أعرفن
رجلا يغل شاة يأتي بها يوم القيامة حاملها على عنقه لها ثغاء يتتبع من ذلك ما شاء الله ان يتتبع ذكر لنا ان نبي الله صلى
الله عليه وسلم كان يقول اجتنبوا الغلول فإنه عار وشنار ونار * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن
جرير والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فذكر الغلول فعظمه وعظم
امره ثم قال ألا لا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك
من الله شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته فرص لها حمحمة فيقول يا رسول الله أغثني فأقول
لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق فيقول يا رسول الله
أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته صامت فيقول يا رسول
الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك * وأخرج هناد وابن أبي حاتم عن أبي هريرة ان رجلا قال
له أرأيت قول الله ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة هذا يغل ألف درهم وألفى درهم يأتي بها أرأيت من بغل مائة
بعير ومائتي بعير كيف يصنع بها قال أرأيت من كان ضرسه مثل أحد وفخذه مثل ورقان وساقه مثل بيضاء ومجلسه
ما بين الربذة إلى المدينة ألا يحمل مثل هذا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن بريدة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الحجر ليزن سبع خلفات ليلقى في جهنم فيهوى فيها سبعين خريفا ويؤتى
بالغلول فيلقى معه ثم يكلف صاحبه ان يأتي به وهو قول الله ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة * وأخرج بن أبي شيبة
وأحمد ومسلم وأبو داود عن عدى بن عميرة الكندي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس من عمل
منكم لنا في عمل فكتمنا منه مخيطا فما فوقه فهو غل وفى لفظ فإنه غلول يأتي به يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن
عبد الله بن أنيس انه تذاكر هو وعمر يوما الصدقة فقال ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر غلول
الصدقة من غل منها بعيرا أو شاة فإنه يحمله يوم القيامة قال عبد الله بن أنيس بلى * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد
92

ابن جبير في قوله ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة يعنى يأت بما غل يوم القيامة يحمله على عنقه * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عمرو قال لو كنت مستحلا من الغلول القليل لاستحللت منه الكثير ما من أحد يغل غلولا الا كلف ان
يأتي به من أسفل درك جهنم * وأخرج أحمد وابن أبي داود في المصاحف عن خمير بن مالك قال لما أمر بالمصاحف
ان تغير فقال ابن مسعود من استطاع منكم ان يغل مصحفه فليغله فإنه من غل شيئا جاء به يوم القيامة ونعم الغل
المصحف يأتي به أحدكم يوم القيامة * وأخرج بن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله أفمن اتبع رضوان الله يعنى
رضا الله فلم يغلل في الغنيمة كمن باء بسخط من الله يعنى كمن استوجب سخط من الله في الغلول فليس هو بسواء
ثم بين مستقرهما فقال للذي يغل مأواه جهنم وبئس المصير يعنى مصير أهل الغلول ثم ذكر مستقر من لا يغل فقال
لهم درجات يعنى فضائل عند الله والله بصير بما يعملون يعنى بصير بمن غل منكم ومن لم يغل * وأخرج عبد
الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله أفمن اتبع رضوان الله قال من لم يغل كمن باء
بسخط من الله كمن غل * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج أفمن اتبع رضوان الله قال أمر الله في أداء
الخمس كمن باء بسخط من الله فاستوجب سخطا من الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد أفمن اتبع رضوان الله
قال من أدى الخمس * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله أفمن اتبع رضوان الله يقول من اخذ الحلال خير له
ممن اخذ الحرام وهذا في الغلول وفى المظالم كلها وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس
هم درجات عند الله يقول بأعمالهم * وأخرج عبد بن حميد وبن جرير وبن المنذر عن مجاهد في قوله هم درجات
عند الله قال هي كقوله لهم درجات عند الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله هم درجات
يقول لهم درجات * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن انه سئل عن قوله هم درجات قال للناس درجات بأعمالهم في
الخير والشر * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك هم درجات عند الله قال أهل الجنة بعضهم فوق بعض فيرى الذي
فوق فضله على الذي أسفل منه ولا يرى الذي أسفل منه انه فضل عليه أحد * قوله تعالى (لقد من الله) الآية
* أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة في هذه الآية لقد من الله على المؤمنين إذ
بعث فيهم رسولا من أنفسهم قالت هذه للعرب خاصة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن قتادة في الآية قال من من الله عظيم من غير دعوة ولا رغبة من هذه الأمة جعله الله رحمة لهم يخرجهم من
الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم بعثه الله إلى قوم لا يعلمون فعلمهم والى قوم لا أدب لهم فأدبهم
* قوله تعالى (أو لما أصابتكم) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أو لما أصابتكم
مصيبة الآية يقول انكم قد أصبتم من المشركين يوم بدر مثلي ما أصابوا منكم يوم أحد * وأخرج ابن جرير عن
عكرمة قال قتل المسلمون من المشركين يوم بدر سبعين وأسروا سبعين وقتل المشركون يوم أحد من المسلمين سبعين
فذلك قوله قد أصبتم مثليها قلتم انى هذا ونحن مسلمون نقاتل غضبا لله وهؤلاء مشركون قل هو من عند أنفسكم
عقوبة لكم بمعصيتكم النبي صلى الله عليه وسلم حين قال ما قال * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال لما
رأوا من قتل منهم يوم أحد قالوا من أين هذا ما كان للكفار أن يقتلوا منا فلما رأى الله ما قالوا من ذلك قال الله هم
بالأسرى الذين أخذتم يوم بدر فردهم الله بذلك وعجل لهم عقوبة ذلك في الدنيا ليسلموا منها في الآخرة * وأخرج
ابن أبي شيبة والترمذي وحسنه وابن جرير وابن مردويه عن علي قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا محمدان الله قد كره ما صنع قومك في أخذهم الأسارى وقد امرك ان تخيرهم بين أمرين اما ان يقدموا
فتضرب أعناقهم وبين ان يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم عدتهم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس
فذكر ذلك لهم فقالوا يا رسول الله عشائرنا وإخواننا نأخذ فداءهم فنقوى به على قتال عدونا ويستشهد منا
بعدتهم فليس في ذلك ما نكره فقتل منهم يوم أحد سبعون رجلا عدة أسارى أهل بدر * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن الحسن وابن جريج قل هو من عند أنفكسم عقوبة لكم بمعصيتكم النبي صلى الله عليه وسلم حين قال
لا تتبعوهم يوم أحد فاتبعوهم * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس قلتم أنى هذا ونحن
مسلمون نقاتل غضبا لله وهؤلاء مشركون فقال قل هو من عند أنفسكم عقوبة بمعصيتكم النبي صلى الله عليه وسلم
93

حين قال لا تتبعوهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها
قال أصيبوا يوم أحد قتل منهم سبعون يومئذ وأصابوا مثليها يوم بدر قتلوا من المشركين سبعين وأسروا سبعين قلتم
انى هذا قتل هو من عند أنفسكم ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم أحد حين قدم أبو سفيان
والمشركون انا في جنة حصينة يعنى بذلك المدينة فدعوا القوم يدخلوا علينا نقاتلهم فقال له ناس من الأنصار انا
نكره ان نقتل في طرف المدينة وقد كنا نمنع من الغزو في الجاهلية فبالإسلام أحق ان يمتنع منه فأبرز بنا إلى القوم
فانطلق فليس لامته فتلاوم القوم فقالوا عرض نبي الله صلى الله عليه وسلم بأمر وعرضتم بغيره اذهب يا حمزة فقل له
أمرنا لأمرك تبع فأتى حمزة فقال له فقال إنه ليس لنبي إذا لبس لامته ان يضعها حتى يناجز وانه ستكون فيكم
مصيبة قالوا يا نبي الله خاصة أو عامه قال سترونها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن إسحاق في قوله وليعلم
المؤمنين وليعلم الذين نافقوا قال ليميز بين المؤمنين والمنافقين وقيل لهم تعالوا قاتلوا يعنى عبد الله بن أبي وأصحابه
* وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله أو ادفعوا قال كثروا بأنفسكم وان لم تقاتلوا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن أبي حازم قال سمعت سهل بن سعيد يقول لو بعث داري فلحقت بثغر من ثغور المسلمين فكنت بين المسلمين
وبين عدوهم فقلت كيف وقد ذهب بصرك قال ألم تسمع إلى قول الله تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا اسود مع
الناس ففعل * واخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله وادفعوا قال كونوا سوادا * واخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن أبي عون الأنصاري في قوله أو ادفعوا قال رابطوا * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر عن ابن
شهاب وغيره قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد في ألف رجل من أصحابه حتى إذا كانوا بالشرط بين
أحد والمدينة انخزل عنهم عبد الله بن أبي بثلث الناس وقال أطاعهم وعصاني والله ما ندري علام نقتل أنفسنا
ههنا فرجع بمن اتبعه من أهل النفاق وأهل الريب واتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام من بنى سلمة يقول يا قوم
أذكركم الله ان تخذلوا نبيكم وقومكم عند ما حضرهم عدوهم قالوا لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم ولكن لا نرى ان
يكون قتال * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لو نعلم قتالا لاتبعناكم قال لو نعلم انا
واجدون معكم مكان قتال لاتبعناكم * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم قال نزلت في عبد الله
ابن أبي * واخرج ابن جرير عن السدى قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في الف رجل وقد وعدهم
الفتح ان صبروا فلما خرجوا رجع عبد الله بن أبي في ثلاثمائة فتبعهم أبو جابر السلمي يدعوهم فلما غلبوه وقالوا له
ما نعلم قتالا ولئن أطعتنا لترجعن معنا فذكر الله فهو قولهم ولئن أطعتنا لترجعن الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو
أطاعونا ما قتلوا الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله الذين قالوا لإخوانهم الآية قال ذكر لنا
أنها نزلت في عدو الله عبد الله بن أبي * وأخرج ابن جرير وابن بي حاتم عن الربيع الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا
قال نزلت في عدو الله عبد الله بن أبي * وأخرج ابن جرير عن جابر بن عبد الله في قوله الذين قالوا لإخوانهم قال هو
عبد الله بن أبي * وأخرج عن السدى في الآية قال هم عبد الله بن أبي وأصحابه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن ابن جريج في الآية قال هو عبد الله بن أبي الذين قعدوا وقالوا لإخوانهم الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه
وسلم يوم أحد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن إسحاق قل فادرؤا عن أنفسكم الموت أي انه لابد من الموت
فان استطعتم ان تدفعوه عن أنفسكم فافعلوا وذلك انهم انما نافقوا وتركوا الجهاد في سبيل الله حرصا على البقاء
في الدنيا وفرارا من الموت * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب قال إن الله أنزل على نبيه في القدرية الذين قالوا
لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا * وأخرج بن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال هم الكفار يقولون
لإخوانهم لو كانوا عندنا ما قتلوا يحسبون ان حضورهم للقتال هو يقدمهم إلى الاجل * قوله تعالى (ولا تحسبن)
الآيات * أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في حمزة وأصحابه ولا تحسبن الذين قتلوا
في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي
الضحى في قوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا قال نزلت في قتلى أحدا استشهد منهم سبعون رجلا
أربعة من المهاجرين حمزة بن عبد المطلب من بنى هاشم ومصعب بن عمير من بنى عبد الدار وعثمان بن شماس من
94

بنى مخزوم وعبد الله جحش من بنى أسد وسائرهم من الأنصار * وأخرج أحمد وهناد وعبد بن حميد وأبو داود
وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لما أصيب أخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها
وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم وحسن مقيلهم قالوا
يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله لنا وفى لفظ قالوا انا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن
الحرب فقال الله انا أبلغهم عنكم فأنزل الله هؤلاء الآيات ولا تحسبن الذين قتلوا الآية وما بعدها * وأخرج
الترمذي وحسنه وابن ماجة وابن أبي عاصم في السنة وابن خزيمة والطبراني والحاكم وصححه وبن مردويه
والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله قال لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جابر مالي أراك منكسرا
قلت يا رسول الله استشهد أبى وترك عيالا ودينا فقال ألا أبشرك بما لقى الله به أباك قال بلى قال ما كلم الله
أحدا قط الا من وراء حجاب وأحيا أباك فكلمه كفاحا وقال يا عبدي تمن على أعطك قال يا رب تحييني فاقتل
فيك ثانية قال الرب تعالى قد سبق منى انهم لا يرجعون قال أي رب فأبلغ من ورائي فأنزل الله هذه الآية ولا
تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا لآية * وأخرج الحاكم عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لجابر ألا أبشرك قال بلى قال شعرت ان الله أحيا أباك فأقعده بين يديه فقال تمن على ما شئت أعطيكه قال يا رب
ما عبدتك حق عبادتك أتمنى ان تردني إلى الدنيا فاقتل مع نبيك مرة أخرى قال سبق منى انك إليها الا ترجع
* وأخرج ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا ليتنا نعلم ما فعل
إخواننا الذين قتلوا يوم أحد فأنزل الله ولا تحسبن الذين قتلوا الآية * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال
ذكر لنا عن بعضهم في قوله ولا تحسبن الذين قتلوا الآية قال هم قتلى بدر وأحد زعموا ان الله تعالى لما قبض
أرواحهم وأدخلهم الجنة جعلت أرواحهم في طير خضر ترعى في الجنة وتأوي إلى قناديل من ذهب تحت العرش
فلما رأوا ما أعطاهم الله من الكرامة قالوا ليت إخواننا الذين بعدنا يعلمون ما نحن فيه فإذا شهدوا قتالا تعجلوا إلى
ما نحن فيه فقال الله انى منزل على نبيكم ومخبر إخوانكم بالذي أنتم فيه ففرحوا واستبشروا وقالوا يخبر الله إخوانكم
ونبيكم بالذين أنتم فيه فإذا شهدوا قتالا أتوكم فذلك قوله فرحين الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن محمد بن
قيس بن مخرمة قال قالوا يا رب ألا رسول لنا يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنا بما أعطيتنا فقال الله تعال انا رسولكم
فأمر جبريل ان يأتي بهذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله الآيتين * وأخرج ابن جرير عن الضحاك
قال لما أصيب الذين أصيبوا يوم أحد لقوا ربهم فأكرمهم فأصابوا الحياة والشهادة والرزق الطيب قالوا يا ليت
بيننا وبين إخواننا من يبلغهم انا لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا فقال الله أنا رسولكم إلى نبيكم وإخوانكم فأنزل الله
ولا تحسبن الذين قتلوا إلى قوله ولا هم يحزنون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن إسحاق بن أبي طلحة حدثني أنس
ابن مالك في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى بئر معونة قال لا أدرى
أربعين أو سبعين وعلى ذلك الماء عامر الطفيل فخرج أولئك النفر حتى أتوا غارا مشرفا على الماء قعدوا فيه ثم
قال بعضهم لبعض أيكم يبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل هذا الماء فقال أبو ملحان الأنصاري انا فخرج
حتى أتى حواءهم فاختبى امام البيوت ثم قال يا أهل بئر معونة انى رسول رسول الله إليكم انى أشهد ان لا إله إلا الله
وأن محمدا عبده ورسوله فآمنوا بالله ورسوله فخرج إليه رجل من كسر البيت برمح فضرب به في جنبه حتى
خرج من الشق الآخرة فقال الله أكبر فزت ورب الكعبة فاتبعوا أثره حتى أتوا أصحابه في الغار فقتلهم عامر بن
الطفيل فحدثني أنس ان الله أنزل فيهم قرآنا بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضى عنا ورضينا عنه ثم نسخت فرفعت
بعد ما قرأناه زمانا وأنزل الله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء الآية * واخرج ابن المنذر من
طريق طلحة بن نافع عن أنس قال لما قتل حمزة وأصحابه يوم أحد قالوا يا ليت لنا مخبرا يخبر إخواننا بالذي صرنا
إليه من الكرامة لنا فأوحى إليهم ربهم انا رسولكم إلى إخوانكم فأنزل الله ولا تحسبن الذين قتلوا إلى قوله
لا يضيع أجر المؤمنين * وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني عن سعيد بن جبير قال لما أصيب حمزة وأصحابه بأحد
95

قالوا ليت من خلفنا علموا ما أعطانا الله من الثواب ليكون أحرى لهم فقال الله انا أعلمهم فأنزل الله ولا تحسبن الذين
قتلوا الآية * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والفريابي وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد ومسلم
والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل عن مسروق قال سألنا عبد الله بن
مسعود عن هذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا فقال أما انا قد سألنا عن ذلك أرواحهم في جوف
طير خضر ولفظ عبد الرزاق أرواح الشهداء عند الله كطير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة
حيث شاءت تم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيئا قالوا أي شئ نشتهي
ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا انهم لم يتركوا من أن يسألوا قالوا يا رب نريد
ان ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا * وأخرج عبد
الرزاق عن أبي عبيدة عن عبد الله انه قال في الثالثة حين قال لهم هل تشتهون من شئ قالوا تقري نبينا السلام
وتبلغه انا قد رضينا ورضى عنا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله بل أحياء عند
ربهم يرزقون قال يرزقون من ثمر الجنة ويجدون ريحها وليسوا فيها * وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية قال
كنا نحدث ان أرواح الشهداء تعارف في طير بيض تأكل من ثمار الجنة وان مساكنهم سدرة المنتهى وان
للمجاهد في سبيل الله ثلاث خصال من قتل في سبيل الله منهم صار حيا مرزوقا وعن غلب آتاه الله أجرا عظيما
ومن مات رزقه الله رزقا حسنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله بل أحياء قال في صورة طير خضرة
يطيرون في الجنة حيث شاؤوا منها يأكلون من حيث شاؤوا * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في الآية قال أرواح
الشهداء في طير بيض في الجنة * وأخرج ابن جرير من طريق الإفريقي عن ابن بشار الأسلمي أو أبى بشار قال
أرواح الشهداء في قباب بيض من قباب الجنة في كل قبة زوجتان رزقهم في كل يوم ثور وحوت فاما الثور ففيه
طعم كل ثمرة في الجنة وأما الحوت ففيه طعم كل شراب في الجنة * وأخرج ابن جرير عن السدى ان أرواح الشهداء
في أجواف طير خضر في قناديل من ذهب معلقة بالعرش فهي ترعى بكرة وعشية في الجنة وتبيت في القناديل
* وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور عن ابن عباس قال أرواح الشهداء تجول في أجواف طير خضر تعلق
في ثمر الجنة * وأخرج هناد بن السرى في كتاب الزهد وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال إن أرواح الشهداء في طير خضر ترعى في رياض الجنة ثم يكون مأواها إلى قناديل معلقة بالعرش فيقول
لرب هل تعلمون كرامة أكرم من كرامة أكرمتكموها فيقولون لا الا أنا وددنا انك أعدت أرواحنا في أجسادنا
حتى نقاتل فنقتل مرة أخرى في سبيلك * وأخرج هناد في الزهد وابن أبي شيبة في المصنف عن أبي بن كعب قال
الشهداء في قباب من رياض بعناء الجنة يبعث إليهم ثور وحوت فيعثر كان فيلهون بهما فإذا احتاجوا إلى شئ عقر
أحدهما صاحبه فيأكلون منه فيجدون فيه طعم كل شئ في الجنة * وأخرج أحمد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر والطبراني وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج إليهم رزقهم من الجنة غدوة
وعشية * وأخرج هناد في الزهد من طريق ابن إسحاق عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال حدثنا بعض أهل
العلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الشهداء ثلاثا فأدنى الشهداء عند الله منزلة رجل خرج منبوذا
بنفسه وماله لا يريدان يقتل ولا يقتل أناه سهم غرب فأصابه فأول قطرة تقطر من دمه يغفر له ما تقدم من ذنبه ثم
يهبط الله جسدا من السماء يجعل فيه روحه ثم يصعد به إلى الله فما يمر بسماء من السماوات الا شيعته الملائكة
حتى ينتهى إلى الله فإذا انتهى به وقع ساجدا ثم يؤمن به فيكسى سبعين حلة من الاستبرق ثم يقال اذهبوا به إلى
اخوانه من الشهداء فاجعلوه معهم فيؤتى إليهم وهم في قبة خضراء عند باب الجنة يخرج عليهم غداؤهم من
الجنة * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال ما زال بن آدم يتحمد حتى صار حيا ما يموت ثم تلا هذه الآية أحياء
عند ربهم يرزقون * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله فرحين بما آتاهم الله من فضله قال بما هم فيه
من الخير والكرامة والرزق * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا
96

بهم قال لما دخلوا الجنة ورأوا ما فيها من الكرامة للشهداء قالوا يا ليت إخواننا الذين في الدنيا يعلمون ما صرنا
فيه من الكرامة فإذا شهدوا القتال باشروها بأنفسهم حتى يستشهدوا فيصيبون ما أصبنا من الخير فأخبر
النبي صلى الله عليه وسلم بأمرهم وما هم فيه من الكرامة وأخبرهم انى قد أنزلت على نبيكم وأخبرته بأمركم
وما أنتم فيه من الكرامة فاستبشروا بذلك فذلك قوله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم يعنى من
إخوانهم من أهل الدنيا انهم سيحرصون على الجهاد ويلحقون بهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن
السدى في قوله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم قال إن الشهيد يؤتى بكتاب فيه من يقدم عليه
من اخوانه وأهله يقال يقدم عليكم فلان يوم كذا وكذا يقدم عليك فلان يوم كذا وكذا فيستبشر حين يقدم
عليه كما يستبشر أهل الغائب بقدومه في الدنيا * قوله تعالى (يستبشرون بنعمة من الله وفضل) الآية
* أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله يستبشرون بنعمة من الله وفضل الآية قال الآية جمعت المؤمنين
كلهم سوى الشهداء وقلما ذكر الله فضلا ذكر به الأنبياء وثوابا أعطاهم الا ذكر ما أعطى المؤمنين من بعدهم
* وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا ذكر أصحاب
أحد والله لوددت انى غودرت مع أصحابي بنحص الجبل نحص الجبل أصله * وأخرج الحاكم وصححه عن جابر قال
فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة حين فاء الناس من القتال فقال رجل رأيته عند تلك الشجرات وهو
يقول أنا أسد الله وأسد رسوله اللهم أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء أبو سفيان وأصحابه واعتذر إليك مما صنع هؤلاء
بانهزامهم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه فلما رأى جئته بكى ولما رأى ما مثل به شهق ثم قال ألا كفن فقام
رجل من الأنصار فرمى بثوب عليه ثم قام آخر فرمى بثوب عليه ثم قال يا جابر هذا الثوب لأبيك وهذا العمى ثم جئ
بحمزة فصلى عليه ثم يجاء بالشهداء فتوضع إلى جانب حمزة فيصلى عليهم ثم يرفع ويترك حمزة حتى صلى على الشهداء
كلهم قال فرجعت وأنا مثقل قد ترك أبى على دينا وعيالا فلما كان عند الليل أرسل إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال يا جابر إن الله أحيا أباك وكلمه قلت وكلمه كلاما قال قال له تمن فقال أتمنى ان ترد روحي وتنشئ خلقي كما
كان وترجعني إلى نبيك فأقاتل في سبيلك فاقتل مرة أخرى قال انى قضيت انهم لا يرجعون وقال قال صلى الله عليه
وسلم سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن أنس قال كفن حمزة في نمرة
كانوا إذا مدوها على رأسه خرجت رجلاه فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يمدوها على رأسه ويجعلوا على رجليه
من الإذخر وقال لولا أن تجزع صفية لتركنا حمزة فلم ندفنه حتى يحشر من بطون الطير والسباع * وأخرج ابن أبي
شيبة عن كعب بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد من رأى مقتل حمزة فقال رجل أنا قال
فانطلق فأرناه فخرج حتى وقف على حمزة فرآه قد بقر بطنه وقد مثل به فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ينظر
إليه وقف بين ظهراني القتلى وقال أنا شهيد على هؤلاء القوم لفوهم في دمائهم فإنه ليس جريح يجرح الا جرحه
يوم القيامة يدمى لونه لون الدم وريحه ريح المسك قدموا أكثر القوم قرآنا فاجعلوه في اللحد * وأخرج النسائي
والحاكم وصححه عن سعد بن أبي وقاص ان رجلا جاء إلى الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم يصلى بنا فقال حين
انتهى إلى الصف اللهم آتني أفضل ما تؤتى عبادك الصالحين فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال من
المتكلم آنفا فقال أنا قال اذن يعقر جوادك وتستشهد في سبيل الله * وأخرج أحمد ومسلم النسائي والحاكم عن
أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقول الله له يا ابن آدم كيف وجدت منزلك
فيقول أي رب خير منزل فيقول سل وتمنه فيقول ما أسألك وأتمنى أسألك ان تردني إلى الدنيا فاقتل في سبيلك عشر
مرات لما رأى من فضل الشهادة قال ويؤتى بالرجل من أهل النار فيقول الله يا ابن آدم كيف وجدت منزلك
فيقول أي رب شر منزل فيقول فتفتدي منه بطلاع الأرض ذهبا فيقول نعم فيقول كذبت قد سألتك دون ذلك فلم
تفعل * وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم عرض على أول ثلاثة يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار فاما أول ثلاثة يدخلون الجنة
فالشهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده وعفيف متعفف ذو عيال وأما أول ثلاثة يدخلون النار فأمير
97

مسلط وذو ثروة من مال لا يؤدى حق الله في ماله وفقير فخور * وأخرج الحاكم عن سهل بن أبي امامة بن سهل عن
أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول ما يهراق من دم الشهيد يغفر له ذنوبه * وأخرج الحاكم
وصححه عن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صبر حتى يقتل أو يغلب لم يفتن في قبره * وأخرج ابن
سعد وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري عن أنس ان حارثة بن سراقة خرج نظارا فاتاه سهم فقتله فقالت أمه يا رسول
الله قد عرفت موضع حارثة منى فان كان في الجنة صبرت والا رأيت ما أصنع قال يا أم حارثة انها ليست بجنة واحدة
ولكنها جنان كثيرة وان حارثة لفي أفضلها أو قال في أعلى الفردوس * وأخرج أحمد والنسائي عن عبادة بن
الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما على الأرض من نفس تموت ولها عند الله خير تحب ان ترجع إليكم
الا القتيل في سبيل الله فإنه يحب ان يرجع فيقتل مرة أخرى * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم
والترمذي والبيهقي في الشعب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من أهل الجنة أحمد يسره ان يرجع إلى
الدنيا وله عشر أمثالها الا الشهيد فإنه ود انه لو رد إلى الدنيا عشر مرات فاستشهد لما يرى من فضل الشهادة
* وأخرج ابن سعد وأحمد والبيهقي عن قيس الجذامي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان للقتيل عند الله ست
خصال تغفر له خطيئته في أول دفعة من دمه ويجار من عذاب القبر ويحلى حلة الكرامة ويرى مقعده من الجنة
ويؤمن من الفزع الأكبر ويزوج من الحور العين * وأخرج الترمذي وصححه وابن ماجة والبيهقي عن المقدام بن
معدى كرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن للشهيد عند الله خصالا يغفر له في أول دفعة من دمه ويرى
مقعده من الجنة ويحلى عليه حلة الايمان ويجار من عذاب القبر ويأمن يوم الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج
الوقار الياقوتة منه خير الدنيا وما فيها ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين انسانا
من أقاربه * وأخرج أحمد والطبراني من حديث عبادة بن الصامت مثله * وأخرج البزار والبيهقي والإصبهاني
في ترغيبه بسند ضعيف عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء ثلاثة رجل خرج بنفسه
وماله محتسبا في سبيل الله يريدان لا يقتل ولا يقتل ولا يقاتل يكثر سواد المؤمنين فان مات أو قتل غفرت له ذنوبه
كلها وأجير من عذاب القبر وأومن من الفزع الأكبر وزوج من الحوار العين وحلت عليه حلة الكرامة ووضع
على رأسه تاج الوقار والخلد والثاني رجل خرج بنفسه وماله محتسبا يريدان يقتل ولا يقتل فان مات أو قتل كانت
ركبته مع ركبة إبراهيم خليل الرحمن بين يدي الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر والثالث رجل خرج بنفسه
وماله ومحتسبا يريد ان يقتل ويقتل فان مات أو قتل جاء يوم القيامة شاهرا سيفه واضعه على عاتقه والناس
جاثون على الركب يقول الا افسحوا لنا مرتين فانا قد بذلنا دماءنا وأموالنا لله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
والذي نفسي بيده لو قال ذلك لإبراهيم خليل الرحمن أو لنبي من الأنبياء لتنحى لهم عن الطريق لما يرى من واجب
حقهم حتى يأتوا منابر من نور عن يمين العرش فيجلسون فينظرون كيف يقضى بين الناس لا يجدون غم الموت
ولا يغتمون في البرزخ ولا تفزعهم الصيحة ولا يهمهم الحساب ولا الميزان ولا الصراط ينظرون كيف يقضى بين
الناس ولا يسألون شيئا الا أعطوا ولا يشفعون في شئ الا شفعوا ويعطون من الجنة ما أحبوا وينزلون من الجنة
حيث أحبوا * وأخرج أحمد والطبراني وابن حبان والبيهقي عن عتبة بن عبد السلمي قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم القتلى ثلاثة رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقى العدو قاتلهم حتى يقتل فذاك
الشهيد الممتحن في خيمة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون الا بدرجة النبوة رجل مؤمن قرف على نفسه من
الذنوب والخطايا جاهد بماله ونفسه في سبيل الله حتى إذا لقى العدو قاتل حتى يقتل فتلك ممصمصة تحط من ذنوبه
وخطاياه ان السيف محاء للخطايا وأدخل من أي أبواب الجنة شاء فان لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب وبعضها
أفضل من بعض ورجل منافق جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقى العدو قاتل في سبيل الله حتى يقتل فان ذلك في النار
ان السيف لا يمحو النفاق * وأخرج أحمد والحاكم عن عبد الله بن عمر وبن العاصي ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال يغفر للشهيد كل ذنب الا الدين * وأخرج أحمد عن عبد الله بن جحش ان رجلا قال يا رسول الله مالي ان
قتلت في سبيل الله قال الجنة فلما ولى قال الا الدين سارني به جبريل آنفا * وأخرج أحمد والنسائي عن ابن أبي
98

عميرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من نفس مسلمة يقبضها ربها تحب ان ترجع إليكم وان لها الدنيا وما
فيها غير الشهيد وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان أفتل في سبيل الله أحب إلى من أن يكون لي أهل الوبر
والمدر * وأخرج الترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة وابن حبان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما يجد الشهيد من مس القتل الا كما يجد أحدكم من مس القرصة * وأخرج الطبراني عن أنس ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال إذا وقف العباد للحساب جاء قوم واضعي سيوفهم على رقابهم تقطر دما فازدحموا على باب
الجنة فقيل من هؤلاء قيل الشهداء كانوا أحياء مرزوقين * وأخرج أحمد وأبو يعلى والبيهقي في الأسماء والصفات
عن نعيم بن همار ان رجلا سال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الشهداء أفضل قال الذين ان يلقوا في الصف
لا يلفتوا وجوههم حتى يقتلوا أولئك ينطلقون في العرف العالي من الجنة ويضحك إليهم ربهم وإذا ضحك
ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه * وأخرج الطبراني عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أفضل الجهاد عند الله يوم القيامة الذين يلتقون في الصف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا
أولئك يتلبطون في الغرف من الجنة يضحك إليهم ربك وإذا ضحك إلى قوم فلا حساب عليهم * وأخرج ابن ماجة
عن أبي هريرة قال ذكر الشهيد عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى تبتدره
زوجتاه كأنهما ظئران أضلتا فصيلهما في براح من الأرض وفى يد كل واحدة منهما حله خير من الدنيا وما فيها
* وأخرج النسائي عن راشد بن سعد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا قال يا رسول الله
ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم الا الشهيد قال كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة * وأخرج الحاكم وصححه
عن أنس ان رجلا أسود أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى رجل أسود منتن الريح قبيح الوجه
لا مال لي فان أنا قاتلت هؤلاء حتى أقتل فأين أنا قال في الجنة فقاتل حتى قتل فاتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال
قد بيض الله وجهك وطيب ريحك وأكثر مالك وقال لهذا أو لغيره لقد رأيت زوجته من الحور العين نازعته
جبة له صوفا تدخل بينه وبين جبته * وأخرج البيهقي عن ابن عمران النبي صلى الله عليه وسلم مر بخباء اعرابي
وهو في أصحابه يريدون الغزو فرفع الاعرابي ناحية من الخباء فقال من القوم فقيل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه يريدون الغزو فسار معهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انه لمن ملوك الجنة فلقوا
العدو فاستشهد وأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتاه فقعد عند رأسه مستبشرا يضحك ثم أعرض عنه
فقلنا يا رسول الله رأيناك مستبشرا تضحك ثم أعرضت عنه فقال أما ما رأيتم من استبشاري فلما رأيت من كرامة
روحه على الله وأما إعراضي عنه فان زوجته من الحور العين الآن عند رأسه * وأخرج هناد في الزهد وعبد بن
حميد والطبراني عن عبد الله بن عمرو قال إن أول قطرة تقطر من دم الشهيد يغفر له بها ما تقدم من ذنبه ثم يبعث
الله ملكين بريحان من الجنة وريطة من الجنة وعلى ارجاء السماء ملائكة يقولون سبحان الله قد جاء من الأرض
اليوم ريح طيبة ونسمة طيبة فلا يمر بباب الا فتح له ولا يمر بملك الأصلي عليه وشيعه حتى يؤتى به إلى الرحمن فيسجد له
قبل الملائكة وتسجد الملائكة بعده ثم يأمر به إلى الشهداء فيجدهم في رياض خضر وقباب من حرير عند ثور
وحوت يلعبان لهم كل يوم لعبة لم يلعبا بالأمس مثلها فيظل الحوت في أنهار الجنة فإذا أمسى وكزه الثور بقرنه
فذكاه لهم فأكلوا من لحمه فوجدوا من لحمه طعم كل رائحة من أنهار الجنة ويبيت الثور نافشا في الجنة فإذا أصبح
غدا عليه الحوت فوكزه يذنبه فأكلوا من لحمة فوجدوا في لحمه طعم كل ثمرة من ثمار الجنة ينظرون إلى منازلهم بكرة
وعشيا يدعون الله ان تقوم الساعة وإذا توفى المؤمن بعث الله إليه ملكين بريحان من ريحان الجنة وخرقة من
الجنة تقبض فيها نفسه ويقال أخرجي أيتها النفس المطمئنة إلى روح وريحان ورب عليك غير غضبان فتخرج
كأطيب رائحة وجدها أحد قط بأنفه وعلى ارجاء السماء ملائكة يقولون سبحان الله قد جاء اليوم من الأرض
ريح طيبة ونسمة طيبة فلا يمر بباب الا فتح له ولا بملك الأصلي عليه وشيعه حتى يؤتى به إلى الرحمن فتسجد الملائكة
قبله ويسجد بعدهم ثم يدعى بميكائيل فيقول اذهب بهذه النفس فاجعلها مع أنفس المؤمنين حتى أسألك عنهم يوم
القيامة ويؤمر به إلى قبر ويوسع سبعين طوله وأربعين عرضه وينبذ له فيه ريحان ويشيد بالحرير فان كان معه شئ
99

من القرآن كسى نوره وان لم يكن معه شئ من القرآن جعل له نور مثل الشمس فمثله كمثل العروس لا يوقظه الا
أحب أهله إليه وان الكافر إذا توفى بعث الله إليه ملكين بخرقة من بجاد أنتن من كل نتن وأخشن من كل خشن
فيقال اخرجي أيتها النفس الخبيثة ولبئس ما قدمت لنفسك فتخرج كأنتن رائحة وجدها أحد قط ثم يؤمر به في قبره
فيضيق عليه حتى تختلف فيه أضلاعه ويرسل عليه حياة كأعناق البخت يأكلن لحمه وتقبض له ملائكة صم بكم
عمى لا يسمعون له صوتا ولا يرونه فيرحمونه ولا يملون إذا ضربوا يدعون الله أن يديم ذلك عليه حتى يخلص إلى النار
* وأخرج الطيالسي والترمذي وحسنه والبيهقي في الشعب عن عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول الشهداء أربعة فمؤمن جيد الايمان لقى العدو فصدق الله فقاتل حتى يقتل فذلك الذي يرفع الناس
إليه أعينهم ورفع رأسه حتى وقعت قلنسوة كانت على رأسه أو رأس عمر فهذا في الدرجة الأولى ورجل مؤمن
جيد الايمان إذا لقى العدو فكأنما يضرب جلده بشوك الطلح من الجبن أتاه سهم غرب فقتله فهذا في الدرجة
الثانية ورجل مؤمن خط عملا صالحا وآخر سيأ لقى العدو فصدق الله فقتل فهذا في الدرجة الثالثة ورجل أسرف
على نفسه فلقى العدو فقاتل حتى يقتل فهذا في الدرجة الرابعة * وأخرج أبو داود وابن حبان عن أبي الدرداء
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته * وأخرج الطبراني والبيهقي في
البعث والنشور عن يزيد بن شجرة انه كان يقول إذا صف الناس للصلاة وصفوا للقتال فتحت أبواب السماء
وأبواب الجنة وأبواب النار وزين الحور العين وأطلقن فإذا أقبل الرجل قلن اللهم انصره وإذا أدبر احتجبن عنه
وقلن اللهم اغفر له فأنهكوا وجوه القوم ولا تخز وا الحور العين فان أول قطرة تقطر من دم أحدكم يكفر
عنه كل شئ عمله وينزل إليه زوجتان من الحور العين يمسحان التراب عن وجهه ويقولان قد أنالك ويقول
قد أنا لكما ثم يكسى مائة حلة ليس من نسج بني آدم ولكن من نبت الجنة لو وضعن بين إصبعين لوسعن وكان
يقول إن السيوف مفاتيح الجنة * وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي بكر محمد بن أحمد التميمي قال سمعت قاسم بن
عثمان الجوعى يقول رأيت في الطواف حول البيت رجلا لا يزيد على قوله اللهم قضيت حاجة المحتاجين وحاجتي
لم تقض فقلت له مالك لا تزيد على هذا الكلام فقال أحدثك كنا سبعة رفقاء من بلدان شتى غزونا أرض العدو
فاستؤسرنا كلنا فاعتزل بنا لتضرب أعنا قنا فنظرت إلى السماء فإذا سبعة أبواب مفتحة عليها سبع جوار من الحور
العين على كل باب جارية فقدم رجل منا فضربت عنقه فرأيت جارية في يدها منديل قد هبطت إلى الأرض
حتى ضربت أعناق ستة وبقيت أنا وبقى باب وجارية فلما قدمت لتضرب عنقي استوهبني بعض رجاله فوهبني
له فسمعتها تقول أي شئ فاتك يا محروم وأغلقت الباب وأنا يا أخي متحسر على ما فاتني قال قاسم بن عثمان أراه
أفضلهم لأنه رأى ما لم يروا وترك يعمل على الشوق * وأخرج أبو داود والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء
والصفات واللفظ له عن ابن مسعود ان رسول الله صلى لله عليه وسلم قال عجب ربنا من رجلين رجل ثار عن
وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي ورجل غزا في سبيل الله فانهزم
أصحابه فعلم ما عليه في الانهزام وماله في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه فيقول الله لملائكته انظروا إلى
عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي حتى أهريق دمه * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم الذين إذا انكشف
فئة القاتل وراءها بنفسه لله عز وجل فاما ان يقتل واما أن ينصره الله تعالى ويكفيه فيقول انظروا إلى عبدي
كيف صبر لي نفسه والذي له امرأة حسناء وفراش لين حسن فيقوم من الليل فيذر شهوته فيذكرني ويناجيني
ولو شاء رقد والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ونصبوا ثم هجعوا فقام من السحر في سراء أو ضراء
* وأخرج الحاكم وصححه عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل الله القتل في سبيل الله صادقا ثم مات
أعطاه الله أجر شهيد * وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم عن سهل بن أبي
امامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سأل الله الشهادة بصدق بلغه
الله منازل الشهداء وان مات على فراشه * وأخرج أحمد ومسلم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
100

من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه * قوله تعالى (الذين استجابوا لله) الآيات * أخرج ابن إسحاق
وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمر وبن حزم قال خرج رسول الله صلى الله
عليه وسلم لحمراء الأسد وقد أجمع أبو سفيان بالرجعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقالوا رجعنا قبل
ان نستأصلهم لنكرن على بقيتهم فبلغه ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج في أصحابه يطلبهم فثنى ذلك أبا سفيان
وأصحابه ومر ركب من عبيد القيس فقال لهم أبو سفيان بلغوا محمدا أنا قد أجمعنا الرجعة إلى أصحابه لنستأصلهم
فلما مر الركب برسول الله صلى الله عليه وسلم بحمراء الأسد أخبروه بالذي قال أبو سفيان فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم والمؤمنون معه حسبنا الله ونعم الوكيل فأنزل لله في ذلك الذين استجابوا لله والرسول الآيات
* وأخرج موسى بن عقبة في مغازيه والبيهقي في الدلائل عن ابن شهاب قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
استنفر المسلمين لموعد أبى سفيان بدرا فاحتمل الشيطان أولياءه من الناس فمشوا في الناس يخوفونهم وقالوا قد
أخبرنا ان قد جمعوا لكم من الناس مثل الليل يرجون ان يواقعوكم فينتهبوكم فالحذر الحذر فعصم الله المسلمين من
تخويف الشيطان فاستجابوا لله ورسوله وخرجوا ببضائع لهم وقالوا ان لقينا أبا سفيان فهو الذي خرجنا له وان
لم نلقه ابتعنا بضائعنا فكان بدر متجرا يوافي كل عام فانطلقوا حتى أتوا موسم بدر فقضوا منه حاجتهم واخلف أبو
سفيان الموعد فلم يخرج هو ولا أصحابه ومر عليهم ابن حمام فقال من هؤلاء قالوا رسول الله وأصحابه ينتظرون أبا
سفيان ومن معه من قريش فقدم على قريش فأخبرهم فأرعب أبو سفيان ورجع إلى مكة وانصرف رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بنعمة من الله وفضل فكانت تلك الغزوة تدعى غزوة جيش السويق وكانت في
شعبان سنة ثلاث * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال إن الله قذف في قلب أبى سفيان
الرعب يوم أحد بعد الذي كان منه فرجع إلى مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان أبا سفيان قد أصاب منكم
طرفا وقد رجع وقذف الله في قلبه الرعب وكانت وقعة أحد في شوال وكان التجار يقدمون المدينة في ذي
القعدة فينزلون ببدر الصغرى في كل سنة مرة وانهم قدموا بعد وقعة أحد وكان أصاب المؤمنين القرح واشتكوا
ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم واشتد عليهم الذي أصابهم وان رسول الله صلى الله عليه وسلم ندب الناس لينطلقوا
معه وقال انما ترحلون الآن فتأتون الحج ولا تقدرون على مثلها حتى عام مقبل فجاء الشيطان فخوف أولياءه
فقال إن الناس قد جمعوا لكم فأبى عليه الناس ان يتبعوه فقال انى ذاهب وان لم يتبعني أحد فانتدب معه أبو بكر
وعمر وعلى وعثمان والزبير وسعد وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وأبو
عبيدة بن الجراح في سبعين رجلا فساروا في طلب أبى سفيان فطلبوه حتى بلغوا الصفراء فأنزل الله الذين استجابوا
لله والرسول الآية * وأخرج النسائي وابن أبي حاتم والطبراني بسند صحيح من طريق عكرمة عن ابن عباس قال
لما رجع المشركون عن أحد قالوا لا محمدا قتلتم ولا الكواعب أردفتم بئسما صنعتم ارجعوا فسمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم بذلك فندب المسلمين فانتدبوا حتى بلغ حمراء الأسد أو بئر أبي عنبة شك سفيان فقال المشركون
نرجع قابل فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت تعد غزوة فأنزل الله الذين استجابوا لله والرسول الآية
وقد كان أبو سفيان قال للنبي صلى الله عليه وسلم موعدكم موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا فاما الجبان فرجع وأما
الشجاع فاخذ أهبة القتال والتجارة فاتوه فلم يجدوا به أحدا وتسوقوا فأنزل الله فانقلبوا بنعمة من الله وفضل
الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر الصغرى
وبهم الكلوم خرجوا لموعد أبى سفيان فمر بهم أعرابي ثم مر بأبي سفيان وأصحابه وهو يقول
ونفرت من رفقتي محمد * وعجوة للنثورة كالعنجد
فتلقاه أبو سفيان فقال ويلك ما تقول فقال محمد وأصحابه تركتهم ببدر الصغرى فقال أبو سفيان يقولون
ويصدقون ونقول ولا نصدق وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من الاعراب وانقلبوا قال عكرمة ففيهم
أنزلت هذه الآية الذين استجابوا لله والرسول إلى قوله فانقلبوا بنعمة من الله وفضل * وأخرج ابن أبي حاتم عن
الحسن قال إن أبا سفيان وأصحابه أصابوا من المسلمين ما أصابوا ورجعوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
101

أبا سفيان قد رجع وقد قذف الله في قلبه الرعب فمن ينتدب في طلبه فقام النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر
وعثمان وعلى وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فتبعوهم فبلغ أبا سفيان ان النبي صلى الله عليه وسلم
يطلبه فلقى عيرا من التجار فقال ردوا محمدا ولكم من الجعل كذا وكذا وأخبروهم انى قد جمعت لهم جموعا وإني
راجع إليهم فجاء التجار فأخبروا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم حسبنا الله فأنزل الله
الذين استجابوا لله والرسول الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال أخبرت ان أبا سفيان لما
راح هو وأصحابه يوم أحد منقلبين قال المسلمون للنبي صلى الله عليه وسلم انهم عامدون إلى المدينة يا رسول الله
فقال إن ركبوا الخيل وتركوا الأثقال فهم عامدوها وان جلسوا على الأثقال وتركوا الخيل فقد أرعبهم الله
فليسوا بعامديها فركبوا الأثقال ثم ندب ناسا يتبعونهم ليروا ان بهم قوة فاتبعوهم ليلتين أو ثلاثا فنزلت الذين
استجابوا لله والرسول الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن ماجة وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في الدلائل عن عائشة في قوله الذين استجابوا لله والرسول الآية
قالت لعروة يا ابن أختي كان أبواك منهم الزبير وأبو بكر لما أصاب نبي الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب يوم أحد
انصرف عنه المشركون خاف ان يرجعوا فقال من يرجع في أثرهم فانتدب منهم سبعون رجلا فيهم أبو بكر
والزبير فخرجوا في آثار القوم فسمعوا بهم فانصرفوا بنعمة من الله وفضل قال لم يلقوا عدوا * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن مسعود قال نزلت هذه الآية فينا ثمانية عشر رجلا الذين استجابوا لله والرسول الآية * وأخرج
ابن جرير عن عكرمة قال كان يوم أحد السبت للنصف من شوال فما كان الغد من يوم الاحد لست عشرة ليلة
مضت من شوال أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس يطلب العدو وأذن مؤذنه ان لا يخرجن معنا
أحد الا من حضر يومنا بالأمس فكلمه جابر بن عبد الله فقال يا رسول الله ان أبى كان خلفني على أخوات لي
سبع وقال يا بنى انه لا ينبغي لي ولا لك نترك هؤلاء النسوة لا رجل فيهن ولست بالذي أوثرك بالجهاد مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم على نفسي فتخلف على أخواتك فتخلفت عليهن فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج
معه وانما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعيبا للعدو ليبلغهم انه خرج في طلبهم ليظنوا به قوة وان الذي
أصابهم لم يوهنهم من عدوهم * وأخرج ابن إسحاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي السائب مولى
عائشة بنت عثمان ان رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى عبد الأشهل كان شهد أحدا قال
شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا أنا وأخ لي فرجعنا جريحين فلما أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالخروج في طلب العدو قلت لأخي أو قال لي تفوتنا غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما لنا من دابة
نركبها وما منا الا جريح ثقيل فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت أيسر جرحا منه فكنت إذا غلب
حملته عقبة ومشى عقبة حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى
إلى حمراء الأسد وهي من المدينة على ثمانية أميال فأقام بها ثلاثا الاثنين والثلاثاء والأربعاء ثم رجع إلى
المدينة فنزل الذين استجابوا لله والرسول الآية * وأخرج ابن جرير عن إبراهيم قال كان عبد الله من
الذين استجابوا لله والرسول * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله من بعدما أصابهم القرح قال
الجراحات * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود انه كان يقرأ من بعدما أصابهم القرح * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس قال افصلوا بينهما قوله للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم الذين قال لهم الناس * وأخرج
ابن جرير عن السدى قال لما ندم أبو سفيان وأصحابه على الرجوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
وقالوا ارجعوا فاستأصلوهم فقذف الله في قلوبهم الرعب فهزموا فلقوا أعرابيا فجعلوا له جعلا فقالوا له ان لقيت
محمدا وأصحابه فأخبرهم انا قد جمعنا لهم فأخبر الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبهم حتى بلغ حمراء الأسد فلقوا
أعرابي في الطريق فأخبرهم الخبر فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ثم رجعوا من حمراء الأسد فأنزل الله فيهم وفى
الاعرابي الذي لقيهم الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم الآية * وأخرج ابن سعد عن ابن
أبزي الدين قال لهم الناس قال أبو سفيان قال لقوم ان لقيتم أصحاب محمد فاخبروهم انا قد جمعنا لهم جموعا
102

فاخبروهم فقال حسبنا الله ونعم الوكيل * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال استقبل أبو
سفيان في منصرفه من أحد عيرا واردة المدينة ببضاعة لهم وبينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم جبال فقال إن
لكم على رضاكم ان أنتم رددتم عنى محمدا ومن معه ان أنتم وجدتموه في طلبي وأخبرتموه انى قد جمعت له جموعا كثيرة
فاستقبلت العير رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له يا محمدا انا نخبرك ان أبا سفيان قد جمع لك جموعا كثيرة وانه
مقبل إلى المدينة وان شئت ان ترجع فافعل فلم يزده ذلك ومن معه الا يقينا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فأنزل
الله الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال انطلق رسول
الله صلى الله عليه وسلم وعصابة من أصحابه بعد ما انصرف أبو سفيان وأصحابه من أحد خلفهم حتى إذا كانوا بذي
الحليفة فجعل الاعراب والناس يأتون عليهم فيقولون لهم هذا أبو سفيان مائل عليكم بالناس فقالوا حسبنا الله
ونعم الوكيل فأنزل الله الذين قال لهم الناس الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله
الذين قال لهم الناس الآية قال إن أبا سفيان كان أرسل يوم أحد أو يوم الأحزاب إلى قريش وغطفان وهوازن
يستجيشهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه فقيل لو ذهب نفر
من المسلمين فأتوكم بالخبر فذهب نفر حتى إذا كانوا بالمكان الذي ذكر لهم انهم فيه لم يروا أحدا فرجعوا * وأخرج
ابن مردويه والخطيب عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم أتى يوم أحد فقيل له يا رسول الله ان الناس قد جمعوا
لكم فاخشوهم فقال حسبنا الله ونعم الوكيل فأنزل الله الذين قال لهم الناس الآية * وأخرج ابن مردويه عن أبي
رافع ان النبي صلى الله عليه وسلم وجه عليا في نفر معه في طلب أبى سفيان فلقيهم اعرابي من خزاعة فقال إن
القوم قد جمعوا لكم قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فنزلت فيهم هذه الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم قال هذا أبو سفيان قال
لمحمد يوم أحد موعدكم بدر حيث قتلتم أصحابنا فقال محمد صلى الله عليه وسلم عسى فانطلق رسول الله صلى الله عليه
وسلم لموعده حتى نزل بدرا فوافوا السوق فابتاعوا فذلك قوله فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء وهي
غزوة بدر الصغرى * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة قال كانت بدر
متجرا في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم واعد أبا سفيان أن يلقاه بها فلقيهم رجل فقال له ان بها جمعا
عظيما من المشركين فاما الجبان فرجع وأما الشجاع فاخذ أهبة التجارة وأهبة القتال وقالوا حسبنا الله ونعم
الوكيل ثم خرجوا حتى جاؤها فتسوقوا بها ولم يلقوا أحدا فنزلت الذين قال لهم الناس إلى قوله بنعمة من الله
وفضل * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فزادهم ايمانا قال الايمان يزيد وينقص * وأخرج البخاري
والنسائي وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقى في
النار وقالها محمد حين قالوا ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * وأخرج
البخاري وابن المنذر والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال كان آخر قول إبراهيم حين ألقى
في النار حسبنا الله ونعم الوكيل وقال نبيكم مثلها الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم
ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن عمر وقال
هي الكلمة التي قالها إبراهيم حين ألقى في النار حسبنا الله ونعم الوكيل وهي الكلمة التي قالها نبيكم وأصحابه إذا
قيل لهم ان الناس قد جمعوا الكم فاخشوهم * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا وقعتم في الامر العظيم فقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل * وأخرج ابن أبي الدنيا في الذكر عن عائشة ان النبي
صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتد غمه مسح بيده على رأسه ولحيته ثم تنفس الصعداء وقال حسبي الله ونعم الوكيل
* وأخرج أبو نعيم عن شداد بن أوس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم حسبي الله ونعم الوكيل أمان كل خائف
* وأخرج الحكيم الترمذي عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال عشر كلمات عند كل صلاة غداة
وجد الله عندهن مكفيا مجزيا خمس للدنيا وخمس للآخرة حسبي الله لديني حسبي الله لما أهمنى حسبي الله لمن
بغى على حسبي الله لمن حسدني حسبي الله لمن كادني بسوء حسبي الله عند الموت حسبي الله عند المسألة في القبر
103

حسبي الله عند الميزان حسبي الله عند الصراط حسبي الله لا إله الا هو عليه توكلت واليه أنيب * وأخرج البيهقي في
الدلائل عن ابن عباس في قوله فانقلبوا بنعمة من الله وفضل قال النعمة انهم سلموا والفضل ان عير أمرت وكان في
أيام الموسم فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم فربح مالا فقسمه بين أصحابه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال الفضل ما أصابوا من التجارة والاجر * وأخرج ابن جرير عن السدى قال
أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى غزوة بدر الصغرى ببدر دراهم ابتاعوا بها من موسم بدر
فأصابوا تجارة فذلك قوله الله فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء قال أما النعمة فهي العافية وأما الفضل
فالتجارة والسوء القتل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله لم يمسسهم
سوء قال لم يؤذهم أحد واتبعوا رضوان الله قال أطاعوا الله ورسوله * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي
حاتم وابن الأنباري في المصاحف من طريق عطاء عن ابن عباس انه كان يقرأ انما ذلكم الشيطان يخوفكم
أولياءه * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس انما ذلكم الشيطان يخوفكم أولياءه يقول الشيطان
يخوف المؤمنين بأوليائه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد انما ذلكم الشيطان يخوف
أولياءه قال يخوف المؤمنين بالكفار * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي مالك يخوف أولياءه قال يعظم
أولياءه في أعينكم * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في الآية قال تفسيرها يخوفكم بأوليائه * وأخرج ابن المنذر
عن إبراهيم في الآية قال يخوف الناس أولياءه * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال انما كان ذلك
تخويف الشيطان ولا يخاف الشيطان الأولى الشيطان * قوله تعالى (ولا يحزنك الذين يسارعون) الآية
* أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولا يحزنك الذين يسارعون في
الكفر قال هم المنافقون * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر قال هم الكفار
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ان الذين اشتروا الكفر بالايمان قال هم المنافقون والله أعلم * قوله
تعالى (ولا يحسبن الذين كفروا) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو بكر المروزي في
الجنائز وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال ما من نفس برة ولا فاجرة
الا والموت خير لها من الحياة ان كان برا فقد قال الله وما عند الله خير للأبرار وان كان فاجرا فقد قال الله ولا تحسبن
الذين كفروا انما نملي لهم خير لأنفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن أبي الدرداء قال ما من مؤمن الا الموت خير له وما من كافر الا الموت خير له فمن لم يصدقني فان الله
يقول وما عند الله خير للأبرار ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لأنفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم
عذاب مهين * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن محمد بن كعب قال الموت خير للكافر والمؤمن ثم تلا هذه
الآية ثم قال إن الكافر ما عاش كان أشد لعذابه يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن أبي برزة قال ما أحد الا
والموت خير له من الحياة فالمؤمن يموت فيستريح وأما الكافر فقد قال الله ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير
الآية * قوله تعالى (ما كان الله ليذر) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال قالوا ان كان محمد
صادقا فليخبرنا بمن يؤمن به منا ومن يكفر فأنزل الله ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه الآية * وأخرج ابن أبي
حاتم من طريق على عن ابن عباس قال يقول للكفار ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه من الكفر حتى
يميز الخبيث من الطيب فيميز أهل السعادة من أهل الشقاوة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال يقول للكفار لم يكن ليدع المؤمنين على ما أنتم عليه من الضلالة حتى
يميز الخبيث من الطيب فميز بينهم في الجهاد والهجرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في الآية قال ميز بينهم يوم أحد المنافق من المؤمن * وأخرج سعيد بن منصور عن مالك
ابن دينار انه قرأ حتى يميز الخبيث من الطيب * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ حتى يميز الخبيث من
الطيب مخففة منصوبة الياء * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وما كان الله ليطلعكم على الغيب قال
ولا يطلع على الغيب الا رسول * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله
ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء قال يختصم لنفسه * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك يجتبي قال يستخلص
104

* قوله تعالى (ولا يحسبن الذين يبخلون) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ولا يحسبن الذين
يبخلون بما آتاهم الله من فضله يعنى بذلك أهل الكتاب انهم بخلوا بالكتاب ان يبينوه للناس من سيطوقون ما بخلوا
به يوم القيامة ألم تسمع انه قال يبخلون ويأمرون الناس بالبخل يعنى أهل الكتاب يقول يكتمون ويأمرون الناس
بالكتمان * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله قال هم يهود
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله قال بخلوا ان
ينفقوها في سبيل الله ولم يؤدوا زكاتها * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال هم كافر ومؤمن بخل أن
ينفق في سبيل الله * وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من آتاه الله ما لا فلم يؤد
زكاته مثل له شجاع أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة فيأخذ بلهزمتيه يعنى شدقه فيقول أنا مالك أنا كنزك ثم
تلا هذه الآية ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله الآية * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي
وصححه وابن ماجة والنسائي وابن جرير وابن خزيمة وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله الأمثل له يوم القيامة شجاعا أقرع يفز منه وهو
يتبعه فيقول أنا كنزك حتى يطوق في عنقه ثم قرأ علينا النبي صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله ولا يحسبن
الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله الآية * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وعبد الله بن
أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله
سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة قال من كان له مال لم يؤد زكاته طوقه يوم القيامة شجاعا أقرع بفيه زبيبتان
ينقر رأسه حتى يخلص إلى دماغه ولفظ الحاكم ينهسه في قبره فيقول مالي ولك فيقول أنا مالك الذي بخلت بي
* وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال يكون المال على صاحبه يوم القيامة شجاعا أقرع إذا لم يعط حق الله منه
فيتبعه وهو يلوذ منه * وأخرج ابن أبي شيبة في مسنده وابن جرير عن حجر بن بيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ما؟ ن ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله من فضل ما أعطاه إياه فيبخل عليه الا خرج له يوم القيامة من جهنم شجاع
يتلمظ حتى يطوقه ثم قرأ ولا تحسبن لذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله الآية * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود
والترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير والبيهقي في الشعب عن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لا يأتي الرجل مولاه فيسأله من فضل مال عنده فيمنعه إياه الا دعى له يوم القيمة شجاع يتلمظ فضله الذي منع * واخرج
الطبراني عن جرير بن عبد الله البجلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله فضلا
أعطاه الله إياه فيبخل عليه الا أخرج الله له حية من جهنم يقال لها شجاع يتلمظ فيطوق به * وأخرج سعيد بن منصور
والبيهقي في الشعب عن أبي الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى بصاحب المال الذي أطاع الله
فيه وماله بين يديه كلما تكفأ به الصراط قال له ماله امض فقد أديت حق الله في ثم يجاء بصاحب المال الذي لم
يطع الله فيه وماله بين كتفيه كلما تكفأ به الصراط قال له ويلك الا أديت حق الله في فما يزال كذلك حتى
يدعو بالويل والثبور * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن مسروق الآية قال هو الرجل
يرزقه الله المال فيمنع قرابته الحق الذي جعله الله لهم في ماله فيجعل حية فيطوقها فيقول للحية مالي ولك فيقول
أنا مالك * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم
النخعي في قوله سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة قال طوقا من نار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد سيطوقون ما بخلوا به قال سيكلفون ان يأتوا بمثل ما بخلوا به من أموالهم يوم القيامة
* قوله تعالى (لقد سمع الله) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة
عن ابن عباس قال دخل أبو بكر بيت المدراس فوجد يهود قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقل له فنحاص وكان من
علمائهم وأحبارهم فقال أبو بكر ويلك يا فنحاص اتق الله واسلم فوالله انك لتعلم ان محمدا رسول الله تجدونه
مكتوبا عندكم في التوراة فقال فنحاص والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من فقر وانه إلينا لفقير وما نتضرع إليه كما يتضرع
إلينا وانا عنه لأغنياء ولو كان غنيا عنا ما استعرض منا كما يزعم صاحبكم ينهاكم عن الربا ويعطينا ولو كان غنيا عنا
105

ما أعطانا الربا فغضب أبو بكر فضرب وجه فنحاص ضربة شديدة وقال والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا
وبينك لضربت عنقك يا عدوا لله فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد انظر ما صنع صاحبك
بي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ما حملك على ما صنعت قال يا رسول الله قال قولا عظيما يزعم أن الله
فقير وانهم عنه أغنياء فلما قال ذلك غضبت لله مما قال فضربت وجهه فجحد فنحاص فقال ما قلت ذلك فأنزل الله
فيما قال فنحاص تصديقا لأبي بكر لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير الآية ونزل في أبى بكر وما بلغه في ذلك
من الغضب ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثير الآية * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر من وجه آخر عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر إلى فنحاص اليهودي يستمده
وكتب إليه وقال لأبي بكر لا تفتت على بشئ حتى ترجع إلى فلما قرأ فنحاص الكتاب قال قد احتاج ربكم قال أبو
يكر فهممت أن أمده بالسيف ثم ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تفتت على بشئ فنزلت لقد سمع الله قول
الذين قالوا الآية وقوله ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وما بين ذلك في يهود بنى قينقاع * وأخرج ابن
جرير عن السدى في قوله لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير قالها فنحاص اليهودي من بنى مرثد لقيه أبو بكر
فكلمه فقال له يا فنحاص اتق الله وآمن وصدق واقرض الله قرضا حسنا فقال فنحاص يا أبا بكر تزعم أن ربنا فقير
تستقر ضنا أموالنا وما يستقرض الا الفقير من الغنى ان كان ما تقول حقا فان الله اذن لفقير فأنزل الله هذا فقال
أبو بكر فلولا هدنة كانت بين بنى مرثد وبين النبي صلى الله عليه وسلم لقتلته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن مجاهد قال صك أبو بكر رجلا منهم الذين قالوا ان الله فقير ونحن أغنياء لم يستقرضنا وهو غنى
وهم يهود * وأخرج ابن جرير عن شبل في الآية قال بلغني أنه فنحاص اليهودي وهو الذي قال إن الله ثالث ثلاثة
ويد الله مغلولة * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أتت اليهود محمدا صلى الله
عليه وسلم حين أنزل الله من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فقالوا يا محمد أفقير ربنا يسأل عباده القرض فأنزل الله
لقد سمع قول الذين قالوا الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله لقد سمع الله الآية قال ذكر
لنا أنها نزلت في حيى بن أخطب لما نزل من ذا الذين يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة قال
يستقرضنا ربنا انما يستقرض الفقير الغنى * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن العلاء بن بدر أنه سئل عن قوله
وقتلهم الأنبياء بغير حق وهم لم يدركوا ذلك قال بموالاتهم من قتل أنبياء الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في
قوله ونقول ذوقوا عذاب الحريق قال بلغني أنه يحرق أحدهم في اليوم سبعين ألف مرة * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله وان الله ليس بظلام للعبيد قال ما أنا بمعذب من لم يحترم * قوله تعالى (الذين قالوا ان الله عهد
إلينا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله حتى يأتينا بقربان تأكله النار قال
يتصدق الرجل منا فإذا تقبل منه أنزلت عليه نار من السماء فأكلته * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال كان
من قبلنا من الأمم يقرب أحدهم القربان فتخرج الناس فينظرون أيتقبل منهم أم لا فان تقبل منهم جاءت نار
بيضاء من السماء فأكلت ما قرب وان لم تقبل لم تأت تلك النار فعرف الناس ان لم تقبل منهم فلما بعث الله محمدا
سأله أهل الكتاب أن يأتيهم بقربان قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم القربان فلم قتلتموهم يعيرهم
بكفرهم قبل اليوم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله الذين قالوا ان الله عهد الآية قال هم
اليهود قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم ان أتيتنا بقربان تأكله النار صدقناك والا فلست بنبي * وأخرج عبد بن
حميد وابن أبي حاتم عن الشعبي قال إن الرجل يشترك في دم الرجل ولقد قتل قبل أن يولد ثم قرأ الشعبي قل قد
جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم فجعلهم هم الذين قتلوهم ولقد قتلوا قبل أن يولدوا سبعمائة
عام ولكن قالوا قتلوا بحق وسنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله الذين قالوا ان الله عهد إلينا الآية
قال كذبوا على الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن العلاء بن بدر قال كانت رسل تجئ بالبينات ورسل علامة نبوتهم
ان يضع أحد هم لحم البقر على يده فتجئ نار من السماء فتأكله فأنزل الله قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات
وبالذي قلتم * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فان كذبوك قال اليهود * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة
106

في قوله فقد كذبت رسل من قبلك يعزى نبيه صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى عن
أصحابه في قوله بالبينات قال الحرام والحلال والزبر قال كتب الأنبياء والكتاب المنير قال هو القرآن * وأخرج
ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله والزبر والكتاب المنير قال يضاعف الشئ وهو واحد * قوله تعالى (كل نفس ذائقة
الموت) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية
جاءهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته كل نفس
ذائقة الموت وانما توفون أجوركم يوم القيامة ان في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل
ما فات فبالله فثقوا وإياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب فقال على هذا الخضر * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد
وعبد بن حميد والترمذي والحاكم وصححاه وابن حبان وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها اقرؤا ان شئتم فمن زحزح عن النار وأدخل
الجنة فقط فاز وما الحياة الدنيا الامتاع الغرور * وأخرج ابن مردويه عن سهل بن سعد قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ثم تلا هذه الآية فمن زحزح عن النار
وأدخل الجنة فقد فاز * وأخرج عبد بن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لغدوة أو
روحة فسبيل الله خير من الدنيا بما عليها ولقاب قوس أحدهم في الجنة خير من الدنيا بما عليها * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الربيع قال إن آخر من يدخل الجنة يعطى من النور بقدر ما دام يحبو فهو في النور حتى تجاوز
الصراط فذلك قوله فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز * وأخرج أحمد عن ابن عمر وقال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من أحب ان يزحزح عن النار وان يدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر
وليأت إلى الناس ما يحب ان يؤتى إليه * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن
قوله فقد فاز قال سعد ونجا قال هل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول عبد الله بن رواحة
وعسى ان أفوز ثمت ألقى * حجة اتقى بها الفتانا
* وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن سابط في قوله وما الحياة الدنيا الامتاع الغرور قال كزاد الراعي يزوده
الكف من الثمر أو الشئ من الدقيق يشر عليه اللبن * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة وما الحياة الدنيا الامتاع
الغرور قال هي متاع متروك أو شكت والله ان تضمحل عن أهلها فخذوا من هذا المتاع طاعة الله ان استطعتم
ولا قوة الا بالله * قوله تعالى * (لتبلون في أموالكم وأنفسكم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن جريج في قوله لتبلون الآية قال أعلم الله المؤمنين انه سيبتليهم فينظر كيف صبرهم على دينهم
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الزهري في قوله ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم قال هو كعب
ابن الأشرف وكان يحرض المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في شعره ويهجو النبي صلى الله عليه
وسلم وأصحابه * وأخرج ابن المنذر من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك مثله * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن حريج ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب يعنى اليهود والنصارى فكان
المسلمون يسمعون من اليهود قولهم عزيز ابن الله ومن النصارى قولهم المسيح ابن الله وكان المسلمون ينصبون لهم
الحرب ويسمعون إشراكهم بالله وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الأمور قال من القوة مما عزم الله عليه
وأمركم به * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وان تصبروا وتتقوا الآية قال أمر الله المؤمنين ان يصبروا
على ما آذاهم زعم انهم كانوا يقولون يا أصحاب محمد لستم على شئ نحن أولى بالله منكم أنتم ضلال فأمروا ان يمضوا
ويصبروا * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ان ذلك من عزم الأمور يعنى هذا الصبر على الأذى
في الامر بالمعروف والنهى عن المنكر لمن عزم الأمور يعنى من حق الأمور التي أمر الله تعالى * قوله تعالى
(وإذا أخذ الله) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير من طريق عكرمة عن ابن عباس وإذ أخذ الله ميثاق
الذين وأتوا الكتاب ليبيننه للناس إلى قوله عذاب أليم يعنى فنحاص وأشيع وأشباههما من الأحبار * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه
107

للناس قال كان أمرهم ان يتبعوا النبي الأمي الذين يؤمن بالله وكلماته وقال واتبعوه لعلكم تهتدون فلما بعث الله
محمدا قال وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم عاهدهم على ذلك فقال حين بعث محمدا صدقوه وتلقون عندي الذي أحببتم
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علقمة بن وقاص عن ابن عباس في الآية قال في التوراة والإنجيل
ان الاسلام دين الله الذي افترضه على عباده وأن محمدا رسول الله يجدونه مكتوبا عندهم هم في التوراة والإنجيل
فينبذوه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبى أبى حاتم عن سعد ابن جبير في الآية وإذا أخذ الله ميثاق الذين
أوتوا الكتاب قال اليهود ليبيننه للناس قال محمدا صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال إن
الله أخذ ميثاق اليهود ليبينن للناس محمدا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة في الآية قال هذا ميثاق أخذه الله على أهل العلم فمن علم علما فليعلمه الناس وإياكم وكتمان العلم فان كتمان
العلم هلكة ولا يتكلفن رجل مالا علم له به فيخرج من دين الله فيكون من المتكلفين كان يقال مثل علم لا يقال
به كمثل كنز لا ينتفع به ومثل حكمة لا تخرج كمثل صنم قائم لا يأكل ولا يشرب وكان يقال في الحكمة طوبى العالم
ناطق وطوبى لمستمع واع هذا رجل علم علما فعلمه وبذله ودعا إليه ورجل سمع خير فحفظه ووعاه وانتفع به
* وأخرج ابن جرير عن أبي عبيدة قال جاء رجل إلى قوم في المسجد وفيه عبد الله بن مسعود فقال إن أخاكم كعبا
يقرؤكم السلام ويبشركم ان هذه الآية ليست فيكم وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا
يكتمونه فقال له عبد الله وأنت فاقرئه السلام انها نزلت وهو يهودي * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد
ابن جبير قال قلت لابن عباس ان أصحاب عبد الله يقرؤن وإذ أخذ ربك من الذين أوتوا الكتاب ميثاقهم
* وأخرج ابن جرير عن الحسن انه كان يفسر قوله ليبيننه للناس ويكتمونه ليتكلمن بالحق وليصدقنه
بالعمل * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله فنبذوه وراء ظهورهم قال إنهم
قد كانوا يقرأونه ولكنهم نبذوا العمل به * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج فنبذوه قال نبذوا
الميثاق * وأخرج ابن جرير عن السدى واشتروا به ثمنا قليلا أخذوا طمعا وكتموا اسم محمد صلى الله عليه
وسلم قال كتموا وباعوا فلا يبدوا شيئا الا بثمن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مجاهد في قوله فبئسما يشترون قال تبديل يهود التوراة * وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة قال لولا ما
أخذ الله على أهل الكتاب ما حدثتكم وتلا وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه
* وأخرج ابن سعد عن الحسن قال لولا الميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم ما حدثتكم بكثير مما تسألون
عنه * قوله تعالى (يفرحون) الآية * أخرج البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب من طريق حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن مروان
قال لبوابه اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل لهم لئن كان كل امرئ منا فرح بما أتى وأحب ان يحمد بما لم يفعل
معذبا لنعذبن أجمعون فقال ابن عباس مالكم ولهذه الآية انما أنزلت هذه في أهل الكتاب ثم تلا ابن عباس وإذ
أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس الآية وتلا لا يحسبن الذين ن يفرحون بما أتوا الآية فقال ابن
عباس سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شئ فكتموه إياه وأخبروه بغيره فخرجوا وقد أوره ان قد أخبروه بما
سألهم عنه واستحمدوا بذلك إليه وفرحوا بما أتوا من كتمان ما سألهم عنه * وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن أبي سعيد الخدري ان رجلا من المنافقين كانوا إذ خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغز واعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا ان يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت لا تحسبن
الذين يفرحون بما أتوا الآية * وأخرج عبد بن حميد عن زيد بن أسلم ان رافع بن خديج وزين بن ثابت كانا عند
مروان وهو أمير بالمدينة فقال مروان يا رافع في أي شئ نزلت هذه الآية لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا قال
رافع أنزلت في ناس من المنافقين كانوا إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم اعتذروا وقالوا ما حبسنا عنكم الا الشغل
فلوددنا انا كنا معكم فأنزل الله فيهم هذه الآية فكان مروان أنكر ذلك فجزع رافع من ذلك فقال لزيد بن ثابت
108

أنشدك بالله هل تعلم ما أقول قال نعم فلما خرجا من عند مروان قاله زيد ألا تحمدني شهدت لك قال أحمدك ان
تشهد بالحق قال نعم قد حمد الله على الحق أهله * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال هؤلاء المنافقون
يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم لو قد خرجت لخرجنا معك فإذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم تخلفوا وكذبوا
ويفرحون بذلك ويرون انها حيلة احتالوا بها * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق
عكرمة عن ابن عباس في الآية قال يعنى فنحاص وأشيع وأشباههما من الأحبار الذين يفرحون بما يصيبوا
من الدنيا على ما زينوا للناس من الضلالة ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا ان يقول لهم الناس علماء وليسوا
باهل علم لم يحلموهم على هدى ولا خير ويحبون ان يقول لهم الناس قد فعلوا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
من طريق العوفي عن ابن عباس في الآية قال هم أهل الكتاب أنزل عليهم الكتاب فحكموا بغير الحق وحرفوا
الكلم عن مواضعه وفرحوا بذلك وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فرحوا انهم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم
وما أنزل الله إليه وهم يزعمون أنهم يعبدون الله ويصومون ويصلون ويطيعون لله فقال الله لمحمد ولا تحسبن
الذين يفرحون بما أتوا كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وكفروا بالله يحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا من
الصلاة والصوم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك في الآية قال اليهود كتب بعضهم إلى بعض
ان محمدا ليس نبي فاجمعوا كلمتكم وتمسكوا بدينكم وكتابكم الذي معكم ففعلوا ففرحوا بذلك وفرحوا باجتماعهم
على الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال كتموا اسم محمد ففرحوا
بذلك حين اجتمعوا عليه وكانوا يزكون أنفسهم فيقولون نحن أهل الصيام وأهل الصلاة وأهل الزكاة ونحن على
دين إبراهيم فأنزل الله فيهم لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا من كتمان محمد ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا
أحبوا ان تحمدهم العرب بما يكون به أنفسهم وليسوا كذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد
ابن جبير لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا قال بكتمانهم محمدا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا قال هو قولهم
نحن على دين إبراهيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وبن أبى حاتم عن مجاهد في الآية قال يهود
فرحوا باعجاب الناس بتبديلهم الكتاب وحمدهم إياهم عليه ولا تملك يهود ذلك ولن تفعله * واخرج ابن
جرير عن سعيد بن جبير في الآية قال هم اليهود يفرحون بما آتي الله إبراهيم * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان يهود خيبر أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فزعموا أنهم راضون بالذي جاء
به وانهم متابعوه وهم متمسكون بضلالتهم وأرادوا ان يحمدهم النبي صلى الله عليه وسلم بما لم يفعلوا فأنزل
الله ولا يحسبن الذين يفرحون الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير من وجه آخر عن قتادة في الآية قال إن
أهل خيبرا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقالوا انا على رأيكم وانا لكم ردء فأكذبهم الله * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الحسن في الآية قال إن اليهود من أهل خيبر قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا قد قبلنا الدين
ورضينا به فأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا * وأخرج مالك وابن سعد والبيهقي في الدلائل عن محمد بن ثابت أن ثابت
ابن قيس قال يا رسول الله لقد خشيت أن أكون قد هلكت قال لم قال نهانا الله أن نحب أن نحمد بما لم نفعل
وأجدني أحب الحمد ونهانا عن الخيلاء وأجدني أحب الجمال ونهانا أن نرفع صوتنا فوق صوتك وأنا رجل جهير
الصوت فقال يا ثابت ألا ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة فعاش حميدا وقتل شهيدا يوم مسيلمة
الكذاب * وأخرج الطبراني عن محمد بن ثابت قال حدثني ثابت بن قيس بن شماس قال قلت يا رسول الله لقد
خشيت فذكره * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال كان في بني إسرائيل رجال عباد فقهاء
فأدخلتهم الملوك فرخصوا لهم وأعطوهم فخر جوا وهم فرحون بما أخذت الملوك من قولهم وما أعطوا فأنزل الله
لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن إبراهيم في قوله لا يحسبن الذين يفرحون
بما أتوا قال ناس من اليهود جهزوا جيشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأحنف بن
قيس ان رجلا قال له الا تميل فنحملك على ظهر قال لعلك من العراضين قال وما العراضون قال الذين يحبون أن
يحمدوا بما لم يفعلوا إذا عرض لك الحق فاقصد له واله عما سواء * وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن يعمر فلا
109

يحسبنهم يعنى أنفسهم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد انه قرأ فلا يحسبنهم على الجماع بكسر السين ورفع الباء
* وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله بمفازة قال بمنجاة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد مثله * قوله تعالى (ان
في خلق السماوات الآية) * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال أتت
قريش اليهود فقالوا ما جاء كم موسى من الآيات قالوا عصاه ويده بيضاء للناظرين وأتوا النصارى فقالوا كيف كان
عيسى فيكم قالوا كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أدع لنا ربك يجعل لنا
الصفا ذهبا فدعا ربه فنزلت ان في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب
فليتفكروا فيها * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن ابن عباس قال بت عند
خالتي ميمونة فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل ثم استيقظ فجعل يمسح
النوم عن وجهه بيده ثم قرأ العشر الآيات الأواخر من سورة آل عمران حتى ختم * وأخرج عبد الله بن أحمد في
زوائد المسند والطبراني والحاكم في الكنى والبغوي في معجم الصحابة عن صفوان بن المعطل السلمي قال كنت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرهقت صلاته ليلة فصلى العشاء الآخرة ثم نام فلما كان نصف الليل استيقظ
فتلا الآيات العشر آخر سورة آل عمران تم تسوك ثم توضأ فصلى إحدى عشرة ركعة * قوله تعالى (الذين
يذكرون) الآية * أخرج الأصبهاني في الترغيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادى
مناد يوم القيامة أين أولو الا الباب قالوا أي أولى الألباب تريد قال الذين يذكرون الله قيام وقعودا وعلى جنوبهم
ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار عقد لهم لواء فاتبع
القوم لواء هم وقال لهم ادخلوها خالدين * وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم والطبراني من طريق جويبر عن الضحاك
عن ابن مسعود في قوله الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم قال انما هذا في الصلاة إذا لم يستطع قائما
فقاعدا وان لم يستطع قاعدا فعلى جنبه * وأخرج الحاكم عن عمران بن حصين انه كان به البواسير فأمره النبي
صلى الله عليه وسلم ان يصلى على جنب * وأخرج البخاري عن عمران بن حصين قال كانت بي بواسير فسالت النبي
صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فقال صل قائما فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب * وأخرج البخاري
عن عمران بن حصين قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل وهو قاعد فقال من صلى قائما فهو
أفضل ومن صلى قاعدا فله نصف أجر القائم ومن صلى نائما فله نصف أجر القاعد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن ابن جريج في الآية قال هو ذكر الله في الصلاة وفى غير الصلاة وقراءة القرآن * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم قال هذه حالاتك كلها
يا ابن آدم أذكر الله وأنت قائم فان لم تستطع فاذكره جالسا فان لم تستطع فاذكره وأنت على جنبك يسر من
الله وتخفيف * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال لا يكون عبد من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله
قائما وقاعدا ومضطجعا * قوله تعالى (ويتفكرون الآية) * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والإصبهاني
في الترغيب عن عبد الله بن سلام قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يتفكرون فقال
لا تفكروا في الله ولكن تفكروا فيما خلق * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التفكر والإصبهاني في الترغيب
عن عمرو بن مرة قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم يتفكرون فقال تفكروا في الخلق ولا تفكروا
في الخالق * وأخرج ابن أبي الدنيا عن عثمان بن أبي دهرين قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
انتهى إلى أصحابه وهم سكوت لا يتكلمون فقال مالكم لا تتكلمون قالوا نتفكر في خلق الله قال كذلك
فافعلوا تفكروا في خلقه ولا تفكروا فيه * وأخرج ابن أبي الدنيا والطبراني وابن مردويه والإصبهاني في
الترغيب عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله * وأخرج
أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله
* وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال تفكروا في كل شئ ولا تفكروا
في ذات الله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في التفكر وابن المنذر وابن حبان في صحيحه وابن مردويه
110

والإصبهاني في الترغيب وابن عساكر عن عطاء قال قلت لعائشة أخبريني يا عجب ما رأيت من رسول الله صلى الله
عليه وسلم قالت وأي شانه لم يكن عجبا انه أتاني ليلة فدخل معي في لحافي ثم قال ذريني أتعبد لربي فقام فتوضأ ثم قام
يصلى فبكى حتى سالت دموعه على صدره ثم ركع فبكى ثم سجد فبكى ثم رفع رأسه فبكى فلم يزل كذلك حتى جاء بلال
فآذنه بالصلاة فقلت يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا
ولم لا أفعل وقد أنزل على هذه الليلة ان في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب
إلى قوله سبحانك فقنا عذاب النار ثم قال ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها * وأخرج ابن أبي الدنيا في التفكر عن
سفيان رفعه قال من قرأ سورة آل عمران فلم يتفكر فيها ويله فعد بأصابعه عشرا قيل للأوزاعي ما غاية التفكر
بهن قال يقرؤهن وهو يعقلهن * وأخرج ابن أبي الدنيا عن عامر بن عبد قيس قال سمعت غير واحد ولا اثنين
ولا ثلاثة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون ضياء الايمان أو نور الايمان التفكر * وأخرج ابن سعد
وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن المنذر عن ابن عون قال سالت أم الدرداء ما كان أفضل عبادة أبى الدرداء قالت
التفكر والاعتبار * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال تفكر ساعة خير من قيام ليلة * وأخرج
ابن سعد عن أبي الدرداء مثله * وأخرج الديلمي عن أنس مرفوعا مثله * وأخرج الديلمي من وجه آخر مرفوعا
عن أنس تفكر ساعة في اختلاف الليل والنهار خير من عبادة ثمانين سنة * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة * وأخرج أبو الشيخ والديلمي
عن أبي هريرة مرفوعا بينما رجل مستلق ينظر إلى السماء والى النجوم فقال والله انى لأعلم ان لك خالقا وربا
اللهم اغفر لي فنظر الله إليه فغفر له * قوله تعالى (ربنا انك من تدخل النار) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة وابن أبي
حاتم عن أبي الدرداء وابن عباس انهما كانا يقولان اسم الله الأكبر رب رب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن أنس في قوله من تدخل النار فقد أخزيته قال من تخلد * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن سعيد بن المسيب في قوله ربنا انك من تدخل النار فقد أخزيته قال هذه خاصة لمن لا يخرج منها * وأخرج
ابن جرير والحاكم عن عمرو بن دينار قال قدم علينا جابر بن عبد الله في عمرة فانتهيت إليه أنا وعطاء فقلت وما هم
بخارجين من النار قال أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم الكفار قلت لجابر فقوله انك من تدخل النار
فقد أخزيته قال وما أخزاه حين أحرقه بالنار وان دون ذلك خزيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن جريج في قوله مناديا ينادى للايمان قال هو محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد مثله
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والخطيب في المتفق والمفترق عن محمد بن كعب
القرظي سمعنا مناديا ينادى للايمان قال هو القرآن ليس كل الناس يسمع النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال سمعوا دعوة من الله فأجابوها وأحسنوا
فيها وصبروا عليها ينبئكم الله عن مؤمن الانس كيف قال وعن مؤمن الجن كيف قال فاما مؤمن الجن فقال انا
سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا حدا وأما مؤمن الانس فقال ربنا إننا سمعنا مناديا
ينادى للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيآتنا وتوفنا مع الأبرار * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك قال ستجزون موعد الله على رسله * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ولا تخزنا يوم القيامة قال لا تفضحنا انك لا تخلف الميعاد
قال معاد من قال لا إله إلا الله فاستجاب لهم ربهم انى لا أضيع عمل عامل منكم قال أهل لا إله إلا الله أهل التوحيد
والاخلاص لا أخزيهم يوم القيامة * وأخرج أبو يعلى عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العار والتخزية
يبلغ من ابن آدم يوم القيامة في المقام بين يدي الله ما يتمنى العبد أن يؤمر به إلى النار * وأخرج أبو بكر الشافعي
في رباعية عن أبي قرصافة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم لا تخزنا يوم القيامة ولا تفضحنا يوم
اللقاء * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود انه قال إذا فرغ أحدكم من التشهد في الصلاة فليقل اللهم أنى أسألك
من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم اللهم إني أسألك من خير ما سالك
111

عبادك الصالحون وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبادك الصالحون ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة
وقنا عذاب النار ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيآتنا وتوفنا مع الأبرار إلى قوله انك لا تخلف الميعاد
* وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم النخعي قال كان يستحب أن يدعو في المكتوبة بدعاء القرآن * وأخرج ابن أبي
شيبة عن محمد بن سيرين انه سئل عن الدعاء في الصلاة فقال كان أحب دعائهم ما وافق القرآن * وأخرج أحمد
وابن أبي حاتم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عسقلان أحد العروسين يبعث الله منها يوم القيامة
سبعين ألفا لا حساب عليهم ويبعث منها خمسون ألفا شهداء وفودا إلى الله وبها صفوف الشهداء رؤسهم تقطر في
أيديهم تثج أوداجهم دما يقولون ربنا آتنا ما وعدتنا على رسلك انك لا تخلف الميعاد فيقول صدق عبيدي اغسلوهم
بنهر البيضة فيخرجون منه بيضا فيسرحون في الجنة حيث شاؤوا * قوله تعالى (فاستجاب لهم) الآية * أخرج
سعيد بن منصور وعبد الرزاق والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن أم
سلمة قالت يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشئ فأنزل الله فاستجاب لهم ربهم انى لا أضيع عمل
عامل منكم من ذكر أو أنثى إلى آخر الآية قالت الأنصار هي أول ظعينة قدمت علينا * وأخرج ابن مردويه عن
أم سلمة قالت آخر آية نزلت هذه الآية فاستجاب لهم ربهم إلى آخرها * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال ما من
عبد يقول يا رب يا رب يا رب ثلاث مرات الا نظر الله إليه فذكر للحسن فقال أما تقرأ القرآن ربنا إننا سمعنا مناديا
إلى قوله فاستجاب لهم ربهم * قوله تعالى (فالذين هاجروا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية
قال هم المهاجرون اخرجوا من كل وجه * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في
الشعب عن ابن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أول ثلة يدخلون الجنة الفقراء المهاجرين الذين
تتقى بهم المكاره إذا أمروا سمعوا وأطاعوا وان كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض حتى يموت وهي في
صدره وان الله يدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وقتلوا وأوذوا
في سبيلي وجاهدوا في سبيلي ادخلوا الجنة فيدخلونها بغير عذاب ولا حساب وتأتي الملائكة فيسجدون ويقولون
ربنا نحن نسبح لك الليل والنهار ونقدس لك من هؤلاء الذين آثرتهم علينا فيقول هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في
سبيلي وأوذوا في سبيلي فتدخل الملائكة عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار * وأخرج
الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعلم أول زمرة تدخل الجنة من أمتي قلت
الله ورسوله أعلم قال المهاجرون يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة ويستفتحون فتقول لهم الخزنة أوقد حوسبتم
قالوا بأي شئ نحاسب وانما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله حتى متنا على ذلك قال فيفتح لهم فيقيلون فيه
أربعين عاما قبل أن يدخل الناس * وأخرج أحمد عن أبي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة
فسمعت فيها حشفة بين يدي فقلت ما هذا قال بلال فمضيت فإذا أكثر أهل الجنة فقرأ المهاجرين وذراري المسلمين
ولم أر أحدا أقل من الأغنياء والنساء قيل لي أما الأغنياء فهم بالباب يحاسبون ويمحصون وأما النساء فألهاهن
الأحمران الذهب والحرير * وأخرج أحمد عن أبي الصديق عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بأربعمائة عام حتى يقول المؤمن الغنى يا ليتني
كنت نحيلا قيل يا رسول الله سمهم لنا قال هم الذين إذا كان مكروه بعثوا له وإذا كان مغنم بعث إليه سواهم
وهم الذين يحجبون عن الأبواب * وأخرج الحكيم الترمذي عن سعيد بن عامر بن حزم قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول يدخل فقراء المسلمين قبل الأغنياء الجنة بخمسين سنة حتى أن الرجل من الأغنياء ليدخل
في غمارهم فيؤخذ بيده فيستخرج * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال يجمعون فيقول أين فقراء
هذه الأمة ومساكينها فيبرزون فيقال ما عندكم فيقولون يا رب ابتليتنا فصبرنا وأنت اعلم ووليت الأموال
والسلطان غيرنا فيقال صدقتم فيدخلون الجنة قبل سائر الناس بزمن وتبقى شدة الحساب على ذوي الأموال
والسلطان قيل فان المؤمنون يومئذ قال يوضع لهم كراسي من نور ويظلل عليهم الغمام ويكون ذلك اليوم
أقصر عليهم من ساعة من نهار والله أعلم * قوله تعالى (والله عنده حسن الثواب) * أخرج ابن أبي
112

حاتم عن شداد بن أوس قال يا أيها الناس لا تتهموا الله في قضائه فان الله لا يبغي على مؤمن فإذا نزل بأحدكم شئ
مما يحب فليحمد الله وإذا نزل به شئ يكره فليصبر ويحتسب فان الله عنده حسن الثواب * قوله تعالى (لا يغرنك)
الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة لا يغرنك تقلب الذين كفروا تقلب ليلهم ونهارهم وما يجرى
عليهم من النعم متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد قال عكرمة قال ابن عباس أي بئس المنزل * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن السدى لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد يقول ضربهم في البلاد * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال والله ما غروا نبي الله ولا وكل إليهم شيئا من أمر الله حتى قبضه الله على
ذلك * قوله تعالى (وما عند الله خير للأبرار) * أخرج البخاري في الأدب المفرد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم
عن ابن عمر قال انما سماهم الله أبرارا لانهم بروا الآباء والأبناء كما أن لوالدك عليك حقا كذلك لولدك عليك حق
وأخرجه ابن مردويه عن ابن عمر مرفوعا والأول أصح * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال الأبرار الذين
لا يؤذون الذر * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد وما عند الله خير للأبرار قال لمن يطيع الله عز وجل * قوله تعالى
(وان من أهل الكتاب) الآية * أخرج النسائي والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أنس
قال لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا عليه قالوا يا رسول الله نصلى على عبد حبشي فأنزل الله
وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم الآية * وأخرج ابن جرير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال اخرجوا فصلوا على أخ لكم فصلى بنا فكبر أربع تكبيرات فقال هذا النجاشي أصحمة فقال المنافقون انظروا إلى
هذا يصلى على علج نصراني لم نره قط فأنزل الله وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان هذه الآية نزلت في النجاشي وفى ناس من أصحابه آمنوا بنبي الله وصدقوا به وذكر
لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم استغفر للنجاشي وصلى عليه حين بلغه موته قال لأصحابه صلوا على أخ لكم قد مات
بغير بلادكم فقال أناس من أهل النفاق يصلى على رجل مات ليس من أهل دينه فأنزل الله وان من أهل الكتاب
لمن يؤمن بالله الآية * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
استغفروا لأخيكم فقالوا يا رسول الله أنستغفر لذلك العلج فأنزل الله وأن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل
إليكم الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال لما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي طعن
في ذلك المنافقون فقالوا صلى عليه وما كان على دينه فنزلت هذه الآية وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله الآية
قالوا ما كان يستقبل قبلته وان بينهما البحار فنزلت فأينما تولوا فثم وجه الله قال ابن جريج وقال آخرون نزلت في
النفر الذين كانوا من يهود فأسلموا عبد الله بن سلام ومن معه * وأخرج الطبراني عن وحشى بن حرب قال لما مات
النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه أخاكم النجاشي قد مات قوموا فصلوا عليه فقال رجل
يا رسول الله كيف نصلى عليه وقد مات في كفره قال ألا تسمعون قول الله وأن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله الآية
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله الآية قال هم مسلمة أهل
الكتاب من اليهود والنصارى * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال هؤلاء يهود * وأخرج ابن أبي حاتم عن
الحسن في الآية قال هم أهل الكتاب الذين كانوا قبل محمد صلى الله عليه وسلم والذين اتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم
* قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) * أخرج ابن المبارك وابن
جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان من طريق داود بن صالح قال قال أبو سلمة بن عبد الرحمن
تدرى في أي شئ نزلت هذه الا آية اصبروا وصابروا ورابطوا قلت لا قال سمعت أبا هريرة يقول لم يكن في زمان النبي
صلى الله عليه وسلم غزو يرابط فيه ولكن انتظار الصلاة بعد الصلاة * وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن قال أقبل على أبو هريرة يوما فقال أتدري يا ابن أخي فيم أنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا
اصبروا وصابروا ورابطوا قلت لا قال أما أنه لم يكن في زمان النبي صلى الله عليه وسلم غزوا يرابطون فيه ولكنها نزلت
في قوم يعمرون المساجد يصلون الصلاة في مواقيتها ثم يذكرون الله فيها فعليهم أنزلت اصبروا أي على الصلوات
الخمس وصابروا أنفسكم وهواكم ورابطوا في مساجدكم واتقوا الله فيما علمكم لعلكم تفلحون * وأخرج ابن
113

مردويه عن أبي أيوب قال وقف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل لكم إلى ما يمحو الله تعالى به الذنوب
ويعظم به الاجر فقلنا نعم يا رسول الله قال اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد
الصلاة قال وهو قول الله يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا فذلكم هو الرباط في المساجد * وأخرج ابن
جرير وابن حبان عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا
ويكفر به الذنوب قلنا بلى يا رسول الله قال اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد
الصلاة فذلكم الرباط * وأخرج ابن جرير من حديث على مثله * وأخرج مالك والشافعي وعبد الرزاق
وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بما
يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد
الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي غسان قال إن هذه الآية
انما أنزلت في لزوم المساجد يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم في الآية
قال أمرهم أن يصبروا على دينهم ولا يدعوه لشدة ولا رخاء ولا سراء ولا ضراء وأمرهم أن يصابروا الكفار وأن
يرابطوا المشركين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي في الآية قال اصبروا
على دينكم وصابروا الوعد الذي وعدتكم ورابطوا عدوى وعدوكم حتى يترك دينه لدينكم واتقوا الله فيما
بيني وبينكم لعلكم تفلحون غدا إذا لقيتموني * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال اصبروا على
طاعة الله وصابروا أهل الضلالة ورابطوا في سبيل الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في
الشعب عن زيد بن أسلم في الآية قال اصبروا على الجهاد وصابروا عدوكم ورابطوا على دينكم * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال اصبروا عند المصيبة وصابروا على الصلوات ورابطوا وجاهدوا
في سبيل الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال اصبروا على الفرائض وصابروا مع النبي صلى
الله عليه وسلم في الموطن ورابطوا فيما أمركم ونهاكم * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في
الآية قال اصبروا على طاعة الله وصابروا أعداء الله ورابطوا في سبيل الله * وأخرج أبو نعيم عن أبي الدرداء قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الذين آمنوا اصبروا على الصلوات الخمس وصابروا على قتال عدوكم بالسيف
ورابطوا في سبيل الله لعلكم تفلحون * وأخرج مالك وابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا وابن جرير والحاكم وصححه
والبيهقي في شعب الايمان عن زيد بن أسلم قال كتب أبو عبيدة إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعا من الروم وما
يتخوف منهم فكتب إليه عمر أما بعد فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من شدة يجعل الله بعدها فرجا وأنه لن يغلب
عسر يسرين وان الله يقول في كتابه يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون
* وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والبيهقي في شعب عن سهل بن سعدان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه وابن حبان والحاكم
وصححه والبيهقي في الشعب عن فضالة بن عبيد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول كل ميت يختم على عمله
الا الذي مات مرابطا في سبيل الله فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويأمن فتنة القبر * وأخرج أحمد ومسلم
والترمذي والنسائي والطبراني والبيهقي عن سلمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رباط يوم وليلة خير
من صيام شهر وقيامه وان مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجرى عليه رزقه فأمن الفتان زاد الطبراني
وبعث يوم القيامة شهيدا * وأخرج الطبراني بسند جيد عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
رباط شهر خير من صيام دهر ومن مات مرابطا في سبيل الله أمنه من الفزع الأكبر وغدى عليه برزقه وريح
من الجنة ويجرى عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله عز وجل * وأخرج الطبراني بسند جيد عن العرباض بن
سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات الا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى
له عمله ويجرى عليه رزقه إلى يوم القيامة * وأخرج أحمد بسند جيد عن أبي الدرداء يرفع الحديث قال من رابط
في شئ من سواحل المسلمين ثلاثة أيام أجزأت عنه رباط سنة * وأخرج ابن ماجة بسند صحيح عن أبي هريرة عن
114

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات مرابطا في سبيل الله أجرى عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل
وأجرى عليه رزقه وأمن من الفتان وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع * وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي
هريرة مرفوعا مثله وزاد والمرابط إذا مات في رباطه كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة وغدى عليه وريح برزقه
ويزوج سبعين حوراء وقيل له قف اشفع إلى أن يفرغ من الحساب * وأخرج الطبراني بسند لا بأس به عن
واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سن سنة حسنة فله أجرها ما عمل بها في حياته وبعد مماته
حتى تترك ومن سن سنة سيئة فعليه اثمها حتى تترك ومن مات مرابطا في سبيل الله جرى عليه عمل المرابط حتى يبعث
يوم القيامة * وأخرج الطبراني في الأوسط بسند جيد عن أنس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أجر
المرابط فقال من رابط ليلة حارسا من وراء المسلمين كان له أجر من خلفه ممن صام وصلى * وأخرج الطبراني في
الأوسط بسند لا باس به عن جابر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رابط يوما في سبيل الله جعل الله بينه
وبين النار سبع خنادق كل خندق كسبع سماوات وسبع أرضين * وأخرج ابن ماجة بسند واه عن أبي بن
كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا من غير شهر
رمضان أفضل عند الله وأعظم أجرا من عبادة مائة سنة صيامها وقيامها ورباط يوم في سبيل الله من وراء عورة
المسلمين محتسبا من شهر رمضان أفضل عند الله وأعظم أجرا من عبادة ألفى سنة صيامها وقيامها فان رده الله إلى
أهله سالما لم تكتب له سيئة وتكتب له الحسنات ويجرى له أجر الرباط إلى يوم القيامة * وأخرج ابن حبان
والبيهقي عن مجاهد عن أبي هريرة انه كان في المرابطة ففرعوا وخرجوا إلى الساحل ثم قيل لا باس فانصرف
الناس وأبو هريرة واقف فمر به انسان فقال ما يوقفك يا أبا هريرة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود * وأخرج الترمذي وحسنه والنسائي
وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه عن عثمان بن عفان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رباط يوم في
سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل ولفظ ابن ماجة من رابط ليلة في سبيل الله كانت كألف ليلة
صيامها وقيامها * وأخرج البيهقي عن أبي امامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن صلاة المرابط تعدل
خمسمائة صلاة ونفقه الدينار والدرهم منه أفضل من سبعمائة دينار ينفقه في غيره * وأخرج أبو الشيخ في
الثواب عن أنس مرفوعا الصلاة بأرض الرباط بألفي ألف صلاة * وأخرج ابن حبان عن عتبة بن الندر ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا انتاط غزوكم وكثرت الغرائم واستحلت الغنائم فخير جهادكم الرباط
* وأخرج البخاري والبيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد
الخميصة وعبد القطيفة ان أعطى رضى وان لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا ننقش طوبى لعبد آخذ
بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه ان كان في الحراسة كان في الحراسة وان كان في الساقة كان في
الساقة ان استأذن لم يؤذن له وان شفع لم يشفع * وأخرج مسلم والنسائي والبيهقي عن أبي هريرة ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من خير معاش الناس لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع
هيعة أو قزعة طار على متنه يبتغى القتل والموت من مظانه ورجل في غنيمة في رأس شفعة من هذه الشعف أو بطن
واد من هذه الأودية يقيم الصلاة ويؤتى الزكاة ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس الا في خير * وأخرج
البيهقي عن أم مبشر تبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الناس منزلة رجل على متن فرسه يخيف العدو
ويخيفونه * وأخرج البيهقي عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان أحرس ثلاث ليال مرابطا
من وراء بيضة المسلمين أحب إلى من أن تصيبني ليلة القدر في أحد المسجدين المدينة أو بيت المقدس وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من مات مرابطا في سبيل الله آمنه الله من فتنة القبر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
المرابط في سبيل الله أعظم أجرا من رجل جمع كعبيه رياد شهر صيامه وقيامه * وأخرج البيهقي عن ابن عابد
قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل فلما وضع قال عمر بن الخطاب لا تصل عليه يا رسول الله فإنه
رجل فاجر فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس قال هل آراه أحد منكم على الاسلام فقال رجل نعم
115

يا رسول الله حرس ليلة في سبيل الله فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحثى عليه التراب وقال أصحابك يظنون
انك من أهل النار وأنا اشهد انك من أهل الجنة وقال يا عمر انك لا تسأل عن أعمال الناس ولكن تسأل عن
الفطرة * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمران عمر كان يقول إن الله بدأ هذا الامر حين بدأ بنبوة ورحمة ثم يعود
إلى ملك ورحمة ثم يعود جبرية يتكادمون تكادم الحمير أيها الناس عليكم بالغزو والجهاد ما كان حلوا خضرا قبل
أن يكون مرا عسرا ويكون عاما قبل أن يكون حطاما فإذا انتاطت المغازي وأكلت الغنائم واستحل الحرام فعليكم
بالرباط فإنه خير جهادكم * وأخرج أحمد عن أبي امامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أربعة تجرى
عليهم أجورهم بعد الموت رجل مات مرابطا في سبيل الله ورجل علم علما فأجره يجرى عليه ما عمل به ورجل أجرى
صدقة فأجرها يجرى عليه ما جرت عليهم ورجل ترك ولدا صالحا يدعو له * وأخرج ابن السني في عمل يوم وليله
وابن مردويه وأبو نعيم وابن عساكر عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من
آخر سورة آل عمران كل ليلة * وأخرج الدارمي عن عثمان بن عفان قال من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب
له قيام ليلة * (سورة النساء) *
* أخرج ابن الضريس في فضائله والنحاس في ناسخه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس
قال نزلت سورة النساء بالمدينة * وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال نزل بالمدينة النساء * وأخرج البخاري عن
عائشة قالت ما نزلت سورة البقرة والنساء الا وأنا عنده * وأخرج أحمد وابن الضريس في فضائل القرآن
ومحمد بن نصر في الصلاة والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من أخذ
السبع فهو حبر * وأخرج البيهقي في الشعب عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت
مكان التوراة السبع الطول والمئين كل سورة بلغت مائة فصاعدا والمثاني كل سورة دون المئين وفوق المفصل
* وأخرج أبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أنس قال وجد رسول الله صلى
الله عليه وسلم ذات ليلة شيئا فلما أصبح قيل يا رسول الله ان أثر الوجع عليك لبين قال أما انى على ما ترون بحمد الله
قد قرأت السبع الطول * وأخرج أحمد عن حذيفة قال قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقرأ السبع
الطول في سبع ركعات * وأخرج عبد الرزاق عن بعض أهل النبي صلى الله عليه وسلم انه بات معه فقام النبي صلى
الله عليه وسلم من الليل فقضى حاجته ثم جاء القربة فاستكب ماء فغسل كفيه ثلاثا ثم توضأ وقرأ بالطوال السبع
في ركعة واحدة * وأخرج الحاكم عن ابن أبي مليكة سمع ابن عباس يقول سلوني عن سورة النساء فإني قرأت
القرآن وأنا صغير * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن ابن عباس قال من قرأ سورة النساء فعلم ما يحجب مما
لا يحجب علم الفرائض والله أعلم * قوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الآية) أخرج أبو الشيخ عن ابن
عباس في قوله خلقكم من نفس واحدة قال من آدم وخلق منها زوجها قال خلق حواء من قصيراء أضلاعه
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله خلقكم من نفس
واحدة قال آدم وخلق منها زوجها قال حواء من قصيراء آدم وهو نائم فاستيقظ فقال أءثا بالنبطية امرأة
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عمرو قال خلقت حواء من خلف آدم الأيسر وخلقت امرأة إبليس
من خلفه الا يسر * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك وخلق منها زوجها قال خلق حواء من آدم من ضلع الخلف
وهو أسفل الأضلاع * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال خلقت المرأة من
الرجل فجعلت نهمتها في الرجال فاحبسوا نساءكم وخلق الرجل من الأرض فجعل نهمته في الأرض * قوله
تعالى (وبث منهما رجالا الآية) * أخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس قال ولد لآدم أربعون
ولدا عشرون غلاما وعشرون جارية * وأخرج ابن عساكر عن أرطاة بن المنذر قال بلغني ان حواء حملت بشيث
حتى نبتت أسنانه وكانت تنظر إلى وجهه من صفاء في بطنها وهو الثالث من ولد آدم وانه لما حضرها الطلق
أخذها عليه شدة شديدة فلما وضعة أخذته الملائكة فمكث معها أربعين يوما فعلموه الرمز ثم رد إليها
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس واتقوا الله الذي تساءلون به قال تعاطون به * وأخرج عبد بن حميد وابن
116

جرير وابن أبي حاتم عن الربيع في الآية يقول اتقوا الله الذي به تعاقدون وتعاهدون * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد تساءلون به والأرحام قال يقول أسألك بالله والرحم * وأخرج ابن جرير عن
الحسن في الآية قال هو قول الرجل أنشدك بالله والرحم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن إبراهيم
تساءلون به والأرحام خفض قال هو قول الرجل أسألك بالله والرحم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن انه
تلا هذه الآية قال إذا سئلت بالله فاعطه وإذا سئلت بالرحم فاعطه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام يقول اتقوا الله الذي تساءلون به واتقوا الأرحام وصلوها
* وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله الذي تساءلون به والأرحام قال قال ابن عباس قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول الله تعالى صلوا أرحامكم فإنه أبقى لكم في الحياة الدنيا وخير لكم في آخرتكم * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اتقوا الله وصلوا الأرحام فإنه أبقى لكم
في الدنيا وخيركم في الآخرة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الله
وصلوا الأرحام * وأخرج ابن جرير عن الضحاك ان ابن عباس كان يقرأ والأرحام يقول اتقوا الله لا تقطعوها
* وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج قال قال ابن عباس اتقوا الأرحام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن مجاهد الذي تساءلون به والأرحام قال اتقوا الله واتقوا الأرحام ان تقطعوها نصب الأرحام * وأخرج ابن
حرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله والأرحام قال اتقوا الأرحام أن تقطعوها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن مجاهد أن الله كان عليكم رقيبا قال حفيظا * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال رقيبا على أعمالكم يعلمها
ويعرفها * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة عن ابن مسعود قال علمنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الصلاة وخطبة الحاجة فاما خطبة الصلاة فالتشهد وأما خطبة الحاجة فان الحمد
لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيآت أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا
هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يقرأ ثلاث آيات من كتاب الله اتقوا الله حق تقاته
ولا تموتن الا وأنتم مسلمون واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ان الله عليكم رقيبا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا
يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ثم تعمد حاجتك * قوله تعالى (وآتوا اليتامى) * أخرج ابن أبي حاتم
عن سعيد بن جبير قال إن رجلا من غطفان كان معه مال كثير لابن أخ له يتيم فلما بلغ اليتيم طلب ماله فمنعه عنه
فخاصمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت وآتوا اليتامى أموالهم يعنى الأوصياء يقول أعطوا اليتامى أموالهم
ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب يقول لا تتبدلوا الحرام من أموال الناس بالحلال من أموالكم يقول لا تبذروا
أموالكم الحلال وتأكلوا أموالهم الحرام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب قال الحرام بالحلال لا تعجل بالرزق الحرام قبل
أن يأتيك الحلال الذي قدر لك ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم قال لا تأكلوا أموالهم مع أموالكم تخلطونها
فتأكلونها جميعا انه كان حوبا كبيرا قال اثما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن
المسيب ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب قال لا تعطى مهزولا وتأخذ سمينا * وأخرج ابن جرير عن الزهري مثله
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم في الآية قال لا تعطى زائفا وتأخذ جيدا * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال كان أحدهم يأخذ الشاة السمينة من غنم اليتيم ويجعل فيها
مكانها الشاة المهزولة ويقول شاة بشاة ويأخذ الدرهم الجيد ويطرح مكانه الزيف ويقول درهم بدرهم
* وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء ولا يورثون الصغار يأخذه الأكبر
فنصيبه من الخيرات طيب وهذا الذي يأخذه خبيث * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ولا تأكلوا
أموالهم إلى أموالكم قال مع أموالكم * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال لما نزلت هذه الآية في أموال اليتامى
كرهوا أن يخالطوهم وجعل ولى اليتيم يعزل ما اليتيم عن ماله فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل
الله ويسئلونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فإخوانكم قال فخالطوهم واتقوا * وأخرج ابن
117

جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله حوبا كبيرا قال اثما عظيما * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس حوبا قال ظلما * وأخرج الطستي في مسائله وابن الأنباري في الوقف والابتداء والطبراني
عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله حوبا قال اثما بلغة الحبشة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم
أما سمعت قول الأعشى الشاعر
فإني وما كلفتموني من أمركم * ليعلم من أمسى أعق وأحوبا
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة انه كان يقرأ حوبا برفع الحاء * وأخرج عن الحسن انه كان يقرؤها حوبا
بنصب الحاء * قوله تعالى (وان خفتم ألا تقسطوا) الآية * أخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم النسائي
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن عروة بن الزبير انه سأل عائشة عن قول الله وان خفتم ألا
تقسطوا في اليتامى قالت يا ابن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في مالها ويعجبه مالها وجمالها فيريد
وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره فنهوا عن أن ينكحوهن الا أن
يقسطوا لهن ويبلغوا بهن أعلى سنتهن في الصداق وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن وان الناس
استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية فأنزل الله ويستفتونك في النساء قالت عائشة وقول الله في
الآية الأخرى وترغبون أن تنكحوا هن رغبة أحدكم عن يتيمته حين تكون قليلة المال والجمال فنهوا أن ينكحوا
من رغبوا في ماله وجماله من باقي النساء الا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن إذا كن قليلات المال والجمال
* وأخرج البخاري عن عائشة ان رجلا كانت له يتيمة فنكحها وكان لها عذق فكان يمسكها عليه ولم يكن لها من
نفسه شئ فنزلت فيه وان خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى أحسبه قال كانت شريكته في ذلك العذق وفى ماله
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عائشة قالت نزلت هذه الآية في اليتيمة تكون عند الرجل وهي
ذات مال فلعله ينكحها لمالها وهي لا تعجبه ثم يضربها ويسئ صحبتها فوعظ في ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة في
المصنف وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال كان الرجل من قريش يكون عنده النسوة ويكون عنده الأيتام
فيذهب ماله فيميل على مال الأيتام فنزلت هذه الآية وان خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى الآية * وأخرج ابن
حرير عن عكرمة في الآية قال كان الرجل يتزوج الأربع والخمس والست والعشر فيقول الرجل ما يمنعني أن
أتزوج كما تزوج فلان فيأخذ مال يتيمه فيتزوج به فنهوا أن يتزوجوا فوق الأربع * واخرج ابن جرير من
طريق العوفي عن ابن عباس في الآية قال كان الرجل يتزوج بمال اليتيم ما شاء الله تعالى فنهى الله عن ذلك
* وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال قصر الرجال على أربع نسوة من
أجل أموال اليتامى * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن
جبير قال بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم والناس على أمر جاهليتهم الا أن يؤمروا بشئ وينهوا عنه فكانوا
يسألون عن اليتامى ولكم يكن للنساء عدد ولا ذكر فأنزل الله وان خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب
لكم الآية وكان الرجل يتزوج ما شاء فقال كما تخافون أن لا تعدلوا في اليتامى فخافوا في النساء أن لا تعدلوا فيهن
فقصرهم على الأربع * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال كانوا في الجاهلية
ينكحون عشرا من النساء الأيامى وكانوا يعظمون شأن اليتيم فتفقدوا من دينهم شان اليتامى وتركوا ما كانوا
ينكحون في الجاهلية * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في الآية قال
كما خفتم أن لا تعدلوا في اليتامى فخافوا أن لا تعدلوا في النساء إذا جمعتموهن عندكم * وأخرج ابن جرير عن الضحاك
في الآية قال كانوا في الجاهلية لا يرزؤن من مال اليتيم شيئا وهم ينكحون عشرا من النساء وينكحون نساء
آبائهم فتفقدوا من دينهم شأن النساء * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق محمد بن أبي موسى الأشعري عن ابن
عباس في الآية يقول فان خفتم الزنا فانكحوهن يقول كما خفتم في أموال اليتامى ان لا تقسطوا فيها كذلك
فخافوا على أنفسكم ما لم تنكحوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية
يقول إن تحرجتم في ولاية اليتامى وأكل أموالهم ايمانا وتصديقا فكذلك فتحرجوا من الزنا وانكحوا النساء
118

نكاحا طيبا مثنى وثلاث ورباع * وأخرج عبد بن حميد عن ابن إدريس قال أعطاني الأسود بن عبد الرحمن بن
الأسود مصحف علقمة فقرأت فانكحوا ما طاب لكم من النساء بالألف فحدثت به الأعمش فأعجبه وكان الأعمش
لا يكسرها لا يقرأ طيب يمال وهي في بعض المصاحف بالياء طيب لكم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك ما طاب لكم قال ما أحل لكم * وأخرج ابن جرير عن الحسن
وسعيد بن جبير ما طاب لكم قال ما حل لكم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عائشة ما طاب لكم يقول
ما أحللت لكم * قوله تعالى (مثنى وثلاث ورباع) * أخرج الشافعي وابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وابن
ماجة والنحاس في ناسخه والدار قطني والبيهقي عن ابن عمران غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم اختر منهن وفى لفظ أمسك أربعا فارق سائرهن * وأخرج ابن أبي شيبة والنحاس
في ناسخه عن قيس بن الحارث قال أسلمت وكان تحتي ثمان نسوة فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته
فقال اختر منهم أربعا وخل سائرهن ففعلت * وأخرج ابن أبي شيبة عن محمد بن سيرين قال قال عمر من يعلم
ما يحل للمملوك من النساء قال رجل أنا امرأتين فسكت * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في سننه عن الحكم قال
أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن المملوك لا يجمع من النساء فوق اثنتين * قوله تعالى (فان
خفتم ان لا تعدلوا) الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية يقول إن خفت
ان لا تعدل في أربع فثلاث والا فثنتين والا فواحدة فان خفت ان لا تعدل في واحدة فما ملكت يمينك * وأخرج
ابن جرير عن الربيع مثله * وأخرج ابن جرير عن الضحاك فان خفتم ان لا تعدلوا قال في المجامعة والحب * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى أو ما ملكت أيمانكم قال السراري * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في
قوله أو ما ملكت أيمانكم فكانوا في حلال مما ملكت أيمانهم من الإماء كلهن ثم أنزل الله بعد هذا تحريم نكاح
المرأة وأمها ونكاح ما نكح الآباء والأبناء وان يجمع بين الأخت والأخت من الرضاعة والام من الرضاعة والمرأة
لها زوج حرم الله ذلك حرمن حرة أو أمة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان في صحيحه عن عائشة عن
النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أدنى ان لا تعولوا قال أن لا تجوروا قال ابن أبي حاتم قال أبى هذا حديث خطأ والصحيح
عن عائشة موقوف * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله ان لا تعولوا قال إن لا تميلوا * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان
نافع الأزرق سأله عن قوله ذلك أدنى أن لا تعولوا قال أجدر أن لا تميلوا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما
سمعت قول الشاعر انا تبعنا رسول الله واطرحوا * قوله النبي وعالوا في الموازين
* وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير والمنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ان لا تعولوا قال إن
لا تميلوا ثم قال أما سمعت قول أبى طالب
بميزان قسط لا تخيس شعيرة * ووزان صدق وزنه غير عائل
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي إسحاق الكوفي قال كثب عثمان بن عفان إلى أهل الكوفة في
شئ عاتبوه فيه انى لست بميزان لا أعول * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الرحمن وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد أن لا
تعولوا قال إن لا تميلوا * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي رزين وأبى مالك والضحاك مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد
ابن أسلم في الآية قال ذلك أدنى ان لا يكثر من تعولوا * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال ذلك أقل لنفقتك
الواحدة أقل من عدد وجاريتك أهون نفقة من حرة أهون عليك في العيال * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن
عيينة ان لا تعولوا قال إن لا تفتقروا والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وآتوا النساء) الآية * أخرج سعيد بن منصور
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح قال كان الرجل إذا زوج أيمه أخذ صداقها دونها
فنهاهم الله عن ذلك ونزلت وآتوا النساء صدقاتهن نحلة * وأخرج ابن جرير عن حضرمي ان ناسا كانوا يعطى
هذا الرجل أخته ويأخذ أخت الرجل ولا يأخذون كبير مهر فقال الله وآتوا النساء صدقاتهن نحلة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن مقاتل وآتوا النساء يقول أعطوا النساء مصدقاتهن يقول مهورهن * وأخرج ابن جرير وابن أبي
119

حاتم عن ابن عباس في قوله نحلة قال يعنى بالنحلة المهر * وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة نحلة قالت واجبة * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج وآتوا النساء صدقاتهن نحلة قال فريضة مسماة * وأخرج ابن
جرير عن ابن زيد في الآية قال النحلة في كلام العرب الواجب يقول لا تنكحها الا بشئ واجب لها وليس ينبغي
لأحد ان ينكح امرأة بعد النبي صلى الله عليه وسلم الا بصداق واجب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة
نحلة قال فريضة * وأخرج أحمد عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن رجلا أعطى امرأة
صداقا ملء يديه طعاما كانت له حلالا * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن أبي لبيبة عن جده قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من استحل بدرهم فقد استحل * وأخرج ابن أبي شيبة عن عامر بن ربيعة ان رجلا تزوج على نعلين
فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم نكاحه * وأخرج ابن أبي شيبة عن زيد بن أسلم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من
نكح امرأة وهو يريدان يذهب بمهرها فهو عند الله زان يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة وأم سلمة
قالتا ليس شئ أشد من مهر امرأة أو أجر أجير * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
سعيد بن جبير فان طبن لكم قال هي للأزواج * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة فان طبن
لكم عن شئ منه قال من الصداق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس
فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا يقول إذا كان من غيرا ضرار ولا خديعة فهو هنئ مرئ كما قال
الله * وأخرج ابن جرير عن حضرمي ان ناسا كانوا يتأثمون ان يراجع أحدهم في شئ مما ساق إلى امرأته
فقال الله فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن علي بن أبي طالب قال إذا اشتكى أحدكم فليسأل امرأته ثلاثة دراهم أو نحوها فليشتر بها عسلا وليأخذ
من ماء السماء فيجمع هنيئا مريئا وشفاء ومباركا * وأخرج ابن سعد عن علقمة انه كان يقول لامرأته أطعمينا
من ذلك الهنئ المرئ يتأول هذه الآية * قوله تعالى (ولا تؤتوا السفهاء) الآية * أخرج ابن جرير عن
حضرمي ان رجلا عمد فدفع ماله إلى امرأته فوضعته في غير الحق فقال الله ولا تؤتوا السفهاء أموالكم * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله ولا تؤتوا السفهاء أموالكم الآية
يقول لا تعمد إلى مالك وما خولك الله وجعله لك معيشة فتعطيه امرأتك أو بنيك ثم تضطر إلى ما في أيديهم ولكن
أمسك مالك وأصلحه وكن أنت الذي تنفق عليهم في كسوتهم ورزقهم ومؤنتهم قال وقوله قياما يعنى قوامكم من
معائشكم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في الآية يقول لا تسلط السفيه
من ولدك على مالك وأمره ان يرزقه منه ويكسوه * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس ولا
تؤتوا السفهاء قال هم بنوك والنساء * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان النساء لسفهاء الا التي أطاعت قيمها * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة ولا تؤتوا السفهاء قال الخدم
وهم شياطين الانس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود ولا تؤتوا السفهاء قال النساء والصبيان
* وأحرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في الآية قال الصغار والنساء هن
السفهاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال نهى الرجال أن يعطوا النساء
أموالهم وهن سفهاء من كن أزواجا أو بنات أو أمهات وأمروا أن يرزقوهن فيه ويقولوا لهن قولا معروفا
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير ولا تؤتوا السفهاء قال اليتامى والنساء * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر عن عكرمة ولا تؤتوا السفهاء أموالكم قال هو مال اليتيم يكون عندك يقول لا تؤته إياه وأنفق
عليه حتى يبلغ * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ولا تؤتوا السفهاء قال هم اليتامى
أموالكم قال أموالهم بمنزلة قوله ولا تقتلوا أنفسكم * وأخرج ابن جرير عن مورق قال مرت امرأة بعبد الله بن عمر
لها شارة وهيئة فقال لها ابن عمر ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما * وأخرج الحاكم وصححه
والبيهقي في الشعب عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة يدعون الله فلا يستجيب لهم رجل كانت
تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد ورجل أتى سفيها ماله وقد قال الله ولا
120

تؤتوا السفهاء أموالكم وأخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن أبي موسى موقوفا * وأخرج عبد بن حميد
عن قتادة قال أمر الله بهذا المال أن يخزن فتحسن خزانته ولا تملكه المرأة السفيهة والغلام * وأخرج عبد الرزاق
وابن جرير عن الحسن في قوله قياما قال قيام عيشك * وأخرج ابن جرير عن مجاهد انه قرأ التي جعل الله لكم
قياما بالألف يقول قيام عيشك * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك جعل الله لكم قياما قال عصمة لدينكم وقياما
لكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس وارزقوهم يقول انفقوا عليهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن مجاهد وقولوا لهم قولا معروفا قال أمروا ان يقولوا لهم قولا معروفا في البر والصلة * وأخرج ابن جرير
عن ابن جريج وقولوا لهم قولا معروفا قال عدة تعدونهم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد وقولوا لهم قولا معروفا
قال إن كان ليس من ولدك ولا ممن يجب عليك ان تنفق عليه فقل له قولا معروفا قل له عافانا لله وإياك بارك الله فيك
* قوله تعالى (وابتلوا اليتامى) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس
وابتلوا اليتامى يعنى اختبروا اليتامى عند الحلم فان آنستم عرفتم منهم رشدا في حالهم والاصلاح في أموالهم فادفعوا
إليهم أموالهم ولا تأكلوها اسرافا وبدار يعنى تأكل مال اليتيم مبادره قبل ان يبلغ فيحول بينه وبين ماله * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد وابتلوا اليتامى قال عقولهم حتى إذا
بلغوا النكاح يقول الحلم فان آنستم قال أحسستم منهم رشدا قال العقل * وأخرج ابن جرير عن السدى وابتلوا
اليتامى قال جربوا عقولهم فان آنستم منهم رشدا قال عقولا وصلاحا * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عن مقاتل
وابتلوا اليتامى يعنى الأولياء والأوصياء * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن قيس حتى إذا بلغوا النكاح قال خمس
عشرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن الحسن فان آنستم منهم رشدا قال صلاحا في دينه وحفظا لما له
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير فان آنستم منهم رشدا قال صلاحا في دينهم وحفظا
لأموالهم * واخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال إذا أدرك اليتيم بحلم وعقل ووقار دفع إليه ماله * واخرج
سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال لا تدفع إلى اليتيم ما به وان شمط ما لم يؤنس
منه رشد * واخرج ابن جرير عن الحسن ولا تأكلوها اسرافا وبدارا يقول لا تسرف فيها ولا تبادر * واخرج ابن أبي
حاتم عن سعيد بن جبير ولا تأكلوها اسرافا يعنى في غير حق وبدارا أن يكبروا قال خشية ان يبلغ الحلم فيأخذ ماله
* وأخرج البخاري وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن عائشة قالت أنزلت
هذه الآية في والى اليتيم ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف بقدر قيامه عليه * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والحاكم وصححه من طريق مقسم عن ابن عباس ومن
كان غنيا فليتسعفف قال بغناه من ماله حتى يستغنى عن مال اليتيم لا يصيب منه شيئا ومن كان فقيرا فليأكل
بالمعروف قال يأكل من ماله يقوت على نفسه حتى لا يحتاج إلى مال اليتيم * وأخرج ابن المنذر من طريق أبى يحيى
عن ابن عباس ومن كان غنيا فليستعفف قال يستعف بماله حتى لا يفضي إلى مال اليتيم * وأخرج ابن جرير من
طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس ومن كان فقير فليأكل بالمعروف قال هو القرض * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم من طريق على عن ابن عباس ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف يعنى القرض * وأخرج عبد بن حميد
والبيهقي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في الآية قال والى اليتيم ان كان غنيا فليستعفف وان كان
فقيرا أخذ من فضل اللبن وأخذ بالقوت لا يجاوزه وما يستر عورته من الثياب فان أيسر قضاه وان أعسر فهو
في حل * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية يقول إن كان غنيا فلا يحل له ان يأكل من مال اليتيم شيئا وان
كان فقيرا فليستقرض منه فإذا وجد ميسرة فليعطه ما استقرض منه فذلك اكل بالمعروف * وأخرج عبد الرزاق
وسعيد بن منصور وابن سعد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن جرير والنحاس في ناسخه
وابن المنذر والبيهقي في سننه من طرق عن عمر بن الخطاب قال انى أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة والى اليتيم ان
استغنيت استعففت وان احتجت أخذت منه بالمعروف فإذا أيسرت قضيت * وأخرج الفريابي وسعيد بن
منصور وابن المنذر والبيهقي عن ابن عباس في قوله ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف قال إذا احتاج والى اليتيم
121

وضع يده فاكل من طعامهم ولا يلبس منه ثوبا ولا عمامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن
عباس فليأكل بالمعروف قال بأطراف أصابعه الثلاث * وأخرج ابن المنذر والطبراني عن ابن عباس في الآية
قال يأكل الفقير إذا ولى مال اليتيم بقدر قيامه على ماله ومنفعته له ما لم يسرف أو يبذر * وأخرج مالك وسعيد بن
منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والنحاس في ناسخه عن القاسم بن محمد قال جاء رجل إلى ابن عباس
فقال إن في حجري أيتاما وان لهم إبلا فماذا يحل لي من ألبانها فقال إن كنت تبغى ضالتها وتهنأ جرباها وتلوط
حوضها وتسعى عليها فاشرب غير مضر بنسل ولا ناهك في الحلب * وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة
وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه عن ابن عمر وان رجلا سال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ليس لي مال ولى
يتيم فقال كل من مال يتيمك غير مسرف ولا مبذر ولا متأثل مالا ومن غيران تقى مالك بماله * وأخرج ابن حبان عن
جابر ان رجلا قال يا رسول الله مم أضرب يتيمي قال مما كنت ضاربا منه ولدك غير واق مالك بماله ولا متأثل منه
مالا * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي شيبة والنحاس في ناسخه عن
الحسن العرني ان رجلا قال يا رسول الله مم أضرب يتيمي قال مما كنت ضاربا منه ولدك قال فأصيب من ماله قال
بالمعروف غير متأثل مالا ولا واق مالك بماله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال ذكر لنا ان
عم ثابت بن وداعه وثابت يومئذ يتيم في حجره من الأنصار أتى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال إن ابن أخي يتيم في
حجري فماذا يحل لي من ماله قال إن تأكل من ماله بالمعروف من غيران تقى مالك بماله ولا تأخذ من ماله وفرا قال وكان
اليتيم يكون له الحائط من النخل فيقوم وليه على صلاحه وسقيه فيصيب من ثمره ويكون له الماشية فيقوم وليه
على صلاحها ومؤنتها وعلاجها فيصيب من جزازها ورسلها وعوارضها فاما رقاب المال فليس لهم ان يأكلوا
ولا يستهلكوه * وأخرج ابن المنذر عن عطاء قال خمس في كتاب الله رخصة وليست بعزيمة قوله ومن كان فقيرا
فليأكل بالمعروف ان شاء أكل وان شاء لم يأكل * وأخرج أبو داود والنحاس كلاهما في الناسخ وابن المنذر من
طريق عطاء عن ابن عباس ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف قال نسختها ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما
الآية * وأخرج أبو داود في ناسخه عن الضحاك مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن أبي الزناد في الآية قال كان
أبو الزناد يقول انما كان ذلك في أهل البدو وأشباههم * وأخرج ابن أبي حاتم عن نافع بن أبي نعيم القاري قال
سألت يحيى بن سعيد وربيعة عن قوله فليأكل بالمعروف قالا ذلك في اليتيم ان كان فقيرا أنفق عليه بقدر فقره
ولم يكن للولي منه شئ * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس فإذا دفعتم إليهم أموا؟ هم
فاشهدوا عليهم يقول إذا دفع إلى اليتيم ماله فليدفعه إليه بالشهود كما امره الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن
جبير في لآية يقول للأوصياء إذا دفعتم إلى اليتامى أموالهم إذا بلغوا الحلم فاشهدوا عليهم بالدفع إليهم أموالهم
وكفى بالله حسيبا يعنى لا شاهدا فضل من الله فيما بينكم وبينهم * وأخرج ابن جرير عن السدى وكفى بالله حسيبا
يقول شهيدا * قوله تعالى (للرجال نصيب) الآية * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال كان أهل الجاهلية
لا يورثون البنات ولا الصغار الذكور حتى يدركوا فمات رجل من الأنصار يقال له أوس بن ثابت وترك ابنتين وابنا
صغيرا فجاء ابنا عمه وهما عصبته فأخذا ميراثه كله فقالت امرأته لهما تزوجا بهما وكان بهما دمامة فأبيا فاتت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله توفى أوس وترك ابنا صغيرا وابنتين فجاء ابنا عمه خالد وعرفطة فاخذ أمير انه
فقلت لهما تزوجا ابنتيه فأبيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدرى ما أقول فنزلت للرجال نصيب مما ترك
الوالدان والأقربون الآية فأرسل إلى خالد وعرفطة فقال لا تحركا من الميراث شيئا فإنه قد انزل على فيه شئ أخبرت
فيه ان للذكر والأنثى نصيبا ثم نزل بعد ذلك ويستفتونك في النساء إلى قوله عليما ثم نزل يوصيكم الله في أولادكم إلى
قوله والله عليم حليم فدعا بالميراث فأعطى المرأة الثمن وقسم ما بقى للذكر مثل حظ الأنثيين * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في الآية قال نزلت في أم كلثوم وابنة أم كحلة أو أم كحة وثعلبة بن أوس وسويد وهم من
الأنصار كان أحدهم زوجها والآخر عم ولدها فقالت يا رسول الله توفى زوجي وتركني وابنته فلم نورث من ماله فقال عم
ولدها يا رسول الله لا تركب فرسا ولا تنكأ عدوا ويكسب عليها ولا تكتسب فنزلت للرجال نصيب الآية * وأخرج
122

ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير أن أهل الجاهلية كانوا لا يورثون النساء ولا الولدان الصغار شيئا يجعلون الميراث
لذي الأسنان من الرجال فنزلت للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون إلى قوله مما قل منه أو كثر يعنى من
الميراث نصيبا يعنى حظا مفروضا يعنى معلوما * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك نصيبا
مفروضا قال وقفا معلوما * قوله تعالى (وإذا حضر القسمة الآية) * أخرج ابن أبي شيبة والبخاري وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس وإذا حضرا القسمة أولوا القربى واليتامى
والمساكين قال هي محكمة وليست بمنسوخة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق مقسم عن ابن عباس
وإذا حضر القسمة الآية قال هي قائمة يعمل بها * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن حطان بن عبد الله في هذه الآية قال قضى بها أبو موسى * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير
وابن المنذر عن يحيى بن يعمر قال ثلاث آيات مدنيات محكمات ضيعهن كثير من الناس وإذا حضر القسمة الآية وآية
الاستئذان والذين لم يبلغوا الحلم منكم وقوله انا خلقنا كم من ذكر وأنثى الآية * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن
حميد والبخاري وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قال إن ناسا يزعمون أن هذه الآية نسخت وإذا حضر القسمة الآية ولا والله ما نسخت ولكنه مما تهاون به الناس
هما واليان وال يرث فذاك الذي يرزق ويكسو ووال ليس بوارث فذاك الذي يقول قولا معروفا يقول إنه مال
يتيم وماله فيه شئ * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير والحاكم وصححه من طريق عكرمة عن ابن عباس وإذا
حضر القسمة أولوا القربى قال يرضخ لهم فان كان في المال تقصير اعتذر إليهم فهو قولا معروفا * وأخرج
ابن المنذر عن عمرة ابنة عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر حين قسم ميراث أبيه أمر بشاة
فاشتريت من المال وبطعام فصنع فذكرت ذلك لعائشة فقالت عمل بالكتاب هي لم تنسخ * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه من طريق على عن ابن عباس في هذه الآية قال أمر الله المؤمنين عند قسمة
مواريثهم ان يصلوا أرحامهم وأيتامهم ومساكينهم من الوصية ان كان أوصى لهم فان لم يكن لهم وصية وصل إليهم
من مواريثهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في الآية قال ذلك قبل ان تنزل
الفرائض فأنزل الله بعد ذلك الفرائض فأعطى كل ذي حق حقه فجعلت الصدقة فيما سمى المتوفى * وأخرج
أبو داود في ناسخه وابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس وإذا حضر القسمة الآية قال نسختها آية الميراث
فجعل لكل انسان نصيبه مما ترك مما قل منه أو كثر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن
جرير وابن أبي حاتم والبيهقي وابن أبي مليكة ان أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق والقاسم بن محمد بن أبي
بكر أخبراه ان عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر قسم ميراث أبيه عبد الرحمن وعائشة حية قالا فلم يدع في الدار
مسكينا ولا ذا قرابة الا أعطاه من ميراث أبيه وتلا وإذا حضر القسمة الآية قال القاسم فذكرت ذلك لابن عباس
فقال ما أصاب ليس ذلك له انما ذلك للوصية وانما هذه الآية في الوصية يريد الميت ان يوصى لهم * وأخرج النحاس
في ناسخه من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله وإذا حضر القسمة الآية قال نسختها يوصيكم الله في أولادكم
الآية * وأخرج عبد الرزاق وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس والبيهقي عن
سعيد بن المسيب في هذه الآية قال هي منسوخة كانت قبل الفرائض كان ما ترك الرجل من مال أعطى منه
اليتيم والفقير والمسكين وذوو القربى إذا حضروا القسمة ثم نسخ بعد ذلك نسختها المواريث فالحق الله بكل ذي
حق حقه وصارت الوصية من ماله يوصى بها لذوي قرابته حيث يشاء * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن سعيد
ابن جبير في الآية قال إن كانوا كبارا يرضخوا وان كانوا صغارا اعتذروا إليهم فذلك قوله قولا معروفا * وأخرج
عبد بن حميد عن أبي صالح في الآية قال كانوا يرضخون لذوي القرابة حتى نزلت الفرائض * وأخرج ابن أبي شيبة
عن أبي مالك قال نسختها آية الميراث * قوله تعالى (وليخش الذين) الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله وليخش الذين لو تركوا الآية قال هذا في الرجل يحضر الرجل عند
موته فيسمعه يوصى وصية يضر بورثته فأمر الله الذي يسمعه ان يتقى الله ويوفقه ويسدده للصواب ولينظر لورثته
123

كما يحب ان يصنع بورثته إذا خشى عليهم الضيعة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في
الآية قال يعنى الرجل يحضره الموت فيقال له تصدق وأعتق وأعط منه في سبيل الله فهو أن يأمروا بذلك
يعنى أن من حضر منكم مريضا عند الموت فلا يأمره أن ينفق ماله في العتق أو في الصدقة أوفى سبيل الله ولكن يأمره
أن يبين ماله وما عليه من دين ويوصى من ماله لذوي قرابته الذين لا يرثون يوصى لهم بالخمس أو الربع يقول أليس
أحدكم إذ مات وله ولد ضعاف يعنى صغارا ان يثركهم بغير مال فيكونون عيالا على الناس ولا ينبغي لكم ان تأمروه
بما لا ترضون به لأنفسكم ولأولادكم ولكن قولوا الحق من ذلك * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية يعنى
بذلك الرجل يموت وله أولاد صغار ضعاف يخاف عليهم العيلة والضيعة ويخاف بعده ان لا يحسن إليهم من يليهم
يقول فان ولى مثل ذريته ضعافا فليحسن إليهم ولا يأكل أموالهم اسرافا وبدارا ان يكبروا * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس في الآية قال إذا حضر الرجل عند الوصية فليس ينبغي ان يقال أوص بمالك فان الله رازق
ولدك ولكن يقال له قدم لنفسك واترك لولدك فذلك القول السديد فان الذي يأمر بهذا يخاف على نفسه العيلة
* وأخرج سعيد بن منصور وآدم والبيهقي عن مجاهد في الآية قال كان الرجل إذا حضر يقال له أوص لفلان
أوص لفلان وافعل كذا وافعل كذا حتى يضر ذلك بورثته فقال الله وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا
خافوا عليهم قال لينظروا لورثة هذا كما ينظر هذا لورثة نفسه فليتقوا الله وليأمروه بالعدل والحق * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سعيد بن جبير وليخش الذين لو تركوا من خلفهم يعنى من بعد موتهم ذرية ضعافا يعنى عجزة لا حيلة لهم
خافوا عليهم يعنى على ولد الميت الضيعة كما يخافون على ولد أنفسهم فليتقوا الله وليقولوا للميت إذا جلسوا إليه
قولا سديدا يعنى عدلا في وصيته فلا يجور * وأخرج ابن جرير عن الشيباني قال كنا بالقسطنطينية أيام مسلمة
ابن عبد الملك وفينا ابن محيريز وابن الديلمي وهانئ بن كلثوم فجعلنا نتذاكر ما يكون في آخر الزمان فضقت ذرعا
بما سمعت فقلت لابن الديلمي يا أبا بشر يودني انه لا يولد لي ولد أبدا فضرب بيده على منكبي وقال يا ابن أخي لا تفعل
فإنه ليست من نسمة كتب الله لها ان تخرج من صلب رجل الا وهي خارجة ان شاء وان أبى قال ألا أدلك على أمر
ان أنت أدركته نجاك الله منه وان تركت ولدك من بعدك حفظهم الله فيك قلت بلى فتلا على هذه الآية وليخش
الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا الآية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه
وسلم قال اتقوا الله في الضعيفين اليتيم والمرأة أيتمه ثم أوصى به وابتلاه وابتلى به * قوله تعالى (ان الذين يأكلون)
الآية * أخرج ابن أبي شيبة في مسنده وأبو يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه وابن أبي حاتم عن أبي برزة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يبعث يوم القيامة قوم من قبورهم تأجج أفواههم نارا فقيل يا رسول الله من هم قال
ألم تران الله يقول إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن أبي سعيد الخدري قال حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة أسرى به قال نظرت فإذا أنا بقوم لهم
مشافر كمشافر الإبل وقد وكل بهم من يأخذ بمشافرهم ثم يجعل في أفواههم صحرا من نار فتقذف في في أحدهم
حتى تخرج من أسافلهم ولهم خوار وصراخ فقلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى
ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال
إذا قام الرجل يأكل مال اليتيم ظلما يبعث يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه ومن مسامعه ومن أذنيه وأنفه
وعينيه يعرفه من رآه بأكل مال اليتيم * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبيد الله بن أبي جعفر قال من أكل مال اليتيم فإنه
يؤخذ بمشفره يوم القيامة فيملأ فوه جمرا فيقال له كل كما أكلته في الدنيا ثم يدخل السعير الكبرى * وأخرج ابن
جرير عن زيد بن أسلم في الآية قال هذه لأهل الشرك حين كانوا لا يورثونهم ويأكلون أموالهم * وأخرج ابن أبي
حاتم عن أبي مالك في قوله سعيرا يعنى وقودا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال السعير
واد من فبح في جهنم * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع
حق على الله لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيما مد من خمر وآكل ربا وآكل مال اليتيم بغير حق والعاق لوالديه
* قوله تعالى (يوصيكم الله) الآية * أخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
124

ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من طرق عن جابر بن عبد الله قال عادني رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في بنى سلمة ماشيين فوجدني النبي صلى الله عليه وسلم لا أعقل شيئا فدعا بماء فتوضأ
منه ثم رش على فأفقت فقلت ما تأمرني ان أصنع في مالي يا رسول الله فنزلت يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل
حظ الأنثيين * وأخرج عبد بن حميد والحاكم عن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا
مريض فقلت كيف أقسم مالي بين ولدى فلم يرد على شيئا ونزلت يوصيكم الله في أولادكم * وأخرج ابن سعد وابن أبي
شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة ومسدد والطيالسي وابن أبي عمر وابن منيع وابن أبي أسامة
وأبو يعلى وابن أبي حاتم والحاكم وابن حبان والبيهقي في سننه عن جابر قال جاءت امرأة سعد بن الربيع إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله هاتان ابنتا سعد بن لربيع قتل أبوهما معك في أحد شهيدا
وان عمهما أخذ مالهما فلم يدع لهما مالا ولا ينكحان الا ولهما مال فقال يقضى الله في ذلك فنزلت آية
الميراث يوصيكم الله في أولادكم الآية فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمهما فقال أعط ابنتي سعد الثلثين
وأمهما الثمن وما بقى فهو لك * وأخرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي
في سننه عن ابن عباس قال كان المال للولد وكانت الوصية للوالدين والأقربين فنسخ الله من ذلك ما أحب فجعل
للذكر مثل حظ الأنثيين وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس مع الولد وجعل للزوجة الثمن والربع
وللزوج الشطر والربع * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لما نزلت آية الفرائض التي
فرض الله فيها ما فرض للولد الذكر والأنثى والأبوين كرهها الناس أو بعضهم وقالوا نعطى المرأة الربع أو
الثمن ونعطي الابنة النصف ونعطي الغلام الصغير وليس من هؤلاء أحد يقاتل القوم ولا يحوز الغنيمة وكانوا
يفعلون ذلك في الجاهلية لا يعطون الميراث الا لمن قاتل القوم ويعطونه الأكبر فالأكبر * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله للذكر مثل خط الأنثيين قال صغيرا أو كبيرا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى
قال كان أهل الجاهلية لا يورثون الجواري ولا الضعفاء من الغلمان لا يرث الرجل من والده الا من أطاق القتال
فمات عبد الرحمن أخو حسان الشاعر وترك امرأة له يقال لها أم كحة وترك خمس جوار فجاءت الورثة فأخذوا ماله
فشكت أم كحة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله هذه الآية فان كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك
وان كانت واحدة فلها النصف ثم قال في أم كحة ولهن الربع مما تركتم ان لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن
الثمن * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فان كن نساء يعنى بنات فوق اثنتين يعنى أكثر من
اثنتين أو كن اثنتين ليس معهن ذكر فلهن ثلثا ما ترك الميت والبقية للعصبة وان كانت واحدة يعنى ابنة واحدة
ولا بويه يعنى أبوى الميت لكل واحد منهما السدس مما ترك الميت ان كان له ولد يعنى ذكرا كان أو كانتا
اثنتين فوق ذلك ولم يكن معهن ذكر فان كان الولد ابنة واحدة فلها نصف المال ثلاثة أسداس وللأب سدس
ويبقى سدس واحد فيرد ذلك على الأب لأنه هو العصبة فان لم يكن له ولد قال ذكر ولا أنثى وورثه أبواه فلأمه الثلث
وبقية المال للأب فان كان له يعنى للميت إخوة قال اخوان فصاعدا أو اختان أو أخ وأخت فلأمه السدس
وما بقى فللأب وليس للاخوة مع الأب شئ ولكنهم حجبوا الام عن الثلث من بعد وصية يوصى بها فيما بينه وبين
الثلث لغير الورثة ولا تجوز وصية لوارث أو دين يعنى يقسم الميراث للورثة من بعد دين على الميت فريضة من
الله يعنى ما ذكر من قسمة الميراث ان الله كان عليما حكيما حكم قسمة * وأخرج الحاكم عن زيد بن ثابت
قال توفى الرجل أو المرأة وترك بنتا فلها النصف فان كانتا اثنتين فأكثر فلهن الثلثان وان كان معهن ذكر فلا
فريضة لأحد منهم ويبدأ بأحد ان شركهن بفريضة فيعطى فريضته * وأخرج سعيد بن منصور والحاكم
والبيهقي عن ابن مسعود قال كان عمر بن الخطاب إذا سلك بنا طريقا فاتبعناه وجدناه سهلا وانه سئل عن امرأة
وأبوين فقال للمرأة الربع وللأم ثلث ما بقى وما بقى فللأب * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي في عن عكرمة قال أرسلني
ابن عباس إلى زيد بن ثابت أسأله عن زوج وأبوين فقال زيد للزوج النصف وللأم ثلث ما بقى وللأب بقية المال
فأرسل إليه ابن عباس أفى كتاب الله تجد هذا قال لا ولكن أكره ان أفضل أما على أب قال وكان ابن عباس يعطى
125

الام الثلث من جميع المال * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس انه دخل
على عثمان فقال إن الأخوين لا يردان الام عن الثلث قال الله فان كان له أخوة فالأخوان ليسا بلسان قومك
أخوة فقال عثمان لا أستطيع ان أرد ما كان قبلي ومضى في الأمصار وتوارث به الناس * وأخرج الحاكم
والبيهقي في سننه عن زيد بن ثابت انه كان يحجب الام بالأخوين فقالوا له يا أبا سعيد ان الله يقول فان كان له أخوة
وأنت تحجبها بأخوين فقال إن العرب تسمى الأخوين أخوة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم
عن قتادة في قوله فان كان له أخوة فلأمه السدس قال أضروا بالأم ولا يرثون ولا يحجها الأخ الواحد من الثلث
ويحجبها ما فوق ذلك وكان أهل العلم يرون انهم انما حجبوا أمهم من الثلث لان أباهم يلي نكاحهم والنفقة عليهم
دون أمهم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال السدس الذي حجبته الاخوة
الام لهم انما حجبوا أمهم عنه ليكون لهم دون أمهم * واخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن
ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في سننه عن علي قال إنكم تقرؤن هذه الآية من
بعد وصية يوصى بها أو دين وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالدين قبل الوصية وان أعيان بنى الام يتوارثون
دون بنى العلات * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله من بعد وصية يوصى بها أو دين قال يبدأ بالدين قبل الوصية
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب
لكم نفعا يقول أطوعكم لله من الآباء والأبناء أرفعكم درجة عند الله يوم القيامة لان الله شفع المؤمنين بعضهم
في بعض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أيهم أقرب لكم نفعا قال في الدنيا
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله أيهم أقرب لكم نفعا قال بعضهم في نفع الآخرة وقال
بعضهم في نفع الدنيا * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس قال الميراث للولد فانتزع الله منه للزوج والوالد * قوله
تعالى (ولكم نصف ما ترك) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن سعد بن جبير في قوله ولكم نصف ترك
أزواجكم الآية يقول للرجل نصف ما تركت امرأته إذا ماتت ان لم يكن لها ولد من زوجها الذي ماتت عنه أو من
غيره فان كان لها ولد ذكر أو أنثى فللزوج الربع مما تركت من المال من بعد وصية يوصين بها النساء أو دين
عليهن والدين قبل الوصية فيها تقديم ولهن الربع الآية يعنى للمرأة الربع مما تركت زوجها من الميراث ان لم يكن
لزوجها الذي مات عنها ولد منها ولا من غير ها فان كان للرجل ولد ذكر أو أنثى فلها الثمن مما ترك الزوج من المال
وان كان رجل أو امرأة يورث كلالة والكلالة الميت الذي ليس له ولد ولا والد فان كانوا أكثر من ذلك يعنى
أكثر من واحد اثنين إلى عشرة فصاعدا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والدارمي وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن سعد بن أبي وقاص انه كان يقرأ وان كان رجل يورث كلالة وله أخ أو
أخت من أم * وأخرج البيهقي عن الشعبي قال ما ورث أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الاخوة من الام
مع الجد شيئا قط * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وله أخ أو أخت قال هؤلاء الاخوة من الام
فهم شركاء في الثلث قال ذكرهم وأنثاهم فيه سواء * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب قال قضى عمر بن
الخطاب ان ميراث الإخوة من الام بينهم الذكر فيه مثل الأنثى قال ولا أرى عمر بن الخطاب قضى بذلك حتى علمه
من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذه الآية التي قال الله فان كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث * وأخرج
الحاكم عن عمر وعلى وابن مسعود وزيد في أم وزوج وأخوة لأب وأم وإخوة لأم ان الاخوة من الأب والام شركاء
الاخوة من الام في ثلثهم وذلك انهم قالوا هم بنو أم كلهم ولم تزدهم الام الا قربا فهم شركاء في الثلث * وأخرج
الحاكم عن زيد بن ثابت في المشركة قال هبوا ان أباهم كان حمارا ما زادهم الأب الا قربا وأشرك بينهم في الثلث
* (ذكر الأحاديث الواردة في الفرائض) *
* أخرج الحاكم والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا الفرائض وعلموه
الناس فإنه نصف العلم وانه ينسى وهو أول ما ينزع من أمتي * وأخرج الحاكم والبيهقي عن ابن مسعود قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا الفرائض وعلموه الناس فإني امرؤ مقبوض وان العلم سيقبض وتظهر الفتن
126

حتى يختلف الاثنان في الفرائض لا يجدان من يقضى بها * وأخرج الحاكم عن ابن المسيب قال كتب عمر
إلى أبى موسى إذا لهوتم فالهوا بالرمي وإذا تحدثتم فتحدثوا بالفرائض * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي عن
عمر بن الخطاب قال تعلموا الفرائض واللحن والسنة كما تعلمون القرآن * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي
عن عمر بن الخطاب قال تعلموا الفرائض فإنها من دينكم * وأخرج الحاكم والبيهقي عن ابن مسعود قال من قرأ
منكم القرآن فليتعلم الفرائض فان لقيه اعرابي قال يا مهاجر أتقرأ القرآن فيقول نعم فيقول وأنا أقرأ فيقول
الاعرابي أتفرض يا مهاجر فان قال نعم قال زيادة خير وان قال لا قال فما فضلك على يا مهاجر * وأخرج البيهقي عن
ابن مسعود قال تعلموا الفرائض والحج والطلاق فإنه من دينكم * وأخرج الحاكم والبيهقي عن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرض أمتي زيد بن ثابت * وأخرج البيهقي عن الزهري قال لولا أن زيد بن ثابت
كتب الفرائض لرأيت انها ستذهب من الناس * وأخرج سعيد بن منصور وأبو داود في المراسيل والبيهقي عن
عطاء بن يسار ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب إلى قباء يستخير في ميراث العمة والخالة فأنزل الله عليه
لا ميراث لهما وأخرجه الحاكم موصولا من طريق عطاء عن أبي سعيد الخدري * وأخرج البيهقي عن عمر بن
الخطاب انه كان يقول عجبا للعمة تورث ولا ترث * وأخرج الحاكم عن قبيصة بن ذؤيب قال جاءت الجدة إلى أبى
بكر فقالت إن لي حقا ابن ابن أو ابن ابنة لي مات قال ما علمت لك حقا في كتاب الله ولا سمعت من رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيه شيئا وسأسأل فشهد المغيرة بن شعبة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاها السدس قال من شهد
ذلك معك فشهد محمد بن مسلمة فأعطاها أبو بكر السدس * وأخرج الحاكم عن زيد بن ثابت ان عمر لما استشارهم
في ميراث الجد والاخوة قال زيد كان رأين ان الاخوة أولى بالميراث وكان عمر يرى يومئذ ان الجد أولى من الاخوة
فحاورته وضربت له مثلا وضرب على وابن عباس له مثلا يومئذ السيل يضربانه ويصرفانه على نحو تصريف زيد
* وأخرج الحاكم عن عبادة بن الصامت قال إن من قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم للجدتين من الميراث
السدس بينهما بالسوية * وأخرج الحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال أول من أعال الفرائض عمر تدافعت عليه
وركب بعضها بعضا قال والله ما أدرى كيف أصنع بكم والله ما أدرى أيكم قدم الله ولا أيكم أخر وما أجد في هذا
المال شيئا أحسن من أن أقسمه عليكم بالحصص ثم قال ابن عباس وأيم الله لو قدم من قدم الله وأخر من أخر الله
ما عالت فريضة فقيل له وأيها قدم الله قال كل فريضة لم يهبطها الله من فريضة الا إلى فريضة فهذا ما قدم الله
وكل فريضة إذا زالت عن فرضها لم يكن لها الا بقى فتلك التي أخر الله فالذي قدم كالزوجين والام والذي أخر
كالأخوات والبنات فإذا اجتمع من قدم الله وأخر بدئ بمن قدم فأعطى حقه كاملا فان بقى شئ كان لهن وان لم
يبق شئ فلا شئ لهن * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس قال أترون الذي أحصى رمل عالج عدد جعل
في المال نصفا وثلثا وربعا انما هو نصفان وثلاثة أثلاث وأربعة أرباع * وأخرج سعيد بن منصور عن عطاء
قال قلت لابن عباس ان الناس لا يأخذون بقولي ولا بقولك ولو مت أنا وأنت ما اقتسموا ميراثا على ما تقول قال
فليجتمعوا فلنضع أيدينا على الركن ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ما حكم الله بما قالوا * وأخرج سعيد
ابن منصور والبيهقي في سننه عن زيد بن ثابت انه أول من أعال الفرائض وأكثر ما بلغ العول مثل ثلثي رأس
الفريضة * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس انه كان يقول من شاء لاعنته عند الحجر الأسودان الله لم
يذكر في القرآن جدا ولا جدة ان هم الا الآباء ثم تلا واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب * وأخرج
سعيد بن منصور عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجرؤكم على قسم الجد أجرؤكم على
النار * وأخرج عبد الرزاق عن عمر قال أجرؤكم على جراثيم جهنم أجرؤكم على الجد * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن
منصور عن علي قال من سره ان يتقحم جراثيم جهنم فليقض بين الجد والاخوة * وأخرج مالك والبخاري ومسلم
عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر * وأخرج سعيد بن
منصور عن عبد الله بن مغفل قال ما أحدث في الاسلام قضاء بعد قضاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أعجب
إلى من قضاء معاوية انا نرثهم ولا يرثونا كما أن النكاح يحل لنا فيهم ولا يحل لهم فينا * وأخرج أبو داود والبيهقي عن
127

ابن عمر وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس للقاتل من الميراث شئ * قوله تعالى (غير مضار) الآية
* أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله من بعد وصيه يوصى بها أو دين غير مضار يعنى من غير ضرار لا يقر
بحق ليس عليه ولا يوصى بأكثر من الثلث مضارة للورثة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد
في قوله غير مضار قال في الميراث لأهله وأخرج النسائي وعبد بن حميد وابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس قال الضرار في الوصية من الكبائر ثم قرأ غير مضار * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الاضرار في الوصية من الكبائر
* وأخرج مالك والطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة
وابن الجارود وابن حبان عن سعد بن أبي وقاص انه مرض مرضا أشفى منه فاتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده
فقال يا رسول الله ان لي ما لا كثيرا وليس يرثني الا ابنة لي أفأتصدق بالثلثين قال لا قال فالشطر قال لا قال فالثلث
قال الثلث والثلث كثير انك ان تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس * وأخرج ابن أبي
شيبة عن معاذ بن جبل قال إن الله تصدق عليكم بثلث أموالكم زيادة في حياتكم يعنى الوصية * وأخرج ابن أبي
شيبة والبخاري ومسلم عن ابن عباس قال وددت ان الناس غضوا من الثلث إلى الربع لان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال الثلث كثير * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال ذكر عند عمر الثلث في الوصية قال الثلث وسط
لا بخس ولا شطط * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي بن أبي طالب قال لان أوصى بالخمس أحب إلى من أن أوصى
بالربع ولان أوصى بالربع أحب إلى من أوصى بالثلث ومن أوصى بالثلث لم يترك * وأخرج ابن أبي شيبة عن
إبراهيم قال كانوا يقولون الذي يوصى بالخمس أفضل من الذي يوصى بالربع والذي يوصى بالربع أفضل من الذي
يوصى بالثلث * وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال كان يقال السدس خير من الثلث في الوصية * وأخرج ابن أبي
شيبة عن عامر الشعبي قال من أوصى بوصيته لم يحف فيها ولم يضار أحدا كان له من الاجر ما لو تصدق في حياته
في صحته * وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال كانوا يكرهون ان يموت الرجل قبل ان يوصى قبل ان تنزل
المواريث * قوله تعالى (تلك حدود الله) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن
عباس في قوله تلك حدود الله يعنى طاعة الله يعنى المواريث التي سمى وقوله ويتعد حدود يعنى من لم يرض
بقسم الله وتعدى ما قال * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدى تلك حدود الله يقول شروط
الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير تلك حدود الله يعنى سنة الله وأمره في قسمة الميراث ومن يطع الله
ورسوله فيقسم الميراث كما أمر الله ومن يعص الله ورسوله قال يخالف أمره في قسمة المواريث يدخله نارا خالدا
فيها يعنى من يكفر بقسمة المواريث وهم المنافقون كانوا لا يعدون ان للنساء والصبيان الصغار من الميراث نصيبا
* واخرج ابن جرير عن مجاهد ومن يطع الله ورسوله قال في شأن المواريث التي ذكر قبل * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن قتادة تلك حدود الله التي حد لخلقه وفرائضه بينهم في الميراث والقسمة فانتهوا إليها ولا تعدوها إلى
غيرها * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله ومن يطع الله ورسوله قال من يؤمن بهذه الفرائض
وفى قوله ومن يعص الله ورسوله قال من لا يؤمن بها * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه
وابن ماجة واللفظ له والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليعمل بعمل أهل
الخير سبعين سنة فإذا أوصى حاف في وصيته فيختم له بشر عمله فيدخل النار وان الرجل ليعمل بعمل أهل الشر
سبعين سنة فيعدل في وصيته فيختم له بخير عمله فيدخل الجنة ثم يقول أبو هريرة اقرؤا ان شئتم تلك حدود الله إلى
قوله عذاب مهين * واخرج ابن أبي شيبة في المصنف وسعيد بن منصور عن سليمان بن موسى قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من قطع ميراثا فرضه الله قطع الله ميراثه من الجنة * واخرج ابن ماجة وجه آخر عن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطع ميراث قطع الله ميراثه من الجنة يوم القيامة * واخرج البيهقي في
البعث من وجه ثالث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطع ميراثا فرضه الله ورسوله قطع
الله به ميراثه من الجنة * وأخرج الحاكم عن ابن مسعود قال إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح
128

بغنيمة عدو * قوله تعالى (واللاتي يأتين الفاحشة) الآية * اخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس
في ناسخه والبزار والطبراني من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله واللاتي يأتين الفاحشة الآية قال كانت
المرأة إذا فجرت حبست في البيوت فان ماتت ماتت وان عاشت عاشت حتى نزل الآية في سورة النور الزانية
الزاني فجعل الله لهن سبيلا فمن عمل شيئا جلد وأرسل * واخرج ابن جرير وابن المنذر والنحاس في ناسخه والبيهقي
في سننه من طريق على عن ابن عباس في الآية قال كانت المرأة إذا زنت حبست في البيت حتى تموت ثم أنزل الله
بعد ذلك الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة فان كانا محصنين رجما فهذا السبيل الذي جعله الله
لهما * واخرج أبو داود في ناسخه وابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله واللاتي يأتين الفاحشة من
نسائكم وقوله لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن الا أن يأتين بفاحشة مبينة وقوله ولا تعضلوهن لتذهبوا
ببعض ما آتيتموهن الا ان يأتين بفاحشة مبينة قال كان ذكر الفاحشة في هؤلاء الآيات قبل ان تنزل سورة النور
بالجلد والرجم فان جاءت اليوم بفاحشة مبينة فإنها تخرج فترجم فنسختها هذه الآية الزانية والزاني فاجلدوا
كل واحد منهما مائة جلدة والسبيل الذي جعل الله لهن الجلد والرجم * وأخرج أبو داود في سننه والبيهقي من
طريق عكرمة عن ابن عباس واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم إلى قوله سبيلا وذكر الرجل بعد المرأة ثم
جمعهما جميعا فقال واللذان يأتيانها منكم فآذوهما الآية ثم نسخ ذلك بآية الجلد فقال الزانية والزاني فاجلدوا كل
واحد منهما مائة جلدة * واخرج آدم والبيهقي في سننه عن مجاهد في قوله واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم
يعنى الزنا كان أمر ان يحبسن ثم نسختها الزانية والزاني فاجلدوا * واخرج آدم وأبو داود في سننه والبيهقي عن
مجاهد قال السبيل الحد * واخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله واللاتي
يأتين الفاحشة الآية قال كان هذا بدء عقوبة الزنا كانت المرأة تحبس ويؤذيان جميعا ويعيران باقول
وبالسب ثم إن الله أنزل بعد ذلك في سورة النور جعل الله لهن سبيلا فصارت السنة فيمن أحصن الرجم
بالحجارة وفيمن لم يحصن جلد مائة ونفى سنة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والنحاس عن قتادة
في الآية قال نسختها الحدود * وأخرج البيهقي في سننه عن الحسن في قوله واللاتي يأتين الفاحشة الآية قال
كان أول حدود النساء ان يحبسن في بيوت لهن حتى نزلت الآية التي في النور * وأخرج ابن أبي حاتم عن
سعيد بن جبير في قوله واللاتي يأتين الفاحشة يعنى الزنا من نسائكم يعنى المرأة الثيب من المسلمين فاستشهدوا
عليهن أربعة منكم يعنى من المسلمين الأحرار فان شهدوا يعنى بالزنا فامسكوهن يعنى احبسوهن في البيوت
يعنى في السجون وكان هذا في أول الاسلام كانت المرأة إذا شهد عليها أربعة من المسلمين عدول بالزنا حبست
في السجن فان كان لها زوج أخذ المهر منها ولكنه ينفق عليها من غير طلاق وليس عليها حد ولا يجامعها
ولكن يحبسها في السجن حتى يتوفاهن الموت يعنى حتى تموت المرأة وهي على تلك الحال أو يجعل الله لهن
سبيلا يعنى مخرجا من الحبس والمخرج الحد * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال هؤلاء اللاتي قد
أنكحن وأحصن إذا زنت المرأة كانت تحبس في البيوت ويأخذ زوجها مهرها فهو له وذلك قوله ولا يحل لكم ان
تأخذوا مما آتيتموهن شيئا الا ان يأتين بفاحشة مبينة الزنا حتى جاءت الحدود فنسختها فجلدت ورجمت وكان مهرها
ميراثا فكان السبيل هو الحد * وأخرج عبد الرزاق والشافعي والطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد
والدارمي ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن الجارود والطحاوي وابن المنذر وابن أبي حاتم
والنحاس وابن حبان عن عبادة بن الصامت قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي كرب لذلك
وتربد وجهه وفى لفظ لابن جرير يأخذه كهيئة الغشي لما يجد من ثقل ذلك فأنزل الله عليه ذات يوم فلما سرى عنه
قال خذوا عنى قد جعل الله لهن سبيلا الثيب جلد مائة ورجم بالحجارة والبكر جلد مائة ثم نفى سنة * وأخرج أحمد
عن سلمة بن المحبق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا عنى خذوا عنى قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر
جلد مائة ونفى سنة والثيب بالثيب جلد مائة والرجم * وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال لما
نزلت الفرائض في سورة النساء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا حبس بعد سورة النساء * قوله تعالى (واللذان
129

باتيانها منكم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله واللذان
يأتيانها منكم الآية قال كان الرجل إذا زنى أوذي بالتعيير وضرب بالنعال فأنزل الله بعد هذه الآية الزانية والزاني
فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة وان كانا محصنين رجما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد واللذان يأتيانها منكم قال الرجلان الفاعلان * وأخرج
آدم والبيهقي في سننه عن مجاهد في قوله فآذوهما يعنى سبا * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير واللذان
يعنى البكرين اللذين لم يحصنا يأتيانها يعنى الفاحشة وهي الزنا منكم يعنى من المسلمين فآذوهما يعنى باللسان
بالتعيير والكلام القبيح لهما بما عملا وليس عليهما حبس لأنهما بكران ولكن يعيران ليتوبا ويندمان ان تابا يعنى
من الفاحشة وأصلحا يعنى العمل فاعرضوا عنهما يعنى لا تسمعوهما الأذى بعد التوبة ان الله كان توابا رحيما
فكان هذا يفعل بالبكر والثيب في أول الاسلام ثم نزل حد الزنى فصار الحبس والأذى منسوخا نسخته الآية التي
في السورة التي يذكر فيها النور الزانية والزاني الآية * وأخرج ابن جرير عن عطاء واللذان يأتيانها منكم قال
الرجل والمرأة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال ثم ذكر الجواري والفتيان اللذين لم ينكحوا
فقال واللذان يأتيانها منكم الآية فكانت الجارية والفتى إذا زنيا يعنفان ويعيران حتى يتركا ذلك * وأخرج
ابن المنذر عن الضحاك فان تابا وأصلحا فاعرضوا عنهما قال عن تعييرهما * قوله تعالى (انما التوبة على الله)
الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله انما التوبة على الله الآية قال هذه
للمؤمنين وفى قوله وليست التوبة للذين يعملون السيئات قال هذه لأهل النفاق ولا الذين يموتون وهم كفار قال
هذه لأهل الشرك * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال نزلت الأولى في المؤمنين ونزلت الوسطى في المنافقين
والأخرى في الكفار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن أبي العالية ان أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون كل ذنب أصابه عبد فهو جهالة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة
قال اجتمع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فرأوا ان كل شئ عصى به فهو جهالة عمدا كان أو غيره * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن مجاهد في قوله جهالة قال كل من عصى ربه فهو
جاهل حتى ينزع عن معصيته * وأخرج ابن جرير من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله انما التوبة
على الله الآية قال من عمل السوء فهو جاهل من جهالته عمل السوء ثم يتوبون من قريب قال في الحياة والصحة
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله ثم يتوبون من قريب قال القريب
ما بينه وبين ان ينظر إلى ملك الموت * وأخرج ابن جرير عن أبي مجلز قال لا يزال الرجل في توبة حتى يعاين الملائكة
* وأخرج ابن جرير عن محمد بن قيس قال القريب ما لم تنزل به آية من آيات الله أو ينزل به الموت * وأخرج سعيد بن
منصور وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في الشعب عن الضحاك في الآية قال كل شئ قبل الموت فهو قريب له
التوبة ما بينه وبين ان يعاين ملك الموت فإذا تاب حين ينظر إلى ملك الموت فليس له ذاك * وأخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة في الآية قال الدنيا كلها قريب والمعاصي كلها جهالة * وأخرج
ابن أبي حاتم عن الحسن ثم يتوبون من قريب قال ما لم يغرغر * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمر في الآية قال
لو غرغر بها يعنى المشرك بالاسلام لرجوت له خيرا كثيرا * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال لمغنى ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إن إبليس لما رأى آدم أجوف قال وعزتك لا أخرج من جوفه ما دام فيه الروح فقال الله
تبارك وتعالى وعزتي لا أحول بينه وبين التوبة ما دام الروح فيه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير والبيهقي
في البعث عن قتادة قال كنا عند أنس بن مالك وثم أبو قلابة فحدث أبو قلابة فال ان الله تعلى لما لعن إبليس سأله
النظرة فانظره إلى يوم الدين فقال وعزتك لا أخرج من قلب ابن آدم ما دام فيه الروح قال وعزتي لا أحجب عنه التوبة
ما دام فيه الروح * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبو يعلى وابن حبان عن أبي سعيد الخدري قال لا أخبركم الا
ما سمعت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته أذناي ووعاه قلبي ان عبدا قتل تسعة وتسعين نفسا ثم عرضت
له التوبة فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل فاتاه فقال انى قتلت تسعة وتسعين نفسا فهل لي من توبة قال
130

بعد قتل تسعة وتسعين نفسا قال فانتضى سيفه فقتله فأكمل به مائة ثم عرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الأرض
فدل على رجل فاتاه فقل انى قتلت مائة نفس فهل لي من توبة فقال ومن يحول بينك وبين التوبة أخرج من
القرية الخبيثة التي أنت فيها إلى القرية الصالحة قرية كذا وكذا فاعبد ربك فيها فخرج يريد القرية الصالحة
فعرض له أجله في الطريق فاختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقال إبليس أنا أولى به انه لم يعصني
ساعة قط فقالت الملائكة انه خرج تائبا فبعث الله ملكا فاختصموا إليه فقال انظروا أي القريتين كانت أقرب
إليه فألحقوه بها فقرب الله منه القرية الصالحة وباعد منه القرية بالخبيثة فألحقه باهل القرية الصالحة * وأخرج
أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر * وأخرج البيهقي في الشعب عن رجل من الصحابة سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول ما من انسان يتوب إلى الله عز وجل قبل ان تغرغر نفسه في شدقه الا قبل الله توبته * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عمر قال التوبة مبسوطة للعبد ما لم يسق ثم قرأ
وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال انى تبت الآن ثم قال وهل الحضور الا
السوق * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله حتى إذا حضر أحدهم الموت قال انى تبت الآن قال لا يقبل
ذلك منه * وأخرج ابن المنذر من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله وليست التوبة للذين يعملون السيئات
الآية قال هم أهل الشرك * وأخرج ابن جرير من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله وليست
التوبة للذين يعملون السيئات الآية قال هم أهل الشرك * وأخرج ابن جرير من طريق الكلبي عن أبي
صالح عن ابن عباس وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال انى تبت الآن
فليس لهذا عند الله توبة ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أبعد من التوبة * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله وليست التوبة الآية قال فأنزل الله بعد ذلك أن
الله لا يغفران يشرك به ويغفر ما دون ذلك من يشاء فحرم الله المغفرة على من مات وهو كافر وأرجأ أهل التوحيد
إلى مشيئته فلم يؤيسهم من المغفرة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عمرو قال ما من ذنب مما يعمل بين السماء والأرض
يتوب منه العبد قبل ان يموت الا تاب الله عليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن إبراهيم النخعي قال كان يقال
التوبة مبسوطة ما لم يؤخذ بكظمه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عمر وقال من
تاب قبل موته بفواق تيب عليه قيل ألم يقل الله وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم
الموت قال انى تبت الآن فقال انما أحدثك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أحمد والبخاري
في التاريخ والحاكم وابن مردويه عن أبي ذر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يقبل توبة عبده أو يغفر
لعبده ما لم يقع الحجاب قيل وما وقوع لحجاب قال تخرج النفس وهي مشركة * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا
لا يحل لكم ان ترثوا) الآية * أخرج البخاري وأبو داود والنسائي والبيهقي في سننه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها قال كانوا ذا
مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته ان شاء بعضهم تزوجها وان شاؤوا زوجوها وان شاؤوا لم يزوجوها فهم
أحق بها من أهلها فنزلت هذه الآية في ذلك * وأخرج أبو داود من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس في هذه
الآية قال كان الرجل يرث امرأة ذي قرابته فيعضلها حتى تموت أو ترد إليه صداقها فاحكم الله عن ذلك أي نهى
عن ذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في هذه الآية قال كان الرجل إذا مات
وترك جارية ألقى عليها حميمه ثوبه فمنعها من الناس فان كانت جميلة تزوجها وان كانت ذميمة حبسها حتى تموت
فيرثها وهي قوله ولا تعضلوهن يعنى لا تقهروهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن يعنى الرجل تكون له المرأة وهو
كاره لصحبتها ولها عليه مهر فيضربها لتفتدي * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق عطاء عن ابن
عباس قال كان الرجل إذا مات أبوه أو حميمه كان أحق بامرأة الميت ان شاء أمسكها أو يحبسها حتى تفتدي منه
بصداقها أو تموت فيذهب بمالها قال عطاء بن أبي رباح وكان أهل الجاهلية إذا هلك الرجل فترك امرأة يحبسها
131

أهله على الصبى تكون فيهم فنزلت لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها * وأخرج النسائي وابن جرير وابن أبي
حاتم عن أبي امامة بن سهل بن حنيف قال لما توفى أبو قيس بن الأسلت أراد ابنه أن يتزوج امرأته وكان لهم ذلك
في الجاهلية فأنزل الله لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال نزلت
هذه الآية في كبشة ابنة معن بن عاصم أبى الأوس كانت عند أبي قيس بن الأسلت فتوفى عنها فجنح عليها ابنه فجاءت
النبي صلى الله عليه وسلم فقالت لا أنا ورثت زوجي ولا أنا تركت فانكح فنزلت هذه الآية * وأخرج ابن جرير
من طريق العوفي عن ابن عباس ان رجالا من أهل المدينة كان إذا مات حميم أحدهم ألقى ثوبه على امرأته فورث
نكاحها فلم ينكحها أحد غيره وحبسها عنده لتفتدي منه بفدية فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم ان ترثوا
النساء كرها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي مالك قال كانت المرأة في الجاهلية إذا مات زوجها جاء
وليه فألقى عليها ثوبان فان كان له ابن صغير أو أخ حبسها عليه حتى يشب أو تموت فيرثها فان هي انفلتت فاتت أهلها
ولم يلق عليها ثوبا نجت فأنزل الله لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن جرير
عن الزهري في الآية قال نزلت في ناس من الأنصار كانوا إذا مات الرجل منهم فأملك الناس بامرأته وليه فيمسكها
حتى تموت فيرثها فنزلت فيهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في الآية قال كان أهل يثرب إذا مات الرجل
منهم في الجاهلية ورث امرأته من يرث ماله فكان يعضلها حتى يتزوجها أو يزوجها من أراد وكان أهل تهامة
يسئ الرجل صحبة المرأة حتى يطلقها ويشترط عليها أن لا تنكح الامن أراد حتى تفتدي منه ببعض ما أعطاها
فنهى الله المؤمنين عن ذلك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن عبد الرحمن بن السلماني في قوله لا يحل
لكم ان ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن قال نزلت هاتان الآيتان إحداهما في أمر الجاهلية والأخرى في أمر
الاسلام قال ابن المبارك ان ترثوا النساء كرها في الجاهلية ولا تعضلوهن في الاسلام * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي
حاتم عن أبي مالك في قوله ولا تعضلوهن قال لا تضر بامرأتك لتفتدي منك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن
مجاهد ولا تعضلوهن يعنى ان ينكحن أزواجهن كالعضل في سورة البقرة * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال كان
العضل في قريش بمكة ينكح الرجل المرأة الشريفة فلعلها لا توافقه فيفارقها على أن لا تتزوج الا باذنه فيأتي
بالشهود فيكتب ذلك عليها ويشهد فإذا خطبها خاطب فان أعطته وأرضته أذن لها والا عضلها * وأخرج ابن
جرير من طريق على عن ابن عباس في قوله الا أن يأتين بفاحشة مبينة قال البغض والنشوز فإذا فعلت ذلك فقد
حل له منها الفدية * وأخرج ابن جرير عن مقسم ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما أتيتموهن الا ان يفحش في
قراءة ابن مسعود وقال إذا آذتك فقد حل لك أخذ ما اخذت منك * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة الا ان يأتين
بفاحشة مبينة يقول الا ان ينشزن وفى قراءة ابن مسعود وأبى بن كعب الا أن يفحش * وأخرج ابن جرير عن
الضحاك عن الفاحشة هنا النشوز * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن عطاء الخراساني في الرجل
إذا أصابت امرأته فاحشة اخذ ما ساق إليها وأخرجها فنسخ ذلك الحدود * وأخرج ابن جرير عن الحسن الا أن
يأتين بفاحشة قال الزنا فإذا فعلت حل لزوجها ان يكون هو يسألها الخلع * وأخرج ابن المنذر عن أبي قلابة
وابن سيرين قالا لا يحل الخلع حتى يوجد رجل على بطنها لان الله يقول الا ان يأتين بفاحشة مبينة * وأخرج ابن
جرير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم
فروجهن بكلمة الله وان لكم عليهن ان لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فان فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير
مبرح ولهم عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف * وأخرج ابن جرير عن ابن عمران رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال يا أيها الناس ان النساء عندكم عوان أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن حق
ومن حقكم عليهن لا يوطئن فرشكم أحدا ولا يعصينكم في معروف وإذا فعلن ذلك فلهن رزقهن وكسوتهن
بالمعروف * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله وعاشروهن قال خالطوهن قال ابن جرير
صحفه بعض الرواة وانما هو خالقوهن * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال حقها عليك الصحبة الحسنة والكسوة
والرزق المعروف * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل وعاشروهن بالمعروف يعنى صحبتهن بالمعروف فان كرهتموهن
132

فعسى ان تكرهوا شيئا فيطلقها فتزوج من بعده رجل فيجعل الله له منها ولدا ويجعل الله في تزويجها خيرا كثيرا
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ويجعل الله فيه خيرا كثيرا قال الخير الكثير ان يعطف عليها
فيرزق الرجل ولدها ويجعل الله في ولدها خيرا كثيرا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في الآية قال فعسى الله أن يجعل في الكراهة خيرا كثيرا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن
السدى ويجعل الله فيه خيرا كثيرا قال الولد * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال إذا وقع بين الرجل وبين امرأته
كلام فلا يعجل بطلاقها وليتأن بها وليصبر فلعل الله سيريه منها ما يحب * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية
قال عسى أن يمسكها وهولها كاره فيجعل الله فيها خيرا كثيرا قال وكان الحسن يقول عسى أن يطلقها فتزوج غيره
فيجعل الله له فيها خيرا كثيرا * قوله تعالى (وان أردتم) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس وان أردتم
استبدال زوج مكان زوج قال إن كرهت امرأتك وأعجبك غيرها فطلقت هذه وتزوجت تلك فاعط هذه مهرها
وان كان قنطارا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد وان أردتم استبدال زوج مكان زوج
قال طلاق امرأة ونكاح أخرى فلا يحل له من مال المطلقة شئ وان كثر * وأخرج ابن جرير عن أنس عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم وآتيتم إحداهن قنطارا قال ألفا ومائتين يعنى ألفين * وأخرج سعيد بن منصور وأبو يعلى
بسند جيد عن مسروق قال ركب عمر بن الخطاب المنبر ثم قال أيها الناس ما اكثاركم في صدق النساء وقد كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وانما الصدقات فيما بينهم أربعمائة درهم فما دون ذلك ولو كان الاكثار في
ذلك تقوى عند الله أو مكرمة لم تسبقوهم إليها فلا أعرفن ما زاد رجل في صدق امرأة على أربعمائة درهم ثم نزل
فاعترضته امرأة من قريش فقالت له يا أمير المؤمنين نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة
درهم قال نعم فقالت أما سمعت ما انزل الله يقول وآتيتم أحدا هن قنطارا فقال اللهم غفرا كل الناس أفقه من عمر
ثم رجع فركب المنبر فقال يا أيها الناس انى كنت نهيتكم ان تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم
فمن شاء ان يعطى من ماله ما أحب * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن أبي عبد الرحمن السلمي قال قال عمر بن
الخطاب لا تغالوا في مهور النساء فقالت امرأة ليس ذلك لك يا عمران الله يقول وآتيتم إحداهن قنطارا من ذهب
قال وكذلك هي في قراءة ابن مسعود فقال عمران امرأة خاصمت عمر فخصمته * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات
عن عبد الله بن مصعب قال قال عمر لا تزيدوا في مهور النساء على أربعين أوقية فمن زاد القيت الزيادة في بيت المال
فقالت امرأة ما ذاك قال ولم قالت لان الله يقول وآتيتم إحداهن قنطار الآية فقال عمر امرأة أصابت ورجل
أخطأ * واخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن بكر بن عبد الله المزني قال قال عمر خرجت وأنا أريد أن
أنهاكم عن كثرة الصداق فعرضت لي آية من كتاب الله وآتيتم إحداهن قنطار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله بهتانا قال اثما * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله مبينا قال البين
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الافضاء الجماع ولكن الله يكنى * وأخرج عبد
ابن حميد عن مجاهد وقد أفضى بعضكم إلى بعض قال مجامعة النساء * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن
عباس في قوله وأخذن منكم ميثاقا غليظا قال الميثاق الغليظ امساك بمعروف أو تسريح باحسان * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ميثاقا غليظا قال هو ما أخذ الله تعالى النساء على الرجال
فامساك بمعروف أو تسريح باحسان قال وقد كان ذلك يؤخذ عند عقد النكاح آلله عليك لتمسكن بمعروف أو
لتسرحن باحسان * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن أبي مليكة أن ابن عمر كان إذا أنكح قال أنكحك
على ما أمر الله به امساك بمعروف أو تسريح باحسان * وأخرج ابن أبي شيبة عن عوف قال كان أنس بن مالك
إذا زوج امرأة من بناته أو امرأة من بعض أهله قال لزوجها أزوجك تمسك بمعروف أو تسرح باحسان
* وأخرج ابن أبي شيبة عن حبيب بن أبي ثابت ان ابن عباس كان إذا زوج اشترط امساك بمعروف أو تسريح
باحسان * وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك وأخذن منكم ميثاقا غليظا قال امساك بمعروف أو تسريح
باحسان * وأخرج ابن أبي شيبة عن يحيى بن أبي كثير مثله * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد وأخذن منكم ميثاقا
133

غليظا قال عقدة النكاح قال قد أنكحتك * وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة ومجاهد وأخذن منكم ميثاقا غليظا
قال أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس وأخذن منكم
ميثاقا غليظا قال هو قول الرجل ملكت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ميثاقا
غليظا قال كلمة النكاح التي تستحل بها فروجهن * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك ميثاقا غليظا يعنى شديدا
* وأخرج ابن جرير عن بكير أنه سئل عن المختلعة أنأخذ منها شيئا قال لا وأخذن منكم ميثاقا غليظا * وأخرج عن
ابن زيد في الآية قال ثم رخص بعد فان خفتم أن لا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما اقتدت به قال فنسخت
هذه تلك * قوله تعالى (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم) الآية * أخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني
والبيهقي في سننه عن عدى بن ثابت الأنصاري قال توفى أبو قيس بن الأسلت وكان من صالحي أنصار فخطب ابنه
قيس امرأته فقالت انما أعدك ولد أو أنت من صالحي قومك ولكن آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأمره
فاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن أبا قيس توفى فقال لها خيرا قالت وان ابنه قيسا خطبني وهو من
صالحي قومه وانما كنت أعده ولدا فما ترى قال ارجعي إلى بيتك فنزلت هذه الآية ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من
النساء قال البيهقي مرسل قلت فمن رواية ابن أبي حاتم عن عدى بن ثابت عن رجل من الأنصار * وأخرج ابن جرير
عن عكرمة في قوله ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء قال نزلت في أبى قيس بن الأسلت خلف على أم عبيد بنت
ضمرة كانت تحت الأسلت أبيه وفى الأسود بن خلف وكان خلف على بنت أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن
عبد الدار وكانت عند أبيه خلف وفى فاختة ابنة الأسود بن المطلب بن أسد كانت عند أمية بن خلف فخلف عليها
صفوان بن أمية وفى منظور بن رباب وكان خلف على مليكة ابنة خارجة وكانت عند أبيه رباب بن سيار * وأخرج
البيهقي في سننه عن مقاتل بن حيان قال كان إذا توفى الرجل في الجاهلية عمد حميم الميت إلى امرأته فألقى عليها
ثوبا فيرث نكاحها فلما توفى أبو قيس بن الأسلت عمد ابنه قيس إلى امرأة أبيه فتزوجها ولم يدخل بها فاتت النبي
صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فأنزل الله في قيس ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الا ما قد سلف قبل
التحريم حتى ذكر تحريم الأمهات والبنات حتى ذكروا ان تجمعوا بين الأختين الا ما قد سلف قبل التحريم ان الله
كان غفورا رحيما فيما مضى قبل التحريم * وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي قال كان الرجل إذا توفى
عن امرأته كان ابنه أحق بها ان ينكحها ان شاء ان لم تكن أمه أو ينكحها من شاء فلما مات أبو قيس بن الأسلت
قام ابنه محصن فورث نكاح امرأته ولم ينفق عليها ولم يورثها من المال شيئا فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت
ذلك له فقال ارجعي لعل الله ينزل فيك شيئا فنزلت ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الآية ونزلت لا يحل لكم
أن ترثوا النساء كرها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال كان أهل الجاهلية يحرمون ما حرم الله الا
امرأة الأب والجمع بين الأختين فأنزل الله ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء وأن تجمعوا بين الأختين * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من طريق على عن ابن عباس في قوله ولا تنكحوا ما نكح
آباؤكم من النساء يقول كل امرأة تزوجها أبوك أو ابنك دخل أولم يدخل بها فهي عليك حرام * وأخرج عبد
الرزاق وابن جرير عن ابن جريج قال قلت لعطاء بن أبي رياح الرجل ينكح المرأة ثم لا يراها حتى يطلقها أتحل لابنه
قال لا هي مرسلة قال الله ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء قلت لعطاء ما قوله الا ما قد سلف قال كان الأبناء
ينكحون نساء آبائهم في الجاهلية * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من
النساء قال هوان يملك عقدة النكاح وليس بالدخول * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر بن أبي مريم عن مشيخة
قال لا ينكح الرجل امرأة جده أبى أمه لأنه من الآباء يقول الله ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء * وأخرج
بن المنذر عن الضحاك الا ما قد سلف الا ما كان في الجاهلية * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله الا ما قد سلف
قال كان الرجل في الجاهلية ينكح امرأة أبيه * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب انه كان يقرؤها ولا
نكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الا من قد سلف الامن مات * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء بن أبي رياح انه كان
فاحشة ومقتا قال يمقت الله عليه وساء سبيلا قال طريقا لمن عمل به * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد
134

والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن البراء قال لقيت خالي ومعه الراية قلت أين تريد قال بعثني رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه من بعده فأمرني ان أضرب عنقه وآخذ ماله * قوله تعالى (حرمت عليكم
أمهاتكم) * أخرج عبد الرزاق والفريابي والبخاري وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والحاكم والبيهقي في سننه من طريق عن ابن عباس قال حرم من النسب سبع ومن الصهر سبع ثم قرأ حرمت
عليكم أمهاتكم إلى قوله وبنات الأخت هذا من النسب وباقي الآية من الصهر والسابعة ولا تنكحوا ما نكح
آباؤكم من النساء * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن عباس قال سبع صهر وسبع نسب
ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب * قوله تعالى (وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة)
* أخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرضاعة تحرم
ما تحرم الولادة * وأخرج مالك وعبد الرزاق عن عائشة قالت كان فيما انزل من القرآن عشر رضعات معلومات
فنسخن بخمس معلومات فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن * وأخرج عبد الرزاق
عن عائشة قالت لقد كانت في كتاب الله عشر رضعات ثم رد ذلك إلى خمس ولكن من كتاب الله ما قبض مع النبي
صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن ماجة وابن الضريس عن عائشة قالت كان مما نزل من القرآن ثم سقط لا يحرم
الا عشر رضعات أو خمس معلومات * وأخرج ابن ماجة عن عائشة قالت لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير
عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها
* وأخرج عبد الرزاق عن ابن عمرانه بلغه عن ابن الزبير انه يأثر عن عائشة في الرضاعة لا يحرم منها دون سبع
رضعات قال الله خير من عائشة انما قال الله تعالى وأخواتكم من الرضاعة ولم يقل رضعة ولا رضعتين * وأخرج عبد
الرزاق عن طاوس انه قيل له انهم يزعمون أنه لا يحرم من الرضاعة دون سبع رضعات ثم صار ذلك إلى خمس قال قد
كان ذلك فحدث بعد ذلك أمر جاء التحريم المرة الواحدة تحرم * وأخرج بن أبي شيبة عن ابن عباس قال المرة الواحدة
تحرم * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال المصة الواحدة تحرم وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم انه سئل عن
الرضاع فقال إن عليا وعبد الله بن مسعود كانا يقولان قليله وكثيره حرام * وأخرج ابن أبي شيبة عن طاوس قال
اشترط عشر رضعات ثم قيل إن الرضعة الواحدة تحرم * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي قال لا يحرم من الرضاع
الا ما كان في الحولين * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود وابن عباس وابن عمرو أبي هريرة مثله * وأخرج
ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الرضاعة عن المجاعة * قوله تعالى
(وأمهات نسائكم) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه من طريقين
عن عمرو بن شعب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا نكح الرجل المرأة فلا يحل له ان يتزوج
أمها دخل بالابنة أولم يدخل وإذا تزوج الام فلم يدخل بها ثم طلقها فان شاء تزوج الابنة * وأخرج مالك عن زيد
ابن ثابت انه سئل عن رجل تزوج امرأة ففارقها قبل ان يمسها هل تحل له أمها فقال لا الام مبهمة ليس فيها شرط
انما الشرط في الربائب * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير عن ابن جريج قال قلت لعطاء الرجل
ينكح المرأة ولم يجامعها حتى يطلقها أتحل له أمها قال لا هي مرسلة قلت أكان ابن عباس يقرأ وأمهات نسائكم
اللاتي دخلتم بهن قال لا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن
عباس وأمهات نسائكم قال هي مبهمة إذا طلق الرجل امرأته قبل ان يدخل بها أو ماتت لم تحل له أمها * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي عن عمران بن حصين في أمهات نسائكم قال هي مبهمة * وأخرج
عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي في سننه عن أبي عمر والشيباني ان رجلا من بنى
شيخ تزوج امرأة ولم يدخل بها ثم رأى أمها فأعجبته فاستفتى ابن مسعود فأمره ان يفارقها ثم يتزوج أمها ففعل
وولدت له أولادا ثم أتى ابن مسعود المدينة فسأل عمرو في لفظ فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لا تصلح
فلما رجع إلى الكوفة قال للرجل انها عليك حرام ففارقها * وأخرج مالك عن ابن مسعود انه استفتى وهو بالكوفة
عن نكاح الام بعد البنت إذا لم تكن البنت مست فأرخص ابن مسعود في ذلك ثم إن ابن مسعود قدم المدينة فسأل
عن ذلك فأخبر انه ليس كما قال وان الشرط في الربائب فرجع ابن مسعود إلى الكوفة فلم يصل إلى بيته حتى أتى
135

الرجل الذي أفناه بذلك فأمره ان يفارقها * وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن
حميد والبيهقي عن مسروق انه سئل عن أمهات نسائكم قال هي مبهمة فأرسلوا ما أرسل الله واتبعوا ما بين ذلك
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب في الرجل يتزوج
المرأة ثم يطلقها أو ماتت قبل ان يدخل بها هل تحل له أمها قال هي بمنزلة الربيبة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن زيد بن ثابت انه كان يقول إذا ماتت عنده فاخذ ميراثها كره ان يخلف
على أمها وإذا طلقها قبل ان يدخل بها فلا باس ان يتزوج أمها * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن
المنذر عن مجاهد انه قال في قوله وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم أريد بهما الدخول جميعا * وأخرج
عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن المنذر عن مسلم بن عويمر الأجدع قال نكحت امرأة فلم أدخل بها حتى توفى عمى
عن أمها فسألت ابن عباس فقال أنكح أمها فسالت ابن عمر فقال لا تنكحها فكتب أبى إلى معاوية فلم يمنعني ولم
يأذن لي * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عبد الله بن الزبير قال الربيبة والام سواء لا باس
بهما إذا لم يدخل بالمرأة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هانئ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نظر إلى فرج
امرأة لم تحل له أمها ولا ابنتها * قوله تعالى (وربائبكم) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن داود انه قرأ في
مصحف ابن معسود وربائبكم اللاتي دخلتم بأمهاتهن * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم بسند صحيح عن مالك
ابن أوس بن الحدثان قال كانت عندي امرأة فتوفيت وقد ولدت لي فوجدت عليها فلقيني علي بن أبي طالب فقال
مالك فقلت توفيت المرأة فقال على لها ابنة قلت نعم وهي بالطائف قال كانت في حجرك قلت لا قال فانكحها قلت
فأين قول الله وربائبكم اللاتي في حجوركم قال إنها لم تسكن في حجرك انما ذلك إذا كانت في حجرك * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال الدخول الجماع * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
عن طاوس قال الدخول الجماع * وأخرج ابن المنذر عن أبي العالية قال بنت الربيبة وبنت ابنتها لا تصلح وان كانت
أسفل لسبعين بطنا * قوله تعالى (وحلائل أبنائكم) * أخرج عبد الرزاق في المصنف وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن عطاء في قوله وحلائل أبنائكم قال كنا نتحدث ان محمدا صلى الله عليه وسلم لما نكح امرأة زيد قال
المشركون بمكة في ذلك فأنزل الله وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم ونزلت وما جعل أدعياءكم أبناءكم ونزلت
ما كان محمد أبا أحد من رجالكم * وأخرج ابن المنذر من وجه آخر عن ابن جريج قال لما نكح النبي صلى الله عليه
وسلم امرأة زيد قالت قريش نكح امرأة ابنه فنزلت وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن أبي حاتم عن الحسن ومحمد قالا إن هؤلاء الآيات مبهمات وحلائل أبنائكم وما نكح آباؤكم وأمهات
نسائكم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن جريج قال قلت لعطاء الرجل ينكح المرأة لا يراها حتى يطلقها
تحل لأبيه قال هي مرسلة وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم * قوله تعالى (وان تجمعوا بين الأختين) * أخرج
أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجة عن فيروز الديلمي انه أدركه الاسلام وتحته اختان فقال له النبي صلى
الله عليه وسلم طلق أيتهما شئت * وأخرج عن قيس قال قلت لابن عباس أيقع الرجل على المرأة وابنتها مملوكتين له
فقال أحلتهما آية وحرمتهما آية ولم أكن لأفعله * وأخرج ابن المنذر من طريق عكرمة عن ابن عباس وان تجمعوا
بين الأختين قال يعنى في النكاح * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق عمرو بن دينار عن ابن عباس انه كان
لا يرى بأسا ان يجمع بين الأختين المملوكتين * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس وان تجمعوا بين لأختين
قال ذلك في الحرائر فاما في المماليك فلا باس * وأخرج مالك والشافعي وعبد بن حميد وعبد الرزاق وابن أبي شيبة
وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من طريق ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب ان رجلا سأل عثمان بن عفان عن
الأختين في ملك اليمين هل يجمع بينهما فقال أحلتهما آية وحرمتهما آية وما كنت لا صنع ذلك فخرج من عنده
فلقى رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أراه علي بن أبي طالب فسأله عن ذلك فقال لو كان إلى من الامر شئ ثم
وجدت أحدا فعل ذلك لجعلته نكالا * وأخرج ابن عبد البر في الاستذكار عن أياس بن عامر قال سألت علي بن أبي
ط؟ لب فقلت ان لي أختين مما ملكت يميني اتخذت إحداهما سرية وولدت لي أولادا ثم رغبت في الأخرى
136

فما أصنع قال تعتق التي كنت تطأ ثم تطأ الأخرى ثم قال إنه يحرم عليك مما ملكت يمينك ما يحرم عليك في كتاب الله
من الحرائر الا العدد أو قال الا الأربع ويحرم عليك من الرضاع ما يحرم عليك في كتاب الله من النسب * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن المنذر والبيهقي عن علي انه سئل عن رجل له أمتان أختان وطئ إحداهما ثم أراد أن يطأ الأخرى
قال لا حتى يخرجها من ملكة قيل فان زوجها عبده قال لا حتى يخرجها من ملكه * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود انه سئل عن الرجل يجمع بين الأختين الأمتين
فكرهه فقيل يقول الله الا ما ملكت ايمانكم فقال وبعيرك أيضا مما ملكت يمينك * وأخرج ابن المنذر
والبيهقي في سننه عن ابن مسعود قال بحرم من الإماء ويحرم من الحرائر الا العدد * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي
شيبة عن عمار بن ياسر قال ما حرم الله من الحرائر شيئا الا قد حرمه من الإماء الا العدد * وأخرج ابن أبي شيبة
والبيهقي من طريق أبى صالح عن علي بن أبي طالب قال في الأختين المملوكتين أحلتهما آية وحرمتهما آية ولا
آمر ولا أنهى ولا أحل ولا أحرم ولا أفعله أنا ولا أهل بيتي * واخرج عبد الرزاق والبيهقي عن عكرمة قال ذكر عند
ابن عباس قول على في الأختين من ملك اليمين فقالوا ان عليا قال أحلتهما آية وحرمتهما آية قال ابن عباس
عند ذلك أحلتهما آية وحرمتهما آية انما يحرمهن على قرابتي منهن ولا يحرمهن على قرابة بعضهن من بعض
لقول الله والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم * واخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبيهقي عن ابن عمر
قال إذا كان للرجل جاريتان اختان فغشى إحداهما فلا يقرب الأخرى حتى يخرج الذي غشى عن ملكه
* وأخرج ابن المنذر عن القاسم بن محمد أن حيا سألوا معاوية عن الأختين مما ملكت اليمين يكونان عند الرجل
يطؤهما قال ليس بذلك باس فسمع بذلك النعمان بن بشير فقال أتيت بكذا وكذا قال نعم قال أرأيت لو كان عند
الرجل أخته مملوكة يجوز له أن يطأ ها قال أما والله لربما وددتني أدرك فقل لهم اجتنبوا ذلك فإنه لا ينبغي لهم فقال
انما هي الرحم من العتاقة وغيرها * وأخرج مالك وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها * وأخرج البيهقي
عن مقاتل بن سليمان قال انما قال الله في نساء الآباء الا ما قد سلف لان العرب كانوا ينكحون نساء الآباء ثم
حرم النسب والصهر فلم يقل الا ما قد سلف لان العرب كانت لا تنكح النسب والصهر وقال في الأختين الا ما قد
سلف لانهم كانوا يجمعون بينهما فحرم جمعهما جميعا الا ما قد سلف قبل التحرم ان الله كان غفورا رحيما لما كان
من جماع الأختين قبل التحريم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن وهب بن منبه انه سئل عن وطئ الأختين
الأمتين فقال أشهد انه فيما أنزل الله على موسى عليه السلام انه ملعون من جمع بين الأختين * وأخرج
مالك وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن عمر بن الخطاب انه سئل عن المرأة وابنتها من ملك اليمين
هل توطأ إحداهما بعد الأخرى فقال عمر ما أحب ان أجيرهما جميعا ونهاه * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن
عباس انه سئل عن الرجل يقع على الجارية وابنتها يكونان عنده مملوكتين فقال حرمتها آية وأحلتهما
آية ولم أكن لأفعله * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي انه سئل عن ذلك فقال إذا أحلت لك آية وحرمت عليك
أخرى فان أملكهما آية الحرام ما فصل لنا حرتين ولا مملوكتين * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن
الضريس عن وهب بن منبه قال في التوراة ملعون من نظر إلى فرج امرأة وابنتها ما فصل لنا حرة ولا مملوكة
* وأخرج عبد الرزاق عن إبراهيم النخعي قال من نظر إلى فرج امرأة وابنتها لم ينظر الله إليه يوم القيامة * وأخرج
ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال لا ينظر الله إلى رجل نظر إلى فرج امرأة وابنتها * قوله تعالى (والمحصنات من
النساء) * أخرج الطيالسي وعبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود
والترمذي والنسائي وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطحاوي وابن حبان والبيهقي في سننه عن أبي
سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث يوم حنين جيشا إلى أوطاس فلقوا عدوا فقاتلوهم
فظهروا عليهم وأصابوا لهم سبايا فكان ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرجوا من غشيانهن من
137

أجل أزواجهن من المشركين فأنزل الله في ذلك والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم يقول الا ما أفاء الله
عليكم فاستحللنا بذلك فروجهن * وأخرج الطبراني عن ابن عباس في الآية قال نزلت يوم حنين لما فتح الله حنينا
أصاب المسلمين نساء لهن أزواج وكان الرجل إذا أراد ان يأتي المرأة قالت إن لي زوجا فسئل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن ذلك فأنزلت هذه الآية والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم يعنى السبية من المشركين تصاب
لا باس بذلك * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن سعيد بن جبير في الا آية قال نزلت في نساء أهل حنين لما افتتح
رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا أصاب المسلمون سبايا فكان الرجل إذا أراد ان يأتي المرأة منهن قالت إن لي
زوجا فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له فأنزل الله والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم قال
السبايا من ذوات الأزواج * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي
عن ابن عباس في قوله والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم قال كل ذات زوج اتيانها زنا الا ما سبيت
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية يقول كل امرأة لها زوج فهي عليك
حرام الا أمة ملكتها ولها زوج بأرض الحرب فهي لك حلال إذا استبرأتها * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة
والطبراني عن علي وابن مسعود في قوله والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم قال على المشركات إذا سبين
حلت له وقال ابن مسعود المشركات والمسلمات * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
ابن مسعود في قوله والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم قال كل ذات زوج عليك حرام الا ما اشتريت
بمالك وكان يقول بيع الأمة طلاقها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال طلاق الأمة 7 ست بيعها طلاقها
وعتقها طلاقها وهبتها طلاقها وبراءتها طلاقها وطلاق زوجها طلاقها * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال
إذا بيعت الأمة ولها زوج فسيدها أحق ببضعها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس والمحصنات من النساء قال
ذوات الأزواج * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر عن أنس بن مالك والمحصنات من النساء قال ذوات
الأزواج الحرائر حرام الا ما ملكت أيمانكم * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود والمحصنات من النساء قال
ذوات الأزواج * وأخرج مالك وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن سعيد بن
المسيب والمحصنات من النساء قال هن ذوات الأزواج ومرجع ذلك إلى أن الله حرم الزنا * وأخرج ابن أبي شيبة عن
مجاهد والمحصنات من النساء قال نهين عن الزنا * وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي في الآية قال نزلت يوم أو طاس
* وأخرج ابن جرير عن أبي سعيد الخدري قال كان النساء يأتيننا ثم يهاجر أزواجهن فمنعناهن بقوله والمحصنات
من النساء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس والمحصنات من النساء يعنى بذلك ذوات الأزواج من
النساء لا يحل نكاحهن يقول لا تحلب ولا تعد فتنشز على بعلها وكل امرأة لا تنكح الا ببينة ومهر فهي من المحصنات
التي حرم الا ما ملكت أيمانكم يعنى التي أحل الله من النساء وهو ما أحل من حرائر النساء مثنى وثلاث ورباع
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس والمحصنات من النساء قال لا يحل له ان يتزوج فوق أربع فما
زاد فهو عليه حرام كأمه وأخته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي العالية قال يقول انكحوا ما طاب لكم
من النساء مثنى وثلاث ورباع ثم حرم ما حرم من النسب والصهر ثم قال والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم
فرجع إلى أول السورة إلى أربع فقال هن حرام أيضا الا لمن نكح بصداق وسنة وشهود * وأخرج عبد الرزاق
وابن أبي شيبة وابن جرير عن عبيدة قال أحل الله لك أربعا في أول السورة وحرم نكاح كل محصنة بعد الأربع
الا ما ملكت يمينك * وأخرج ابن جرير عن عطاء انه سئل عن قوله والمحصنات من النساء فقال حرم ما فوق
الأربع منهن * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله والمحصنات قال العفيفة
العاقلة من مسلمة أو من أهل الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عباس في قوله الا
ما ملكت أيمانكم قال الا الأربع اللاتي ينكحن بالبينة والمهر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن
ابن عباس الا ما ملكت أيمانكم قال ينزع الرجل وليدته امرأة عبده * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
في قوله والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم قال هي حل للرجل الا ما أنكح مما ملكت يمينه فإنها لا تحل
138

له * وأخرج ابن جرير عن عمرو بن مرة قال قال رجل لسعيد بن جبير أما رأيت ابن عباس حين سئل عن
هذه الآية والمحصنات من النساء فلم يقل فيها شيئا فقال كان لا يعلمها * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال لو أعلم
من يفسر لي هذه الآية لضربت إليه أكباد الا بل قوله والمحصنات من النساء الآية * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي
السوداء قال سألت عكرمة عن هذه الآية والمحصنات من النساء فقال لا أدرى * وأخرج ابن أبي حاتم من
طريق الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الاحصان إحصانان إحصان
نكاح وإحصان عفاف قال ابن أبي حاتم قال أبى هذا حديث منكر * وأخرج ابن جرير عن ابن شهاب انه سئل
عن قوله والمحصنات من النساء قال ترى انه حرم في هذه الآية المحصنات من النساء ذوات الأزواج أن ينكحن مع
أزواجهن والمحصنات العفائف ولا يحللن الا بنكاح أو ملك يمين والاحصان إحصانان إحصان تزويج وإحصان
عفاف في الحرائر والمملوكات كل ذلك حرم الله الا بنكاح أو ملك يمين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد
عن مجاهد انه كان يقرأ كل شئ في القرآن والمحصنات بكسر الصاد الا التي في النساء والمحصنات من النساء
بالنصب * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود انه قرأ والمحصنات من النساء بنصب الصاد وكان يحيى بن ثاب
يقرأ والمحصنات بكسر الصاد * وأخرج عبد بن حميد عن الأسود انه كان ربما قرأ والمحصنات والمحصنات * وأخرج
عبد بن حميد عن عكرمة ان هذه الآية التي في سورة النساء والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم نزلت في
امرأة يقال لها معاذة وكانت تحت شيخ من بنى سدوس يقال له شجاع بن الحرث وكان معها ضرة لها قد ولدت
لشجاع أولادا رجالا وان شجاعا انطلق يمير أهله من هجر فمر بمعاذة ابن عم لها فقالت له احملني إلى أهلي فإنه
ليس عند هذا الشيخ خير فاحتملها فانطلق بها فوافق ذلك جيئة الشيخ فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله وأفضل العرب انى خرجت أبغيها الطعام في رجب فتولت وألطت بالذنب وهي شر غالب
لمن غلب رأت غلاما واركا على قتب لها وله أرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم على على فان كان الرجل
كشف بها ثوبا فارجموها والا فردوا على الشيخ امرأته فانطلق مالك بن شجاع وابن ضرتها فطلبها فجاء بها ونزلت
بيتها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عبيدة السلماني في قوله كتاب الله
عليكم قال الأربع * وأخرج ابن جرير من طريق عبيدة عن عمر بن الخطاب مثله * وأخرج ابن المنذر من
طريق ابن جريج عن ابن عباس كتاب الله عليكم قال واحدة إلى أربع في النكاح * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم كتاب الله عليكم قال ما حرم عليكم * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس
انه قرأ وأحل لكم بضم الألف وكسر الحاء * وأخرج عن عاصم انه قرأ وأحل لكم بالنصب * وأخرج ابن أبي
حاتم عن أبي مالك قال وراء أمام في القرآن كله غير حرفين وأحل لكم ما وراء ذلكم يعنى سوى ذلكم فمن ابتغى
وراء ذلك يعنى سوى ذلك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى وأحل لكم ما وراء ذلك قال ما دون
الأربع * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس كتاب الله عليكم قال هذا النسب وأحل لكم ما
وراء ذلكم قال ما وراء هذا النسب * وأخرج ابن جرير عن عطاء وأحل لكم ما وراء ذلكم قال ما وراء ذات القرابة
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة وأحل لكم ما وراء ذلكم قال ما ملكت أيمانكم * وأخرج ابن أبي
حاتم عن عبيدة السلماني وأحل لكم ما وراء ذلكم قال من الإماء يعنى السراري * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله محصنين قال متناكحين غير مسافحين قال غير زانين بكل زانية
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس انه سئل عن السفاح قال الزنا * قوله تعالى (فما استمتعتم الآية)
* أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه عن ابن عباس في قوله فما استمتعتم به منهن
فآتوهن أجورهن فريضة يقول إذا تزوج الرجل منكم المرأة ثم نكحها مرة واحدة فقد وجب صداقها
كله والاستمتاع هو النكاح وهو قوله وآتوا النساء صدقاتهن نحلة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
قال كان متعة النساء في أول الاسلام كان الرجل يقدم البلدة ليس معه من يصلح له ضيعته ولا يحفظ متاعه
فيتزوج المرأة إلى قدر ما يرى أنه يفرغ من حاجته فتنظر له متاعه وتصلح له ضيعته وكان يقرأ فما استمتعتم
139

به منهن إلى أجل مسمى نسختها محصنين غير مسافحين وكان الاحصان بيد الرجل يمسك متى شاء ويطلق
متى شاء * وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال كانت المتعة في أول الاسلام وكانوا يقرؤن
هذه الآية فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى الآية فكان الرجل يقدم البلدة ليس له بها معرفة فيتزوج
بقدر ما يرى أنه يفرغ من حاجته لتحفظ متاعه وتصلح له شأنه حتى نزلت هذه الآية حرمت عليكم أمهاتكم
إلى آخر الآية فنسخ الأولى فحرمت المتعبة وتصديقها من القرآن الا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم وما
سوى هذا الفرج فهو حرام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف والحاكم
وصححه من طرق عن أبي نضرة قال قرأت على ابن عباس فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة
قال ابن عباس فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فقلت ما نقرؤها كذلك فقال ابن عباس والله لأنزلها الله
كذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال في قراءة أبي بن كعب فما استمتعتم به منهن إلى أجل
مسمى * وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن سعيد بن جبير قال في قراءة أبي بن كعب فما استمتعتم به منهن
إلى أجل مسمى * وأخرج عبد الرزاق عن عطاء انه سمع ابن عباس يقرؤها فما استمتعتم به منهن إلى أجل
فآتوهن أجورهن وقال ابن عباس في حرف أبى إلى أجل مسمى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن
مجاهد فما استمتعتم به منهن قال يعنى نكاح المتعة * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال هذه المتعة
الرجل ينكح المرأة بشرط إلى أجل مسمى فإذا انقضت المدة فليس له عليها سبيل وهي منه بريئة وعليها أن
تستبرئ ما في رحمها وليس بينهما ميراث ليس يرث واحد منهما صاحبه * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة
والبخاري ومسلم عن ابن مسعود قال كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا نساؤنا فقلنا ألا
نستخصي فنهانا عن ذلك ورخص لنا أن نتزوج المرأة بالثوب إلى أجل ثم قرأ عبد الله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا
طيبات ما أحل الله لكم * وأخرج عبد الرزاق وأحمد ومسلم عن سيرة الجهني قال أذن لنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم عام فتح مكة في متعة النساء فخرجت أنا ورجل من قومي ولى عليه فضل في الجمال وهو قريب من
الدمامة مع كل واحد منا برد أما بردى فخلق واما برد ابن عمى فبرد جديد غض حتى إذا كنا با على مكة تلقتنا فتاة
مثل البكرة العنطنطة فقلنا هل لك أن يستمتع منك أحدنا قالت وما تبذلان فنشر كل واحد منا برده فجعلت تنظر
إلى الرجلين فإذا رآها صاحب قال إن برد هذا خلق وبردي جديد غض فتقول وبرد هذا لا باس به ثم استمتعت منها
فلم تخرج حتى حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم عن سبرة قال رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم قائما بين الركن والباب وهو يقول يا أيها الناس انى كنت أذنت لكم في الاستمتاع الا وان
الله حرمها إلى يوم القيامة فمن كان عنده منهن شئ فليخل سبيلها ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئا * وأخرج ابن أبي
شيبة وأحمد ومسلم عن سلمة بن الأكوع قال رخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في متعة النساء عام أو طاس
ثلاثة أيام ثم نهى عنها بعدها * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر والنحاس من طريق عطاء عن ابن عباس
في قوله فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة قال نسختها يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن
لعدتهن والمطلقات يتربصن بأنفسهن من ثلاثة قروء واللاتي يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن
ثلاثة أشهر * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر والنحاس والبيهقي عن سعيد بن المسيب قال نسخت آية
الميراث المتعة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر والبيهقي عن ابن معسود قال المتعة منسوخة نسخها الطلاق
والصدقة والعدة والميراث * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن علي قال نسخ رمضان كل صوم ونسخت الزكاة
كل صدقة ونسخ المتعة الطلاق والعدة والميراث ونسخت الضحية كل ذبيحة * وأخرج عبد الرزاق وأبو داود في
ناسخه وابن جرير عن الحكم انه سئل عن هذه الآية أمنسوخة قال لا وقال على لولا أن عمر نهى عن المتعة مازنا
الأشقى * وأخرج البخاري عن أبي جمرة قال سئل ابن عباس عن متعة النساء فرخص فيها فقال له مولى له انما
كان ذلك وفى النساء قلة والحال شديد فقال ابن عباس نعم * وأخرج البيهقي عن علي قال نهى رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن المتعة وانما كانت لمن لم يجد فلما نزل النكاح والطلاق والعدة والميراث بين الزوج والمرأة نسخت
140

* وأخرج النحاس عن علي بن أبي طالب انه قال لابن عباس انك رجل تائه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى
عن المتعة * وأخرج البيهقي عن أبي ذر قال انما أحلت لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متعة النساء ثلاثة
أيام ثم نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج البيهقي عن عمرانه خطب فقال ما بال رجال ينكحون
هذه المتعة وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها لا أوتي بأحد نكحها الا رجمته * وأخرج مالك وعبد
الرزاق وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن علي بن أبي طالب ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية * وأخرج مالك وعبد الرزاق عن
عروة بن الزبير ان خولة بنت حكيم دخلت على عمر بن الخطاب فقالت إن ربيعة بن أمية استمتع بامرأة مولدة
فحملت منه فخرج عمر بن الخطاب يجر رداءه فزعا فقال هذه المتعة ولو كنت تقدمت فيها لرجمت * وأخرج عبد
الرزاق عن خالد بن المهاجر قال أرخص ابن عباس للناس في المتعة فقال له ابن أبي عمرة الأنصاري ما هذا يا أبا
عباس فقال ابن عباس فعلت مع امام المتقين فقال ابن أبي عمرة اللهم غفرا انما كانت المتعة رخصة كالضرورة إلى
الميتة والدم ولحم الخنزير ثم احكم الله الدين بعد * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال والله ما كانت المتعة الا
ثلاثة أيام أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ما كانت قبل ذلك ولا بعد * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن
المسيب قال نهى عمر عن متعتين متعة النساء ومتعة الحج * وأخرج ابن أبي شيبة عن نافع ان ابن عمر سئل عن
المتعة فقال حرام فقيل له انه ابن عباس يفتى بها قال فهلا ترمرم بها في زمان عمر * وأخرج البيهقي عن ابن عمر
قال لا يحل لرجل ان ينكح امرأة الا نكاح الاسلام بمهرها ويرثها وترثه ولا يقاضيها على أجل انها امرأته فان
مات أحدهما لم يتوارثا * وأخرج ابن المنذر والطبراني والبيهقي من طريق سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس
ماذا صنعت ذهب الركاب بفتياك وقالت فيه الشعراء قال وما قالوا قلت قالوا
أقول للشيخ لما طال مجلسه * يا صاح هل لك في فتيا ابن عباس
هل لك في رخصة الأطراف آنسة * تكون مثواك حتى مصدر الناس
فقال انا لله وانا إليه راجعون لا والله ما بهذا أفتيت ولا هذا أردت ولا أحللتها الا للمضطر ولا أحللت منها الا ما أحل
الله من الميتة والدم ولحم الخنزير * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس قال يرحم الله
عمر ما كانت المتعة الا رحمة من الله رحم بها أمة محمد ولولا نهيه عنها ما احتاج إلى الزنا الأشقى قال وهي التي في سورة
النساء فما استمتعتم به منهن إلى كذا وكذا من الاجل على كذا وكذا قال وليس بينهما وراثة فان بدا لهما ان يتراضيا
بعد الاجل فنعم وان تفرقا فنعم وليس بينهما نكاح وأخبر انه سمع ابن عباس يراها الآن حلالا * وأخرج ابن
المنذر من طريق عمار مولى الشريد قال سالت ابن عباس عن المتعة أسفاح هي أم نكاح فقال لا سفاح ولا
نكاح قلت فما هي قال هي المتعة كما قال الله قلت هل لها من عدة قال نعم عدتها حيضة قلت هل يتوارثان قال لا
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فآتوهن أجورهن فريضة قال ما تراضوا عليه من قليل أو كثير * وأخرج ابن
جرير عن حضرمي ان رجالا كانوا يفرضون المهر ثم عسى ان يدرك أحدهم العسرة فقال الله ولا جناح عليكم فيما
تراضيتم به من بعد الفريضة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه من طريق على
عن ابن عباس في قوله ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة قال التراضي ان يوفى لها صداقها ثم يخيرها
* وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن شهاب في الآية قال نزل ذلك في النكاح فإذا فرض الصداق فلا جناح عليهما
فيما تراضيا به من بعد الفريضة من انجاز صداقها قليل أو كثير * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن أبي حاتم عن
ربيعة في الآية قال إن أعطت زوجها من بعد الفريضة أو وضعت إليه فذلك الذي قال * وأخرج ابن جرير عن ابن
زيد في الآية قال إن وضعت لك منه شئ فهو سائغ * وأخرج عن السدى في الآية قال إن شاء أرضاها من بعد
الفريضة الأولى التي تمتع بها فقال أتمتع منك أيضا بكذا وكذا قبل ان يستبرئ رحمها والله أعلم * قوله تعالى (ومن
لم يستطع) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس ومن لم يستطع
منكم طولا يقول من لم يكن له سعة ان ينكح المحصنات يقول الحرائر فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات
141

فلينكح من إماء المؤمنين محصنات غير مسافحات يعنى عفائف غير زوان في سر ولا علانية ولا متخذات أخدان
يعنى أخلاء فإذا أحصن فان أتين بفاحشة يعنى إذ تزوجت حرا ثم زنت فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب
قال من الجلد ذلك لمن خشى العنت هو الزنا فليس لأحد من الأحرار ان ينكح أمة الا ان لا يقدر على حرة وهو
يخشى العنت وان تصبروا عن نكاح الإماء فهو خير لكم * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير عن
الحسن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان تنكح الأمة على الحرة وتنكح الحرة على الأمة ومن وجد طولا
لحرة فلا ينكح أمة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد ومن لم يستطع منكم طولا
يعنى من لم يجد منكم غنى ان ينكح المحصنات يعنى الحرائر فلينكح الأمة المؤمنة وان تصبروا عن نكاح الإماء خير
لكم وهو حلال * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن جابر بن عبد الله انه سئل عن الحر يتزوج الأمة فقال إذا كان
ذا طول فلا قيل إن وقع حب الأمة في نفسه ان خشى العنت فليتزوجها * وأخرج ابن المنذر عن ابن
مسعود قال انما أحل الله نكاح الإماء لن لم يستطع طولا وخشي العنت على نفسه * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
المنذر عن مجاهد قال مما وسع الله به على هذه الأمة نكاح الامرة واليهودية والنصرانية وان كان موسرا * وأخرج
ابن جرير عن السدى من فتياتكم قال إمائكم * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبيهقي عن
مجاهد قال لا يصلح نكاح إماء أهل الكتاب ان لله يقول من فتياتكم المؤمنات * وأخرج ابن المنذر والبيهقي
عن الحسن قال انما رخص في الأمة المسلمة لمن لم يجد طولا * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال انما رخص
لهذه الأمة في نكاح نساء أهل الكتاب ولم يرخص لهم في الإماء * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن عباس
قال لا يتزوج الحر من الإماء الا واحدة * وأخرج ابن أبي شيبة عن قتادة قال انما أحل الله واحدة لمن خشى
العنت على نفسه ولا يجده طولا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان ثم قال في التقديم والله أعلم بايمانكم
بعضكم من بعض * وأخرج ابن المنذر عن السدى فانكحوهن باذن أهلهن قال باذن مواليهن وآتوهن
أجورهن قال مهورهن * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال المسافحات المعلنات بالزنا والمتخذات أخدان ذات
الخليل الواحد قال كان أهل الجاهلية يحرمون ما ظهر من الزنا ويستحلون ما خفى يقولون أماما ظهر منه
فهو لؤم وأما ما خفى فلا باس بذلك فأنزل الله ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن * وأخرج ابن أبي حاتم
عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أحصن قال إحصانها اسلامها وقال على اجلدوهن قال ابن أبي
حاتم حديث منكر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود
أنه سئل عن أمة زنت وليس لها زوج فقال اجلدوها خمسين جلدة قال إنها لم تحصن قال اسلامها إحصانها
وأخرج عبد الرزاق عن ابن عمر قال في الأمة إذا كانت ليست بذات زوج فزنت جلدت نصف ما على المحصنات
من العذاب * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود أنه قرأ فإذا أحصن بفتح الألف وقال إحصانها اسلاما
* وأخرج ابن جرير عن إبراهيم فإذا أحصن قال إذا أسلمن * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن
إبراهيم انه كان يقرأ فإذا أحصن قال إذا أسلمن وكان مجاهد يقرأ فإذا أحصن يقول إذا تزوجن ما لم تزوج فلا حد
عليها * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس انه قرأها فإذا أحصن يعنى
برفع الألف يقول أحصن بالأزواج يقول لا تجلد أمة حتى تزوج * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن
ابن عباس قال انما قال الله فإذا أحصن فان أتين بفاحشة فعليهن فليس يكون عليها حد حتى تحصن * وأخرج
سعيد بن منصور وابن خزيمة والبيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على الأمة حد
حتى تحصن بزوج فإذا أحصنت بزوج فعليها نصف ما على المحصنات قال ابن خزيمة والبيهقي رفعه خطا
والصواب وقفه * واخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن ابن عباس انه كان يقرأ فإذا أحصن يقول فإذا تزوجن
* وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور عن ابن عباس انه كان لا يرى على الأمة حدا حتى تزوج زوجا حرا
* وأخرج عبد الرزاق والبخاري ومسلم عن زيد بن خالد الجهني ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الأمة إذا زنت
ولم تحصن قال اجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم بيعوها ولو بضفير * وأخرج سعيد بن منصور
142

وابن المنذر عن أنس بن مالك انه كان يضرب إمائه الحد إذا زنين تزوجن أو لم يتزوجن * وأخرج عبد بن حميد
عن مجاهد قال في بعض القراءة فان أتوا أو أتين بفاحشة * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود في قوله فعليهن
نصف ما على المحصنات من العذاب قال خمسون جلدة ولا نفي ولا رجم * واخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن
عباس قال حد العبد يفترى على الحر أربعون * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال العنت الزنا * وأخرج
الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن العنت قال الائم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم
أما سمعت قول الشاعر رأيتك تبتغى عنتي وتسعى * على الساعي على بغير دخل
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد وان تصبروا خير لكم قال عن نكاح الإماء * وأخرج ابن
المنذر عن ابن مسعود وان تصبروا خير لكم قال عن نكاح الإماء * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة وان تصبروا عن
نكاح الأمة خير وهو حل لكم استرقاق أولادهن * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال إن
تصبر ولا تنكح الأمة فيكون ولدك مملوكين فهو خير لك * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة عن ابن
عباس قال تزحف ناكح الإماء عن الزنا الا قليلا * وأخرج عبد الرزاق عن أبي هريرة وعن سعيد بن جبير مثله
* واخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة عن عمر بن الخطاب قال إذا نكح العبد الحرة فقد أعتق نصفه وإذا نكح الحر
الأمة فقد ارق نصفه * واخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال نكاح الأمة كالميتة والدم ولحم الخنزير لا يحل الا للمضطر
* قوله تعالى (يريد الله ليبين لكم) * اخرج ابن جرير وابن أبي الدنيا في التوبة والبيهقي في الشعب عن ابن
عباس قال ثماني آيات نزلت في سورة النساء هن خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت أولهن يريد
الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والثانية والله يريد أن يتوب عليكم
ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما والثالثة يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا
والرابعة ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما والخامسة ان الله
لا يظلم مثقال ذرة الآية والسادسة ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله الآية والسابعة ان الله
لا يغفر ان يشرك به ويغفر الآية والثامنة والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف
يؤتيهم أجورهم وكان الله للذي عملوا من الذوب غفورا رحيما * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان
بريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم من تحرم الأمهات والبنات كذلك كان سنة الذين من قبلكم
وفى قوله ان تميلوا ميلا عظيما قال الميل العظيم ان اليهود يزعمون أن نكاح الأخت من الأب حلال من الله
* واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى ويريد الذين يتبعون الشهوات قال هم اليهود والنصارى
* واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ويريد الذين يتبعون الشهوات قال الزنا
ان تميلوا ميلا عظيما قال يريدون ان تكونوا مثلهم تزنون كما يزنون * واخرج ابن المنذر من وجه آخر عن مجاهد
عن ابن عباس ويريد الذين يتبعون الشهوات قال الزنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد يريد الله ان يخفف عنكم يقول في نكاح الأمة وفى كل شئ فيه يسر * وأخرج عبد الرزاق
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن طاوس وخلق الانسان ضعيفا قال في أمر النساء ليس يكون الانسان في
شئ أضعف منه في النساء قال وكيع يذهب عقله عندهن * وأخرج الخرائطي في اعتلال لقلوب عن طاوس في
قوله وخلق الانسان ضعيفا قال إذا نظر إلى النساء لم يصبر * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد يريد الله ان يخفف عنكم
قال رخص لكم في نكاح الإماء حين اضطروا إليهن وخلق الانسان ضعيفا قال لو لم يرخص له فيها لم يكن الا الامر
الأول إذا لم يجد حرة * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) * أخرج ابن أبي حاتم
والطبراني بسند صحيح عن ابن مسعود في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل قال إنها محكمة
ما نسخت ولا تنسخ إلى يوم القيامة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال اما أكلهم أموالهم
بينهم بالباطل فالزنا والقمار والبخس والظلم الا ان تكون تجارة فليرب الدرهم ألفا ان استطاع * وأخرج ابن
جرير عن عكرمة والحسن في الآية قال كان الرجل يتحرج ان يأكل عند أحد من الناس بعد ما نزلت هذه الآية
143

فنسخ ذلك بالآية التي في النور ولا على أنفكسم ان تأكلوا من بيوتكم الآية * قوله تعالى (الا ان تكون تجارة عن
تراض منكم) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال عن تراض في
تجارة بيع أو عطاء يعطيه أحدا أحدا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في سننه عن قتادة في الآية قال
التجارة رزق من رزق الله وحلال من حلال الله لمن طلبها بصدقها وبرها وقد كنا نحدث ان التاجر الأمين الصدوق مع
السبعة في ظل العرش يوم القيامة * وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله
عليه وسلم التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء * وأخرج ابن ماجة والحاكم والبيهقي عن
ابن عمر مرفوعا التاجر الصدوق الأمين المسلم مع الشهداء يوم القيامة * وأخرج الحاكم عن رافع بن خديج قال قيل
يا رسول الله أي الكسب أطيب قال كسب الرجل بيده وكل بيع مبرور * وأخرج الحاكم والبيهقي في سننه عن أبي
بردة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الكسب أطيب أو أفضل قال عمل الرجل بيده كل بيع مبرور
* وأخرج سعيد بن منصور عن نعيم بن عبد الرحمن الأزدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أعشار الرزق
في التجارة والعشر في المواشي * وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن صفوان بن أمية قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم اعلم أن عون الله مع صالحي التجار * وأخرج الأصبهاني عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
التاجر الصدوق في ظل العرش يوم القيامة * وأخرج الأصبهاني عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان أطيب الكسب كسب التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا وإذا وعدوا لم يخلفوا وإذا ائتمنوا لم يخونوا وإذا
اشتروا لم يذموا وإذا باعوا لم يمدحوا وإذا كان عليهم لم يمطلوا وإذا كان لهم لم يعسروا * وأخرج الأصبهاني عن أبي
امامة مرفوعا ان التاجر إذا كان فيه أربع خصال طاب كسبه إذا اشترى لم يذم وإذا باع لم يمدح ولم يدلس في البيع
ولم يحلف فيما بين ذلك * وأخرج الحاكم وصححه عن رفاعة بن رافع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
التجار يبعثون يوم القيامة فجارا الامن اتقى الله وبر وصدق * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن شبل
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن التجار هم الفجار قالوا يا رسول الله أليس قد أحل الله البيع قال بلى
ولكنهم يحلفون فيأثمون ويحدثون فيكذبون * وأخرج الحاكم وصححه عن عمر بن تغلب قال قال رسول
صلى الله عليه وسلم ان من أشراط الساعة ان يفيض المال ويكثر الجهل وتظهر الفتن وتفشو التجارة * قوله
تعالى (عن تراض منكم) * أخرج ابن ماجة وابن المنذر عن ابن سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما
البيع عن تراض * وأخرج ابن جرير عن ميمون بن مهران قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البيع عن
تراض والخيار بعد الصفقة ولا يحل لمسلم ان يغش مسلما * وأخرج عبد بن حميد عن أبي زرعة انه باع فرسا له
فقال لصاحبه اختر فخيره ثلاثا ثم قال له خيرني فخيره ثلاثا ثم قال سمعت أبا هريرة يقول هذا البيع عن تراض
* وأخرج ابن ماجة عن جابر بن عبد الله قال اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل من الاعراب حمل خبط
فلما وجب البيع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اختر فقال الاعرابي عمرك الله بيعا * وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم باع رجلا ثم قال له اختر فقال قد اخترت فقال هكذا البيع * وأخرج ابن جرير
عن أبي زرعة انه كان إذا بايع رجلا يقول له خيرني ثم يقول قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفترق
اثنان الا عن رضا * وأخرج ابن جرير عن أبي قلابة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أهل البقيع لا يتفرقن
بيعان الا عن رضا * وأخرج البخاري والترمذي والنسائي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو يقول أحدهما للآخر اختر * قوله تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم) الآية * أخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح وعكرمة ولا تقتلوا أنفسكم قالا نهاهم عن قتل بعضهم بعضا
* وأخرج ابن المنذر عن مجاهد ولا تقتلوا أنفسكم قال لا يقتل بعضكم بعضا * وأخرج ابن جرير عن عطاء بن أبي
رباح مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن السدى ولا تقتلوا أنفسكم قال أهل دينكم * وأخرج
أحمد وأبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عمرو بن العاصي قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ذات
السلاسل احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد فأشفقت ان اغتسلت ان أهلك فتيممت به ثم صليت بأصحابي صلاة
144

الصبح فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له فقال يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب قلت
نعم يا رسول الله انى احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد فأشفقت ان اغتسلت ان أهلك وذكرت قول الله ولا تقتلوا
أنفسكم فتيممت ثم صليت فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا * وأخرج الطبراني عن ابن
عباس ان عمرو بن العاصي صلى بالناس وهو جنب فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك
له فدعاه فسأله عن ذلك فقال يا رسول الله خشيت أن يقتلني البرد وقد قال الله تعالى ولا تقتلوا أنفسكم ان الله
كان بكم رحيما فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن المنذر
عن عاصم بن بهدلة ان مسروقا أتى صفين فقام بين الصفين فقال يا أيها الناس انصتوا أرأيتم لوان مناديا
ناداكم من السماء فرأيتموه وسمعتم كلامه فقال إن الله ينهاكم عما أنتم فيه أكنتم منتهين قالوا سبحان الله قال
فوالله لقد نزل بذلك جبريل على محمد وما ذاك بأبين عندي منه ان الله قال ولا تقتلوا أنفكسم ان الله كان بكم
رحيما ثم رجع إلى الكوفة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ومن يفعل ذلك يعنى الأموال
والدماء جميعا عدوانا وظلما يعنى متعمدا اعتداء بغير حق وكان ذلك على الله يسيرا يقول كان عذابه على الله هينا
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال قلت لعطاء أرأيت قوله تعالى ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما
فسوف نصليه نارا في كل ذلك أم في قوله ولا تقتلوا أنفسكم قال بل في قوله ولا تقتلوا أنفسكم * قوله تعالى
(ان تجتنبوا) الآية * أخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور في فضائله وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال إن في سورة النساء خمس آيات ما يسرني ان لي بها
الدنيا وما فيها ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها قوله تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه الآية
وقوله ان الله لا يظلم مثقال ذرة الآية وقوله ان الله لا يغفر ان يشرك به الآية وقوله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم
جاؤوك الآية وقوله ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه الآية * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن أنس
ابن مالك قال لم نر مثل الذي بلغنا عن ربنا عز وجل ثم لم نخرج له عن كل أهل ومال أن تجاوز لنا عما دون الكبائر
فما لنا ولها يقول الله ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيأتكم وندخلكم مدخلا كريما * وأخرج
عبد بن حميد عن انس بن مالك قال هان ما سألكم ربكم ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيأتكم
* وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أنس سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ألا ان شفاعتي
لأهل الكبائر من أمتي ثم تلا هذه الآية ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيأتكم الآية * وأخرج
النسائي وابن ماجة وابن جرير وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة وأبى سعيد
ان النبي صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر ثم قال والذي نفسي بيده ما من عبد يصلى الصلوات الخمس ويصوم
رمضان ويؤدى الزكاة ويجتنب الكبائر السبع الا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يوم القيامة حتى أنها لتصطفق
ثم تلا ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه الآية * وأخرج ابن المنذر عن أنس قال مالكم والكبائر وقد وعدتم المغفرة
فيما دون الكبائر * وأخرج ابن جرير بسند حسن عن الحسن ان ناسا لقوا عبد الله بن عمرو بمصر فقالوا نرى
أشياء من كتاب الله أمران يعمل بها لا يعمل بها فأردنا ان نلقى أمير المؤمنين في ذلك فقدم وقدموا معه فلقى عمر
فقال يا أمير المؤمنين ان ناسا لقوني بمصر فقالوا انا نرى أشياء من كتاب الله أمر ان يعمل بها لا يعمل بها فأحبوا
أن يلقوك في ذلك فقال اجمعهم لي فجمعهم له فاخذ أدناهم رجلا فقال أنشدك بالله وبحق الاسلام عليك أقرأت
القرآن كله قال نعم قال فهل أحصيته في نفسك قال لا قال فهل أحصيته في بصرك هل أحصيته في لفظك هل
أحصيته في أثرك ثم تتبعهم حتى أتى على آخرهم قال فثكلت عمر أمه أتكلفونه على أن يقيم الناس على كتاب الله
قد علم ربنا انه ستكون لنا سيئات وتلا أن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيأتكم وندخلكم
مدخلا كريما هل علم أهل المدينة فيما قدمتم قال لا قال لو عملوا لو عظت بكم * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال
انما وعد الله المغفرة لمن اجتنب الكبائر وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا الكبائر وسددوا
وابشروا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في الشعب من طرق عن ابن عباس
145

قال كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة وقد ذكرت الطرفة يعنى النظرة * وأخرج ابن جرير عن أبي الوليد قال سألت
ابن عباس عن الكبائر فقال كل شئ عصى الله فيه فهو كبيرة * واخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كل ما وعد
الله عليه النار كبيرة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال الكبائر كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو لعنة أو
عذاب * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال كل ذنب نسبه الله إلى النار فهو من الكبائر * وأخرج ابن جرير
عن الضحاك قال الكبائر قال الكبائر كل موجبة أوجب الله لأهلها النار وكل عمل يقام به الحد فهو من الكبائر * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان من طرق عن ابن
عباس انه سئل عن الكبائر أسبع هي قال هي إلى السبعين أقرب وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم من طريق سعيد بن جبير ان رجلا سأل ابن عباس كم الكبائر سبع هي قال هي إلى سبعمائة أقرب
منها إلى سبع غير أنه لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار * وأخرج البيهقي في الشعب من طريق قيس
ابن سعد قال قال ابن عباس كل ذنب أصر عليه العبد كبير وليس بكبير ما تاب منه العبد * وأخرج البخاري
ومسلم وأبو داود والنسائي وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتنبوا السبع
الموبقات قالوا وما هن يا رسول الله قال الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق والسحر وأكل الربا
وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات * وأخرج البزار وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الكبائر سبع أولها الاشراك بالله ثم قتل النفس بغير
حقها وأكل الربا وأكل مال اليتيم إلى أن يكبر والفرار من الزحف ورمى المحصنات والانقلاب إلى الاعراب بعد
الهجرة * وأخرج علي بن الجعد في الجعديات عن طيسلة قال سألت ابن عمر عن الكبائر فقال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول هن تسع الاشراك بالله وقذف المحصنة وقتل النفس المؤمنة والفرار من الزحف والسحر
وأكل الربا وأكل مال اليتيم وعقوق الوالدين والالحاد بالبيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتا * وأخرج ابن
راهويه والبخاري في الأدب المفرد وعبد بن حميد وابن المنذر والقاضي إسماعيل في أحكام القرآن وابن المنذر
بسند حسن من طريق طيسلة عن ابن عمر قال الكبائر تسع الاشراك بالله وقتل النسمة يعنى بغير حق وقذف
المحصنة والفرار من الزحف وأكل الربا وأكل مال اليتيم والذي يستسحر والحاد في المسجد الحرام وانكاء
الوالدين من العقوق * وأخرج أبو داود والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه عن
عمير الليثي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أولياء الله المصلون ومن يقيم الصلوات الخمس التي كتبها الله
على عباده ومن يؤدي زكاة ماله طيبة بها نفسه ومن يصوم رمضان يحتسب صومه ويجتنب الكبائر فقال رجل من
الصحابة يا رسول الله وكم الكبائر قال هن تسع أعظمهن الاشراك بالله وقتل المؤمن بغير الحق والفرار يوم الزحف
وقذف المحصنة والسحر وأكل مال اليتيم وأكل الربا وعقوق الوالدين المسلمين واستحلال البيت الحرام قبلتكم
احياء وأمواتا وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من
صلى الصلوات الخمس واجتنب الكبائر السبع نودي من أبواب الجنة ادخل بسلام قيل أسمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يذكر هن قال نعم عقوق الوالدين واشراك بالله وقتل النفس وقذف المحصنات وأكل مال اليتيم
والفرار من الزحف وأكل الربا * وأخرج أحمد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن حبان والحاكم وصححه عن أبي
أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد الله لا يشرك به شيئا وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان
واجتنب الكبائر فله الجنة فسأله رجل ما الكبائر قال الشرك بالله وقتل نفس مسلمة والفرار يوم الزحف * وأخرج
ابن حبان وابن مردويه عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده قال كتب رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى أهل اليمن كتابا فيه الفرائض والسنن والديات وبعث به مع عمرو بن حزم قال وكان في الكتاب ان أكبر
الكبائر عند الله يوم القيامة اشراك بالله وقتل النفس المؤمنة بغير حق والفرار يوم الزحف وعقوق الوالدين ورمى
المحصنة وتعلم السحر وأكل الربا وأكل مال اليتيم * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي
والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم عن أنس قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر فقال الشرك بالله
146

وقتل النفس وعقوق الوالدين وقال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قول الزور أو شهادة الزور * وأخرج الشيخان
والترمذي وابن المنذر عن أبي بكر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلى يا رسول الله
قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور فما زال يكررها
حتى قلنا ليته سكت * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمرو انه سئل عن الخمر فقال سألت عنها رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال هي أكبر الكبائر وأم الفواحش من شرب الخمر ترك الصلاة ووقع على أمه وخالته وعمته * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس انه كان يعد الخمر أكبر الكبائر * وأخرج عبد بن حميد ورستة في كتاب الايمان عن
شعبة مولى ابن عباس قال قلت لابن عباس ان الحسن بن علي سئل عن الخمر أمن الكبائر هي فقال لا فقال ابن
عباس قد قالها النبي صلى الله عليه وسلم إذا شرب سكر وزنى وترك الصلاة فهي من الكبائر * وأخرج أحمد
والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكبائر الاشراك
بالله وعقوق الوالدين أو قتل النفس شك شعبة واليمين الغموس * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي
وحسنه وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني في الأوسط والبيهقي عن عبد الله بن أنيس الجهني قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين واليمين الغموس وما حلف حالف
بالله يمين صبر فادخل فيها مثل جناح بعوضة الا جعلت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد
ابن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عمر وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أكبر الكبائر ان يلعن الرجل والديه قالوا وكيف يلعن الرجل والديه قال يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب
أمه فيسب أمه * وأخرج أبو داود وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من
أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق ومن الكبائر السبتان بالسبة * وأخرج الترمذي
والحاكم وابن أبي حاتم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جمع بين الصلاتين من غير عذر فقد أتى
بابا من أبواب الكبائر * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى قال الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي قتادة العدوي قال قرئ علينا كتاب عمر من الكبائر جمع بين الصلاتين يعنى بغير
عذر والفرار من الزحف والنميمة * وأخرج البزار وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وابن أبي حاتم بسند حسن
عن ابن عباس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الكبائر فقال الشرك بالله واليأس من روح الله والا من
من مكر الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن أبي الدنيا في التوبة عن
ابن مسعود قال أكبر الكبائر الاشراك بالله والأياس من روح الله والقنوط من رحمة الله والامن من مكر الله
* وأخرج ابن المنذر عن علي انه سئل ما أكبر الكبائر فقال الامن لمكر الله والأياس من روح الله والقنوط من
رحمة الله * وأخرج ابن جرير بسند حسن عن أبي امامة ان ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا
الكبائر وهو متكئ فقالوا الشرك بالله وأكل مال اليتيم وفرار يوم الزحف وقذف المحصنة وعقوق الوالدين وقول
الزور والغلول والسحر وأكل الربا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين تجعلون الذين يشترون بعهد الله
وايمانهم ثمنا قليلا إلى آخر الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس مرفوعا الضرار في الوصية من الكبائر
* وأخرج ابن أبي حاتم عن علي قال الكبائر الشرك بالله وقتل النفس وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة والفرار من
الزحف والتعرب بعد الهجرة والسحر وعقوق الوالدين وأكل الربا وفراق الجماعة ونكث الصفقة * وأخرج
البزار وابن المنذر بسند ضعيف عن بريدة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أكبر الكبائر الاشراك بالله
وعقوق الوالدين ومنع فضل الماء ومنع الفحل * وأخرج ابن أبي حاتم عن بريدة قال إن أكبر الكبائر الشرك بالله
وعقوق الوالدين ومنع فضول الماء بعد الري ومنع طروق الفحل الا بجعل * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه
عن عائشة قالت ما أخذ على النساء فمن الكبائر يعنى قوله ان لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين الآية
* وأخرج البخاري في الأدب المفرد والطبراني والبيهقي عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أرأيتم الزاني والسارق وشارب الخمر ما تقولون فيهم قالوا الله ورسوله أعلم قال هن فواحش وفيهن عقوبة الا
147

أنبئكم بأكبر الكبائر الاشراك بالله ثم قرأ ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما وعقوق الوالدين ثم قرأ ان
اشكر لي ولوالديك إلى المصير وكان متكئا فاحتفز فقال الا وقول الزور * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود
قال إن من أكبر الذنب عند الله ان يقول لصاحبه اتق الله فيقول عليك نفسك من أنت تأمرني * وأخرج ابن
المنذر عن سالم بن عبد الله التمار عن أبيه ان أبا بكر وعمرو ناسا من الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكروا أعظم الكبائر فلم يكن عندهم فيها علم ينتهون إليه فأرسلوني إلى عبد الله بن عمرو العاصي أسأله عن
ذلك فأخبرني ان أعظم الكبائر شرب الخمر فأتيتهم فأخبرتهم فأنكروا ذلك وتواثبوا إليه جميعا حتى أتوه في داره
فأخبرهم انهم تحدثوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ملكا من بني إسرائيل أخذ رجلا فخيره ان يشرب الخمر
أو يقتل نفسا أو يزنى أو يأكل لحم خنزير أو يقتله ان أبى فاختار شرب الخمر وانه لما شربها لم يمتنع من شئ
أراده منه وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أحد يشربها فيقبل الله له صلاة أربعين ليلة ولا يموت وفى
مثانته منها شئ الا حرمت عليه الجنة وان مات في الأربعين مات ميتة جاهلية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال الكبائر الاشراك بالله لان الله يقول لا ييأس من روح الله الا
القوم الكافرون والامن لمكر الله لان الله يقول فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون وعقوق الوالدين لان الله
جعل العاق جبارا عصيا وقتل النفس التي حرم الله لان الله يقول فجزاؤه جهنم إلى آخر الآية وقذف المحصنات
لان الله يقول لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم وأكل مال اليتيم لان الله يقول انما يأكلون في بطونهم
نارا وسيصلون سعيرا والفرار من الزحف لان الله يقول ومن يولهم يومئذ دبره إلى قوله وبئس المصير وأكل الربا
لان الله يقول الذين يأكلون الربا لا يقومون الآية والسحر لان الله يقول ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة
من خلاق والزنا لان الله يقول يلق آثاما الآية واليمين الغموس الفاجرة لان الله يقول إن الذين يشترون بعهد
الله وايمانهم الآية والغلول لان الله يقول ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ومنع الزكاة المفروضة لان الله يقول
فكوى بها جباههم الآية وشهادة الزور وكتمان الشهادة لان الله يقول ومن يكتمها فإنه آثم قلبه وشرب الخمر لان
الله عدل بها الأوثان وترك الصلاة متعمدا لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك الصلاة متعمدا فقد برئ
من ذمة الله ورسوله ونقض العهد وقطيعة الرحم لان الله يقول لهم اللعنة ولهم سوء الدار * وأخرج عبد بن حميد
والبزار وابن جرير والطبراني عن ابن مسعود انه سئل عن الكبائر قال ما بين أول سورة النساء إلى رأس ثلاثين آية
منها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال الكبائر من أول سورة النساء
إلى قوله ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود انه سئل عن الكبائر فقال افتتحوا
سورة النساء فكل شئ نهى الله عنه حتى تأتوا ثلاثين آية فهو كبير ثم قرأ مصداق ذلك أن تجتنبوا كبائر ما تنهون
عنه الآية * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس انه قرأ من النساء حتى بلغ ثلاثين آية منها ثم قرأ ان تجتنبوا كبائر
ما تنهون عنه مما في أول السورة إلى حيث بلغ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن إبراهيم قال كانوا يرون ان
الكبائر فيما بين أول هذه السورة سورة النساء إلى هذا الموضع ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه * وأخرج ابن جرير
عن ابن سيرين قال سألت عبيدة عن الكبائر فقال الاشراك بالله وقتل النفس التي حرم الله بغير حقها وفرار يوم
الزحف وأكل مال اليتيم بغير حقه وأكل الربا والبهتان ويقولون أعرابية بعد الهجرة قيل لابن سيرين فالسحر
قال إن البهتان يجمع شرا كبيرا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مغيرة قال كان يقال شتم أبى بكر وعمر رضي الله عنهما
من الكبائر * وأخرج ابن أبي الدنيا في التوبة والبيهقي في الشعب عن الأوزاعي قال كان يقال من الكبائر ان يعمل
الرجل الذنب فيحتقره * وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس قال لا كبيرة بكبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة
بصغيرة مع الاصرار * * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس انه قرأ تكفر بالتاء ونصب الفاء * وأخرج عبد بن
حميد عن قتادة في قوله ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه تكفر عنكم سيأتكم قال انما وعد الله المغفرة لمن اجتنب
الكبائر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله نكفر عنكم سيأتكم قال الصغار وندخلكم
مدخلا كريما قال الكريم هو الحسن في الجنة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة انه كان يقول المدخل
148

الكريم هو الجنة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس انه قرأ مدخلا بضم الميم * قوله تعالى (ولا تتمنوا)
الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والترمذي والحاكم وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم من طريق مجاهد عن أم سلمة انها قالت يا رسول الله تغزو الرجال ولا تغزو ولا نقاتل فنستشهد وانما لنا
نصف الميراث فأنزل الله ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض وأنزل فيها ان المسلمين والمسلمات * وأخرج
ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا نبي الله
للذكر مثل حظ الأنثيين وشهادة امرأتين برجل أفنحن في العمل هكذا ان عملت امرأة حسنة كتبت لها نصف
حسنة فأنزل الله ولا تتمنوا فإنه عدل منى وأنا صنعته * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن عكرمة قال إن
النساء سألن الجهاد فقلن وددن ان الله جعل لنا الغزو فنصيب من الاجر ما يصيب الرجال فأنزل الله ولا تتمنوا
ما فضل الله به بعضكم على بعض * وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن مجاهد وعكرمة في الآية قالا نزلت
في أم سلمة بنت أبي أمية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى ان الرجال قالوا نريد ان يكون لنا من الاجر
الضعف على أجر النساء كما لنا في السهام سهمان فنريد ان يكون لنا في الاجر أجران وقالت النساء نريد أن يكون
لنا أجر مثل أجر الرجال الشهداء فانا لا نستطيع ان نقاتل ولو كتب علينا القتال لقاتلنا فأنزل الله الآية وقال
لهم سلوا الله من فضلة يرزقكم الأعمال وهو خير لكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق
على عن ابن عباس في قوله ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض يقول لا يتمنى الرجل فيقول ليت لي مال
فلان وأهله فنهى الله سبحانه عن ذلك ولكن ليسأل الله من فضله للرجال نصيب مما اكتسبوا يعنى مما ترك
الوالدان والأقربون للذكر مثل حظ الأنثيين * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال لا تمن مال فلان ولا مال فلان وما
يدريك لعل هلاكه في ذلك المال * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال كان أهل الجاهلية لا يورثون
المرأة شيئا ولا الصبى شيئا وانما يجعلون الميراث لمن يحترف وينفع ويدفع فلما لحق للمرأة نصيبها وللصبي نصيبه
وجعل للذكر مثل حظ الأنثيين قالت النساء لو كان جعل أنصباءنا في الميراث كأنصباء الرجال وقال الرجال انا
لنرجوا أن نفضل على النساء بحسنات في الآخرة كما فضلنا عليهن في الميراث فأنزل الله للرجال نصيب مما
اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن يقول المرأة تجزى بحسنتها عشر أمثالها كما يجزى الرجل * وأخرج
ابن جرير عن أبي حريز قال لما نزل للذكر مثل حظ الأنثيين قالت النساء كذلك عليهم نصيبا من الذنوب
كمالهم نصيبان من الميراث فأنزل الله للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن يعنى الذنوب
* وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل للرجال نصيب مما اكتسبوا قال من الاثم وللنساء نصيب مما اكتسبن قال من
الاثم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن سيرين انه كان إذا سمع الرجل يتمنى في الدنيا قال قد
نهاكم الله عن هذا ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ودلكم على خير منه وسلوا الله من فضله * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد واسئلوا الله من فضله قال ليس بعرض الدنيا * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير واسئلوا الله من فضله قال العبادة ليس من أمر الدنيا * وأخرج الترمذي
عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوا الله من فضله فان الله يحب ان يسأل * وأخرج ابن
جرير من طريق حكيم بن جبير عن رجل لم يسمه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوا الله من فضله
فان الله يحب ان يسأل وان من أفضل العبادة انتظار الفرج * وأخرج أحمد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما سال رجل مسلم الله الجنة ثلاثا الا قالت الجنة اللهم أدخله ولا استجار رجل مسلم من النار ثلاثا
الا قالت النار اللهم أجره * قوله تعالى (ولكل جعلنا موالى) * أخرج البخاري وأبو داود والنسائي وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس والحاكم والبيهقي في سننه عن ابن عباس ولكل جعلنا موالى قال ورثة والذين
عاقدت ايمانكم قال كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه للاخوة التي آخى
النبي صلى الله عليه وسلم بينهم فلما نزلت ولكل جعلنا موالى نسخت ثم قال والذين عاقدت ايمانكم فآتوهم نصيبهم
من النصر والرفادة والنصيحة وقد ذهب الميراث ويوصى له * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في
149

ناسخه وابن مردويه عن ابن عباس ولكل جعلنا موالى قال عصبة والذين عاقدت ايمانكم قال كان الرجل يعاقد
الرجل أيهما مات ورثه الآخر فأنزل الله وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض من المؤمنين والمهاجرين الا ان
تفعلوا إلى أوليائكم معروفا يقول الا ان يوصوا إلى أولياءهم الذين عاقدوا وصية فهو لهم جائز من ثلث مال الميت
وهو المعروف * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ولكن جعلنا موالى قال الموالى العصبة هم كانوا في الجاهلية
الموالى فلما دخلت العجم على العرب لم يجدوا لهم اسما فقال الله فان لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم
فسموا الموالى * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله والذين عاقدت ايمانكم قال كان الرجل
قبل الاسلام يعاقد الرجل يقول ترثني وأرثك وكان الاحياء يتحالفون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل حلف
كان في الجاهلية أو عقد أدركه الاسلام فلا يزيده الاسلام الا شدة ولا عقد ولا حلف في الاسلام نسختها هذه الآية
وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد
ابن جبير قال كان الرجل يعاقد الرجل فيرث كل واحد منهما صاحبه وكان أبو بكر عاقد رجلا فورثه * وأخرج
أبو داود وابن جرير وابن مردويه عن عكرمة عن ابن عباس في قوله والذين عاقدت ايمانكم قال كان الرجل
يحالف الرجل ليس بينهما نسب فيرث أحدهما الآخر فنسخ ذلك في الأنفال فقال وأولوا الأرحام بعضهم أولى
ببعض في كتاب الله * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في الآية قال كان الرجل يعاقد
الرجل في الجاهلية فيقول دمى دمك وهدمي هدمك وترثني وارثك وتطلب بي وأطلب بك فجعل له السدس من
جميع المال في الاسلام ثم يقسم أهل الميراث ميراثهم فنسخ ذلك بعد في سورة الأنفال فقال وأولوا الأرحام بعضهم
أولى ببعض فقذف ما كان من عهد يتوارث به وصارت المواريث لذوي الأرحام * وأخرج ابن جرر من طريق
العوفي عن ابن عباس في الآية قال كان الرجل في الجاهلية قد كان يحلق به الرجل فيكون تابعه فإذا مات الرجل
صار لأهله وأقاربه الميراث وبقى تابعا ليس له شئ فأنزل الله والذين عاقدت ايمانكم فآتوهم نصيبهم فكان يعطى من
ميراثه فأنزل الله بعد ذلك وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله
والذين عاقدت ايمانكم الذين عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم فآتوهم نصيبهم إذا لم يأت رحم يحول بينهم قال
وهو لا يكون اليوم انما كان نفر آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم وانقطع ذلك وهذا لا يكون لأحد الا للنبي
صلى الله عليه وسلم كان آخى بين المهاجرين والأنصار واليوم لا يؤاخي بين أحد * وأخرج ابن جرير والنحاس
عن سعيد بن المسيب قال انما أنزلت هذه الآية في الحلفاء والذين كانوا يتبنون رجالا غير أبنائهم ويورثونهم
فأنزل الله فيهم فجعل لهم نصيبا في الوصية ورد الميراث إلى الموالى في ذي الرحم والعصبة * وأخرج الفريابي
وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير والنحاس عن مجاهد ولكل جعلنا موالى قال العصبة والذين
عاقدت ايمانكم قال الحلفاء فآتوهم نصيبهم قال من العقل والنصر والرفادة * وأخرج أبو داود وابن أبي حاتم
عن داود بن الحصين قال كنت أقرأ على أم سعد ابنة الربيع وكانت يتيمة في حجر أبى بكر فقرأت عليها والذين
عاقدت ايمانكم فقالت لا ولكن والذين عقدت ايمانكم انما نزلت في أبى بكر وابنه عبد الرحمن حين أبى ان يسلم
فحلف أبو بكر ان لا يورثه فلما أسلم أمره الله ان يورثه نصيبه * وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد انه كان يقرأ
عاقدت ايمانكم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ والذين عقدت خفيفة بغير ألف * وأخرج عبد بن
حميد وابن أبي حاتم عن أبي مالك قال كان الرجل في الجاهلية يأتي القوم فيعقدون له انه رجل منهم ان كان
ضرا أو نفعا أو دما فإنه فيهم مثلهم ويأخذون له من أنفسهم مثل الذي يأخذون منه فكانوا إذا كان قتال قالوا
يا فلان أنت منا فانصرنا وان كانت منفعة قالوا أعطنا أنت منا ولم ينصروه كنصرة بعضهم بعضا ان استنصر
وان نزل به أمر أعطاه بعضهم ومنعه بعضهم ولم يعطوه مثل الذين يأخذون منه فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم
فسألوه وتحرجوا من ذلك وقالوا قد عاقدناهم في الجاهلية فأنزل الله والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم قال
أعطوهم مثل الذين تأخذون منهم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم من وجه آخر عن أبي مالك والذين عاقدت
أيمانكم فآتوهم نصيبهم قال هو حليف القوم يقول أشهدوه أمركم ومشورتكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
150

عن ابن عمر وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعد الفتح فوا بحلف الجاهلية فإنه لا يزيده الاسلام الا شدة ولا
تحدثوا حلفا في الاسلام * وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم وابن جرير والنحاس عن جبير بن مطعم أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لا حلف في الاسلام وأيما حلف كان في الجاهلية فلم يزده الاسلام الا شدة * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد عن الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حلف في الاسلام وتمسكوا بحلف الجاهلية
* وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رفعه كل حلف كان في الجاهلية لم يزده الاسلام الا حدة وشدة * قوله تعالى
(الرجال قوامون) الآية * أخرج ابن أبي حاتم من طريق أشعث بن عبد الملك عن الحسن قال جاءت امرأة إلى
النبي صلى الله عليه وسلم تستعدي على زوجها أنه لطمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم القصاص فأنزل الله
الرجال قوامون على النساء الآية فرجعت بغير قصاص * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق قتادة عن
الحسن أن رجلا لطم امرأته فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فأراد ان يقصها منه فنزلت الرجال قوامون على النساء
فدعاه فتلاها عليه وقال أردت أمرا وأراد الله غيره * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه من طريق جرير بن حازم عن الحسن أن رجلا من الأنصار لطم امرأته فجاءت تلتمس
القصاص فجعل النبي صلى الله عليه وسلم بينهما القصاص فنزلت ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى إليك
وحيه فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن الرجال قوامون على النساء إلى آخر الآية فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أردنا أمرا وأراد الله غيره * وأخرج ابن مردويه عن علي قال أتى النبي صلى الله عليه
وسلم رجل من الأنصار بامرأة له فقالت يا رسول الله ان زوجها فلان بن فلان الأنصاري وانه ضربها فأثر في وجهها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لس له ذلك فأنزل الله الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض
أي قوامون على النساء في الأدب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أردت أمرا وأراد الله غيره * وأخرج ابن
جرير عن ابن جريج قال لطم رجل امرأته فأراد النبي صلى الله عليه وسلم القصاص فبينما هم كذلك نزلت الآية
* وأخرج ابن جرير عن السدى نحوه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله الرجال قوامون على
النساء قال بالتأديب والتعليم وبما أنفقوا من أموالهم قال بالمهر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الزهري قال
لا تقص المرأة من زوجها الا في النفس * وأخرج ابن المنذر عن سفيان قال نحن نقص منه الا في الأدب * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس الرجال قوامون على النساء يعنى أمراء عليهن ان تطيعه فيما أمرها الله به من
طاعته وطاعته ان تكون محسنة إلى أهله حافظة لما له بما فضل الله وفضل عليها بنفقته وسعيه فالصالحات قانتات
قال مطيعات حافظات للغيب يعنى إذا كن كذا فاحسنوا إليهن * واخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية قال
الرجل قائم على المرأة يأمرها بطاعة الله فان أبت فله ان يضربها ضربا غير مبرح وله عليها الفضل بنفقته وسعيه
* واخرج عن السدى الرجال قوامون على النساء يأخذون على أيديهن ويؤدبوهن * واخرج عن سفيان بما فضل
الله بعضهم على بعض قال بتفضيل الله الرجال على النساء وبما انفقوا من أموالهم بما ساقوا من المهر * واخرج
ابن أبي حاتم عن الشعبي وبما انفقوا من أموالهم قال الصداق الذي أعطاها ألا ترى أنه لو قذفها لاعنها ولو قذفته
جلدت * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة فالصالحات قانتات أي مطيعات الله ولا زواجهن
حافظات للغيب قال حافظات لما استودعهن الله من حقه وحافظات لغيب أزواجهن * وأخرج ابن المنذر عن
مجاهد حافظات للغيب للأزواج * وأخرج ابن جرير عن السدى حافظات للغيب بما حفظ الله يقول تحفظ على
زوجها ماله وفرجها حتى يرجع كما أمرها الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال حافظات لأزواجهن في أنفسهن
بما استحفظهن الله * وأخرج عن مقاتل قال حافظات لفروجهن لغيب أزواجهن حافظات بحفظ الله لا يخن
أزواجهن بالغيب * وأخرج ابن جرير عن عطاء قال حافظات للأزواج بما حفظ الله يقول حفظهن الله * وأخرج
عبد بن حميد عن مجاهد حافظات للغيب قال يحفظن عن أزواجهن ما غابوا عنهن من شأنهن بما حفظ الله قال بحفظ
الله إياها ان جعلها كذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في سننه عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير النساء التي إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها
151

حفظتك في مالك ونفسها ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال قوامون على النساء إلى قوله قانتات حافظات
للغيب * وأخرج ابن جرير عن طلحة بن مصرف قال في قراءة عبد الله فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ
الله فأصلحوا إليهن واللاتي تخافون * وأخرج عن السدى فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله فاحسنوا
إليهن * وأخرج ابن أبي شيبة عن يحيى بن جعدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير فائدة أفادها المسلم بعد
الاسلام امرأة جميلة تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب في ماله ونفسها * وأخرج ابن أبي شيبة
عن عمر قال استفاد رجل بعد ايمان بالله خيرا من امرأة حسنة الخلق ودود ولود وما استفاد رجل بعد الكفر
بالله شر من امرأة سيئته الخلق حديدة اللسان * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن أبزي قال مثل المرأة
الصالحة عند الرجل الصالح مثل التاج المخوص بالذهب على رأس الملك ومثل المرأة السوء عند الرجل الصالح مثل
الحمل الثقيل على الرجل الكبير * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال ألا أخبركم بالثلاث الفواقر قيل
وما هن قال امام جائر ان أحسنت لم يشكر وان أسأت لم يغفر وجار سوء ان رأى حسنة غطاها وان رأى سيئة
أفشاها وامرأة السوء ان شهدتها غاظتك وان غبت عنها خانتك * وأخرج الحاكم عن سعدان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال ثلاث من السعادة المرأة تراها فتعجبك وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك والدابة تكون وطيئة
فتلحقك بأصحابك والدار تكون واسعة كثيرة المرافق وثلاث من الشقاء المرأة تراها فتسوءك وتحمل لسانها عليك
وان غبت لم تأمنها على نفسها ومالك والدابة تكون قطوفا فان ضربتها أتعبتك وان تركتها لم تلحقك بأصحابك والدار
تكون ضيقة قليلة المرافق * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والحاكم والبيهقي من طريق حصين بن محصن قال
حدثتني عمتي قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الحاجة فقال أي هذه أذات بعل أنت قلت نعم قال كيف
أنت له قالت ما آلوه الا ما عجزت عنه قال انظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك * وأخرج البزار والحاكم
والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله أخبرني ما حق
الزوج على الزوجة قال من حق الزوج على الزوجة ان لو سال منخراه دما وقيحا وصيدا فلحسته بلسانها ما أدت
حقه ولو كان ينبغي لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها إذا دخل عليها لما فضله الله عليها * وأخرج
الحاكم والبيهقي عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة تؤمن بالله أن تأذن في
بيت زوجها وهو كاره ولا تخرج وهو كاره ولا تطيع فيه أحدا ولا تخشن بصدره ولا تعتزل فراشه ولا تضربه فان كان
هو أظلم فلتأته حتى ترضيه فان قبل منها فيها ونعمت وقبل الله عذرها وان هو لم يرض فقد أبلغت عند الله عذرها
* وأخرج البزار والحاكم وصححه عن ابن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر
لزوجها وهي لا تستغنى عنه * وأخرج أحمد عن عبد الرحمن بن شبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
الفساق أهل النار قيل يا رسول الله ومن الفساق قال النساء قال رجل يا رسول الله أو لسن أمهاتنا وأخواتنا
وأزواجنا قال بلى ولكنهن إذا أعطين لم يشكرن وإذا ابتلين لم يصبرن * وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصوم المرأة وبعلها شاهد الا باذنه ولا تأذن في بيته وهو شاهد الا باذنه
* وأخرج عبد الرزاق والبزار والطبراني عن ابن عباس قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت
يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك هذا الجهاد كتبه الله على الرجال فان يصيبوا أجروا وان قتلوا كانوا أحياء عند
ربهم يرزقون ونحن معشر النساء نقوم عليهم فما لنا من ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبلغي من لقيت من
النساء ان طاعة الزوج واعترافها بحقه تعدل ذلك وقليل منكن من يفعله * وأخرج البزار عن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت
الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة والبزار عن ابن عباس ان امرأة من خثعم أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت
يا رسول الله أخبرني ما حق الزوج على الزوجة فإني امرأة أيم فان استطعت والا جلست أيما قال فان حق الزوج
على زوجته ان سألها نفسها وهي على ظهر بعير ان لا تمنعه نفسها ومن حق الزوج على زوجته ان لا تصوم تطوعا
الا باذنه فان فعلت جاعت وعطشت ولا يقبل منها ولا تخرج من بيتها الا باذنه فان فعلت لعنتها ملائكة السماء
152

وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع * وأخرج البزار والطبراني في الأوسط عن عائشة قالت سالت
رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أعظم حقا على المرأة قال زوجها قلت فأي الناس أعظم حقا على الرجل
قال أمه * وأخرج البزار عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا معشر النساء اتقين الله والتمسن
مرضاة أزواجكن فان المرأة لو تعلم ما حق زوجها لم تزل قائمة ما حضر غداؤه وعشاؤه * وأخرج البزار عن معاذ بن
حبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تعلم المرأة حق الزوج ما قعدت ما حضر غداؤه وعشاؤه حتى يفرغ
* وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت آمرا بشرا يسجد
لبشر لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا تصعد لهم حسنة العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه والمرأة الساخط عليها
زوجها والسكران حتى يصحو * وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أخبركم
برجالكم من أهل الجنة النبي في الجنة والصديق في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة ورجل زار أخاه في ناحية
المصر يزوره في الله في الجنة ونساؤكم من أهل الجنة الودود العدود على زوجها التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها
في يده ثم تقول لا أذوق غمضا حتى ترضى * وأخرج البيهقي عن زيد بن ثابت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابنته
انى أبغض ان تكون المرأة تشكو زوجها * وأخرج البيهقي عن الحسن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لامرأة عثمان أي بنية انه لا امرأة لرجل لم تأت ما يهوى وذمته في وجهه وان أمرها ان تنقل من جبل أسود إلى
جبل أحمر أو من جبل أحمر إلى جبل أسود فاستصلحي زوجك * وأخرج البيهقي عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال النساء على ثلاث أصناف صنف كالوعاء تحمل وتضع وصنف كالبعير الجرب وصنف ودود ولود
تعين زوجها على ايمانه خير له من الكنز * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن عمر بن الخطاب قال النساء ثلاث
امرأة عفيفة مسلمة هينة لينة ودود ولود تعين أهلها على الدهر ولا تعين الدهر على أهلها وقليل ما تجدها وامرأة
وعاء لم تزد على أن تلد الولد وثالثة غل قمل يجعلها الله في عنق من يشاء وإذا أراد ان ينزعه نزعه * وأخرج البيهقي
عن أسماء بنت يزيد الأنصارية انها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت بأبي أنت وأمي انى وافدة
النساء إليك واعلم نفسي لك الفداء انه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا الا وهي على مثل
رأيي ان الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك وانا معشر النساء محصورات
مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم وانكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمعة
والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله وان الرجل منكم
إذا خرج حاجا أو معتمرا أو مرابطا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابكم وربينا لكم أموالكم فما نشارككم في
الاجر يا رسول الله فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن
من مساءلتها في أمر دينها من هذه فقالوا يا رسول الله ما ظننا ان امرأة تهتدي إلى مثل هذا فالتفت النبي صلى الله
عليه وسلم إليها ثم قال لها انصرفي أيتها المرأة واعلمي من خلفك من النساء ان حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها
مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر استبشارا * وأخرج البيهقي عن أنس
قال جئن النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل بالجهاد في سبيل الله
أفما لنا عمل ندرك به عمل المجاهدين في سبيل الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهنة إحداكن في بيتها تدرك عمل
المجاهدين في سبيل الله * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي عن أم سملة قالت قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أيما امرأة باتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة * وأخرج أحمد عن أسماء بنت يزيد قالت مر بنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في نسوة فسلم علينا فقال إياكن وكفران المنعمين قلنا يا رسول الله وما كفران
المنعمين قال لعل إحداكن تطول أيمتها بين أبويها وتعنس فيرزقها الله زوجا ويرزقها منه مالا وولدا فتغضب
الغضبة فتقول ما رأيت منه خيرا قط * وأخرج البيهقي بسند منقطع عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال أف للحمام حجاب لا يستر وماء لا يطهر لا يحل لرجل يدخله الا بمنديل مر المسلمين لا يفتنون نساءهم
153

الرجال قوامون على النساء علموهن ومروهن بالتسبيح * وأخرج أحمد وابن ماجة والبيهقي عن أبي امامة قال
جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها ابن لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حاملات والدات
رحيمات لولا ما يأتين إلى أزواجهن لدخل مصلياتهن الجنة * وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال قالت امرأة
يا رسول الله ما جزاء غزوه المرأة قال طاعة الزوج واعتراف بحقه * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول
والنسائي والبيهقي عن أبي هريرة قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي النساء خير قال التي تسر إذا نظر ولا تعصيه
إذا أمر ولا تخالفه بما يكره في نفسها وماله * وأخرج الحاكم وصححه عن معاذ أنه أتى الشام فرأى النصارى
يسجدون لأساقفتهم ورهبانهم ورأى اليهود يسجدون لأحبارهم وربانيهم فقال لأي شئ تفعلون هذا قالوا
هذا تحية الأنبياء قلت فنحن أحق ان نصنع بنبينا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم انهم كذبوا على أنبيائهم كما
حرفوا كتابهم لو أمرت أحد ان يسجد لأحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ولا تجد
امرأة حلاوة الايمان حتى تؤدى حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على ظهر قتب * وأخرج الحاكم وصححه
عن بريدة ان رجلا قال يا رسول الله علمني شيئا أزداد به يقينا فقال أدع تلك الشجرة فدعا بها فجاءت حتى سلمت
على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لها ارجعي فرجعت قال ثم أذن له فقبل رأسه ورجليه وقال لو كنت آمرا أحدا
ان يسجد لأحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها * وأخرج الحاكم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤسهما عبد آبق من مواليه حتى يرجع وامرأة عصت زوجها حتى ترجع
* وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة
لا تجاوز صلاتهم آذانهم العبد الآبق حتى يرجع وامرأة باتت وزوجها عنها ساخط وامام قوم وهم له كارهون
* وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل انه قدم اليمن فسألته امرأة ما حق المرء على زوجته فإني تركته في البيت شيخا
كبيرا فقال والذي نفس معاذ بن جبل بيده لو أنك ترجعين إذا رجعت إليه فوجدت الجذام قد خرق لحمه وخرق منخريه
فوجدت منخريه يسيلان قيحا ودما ثم ألقمتيهما فاك لكيما تبلغي حقه ما بلغت ذاك أبدا * وأخرج أحمد عن
أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح ان يسجد بشر لبشر لأمرت المرأة
ان تسجد لزوجها من عظم حقه عليها والذي نفسي بيده لو أن من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح
والصديد ثم أقبلت تلحسه ما أدت حقه * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أنس ان رجلا انطلق
غازيا وأوصى امرأته لا ننزل من فوق البيت فكان والدها في أسفل البيت فاشتكى أبوها فأرسلت إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم تخبره وتستأمره فأرسل إليها اتقى الله وأطيعي زوجك ثم إن والدها توفى فأرسلت إليه
تستأمره فأرسل إليها مثل ذلك وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى عليه فأرسل إليها ان الله غفر لأبيك
بطواعيتك لزوجك * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمرو بن الحارث بن المصطلق قال كان يقال أشد الناس عذابا
اثنان امرأة تعصى زوجها وامام قوم وهم له كارهون * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري ان رجلا
أتى بابنته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن ابنتي هذه أبت ان تتزوج فقال لها أطيعي أباك فقالت لا حتى تخبرني
ماحق الزوج على زوجته فقال حق الزوج على زوجته ان لو كان به قرحة فلحستها أو ابتدر منخراه صديدا
ودما ثم لحسته ما أدت حقه فقالت والذين بعثك بالحق لا أتزوج أبدا فقال لا تنكحوهن الا باذنهن * وأخرج
ابن أبي شيبة عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لشئ ان يسجد لشئ ولو كان ذلك لكان النساء
يسجدون لأزواجهن * وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لو كنت آمر أحدا ان يسجد لأحد لأمرت المرأة تسجد لزوجها ولو أن رجلا أمر امرأته ان تنتقل من جبل أحمر
إلى جبل أسود أو من جبل أسود إلى جبل أحمر كان نولها ان تفعل * وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت يا معشر
النساء لو تعلمن حق أزواجكن عليكن لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن وجهه بحر وجهها * وأخرج ابن أبي
شيبة عن إبراهيم قال كانوا يقولون لوان امرأة مصت أنف زوجها من الجذام حتى تموت ما أدت حقه * قوله
تعالى (واللاتي تخافون نشوزهن) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن
154

عباس واللاتي تخافون نشوزهن قال تلك المرأة تنشز وتستخف بحق زوجها ولا تطيع أمره فأمره الله ان
يعظها ويذكرها بالله ويعظم حقه عليها فان قبلت والا هجرها في المضجع ولا يكلمها من غير أن يذر نكاحها
وذلك عليها شديد فان رجعت والا ضربها ضربا غير مبرح ولا يكسر لها عظما ولا يجرح بها جرحا فان أطعنكم
فلا تبغوا عليهن سبيلا يقول إذا أطاعتك فلا تتجن عليها العلل * وأخرج ابن جرير عن السدى نشوزهن قال
بغضهن * وأخرج عن ابن زيد قال النشوز معصية وخلافة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن قال إذا نشزت المرأة عن فراش زوجها يقول لها اتقى الله
وارجعي إلى فراشك فان أطاعته فلا سبيل له عليها * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد واللاتي تخافون نشوزهن
قال العصيان فعظوهن قال باللسان واهجروهن في المضاجع قال لا يكلمها واضربوهن ضربا غير مبرح فان
أطعنكم قال إن جاءت إلى الفراش فلا تبغوا عليهن سبيل قال لا تلمها ببغضها إياك فان البغض أنا جعلته في قلبها
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس فعظوهن قال باللسان * وأخرج البيهقي عن لقيط بن صبرة قال قلت يا رسول
الله ان لي امرأة في لسانها شئ يعنى البذاء قال طلقها قلت إن لي منها ولدا ولها صحبة قال فمرها يقول عظها فان يك
فيها خير فستقبل ولا تضربن ظعينتك ضربك أمتك * وأخرج أحمد وأبو داود البيهقي عن أبي حرة الرقاشي عن
عمه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فان خفتم نشوزهن فاهجروهن في المضاجع قال حماد يعنى النكاح * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس واهجروهن في المضاجع قال لا يجامعها * وأخرج
ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس واهجروهن في المضاجع يعنى بالهجران ان يكون الرجل وامرأته
على فراش واحد لا يجامعها * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد واهجروهن في المضاجع قال لا يقربها * وأخرج
ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس واهجروهن في المضاجع قال لا تضاجعها في فراشك * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير من طريق أبى صالح عن ابن عباس واهجروهن في المضاجع قال يهجر ها بلسانه ويغلظ
لها بالقول ولا يدع جماعها * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير عن عكرمة واهجروهن في المضاجع
قال الكلام والحديث وليس بالجماع * وأخرج ابن جرير عن السدى قال يرقد عندها ويوليها ظهره ويطؤها ولا
يكلمها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن طريق أبى الضحى عن ابن عباس واهجروهن في المضاجع
وضربوهن قال يفعل بها ذاك ويضربها حتى تطيعه في المضاجع فان أطاعته في المضجع فليس له عليها سبيل
إذا ضاجعته * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال الهجران حتى تضاجعه فإذا فعلت فلا يكلفها ان تحبه
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن في قوله واضربوهن قال ضربا غير مبرح * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في
الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضربوهن إذا عصينكم في المعروف ضربا غير مبرح * وأخرج
ابن جرير عن حجاج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تهجروا النساء الا في المضاجع واضربوهن إذا
عصينكم في المعروف ضربا غير مبرح يقول غير مؤثر * وأخرج ابن جرير عن عطاء قال قلت لابن عباس ما
الضرب غير المبرح قال بالسواك ونحوه * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن المنذر والحاكم والبيهقي عن
أياس بن عبد الله بن أبي ذئاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تضربوا إماء الله فقال عمر ذئر النساء على
أزواجهن فرخص في ضربهن فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكين أزواجهن
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس أولئك خياركم * وأخرج ابن سعد والبيهقي عن أم كلثوم بنت أبي
بكر قالت كان الرجال نهوا عن ضرب النساء ثم شكوهن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلى بينهم وبين
ضربهن ثم قال ولن يضرب خياركم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي
عن عبد الله بن زمعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضرب أحدكم امرأته كما يضرب العبد ثم
يجامعها في آخر اليوم * وأخرج عبد الرزاق عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أما يستحى أحدكم ان
يضرب امرأته كما يضرب العبد يضربها أول النهار ثم يضاجعها آخره * وأخرج الترمذي وصححه والنسائي
وابن ماجة عن عمرو بن الأحوص انه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه
155

وذكر ووعظ ثم قال أي يوم أحرم أي يوم أحرم أي يوم أحرم فقال الناس يوم الحج الأكبر يا رسول الله قال فان
دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا لا يجنى جان الا على
نفسه ألا ولا يجنى والد على ولده ولا ولد على والده الا ان المسلم أخو المسلم فليس يحل لمسلم من أخيه شئ الا ما أحل
من نفسه ألا وان كل ربا في الا جاهلية موضوع لكم رؤس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون غير ربا العباس بن
عبد المطلب فإنه موضوع كله وان كل دم في الجاهلية موضوع وأول دم أضع من دم الجاهلية دم الحارث بن عبد
المطلب كان مسترضعا في بنى ليث فقتلته هذيل الا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون
منهن شيئا غير ذلك الا ان يأتين بفاحشة مبينة فان فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فان
أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا الا وان لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فاما حقكم على نسائكم فلا
يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون وان حقهن عليكم ان تحسنوا إليهن في كسوتهن
وطعامهن * وأخرج البيهقي عن عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يسال الرجل فيم ضرب
امرأته * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله فلا تبغوا عليهن سبيلا قال لا تلمها ببغضها إياك فان البغض انا
جعلته في قلبها * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن سفيان فان أطعنكم قال إن أتت الفراش وهي تبغضه فلا
تبغوا عليهن سبيلا لا يكلفها ان تحبه لان قلبها ليس في يديها * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان لعنتها الملائكة
حتى تصبح * وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي عن ملق بن علي سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقول إذا دعا الرجل امرأته لحاجته فلتجبه وان كانت على التنور * وأخرج ابن سعد عن طلق قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمنع امرأة زوجها ولو كانت على ضهر قتب * قوله تعالى (فابعثوا حكما من
أهله وحكما من أهلها) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس وان خفتم
شقاق بينهما هذا الرجل والمرأة إذا تفاسد الذي بينهما أمر الله ان يبعثوا رجلا صالحا من أهل الرجل ورجلا
مثله من أهل المرأة فينظران أيهما المسئ فان كان الرجل هو المسئ حجبوا عنه امرأته وقصروه على النفقة
وأن كانت المرأة هي المسيئة قصروها على زوجها ومنعوها النفقة فان اجتمع رأيهما على أن يفرقا أو يجمعا
فأمرهما جائز فان رأيا ان يجمعا فرضى أحد الزوجين وكره ذلك الآخر ثم مات أحدهما فان الذي رضى يرث
الذي كره ولا يرث الكاره الراضي ان يريد إصلاحا قال هما الحكمان يوفق الله بينهما وكذلك كل مصلح يوفقه الله
للحق والصواب * وأخرج الشافعي في الام وعبد الرزاق في المصنف وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير
وابن النذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن عبيدة السلماني في هذه الآية قال جاء ر جل وامرأة إلى على ومع
كل واحد منهما فئام من الناس فأمرهم على فبعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ثم قال للحكمين تدريان ما عليكما
عليكما ان رأيتما ان تجمعا ان تجمعا وان رأيتما ان تفرقا ان تفرقا قالت المرأة رضيت بكتاب الله بما على فيه ولى
وقال الرجل أما الفرقة فلا فقال على كذبت والله حتى تقر بمثل الذي أقرت به * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن سعيد بن جبير قال يعظها فان انتهت والا هجرها فان انتهت والا ضربها فان انتهت والأرفع أمرها
إلى السلطان فيبعث حكما من أهله وحكما من أهلها فيقول الحكم الذي من أهلها تفعل بها كذا ويقول الحكم
الذي من أهله تفعل به كذا فأيهما كان الظالم رده السلطان وأخذ فوق يديه وان كانت ناشزا أمره ان يخلع
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في سننه عن عمرو بن مرة قال
سألت سعيد بن جبير عن الحكمين اللذين في القرآن فقال يبعث حكما من أهله وحكما من أهلها يكلمون
أحدهما ويعظونه فان رجع والا كلموا الآخر ووعظوه فان رجع والا حكما فما حكما من شئ فهو جائز
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال بعثت أنا ومعاوية حكمين فقيل
لنا ان رأيتما ان تجمعا جمعتما وان رأيتما أن تفرقا فرقتما والذي بعثهما عثمان * وأخرج عبد الرزاق وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن الحسن قال انما يبعث الحكمان ليصلحا ويشهدا على
156

الظالم بظلمه وأما الفرقة فليست بأيديهما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة نحوه
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس واللاتي تخافون نشوزهن قال هي المرأة
التي تنشز على زوجها فلزوجها أن يخلعها حين يأمر الحكمان بذلك وهو بعدما تقول لزوجها والله لا أبر لك
قسما ولا أدبر في بيتك بغير أمرك ويقول السلطان لا نجيز لك خلعا حتى تقول المرأة لزوجها والله لا أغتسل لك
من جنابة ولا أقيم لله صلاة فعند ذلك يجيز السلطان خلع المرأة * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال
كان علي بن أبي طالب يبعث الحكمين حكما من أهله وحكما من أهلها فيقول الحكم من أهلها يا فلان ما تنقم من
زوجتك فيقول أنقم منها كذا وكذا فيقول أرأيت ان نزعت عما تكره إلى ما تحب هل أنت متقي الله فيها
ومعشرها بالذي يحق عليك في نفقتها وكسوتها فإذا قال نعم قال الحكم من أهله يا فلانة ما تنقمين من زوجك
فتقول مثل ذلك فان قالت نعم جمع بينهما قال وقال على الحكمان بهما يجمع الله وبهما يفرق * وأخرج البيهقي
عن علي قال إذا حكم أحد الحكمين ولم يحكم الاخر فليس حكمه بشئ حتى يجتمعا * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس ان يريد الصلاحا يوفق الله بينهما قال هما
الحكمان * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ان يريدا اصلاحا قال أما انه ليس
بالرجل والمرأة ولكنه الحكمان يوفق الله بينهما قال بين الحكمين * وأخرج ابن جرير عن الضحاك ان يريدا
اصلاحا قال هما الحكمان إذا نصحا المرأة والرجل جميعا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله ان الله كان
عليما خبيرا قال بمكانهما * وأخرج البيهقي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ان امرأة أتته فقالت ماحق
الزوج على امرأته فقال لا تمنعه نفسها وان كانت على ظهر قتب ولا تعطى من بيته شيئا لا باذنه فان فعلت ذلك
كان له الاجر وعليها الوزر ولا تصوم يوما تطوعا الا باذنه فان فعلت أثمت ولم تؤجر ولا تخرج من بيته الا باذنه
فان فعلت لعنتها الملائكة ملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتى تتوب أو ترجع قيل فان كان ظالما قال وان
كان ظالما * وأخرج الطبراني ولحاكم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في سننه عن عبد الله بن عباس قال لما اعتزلت
الحرورية فكانوا في واد على حدتهم قلت لعلى يا أمير المؤمنين أبرد عن الصلاة لعلى آتي هؤلاء القوم فأكلمهم
فأتيتهم ولبست أحسن ما يكون من الحلل فقالوا مر حبابك يا ابن عباس فما هذه الحلية قال ما تعيبون على لقد
رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الحلل ونزل قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من
الرزق قالوا فما جاء بك قلت أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه وأول من آمن به
وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معه قالوا نقم عليه ثلاثا قلت ما هن قالوا أولهن انه حكم لرجل في دين الله
وقد قال الله تعالى ان الحكم إلا لله قلت وما ذا قالوا وقاتل ولم يسب ولم يغنم لئن كانوا كفارا لقد حلت له أموالهم
ولئن كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دماؤهم قلت وما ذا قالوا ومحا اسمه من أمير المؤمنين فان لم بكن أمير المؤمنين
فهو أمير الكافرين قلت أرأيتم ان قرأت عليكم من كتاب الله المحكم وحدثتكم من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
مالا تشكون أترجعون قالوا نعم قلت اما قولكم انه حكم الرجال في دين الله فان الله تعالى يقول يا أيها الذين آمنوا
لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم إلى قوله يحكم به ذوا عدل منكم وقال في المرأة وزوجها وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا
حكما من أهله وحكما من أهلها أنشدكم الله أفحكم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم وصلاح ذات بينهم أحق أم
في أرنب فيها ربع درهم قالوا اللهم في حقن دمائهم وصلاح ذات بينهم قال أخرجت من هذه قالوا اللهم نعم واما
قولكم انه قاتل ولم يسب ولم يغنم أتسبون أمكم أم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها فقد كفرتم وان زعمتم
أنها ليست بأمكم فقد كفرتم وخرجتم من الاسلام ان الله تعالى يقول النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه
أمهاتهم وأنتم تترددون بين ضلالتين فاختاروا أيتهما شئتم أخرجت من هذه قالوا اللهم نعم وأما قولكم محا
اسمه من أمير المؤمنين فان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قريشا يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم كتابا
فقال اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقالوا والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا
قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال والله انى لرسول الله وان كذبتموني اكتب يا علي محمد بن عبد الله
157

ورسول الله كان أفضل من على أخرجت من هذه قالوا اللهم نعم فرجع منهم عشرون ألفا وبقى منهم
أربعة آلاف فقتلوا * قوله تعالى (واليتامى والمساكين) * أخرج أحمد والبخاري عن سهل بن سعد قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى * وأخرج أحمد
عن أبي أمامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مسح رأس يتيم لم يمسحه الا لله كان له بكل شعرة مرت
عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وقرن بين أصبعيه السبابة
والوسطى * وأخرج ابن سعد وأحمد عن عمرو بن مالك القشيري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من أعتق رقبة مسلمة فهي فداؤه من النار مكان كل عظم من عظام محرره بعظم من عظامه ومن أدرك أحد
والديه ثم لم يغفر له فأبعده الله ومن ضم يتيما من أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله وجبت له الجنة
* وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن إلى يتيم أو يتيمة
كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وقرن بين أصبعيه * وأخرج الحكيم الترمذي عن أم سعد بنت مرة الفهرية
عن أبيها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنا وكافل اليتيم له أو لغيره إذا اتقى الله في الجنة كهاتين
أو كهذه من هذه * قوله تعالى (والجار ذي القربى) الآية أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي
في شعب الايمان من طرق عن ابن عباس في قوله والجار ذي القربى يعنى الذي بينك وبينه قرابة والجار الجنب
يعنى الذي ليس بينك وبينه قرابة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن نوف الشامي في قوله والجار ذي القربى
قال المسلم والجار الجنب قال اليهودي والنصراني * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أبي شريح الخزاعي ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره * وأخرج ابن أبي شيبة واحمد
والبخاري ومسلم عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه
سيورثه * وأخرج البخاري في الأدب عن ابن عمر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول كم من جار متعلق بجاره
يوم القيامة يقول يا رب هذا أغلق بابه دوني فمنع معروفه * وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه * وأخرج البخاري في الأدب والحاكم وصححه
والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ان فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل
وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا خير فيها هي من أهل النار قالوا وفلانة
تصلى المكتوبة وتصوم رمضان وتصدق بأثوار ولا تؤذى أحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي من أهل
الجنة * وأخرج البخاري في الأدب والحاكم وصححه عن عائشة قالت قلت يا رسول الله ان لي جارين فإلى أيهما
أهدى قال إلى أقربهما منك بابا * وأخرج البخاري في الأدب عن أبي هريرة قال لا يبدأ بجاره الأقصى قبل الأدنى
ولكن يبدأ بالأدنى قبل الأقصى * وأخرج البخاري في الأدب عن الحسن انه سئل عن الجار فقال أربعين دارا
امامه وأربعين خلفه وأربعين عن يمينه وأربعين عن يساره * وأخرج البخاري في الأدب والحاكم وصححه والبيهقي
عن أبي هريرة قال قال رجل يا رسول الله ان لي جارا يؤذيني فقال انطلق فاخرج متاعك إلى الطريق فانطلق
فاخرج متاعه فاجتمع الناس عليه فقالوا ما شأنك قال لي جار يؤذيني فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال
انطلق فاخرج متاعك إلى الطريق فجعلوا يقولون اللهم العنه اللهم أخزه فبلغه فاتاه فقال ارجع إلى منزلك فوالله
لا أوذيك أبدا * وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي عن أبي جحيفة قال شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم جاره
فقال احمل متاعك فضعه على الطريق فمن مر به يلعنه فجعل كل من يمر به يلعنه فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال ما لقيت من لعنة الناس فقال إن لعنة الله فوق لعنتهم وقال الذي شكا كفيت أو نحوه * وأخرج البخاري
في الأدب عن ثوبان قال ما من جار يظلم جاره ويقهر حتى يحمله ذلك على أن يخرج من منزله الا هلك * وأخرج
الحاكم وصححه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا
وما ذاك يا رسول الله قال جار لا يأمن جاره بوائقه قالوا فما بوائقه قال شره * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم عن
أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس بمؤمن من لا يأمن جاره غوائله * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن
158

مسعود مرفوعا ان الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وان الله يعطى المال من يحب ومن لا يحب
ولا يعطى الايمان الامن يحب فمن أعطاه الايمان فقد أحبه والذي نفس محمد بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولا
يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه * وأخرج أحمد والحاكم عن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لا يشبع الرجل دون جاره * وأخرج أحمد عن أبي امامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصى بالجار
حتى ظننت انه سيورثه * وأخرج أحمد من طريق أبى العالية عن رجل من الأنصار قال خرجت من أهلي أريد
النبي صلى الله عليه وسلم فإذا به قائم ورجل معه مقبل عليه فظننت ان لهما حاجة فلما انصرف قلت يا رسول الله
لقد قام بك هذا الرجل حتى جعلت أرثي لك من طول القيام قال أو قد رأيته قلت نعم قال أتدري من هو قلت لا قال
ذاك جبريل ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه ثم قال أما انك لو سلمت رد عليك السلام * وأخرج ابن أبي
شيبة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخرة فلا يؤذ جاره
* وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أوصاني جبريل بالجار حتى ظننت انه
سيورثه * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك من جار
سوء في دار المقامة فان جار البادية يتحول * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي لبابة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا قليل من أذى الجار * وأخرج أحمد والبخاري في الأدب والبيهقي عن المقداد بن الأسود قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لأصحابه ما تقولون في الزنا قالوا حرمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لان يزنى الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزنى بامرأة جارة وقال ما تقولون في السرقة قالوا حرمها
الله ورسوله فهي حرام قال لان يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره * قوله تعالى
(والصاحب بالجنب) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله
والصاحب بالجنب قال الرفيق في السفر * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير ومجاهد مثله * وأخرج
الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم والصاحب بالجنب قال هو جليسك
في الحضر ورفيقك في السفر وامرأتك التي تضاجعك * وأخرج ابن جرير من طريق ابن أبي فديك عن فلان
ابن عبد الله عن الثقة عنده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معه رجل من أصحابه وهما على راحلتين فدخل
النبي صلى الله عليه وسلم في غيضة طرفاء فقطع نصلين أحدهما معوج والآخر معتدل فخرج بهما فأعطى صاحبه
المعتدل وأخذ لنفسه المعوج فقال الرجل يا رسول الله أنت أحق بالمعتدل منى فقال كلا يا فلان ان كل صاحب
يصحب صاحبا مسؤول عن صحابته ولو ساعة من نهار * وأخرج البخاري في الأدب المفرد والترمذي وابن جرير
والحاكم عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند
الله خيرهم لجاره * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي في قوله والصاحب بالجنب
قال المرأة * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود مثله
* واخرج ابن جرير عن ابن عباس مثله * قوله تعالى (وما ملكت أيمانكم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وما ملكت أيمانكم قال مما خولك الله فأحسن صحبته كل هذا أوصى الله به
* وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل وما ملكت أيمانكم يعنى من عبيدكم وإمائكم يوصى الله بهم خيرا ان تؤدوا
إليهم حقوقهم التي جعل الله لهم * وأخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ان إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يديه فليطعمه مما يأكل وليلبسه
مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فان كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم * وأخرج البخاري في الأدب عن جابر بن
عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصى بالمملوكين خيرا ويقول أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم
من لبوسكم ولا تعذبوا خلق الله * وأخرج ابن سعد عن أبي الدرداء انه رؤى عليه برد وثوب أبيض وعلى غلامه
برد وثوب أبيض فقيل له فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اكسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما
تأكلون * وأخرج البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والبيهقي في الشعب عن علي قال كان آخر كلام النبي صلى الله
159

عليه وسلم الصلاة الصلاة اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم * وأخرج البزا عن أبي رافع قال توفى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يقول الله الله وما ملكت أيمانكم والصلاة فكان ذلك آخر ما تكلم به رسول الله
صلى الله عليه وسلم * وأخرج البيهقي في الدلائل عن أم سلمة قالت كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه
وسلم عند موته الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم حتى يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه وأخرج أحمد
والبيهقي في شعب الايمان عن أنس قال كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت
الصلاة وما ملكت أيمانكم حتى جعل يغرغرها في صدره وما يقبض بها لسانه * وأخرج عبد الرزاق ومسلم
والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمملوك طعامه وكسوته ولا يكلف من العمل
الا ما يطيق * وأخرج البيهقي عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الفقير عند الغنى فتنة وان الضعيف
عند القوى فتنة وان المملوك عند المليك فتنة فليتق الله وليكلفه ما يستطيع فان أمره ان يعمل بما لا يستطيع
فليعنه عليه فان لم يفعل فلا يعذبه * وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
لاءمكم من خدمكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ومن لا يلائمكم منهم فبيعوهم ولا تعذبوا خلق
الله * وأخرج الطبراني والبيهقي عن رافع بن مكيث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء الخلق شؤم
وحسن الملكة نماء والبر زيادة في العمر والصدقة تدفع ميتة السوء * وأخرج البيهقي عن أبي بكر الصديق ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة سيئ الملكة * وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه والبيهقي عن
ابن عمر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كم نعفو عن العبد في اليوم قال سبعين مرة
* وأخرج البيهقي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضرب أحدكم خادمه
فذكر الله فليمسك * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبيهقي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا تضربوا الرقيق فإنكم لا تدرون ما توافقون * وأخرج البيهقي عن ابن عمر قال جاء رجل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال ما حق امرأتي على قال تطعمها مما تأكل وتكسوها مما تكتسي قال فما حق جارى
على قال تنوسه معروفك وتكف عنه أذاك قال فما حق خادمي على قال هو أشد الثلاثة عليك يوم القيامة
* وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن سعد وأحمد عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن أبيه قال قال النبي صلى
الله عليه وسلم في حجة الوداع أرقاءكم أرقاءكم أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون وان جاؤوا بذنب لا تريدون
ان تغفروه فبيعوا عباد الله ولا تعذبوهم كذا قال ابن سعد عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وقال عبد الرزاق وأحمد
عبد الرحمن بن زيد * وأخرج عبد الرزاق عن داود بن أبي عاصم قال بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صه
أطت السماء وحق لها ان تئط ما في السماء موضع كف أو قال شبر إلا عليه ملك ساجد فاتقوا الله وأحسنوا إلى
ما ملكت ايمانكم أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما لا يطيقون فان جاؤوا بشئ من
أخلاقهم يخالف شيئا من أخلاقكم فولوا شرهم غيركم ولا تعذبوا عباد الله * وأخرج عبد الرزاق عن عكرمة قال مر
النبي صلى الله عليه وسلم بأبي مسعود الأنصاري وهو يضرب خادمه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم والله لله أقدر
عليك منك على هذا قال ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يمثل الرجل بعبده فيعور أو يجدع وقال اشبعوهم
ولا تجيعوهم واكسوهم ولا تعروهم ولا تكثروا ضربهم فإنكم مسؤلون عنهم ولا تعذبوهم بالعمل فمن كره
عبده فليبعه ولا يجعل رزق الله عليه عناء * وأخرج عبد الرزاق ومسلم عن زاذان قال كنت جالسا عند ابن عمر
فدعا بعبد له فاعتقه ثم قال مالي من أجره ما يزن هذا وأخذ شيئا بيده انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من ضرب عبدا له حدا لم يأته أو لطمه فان كفارته ان يعتقه * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد ومسلم
وأبو داود والترمذي والنسائي عن سويد بن مقرن قال كنا بنى مقرن سبعة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولنا خادمة ليس لنا غيرها فلطمها أحدنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعتقوها فقلنا ليس لنا خادم غيرها يا رسول
الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم تخدمكم حتى تستغنوا عنها ثم خلوا سبيلها * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة
والبخاري في الأدب عن عمار بن ياسر قال لا يضرب أحد عبدا له وهو ظالم له الا أقيد منه يوم القيامة * وأخرج
160

عبد الرزاق عن أبي هريرة قال أشد الناس على الرجل يوم القيامة مملوكه * وأخرج عبد الرزاق والترمذي
وصححه عن أبي مسعود الأنصاري قال بينا أنا ضرب غلاما لي إذ سمعت صوتا من ورائي فالتفت فإذا رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال والله لله أقدر عليك منك على هذا فحلفت ان لا أضرب مملوكا لي أبدا * وأخرج عبد الرزاق
عن الحسن قال بينا رجل يضرب غلاما له وهو يقول أعوذ بالله وهو يضرب إذ بصر برسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال أعوذ برسول الله فألقى ما كان في يده وخلى عن العبد فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما والله لله أحق ان يعاذ
من استعاذ به منى فقال الرجل يا رسول الله فهو لوجه الله قال والذي نفسي بيده لو لم تفعل لدافع وجهك سفع النار
* وأخرج عبد الرزاق عن ابن التيمي قال حلفت أن اضرب مملوكة لي فقال لي أبى انه قد بلغني ان النفس تدور في
البدن فربما كان قرارها الرأس وربما كان قرارها في موضع كذا وكذا حتى عدد مواضع فتقع الضربة عليها
فتتلف فلا تفعل * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي المتوكل الناجي ان أبا الدرداء كانت لهم وليدة فلطمها ابنه يوما
لطمة فأقعده لها وقال اقتصي فقالت قد عفوت فقال إن كنت قد عفوت فاذهبي فادعى من هناك من حرام
فأشهديهم انك قد عفوت فذهبت فدعتهم فأشهدتهم انها قد عفت فقال اذهبي فأنت لله وليت آل أبي الدرداء
ينقلبون كفافا * وأخرج أحمد عن أبي قلابة قال دخلنا على سلمان وهو يعجن قلنا ما هذا قال بعثنا الخادم في عمل
فكرهنا ان نجمع عليها عملين * قوله تعالى (ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا) * أخرج ابن جرير عن
مجاهد في قوله ان الله لا يحب من كان مختالا قال متكبرا فخورا قال يعد ما أعطى وهو لا يشكر الله * وأخرج
أبو يعلى والضياء المقدسي في المختارة عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا
جمع الله الناس في صعيد واحد يوم القيامة أقبلت النار يركب بعضها بعضا وخزنتها يكفونها وهي تقول وعزة ربى
لتخلن بيني وبين أزواجي أولا غشين الناس عنقا واحدا فيقولون ومن أزواجك فتقول كل متكبر جبار فتخرج
لسانها فتلقطهم به من بين ظهراني الناس فتقذفهم في جوفها ثم تستأخر ثم تقبل يركب بعضها بعضا وخزنتها
يكفونها وهي تقول وعزة ربى لتخلن بيني وبين أزواجي أولا غشين الناس عنقا واحدا فيقولون ومن أزواجك
فتقول كل ختار كفور فتلقطهم بلسانها وتقذفهم في جوفها ثم تستأخر ثم تقبل يركب بعضها بعضا
وخزنتها يكفونها وهي تقول وعزة ربى لتخلن بين وبين أزواجي أو لا أغشين الناس عنقا واحدا فيقولون ومن
أزواجك فتقول كل مختال فخور فتلقطهم بلسانها من بين ظهراني الناس فتقذفهم في جوفها ثم تستأخر ويقضى
الله بين العباد * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي في شعب الايمان عن جابر بن عتيك
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله وان من الخيلاء ما يحب الله
ومنها ما يبغض الله فاما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة وأما الغيرة التي ببغض الله فالغيرة في غير ريبة وأما
الخيلاء التي يحبها الله فاختيال الرجل بنفسه عند القتال واختياله عند الصدقة والخيلاء التي يبغض الله فاختيال
الرجل بنفسه في الفخر والبغي * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن جابر بن سليم الهجيمي قال أتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة قلت عليك السلام يا رسول الله فقال عليك السلام تحية الميت سلام عليكم
سلام عليكم سلام عليكم أي هكذا فقل قال فسألته عن الإزار فاقنع ظهره وأخذ بمعظم ساقه فقال ههنا ائتزر فان
أبيت فههنا أسفل من ذلك فان أبيت فههنا فوق الكعبين فان أبيت فان الله لا يحب كل مختال فخور فسألته عن
المعروف فقال لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تعطى صلة الحبل ولو أن تعطى شسع النعل ولو أن تفرغ من دلوك
في اناء المستقى ولو أن تنحى الشئ من طريق الناس يؤذيهم ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق ولو أن تلقى
أخاك فتسلم عليه ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض وان سبك رجل بشئ يعلمه فيك وأنت تعلم فيه نحوه فلا تسبه
فيكون أجره لك ووزره عليه وما سر أذنك ان تسمعه فاعمل به وما ساء أذنك ان تسمعه فاجتنبه * وأخرج أحمد
وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن مطرف بن عبد الله قال قلت لأبي ذر بلغني انك
تزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثكم ان الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة قال أجل قلت من الثلاثة الذين
يحبهم الله قال رجل غزا في سبيل الله صابرا محتسبا مجاهدا فلقى العدو فقاتل حتى قتل وأنتم تجدونه عندكم في كتاب
161

الله المنزل ثم قرأ هذه الآية ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ورجل له جار سوء
يؤذيه فصبر على أذاه حتى يكفيه الله إياه اما بحياة واما بموت ورجل سافر مع قوم فأدلجوا حتى إذا كانوا من آخر
الليل وقع عليهم الكرى فضربوا رؤسهم ثم قام فتطهر رهبة لله ورغبة فيما عنده قلت فمن الثلاثة الذين يبغضهم
الله قال المختال الفخور وأنتم تجدونه في كتاب الله المنزل ثم تلا ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا قلت ومن قال
البخيل المنان قلت ومن قال البائع الحلاف * وأخرج ابن جرير عن أبي رجاء الهروي قال لا تجد سئ الملكة الا
وجدته مختالا فخورا وتلا وما ملكت أيمانكم ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا ولا عاقا الا وجدته جبارا شقيا
وتلا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن العوام بن حوشب مثله * وأخرج أحمد وأبو
داود والنسائي والبغوي والباوردي والطبراني وابن أبي حاتم عن رجل من بلجبيم قال قلت يا رسول الله أوصني
قال إياك واسبال الإزار فان اسبال الإزار من المخيلة وان الله لا يحب المخيلة * وأخرج البغوي وابن قانع في معجم
الصحابة والطبراني وابن مردويه عن ثابت بن قيس بن شماس قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ
هذه الآية ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا فذكر الكبر فعظمه فبكى ثابت فقال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما يبكيك فقال يا رسول الله انى لأحب الجمال حتى أنه ليعجبني ان يحسن شراك نعلي قال فأنت من أهل الجنة
انه ليس بالكبر أن تحسن راحلتك ورحلك ولكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس * وأخرج أحمد عن سمرة
ابن فاتك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الفتى سمرة لو أخذ من لمته وشمر من مئزره * قوله تعالى (الذين يبخلون
ويأمرون الناس بالبخل) * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان
كردم بن يزيد حليف كعب بن الأشرف وأسامة بن حبيب ونافع بن أبي نافع وبحري بن عمرو وحيى بن أخطب
ورفاعة بن زيد بن التابوت يأتون رجلا من الأنصار ينتصحون لهم فيقولون لهم لا تنفقوا أموالكم فانا نخشى عليكم
الفقر في ذهابها ولا تسارعوا في النفقة فإنكم لا تدرون ما يكون فأنزل الله فيهم الذين يبخلون ويأمرون الناس
بالبخل إلى قوله وكان الله بهم عليما * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس الذين يبخلون قال هي في أهل الكتاب يقول
يكتمون ويأمرون الناس بالكتمان * واخرج ابن جرير عن حضرمي في الآية قال هم اليهود بخلوا بما عندهم
من العلم وكتموا ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله الذين يبخلون
الآية قال نزلت في يهود * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله الذين يبخلون الآية قال هؤلاء يهود يبخلون
بما آتاهم الله من الرزق ويكتمون ما آتاهم الله من الكتب إذا سئلوا عن الشئ * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد
ابن جبير قال كان علماء بني إسرائيل يبخلون بما عندهم من العلم وينهون العلماء ان يعلموا الناس شيئا فعيرهم الله
بذلك فأنزل الله الذين يبخلون الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير الذين يبخلون ويأمرون الناس
بالبخل قال هذا في العلم ليس للدنيا منه شئ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة
في الآية قال هم أعداء الله أهل الكتاب بخلوا بحق الله عليهم وكتموا الاسلام ومحمدا وهم يجدونه مكتوبا عندهم
في التوراة والإنجيل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن طاوس قال البخل ان يبخل الانسان بما في يديه والشح
ان يشح على ما في أيدي الناس يحب ان يكون له ما في أيدي الناس بالحل والحرام لا يقنع * وأخرج سعيد بن
منصور عن عمر وبن عبيد انه قرأ ويأمرون الناس بالبخل * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن يعمر انه قرأها
ويأمرون الناس بالبخل بنصب الباء والخاء * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن دينار ان ابن الزبير كان يقرؤها
ويأمرون الناس بالبخل بنصب الباء والخاء وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله والذين ينفقون أموالهم رئاء
الناس قال نزلت في اليهود * قوله تعالى (ان الله لا يظلم مثقال ذرة) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس
في قوله ان الله لا يظلم مثقال ذرة قال رأس نملة حمراء * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله مثقال ذرة قال نملة
* وأخرج ابن أبي داود في المصاحف من طريق عطاء عن عبد الله أنه قرأ ان الله لا يظلم مثقال نملة * وأخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم عن السدى في قوله ان الله لا يظلم مثقال ذرة قال وزن ذرة * وأخرج سعيد بن منصور وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عمر قال نزلت هذه الآية في الاعراب من جاء بالحسنة فله عشر
162

أمثالها فقال رجل وما للمهاجرين قال إن الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا
عظيما وإذا قال الله لشئ عظيم فهو عظيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة انه تلا هذه الآية فقال
لان تفضل حسناتي على سيأتي بمثقال ذرة أحب إلى من الدنيا وما فيها * واخرج الطيالسي وأحمد ومسلم وابن
جرير عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يثاب عليها الرزق في الدنيا ويجزى
بها في الآخرة وأما الكافر فيطعم بها في الدنيا فإذا كان يوم القيامة لم تكن له حسنة * وأخرج عبد الرزاق وعبد
ابن حميد وابن ماجة وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار
من كان في قلبه مثقال ذرة من الايمان قال أبو سعيد فمن شك فليقرأ ان الله لا يظلم مثقال ذرة * وأخرج عبد حميد
وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال يؤتى بالعبد يوم القيامة فينادى مناد على رؤس الأولين والآخرين
هذا فلان بن فلان من كان له حق فليأت إلى حقه فيفرح والله المرء ان يدور له الحق على والده أو ولده أو زوجته
فيأخذه منه وان كان صغيرا ومصداق ذلك في كتاب الله فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون
فيقال له ائت هؤلاء حقوقهم فيقول أي رب ومن أين وقد ذهبت الدنيا فيقول الله لملائكته انظروا أعماله
الصالحة وأعطوهم منها فان بقى مثقال ذرة من حسنة قالت الملائكة يا ربنا أعطينا كل ذي حق حقه وبقى
له مثقال ذرة من حسنة فيقول للملائكة ضعفوها لعبدي وادخلوه بفضل رحمتي الجنة ومصداق ذلك في كتاب
الله ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما أي الجنة يعطيها وان فنيت
حسناته وبقيت سيئاته قالت الملائكة الهنا فنيت حسناته وبقى طالبون كثير فيقول الله ضعوا عليه من
أوزارهم واكتبوا له كتابا إلى النار * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وان تك حسنة وزن ذرة
زادت على سيئاته يضاعفها فاما المشرك فيخفف به عنه العذاب ولا يخرج من النار أبدا * وأخرج ابن المنذر
عن أبي رجاء انه قرأ وان تك حسنة يضعفها بتثقيل العين * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي عثمان قال بلغني عن أبي
هريرة انه قال إن الله يجزى المؤمن بالحسنة ألف ألف حسنة فأتيته فسألته قال نعم وألفى ألف حسنة وفى القران
من ذلك أن الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها فمن يدرى مما ذلك الأضعاف * وأخرج ابن جرير عن أبي
عثمان النهدي قال لقيت أبا هريرة فقلت له بلغني انك تقول ان الحسنة لتضاعف ألف ألف حسنة قال وما أعجبك
من ذلك فوالله لقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الله ليضاعف الحسنة ألفى ألف حسنة * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة ويؤت من لدنه أجرا عظيما
قال الجنة * قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد) * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد
والبخاري والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن مسعود قال قال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ على قلت يا رسول الله اقرأ عليك وعليك أنزل قال نعم انى أحب ان أسمعه من
غيري فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء
شهيدا فقال حسبك الآن فإذا عيناه تذرفان * وأخرج الحاكم وصححه عن عمرو بن حريث قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود اقرأ قال اقرأ وعليك انزل الله قال انى أحب ان أسمعه من غيري فافتتح سورة
النساء حتى بلغ فكيف إذ جئنا من كل أمة بشهيد الآية فاستعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكف عبد الله
* وأخرج ابن أبي حاتم والبغوي في معجمه والطبراني بسند حسن عن محمد بن فضالة الأنصاري وكان ممن صحب
النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم في بني ظفر ومعه ابن مسعود ومعاذ بن جبل وناس
من أصحابه فامر قارئا فقرأ فأتى على هذه الآية فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا
فبكى حتى اضطرب لحياه وجنباه وقال يا رب هذا شهدت على من أنا بين ظهريه فكيف بمن لم أره * وأخرج الطبراني
عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية فكيف
إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رب هذا شهدت
على من انا بين ظهريه فكيف بمن لم أره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله فكيف إذا جئنا
163

من كل أمة بشهيد قال رسولها يشهد عليها ان قد أبلغهم ما أرسله الله به إليهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى عليها فاضت عيناه * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود فكيف إذا جئنا من كل
أمة بشهيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيدا عليهم ما دمت فيهم فإذا توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم
والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يومئذ يود الذين كفروا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي
عن ابن عباس في قوله لو تسوى بهم الأرض يعنى ان تستوى الأرض الجبال عليهم * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية يقول ودوا لو انخرقت بهم الأرض فساخوا فيها * وأخرج ابن
المنذر عن ابن جريج لو تسوى بهم الأرض تنشق لهم فيدخلون فيها فتستوي عليهم * قوله تعالى (ولا يكتمون الله
حديثا) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن
مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن سعيد بن جبير قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال أرأيت أشياء تختلف
على من في القرآن فقال ابن عباس ما هو أشك في القرآن قال ليس شك ولكنه اختلاف قال هات ما اختلف عليك
من ذلك قال اسمع الله يقول ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين وقال ولا يكتمون الله حديثا
فقد كتموا وأسمعه يقول فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ثم قال وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون وقال
أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين حتى بلغ طائعين فبدأ بخلق الأرض في هذه الآية قبل خلق
السماء ثم قال في الآية الأخرى أم السماء بناها ثم قال والأرض بعد ذلك دحاها فبدأ بخلق السماء في هذه الا آية
قبل خلق الأرض وأسمعه يقول وكان الله عزيزا حكيما وكان الله غفورا رحيما وكان الله سميعا بصيرا فكأنه
كان ثم مضى وفى لفظ ما شأنه يقول وكان الله فقال ابن عباس أما قوله ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا
ما كنا مشركين فإنهم لما رأوا يوم القيامة وان الله يغفر لأهل الاسلام ويغفر الذنوب ولا يغفر شركا ولا يتعاظمه
ذنب ان يغفره جحده المشركون رجاءان يغفر لهم فقالوا والله ربنا ما كنا مشركين فختم الله على أفواههم وتكلمت
أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون فعند ذلك يود الذين كفروا لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا
وأما قوله فلا أنساب ينهم يومئذ ولا يساءلون فهذا في النفخة الأولى ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن
في الأرض الامن شاء الله فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وأقبل
بعضهم على بعض يتساءلون وأما قوله خلق الأرض في يومين فان الأرض خلقت قبل السماء وكانت السماء
دخانا فسواهن سبع سماوات في يومين بعد خلق الأرض وأما قوله والأرض بعد ذلك دحاها يقول جعل فيها جبلا
جعل فيها نهرا جعل فيها شجرا وجعل بحورا واما قوله وكان الله فان الله كان ولم يزل كذلك وهو كذلك عزيز
حكيم عليم قدير ثم لم يزل كذلك فما اختلف عليك من القرآن فهو يشبه ما ذكرت لك وان الله لم ينزل شيئا الا وقد
أصاب به الذي أراد ولكن أكثر الناس لا يعلمون * وأخرج ابن جرير من طريق جويبر عن الضحاك ان نافع
ابن الأزرق أتى ابن عباس فقال يا ابن عباس قول الله يومئذ يود الذين كفروا وعصوا لرسول لو تسوى بهم الأرض
ولا يكتمون الله حديثا وقوله والله ربنا ما كنا مشركين فقال له ابن عباس ان أحسبك قمت من عند أصحابك
فقلت ألقى على ابن عباس متشابه القرآن فإذا رجعت إليهم فأخبرهم ان الله جامع الناس يوم القيامة في
بقيع واحد فيقول المشركون ان الله لا يقبل من أحد شيئا الا ممن وحده فيقولون تعالوا نقل فيسألهم فيقولون
والله ربنا ما كنا مشركين فيختم على أفواههم وتستنطق به جوارحهم فتشهد عليهم انهم كانوا مشركين فعند
ذلك تمنوا لوان الأرض سويت بهم ولا يكتمون الله حديثا * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم عن حذيفة قال أتى
بعبد آتاه الله مالا فقال له ماذا عملت في الدنيا ولا يكتمون الله حديثا فقال ما عملت من شئ يا رب الا انك أتيتني
مالا فكنت أبايع الناس وكان من خلقي ان أنظر المعسر قال الله أنا أحق بذلك منك تجاوزوا عن عبدي فقال
أبو مسعود الأنصاري هكذا سمعت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن
ابن عباس ولا يكتمون الله حديثا قال بجوارحهم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم
سكارى) أخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
164

والنحاس والحاكم وصححه عن علي بن أبي طالب قال صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من
الخمر فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد
ما تعبدون فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر عن علي انه كان هو وعبد الرحمن ورجل آخر شربوا الخمر فصلى بهم عبد الرحمن فقرأ قل يا أيها
الكافرون فخلط فيها فنزلت لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في الآية قال نزلت
في أبى بكر وعمر وعلى وعبد الرحمن بن عوف وسعد صنع على لهم طعاما وشرابا فأكلوا وشربوا ثم صلى على بهم المغرب
فقرأ قل يا أيها الكافرون حتى خاتمتها فقال ليس لي دين وليس لكم دين فنزلت لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى
* وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والنسائي والنحاس والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله يا أيها الذين آمنوا
لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال نسخها انما الخمر والميسر الآية * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن
عباس في الآية قال كان قبل ان تحرم الخمر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في الآية قال نهوا ان
يصلوا وهم سكارى ثم نسخها تحريم الخمر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والنحاس عن ابن عباس في قوله
لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال نسختها يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم
* وأخرج ابن المنذر عن عكرمة لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال نسخها إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم
وأيديكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال نشاوى من الشراب
حتى تعلموا ما تقولون يعنى ما تقرؤن في صلاتكم * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن الضحاك في الآية قال لم يعن بها الخمر انما عنى بها سكر النوم * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس
في قوله وأنتم سكارى قال النعاس * وأخرج البخاري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نعس
أحدكم وهو يصلى فلينصرف فلينم حتى يعلم ما يقول * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة في المنصف وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن علي في قوله ولا جنبا الا عابري سبيل قال نزلت هذه الآية
في المسافر تصيبه الجنابة فيتيمم ويصلى وفى لفظ قال لا يقرب الصلاة الا ان يكون مسافرا تصيبه الجنابة فلا يجد
الماء فيتيمم ويصلى حتى يجد الماء * واخرج عبد بن حميد وابن جرير من طرق عن ابن عباس في قوله ولا جنبا الا
عابري سبيل يقول لا تقربوا الصلاة وأنتم جنب إذا وجدتم الماء فان لم تجدوا الماء فقد أحللت لكم ان تمسحوا
بالأرض * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن عباس
ولا جنبا الا عابري سبيل قال هو المسافر لا يجد الماء فيتيمم ويصلى * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال لا يمر
الجنب ولا الحائض في المسجد انما نزلت ولا جنبا الا عابري سبيل للمسافر يتيمم ثم يصلى * وأخرج عبد الرزاق عن
مجاهد في قوله ولا جنبا الا عابري سبيل قال مسافرين لا تجدون ماء * وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده
والقاضي إسماعيل في الاحكام والطحاوي في مشكل الآثار والبغوي والباوردي في الصحابة والدار قطني والطبراني
وأبو نعيم في المعرفة وابن مردويه والبيهقي في سننه والضياء المقدسي في المختارة عن الأسلع بن شريك قال كنت
أرحل ناقة النبي صلى الله عليه وسلم فأصابتني جنابة في ليلة باردة وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحلة فكرهت
ان أرحل ناقته وأنا جنب وخشيت ان أغتسل بالماء البارد فأموت أو أمرض فأمرت رجلا من الأنصار فرحلها ثم
رضفت أحجارا فاستخنت بها ماء فاغتسلت به فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى
تعلموا ما تقولون ولا جنبا الا عابري سبيل إلى أن الله كان عفوا غفورا * واخرج ابن سعيد وعبد بن حميد وابن جرير
والطبراني في سننه من وجه آخر عن الأسلع قال كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم وأرحل له فقال لي ذات
ليلة يا أسلع قم فارحل لي قلت يا رسول الله أصابتني جنابة فسكت عنى ساعة حتى جاء جبريل بآية الصعيد فقال قم
يا أسلع فتيمم أراني الا سلع كيف علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم التيمم قال ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم
بكفيه الأرض فمسح وجهه ثم ضرب فدلك إحداهما بالأخرى ثم نفضهما ثم مسح بهما ذراعيه ظاهرهما
وباطنهما * واخرج ابن أبي حاتم من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس لا تقربوا الصلاة قال المساجد
165

* واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من طريق عطاء بن يسار عن ابن
عباس ولا جنبا الا عابري سبيل قال لا تدخلوا المسجد وأنتم جنب الا عابري سبيل قال تمر به مرا ولا تجلس * وأخرج
ابن جرير عن زيد بن أبي حبيب في قوله ولا جنبا الا عابري سبيل قال إن رجلا من الأنصار كانت أبوابهم في المسجد
فكانت تصيبهم جنابة ولا ماء عندهم فيريدون الماء ولا يجدون ممرا الا في المسجد فأنزل الله هذه الآية * واخرج ابن
جرير عن ابن مسعود في قوله ولا جنبا الا عابري سبيل قال هو الممر في المسجد * واخرج ابن جرير عن ابن عباس قال
لا باس للحائض والجنب ان يمرا في المسجد ما لم يجلسا فيه * واخرج ابن أبي شيبة عن أبي عبيدة قال الجنب يمر في
المسجد ولا يجلس فيه ثم قرأ ولا جنبا الا عابري سبيل * واخرج ابن أبي شيبة عن عطاء في قوله ولا جنبا الا عابري
سبيل قال الجنب يمر في المسجد * واخرج عبد الرزاق والبيهقي في سننه عن ابن مسعود انه كان يرخص للجنب ان
يمر في المسجد مجتازا وقال ولا جنبا الا عابري سبيل * واخرج البيهقي عن انس في قوله ولا جنبا الا عابري سبيل قال
يجتاز ولا يجلس * واخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير والبيهقي عن جابر قال كان أحدنا يمر في
المسجد وهو جنب مجتازا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وان كنتم مرضى قال نزلت في رجل
من الأنصار كان مريضا فلم يستطع ان يقوم فيتوضأ ولم يكن له خادم فيناوله فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر
ذلك له فأنزل الله هذه الآية * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس
في قوله وان كنتم مرضى قال هو الرجل المجد ورأوا به الجراح أو القرح يجنب فيخاف ان اغتسل ان يموت فيتيمم
* وأخرج الحاكم والبيهقي في المعرفة عن ابن عباس رفعه في قوله وان كنتم مرضى قال إذا كانت بالرجل
الجراحة في سبيل الله أو القروح أو الجدري فيجنب فيخاف ان اغتسل ان يموت فليتيمم * وأخرج عبد الرزاق
عن مجاهد في قوله وان كنتم مرضى قال هي للمريض تصيبه الجنابة إذا خاف على نفسه الرخصة في التيمم مثل
المسافر إذا لم يجد الماء * وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد انه قال للمريض المجدور وشبهه رخصة في أن لا يتوضأ
وتلا وان كنتم مرضى أو على سفر ثم يقول هي مما خفى من تأويل القرآن * وأخرج ابن جرير عن إبراهيم
النخعي قال نال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جراحة ففشت فيهم ثم ابتلوا بالجنابة فشكوا ذلك إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فنزلت وان كنتم مرضى الآية كلها * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله وان كنتم
مرضى قال المريض الذي قد أرخص له في التيمم هو الكسير والجريح فإذا أصابت الجنابة لا يحل جراحته الا
جراحة لا يخشى عليها * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير ومجاهد قالا في المريض تصيبه الجنابة فيخاف
على نفسه وهو بمنزلة المسافر الذي لا يجد الماء يتيمم * وأخرج ابن جرير عن ابن يزيد في الآية قال المريض الذي
لا يجد أحدا يأتيه بالماء ولا يقدر عليه وليس له خادم ولا عون يتيمم ويصلى * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن مجاهد في قوله أو جاء أحد منكم من الغائط قال الغائط الوادي * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور
ومسدد وابن أبي شيبة في مسنده وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم والبيهقي
من طرق عن ابن مسعود في قوله أو لامستم النساء قال اللمس ما دون الجماع والقبلة منه وفيها الوضوء * وأخرج
الطبراني عن ابن مسعود انه كان يقول في هذه الآية أو لامستم النساء هو الغمز * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
جرير عن ابن عمرانه كان يتوضأ من قبله المرأة ويقول هي اللماس * وأخرج الشافعي في الام وعبد الرزاق وابن
المنذر والبيهقي عن ابن عمر قال قبلة الرجل امرأته وجسها بيده من الملامسة فمن قبل امرأته أو جسها بيده فعليه
الوضوء * وأخرج الحاكم والبيهقي عن عمر قال إن القبلة من اللمس فتوضأ منها * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر عن علي بن أبي طالب قال اللمس هو الجماع ولكن الله كنى عنه * وأخرج سعيد
ابن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله أو لامستم النساء
قال هو الجماع * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
عن سعيد بن جبير قال كنا في حجرة ابن عباس ومعنا عطاء بن أبي رياح ونفر من الموالى وعبيد بن عمير ونفر من
العرب فتذاكرنا اللماس فقلت أنا وعطاء والموالي اللمس باليد وقال عبيد بن عمير والعرب هو الجماع فدخلت
166

على ابن عباس فأخبرته فقال غلبت الموالى وأصابت العرب ثم قال إن اللمس والمس والمباشرة إلى الجماع ما هو
ولكن الله يكنى ما شاء بما شاء * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى أو
لامستم النساء قال أو جامعتم النساء وهذيل تقول اللمس باليد قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم قال أما سمعت
لبيد بن ربيعة حيث يقول يلمس الأحلاس في منزله * بيديه كاليهودي المصل
وقال الأعشى ورادعة صفراء بالطيب عندنا * للمس الندامى من يد الدرع مفتق
* وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي ان كان يقرأ أو لمستم النساء قال يعنى ما دون الجماع * وأخرج
سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير عن محمد بن سيرين قال سألت عبيدة عن قوله أو لامستم النساء فأشار
بيده وضم أصابعه كأنه يتناول شيئا يقبض عليه قال محمد ونبئت عن ابن عمرانه كان إذا مس مخرجة توضأ فظننت
ان قول ابن عمر وعبيدة شيئا واحدا * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي عثمان قال اللمس باليد * وأخرج ابن أبي
شيبة عن أبي عبيدة قال ما دون الجماع * وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال الملامسة ما دون الجماع * وأخرج
ابن أبي شيبة عن الحسن قال الملامسة الجماع * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سفيان في قوله
فتيمموا صعيدا طيبا قال تحروا تعمدوا صعيدا طيبا * وأخرج ابن جرير عن قتادة صعيدا طيبا قال التي ليس فيها
شجر ولا نبات * وأخرج ابن جرير عن عمرو بن قيس الملائي قال الصعيد التراب * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد
ابن بشير في الآية قال الطيب ما أتت عليه الأمطار وطهرته * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله صعيدا طيبا
قال حلالا لكم * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه
عن ابن عباس قال إن أطيب الصعيد أرض الحرث * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن حماد قال كل شئ وضعت يدك عليه فهو صعيد حتى غبار لبدك فتيمم به * وأخرج الشيرازي في الألقاب عن
ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الصعيد أطيب قال أرض الحرث * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف
عن أبي هريرة قال لما نزلت آية التيمم لم أدر كيف أصنع فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجده فانطلقت أطلبه
فاستقبلته فما رآني عرف الذي جئت له فبال ثم ضرب بيديه الأرض فمسح بهما وجهه وكفيه * واخرج ابن عدي
عن عائشة قالت لما نزلت آية التيمم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على الأرض فمسح بهما وجهه وضرب
بيده الأخرى ضربة أخرى فمسح بهما كفيه * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
وابن ماجة عن عمار بن ياسر قال كنت في سفر فأجنبت فتمعكت فصليت ثم ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال انما كان يكفيك ان تقول هكذا ثم ضرب بيده الأرض فمسح بهما وجهه وكفيه * وأخرج الطبراني والحاكم
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال التيمم ضربتان ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين * وأخرج
الحاكم عن ابن عمر قال تيممنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربنا بأيدينا على الصعيد الطيب ثم نفضنا أيدينا
فمسحنا بها وجوهنا ثم ضربنا ضربة أخرى ثم نفضنا أيدينا فمسحنا بأيدينا من المرافق إلى الأكف على منابت
الشعر من ظاهر وباطن * وأخرج ابن جرير عن أبي مالك قال تيمم عمار فمسح وجهه ويديه ولم يمسح الذراع
* وأخرج عن مكحول قال التيمم ضربة للوجه والكفين إلى الكوع فان الله قال في الوضوء وأيديكم إلى المرافق
وقال في التيمم وأيديكم ولم يستثن فيه كما استثنى في الوضوء إلى المرافق وقال الله والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما
فإنما تقطع يد السارق من مفصل الكوع * وأخرج ابن جرير عن الزهري قال التيمم إلى الآباط * وأخرج ابن
جرير والبيهقي في سننه عن عمار بن ياسر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلك عقد لعائشة فأقام رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى أضاء الصبح فتغيظ أبو بكر على عائشة فنزلت عليه رخصة المسح بالصعيد فدخل أبو
بكر فقال لها انك لمباركة نزل فيك رخصة فضربنا بأيدينا ضربة لوجهنا وضربة بأيدينا إلى المناكب والآباط قال
الشافعي هذا منسوخ لأنه أول تيمم كان حين نزلت آية التيمم فكل تيمم جاء بعده يخالفه فهو له ناسخ * وأخرج ابن أبي
شيبة وأحمد والحاكم والبيهقي عن أبي ذر قال اجتمعت غنيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر ابد
فيها فبدون فيها إلى الربذة وكانت تصيبني الجنابة فأمكث الخمسة والستة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
167

فقال الصعيد الطيب وضوء المسلم ولو إلى عشر سنين فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم
عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء * وأخرج ابن أبي شيبة
عن أبي عثمان النهدي قال بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تمسحوا بها فإنها بكم برة يعنى الأرض * وأخرج
الطبراني والبيهقي عن ابن عباس قال من السنة ان لا يصلى الرجل بالتيمم الا صلاة واحدة ثم يتيمم للأخرى
* وأخرج ابن أبي شيبة عن علي قال يتيمم لكل صلاة * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمرو بن العاصي قال يتيمم لكل
صلاة * قوله تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال كان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظماء اليهود إذا كلم رسول
الله صلى الله عليه وسلم لوى لسانه وقال أرعنا سمعك يا محمد حتى نفهمك ثم طعن في الاسلام وعابه فأنزل الله فيه ألم
تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة إلى قوله فلا يؤمنون الا قليلا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن عكرمة في قوله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب إلى قوله يحرفون الكلم عن مواضعه قال نزلت في رفاعة
ابن زيد بن التابوت اليهودي والله أعلم * قوله تعالى (وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا) * أخرج ابن أبي حاتم عن
وهيب بن الورد قال قال الله ابن آدم أذكرني إذا غضبت أذكرك إذا غضبت فلا أمحقك فيمن أمحق وإذا ظلمت
فاصبر وارض بنصرتي فان نصرتي لك خير من نصرتك لنفسك * قوله تعالى (من الذين هادوا يحرفون الكلم)
الآية * أخرج ابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله يحرفون الكلم عن مواضعه يعنى يحرفون
حدود الله في التوراة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله يحرفون
الكلم عن مواضعه قال تبديل اليهود التوراة ويقولون سمعنا وعصينا قالوا سمعنا ما تقول ولا نطيعك واسمع
غير مسمع قال غير مقبول ما تقول لنا بألسنتهم قال خلافا يلوون به ألسنتهم واسمع وانظرنا قال أفهمنا لا تعجل
علينا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله يحرفون الكلم عن مواضعه قال لا يضعونه على ما أنزل الله
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عباس في قوله واسمع غير مسمع يقولون اسمع لا سمعت وفى
قوله وراعنا قال كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا سمعك وانما راعنا كقولك عاطنا وفى قوله ليا بألسنتهم
قال تحريفا بالكذب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدى قال كان ناس منهم يقولون
اسمع غير مسمع كقولك اسمع غير صاغر وفى قوله ليا بألسنتهم قال بالكلام شبه الاستهزاء وطعنا في الدين قال في
دين محمد عليه السلام * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال اللي تحريكهم ألسنتهم بذلك
* قوله تعالى (يا أيها الذين أوتوا الكتاب) * أخرج إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في
الدلائل عن ابن عباس قال كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤساء من أحبار يهود منهم عبد الله بن صوريا
وكعب بن أسد فقال لهم يا معشر يهود اتقوا الله واسلموا فوالله انكم لتعلمون ان الذي جئتكم به لحق فقالوا
ما نعرف ذلك يا محمد فأنزل الله فيهم يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن السدى في قوله يا أيها الذين أوتوا الكتاب الآية قال نزلت في مالك بن الصيف ورفاعة بن زيد بن التابوت
من بنى قينقاع * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله من قبل ان نطمس
وجوها قال طمسها ان تعمى فنردها على أدبارها يقول نجعل وجوههم من قبل أقفيتهم فيمشون القهقرى ويجعل
لأحدهم عينين في قفاه * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قول الله عز وجل
من قبل أن نطمس وجوها قال من قبل ان نمسخها على غير خلقها قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت
قول أمية بن أبي الصلت وهو يقول من يطمس الله عينيه فليس له * نور يبين به شمسا ولا قمرا
* وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي إدريس الخولاني قال كان أبو مسلم الخليلي معلم كعب وكان يلومه في إبطائه عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثه لينظر أهو هو قال كعب حتى أتيت المدينة فإذا تال يقرأ القرآن يا أيها
الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل ان نطمس وجوها فبادرت الماء اغتسل وأني لامس
وجهي مخافة أن أطمس ثم أسلمت * وأخرج ابن جرير عن عيسى بن المغيرة قال تذاكرنا عند إبراهيم اسلام
168

كعب فقال أسلم كعب في زمان عمر أقبل وهو يريد بيت المقدس فمر على المدينة فخرج إليه عمر فقال يا كعب أسلم
قال ألستم تقرؤن في كتابكم مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا وانا قد حملت التوراة
فتركه ثم خرج حتى انتهى إلى حمص فسمع رجلا من أهلها يقرأ هذه الآية يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما
نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها قال كعب يا رب آمنت يا رب أسلمت مخافة ان تصيبه هذه الآية
ثم رجع فأتى أهله باليمن ثم جاء بهم مسلمين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله من قبل ان نطمس وجوها يقول عن صراط الحق فنردها على أدبارها قال في الضلالة * وأخرج
ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال الطمس ان يرتدوا كفارا فلا يهتدوا أبدا أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت ان
نجعلهم قردة وخنازير * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد فنردها على أدبارها قال كان أبى ينول إلى
الشام أي رجعت إلى الشام من حيث جاءت ردوا إليه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن
في الآية قال نطمسها عن الحق فنردها على أدبارها على ضلالتها أو نلعنهم يقول سبحانه وتعالى أو نجعلهم قردة
* قوله تعالى (ان الله لا يغفر أن يشرك به) الآية * أخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن أبي أيوب الأنصاري قال
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن لي ابن أخي لا ينتهى عن الحرام قال وما دينه قال يصلى ويوحد الله
قال استوهب منه دينه فان أبى فابتعه منه فطلب الرجل ذلك منه فأبى عليه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره
فقال وجدته شحيحا على دينه فنزلت ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم والبرار من طرق عن ابن عمر قال كنا معشر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نشك في قاتل النفس
وآكل مال اليتيم وشاهد الزور وقاطع الرحم حتى نزلت هذه الآية ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك
لمن يشاء فأمسكنا عن الشهادة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر قال كنا لا نشك فيمن أوجب الله له النار في كتاب
الله حتى نزلت علينا هذه الآية ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فلما سمعنا هذا كففنا عن
الشهادة وأرجأنا الأمور إلى الله * وأخرج ابن الضريس وأبو يعلى وابن المنذر وابن عدي بسند صحيح عن ابن
عمر قال كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا من نبينا صلى الله عليه وسلم ان الله لا يغفران يشرك به
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال انى ادخرت دعوتي شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فأمسكنا عن كثير مما كان في
أنفسنا ثم نطقنا بعد ورجونا * وأخرج ابن المنذر من طريق المعتمر بن سليمان عن سليمان بن عتبة البارقي
قال حدثنا إسماعيل بن ثوبان قال شهدت في المسجد قبل الداء الأعظم فسمعتهم يقولون من قتل مؤمنا إلى آخر
الآية فقال المهاجرون والأنصار قد أوجب له النار فلما نزلت ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك
لمن يشاء قالوا ما شاء الله يصنع الله ما يشاء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال لما نزلت يا عبادي
الذين أسرفوا على أنفسهم الآية فقام رجل فقال والشرك يا نبي الله فكره ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن
الله لا يغفر أن يشرك به الآية * وأخرج ابن المنذر عن أبي مجلز قال لما نزلت هذه الآية يا عبادي الذين
أسرفوا الآية قام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فتلاها على الناس فقام إليه رجل فقال والشرك بالله فسكت
مرتين أو ثلاثا فنزلت هذه الآية ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فأثبتت هذه في الزمر
وأثبتت هذه في النساء * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال في هذه الآية ان الله حرم
المغفرة على من مات وهو كافر وأرجأ أهل التوحيد إلى مشيئته فلم يؤيسهم من المغفرة * وأخرج ابن أبي حاتم
عن بكر بن عبد الله المزني ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قال ثنيا من ربنا على جميع القرآن * وأخرج الفريابي
والترمذي وحسنه عن علي قال أحب آية إلى في القرآن ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء
* وأخرج ابن جرير عن أبي الجوزاء قال اختلفت إلى ابن عباس ثلاث عشرة سنة فما من شئ من القرآن الا
سألته عنه ورسولي يختلف إلى عائشة فما سمعته ولا سمعت أحدا من العلماء يقول إن الله يقول لذنب أغفره
* وأخرج أبو يعلى وابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يموت لا يشرك
بالله شيئا الا حلت المغفرة ان شاء غفر له وان شاء عذبه ان الله استثنى فقال إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر
169

ما دون ذلك لمن يشاء * وأخرج أبو يعلى عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وعده الله على عمل ثوابا
فهو منجزه له ومن وعده على عمل عقابا فهو بالخيار * وأخرج الطبراني عن سليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذنب لا يغفر وذنب لا يترك وذنب يغفر فاما الذي لا يغفر فالشرك بالله وأما الذي يغفر فذنب بينه وبين الله
عز وجل وأما الذين لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا * وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن
مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدواوين عند الله ثلاثة
ديوان لا يعبأ الله به شيئا وديوان لا يترك الله منه يشأ وديوان لا يغفره الله فاما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك قال
الله ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة وقال الله ان الله لا يغفر ان يشرك به وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به
فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم يوم تركه أو صلاة تركها فان الله يغفر ذلك ويتجاوز عنه ان شاء وأما
الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا فظلم العباد بعضهم بعضا القصاص لا محالة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم
والترمذي والنسائي وابن مردويه عن أبي ذر قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما من عبد قال لا إله إلا الله
ثم مات على ذلك الا دخل الجنة قلت وان زنى وان سرق قال وان زنى وان سرق قلت وان زنى وان سرق قال
وان زنى وان سرق ثلاثا ثم قال في الرابعة على رغم أنف أبي ذر * وأخرج أحمد وابن مردويه عن أبي ذر عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يقول يا عبدي ما عبدتني ورجوتني فإني غافر لك على ما كان فيك ويا عبدي
لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ما لم تشرك بي شيئا لقيتك بقرابها مغفرة * وأخرج ابن مردويه عن أبي ذر سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات لا يعدل بالله شيئا ثم كانت عليه من الذنوب مثل الرمال غفر له * وأخرج
أحمد عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة * وأخرج
الطبراني والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل من علم
أنى ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ما لم يشرك بي شيئا * وأخرج أحمد عن سلمة بن نعيم قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من لقى الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة وان زنى وان سرق * وأخرج أحمد عن أبي الدرداء قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا له الا الله وحده لا شريك له دخل الجنة قلت وان زنى وان سرق قال وان
زنى وان سرق قلت وان زنى وان سرق قال وان زنى وان سرق قلت وان زنى وان سرق قال وان زنى وان سرق على
رغم أنف أبى الدرداء قال فخرجت لأنادي بها في الناس فلقيني عمر فقال ارجع فان الناس ان علموا بهذه اتكلوا
عليها فرجعت فأخبرته صلى الله عليه وسلم فقال صدق عمر * وأخرج هناد عن ابن معسود قال أربع آيات في كتاب
الله عز وجل أحب إلى من حمر النعم وسودها في سورة النساء قوله ان الله لا يظلم مثقال ذرة الآية وقوله ان الله
لا يغفر ان يشرك به الآية وقوله وانهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك الآية وقوله من يعمل سوأ أو يظلم نفسه الآية
* قوله تعالى (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم) * أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال إن
اليهود قالوا ان أبناء ناقد توفوا وهم لنا قربة عند الله وسيشفعون ويزكوننا فقال الله لمحمد ألم تر إلى الذين يزكون
أنفسهم الآية * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال كانت اليهود يقدمون صبيانهم
يصلون بهم ويقربون قربانهم ويزعمون انهم لا خطايا لهم ولا ذنوب وكذبوا قال الله انى لا أطهر ذا ذنب بآخر
لا ذنب له ثم أنزل الله ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في
قوله ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم قال يعنى يهود كانوا يقدمون صبيانا لهم امامهم في الصلاة فيؤمونهم يزعمون أنهم
لا ذنوب لهم قال فتلك التزكية * وأخرج ابن جرير عن أبي مالك في قوله ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم
قال نزلت في اليهود كانوا يقدمون صبيانهم ليست لهم ذنوب * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال كان
أهل الكتاب يقدمون الغلمان الذين لم يبلغوا الحنث يصلون بهم يقولون ليس لهم ذنوب فأنزل الله ألم تر إلى الذين
يزكون أنفسهم الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ألم تر إلى الذين
يزكون أنفسهم قال هم اليهود والنصارى قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا
أو نصارى * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم قال نزلت في اليهود قالوا انا
170

نعلم أبناءنا التوراة صغارا فلا يكون لهم ذنوب وذنوبنا مثل ذنوب أبنائنا ما عملنا بالنهار كفر عنا بالليل * وأخرج
ابن جرير عن ابن مسعود قال إن الرجل ليغدو بدينه ثم يرجع وما معه منه شئ يلقى الرجل ليس يملك له نفعا ولا
ضرا فيقول والله انك لذيت وذيت ولعله ان يرجع ولم يجد من حاجته بشئ وقد أسخط الله عليه ثم قرأ ألم تر إلى
الذين يزكون أنفسهم الآية * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن
ابن عباس في قوله ولا يظلمون فتيلا قال الفتيل ما خرج من بين الإصبعين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر من طرق عن ابن عباس قال الفتيل هو ان تدلك بين إصبعيك فما خرج منهما فهو ذلك * وأخرج سعيد بن
منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس قال النقير النقرة تكون في النواة التي تنبت منها النخلة والفتيل
الذي يكون على شق النواة والقطمير القشر الذي يكون على النواة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن
عباس قال الفتيل الذي في الشق الذي في بطن النواة * وأخرج الطستي وابن الأنباري في الوقف والابتداء عن
ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل ولا يظلمون فتيلا قال لا ينقصون من الخير والشر
مثل الفتيل وهو الذي يكون في شق النواة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت نابغة بنى ذبيان يقول
يجمع الجيش ذا الألوف ويغزو * ثم لا يرزأ الأعادي فتيلا
وقال الأول أيضا أعاذل بعض لومك لا تلحي * فان اللوم لا يغنى فتيلا
* وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال النقير الذي يكون في وسط النواة في ظهرها والفتيل الذي يكون في جوف
النواة ويقولون ما يدلك فيخرج من وسخها والقطمير لفافة النواة أو سحاة البيضة أو سحاة القصبة * وأخرج
عبد بن حميد عن عطية الجدلي هي ثلاثة في النواة القطمير وهي قشرة النواة والنقير الذي غابت في وسطها
والفتيل الذي رأيت في وسطها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك قال قالت يهود ليس لنا ذنوب الا
كذنوب أولادنا يوم يولدون فان كانت لهم ذنوب فان لنا ذنوبا فإنما نحن مثلهم قال الله أنظر كيف يفترون على الله
الكذب وكفى به اثما مبينا * قوله تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت)
* أخرج الطبراني والبيهقي في الدلائل من طريق عكرمة عن ابن عباس قال قدم حيى بن أخطب وكعب بن
الأشرف مكة على قريش فحالفوهم على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لهم أنتم أهل العلم القديم وأهل
الكتاب فأخبرونا عنا وعن محمد قالوا ما أنتم وما محمد قالوا ننحر الكوماء ونسقي اللبن على الماء ونفك العناة ونسقي
الحجيج ونصل الأرحام قالوا فما محمد قالوا صنبور قطع أرحامنا واتبعه سراق الحجيج بنو غفار قالوا لا بل أنتم خير منهم
وأهدى سبيلا فأنزل الله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت إلى آخر
الآية * وأخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة مرسلا * وأخرج أحمد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لما قدم كعب بن الأشرف مكة قالت له قريش أنت
خير أهل المدينة وسيدهم قال نعم قالوا الا ترى إلى هذا المنصبر المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل
الحجيج وأهل السدانة وأهل السقاية قال أنتم خير منه فأنزلت ان شانئك هو الأبتر وأنزلت ألم تر إلى الذين
أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت إلى قوله نصيرا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن عكرمة
ان كعب بن الأشرف انطلق إلى المشركين من كفار قريش فاستحباشهم على النبي صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن
يغزوه وقال انا معكم نقاتله فقالوا انكم أهل كتاب وهو صاحب كتاب ولا نأمن أن يكون هذا مكرا منكم فان أردت
ان نخرج معك فاسجد لهذين الصنمين وآمن بهما ففعل ثم قالوا نحن أهدى أم محمد فنحن ننحر الكوماء ونسقي اللبن
على الماء ونصل الرحم ونقري الضيف ونطوف بهذا البيت ومحمد قطع رحمه وخرج من بلده قال بل أنتم خير
وأهدى فنزلت فيه ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت الآية * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في
الآية قال أنزلت في كعب بن الأشرف قال كفار قريش أهدى من محمد عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن السدى عن أبي مالك قال لما كان من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم واليهود من النضير ما كان حين
أتاهم يستعينهم في دية العامريين فهموا به وبأصحابه فاطلع الله رسوله على ما هموا به من ذلك ورجع رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هرب كعب بن الأشرف حتى أتى مكة فعاهدهم على محمد فقال له أبو سفيان يا أبا سعيد
171

انكم قوم تقرؤن الكتاب وتعلمون ونحن قوم لا نعلم فأخبرنا ديننا خير أم دين محمد قال كعب اعرضوا على دينكم
فقال أبو سفيان نحن قوم ننحر الكوماء ونسقي الحجيج الماء ونقري الضيف ونحمي بيت ربنا ونعبد آلهتنا التي كان
يعبد آباؤنا ومحمد يأمرنا ان نترك هذا ونتبعه قال دينكم خير من دين محمد فاثبتوا عليه الا ترون أن محمدا يزعم أنه
بعث بالتواضع وهو ينكح من النساء ما شاء وما نعلم ملكا أعظم من ملك النساء فذلك حين يقول ألم تر إلى الذين
أوتوا نصيبا الآية * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن ابن عباس قال كان الذين خربوا الأحزاب من قريش
وغطفان وبنى قريظة حيى بن أخطب وسلام بن أبي الحقيق وأبو رافع والربيع بن أبي الحقيق وعمارة ووحوح
ابن عامر وهودة بن قيس فاما وحوح بن عامر وهودة فمن بنى وائل وكان سائرهم من بنى النضير فلما قدموا على
قريش قالوا هؤلاء أحبار يهود وأهل العلم بالكتاب الأول فاسألوهم أدينكم خير أم دين محمد فسألوهم فقالوا بل
دينكم خير من دينه وأنتم أهدى منه وممن اتبعه فأنزل الله فيهم ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب إلى قوله
ملكا عظيما * وأخرج البيهقي في الدلائل وابن عساكر في تاريخه عن جابر بن عبد الله قال لما كان من أمر النبي
صلى الله عليه وسلم ما كان اعتزل كعب بن الأشرف ولحق بمكة وكان بها وقال لا أعين عليه ولا أقاتله فقيل له
بمكة يا كعب أديننا خير أم دين محمد وأصحابه قال دينكم خير وأقدم ودين محمد حديث فنزلت فيه ألم تر إلى الذين
أوتوا نصيبا من الكتاب الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية
قال ذكر لنا ان هذه الآية أنزلت في كعب بن الأشرف وحيى بن أخطب رجلين من اليهود من بنى النضير أتيا
قريشا بالموسم فقال لهم المشركون أنحن أهدى أم محمد وأصحابه فانا أهل السدانة والسقاية وأهل الحرم فقالا
بل أنتم أهدى من محمد وأصحابه وهما يعلمان انهما كاذبا انما حملهما على ذلك حسد محمد وأصحابه * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير عن عكرمة قال الجبت والطاغوت صنمان * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ورستة في الايمان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال الجبت
الساحر والطاغوت الشيطان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طرق عن مجاهد مثله * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الجبت حبى بن أخطب والطاغوت كعب بن الأشرف * وأخرج ابن
جرير عن الضحاك مثله * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الجبت الأصنام والطاغوت الذي
يكون بين يدي الأصنام يعبرون عنها الكذب ليضلوا الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس
قال الجبت اسم الشيطان بالحبشية والطاغوت كهان العرب * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال الجبت
الشيطان بلسان الحبش والطاغوت الكاهن * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال الجبت الساحر بلسان
الحبشة والطاغوت الكاهن * وأخرج عن أبي العالية قال الطاغوت الساحر والجبت الكاهن * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن قتادة قال كنا نحدث ان الجبت شيطان والطاغوت الكاهن * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم من طريق ليث عن مجاهد قال الجبت كعب بن الأشرف والطاغوت الشيطان كان في صورة انسان * وأخرج
عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والنسائي وابن أبي حاتم عن قبيصة بن مخارق أنه سمع النبي صلى الله عليه
وسلم يقول إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت * وأخرج رستة في الايمان عن مجاهد في قوله ويقولون للذين
كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا قال اليهود تقول ذك يقولون قريش أهدى من محمد وأصحابه
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أم لهم نصيب من الملك قال فليس لهم نصيب ولو كان لهم
نصيب لم يؤتوا الناس نقيرا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية يقول لو كان لهم نصيب من ملك
اذن لم يؤتوا محمدا نقيرا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق خمسة عن ابن عباس قال النقير
النقطة التي في ظهر النواة * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن النقير قال ما في
شق ظهر النواة ومنه تنبت النخلة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
وليس الناس بعدك في نقير * وليسوا غيرا صداء وهام
* وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قول الله فإذا
172

لا يؤتون الناس نقيرا ما النقير قال ما في ظهر النوا ة قال فيه الشاعر
لقد رزخت كلاب بنى زبير * فما يعطون سائلهم نقيرا
وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق أبى العالية عن ابن عباس قال هذا النقير ووضع طرف الابهام على باطن
السبابة ثم نقرها * قوله تعالى (أم يحسدون الناس) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله أم يحسدون الناس قال هم يهود * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن
ابن عباس قال قال أهل الكتاب زعم محمد انه أوتى ما أوتى في تواضع وله تسع نسوة وليس همه الا النكاح فأي ملك
أفضل من هذا فأنزل الله هذه الآية أم يحسدون الناس إلى قوله ملكا عظيما يعنى ملك سليمان * وأخرج ابن المنذر
عن عطية قال قالت اليهود للمسلمين تزعمون أن محمدا أوتى الدين في تواضع وعنده تسع نسوة أي ملك أعظم من هذا
فأنزل الله أم يحسدون الناس الآية * وأخرج ابن جرير عن الضحاك نحوه * وأخرج ابن المنذر والطبراني من
طريق عطاء عن ابن عباس في قوله أم يحسدون الناس قال نحن الناس دون الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله أم يحسدون الناس قال الناس في هذا الموضع النبي صلى الله
عليه وسلم خاصة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد أم يحسدون الناس قال محمد * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل
ابن حيان قال أعطى النبي صلى الله عليه وسلم بضع سبعين شابا فحسدته اليهود فقال الله أم يحسدون الناس على
ما آتاهم الله من فضله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي مالك في الآية قال يحسدون محمدا حين لم يكن
منهم وكفروا به * وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية أم يحسدون الناس قال أولئك اليهود حسدوا هذا
الحي من العرب على ما آتاهم الله من فضله بعث الله منهم نبيا فحسدوهم على ذلك * وأخرج ابن جرير عن ابن
جريج على ما آتاهم الله من فضله قال النبوة * وأخرج أبو داود والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة ان النبي صلى الله
عليه وسلم قال إياكم والحسد فان الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب * وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي
هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجتمع في جوف عبد الايمان والحسد * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن السدى في قوله فقد آتينا آل إبراهيم سليمان بن وداود الكتاب والحكمة يعنى النبوة وآتيناهم ملكا
عظيما في النساء فما باله حل لأولئك الأنبياء وهم أنبياء أن ينكح داود تسعا وتسعين امرأة وينكح سليمان
مائة امرأة ولا يحل لمحمد أن ينكح كما نكحوا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال كان في ظهر سليمان
مائة رجل وكان له ثلثمائة امرأة وثلثمائة سرية * وأخرج الحاكم في المستدرك عن محمد بن كعب قال
بلغني انه كان لسليمان ثلثمائة امرأة وسبعمائة سرية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
عن همام بن الحارث وآتيناهم ملكا عظيما قال أيدوا بالملائكة والجنود * وأخرج عبد بن حميد وبن
المنذر عن مجاهد وآتيناهم ملكا عظيما قال النبوة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن مثله * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد فمنهم من آمن به قال بما انزل على محمد من يهود
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن فمنهم من آمن به اتبعه ومنهم من صد عنه يقول تركه فلم يتبعه * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدى قال زرع إبراهيم خليل الرحمن وزرع الناس في تلك السنة فهلك زرع
لناس وزكا زرع إبراهيم واحتاج الناس إليه فكان الناس يأتون إبراهيم فيسألونه منه فقال لهم من آمن
أعطيته ومن أبى منعته فمنهم من آمن به فأعطاه من الزرع ومنهم من أبى فلم يأخذ منه فذلك قوله فمنهم من آمن
به ومنهم من صد عنة وكفى بجهنم سعيرا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة فقد آتينا آل إبراهيم
الكتاب والحكمة ومحمد من آل إبراهيم * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن ابن عباس ان معاوية
قال يا بنى هاشم انكم تريدون ان تستحقوا الخلافة كما استحقيتم النبوة ولا يجتمعان لأحد وتزعمون أن لكم
ملكا فقال له ابن عباس اما قولك انا نستحق الخلافة بالنبوة فان لم نستحقها بالنبوة فبم نستحقها وأما قولك ان
النبوة والخلافة لا يجتمعان لأحد فأين قول الله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما
فالكتاب النبوة والحكمة السنة والملك الخلافة نحن آل إبراهيم أمر الله فينا وفيهم واحد والسنة لنا ولهم جارية
173

وأما قولك زعمنا ان لنا ملكا فالزعم في كتاب الله شك وكل يشهدان لنا ملكا لا تملكون يوما الا ملكنا يومين ولا
شهرا الا ملكنا شهرين ولا حولا الا ملكنا حولين والله أعلم * قوله تعالى (ان الذين كفروا) الآية * أخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق ثوير عن ابن عمر في قوله كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غير ها قال إذا
احترقت جلودهم بدلناهم جلودا بيضاء أمثال القراطيس * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن أبي حاتم وابن
مردويه بسند ضعيف من طريق نافع عن ابن عمر قال قرئ عند عمر كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها
ليذوقوا العذاب فقال معاذ عندي تفسيرها تبدل في ساعة مائة مرة فقال عمر هكذا سمعت من رسول الله صلى الله
عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عمر قال تلا رجل عن عمر كلما نضجت جلودهم
بدلناهم جلودا غيرها فقال كعب عندي تفسير هذه الآية قرأتها قبل الاسلام فقال هاتها يا كعب فان جئت بها
كما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقناك قال انى قرأتها قبل الاسلام كما نضجت جلودهم بدلناهم
جلودا غير ها في الساعة الواحدة عشرين ومائة مرة فقال عمر هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال بلغني انه يحرق أحدهم
في اليوم سبعين ألف مرة كلما أنضجتهم وأكلت لحومهم قيل لهم عودوا فعادوا * وأخرج ابن المنذر عن
الضحاك في الآية قال تأخذ النار فتأكل جلودهم حتى تكشطها عن اللحم حتى تفضي النار إلى العظام ويبدلون
جلودا غيرها يذيقهم الله شديد العذاب فذلك دائم لهم أبدا بتكذيبهم رسول الله وكفرهم بآيات الله * وأخرج
ابن أبي حاتم عن يحيى بن يزيد الحضرمي انه بلغه في قول الله كلما نضحت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها قال يجعل
للكافر مائة جلد بين كل جلدين لون من العذاب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في الآية
قال سمعنا انه مكتوب في الكتاب الأول ان جلد أحدهم أربعون ذراعا وسنه سبعون ذراعا وبطنه لو وضع فيه
جبل لوسعه فإذا أكلت النار جلودهم بدلوا جلودا غيرها * وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة النار عن حذيفة بن
اليمان قال أسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا حذيفة ان في جهنم لسباعا من نار وكلابا من نار وكلاليب من
نار وسيوفا من نار وانه تبعث ملائكة يعلقون أهل النار بتلك الكلاليب بأحناكهم ويقطعونهم بتلك السيوف
عضوا عضوا ويلقونهم إلى تلك السباع والكلاب كلما قطعوا عضوا عاد مكانه غضا جديدا * وأخرج ابن أبي
شيبة عن أبي صالح قال قال أبو مسعود لأبي هريرة أتدري كم غلظ جلد الكافر قال لا قال غلظ جلد الكافر اثنان
وأربعون ذراعا * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العالية قال غلظ جلد الكافر أربعون ذراعا * وأخرج ابن أبي
شيبة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أهل النار يعظمون في النار حتى يصير أحدهم مسيرة كذا
وكذا وان ضرس أحدهم لمثل أحد * قوله تعالى (وندخلهم ظلا ظليلا) * أخرج ابن أبي حاتم عن الربيع
ابن أنس في قوله وندخلهم ظلا ظليلا قال هو ظل العرش الذي لا يزول * قوله تعالى (ان الله يأمركم) الآية
* أخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله ان الله يأمركم ان تؤدوا
الأمانات إلى أهلها قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة دعا عثمان بن أبي طلحة فلما أتاه قال أرني
المفتاح فاتاه به فلما بسط يده إليه قام العباس فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي اجعله لي مع السقاية فكف
عثمان يده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرني المفتاح يا عثمان فبسط يده يعطيه فقال العباس
مثل كلمته الأولى فكف عثمان يده ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عثمان ان كنت تؤمن بالله
واليوم الآخر فهاتني المفتاح فقال هاك بأمانة الله فقام ففتح باب الكعبة فوجد في الكعبة تمثال إبراهيم معه
قداح يستقسم بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما للمشركين قاتلهم الله وما شأن إبراهيم وشأن القداح
ثم دعا بجفنة فيها ماء فأخذ ماء فغممه ثم غمس بها تلك التماثيل وأخرج مقام إبراهيم وكان في الكعبة ثم قال
يا أيها الناس هذه القبلة ثم خرج فطاف بالبيت ثم نزل عليه جبريل فيما ذكر لنا برد المفتاح فدعا عثمان بن
طلحة فأعطاه المفتاح ثم قال إن الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها حتى فرغ من الآية * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال نزلت في عثمان بن طلحة
174

قبض منه النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة ودخل به البيت يوم الفتح فخرج وهو يتلو هذه الآية فدعا
عثمان فدفع إليه المفتاح قال وقال عمر بن الخطاب لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكعبة وهو يتلو
هذه الآية فداؤه أبى وأمي ما سمعته يتلوها قبل ذلك * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم خذوها يا بنى طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم الا ظالم يعنى حجابة الكعبة * وأخرج ابن أبي شيبة في
المصنف وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها
الآية قال أنزلت هذه الآية في ولاة الامر وفيمن ولى من أمور الناس شيئا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن شهر بن حوشب قال نزلت في الامراء خاصة ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها * وأخرج سعيد بن
منصور والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال حق على الامام ان يحكم بما
أنزل الله وان يؤدى الأمانة فإذا فعل ذلك فحق على الناس ان يسمعوا له وان يطيعوا وان يجيبوا إذا دعوا * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال يعنى السلطان
يعطون الناس * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان الله يأمركم ان تؤدوا
الأمانات إلى أهلها قال هي مسجلة للبر والفاجر * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في الآية قال هذه الأمانات
فيما بينك وبين الناس في المال وغيره * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال إن القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها الا الأمانة يجاء بالرجل
يوم القيامة وان كان قتل في سبيل الله فيقال له أد أمانتك فيقول من أين وقد ذهبت الدنيا فيقال انطلقوا به إلى
الهاوية فينطلق فتمثل له أمانته كهيئتها يوم دفعت إليه في قعر جهنم فيحملها فيصعد بها حتى إذا ظن أنه خارج
بها فهزلت من عاتقه فهوت وهوى معها أبد الآبدين قال زاذان فاتيت البراء بن عازب فقلت أما سمعت ما قال
أخوك ابن مسعود قال صدق ان الله يقول إن الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها والأمانة في الصلاة والأمانة
في الغسل من الجنابة والأمانة في الحديث والأمانة في الكيل والوزن والأمانة في الدين وأشد ذلك في الودائع
* وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال إنه لم
يرخص لموسر ولا لمعسر * وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية عن الحسن ان النبي صلى الله عليه وسلم كان
يقول أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك * وأخرج أبو داود والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب
الايمان من طريق أبى صالح عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من
خانك * وأخرج مسلم عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه فهو منافق وان صام
وصلى وزعم أنه مسلم من إذ حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان * وأخرج البيهقي في الشعب
عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ايمان لمن لا أمانة له ولا صلاة لمن لا وضوء له * وأخرج البيهقي في
الشعب عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا حفظ أمانة
وصدق حديث وحسن خليقة وعفة طعمة * وأخرج البيهقي عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان أول ما يرفع من الناس الأمانة وآخر ما يبقى الصلاة ورب مصل لا خير فيه * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول ما يرفع من هذه الأمة الحياء والأمانة فسلوهما الله عز وجل * وأخرج
عبد الرزاق والبيهقي عن ابن عمر قال لا تنظروا إلى صلاة أحد ولا صيامه وانظروا إلى صدق حديثه إذا حدث والى
أمانته إذا ائتمن والى ورعه إذا أشفى * وأخرج البيهقي عن عمر بن الخطاب مثله * وأخرج عن ميمون بن مهران
قال ثلاثة تؤدين إلى البر والفاجر الرحم توصل كانت برة أو فاجرة والأمانة تؤدى إلى البر والفجار والعهد يوفى
به للبر والفاجر * وأخرج عن سفيان بن عيينة قال من لم يكن له رأس مال فليتخذ الأمانة رأس ماله * أخرج عن
أنس قال البيت الذي تكون فيه خيانة لا تكون فيه البركة * وأخرج أبو داود وابن حبان وابن المنذر وابن أبي
حاتم والحاكم عن أبي يونس قال سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى
قوله كان سميعا بصيرا ويضع ابهاميه على أذنيه والتي تليها على عينه ويقول هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه
175

وسلم يقرؤها ويضع أصبعيه * وأخرج ابن أبي حاتم عن عقبة بن عامر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يقترئ هذه الآية سميعا بصيرا يقول بكل شئ بصير * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله) الآية
* أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن عطاء في قوله أطيعوا الله وأطيعوا الرسول قال طاعة الرسول
اتباع الكتاب والسنة وأولي الأمر منكم قال أولى الفقه والعلم * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في
قوله أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم قال نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي إذ بعثه
النبي صلى الله عليه وسلم في سرية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال بعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد في سرية وفيها عمار بن ياسر فسار واقبل القوم الذي يريدون فلما بلغوا قريبا
منهم عرسوا وأتاهم ذو العبينتين فأخبرهم فأصبحوا قد هربوا غير رجل أمر أهله فجمعوا متاعهم ثم أقبل يمشى
في ظلمه الليل حتى أتى عسكر خالد يسأل عن عمار بن ياسر فاتاه فقال يا أبا اليقظان انى قد أسلمت وشهدت ان
لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وان قومي لما سمعوا بكم هربوا وأني بقيت فهل إسلامي نافعي غدا والا هربت
فقال عمار بل هو ينفعك فأقم فأقام فلما أصبحوا أغار خالد فلم يجد أحدا غير الرجل فاخذه وأخذ ماله فبلغ عمارا
الخبر فأتى خالدا فقال خل عن الرجل فإنه قد أسلم وهو في أمان منى قال خالد وفيم أنت تجير فاستبا وارتفعا إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فأجاز أمان عمار ونهاه ان يجير الثانية على أمير فاستبا عند النبي صلى الله عليه وسلم
فقال خالد يا رسول الله أتترك هذا العبد الأجدع يشتمني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خالد لا تسب عمارا
فإنه من سب عمار سبه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله ومن لعن عمار العنه الله فغضب عمار فقام فتبعه خالد
حتى أخذ بثوبه فاعتذر إليه فرضى فأنزل الله الآية وأخرجه ابن عساكر من طريق السدى عن أبي صالح عن
ابن عباس * وأخرج ابن جرير عن ميمون بن مهران في قوله وأولي الأمر منكم قال أصحاب السرايا على عهد النبي
صلى الله عليه وسلم * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن أبي هريرة في قوله وأولي الأمر منكم قال هم الامراء منكم وفى لفظ هم أمراء السرايا * وأخرج ابن جرير عن
مكحول في قوله وأولي الأمر منكم قال هم أهل الآية التي قبلها ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها إلى آخر
الآية * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من أطاعني فقد أطاع الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصاني فقد عصى الله ومن عصى أميري
فقد عصاني * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله وأولي الأمر منكم قال قال أبى هم السلاطين قال وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم الطاعة الطاعة وفى الطاعة بلاء وقال لو شاء الله لجعل الامر في الأنبياء يعنى لقد جعل إليهم
والأنبياء معهم الا ترى حين حكموا في قتل يحيى بن زكريا * وأخرج البخاري عن أنس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا وان استعمل عليكم حبشي كان رأسه زبيبة * وأخرج أحمد والترمذي والحاكم
وصححه والبيهقي في الشعب عن أبي امامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال اعبدوا
ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا إذا أمركم تدخلوا جنة ربكم * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس في قوله وأولي الأمر منكم يعنى أهل الفقه والدين وأهل
طاعة الله الذين يعلمون الناس معاني دينهم ويأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر فأوجب الله طاعتهم
على العباد * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والحاكم وصححه عن جابر بن عبد الله في قوله وأولي الأمر منكم قال أولى الفقه وأولى الخير * وأخرج
ابن عدي في الكامل عن ابن عباس في قوله وأولي الأمر منكم قال أهل العلم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن
حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد وأولي الأمر قال هم الفقهاء والعلماء * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وأولي الأمر قال أصحاب محمد أهل العلم والفقه والدين * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي العالية في قوله وأولي الأمر قال هم أهل العلم ألا ترى انه يقول ولو ردوه إلى
176

الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك وأولي الأمر قال
هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الدعاة الرواة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن
عساكر عن عكرمة في قوله وأولي الأمر قال أبو بكر وعمر رضي الله عنهما * وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي
وأولي الأمر قال أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وابن مسعود * وأخرج سعيد بن منصور عن عكرمة انه سئل عن
أمهات الأولاد فقال هن أحرار فقيل له بأي شئ تقول قال بالقرآن قالوا بماذا من القرآن قال قول الله أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم وكان عمر من أولي الأمر قال أعتقت كانت مسقطا * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن جرير عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره الا ان يؤمر
بمعصية فمن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة * وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سيليكم
بعدي ولاة فيليكم البر ببره ولفاجر بفجره فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق وصلوا وراء هم فان أحسنوا
فلهم ولكم وان أساؤا فلكم وعليهم * وأخرج أحمد عن أنس ان معاذا قال يا رسول الله أرأيت ان كانت علينا
أمراء لا يستنون بسنتك ولا يأخذون بأمرك فما تأمر في أمرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمن لم
يطع الله * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن أبي سعيد الخدري قال بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن بجزر على بعث أنا فيهم فلما كنا ببعض الطريق أذن لطائفة من الجيش
وأمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي وكان من أصحاب بدر وكان به دعابة فنزلنا ببعض الطريق
وأوقد القوم نارا ليصنعوا عليها صنيعا لهم فقال لهم أليس لي عليكم السمع والطاعة قالوا بلى قال فما أنا آمركم بشئ
الا صنعتموه قالوا بلى قال أعزم بحقي وطاعتي لما تواثبتم في هذه النار فقام ناس فتحجزوا حتى إذا ظن أنهم واثبون
قال احبسوا أنفسكم انما كنت أضحك معهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدموا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمركم بمعصية فلا تطيعوه * وأخرج ابن الضريس عن الربيع بن أنس قال
مكتوب في الكتاب الأول من رأى لأحد عليه طاعة في معصية لله فلن يقبل الله عمله ما دام كذلك ومن رضى ان
يعصى الله فلن يقبل الله عمله ما دام كذلك * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمران بن حصين قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول لا طاعة في معصية الله * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سيرين قال كان عمر إذا استعمل
رجلا كتب في عهده اسمعوا له وأطيعوا ما عدل فيكم * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر قال اسمع وأطع وان أمر
عليك عبد حبشي مجدع ان ضرك فاصبر وان حرمك فاصبر وان أراد أمرا ينتقص دينك فقل دمى دون ديني
* وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سفيان قال خطبنا ابن الزبير فقال انا قد ابتلينا بما قد ترون فما أمرناكم بأمر
لله فيه طاعة فلنا عليكم فيه السمع والطاعة وما أمرناكم من أمر ليس لله فيه طاعة فليس لنا عليكم فيه طاعة ولا
نعمة عين * وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي عن أم الحصين الأحمسية قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو
يخطب وعليه برد متلفعا به وهو يقول إن أمر عليكم عبد حبشي مجدع فاسمعوا له وأطيعوا ما قادكم بكتاب الله
* وأخرج ابن أبي شيبة عن علي بن أبي طالب قال حق على الامام ان يحكم بما أنزل الله وان يؤدى الأمانة فإذا فعل
ذلك كان حقا على المسلمين ان يسمعوا ويطيعوا ويجيبوا إذا دعوا * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن
مسعود قال لا طاعة لبشر في معصية الله * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا طاعة لبشر في معصية الله * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية
واستعمل عليهم رجلا من الأنصار فأمرهم ان يسمعوا له ويطيعوا قال فأغضبوه في شئ فقال اجمعوا لي حطبا
فجمعوا له حطبا قال أوقدوا نارا فأوقدوا نارا قال ألم يأمركم ان تسمعوا له وتطيعوا قالوا بلى قال فادخلوها فنظر
بعضهم إلى بعض وقالوا انما فررنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار فسكن غضبه وطفئت النار فلما
قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر وا ذلك له فقال لو دخلوها ما خرجوا منها انما الطاعة في المعروف
* وأخرج الطبراني عن الحسن أن زيادا استعمل الحكم بن عمر والغفاري على جيش فلقيه عمران بن الحصين
177

فقال هل تدرى فيم جئتك أما تذكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه الذي قال له أميره قم فقع في النار فقام
الرجل ليقع فيها فأدلك فامسك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو وقع فيها لدخل النار لا طاعة في معصية الله قال بلى
قال فإنما أردت أن أذكرك هذا الحديث * وأخرج البخاري في تاريخه والنسائي والبيهقي في الشعب عن
الحارث الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمركم بخمس أمرني الله بهن الجماعة والسمع والطاعة
والهجرة والجهاد في سبيل الله فمن فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه الا ان يراجع * وأخرج
البيهقي عن المقدام ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أطيعوا أمراءكم فان أمروكم بما جئتكم به فإنهم
يؤجرون عليه وتؤجرون بطاعتهم وان أمروكم بما لم آتكم به فهو عليهم وأنتم برآء من ذلك إذا لقيتم الله قلتم ربنا
لا ظلم فيقول لا ظلم فتقولون ربنا أرسلت إلينا رسولا فأطعناه باذنك واستخلفت علينا خلفاء فأطعناهم باذنك
وأمرت علينا أمراء فأطعناهم باذنك فيقول صدقتم هو عليهم وأنتم منه برآء * وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي
سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون عليكم أمراء تطمئن إليهم القلوب وتلين لهم الجلود ثم
يكون علكيم أمراء تشمئز منهم القلوب وتقشعر منهم الجلود فقال رجل أنقاتلهم يا رسول الله قال لا ما أقاموا
الصلاة * وأخرج البيهقي عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنكم سترون بعدي أثره وأمورا تنكرونها
قلنا فما تأمرنا يا رسول الله قال أدوا الحق الذي عليكم واسألوا الله الذي لكم * وأخرج أحمد عن أبي ذر قال
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه كائن بعدي سلطان فلا تذلوه فمن أراد أن يذله فقد خلع ربقة الاسلام
من عنقه وليس بمقبول منه حتى يسد ثلمته التي ثلم وليس بفاعل ثم يعود فيكون فيمن يعزه أمرنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان لا نغلب على ثلاث ان نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونعلم الناس السنن * وأخرج أحمد
عن حذيفة بن اليمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من فارق الجماعة واستذل الامارة لقى الله
ولا وجه له عنده * وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي عبيدة بن الجراح قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول لا تسبوا السلطان فإنهم فئ الله في أرضه * وأخرج ابن سعد والبيهقي عن أنس بن مالك
قال أمرنا أكابرنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ان لا نسب أمراءنا ولا نغشهم ولا نعصيهم وان نتقي الله
ونصبر فان الامر قريب * وأخرج البيهقي عن علي بن أبي طالب قال لا يصلح الناس الا أمير برأ وفاجر قالوا هذا
البر فكيف بالفاجر قال إن الفاجر يؤمن الله به السبل ويجاهد به العدو ويجئ به الفئ ويقام به الحدود ويحج به
البيت ويعبد الله فيه المسلم آمنا حتى يأتيه أجله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فان تنازعتم في شئ قال فان تنازع العلماء فردوه إلى الله والرسول قال يقول
فردوه إلى كتاب الله وسنة رسوله ثم قرأ ولو ردوه إلى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ميمون بن مهران في الآية قال الرد إلى الله الرد إلى كتابه والرد إلى رسوله ما دام
حيا فإذ اقبض فإلى سنته * وأخرج ابن جرير عن قتادة والسدي مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في
قوله ذلك خير وأحسن تأويلا يقول ذلك أحسن ثوابا وخير عاقبة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وأحسن تأويلا قال أحسن جزاء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى
وأحسن تأويلا قال عاقبة * قوله تعالى (ألم تر إلى الذين يزعمون) الآية * أخرج ابن أبي حاتم والطبراني بسند
صحيح عن ابن عباس قال كان أبو برزة الأسلمي كاهنا يقضى بين اليهود فيما يتنافرون فيه فتنافر إليه ناس من
المسلمين فأنزل الله ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا إلى قوله احسانا وتوفيقا * وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان الجلاس بن الصامت قبل توبته ومعتب بن قشير ورافع بن زيد وبشير كانوا
يدعون الاسلام فدعاهم رجال من قومهم من المسلمين في خصومة كانت بينهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فدعوهم إلى الكهان حكام الجاهلية فأنزل الله فيهم ألم تر إلى الذين يزعمون الآية * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر عن الشعبي قال كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة وفى لفظ ورجل ممن زعم أنه مسلم
فجعل اليهودي يدعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قد علم أنه لا يأخذ الرشوة في الحكم وجعل الآخر يدعوه إلى
178

اليهود لأنه قد علم أنهم يأخذون الرشوة في الحكم ثم اتفقا على أن يتحاكما إلى كاهن في جهينة فنزلت ألم تر إلى الذين
يزعمون أنهم آمنوا الآية إلى قوله ويسلموا تسليما * وأخرج ابن جرير عن سليمان التيمي قال زعم حضرمي ان
رجلا من اليهود كان قد أسلم فكانت بينه وبين رجل من اليهود مدارأة في حق فقال اليهودي له انطلق إلى نبي الله
فعرف انه سيقضي عليه فأبى فانطلقا إلى رجل من الكهان فتحاكما إليه فأنزل الله ألم تر إلى الذين يزعمون الآية
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في رجل من الأنصار ورجل من اليهود
في مدارأة كانت بينهما في حق تدارأى فيه فتحاكما إلى كاهن كان بالمدينة وتركا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاب
الله ذلك عليهما وقد حدثنا ان اليهودي كان يدعوه إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم وكان يعلم أنه لا يجور عليه وكان
يأبى عليه الأنصاري الذي زعم أنه مسلم فأنزل الله فيهما ما تسمعون عاب ذلك على الذي زعم أنه مسلم وعلى صاحب
الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال كان ناس من اليهود قد أسلموا ونافق بعضهم
وكانت قريظة والنضير في الجاهلية إذا قتل الرجل من بنى النضير قتلته بنو قريظة قتلوا به منهم فإذ قتل رجل من
بني قريظة قتلته النضير أعطوا ديته ستين وسقا من تمر فلما أسلم ناس من قريظة والنضير قتل رجل من بنى النضير
رجلا من بني قريظة فتحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النضيري يا رسول الله انا كنا نعطيهم في الجاهلية
الدية فنحن نعطيهم اليوم الدية فقالت قريظة لا ولكنا إخوانكم في النسب والدين ودماؤنا مثل دمائكم ولكنكم
كنتم تغلبونا في الجاهلية فقد جاء الاسلام فأنزل الله تعالى يعيرهم بما فعلوا فقال وكتبنا عليهم فيها ان النفس
بالنفس يعيرهم ثم ذكر قول النضيري كنا نعطيهم في الجاهلية ستين وسقا ونقتل منهم ولا يقتلونا فقال أفحكم
الجاهلية يبغون فاخذ النضيري فقتله بصاحبه فتفاخرت النضير وقريظة فقال النضير نحن أقرب منكم وقالت
قريظة نحن أكرم منكم فدخلوا المدينة إلى أبى برزة الكاهن الأسلمي فقال المنافقون من قريظة والنضير انطلقوا
بنا إلى أبى برزة ينفر بيننا فتعالوا إليه فأبى المنافقون وانطلقوا إلى أبى برزة وسألوه فقال أعظموا اللقمة يقول
أعظموا الخطر فقالوا لك عشرة أو ساق قال لا بل مائة وسق ديتي فإني أخاف ان أنفر النضير فتقتلني قريظة أو أنفر
قريظة فتقتلني النضير فأبوا أن يعطوه فوق عشرة أو ساق وأبى ان يحكم بينهم فأنزل الله يريدون ان يتحاكموا إلى
الطاغوت إلى قوله ويسلموا تسليما * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله
يريدون ان يتحاكموا إلى الطاغوت قال الطاغوت رجل من اليهود كان يقال له كعب بن الأشرف وكانوا إذا ما دعوا
إلى ما أنزل الله والى الرسول ليحكم بينهم قالوا بل نحاكمهم إلى كعب فذلك قوله يريدون ان يتحاكموا إلى الطاغوت
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال تنازع رجل من المنافقين
ورجل من اليهود فقال المنافق اذهب بنا إلى كعب بن الأشرف وقال اليهودي اذهب بنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فأنزل الله ألم تر إلى الذين يزعمون الآية * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس قال كان رجلان من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم بينهما خصومة أحدهما مؤمن والآخرة منافق فدعاه المؤمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ودعاه المنافق إلى كعب بن الأشرف فأنزل الله وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله والى الرسول رأيت المنافقين
يصدون عنك صدودا * وأخرج الثعلبي عن ابن عباس في قوله ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا الآية قال نزلت
في رجل من المنافقين يقال له بشر خاصم يهوديا فدعاه اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ودعاه المنافق إلى
كعب بن الأشرف ثم انهما احتكما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى لليهودي فلم يرض المنافق وقال تعال
نتحاكم إلى عمر بن الخطاب فقال اليهودي لعمر قضى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرض بقضائه فقال
للمنافق أكذلك قال نعم فقال عمر مكانكما حتى أخرج إليكما فدخل عمر فاشتمل على سيفه ثم خرج فضرب عنق
المنافق حتى برد ثم قال هكذا أقضى لمن لم يرض بقضاء الله ورسوله فنزلت * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله
يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت قال هو كعب بن الأشرف * واخرج ابن المنذر عن مجاهد قال الطاغوت
والشيطان في صورة انسان يتحاكمون إليه وهو صاحب أمرهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه قال
سألت جار بن عبد الله عن الطواغيت التي كانوا يتحاكمون إليها قال إن في جهينة واحدا وفى أسلم واحدا وفى
179

هلال واحدا وفى كل حي واحدا وهم كهان تنزل عليهم الشياطين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج
وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله والى الرسول قال دعا المسلم المنافق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحكم
* وأخرج ابن المنذر عن عطاء في قوله يصدون عنك صدودا قال الصدود الاعراض * وأخرج ابن المنذر عن
مجاهد فكيف إذا أصابتهم مصيبة في أنفسهم وبين ذلك ما بينهما من القرآن هذا من تقديم القرآن وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن جريج في قوله أصابتهم مصيبة يقول بما قدمت أيديهم في أنفسهم وبين ذلك ما بين ذلك قل لهم
قولا بليغا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم قال عقوبة لهم
بنفاقهم وكرهوا حكم الله * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج فاعرض عنهم ذلك لقوله وقل لهم قولا بليغا في
أنفسهم * قوله تعالى (وما أرسلنا من رسول) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وما أرسلنا
من رسول الا ليطاع بإذن الله قال واجب لهم ان يطيعهم من شاء الله لا يطيعهم أحد الا بإذن الله * واخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم الآية قال هذا في الرجل اليهودي والرجل
المسلم اللذين تحاكما إلى كعب بن الأشرف وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال الاستغفار على
نحوين أحدهما في القول والآخر في العمل فاما استغفار القول فان الله يقول ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاؤوك
فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول وأما استغفار العمل فان الله يقول وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون
فعنى بذلك ان يعملوا عمل الغفران ولقد علمت أن أناسا سيدخلون النار وهم يستغفرون الله بألسنتهم ممن يدعى
بالاسلام ومن سائر الملل * قوله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون) * أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد
والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان
والبيهقي من طريق الزهري ان عروة بن الزبير حدث عن الزبير بن العوام انه خاصم رجلا من الأنصار قد شهد
بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج من الحرة كانا يسقيان به كلاهما
النخل فقال الأنصاري سرح الماء يمر فأبى عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسق يا زبير ثم ارسل الماء إلى جارك
فغضب الأنصاري وقال يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال اسق يا زبير
ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر ثم ارسل الماء إلى جارك واسترعى رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير حقه
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك أشار على الزبير برأي أراد فيه السعة له وللأنصاري فلما احفظ رسول
الله صلى الله عليه وسلم الأنصاري استرعى للزبير حقه في صريح الحكم فقال الزبير ما أحسب هذه الآية نزلت إلا في
ذلك فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الآية * وأخرج الحميدي في مسنده وسعيد بن منصور وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني في الكبير عن أم سلمة قالت خاصم الزبير رجلا إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقضى للزبير فقال الرجل انما قضى له لأنه ابن عمته فأنزل الله فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك الآية
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله فلا وربك لا يؤمنون الآية قال أنزلت في الزبير بن العوام
وحاطب بن أبي بلتعة اختصما في ماء فقضى النبي صلى الله عليه وسلم ان يسقى الأعلى ثم الأسفل * وأخرج ابن أبي
حاتم عن عكرمة في قوله فلا وربك لا يؤمنون قال نزلت في اليهود * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في
قوله فلا وربك الآية قال هذا في الرجل اليهودي والرجل المسلم اللذين تحاكما إلى كعب بن الأشرف * وأخرج
ابن جرير عن الشعبي مثله الا انه قال إلى الكاهن * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق ابن لهيعة عن أبي
الأسود قال اختصم رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى بينهما فقال الذي قضى عليه ردنا إلى عمر بن
الخطاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم انطلقا إلى عمر فلما أتيا عمر قال الرجل يا ابن الخطاب قضى لي رسول
الله صلى الله عليه وسلم على هذا فقال ردنا إلى عمر فردنا إليك فقال أكذاك قال نعم فقال عمر مكانكما حتى أخرج
إليكما فأقضي بينكما فخرج إليهما مشتملا على سيفه فضرب الذي قال ردنا إلى عمر فقتله وأدبر الآخر فارا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قتل والله عمر صاحبي ولولا أنى أعجزته لقتلني فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمنين فأنزل الله فلا وربك لا يؤمنون الآية فهدر دم ذلك الرجل وبرأ
180

عمر من قتله فكره الله ان يسن ذلك بعد فقال ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم إلى قوله وأشد تثبتا * وأخرج
الحافظ دحيم في تفسيره عن عتبة بن ضمرة عن أبيه ان رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى
للمحق على المبطل فقال المقضى عليه لا أرضى فقال صاحبه فما تريد قال إن تذهب إلى أبى بكر الصديق فذهبا إليه
فقال أنتما على ما قضى به النبي صلى الله عليه وسلم فأبى ان يرضى قال نأتي عمر فأتياه فدخل عمر منزله وخرج
والسيف في يده فضرب به رأس الذي أبى ان يرضى فقتله وأنزل الله فلا وربك الآية * وأخرج الحكيم الترمذي
في نوادر الأصول عن مكحول قال كان بين رجل من المنافقين ورجل من المسلمين منازعة في شئ فأتيا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقضى على المنافق فانطلقا إلى أبى بكر فقال ما كنت لا قضى بين من يرغب من قضاء رسول
الله صلى الله عليه وسلم فانطلقا إلى عمر فقصا عليه فقال عمر لا تعجلا حتى أخرج إليكما فدخل فاشتمل على السيف
وخرج فقتل المنافق ثم قال هكذا أقضي بين من لم يرض بقضاء رسول الله فأتى جبريل رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال إن عمر قد قتل الرجل وفرق الله بين الحق والباطل على لسان عمر فسمى الفاروق * وأخرج الطستي عن
ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل فيما شجر بينهم قال فيما أشكل عليهم قال وهل
تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت زهيرا وهو يقول
متى تشتجر قوم قتل سراتهم * هم بيننا فهم رضا وهم عدل
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله حرجا قال شكا * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر في قوله حرجا قال اثما * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال لما نزلت هذه الآية قال الرجل
الذي خاصم الزبير وكان من الأنصار سلمت * وأخرج ابن المنذر عن أبي سعيد الخدري انه نازع الأنصار في الماء
من الماء فقال لهم أرأيت لو انى علمت أن ما تقولون كما تقولون واغتسل انا فقالوا له لا والله حتى لا يكون في صدرك
حرج مما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم * قوله تعالى (ولو أنا كتبنا عليهم) الآية * أخرج عبد
ابن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم هم يهود يعنى والعرب كما
أمر أصحاب موسى عليه السلام ان يقتل بعضهم بعضا بالخناجر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سفيان
في قوله ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم قال نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وفيه أيضا وآتوا حقه يوم
حصاده * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال افتخر ثابت بن قيس بن شماس ورجل من
اليهود فقال اليهودي والله لقد كتب الله علينا أن اقتلوا أنفسكم فقتلنا أنفسنا فقال ثابت والله لو كتب الله علينا
أن اقتلوا أنفسكم لقتلنا أنفسنا فأنزل الله في هذا ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا
* وأخرج ابن جرير وابن إسحاق السبيعي قال لما نزلت ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم الآية قال رجل
لو أمرنا لفعلنا والحمد لله الذي عافانا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن من أمتي لرجالا الايمان أثبت في
قلوبهم من الجبال الرواسي * وأخرج ابن المنذر من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن الحسن قال
لما نزلت هذه الآية ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم قال ناس من الأنصار والله لو كتبه الله علينا لقبلنا الحمد لله
الذي عافانا ثم الحمد لله الذي عافانا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان أثبت في قلوب رجال من الأنصار من
الجبال الرواسي * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق هشام عن الحسن قال لما نزلت هذه الآية ولو أنا كتبنا عليهم أن
اقتلوا أنفسكم قال أناس من الصحابة لو فعل ربنا لفعلنا فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال للايمان أثبت في قلوب
أهله من الجبال الرواسي * وأخرج ابن أبي حاتم عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال لما نزلت ولو أنا كتبنا عليهم أن
اقتلوا أنفسكم قال أبو بكر يا رسول الله والله لو أمرتني ان أقتل نفسي لفعلت قال صدقت يا أبا بكر * وأخرج ابن أبي
حاتم عن شريح بن عبيد قال لما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ولو أنا كتبنا عليهم ان اقتلوا أنفسكم
أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه الا قليل منهم أشار بيده إلى عبد الله بن رواحة فقال لو أن الله كتب ذلك لكان هذا
من أولئك القليل * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في الآية قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لو نزلت كان ابن أم
عبد منهم * وأخرج ابن المنذر عن مقاتل بن حيان في الآية قال كان عبد الله بن مسعود من القليل الذي يقتل
181

نفسه * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال عبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر يعنى من أولئك القليل * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله وأشد تثبيتا قال تصديقا * قوله تعالى (ومن يطع الله والرسول)
الآية * أخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والضياء المقدسي في صفة الجنة وحسنه عن عائشة قالت
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انك لا حب إلى من نفسي وانك لا حب إلى من ولدى وإني
لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فانظر إليك وإذا ذكرت موتى وموتك عرفت انك إذا دخلت الجنة
رفعت مع النبيين وأنى إذا دخلت الجنة خشيت ان لا أراك فلم يزد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزل
جبريل بهذه الآية ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم الآية * وأخرج الطبراني وابن
مردويه من طريق الشعبي عن ابن عباس ان رجلا أتى النبي صلى عليه وسلم فقال يا رسول الله انى أحبك
حتى انى أذكرك فلولا أنى أجئ فانظر إليك ظننت ان نفسي تخرج وأذكراني ان دخلت الجنة صرت دونك في
المنزلة فيشق على وأحب ان أكون معكم في الدرجة فلم يريد عليه شيئا فأنزل الله ومن يطع الله والرسول الآية
فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليه * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي ان
رجلا من الأنصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله والله لانت أحب إلى من نفسي وولدي
وأهلي ومالي ولولا أني آتيك فأراك لظننت انى سأموت وبكى الأنصاري فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما أبكاك
فقال ذكرت انك ستموت ونموت فترفع مع النبيين ونحن إذا دخلنا الجنة كنا دونك فلم يخبره النبي صلى الله عليه
وسلم بشئ فأنزل الله على رسوله ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم إلى قوله عليما فقال ابشر
يا أبا فلان * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو
محزون فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا فلان ما لي أراك محزونا قال يا نبي الله شئ فكرت فيه فقال ما هو
قال نحن نغدو عليك ونروح ننظر في وجهك ونجالسك غدا ترفع مع النبيين فلا نصل إليك فلم يرد النبي صلى الله
عليه وسلم عليه شيئا فاتاه جبريل بهذه الآية ومن يطع الله والرسول إلى قوله رفيقا قال فبعث إليه النبي صلى الله
عليه وسلم فبشره * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مسروق قال قال أصحاب محمد صلى الله
عليه وسلم يا رسول الله ما ينبغي لنا أن نفارقك في الدنيا فإنك لو قدمت رفعت فوقنا فلم نرك فأنزل الله ومن يطع الله
والرسول الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة قال أتى فتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا نبي الله ان لنا فيك نظرة في الدنيا ويوم القيامة لا نراك لأنك في الجنة في الدرجات العلى فأنزل الله ومن يطع
الله الآية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت معي في الجنة إن شاء الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن قتادة قال ذكر لنا ان رجالا قالوا هذا نبي الله نراه في الدنيا فاما في الآخرة فيرفع بفضله فلا نراه
فأنزل الله ومن يطع الله والرسول إلى قوله رفيقا * وأخرج ابن جرير عن السدى قال قال ناس من الأنصار يا رسول
الله إذا أدخلك الله الجنة فكنت في أعلاها ونحن نشتاق إليك فكيف نصنع فأنزل الله ومن يطع الله والرسول
الآية * وأخرج ابن جرير عن الربيع ان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا قد علمنا أن النبي صلى الله عليه
وسلم له فضل على من آمن به في درجات الجنة ممن اتبعه وصدقه فكيف لهم إذا اجتمعوا في الجنة ان يرى بعضهم
بعضا فأنزل الله هذه الآية في ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان الأعلين ينحدرن إلى من هو أسفل منهم
فيجتمعون في رياضها فيذكرون ما أنعم الله عليهم ويثنون عليه * وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي عن ربيعة
ابن كعب الأسلمي قال كنت أبيت عند النبي صلى الله عليه وسلم فآتيه بوضوئه وحاجته فقال لي سل فقلت يا رسول
الله أسالك مرافقتك في الجنة قال أو غير ذلك قلت هو ذاك قال فأعني على نفسك بكثرة السجود * وأخرج أحمد
عن عمرو بن مرة الجهني قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله شهدت أن لا إله إلا الله وانك
رسول الله وصليت الخمس وأديت زكاة مالي وصمت رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات على هذا
كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة هكذا ونصب أصبعيه ما لم يعق والديه * وأخرج أحمد والحاكم
وصححه عن معاذ بن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ الف آية في سبيل الله كتب يوم القيامة مع
182

النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا إن شاء الله * وأخرج البخاري ومسلم وابن ماجة
عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من نبي يمرض الأخير بين الدنيا والآخرة وكان في
شكواه الذي قبض فيه أخذته بحة شديدة فسمعته يقول مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين فعلمت أنه خير * وأخرج ابن جرير عن المقداد قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم قلت في أزواجك
انى لأرجو لهن من بعدي الصديقين قال من تعنون الصديقين قلت أولادنا الذين هلكوا صغارا قال لا ولكن
الصديقين هم المصدقون * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم) * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
عن مقاتل بن حيان في قوله خذوا حذركم قال عدتكم من السلاح * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
من طريق على عن ابن عباس في قوله فانفر واثبات قال عصبا يعنى سرايا متفرقين أو انفروا جميعا يعنى كلكم
* وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل فانفر واثبات قال عشرة
فما فوق ذلك قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عمرو بن كلثوم الثعلبي وهو يقول
فاما يوم خشيتنا عليهم * فتصبح خيلنا عصبا ثباتا
* واخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من طريق عطاء عن ابن عباس في سورة
النساء خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا عصبا وفرقا قال نسخها وما كان المؤمنون لينفروا كافة الآية
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ثبات قال فرقا قليلا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن السدى فانفروا ثبات قال هي العصبة وهي الثبة أو انفروا جميعا مع النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج
عبد بن حميد عن قتادة أو انفروا جميعا أي إذا نفر نبي الله صلى الله عليه وسلم فليس لأحد أن يتخلف
عنه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وان منكم لمن ليبطئن إلى قوله
فسوف يؤتيه أجرا عظيما ما بين ذلك في المنافق * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان وان منكم
لمن ليبطئن قال هو فيما بلغنا عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين ليبطئن قال ليختلفن عن الجهاد فان أصابتكم
مصيبة من العدو وجهد من العيش قال قد أنعم الله على إذ لم أكن معهم شهيدا فيصيبني مثل الذي أصابهم
من البلاء والشدة ولئن أصابكم فضل من الله يعنى فتحا وغنيمة وسعة في الرزق ليقولن المنافق وهو نادم في التخلف
كان لم يكن بينكم وبينه مودة يقول كأنه ليس من أهل دينكم في المودة فهذا من التقديم يا ليتني كنت معهم
فأفوز فوزا عظيما يعنى آخذ من الغنيمة نصيبا وافرا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن قتادة وان منكم لمن ليبطئن عن الجهاد وعن الغزو في سبيل الله فان أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله على إذا لم
أكن معهم شهيدا قال هذا قول مكذب ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن الآية قال هذا قول حاسد * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر عن ابن جريج وان منكم لمن ليبطئن قال المنافق يبطئ المسلمين عن الجهاد في سبيل الله فان
أصابتكم مصيبة قال بقتل العدو من المسلمين قال قد أنعم الله على إذ لم أكن معهم شهيدا قال هذا قول الشامت
ولئن أصابكم فضل من الله ظهر المسلمون على عدوهم وأصابوا منهم غنيمة ليقولن الآية قال قول الحاسد
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة يقول يبيعون الحياة الدنيا
بالآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير فليقاتل يعنى يقاتل المشركين في سبيل الله قال في طاعة الله
ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل يعنى يقتله العدو أو يغلب يعنى يغلب العدو من المشركين فسوف نؤتيه أجرا عظيما
يعنى جزاء وافرا في الجنة فجعل القاتل والمقتول من المسلمين في جهاد المشركين شريكين في الاجر * وأخرج ابن
جرير عن ابن عباس في قوله وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين قال وسبيل المستضعفين * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال المستضعفون أناس مسلمون كانوا بمكة لا يستطيعون
أن يخرجوا منها * وأخرج البخاري عن ابن عباس قال كنت أنا وأمي من المستضعفين * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال أمر المؤمنون ان يقاتلوا عن مستضعفين مؤمنين كانوا بمكة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة في قوله ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها قال مكة * وأخرج ابن جرير
183

عن ابن عباس مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد وعكرمة واجعل لنا من لدنك نصيرا قالا حجة ثابتة
* وأخرج ابن المنذر عن قتادة والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت يقول في سبيل الشيطان * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس قال إذ رأيتم الشيطان فلا تخافوه واحملوا
عليه ان كيد الشيطان كان ضعيفا قال مجاهد كان الشيطان يترايا لي في الصلاة فكنت أذكر قول ابن عباس
فاحمل عليه فيذهب عنى * قوله تعالى (ألم تر) الآية * أخرج النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم
وصححه والبيهقي في سننه من طريق عكرمة عن ابن عباس ان عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي صلى الله
عليه وسلم فقالوا يا نبي الله كنا في عز ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة فقال انى أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم
فلما حوله الله إلى المدينة أمره الله بالقتال فكفوا فأنزل الله ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم الآية * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال كان أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم
يومئذ بمكة قبل الهجرة يسارعون إلى القتال فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ذرنا نتخذ معاول فنقاتل بها المشركين
وذكر لنا ان عبد الرحمن بن عوف كان فيمن قال ذلك فنهاهم نبي الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال لم أومر بذلك فلما
كانت الهجرة وأمروا بالقتال كره القوم ذلك وصنعوا فيه ما تسمعون قال الله تعالى قل متاع الدنيا قليل والآخرة
خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال هم قوم أسلموا لم قبل
ان يفرض عليهم القتال ولم يكن عليهم الا الصلاة والزكاة فسألوا الله ان يفرض عليهم القتال * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم إلى قوله لا تبعتم
الشيطان الا قليلا ما بين ذلك في يهود * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس فلما
كتب عليهم القتال إذا فريق منهم الآية نهى الله هذه الأمة ان يصنعوا صنيعهم * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن السدى في قوله إلى أجل قريب قال هو الموت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج
إلى أجل قريب أي إلى أن يموت موتا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن هشام قال قرأ الحسن
قل متاع الدنيا قليل قال رحم الله عبدا صحبها على ذلك ما الدنيا كلها من أولها إلى آخرها الا كرجل نام نومة
فرأى في منامه بعض ما يحب ثم انتبه فلم ير شيئا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران قال الدنيا قليل وقد
مضى أكثر القليل وبقى قليل من قليل * قوله تعالى (أينما تكونوا) الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى
في قوله أينما تكونوا قال من الأرض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ولو كنتم في بروج
مشيدة يقول في قصور محصنة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في بروج مشيدة قال المجصصة * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في بروج مشيدة قال هي قصور بيض في سماء الدنيا مبنية * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن أبي العالية في بروج مشيدة قال قصور في السماء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سفيان في
الآية قال يرون ان هذه البروج في السماء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال كان
قبل ان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم امرأة وكان لها أجير فولدت المرأة فقالت لأجيرها انطلق فاقتبس لي نارا
فانطلق الأجير فإذا هو برجلين قائمين على الباب فقال أحدهما لصاحبه ما ولدت فقال ولدت جارية فقال أحدهما
لصاحبه لا تموت هذه الجارية حتى تزني بمائة ويتزوجها الأجير ويكون موتها بعنكبوت فقال الأجير اما والله
لأكذبن حديثهما فرمى بما في يده وأخذ السكين فشحذها وقال ألا تراني أتزوجها بعد ما تزني بمائة ففرى كبدها
ورمى بالسكين وظن أنه قد قتلها فصاحت الصبية فقامت أمها فرأت بطنها قد شق فخاطته وداوته حتى برئت وركب
الأجير رأسه فلبث ما شاء الله ان يلبث وأصاب الأجير مالا فأراد ان يطلع ارضه فينظر من مات منهم ومن بقى فاقبل
حتى نزل على عجوز وقال للعجوز أبغي لي أحسن امرأة في البلد أصيب منها وأعطيها فانطلقت العجوز إلى تلك المرأة
وهي أحسن جارية في البلد فدعتها إلى الرجل وقالت تصيبين منه معروفا فأبت عليها وقالت إنه قد كان ذك منى
فيما مضى فاما اليوم فقد بدا لي ان لا أفعل فرجعت إلى الرجل فأخبرته فقال فاخطبيها على فخطبها وتزوجها فأعجب
بها فلما أنس إليها حدثها حديثه فقالت والله لئن كنت صادقا لقد حدثتني أمي حديثك وأني لتلك الجارية قال
184

أنت قالت أنا قال والله لئن كنت أنت ان بك لعلامة لا تخفى فكشف بطنها فإذا هو بأثر السكين فقال صدقني والله
الرجلان والله لقد زنيت بمائة وأني أنا الأجير وقد تزوجتك ولتكونن الثالثة وليكونن موتك بعنكبوت فقالت والله
لقد كان ذاك منى ولكن لا أدرى مائة أو أقل أو أكثر فقال والله ما نقص واحدا ولا زاد واحدا ثم انطلق إلى ناحية
القرية فبنى فيه مخافة العنكبوت فلبث ما شاء الله ان يلبث حتى إذا جاء الاجل ذهب ينظر فإذا هو بعنكبوت في
سقف البيت وهي إلى جانبه فقال والله انى لأرى العنكبوت في سقف البيت فقالت هذه التي تزعمون أنها
تقتلني والله لأقتلنها قبل ان تقتلني فقام الرجل فزاولها وألقاها فقالت والله لا يقتلها أحد غيري فوضعت
أصبعها عليها فشدختها فطار السم حتى وقع بين الظفر واللحم فاسودت رجلها فماتت وأنزل الله على نبيه حين
بعث أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة * قوله تعالى (وان تصبهم حسنة) الآية * أخرج عبد
الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله وان تصبهم حسنة يقول نعمة وان تصبهم سيئة قال مصيبة قل كل من عند الله
قال النعم والمصائب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية وان تصبهم حسنة يقولوا هذه من
عند الله وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قال هذه في السراء والضراء وفى قوله ما أصابك من حسنة فمن الله
وما أصابك من سيئة فمن نفسك قال هذه في الحسنات والسيئات * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله وان تصبهم
حسنه الآية قال إن هذه الآيات نزلت في شان الحرب قل كل من عند الله قال النصر والهزيمة * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله قل كل من عند الله يقول الحسنة والسيئة من عند
الله ما الحسنة فأنعم بها عليك واما السيئة فابتلاك الله بها وفى قوله ما أصابك من حسنة فمن الله قال ما فتح الله عليه
يوم بدر وما أصاب من الغنيمة والفتح وما أصابك من سيئة قال ما أصابه يوم أحد أن شج في وجهه وكسرت رباعيته
* وأخرج ابن أبي حاتم عن مطرف بن عبد الله قال ما تريدون من القدر ما يكفيكم الآية التي في سورة النساء وان
تصبهم حسنة الآية * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عطية العوفي عن ابن عباس في قوله وما أصابك من سيئته فمن
نفسك قال هذا يوم أحد يقول ما كانت من نكبة فبذنبك وانا قدرت ذلك عليك * وأخرج سعيد بن منصور وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر ابن أبي حاتم عن أبي صالح وما أصابك من سيئة فمن نفسك وانا قدرتها عليك
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وما أصابك من سيئة فمن نفسك قال عقوبة بذنبك يا ابن آدم قال
وذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا يصيب رجلا خدش عود ولا عثرة قدم ولا اختلاج عرق الا
بذنب وما يعفو الله عنه أكثر * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله وما أصابك من سيئة فمن نفسك قال بذنبك
كما قال لأهل أحد أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم بذنوبكم * وأخرج
ابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن مجاهد قال هي في قراءة أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود ما أصابك من
حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وانا كتبتها عليك * وأخرج ابن المنذر من طريق مجاهد أن ابن
عباس كان يقرأ وما أصابك من سيئة فمن نفسك وانا كتبتها عليك قال مجاهد وكذلك في قراءة أبى وابن مسعود
* قوله تعالى (من يطع الرسول) الآية * أخرج ابن المنذر والخطيب عن ابن عمر قال كنا عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم في نفر من أصحابه فقال يا هؤلاء ألستم تعلمون انى رسول الله إليكم قالوا بلى قال ألستم تعلمون ان الله أنزل
في كتابه انه من أطاعني فقد أطاع الله قالوا بلى نشهد انه من أطاعك فقد أطاع الله وان من طاعته طاعتك قال فان
من طاعة الله ان تطيعوني وان من طاعتي ان تطيعوا أئمتكم وان صلوا قعودا فصلوا قعودا أجمعين * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر عن ربيع بن خثيم قال حرف وأيما حرف من يطع الرسول فقد أطاع الله فوض إليه فلا بأمر الا
بخير * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد انه سئل عن قوله فما أرسلناك عليهم حفيظ قال هذا أول ما بعثه قال إن عليك
الا البلاغ ثم جاء بعد هذا يأمره بجهادهم والغلظة عليهم حتى يسلموا * قوله تعالى (ويقولون طاعة) الآية
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله ويقولون طاعة الآية قال هم أناس
كانوا يقولون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنا بالله ورسوله ليأمنوا على دمائهم وأموالهم فإذا برزوا من
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت طائفة منهم يقول خالفوهم إلى غير ما قالوا عنك فعابهم الله فقال بيت طائفة
185

منهم غير الذي تقول قال يغيرون ما قال النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في
قوله ويقولون طاعة قال هؤلاء المنافقون الذين يقولون إذا حضروا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بأمر قالوا
طاعة فإذا خرجوا غيرت طائفة منهم ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم والله يكتب ما يبيتون يقول ما يقولون
* وأخرج ابن جرير من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله بيت طائفة منهم غير الذي تقول قال غير أولئك
ما قال النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن حريج عن ابن عباس بيت طائفة
منهم غير الذي تقول يغيرون ما قال النبي صلى الله عليه وسلم والله يكتب ما يبيتون يغيرون * واخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن الضحاك بيت طائفة منهم قال هم أهل النفاق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
قتادة بيت طائفة منهم غير الذي تقول قال يغيرون ما عهدوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم
من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه والله يكتب ما يبيتون قال يغيرون ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم * قوله
تعالى (أفلا يتدبرون) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك أفلا يتدبرون القرآن
قال يتدبرون النظر فيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة ولو كان من عند
غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا يقول إن قول الله لا يختلف وهو حق ليس فيه باطل وان قول الناس يختلف
* وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال سمعت ابن المنكدر يقول وقرأ ولو كان من عند
غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فقال انما يأتي الاختلاف من قلوب العباد فاما ما جاء من عند الله فليس فيه
اختلاف * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال إن القرآن لا يكذب بعضه بعضا ولا ينقض بعضه بعضا ما جهل
الناس من أمره فإنما هو من تقصير عقولهم وجهالتهم وقرأ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا
قال فحق على المؤمن ان يقول كل من عند الله يؤمن بالمتشابه ولا يضرب بعضه ببعض إذا جهل أمرا ولم يعرفه ان
يقول الذين قال الله حق ويعرف ان الله لم يقل قولا وينقض ينبغي ان يؤمن بحقيقة ما جاء من الله * قوله تعالى
(وإذا جاءهم) الآية * أخرج عبد بن حميد ومسلم وابن أبي حاتم من طريق ابن عباس عن عمر بن الخطاب قال لما
اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصا ويقولون طلق رسول الله صلى
الله عليه وسلم نساءه فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق نساءه ونزلت هذه الآية في وإذا جاءهم
أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فكنت
أنا استنبطت ذلك الامر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله وإذا جاءهم
أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به يقول أفشوه وسعوا به ولو ردوه إلى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين
يستنبطونه منهم يقول لعلمه الذين يتجسسونه منهم * وأخرج ابن جريج وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن
عباس وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به قال هذا في الاخبار إذا غزت سرية من المسلمين خبر الناس
عنها فقالوا أصاب المسلمين من عدوهم كذا وكذا وأصاب العدو من المسلمين كذا وكذا فأفشوه بينهم من غيران يكون
النبي صلى الله عليه وسلم هو يخبرهم به قال ابن جريج قال ابن عباس أذاعوا به أعلنوه وأفشوه ولو ردوه إلى الرسول
حتى يكون هو الذي يخبرهم به والى أولي الأمر منهم أولى الفقه في الدين والعقل * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن السدى وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف يقول إذا جاءهم أمر أنهم قد أمنوا من عدوهم أوانهم
خائفون منه أذاعوا بالحديث حتى يبلغ عدوهم أمرهم ولو ردوه إلى الرسول يقول ولو سكتوا وردوا الحديث
إلى النبي صلى الله عليه وسلم والى أولي الأمر منهم يقول إلى أميرهم حتى يتكلم به لعلمه الذين يستنبطونه منهم
يعنى عن الاخبار وهم الذين ينقرون عن الاخبار * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك وإذا جاءهم أمر قال هم أهل
النفاق * وأخرج ابن جرير عن أبي معاذ مثله * وأخرج عن ابن زيد في قوله أذاعوا به قال نشروه قال والذين
أذاعوا به قوم اما منافقون واما آخرون ضعفاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة ولو ردوه
إلى الرسول والى أولي الأمر منهم يقول إلى علمائهم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال الولاة الذين
يكونون في الحرب عليهم يتفكرون فينظرون لما جاء هم من الخبر أصدق أم كذب * وأخرج ابن جرير وابن
186

المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية لعلمه الذين يستنبطونه منهم قال الذين يتبعونه ويتجسسونه * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر عن مجاهد لعلمه الذين يستنبطونه منهم قال الذين يسألون عنه ويتجسسونه * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد لعلمه الذين يستنبطونه منهم قال قولهم ماذا كان وما سمعتم * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طريق سعيد عن قتادة قال انما هو لعلمه الذين يستنبطونه منهم الذين
يفحصون عنه ويهمهم ذلك الا قليلا منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان * وأخرج عبد الرزاق
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق معمر عن قتادة في قوله ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم
الشيطان الا قليلا يقول لا تبعتم الشيطان كلكم وأما قوله الا قليلا فهو لقوله لعلمه الذين يستنبطونه منهم الا قليلا
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على ابن عباس في قوله ولولا فضل الله عليكم ورحمته
لا تبعتم الشيطان قال فانقطع الكلام وقوله الا قليلا فهو في أول الآية يخبر عن المنافقين قال فإذا جاءهم أمر من
الا من أو الخوف أذاعوا به الا قليلا يعنى بالقليل المؤمنين * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال هذه الآية مقدمة
ومؤخرة انما هي أذاعوا به الا قليلا منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لم ينج قليل ولا كثير * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن الضحاك في قوله ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان الا قليلا قال هم أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم كانوا حدثوا أنفسهم بأمر من أمور الشيطان الا طائفة منهم * قوله تعالى (فقاتل في سبيل الله
لا تكلف الا نفسك) * أخرج ابن سعد عن خالد بن معدان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثت إلى
الناس كافة فان لم يستجيبوا لي فإلى العرب فان لم يستجيبوا لي فإلى قريش فان لم يستجيبوا لي فإلى بنى هاشم فان لم
يستجيبوا لي فإلى وحدي * وأخرج أحمد وابن أبي حاتم عن أبي إسحاق قال قلت للبراء الرجل يحمل على المشركين
أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة قال لا ان الله بعث رسوله وقال فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك انما ذلك في
النفقة * وأخرج ابن مردويه عن البراء قال لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقاتل في سبيل الله لا تكلف
الا نفسك وحرض المؤمنين قال لأصحابه قد أمرني ربى بالقتال فقاتلوا * قوله تعالى (وحرض المؤمنين) * أخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي سنان في قوله وحرض المؤمنين قال عظهم * وأخرج المنذر عن أسامة بن زيد
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ذات يوم الاهل مشمر للجنة فان الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور
تلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وفاكهة كثيرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة في مقام
آبد في خير ونضرة ونعمة في دار عالية سليمة بهية قالوا يا رسول الله نحن المشمرون لها قال قولوا إن شاء الله ثم ذكر
الجهاد وحض عليه * وأخرج ابن أبي حاتم وابن عبد البر في التمهيد عن سفيان بن عيينة عن ابن شبرمة سمعته
يقرؤها عسى الله ان يكف من باس الذين كفروا قال سفيان وهي في قراءة ابن مسعود هكذا عسى الله أن يكف
من باس الذين كفروا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله والله أشد
بأسا وأشد تنكيلا يقول عقوبة * قوله تعالى (من يشفع) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله من يشفع شفاعة حسنة الآية قال شفاعة بعض الناس لبعض * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن قال من يشفع شفاعة حسنة كان له اجرها وان لم يشفع لان الله
يقول من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ولم يقل يشفع * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال من يشفع شفاعة
حسنة كتب له أجره ما جرت منفعتها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
يكن له نصيب منها قال حظ منها وفى قوله كفل منها قال الكفل هو الاثم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن
السدى والربيع في قوله كفل منها قالا الحظ * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال الكفل والنصيب واحد
وقرأ يؤتكم كفلين من رحمته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن
ابن عباس في قوله وكان الله على شئ مقيتا قال حفيظا * وأخرج أبو بكر من الأنباري في الوقف والابتداء
والطبراني في الكبير والطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله مقيتا قال قادرا مقتدرا
قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول أحيحة بن الأنصاري
187

وذي ضغن كففت النفس عنه * وكنت على مساءته مقيتا
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عيسى بن يونس عن إسماعيل عن رجل عن عبد الله بن رواحة انه
سأله رجل عن قول الله وكان الله على كل شئ مقيتا قال يقيت كل انسان بقدر عمله * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد مقيتا قال شهيدا حسيبا حفيظا * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن
جبير في قوله مقيتا قال قادرا * وأخرج ابن جرير عن السدى قال المقيت القدير * وأخرج عن ابن زيد مثله
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال المقيت الرزاق * قوله تعالى (وإذا حييتم بتحية) الآية * أخرج
أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند حسن عن سلمان الفارسي قال
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك يا رسول الله فقال وعليك ورحمة الله ثم أتى آخر فقال
السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله فقال وعليك ورحمة الله وبركاته ثم جاء آخر فقال السلام عليك ورحمة الله
وبركاته فقال له وعليك فقال له الرجل يا نبي الله بأبي أنت وأمي اتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما
أكثر مما رددت على فقال إنك لم تدع لنا شيئا قال الله وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها فرردناها
عليك * وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة ان رجلا مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو في مجلس فقال سلام عليكم فقال عشر حسنات فمر رجل آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فقال عشرون
حسنة فمر رجل آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال ثلاثون حسنة * وأخرج البيهقي في شعب
الايمان عن ابن عمر قال جاء رجل فسلم فقال السلام عليكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم عشر فجاءه آخر فقال
السلام عليكم ورحمة الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم عشرون فجاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقال ثلاثون * وأخرج البيهقي عن سهل بن حنيف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال السلام عليكم
كتب الله له عشر حسنات فان قال السلام عليكم ورحمة الله كتب الله له عشرين حسنة فان قال السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته كتب الله له ثلاثين حسنة * وأخرج أحمد والدارمي وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي
والبيهقي عن عمران بن حصين ان رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم فرد عليه وقال عشر
ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه ثم جلس فقال عشرون ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته فرد عليه ثم جلس فقال ثلاثون * وأخرج أبو داود والبيهقي عن معاذ بن أنس الجهني قال جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه زاد ثم أتى آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته فقال أربعون قال
هكذا تكون الفضائل * وأخرج ابن جرير عن السدى وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أوردوها يقول إذا
سلم عليك أحد فقل أنت وعليك السلام ورحمة الله أو تقطع إلى السلام عليك كما قال لك * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر عن عطاء في قوله وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أوردوها قال ذلك كله في أهل الاسلام * وأخرج
البيهقي في شعب الايمان عن ابن عمرانه كان إذا سلم عليه انسان رد كما يسلم عليه يقول السلام عليكم فيقول عبد
الله السلام عليكم * وأخرج البيهقي أيضا عن عروة بن الزبير أن رجلا سلم عليه فقال السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته فقال عروة ما ترك لنا فضلا ان السلام انتهى إلى وبركاته * وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن سالم
مولى عبد الله بن عمر قال كان ابن عمر إذا سلم عليه فرد زاد فأتيته فقلت السلام عليكم فقال السلام عليكم ورحمة الله
ثم أتيته مرة أخرى فقلت السلام عليكم ورحمة الله فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم أتيته مرة أخرى فقلت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وطيب صلواته * وأخرج البيهقي من
طريق المبارك بن فضالة عن الحسن في قوله فحيوا بأحسن منها قال تقول إذا سلم عليك أخوك المسلم فقال السلام
عليك فقل السلام عليكم ورحمة الله أو ردوها يقول إن لم تقل له السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه كما قال السلام
عليكم كما سلم ولا تقل وعليك * وأخرج ابن المنذر من طريق يونس بن عبيد عن الحسن في الآية قال أحسن منها
للمسلمين أوردوها على أهل الكتاب قال وقال الحسن كل ذلك للمسلم * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب
المفرد وابن أبي الدنيا في الصمت ولين جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال من سلم عليك من خلق
188

الله فاردد عليه وان كان يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا ذلك بان الله يقول وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو
ردوها * وأخرج البخاري في الأدب وابن المنذر عن ابن عباس قال لو أن فرعون قال لي بارك الله فيك لقلت وفيك
بارك الله * وأخرج البخاري في الأدب المفرد وابن جرير عن الحسن قال السلام تطوع والرد فريضة * وأخرج
ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السلام اسم من أسماء الله
وضعه الله في الأرض فأفشوه بينكم وإذا مر رجل بالقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة لأنه
ذكرهم السلام وان لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأفضل * وأخرجه البخاري في الأدب المفرد عن ابن
مسعود موقوفا * وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أنس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان السلام
اسم من أسماء الله وضعه الله في الأرض فأفشوا السلام بينكم * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان السلام أسم من أسماء الله تعالى وضعه الله في الأرض فأفشوه بينكم * وأخرج البيهقي
عن ابن عمر قال السلام اسم من أسماء الله فإذا أنت أكثرت منه أكثرت من ذكر الله * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان السلام اسم من أسماء الله جعله بين خلقه فإذا سلم المسلم
على المسلم فقد حرم عليه أن يذكره الا بخير * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أفشوا السلام بينكم فإنها تحية أهل الجنة فإذا مر رجل على ملا فسلم عليهم كان له عليهم
درجة وان ردوا عليه فان لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم الملائكة * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر
الأصول عن أبي بكر الصديق قال السلام أمان الله في الأرض * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي امامة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدا بالسلام فهو أولى بالله ورسوله * وأخرج البخاري في الأدب وابن مردويه عن
عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حسدتكم اليهود على شئ ما حسدتكم على السلام والتأمين ولفظ ابن
مردويه قال إن اليهود قوم حسد وانهم لن يحسدوا أهل الاسلام على أفضل من السلام أعطانا الله في الدنيا وهو
تحية أهل الجنة يوم القيامة وقولنا وراء الامام آمين * وأخرج البيهقي عن الحارث بن شريح ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال إن المسلم أخو المسلم إذا لقيه رد عليه من السلام بمثل ما حياه به أو أحسن من ذلك وإذا استأمره
نصح له وإذا استنصره على الأعداء نصره وإذا استنعته قصد السبيل يسره ونعت له وإذا استغاره أحد على العدو أغاره
وإذا استعاره الحد على المسلم لم يعره وإذا استعاره الجنة أعاره لا يمنعه الماعون قالوا يا رسول الله وما الماعون قال
الماعون في الحجر والماء والحديد قالوا وأي الحديد قال قدر النحاس وحديد الفاس الذي تمتهنون به قالوا فما هذا
الحجر قال القدر من الحجارة * وأخرج البيهقي عن عمر بن الخطاب فال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى
المؤمنان فسلم كل واحد منهما على صاحبه وتصافحا كان أحبهما إلى الله أحسنهما بشرا لصاحبه ونزلت بينهما
مائة رحمة للبادي تسعون وللمصافح عشر * وأخرج البيهقي عن الحسن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
من الصدقة ان تسلم على الناس وأنت منطلق الوجه * وأخرج الطبراني والبيهقي عن أبي امامة سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إن الله جعل السلام تحية لامتنا وأمانا لأهل ذمتنا * وأخرج البيهقي عن زيد بن أسلم ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير والصغير غلى
الكبير وإذا مر بالقوم فسلم منهم واحد أجزأ عنهم وإذا رد من الآخرين واحد أجزأ عنهم * وأخرج الحاكم
وصححه عن ابن عمر وقال مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل وعليه ثوبان أحمران فسلم عليه فلم يرد عليه رسول
الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج البيهقي عن سعيد بن أبي هلال الليثي قال سلام الرجل يجزى عن القوم ورد
السلام يجزى عن القوم * وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال انى لأرى جواب الكتاب حقا كما أرى حق السلام
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة في قوله وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها قال ترون هذا في السلام
وحده هذا في كل شئ من أحسن إليك فأحسن إليه وكافئه فان لم تجد فادع له أو اثن عليه عند اخوانه * وأخرج عن
سعيد بن جبير في قوله ان الله كان على شئ يعنى من التحية وغيرها حسيبا يعنى شهيدا * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد حسيبا قال حفيظا * قوله تعالى (فمالكم في المنافقين فئتين) * أخرج
189

الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل عن زيد بن ثابت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد فرجع
ناس خرجوا معه فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين فرقة تقول نقتلهم وفرقة تقول لا فأنزل
الله فمالكم في المنافقين فئتين الآية كلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انها طيبة وانها تنفى الخبث كما تنفى
النار خبث الفضة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عبد العزيز بن محمد عن زيد
ابن أسلم عن ابن لسعد بن معاذ الأنصاري ان هذه الآية أنزلت فينا فمالكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما
كسبوا خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال من لي بمن يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني فقام سعد
ابن معاذ فقال إن كان منا يا رسول الله قتلناه وان كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا فأطعناك فقام سعد بن
عبادة فقال ما بك يا ابن معاذ طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن عرفت ما هو منك فقام أسيد بن حضير
فقال إنك يا ابن عبادة منافق تحب المنافقين فقام محمد بن مسلمة فقال اسكتوا أيها الناس فان فينا رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهو يأمرنا فننفذ لامره فأنزل الله فمالكم في المنافقين فئتين الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
من طريق العوفي عن ابن عباس قال إن قوما كانوا بمكة قد تكلموا بالاسلام وكانوا يظاهرون المشركين فخرجوا
من مكة يطلبون حاجة لهم فقالوا ان لقينا أصحاب محمد فليس علينا فيهم باس وان المؤمنين لما أخبروا انهم قد
خرجوا من مكة قالت فئة من المؤمنين اركبوا إلى الخبثاء فاقتلوهم فإنهم يظاهرون عليكم عدوكم وقالت فئة أخرى
من المؤمنين سبحان الله أتقتلون قوما قد تكلموا بمثل ما تكلمتم به من اجل انهم لم يهاجروا ويتركوا ديارهم تستحل
دماؤهم وأموالهم فكانوا كذلك فئتين والرسول عندهم لا ينهى واحدا من الفريقين عن شئ فنزلت فما لكم في
المنافقين فئتين إلى قوله حتى يهاجروا في سبيل الله يقول حتى يصنعوا كما صنعتم فان تولوا قال عن الهجرة * وأخرج
أحمد بسند فيه انقطاع عن عبد الرحمن بن عوف ان قوما من العرب أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة
فأسلموا وأصابهم وباء المدينة حماها فأركسوا خرجوا من المدينة فاستقبلهم نفر من الصحابة فقالوا لهم مالكم
رجعتم قالوا أصابنا وباء المدينة فقالوا مالكم في رسول الله أسوة حسنة فقال بعضهم نافقوا وقال بعضهم لم ينافقوا
انهم مسلمون فأنزل الله فمالكم في المنافقين فئتين الآية * وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن ان نفرا من طوائف العرب هاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمكثوا معه ما شاء الله ان يمكثوا ثم
ارتكسوا فرجعوا إلى قومهم فلقوا سرية من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفوهم فسألوهم ما ردكم
فاعتلوا لهم فقال بعض القوم لهم نافقتم فلم يزل بعض ذلك حتى فشا فيهم القول فنزلت هذه الآية فمالكم في
المنافقين فئتين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فمالكم في
المنافقين فئتين قال قوم خرجوا من مكة حتى جاؤوا المدينة يزعمون أنهم مهاجرون ثم ارتدوا بعد ذلك فاستأذنوا
النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة ليأتوا ببضائع لهم يتجرون فيها فاختلف فيهم المؤمنون فقائل يقول هم
منافقون وقائل يقول هم مؤمنون فبين الله نفاقهم فامر بقتلهم فجاؤوا ببضائعهم يريدون هلال بن عويمر الأسلمي
وبينه وبين محمد عليه السلام حلف وهو الذي حصر صدره ان يقاتل المؤمنين أو يقاتل قومه فدفع عنهم بأنهم
يؤمنون هلالا وبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة
في قوله فمالكم في المنافقين فئتين قال ذكر لنا انهما كانا رجلين من قريش كانا مع المشركين بمكة وكانا قد
تكلما بالاسلام ولم يهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيهما ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهما مقبلان إلى مكة فقال بعضهم ان دماء هما وأموالهما حلال وقال بعضهم لا يحل ذلك لكم فتشاجروا
فيهما فأنزل الله فمالكم في المنافقين فئتين حتى بلغ ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم * وأخرج ابن جرير عن
معمر بن راشد قال بلغني ان ناسا من أهل مكة كتبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم انهم قد أسلموا وكان ذلك منهم
كذبا فلقوهم فاختلف فيهم المسلمون فقالت طائفة دماؤهم حلال وطائفة قالت دماؤهم حرام فأنزل الله فمالكم
في المنافقين فئتين * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية قال هم ناس تخلفوا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم
190

وأقاموا بمكة وأعلنوا الايمان ولم يهاجروا فاختلف فيهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتولاهم ناس من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ من ولايتهم آخرون وقالوا تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم يهاجروا فسماهم الله منافقين وبرأ المؤمنين من ولايتهم وأمرهم ان لا يتولوهم حتى يهاجروا * وأخرج ابن
جرير عن السدى قال كان ناس من المنافقين أرادوا ان يخرجوا من المدينة فقالوا للمؤمنين انا قد أصابنا أو جاع في
المدينة وأتخمناها فلعلنا ان نخرج إلى الظهر حتى نتماثل ثم نرجع فانا كنا أصحاب برية فانطلقوا واختلف فيهم
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالت طائفة أعداء الله منافقون وددنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن
لنا فقاتلناهم وقالت طائفة لا بل إخواننا تخمتهم المدينة فأتخموها فخرجوا إلى الظهر يتنزهون فإذا برؤا رجعوا
فأنزل الله في ذلك فمالكم في المنافقين فئتين * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة في الآية قال أخذ ناس
من المسلمين أموالا من المشركين فانطلقوا بها تجار إلى اليمامة فاختلف المسلمون فيهم فقالت طائفة لو لقيناهم
قتلناهم وأخذنا ما في أيديهم وقال بعضهم لا يصلح لكم ذلك إخوانكم انطلقوا تجارا فنزلت هذه الآية فمالكم في
المنافقين فئتين * وأخرج ابن جرير من طريق ابن وهب عن ابن زيد في قوله فمالكم في المنافقين فئتين قال هذا في
شأن ابن أبي حين تكلم في عائشة ما تكلم فنزلت إلى قوله فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فقال
سعد بن معاذ فإني أبرأ إلى الله والى رسوله منه يريد عبد الله بن أبي ابن سلول * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال كيف ترون في الرجل يخاذل بين
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسئ القول لأهل رسول الله وقد برأها الله ثم قرأ ما أنزل الله في براءة عائشة
فنزل القرآن في ذلك فمالكم في المنافقين فئتين الآية فلم يكن بعد هذه الآية ينطق ولا يتكلم فيه أحد * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس والله أركسهم يقول أوقعهم * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس أركسهم قال ردهم * وأخرج الطستي في مسائله عن
ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله أركسهم قال حبسهم في جهنم بما عملوا قال وهل تعرف العرب ذلك
قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت في شعره
7 أركسوا في جهنم انهم كانوا عتاة * يقولوا مينا وكذبا وزورا
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة أركسهم بما كسبوا قال أهلكهم بما عملوا * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى أركسهم قال أضلهم * قوله تعالى (الا الذين يصلون) الآية * أخرج ابن أبي
شيبة وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن الحسن ان سراقة بن مالك المدلجي حدثهم قال لما
ظهر النبي صلى الله عليه وسلم على أهل بدر وأحد وأسلم من حولهم قال سراقة بلغني انه يريدان يبعث خالد بن
الوليد إلى قومي بنى مدلج فأتيته فقلت أنشدك النعمة فقالوا معه فقال دعوه ما تريد قلت بلغني انك تريدان تبعث
إلى قومي وأنا أريد أن توادعهم فان أسلم قومك أسلموا ودخلوا في الاسلام وان لم يسلموا لم تخشن لقلوب قومك عليهم
فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد خالد فقال اذهب معه فافعل ما يريد فصالحهم خالد على أن لا يعينوا على رسول
الله صلى الله عليه وسلم وان أسلمت قريش أسلموا معهم ومن وصل إليهم من الناس كانوا على مثل عهدهم فأنزل الله
ودوا لو تكفرون حتى بلغ الا الا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق فكان من وصل إليهم كانوا معهم على
عهدهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله الا الذين يصلون إلى قوم
بينكم وبينهم ميثاق يقول إذا أظهروا كفرهم فاقتلوهم حيث وجدتموهم فان أحد منهم دخل في قوم بينكم
وبينهم ميثاق فاجروا عليه مثل ما تجرون على أهل الذمة * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن أبي حاتم
والنحاس والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله الا الذين يصلون إلى قوم الآية قال نسختها براءة فإذا انسلخ
الا شهر الحرام فاقتلوا المشركين حين وجدتموهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس حصرت صدورهم قال
عن هؤلاء وعن هؤلاء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدى أو جاؤكم يقول رجعوا
فدخلوا فيكم حصرت صدورهم يقول ضاقت صدورهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة انه قرأ حصرة
191

صدورهم أي كارهة صدورهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع وألقوا إليكم السلم قال الصلح
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس عن قتادة في قوله فان اعتزلوكم الآية قال
نسختها فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم * وأخرج ابن جرير عن الحسن وعكرمة في هذه الآية قالا نسخها
في براءة * قوله تعالى (ستجدون آخرين) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله ستجدون آخرين الآية قال ناس من أهل مكة كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسلمون رياء ثم
يرجعون إلى قريش فيرتكثون في الأوثان يبتغون بذلك ان يأمنوا ههنا وههنا فامر بقتالهم ان لم يعتزلوا ويصالحوا
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس ستجدون آخرين يريدون ان يأمنوكم ويأمنوا
قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها يقول كلما أرادوا ان يخرجوا من فتنة أركسوا فيها وذلك أن الرجل كان
يوجد قد تكلم بالاسلام فيتقرب إلى العود والحجر والى العقرب والخنفساء فيقول المشركون لذلك المتكلم بالاسلام
قل هذا ربى للخنفساء والعقرب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
ستجدون آخرين الآية قال حي كانوا بتهامة قالوا يا نبي الله لا نقاتلك ولا نقاتل قومنا وأرادوا ان يأمنوا نبي الله
ويأمنوا قومهم فأبى الله ذلك عليهم فقال كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها يقول كلما عرض لهم بلاء هلكوا فيه
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال ثم ذكر نعيم بن مسعود الأشجعي وكان يأمن في المسلمين
والمشركين بنقل الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين فقال ستجدون آخرين يريدون ان يأمنوكم ويأمنوا
قومهم كلما ردوا إلى الفتنة يقول إلى الشرك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله كلما
ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها قال كلما ابتلوا بها عموا فيها * قوله تعالى (وما كان لمؤمن) الآية * أخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ يقول ما كان له ذلك
فيما آتاه من ربه من عهد الله الذي عهد إليه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدى وما كان لمؤمن
أن يقتل مؤمنا الا خطأ قال المؤمن لا يقتل مؤمنا * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال كان الحرث بن يزيد بن
نبيشة من بنى عامر بن لؤي يعذب عياش بن أبي ربيعة مع أبي جهل ثم خرج مهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فلقيه عياش بالحرة فعلاه بالسيف وهو يحسب أنه كافر ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فنزلت وما كان
لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ الآية فقرأها عليه ثم قال له قم فحرر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ قال عياش بن أبي ربيعة قتل رجلا مؤمنا
كان يعذبه هو وأبو جهل وهو أخوه لامه في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وعياش يحسب أن ذلك الرجل كافر
كما هو وكان عياش هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا فجاءه أبو جهل وهو أخوه لامه فقال إن أمك تناشدك
رحمها وحقها ان ترجع إليها وهي أميمة بنت مخرمة فاقبل معه فربطه أبو جهل حتى قدم به مكة فلما رآه الكفار
زادهم كفرا وافتتانا فقالوا ان أبا جهل ليقدر من محمد على ما يشاء ويأخذ أصحابه فيربطهم * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر عن السدى في قوله وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ الآية قال نزلت في عياش بن أبي ربيعة
المخزومي كان قد أسلم وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان عياش أخا أبى جهل والحارث بن هشام لأمهما
وكان أحب ولدها إليها فلما الحق النبي صلى الله عليه وسلم شق ذلك عليها فحلف أن لا يظلها سقف بيت حتى
تراه فاقبل أبو جهل والحارث حتى قدما المدينة فأخبرا عياشا بما لقيت أمه وسألاه ان يرجع معهما فتنظر
إليه ولا يمنعاه أن يرجع وأعطياه موثقا ان يخليا سبيله بعدان تراه أمه فانطلق معهما حتى إذا خرجا من المدينة
عمدا إليه فشداه وثاقا وجلداه نحوا من مائة جلدة وأعانهما على ذلك رجل من بنى كنانة فحلف عياش ليقتلن
الكناني ان قدر عليه فقد ما به مكة فلم يزل محبوسا حتى فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فخرج عياش فلقى
الكناني وقد أسلم وعياش لا يعلم باسلام الكناني فضربه عياش حتى قتله فأنزل الله وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا
الا خطأ يقول وهو لا يعلم أنه مؤمن ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله الا ان
يصدقوا فيتركوا الدية * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال إن عياش بن أبي ربيعة المخزومي
192

كان حلف على الحارث بن يزيد مولى بنى عامر بن لؤي ليقتلنه وكان الحارث يومئذ مشركا وأسلم الحارث ولم
يعلم به عياش فلقيه بالمدينة فقتله وكان قتله ذلك خطا * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في سننه من طريق عبد
الرحمن بن القاسم عن أبيه ان الحارث بن زيد كان شديدا على النبي صلى الله عليه وسلم فجاء وهو يريد الاسلام
وعياش لا يشعر فلقيه عياش بن أبي ربيعة فحمل عليه فقتله فأنزل الله وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ
* وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال نزلت في رجل قتله أبو الدرداء كانوا في سرية فعدل أبو الدرداء إلى
شعب يريد حاجة له فوجد رجلا من القوم في غنم له فحمل عليه السيف فقال لا إله إلا الله فضربه ثم جاء بغنمه إلى
القوم ثم وجد في نفسه شيئا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم الا
شققت عن قلبه فقال ما عسيت أجد هل هو يا رسول الله الا دم أو ماء فقال فقد أخبرك بلسانه فلم تصدقه قال كيف
بي يا رسول الله قال فكيف بلا إله إلا الله قال فكيف بي يا رسول الله قال فكيف بلا إله إلا الله حتى تمنيت ان يكون
ذلك مبتدأ إسلامي قال ونزل القرآن وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ حتى بلغ الا أن يصدقوا قال الا أن
يضعوها * وأخرج الروياني وابن منده وأبو نعيم معا في المعرفة عن بكر بن حارثة الجهني قال كنت في سرية بعثها
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتتلنا نحن والمشركون وحملت على رجل من المشركين فتعوذ منى بالاسلام فقتلته
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغضب وأقصاني فأوحى الله إليه وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ الآية
فرضى عنى وأدناني * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله فتحرير
رقبة مؤمنة قال يعنى بالمؤمنة من قد عقل الايمان وصام وصلى وكل رقبة في القرآن لم تسم مؤمنة فإنه يجوز المولود
فما فوقه ممن ليس به زمانة وفى قوله ودية مسلمة إلى أهله الا ان يصدقوا قال عليه الدية مسلمة الا أن يتصدق بها
عليه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال في حرف أبى فتحرير رقبة مؤمنة لا يجزى فيها صبي
* وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والبيهقي في سننه عن أبي هريرة ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية
سوداء فقال يا رسول الله ان على عتق رقبة مؤمنة فقال لها أين الله فأشارت إلى السماء بإصبعها فقال لها من أنا
فأشارت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى السماء أي أنت رسول الله فقال أعتقها فإنها مؤمنة * وأخرج
عبد بن حميد عن ابن عباس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال إن على رقبة مؤمنة وعندي أمة سوداء
فقال ائتني بها فقال أتشهدين أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قالت نعم قال أعتقها * وأخرج عبد الرزاق وأحمد
وعبد بن حميد عن رجل من الأنصار انه جاء بأمة له سوداء فقال يا رسول الله ان على رقبة مؤمنة فان كنت ترى
هذه مؤمنة أعتقها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشهدين أن لا إله إلا الله قالت نعم قال أتشهدين انى
رسول الله قالت نعم قال تؤمنين بالبعث بعد الموت قالت نعم قال أعتقها فإنها مؤمنة * وأخرج الطيالسي ومسلم
وأبو داود النسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن معاوية بن الحكم السلمي انه لطم جارية له فأخبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك قال فقلت يا رسول الله أفلا أعتقها قال بلى ائتني بها قال فجئت بها رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال لها أين الله قالت الله في السماء قال فمن انا قالت أنت رسول الله قال إنها مؤمنة فأعتقها
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب في قوله ودية مسلمة قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضها مائة
من الإبل * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن المنذر عن ابن مسعود قال قضى رسول
الله صلى الله عليه وسلم دية الخطأ عشرين بنت مخاض وعشرين بنى مخاض ذكورا وعشرين بنت لبون وعشرين
جذعة وعشرين حقة * وأخرج أبو داود وابن المنذر عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل الدية اثنى
عشر ألفا * وأخرج ابن المنذر عن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب
إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات وبعث به مع عمرو بن حزم وفيه وعلى أهل الذهب ألف دينار
يعنى في الدية * وأخرج أبو داود عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في الدية على أهل
الإبل مائة من الإبل وعلى أهل البقر مائتي بقرة وعلى أهل الشاء ألفي شاة وعلى أهل الحلل مائتي حلة وعلى أهل
القمح شئ لم يحفظه محمد بن إسحاق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله
193

ودية مسلمة قال موفرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله مسلمة إلى أهله قال المسلمة التامة
* وأخرج ابن المنذر عن السدى مسلمة إلى أهله قال تدفع الا أن يصدقوا الا أن يدعوا * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن قتادة مسلمة إلى أهله أي إلى أهل القتيل الا ان يصدقوا الا أن يصدق أهل القتيل فيعفو ويتجاوزوا عن
الدية * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ودية مسلمة يعنى يسلمها عاقلة القاتل إلى أهله إلى أولياء المقتول
الا أن يصدقوا يعنى الا ان يصدق أولياء المقتول بالدية على القاتل فهو خير لهم فاما عتق رقبة فإنه واجب على القاتل
في ماله * وأخرج ابن جرير عن بكر بن الشرود قال في حرف أبى الا ان يتصدقوا * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي
شيبة وابن جرير وابن المنذر عن إبراهيم النخعي في قوله ودية مسلمة إلى أهله قال هذا المسلم الذي ورثته مسلمون
وان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن قال هذا الرجل المسلم وقومه مشركون وبينهم وبين رسول الله صلى الله عليه
وسلم عقد فيقتل فيكون ميراثه للمسلمين وتكون ديته لقومه لانهم يعقلون عنه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من
طريق على عن ابن عباس في قوله فان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن يقول فان كان في أهل الحرب وهو مؤمن
فقتله خطا فعلى قاتله ان يكفر بتحرير رقبة مؤمنة أو صيام شهرين متتابعين ولادية عليه وفى قوله وان كان من
قوم بينكم وبينهم ميثاق يقول إذا كان كافرا في ذمتكم فقتل فعلى قاتله الدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة
* وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس وان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن قال هو المؤمن
يكون في العدو ومن المشركين يسمعون بالسرية من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفرون ويثبت المؤمن
فيقتل ففيه تحرير رقبة * وأخرج ابن جرير والبيهقي في سننه من طريق عكرمة عن ابن عباس فان كان من قوم
عدو لكم وهو مؤمن قال يكون الرجل مؤمنا وقومه كفار فلا دية له ولكن تحرير رقبة * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر من طريق عطاء بن السائب عن أبي عياض قال كان الرجل يجئ فيسلم ثم يأتي قومه وهم
مشركون فيقيم فيهم فتغزوهم جيوش النبي صلى الله عليه وسلم فيقتل الرجل فيمن يقتل فأنزلت هذه الآية وان
كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وليست له دية * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي
حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه من طريق عطاء بن السائب عن أبي يحيى عن ابن عباس في
قوله فان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن قال كان الرجل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يرجع إلى قومه
فيكون فيهم وهم مشركون فيصيبه المسلمون خطا في سرية أو غارة فيعتق الذي يصيبه رقبة وفى قوله وان كان
من قوم بينكم وبينهم ميثاق قال كان الرجل يكون معاهدا وقومه أهل عهد فيسلم إليهم ديته ويعتق الذي
أصابه رقبة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن قال نزلت في
مرداس بن عمرو وكان أسلم وقومه كفار من أهل الحرب فقتله أسامة بن زيد خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ولا دية لهم
لانهم أهل الحرب * وأخرج ابن المنذر عن جرير بن عبد الله البجلي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من
أقام مع المشركين فقد برئت منه الذمة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن الشعبي في قوله وان
كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق قال من أهل العهد وليس بمؤمن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن جابر بن زيد
وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق قال وهو مؤمن * وأخرج ابن جرير عن الحسن وان كان من قوم بينكم
وبينهم ميثاق قال هو كافر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس وان كان
من قوم بينكم وبينهم ميثاق قال عهد * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب وان كان بينكم وبينهم ميثاق فدية
مسلمة إلى أهله قال بلغنا ان دية المعاهد كانت كدية المسلم ثم نقصت بعد في آخر الزمان فجعلت مثل نصف دية المسلم
وان الله أمر بتسليم دية المعاهد إلى أهله وجعل معها تحرير رقبة مؤمنة * وأخرج أبو داود عن عمرو بن شعيب
عن أبيه عن جده قال كانت قيمة الدية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانمائة دينار أو ثمانية آلاف
درهم ودية أهل الكتاب يومئذ النصف من دية المسلمين وكان ذلك كذلك حتى استخلف عمر فقام خطيبا فقال إن
الإبل قد غلت ففرضها عمر على أهل الذهب ألف دينار وعلى أهل الورق اثنى عشر ألفا وعلى أهل البقر مائتي
بقرة وعلى أهل الشاء ألفى شاة وعلى أهل الحلل مائتي حلة وترك دية أهل الذمة لم يرفعها فيما رفع من الدية
194

* وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي والحاكم وصححه عن أبي بكرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ريح الجنة يوجد من
مسيرة مائة عام وما من عبد يقتل نفسا معاهدة الا حرم الله عليه الجنة ورائحتها ان يجدها * وأخرج ابن أبي شيبة
والبخاري وابن ماجة والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل
قتيلا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الا من قتل معاهدا له ذمة الله وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد خفر ذمة
الله ولا يرح ريح الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا * وأخرج الشافعي وعبد الرزاق وابن أبي
شيبة وابن جرير عن سعيد بن المسيب قال قال عمر بن الخطاب دية أهل الكتاب أربعة آلاف درهم ودية المجوس
ثمانمائة * وأخرج ابن جرير عن إبراهيم قال الخطأ ان يريد الشئ فيصيب غيره * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين قال من لم يجد عتقا في قتل مؤمن خطأ قال
وأنزلت في عياش بن أبي ربيعة قتل مؤمنا خطأ * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير فمن لم يجد قال فمن لم يجد
رقبة فصيام شهرين * وأخرج ابن جرير عن الضحاك فمن لم يجد فصيام شهرين قال الصيام لمن لا يجد رقبة وأما الدية
فواجبة لا يبطلها شئ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مسروق انه سئل
عن الآية التي في سورة النساء فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين صيام الشهرين عن الرقبة وحدها أو عن
الدية والرقبة قال من لم يجد فهو عن الدية والرقبة * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد انه سئل عن صيام شهرين
متتابعين قال لا يفطر فيها ولا يقطع صيامها فان فعل من غير مرض ولا عذر استقبل صيامها جميعا فان عرض له
مرض أو عذر صارما بقى منهما فان مات ولم يصم أطعم عنه ستون مسكينا لكل مسكين مد * وأخرج ابن أبي حاتم
عن الحسن فصيام شهرين متتابعين تغليظا وتشديدا من الله قال هذا في الخطاب تشديد من الله * وأخرج عن
سعيد بن جبير في قوله توبة من الله يعنى تجاوزا من الله لهذه الأمة حين جعل في قتل الخطا كفارة ودية وكان الله
عليما حكيما يعنى حكم الكفارة لمن قتل خطا ثم صارت دية العهد والموادعة لمشركي العرب منسوخة نسختها
الآية التي في براءة اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يتوارث أهل ملتين * قوله
تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن عكرمة ان رجلا
من الأنصار قتل أخا مقيس بن ضبابة فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الدية فقبلها ثم وثب على قاتل أخيه فقتله قال
ابن جريج وقال غيره ضرب النبي صلى الله عليه وسلم ديته على بنى النجار ثم بعث مقيسا وبعث معه رجلا من بنى فهر في
حاجة للنبي صلى الله عليه وسلم فاحتمل مقيس الفهري وكان رجلا شديدا فضرب به الأرض ورضخ رأسه بين حجرين
ثم ألفى يتغنى قتلت به فهرا وحملت عقله * سراة بنى النجار أرباب قارع
فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال أظنه قد أحدث حدثا اما والله لئن كان فعل لا أو منه في حل ولا حرم ولا سلم
ولا حرب فقتل يوم الفتح قال ابن جريج وفيه نزلت هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمد الآية * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم قال نزلت في مقيس بن ضبابة الكناني وذلك أنه
أسلم وأخوه هشام بن ضبابة وكانا بالمدينة فوجد مقيس أخاه هشاما ذات يوم قتيلا في الأنصار في بنى النجار
فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من قريش من بنى فهر
ومعه مقيس إلى بنى النجار ومنازلهم يومئذ بقباء ان ادفعوا إلى مقيس قاتل أخيه ان علمتم ذلك والا فادفعوا إليه
الدية فلما جاءهم الرسول قالوا السمع والطاعة لله وللرسول والله ما نعلم له قاتلا ولكن نؤدي إليه الدية فدفعوا إلى
مقيس مائة من الإبل دية أخيه فلما انصرف مقيس والفهري راجعين من قباء إلى المدينة وبينهما ساعة عمد
مقيس إلى الفهري رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتله وارتد عن الاسلام وركب جملا منها وساق معه البقية
ولحق بمكة وهو يقول في شعر له
قتلت به فهرا وحملت عقله * سراة بنى النجار أرباب قارع
وأدركت ثاري واضطجعت موسدا * وكنت إلى الأوثان أول راجع
195

فنزلت فيه بعد قتل النفس وأخذ الدية وارتد على الاسلام ولحق بمكة كافرا ومن يقتل مؤمنا متعمدا * وأخرج
البيهقي في شعب الايمان من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مثله سواء * وأخرج عبد بن حميد
والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير والطبراني من طريق سعيد بن جبير قال اختلف أهل الكوفة
في قتل المؤمن فرحلت فيها إلى ابن عباس فسألته عنها فقال نزلت هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا
فجزاؤه جهنم هي آخر ما نزل وما نسخها شئ * وأخرج أحمد وسعيد بن منصور والنسائي وابن ماجة وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والطبراني من طريق سالم بن أبي الجعد عن ابن
عباس ان رجلا أتاه فقال أرأيت رجلا قتل رجلا متعمدا قال جزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد
له عذابا عظيما قال لقد نزلت في آخر ما نزل ما نسخها شئ حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وما نزل وحى
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أرأيت ان تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى قال وأنى له بالتوبة وقد سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثكلته أمه رجل قتل رجلا متعمدا يجئ يوم القيامة آخذا قاتله بيمينه
أو بيساره وآخذا رأسه بيمينه أو بشماله تشخب أوداجه دما في قبل العرش يقول يا رب سل عبدك فيم قتلني
* واخرج الترمذي وحسنه من طريق عمر بن دينار عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجئ
المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده وأوداجه تشخب دما يقول يا رب قتلني هذا حتى يدنيه من العرش
قال فذكروا لابن عباس النوبة فتلا هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا قال ما نسخت هذه الآية ولا بدلت وأنى
له التوبة * واخرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير عن سعيد بن جبير قال قال لي عبد الرحمن بن أبزي سل ابن
عباس عن قوله ومن يقتل مؤمنا متعمد فجزاؤه جهنم فقال لم ينسخها شئ وقال في هذه الآية والذين لا يدعون
مع الله إلها آخر الآية قال نزلت في أهل الشرك * وأخرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير والحاكم وابن
مردويه عن سعيد بن جبير أن عبد الرحمن بن أبزي سأله ان يسال ابن عباس عن هاتين الآيتين التي في النساء
ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم إلى آخر الآية والتي في الفرقان ومن يفعل ذلك يلق آثاما الآية قال
فسألته فقال إذا دخل الرجل في الاسلام وعلم شرائعه وأمره ثم قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم لا توبة له وأما التي
في الفرقان فإنها لما أنزلت قال المشركون من أهل مكة فقد عدلنا بالله وقتلنا النفس التي حرم الله بغير الحق وأتينا
الفواحش فما نفعنا الاسلام فنزلت الامن تاب الآية فهي لأولئك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شهر
ابن حوشب قال سمعت ابن عباس يقول نزلت هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم بعد قوله الامن
تاب وآمن وعمل صالحا بسنة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية ومن يقتل مؤمنا
متعمدا بعد التي في سورة الفرقان بثماني سنين وهي قوله والذين لا يدعون مع الله إلها آخر إلى قوله غفورا رحيما
* وأخرج ابن جرير والنحاس والطبراني عن سعيد بن جبير قال سألت ابن عباس هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من
توبة قال لا فقرأت عليه الآية التي في الفرقان والذين لا يدعون مع الله إلها آخر فقال هذه الآية مكية نسختها
آية مدنية ومن يقتل مؤمنا متعمدا الآية * واخرج عبد الرزاق وابن جرير عن زيد بن ثابت قال نزلت
الشديدة بعد الهينة بستة أشهر يعنى ومن يقتل مؤمنا متعمدا بعد أن الله لا يغفر ان يشرك به * وأخرج
سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن ثابت قال نزلت الشديدة بعد الهينة بستة
أشهر قوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا بعد قوله والذين لا يدعون مع الله إلها آخر إلى آخر الآية * وأخرج أبو
داود وابن جرير والنحاس والطبراني وابن مردويه والبيهقي عن زيد بن ثابت قال نزلت الآية التي في سورة
النساء بعد الآيات التي في سورة الفرقان بستة أشهر * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن زيد بن ثابت
قال لما نزلت هذه الآية في الفرقان والذين لا يدعون مع الله إلها آخر الآية عجبنا للينها فلبثنا سبعة أشهر ثم
نزلت التي في النساء ومن يقتل مؤمنا متعمدا الآية * وأخرج عبد الرزاق عن الضحاك قال بينهما ثماني
سنين التي في النساء بعد التي في الفرقان * وأخرج سموية في فوائد عن زيد بن ثابت قال نزلت هذه التي في
النساء بعد قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء بأربعة أشهر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال أكبر الكبائر
196

الا شراك بالله وقتل النفس التي حرم الله لان الله يقول فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدله
عذابا عظيما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس قال هما المبهتان الشرك والقتل * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن ابن مسعود في قوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم قال هي محكمة ولا تزداد
الا شدة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن كردم ان أبا هريرة وابن عباس وابن عمر سئلوا عن
الرجل يقتل مؤمنا متعمدا فقالوا هل تستطيع ان لا تموت هل تستطيع ان تبتغى نفقا في الأرض أو سلما
في السماء أو تحييه * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن ميناء قال كنت جالسا
بجنب أبي هريرة إذ أتاه رجل فسأله عن قاتل المؤمن هل له من توبة فقال والذي لا إله الا هو لا يدخل الجنة حتى
بلح الجمل في سم الخياط * وأخرج ابن المنذر من طريق أبى رزين عن ابن عباس قال هي مبهمة لا يعلم له توبة
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك قال ليس لمن قتل مؤمنا توبة لم ينسخها شئ * وأخرج سعيد بن
منصور وابن المنذر عن سعيد بن ميناء قال كان بين صاحب لي وبين رجل من أهل السوق لجاجة فاخذ
صاحبي كرسيا فضرب به رأس الرجل فقتله وندم وقال انى سأخرج من مالي ثم انطلق فاجعل نفسي حبيسا في
سبيل الله قلت انطلق بنا إلى ابن عمر نسأله هل لك من توبة فانطلقنا حتى دخلنا عليه فقصصت عليه القصة على
ما كانت قلت هل ترى له من توبة قال كل واشرب أف قم عنى قلت يزعم أنه لم يرد قتله قال كذب يعمد أحدكم إلى
الخشبة فيضرب بها رأس الرجل المسلم ثم يقول لم أرد قتله كذب كل واشرب ما استطعت أف قم عنى فلم يزدنا على
ذلك حتى قمنا * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود قال قتل المؤمن معقلة * وأخرج البخاري عن ابن عمر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما * وأخرج أحمد والنسائي
وابن المنذر عن معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل ذنب عسى الله ان يغفر الا الرجل يموت
كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا * وأخرج ابن المنذر عن أبي الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول كل ذنب عسى الله ان يغفره الا من مات مشركا أو من قتل مؤمنا متعمدا * وأخرج ابن المنذر عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعان في قتل مسلم بشطر كلمة يلقى الله يوم يلقاه مكتوب على جبهته
آيس من رحمة الله * وأخرج ابن عدي والبيهقي في البعث عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
أعان على دم امرئ مسلم بشطر كلمة كتب بين عينيه يوم القيامة آيس من رحمة الله * وأخرج ابن المنذر عن أبي عون
قال إذا سمعت في القرآن خلودا فلا توبة له * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم نازلت ربى في قاتل المؤمن في أن يجعل له توبة فأبى على * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وأبو القاسم بن
بشران في أماليه بسند ضعيف عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه
جهنم قال هو جزاؤه ان جازاه * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس انه كان يقول جزاؤه
جهنم ان جازاه يعنى للمؤمن وليس للكافر فان شاء عفا عن المؤمن وان شاء عاقب * وأخرج ابن المنذر من طريق
عاصم بن أبي النجود عن ابن عباس في قوله فجزاؤه جهنم قال هي جزاؤه ان شاء عذبه وان شاء غفر له * وأخرج
سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث عن أبي مجلز في قوله فجزاؤه جهنم قال
هي جزاؤه فان شاء الله ان يتجاوز عن جزائه فعل * وأخرج ابن المنذر عن عون بن عبد الله في قوله فجزاؤه جهنم قال إن
هو جازاه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي صالح مثله * وأخرج ابن المنذر عن إسماعيل بن ثوبان قال
جالست الناس قبل الداء الأعظم في المسجد الأكبر فسمعتهم يقولون ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم إلى
عذابا عظيما قال المهاجرون والأنصار وجبت لمن فعل هذا النار حتى نزلت ان الله لا يغفران يشرك به ويغفر ما دون
ذلك لمن يشاء فقال المهاجرون والأنصار ما شاء يصنع الله ما شاء فسكت عنهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
والبيهقي في البعث عن هشام بن حسان قال كنا عند محمد بن سيرين فقال له رجل ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه
جهنم حتى ختم الآية فغضب محمد وقال أين أنت عن هذه الآية ان الله لا يغفران ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك
لمن يشاء قم عنى أخرج عنى قال فاخرج * وأخرج القتبي والبيهقي في البعث عن قريش بن أنس قال سمعت عمرو
197

ابن عبيد يقول يؤتى بي يوم القيامة فأقام بين يدي الله فيقول لي لم قلت إن القاتل في النار فأقول أنت قلته ثم تلا هذه
الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم قلت له وما في البيت أصغر منى أرأيت ان قال لك فإني قد قلت إن الله
لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء من أين علمت انى لا أشاء أن أغفر قال فما استطاع أن يرد على شيئا
* وأخرج عبد بن حميد عن أبي إسحاق قال أتى رجل عمر فقال لقاتل المؤمن توبة قال نعم ثم قرأ حم تنزيل الكتاب
من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قاتل المؤمن قال
كان يقال له توبة إذا ندم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة مثله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن
كردم عن ابن عباس قال أتاه رجل فقال ملأت حوضي أنتظر طميتي ترد على فلم أستيقظ الا ورجل أشرع
ناقته فثلم الحوض وسال الماء فقمت فزعا فضربته بالسيف فقتلته فقال ليس هذا مثل الذي قال فأمره بالتوبة
قال سفيان كان أهل العلم إذا سئلوا قالوا لا توبة له فإذا ابتلى رجل قالوا كذبت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد عن عبد الله بن جعفر قال كفارة القتل القتل * وأخرج عبد بن حميد والنحاس عن سعد بن عبيدة ان ابن
عباس كان يقول لمن قتل مؤمنا توبة قال فجاءه رجل فسأله المن قتل مؤمنا توبة قال لا الا النار فلما قام الرجل
قال له جلساؤه ما كنت هكذا تفتينا كنت تفتينا ان لمن قتل مؤمنا توبة مقبولة فما شأن هذا اليوم قال انى أظنه
رجل يغضب يريد أن يقتل مؤمنا فبعثوا في أثره فوجدوه كذلك * وأخرج النحاس عن نافع وسالم ان رجلا
سأل عبد الله بن عمر كيف ترى في رجل قتل رجلا عمدا قال أنت قتلته قال نعم قال تب إلى الله يتب عليك * وأخرج
عبد بن حميد عن زيد بن أسلم قال ليس للقاتل توبة الا أن يقاد منه أو يعفى عنه أو تؤخذ منه الدية * وأخرج عبد
ابن حميد عن سفيان قال بلغنا أن الذي يقتل متعمدا فكفارته أن يقيد من نفسه أو ان يعفى عنه أو تؤخذ منه
الدية فان فعل به ذلك رجونا أن تكون كفارته ويستغفر ربه فان لم يفعل من ذلك شيئا فهو في مشيئة الله ان شاء
غفر له وان شاء لم يغفر له فقال سفيان فإذا جاءك من لم يقتل فشدد عليه ولا ترخص له لكي يفرق وان كان ممن قتل
فسألك فأخبره لعله يتوب ولا تؤيسه * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال لان أتوب من الشرك أحب إلى
من أن أتوب من قتل المؤمن * وأخرج أحمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لقى الله
لا يشرك به شيئا وأدى زكاة ماله طيبة بها نفسه محتسبا وسمع وأطاع فله الجنة وخمس ليس لهن كفارة الشرك
بالله وقتل النفس بغير حق وبهت مؤمن والفرار من الزحف ويمين صابرة تقتطع بها مالا بغير حق * وأخرج ابن أبي
شيبة عن أبي هريرة قال إن الرجل ليقتل يوم القيامة ألف قتله قال أبو زرعة بضروب ما قتل * وأخرج ابن أبي
شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول
ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء * واخرج ابن المنذر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
والله للدنيا وما فيها أهون على الله من قتل مسلم بغير حق * وأخرج النسائي والنحاس عن عبد الله بن عمرو قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عمرو قال
قتل المؤمن أهون عند الله من زوال الدنيا * وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا * وأخرج ابن عدي والبيهقي في
الشعب عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا * وأخرج سعيد بن
منصور والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن مسعود قال لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما نقيت كفه من
الدم فإذا غمس يده في الدم الحرام نزع حياؤه * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال يجئ الرجل آخذا بيد الرجل فيقول يا رب هذا قتلني قال لم قتلته فيقول لتكون العزة لك
فيقول فإنها لي ويجئ الرجل آخذ بيد الرجل فيقول رب قتلني هذا فيقول الله لم قتلت هذا فيقول قتلته
لتكون العزة لفلان فيقول انها ليست له بؤ بإثمه * وأخرجه ابن أبي شيبة عن عمرو بن شرحبيل موقوفا * وأخرج
البيهقي عن أبي الدرداء قال يجلس المقتول يوم القيامة فإذا مر الذي قتله قام فاخذه فينطلق فيقول يا رب سله لم
قتلني فيقول فيم قتلته فيقول أمرني فلان فيعذب القاتل والآمر * وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن أبي سعيد
198

وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم
الله جميعا في النار * وأخرج ابن عدي والبيهقي في الشعب والإصبهاني في الترغيب عن البراء بن عازب ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال لزوال الدنيا وما فيها أهون عند الله من قتل مؤمن ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه
اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال قتل بالمدينة قتيل
على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم من قتله فصعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال أيها الناس قتل قتيل
وأنا فيكم ولا نعلم من قتله ولو اجتمع أهل السماء والأرض على قتل امرئ لعذبهم الله الا أن يفعل ما يشاء
* وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن جندب البجلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم
أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من ذم مسلم أن يهريقه كلما تعرض لباب من أبواب الجنة حال بينه
وبينه * وأخرج الأصبهاني عن أبا الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال المؤمن معنقا صالحا ما لم
يصب دما حراما فإذا أصاب دما حراما بلح * وأخرج الأصبهاني عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن
الثقلين اجتمعوا على قتل مؤمن لا كبهم الله على مناخرهم في النار وان الله حرم الجنة على القاتل والآمر * وأخرج
البيهقي في شعب الايمان عن رجل من الصحابة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمت النار سبعين جزأ للآمر
تسعة وستين وللقاتل جزأ * وأخرج البيهقي عن محمد بن عجلان قال كنت بالإسكندرية فحضرت رجلا الوفاة لم نر
من خلق الله أحدا كان أخشى لله منه فكنا نلقنه فيقبل كلما لقناه من سبحان الله والحمد لله فإذا جاءت لا إله إلا الله
أبى فقلنا له ما رأينا من خلق الله أحدا كان أخشى لله منك فنلقنك فتلقن حتى إذا جاءت لا إله إلا الله أبيت قال إنه
حيل بيني وبينهما وذلك انى قتلت نفسا في شبيبتي * وأخرج ابن ماجة وابن مردويه والبيهقي عن عقبة بن عامر
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يلقى الله لا يشرك به شيئا لم يتند بدم حرام الا أدخل الجنة من
أي أبواب الجنة شاء * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري قال كنت جالسا عند سالم بن عبد الله في
نفر من أهل المدينة فقال رجل ضرب الأمير آنفا رجلا أسواطا فمات فقال سالم عاب الله على موسى عليه السلام
في نفس كافر قتلها * وأخرج البيهقي عن شهر بن حوشب أن أعرابيا أتى أبا ذر فقال إنه قتل حاج بيت الله ظالما
فهل له من مخرج فقال له أبو ذر ويحك أحي والداك قال لا قال فأحدهما قال لا فال لو كانا حيين أو أحد هما لرجوت
لك وما جدلك مخرجا الا في إحدى ثلاث قال وما هن قال هل تستطيع أن تحييه كما قتلته قال لا والله قال فهل
تستطيع أن لا تموت قال لا والله ما من الموت بد فما الثالثة قال هل تستطيع أن تبتغى نفقا في الأرض أو سلما في
السماء فقام الرجل وله صراخ فلقيه أبو هريرة فسأله فقال ويحك حيان ولداك قال لا قال لو كانا حيين أو
أحدهما لرجوت لك ولكن أغز في سبيل الله وتعرض للشهادة فعسى * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا
ضربتم) الآية * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري والنسائي وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس قال لحق ناس من المسلمين رجلا معه غنيمة له فقال السلام عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته فنزلت
يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا إلى قوله عرض الحياة الدنيا قال تلك الغنيمة قال قرأ ابن عباس
السلام * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني والترمذي وحسنه وعبد بن حميد وصححه وابن جرير وابن المنذر
والحاكم وصححه عن ابن عباس قال مر رجل من بنى سليم بنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسوق
غنما له فسلم عليهم فقالوا ما سلم علينا الا ليتعوذ منه فعمدوا له فقتلوه وأتوا بغنمه النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت
الآية يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم الآية * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير والطبراني وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي قال بعثنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى أضم فخرجت في نفر من المسلمين فيهم الحرث بن ربعي أبو قتادة ومحلم بن جثامة بن قيس
الليثي فخرجنا حتى إذا كنا ببطن أضم مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي على قعود له معه متيع له وقطب من لبن
فلما مر بنا سلم علينا بتحية الاسلام فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة لشئ كان بينه وبينه فقتله وأخذ
بعيره ومتاعه فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن يا أيها الذين آمنوا إذا
199

ضربتم في سبيل الله فتبينوا الآية * وأخرج ابن إسحاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والبغوي في معجمه من طريق يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه نحوه فيه فقال النبي صلى
الله عليه وسلم أقتلته بعدما قال آمنت بالله فنزل القرآن * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال بعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم محلم بن جثامة مبعثا فلقيهم عامر بن الأضبط فحياهم بتحية الاسلام وكانت بينهم إحنة في الجاهلية
فرماه محلم بسهم فقتله فجاء الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء محلم في بردين فجلس بين يدي النبي صلى الله
عليه وسلم ليستغفر له فقال لا غفر الله لك فقام وهو يتلقى دموعه ببرديه فما مضت به ساعة حتى مات ودفنوه فلفظته
الأرض فجاؤوا النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له فقال إن الأرض تقبل من هو شر من صاحبكم ولكن الله
أراد أن يعظكم ثم طرحوه في جبل وألقوا عليه الحجارة فنزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم الآية * وأخرج
البزار والدار قطني في الافراد والطبراني عن ابن عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها المقداد بن
الأسود فلما أتوا القوم وجدوهم فد تفرقوا وبقى رجل له مال كثير لم يبرح فقال أشهد ان لا إله إلا الله فأهوى إليه
المقداد فقتله فقال له رجل من أصحابه أقتلت رجلا شهد ان لا إله إلا الله لا ذكرن ذلك للنبي صلى الله عليه
وسلم فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله ان رجلا شهد ان لا إله إلا الله فقتله المقداد
فقال ادعوا لي المقداد فقال يا مقداد أقتلت رجلا يقول لا إله إلا الله فكيف لك بلا إله إلا الله غدا فأنزل الله يا أيها
الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله إلى قوله كذلك كنتم من قبل قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمقداد
كان رجل مؤمن يخفى ايمانه مع قوم كفار فأظهر ايمانه فقتلته وكذلك كنت تخفى إيمانك بمكة قبل * واخرج ابن أبي
حاتم عن جابر قال أنزلت هذه الآية ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام في مرداس * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس قال كان الرجل يتكلم بالاسلام ويؤمن بالله والرسول ويكون في قومه فإذا جاءت سرية رسول الله صلى
الله عليه وسلم أخبر بها حية يعنى قومه وأقام الرجل لا يخاف المؤمنين من أجل انه على دينهم حتى يلقاهم فيلقى
إليهم السلام فيقولون لست مؤمنا وقد ألقى السلم فيقتلونه فقال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل
الله فتبينوا إلى تبتغون عرض الحياة الدنيا يعنى تقتلونه إرادة ان يحل لكم ماله الذي وجدتم معه وذلك
عرض الحياة الدنيا فان عندي مغانم كثيرة والتمسوا من فضل الله وهو رجل اسمه مرداس خلى قومه هاربين
من خيل بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها رجل من بنى ليث اسمه قليب ولم يجامعهم وإذا فيهم مرداس
فسلم عليهم فقتلوه فامر رسول الله صلى الله عليه ولم لأهله بديته ورد إليهم ماله ونهى المؤمنين عن مثل ذلك
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا قال هذا
الحديث في شان مرداس رجل من غطفان ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشا عليهم غالب الليثي
إلى أهل فدك وبه ناس من غطفان وكان مرداس منهم فر أصحابه فقال مرداس انى مؤمن وعلى متبعكم فصبحته
الخيل غدوة فلما لقوه سلم عليهم مرداس فتلقاه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقتلوه وأخذوا ما كان معه من
متاع فأنزل الله في شانه ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا لان تحية المسلمين السلام بها يتعارفون وبها
يحيى بعضهم بعضا * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله الآية
قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عليها أسامة بن زيد إلى بنى ضمرة فلقوا رجلا منهم يدعى مرداس بن
نهيك معه غنيمة له وجمل أحمر فلما رآهم أوى إلى كهف جبل واتبعه أسامة فلما بلغ مرداس الكهف وضع فيه
غنمه ثم أقبل إليهم فقال السلام عليكم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فشد عليه أسامة فقتله من أجل
جمله وغنيمته وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث أسامة أحب أن يثنى عليه خير ويسأل عنه أصحابه فلما رجعوا
لم يسألهم عنه فجعل القوم يحدثون النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون يا رسول الله لو رأيت أسامة ولقيه رجل
فقال الرجل لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد عليه فقتله وهو معرض عنهم فلما أكثروا عليه رفع
رأسه إلى أسامة فقال كيف أنت ولا إله إلا الله فقال يا رسول الله انما قالها متعوذا تعوذ بها فقال له رسول الله صلى
الله عليه وسلم هلا شققت عن قلبه فنظرت إليه فأنزل الله خبر هذا وأخبر انما قتله من أجل جمله وغنمه فذلك حين
200

يقول تبتغون عرض الحياة الدنيا فلما بلغ فمن الله عليكم يقول فتاب الله عليكم فحلف أسامة أن لا يقاتل رجلا
يقول لا إله إلا الله بعد ذلك الرجل وما لقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في
الدلائل عن الحسن ان ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهبوا يتطرقون فلقوا ناسا من العدو فحملوا
عليهم فهزموهم فشد رجل منهم فتبعه رجل يريد متاعه فلما غشيه بالسنان قال انى مسلم انى مسلم فأوجره السنان
فقتله وأخذ متاعه فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للقاتل أقتلته
بعدان قال انى مسلم قال يا رسول الله انما قالها متعوذا قال أفلا شققت عن قلبه قال لم يا رسول الله قال لتعلم أصادق
هو أو كاذب قال وكنت عالم ذلك يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما كان يعبر عنه لسانه انما كان يعبر
عنه لسانه قال فما لبث القاتل ان مات فحفر له أصحابه فأصبح وقد وضعته الأرض ثم عادوا فحفروا له فأصبح وقد
وضعته الأرض إلى جنب قبره قال الحسن فلا أدرى كم قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كم دفناه مرتين أو
ثلاثة كل ذلك لا تقبله الأرض فلما رأينا الأرض لا تقبله أخذنا برجليه فألقيناه في بعض تلك الشعاب فأنزل الله
يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا أهل الاسلام إلى آخر الآية قال الحسن اما والله ما ذاك أن
تكون الأرض تجن من هو شر منه ولكن وعظ الله القوم ان لا يعودوا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير من
طريق معمر عن قتادة في قوله ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا قال بلغني أن رجلا من المسلمين أغار
على رجل من المشركين فحمل عليه فقال له المشرك انى مسلم أشهد أن لا إله إلا الله فقتله المسلم بعد أن قالها فبلغ
ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال للذي قتله أقتلته وقد قال لا إله إلا الله فقال وهو يعتذر يا نبي الله انما قال
متعوذا وليس كذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم فهلا شققت عن قلبه ثم مات قاتل الرجل فقبر فلفظته الأرض
فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم أن يقبروه ثم لفظته حتى فعل ذلك به ثلاث مرات فقال النبي صلى
الله عليه وسلم ان الأرض أبت ان تقبله فألقوه في غار من الغيران قال معمر وقال بعضهم ان الأرض تقبل من هو
شر منه ولكن الله جعله لكم عبرة * وأخرج ابن جرير من طريق أبى الضحى عن مسروق أن قوما من المسلمين
لقوا رجلا من المشركين ومعه غنيمة له فقال السلام عليكم انى مؤمن فظنوا أنه يتعوذ بذلك فقتلوه وأخذوا
غنيمته فأنزل الله ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا تلك الغنيمة
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن سعيد بن جبير قال خرج المقداد بن الأسود في سرية بعثه رسول الله صلى
الله عليه وسلم فمروا برجل في غنيمة له فقال انى مسلم فقتله ابن الأسود فلما قدموا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه
وسلم فنزلت هذه الآية ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا قال الغنيمة
* وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال نزل ذلك في رجل قتله أبو الدرداء فذكر من قصة أبى الدرداء نحو القصة
التي ذكرت عن أسامة بن زيد ونزل القرآن وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ فقرأ حتى بلغ إلى قوله ان الله
كان بما تعملون خبيرا * واخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام
لست مؤمنا قال راعى غنم لقيه نفر من المؤمنين فقتلوه وأخذوا ما معه ولم يقبلوا منه السلام عليكم انى مؤمن
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا
قال حرم الله على المؤمنين أن يقولوا لمن يشهد أن لا إله إلا الله لست مؤمنا كما حرم عليهم الميتة فهو آمن على ماله
ودمه فلا تردوا عليه قوله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن أبي رجاء والحسن انهما كانا يقرآن
ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم بكسر السين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن مجاهد وأبى عبد
عبد الرحمن السلمي انهما كانا يقرآن لمن ألقى إليكم السلام * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله كذلك كنتم من قبل قال تستخفون بايمانكم كما
استخفى هذا الراعي بايمانه وفى لفظ تكتمون ايمانكم من المشركين فمن الله عليكم فأظهر الاسلام فأعلنتم
ايمانكم فتبينوا قال وعيد من الله مرتين * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كذلك كنتم من قبل قال كنتم كفارا
حتى من الله عليكم بالاسلام وهداكم له * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مسروق كذلك كنتم من قبل لم
201

تكونوا مؤمنين * وأخرج عبد بن حميد عن النعمان بن سالم انه كان يقول نزلت في رجل من هذيل * وأخرج
عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ فتبينوا بالياء * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن
أسامة قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فصبحنا لحرقات من جهينة فأدركت رجلا فقال لا إله إلا الله
فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا إله إلا الله
وقتله قلت يا رسول الله انما قالها فرقا من السلاح قال ألا شققت عن قلبه حتى تعلم قالها أم لا فما زال يكررها
على حتى تمنيت انى أسلمت يومئذ * وأخرج ابن سعد عن جعفر بن برقان قال حدثنا الحضرمي رجل من أهل
اليمامة قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أسامة بن زيد على جيش قال أسامة فاتيت النبي صلى الله
عليه وسلم فجعلت أحدثه فقلت فلما انهزم القوم أدركت رجلا فأهويت إليه بالرمح فقال لا إله إلا الله فطعنته
فقتلته فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ويحك يا أسامة فكيف لك بلا إله إلا الله ويحك يا أسامة
فكيف لك بلا إله إلا الله فلم يزل يرددها على حتى لوددت انى انسلخت من كل عمل عملته واستقبلت الاسلام يومئذ
جديدا فلا والله أقاتل أحدا قال لا إله إلا الله بعدما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن سعد
عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال قال أسامة بن زيد لا أقاتل رجلا يقول لا إله إلا الله أبدا فقال سعد بن مالك وأنا والله
لا أقاتل رجلا يقول لا إله إلا الله أبدا فقال لهما رجل ألم يقل الله وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين
كله لله فقالا قد قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين كله لله * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد والنسائي عن
عقبة بن مالك الليثي قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فغارت على قوم فاتبعه رجل من السرية شاهرا
فقال الشاذ من القوم انى مسلم فلم ينظر فيما قال فضربه فقتله فنمى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
فيه قولا شديدا فبلغ القاتل فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قال القاتل والله ما قال الذي قال الا تعوذا
من القتل فاعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه وعمن قبله من الناس وأخذ في خطبته ثم قال أيضا يا رسول
الله ما قال الذي قال الا تعوذا من القتل فاعرض عنه وعمن قبله من الناس وأخذ في خطبته ثم لم يصبر فقال
الثالثة والله يا رسول الله ما قال الذي قال الا تعوذا من القتل فاقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرف المساءة
في وجهه فقال إن الله أبى على لمن قتل مؤمنا ثلاث مرار * وأخرج الشافعي وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم
وأبو داود والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن المقداد بن الأسود قال قلت يا رسول الله أرأيت ان
اختلفت أنا ورجل من المشركين بضربتين فقطع يدي فلما علوته بالسيف قال لا إله إلا الله أضربه أم
أدعه قال بل دعه قلت قطع يدي قال إن ضربته بعد أن قالها فهو مثلك قبل أن تقتله وأنت مثله قبل أن يقولها
* وأخرج الطبراني عن جندب البجلي قال انى لعند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه بشير من سريته فأخبره
بالنصر الذي نصر الله سريته وبفتح الله الذي فتح لهم قال يا رسول الله بينا نحن نطلب القوم وقد هزمهم الله تعالى
إذ لحقت رجلا بالسيف فلما خشى ان السيف واقعه وهو يسعى ويقول انى مسلم انى مسلم قال فقتلته فقال
يا رسول الله انما تعوذ فقال فهلا شققت عن قلبه فنظرت أصادق هو أم كاذب فقال لو شققت عن قلبه ما كان
علمي هل قلبه الا مضغة من لحم قال لا ما في قلبه نعم ولا لسانه صدقت قال يا رسول الله استغفر لي قال لا أستغفر
لك فمات ذلك الرجل فدفنوه فأصبح على وجه الأرض ثم دفنوه فأصبح على وجه الأرض ثلاث مرات فلما رأوا ذلك
استحيوا وخزوا مما لقى فاحتملوه فألقوه في شعب من تلك الشعاب * قوله تعالى (لا يستوي القاعدون) الآية
* أخرج ابن سعد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في
المصاحف والبغوي في معجمه والبيهقي في سننه عن البراء بن عازب قال لما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين
قال النبي صلى الله عليه وسلم ادع فلانا وفى لفظ ادع زيدا فجاء ومعه الدواة واللوح والكتف فقال اكتب
لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله وخلف النبي صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم فقال
يا رسول الله انى ضرير فنزلت مكانها لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله
* وأخرج ابن سعد وأحمد وعبد بن حميد والبخاري وأبو داود والترمذي وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم
202

في الدلائل والبيهقي من طريق ابن شهاب قال حدثني سهل بن سعد الساعدي ان مروان بن الحكم أخبره ان زيد
ابن ثابت أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في
سبيل الله فجاء ابن أم مكتوم وهو يملها على فقال يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان أعمى فأنزل الله
على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي فثقلت على حتى خفت ان ترض فخذي ثم سرى عنه فأنزل الله غير
أولى الضرر قال الترمذي ذا حديث حسن صحيح قال وفى هذا الحديث رواية رجل من الصحابة وهو سهل
ابن سعد عن رجل من التابعين وهو مروان بن الحكم لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج سعيد بن
منصور وابن سعد وأحمد وأبو داود وابن المنذر وابن الأنباري والطبراني والحاكم وصححه من طريق خارجة من
زيد بن ثابت عن زيد بن ثابت قال كنت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغشيته السكينة فوقعت فخد
رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فما وجدت ثقل شئ أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سرى
عنه فقال اكتب فكتبت في كتف لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله إلى آخر الآية
فقال ابن أم مكتوم وكان رجلا أعمى لما سمع فضل المجاهدين يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من
المؤمنين فلما قضى كلامه غشيت رسول الله صلى الله عليه وسلم السكينة فوقعت فخذه على فخذي فوجدت ثقلها
في المرة الثانية كما وجدت في المرة الأولى ثم سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اقرأ يا زيد فقرأت لا يستوي
القاعدون من المؤمنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب غير أولى الضرر الآية قال زيد أنزلها الله
وحدها فألحقتها والذي نفسي بيده لكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع في كتف * وأخرج ابن فهر في كتاب
فضائل مالك وابن عساكر من طريق عبد الله بن رافع قال قدم هارون الرشيد المدينة فوجد البرمكي إلى مالك
وقال له احمل إلى الكتاب الذي صنفته حتى أسمعه منك فقال للبرمكي اقرئه السلام وقل له ان العلم يزار ولا يزور
وان العلم يؤتى ولا يأتي فرجع البرمكي إلى هارون فقال له يا أمير المؤمنين يبلغ أهل العراق انك وجهت إلى
مالك فخالفك اعزم عليه حتى يأتيك فإذا بمالك قد دخل وليس معه كتاب وأتاه مسلما فقال يا أمير المؤمنين ان الله
جعلك في هذا الموضع لعلمك فلا تكن أنت أول من يضع العلم فيضعك الله ولقد رأيت من ليس في حسبك ولا بيتك
يعز هذا العلم ويجله فأنت أحرى ان تعز وتجل علم ابن عمك ولم يزل يعدد عليه من ذلك حتى بكى هارون ثم قال
أخبرني الزهري عن خارجة بن زيد قال قال زيد بن ثابت كنت أكتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في كتف
لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون وابن أم مكتوم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قد
أنزل الله في فضل الجهاد ما أنزل وأنا رجل ضرير فهل لي من رخصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أدري
قال زيد بن ثابت وقلمي رطب ما جف حتى غشى النبي صلى الله عليه وسلم الوحي ووقع فخذه على فخذي حتى كادت
تدق من ثقل الوحي ثم جلى عنه فقال لي اكتب يا زيد غير أولى الضرر فيا أمير المؤمنين حرف واحد بعث به جبريل
والملائكة عليهم السلام من مسيرة خمسين ألف عام حتى أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي لي ان أعزه
وأجله * وأخرج الترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه من طريق مقسم عن ابن
عباس انه قال لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر عن بدر والخارجون إلى بدر لما نزلت غزوة بدر قال
عبد الله بن جحش وابن أم مكتوم أنا أعميان يا رسول الله فهل لنا رخصة فنزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين
غير أولى الضرر وفضل الله المجاهدون على القاعدين درجة فهؤلاء القاعدون غير أولى الضرر فضل الله المجاهدين
على القاعدين أجرا عظيما درجات منه على القاعدين من المؤمنين غير أولى الضرر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق مقسم عن ابن عباس انه قال لا يستوي القاعدون
من المؤمنين عن بدر والخارجون إليها * وأخرج ابن جرير والطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات عن زيد بن
أرقم قال لما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله جاء ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله
أمالي من رخصة قال لا قال اللهم إني ضرير فرخص لي فأنزل الله غير أولى الضرر فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بكتابتها * وأخرج عبد بن حميد البزار وأبو يعلى وابن حبان والطبراني عن القلتان بن عاصم قال كنا عند النبي
203

صلى الله عليه وسلم فأنزل عليه وكان إذا أنزل عليه دام بصره مفتوحة عيناه وفرغ سمعه وقلبه لما يأتيه من الله قال
فكنا نعرف ذلك منه فقال للكاتب أكتب لا يستوي القاعدون والمجاهدون في سبيل الله فقام الأعمى فقال
يا رسول الله ما ذنبنا فأنزل الله فقلنا للأعمى انه ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم فخاف ان يكون ينزل عليه شئ في
أمره فبقى قائما يقول أعوذ بغضب رسول الله فقال للكاتب اكتب غير أولى الضرر * واخرج ابن جرير من طريق
العوفي عن ابن عباس لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله فسمع بذلك عبد الله بن أم مكتوم
الأعمى فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قد أنزل الله في الجهاد ما قد علمت وأنا رجل ضرير البصر
لا أستطيع الجهاد فهل لي من رخصة عند الله ان قعدت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمرت في شأنك
بشئ وما أدرى هل يكون لك ولأصحابك من رخصة فقال ابن مكتوم اللهم إني أنشدك بصرى فأنزل الله لا يستوي
القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر * واخرج عبد بن حميد والطبراني والبيهقي من طريق أبى نضرة عن ابن
عباس في الآية قال نزلت في قوم كانت تشغلهم أمراض وأوجاع فأنزل الله عذرهم من السماء * وأخرج
سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن أنس بن مالك قال نزلت هذه الآية في ابن أم مكتوم غير أولى الضرر لقد
رأيته في بعض مشاهد المسلمين معه اللواء * واخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن عبد الله بن
شداد قال لما نزلت هذه الآية لا يستوي القاعدون من المؤمنين قام ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله انى ضرير
كما ترى فأنزل الله غير أولى الضرر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا انه لما نزلت هذه الآية قال عبد
الله ابن أم مكتوم با نبي الله عذري فأنزل الله غير أولى الضرر * وأخرج ابن جرير عن سعيد قال نزلت لا يستوي
القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله فقال رجل أعمى يا نبي الله فإني أحب الجهاد ولا أستطيع ان
أجاهد فنزلت غير أولى الضرر * وأخرج ابن جرير عن السدى قال لما نزلت هذه الآية قال ابن أم مكتوم
يا رسول الله انى أعمى ولا أطيق الجهاد فأنزل الله فيه غير أولى الضرر * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير
من طريق زياد بن فياض عن أبي عبد الرحمن قال لما نزلت لا يستوي القاعدون قال عمرو بن أم مكتوم يا رب
ابتليتني فكيف أصنع فنزلت غير أولى الضرر * وأخرج ابن سعد وابن المنذر من طريق ثابت عن عبد الرحمن
ابن أبي ليلى قال لما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله قال ابن أم مكتوم أي رب أين
عذري أي رب أين عذري فنزلت غير أولى الضرر فوضعت بينها وبين الأخرى فكان بعد ذلك يغزو ويقول
ادفعوا إلى اللواء وأقيموني بين الصفين فإني لن أفر * وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال نزلت في ابن أم مكتوم أربع
آيات لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر ونزل فيه ليس على الأعمى حرج ونزل فيه فإنها لا تعمى
الابصار الآية ونزل فيه عبس وتولى فدعا به النبي صلى الله عليه وسلم فأدناه وقربه وقال أنت الذي عاتبني فيك ربى
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال لا يستوي في الفضل القاعد عن العدو والمجاهد درجة يعنى
فضيلة وكلا يعنى المجاهد والقاعد المعذور وفضل الله المجاهدين على القاعدين الذين لا عذر لهم أجرا عظيما درجات
يعنى فضائل وكان الله غفورا رحيما بفضل سبعين درجة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على
عن ابن عباس في قوله غير أولى الضرر قال أهل العذر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج
في قوله فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة قال على أهل الضرر * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن قتادة وكلا وعد الله الحسنى أي الجنة والله يؤتى كل ذي فضل فضله * وأخرج ابن جرير
عن ابن جريج وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه ومغفرة قال على القاعدين من المؤمنين
غير أولي الضرر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة درجات منه ومغفرة ورحمة قال كان يقال
الاسلام درجة والهجرة درجة في الاسلام والجهاد في الهجرة درجة والقتل في الجهاد درجة * وأخرج ابن جرير
عن ابن وهب قال سالت ابن زيد عن قول الله تعالى وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات منه
الدرجات هي السبع التي ذكرها في سورة براءة كان لأهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول
الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب فقرا حتى بلغ أحسن ما كانوا يعملون قال هذه
204

السبع درجات قال كان أول شئ فكانت درجة الجهاد مجملة فكان الذي جاهد بماله له اسم في هذه فلما جاءت هذه
الدرجات بالتفضيل اخرج منها ولم يكن له منها الا النفقة فقرأ لا يصيبهم ظمأ ولا نصب وقال ليس هذا لصاحب النفقة
ثم قرا ولا ينفقون نفقة قال وهذه نفقة القاعد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
محيريز في قوله وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما درجات قال الدرجات سبعون درجة ما بين الدرجتين
عدوا الجواد المضمر سبعون سنة * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن أبي مجلز في قوله وفضل الله المجاهدين على
القاعدين أجرا عظيما درجات قال بلغني انها سبعون درجة بين كل درجتين سبعون عاما كالجواد المضمر * وأخرج
ابن المنذر عن قتادة في قوله درجات منه ومغفرة ورحمة قال ذكر لنا ان معاذ بن جيل كان يقول إن للقتيل في سبيل
الله ست خصال من خير أول دفعة من دمه يكفر بها عنه ذنوبه ويحلى عليه حلة الايمان ثم يفوز من العذاب ثم
يأمن الفرع الأكبر ثم يسكن الجنة ويزوج من الحور العين * وأخرج البخاري والبيهقي في الأسماء
والصفات عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين
في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى
الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله كل درجتين
بينهما كما بين السماء والأرض * وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي والحاكم عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال من رضى الله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة فعجب لها أبو سعيد فقال أعدها على
يا رسول الله فأعادها عليه ثم قال وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء
والأرض قال وما هي يا رسول الله قال الجهاد في سبيل الله * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بلغ بسهم في سبيل الله فله درجة فقال رجل يا رسول الله وما الدرجة قال أما انها
ليست بعتبة أمك ما بين الدرجتين مائة عام * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن عبادة بن الصامت أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين منها كما بين السماء والأرض * وأخرج ابن أبي حاتم
عن يزيد بن أبي مالك قال كان يقال الجنة مائة درجة بين كل درجتين كما بين السماء إلى الأرض فيهن الياقوت
والخيل في كل درجة أمير يرون له الفضل والسودد * قوله تعالى (ان الذين توفاهم الملائكة) الآية * أخرج
البخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن بي حاتم وابن مردويه والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس
ان ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأتي الهم
يرمى به فيصب أحدهم فيقتله أو يضرب فيقتل فأنزل الله ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال كان قوم من أهل مكة
أسلموا وكانوا يستخفون بالاسلام فأخرجهم المشركون معهم يوم بدر فأصيب بعضهم وقتل بعض فقال المسلمون
قد كان أصحابنا هؤلاء مسلمين وأكرهوا فاستغفروا لهم فنزلت هذه الآية ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي
أنفسهم إلى آخر الآية قال فكتب إلى من بقى بمكة من المسلمين بهذه الآية وانه لا عذر لهم فخرجا فلحقهم
المشركون فاعطوهم الفتنة فأنزلت فيهم هذه الآية ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة
الناس كعذاب الله إلى آخر الآية فكتب المسلمون إليهم بذلك فحزنوا وأيسوا من كل خير فنزلت فيهم ثم إن ربك
للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها لغفور رحيم فكتبوا إليهم بذلك ان الله
قد جعل لكلم مخرجا فاخرجوا فخرجوا فأدركهم المشركون فقاتلوهم حتى نجا من نجا وقتل من قتل * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن جرير عن عكرمة في قوله ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم
إلى قوله وساءت مصيرا قال نزلت في قيس بن الفاكه بن المغيرة والحارث بن زمعة بن الأسود وقيس بن الوليد بن
المغيرة وأبى العاص بن منية بن الحجاج وعلي بن أمية بن خلف قال لما خرج المشركون من قريش وأتباعهم لمنع أبى
سفيان بن حرب وعير قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وان يطلبوا ما نيل منهم يوم نخلة خرجوا
205

معهم بشبان كارهين كانوا قد أسلموا واجتمعوا ببدر على غير موعد فقتلوا ببدر كفارا ورجعوا عن الاسلام وهم
هؤلاء الذين سميناهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن محمد بن إسحاق في قوله ان الذين توفاهم
الملائكة قال هم خمسة فتية من قريش علي بن أمية وأبو قيس بن الفاكه وزمعة بن الأسود وأبو العاصي بن منية
ابن الحجاج قال ونسيت الخامس * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في الآية قال هم قوم
تخلفوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم وتركوا أن يخرجوا معه فمن مات منهم قبل أن يلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم
ضربت الملائكة وجهه ودبره * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال كان قوم بمكة قد أسملوا فلما هاجر رسول الله
صلى الله عليه وسلم كرهوا ان يهاجروا وخافوا فأنزل الله ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم إلى قوله الا
المستضعفين * واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال هم أناس من المنافقين تخلفوا عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فلم يخرجوا معه إلى المدينة وخرجوا مع مشركي قريش إلى بدر فأصيبوا يوم بدر
فيمن أصيب فأنزل الله فيهم هذه الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال لما أسر العباس
وعقيل ونوفل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس أفد نفسك وابن أخيك قال يا رسول الله ألم نصل قبلتك
ونشهد شهادتك قال يا عباس انكم خاصمتم فخصمتم ثم تلا عليه هذه الآية ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا
فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا فيوم نزلت هذه الآية كان من أسلم ولم يهاجر فهو كافر حتى يهاجر الا
المستضعفين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا حيلة في المال والسبيل الطريق قال ابن عباس كنت
أنا منهم من الولدان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال حدثت ان هذه الآية أنزلت في
أناس تكلموا بالاسلام من أهل مكة فخرجوا مع عدو الله أبى جهل فقتلوا يوم بدر فاعتذروا بغير عذر فأبى
الله أن يقبل منهم وقوله الا المستضعفين قال أناس من أهل مكة عذرهم الله فاستثناهم قال وكان ابن عباس
يقول كنت أنا وأمي من الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي
حاتم عن مجاهد في الآية نزلت هذه الآية فيمن قتل يوم بدر من الضعفاء في كفار قريش * وأخرج
ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال لما بعث النبي صلى الله عليه سلم وظهر ونبع الايمان نبع النفاق معه فأتى
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال فقالوا يا رسول الله لولا أنا نخاف هؤلاء القوم يعذبونا ويفعلون
ويفعلون لأسلمنا ولكنا نشهد ان لا إله إلا الله وانك رسول الله فكانوا يقولون ذلك له فلما كان يوم بدر قام
المشركون فقالوا لا يتخلف عنا أحد الا هدمنا داره واستبحنا ماله فخرج أولئك الذين كانوا يقولون ذلك القول
للنبي صلى الله عليه وسلم معهم فقتلت طائفة منهم وأسرت طائفة قال فاما الذين قتلوا فهم الذين قال الله ان الذي
توفاهم الملائكة ظالمي أنفهسم الآية كلها ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها وتتركوا هؤلاء الذين
يستضعفونكم أولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ثم عذر الله أهل الصدق فقال الا المستضعفين من الرجال
والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا يتوجهون له لو خرجوا لهلكوا فأولئك عسى الله ان
يعفو عنهم إقامتهم بين ظهري المشركين وقال الذين أسروا يا رسول الله انك تعلم انا كنا نأتيك فنشهد أن لا إله إلا الله
وانك رسول الله وان هؤلاء القوم خرجنا معهم خوفا فقال الله يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسارى ان
يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم صنيعكم الذي صنعتم خروجكم مع المشركين على
النبي صلى الله عليه وسلم وان يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل خرجوا مع المشركين فأمكن منهم * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال
كنت أنا وأمي من المستضعفين أنا من الولدان وأمي من النساء * وأحرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير
والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس انه تلا الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان قال كنت أنا وأمي
ممن عذر الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في دبر كل
صلاة اللهم خلص الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة وضعفة المسلمين من أيدي المشركين الذين
لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا * وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلى
206

العشاء إذ قال سمع الله لمن حمده ثم قال قبل ان يسجد اللهم نج عياش بن أبي ربيعة اللهم نج سلمة بن هشام اللهم نج
الوليد بن الوليد اللهم نج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني
يوسف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله الا المستضعفين يعنى الشيخ الكبير والعجوز والجواري
الصغار والغلمان * وأخرج ابن أبي شيبة عن محمد بن يحيى قال مكث النبي صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا
يقنت في صلاة الصبح بعد الركوع وكان يقول في قنوته اللهم أنج الوليد بن الوليد وعياش بن أبي ربيعة والعاصي
ابن هشام والمستضعفين من المؤمنين بمكة الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا * وأخرج الطبراني عن
ابن عباس قال الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم إلى قوله وساءت مصيرا قال كانوا قوما من المسلمين بمكة
فخرجوا مع قوم من المشركين في قتال فقتلوا معهم فنزلت هذه الآية الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان
فعذر الله أهل العذر منهم وأهلك من لا عذر له قال ابن عباس وكنت أنا وأمي ممن كان له عذر * وأخرج ابن المنذر
عن ابن جريج لا يستطيعون حيلة قوة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن عكرمة في قوله لا يستطيعون حيلة قال نهوضا إلى المدينة ولا يهتدون سبيلا طريقا إلى المدينة * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ولا يهتدون سبيلا طريقا إلى المدينة والله تعالى أعلم * قوله تعالى
(ومن يهاجر) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله
مراغما كثيرا وسعة قال المراغم التحول من أرض إلى أرض والسعة الرزق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد مراغما قال متزحزحا عما يكره * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس
ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله مراغما قال منفسحا بلغة هذيل قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت
قول الشاعر
واترك أرض جهرة ان عندي * رجاء في المراغم والتعادي
* وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال المراغم المهاجر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى مراغما قال
مبتغي للمعيشة * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر مراغما قال منفسحا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن أبي حاتم عن قتادة يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة قال متحولا من الضلالة إلى الهدى ومن العيلة إلى الغنى
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله وسعة قال ورخاء * وأخرج عن ابن القاسم قال سئل مالك عن قول
الله وسعة قال سعة البلاء * قوله تعالى (ومن يخرج من بيته) الآية * أخرج أبو يعلى وابن أبي حاتم
والطبراني بسند رجاله ثقات عن ابن عباس قال خرج ضمرة بن جندب من بيته مهاجرا فقال لأهله احملوني
فأخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات في الطريق قبل ان يصل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فنزل الوحي ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم من وجه آخر عن ابن عباس قال كان بمكة رجل يقال له ضمرة من بنى بكر وكان مريضا فقال
لأهله أخرجوني من مكة فإني أجدا الحر فقالوا أين نخرجك فأشار بيده نحو طريق المدينة فخرجوا به فمات على
ميلين من مكة فنزلت هذه الآية ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت * وأخرج أبو حاتم
السجستاني في كتاب المعمرين عن عامر الشعبي قال سألت ابن عباس عن قوله تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا
الآية قال نزلت في أكتم بن صيفي قلت فأين الليثي قال هذا قبل الليثي بزمان وهي خاصة عامة * وأخرج سعيد بن
منصور وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في سننه عن سعيد بن جبير أن رجلا من خزاعة كان بمكة فمرض وهو
ضمرة بن العيص أو العيص بن ضمرة بن زنباع فلما أمروا بالهجرة كان مريضا فامر أهله ان يفرشوا له على
سريره ففرشوا له وحملوه وانطلقوا به متوجها إلى المدينة فلما كان بالتنعيم مات فنزل ومن يخرج من بيته مهاجرا
إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله * وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن سعيد بن جبير
عن أبي ضمرة بن العيص الزرقي الذي كان مصاب البصر وكان بمكة فلما نزلت الا المستضعفين من الرجال والنساء
والولدان لا يستطيعون حيلة فقال إنني لغنى وإني لذو حيلة فتجهز يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأدركه الموت
207

بالتنعيم فنزلت هذه الآية ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله * وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن
سعيد بن جبير قال لما نزلت هذه الآية لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر رخص فيها قومن من
المسلمين ممن بمكة من أهل الضرر حتى نزلت فضيلة المجاهدين على القاعدين ورخص لأهل الضرر حتى نزلت ان
الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم إلى قوله وساءت مصيرا قالوا هذه موجبة حتى نزلت الا المستضعفين من
الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فقال ضمرة بن العيص أحد بنى ليث وكان
مصاب البصر انى لذو حيلة لي مال فاحملوني فخرج وهو مريض فأدركه الموت عند التنعيم فدفن عند مسجد التنعيم
فنزلت فيه هذه الآية ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت الآية * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن قتادة قال لما أنزل الله هؤلاء الآيات ورجل من المؤمنين يقال له ضمرة ولفظ عبد سبرة بمكة قال
والله ان لي من المال ما يبلغني إلى المدينة وأبعد منها وإني لأهتدي إلى المدينة فقال لأهله أخرجوني وهو مريض
يومئذ فلما جاوزا الحرم قبضه الله فمات فأنزل الله ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله الآية * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن جرير من وجه آخر عن قتادة لما نزلت ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قال رجل
من المسلمين يومئذ وهو مريض والله مالي من عذر أني لدليل بالطريق وأني لموسر فاحملوني فحملوه فأدركه الموت
بالطريق فنزل فيه ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن عكرمة قال لما أنزل الله ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم الآيتين قال رجل من بنى
ضمرة وكان مريضا أخرجوني إلى الروح فأخرجوه حتى إذا كان بالحصحاص مات فنزل فيه ومن يخرج من بيته
مهاجرا إلى الله ورسوله الآية * وأخرج ابن جرير عن علباء بن أحمر قوله ومن يخرج من بيته الآية قال نزلت
في رجل من خزاعة * وأخرج ابن جرير عن السدى قال لما سمع هذه يعنى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفهسم
الآية ضمرة بن جندب الضمري قال لأهله وكان وجعا أرحلوا راحلتي فان الأخشبين قد غماني يعنى جبلي مكة
لعلى ان أخرج فيصيبني روح فقعد على راحلته ثم توجه نحو المدينة فمات في الطريق فأنزل الله ومن يخرج من
بيته مهاجر الآية وأما حين توجه إلى المدينة فإنه قال اللهم إني مهاجر إليك والى رسولك * وأخرج سنيد وابن
جرير عن عكرمة قال لما نزلت ان الذين توفاهم الملائكة الآية قال ضمرة بن جندب الجندعي اللهم أبلغت المعذرة
والحجة ولا معذرة لي ولا حجة ثم خرج وهو شيخ كبير فمات ببعض الطريق فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم مات قبل أن يهاجر فلا ندري أعلى ولاية أم لا فنزلت ومن يخرج من بيته الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن الضحاك قال لما أنزل الله في الذين قتلوا مع مشركي قريش ببدر إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي
أنفسهم الآية سمع بما أنزل الله فيهم رجل من بنى ليث كان على دين النبي صلى الله عليه وسلم مقيما بمكة وكان
ممن عذر الله كان شيخا كبيرا فقال لأهله ما أنا ببائت الليلة بمكة فخرجوا به حتى إذا بلغ التنعيم من طريق المدينة
أدركه الموت فنزل فيه ومن يخرج من بيته الآية * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال نزلت في رجل
من بنى ليث أحد بنى جندع * وأخرج ابن سعد وابن المنذر عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ان جندع بن ضمرة
الجندعي كان بمكة فمرض فقال لبنيه أخرجوني من مكة فقد قتلني غمها فقالوا إلى أين فأومأ بيده نحو المدينة يريد
الهجرة فخرجوا به فلما بلغوا إضاءة بنى غفار مات فأنزل الله فيه ومن يخرج من بيته الآية * وأخرج ابن جرير
عن ابن زيد قال هاجر رجل من بنى كنانة يريد النبي صلى الله عليه وسلم فمات في الطريق فسخر به قوم استهزؤا
به وقالوا لا هو بلغ الذي يريد ولا هو أقام في أهله يقومون عليه ويدفن فنزل القرآن ومن يخرج من بيته الآية
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال خرج رجل من مكة بعد ما أسلم وهو يريد النبي وأصحابه فأدركه الموت
في الطريق فمات فقالوا ما أدرك هذا من شئ فأنزل الله ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله الآية
* وأخرج ابن أبي حاتم من طريق هشام بن عروة عن أبيه ان الزبير بن العوام قال هاجر خالد بن حزام إلى أرض
الحبشة فنهشته حية في الطريق فمات فنزلت فيه ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت
فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما * قال الزبير وكنت أتوقعه وأنتظر قدومه وأنا بأرض الحبشة فما
208

أحزنني شئ حزني وفاته حين بلغني لأنه قل أحد ممن هاجر من قريش الا معه بعض أهله أوذي رحمه ولم يكن معي أحد
من بنى أسد بن عبد العزى ولا أرجو غيره * وأخرج ابن سعد عن المغيرة بن عبد الرحمن الخزاعي عن أبيه قال خرج
خالد بن حزام مهاجرا إلى أرض الحبشة في المرة الثانية فنهش في الطريق فمات قبل ان يدخل أرض الحبشة فنزلت
فيه ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله الآية * وأخرج ابن جرير من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي
حبيب ان أهل المدينة يقولون من خرج فاصلا وجب سهمة وتأولوا قوله تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله
ورسوله يعنى من مات ممن خرج إلى الغزو بعد انفصاله من منزلة قبل ان يشهد الوقعة فله سهمه من المغنم * وأخرج
ابن سعد وأحمد والحاكم وصححه عن عبد الله بن عتيك سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من خرج من بيته مجاهدا
في سبيل الله وأين المجاهدون في سبيل الله فخر عن دابته فمات فقد وقع أجره على الله أو لدغته دابة فمات فقد وقع
أجره على الله أو مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله يعنى بحتف أنفه على فراشه والله انها لكلمة ما سمعتها من
أحد من العرب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قتل قعصا فقد استوجب الجنة * وأخرج أبو يعلى والبيهقي
في الشعب عن أبي هريرة فال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج يوم القيامة
ومن خرج معتمرا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة ومن خرج غازيا في سبيل الله كتب له أجر الغازي إلى يوم
القيامة * قوله تعالى (وإذا ضربتم في الأرض) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأحمد ومسلم وأبو داود
والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن الجارود وابن خزيمة والطحاوي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والنحاس في ناسخه وابن حبان عن يعلى بن أمية قال سألت عمر بن الخطاب قلت ليس عليكم جناح ان تقصروا من
الصلاة ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا وقد أمن الناس فقال لي عمر عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن ذلك فقال صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صفقته * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن أبي
حنظلة قال سألت ابن عمر عن صلاة السفر فقال ركعتان فقلت فأين قوله تعالى ان خفتم ان يفتنكم الذين
كفروا ونحن آمنون فقال سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن ماجة وابن
حبان والبيهقي في سننه عن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسد انه سأل ابن عمر أرأيت قصر الصلاة في السفر انا
لا نجدها في كتاب الله انما نجد ذكر صلاة الخوف فقال ابن عمر يا ابن أخي ان الله أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم ولا
نعلم شيئا فإنما نفعل كما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل وقصر الصلاة في السفر سنة سنها رسول الله صلى الله
عليه وسلم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن حارثة بن وهب
الخزاعي قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر بمنى أكثر ما كان الناس وآمنه ركعتين * وأخرج
ابن أبي شيبة والترمذي وصححه والنسائي عن ابن عباس قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة
والمدينة ونحن آمنون لا نخاف شيئا ركعتين * وأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال سافرت إلى مكة فكنت أصلى
ركعتين فلقيني قراء من أهل هذه الناحية فقالوا كيف تصلى قلت ركعتين قالوا أسنة أو قرآن قلت كل سنة وقرآن
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قالوا انه كان في حرب قلت قال الله لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق
لندخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون وقال وإذا ضربتم في الأرض فليس
عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة فقرأ حتى بلغ فإذا اطمأننتم * وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وصححه
والنسائي عن ابن عباس قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة ونحن آمنون لا نخاف
شيئا ركعتين * وأخرج ابن جرير عن علي قال سال قوم من التجار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله
انا نضرب في الأرض فكيف نصلى فأنزل الله وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ثم
انقطع الوحي فلما كان بعد ذلك بحول غزا النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر فقال المشركون لقد أمكنكم
محمد وأصحابه من ظهورهم هلا شددتم عليهم فقال قائل منهم ان لهم مثلها أخرى في أثرها فأنزل الله بين الصلاتين
ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا انا الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا وإذا كنت فيهم فما قمت لهم الصلاة فلتقم
طائفة منهم معك إلى قوله ان الله أعد للكافرين عذابا مهينا فنزلت صلاة الخوف * وأخرج ابن أبي شيبة
209

عن إبراهيم قال قال رجل يا رسول الله انى رجل تاجرا اختلف إلى البحرين فأمره ان يصلى ركعتين * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر عن أبي بن كعب انه كان يقرأ فاقصروا من الصلاة ان يفتنكم الذين كفروا ولا يقرأ ان خفتم وهي
في مصحف عثمان ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا * وأخرج ابن جرير من طريق عمر بن عبد الله بن محمد بن عبد
الرحمن بن أبي بكر الصديق قال سمعت أبي يقول سمعت عائشة تقول في السفر أتموا صلاتكم فقالوا ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يصلى في السفر ركعتين فقالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حرب وكان يخاف
هل تخافون أنتم * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال قلت لعطاء أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يتم الصلاة في السفر قال عائشة وسعيد بن أبي وقاص * وأخرج ابن جرير عن أمية بن عبد الله انه قال لعبد
الله بن عمر انا نجد في كتاب الله قصر الصلاة في الخوف ولا نجد قصر صلاة المسافر فقال عبد الله انا وجدنا نبينا
صلى الله عليه وسلم يعمل عملا عملنا به * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في
قوله ليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة قال أنزلت يوم كان النبي صلى الله عليه وسلم بعسفات والمشركون
بضجنان فتوافقوا فصلى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الظهر أربعا ركوعهم وسجودهم وقيامهم معا جمعا
فهم به المشركون ان يغيروا على أمتعتهم وأثقالهم فأنزل الله فلتقم طائفة منهم معك فصلى العصر فصف أصحابه
صفين ثم كبر بهم جميعا ثم سجد الأولون لسجوده والآخرون قيام لم يسجدوا حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم ثم كبر
بهم وركعوا جميعا فتقدم الصف الآخر واستأخر الصف المقدم فتعاقبوا السجود كما فعلوا أول مرة وقصر العصر
إلى ركعتين * وأخرج عبد الرزاق عن طاوس في قوله ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا
قال قصرها في الخوف والقتال الصلاة في كل وجه راكبا وما شيئا قال فاما الصلاة النبي صلى الله عليه وسلم هذه
الركعتان وصلاة الناس في السفر ركعتين فليس بقصر هو وفاؤها * وأخرج عبد الرزاق عن عمر بن دينار في
قوله ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا قال انما ذلك إذا خافوا الذين كفروا أو سن النبي صلى الله عليه وسلم بعد
ركعتين وليس بقصر ولكنها وفاء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله وإذا ضربتم في الأرض
فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة إذا صليت ركعتين في السفر فهي تمام والتقصير لا يحل الا ان تخاف
من الذين كفروا ان يفتنوك عن الصلاة والتقصير ركعة يقوم الامام ويقوم حده أحدين طائفة خلفه وطائفة
يوازوا العدو فيصلى بمن معه ركعة ويمشون إليهم على أدبارهم حتى يقوموا في مقام أصحابهم وتلك المشية
القهقرى ثم تأتى الطائفة الأخرى فتصلى مع الامام ركعة ثم يجلس الامام فيسلم فيقومون فيصلون لأنفسهم ركعة
ثم يرجعون إلى صفهم ويقوم الآخرون فيضيفون إلى ركعتهم ركعة والناس يقولون لا بل هي ركعة واحدة
لا يصلى أحد منهم إلى ركعته شيئا تجزئه ركعة الامام فيكون للامام ركعتان ولهم ركعة فذلك قول الله وإذا كنت
فيهم فأقمت لهم الصلاة إلى قوله وخذوا حذركم * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق
سأله عن قوله ان يفتنكم الذين كفروا قال يضلكم بالعذاب والجهل بلغة هوازن قال وهل تعرف العرب ذلك
قال نعم أما سمعت قول الشاعر
كل امرئ من عباد الله مضطهد * ببطن مكة مقهور ومفتون
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سماك الحنفي قال سألت ابن عمر عن صلاة السفر فقال ركعتان تمام غير
قصر انما القصر صلاة المخافة قلت وما صلاة لمخافة قال يصلى الامام طائفة ركعة ثم يجئ هؤلاء إلى مكان هؤلاء
وهؤلاء إلى مكان هؤلاء فيصلى بهم ركعة فيكون للامام ركعتان ولكل طائفة ركعة ركعة * وأخرج مالك وعبد بن
حميد والبخاري ومسلم عن عائشة قالت فرضت الصلاة ركعتين ركعتين في السفر والحضر فأقرت صلاة السفر وزيد
في صلاة الحضر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عائشة قالت فرضت الصلاة على النبي بمكة ركعتين ركعتين
فلما خرج إلى المدينة فرضت أربعا وأقرت صلاة السفر ركعتين * وأخرج أحمد والبيهقي في سننه عن عائشة قالت
فرضت الصلاة ركعتين ركعتين الا المغرب فرضت ثلاثا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر صلى الصلاة
الأولى وإذا أقام زاد مع كل ركعتين ركعتين الا المغرب لأنها وتر والصبح لأنها تطول فيها القراءة * وأخرج البيهقي
210

عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أهل مكة لا تقصروا الصلاة في أدنى من أربعة برد من مكة
إلى عسفان * وأخرج الشافعي والبيهقي عن عطاء بن أبي رباح ان عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس كانا
يصليان ركعتين ويفطران في أربعة برد فما فوق ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن عباس انه سئل
أتقصر إلى عرفة فقال لا ولكن إلى عسفان والى حدة والى الطائف * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير والنحاس
عن ابن عباس قال فرض الله الصلاة على لسان نبيكم في الحضر أربعا وفى السفر ركعتين وفى الخوف ركعة
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وإذا ضربتم في الأرض الآية قال قصر الصلاة ان لقيت العدو وقد حانت
الصلاة ان تكبر الله وتخفض رأسك ايماء راكبا كنت أو ماشيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ليس
عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة قال ذاك عند القتال يصلى الرجل الراكب تكبيرة من حيث كان وجهه
* قوله تعالى (وإذا كنت فيهم) الآية * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن
حميد وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والدار قطني والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي
عياش الزرقي قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد
وهم بيننا وبين القبلة فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الظهر فقالوا قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم ثم قالوا يأتي
عليهم الآن صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم فنزل جبريل بهذه الآيات بين الظهر والعصر وإذا كنت
فيهم فأقمت لهم الصلاة فحضرت فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوا السلاح وصففنا خلفه صفين ثم ركع
فركعنا جميعا ثم سجد بالصف الذي يليه والآخرون قيام يحرسونهم فلما سجدوا وقاموا جلس الآخرون
فسجدوا في مكانهم ثم تقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء وهؤلاء إلى مصاف هؤلاء ثم ركع فركعوا جميعا ثم رفع فرفعوا
جميعا ثم سجد والصف الذي يليه والآخرون قيام يحرسونهم فلما جلسوا جلس الآخرون فسجدوا ثم سلم
عليهم ثم انصرف قال فصلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين مرة بعفان ومرة بأرض بنى سليم * وأخرج
الترمذي وصححه وابن جرير عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بين ضجنان وعسفان فقال
المشركون ان لهؤلاء صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم وهي العصر فاجمعوا أمركم فميلوا عليهم ميلة واحدة
وان جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره ان يقسم أصحابه شطرين فيصلى بهم وتقوم طائفة أخرى
وراءهم وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ثم يأتي الآخرون ويصلون معه ركعة واحدة ثم يأخذ هؤلاء حذرهم
وأسلحتهم فيكون لهم ركعة ركعة ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي
حاتم عن يزيد الفقير قال سألت جابر بن عبد الله عن الركعتين في السفر أقصرهما قال الركعتان في السفر
تمام انما القصر واحدة عند القتال بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال إذ أقيمت الصلاة فقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم فصفت طائفة وطائفة وجوهها قبل العدو فصلى بهم ركعة وسجد بهم سجدتين ثم
الذين خلفوا انطلقوا إلى أولئك فقاموا مقامهم وجاء أولئك فقاموا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم
ركعة وسجد بهم سجدتين ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس فسلم وسلم الذين خلفه وسلم أولئك فكانت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين وللقوم ركعة ركعة ثم قرأ وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن سليمان اليشكري انه سأل جابر بن عبد الله عن إقصار الصلاة أي يوم أنزل فقال جابر بن
عبد الله وعسير قريش آتية من الشام حتى إذا كبا بنخل جاء رجل من القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا محمد قال نعم قال هل تخافني قال لا قال من يمنعك منى قال الله يمنعني منك قال فسل السيف ثم تهدده وأوعده ثم
نادى بالرحيل وأخذ السلاح ثم نودي بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطائفة من القوم وطائفة أخرى
تحرسهم فصلى بالذين يلونه ركعتين تأخر الذين يلونه على أعقابهم فقاموا في مصاف أصحابهم ثم جاء الآخرون
فصلى بهم ركعتين والآخرون يحرسونهم ثم سلم فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم أربع ركعات وللقوم ركعتين
ركعتين يومئذ فأنزل الله في إقصار الصلاة وأمر المؤمنين بأخذ السلاح * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن أبي حاتم من طريق الزهري عن سالم عن أبيه في
211

قوله وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة قال هي صلاة الخوف صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإحدى الطائفتين
ركعة والطائفة الأخرى مقبلة على العدو ثم انصرفت الطائفة التي صلت مع النبي صلى الله عليه وسلم فقاموا مقام
أولئك مقبلين على العدو وأقبلت الطائفة الأخرى التي كانت مقبلة على العدو فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم ركعة أخرى ثم سلم بهم ثم قامت كل طائفة فصلوا ركعة ركعة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن
ابن عباس في قوله وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلنقم طائفة منهم معك فهذا في الصلاة عند الخوف يقوم
الامام ويقوم معه طائفة منهم وطائفة يأخذون أسلحتهم ويقفون بإزاء العدو فيصلى الامام بمن معه ركعة ثم
يجلس على هيئته فيقوم القوم فيصلون لأنفسهم الركعة الثانية والامام جالس ثم ينصرفون فيقفون موقفهم ثم
يقبل الآخرون فيصلى بهم الامام الركعة الثانية ثم يسلم فيقوم القوم فيصلون لأنفسهم الركعة الثانية فهكذا صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بطن نخلة * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير والحاكم
وصححه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الخوف بذي قرد فصف الناس صفين صفا خلفه
وصفا موازي العدو فصلى بالذين خلفه ركعة ثم انصرف هؤلاء إلى مكان هؤلاء وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ولم يقضوا
* وأخرج ابن أبي شيبة عن زيد بن ثابت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الخوف قال سفيان فذكر مثل
حديث ابن عباس * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن حبان والحاكم وصححه
والبيهقي عن ثعلبة بن زهدم قال كنا مع سعيد بن العاصي بطبرستان فقال أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم صلاة الخوف فقال حذيفة انا فقام حذيفة فصف الناس خلفه وصفا موازي العدو فصلى بالذين خلفه ركعة ثم
انصرف هؤلاء مكان هؤلاء وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ولم يقضوا * وأخرج أبو داود وابن حبان والحاكم وصححه
والبيهقي عن عائشة قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف بذات الرقاع فصدع الناس صدعتين
فصفت طائفة وراءه وقامت طائفة وجاه العدو فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرت الطائفة خلفه ثم ركع
وركعوا وسجد وسجدوا ثم رفع رأسه فرفعوا ثم مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا وسجدوا لأنفسهم سجدة
ثانية ثم قاموا ثم نكصوا على أعقابهم يمشون القهقرى حتى قاموا من ورائهم وأقبلت الطائفة الأخرى فصفوا
خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبروا ثم ركعوا لأنفسهم ثم سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سجدته الثانية
فسجدوا معه ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركعته وسجدوا لأنفسهم السجدة الثانية ثم قامت الطائفتان
جميعا فصفوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فركع بهم ركعة فركعوا جميعا ثم سجد فسجدوا جميعا ثم رفع رأسه
ورفعوا معه كل ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا جدا لا يألو أن يخفف ما استطاع ثم سلم فسلموا ثم قام
وقد شركه الناس في صلاته كلها * وأخرج الحاكم عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف انه
قال وطائفة من خلفه وطائفة من وراء الطائفة التي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قعود وجوههم كلهم إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبرت الطائفتان فركع فركعت الطائفة التي
خلفه والآخرون قعود ثم سجدوا أيضا والآخرون قعود ثم قام فقاموا ونكصوا خلفه حتى كانوا مكان
أصحابهم قعودا وأتت الطائفة الأخرى فصلى بهم ركعة وسجدتين ثم سلم والآخرون قعود ثم سلم فقامت الطائفتان
كلتاهما فصلوا لأنفسهم ركعة وسجدتين ركعة وسجدتين * وأخرج مالك والشافعي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد
والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والدار قطني والبيهقي من طريق صالح بن خوات عن
عمن صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم ذات الرقاع صلاة الخوف ان طائفة صفت معه وطائفة تجاه العدو فصلى
بالتي معه ركعة ثم ثبت قائما وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا وصلوا تجاه العدو وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم
الركعة التي بقيت من صلاته ثم ثبت جالسا وأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم * وأخرج عبد بن حميد والدار قطني عن أبي
بكرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه صلاة الخوف فصلى ببعض أصحابه ركعتين ثم سلم فتأخروا وجاء
الآخرون فصلى بهم ركعتين ثم سلم فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع وللمسلمين ركعتان
ركعتان * وأخرج الدارقطني والحاكم عن أبي بكرة ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالقوم في الخوف صلاة
212

المغرب ثلاث ركعات ثم انصرف وجاء الآخرون فصلى بهم ثلاث ركعات فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم ست
ركعات وللقوم ثلاث ثلث * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير والدار قطني عن ابن مسعود قال صلى
؟؟؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فقاموا صفين صف خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف مستقبل
العدو فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة وجاء الآخرون فقاموا مقامهم واستقبلوا هؤلاء العدو فصلى بهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة ثم سلم فقام هؤلاء إلى مقام هؤلاء فصلوا لأنفسهم ركعة ثم سلموا * وأخرج عبد بن
حميد والحاكم وصححه من طريق عروة عن مروان انه سال أبا هريرة هل صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلاة الخوف قال أبو هريرة نعم قال مروان متى قال عام غزوة نجد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة
صلاة العصر فقامت معه طائفة وطائفة أخرى مقابل العدو وظهورهم إلى القبلة فكبر رسول الله صلى الله عليه
وسلم فكبر الكل ثم ركع ركعة واحدة وركعت الطائفة التي خلفه ثم سجد فسجدت الطائفة التي تليه والآخرون
قيام مقابل العدو ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقامت الطائفة التي معه وذهبوا إلى العدو فقابلوهم
وأقبلت الطائفة الأخرى فركعوا وسجدوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم كما هو ثم قاموا فركع رسول الله صلى
الله عليه وسلم ركعة أخرى وركعوا معه وسجدوا معه ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابل العدو فركعوا وسجدوا
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد ومن معه ثم كان السلام فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا جميعا فكان
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان ولكل واحدة من الطائفتين ركعة ركعة * وأخرج الدارقطني عن ابن
عباس قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة الخوق فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمنا خلفه صفين
فكبر وركع وركعنا جميعا الصفان كلاهما ثم رفع رأسه ثم خر ساجدا وسجد الصف الذي يليه وثبت الآخرون
قياما يحرسون إخوانهم فلما فرغ من سجوده وقام خر الصف المؤخر سجودا فسجدوا سجدتين ثم قاموا فتأخر
الصف المقدم الذي يليه وتقدم الصف المؤخر فركع وركعوا جميعا وسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصف
الذي يليه وثبت الآخرون قياما يحرسون إخوانهم فلما قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم خر الصف المؤخر
سجودا ثم سلم النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج الدارقطني عن جابر ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان
محاصرا بنى محارب بنخل ثم نودي في الناس ان الصلاة جامعة فجعلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم طائفتين طائفة
مقبلة على العدو يتحدثون وصلى بطائفة ركعتين ثم سلم فانصرفوا فكانوا مكان إخوانهم وجاءت الطائفة الأخرى
فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين فكان للنبي صلى الله عليه وسلم أربع ركعات ولكل طائفة
ركعتان * وأخرج البزار وابن جرير والحاكم وصححه عن ابن عباس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في
غزاة له فلقى المشركين بعسفان فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فرأوه يركع ويسجد هو أو صحابة قال
بعضهم لبعض لو حملتم عليهم ما علموا بكم حتى تواقعوهم فقال قائل منهم ان لهم صلاة أخرى هي أحب إليهم من
أهليهم وأموالهم فاصبروا حتى تحضر فنحمل عليهم جملة فأنزل الله وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة إلى آخر
الآية وأعلمه بما ائتمر به المشركون فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر وكانوا قبالته في القبلة جعل
المسلمين خلفه صفين فكبر فكبروا معه جميعا ثم ركع وركعوا جميعا فلما سجد سجد معه الصف الذين يلونه ثم
قام الذين خلفهم مقبلون على العدو فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سجوده وقام سجد الصف الثاني ثم
قاموا وتأخر الصف الذين يلونه وتقدم الآخرون فكانوا يلون رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ركع ركعوا
معه جميعا ثم رفع فرفعوا معه ثم سجد فسجد معه الذين يلونه وقام الصف الثاني مقبلون على العدو فلما فرغ رسول
الله صلى الله عليه وسلم من سجوده وقعد قعد الذين يلونه وسجد الصف المؤخر ثم قعدوا فسجدوا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم عليهم جميعا فلما نظر إليهم المشركون يسجد بعضهم
ويقوم بعض قالوا لقد أخبروا بما أردنا * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العالية الرياحي ان أبا موسى الأشعري
كان بالدار من أصبهان وما بهم يومئذ كبير خوف ولكن أحب ان يعلمهم دينهم وسنة نبيهم صلى الله عليه
وسلم فجعلهم صفين طائفة معها السلاح مقبلة على عدوها وطائفة وراء ها فصلى بالذين يلونه ركعة ثم نكصوا
213

على أدبارهم حتى قاموا مقام الآخرين وجاء الآخرون يتخللونهم حتى قاموا وراءه فصلى بهم ركعة أخرى
ثم سلم فقام الذين يلونه والآخرون فصلوا ركعة ركعة فسلم بعضهم على بعض فتممت للامام ركعتان في جماعة
وللناس ركعة ركعة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن مجاهد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعسفان والمشركين بضجنان فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر ورآه المشركون يركع ويسجد
ائتمروا ان يغيروا عليه فلما حضرت العصر صف الناس خلفه صفين فكبر وكبروا جميعا وركع وركعوا جميعا
وسجد وسجد الصف الذين يلونه وقام الصف الثاني الذين بسلاحهم مقبلين على العدو بوجوههم فلما
رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه سجد الصف الثاني فلما رفعوا رؤسهم ركع وركعوا جميعا وسجد وسجد
الصف الذين يلونه وقام الصف الثاني بسلاحهم مقبلين على العدو بوجوههم فلما رفع النبي صلى الله عليه
وسلم رأسه سجد الصف الثاني قال مجاهد فكان تكبيرهم وركوعهم وتسليمه عليهم سواء وتصافوا في السجود
قال مجاهد فلم يصل رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف قبل يومه ولا بعده * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي
قال صليت صلاة الخوف مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين ركعتين الا المغرب فإنه صلاها ثلاثا * وأخرج عبد
الرزاق عن مجاهد قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الظهر قبل ان تنزل صلاة الخوف فتلهف
المشركون ان لا يكونوا حملوا عليه فقال لهم رجل فان لهم صلاة قبل مغير بان الشمس هي أحب إليهم من أنفسهم
فقالوا لو قد صلوا بعد لحملنا عليهم فأرصدوا ذلك فنزلت صلاة الخوف فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة
الخوف بصلاة العصر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير من طريق أبى الزبير عن جابر قال كنت مع النبي صلى الله
عليه وسلم فلقينا المشركين بنخل فكانوا بيننا وبين القلة فلما حضرت صلاة الظهر صلى بنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ونحن جميع فلما فرغنا تآمر المشركون فقالوا لو كنا حملنا عليهم وهم يصلون فقال بعضهم فان لهم صلاة
ينتظر وأنها تأتى الآن وهي أحب إليهم من أبنائهم فإذا صلوا تميلوا عليهم فجاء جبريل إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالخبر وعلمه كيف يصلى فلما حضرت العصر قام نبي الله صلى الله عليه وسلم مما يلي العدو وقمنا خلفه صفين
فكبر نبي الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا جميعا ثم ذكر نحوه * وأخرج البزار عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم في
صلاة الخوف أمر الناس فأخذوا السلاح عليهم فقامت طائفة من ورائهم مستقبلي العدو وجاءت طائفة فصلوا معه
فصلى بهم ركعة ثم قاموا إلى الطائفة التي لم تصل وأقبلت الطائفة التي لم تصل معه فقاموا خلفه فصلى بهم ركعة
وسجدتين ثم سلم عليهم فلما سلم قام الذين قبل العدو فكبروا جميعا وركعوا ركعة وسجدتين بعدما سلم * وأخرج
أحمد عن جابر قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ست غزوات قبل صلاة الخوف وكانت صلاة الخوف في السنة
السابعة * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة إلى قوله فليصلوا
معك فإنه كانت تأخذ طائفة منهم السلاح فيقبلون على العدو والطائفة الأخرى يصلون مع الامام ركعة ثم
يأخذون أسلحتهم فيستقبلون العدو ويرجع أصحابهم فيصلون مع الامام ركعة فيكون للامام ركعتان ولسائر
الناس ركعة واحدة ثم يقضون ركعة أخرى وهذا تمام من الصلاة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فإذا
سجدوا يقول فإذا سجدت الطائفة التي قامت معك في صلاتك تصلى بصلاتك ففرغت من سجودها فليكونوا من
ورائكم يقول فليصيروا بعد فراغهم من سجودهم خلفكم مصافي العدو في المكان الذي فيه سائر الطوائف التي لم
تصل معك ولم تدخل معك في صلاتك * قوله تعالى (ولا جناح عليكم) * أخرج البخاري والنسائي وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي عن ابن عباس في قوله ان كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى قال نزلت في
عبد الرحمن بن عوف كان جريحا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في الآية قال رخص في
وضع السلاح عند ذلك وأمرهم ان يأخذوا حذرهم وفى قوله عذابا مهينا قال يعنى بالمهين الهوان وفى قوله فإذا
قضيتم الصلاة قال صلاة الخوف فاذكروا الله قال باللسان فإذا اطمأننتم يقول إذا استقررتم وأمنتم * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم قال
بالليل والنهار في البر والبحر وفى السفر والحضر والغنى والفقر والسقم والصحة والسر والعلانية وعلى كل
214

حال * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود بلغه ان قوما يذكرون الله قياما فأتاهم فقال ما هذا قالوا سمعنا
الله يقول فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فقال انما هذه إذا لم يستطع الرجل ان يصلى قائما صلى
قاعدا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد فإذا اطمأننتم قال إذا خرجتم من دار السفر إلى دار الإقامة
فأقيموا الصلاة قال أتموها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة فإذا اطمأننتم
يقول إذا اطمأننتم في أمصاركم فأتموا الصلاة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد فإذا اطمأننتم يقول
فإذا أمنتم فأقيموا الصلاة يقول أتموها * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج فإذا اطمأننتم أقمتم في أمصاركم * وأخرج
ابن أبي حاتم عن أبي العالية فإذا اطمأننتم يعنى إذا نزل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى فإذا
اطمأننتم قال بعد الخوف * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة قال إذا اطمأننتم
فصلوا الصلاة لا تصلها راكبا ولا ماشيا ولا قاعدا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ان الصلاة كانت
على المؤمنين كتابا موقوتا يعنى مفروضا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال الموقوت الواجب
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد كتابا موقوتا قال مفروضا * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن مجاهد في قوله كتابا موقوتا قال فرضا واجبا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن كتابا
موقوتا قال كتابا واجبا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا قال قال ابن مسعود ان للصلاة وقتا كوقت الحج * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا قال منجما كلما مضى
نجم جاء نجم آخر يقول كلما مضى وقت جاء وقت آخر * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وابن أبي شيبة وأبو داود
والترمذي وحسنه وابن خزيمة والحاكم عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنى جبريل
عند البيت مرتين فصلى بي الظهر حين زالت الشمس وكانت قدر الشراك وصلى بي العصر حين كان ظل كل شئ
مثله وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم وصلى بي العشاء حين غاب الشفق وصلى بي الفجر حين حرم الطعام
والشراب على الصائم وصلى بي من الغد الظهر حين كان ظل كل شئ مثله وصلى بي العصر حين كان ظل كل شئ
مثليه وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم وصلى بي العشاء ثلث الليل وصلى بي الفجر فأسفر ثم التفت إلى فقال
يا محمد هذا الوقت وقت النبيين قبلك الوقت ما بين هذين الوقتين * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان للصلاة أولا وآخرا وان أول وقت الظهر حين تزول الشمس وان
آخر وقتها حين يدخل وقت العصر وان أول وقت العصر حين يدخل وقت العصر وان آخر وقتها حين تصفار
الشمس وان أول وقت المغرب حين تغرب الشمس وان آخر وقتها حين يغيب الشفق وان أول وقت العشاء
الآخرة حين يغيب الشفق وان آخر وقتها حين ينتصف الليل وان أول وقت لفجر حين يطلع الفجر وان آخر
وقتها حين تطلع الشمس * قوله تعالى (ولا تهنوا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ولا تهنوا قال ولا
تضعفوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك ولا تهنوا في ابتغاء القوم قال لا تضعفوا في طلب القوم * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس ان تكونوا تألمون قال توجعون وترجون من الله
مالا يرجون قال ترجون الخير * وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية يقول لا تضعفوا في طلب القوم فإنكم ان
تكونوا تتجعون فإنهم يتجعون كما تتجعون وترجون من الأجر والثواب مالا يرجون * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال لا تضعفوا في طلب القوم ان تكونوا تتجعون من الجراحات فإنهم
يتجعون كما تتجعون وترجون من الله يعنى الحياة والرزق والشهادة والظفر في الدنيا * قوله تعالى (انا أنزلنا إليك
الكتاب) الآيات * أخرج الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن قتادة
ابن النعمان قال كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق بشر وبشير ومبشر وكان بشير رجلا منافقا يقول الشعر
يهجو به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينحله بعض العرب ثم يقول قال فلان كذا وكذا قال فلان كذا
وكذا وإذا سمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الشعر قالوا والله ما يقول هذا الشعر الا هذا الخبيث
215

فقال أو كلما قال الرجال قصيدة أضموا فقالوا ابن الأبيرق قالها قال وكانوا أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية
والاسلام وكان الناس انما طعامهم بالمدينة التمر والشعير وكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة من الشام
من الرزمك ابتاع الرجل منها فخص بها نفسه واما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير فقدمت ضافطة من الشام
فابتاع عمى رفاعة بن زر جملا من الرزمك فجعله في مشربة له وفى المشربة سلاح له درعان وسيفاهما وما يصلحهما
فعدا عدى من تحت الليل فنقب المشربة وأخذ الطعام والسلاح فلما أصبح أتاني عمى رفاعة فقال يا ابن أخي تعلم أنه
قد عدى علينا في ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا فذهب بطعامنا وسلاحنا قال فتجسسنا في الدار وسألنا فقيل لنا
قد رأينا بنى أبيرق قد استوقدوا في هذه الليلة ولا نرى فيما نرى الا على بعض طعامكم قال وقد كان بنو أبيرق قالوا
ونحن نسأل في الدار والله ما نرى صاحبكم الا لبيد بن سهل رجلا مناله صلاح واسلام فلما سمع ذلك لبيد اخترط
سيفه ثم أتى بنى أبيرق وقال أنا أسرق فوالله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن هذه السرقة قالوا إليك عنا أيها الرجل
فوالله ما أنت بصاحبها فسألنا في الدار حتى لم نشك انهم أصحابها فقال لي عمى يا ابن أخي لو أتيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم فذكرت ذلك له قال قتادة فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ان أهل بيت منا
أهل جفاء عمدوا إلى عمى رفاعة بن زيد فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه فليردوا علينا سلاحنا فاما
الطعام فلا حاجة لنا فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سأنظر في ذلك فلما سمع ذلك بنو أبيرق أتوا رجلا
منهم يقال له أسير بن عروة فكلموه في ذلك واجتمع إليه ناس من أهل الدار فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا يا رسول الله ان قتادة بن النعمان وعمه عمدوا إلى أهل بيت من أهل اسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير
بينة ولا ثبت قال قتادة فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته فقال عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم اسلام
وصلاح ترميهم بالسرقة من غير بينه ولا ثبت قال قتادة فرجعت ولوددت انى خرجت من بعض مالي ولم أكلم
رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فأتاني عمى رفاعة فقال يا ابن أخي ما صنعت فأخبرته بما قال لي رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال الله المستعان فلم نلبث ان نزل القرآن انا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما
أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما بنى أبيرق واستغفر الله أي مما قلت لقتادة ان الله كان غفورا رحيما ولا
تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إلى قوله ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما أي انهم لو استغفروا الله لغفر
لهم ومن يكسب اثما إلى قوله فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا قولهم للبيد ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة
منهم ان يضلوك يعنى أسير بن عروة وأصحابه إلى قوله فسيؤتيه أجرا عظيما فلما نزل القرآن أتى رسول الله صلى
الله عليه وسلم بالسلاح فرده إلى رفاعة قال قتادة فلما أتيت عمى بالسلاح وكان شيخا قد عسا في الجاهلية وكنت
أرى اسلامه مدخولا فلما أتيته بالسلاح قال يا ابن أخي هو في سبيل الله فعرفت أن اسلامه كان صحيحا فلما نزل
القرآن لحق بشير بالمشركين فنزل على سلافة بنت سعد فأنزل الله ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى
ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى إلى قوله ضلالا بعيدا فلما نزل على سلافة رماها حسان بن ثابت بأبيات
من شعر فأخذت رحله فوضعته على رأسها ثم خرجت فرمت به في الأبطح ثم قالت أهديت لي شعر حسان ما كنت
تأتيني بخير * وأخرج ابن سعد عن محمود بن لبيد قال عدا بشير بن الحارث على علية رفاعة بن زيد عم قتادة بن
النعمان الظفري فنقبها من ظهرها وأخذ طعاما له ودرعين بأداتهما فأتى قتادة بن النعمان النبي صلى الله عليه
وسلم فأخبره بذلك فدعا بشيرا فسأله فأنكر ورمى بذلك لبيد بن سهل رجلا من أهل الدار ذا حسب ونسب فنزل
القرآن بتكذيب بشير وبراءة لبيد بن سهل قوله انا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله
إلى قوله ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما يعنى بشير بن أبيرق ومن يكسب خطيئة أو اثما ثم يرم به بريئا يعنى
لبيد بن جهل حين رماه بنو أبيرق بالسرقة فلما نزل القرآن في بشير وعثر عليه هرب إلى مكة مرتدا كافرا فأنزل على
سلافة بنت سعد بن الشهيد فجعل يقع في النبي صلى الله عليه وسلم وفى المسلمين فنزل القرآن فيه وهجاه حسان
ابن ثابت حتى رجع وكان ذلك في شهر ربيع سنة أربع من الهجرة * وأخرج ابن سعد من وجه آخر عن
محمود بن لبيد قال كان أسير بن عروة رجلا منطيقا ظريفا بليغا حلوا فسمع بما قال قتادة بن النعمان في بنى أبيرق
216

للنبي صلى الله عليه وسلم حين اتهمهم بنقب عليه عمه وأخذ طعامه والدرعين فأتى أسير رسول الله صلى الله عليه وسلم
في جماعة جمعهم من قومه فقال إن قتادة وعمه عمدوا إلى أهل بيت منا أهل حسب ونسب وصلاح يؤنبونهم بالقبيح
ويقولون لهم مالا ينبغي بغير ثبت ولا بينة فوضع لهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء ثم انصرف فاقبل بعد
ذلك قتادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكلمه فجبهه رسول الله صلى الله عليه وسلم جبها شديدا منكرا وقال
بئسما صنعت وبئسما مشيت فيه فقام قتادة وهو يقول لوددت انى خرجت من أهلي ومالي وإني لم أكلم رسول الله
صلى الله عليه وسلم في شئ من أمرهم وما أنا بعائد في شئ من ذلك فأنزل الله على نبيه في شأنهم انا أنزلنا إليك الكتاب
إلى قوله ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم يعنى أسير بن عروة وأصحابه ان الله لا يحب من كان خوانا أثيما
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله انا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس
بما أراك الله إلى قوله ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فيما بين ذلك في طعمة بن أبيرق درعه من حديد التي
سرق وقال أصحابه من المؤمنين للنبي صلى الله عليه وسلم أعذره في الناس بلسانك ورموا بالدرع رجلا من يهود
بريئا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال ذكر لنا ان هذه الآيات أنزلت في شأن طعمة
ابن أبيرق وفيما هم به نبي الله صلى الله عليه وسلم من عذره فبين الله شأن طعمة بن أبيرق ووعظ نبيه صلى الله
عليه وسلم وحذره أن يكون للخائنين خصيما وكان طعمة بن أبيرق رجلا من الأنصار ثم أحد بنى ظفر سرق درعا
لعمه كانت وديعة عندهم ثم قدمها على يهودي كان يغشاهم يقال له زيد بن السمين فجاء اليهودي إلى النبي صلى
الله عليه وسلم يهتف فلما رأى ذلك قومه بنو ظفر جاؤوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ليعذروا صاحبهم وكان نبي
الله صلى الله عليه وسلم قد هم بعذره حتى أنزل الله في شأنه ما انزل فقال ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إلى قوله
يرم به بريئا وكان طعمة قذف بها بريئا فلما بين الله شأن طعمة نافق ولحق بالمشركين فأنزل الله في شانه ومن
يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
من طريق العوفي عن ابن عباس قال إن نفرا من الأنصار غزوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته
فسرقت درع لأحدهم فأظن بها رجلا من الأنصار فأتى صاحب الدرع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال إن طعمة بن أبيرق سرق درعي فلما رأى السراق ذلك عمدا إليها فألقاها في بيت رجل برئ وقال لنفر من
عشيرته انى غيبت الدرع وألقيتها في بيت فلان وستوجد عنده فانطلقوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا نبي
الله ان صاحبنا برئ وان سارق الدرع فلان وقد أحطنا بذلك علما فاعذر صاحبنا على رؤس الناس وجادل عنه
فإنه ان لا يعصمه الله بك يهلك فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرأه وعذره على رؤس الناس فأنزل الله انا أنزلنا
إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله يقول بما أنزل الله إليك إلى قوله خوانا أثيما ثم قال للذين
أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا يستخفون من الناس إلى قوله وكيلا يعنى الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه
وسلم مستخفين يجادلون عن الخائنين ثم قال ومن يكسب خطيئة الآية يعنى السارق والذين جادلوا عن السارق
* وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال كان رجل سرق درعا من حديد في زمان النبي صلى الله عليه وسلم
طرحه على يهودي فقال اليهودي والله ما سرقتها يا أبا القاسم ولكن طرحت على وكان الرجل الذي سرق له
جيران يبرؤنه ويطرحونه على اليهودي ويقولون يا رسول الله ان هذا اليهودي خبيث يكفر بالله وبما جئت
به حتى مال عليه النبي صلى الله عليه وسلم ببعض القول فعاتبه الله في ذلك فقال انا أنزلنا إليك الكتاب بالحق
لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله بما قلت لهذا اليهودي ان الله كان غفورا
رحيما ثم أقبل على جيرانه فقال ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم إلى قوله وكيلا ثم عرض التوبة فقال ومن يعمل سوأ
أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ومن يكسب اثما فإنما يكسبه على نفسه فما أدخلكم أنتم أيها
الناس على خطيئة هذا تكلمون دونه ومن يكسب خطيئة أو اثما ثم يرم به بريئا وان كان مشركا فقد احتمل بهتانا
إلى قوله ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى قال أبى ان يقبل التوبة التي عرض الله له وخرج إلى
المشركين بمكة فنقب بيتا يسرقه فهدمه الله عليه فقتله * وأخرج ابن المنذر عن الحسن ان رجلا على عهد
217

رسول الله صلى الله عليه وسلم اختان درعا من حديد فلما خشى ان توجد عنده ألقاها في بيت جار له من اليهود وقال
تزعمون انى اختنت الدرع فوالله لقد أنبئت انها عند اليهودي فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجاء أصحابه
يعذرونه فكأن النبي صلى الله عليه وسلم عذره حين لم يجد عليه بينه ووجدوا الدرع في بيت اليهودي وأبى الله الا
العدل فأنزل الله على نبيه انا أنزلنا إليك الكتاب بالحق إلى قوله أمن يكون عليهم وكيلا فعرض الله بالتوبة لو قبلها
إلى قوله ثم يرم به بريئا اليهودي ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم ولولا فضل الله عليك ورحمته إلى قوله وكان فضل الله
عليك عظيما فأبرئ اليهودي وأخبر بصاحب الدرع قال قد افتضحت الآن في المسلمين وعلموا انى صاحب الدرع
مالي إقامة ببلد فتراغم فلحق بالمشركين فأنزل الله ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى إلى قوله ضلالا بعيدا
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله انا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك
الله قال بما أوحى الله إليك نزلت في طعمة بن أبيرق استودعه رجل من اليهود درعا فانطلق بها إلى داره فحفر لها
اليهودي ثم دفنها فخالف إليها طعمة فاحتفر عنها فاخذها فلما جاء اليهودي يطلب درعه كافره عنها فانطلق إلى
أناس من اليهود من عشيرته فقال انطلقوا معي فإني أعرف موضع الدرع فلما علم به طعمة أخذ الدرع فألقاها في
بيت أبى مليك الأنصاري فلما جاءت اليهود تطلب الدرع فلم تقدر عليها وقع به طعمة وأناس من قومه فسبوه قال
أتخونوني فانطلقوا يطلبونها في داره فأشرفوا على دار أبى مليك فإذا هم بالدرع وقال طعمة اخذها أبو مليك وجادلت
الأنصار دون طعمة وقال لهم انطلقوا معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا له ينضح عنى ويكذب حجة
اليهودي فإني ان أكذب كذب على أهل المدينة اليهودي فاتاه ناس من الأنصار فقالوا يا رسول الله جادل على طعمة
وأكذب اليهودي فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يفعل فأنزل الله عليه ولا تكن للخائنين خصيما إلى قوله
أثيما ثم ذكر الأنصار ومجادلتهم عنه فقال يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله إلى قوله وكيلا ثم دعا إلى
التوبة فقال ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه إلى قوله رحيما ثم ذكر قوله حين قال أخذها أبو مليك فقال ومن
يكسب اثما إلى قوله مبينا ثم ذكر الأنصار وإتيانها إياه ان ينضح عن صاحبهم ويجادل عنه فقال لهمت طائفة
منهم ان يضلوك ثم ذكر مناجاتهم فيما يريدون ان يكذبوا عن طعمة فقال لا خير في كثير من نجواهم فلما فضح الله
طعمة بالقرآن بالمدينة هرب حتى أتى مكة فكفر بعد اسلامه ونزل على الحجاج بن علاط السلمي فنقب بيت الحجاج
فأراد ان يسرقه فسمع الحجاج خشخشته في بيته وقعقعة جلود كانت عنده فنظر فإذا هو بطعمة فقال ضيفي وابن عمى
فأردت ان تسرقني فأخرجه فمات بحرة بنى سليم كافرا وأنزل الله فيه ومن يشاقق الرسول إلى وساءت مصيرا
* وأخرج سنيد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال استودع رجل من الأنصار طعمة بن أبيرق مشربة له فيها
درع فغاب فلما قدم الأنصاري فتح مشربته فلم يجد الدرع فسأل عنها طعمة بن أبيرق فرمى بها رجلا من اليهود
يقال له زيد بن السمين فتعلق صاحب الدرع بطعمة في درعه فلما رأى ذلك قومه أتوا النبي صلى الله عليه وسلم
فكلموه ليدرأ عنه فهم بذلك فأنزل الله انا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس إلى قوله ولا تجادل عن الذين
يختانون أنفسهم يعنى طعمة بن أبيرق وقومه ها أنتم هؤلاء جادلتم إلى قوله يكون عليهم وكيلا محمد صلى الله عليه
وسلم وقوم طعمة ثم يرم به بريئا يعنى زيد بن السمين فقد احتمل بهتانا طعمة بن أبيرق ولولا فضل الله عليك ورحمته
لمحمد صلى الله عليه وسلم لهمت طائفة قوم طعمة لا خير في كثير الآية للناس عامة ومن يشاقق الرسول قال لما
أنزل القرآن في طعمة بن أبيرق لحق بقريش ورجع في دينه ثم عدا على مشربة للحجاج بن علاط البهري
فنقبها فسقط عليها حجر فلحج فلما أصبح أخرجوه من مكة فخرج فلقى ركبا من قضاعة فعرض لهم فقال ابن سبيل
منقطع به فحملوه حتى إذا جن عليه الليل عدا عليهم فسرقهم ثم انطلق فرجعوا في طلبه فأدركوه فقذفوه بالحجارة
حتى مات فهذه الآيات كلها فيه نزلت إلى قوله ان الله لا يغفر ان يشرك به * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال
نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار استودع درعا فجحدها صاحبها فلق به رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم فغضب له قومه وأتوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا خونوا صاحبنا وهو أمين مسلم فاعذره يا نبي الله وازجر
عنه فقام النبي صلى الله عليه وسلم فعذره وكذب عنه وهو يرى أنه برئ وانه مكذوب عليه فأنزل الله بيان ذلك فقال
218

انا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله إلى قوله أمن يكون عليهم وكيلا فبين خيانته فلحق
بالمشركين من أهل مكة وارتد عن الاسلام فنزل فيه ومن يشاقق الرسول إلى قوله وساءت مصيرا * وأخرج ابن أبي
حاتم عن عطية العوفي ان رجلا يقال له طعمة بن أبيرق سرق درعا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرفع ذلك إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فألقاها في بيت رجل ثم قال لأصحاب له انطلقوا فاعذروني عند النبي صلى الله عليه وسلم
فان الدرع قد وجدت في بيت فلان فانطلقوا يعذرونه عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ومن يكسب خطيئة أو
اثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا قال بهتانه قذفه الرجل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم قال اختان رجل من الأنصار عماله
درعا فقذف بها يهوديا كان يغشاهم فجادل عم الرجل قومه فكأن النبي صلى الله عليه وسلم عذره ثم لحق بدار الشرك
فنزلت فيه ومن يشاقق الرسول الآية * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال إياكم والرأي فان الله
قال لنبيه صلى الله عليه وسلم لتحكم بين الناس بما أراك الله ولم يقل بما رأيت * وأخرج ابن المنذر عن عمرو بن
ديناران رجلا قال لعمر بما أراك الله قال مه انما هذه للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن عطية العوفي لتحكم بين الناس بما أراك الله قال الذي آراه في كتابه * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق
مالك بن أنس عن ربيعة قال إن الله أنزل القرآن وترك فيه موضعا للسنة وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم السنة
وترك فيها موضعا للرأي * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن وهب قال قال لي مالك الحكم الذي يحكم به بين الناس على
وجهين فالذي يحكم بالقرآن والسنة الماضية فذلك الحكم الواجب والصواب والحكم الذي يجتهد فيه العالم نفسه
فيما لم يأت فيه شئ فلعله ان يوفق قال وثالث التكلف لما لا يعلم فما أشبه ذلك أن لا يوفق * وأخرج عبد بن حميد
عن قتادة لتحكم بين الناس بما أراك الله قال بما بين الله لك * وأخرج ابن أبي حاتم عن مطر لتحكم بين الناس
بما أراك الله قال بالبينات والشهود * وأخرج عبد وابن أبي حاتم عن ابن مسعود موقوفا ومرفوعا قال من صلى
صلاة عند الناس لا يصلى مثلها إذا خلا فهي استهانة استهان بها ربه ثم تلا هذه الآية يستخفون من الناس ولا
يستخفون من الله وهو معهم * وأخرج عبد بن حميد عن حذيفة مثله وزاد لا يستحي ان يكون الناس أعظم
عنده من الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي رزين إذ يبيتون قال إذ يؤلفون
مالا يرضى من القول * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق على عن ابن عباس في قوله ومن يعمل سوأ أو
يظلم نفسه ثم يستغفر الله قال أخبر الله عباده بحمله وعفوه وكرمه وسعة رحمته ومغفرته فمن أذنب ذنبا صغيرا كان
أو كبيرا ثم استغفر الله يجد الله غفورا رحيما ولو كانت ذنوبه أعظم من السماوات والأرض والجبال * وأخرج
ابن جرير وعبد بن حميد والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال كان بنو إسرائيل إذا أصاب
أحدهم ذنبا أصبح قد كتب كفارة ذلك الذنب على بابه وإذا أصاب البول شيئا منه قرضه بالمقراض فقال رجل لقد
آتي الله بني إسرائيل خيرا فقال ابن مسعود ما آتاكم الله خير مما آتاهم جعل لكم الماء طهورا وقال ومن يعمل
سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود قال من قرأ
هاتين الآيتين من سورة النساء ثم استغفر غفر له ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما
ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول الآية * وأخرج ابن جرير عن حبيب بن أبي
ثابت قال جاءت امرأة إلى عبد الله بن مغفل فسألته عن امرأة فجرت فحبلت ولما ولدت قتلت ولدها فقال ما لها
لها النار فانصرفت وهي تبكي فدعا ها ثم قال ما أرى أمرك الا أحد أمرين من يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله
يجد الله غفورا رحيما فمسحت عينها ثم مضت * وأخرج ابن أبي حاتم وابن السني في عمل اليوم والليلة وابن مردويه
عن علي قال سمعت أبا بكر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد أذنب فقام فتوضأ فأحسن
وضوءه ثم قام فصلى واستغفر من ذنبه الا كان حقا على الله ان يغفر له لان الله يقول ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه
ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما * وأخرج أبو يعلى والطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس وجلسنا حوله وكانت له حاجة فقام إليها وأراد الرجوع ترك نعليه في مجلسه
219

أو بعض ما يكون عليه وانه قام فترك نعليه فأخذت ركوة من ماء فاتبعته فمضى ساعة ثم رجع ولم يقض حاجته فقال إنه
أتاني آت من ربى فقال إنه من يعمل سوأ أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما فأردت ان أبشر
أصحابي قال أبو الدرداء وكانت قد شقت على الناس التي قبلها من يعمل سوأ يجزيه فقلت يا رسول الله وان زنى
وان سرق ثم استغفر ربه غفر الله له قال نعم قلت الثانية قال نعم قلت الثالثة قال نعم على رغم أنف عويمر * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن سيرين ثم يرم به بريئا قال يهوديا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في
قوله وعلمك ما لم تكن تعلم قال علمه الله بيان الدنيا والآخرة بين حلاله وحرامه ليحتج بذلك على خلقه * وأخرج عن
الضحاك قال علمه الخير والشر والله أعلم * قوله تعالى (لا خير في كثير من نجواهم) الآية * اخرج ابن أبي
حاتم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله لا خير في كثير من نجواهم الامن أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين
الناس من جاءك يناجيك في هذا فاقبل مناجاته ومن جاءك يناجيك في غير هذا فاقطع أنت عنه ذاك لا تناجيه
* واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان الامن أمر بصدقة أو معروف قال المعروف القرض
* واخرج الترمذي وابن ماجة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي الدنيا في الصمت وابن المنذر وابن
مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق محمد بن عبد الله بن يزيد بن حنيش قال دخلنا على سفيان الثوري
نعوده ومعنا سعيد بن حسان المخزومي فقال له سفيان أعد على الحديث الذي كنت حدثتنيه عن أم صالح قال
حدثتني أم صالح بنت صالح عن صفية بنت شيبة عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كلام ابن آدم كله عليه لا له الا أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو ذكر الله عز وجل فقال محمد
ابن يزيد ما أشد هذا الحديث فقال سفيان وما شدة هذا الحديث انما جاءت به امرأة عن امرأة هذا في كتاب الله
الذي أرسل به نبيكم صلى الله عليه وسلم أما سمعت الله يقول لا خير في كثير من نجواهم الامن أمر بصدقة أو
معروف أو اصلاح بين الناس فهو هذا بعينه أوما سمعت الله يقول يوم يقوم الروح والملائكة صفا
لا يتكلمون الامن أذن له الرحمن وقال صوابا فهو هذا بعينه أو ما سمعت الله يقول والعصر ان الانسان لفي
خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فهو هذا بعينه * واخرج مسلم والبيهقي
عن ابن شريح الخزاعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو
ليصمت * وأخرج البخاري والبيهقي عن سهل بن سعدان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يضمن لي ما بين
لحييه وما بن رجليه أضمن له الجنة * وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي عن سهل بن سعد عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أكثر ما يدخل الناس النار الا جوفان الفم والفرج * وأخرج مسلم
والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله مرني بأمر أعتصم به
في الاسلام قال قل آمنت بالله ثم استقم قلت يا رسول الله ما أخوف ما تخاف على قال هذا وأخذ رسول الله صلى الله
عليه وسلم بطرف لسان نفسه * وأخرج البيهقي عن أبي عمرو الشيباني قال حدثني صاحب هذه الدار يعنى عبد
الله بن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال الصلاة على ميقاتها قلت ثم ماذا
يا رسول الله قال ثم بر الوالدين قلت ثم ماذا يا رسول الله قال إن يسلم الناس من لسانك قال ثم سكت ولو استزدته لزادني
* وأخرج الترمذي والبيهقي عن عقبة بن عامر قال قلت يا نبي الله ما النحاة قال أملك عليك لسانك وليسعك بيتك
وابك على خطيئتك * وأخرج البخاري في تاريخه وابن أبي الدنيا في الصمت والبيهقي عن أسود بن أبي أصرم
المحاربي قال قلت يا رسول الله أوصني قال هل تملك لسانك قلت فما أملك إذا لم أملك لساني قال فهل تملك يدك قلت
فما أملك إذا لم أملك يدي قال فلا تقل بلسانك الا معروفا ولا تبسط يدك الا إلى خير * وأخرج البيهقي عن أنس بن
مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار رحم الله أمر أتكلم فغنم أو سكن فسلم * وأخرج البيهقي
عن الحسن قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحم الله عبدا تكلم فغنم أو سكت فسلم * وأخرج
البيهقي عن ابن مسعود انه أتى على الصفا فقال يا لسان قل خيرا تغنم أو اصمت تسلم من قبل ان تندم قالوا يا أبا عبد
الرحمن هذا شئ تقوله أو سمعته قال لا بل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أكثر خطايا ابن آدم في
220

لسانه * وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن سعيد بن جبير قال رأيت ابن عباس آخذا بثمرة لسانه وهو يقول
يا لساناه قل خيرا تغنم أو اسكت عن شر تسلم قبل ان تندم فقال له رجل مالي أراك آخذا بثمرة لسانك تقول كذا
وكذا قال إنه بلغني ان العبد يوم القيامة ليس هو عن شئ أحنق منه على لسانه * وأخرج أبو يعلى والبيهقي عن
أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره ان يسلم فليلزم الصمت * وأخرج البيهقي عن أنس ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم لقى أبا ذر فقال يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان
من غيرهما قال بلى يا رسول الله قال عليك بحسن الخلق وطول الصمت والذي نفس محمد بيده ما عمل الخلائق
بمثلهما * وأخرج البيهقي عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أوصني قال أوصيك بتقوى الله فإنه أزين لأمرك كله
قلت زدني قال عليك بتلاوة القرآن وذكر الله فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض قلت زدني قال عليك
بطول الصمت فإنه مطردة للشيطان وعون لك على أمر دينك قلت زدني قال وإياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب
ويذهب بنور الوجه قلت زدني قال قل الحق ولو كان مرا قلت زدني قال لا تخف في الله لومة لائم قلت زدني قال
ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك * وأخرج البيهقي عن ركب المصري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله * وأخرج الترمذي والبيهقي عن أبي سعيد
الخدري رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أصبح ابن ادم فان كل شئ من الجسد يكفر اللسان يقول ننشدك
الله فينا فإنك ان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا وأخرج أحمد في الزهد والنسائي والبيهقي عن
زيد بن أسلم عن أبيه ان عمر بن الخطاب اطلع على أبى بكر وهو يمد لسانه قال ما تصنع يا خليفة رسول الله قال إن
هذا الذي أوردني الموارد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس شئ من الجسد الا يشكو ذرب اللسان على
حدته * وأخرج البيهقي عن أبي جحيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال فسكتوا
فلم يجبه أحد قال هو حفظ اللسان * وأخرج البيهقي عن عمران بن الحصين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
مقام الرجل بالصمت أفضل من عبادة ستين سنة * وأخرج البيهقي عن معاذ بن جبل قال كنا مع النبي صلى الله عليه
وسلم في غزوة تبوك فأصاب الناس ريح فتقطعوا فضربت ببصري فإذا أنا قريب الناس من رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقلت لأغتنمن خلوته اليوم فدنوت منه فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يقربني أو قال يدخلني الجنة
ويباعدني من النار قال لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم
الصلاة المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضة وتحج البيت وتصوم رمضان وان شئت أنبأتك بأبواب الخير قلت أجل
يا رسول الله قال الصوم جنة والصدقة تكفر الخطيئة وقيام العبد في جوف الليل يبتغى به وجه الله ثم قرأ الآية
تتجافى جنوبهم عن المضاجع ثم قال إن شئت أنبأتك برأس الامر وعموده وذروة سنامه قلت أجل يا رسول الله قال
أما رأس الامر فالاسلام وأما عموده فالصلاة وأما ذروة سنامه فالجهاد وان شئت أنبأتك بالملك الناس من ذلك كله
قلت ما هو يا رسول الله فأشار بإصبعه إلى فيه فقلت وانا لنؤاخذ بكل ما نتكلم به فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب
الناس على مناخرهم في جهنم الا حصائد ألسنتهم وهل تتكلم الا ما عليك أو لك * وأخرج البيهقي عن عطاء بن أبي
رباح قال إن من قبلكم كانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر منكرا وان
تنطق في معيشتك التي لا بدلك منها أتذكرون ان عليكم حافظين كراما كاتبين عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ
من قول الا لديه رقيب عتيد أما يستحى أحدكم لو نشرت صحيفته التي أملى صدر نهاره وليس فيها شئ من أمر آخرته
* وأخرج ابن سعد عن أنس ابن مالك قال لا يتقى الله عبد حتى يخزن من لسانه * وأخرج أحمد عن أنس ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة
حتى يا من جاره بوائقه * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي
الدرداء قال ما في المؤمن بضعة أحب إلى الله من لسانه به يدخله الجنة وما في الكافر بضعة أبغض إلى الله من لسانه
به يدخل النار * وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال لا تنطق فيما لا يعنيك واخزن لسانك كما
تخزن درهمك * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن سلمان الفارسي قال أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلاما
221

في معصية الله * وأخرج أحمد عن ابن مسعود قال أكثر الناس خطايا أكثرهم خوضا في الباطل * وأخرج
أحمد عن ابن مسعود قال والذي لا إله غيره ما على الأرض شئ أحوج إلى طول سجن من لسان * قوله تعالى
(أو اصلاح بين الناس) * أخرج ابن عدي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يصلح الكذب الا في ثلاث الرجل يرضى امرأته وفى الحرب وفى صلح بين الناس * وأخرج البيهقي عن
النواس بن سمعان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الكذب لا يصلح الا في ثلاث الحرب فإنها خدعة
والرجل يرضى امرأته والرجل يصلح بين اثنين * وأخرج البيهقي عن أسماء بنت يزيد قالت قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا يصلح الكذب الا في ثلاث الرجل يكذب لامرأته لترضى عنه أو اصلاح بين الناس أو يكذب في
الحرب * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من عمل ابن آدم شئ أفضل من
الصدقة وصلاح ذات البين وخلق حسن * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أفضل الصدقة صلاح ذات البين * وأخرج البيهقي عن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يا أبا أيوب ألا أخبرك بما يعظم الله به الاجر ويمحو به الذنوب تمشى في اصلاح الناس إذا تباغضوا وتفاسدوا
فإنها صدقة يحب الله موضعها * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والبيهقي عن أم
كلثوم بنت عقبة انها سمعت رسول الله صلى الله عليه سلم يقول ليس الكذاب بالذي يصلح بين الناس فينمي
خيرا أو يقول خيرا وقالت لم أسمعه يرخص في شئ مما يقوله الناس الا في ثلاث في الحرب والاصلاح بين الناس
وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والبيهقي عن أبي
الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أخبركم بأفضل من درجات الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى قال
اصلاح ذات البين قال وفساد ذات البين هي الحالقة * وأخرج البيهقي عن أبي أيوب ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال له يا أبا أيوب الا أدلك على صدقة يرضى الله ورسوله موضعها قال بلى قال تصلح بين الناس إذا تفاسدوا وتقرب
بينهم إذا تباعدوا * وأخرج البزار عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي أيوب الا أدلك على تجارة قال
بلى قال تسعى في صلح بين الناس إذا تفاسدوا وتقرب بينهم إذا تباعدوا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن
عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت قال كنت جالسا مع محمد بن كعب القرظي فاتاه رجل فقال له القوم أين كنت فقال
أصلحت بين قوم فقال محمد بن كعب أصبت لك مثل أجر المجاهدين ثم قرأ لا خير في كثير من نجواهم الامن أمر
بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله ومن يفعل ذلك
تصدق أو اقرض أو أصلح بين الناس * وأخرج أبو نصر السجزي في الإبانة عن أنس قال جاء اعرابي إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان الله أنزل على في القرآن يا اعرابي لا خير في كثير من نجواهم
إلى قوله فسوف نؤتيه أجرا عظيما يا اعرابي الا جر العظيم الجنة قال الاعرابي الحمد لله الذي هدانا للاسلام * قوله
تعالى (ومن يشاقق الرسول) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر قال دعاني معاوية فقال بايع لابن أخيك
فقلت يا معاوية من يشاقق الرسول بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم
وساءت مصيرا فأسكته عنى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله توله ما تولى
من آلهة الباطل * وأخرج ابن أبي حاتم عن مالك قال كان عمر بن عبد العزيز يقول من رسول الله صلى الله عليه
وسلم وولاة الامر من بعده سننا الاخذ بها تصديق الكتاب الله واستكمال لطاعة الله وقوة على دين الله ليس لأحد
تغييرها ولا تبديلها ولا النظر فيما خالفها من اقتدى بها مهتد ومن استنصر بها منصور ومن خالفها اتبع غير
سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى وصلاه جهنم وساءت مصيرا * وأخرج الترمذي والبيهقي في الأسماء والصفات
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجمع الله هذه الأمة على الضلالة أبدا ويد الله على الجماعة فمن شذ
شذ في النار * وأخرج الترمذي والبيهقي عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجمع الله أمتي أو قال هذه
الأمة على الضلالة أبدا ويد الله على الجماعة * قوله تعالى (ان يدعون من دونه الا إناثا) الآية * وأخرج عبد الله بن
أحمد في زوائد المسند وابن المنذر وابن أبي حاتم والضياء في المختارة عن أبي بن كعب ان يدعون من دونه الا إناثا قال
مع كل صنم جنية * وأخرج عبد وابن جرير وابن المنذر عن أبي مالك في قوله ان يدعون من دونه الا أناثا قال
222

اللات والعزى ومنات كلها مؤنث * وأخرج ابن جرير عن السدى ان يدعون دونه الا إناثا يقول يسمونهم إناثا
لات ومنات وعزى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ان يدعون من دونه الا إناثا قال
موتى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال الإناث كل شئ ميت
ليس فيه روح مثل الخشبة اليابسة ومثل الحجر اليابس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال الا إناثا
قال ميتا لا روح فيه * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن الحسن قال كان لكل حي من أحياء
العرب صنم يعبدونها يسمونها أنثى بنى فلان فأنزل الله ان يدعون من دونه الا إناثا وأخرج المنذر وابن أبي حاتم
عن الضحاك في قوله ان يدعون من دونه الا إناثا قال المشركون ان الملائكة بنات الله وانما نعبدهم ليقربونا إلى الله
زلفى قال اتخذوا أربابا وصوروهن صور الجواري فحلوا وقلدوا وقالوا هؤلاء يشبهن بنات الله الذي نعبده يعنون
الملائكة * وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي ان ابن عباس كان يقرأ هذا الحرف ان يدعون من دونه الا أنثى وان
يدعون الا شيطانا مريدا قال مع كل صنم شيطانة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله
الا إناثا قال الا أوثانا * وأخرج أبو عبيد في فضائل القرآن وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في
المصاحف عن عائشة انها كانت تقرأ ان يدعون من دونه الا أوثانا ولفظ ابن جرير كان في مصحف عائشة ان يدعون
من دونه الا أوثانا * وأخرج الخطيب في تاريخه عن عائشة قالت قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يدعون من
دونه الأنثى * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان وان يدعون الا شيطانا يعنى إبليس * وأخرج عن سفيان
وان يدعون الا شيطانا قال ليس من صنم الا فيه شيطان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن قتادة في قوله مريدا قال تمرد على معاصي الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان وقال لاتخذن من
عبادك قال هذا قول إبليس نصيبا مفروضا يقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحد إلى الجنة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا قال يتخذونها من دونه ويكونون من
حزبي * وأخرج ابن جرير عن الضحاك نصيبا مفروضا قال معلوما * وأخرج ابن المنذر عن الربيع بن أنس
في قوله لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن عكرمة في قوله ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الانعام قال دين شرعه لهم إبليس كهيئة
البحائر والسوائب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فليبتكن آذان
الانعام قال التبتك في البحيرة والسائبة كانوا يبتكون آذانها لطواغيتهم * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك
فليبتكن آذان الانعام قال ليقطعن آذان الانعام * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال أما
يبتكن آذان الانعام فيشقونها فيجعلونها بحيرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس انه كره الإخصاء وقال فيه نزلت ولآمرنهم فليغيرن خلق الله * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أنس بن مالك انه كره الخصاء وقال فيه نزلت ولآمرنهم فليغيرن خلق
الله ولفظ عبد الرزاق قال من تغيير خلق الله الإخصاء * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن ابن عباس قال إخصاء
البهائم مثله ثم قرأ ولآمرنهم فليغيرن خلق الله * وأخرج عبد بن حميد من طرق عن ابن عباس ولآمرنهم
فليغيرن خلق الله قال هو الخصاء * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن خصاء الخيل والبهائم قال ابن عمر فيه نماء الخلق * وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن ابن عباس قال نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صبر الروح وإخصاء البهائم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عمر ان عمر
ابن الخطاب كان ينهى عن إخصاء البهائم ويقول هل النماء الا في الذكور * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
جرير عن شبيل انه سمع شهر بن حوشب قرأ هذه الآية فليغيرن خلق الله قال الخصاء منه فأمرت أبا التياح فسأل
الحسن عن خصاء الغنم قال لا باس به * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
عكرمة في قوله فليغيرن خلق الله قال هو الخصاء * وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن ابن عمر انه كان يكره الخصاء
ويقول هو نماء خلق الله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عكرمة انه كره الخصاء قال فيه نزلت ولآمرنهم
فليغيرن خلق الله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عروة انه خصى بغلاله * وأخرج ابن المنذر عن
223

طاوس انه خصى جملا له * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن محمد بن سيرين انه سئل عن خصاء الفحول فقال
لا باس لو تركت الفحول لا كل بعضها بعضا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن الحسن قال لا باس باخصاء
الدواب * وأخرج ابن المنذر عن أبي سعيد عبد الله بن بشر قال أمرنا عمر بن عبد العزيز بخصاء الخيل ونهانا عنه
عبد الملك بن مروان * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عطاء انه سئل عن اخصاء الفحل فلم يربه عند عضاضه
وسوء خلقه بأسا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس ولآمرنهم فليغيرن خلق
الله قال دين الله * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله فليغيرن خلق الله قال دين الله وهو قوله فطرة الله التي
فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله يقول لدين الله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر والبيهقي عن إبراهيم فليغيرن خلق الله قال دين الله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن
جبير فليغيرن خلق الله قال دين الله * وأخرج عبد الرزاق وآدم وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي
عن مجاهد فليغيرن خلق الله قال دين الله ثم قرأ لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله فليغيرن خلق الله قال الوشم * وأخرج ابن جرير عن ابن
مسعود قال لعن لله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله * وأخرج أحمد
عن أبي ريحانة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عشرة عن الوشر والوشم والنتف وعن مكامعة الرجل
الرجل بغير شعار وعن مكامعة المرأة المرأة بغير شعار وان يجعل الرجل في أسفل ثوبه حريرا مثل الاعلام وان
يجعل على منكبه مثل الأعاجم وعن النهى وعن ركوب النمور ولبوس الحاتم الا لذي سلطان * وأخرج أحمد
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن القاشرة والمقشورة والواشمة والمستوشمة والواصلة والمتصلة
* وأخرج أحمد ومسلم عن جابر قال زجر النبي صلى الله عليه وسلم ان تصل المرأة برأسها شيئا * وأخرج أحمد
والبخاري ومسلم عن عائشة ان جارية من الأنصار تزوجت وانها مرضت فتمعط شعرها فأرادوا ان يصلوها فسألوا
النبي صلى الله عليه وسلم فقال لعن الله الواصلة والمستوصلة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أسماء بنت أبي
بكر قالت أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقال يا رسول الله ان لي ابنة عروسا وانه أصابتها حصبة فتمزق شعرها
أفأصله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله الواصلة والمستوصلة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله ولآمرنهم فليغيرن خلق الله قال ما بال أقوام جهلة يغيرون صبغة الله ولون الله * قوله تعالى (ومن
أصدق من الله قيلا) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال إن أصدق الحديث كلام الله * وأخرج البيهقي في
شعب الايمان عن ابن مسعود قال كل ما هو آت قريب الا ان البعيد ما ليس باق الا لا يعجل الله لعجلة أحد ولا يجد
لأمر الناس ما شاء الله لا ما شاء الناس يريد الله أمرا ويريد الناس أمرا ما شاء الله كان ولو كره الناس لا مقرب لما باعد
الله ولا مباعد لما قرب الله ولا يكون شئ ء الا بإذن الله أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدى هدى محمد صلى
الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وخير ما ألقى في القلب اليقين وخير الغنى غنى
النفس وخير العلم ما نفع وخير الهدى ما اتبع وما قل وكفى خير مما كثر وألهى وانما يصر أحدكم إلى موضع
أربع أدرع الا لا تملوا الناس ولا تسئموهم فان لكل نفس نشاطا واقبالا وان لها سآمة وادبارا ألا وشر الروايا روايا
الكذب الكذب يقود إلى الفجور وان الفجور يقود إلى النار ألا وعليكم بالصدق فان الصدق يقود إلى البر وان
البر يقود إلى الجنة واعتبروا في ذلك أيهما الفئتان التقتا يقال للصادق صدق وبر ويقال للكاذب كذب وفجر وقد
سمعنا نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال العبد يصدق حتى يكتب صديقا ولا يزال يكذب حتى يكتب كذابا ألا
وان الكذب لا يصلح في جد ولا هزل ولا ان يعد الرجل منكم صبيه ثم لا ينجز له ألا ولا تسألوا أهل الكتاب عن شئ
فإنهم قد طال عليهم الا مد فقست قلوبهم وابتدعوا في دينهم فان كنتم لا محالة سائليهم فما وافق كتابكم فخذوه وما
خالفه فامسكوا عنه واسكتوا ألا وإن أصفر البيوت البيت الذي ليس فيه من كتاب الله شئ ألا وإن البيت الذي ليس
فيه من كتاب الله خرب كخراب البيت الذي لا عامر له ألا وان الشيطان يخرج من البيت الذي يسمع سورة البقرة
تقرأ فيه * وأخرج البيهقي في الدلائل عن عقبة بن عامر قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك
224

فأشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان منها على ليلة فلم يستيقظ حتى كانت الشمس قيد رمح قال ألم
أقل لك يا بلال اكلأنا الليلة فقال يا رسول الله ذهب بي النوم فذهب بي الذي ذهب بك فانتقل رسول الله صلى الله
عليه وسلم من ذلك المنزل غير بعيد ثم صلى ثم هدر بقية يومه وليلته فأصبح بتبوك فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم
قال أما بعد فان أصدق الحديث كتاب الله وأوثق العرا كلمة التقوى وخير الملل ملة إبراهيم وخير السنن سنة محمد
صلى الله عليه وسلم وأشرف الحديث ذكر الله وأحسن القصص هذا القرآن وخير الأمور عوازمها وشر الأمور
محدثاتها وأحسن الهدى هدى الأنبياء وأشرف الموت قتل الشهداء وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى وخير
العلم ما نفع وخير الهدى ما اتبع وشر العمى عمى القلب واليد العليا خير من اليد السفلى وما قل وكفى خير مما كثر
وإلهي وشر المعذرة حين يحضر الموت وشر الندامة يوم القيامة ومن الناس من لا يأتي الصلاة الا دبرا ومنهم من
لا يذكر الله الا هجرا وأعظم الخطايا اللسان الكذوب وخير الغنى غنى النفس وخير الزاد التقوى ورأس
الحكمة مخافة الله عز وجل وخير ما قر في القلوب اليقين والارتياب من الكفر والنياحة من عمل الجاهلية
والغلول من جثاء جهنم والكنز كي من النار والشعر من مزامير إبليس والخمر جماع الاثم والنساء حبالة الشيطان
والشباب شعبة من الجنون وشر المكاسب كسب الربا وشر المآكل مال اليتيم والسعيد من وعظ بغيره والشقي
من شقي في بطن أمه وانما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع والامر بآخره وملاك العمل خواتمه وشر الروايا
روايا الكذب وكل ما هو آت قريب وسباب المؤمن فسوق وقتال المؤمن كفر وأكل لحمه من معصية الله وحرمة ماله
كحرمة دمه ومن يتأل على الله يكذبه ومن يغفر يغفر له ومن يغضب يغضب الله عنه ومن يكظم الغيظ يكظم يأجره الله
ومن يصبر على الرزية يعوضه الله ومن يتبع السمعة يسمع الله به ومن يصبر يضعف الله له ومن يعص الله يعذبه الله
اللهم اغفر لي ولأمتي قالها ثلاثا استغفر الله لي ولكم * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود انه كان يقول في
خطبته أصدق الحديث كلام الله فذكر مثله سواء * قوله تعالى (ليس بأمانيكم) الآية * أخرج سعيد بن
منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال قالت العرب لا نبعث ولا نحاسب وقالت
اليهود والنصارى لن يدخل الجنة الامن كان هودا أو نصارى وقالوا لن تمسنا النار الا أياما معدودة فأنزل الله ليس
بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن
مسروق قال احتج المسلمون وأهل الكتاب فقال المسلمون نحن أهدى منكم وقال أهل الكتاب نحن أهدى منكم
فأنزل الله ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب فانفلج عليهم المسلمون بهذه الآية ومن يعمل من الصالحات من
ذكر أو أنثى وهو مؤمن الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مسروق قال تفاخر النصارى
وأهل الاسلام فقال هؤلاء نحن أفضل منكم وقال هؤلاء نحن أفضل منكم فأنزل الله ليس بأمانيكم ولا أماني أهل
الكتاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال ذكر لنا ان المسلمين وأهل الكتاب افتخروا
فقال أهل الكتاب نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم ونحن أولى بالله منكم وقال المسلمون نحن أولى بالله منكم
ونبينا خاتم النبيين وكتابنا يقضى على الكتب التي كانت قبله فأنزل الله ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب إلى
قوله ومن أحسن دينا الآية فأفلج الله حجة المسلمين على من ناواهم من أهل الأديان * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن السدى قال التقى ناس من المسلمين واليهود والنصارى فقالت اليهود للمسلمين نحن خير منكم ديننا قبل
دينكم وكتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم ونحن على دين إبراهيم ولن يدخل الجنة الا من كان يهوديا وقالت النصارى
مثل ذلك فقال المسلمون كتابنا بعد كتابكم ونبينا بعد نبيكم وديننا بعد دينكم وقد أمرتم ان تتبعونا وتتركوا
أمركم فنحن خير منكم نحن على دين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ولن يدخل الجنة الا من كان على ديننا فرد الله
عليهم قولهم فقال ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به ثم فضل الله المؤمنين عليهم فقال
ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا * وأخرج ابن جرير من طريق عبيد
ابن سليمان عن الضحاك قال تخاصم أهل الأديان فقال أهل التوراة كتابنا أول كتاب وخيرها ونبينا خير
الأنبياء وقال أهل الإنجيل نحوا من ذلك وقال أهل الاسلام لا دين الا الاسلام وكتابنا نسخ كل كتاب ونبينا خاتم
225

النبيين وأمرنا أن نعمل بكتابنا ونؤمن بكتابكم فقضى الله بينهم فقال ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من
يعمل سوأ يجز به ثم خير بين أهل الأديان فضل أهل الفضل فقال ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن
الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق جويبر عن الضحاك قال افتخر أهل الأديان فقالت اليهود
كتابنا خير الكتب وأكرمها على الله ونبينا أكرم الأنبياء على الله موسى خلا به وكلمه نجيا وديننا خير الأديان
وقالت النصارى عيسى خاتم النبيين آتاه الله التوراة والإنجيل ولو أدركه محمدا تبعه وديننا خير الدين وقالت
المجوس وكفار العرب ديننا أقدم الأديان وخيرها وقال المسلمون محمد رسول الله خاتم الأنبياء وسيد الرسل والقرآن
آخر ما نزل من عند الله من الكتب وهو أمير على كل كتاب والاسلام خير الأديان فخير الله بينهم فقال ليس بأمانيكم
ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به يعنى بذلك اليهود والنصارى والمجوس وكفار العرب ولا يجد له من
دون الله وليا ولا نصيرا ثم فضل الاسلام على كل دين فقال ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهة الله الآية
* وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال قال أهل التوراة كتابنا خير الكتب انزل قبل كتابكم
ونبينا خير الأنبياء وقال أهل الإنجيل مثل ذلك وقال أهل الاسلام كتابنا نسخ كل كتاب ونبينا خاتم النبيين
وأمرتم وأمرنا أن نؤمن بكتابكم ونعمل بكتابنا فقضى الله بينهم فقال ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من
يعمل سوأ يجز به وخير بين أهل الأديان فقال ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح قال جلس أناس من أهل التوراة وأهل الإنجيل وأهل الايمان
فقال هؤلاء نحن أفضل منكم وقال هؤلاء نحن أفضل فقال الله ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوأ
يجز به خص الله أهل الأديان فقال ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن مجاهد في قوله ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب قال قريش وكعب بن الأشرف * وأخرج ابن أبي شيبة
عن الحسن قال إن الايمان ليس بالتخلي ولا بالتمني ان الايمان ما وقر في القلب وصدقة العمل * وأخرج عبد بن
حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال قالت اليهود والنصارى لا يدخل الجنة غيرنا وقالت قريش لا نبعث فأنزل
الله ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به والسوء الشرك * قوله تعالى (من يعمل سوأ يجز
به) * أخرج أحمد وهناد وعبد بن حميد والحكيم والترمذي وابن جرير وأبو يعلى وابن المنذر وابن حبان وابن
السني في عمل اليوم والليلة والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان والضياء في المختارة عن أبي بكر الصديق أنه
قال يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوأ يجز به فكل
سوء جزينا به فقال النبي صلى الله عليه وسلم غفر الله لك يا أبا بكر ألست تنصب ألست تمرض ألست تحزن ألست
تصيبك اللاواء قال بلى قال فهو ما تجزون به * وأخرج أحمد والبزار وابن جرير وابن مردويه والخطيب في
المتفق والمفترق عن ابن عمر قال سمعت أبا بكر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعمل سوأ يجز به
في الدنيا * وأخرج ابن سعيد والترمذي الحكيم والبزار وابن المنذر والحاكم عن ابن عمر أنه مر بعبد الله بن
الزبير وهو مصلوب فقال رحمك الله أبا خبيب سمعت أباك الزبير يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من يعمل سوأ يجز به في الدنيا * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن المنذر عن أبي بكر الصديق قال كنت عند
النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية من يعمل سوأ يجز به ولا يجدله من دون الله وليا ولا نصيرا فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر ألا أقرئك آية نزلت على قلت بلى يا رسول الله فاقرأنيها فلا أعلم الا انى وجدت
انقاصاما في ظهري حتى تمطيت لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك يا أبا بكر قلت بأبي وأمي يا رسول الله
وأينا لم يعمل السوء وانا لمجزيون بكل سوء عملناه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنت وأصحابك يا أبا بكر
المؤمنون فتجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا الله ليس لكم ذنوب وأما الآخرون فيجمع لهم ذلك حتى يجزون
به يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن عائشة عن أبي بكر قال لما نزلت من يعمل سوأ يجز به قال أبو بكر يا رسول
الله كل ما نعمل نؤاخذ به فقال يا أبا بكر أليس يصيبك كذا وكذا فهو كفارة * واخرج سعيد بن منصور وهناد
وابن جرير وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن مسروق قال قال أبو بكر يا رسول الله ما أشد هذه الآية من
226

يعمل سوأ يجز به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب والأمراض والأحزان في الدنيا جزاء * وأخرج
سعيد بن منصور وأحمد البخاري في تاريخه وأبو يعلى وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان بسند صحيح عن
عائشة أن رجلا تلا هذه الآية من يعمل سوأ يجز به قال انا لنجزى بكل ما عملناه هلكنا اذن فبلغ ذلك رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال نعم يجزى به المؤمن في الدنيا في نفسه في جسده فيما يؤذيه * وأخرج أبو داود وابن
جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عن عائشة قالت قلت يا رسول الله انى لأعلم أشد آية في القرآن قال
ما هي يا عائشة قلت من يعمل سوأ يجز به فقال هو ما يصيب العبد من السوء حتى النكبة ينكبها يا عائشة من
نوقش هلك ومن حوسب عذب قلت يا رسول الله أليس الله يقول فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال ذاك العرض
يا عائشة من نوقش الحساب عذب * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
هذه الآية من يعمل سوأ يجز به قال إن المؤمن يؤجر في كل شئ في الغط عند الموت * وأخرج أحد عن
عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن
ليكفرها * وأخرج ابن راهويه في مسند وعبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه عن أبي المهلب قال رحلت
إلى عائشة في هذه الآية من يعمل سوأ يجز به قالت هو ما يصيبكم في الدنيا * وأخرج سعيد بن مصور وابن أبي
شيبة ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال لما
نزلت من يعمل سوأ يجز به شق ذلك على المسلمين وبلغت منهم ما شاء الله فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال سددوا وقاربوا فان في كل ما أصاب المسلم كفارة حتى الشوكة يشاكها والنكبة ينكبها وفى لفظ عند ابن
مردويه بكينا وحزنا وقلنا يا رسول الله ما أبقت هذه الآية من شئ قال أما والذي نفسي بيده انها لكما نزلت ولكن
أبشروا وقاربوا وسددوا انه لا يصيب أحدا منكم مصيبة في الدنيا الا كفر الله بها خطيئة حتى الشوكة يشاكها
أحدكم في قدمه * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة وأبى سعيد أنهما سمعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه الا كفر الله به من
سيئاته * وأخرج أحمد ومسدد وابن أبي الدنيا في الكفارات وأبو يعلى وابن حبان والطبراني في الأوسط
والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي سعيد قال قال رجل يا رسول الله أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا مالنا بها قال
كفارات قال أبى وان قلت قال وان شوكة فما فوقها * وأخرج ابن راهويه في مسنده عن محمد بن المنتشر قال قال
رجل لعمر بن الخطاب انى لا أعرف أشد آية في كتاب الله فأهوى عمر فضربه بالدرة وقال مالك نقبت عنها فانصرف
حتى كان الغد قال له عمر الآية التي ذكرت بالأمس فقال من يعمل سوأ يجز به فما منا أحد يعمل سوأ الا جزى به
فقال عمر لبثنا حين نزلت ما ينفعنا طعام ولا شراب حتى أنزل الله بعد ذلك ورخص وقال من يعمل سوأ أو يظلم
نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفور رحيما * وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وحسنه والبيهقي عن أمية بنت
عبد الله قالت سألت عائشة عن هذه الآية من يعمل سوأ يجز به فقالت لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد بعد أن
سالت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عائشة هذه مبايعة الله العبد
بما يصيبه من الحمى والحزن والنكبة حتى البضاعة يضعها في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها تحت ضبنه حتى أن
العبد ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكبر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن جرير والبيهقي
عن زياد بن الربيع قال قلت لأبي بن كعب آية في كتاب الله قد أحزنتني قال ما هي قلت من يعمل سوأ يجز به قال
ما كنت أراك الا أفقه مما أرى ان المؤمن لا تصيبه مصيبة عثرة قدم ولا اختلاج عرق ولا نحبة نملة الا بذنب وما يعفوه
الله عنه أكثر حتى اللدغة والنفحة * وأخرج هناد وأبو نعيم في الحلية عن إبراهيم بن مرة قال جاء رجل إلى أبى فقال
يا أبا المنذر آية في كتاب الله قد غمتني قال أي آية قال من يعمل سوأ يجز به قال ذاك العبد المؤمن ما أصابته من
نكبة مصيبة فيصبر فيلقى الله عز وجل ولا ذنب له * وأخرج ابن جرير عن عطاء بن أبي رباح قال لما نزلت من
يعمل سوأ يجز به قال أبو بكر جاءت قاصمة الظهر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما هي المصيبات في الدنيا
* وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ان ابن عمر لقيه حزينا فسأله عن هذه الآية ليس بأمانيكم ولا أماني أهل
227

الكتاب من يعمل سوأ يجز به فقال مالكم ولهذه انما هذه للمشركين قريش وأهل الكتاب * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر عن ابن عباس من يعمل سوأ يجز به يقول من يشرك يجز به وهو السوء ولا يجدله من دون الله وليا ولا
نصيرا الا أن يتوب قبل موته فيتوب الله عليه * أخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد والحكيم والترمذي
والبيهقي عن الحسن في قوله من يعمل سوأ يجز به قال انما ذاك لمن أراد الله هو انه فاما من أراد الله كرامته فإنه
يتجاوز عن سيئاته في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون * وأخرج البيهقي عن أنس قال أتى رسول
الله صلى الله عليه وسلم شجرة فهزها حتى تساقط من ورقها ما شاء الله ان يتساقط ثم قال الأوجاع والمصيبات
أسرع في ذنوب بنى ادم منى في هذه الشجرة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وفى ولده وماله حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة
* وأخرج أحمد عن السائب بن خلاد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من شئ يصيب المؤمن حتى الشوكة
تصيبه الا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن عائشة قالت قال النبي
صلى الله عليه وسلم ما من مصيبة تصيبه المسلم الا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها * وأخرج ابن أبي شيبة
وأحمد ومسلم والحكيم الترمذي عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها
الا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة * وأخرج أحمد عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وجع
فجعل يشتكي ويتقلب على فراشه فقالت عائشة لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان
الصالحين يشدد عليهم وانه لا يصيب مؤمنا نكبة من شوكة فما فوق ذلك الا حطت به عنه خطيئة ورفع له بها درجة
* وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب
المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله من خطاياه * وأخرج
أحمد وهناد في الزهد معا عن أبي بكر الصديق قال إن المسلم ليؤجر في كل شئ حتى في النكبة وانقطاع شسعه
والبضاعة تكون في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها في ضبنه * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد بن أبي وقاص قال
قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال النبيون ثم الأمثل من الناس قما يزال بالعبد البلاء حتى يلقى الله وما عليه
من خطيئة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبيهقي عن معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من
شئ يصيب المؤمن في جسده يؤذيه الا كفر الله عنه به من سيئاته * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن أبي
سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صداع المؤمن أو شوكة يشاكها أو شئ يؤذيه يرفعه الله بها
يوم القيامة درجة ويكفر عنه بها ذنوبه * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن بريدة الأسلمي سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول ما أصاب رجلا من المسلمين نكبة فما فوقها حتى ذكر الشوكة الا لإحدى خصلتين الا ليغفر الله
من الذنوب ذنبا لم يكن ليغفر الله له الا بمثل ذلك أو يبلغ به من الكرامة كرامة لم يكن يبلغها الا بمثل ذلك
* وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن مسعود قال إن الوجع لا يكتب به الاجر انما الاجر في العمل ولكن يكفر
الله به الخطايا * وأخرج ابن سعد والبيهقي عن عبد الله بن أياس بن أبي فاطمة عن أبيه عن جده عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال أيكم يحب ان يصح فلا يسقم قالوا كلنا يا رسول الله قال أتحبون ان تكونوا كالحمير الضالة
وفى لفظ الصيالة ألا تحبون ان تكونوا أصحاب بلاء وأصحاب كفارات والذي نفسي بيده ان الله ليبتلى المؤمن وما
يبتليه الا لكرامته عليه وان العبد لتكون له الدرجة في الجنة لا يبلغها بشئ من عمله حتى يبتليه بالبلاء ليبلغ به
تلك الدرجة * وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا والبيهقي عن محمد بن خالد السلمي عن أبيه عن جده وكانت له صحبة قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سبقت للعبد من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أوفى
ماله أوفى ولده ثم صبره حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان الرجل لتكون له المنزلة عند الله فما يبلغها بعمل فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه ذلك
* وأخرج البيهقي من طريق أحمد بن أبي الحوارى قال سمعت أبا سليمان يقول مر موسى عليه السلام على رجل
في متعبد له ثم مر به بعد ذلك وقد مزقت السباع لحمه فرأس ملقى وفخذ ملقى وكبد ملقى فقال موسى يا رب عبدك
228

كان يطيعك فابتليته بهذا فأوحى الله إليه يا موسى انه سألني درجة لم يبلغها بعمله فابتليته بهذا لأبلغه بذلك
الدرجة * وأخرج البيهقي عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ضرب من مؤمن عرق الا حط
الله به عنه خطيئة وكتب له به حسنة ورفع له به درجة * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول إن الله ليبتلى عبده بالسقم حتى يكفر كل ذنب * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمرو قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من صدع في سبيل الله ثم احتسب غفر الله له ما كان قبل ذلك من ذنب * وأخرج ابن أبي
الدنيا والبيهقي عن يزيد بن أبي حبيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الصداع والمليلة بالمرء المسلم
حتى يدعه مثل الفضة البيضاء * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن عامر أخي الخضر قال انى لبأرض محارب إذا
رايات وألوية فقلت ما هذا قالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست إليه وهو في ظل شجرة قد بسط له كساء
وحوله أصحابه فذكروا الأسقام فقال إن العبد المؤمن إذا أصابه سقم ثم عافاه الله كان كفارة لما مضى من ذنوبه
وموعظة له فيما يستقبل من عمره وان المنافق إذا مرض وعوفي كان كالبعير عقله أهله ثم أطلقوه لا يدرى فيما
عقلوه ولا فيما أطلقوه فقال رجل يا رسول الله ما الأسقام قال أو ما سقمت قط قال لا قال فقم عنا فلست منا
* وأخرج البيهقي عن أبي امامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يصرع صرعة من مرض الا بعثه
منه طاهرا * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان العبد إذا مرض
أوحى الله إلى ملائكته يا ملائكتي إذا قيدت عبدي بقيد من قيودي فان أقبضه أغفر له وان أعافه فجسده مغفور
لا ذنب له وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليجرب أحدكم بالبلاء وهو أعلم كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار
فمنهم من يخرج كالذهب الإبريز فذلك الذي نجاه الله من السيئات ومنهم من يخرج كالذهب دون ذلك فذلك
الذي يشك بعض الشك ومنهم من يخرج كالذهب الأسود فذلك الذي قد افتتن * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي
من طريق بشير بن عبد الله بن أبي أيوب الأنصاري عن أبيه عن جده قال عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا
من الأنصار فأكب عليه فسأله فقال يا نبي الله ما غمضت منذ سبع ليال ولا أحد يحضرني فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أي أحي اصبر أي أخي اصبر تخرج من ذنوبك كما دخلت فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعات
الأمراض يذهبن ساعات الخطايا * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ساعات الأذى يذهبن ساعات الخطايا * وأخرج البيهقي عن الحكم بن عتيبة رفعه قال إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن
له من العمل ما يكفر ذنوبه ابتلاه الله بالهم يكفر به ذنوبه وأخرج ابن عدي والبيهقي وضعفه عن ابن عمر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليبتلى عبده بالبلاء والهم حتى يتركه من ذنبه كالفضة المصفاة * وأخرج
البيهقي عن المسيب بن رافع ان أبا بكر الصديق قال إن المرء المسلم يمشى في الناس وما عليه خطيئة قيل ولم ذلك يا أبا
بكر قال بالمصائب والحجر والشوكة والشسع ينقطع * وأخرج أحمد عن أبي الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول إن الصداع والمليلة لا يزال بالمؤمن وان ذنبه مثل أحد فما يتركه وعليه من ذلك مثقال حبة من خردل
* وأخرج أحمد عن خالد بن عبد الله القسري عن جده يزيد بن أسد انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول
المريض تحات خطاياه كما يتحات ورق الشجر * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء قال ما يسرني بليلة أمرضها
حمر النعم * وأخرج ابن أبي شيبة عن عياض بن غضيف قال دخلنا على أبى عبيدة بن الجراح نعوده فإذا وجهه
مما يلي الجدار وامرأته قاعدة عند رأسه قلت كيف بات أبو عبيدة قالت بات بأجر فاقبل علينا بوجهه فقال انى لم
أبت بأجر ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة * وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان قال إن المؤمن يصيبه الله
بالبلاء ثم يعافيه فيكون كفارة لسيئاته ومستعتبا فيما بقى وان الفاجر يصيبه الله بالبلاء ثم يعافيه فيكون كالبعير
عقله أهله لا يدرى لما عقلوه ثم أرسلوه فلا يدرى لما أرسلوه * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمار انه كان عنده اعرابي
فذكروا الوجع فقال عمار ما اشتكيت قط قال لا فقال عمار لست منا ما من عبد يبتلى الا حط عنه خطاياه كما تحط
الشجرة ورقها وان الكافر يبتلى فمثله البعير عقل فلم يدر لما عقل وأطلق فلم يدر لما أطلق * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله من يعمل سوأ يجز به قال الشرك * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير
229

مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله من يعمل سوأ يجز به قال الكافر ثم قرأ وهل يجازى
الا الكفور * قوله تعالى (ومن يعمل من الصالحات) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مسروق
قال لما نزلت ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب الآية قال أهل الكتاب نحن وأنتم سواء أفنزلت هذه الآية ومن
يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ففلجوا عليهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن السدى
في قوله ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن قال أبى ان يقبل الايمان الا بالعمل الصالح
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ان ابن عمر لقية فسأله عن هذه الآية ومن يعمل من الصالحات
قال الفرائض * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ومن يعمل من الصالحات من
ذكر أو أنثى وهو مؤمن قال قد يعمل اليهودي والنصراني والمشرك الخير فلا ينفعهم الا ثوابه في الدنيا * وأخرج
ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن قال انما يتقبل الله من العمل
ما كان في الايمان * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال النقير هي النكتة التي تكون في ظهر النواة * وأخرج
عبد بن حميد عن الكلبي قال القطمير القشرة التي تكون على النواة والفتيل الذي يكون في بطنها والنقير النقطة
البيضاء التي في وسط النواة * قوله تعالى (ومن أحسن دينا) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
قال قال أهل الاسلام لا دين الا الاسلام كتابنا نسخ كل كتاب ونبينا خاتم النبيين وديننا خير الأديان فقال الله تعالى
ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن * قوله تعالى (واتخذ الله إبراهيم خليلا) * أخرج الحاكم
وصححه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اصطفى موسى بالكلام وإبراهيم بالخلة
* وأخرج ابن جرير والطبراني في السنة عن ابن عباس قال إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة واصطفى موسى بالكلام
واصطفى محمدا بالرؤية * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وابن الضريس عن معاذ بن جبل انه لما قدم ليمن صلى
بهم الصبح فقرأ واتخذ الله إبراهيم خليلا فقال رجل من القوم لقد قرت عين أم إبراهيم * وأخرج الحاكم وصححه
عن جندب انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل ان يتوفى ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا
* وأخرج الطبراني وابن عساكر عن ابن مسعود قال إن الله اتخذ إبراهيم خليلا وان صاحبكم خليل الله وأن محمدا
سيد بني آدم يوم القيامة ثم قرأ عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا * وأخرج الطبراني عن سمرة قال كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الأنبياء يوم القيامة كل اثنين منهم خليلان دون سائرهم قال فخليلي منهم يومئذ
خليل الله إبراهيم * وأخرج الطبراني والبزار عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة
قصرا من درة لا صدع فيه ولا وهن أعده الله لخليله إبراهيم عليه السلام نزلا * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن
عباس قال أتعجبون ان تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج
الترمذي وابن مردويه عن ابن عباس قال جلس ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينتظرونه فخرج
حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون فسمع حديثهم وإذا بعضهم يقول إن الله اتخذ من خلقه خليلا فإبراهيم
خليله وقال آخر ماذا بأعجب من أن كلم الله موسى تكليما وقال آخر فعيسى روح الله وكلمته وقال آخر آدم
اصطفاه الله فخرج عليهم فسلم فقال قد سمعت كلامكم وعجبكم ان إبراهيم خليل الله وهو كذلك وموسى كليمه
وعيسى روحه وكلمته وآدم اصطفاه الله ربه كذلك الا وإني حبيب الله ولا فخر وانا أول شافع وأول مشفع ولا فخر
وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتحها الله فيدخلنيها ومعي فقرأ المؤمنين ولا فخر وأنا أكرم الأولين والآخرين
يوم القيامة ولا فخر * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات قال أوحى الله إلى إبراهيم أتدري لم اتخذتك خليلا قال
لا يا رب قال لأني اطلعت إلى قلبك فوجدتك تحبان ترزأ ولا ترزأ * وأخرج ابن المنذر عن ابن؟؟ قال دخل
إبراهيم عليه السلام منزله فجاءه ملك الموت في صورة شاب لا يعرفه فقال له إبراهيم باذن من دخلت قال باذن رب
المنزل فعرفه إبراهيم فقال له ملك الموت ان ربك اتخذ من عباده خليلا قال إبراهيم ونحن ذلك قال وما تصنع به قال
أكون خادما له حتى أموت قال فإنه أنت قال وبأي شئ اتخذني خليلا قال بأنك تحب ان تعطى ولا تأخذ * واخرج
البيهقي في الشعب عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل لم اتخذ الله إبراهيم خليلا
230

قال لا طعامه الطعام يا محمد * وأخرج الديلمي بسند واه عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس
يا عم أتدري لم اتخذ الله إبراهيم خليلا هبط إليه جبريل فقال أيها الخليل هل تدرى بما استوجبت الخلة فقال
لا أدرى يا جبريل قال لأنك تعطى ولا تأخذ * وأخرج الحافظ أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في فضائل
العباس عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اصطفى من ولد آدم إبراهيم واتخذه
خليلا واصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ثم اصطفى من ولدا إسماعيل نزارا ثم اصطفى من ولد نزار مضر ثم اصطفى من
مضر كنانة ثم اصطفى من كنانة قريشا ثم اصطفى من قريش بنى هاشم ثم اصطفى من بنى هاشم بنى عبد المطلب ثم
اصطفاني من بنى عبد المطلب * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبيهقي في شعب الايمان وضعفه وابن
عساكر والديلمي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ الله إبراهيم خليلا وموسى نجيبا
واتخذني حبيبا ثم قال وعزتي لأوثرن حبيبي على خليلي ونجيي * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن علي
ابن أبي طالب قال أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم قبطيتين والنبي صلى الله عليه وسلم حلة حبرة وهو عن يمين
العرش والله أعلم * قوله تعالى (ويستفتونك في النساء) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه
عن ابن عباس في قوله ويستفتونك في النساء الآية قال كان أهل الجاهلية لا يورثون المولود حتى يكبر ولا يورثون
المرأة فلما كان الاسلام قال ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في أول السورة
في الفرائض * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال كان لا يرث الا الرجل الذي قد بلغ ان يقوم
في المال ويعمل فيه لا يرث الصغير ولا المرأة شيئا فلما نزلت المواريث في سورة النساء شق ذلك على الناس وقالوا
أيرث الصغير الذي لا يقوم في المال والمرأة التي هي كذلك فيرثان كما يرث الرجل فرجوا ان يأتي في ذلك حدث
من السماء فانتظروا فلما رأو انه لا يأتي حدث قالوا لئن تم هذا انه لواجب ما عنه بد ثم قالوا سلوا فسألوا النبي صلى
الله عليه وسلم فأنزل الله ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في أول السورة في
يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون ان تنكحوهن قال سعيد بن جبير وكان الولي إذا كانت
المرأة ذات جمال ومال رغب فيها ونكحها واستأثر بها وإذا لم تكن ذات جمال ومال أنكحها ولم ينكحها
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء ولا
الصبيان شيئا كانوا يقولون لا يغزون ولا يغنمون خيرا ففرض الله لهن الميراث حقا واجبا * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن إبراهيم في الآية قال كانوا إذا كانت الجارية يتيمة دميمة لم يعطوها ميراثها وحبسوها من التزويج
حتى تموت فيرثوها فأنزل الله هذا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال كانت اليتيمة تكون في حجر
الرجل فيرغب ان ينكحها ولا يعطيها مالها رجاء ان تموت فيرثها وان مات لها حميم لم تعط من الميراث شيئا وكان
ذلك في الجاهلية فبين الله لهم ذلك وكانوا لا يورثون الصغير والضعيف شيئا فامر الله أن يعطي نصيبه من الميراث
* وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال كان جابر بن عبد الله له ابنة عم عمياء وكانت دميمة وكانت قد
ورثت من أبيها مالا فكان جابر يرغب من نكاحها ولا ينكحها رهبة ان يذهب الزوج بمالها فسال النبي صلى
الله عليه وسلم عن ذلك وكان ناس في حجورهم جوار أيضا مثل ذلك فأنزل الله فيهم هذا * وأخرج ابن أبي شيبة
من طريق السدى عن أبي مالك في قوله وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن
وترغبون ان تنكحوهن قال كانت المرأة إذا كانت عند ولى يرغب عن حسنها لم يتزوجها ولم يترك أحدا يتزوجها
والمستضعفين من الولدان قال كانوا لا يورثون الا الأكبر فالأكبر * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير في قوله
وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء قال ما يتلى عليكم في أول السورة من المواريث وكانوا لا يورثون امرأة
ولا صبيا حتى يحتلم * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه
عن عائشة في قوله ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن إلى قوله وترغبون أن تنكحوهن قالت هو الرجل
تكون عنده اليتيمة هو وليها ووارثها قد شركته في ماله حتى في العذق فيرغب ان ينكحها ويكره ان يزوجها
رجلا فيشركه في ماله بما شركته فيعضلها فنزلت هذه الآية * وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم
231

عن عائشة قالت إن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية فيهن فأنزل الله ويستفتونك
في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء قالت والذي ذكر الله انه يتلى عليهم في
الكتاب الآية الأولى التي قال الله وان خفتم لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء قال وقول
الله وترغبون ان تنكحوهن رغبة أحدكم عن يتيمته التي تكون في حجره حين تكون قليلة المال والجمال فنهوا ان
ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء الا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر عن ابن عباس قال كان الرجل في الجاهلية تكون عنده اليتيمة فيلقى عليها ثوبه فإذا فعل ذلك لم يقدر
أحد ان يتزوجها أبدا فان كانت جميلة وهويها تزوجها وأكل مالها وان كانت دميمة منعها الرجال أبدا حتى
تموت فإذا ماتت ورثها فحرم الله ذلك ونهى عنه وكانوا لا يورثون الصغار ولا البنات وذلك قوله لا تؤتونهن ما كتب
لهن فنهى الله عنه وبين لكل ذي سهم سهمه صغيرا كان أو كبيرا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال كانت اليتيمة تكون في حجر الرجل فيها دمامة فيرغب عنها ان ينكحها ولا
ينكحها رغبة في مالها * وأخرج القاضي إسماعيل في أحكام القرآن عن عبد الملك بن محمد بن حزم ان عمرة بنت
حزم كانت تحت سعيد بن الربيع فقتل عنها بأحد وكان له منها ابنة فاتت النبي صلى الله عليه وسلم تطلب ميراث
ابنتها ففيها نزلت ويستفتونك في النساء الآية * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن عون عن الحسن وابن سيرين
في هذه الآية قال أحدهما ترغبون فيهن وقال الآخر ترغبون عنهن * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن
الحسن في قوله وترغبون ان تنكحوهن قال ترغبون عنهن وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن عبيدة
وترغبون ان تنكحوهن قال ترغبون عنهن * قوله تعالى (وان امرأة خافت من بعلها) الآيات * أخرج
الطيالسي والترمذي وحسنه وابن المنذر والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال خشيت سودة ان
يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله لا تطلقني واجعل يومى لعائشة ففعل ونزلت هذه الآية
وان امرأة خافت من بعلها نشوزا الآية قال ابن عباس فما اصطلحا عليه من شئ فهو جائز * وأخرج ابن سعد
وأبو داود والحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض
في مكثه عندنا وكان قل يوم الا وهو يطوف علينا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى من هو يومها
فيبيت عندها ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وفرقت ان يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول
الله يومى هو لعائشة فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة فأنزل الله في ذلك وان امرأة خافت من بعلها
نشوزا أو اعراضا الآية * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وابن جرير وابن المنذر عن عائشة وان امرأة خافت
من بعلها نشوزا أو عراضا الآية قالت الرجل تكون عنده المرأة ليس مستكثرا منها يريدان يفارقها فتقول
أجعلك من شأني في حل فنزلت هذه الآية * وأخرج ابن ماجة عن عائشة قالت نزلت هذه الآية والصلح خير
في رجل كانت تحته امرأة قد طالت صحبتها وولدت منه أولادا فأراد ان يستبدل بها فراضته على أن يقيم عندها
ولا يقيم لها * وأخرج مالك وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن رافع بن
خديج انه كانت تحته امرأة قد خلا من سنها فتزوج عليها شابة فآثرها عليها فأبت الأولى ان تقر فطلقها تطليقة
حتى إذا بقى من أجلها يسير قال إن شئت راجعتك وصبرت على الأثرة وان شئت تركتك قالت بل راجعني فراجعها
فلم تصبر على الأثرة فطلقها أخرى وآثر عليها الشابة فذلك الصلح الذي بلغنا ان الله أنزل فيه وان امرأة خافت من
بعلها نشوزا أو اعراضا الآية * وأخرج الشافعي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبيهقي عن سعيد بن المسيب
ان ابنة محمد بن مسلمة كانت عند رافع بن خديج فكره منها أمرا أما كبرا أو غيره فأراد طلاقها فقالت لا تطلقني
وأقسم لي ما بدا لك فاصطلحا على صلح فجرت السنة بذلك ونزل القرآن وان امرأة خافت من بعلها الآية * وأخرج
ابن جرير عن عمران رجلا سأله عن آية فكره ذلك وضربه بالدرة فسأله آخر عن هذه الآية وان امرأة خافت
من بعلها نشوزا فقال عن مثل هذا فسلوا ثم قال هذه المرأة تكون عند الرجل قد خلا من سنها فيتزوج المرأة
الثانية يلتمس ولدها فما اصطلحا عليه من شئ فهو جائز * وأخرج الطيالسي وبن أبى شيبة وابن راهويه وعبد بن
232

حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن علي بن أبي طالب انه سئل عن هذه الآية فقال هو الرجل عنده امرأتان
فتكون إحداهما قد عجزت أو تكون دميمة فيريد فراقها فتصالحه على أن يكون عند ها ليلة وعند الأخرى ليالي ولا
يفارقها فما طابت به نفسها فلا باس به فان رجعت سوى بينهما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في
الآية قال هي المرأة تكون عند الرجل حتى تكبر فيريد ان يتزوج عليها فيتصالحان بينهما صلحا على أن لها يوما
ولهذه يومان أو ثلاثة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال تلك المرأة تكون عند الرجل
لا يرى منها كثيرا مما يحب وله امرأة غيرها أحب إليه منها فيؤثرها عليها فامر الله إذا كان ذلك أن يقول لها يا هذه
ان شئت ان تقيمي على ما ترين من الأثرة فأواسيك وأنفق عليك فأقيمي وان كرهت خليت سبيلك فان هي
رضيت ان تقيم بعد أن يخيرها فلا جناح عليه وهو قوله والصلح خير يعنى ان تخيير الزوج لها بين الإقامة والفراق
خير من تمادى الزوج على أثره غيرها عليها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال هو الرجل تكون
تحته المرأة الكبيرة فينكح عليها المرأة الشابة ويكره ان يفارق أم ولد فيصالحها على عطية من ماله ونفسه فيطيب
له ذلك الصلح * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال نزلت في أبى السنابل بن بعكك * وأخرج ابن جرير عن
السدى في الآية قال نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى سودة بنت زمعة * وأخرج أبو داود وابن ماجة
والحاكم والبيهقي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبغض الحلال إلى الله الطلاق * وأخرج
الحاكم عن كثير بن عبد الله بن عوف عن أبيه عن جده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصلح جائز بين
المسلمين الا صلحا حرم حلالا أو أحل حراما والمسلمون على شروطهم الا شرطا حرم حلالا * وأخرج بن جرير وابن
المنذر عن ابن عباس في قوله وأحضرت الأنفس الشح قال تشح عند الصلح على نصيبها من زوجها * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله وأحضرت الأنفس الشح قال هواه في الشئ
يحرص عليه وفى قوله ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء قال في الحب والجماع وفى قوله فلا تميلوا كل الميل
فتذروها كالمعلقة قال لا هي أيم ولا هي ذات زوج * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن أبي ملكية قال نزلت هذه الآية ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء في عائشة يعنى ان النبي
صلى الله عليه وسلم كان يحبها أكثر من غيرها * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
ماجة وابن المنذر عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل ثم يقول اللهم هذا قسمي
فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي والنسائي
وابن جرير وابن ماجة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما
جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد قال كانوا يستحبون
أن يسووا بين الضرائر حتى في الطيب يتطيب لهذه كما يتطيب لهذه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
المنذر عن جابر بن زيد قال كانت لي امرأتان فلقد كنت أعدل بينهما حتى أعد القبل * وأخرج ابن أبي شيبة
عن محمد بن سيرين في الذي له امرأتان يكره ان يتوضأ في بيت إحداهما دون الأخرى * وأخرج ابن أبي شيبة عن
إبراهيم قال إن كانوا ليسوون بين الضرائر حتى تبقى الفضلة مما لا يكال من السويق والطعام فيقسمونه كفا
كفا إذا كان مما لا يستطاع كيله * وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود في قوله ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء
قال في الجماع * واخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن عبيدة في قوله ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء قال في الحب
فلا تميلوا كل الميل قال في الغشيان فتذروها كالمعلقة لا أيم ولا ذات زوج * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي
عن مجاهد في قوله ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء قال يعنى في الحب فلا تميلوا كل الميل قال لا تتعمدوا الإساءة
* وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية يقول لا تمل عليها فلا تنفق عليها ولا تقسم لها يوما * وأخرج ابن المنذر
عن الضحاك في الآية يقول إن أحببت واحدة وأبغضت واحدة فاعدل بينهما * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فتذروها كالمعلقة قال لا مطلقة ولا ذات بعل
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير عن قتادة في قوله كالمعلقة قال كالمسجونة * وأخرج
233

عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وان يتفرقا قال الطلاق * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله وكان الله غنيا قال غنيا عن خلقه حميدا قال مستحمدا إليهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن علي مثله * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله وكفى بالله وكيلا قال حفيظا * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ان يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين قال قادر والله ربنا على ذلك أن يهلك
من خلقه ما شاء ويأت بآخرين من بعدهم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين) الآية * أخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين الآية قال
أمر الله المؤمنين ان يقولوا بالحق ولو على أنفسهم أو آبائهم أو أبنائهم لا يحابوا غنيا لغناه ولا يرحموا مسكينا لمسكنته
وفى قوله فلا تتبعوا الهوى فتذروا الحق فتجوروا وان تلووا يعنى ألسنتكم بالشهادة أو تعرضوا عنها * وأخرج ابن أبي
شيبة وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس في قوله يا أيها الذين
آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء الله الآية قال الرجلان يقعدان عند القاضي فيكون لي القاضي واعراضه
لأحد الرجلين على الآخر * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن مولى لابن عباس قال لما قدم النبي
صلى الله عليه وسلم المدينة كانت البقرة أول سورة نزلت ثم أردفها سورة النساء قال فكان الرجل يكون عنده
الشهادة قبل ابنه وابن عمه أو ذوي رحمه فيلوي بها لسانه أو يكتمها مما يرى من عسرته حتى يوسر فيقضى فنزلت
كونوا قوامين بالقسط شهداء الله يعنى ان يكن غنيا أو فقيرا * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال
نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم اختصم إليه رجلان غنى وفقير فكان حلفه مع الفقير يرى أن الفقير لا يظلم
الغنى فأبى الله الا ان يقوم بالقسط في الغنى والفقير وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في
الآية قال هذا في الشهادة فأقم الشهادة يا ابن آدم ولو على نفسك أو الوالدين والأقربين أو على ذي قرابتك
وأشراف قومك فإنما الشهادة لله وليست للناس وان الله تعالى رضى بالعدل لنفسه والإقساط والعدل ميزان
الله في الأرض به يرد الله من الشديد على الضعيف ومن الصادق على الكاذب ومن المبطل على المحق وبالعدل
يصدق الصادق ويكذب الكاذب ويرد المعتدى ويوبخه تعالى ربنا وتبارك وبالعدل يصلح الناس يا ابن آدم
ان يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما يقول الله أولى بغنيكم وفقيركم ولا يمنعك غنى غنى ولا فقر فقير ان تشهد عليه
بما تعلم فان ذلك من الحق قال وذكر لنا ان نبي الله موسى عليه السلام قال يا رب أي شئ وضعت في الأرض أقل
قال العدل أقل ما وضعت * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وان تلووا أو تعرضوا يقول تلوى لسانك
بغير الحق وهي اللجلجة فلا يقيم الشهادة على وجهها والاعراض الترك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن مجاهد قال تلووا تحرفوا وتعرضوا تتركوا * وأخرج آدم والبيهقي في سننه عن مجاهد في قوله وان تلووا
يقول تبدلوا الشهادة أو تعرضوا يقول تكتموها * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا آمنوا) الآية * أخرج
الثعلبي عن ابن عباس ان عبد الله بن سلام وأسدا وأسيدا ابني كعب وثعلبة بن قيس وسلاما ابن أخت عبد الله بن
سلام وسلمة ابن أخيه ويامين بن يامين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انا نؤمن بك وبكتابك
وموسى والتوراة وعزير ونكفر بما سواه من الكتب والرسل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل آمنوا بالله
ورسوله محمد وكتابه القرآن وبكل كتاب كان قبله فقالوا لا نفعل فنزلت يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله
والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل قال فآمنوا كلهم * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك
في قوله يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله الآية قال يعنى بذلك أهل الكتاب كان الله قد أخذ ميثاقهم في
التوراة والإنجيل وأقروا على أنفسهم ان يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم فلما بعث الله رسوله؟؟ أهم إلى أن
يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وذكرهم الذي أخذ عليهم من الميثاق فمنهم من صدق النبي واتبعه
ومنهم من كفر * قوله تعالى (ان الذين آمنوا ثم كفروا) الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في
الآية قال هم اليهود والنصارى آمنت اليهود بالتوراة ثم كفرت وآمنت النصارى بالإنجيل ثم كفرت * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ان الذين آمنوا ثم كفروا قال هؤلاء اليهود آمنوا بالتوراة
234

ثم كفروا ثم ذكر النصارى فقال ثم آمنوا ثم كفروا يقول آمنوا بالإنجيل ثم كفروا به ثم ازدادوا كفرا بمحمد
صلى الله عليه وسلم ولا ليهديهم سبيلا قال طريق هدى وقد كفروا بآيات الله * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في
الآية قال هؤلاء المنافقون آمنوا مرتين وكفروا مرتين ثم ازدادوا كفرا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد
في الآية قال هم المنافقون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن علي انه قال في المرتد ان كنت لمستثيبه ثلاثا ثم
قرأ هذه الآية ان الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا * وأخرج ابن المنذر والبيهقي
في سننه عن فضالة بن عبيد انه أتى برجل من المسلمين قد فر إلى العدو فأقاله الاسلام فأسلم ثم فر الثانية فأتي به
فأقاله الاسلام ثم فر الثالثة فأتي به فنزع بهذه الآية ان الذين آمنوا ثم كفروا إلى سبيلا ثم ضرب عنقه * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ازدادوا كفرا قال تموا على كفرهم حتى ماتوا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن مجاهد مثله * وأخرج الحاكم في التاريخ والديلمي وابن عساكر عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان الله يقول كل يوم أنا ربكم لعزيز فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز * قوله تعالى (فلا تقعدوا معهم
حتى يخوضوا في حديث غيره انكم إذا مثلهم) * أخرج ابن المنذر وابن جرير عن أبي وائل قال إن الرجل
ليتكلم في المجلس بالكلمة من الكذب يضحك بها جلساءه فيسخط الله عليهم جميعا فذكر ذلك لإبراهيم النخعي
فقال صدق أبو وائل أو ليس ذلك في كتاب الله فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره * وأخرج ابن
المندر عن مجاهد قال أنزل في سورة الأنعام حتى يخوضوا في حديث غيره ثم نزل التشديد في سورة النساء انكم إذا
مثلهم * وأخرج ابن المنذر عن السدى في الآية قال كان المشركون إذا جالسوا المؤمنين وقعوا في رسول الله
والقرآن فشتموه واستهزؤا به فامر الله ان لا يقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره * وأخرج سعيد بن
جبير أن الله جامع المنافقين من أهل المدينة والمشركين من أهل مكة الذين خاضوا واستهزؤا بالقران في جهنم
جميعا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد الذين يتربصون بكم قال هم المنافقون يتربصون بالمؤمنين فان
كان لكم فتح من الله ان أصاب المسلمون من عدوهم غنيمة قال المنافقون ألم نكن قد كنا معكم فاعطونا من الغنيمة
مثل ما تأخذون وان كان للكافرين نصيب يصيبونه من المسلمين قال المنافقون للكفار ألم نستحوذ عليكم ألم نبين
لكم أنا على ما أنتم عليه قد كنا نثبطهم عنكم * وأخرج ابن جرير عن السدى ألم نستحوذ عليم قال نغلب
عليكم * قوله تعالى (ولن يجعل الله) الآية * أخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر والحاكم وصححه عن علي انه قيل له أرأيت هذه الآية ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا
وهم يقاتلونا فيظهرون ويقتلون فقال ادنه ادنه ثم قال فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على
المؤمنين سبيلا * وأخرج ابن جرير عن علي ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا قال في الآخر * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا قال ذاك يوم القيامة * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا قال ذاك يوم
القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي مالك مثله * وأخرج ابن جرير عن السدى سبيلا
قال حجة * قوله تعالى (ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن في
الآية قال يلقى على كل مؤمن ومنافق نور يمشون به يوم القيامة حتى إذا انتهوا إلى الصراط طفئ نور المنافقين
ومضى المؤمنون بنورهم فتلك خديعة الله إياهم * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله وهو خادعهم قال يعطيهم
يوم القيامة نورا يمشون فيه مع المسلمين كما كانوا معه في الدنيا ثم يسلبهم ذلك النور فيطفئه فيقومون في ظلمتهم
* وأخرج ابن المنذر عن مجاهد وسعيد بن جبير نحوه * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في الآية قال نزلت في
عبد الله بن أبي وأبى عامر بن النعمان * قوله تعالى (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى) * أخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن أبي الدنيا في الصمت عن ابن عباس انه كان يكره أن يقول الرجل انى كسلان ويتأول هذه
الآية * قوله تعالى (يراؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلا) * أخرج أبو يعلى عن ابن مسعود قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من حسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو فتلك استهانة استهان بها ربه * وأخرج
235

عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة يراؤن الناس قال والله لولا الناس ما صلى المنافق ولا يصلى الا رياء
وسمعة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن ولا يذكرون الله الا
قليلا قال انما قل لأنه كان لغير الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ولا يذكرون الله الا
قليلا قال انما قال ذكر المنافق لان الله لم يقبله وكل مارد الله قليل وكل ما قبل الله كثير * وأخرج ابن المنذر عن علي قال
لا يقل عمل مع تقوى وكيف يقل ما يتقبل * وأخرج مسلم وأبو داود والبيهقي في سننه عن أنس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان قام فنقرأ ربعا لا يذكر
الله فيها الا قليلا * قوله تعالى (مذبذبين) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال مثل المؤمن والمنافق
والكافر مثل ثلاثة نفر انتهوا إلى واد فوقع أحدهم فعبر حتى أتى ثم وقع أحدهم حتى أتى على نصف الوادي ناداه
الذي على شفير الوادي ويلك أين تذهب إلى الهلكة ارجع عودك على بدئك وناداه الذي عبر هلم النجاة فجعل
ينظر إلى هذا مرة والى هذا مرة قال فجاء سيل فأغرقه فالذي عبر المؤمن والذي غرق المنافق مذبذب بين ذلك
لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء والذي مكث الكافر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة الآية مذبذبين بين
ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء يقول ليسوا بمؤمنين مخلصين ولا مشركين مصرحين بالشرك قال وذكر لنا ان نبي
الله صلى الله عليه وسلم كان يضرب مثلا للمؤمن والكافر والمنافق كمثل رهط ثلاثة دفعوا إلى نهر فوقع المؤمن
فقطع ثم وقع المنافق حتى كاد يصل إلى المؤمن ناداه الكافران هلم إلى فإني أخشى عليك وناداه المؤمن ان هلم إلى
فان عندي وعندي يحض له ما عنده فما زال المنافق يتردد بينهما حتى أتى عليه الماء فغرقه وان المنافق لم يزل في
شك وشبهة حتى أتى عليه الموت وهو كذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله مذبذبين بين ذلك
قال هم المنافقون لا إلى هؤلاء يقول لا إلى أصحاب محمد ولا إلى هؤلاء اليهود * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد
مذبذبين بين ذلك قال بين الاسلام والكفر * وأخرج عبد بن حميد والبخاري في تاريخه ومسلم وابن جرير وابن
المنذر عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة
والى هذه مرة لا تدرى أيها تتبع * وأخرج أحمد والبيهقي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مثل
المنافق يوم القيامة كالشاة بين الغنمين ان أتت هؤلاء نطحتها وان أتت هؤلاء نطحتها * قوله تعالى (يا أيها الذين
آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن قتادة في قوله أتريدون أن تجعلوا الله عليكم سلطانا مبينا قال إن الله السلطان على خلقه ولكنه يقول
عذرا مبينا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال كل سلطان في
القرآن * فهو حجة * قوله تعالى (ان المنافقين في الدرك) الآية * أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وهناد وابن أبي
الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في صفة النار عن ابن مسعود ان المنافقين في الدرك الأسفل قال في
توابيت من حديد مقفلة عليهم وفى لفظ مبهمة عليهم أي مقفلة لا يهتدون لمكان فتحها * وأخرج عبد بن حميد
وابن أبي حاتم عن أبي هريرة ان المنافقين في الدرك الأسفل قال الدرك الأسفل بيوت من حديد لها أبواب تطبق
عليها فيوقد من تحتهم ومن فوقهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي هريرة ان المنافقين في الدرك قال في
توابيت ترتج عليهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الدرك الأسفل يعنى في أسفل النار
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن كثير قال سمعت ان جهنم ادراك منازل بعضها فوق بعض
* وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة النار عن أبي الأحوص قال قال ابن مسعود أي أهل النار أشد عذابا قال
رجل المنافقون قال صدقت فهل تدرى كيف يعذبون قال لا قال يجعلون في توابيت من حديد صمد عليهم ثم
يجعلون في الدرك الأسفل في تنانير أضيق من زج يقال له جب الحزن يطبق على أقوام بأعمالهم آخر الأبد * قوله
تعالى (وأخلصوا دينهم الله) * أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الاخلاص وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي
في الشعب عن معاذ بن جبل انه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن أوصني قال أخلص دينك
يكفك القليل من العمل * وأخرج ابن أبي الدنيا في الاخلاص والبيهقي في الشعب عن ثوبان سمعت رسول الله
236

صلى الله عليه وسلم يقول طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء * وأخرج البيهقي عن أبي
فراس رجل من أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوني عما شئتم فنادى رجل يا رسول الله ما الاسلام
قال أقام الصلاة وإيتاء الزكاة قال فما الايمان قال الاخلاص قال فما اليقين قال التصديق بالقيامة * وأخرج البزار
بسند حسن عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في حجة الوداع نضر الله امرأ سمع مقالتي
فوعاها فرب حامل فقه ليس بفقيه ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مؤمن إخلاص العمل لله والمناصحة لائمة المسلمين
ولزوم جماعتهم فان دعاءهم يحيط من ورائهم * وأخرج النسائي عن مصعب بن سعد عن أبيه انه ظن أن له
فضلا على من دونه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم انما ينصر الله هذه الأمة
بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم * وأخرج ابن أبي شيبة والمروزي في زوائد الزهد وأبو الشيخ بن حبان
عن مكحول قال بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أخلص عبد الله أربعين صباحا الا ظهرت ينابيع الحكمة
من قلبه على لسانه * وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد أفلح من أخلص قلبه
للايمان وجعل قلبه سلما ولسانه صادقا ونفسه مطمئنة وخليقته مستقيمة وأذنه مستمعة وعينه ناظرة فاما
الاذن فقمع والعين مقرة لما يوعي القلب وقد أفلح من جعل قلبه واعيا * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر
الأصول عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة قيل
يا رسول الله وما إخلاصها قال إن تحسبنوه عن المحارم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والحكيم والترمذي
وابن أبي حاتم عن أبي ثمامة قال قال الحواريون لعيسى عليه السلام يا روح الله من المخلص لله قال الذي يعمل
لله لا يحب أن يحمده الناس عليه * وأخرج ابن عساكر عن أبي إدريس قال لا يبلغ عبد حقيقة الاخلاص
حتى لا يحب أن يحمده أحد على شئ من عمل الله عز وجل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في
قوله ما يفعل الله بعذابكم الآية قال الله لا يعذب شاكرا ولا مؤمنا * قوله تعالى (لا يحب الله الجهر بالسوء)
الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لا يحب الله الجهر بالسوء من القول
الآية قال لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد الا أن يكون مظلوما فإنه رخص له أن يدعو على من ظلمه وان يصبر
فهو خير له * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن في الآية قال هو الرجل يظلم الرجل فلا يدع عليه ولكن
ليقل اللهم أعنى عليه اللهم استخرج لي حقي حل بينه وبين ما يريد ونحو هذا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
عن قتادة في الآية قال عذر الله المظلوم كما تسمعون أن يدعو * وأخرج أبو داود عن عائشة انها سرق لها شئ فجعلت
تدعو عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبخي عنه بدعائك * وأخرج الترمذي عنها ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال من دعا على من ظلمه فقد انتصر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد
في الآية قال نزلت في رجل ضاف رجلا بفلاة من الأرض فلم يضفه فنزلت الامن ظلم ذكرانه لم يضفه لا يزيد على
ذلك * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال هو الرجل ينزل بالرجل فلا يحسن ضيافته
فيخرج من عنده فيقول أساء ضيافتي ولم يحسن * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية يقول إن الله لا يحب
الجهر بالسوء من القول من أحد من الخلق ولكن يقول من ظلم فانتصر بمثل ما ظلم فليس عليه جناح * وأخرج
ابن جرير عن ابن زيد قال كان أبى يقرأ لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم قال ابن زيد يقول من قام
على ذلك النفاق فجهر له بالسوء حتى نزع * وأخرج ابن المنذر عن إسماعيل لا يحب الله الجهر بالسوء من القول
الا من ظلم قال كان الضحاك بن مزاحم يقول هذا في التقديم والتأخير يقول الله ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم
وآمنتم الا من ظلم وكان يقرؤها كذلك ثم قال لا يحب الله الجهر بالسوء من القول أي على كل حال * قوله تعالى
(ان الذين يكفرون) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال أولئك أعداء الله اليهود
والنصارى آمنت اليهود بالتوراة وموسى وكفروا بالإنجيل وعيسى وآمنت النصارى بالإنجيل وعيسى وكفروا
بالقرآن ومحمد فاتخذوا اليهودية والنصرانية وهما بدعتان ليستأمن الله وتركوا الاسلام وهو دين الله الذي
بعث به رسوله * وأخرج ابن جرير عن السدى وابن جريج نحوه * قوله تعالى (يسألك أهل الكتاب) الآيات
237

* أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال جاء ناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلم فقالوا ان
موسى جاءنا بالألواح من عند الله فائتنا بالألواح من عند الله حتى نصدقك فأنزل الله يسئلك أهل الكتاب ان تنزل
عليكم كتابا من السماء إلى وقولهم على مريم بهتانا عظيما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في الآية
قال إن اليهود والنصارى قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم لن نبايعك على ما تدعونا إليه حتى تأتينا بكتاب من عند الله
من الله إلى فلان انك رسول الله والى فلان انك رسول الله فأنزل الله يسئلك أهل الكتاب الآية * وأخرج ابن
جرير عن السدى في الآية قال قالت اليهود إن كنت صادقا انك رسول الله فائتنا كتابا مكتوبا من السماء كما
جاء به موسى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ان تنزل عليهم كتابا من السماء أي
كتابا خاصة وفى قوله جهرة أي عيانا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله فقالوا أرنا الله جهرة قال إنهم
إذا رأوه فقد رأوه انما قالوا جهرة أرنا الله قال هو مقدم ومؤخر * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد
عن عمر بن الخطاب انه قرأ فاخذتهم الصعقة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فاخذتهم الصاعقة قال
الموت أماتهم الله قبل آجالهم عقوبة بقولهم ما شاء الله ان يميتهم ثم بعثهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن
قتادة ورفعنا فوقهم الطور قال جبل كانوا في أصله فرفعه الله فجعله فوقهم كأنه ظلة فقال لتأخذن أمري أو
لأرمينكم به فقالوا نأخذه وأمسكه الله عنهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وقلنا
لهم ادخلوا الباب سجدا قال كنا نحدث أنه باب من أبواب بيت المقدس وقلنا لهم لا تعدوا في السبت قال أمر القوم
أن لا يأكوا الحيتان يوم السبت ولا يعرضوا لها وأحلت لهم ما خلا ذلك وفى قوله فيما نقضهم يقول فبنقضهم
ميثاقهم وقولهم قلوبنا غلف أي لا نفقه بل طبع الله عليها يقول لما ترك القوم أمر الله وقتلوا رسوله وكفروا
بآياته ونقضوا الميثاق الذي عليهم طبع الله على قلوبهم ولعنهم حين فعلوا ذلك * وأخرج البزار والبيهقي في
الشعب وضعفه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الطابع معلق بقائمة العرش فإذا انتهكت الحرمة
وعمل بالمعاصي واجترئ على الله بعث الله الطابع فطبع على قلبه فلا يقبل بعد ذلك شيئا * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله وقولهم على مريم بهتانا عظيما قال رموها بالزنا * وأخرج البخاري في تاريخه
والحاكم وصححه عن علي قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ان لك من عيسى مثلا أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه
وأحبته النصارى حتى أنزلوه المنزل الذي ليس له والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وقولهم انا قتلنا المسيح) الآية
* أخرج عبد بن حميد والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى
السماء خرج إلى أصحابه وفى البيت اثنا عشر رجلا من الحواريين فخرج عليهم من غير البيت ورأسه يقطر ماء
فقال إن منكم من يكفر بي اثنى عشر مرة بعد أن آمن بي ثم قال أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي
في درجتي فقام شاب من أحدثهم سنا فقال له اجلس ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال اجلس ثم أعاد عليهم فقام
الشاب فقال أنا فقال أنت ذاك فألقى عليه شبه عيسى ورفع عيسى من روزنة في البيت إلى السماء قال وجاء
الطلب من اليهود فأخذوا الشبه فقتلوه ثم صلبوه وكفر به بعضهم اثنى عشر مرة بعد أن آمن به وافترقوا ثلاث
فرق وقالت طائفة كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء فهؤلاء اليعقوبية وقالت فرقة كان فينا ابن الله ما شاء
ثم رفعه الله إليه وهؤلاء النسطورية وقالت فرقة كان فينا عبد الله ورسوله وهؤلاء المسلمون فتظاهرت
الكافرتان على المسلمة فقتلوها فلم يزل الاسلام طامسا حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فأنزل الله فآمنت
طائفة من بني إسرائيل يعنى الطائفة التي آمنت في زمن عيسى وكفرت الطائفة التي كفرت في زمن عيسى
فأيدنا الذين آمنوا في زمن عيسى باظهار محمد دينهم على دين الكافرين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن قتادة وقولهم انا قتلنا المسيح الآية قال أولئك أعداء الله اليهود افتخروا بقتل عيسى وزعموا انهم
قتلوه وصلبوه وذكر لنا انه قال لأصحابه أيكم يقذف عليه شبهي فإنه مقتول قال رجل من أصحابه أنا يا نبي الله
فقتل ذلك الرجل ومنع الله نبيه ورفعه إليه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله
شبه لهم قال صلبوا رجلا غير عيسى شبهوه بعيسى يحسبونه إياه ورفع الله إليه عيسى حيا * وأخرج ابن جرير
238

عن ابن عباس وما قتلوه يقينا قال يعنى لم يقتلوا ظنهم يقينا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في الآية قال
ما قتلوا ظنهم يقينا * وأخرج ابن جرير مثله عن جويبر والسدي * وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وابن
عساكر من طريق ثابت البناني عن أبي رافع قال رفع عيسى بن مريم وعليه مدرعة وخفا راع وخذافة يخذف
بها الطير * وأخرج أحمد في الزهد وأبو نعيم وابن عساكر من طريق ثابت البناني عن أبي العالية قال ما ترك عيسى
ابن مريم حين رفع الا مدرعة صوف وخفى راع وقذافة يقذف بها الطير * وأخرج ابن عساكر عن عبد الجبار
ابن عبد الله بن سليمان قال أقبل عيسى بن مريم على أصحابه ليلة رفع فقال لهم لا تأكلوا بكتاب الله أجرا فإنكم ان لم
تفعلوا أقعدكم الله على منابر الحجر منها خير من الدنيا وما فيها قال عبد الجبار وهي المقاعد التي ذكر الله في
القرآن في مقعد صدق عند مليك مقتدر ورفع عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن وهب بن منبه
قال إن عيسى لما أعلمه الله انه خارج من الدنيا جزع من الموت وشق عليه فدعا الحواريين فصنع لهم طعاما فقال
احضروني الليلة فان لي إليكم حاجة فلما اجتمعوا إليه من اللية عشاهم وقام يحدثهم فلما فرغوا من الطعام
أخذ يغسل أيديهم ويوضيهم بيده ويمسح أيديهم بثيابه فتعاظموا ذلك وتكارموه فقال الا من رد على شيئا الليلة مما
أصنع فليس منى ولا أنا منه فأقروه حتى فرغ من ذلك قال اما ما صنعت بكم الليلة مما خدمتكم فلا يتعظم بعضكم
على بعض وليبذل بعضكم نفسه لبعض كما بذلت نفسي لكم وأما حاجتي التي استعنتكم عليها فتدعون لي الله
وتجتهدون في الدعاء ان يؤخر أجلى فلما نصبوا أنفسهم للدعاء وأرادوا أن يجتهدوا أخذهم النوم حتى لم
يستطيعوا دعاء فجعل يوقظهم ويقول سبحان الله ما تصبرون لي ليلة واحدة تعينوني فيها قالوا والله ما ندري مالنا لقد
كنا نسمر فنكثر السمر وما نطيق الليلة سمرا وما نريد دعاء الا حيل بيننا وبينه فقال يذهب بالراعي وتتفرق الغنم
وجعل يأتي بكلام نحو هذا ينعى به نفسه ثم قال الحق ليكفرن بي أحدكم قبل ان يصيح الديك ثلاث مرات وليبيعني
أحدكم بدراهم يسيرة وليا كان ثمني فخرجوا وتفرقوا وكانت اليهود تطلبه فأخذوا شمعون أحد الحواريين فقالوا
هذا من أصحابه فجحدوا قال ما أنا بصاحبه فتركوه ثم اخذه آخرون كذلك ثم سمع صوت ديك فبكى وأحزنه فلما
أصبح أتى أحد الحواريين إلى اليهود فقال ما تجعلون لي ان دللتكم على المسيح فجعلوا له ثلاثين درهما فاخذها
ودلهم عليه وكان شبه عليهم قبل ذلك فأخذوه واستوثقوا منه وربطوه بالحبل فجعلوا يقودونه ويقولون أنت كنت
تحيى الموت وتبرئ المجنون أفلا تخلص نفسك من هذا الحبل ويبصقون عليه ويلقون عليه الشوك حتى أتوا به
الخشبة التي أرادوا ان يصلبوه عليها فرفعه الله إليه وصلبوا ما شبه لهم فمكث سعا ثم إن أمه والمرأة التي كان يداويها
عيسى فأبرأها الله من الجنون جاءتا تبكيان حيث المصلوب فجاءهما عيسى فقال علام تبكيان قالتا عليك قال
انى قد رفعني الله إليه ولم يصبني الأخير وان هذا شئ شبه لهم فأمروا الحواريين أن يلقوني إلى مكان كذا وكذا
فلقوه إلى ذلك المكان أحد عشر وقعد الذي كان باعه ودل عليه اليهود فسأل عنه أصحابه فقالوا انه ندم على ما صنع
فاختنق وقتل نفسه قال لو تاب تاب الله عليه ثم سألهم عن غلام يتبعهم يقال له يحنا فقال هو معكم فانطلقوا فإنه
سيصبح كل انسان منكم يحدث بلغة فليتدبر هم وليدعهم * وأخرج ابن المنذر عن وهب بن منبه قال إن عيسى
عليه السلام كان سياحا فمر على امرأة تستقى فقال اسقيني من مائك الذي من شرب منه مات وأسقيك من مائي الذي
من شرب منه حيى قال وصادف امرأة حكيمة فقالت له اما تكتفي بمائك الذي من شرب منه حيى عن مائي الذي
من شرب منه مات قال إن ماءك عاجل ومائي آجل قالت لعلك هذا الرجل الذي يقال له عيسى بن مريم قال فإني
أنا هو وأنا أدعوك إلى عبادة الله وترك ما تعبدين من دون الله عز وجل قالت فاتني على ما تقول ببرهان قال
برهان ذلك أن ترجعي إلى زوجك فيطلقك قالت إن في هذا الآية بينة ما في بني إسرائيل امرأة أكرم على
زوجها منى ولئن كان كما تقول انى لأعرف انك صادق قال فرجعت إلى زوجها وزوجها شاب غيور فقال
ما بطؤ بك قالت مر على رجل فأرادت ان تخيره عن عيسى فاحتملته الغيرة فطلقها فقالت لقد صدقني صاحبي
فخرجت تتبع عيسى وقد آمنت به فأتى عيسى ومعه سبعة وعشرون من الحواريين في بيت وأحاطوا بهم فدخلوا
عليهم وقد صورهم الله على صورة عيسى فقالوا قد سحرتمونا لتبرزون لنا عيسى أو لنقتلنكم جميعا فقال عيسى
239

لأصحابه من يشترى منكم نفسه بالجنة فقال رجل من القوم أنا فأخذوه فقتلوه وصلبوه فمن ثم شبه لهم وظنوا أنهم
قد قتلوا عيسى وصلبوه فظنت النصارى مثل ذلك ورفع الله عيسى من يومه ذلك فبلغ المرأة ان عيسى قد قتل
وصلب فجاءت حتى بنت مسجد إلى أصل شجرته فجعلت تصلى وتبكي على عيسى فسمعت صوتا من فوقها صوت
عيسى لا تنكره أي فلانة انهم والله ما قتلوني وما صلبوني ولكن شبه لهم وآية ذلك أن الحواريين يجتمعون الليلة
في بيتك فيفترقون اثنتي عشرة فرقة كل فرقة منهم تدعو قوما إلى دين الله فلما أمسوا اجتمعوا في بيتها فقالت لهم
انى سمعت الليلة شيئا أحدثكم به وعسى أن تكذبوني وهو الحق سمعت صوت عيسى وهو يقول يا فلانة انى والله
ما قتلت ولا صلبت وآية ذلك انكم تجتمعون اللية في بيتي فتفترقون اثنتي عشرة فرقة فقالوا ان الذي سمعت كما
سمعت فان عيسى لم يقتل ولم يصلب انما قتل فلان وصلب وما اجتمعنا في بيتك الا لما قال نريد أن نخرج دعاة في
الأرض فكان ممن توجه إلى الروم نسطور وصاحبان له فاما صاحباه فخرجا واما نسطور فحسبه حاجة له فقال
لهما أرفقا ولا تخرقا ولا تستبطئاني في شئ فلما قدما الكورة التي أراد قدما في يوم عيدهم قد برز ملكهم وبرر معه
أهل مملكته فاتاه الرجلان فقاما بين يديه فقالا له اتق الله فإنكم تعملون بمعاصي الله وتنتهكون حرم الله مع ما شاء
الله ان يقولا قال فأسف الملك وهم بقتلهما فقام إليه نفر من أهل مملكته فقالوا ان هذا يوم لا نهريق فيه دما
وقد ظفرت بصاحبيك فان أحببت ان تحبسها حتى يمضى عيدنا ثم ترى فيهما رأيك فعلت فامر بحبسهما ثم
ضرب على اذنه بالنسيان لهما حتى قدم نسطور فسأل عنهما فأخبر بشأنهما وأنهما محبوسان في السجن
فدخل عليهما فقال ألم أقل لكما أرفقا ولا تخرقا ولا تستبطئاني في شئ هل تدريان ما مثلكما مثلكما مثل امرأة لم
تصب ولدا حتى دخلت في السن فأصابت بعد ما دخلت في السن ولدا فأحبت ان تعجل شبابه لتنفع به فحملت
على معدته مالا تطيق فقتلته ثم قال لهما والآن فلا تستبطئاني في شئ ثم خرج فانطلق حتى أتى باب الملك وكان
إذا جلس الناس وضع سريره وجلس الناس سمطا بين يديه وكانوا إذا ابتلوا بحلال أو حرام رفعوا له فنظر فيه ثم
سأل عنه من يليه في مجلسه وسأل الناس بعضهم بعضا حتى تنتهى المسألة إلى أقصى المجلس وجاء نسطور حتى
جلس في أقصى القوم فلما ردوا على الملك جواب من أجابه وردوا عليه جواب نسطور فسمع بشئ عليه نور وحلا
في مسامعه فقال من صاحب هذا القول فقيل الرجل الذي في أقصى القوم فقال على به فقال أنت القائل كذا
وكذا قال نعم قال فما تقول في كذا وكذا قال كذا وكذا فجعل لا يسأله عن شئ الا فسره له فقال عندك هذا العلم
وأنت تجلس في آخر القوم ضعوا له عند سريري مجلسا ثم قال إن أتاك ابني فلا تقم له عنه ثم أقبل على نسطوره
وترك الناس فلما عرف ان منزلته قد ثبتت قال لأزورنه فقال أيها الملك رجل بعد الدار بعيد الضيعة فان أحبيت
ان تقضى حاجتك منى وتأذن لي فانصرف إلى أهلي فقال يا نسطور وليس إلى ذلك سبيل فان أحببت ان تحمل أهلك
إلينا فلك المواساة وان أحببت ان تأخذ من بيت المال حاجتك فتبعث به إلى أهلك فعلت فسكت نسطور ثم تحين
يوما مات لهم فيه ميت فقال أيها الملك بلغني ان رجلين أتياك يعيبان دينك قال قد كر هما فأرسل إليهما فقال
يا نسطور أنت حكم بيني وبينهما ما قلت من شئ رضيت قال نعم أيها الملك هذا ميت قد مات في بني إسرائيل فمرهما
حتى يدعوا ربهما فيحييه لهما ففي ذلك آية بينة قال فأتى بالميت فوضع عنده فقاما وتوضأ ودعوا ربهما فرد عليه
روحه وتكلم فقال أيها الملك ان في هذه لآية بينة ولكن مرهما بغير ما أجمع أهل ملتك ثم قر لآلهتك فان
كانت تقدر ان تضر هذين فليس أمرهما بشئ وان كان هذا يقدران ان يضرا آلهتك فأمرهما قوى فجمع
الملك أهل مملكته ودخل البيت الذي فيه الآلهة فخر ساجدا هو من معه من أهل مملكته وخر نسطور ساجدا
وقال اللهم إني أسجد لك وأكيد هذه الآلهة ان تعبد من دونك ثم رفع الملك رأسه فقال إن هذين يريدان ان
يبدلا دينكم ويدعوا إلى إله غيركم فافقؤوا أعينهما أو جذموهما أو شلوهما فلم ترد عليه الآلهة شيئا وقد كان
نسطور وأمر صاحبيه ان يحملا معهما فاسا فقال أيها الملك قل لهذين أيقدران ان يضر آلهتك قال أتقدران
على أن تضرا آلهتنا قالا خل بيننا وبينها فأقبلا عليها فكسراها فقال نسطور أما أنا فآمنت برب هذين وقال الملك
وأنا آمنت برب هذين وقال جميع الناس آمنا برب هذين فقال نسطور لصاحبيه هكذا الرفق * قوله تعالى
240

(وكان الله عزيرا حكيما) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وكان الله عزيزا حكيما قال معنى ذلك أنه
كذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ان يهوديا قال له انكم تزعمون أن الله كان عزيزا حكيما فكيف هو
اليوم قال ابن عباس انه كان من نفسه عزيزا حكيما * قوله تعالى (وان من أهل الكتاب) الآية * أخرج
الفريابي وعبد بن حميد والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال
خروج عيسى بن مريم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله وان من أهل الكتاب
الا ليؤمنن به قبل موته قال قبل موت عيسى * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال يعنى انه سيدرك
أناس من أهل الكتاب حين يبعث عيسى سيؤمنون به * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
وان من أهل الكتاب قال اليهود خاصة الا ليؤمنن به قبل موته قال قبل موت اليهودي * وأخرج الطيالسي
وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال
هي في قراءة أبى قبل موتهم قال ليس يهودي يموت أبدا حتى يؤمن بعيسى قيل لابن عباس أرأيت ان خر من فوق
بيت قال يتكلم به في الهواء فقيل أرأيت ان ضرب عنق أحدهم قال يتلجلج بها لسانه * وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس قال لو ضربت عنقه لم تخرج نفسه حتى يؤمن بعيسى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس
قال لا يموت يهودي حتى يشهد ان عيسى عبد الله ورسوله ولو عجل عليه بالسلاح * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن ابن عباس وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال إن يهوديا ألقى من فوق قصر ما خلص إلى
الأرض حتى يؤمن ان عيسى عبد الله ورسوله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس في الآية قال
لا يموت يهودي حتى يؤمن بعيسى قيل وان ضرب بالسيف قال يتكلم به قيل وان هوى قال يتكلم به وهو يهوى
* وأخرج ابن المنذر عن أبي هاشم وعروة قالا في مصحف أبي بن كعب وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به
قبل موتهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن شهر بن حوشب في قوله وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به
قبل موته * عن محمد بن علي بن أبي طالب هو ابن الحنفية قال ليس من أهل الكتاب أحد الا أتته الملائكة يضربون
وجهه ودبره ثم يقال يا عدو الله ان عيسى روح الله وكلمته كذبت على الله وزعمت أنه الله ان عيسى لم يمت
وانه رفع إلى السماء وهو نازل قبل أن تقوم الساعة فلا يبقى يهودي ولا نصراني الا آمن به * وأخرج ابن المنذر
عن شهر بن حوشب قال قال لي الحجاج يا شهر آية من كتاب الله ما قرأتها الا اعتراض في نفسي منها شئ قال الله وان
من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته وأني أوتى بالأسارى فاضرب أعناقهم ولا أسمعهم يقولون شيئا فقلت
رفعت إليك على غير وجهها ان النصراني إذا خرجت روحه ضربته الملائكة من قبله ومن دبره وقالوا أي خبيث
ان المسيح الذي زعمت أنه الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة عبد الله وروحه وكلمته فيؤمن حين لا ينفعه ايمانه وان
اليهودي إذا خرجت نفسه ضربته الملائكة من قبله ومن دبره وقالوا أي خبيث ان المسيح الذي زعمت أنك قتلته
عبد الله وروحه فيؤمن به حين لا ينفعه الايمان فإذا كان عند نزول عيسى آمنت به أحياؤهم كما آمنت به موتاهم
فقال من أين أخذتها فقلت من محمد بن علي قال لقد أخذتها من معدنها قال شهر وأيم الله ما حدثنيه الا أم سلمة
ولكني أحببت ان أغيظه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وان من
أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال إذا نزل آمنت به الأديان كلها ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا انه قد
بلغ رسالة ربه وأفر على نفسه بالعبودية * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن
به قبل موته قال إذا نزل عيسى عليه السلام فقتل الدجال لم يبق يهودي في الأرض الا آمن به فذلك حين لا ينفعهم
الايمان * وأخرج ابن جرير عن أبي مالك وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال ذلك عند نزول عيسى
ابن مريم لا يبقى أحد من أهل الكتاب الا آمن به * وأخرج ابن جرير عن الحسن وان من أهل الكتاب الا
ليؤمنن به قبل موته قال قبل موت عيسى والله انه الآن حي عند الله ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الحسن ان رجلا سأله عن قوله وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال قبل موت عيسى ان
الله رفع إليه عيسى وهو باعثه قبل يوم القيامة مقاما يؤمن به البر والفاجر * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
241

والبخاري ومسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ليوشكن ان ينزل فيكم
ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون
السجدة خيرا من الدنيا وما فيها ثم يقول أبو هريرة واقرأوا ان شئتم وان من أهل الكتاب لا يؤمنن به قبل
موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوشك ان ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا يقتل الدجال ويقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية
ويفيض المال وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين واقرؤا ان شئتم وان من أهل الكتاب لا ليؤمنن به قبل
موته موت عيسى بن مريم ثم يعيدها أبو هريرة ثلاث مرات * وأخرج أحمد وابن جرير عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقتل الخنزير ويمحى الصليب ويجمع له الصلاة
ويعطى المال حتى لا يقبل ويضع الخراج وينزل الروحاء فيحج منها أو يعتمر أو يجمعهما قال وتلا أبو هريرة
وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا قال أبو هريرة يؤمن به قبل موت
عيسى * وأخرج أحمد ومسلم عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليهلن عيسى بن مريم بفج
الروحاء بالحج أو بالعمرة أو ليثنينهما جميعا * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم وإمامكم منكم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
وأبو داود وابن جرير وابن حبان عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الأنبياء أخوات لعلات أمهاتهم
شتى ودينهم واحد وأني أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه لم يكن بيني وبينه نبي وانه خليفتي على أمتي وانه نازل
فإذا رأيتموه فاعرفوه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض عليه ثوبان ممصران كان رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل
فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعو الناس إلى الاسلام ويهلك الله في زمانه الملل كلها الا
الاسلام ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال ثم تقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل والنمار مع البقر
والذئاب مع الغنم وتلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصلى عليه المسلمون ويدفنونه
* وأخرج أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انى لا رجوان طال بي عمر ان ألقى عيسى بن مريم
فان عجل بي موت فمن لقيه منكم فليقربه منى السلام * وأخرج الطبراني عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم الا ان عيسى بن مريم ليس بيني وبينه نبي ولا رسول الا انه خليفتي في أمتي من بعدي الا انه يقتل
الدجال ويكسر الصليب ويضع الجزية وتضع الحرب أوزارها الا من أدركه منكم فليقرأ عليه السلام * وأخرج
الطبراني عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل عيسى بن مريم فيمكث في الناس أربعين
سنة * وأخرج أحمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل ابن مريم إماما عادلا وحكما مقسطا
فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويرجع السلم وتتخذ السيوف مناجل وتذهب حمة كل ذات حمة وتنزل السماء
رزقها وتخرج الأرض بركتها حتى يلعب الصبى بالثعبان ولا يضره ويراعى الغنم الذئب ولا يضرها ويراعى الأسد
البقر ولا يضرها * وأخرج أحمد والطبراني عن سمرة بن جندب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الدجال
خارج وهو أعور عين الشمال عليها طفرة غليظة وانه يبرئ الأكمة والأبرص ويحيى الموتى ويقول أنا ربكم فمن قال
أنت ربى فقد فتن ومن قال ربى الله حي لا يموت فقد عصم من فتنة ولا فتنة عليه ولا عذاب فيلبث في الأرض ما شاء
الله ثم يجئ عيسى بن مريم من المغرب ولفظ الطبراني من المشرق مصدقا بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال ثم انما هو
قيام الساعة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكى فقال
ما يبكيك قلت يا رسول الله ذكرت الدجال فبكيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يخرج الدجال وأنا حي
فقد كفيتكموه وان يخرج بعدي فان ربكم ليس باعور انه يخرج في يهودية أصبهان حتى يأتي المدينة فينزل
ناحيتها ولها يومئذ سبعة أبواب على كل نقب منها ملكان فيخرج إليه شرار أهلها حتى يأتي الشام مدينة بفلسطين
باب لد فينزل عيسى بن مريم فيقتله ثم يمكث عيسى في الأرض أربعين سنة إماما عادلا وحكما مقسطا * وأخرج
أحمد عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم
242

فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض اليوم منها كالسنة واليوم منها كالشهر واليوم منها كالجمعة ثم سائر أيامه
كأيامكم هذه وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا فيقول للناس أنا ربكم وهو أعور وان ربكم ليس
باعور مكتوب بين عينيه ك‍ ف ر مهجاة يقرؤه كل مؤمن كاتب وعير كاتب يرد كل ماء ومنهل الا
المدينة ومكة حرمهما الله عليه وقامت الملائكة بأبوابها ومعه جبل من خبز والناس في جهد الامن اتبعه ومعه
نهران أنا أعلم بهما منه نهير يقول الجنة ونهر يقول النار فمن دخل الذي يسميه الجنة فهي النار ومن دخل
الذي يسميه النار فهي الجنة وتعبث معه شياطين تكلم الناس ومعه فتنة عظيمة يأمر السماء فتمطر فيما يرى
الناس ويقتل نفسا ثم يحييه لا يسلط على غيرها من الناس فيما يرى الناس فيقول للناس أيها الناس هل يفعل
مثل هذا الا الرب فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام فيأتيهم فيحصرهم فيشتد حصارهم ويجهد هم جهدا
شديدا ثم ينزل عيسى فينادى من السحر فيقول يا أيها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث فيقولون
هذا رجل حي فينطلقون فإذا هم بعيسى فتقام الصلاة فيقال له تقدم يا روح الله فيقول ليتقدم إمامكم فليصل
بكم فإذا صلوا صلاة الصبح خرجوا إليه فحين يراه الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء فيمشي إليه فيقتله حتى أن
الشجرة تنادى يا روح الله هذا يهودي فلا يترك ممن كان يتبعه أحد الا قتله * وأخرج معمر في جامعه عن
الزهري أخبرني عمرو بن سفيان الثقفي أخبرني رجلا من الأنصاري عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال يأتي سباخ المدينة وهو محرم عليه أن يدخلها فتنتفض بأهلها
نفضة أو نفضتين وهي الزلزلة فيخرج إليه منها كل منافق ومنافقة ثم يأتي الدجال قبل الشام حتى يأتي بعض جبال
الشام فيحاصرهم وبقية المسلمين يومئذ معتصمون بذروة جبل فيحاصرهم نازلا بالصلة حتى إذا طال عليهم الحصار
قال رجل حتى متى أنتم هكذا وعدوكم نازل بأصل جبلكم هل أنتم الا بين إحدى الحسنيين بين أن تستشهدوا أو
يظهركم فيتبايعون على القتال بيعة يعلم الله انها الصدق من أنفسهم ثم تأخذهم ظلمة لا يبصر أحدهم كفه فينزل
ابن مريم فيحسر عن أبصارهم وبين أظهرهم رجل عليه لامة فيقول من أنت فيقول أنا عبد الله وروحه وكلمته
عيسى اختاروا إحدى ثلاث بين أن يبعث الله على الدجال وجنوده عذابا جسيما أو يخسف بهم الأرض أو يرسل
عليهم سلاحكم ويكف سلاحهم فيقولون هذه يا رسول الله أشفى لصدورنا فيومئذ ترى اليهودي العظيم الطويل
الأكول الشروب لا تقل يده سيفه من الرعب فينزلون إليهم فيسلطون عليهم ويذرب الدجال حتى يدركه عيسى
فيقتله * وأخرج ابن أبي شبة وأحمد والطبراني الحاكم وصححه عن عثمان بن أبي العاصي سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول يكون للمسلمين ثلاثة أمصار مصر يلتقي البحرين ومصر بالجزيرة ومصر بالشام فيفزع الناس
ثلاث فزعات فيخرج الدجال في عراض جيش فيهرم من قبل المشرق فأول مصر يرده المصر الذي بملتقى البحرين
فيصير أهلها ثلاث فرق فرقة تقيم وتقول نشامه ننظر ما هو وفرقة تلحق الاعراب وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم
ومع الدجال سبعون ألفا عليهم التيجان وأكثر من معه اليهود والنساء ثم يأتي المصر الذي يليهم فيصير أهله ثلاث
فرق فرقة تقول نشامه وننظر ما هو وفرقة تلحق بالأعراب وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم ثم يأتي الشام فينحاز
المسلمون إلى عقبة أفيق فيبعثون بسرح لهم فيصاب سرحهم فيشتد ذلك عليهم وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد
شديد حتى أن أحدهم ليحرق وترقوسه فيأكله فبينما هم كذلك إذ ناداهم مناد من السحر أتاكم الغوث أيها
الناس ثلاثا فيقول بعضهم لبعض ان هذا الصوت رجل شبعان فينزل عيسى عند صلاة الفجر فيقول له أمير
الناس تقدم يا روح الله فصل بنا فيقول انكم معشر هذه الأمة أمراء بعضكم على بعض تقدم أنت فصل بنا فيتقدم
فيصلى بهم فإذا انصرف أخذ عيسى حربته نحو الدجال فإذا رآه ذاب كما يذوب الرصاص فتقع حربته بين ثندوته
فيقتله ثم ينهزم أصحابه فليس شئ يومئذ يجن أحدا منهم حتى أن الحجر يقول يا مؤمن هذا كافر فاقتله والشجر يقول
يا مؤمن هذا كافر فاقتله * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي الطفيل قال كنت بالكوفة فقيل قد خرج الدجال
فأتينا حذيفة بن أسيد فقلت هذا الدجال قد خرج فقال اجلس فجلست فنودي انها كذبة صباغ فقال حذيفة ان
الدجال لو خرج زمانكم لرمته الصبيان بالخزف ولكنه يخرج في نقص من الناس وخفة من الدين وسوء ذات بين
243

فيرد كل منهل وتطوى له الأرض طي فورة الكبش حتى يأتي المدنية فيغلب على خارجها ويمنع داخلها ثم جبل
إيليا فيحاصر عصابة من المسلمين فيقول لهم الذي عليهم ما تنتظرون بهذا الطاغية ان تقاتلوه حتى تلحقوا بالله أو
يفتح لكم فيأتمرون ان يقاتلوه إذا أصبحوا فيصبحون ومعهم عيسى بن مريم فيقتل الدجال ويهزم أصحابه
* وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال فيلبث في
أمتي ما شاء الله يلبث أربعين ولا أدرى ليلة أو شهرا أو سنة قال ثم يبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود
الثقفي فيطلبه حتى يهلكه ثم يبقى الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يبعث الله ريحا باردة تجئ من قبل
الشام فلا تدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من ايمان الا قبضت روحه حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلت
عليه حتى تقبضه سمعت هذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كبد جبل ثم يبقى شرار الناس من لا يعرف معروفا
ولا ينكر منكرا في خفة الطير وأحلام السباع فيجيئهم الشيطان فيقول ألا تستحيون فيقولون ما تأمرنا
فيأمرهم بعبادة الأوثان فيعبدونها وهم في ذلك دار رزقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور * وأخرج أبو داود
وابن ماجة عن أبي أمامة الباهلي قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثر خطبته حديثا حدثناه عن
الدجال وحذرناه فكان من قوله ان قال إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال
وان الله لم يبعث نبيا الا حذر من الدجال وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم وهو خارج فيكم لا محالة فان يخرج وأنا
بين ظهرانيكم فانا حجيج لكل مسلم وان يخرج من بعدي فكل حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم وانه يخرج
من خلة بين الشام والعراق فيعيث يمينا ويعيث شمالا يا عباد الله فاثبتوا وإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه نبي
قبلي انه يبدأ فيقول أنا نبي ولا نبي بعدي ثم يثنى فيقول أنا ربكم ولا ترون ربكم حتى تموتوا وانه أعور وان ربكم
عز وجل ليس باعور وانه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب وان من فتنته ان معه جنة
ونارا فناره جنة وجنته نار فمن ابتلى بناره فليستعن بالله وليقرأ فواتح الكهف فتكون عليه بردا وسلاما كما كانت
النار على إبراهيم وان من فتنته أن يقول لأعرابي أرأيت ان بعثت لك أباك وأمك أتشهد انى ربك فيقول له نعم
فيمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان يا بنى اتبعه فإنه ربك وان من فتنته أن يسلط على نفس واحدة
فيقتلها ينشرها بالمنشار حتى يلقى شقتين ثم يقول انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه الآن ثم يزعم أن له ربا غيري
فيبعثه الله فيقول له الخبيث من ربك فيقول ربى الله وأنت عدو الله الدجال والله ما كنت أشد بصيرة بك منى اليوم
وان من فتنته أن يأمر السماء ان تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت وان من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه
فلا يبقى لهم سائمة الا هلكت وان من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر ويأمر الأرض أن
تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه وأمده خواصر وأدره ضروعا وأنه
لا يبقى من الأرض شئ الا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة فإنه لا يأتيها من نقب من نقابها الا لقيته الملائكة
بالسيوف صلتة حتى ينزل عند الظريب الأحمر عند منقطع السبخة فترجف المدينة بأهلها ثلاثا رجفات فلا يبقى
منافق ولا منافقة الا خرج إليه فتنقي الخبث منها كما ينقى الكير خبث الحديد ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص
فقالت أم شريك بنت أبي العسكر يا رسول الله فأين العرب يومئذ قال هم قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم
رجل صالح فبينما امامهم قد تقدم يصلى الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح فرجع ذلك الامام يمشى
القهقرى ليتقدم عيسى يصلى فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصلى بهم امامهم
فإذا انصرف قال عيسى أقيموا الباب فيفتح ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف مجلي وساج فإذا
نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربا ويقول عيسى ان لي فيك ضربة لن تسبعي بها فيدركه
عند باب لدا الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شئ ما خلق الله يتوارى به يهودي الا أنطق الله الشئ لا حجر
ولا شجر ولا دابة ولا حائط الا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق الا قالت يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال فاقتله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وان أيامه أربعون سنة السنة كنصف السنة والسنة كالشهر والشهر كالجمعة
وآخر أيامه كالشررة يصبح أحد كم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي فقيل له يا رسول الله كيف
244

نصلى في تلك الأيام القصار قال تقدرون فيها للصلاة كما تقدرون في هذه الأيام الطوال ثم صلوا قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ليكونن عيسى بن مريم في أمتي حكما عدلا وإماما مقسطا يدق الصليب ويذبح الخنزير
ويضع الجزية ويترك الصدقة فلا يسعى على شاة ولا بعير وترفع الشحناء والتباغض وتنزع حمة كل ذات حمة
حتى يدخل الوليد يده في في الحية فلا تضره وينفر الوليد الأسد فلا يضره ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها وتملأ
الأرض من السلم كما يملأ الاناء من الاناء وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد الا الله وتضع الحرب أوزارها وتسلب
قريش ملكها وتكون الأرض كثاثور الفضة تنبت نباتها كعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب
يشبعهم ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم ويكون الثور بكذا وكذا من المال ويكون الفرس بالدريهمات
قيل يا رسول الله وما يرخص الفرس قال لا يركب لحرب أبدا قيل له فما يغلى الثور قال لحرث الأرض كلها وان
قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء ان تحبس ثلث مطرها
ويأمر الأرض ان تحبس ثلث نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض فتحبس
ثلثي نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا
تنبت خضراء فلا تبقى ذات ظلف الا هلكت الا ما شاء الله قيل فما يعيش الناس في ذلك الزمان قال التهليل والتكبير
والتسبيح والتحميد ويجرى ذلك عليهم مجرى الطعام * وأخرج أحمد ومسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم
تعال صل بنا فيقول لا ان بعضكم على بعض أمير تكرمة الله هذه الأمة * وأخرج الطبراني عن أوس بن أوس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء في دمشق * وأخرج الحكيم الترمذي في
نوادر الأصول عن عبد الرحمن بن سمرة قال بعثني خالد بن الوليد بشير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مؤتة
فلما دخلت عليه قلت يا رسول الله فقال على رسلك يا عبد الرحمن أخذ اللواء زيد بن حارثة فقاتل حتى قتل رحم
الله زيدا ثم أخذ للواء جعفر فقاتل فقتل رحم الله جعفرا ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فقاتل فقتل رحم
الله عبد الله ثم أخذ اللواء خالد ففتح الله لخالد فخالد سيف من سيوف الله فبكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهم حوله فقال ما يبكيكم قالوا وما لنا لا نبكي وقد قتل خيارنا وأشرافنا وأهل الفضل منا فقال لا تبكوا فإنما مثل
أمتي مثل حديقة قام عليها صاحبها فاجتث زواكيها وهيأ مساكنها وحلق سعفها فأطعمت عاما فوجا ثم عاما فوجا
ثم عاما فوجا فلعل آخرها طعما يكون أجودها قنوانا وأطولها شمراخا والذي بعثني بالحق ليجدن ابن مريم في
أمتي خلفا من حواريه * وأخرج ابن أبي شيبة والحكيم والترمذي والحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن جبير بن
نفير الحضرمي عن أبيه قال لما اشتد جزع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على من قتل يوم مؤتة قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ليدركن الدجال من هذه الأمة قوما مثلكم أو خيرا منكم ثلاث مراث ولن يخزي الله أمة أنا
أولها وعيسى بن مريم آخرها قال الذهبي مرسل وهو خبر منكر * وأخرج الحاكم عن أنس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم سيدرك رجال من أمتي عيسى بن مريم ويشهدون قتال الدجال * وأخرج الحاكم وصححه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهبطن ابن مريم حكما عدلا وإماما مقسطا وليسلكن فجا حاجا أو
معتمرا وليأتين قبري حتى يسلم على على ولأردن عليه يقول أبو هريرة أي بنى أخي ان رأيتموه فقولوا أبو هريرة يقرئك
السلام * وأخرج الحاكم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدرك منكم عيسى بن مريم فليقرأه
منى السلام * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي هريرة قال يلبث عيسى بن مريم في الأرض أربعين سنة لو يقول
للبطحاء سيلي عسلا لسالت * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه عن مجمع بن جارية سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ليقتلن ابن مريم الدجال بباب لد * وأخرج أحمد عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال عصابتان من أمتي أحرزهم الله من النار عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى بن مريم * وأخرج
الترمذي وحسنه عن محمد بن يوسف عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال مكتوب في التوراة صفة محمد
وعيسى بن مريم يدفن معه * وأخرج البخاري في تاريخه والطبراني عن عبد الله بن سلام قال يدفن عيسى بن مريم
245

مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فيكون قبره رابعا * قوله تعالى (فبظلم من الذين هادوا) الآية
* أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس انه قرأ طيبات كانت أحلت لهم * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم قال عوقب القوم بظلم
ظلموه وبغى بغوه فحرمت عليهم أشياء ببغيهم وظلمهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد
وبصدهم عن سبيل الله كثيرا قال أنفسهم وغيرهم عن الحق * قوله تعالى (لكن الراسخون في العلم منهم)
الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله لكن الراسخون في العلم قال استثنى الله منهم
فكان منهم من يؤمن بالله وما أنزل عليهم وما أنزل على نبي الله يؤمنون به ويصدقون به ويعلمون انه الحق من ربهم
* وأخرج ابن إسحاق والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله لكن الراسخون في العلم منهم الآية قال نزلت في
عبد الله بن سلام وأسيد بن سعية وثعلبة بن سعية حين فارقوا يهود وأسلموا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذر عن الزبير بن خالد قال قلت لأبان بن عثمان بن عفان ما شأنها كتبت لكن
الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ما بين
يديها وما خلفها رفع وهي نصب قال إن الكاتب لما كتب لكن الراسخون حتى إذا بلغ قال ما أكتب قيل له
اكتب والمقيمين الصلاة فكتب ما قيل له * وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن
جرير وابن أبي داود وابن المنذر عن عروة قال سألت عائشة عن لحن القرآن ان الذين آمنوا والذين هادوا
والصابئون والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة وان هذان لساحران فقالت يا ابن أختي هذا عمل الكتاب
أخطؤا في الكتاب * وأخرج ابن أبي داود عن سعيد بن جبير قال في القرآن أربعة أحرف الصابئون والمقيمين
فاصدق وأكن من الصالحين وان هذان لساحران * وأخرج ابن أبي داود عن عبد الأعلى بن عبد
الله بن عامر القرشي قال لما فرغ من المصحف أتى به عثمان فنظر فيه فقال قد أحسنتم وأجملتم أرى شيئا من لحن
ستقيمه العرب بألسنتها قال ابن أبي داود هذا عندي يعنى بلغتها فينا والا فلو كان فيه لحن لا يجوز في كلام
العرب جميعا لما استجاز أن يبعث إلى قوم يقرؤونه * وأخرج ابن أبي داود عن عكرمة قال لما أتى عثمان بالمصحف
رأى فيه شيئا من لحن فقال لو كان المملي من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا * وأخرج ابن أبي
داود عن قتادة ان عثمان لما رفع إليه المصحف قال إن فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها * وأخرج ابن أبي
داود عن يحيى بن يعمر قال قال عثمان ان في القرآن لحنا وستقيمه العرب بألسنتها * قوله تعالى (انا أوحينا
إليك) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال قال سكين
وعدى بن زيد يا محمد ما نعلم الله أنزل على بشر من شئ بعد موسى فأنزل الله في ذلك انا أوحينا إليك إلى آخر
الآيات * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن خثيم في قوله أنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من
بعده قال أوحى إليه كما أوحى إلى جميع النبيين من قبله * قوله تعالى (ورسلا لم نقصصهم عليك) * أخرج
عبد بن حميد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن حبان في صحيحه والحاكم وابن عساكر عن أبي ذر قال
قلت يا رسول الله كم الأنبياء قال مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألفا قلت يا رسول الله كم الرسل منهم قال ثلثمائة
وثلاثة عشر جم غفير ثم قال يا أبا ذر أربعة سريانيون آدم وشيث ونوح وخنوخ وهو إدريس وهو أول من
خط بقلم وأربعة من العرب هود وصالح وشعيب ونبيك وأول نبي من أنبياء بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى
وأول النبيين آدم وآخرهم نبيك أخرجه ابن حبان في صحيحه وابن الجوزي في الموضوعات وهما في طرفي نقيض
والصواب انه ضعيف لا صحيح ولا موضوع كما بينته في مختصر الموضوعات * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي امامة
قال قلت يا نبي الله كم الأنبياء قال مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا
* وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم في الحلية بسند ضعيف عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيمن
خلا من إخواني من الأنبياء ثمانية آلاف نبي ثم كان عيسى بن مريم ثم كنت أنا بعده * وأخرج الحاكم بسند
ضعيف عن أنس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ثمانية آلاف من الأنبياء منهم أربعة آلاف من بنى
246

إسرائيل * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي في قوله ورسلا لم نقصصهم عليك قال بعث الله نبيا عبدا حبشيا فهو مما
ما لم يقصصه على محمد صلى الله عليه وسلم وفى لفظ بعث نبي من الحبش * وأخرج ابن عساكر عن كعب الأحبار
قال إن الله أنزل على آدم عليه السلام عصيا بعدد الأنبياء المرسلين ثم أقبل على ابنه شيث فقال أي بنى أنت
خليفتي من بعدي فخذها بعمارة التقوى والعروة الوثقى وكلما ذكرت اسم الله تعالى فاذكر إلى جنبه اسم محمد
فإني رأيت اسمه مكتوبا على ساق العرش وأنا بين الروح والطين ثم انى طفت السماوات فلم أر في السماوات موضعا
الا رأيت اسم محمد مكتوبا عليه وان ربى أسكنني الجنة فلم أر في الجنة قصرا ولا غرفة الا رأيت اسم محمد مكتوبا عليه
ولقد رأيت اسم محمد مكتوبا على نحور الحور العين وعلى ورق قصب آجام الجنة وعلى ورق شجرة طوبى وعلى ورق
سدرة المنتهى وعلى أطراف الحجب وبين أعين الملائكة فكثر ذكره فان الملائكة تذكره في كل ساعاتها
* وأخرج الطبراني والحاكم وصححه من طريق أبى يونس عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس ان
رجلا من بنى عيس يقال له خالد بن سنان قال لقومه انى أطفئ عنكم نار الحدثان فقال له عمارة بن زياد رجل من
قومه والله ما قلت لنا يا خالد قط الا حقا فما شأنك وشأن نار الحدثان تزعم انك تطفئها قال فانطلق وانطلق معه
عمارة في ثلاثين من قومه حتى أتوها وهي تخرج من شن جبل من حرة يقال لها جرة أشجع فخط لهم خالد خطة
فأجلسهم فيها فقال إن أبطأت عليكم فلا تدعوني باسمي فخرجت كأنها خيل شقر يتبع بعضها بعضا فاستقبلها
خالد فجعل يضربها بعصاه وهو يقول بدا بدا بدا كل هدى زعم ابن راعية المعزى انى لا أخرج منها وثيابي تندى
حتى دخل معها الشق فأبطأ عليهم فقال عمارة والله لو كان صاحبكم حيا لقد خرج إليكم فقالوا انه قد نهانا ان ندعوه
باسمه قال فقال فادعوه باسمه فوالله لو كان صاحبكم حيا لقد خرج إليكم فدعوه باسمه فخرج إليهم برأسه فقال ألم
أنهكم أن تدعوني باسمي قد والله قتلتموني فادفنوني فإذا مرت بكم الحمر فيها حمار أبتر فانبشوني فإنكم ستجدوني
حيا فدفنوه فمرت بهم الحمر فيها حمار أبتر فقالوا انبشوه فإنه أمرنا ان ننبشه فقال لهم عمارة لا تحدث مضر أننا ننبش
موتانا والله لا تنبشوه أبدا وقد كان خالد أخبرهم ان في عكن امرأته لوحين فإذا أشكل عليكم أمرنا فانظروا فيهما
فإنكم سترون ما تساءلون عنه وقال لا تمسهما حائض فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما وهي حائض
فذهب ما كان فيهما من علم وقال أبو يونس قال سماك بن حرب سئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذاك
نبي أضاعه قومه وان ابنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابن أخي قال الحاكم صحيح على شرط البخاري
فان أبا يونس هو حاتم بن أبي صغيرة وقال الذهبي منكر * وأخرج ابن سعد والزبير بن بكار في الموفقيات وابن
عساكر عن الكلبي قال أول نبي بعثه الله في الأرض إدريس وهو أخنوخ بن يرد وهو يارد بن
مهلاييل بن قينان
ابن أنوش بن شيث بن آدم ثم انقطعت الرسل حتى بعث نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بن يارد وقد كان سام
ابن نوح نبيا ثم انقطعت الرسل حتى بعث الله إبراهيم نبيا وهو إبراهيم بن تارح وتارح هو آزر بن ناحور بن
شاروخ بن أرغو بن فالغ وفالغ هو فالخ وهو الذي قسم الأرض ابن عابر بن شالخ بن أرفحشد بن سام بن نوح ثم
إسماعيل بن إبراهيم فمات بمكة ودفن بها ثم إسحاق بن إبراهيم مات بالشام ولوط بن هاران بن تارح وإبراهيم عمه هو
ابن أخي إبراهيم ثم إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق ثم يوسف بن يعقوب ثم شعيب بن بوبب بن عنقاء بن مدين
ابن إبراهيم ثم هود بن عبد الله بن الخلود بن عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح ثم صالح بن آسف بن كما شج بن أروم
ابن ثمود بن جابر بن ارم بن سام بن نوح ثم موسى وهرون ابنا عمران بن فاهت بن لاوي بن يعقوب ثم أيوب بن
رازخ بن أمور بن ليغزر بن العيص ثم داود بن ايشا بن عويد بن ناخر بن سلمون بن بخشون بن عنادب بن رام بن
خصرون بن يهود ابن يعقوب ثم سليمان بن داود ثم يونس بن متى من سبط بنيا مين بن يعقوب ثم اليسع من سبط
روبيل بن يعقوب وإلياس بن بشير بن العاذر بن هارون بن عمران وذا الكفل اسمه عويد يا من سبط يهود ابن
يعقوب وبين موسى بن عمران وبين مريم بنت عمران أم عيسى ألف سنة وسبعمائة سنة وليسا من سبط ثم محمد
صلى الله عليه وسلم وكل نبي ذكر في القرآن من ولد إبراهيم غير إدريس ونوح ولوط وهود وصالح ولم يكن من العرب
أنبياء الا خمسة هود وصالح وإسماعيل وشعيب ومحمد وانما سمعوا عربا لأنه لم يتكلم أحد من الأنبياء بالعربية غيرهم
247

فلذلك سموا عربا * وأخرج ابن المنذر والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال كل الأنبياء
من بني إسرائيل الا عشرة نوح وهود وصالح ولوط وإبراهيم وإسحاق وإسماعيل ويعقوب وشعيب ومحمد صلى الله
عليه وسلم ولم يكن نبي له اسمان الا عيسى ويعقوب فيعقوب إسرائيل وعيسى المسيح * وأخرج ابن أبي
حاتم عن قتادة قال كان بين آدم ونوح ألف سنة وبين نوح وإبراهيم ألف سنة وبين إبراهيم وموسى ألف سنة
وبين موسى وعيسى أربعمائة سنة وبين عيسى ومحمد ستمائة سنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش قال كان
بين موسى وعيسى ألف نبي * وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال كان عمر آدم ألف سنة قال ابن عباس وبين آدم
وبين نوح ألف سنة وبين نوح وإبراهيم ألف سنة وبين إبراهيم وبين موسى سبعمائة سنة وبين موسى وعيسى
ألف وخمسمائة سنة وبين عيسى ونبينا ستمائة سنة * قوله تعالى (وكلم الله موسى تكليما) * أخرج ابن المنذر
عن وائل بن دود في قوله وكلم الله موسى تكليما قال مرارا * وأخرج ابن مردويه والطبراني عن عبد الجبار بن
عبد الله قال جاء رجل إلى أبى بكر بن عياش فقال سمعت رجلا يقرأ وكلم الله موسى تكليما فقال ما قال هذا الا
كافر قرأت على الأعمش وقرأ الأعمش على يحيى بن وثاب وقرأ يحيى بن وثاب على أبى عبد الرحمن السلمي وقرأ أبو
عبد الرحمن على علي بن أبي طالب وقرأ على على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلم الله موسى تكليما قال الهيتمي
ورجاله ثقات غير أن عبد الجبار لم أعرفه والذي روى عن ابن عباس أحمد بن عبد الجبار بن ميمون وهو ضعيف
* وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ثابت قال لما مات موسى بن عمران جالت الملائكة في السماوات
بعضا إلى بعض واضعي أيديهم على خدودهم ينادون مات موسى كليم الله فأي الخلق لا يموت * قوله تعالى (رسلا
مبشرين ومنذرين) الآية * أخرج أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن ابن
مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما
بطن ولا أحد أحب إليه المدح من الله من أجل ذلك مدح نفسه ولا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك بعث
النبيين مبشرين ومنذرين * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والحكيم والترمذي عن المغيرة بن شعبة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شخص أحب إليه العذر من الله ولذلك بعث الرسل مبشرين ومنذرين ولا شخص
أحب إليه المدح من الله ولذلك وعد الجنة * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله لئلا يكن للناس على الله حجه
بعد الرسل فيقولوا ما أرسلت إلينا رسولا * قوله تعالى (لكن الله) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير
وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال دخل جماعة من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
لهم انى والله أعلم أنكم تعلمون أنى رسول الله فقالوا ما نعلم ذلك فأنزل الله لكن الله يشهد الآية * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله لكن الله يشهد الآية قال شهود والله غير متهمة * قوله تعالى (يا أهل
الكتاب لا تغلوا) الآية * أخرج ابن المنذر عن قتادة في قوله لا تغلوا قال لا تبتدعوا * واخرج عبد الرزاق
وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وكلمته ألقاها إلى مريم قال كلمته ان قال كن فكان * وأخرج عبد بن
حميد والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن أبي موسى ان النجاشي قال لجعفر ما يقول صاحبك في ابن مريم
قال يقول فيه قول الله روح الله وكلمته أخرجه من البتول العذراء لم يقربها بشر فتناول عودا من الأرض فرفعه
فقال يا معشر القسيسين والرهبان ما يزيد هؤلاء على ما تقولون في ابن مريم ما يزن هذه * وأخرج البيهقي في
الدلائل عن ابن مسعود قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي ونحن ثمانون رجلا ومعنا جعفر
ابن أبي طالب وبعثت قريش عمارة وعمر وبن العاصي ومعهما هدية إلى النجاشي فلما دخلا عليه سجدا له
وبعثا إليه بالهدية قالا إن ناسا من قومنا رغبوا عن ديننا وقد نزلوا أرضك فبعث إليهم حتى دخلوا عليه فلم
يسجدوا له فقالوا مالكم لم تسجدوا للملك فقال جعفر إن الله بعث إلينا نبيه فأمرنا أن لا نسجد الا لله فقال عمرو بن
العاصي انهم يخالفونك في عيسى وأمه قال فما يقولون في عيسى وأمه قالوا نقول كما قال الله وهو روح الله وكلمته
ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسسها بشر فتناول النجاشي عودا فقال يا معشر القسيسين والرهبان ما تزيدون
على ما يقول هؤلاء ما يزن هذه مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده فانا أشهد انه نبي ولوددت انى عنده فاحمل نعليه
248

فانزلوا حيث شئتم من أرضى * وأخرج البخاري عن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما أطرت
النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله * وأخرج مسلم عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله
وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله من أبواب لجنة الثمانية من أيها شاء على ما
كان من العمل * قوله تعالى (لن يستنكف) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لن يستنكف
قال لن يستكبر * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والإسماعيلي في
معجمه بسند ضعيف عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله فيوفيهم أجورهم
ويزيدهم من فضلة قال أجورهم يدخلهم الجنة ويزيدهم من فضله الشفاعة فيمن وجبت لهم النار ممن صنع إليهم
المعروف في الدنيا والله سبحانه أعلم * قوله تعالى (يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم) * أخرج ابن أبي
شيبة عن عبد الله بن مسعود انه كان إذا تحرك من الليل قال يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم
نورا مبينا * وأخرج ابن عساكر عن سفيان الثوري عن أبيه عن رجل لا يحفظ اسمه في قوله قد جاء كم برهان من
ربكم قال محمد صلى الله عليه وسلم وأنزلنا إليكم نورا مبينا قال الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد
في قوله برهان من ربك قال حجة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله قد جاءكم برهان من ربكم قال
بينة وأنزلنا إليكم نورا مبينا قال هذا القرآن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله واعتصموا
به قال بالقرآن * قوله تعالى (يستفتونك) الآية * أخرج ابن سعد وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود
والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن جابر بن عبد الله قال دخل على رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأنا مريض لا أعقل فتوضأ ثم صب على فعقلت فقلت انه لا يرثني الا كلاله فكيف الميراث فنزلت
آية الفرائض * وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم عن جابر قال أنزلت في يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة
* وأخرج ابن راهويه وابن مردويه عن عمرانه سال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تورث الكلالة فأنزل
الله يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إلى آخرها فكان عمر لم يفهم فقال لحفصة إذا رأيت من رسول الله صلى
الله عليه وسلم طيب نفس فسليه عنها فرأت منه طيب نفس فسألته فقال أبوك ذكر لك هذا ما أرى أباك يعلمها
فكان عمر يقول ما أراني أعلمها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن
منصور وابن مردويه عن طاوس ان عمر أمر حفصة أن تسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلالة فسألته
فأملاها عليها في كتف وقال من أمرك بهذا أعمر ما أراه يقيمها أوما تكفيه آية الصيف قال سفيان وآية الصيف
التي في النساء وان كان رجل يورث كلالة أو امرأة فلما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت الآية التي
في خاتمة النساء * وأخرج مالك ومسلم وابن جرير والبيهقي عن عمر قال ما سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن شئ
أكثر ما سألته عن الكلالة حتى طعن بإصبعه في صدري وقال تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء
* وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والبيهقي عن البراء بن عازب قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسأله عن الكلالة فقال تكفيك آية الصيف * واخرج عبد بن حميد وأبو داود في المراسيل والبيهقي عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الكلالة فقال أما سمعت الآية التي أنزلت
في الصيف يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة فمن لم يترك ولدا ولا والدا فورثته كلاله وأخرجه الحاكم موصولا
عن أبي سلمة عن أبي هريرة * وأخرج عبد الرزاق والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر عن عمر قال ثلاث
وددت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عهد إلينا فيهن عهد انتهى إليه الجد والكلالة وأبواب من أبواب
الربا * وأخرج أحمد عن عمر قال سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلالة فقال تكفيك آية الصيف فلان
أكون سالت النبي صلى الله عليه وسلم عنها أحب إلى من أن يكون لي حمر النعم * وأخرج عبد الرزاق والعدني
وابن المنذر والحاكم عن عمر قال لان أكون سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاثا أحب إلى من حمر النعم عن
الخليفة بعده وعن قوم قالوا نقر بالزكاة من أموالنا ولا نؤديها إليك أيحل قتالهم وعن الكلالة * وأخرج
249

الطيالسي وعبد الرزاق والعدني وابن ماجة والساجي وابن جرير والحاكم والبيهقي عن عمر قال ثلاث لان يكون
النبي صلى الله عليه وسلم بينهن لنا أحب إلى من الدنيا وما فيها الخلافة والكلالة والربا * وأخرج الطبراني عن
سمرة بن جندب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل يستفتيه في الكلالة أنبئني يا رسول الله أكلالة
الرجل يريد إخوته من أبيه وأمه فلم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا غير أنه قرأ عليه آية الكلالة التي في
سورة النساء عاد الرجل يسأله فكلما سأله قرأها حتى أكثر وصخب الرجل واشتد صخبه من حرصه على أن
يبين له النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه الآية ثم قال له انى والله لا أزيدك على ما أعطيت * وأخرج عبد الرزاق
وسعيد بن مصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في سننه عن ابن عباس
قال كنت آخر الناس عهدا بعمر فسمعته يقول القول ما قلت قلت وما قلت قال قلت الكلالة من لا ولد له
* وأخرج ابن جرير عن طارق بن شهاب قال أخذ عمر كتفا وجمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لا قضين
في الكلالة قضاء تحدث به النساء في خدورهن فخرجت حينئذ حية من البيت فتفرقوا فقال لو أراد الله أن يتم
هذا الامر لأتمه * وأخرج عبد الرزاق عن سعيد بن المسيب ان عمر كتب في الجد والكلالة كتابا فمكث يستخير
الله يقول اللهم ان علمت أن فيه خيرا فامضه حتى إذا طعن دعا بالكتاب فمحى ولم يدر أحد ما كتب فيه فقال انى
كنت كتبت في الجد والكلالة كتابا وكنت أستخير الله فيه فرأيت أن أترككم على ما كنتم عليه * وأخرج
عبد الرزاق وابن سعد عن ابن عباس قال أنا أول من أتى عمر حين طعن فقال احفظ عنى ثلاثا فإني أخاف أن
لا يدركني الناس أما أنا فلم أقض في الكلالة ولم أستخلف على الناس خليفة وكل مملوك له عتيق * وأخرج أحمد
عن عمرو القاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على سعد وهو وجع مغلوب فقال يا رسول الله ان لي مالا وإني
أورث كلاله أفأوصي بمالي أو أتصدق به قال لا قال أفأوصي بثلثيه قال لا قال أفأوصي بشطره قال لا قال أفا وصى
بثلثه قال نعم وذاك كثير * وأخرج ابن سعد والنسائي وابن جرير والبيهقي في سننه عن جابر قال اشتكيت فدخل
النبي صلى الله عليه وسلم على فقلت يا رسول الله أوصى لأخواتي بالثلث قال أحسن قلت بالشطر قال أحسن ثم
خرج ثم دخل على فقال لا أراك تموت في وجعك هذا ان الله أنزل وبين ما لأخواتك وهو الثلثان فكان جابر
يقول نزلت هذه الآية في يستفتونك قال الله يفتيكم في الكلالة * وأخرج العدني والبزار في مسنديهما وأبو
الشيخ في الفرائض بسند صحيح عن حذيفة قال نزلت آية الكلالة على النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فوقف
النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو بحذيفة فلقاها إياه فنظر حذيفة فإذا عمر فلقاها إياه فلما كان في خلافة عمر نظر
عمر في الكلالة فدعا حذيفة فسأله عنها فقال حذيفة لقد لقانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيتك كما لقاني
والله لا أزيدك على ذلك شيئا أبدا * وأخرج أبو الشيخ في الفرائض عن البراء قال سئل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الكلالة فقال ما خلا الولد والوالد * وأخرج ابن أبي شيبة والدارمي وابن جرير عن أبي الخير ان
رجلا سأل عقبة بن عامر عن الكلالة فقال ألا تعجبون من هذا يسألني عن الكلالة وما أعضل بأصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم شئ ما أعضلت بهم الكلالة * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة
والدارمي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن الشعبي قال سئل أبو بكر عن الكلالة فقال انى سأقول فيها
برأيي فان كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له وان كان خطا فمني ومن الشيطان والله منه برئ أراه ما خلا
الوالد والولد فلما استخلف عمر قال الكلالة ما عدا الولد فلما طعن عمر قال انى لأستحي من الله أن أخالف أبا بكر
رضي الله عنه * وأخرج عبد بن حميد عن أبي بكر الصديق أنه قال من مات ليس له ولد ولا والد فورثته كلالة
فضج منه على ثم رجع إلى قوله * وأخرج عبد الرزاق عن عمرو بن شرحبيل قال ما رأيتهم الا قد تواطؤا ان
الكلالة من لا ولد له ولا والد * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والدارمي وابن جرير
وابن المنذر والبيهقي في سننه من طريق الحسن بن محمد بن الحنفية قال سالت ابن عباس عن الكلالة قال
هو ما عدا الوالد والولد فقلت له ان امرؤ هلك ليس له ولد فغضب وانتهرني * وأخرج ابن جرير من طريق على
عن ابن عباس قال الكلالة من لم يترك ولدا ولا والدا * وأخرج ابن أبي شيبة عن السميط قال كان عمر
250

يقول الكلالة ما خلا الولد والوالد * وأخرج ابن المنذر عن الشعبي قال الكلالة ما كان سوى الوالد والولد
من الورثة إخوة أو غيرهم من العصبة كذلك قال على وابن مسعود وزيد بن ثابت * وأخرج ابن أبي شيبة
في المصنف وابن المنذر عن ابن عباس قال الكلالة الميت نفسه * وأخرج ابن جرير عن معدان بن أبي طلحة
اليعمري قال قال عمر بن الخطاب ما أغلظ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ما نازعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم في شئ ما نازعته في آية الكلالة حتى ضرب صدري فقال يكفيك منها آية الصيف يستفتونك
قل الله يفتيكم في الكلالة وسأقضي فيها بقضاء يعلمه من يقرأ ومن لا يقرأ هو ما خلا الأب * وأخرج عبد
الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن ابن سير ين قال نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة والنبي صلى الله
عليه وسلم في مسير له والى جنبه حذيفة بن اليمان فبلغها النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة وبلغها حذيفة عمر بن
الخطاب وهو يسير خلفه فلما استخلف عمر سأل عنها حذيفة ورجا ان يكون عنده تفسيرها فقال له حذيفة والله
انك لعاجز إن ظننت ان إمارتك تحملني ان أحدثك ما لم أحدثك يومئذ فقال عمر لم أرد هذا رحمك الله * وأخرج
ابن جرير عن عمر قال لان أكون أعلم الكلالة أحب إلى من أن يكون لي جزية قصور الشام * وأخرج
ابن جرير عن الحسن بن مسروق عن أبيه قال سألت عمر وهو يخطب الناس عن ذي قرابة لي ورث كلالة
فقال الكلالة الكلالة الكلالة وأخذ بلحيته ثم قال والله لان أعلمها أحب إلى من أن يكون لي ما على الأرض
من شئ سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألم تسمع الآية التي أنزلت في الصيف فأعادها ثلاث مرات
* وأخرج ابن جرير عن أبي سلمة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الكلالة فقال ألم تسمع الآية
التي أنزلت في الصيف وان كان رجل يورث كلالة إلى آخر الآية * وأخرج أحمد بسند جيد عن زيد بن ثابت
انه سئل عن زوج وأخت لأب وأم فأعطى الزوج النصف والأخت النصف فكلم في ذلك فقال حضرت النبي صلى
الله عليه وسلم قضى بذلك * وأخرج عبد الرزاق والبخاري والحاكم عن الأسود قال قضى فينا معاذ بن جبل على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ابنة وأخت للابنة النصف وللأخت النصف * وأخرج عبد الرزاق والبخاري
والحاكم والبيهقي عن هزيل بن شرحبيل ان أبا موسى الأشعري سئل عن ابنة وابنة وأخت لأبوين فقال
للبنت النصف وللأخت النصف وائت ابن مسعود فتيا يعني فسئل ابن مسعود وأخبر بقول أبى موسى فقال لقد
ضللت إذا وما أنا من المهتدين أقضي فيها بما قضى النبي صلى الله عليه وسلم للابنة النصف ولابنة الابن السدس
تكملة الثلثين وما بقى فللأخت فأخبرناه بقول ابن مسعود فقال لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم * وأخرج عبد
الرزاق وابن المنذر والحاكم والبيهقي عن ابن عباس انه سئل عن رجل توفى وترك ابنته وأخته لأبيه وأمه فقال
للبنت النصف وليس للأخت شئ وما بقى فلعصبته فقيل ان عمر جعل للأخت النصف فقال ابن عباس أأنتم أعلم أم
الله قال الله ان امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف وما ترك فقلتم أنتم لها النصف وان كان له ولد * وأخرج ابن
المنذر والحاكم عن ابن عباس قال شئ لا تجدونه في كتاب الله ولا في قضاء رسول الله وتجدونه في الناس كلهم للابنة
النصف وللأخت النصف وقد قال الله ان امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك * وأخرج الشيخان
عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحقوا الفرائض بأهلها فما أبقت فلا ولى رجل ذكر * وأخرج
ابن المنذر عن ابن عباس يستفتونك قال سألوا نبي الله عن الكلالة يبين الله لكم ان تضلوا قال في شان المواريث
* وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في
الدلائل عن البراء قال آخر سورة نزلت كاملة براءة وآخر آية نزلت خاتمة سورة النساء يستفتونك قل الله يفتيكم في
الكلالة * وأخرج ابن جرير وعبد بن حميد والبيهقي في سننه عن قتادة قال ذكر لنا أن أبا بكر الصديق قال في
خطبته الا ان ا لآية التي أنزلت في سورة النساء في شان الفرائض أنزلها الله في الولد والوالد والآية الثانية أنزلها
في الزوج والزوجة والاخوة من الام والآية التي ختم بها سورة النساء أنزلها في الاخوة والأخوات من الأب
والام والآية التي ختم بها سورة الأنفال أنزلها في أولى الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله مما جرت به الرحم
من العصبة * وأخرج الطبراني في الصغير عن أبي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا إلى قباء يستخير
251

في العمة والخالة فأنزل الله لا ميراث لهما * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن ابن سير ين قال كان
عمر بن الخطاب إذا قرأ يبين الله لكم ان تضلوا قال اللهم من بينت له الكلالة فلم تبين لي * وأخرج أحمد عن عمرو
القاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على سعد وهو وجع مغلوب فقال يا رسول الله ان لي ما لا وإني
أورث كلالة أفأوصي بما لي أو أتصدق به قال لا قال أفأوصي بثلثيه قال لا قال أفأوصي بشطره قال لا قال أفأوصي
بثلثه قال نعم وذاك كثير * وأخرج الطبراني عن خارجة بن زيد بن ثابت ان زيد بن ثابت كتب لمعاوية رسالة بسم
الله الرحمن الرحيم لعبد الله معاوية أمير المؤمنين من زيد بن ثابت سلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله فإني أحمد
إليك الله الذي لا إله الا هو أما بعد فإنك كتبت تسألني عن ميراث الجد والاخوة وان كلالة وكثيرا مما قضى
به في هذا لمواريث لا يعلم مبلغها الا الله وقد كنا نحضر من ذلك أمورا عند الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه
وسلم فوعينا منها ما شئنا ان نعى فنحن نفتي بعد من استفتانا في الموارث والله أعلم
* (سورة المائدة) *
* أخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال المائدة مدنية * وأخرج أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس
في ناسخه والنسائي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن جبير بن تفسير قال
حججت فدخلت على عائشة فقالت لي يا جبير تقرأ المائدة فقلت نعم فقالت أما انها آخر سورة نزلت فما
وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والحاكم
وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عبد الله بن عمرو قال آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح
وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو قال أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المائدة وهو
راكب على راحلته فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير ومحمد بن
نصر في الصلاة والطبراني وأبو نعيم في الدلائل والبيهقي في شعب الايمان عن أسماء بنت يزيد قالت انى لآخذه
بزمام العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نزلت المائدة كلها فكادت من ثقلها تدق عضد الناقة
وأخرج ابن أبي شيبة في سنده والبغوي في معجمه وابن مردويه والبيهقي في دلائل النبوة عن أم عمر وبنت
عيس عن عمها انه كان في مسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت عليه سورة المائدة فاندق كتف
راحلة العضباء من ثقل السورة * وأخرج عبد بن حميد في مسنده عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم
قرأ في خطبته سورة المائدة والتوبة * وأخرج أبو عبيد عن محمد بن كعب القرظي قال نزلت سورة المائدة على
رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة وهو على ناقته فانصدعت كنفها فنزل عنها رسول
الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس قال نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله
عليه وسلم في المسير في حجة الوداع وهو راكب راحلته فبركت به راحلته من ثقلها * وأخرج أبو عبيد عن ضمرة بن
حبيب وعطية بن قيس قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المائدة من آخر القرآن تنزيلا فأحلوا حلالها وحرموا
حرامها * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبي ميسرة قال آخر سورة أنزلت سورة المائدة وان فيها
لسبع عشرة فريضة * وأخرج الفريابي وأبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي ميسرة قال في
المائدة ثمان عشر فريضة ليس في سورة من القرآن غيرها وليس فيها منسوخ المنخنقة والموقوذة والمتردية
والنطيحة وما أكل السبع الا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وان تستقسموا بالأزلام والجوارح مكلبين وطعام
الذين أوتوا الكتاب والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب وتمام الطهور إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا والسارق
والسارقة وما جعل الله من بحيرة الآية وأخرج أبو داود والنحاس كلاهما في الناسخ عن أبي ميسرة عمر وبن
شرحبيل قال ينسخ من المائدة شئ * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن المنذر عن ابن عون قال
قلت للحسن نسخ من المائدة شئ فقال لا * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر
والنحاس عن الشعبي قال لم ينسخ من المائدة الا هذه الا آية يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام
ولا الهدى ولا القلائد * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن أبي حاتم والنحاس والحاكم وصححه عن ابن عباس قال
252

نسخ من هذه السورة آيتان آية القلائد وقوله فان جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم * وأخرج البغوي في معجمة
من طريق عبدة بن أبي لبابة قال بلغني عن سالم مولى أبى حذيفة قال كانت لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
حاجة فاتيت المسجد فوجدته قد كبر فتقدمت قريبا منه فقرأ بسورة البقرة وسورة النساء وبسورة المائدة
وبسورة النعام ثم ركع فسمعته يقول سبحان ربى العظيم ثم قام فسجد فسمعته يقول سبحان ربى الأعلى ثلاثا في كل
ركعة * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في
شعب الايمان عن ابن عباس في قوله أوفوا بالعقود يعنى بالعهود ما أحل الله وما حرم وما فرض وما حد في القرآن
كله لا تغدروا ولا تنكثوا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله أوفوا بالعقود أي بعقد الجاهلية ذكر
لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول أوفوا بعقد الجاهلية ولا تحدثوا عقدا في الاسلام * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد عن قتادة في قوله أوفوا بالعقود قال بالعهود وهي عقود الجاهلية الحلف * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن عبد الله بن عبيدة قال العقود خمس عقدة الايمان وعقدة النكاح وعقدة البيع وعقدة
العهد وعقد الحلف * وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم في الآية قال العقود خمس عقدة النكاح وعقدة الشركة
وعقدة اليمين وعقدة العهد وعقدة الحلف * وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال
هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن يفقه أهلها ويعلمهم
السنة ويأخذ صدقاتهم فكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله ورسوله يا أيها الذين آمنوا أوفوا
بالعقود عهدا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر وبن حزم أمره بتقوى الله في أمره كله فان الله مع الذين
اتقوا والذين هم محسنون وأمره أن يأخذه الحق كما أمره وان يبشر بالخير الناس ويأمرهم به الحديث بطوله
* وأخرج الحرث بن أبي أسامة في مسنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أدوا الحلفاء عقودهم التي عاقدت ايمانكم قالوا وما عقدهم يا رسول الله قال العقل عنهم والنصر لهم * وأخرج
البيهقي في شعب الايمان عن مقاتل بن حيان قال بلغنا في قوله يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود يقول أوفوا
بالعهود يعنى العهد الذي كان عهد إليهم في القرآن فيما أمرهم من طاعته ان يعملوا بها ونهيه الذي نهاهم عنه
وبالعهد الذي بينهم وبين المشركين وفيما يكون من العهود بين الناس * قوله تعالى (أحلت لكم بهيمة الأنعام)
* أخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى أحلت لكم بهيمة الأنعام
قال يعنى الإبل والبقر والغنم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت الأعشى وهو يقول
* أهل القباب الحمر والنعم المؤثل والقبائل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله
أحلت لكم بهيمة الأنعام قال الإبل والبقر والغنم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن مردويه عن ابن عباس انه أخذ بذنب الجنين فقال هذا من بهيمة الأنعام التي أحلت لكم * وأخرج
ابن جرير عن ابن عمر في قوله أحلت لكم بهيمة الأنعام قال ما في بطونها قلت إن خرج ميتا آكلة قال نعم * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله أحلت لكم بهيمة الأنعام قال الانعام كلها الا ما يتلى عليكم قال الا
الميتة وما لم يذكر اسم الله عليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن
عباس في قوله أحلت لكم بهيمة الأنعام الا ما يتلى عليكم قال الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به إلى آخر
الآية فهذا ما حرم الله من بهيمة الأنعام * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله الا ما يتلى عليكم قال
الا الميتة وما ذكر معها غير محلى الصيد وأنتم حرم قال غير أن يحل الصيد أحد وهو محرم * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد عن أيوب قال سئل مجاهد عن القرد أيؤكل لحمه فقال ليس من بهيمة الأنعام * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن الربيع بن أنس في الآية قال الانعام كلها حل الا ما كان منها وحشيا فإنه صيد فلا يحل إذا
كان محرما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ان الله يحكم ما يريد قال إن الله يحكم
ما أراد في خلقه وبين ما أراد في عباده وفرض فرائضه وحد حدوده وأمر بطاعته ونهى عن معصيته * قوله تعالى
(يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله) الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه
253

عن ابن عباس في قوله لا تحلوا شعائر الله قال كان المشركون يحجون البيت الحرام ويهدون الهدايا ويعظمون
حرمة المشاعر وينحرون في حجهم فأراد المسلمون أن يغيروا عليهم فقال الله لا تحلوا شعائر الله وفى قوله ولا الشهر
الحرام يعنى لا تستحلوا قتالا فيه ولا آمين البيت الحرام يعنى من توجه قبل البيت فكان المؤمنون والمشركون
يحجون البيت جميعا فنهى الله المؤمنين أن يمنعوا أحدا يحج البيت أو يتعرضوا له من مؤمن أو كافر ثم أنزل الله بعد
هذا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وفى قوله يبتغون فضلا يعنى انهم يترضون
الله بحجهم ولا يجز منكم يقول لا يحملنكم شنآن قوم يقول عداوة قوم وتعاونوا على البر والتقوى قال البر
ما أمرت به والتقوى ما نهيت عنه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال شعائر الله ما نهى
الله عنه أن تصيبه وأنت محرم والهدى ما لم يقلد والقلائد مقلدات الهدى ولا آمين البيت الحرام يقول من توجه
حاجا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله لا تحلوا شعائر الله قال مناسك الحج * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن مجاهد في قوله لا تحلوا شعائر الله قال مناسك في الحج * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء انه سئل
عن شعائر الحج فقال حرمات الله اجتناب سخط الله واتباع طاعته فذلك شعائر الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد وابن جرير والنحاس في ناسخه عن قتادة في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا
الهدى ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام قال منسوخ كان الرجل في الجاهلية إذا خرج من بيته يريد الحج تقلد
من السمر فلم يعرض له أحد وإذا تقلد بقلادة شعر لم يعرض له أحد وكان المشرك يومئذ لا يصد عن البيت فامر
الله أن لا يقاتل المشركون في الشهر الحرام ولا عند البيت ثم نسخها قوله اقتلوا المشركين حيث
وجدتموهم
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية نسخ منها آمين البيت الحرام نسختها الآية
التي في براءة اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وقال ما كان للمشركين أن يعمر ومسجد الله شاهدين على
أنفسهم بالكفر وقال انما لمشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وهو العام الذي حج فيه أبو
بكر بالاذان * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله لا تحلوا شعائر الله الآية قال نسختها فاقتلوا المشركين حيث
وجدتموهم * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك مثله * وأخرج ابن جرير عن عطاء قال كانوا يتقلدون من لحاء
شجر الحرام يأمنون بذلك إذا خرجوا من الحرم فنزلت لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدى ولا القلائد
* وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله لا تحلوا شعائر الله قال القلائد اللحاء في رقاب الناس والبهائم أمانا لهم
والصفا والمروة والهدى والبدن كل هذا من شعائر الله قال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هذا كله من عمل أهل
الجاهلية فعله وإقامته فحرم الله ذلك كله بالاسلام الا اللحاء القلائد ترك ذلك * وأخرج عبد بن حميد عن
عطاء في الآية قال اما القلائد فان أهل الجاهلية كانوا ينزعون من لحاء السمر فيتخذون منها قلائد يأمنون بها في
الناس فنهى الله عن ذلك أن ينزع من شجر الحرم * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله ولا الشهر الحرام
قال هو ذو القعدة * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية
وأصحابه حين صدهم المشركون عن البيت وقد اشتد ذلك عليهم فمر بهم أناس من المشركين من أهل المشرق
يريدون العمر فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نصد هؤلاء كما صدنا أصحابنا فأنزل الله ولا يجرمنكم
الآية * وأخرج ابن جرير عن السدى قال أقبل الحطم بن هند البكري حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه
فقال الام تدعو فأخبره وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يدخل اليوم عليكم رجل من ربيعة
يتكلم بلسان شيطان فلما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم قال انظر ولعلي أسلم ولى من أشاوره فخرج من عنده
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد دخل بوجه كافر وخرج بعقب غادر فمر بسرح من سرح المدينة فساقه
ثم أقبل من عام قابل حاجا قد قلد وأهدى فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبعث إليه فنزلت هذه الآية
حتى بلغ ولا آمين البيت الحرام فقال ناس من أصحابه يا رسول الله خل بيننا وبينه فإنه صاحبنا قال إنه قد قلد قالوا
انما هو شئ كنا نصنعه في الجاهلية فأبى عليهم فنزلت هذه الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال
قدم الحطم بن هند البكري المدينة في عير له تحمل طعاما فباعه ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه وأسلم
254

فلما ولى خارجا نظر إليه فقال لمن عنده لقد دخل على بوجه فاجر وولى بقفا غادر فلما قدم اليمامة ارتد عن الاسلام
وخرج في عير له تحمل الطعام في ذي القعدة يريد مكة فلما سمع به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تهيأ للخروج
إليه نفر من المهاجرين والأنصار ليقتطعوه في عيره فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله الآية فانتهى
القوم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ولا آمين البيت الحرام قال هذا يوم الفتح جاء ناس يؤمون البيت من
المشركين يهلون وبعمرة فقال المسلمون يا رسول الله انما هؤلاء مشركون فمثل هؤلاء فلن ندعهم الا ان نغير عليهم
فنزل القرآن ولا آمين البيت الحرام * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا
من ربهم ورضوانا قال يبتغون الاجر والتجارة حرم الله على كل أحد إخافتهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا قال هي للمشركين يلتمسون فضل الله
ورضوانا نماء يصلح لهم دنياهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال خمس آيات في كتاب
الله رخصة وليست بعزمة وإذا حللتم فاصطادوا ان شاء اصطاد وان شاء لم يصطد فإذا قضيت الصلاة فانتشروا
أو على سفر فعدة من أيام أخر فكلوا منها وأطعموا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال خمس آيات من
كتاب الله رخصة وليست بعزيمة فكلوا منها وأطعموا فمن شاء أكل ومن شاء لم يأكل وإذا حللتم فاصطادوا من شاء
فعل ومن شاء لم يفعل ومن كان مريضا أو على سفر فمن شاء صام ومن شاء أفطر فكاتبوهم ان علمتم ان شاء كاتب
وان شاء لم يفعل فإذا قضيت الصلاة فانتشروا ان شاء انتشر وان شاء لم ينتشر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة
في قوله ولا يجرمنكم شنآن قوم قال لا يحملنكم بغض قوم * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في
قوله ولا آمين البيت الحرام قال الذين يريدون الحج يبتغون فضلا من ربهم قال التجارة في الحج ورضوانا قال الحج
ولا يجرمنكم شنآن قوم قال عداوة قوم وتعاونوا على البر والتقوى قال البر ما أمرت به والتقوى ما نهيت عنه
* وأخرج أحمد وعبد بن حميد في هذه الآية والبخاري في تاريخه عن وابصة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأنا لا أريد ان أدع شيئا من البر والاثم الا سألته عنه فقال لي يا وابصة أخبرك عما جئت تسأل عنه أم تسأل
قلت يا رسول الله أخبرني قال جئت لتسأل عن البر والاثم ثم جمع أصابعه الثلاث فجعل ينكت بها في صدري
ويقول يا وابصة استفت قلبك استفت نفسك البر ما اطمأن إليه القلب واطمأنت إليه النفس والاثم ما حاك في
القلب وتردد في الصدر وان أفتاك الناس وأفتوك * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب ومسلم
والترمذي والحاكم والبيهقي في الشعب عن النواس بن سمعان قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر
والاثم فقال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس * وأخرج أحمد وعبد بن حميد
وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي أمامة ان رجلا سال النبي صلى الله عليه وسلم عن الاثم فقال
ما حاك في نفسك فدعه قال فما الايمان قال من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن * وأخرج عبد بن حميد عن
عبد الله بن مسعود قال الاثم حوزا القلوب * وأخرج البيهقي عن ابن مسعود قال الاثم حواز القلوب فإذا حز في قلب
أحدكم شئ فليدعه * وأخرج البيهقي عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاثم حواز القلوب وما
من نظرة الا وللشيطان فيها مطمع * وأخرج أحمد والبيهقي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من
رجل ينعش لسانه حقا يعمل به الا أجزى عليه أجره إلى يوم القيامة ثم بوأه الله ثوابه يوم القيامة * وأخرج البيهقي
عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن داود عليه السلام قال فيما يخاطب ربه عز وجل يا رب
أي عبادك أحب إليك أحبه بحبك قال يا داود أحب عبادي إلى نقى القلب نقى الكفين لا يأتي إلى أحد سوأ ولا يمشى
بالنميمة تزول الجبال ولا يزول أحبني وأحب من يحبني وحببني إلى عبادي قال يا رب انك لتعلم انى أحبك وأحب
من يحبك فكيف أحببك إلى عبادك قال ذكرهم بآلائي وبلائي ونعمائي يا وداد انه ليس من عبد يعين مظلوما
أو يمشى معه في مظلمته الا أثبت قدميه يوم تزل لا قدام * وأخرج أحمد عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة * وأخرج ابن ماجة عن أبي هريرة ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال من أعان على قتل مؤمن ولو بشطر كلمة لقى الله مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله
255

* وأخرج الطبراني في الأوسط والحاكم عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أعان ظالما
بباطل ليدحض به حقا فقد برئ من ذمة الله ورسوله * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من أعان على خصومة بغير حق كان في سخط الله حتى ينزع * وأخرج البخاري في تاريخه
والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن أوس بن شرحبيل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشى مع
ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الاسلام * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره ومن مات وعليه
دين فليس بالدنيا والدرهم ولكنها الحسنات والسيئات ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى
ينزع ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال * وأخرج البيهقي من طريق
فسيلة انها سمعت أباها وهو واثلة بن الأسقع يقول سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن المعصية ان يحب
الرجل قومه قال لا ولكن من المعصية ان يعين الرجل قومه على الظلم * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشى مع قوم يرى أنه شاهد وليس بشاهد فهو شاهد زور ومن أعان على خصومة
بغير علم كان في سخط الله حتى ينزع وقتال المسلم كفر وسبابه فسوق * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن عبد
الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعان قوما على ظلم فهو كالبعير
المتردي فهو ينزع بذنبه ولفظ الحاكم مثل الذي يعين قومه على غير الحق كمثل البعير يتردى فهو يمد بذنبه
* قوله تعالى (حرمت عليكم الميتة) الآية * أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبي
امامة قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي ادعوهم إلى الله ورسوله وأعرض عليهم شعائر الاسلام
فأتيتهم فبينما نحن كذلك إذ جاؤوا بقصعة دم واجتمعوا عليها يأكلونها قالوا هلم يا صدى فكل قلت ويحكم انما
أتيتكم من عند من بحرم هذا عليكم وأنزل الله عليه قالوا وما ذاك قال فتلوت عليهم هذه الآية حرمت عليكم الميتة
والدم ولحم الخنزير الآية * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن قتادة قال إذا أكل لحم الخنزير عرضت عليه التوبة
فان تاب والا قتل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله وما أهل
لغير الله به قال ما أهل للطواغيت به والمنخنقة قال التي تخنق فتموت والموقوذة التي تضر بالخشبة فتموت والمتردية
قال التي تتردى من الجبل فتموت والنطيحة قال الشاة التي تنطح الشاة وما أكل السبع يقول ما أخذ السبع الا
ما ذكيتم يقول ما ذبحتم من ذلك وبه روح فكلوه وما ذبح على النصب قال النصب أنصاب كانوا يذبحون ويهلون
عليها وان تستقسموا بالأزلام قال هي القداح كانوا يستقسمون بها في الأمور ذلكم فسق يعنى من أكل من ذلك
كله فهو فسق * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى
والمنخنقة قال كانت العرب تخنق الشاة فإذا ماتت أكلوا لحمها قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت امرأ
القيس وهو يقول
يغط غطيط البكر شد خناقه * ليقتلني والمرء ليس بقتال
قال أخبرني عن قوله والموقوذة قال التي تضرب بالخشب حتى تموت قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت
الشاعر يقول يلوينني دين النهار واقتضى * ديني إذا وقذ النعاس الرقدا
قال أخبرني عن قوله الأنصاب قال الأنصاب الحجارة التي كانت العرب تعبدها من دون الله وتذبح لها قال وهل تعرف
العرب ذلك قال نعم أما سمعت نابغة بنى ذبيان وهو يقول
فلا لعمر الذي مسحت كعبته * وما هريق على الأنصاب من جسد
قال أخبرني عن قوله وان تستقسموا بالأزلام قال الأزلام القداح كانوا يستقسمون الأمور بها مكتوب على
أحدهما أمرني ربى وعلى الآخر نهاني ربى فإذا أرادوا أمر أتوا بيت أصنامهم ثم غطوا على القداح بثوب فأيهما
خرج عملوا به قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الحطيئة وهو يقول
لا يزجر الطيران مرت به سخا * ولا يفاض على قدح بأزلام
256

* وأخرج البخاري ومسلم عن عدى بن حاتم قال قلت يا رسول الله انى أرمى بالمعراض الصيد فأصيب فقال إذا
رميت بالمعراض فخرق فكله وان أصابه بعرضه فإنما هو وقيذ فلا تأكله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
قال الرادة التي تتردى في البئر والمتردية التي تتردى من الجبل * وأخرج ابن جرير عن أبي ميسرة انه كان يقرأ
والمنطوحة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس انه قرأ وأكيل السبع * وأخرج ابن جرير عن علي قال إذا أدركت
ذكاة الموقوذة والمتردية والنطيحة وهي تحرك يد أو رجلا فكلها * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تأكل الشريطة فإنها ذبيحة الشيطان قال ابن المبارك هي ان تخرج الروح منه
بشرط من غير قطع حلقوم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وما ذبح على
النصب قال كانت حجارة حول الكعبة يذبح عليها أهل الجاهلية ويبدلونها بحجارة ذا شاؤوا أعجب إليهم منها
* وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله وا تستقسموا بالأزلام قال سهام العرب وكعاب فارس التي
يتقامرون بها * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال الأزلام القداح يضربون بها لكل سفر وغزو وتجارة
* وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله وان تستقسموا بالأزلام قال القداح كانوا إذا أردوا أن
يخرجوا في سفر جعلوا قداحا للخروج وللجلوس فان وقع الخروج خرجوا وان وقع الجلوس جلسوا * وأخرج
ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله وان تستقسموا بالأزلام قال حصى بيض كانوا يضربون بها * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن في الآية قال كانوا إذا أرادوا أمرا أو سفر يعمدون إلى قداح ثلاثة
على واحد منها مكتوب امرني وعلى الآخر انهني ويتركون الآخر محللا بينهما ليس عليه شئ ثم يجيلونها فان
خرج الذي عليه امرني مضوا لأمرهم وان خرج الذي عليه انهني كفوا وان خرج الذي ليس عليه شئ
أعادوها * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يلج الدرجات
العلا من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر تطيرا * قوله تعالى (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم)
* أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله اليوم يئس الذين كفروا من دينكم قال يئسوا أن ترجعوا
إلى دينهم أبدا * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله اليوم يئس الذين كفروا من دينكم
يقول يئس أهل مكة ان ترجعوا إلى دينهم عبادة الأوثان أبدا فلا تخشوهم في اتباع محمد واخشوني في عبادة
الأوثان وتكذيب محمد فلما كان واقفا بعرفات نزل عليه جبريل وهو رافع يده والمسلمون يدعون الله اليوم أكملت
لكم دينكم يقول حلالكم وحرامكم فلم ينزل بعد هذا حلال ولا حرام وأتممت عليكم نعمتي قال منتي فلم يحج
معكم مشرك ورضيت يقول واخترت لكم الاسلام دينا مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه
الآية إحدى وثمانين يوما ثم قبضه الله إليه * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله اليوم يئس الذين
كفروا من دينكم اليوم أكملت لكم دينكم قال هذا حين فعلت * واخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله
فلا تخشوهم واخشون قال فلا تخشوهم ان يظهروا عليكم * وأخرج مسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم * وأخرج
البيهقي في الشعب عن أبي هريرة وأبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشيطان قد أيس
ان يعبد بأرضكم هذه ولكنه راض منكم بما تحقرون * وأخرج البيهقي عن ابن مسعود قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان الشيطان قد يئس ان تعبد الأصنام بأرض العرب ولكن سيرضى منكم بدون ذلك
بالمحقرات وهي الموبقات يوم القيامة فاتقوا المظالم ما استطعتم * قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم)
* أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال أخبر الله نبيه والمؤمنين انه قد أكمل لهم الايمان فلا تحتاجون
إلى زيادة أبدا وقد أتمه فلا ينقص أبدا وقد رضيه فلا يسخطه أبدا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
جرير عن قتادة في قوله اليوم أكملت لكم دينكم قال أخلص الله لهم دينهم ونفى المشركين عن البيت قال
وبلغنا أنها أنزلت يوم عرفة ووافقت يوم جمعة * وأخرج ابن جرير عن قتادة في اليوم أكملت لكم دينكم
قال ذكر لنا أن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة يوم جمعة حين نفى الله المشركين عن
257

المسجد الحرام وأخلص للمسلمين حجهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال كان المشركون
والمسلمون يحجون جميعا فلما نزلت براءة فنفى المشركون عن البيت الحرام وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت
الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة وهو قوله اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله اليوم أكملت لكم دينكم قال تمام الحج ونفى
المشركين عن البيت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبي قال نزلت هذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم
على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفات وقد أطاف به الناس وتهدمت منار الجاهلية ومناسكهم
واضمحل الشرك ولم يطف بالبيت عريان ولم يحج معه في ذلك العام مشرك فأنزل الله اليوم أكملت لكم دينكم
* وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي قال نزل على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية وهو بعرفة اليوم أكملت لكم
دينكم وكان إذا أعجبته آيات جعلهن صدر السورة قال وكان جبريل يعلمه كيف ينسك * وأخرج الحميدي وأحمد
وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن حبان والبيهقي في سننه عن طارق
ابن شهاب قال قالت اليهود لعمر انكم تقرؤن آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم
عيدا قال وأي آية قال اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي قال عمر والله انى لا علم اليوم الذي نزلت
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه والساعة التي نزلت فيها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية
عرفة في يوم جمعة * وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده وعبد بن حميد عن أبي العالية قال كانوا عند عمر
فذكروا هذه الآية فقال رجل من أهل الكتاب لو علمنا أي يوم نزلت هذه الآية لاتخذنا عيدا فقال عمر الحمد
لله الذي جعله لنا عيدا واليوم الثاني نزلت يوم عرفة واليوم الثاني يوم النحر فأكمل لنا الامر فعلمنا أن الامر
بعد ذلك في انتقاص * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عنترة قال لما نزلت اليوم أكملت لكم دينكم وذلك يوم
الحج الأكبر بكى عمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك قال أبكاني انا كنا في زيادة في ديننا فاما إذ كمل فإنه
لم يكمل شئ قط الا نقص فقال صدقت * وأخرج ابن جرير عن قبيضة بن أبي ذؤيب قال قال كعب لو أن غير هذه
الأمة نزلت عليهم هذه الآية لنظروا اليوم الذي أنزلت فيه عليهم فاتخذوه عيدا يجتمعون فيه فقال عمرو أي آية
يا كعب فقال اليوم أكملت لكم دينكم فقال عمر لقد علمت اليوم الذي أنزلت والمكان الذي نزلت فيه نزلت في يوم
جمعة ويوم عرفة وكلاهما بحمد الله لنا عيد * وأخرج الطيالسي وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير
والطبراني والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس انه قرأ هذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم فقال يهودي لو نزلت
هذه الآية علينا لاتخذنا يومها عيدا فقال ابن عباس فإنها نزلت في يوم عيدين اثنين في يوم جمعة يوم عرفة * واخرج
ابن جرير عن عيسى بن حارثة الأنصاري قال كنا جلوسا في الديوان فقال لنا نصراني يا أهل الاسلام لقد
أنزلت عليكم آية لو أنزلت علينا لاتخذنا ذلك اليوم وتلك الساعة عيدا ما بقى منا اثنان اليوم أكملت لكم دينكم فلم
يجبه أحد منها فلقيت محمد بن كعب القرظي فسألته عن ذلك فقال ألا رددتم عليه فقال قال عمر بن الخطاب
أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف على الجبل يوم عرفة فلا يزال ذلك اليوم عيدا للمسلمين
ما بقى منهم أحد * وأخرج ابن جرير عن داود قال قلت لعامر الشعبي ان اليهود تقول كيف لم تحفظ العرب هذا
اليوم الذي أكمل الله لها دينها فيه فقال عامر أو ما حفظته قلت له فأي يوم هو قال يوم عرفة أنزل الله في يوم عرفة
* وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن علي قال أنزل هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم
عشية عرفة اليوم أكملت لكم دينكم * وأخرج ابن جرير والطبراني عن عمرو بن قيس السكوني انه سمع معاوية
ابن أبي سفيان على المنبر ينزع بهذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم حتى ختمها فقال نزلت في يوم عرفة في يوم جمعة
* وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه عن سمرة قال نزلت هذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة واقف يوم الجمعة * وأخرج البزار بسند صحيح عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية
على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة اليوم أكملت لكم دينكم * وأخرج ابن جرير بسند ضعيف عن
ابن عباس قال ولد نبيكم يوم الاثنين ونبئ يوم الاثنين وخرج من مكة يوم الاثنين ودخل المدينة يوم الاثنين وفتح مكة
258

يوم الاثنين وأنزلت سورة المائدة يوم الاثنين اليوم أكملت لكم دينكم وتوفى يوم الاثنين * وأخرج ابن مردويه
وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري قال لما نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا يوم غدير خم
فنادى له بالولاية هبط جبريل عليه بهذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم * وأخرج ابن مردويه والخطيب
وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي هريرة قال لما كان يوم غدير خم وهو يوم ثماني عشر من ذي الحجة قال النبي
صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلى مولاه فأنزل الله اليوم أكملت لكم دينكم * وأخرج ابن جرير عن السدى
في قوله اليوم أكملت لكم دينكم قال هذا نزل يوم عرفة فلم ينزل بعدها حرام ولا حلال ورجع رسول الله صلى الله
عليه وسلم فمات فقالت أسماء بنت عميس حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحجة فبينما نحن نسير إذ
تجلى له جبريل على الراحلة فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن فبركت فأتيته فسجيت عليه بردا كان على
* وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال مكث النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما نزلت هذه الآية إحدى وثمانين ليلة
قوله اليوم أكملت لكم دينكم * قوله تعالى (ورضيت لكم الاسلام دينا) * أخرج ابن جرير عن قتادة قال
ذكر لنا انه يمثل لأهل كل دين دينهم يوم القيامة فاما الايمان فيبشر أصحابه وأهله ويعدهم إلى الخير حتى يجئ
الاسلام فيقول رب أنت السلام وانا الاسلام فيقول إياك اليوم أقبل وبك اليوم أجزى * وأخرج أحمد عن علقمة
ابن عبد الله المزني قال حدثني رجل قال كنت في مجلس عمر بن الخطاب فقال عمر لرجل من القوم كيف سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ينعت الاسلام قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الاسلام بدأ جذعا
ثم ثنيا ثم رباعيا ثم سداسيا ثم بازلا قال عمر فما بعد البزول الا النقصان * قوله تعالى (فمن اضطر) الآية
* أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فمن اضطر يعنى إلى ما حرم مما سمى في صدره هذه
السورة في مخمصة يعنى مجاعة غير متجانف لإثم يقول غير متعد لإثم * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان
نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله في مخمصة قال في مجاعة وجهد قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت
الأعشى وهو يقول
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم * وجاراتكم غرسي يبتن خمائصا
* واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله من اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم قال في مجاعة غير
متعرض لإثم * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال رخص للمضطر إذا كان غير متعمد لإثم ان يأكله من
جهد فمن بغى أو عدا أو خرج في معصية الله فإنه محرم عليه ان يأكله * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبي واقد
الليثي انهم قالوا يا رسول الله انا بأرض نصيبنا بها المخمصة فمتى تحل لنا الميتة قال إذا لم تصطبحوا ولم تغتبقوا ولم تختفوا
بقلا فشأنكم بها * وأخرج ابن سعد وأبو داود عن الفجيع العامري انه قال يا رسول الله ما يحل لنا من الميتة
فقال ما طعامكم قلنا نغتبق ونصطبح قال عقبة قدح غدوة وقدح عشية قال ذاك وأبى الجوع وأحل لهم الميتة على هذه
الحال * وأخرج الحاكم وصححه عن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رويت أهلك من اللبن غبوقا
فاجتنب ما نهى الله عنه من ميتة * قوله تعالى (يسئلونك ماذا أحل لهم) الآية * أخرج الفريابي وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن أبي رافع قال جاء جبريل إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فاستأذن عليه فأذن له فأبطأ فاخذ رداءه فخرج فقال قد أذنا لك قال أجل ولكنا لا ندخل بيتا فيه
كلب ولا صورة فنظروا فإذا في بعض بيوتهم جر وقال أبو رافع فأمرني ان أقتل كل كلب بالمدينة ففعلت وجاء
الناس فقالوا يا رسول الله ما ذا يحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله
يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أرسل الرجل كلبه وذكر اسم الله فامسك عليه فليأكل ما لم يأكل * وأخرج ابن جرير عن عكرمة ان النبي
صلى الله عليه وسلم بعث أبا رافع في قتل الكلاب فقتل حتى بلغ العوالي فدخل عاصم بن عدي وسعد بن خيثمة
وعويم بن ساعدة فقالوا ماذا أحل لنا يا رسول الله فنزلت يسئلونك ماذا أحل لهم الآية * وأخرج ابن جرير
عن محمد بن كعب القرظي قال لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب قالوا يا رسول الله ماذا أحل لنا من
259

هذ الأمة فنزلت يسئلونك ماذا أحل لهم الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير أن عدى بن حاتم
وزيد بن المهلهل الطائيين سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله قد حرم الله الميتة فماذا يحل لنا فنزلت
يسئلونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عامر ان عدى بن حاتم
الطائي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن صيد الكلاب فلم يدر ما يقول له حتى أنزل الله عليه هذه الآية
في المائدة تعلمونهن مما علمكم الله * وأخرج ابن جرير عن عروة بن الزبير عمن حدثه ان رجلا من الاعراب
أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه في الذي حرم الله عليه والذي أحل له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يحل لك
الطيبات ويحرم عليك الخبائث الا ان تفتقر إلى طعام لك فتأكل منه حتى تستغنى عنه فقال الرجل وما فقري الذي
يحل لي وما غناي الذي يغنيني عن ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا كنت ترجو نتاجا فتبلغ من لحوم ماشيتك
إلى نتاجك أو كنت ترجو غنى تطلبه فتبلغ من ذلك شيئا فأطعم أهلك ما بدا لك حتى تستغنى عنه فقال الاعرابي
ما غناي الذي أدعه إذا وجدته فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرويت أهلك غبوقا من الليل فاجتنب ما حرم
الله عليك من طعام وأما مالك فإنه ميسور كله ليس فيه حرام * وأخرج الطبراني عن صفوان بن أمية ان
عرفطة بن نهيك التميمي قال يا رسول الله انى وأهل بيتي يرزقون من هذا الصيد ولنا فيه قسم وبركة وهو مشغلة
عن ذكر الله وعن الصلاة في جماعة وبنا إليه حاجة فتحله أم تحرمه قال أحله لان الله قد أحله نعم العمل والله
أولى بالعذر قد كانت قبلي لله رسل كلهم يصطادون أو يطلبوا الصيد ويكفيك من الصلاة في جماعة إذا غبت غبت
عنها في طلب الرزق حبك الجماعة وأهلها وحبك ذكر الله وأهله وابتغ على نفسك وعيالك حلالا فان في ذلك
جهادا في سبيل الله واعلم أن عون الله في صالح التجار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي
في سننه عن ابن عباس في قوله وما علمتم من الجوارح مكلبين قال هي الكلاب المعلمة والبازي يعلم الصيد والجوارح
يعنى الكلاب والفهود والصقور وأشباهها والمكلبين الضواري فكلوا مما أمسكن عليكم يقول كلوا مما قتلن
فان قتل وأكل فلا تأكل واذكروا اسم الله عليه يقول إذا أرسلت جوارحك فقل بسم الله وان نسيت فلا حرج
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله من الجوارح مكلبين قال الطير والكلاب * وأخرج
عبد بن حميد عن قتادة في قوله من الجوارح مكلبين قال يكالبن الصيد فكلوا مما أمسكن عليكم قال إذا أرسلت
كلبك أو طائرك أو سهمك فذكرت اسم الله فامسك أو قتل فكل * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في المسلم
يأخذ كلب المجوسي المعلم أو بازه أو صقره مما علمه المجوسي فيرسله فيأخذه قال لا يأكله وان سميت لأنه من تعليم
المجوسي وانما قال تعلمونهن مما علمكم الله * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله وما علمتم من الجوارح قال كلما
تعلموهن مما علمكم الله قال تعلمونهن من الطلب كما علمكم الله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال انما المعلم
من الكلاب ان يمسك صيده فلا يأكله كل منه حتى يأتيه صاحبه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال إذا أكل
الكلب فلا تأكل فإنما أمسك على نفسه * وأخرج ابن جرير عن عدى بن حاتم قال سالت رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن صيد البازي فقال ما أمسك عليك فكل * وأخرج البخاري ومسلم عن عدى بن حاتم قال قلت يا رسول الله
انى أرسل الكلاب المعلمة واذكر اسم الله فقال إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله فكل ما أمسكن عليك
قلت وان قتلن قال وان قتلن ما لم يشركها كلب ليس منها فإنك انما سميت على كلبك ولم تسم على غيره * وأخرج
ابن أبي حاتم عن عدى بن حاتم قال قلت يا رسول الله انا قوم نصيد بالكلاب والبزاة فما يحل لنا منها قال يحل لكم
ما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه ثم قال
ما أرسلت من كلب وذكرت اسم الله فكل ما أمسك عليك قلت وان قتل قال وان قتل ما لم يأكل هو الذي أمسك
قلت انا قوم نرمي فما يحل لنا قال ما ذكرت اسم الله وخزفت فكل * وأخرج عبد بن حميد عن علي بن الحكم ان
نافع بن الأزرق سأل ابن عباس فقال أرأيت إذا أرسلت كلبي وسميت فقتل الصيد آكله قال نعم قال نافع يقول
الله الا ما ذكيتم تقول أنت وان قتل قال ويحك يا بن الأزرق أرأيت لو أمسك على سنور فأدركت ذكاته أكان
يكون على باس والله انى لا علم في أي كلاب نزلت في كلاب نبهان من طي ويحك يا ابن الأزرق ليكونن لك نبأ
260

* وأخرج عبد بن حميد عن مكحول قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمسك عليك الذي ليس بمكلب
فأدركت ذكائه فكل وان لم تدرك ذكاته فلا تأكل * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال إذا أكل الكلب فلا
تأكل وإذا أكل الصقر فكل لان الكلب تستطيع ان تضربه والصقر لا تستطيع * وأخرج عبد بن حميد عن
عروة انه سئل عن الغراب أمن الطيبات هو قال من أين يكون من الطيبات وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاسقا * قوله تعالى (اليوم أحل لكم الطيبات) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس
والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله وطعام الذين أوتوا الكتاب قال ذبائحهم وفى قوله والمحصنات من الذين
أوتوا الكتاب من قبلكم قال حل لكم إذا آتيتموهن أجورهن يعنى مهورهن محصنين يعنى تنكحوهن بالمهر
والبينة غير مسافحين غير معلنين بالزنا ولا متخذات أخدان يعنى يسررن بالزنا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد
في قوله وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم قال ذبيحتهم * وأخرج عبد الرزاق عن إبراهيم النخعي في قوله وطعام
الذين أوتوا الكتاب قال ذبائحهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله والمحصنات من المؤمنات والمحصنات
من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم قال أحل الله لنا محصنتين محصنة مؤمنة ومحصنة من أهل الكتاب نساؤنا عليهم
حرام ونساؤهم لنا حلال * وأخرج ابن جرير عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نتزوج
نساء أهل الكتاب ولا يتزوجون نساءنا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن عمر بن الخطاب قال المسلم يتزوج
النصرانية ولا يتزوج النصراني المسلمة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال أحل لنا طعامهم
ونساؤهم وأخرج الطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس قال انما ألحت ذبائح اليهود والنصارى من أجل أنهم
آمنوا بالتوراة والإنجيل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب
من قبلكم قال من الحرائر * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من
قبلكم قال من العفائف * وأخرج عبد الرزاق عن الشعبي في قوله والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم
قال التي أحصنت فرجها واغتسلت من الجنابة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن جابر بن عبد الله انه سئل
عن نكاح المسلم اليهودية والنصرانية فقال تزوجناهن زمن الفتح ونحن لا نكاد نجد المسلمات كثيرا فلما
رجعن طلقناهن قال ونساؤهم لنا حل ونساؤنا عليهم حرام * وأخرج عبد بن حميد عن ميمون بن مهران قال
سالت ابن عمر عن نساء أهل الكتاب فتلا على هذه الآية والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا
الكتاب من قبلكم ولا تنكحوا المشركات * وأخرج ابن جرير عن الحسن انه سئل أيتزوج الرجل المرأة من أهل
الكتاب قال ماله ولا هل الكتاب وقد أكثر الله المسلمات فان كان لابد فاعلا فليعهد إليها حصانا غير مسافحة قال
الرجل وما السافحة قال هي التي إذا لمح إليها الرجل بعينه تبعته * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ولا متخذي
أخدان قال ذو الخدن والخلية الواحدة قال ذكر لنا ان رجالا قالوا كيف نتزوج نساءهم وهم على دين ونحن على
دين فأنزل الله ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله قال لا والله لا يقبل الله عملا الا بالايمان * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله قال أخبر الله ان الايمان هو العروة
الوثقى وانه لا يقبل عملا الا به ولا يحرم الجنة الا على من تركه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال نهى رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن أصناف النساء الا ما كان من المؤمنات المهاجرات وحرم كل ذات دين غير الاسلام قال
الله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة) الآية
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني بسند ضعيف عن علقمة بن صفوان قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا أراق البول نكلمه فلا يكلمنا ونسلم عليه فلا يرد علينا حتى يأتي أهله فيتوضأ كوضوئه للصلاة فقلنا
يا رسول الله نكلمك فلا تكلمنا ونسلم عليك فلا ترد علينا حتى نزلت آية الرخصة يا أيها الذين آمنوا إذا قتم إلى
الصلاة الآية * وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن بريدة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ
عند كل صلاة فلما كان يوم الفتح توضأ ومسح على خفيه وصلى الصلوات بوضوء واحد فقال له عمر يا رسول الله انك
فعلت شيئا لم تكن تفعله قال انى عمدا فعلت يا عمر * وأخرج أبو داود والترمذي عن ابن عباس ان رسول الله صلى
261

الله عليه وسلم خرج إلى الخلاء فقدم إليه طعام فقالوا ألا نأتيك بوضوء فقال انما أمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة
* وأخرج أحمد وأبو داود وابن جرير وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي عن عبد الله بن حنظلة بن الغسيل ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرا كان أو غير طاهر فلما شق ذلك على رسول الله صلى الله
عليه وسلم أمر بالسواك عند كل صلاة ووضع عنه الوضوء الا من حدث * وأخرج ابن جرير والنحاس في ناسخه عن علي
انه كان يتوضأ عند كل صلاة ويقرأ يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة الآية * وأخرج البيهقي في سننه عن
رفاعة بن رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للمسئ صلاته انها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما
أمره الله يغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين * وأخرج مالك والشافعي وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر عن زيد بن أسلم والنحاس من معنى هذه الآية إذا قمتم إلى الصلاة الآية ان ذلك إذا قمتم
من المضاجع يعنى النوم * وأخرج ابن جرير عن السدى مثله * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله يا أيها
الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة يقول قمتم وأنتم على غير طهر * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن في قوله فاغسلوا
وجوهكم وأيديكم قال ذلك الغسل الدلك * وأخرج الدارقطني والبيهقي في سننهما عن جابر بن عبد الله قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه * وأخرج ابن أبي شيبة عن طلحة عن أبيه عن جده قال
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح رأسه هكذا أو أمر حفص بيديه على رأسه حتى مسح قفاه * وأخرج
ابن أبي شيبة عن المغيرة بن شعبة ان النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح بناصيته وعلى العمامة * وأخرج سعيد
ابن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس عن ابن عباس انه قرأها
وأرجلكم بالنصب يقول رجعت إلى الغسل * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي أنه
قرأ وأرجلكم قال عاد إلى الغسل * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والنحاس عن ابن مسعود انه
قرأ وامسحوا برؤسكم وأرجلكم بالنصب * وأخرج ابن أبي شيبة عن عروة انه كان يقرأ وأرجلكم يقول رجع
الامر إلى الغسل * وأخرج عبد الرزاق والطبراني عن قتادة ان ابن مسعود قال رجع قوله إلى غسل القدمين في
قوله وأرجلكم إلى الكعبين * وأخرج ابن جرير عن أبي عبد الرحمن قال قرأ الحسن والحسين وأرجلكم إلى
الكعبين فسمع على ذلك وكان يقضى بين الناس فقال وأرجلكم هذا من المقدم والمؤخر في الكلام * وأخرج
سعيد بن منصور عن أنس انه قرأ وأرجلكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وامسحوا برؤسكم
وأرجلكم قال هو المسح * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن ماجة عن ابن عباس قال أبى الناس الا الغسل ولا
أجد في كتاب الله الا المسح * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن ابن عباس قال الوضوء غسلتان ومسحتان * وأخرج
ابن أبي شيبة عن عكرمة مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس قال افترض الله غسلتين ومسحتين
ألا ترى انه ذكر التيمم فجعل مكان الغسلتين مسحتين وترك المسحتين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة
مثله * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير عن أنس انه قيل له ان الحجاج خطبنا فقال اغسلوا
وجوهكم وأيديكم وامسحوا برؤسكم وأرجلكم وانه ليس شئ من ابن آدم أقرب إلى الخبث من قدميه فاغسلوا
بطونهما وظهورهما وعراقيهما فقال أنس صدق الله وكذب الحجاج قال الله وامسحوا برؤسكم وأرجلكم وكان
أنس إذا مسح قدميه بلهما * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن الشعبي قال نزل
جبريل بالمسح على القدمين ألا ترى ان التيمم ان يمسح ما كان غسلا ويلقى ما كان مسحا * وأخرج عبد بن حميد بن
الأعمش والنحاس عن الشعبي قال نزل القرآن بالمسح وجرت السنة بالغسل * وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش
قال كانوا يقرؤنها برؤسكم وأرجلكم بالخفض وكانوا يغسلون * وأخرج سعيد بن منصور عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى قال اجتمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على غسل القدمين * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحكم قال
مضت السنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين بغسل القدمين * وأخرج ابن جرير عن عطاء قال لم أر
أحدا يمسح على القدمين * وأخرج ابن جرير عن أنس قال نزل القرآن بالمسح والسنة بالغسل * وأخرج الطبراني
في الأوسط عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يمسح على الخفين قبل نزول المائدة وبعدها
262

حتى قبضه الله عز وجل * وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس أنه قال ذكر المسح على القدمين عند عمر سعد
و عبد الله بن عمر فقال عمر سعد أفقه منك قال عمر يا سعد انا لا ننكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح ولكن
هل مسح منذ أنزلت سورة المائدة فإنها أحكمت كل شئ وكانت آخر سورة من القرآن الا براءة قال فلم يتكلم
أحد * وأخرج أبو الحسن بن صخر في الهاشميات بسند ضعيف عن ابن عباس قال نزل بها جبريل على ابن عمى
صلى الله عليه وسلم إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وأرجلكم وامسحوا برؤسكم قال له
اجعلها بينهما * وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي واللفظ له عن جرير أنه بال ثم توضأ ومسح على الخفين قال
ما يمنعني ان أمسح وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح قالوا انما كان ذلك قبل نزول المائدة قال ما أسلمت
الا بعد نزول المائدة * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة عن جرير بن عبد الله قال قدمت على رسول الله صلى
الله عليه وسلم بعد نزول المائدة فرأيته يمسح على الخفين * وأخرج ابن عدي عن بلال قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول المائدة فرأيته يمسح على الخفين * وأخرج ابن عدي عن بلال قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول امسحوا على الخفين * وأخرج ابن جرير عن القاسم بن الفضل
الحداني قال أبو جعفر من الكعبين فقال القوم ههنا فقال هذا رأس الساق ولكن الكعبين هما عند المفصل
* قوله تعالى (وان كنتم جنبا فاطهروا) * أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله وان كنتم جنبا فاطهروا
يقول فاغتسلوا * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتاه رجل جيد
الثياب طيب الريح حسن الوجه فقال السلام عليك يا رسول الله فقال وعليك السلام قال ادنو منك قال نعم فدنى
حتى ألصق ركبته بركبة رسول الله عليه وسلم وقال يا رسول الله ما الاسلام قال تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة
وتصوم رمضان وتحج إلى بيت الله الحرام وتغتسل من الجنابة قال صدقت فقلنا ما رأينا كاليوم قط رجلا والله
لكأنه يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد عن وهب الذماري قال مكتوب في الزبور
من اغتسل من الجنابة فإنه عبدي حقا ومن لم يغتسل من الجنابة فإنه عدوى حقا * قوله تعالى (وان كنتم
مرضى) الآية * أخرج عبد بن حميد عن عطاء قال احتلم رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مجذوم
فغسلوه فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلوه قاتلهم الله ضيعوه ضيعهم الله * وأخرج عبد بن حميد عن
ابن عباس انه كان يطوف بالبيت بعد ما ذهب بصره وسمع قوما يذكرون المجامعة والملامسة والرفث ولا يدرون
معناه واحد أم شتى فقال إن الله أنزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب فما كان منه لا يستحى الناس من ذكره
فقد عناه وما كان منه يسحتي الناس فقد كناه والعرب يعرفون معناه لا ان المجامعة والملامسة والرفث ووضع
أصبعيه في اذنيه ثم قال ألا هو النيك * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني
عن قوله تعالى أو لامستم النساء قال أو جامعتم النساء وهذيل تقول اللمس باليد قال وهل تعرف العرب ذلك قال
نعم أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول
يلمس الأحلاس في منزله * بيديه كاليهودي المصل
وقال الأعشى ودراعة صفراء بالطيب عندنا * للمس الندى ما في يد الدرع منتق
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه قال إن أعياك
الماء فلا يعييك الصعيد ان تضع فيه كفيك ثم تنفضهما فتمسح بهما يديك ووجهك لا تعدو ذلك لغسل جنابة ولا
لوضوء صلاة ومن تيمم بالصعيد فصلى ثم قدر على الماء فعليه الغسل وقد مضت صلاته التي كان صلاها ومن كان معه
ماء قليل وخشي على نفسه الظما فليتيمم الصعيد ويتبلغ بمائه فإنه كان يؤمر بذلك والله أعذر بالعذر * وأخرج
عبد بن حميد والبخاري ومسلم عن عائشة قالت سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة فأناخ رسول الله
صلى الله عليه وسلم وثنى رأسه في حجري راقدا وأقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة وقال حبست الناس في قلادة
فبي الموت لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أوجعني ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ وحضرت الصبح
فالتمس الماء فلم يوجد فنزلت يا أيها الذين آمنوا إذ قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم الآية فقال أسيد بن الحضير
263

لقد بارك الله فيكم يا آل أبي بكر * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وابن ماجة عن عمار بن ياسر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم عرس بأولات الجيش ومعه عائشة فانقطع عقد لها من جزع ظفار فجلس ابتغاء
عقدها ذلك حتى أضاء الفجر وليس مع الناس ماء فأنزل الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم رخصة الطهر
بالصعيد الطيب فقام المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربوا بأيديهم إلى المناكب من بطون أيديهم إلى
الإبط * قوله تعالى (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
مجاهد في قوله من حرج قال من ضيق * وأخرج مالك ومسلم وابن جرير عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه
وسلم قال إذا توضأ العبد المسلم فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء
حتى يخرج نقيا من الذنوب * وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان من طريق
محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن دارة عن حمران مولى عثمان عن عثمان بن عفان سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول ما توضأ عبد فاسبغ وضوءه ثم قام إلى الصلاة الا غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى قال محمد بن كعب
القرظي وكنت إذا سمعت الحديث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم التمسه في القرآن فالتمست
هذا فوجدته انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك فعرفت أن الله
لم يتم النعمة حتى غفر له ذنوبه ثم قرأت الآية التي في سورة المائدة إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم حتى بلغ
ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم فعرفت ان الله لم يتم النعمة عليهم حتى غفر لهم * وأخرج ابن أبي شيبة
عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ الرجل المسلم خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه
ورجليه فان جلس جلس مغفورا له * واخرج الطبراني في الأوسط بسند صحيح عن أبي امامة الباهلي قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تمضمض أحدكم ما أصاب بفيه وغسل وجهه حط ما أصاب بوجهه وإذا
غسل يديه حط ما أصاب بيديه وإذ امسح رأسه تناثرت خطاياه من أصول الشعر وإذا غسل قدميه حط ما أصاب
برجليه * وأخرج أحمد والطبراني بسند حسن عن أبي أمامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيما رجل قام
إلى وضوئه يريد الصلاة فغسل كفيه نزلت كل خطيئة من كفيه فإذا مضمض واستنشق واستنثر نزلت خطيئته من
لسانه وشفتيه مع أول قطرة فإذا غسل وجهه نزلت كل خطيئة من سمعه وبصره مع أول قطرة وإذا غسل يديه إلى
المرفقين ورجله إلى الكعبين سلم من كل ذنب كهيئته يوم ولدته أمه فإذا قام إلى الصلاة رفع الله درجته وان قعد
قعد سالما * وأخرج أحمد والطبراني عن أبي أمامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ فأسبغ
الوضوء غسل يديه ووجهه ومسح على رأسه وأذنه ثم قام إلى الصلاة المفروضة غفر له ذلك اليوم ما مشت رجله
وقبضت عليه يداه وسمعت إليه أذناه ونظر إليه عيناه وحدث به نفسه من سوء * وأخرج الطبراني عن أبي
أمامة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يتوضأ فيغسل يديه ويمضمض فاه ويتوضأ كما أمر الا حط عنه
ما أصاب يومئذ ما نطق به فمه وما مس بيديه وما مشى إليه حتى أن الخطايا لتتحادر من أطرافه ثم هو إذا مشى إلى
المسجد فرجل تكتب حسنة وأخرى تمحو سيئة * وأخرج الطبراني عن ثعلبة بن عباد عن أبيه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما من عبد يتوضأ فيحسن الوضوء فيغسل وجهه حتى يسيل الماء على ذقنة ثم يغسل ذراعيه
حتى يسيل الماء على مر فقيه ثم يغسل رجليه حتى يسيل الماء من كعبيه ثم يقوم فيصلى الا غفر الله ما سلف
من ذنبه * وأخرج الطبراني في الأوسط بسند حسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من
مسلم يتوضأ للصلاة فيمضمض الا خرج مع قطر الماء كل سيئة تكلم بها لسانه ولا يستنشق الا خرج مع قطر
الماء كل سيئة 7 نظر إليها بها ولا يغسل شيئا من يديه الا خرج مع قطر الماء كل سيئه مشى بهما إليها فإذا خرج لي
المسجد كتب له بكل خطوة خطاها حسنة ومحي بها عنه سيئة حتى يأتي مقامه * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة عن
عمرو بن عبسة قال قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء فقال ما منكم من رجل يقرب وضوءه فيتمضمض
ويمج ثم يستنشق وينثر الا جرت خطايا فيه وخيا شيمة مع الماء ثم يغسل وجهه كما أمره الله لأجرت خطايا وجهه من
أطراف لحيته مع الماء ثم يغسل يديه إلى المرفقين الا جرت خطايا يديه بين أطراف أنامله ثم يمسح رأسه كما أمره الله
264

الا جرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ثم يغسل قدميه إلى الكعبين كما أمره الله الا جرت خطايا قدميه من
أطراف أصابعه من الماء ثم يقوم فيحمد الله ويثني عليه بالذي هو له أهل ثم يركع ركعتين الا نصرف من ذنوبه
كهيئة يوم ولدته أمه * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله ويتم نعمته عليك قال تمام
النعمة دخول الجنة لم تتم نعمة على عبد لم يدخل الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري
في الأدب والترمذي والطبراني والبيهقي في الأسماء والصفات والخطيب عن معاذ بن جبل قال مر رسول الله
صلى الله عليه وسلم على رجل وهو يقول اللهم إني أسالك الصبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سالت البلاء
فاسأله المعافاة ومر على رجل وهو يقول اللهم أنى أسالك تمام النعمة قال يا ابن آدم هل تدرى ما تمام النعمة
قال يا رسول الله دعوة دعوت بها رحاء الخير قال تمام النعمة دخول الجنة والفوز من النار ومر على رجل وهو
يقول يا ذا الجلال والاكرام فقال قد استجيب لك فسل * وأخرج ابن عدي عن أبي مسعود قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لأنتم على عبد نعمة الا بالجنة * قوله تعالى (واذكروا نعمة الله عليكم) * أخرج ابن جرير
والطبراني عن ابن عباس في قوله واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا
حتى ختم بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه الكتاب قالوا آمنا بالنبي والكتاب وأقررنا بما في التوراة
فاذكرهم الله ميثاقه الذين أقروا به على أنفسهم وأمرهم بالوفاء به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
عن مجاهد في قوله واذكروا نعمة الله عليكم قال النعم آلاء الله وميثاقه الذين واثقكم به قال الذين واثق به بني آدم
في ظهر آدم عليه السلام * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين) * أخرج ابن جرير من طريق ابن
جريج عن عبد الله بن كثير في قوله يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط الآية نزلت في يهود
خيبر ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستعينهم في دية فهموا ليقتلوه فذلك قوله ولا يجرمنكم شنان قوم
على أن لا تعدلوا الآية والله أعلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم) * أخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله ان النبي صلى الله عليه وسلم نزل منزلا
فتفرق الناس في العضاء يستظلون تحتها فعلق النبي صلى الله عليه وسلم سلاحه بشجرة فجاء اعرابي إلى سيفه
فاخذه فله ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يمنعك منى قال الله قال الاعرابي مرتين أو ثلاثا من
يمنعك منى والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الله فشام الاعرابي السيف فدعا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه
فأخبرهم بصنيع الاعرابي وهو جالس إلى جنبه لم يعاقبه قال معمر وكان قتادة يذكر نحو هذا ويذكران قوما
من العرب أرادوا ان يفتكوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فأرسلوا هذا الاعرابي ويتأول اذكروا نعمة الله عليكم
إذ هم قوم ان يبسطوا إليكم أيديهم الآية * وأخرج الحاكم وصححه عن جابر قال قاتل رسول الله صلى الله عليه
وسلم محارب خصفة بنخل فرأوا من المسلمين غرة فجاء رجل منهم يقال له غورث بن الحارث قام على رأس رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقال من يمنعك قال الله فوقع السيف من يده فاخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال من يمنعك قال
كن خير آخذ قال تشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله قال أعاهدك ان لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك فخلى
سبيله فجاء إلى قومه فقال جئتكم من عند خير الناس فلما حضرت الصلاة صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة
الخوف فكان الناس طائفتين طائفة بإزاء العدو وطائفة تصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانصرفوا فكانوا
موضع أولئك الذين بإزاء عدوهم وجاء أولئك فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين فكان للناس ركعتين
ركعتين وللنبي صلى الله عليه وسلم أربع ركعات * وأخرج ابن إسحاق وأبو نعيم في الدلائل من طريق الحسن ان
رجلا من محارب يقال له غورث بن الحارث قال لقومه أقتل لكم محمد قالوا له كيف تقتله أفتك به فاقبل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس وسيفه في حجره فقال يا محمد أنظر إلى سيفك هذا قال نعم فاخذه فاستله
وجعل يهزه ويهم فيكبته الله فقال يا محمد ما تخافني وفى يدي السيف ورده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله
يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم ان يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم الآية
* وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس قال إن عمرو بن أمية الضمري حين
265

انصرف من بئر معونة لقى رجلين كلابيين معهما أمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلهما ولم يعلم أن معهما
أمانا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بنى النضير ومعه أبو بكر وعمر وعلى
فتلقاه بنو النضير فقالوا مرحبا يا أبا القاسم لماذا جئت قال رجل من أصحابي قتل رجلين من بنى كلاب معهما
أمان منى طلب منى ديتهما فأريد ان تعينوني قالوا نعم أقعد حتى نجمع لك فقعد تحت الحصن وأبو بكر وعمر وعلى
وقد تآمر بنو النضير أن يطرحوا عليه حجرا فجاء جبريل فأخبره بما هموا به فقام بمن معه وأنزل الله يا أيها الذين
آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم الآية * وأخرج أبو نعيم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن
عباس نحوه * وأخرج أيضا عن عروة نحوه وزاد بعد نزول الآية وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجلائهم
لما أرادوا فأمرهم ان يخرجوا من ديارهم قالوا إلى أين قال إلى الحشر * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر
عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بنى النضير يستعينهم
على دية العامريين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري فلما جاءهم خلا بعضهم ببعض فقالوا انكم لن تجدوا
محمد أقرب منه الآن فمروا رجلا يظهر على هذا البيت فيطرح عليه صخرة فيريحنا منه فقال عمر بن جحاش بن
كعب أنا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم الخبر فانصرف فأنزل الله فيهم وفيما أراد هو وقومه يا أيها الذين آمنوا
اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
عن مجاهد في قوله إذ هم قوم أيبسطوا إليكم أيديهم قال هم يهود دخل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم
حائطا لهم وأصحابه من وراء جداره فاستعانهم في مغرم في دية غرمها ثم قام من عندهم فائتمروا بينهم مقتله فخرج
يمشى القهقرى معترضا ينظر إليهم ثم دعا أصحابه رجلا رجلا حتى تقاوموا إليه * وأخرج ابن جرير عن يزيد بن
زياد قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى النضير يستعينهم في عقل أصابه ومعه أبو بكر وعمر وعلى فقال
أعينوني في عقل أصابني فقالوا نعم يا أبا القاسم قد آن لك ان تأتينا وتسألنا حاجة اجلس حتى نطعمك ونعطيك
الذي تسألنا فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ينتظرونه وجاء حيى بن أخطب فقال حيى لأصحابه
لا ترونه أقرب منه الآن اطرحوا عليه حجارة فاقتلوه ولا ترون شرا أبدا فجاؤوا إلى رحى لهم عظيمة ليطرحوها عليه
فامسك الله عنها أيديهم حتى جاءه جبريل فأقامه من بينهم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم
إذ هم قوم الآية فأخبر الله نبيه ما أرادوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق السدى عن أبي مالك في
الآية قال نزلت في كعب بن الأشرف وأصحابه حين أرادوا ان يغروا رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو أحد النقباء ليلة العقبة
في ثلاثين راكبا من المهاجرين والأنصار إلى غطفان فالتقوا على ماء من مياه عامر فاقتتلوا فقتل المنذر بن عمرو
وأصحابه الا ثلاثا نفر كانوا في طلب ضالة لهم فلم يرعهم الا والطير تجول في جو السماء يسقط من خراطيمها علق
الدم فقالوا قتل أصحابنا والرحمن فانطلق رجل منهم فلقى رجلا فاختلفا ضربتين فلما خالطه الضربة رفع طرفه
إلى السماء ثم رفع عينيه فقال الله أكبر الجنة ورب العالمين وكان يرعى أعنق ليموت فانطلق صاحباه فلقيا رجلين
من بنى سليم فانتسبا لهما إلى بنى عامر فقتلاهما وكان بينهما وبين النبي صلى الله عليه وسلم موادعة فقدم قومهما
على النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون عقلهما فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمرو عثمان وعلى
وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف حتى دخلوا على بنى النضير يستعينونهم في عقلهما فقالوا نعم فاجتمعت يهود
على أن يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فاعتلوا له بضعة الطعام فلما أتاه جبريل بالذي أجمع لهم يهود من
الغدر خرج ثم أعاد عليا فقال لا تبرح من مكانك هذا فمن مربك من أصحابي فسالك عنى فقل وجه إلى المدينة
فأدركوه فجعلوا يمرون على على فيقول لهم الذي أمره النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى عليه آخرهم ثم تبعهم ففي
ذلك أنزلت إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم حتى ولا تزال تطلع على خائنة منهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في هذه الآية قال إن قوما من اليهود صنعوا لرسول الله صلى الله عليه
وسلم ولأصحابه طعاما ليقتلوه فأوحى الله إليه بشأنهم فلم يأت الطعام وأمر أصحابه فلم يأتوه * وأخرج عبد بن
266

حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال ذكر لنا انها أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببطن نخل في
الغزوة الثانية فأراد بنو ثعلبة وبنو محارب ان يفتكوا به فأطلعه الله على ذلك ذكر لنا ان رجلا انتدب لقتله
فأتى نبي الله صلى الله عليه وسلم وسيفه موضوع فقال آخذه يا رسول الله قال خذه قال استله قال نعم فاستله
فقال من يمنعك منى قال الله يمنعني منك فهدده أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأغلظوا له القول فشام السيف
فامر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالرحيل فأنزلت عليه صلاة الخوف عند ذلك * قوله تعالى (ولقد أخذ
الله) الآية * أخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل قال أخذ الله مواثيقهم
ان يخلصوا له ولا يعبدوا غيره وبعثنا منهم اثنى عشرة نقيبا يعنى بذلك وبعثنا منهم اثنى عشر كفيلا فكفلوا عليهم
بالوفاء لله بما وثقوا عليه من العهود فيما أمرهم عنه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد
في قوله اثنى عشر نقيبا قال من كل سبط من بني إسرائيل رجال أرسلهم موسى إلى الجبارين فوجدوهم يدخل في
كم أحدهم اثنان ولا يحمل عنقود عنهم الا خمسة أنفس بينهم في خشبة ويدخل في شطر الرمانة إذا نزع حبها خمسة
أنفس وأربعة فرجع القباء كل منهم ينهى سبطه عن قتالهم الا يوشع بن نون وكالب بن باقية أمرا الأسباط
بقتال الجبارين ومجاهدتهم فعصوهما وأطاعوا الآخرين فهما الرجلان اللذان أنعم الله عليهما فتاهت بنو
إسرائيل أربعين سنة يصبحون حيث أمسوا ويمسون حيث أصبحوا في تيههم ذلك فضرب موسى الحجر لكل سبط
عينا حجر لهم يحملونه معهم فقال لهم موسى اشربوا يا حمير فنهاه الله عن سبهم وقال هم خلق فلا تجعلهم حميرا
والسبط كل بطن بنى فلان * وأخرج ابن جرير عن السدى قال أمر الله بني إسرائيل بالسير إلى أريحاء وهي أرض
بيت المقدس فساروا حتى إذا كانوا قريبا منه أرسل موسى اثنى عشر نقيبا من جميع أسباط بني إسرائيل فساروا
يريدون ان يأتوه بخبر الجبابرة فلقيهم رجل من الجبارين يقال له عاج فاخذ اثنى عشر فجعلهم في حجزته وعلى رأسه
حزمة حطب فانطلق بهم إلى امرأته فقال انظري إلى هؤلاء القوم الذي ن يزعمون أنهم يريدون ان يقاتلونا
فطرحهم بين يديها فقال الا أطحنهم برجلي فقالت امرأته بل خل عنهم حتى يخبروا قومهم بما رأوا وافعل ذلك
فلما خرج القوم قال بعضهم لبعض يا قوم انكم ان أخبرتم بني إسرائيل خبر القوم ارتدوا عن نبي الله لكن اكتموه
ثم رجعوا فانطلق عشرة منهم فنكثوا العهد فجعل يخبر أخاه وأباه بما رأى من عاج وكتم رجلان منهم فاتوا
موسى وهارون فأخبروهما فذلك حين يقول الله ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا قال شهيدا من كل سبط
رجل شاهد على قومه * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال النقباء الامناء * وأخرج الطستي عن ابن عباس
ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل اثنى عشر نقيبا قال اثنى عشر وزيرا وصاروا أنبياء بعد ذلك
قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر يقول
وإني بحق قائل لسراتها * مقالة نصح لا يضيع نقيبها
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله عز وجل اثنى عشر نقيبا قال هم من بني إسرائيل بعثهم
موسى لينظروا إلى المدينة فجاؤوا بحبة من فاكهتهم فعند ذلك فتنوا فقالوا الا نستطيع القتال فاذهب أنت وربك
فقاتلا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو صدقني وآمن بي واتبعني
عشرة من اليهود لا سلم كل يهودي كان قال كعب اثنى عشر وتصديق ذلك في المائدة وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا
* وأخرج أحمد والحاكم عن ابن مسعود انه سئل كم يملك هذه الأمة من خليفة فقال سألنا عنها رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال اثنا عشر كعدة بني إسرائيل * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس ان موسى عليه السلام
قال للنقباء الاثني عشر سيروا اليوم فحدثوني حديثهم وما أمرهم ولا تخافوا ان الله معكم ما أقمتم الصلاة وآتيتم
الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
وعزرتموهم قال أعنتموهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وعزرتموهم قال
نصرتموهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال التعزير والتوقير النصرة والطاعة * قوله تعالى (فبما
267

نقضهم ميثاقهم) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فبما نقضهم ميثاقهم قال هو ميثاق أخذه الله على
أهل التوراة فنقضوه * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله فبما نقضهم يقول فبنقضهم * وأخرج عبد بن حميد
عن قتادة في قوله فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم قال اجتنبوا نقض الميثاق فان الله قدم فيه وأوعد فيه وذكره في
آي من القرآن تقدمة ونصيحة وحجة وانما يعظم بما عظمهما الله به عند أولى الفهم والعقل وأهل العلم بالله وانا ما نعلم
الله أوعد في ذنب ما أوعد في نقض الميثاق * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله يحرفون الكلم عن مواضعه
يعنى حدود الله في التوراة يقول إن أمركم محمد بما أنتم عليه فاقبلوه وان خالفكم فاحذروا * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله ونسوا حظا مما ذكروا به قال نسوا الكتاب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن
مجاهد في قوله ونسوا حظا مما ذكروا به قال نسوا الكتاب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد
في قوله ونسوا حظا مما ذكروا به قال كتاب الله إذا نزل عليهم * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله
ونسوا حظا تركوا نصيبا * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله ونسوا حظا مما ذكروا به قال عرا دينهم
ولطائف الله التي لا يقبل الأعمال الا بها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في الآية قال نسوا كتاب الله
بين أظهرهم وعهده الذي عهده إليهم وأمره الذي أمرهم به وضيعوا فرائضه وعطلوا حدوده وقتلوا رسله ونبذوا
كتابه * وأخرج ابن المبارك وأحمد في الزهد عن ابن مسعود قال انى لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه
بالخطيئة يعملها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ولا تزال تطلع على خائنة منهم
قال هم يهود مثل الذي هموا به من النبي صلى الله عليه وسلم يوم دخل عليهم حائطهم * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ولا تزال تطلع على خائنة منهم يقول على خيانة وكذب
وفجور وفى قوله فاعف عنهم واصفح قال لم يؤمر يومئذ بقتالهم فأمره الله ان يعفو عنهم ويصفح ثم نسخ ذلك
في براءة فقال قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر الآية * قوله تعالى (ومن الذين قالوا) الآية
* أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله ومن الذين قالوا انا نصارى قال كانوا بقرية يقال لها ناصرة
كان عيسى بن مريم ينزلها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ومن الذين قالوا انا
نصارى قال كانوا بقرية يقال لها ناصرة نزلها عيسى وهو اسم تسموا به ولم يؤمر وا به في قوله ميثاقهم فنسوا حظا مما
ذكروا به قال نسوا كتاب الله بين أظهرهم وعهد الله الذي عهد لهم وأمر الله الذي أمر به وضيعوا فرائضه
فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة قال بأعمالهم أعمال السوء ولو أخذ القوم بكتاب الله وأمره
ما تفرقوا وما تباغضوا * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن إبراهيم في قوله فأغرينا بينهم العداوة
والبغضاء إلى يوم القيامة قال أغرى بعضهم بعضا بالخصومات والجدال في الدين * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن إبراهيم في الآية قال ما أرى الاغراء في هذه الآية الا الا هواء المختلفة * وأخرج ابن جرير عن الربيع
قال إن الله تقدم إلى بني إسرائيل ان لا يشتروا بآيات الله ثمنا قليلا ويعلموا الحكمة ولا يأخذوا عليها أجرا فلم
يفعل ذلك الا قليل منهم فأخذوا الرشوة في الحكم وجاوزوا الحدود فقال في اليهود حيث حكموا بغير ما أمر الله
وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وقال في النصارى فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة
والبغضاء إلى يوم القيامة * قوله تعالى (يا أهل الكتاب) الآيتين * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال
لما أخبر الأعور سمويل بن صوريا الذي صدق النبي صلى الله عليه وسلم على الرجم انه في كتابهم وقال لكنا
نخفيه فنزلت يا أهل الكتاب قد جاء كم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب وهو شاب أبيض
خفيف طوال من أهل فدك * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا قال هو محمد صلى
الله عليه وسلم يبين لكم كثيرا يقول يبين لكم محمد رسولنا كثيرا مما كنتم تكتمونه الناس ولا تبينونه لهم مما
في كتابكم وكان مما يخفونه من كتابهم فبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس رجم الزانيين المحصنين * وأخرج
ابن جرير عن عكرمة قال إن نبي صلى الله عليه وسلم أتاه اليهود يسألونه عن الرجم فقال أيكم أعلم فأشاروا إلى
ابن صوريا فناشده بالذي أنزل التوراة على موسى والذي رفع الطور بالمواثيق التي أخذت عليهم هل تجدون
الرجم في كتابكم فقال إنه لما كثر فينا جلدنا مائة وحلقنا الرؤس فحكم عليهم بالرجم فأنزل الله يا أهل الكتاب إلى
268

قوله صراط مستقيم * وأخرج ابن الضريس والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس
قال من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب قال تعالى يا أهل الكتاب قد جاء كم رسولنا يبين لكم
كثير مما كنتم تخفون من الكتاب قال فكان للرجم مما أخفوا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله
ويعفو عن كثير من ذنوب القوم جاء محمد بإقالة منها وتجاوز إن اتبعوه * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله
يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل الاسلام قال سبيل الله الذي شرعه لعباده ودعاهم إليه وابتعث به رسله وهو
الاسلام الذي لا يقبل من أحد عمل الا به لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية والله تعالى أعلم * قوله تعالى
(وقالت اليهود والنصارى) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في
الدلائل عن ابن عباس قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أبي وبحري بن عمرو وشاس بن عدي فكلمهم
وكلموه ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته فقالوا ما تخوفنا يا محمد نحن والله أبناء الله وأحباؤه كقول النصارى فأنزل
الله فيهم وقالت اليهود والنصارى إلى آخر الآية والله تعالى أعلم * قوله تعالى (قل فلم يعذبكم) الآية * أخرج
أحمد عن أنس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه وصبي في الطريق فلما رأت أمه القوم خشيت
على ولدها أن يوطأ فأقبلت تسعى وتقول ابني ابني فأخذته فقال القوم يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في
النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا والله ولا يلقى حبيبه في النار * وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال والله لا يعذب الله حبيبه ولكن يبتليه في الدنيا * قوله تعالى (يغفر لمن يشاء) الآية
* أخرج ابن جرير عن السدى في قوله يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء يقول يهدى منكم من يشاء في الدنيا
فيغفر له ويميت من يشاء منكم على كفره فيعذبه * قوله تعالى (يا أهل الكتاب) الآية * أخرج ابن إسحاق
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يهود إلى الاسلام فرغبهم فيه وحذرهم فأبوا عليه فقال لهم معاذ بن جبل وسعد بن عبادة وعقبة بن وهب يا معشر
يهود اتقوا الله فوالله انكم لتعلمون انه رسول الله لقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه وتصفونه لنا بصفته فقال
رافع بن حريملة ووهب بن يهود اما قلنا لكم هذا وما أنزل الله من كتاب من بعد موسى ولا أرسل بشيرا ولا نذيرا
بعده فأنزل الله يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن قتادة في قوله قد جاءكم رسولنا بين لكم على فترة من الرسل قال هو محمد جاء بالحق الذي فتربه بين الحق
والباطل فيه بيان وموعظة ونور وهدى وعصمة لمن اخذ به قال وكانت الفترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليه
وسلم وذكر لنا انه كانت ستمائة سنة أو ما شاء الله من ذلك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير
من طريق معمر عن قتادة في قوله على فترة من الرسل قال كان بين عيسى ومحمد خمسمائة سنة وستون قال معمر
قال الكلبي خمسمائة سنة وأربعون سنة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال كانت الفترة خمسمائة سنة
* وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال كانت الفترة بين عيسى ومحمد أربعمائة سنة وبضعا وثلاثين سنة * قوله تعالى
(وإذ قال موسى لقومه) الآية * أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة
الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا قال واسم الله قد جعل نبيا وجعلكم ملوكا على رقاب الناس فاشكروا
نعمة الله ان الله يحب الشاكرين * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله
عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا قال كنا نحدث انهم أول من سخر لهم الخدم من بني آدم وملكوا
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وجعلكم ملوكا قال ملكهم الخدم
وكانوا أول من ملك الخدم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وجعلكم ملوكا قال كان الرجل من بني إسرائيل
إذا كانت له الزوجة والخادم والدار يسمى ملكا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن
عباس في قوله وجعلكم ملوكا قال الزوجة والخادم والبيت * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر والحاكم
وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا قال المرأة والخادم
وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين قال الذين هم بين ظهرانيهم يومئذ * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي سعيد
269

الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كانت بنو إسرائيل إذا كان لأحدهم خادم ودابة وامرأة كتب
ملكا * وأخرج ابن جرير والزبير بن بكار في الموفقيات عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
كان له بيت وخادم فهو ملك * وأخرج أبو داود في مراسيله عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من كان له بيت وخادم فهو ملك * وأخرج أبو داود في مراسيله عن زيد بن أسلم في قوله وجعلكم ملوكا قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجة ومسكن وخادم * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن عبد الله
ابن عمرو بن العاصي انه سأل رجل ألسنا من فقراء المهاجرين قال ألك امرأة تأوي إليها قال نعم قال ألك مسكن
تسكنه قال نعم قال فأنت من الأغنياء قال إن لي خادما قال فأنت من الملوك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن مجاهد في قوله وجعلكم ملوكا قال جعل لهم أزواجا وخدما وبيوتا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين
قال المن والسلوى والحجر والغمام * وأخرج ابن جرير عن الحسن وجعلكم ملوكا قال وهل الملك الا مركب
وخادم ودار * وأخرج ابن جرير من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين قال
المن والسلوى * قوله تعالى (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة) الآية * أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله
الأرض المقدسة قال هي المباركة * وأخرج ابن عساكر عن معاذ بن جبل قال الأرض المقدسة ما بين العريش إلى
الفرات * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله الأرض المقدسة قال هي الشام * وأخرج ابن جرير
عن السدى في قوله التي كتب الله لكم قال التي أمركم الله بها * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال أمر
القوم كما أمروا بالصلاة والزكاة والحج والعمرة * قوله تعالى (قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين) * أخرج ابن
جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ان فيها قوما جبارين قال ذكر لنا انهم كانت لهم أجسام وخلق ليست
لغيرهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين قال هم أطول
منا أجساما وأشد قوة * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن أبي ضمرة قال استظل سبعون رجلا من قوم
موسى في خف رجل من العماليق * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن زيد بن أسلم قال بلغني انه رؤيت
ضبع وأولادها رابضة في فجاج عين رجل من العمالقة * وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك أنه أخذ عصا
فذرع فيها شيئا ثم قاس في الأرض خمسين أو خمسا وخمسين ثم قال هكذا أطول العماليق * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن عباس قال أمر موسى ان يدخل مدينة الجبار ين فسار بمن معه حتى نزل قريبا من المدينة وهي
أريحاء فبعث إليهم اثنى عشر نقيبا من كل سبط منهم عين فيأتوه بخبر القوم فدخلوا المدينة فرأوا أمرا عظيما من
هيبتهم وجسمهم وعظمهم فدخلوا حائطا لبعضهم فجاء صاحب الحائط ليجني الثمار من حائطه فجعل يحش الثمار
فنظر إلى آثارهم فتبعهم فكلما أصاب واحدا منهم أخذه فجعله في كمه مع الفاكهة وذهب إلى ملكهم فنثرهم
بين يديه فقال الملك قد رأيتم شأننا وأمرنا اذهبوا فأخبروا صاحبكم قال فرجعوا إلى موسى فأخبروه بما عاينوا
من أمرهم فقال اكتموا عنا فجعل الرجل يخبر أباه وصديقه ويقول اكتم عنى فأشيع ذلك في عسكر هم ولم يكتم
منهم الا رجلان يوشع بن نون وكالب بن يوحنا وهم اللذان أنزل الله فيهما قال رجلان من الذين يخافون * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ادخلوا الأرض المقدسة قال هي مدينة الجبارين لما نزل بها موسى
وقومه بعث منهم اثنى عشر رجلا وهم النقباء الذين ذكرهم الله تعالى ليأتوهم بخبرهم فساروا فلقيهم رجل
من الجبارين فجعلهم في كساءته فحملهم حتى أتى بهم المدينة ونادى في قومه فاجتمعوا إليه فقالوا من أنتم قالوا نحن
قوم موسى بعثنا لنأتيه بخبركم فاعطوهم حبة من عنب تكفى الرجل وقالوا لهم اذهبوا إلى موسى وقومه
فقولوا لهم أقدر وأقدر فاكهتهم فلما أتوهم قالوا يا موسى اذهب أنت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون فقال
رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما وكانا من أهل المدينة أسلما واتبعا موسى فقالا لموسى ادخلوا
عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله قال رجلان قال
يوشع بن نون وكالب * وأخرج عبد بن حميد عن عطية العوفي في قوله قال رجلان قال كالب ويوشع
ابن النون فتى موسى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله من الذين يخافون
270

أنعم الله عليهما قال في بعض القراءة يخافون أنعم الله عليهما * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير انه كان يقرؤها
بضم الياء يخافون * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال كانا من العدو فصارا مع موسى * وأخرج الحاكم
وصححه عن ابن عباس قال رجلان من الذين يخافون برفع الياء * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ من الذين
يخافون بنصب الياء في يخافون * وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما
بالهدى فهداهما فكانا على دين موسى وكانا في مدينة الجبارين * وأخرج ابن جرير عن سهل بن علي قال رجلان
من الذين يخافون أنعم الله عليهما بالخوف * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله قال رجلان من الذين يخافون
أنعم الله عليهما قال هم النقباء وفى قوله ادخلوا عليهم الباب قال هي قرية الجبارين * قوله تعال (قالوا يا موسى
انا لن ندخلها) الآية * أخرج أحمد والنسائي وابن حبان عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سار
إلى بدر استشار المسلمين فأشار عليه عمر ثم استشارهم فقالت الأنصار يا معشر الأنصار إياكم يريد رسول الله صلى
الله عليه وسلم قالوا لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون والذي بعثك
بالحق لو ضربت أكبادها إلى برك الغماد لاتبعناك * وأخرج أحمد وابن مردويه عن عتبة عبد السلمي قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ألا تقاتلون قالوا نعم ولا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك
فقاتلا أنا ههنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكم مقاتلون * وأخرج أحمد عن طارق بن شهاب
ان المقداد قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يا رسول الله انا لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت
وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكم مقاتلون * وأخرج البخاري والحاكم
وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال لقد شهدت من المقداد مشهد الان أكون أنا صاحبه أحب إلى
مما عدل به أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين قال والله يا رسول الله لا نقول كما قالت بنو
إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون ولكن نقاتل عن يمينك وعن يسارك ومن بين يدك
ومن خلفك فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرق لذلك وسر بذلك * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال
ذكران رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم الحديبية حين صد المشركون الهدى وحيل بينهم وبين
مناسكهم انى ذاهب بالهدى فناحره عند البيت فقال المقداد بن الأسود اما والله لا نكون كالملا من بني إسرائيل
إذ قالوا لنبيهم اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون * قوله تعالى (قال رب انى لا أملك الا نفسي) الآية
* أخرج ابن جرير عن السدى قال غضب موسى عليه السلام حين قال له القوم اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا
قاعدون فدعا عليهم فقال رب انى لا أملك الا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين وكان عجلة من
موسى عجلها فلما ضرب عليهم التيه ندم موسى فلما ندم أوحى الله إليه فلا تأس على القوم الفاسقين لا تحزن على
القوم الذين سميتهم فاسقين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله فافرق بيننا
وبين القوم الفاسقين يقول افصل بيننا وبينهم * قوله تعالى (فإنها محرمة عليهم) الآية * أخرج ابن جرير عن
قتادة في قوله انها محرمة عليهم قال أبدا وفى قوله يتيهون في الأرض قال أربعين سنة * وأخرج عبد بن حميد عن
قتادة قال ذكر لنا انهم بعثوا اثنى عشر رجلا من كل سبط رجلا عيونا ليأتوهم بأمر القوم فاما عشرة فجبنوا قومهم
وكرهوا إليهم الدخول وأما يوشع بن نون وصاحبه فأمرا بالدخول واستقاما على أمر الله ورغبا قومهم في ذلك
وأخبراهم في ذلك انهم غالبون حتى بلغ ههنا قاعدون قال لما جبن القوم عن عدوهم وتركوا أمر ربهم قال الله
فإنها محرمة عليهم أربعين سنة انما يشربون ماء الاطواء لا يهبطون قرية ولا مصرا ولا يهتدون لها ولا يقدرون
على ذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال حرمت عليهم القرى فكانوا لا يهبطون قرية ولا
يقدرون على ذلك انما يتبعون الاطواء أربعين سنة والاطواء والركايا وذكر لنا ان موسى توفى في الأربعين سنة
وانه لم يدخل بيت المقدس منهم الا أبناؤهم والرجلان اللذان قالا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن
عباس قال تاهوا أربعين سنة فهلك موسى وهرون في التيه وكل من جاوز الأربعين سنة فلما مضت الأربعون سنة
ناهضهم يوشع بن نون وهو الذي قام بالامر بعد موسى وهو الذي قيل له اليوم يوم الجمعة فهموا بافتتاحها فدنت
271

الشمس للغروب فخشى ان دخلت ليلة السبت أن يسبتوا فنادى الشمس انى مأمور وانك مأمورة فوقفت حتى
افتتحها فوجد فيها من الأموال ما لم ير مثله قط فقربوه إلى النار فلم تأت فقال فيكم الغلول فدعا رؤس الأسباط وهم
اثنا عشر رجلا فبايعهم فالتصقت يد رجل منهم بيده فقال الغلول عندك فأخرجه فاخرج رأس بقرة من ذهب لها
عينان من ياقوت وأسنان من لؤلؤ فوضعه مع القربان فاتت النار فأكلتها * واخرج ابن جرير عن مجاهد قال تاهت
بنو إسرائيل أربعين سنة يصبحون حيث أمسوا ويمسون حيث أصبحوا في تيههم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ
في العظمة عن وهب بن منبه قال إن بني إسرائيل لما حرم الله عليهم ان يدخلوا الأرض المقدس أربعين سنة يتيهون
في الأرض شكوا إلى موسى فقالوا ما نأكل فقال إن الله سيأتيكم بما تأكلون قالوا من أين قال إن الله سينزل عليكم
خبزا مخبوزا فكان ينزل عليهم المن وهو خبز الرقاق ومثل الذرة قالوا وما نأتدم وهل بدلنا من لحم قال فان الله يأتيكم
به قالوا من أين فكانت الريح تأتيهم بالسلوى وهو طير سمين مثل الحمام فقالوا فما نلبس قال لا يخلق لأحدكم ثوب
أربعين سنة قالوا فما نحتذي قال لا ينقطع لأحدكم شسع أربعين سنة قالوا فإنه يولد فينا أولاد صغار فما نكسوهم
قال الثوب الصغير يشب معه قالوا فمن أين لنا الماء قال يأتيكم به الله فامر الله موسى أن يضرب بعصاه الحجر قالوا فما
نبصر تغشانا الظلمة فضرب له عمودا من نور في وسط عسكره أضاء عسكره كله قالوا فبم نستظل الشمس علينا شديدة
قال يظلكم الله تعالى بالغمام * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس قال ظلل عليهم الغمام في التيه قدر خمسة
فراسخ أو ستة كلما أصبحوا ساروا غادين فإذا أمسوا إذا هم في مكانهم الذي ارتحلوا فكانوا كذلك أربعين سنة
وهم في ذلك ينزل عليهم المن والسلوى ولا تبلى ثيابهم ومعهم حجر من حجارة الطور يحملونه معهم فإذا نزلوا ضربه
موسى بعصاه فانفرجت منه اثنا عشرة عينا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال خلق لهم في التيه ثياب لا تخلق
ولا تذوب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن طاوس قال كانت بنو إسرائيل إذا كانوا في
تيههم تشب معهم ثيابهم إذا شبوا * وأخرج عبد حميد عن الحسن قال لما استسقى موسى لقومه أوحى الله إليه
أن اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا فقال لهم موسى ردوا معشر الحمير فأوحى الله إليه قلت
لعبادي معشر الحمير وأني قد حرمت عليكم الأرض المقدسة قال يا رب فاجعل قبري منها قذفة حجر فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لو رأيتم قبر موسى لرأيتموه من الأرض المقدس قذفة بحجر * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد
قال لما استسقى لقومه فسقوا قال اشربوا يا حمير فأنهاه عن ذلك وقال لا تدع عبادي يا حمير * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله فلا تأس قال لا تحزن * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان
نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل فلا تأس قال لا تحزن قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما
سمعت أمرأ القيس وهو يقول
وقوفا بها صحبا على مطيهم * يقولون لا تهلك أسى وتحمل
* وأخرج عبد الرزاق في المصنف والحاكم وصححه عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن نبيا
من الأنبياء قاتل أهل مدينة حتى إذا كاد أن يفتحها خشى ان تغرب الشمس فقال أيتها الشمس انك مأمورة وأنا
مأمور بحرمتي عليك الا وقفت ساعة من النهار قال فحبسها الله تعالى حتى افتتح المدينة وكانوا إذا أصابوا الغنائم
قربوها في القربان فجاءت النار فأكلتها فلما أصابوا وضعوا القربان فلم تجئ النار تأكله فقالوا يا نبي الله مالنا
لا تقبل قرباننا قال فيكم غلول قالوا وكيف لنا ان نعلم من عنده الغلول قال وهم اثنا عشر سبطا قال يبايعني رأس كل
سبط منكم فبايعه رأس كل سبط فلزقت كفه بكف رجل منهم فقالوا له عندك الغلول فقال كيف لي أن أعلم قال
تدعو سبطك فتبايعهم رجلا رجلا ففعل فلزقت كفه بكف رجل منهم قال عندك الغلول قال نعم عندي الغلول
قال وما هو قال رأس ثور من ذهب أعجبني فغللته فجاء به فوضعه في الغنائم فجاءت النار فأكلته فقال كعب صدق
الله ورسوله هكذا والله في كتاب الله يعنى في التوراة ثم قال يا أبا هريرة أحدثكم النبي صلى الله عليه وسلم أي نبي كان
قال هو يوشع بن نون قال فحدثكم أي قرية قال هي مدينة أريحاء وفى رواية عبد الرزاق فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لم تحل الغنيمة لأحد قبلنا وذلك أن الله رأى ضعفنا فطيبها لنا وزعموا أن الشمس لم تحبس لأحد قبله ولا
272

بعده * قوله تعالى (واتل عليهم نبأ ابني آدم) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن مسعود عن ناس من الصحابة
أنه كان لا يولد لآم مولود الا ولد معه جارية فكان يزوج غلام هذا البطن لجارية البطن الآخر ويزوج جارية
هذا البطن غلام هذا البطن الآخر حتى ولد له ابنان يقال لهما قابيل وهابيل وكان قابيل صاحب زرع وكان
هابيل صاحب ضرع وكان قابيل أكبرهما وكانت له أخت أحسن من أخت هابيل وان هابيل طلب أن ينكح
أخت قابيل فأبى عليه وقال هي أختي ولدت معي وهي أحسن من أختك وأنا أحق أن أتزوج بها فأمره أبوه أن
يتزوجها هابيل فأبى وأنهما قربا قربانا إلى الله أيهما أحق بالجارية وكان آدم قد غاب عنهما إلى مكة ينظر إليها
فقال آدم للسماء احفظي ولدى بالأمانة فأبت وقال للأرض فأبت وقال للجبال فأبت فقال لقابيل فقال نعم تذهب
وترجع وتجد أهلك كما يسرك فلما انطلق آدم قربا قربانا وكان قابيل يفخر عليه فقال أنا أحق بها منك هي أختي
وأنا أكبر منك وأنا وصى والدي فلما قر بأقرب هابيل جذعة سمينة وقرب قابيل حزمة سنبل فوجد فيها سنبلة
عظيمة ففركها فأكلها فنزلت النار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل فغضب وقال لأقتلنك حتى لا تنكح
أختي فقال هابيل انما يتقبل الله من المتقين انى أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك يقول اثم قتلى إلى إثمك الذي في عنقك
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر بسند جيد عن ابن عباس قال نهى
أن ينكح المرأة أخاها توأمها وان ينكحها غيره من إخوتها وكان يولد في كل بطن رجل وامرأته فبينما هم كذلك
ولد له امرأة وضيئة وأخرى قبيحة ذميمة فقال أخوا الذميمة أنكحني أختك وأنكحك أختي قالا أنا أحق بأختي
فقر باقر بانا فجاء صاحب الغنم بكبش أبيض وصاحب الزرع بصبرة من طعام فتقبل من صاحب الكبش فخزنه
الله في الجنة أربعين خريفا وهو الكبش الذي ذبحه إبراهيم ولم يقبل من صاحب الزرع فبنو آدم كلهم من ذلك
الكافر * وأخرج إسحاق بن بشر في المبتدا وابن عساكر في تاريخه من طريق جويبر ومقاتل عن الضحاك
عن ابن عباس قال ولد لآدم أربعون ولدا عشرون غلاما وعشرون جارية فكان ممن عاش منهم هابيل وقابيل
وصالح وعبد الرحمن والذي كان سماه عبد الحارث وود وكان يقال له شيث ويقال له هبة الله وكان إخوته قد
سودوه وولد له سواع ويغوث ونسر وان الله أمره ان يفرق بينهم في النكاح ويزوج أخت هذا من هذا
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال كان من شأن ابني آدم انه لم يكن مسكين يتصدق عليه وانما كان القربان
يقربه الرجل فبينا ابنا آدم قاعدان إذ قالا لو قربنا قربانا وكان أحدهما راعيا والآخر حراثا وان صاحب الغنم
قرب خير غنمه وأسمنها وقرب الآخر بعض زرعه فجاءت النار فنزلت فأكلت الشاة وتركت الزرع وان ابن آدم
قال لأخيه أتمشي في الناس وقد علموا انك قربت قربانا فتقبل منك ورد على فلا والله لا ينظر الناس إلى واليك
وأنت خير منى فقال لأقتلك فقال له أخوه ما ذنبي انما يتقبل الله من المتقين لئن بسطت إلى يدك لتقتلني ما أنا
بباسط يدي إليك لأقتلك لا أنا مستنصر ولا مسكن يدي عنك * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال إن ابني آدم
للذين قربا قربانا كان أحدهما صاحب حرث والآخر صاحب غنم وأنهما أمر أن يقربا قربانا وان صاحب
الغنم قرب أكرم غنمه وأسمنها وأحسنها طيبة بها نفسه وان صاحب الحرث قرب شر حرثه الكردن والزوان
غير طيبة بها نفسه وان الله تقبل قربان صاحب الغنم ولم يقبل قربان صاحب الحرث وكان من قصتهما ما قص الله
في كتابه وأيم الله ان كان المقتول لأشد الرجلين ولكنه منعه التحرج أن يبسط يده إلى أخيه * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله واتل عليهم نبا ابني آدم قال هابيل وقابيل لصلب آدم قرب هابيل
عناقا من أحسن غنمه وقرب قابيل زرعا من زرعه فتقبل من صاحب الشاة فقال لصاحبه لأقتلنك فقتله فعقل الله
إحدى رجليه بساقه إلى فخذها من يوم قتله إلى يوم القيامة وجعل وجهه إلى اليمن حيث دار دارت عليه حظيرة
من ثلج في الشتاء وعليه في الصيف حظيرة من نار ومعه سبعة أملاك كلما ذهب ملك جاء الآخر * وأخرج عبد
بن حميد وابن جرير عن الحسن في قوله واتل عليهم نبا ابني آدم بالحق قال كانا من بني إسرائيل ولم يكونا ابني آدم
لصلبه وانما كان القربان في بني إسرائيل وكان أول من مات * قوله تعالى (انما يتقبل الله من المتقين) * أخرج
ابن أبي حاتم عن أبي الدرداء قال لان استيقن ان الله تقبل من صلاة واحدة أحب إلى من الدنيا وما فيها ان الله
273

يقول انما يتقبل الله من المتقين * واخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى عن علي بن أبي طالب قال لا يقل عمل
مع تقوى وكيف يقل ما يتقبل * وأخرج ابن أبي الدنيا عن عمر بن عبد العزيز انه كتب إلى رجل أوصيك بتقوى
الله الذي لا يقبل غيرها ولا يرحم الا عليها ولا يثيب الا عليها فان الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل * وأخرج
ابن أبي الدنيا عن يزيد العيص سألت موسى بن أعين عن قوله عز وجل انما يتقبل الله من المتقين قال تنزهوا
عن أشياء من الحلال مخافة ان يقعوا في الحرام فسماهم الله متقين * وأخرج ابن أبي الدنيا عن فضالة بن عبيد
قال لان أكون اعلم أن الله يقبل منى مثقال حبة من خردل أحب إلى من الدنيا وما فيها فان الله يقول انما يتقبل
الله من المتقين * وأخرج سعد وابن أبي الدنيا عن قتادة قال قال عامر بن عبد قيس آية في القرآن أحب إلى من
الدنيا جميعا ان أعطاه أن يجعلني الله من المتقين فإنه قال انما يتقبل الله من المتقين * وأخرج ابن أبي الدنيا عن
همام بن يحيى قال بكى عامر بن عبد الله عند الموت فقيل له ما يبكيك قال آية في كتاب الله فقيل له أية آية قال انما
يتقبل الله من المتقين * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبل عمل
عبد حتى يرضى عنه * وأخرج ابن أبي شيبة عن ثابت قال كان مطرف يقول اللهم تقبل منى صيام يوم اللهم
اكتب لي حسنة ثم يقول انما يتقبل الله من المتقين * وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك في قوله انما يتقبل الله من
المتقين قال الذين يتقون الشرك * وأخرج ابن عساكر عن هشام بن يحيى عن أبيه قال دخل سائل إلى ابن عمر
فقال لابنه اعطه دينارا فأعطاه فلما انصرف قال ابنه تقبل الله منك يا أبتاه فقال لو علمت أن الله تقبل منى سجدة
واحدة أو صدقة درهم لم يكن غائب أحب إلى من الموت تدرى ممن يتقبل الله انما يتقبل الله من المتقين * قوله
تعالى (لئن بسطت إلى يدك) الآية * أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله لئن بسطت إلى يدك الآية قال كان
كتب عليهم إذا أراد الرجل رجلا تركه ولا يمتنع منه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال كانت
بنو إسرائيل كتب عليهم إذا الرجل بسط يده إلى الرجل لا يمتنع عنه حتى يقتله أو يدعه فذلك قوله لئن بسطت
الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله انى أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك قال بقتلك
إياي وإثمك قال بما كان منك قبل ذلك * وأخرج عن قتادة والضحاك مثله * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان
نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل انى أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك قال ترجع بإثمي وإثمك الذي
عملت فتستوجب النار قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر يقول
من كان كاره عيشه فليأتنا * يلقى المنية أو يبوء عناء
* وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن سعد بن أبي وقاس ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال انما ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي قال
أفرأيت ان دخل على بيتي فبسط إلى يده ليقتلني قل كن كابن آدم وتلا لئن بسطت إلى يدك لتقتلني الآية
* وأخرج أحمد ومسلم والحاكم عن أبي ذر قال ركب النبي صلى الله عليه وسلم حمارا وأرد فنى خلفه فقال
يا أبا ذر أرأيت ان أصاب الناس جوع لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك كيف تصنع قلت الله
ورسوله أعلم قال تعفف يا أبا ذر أرأيت ان أصاب الناس موت شديد يكون البيت فيه بالعبد يعنى القبر قلت الله
ورسوله أعلم قال اصبر يا أبا ذر قال أرأيت ان قتل الناس بعضهم بعضا حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء كيف تصنع
قلت الله ورسوله أعلم قال اقعد في بيتك وأغلق بابك قلت فان لم أترك قال فائت من أنق منهم فكن فيهم قلت فآخذ
سلاحي قال اذن تشاركهم فيما هم فيه ولكن ان خشيت أن يروعك شعاع السيف فالق طرف ردائك على
وجهك حي يبوء بإثمه وإثمك فيكون من أصحاب النار * وأخرج البيهقي عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال اكسروا سيفكم يعني في الفتنة واقطعوا أوتاركم والزموا أجواف البيوت وكونوا فيها كالخير من ابني آدم
* وأخرج ابن مردويه عن حذيفة قال لئن اقتتلتم لأنظرن أقصى بيت في داري فلا لجنه فإن دخل على فلأتلون ها
بؤ بإثمي وإثمك كخير ابني آدم * وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن أبي نضرة قال دخل أبو سعيد الخدري يوم
الحرة غارا فدخل عليه الغار رجل ومع أبى سعيد السيف فوضعه أبو سعيد وقال بؤ بإثمي وإثمك وكن من أصحاب
274

النار ولفظ ابن سعد وقال انى أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار قال أبو سعيد الخدري أنت قال
نعم قال فاستغفر لي قال غفر الله لك * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان ابني آدم صربا مثلا لهذه الأمة فخذوا بالخير منهما * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال بلغني ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال يا أيها الناس ألا ان ابني آدم ضر بالكم مثلا فتشبهوا بخيرهما ولا تتشبهوا بشرهما
* وأخرج ابن جرير من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه قال قلت لبكر بن عبد الله أما بلغك ان النبي صلى الله
عليه وسلم قال إن الله ضرب لكم ابني آدم مثلا فخذوا خيرهما ودعوا شرهما قال بلى * وأخرج الحاكم بسند
صحيح عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انها ستكون فتن ألا ثم تكون فتنة لقاعد فيها
خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي إليها فإذا نزلت فمن كان له إبل فليلحق
بإبله ومن كان له أرض فليلحق بأرضه فقيل أرأيت يا رسول الله ان لم يكن له ذلك قال فليأخذ حجرا فليدق به على
حد سيفه ثم لينج ان استطاع النجاة اللهم هل بلغت ثلاثا فقال رجل يا رسول الله أرأيت ان أكرهت حتى ينطلق بي
إلى أحد الصفين فيرميني رجل بسهم أو يضربني بسيف فيقتلني قال يبوء بإثمه وإثمك فيكون من أصحاب النار
قالها ثلاثا * وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة انه قيل له ما تأمرنا إذا قتل المصلون قال آمرك أن تنظر أقصى
بيت في دارك فتلج فيه فان دخل عليك فتقول ها بؤ بإثمي وإثمك فتكون كابن آدم * وأخرج أحمد والحاكم
عن خالد بن عرفطة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خالد انه سيكون بعدي احداث وفتن واختلاف
فان استطعت أن تكون عبد الله المقتول لا القاتل فافعل * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون فتنة النائم فيها خير من المضطجع والمضطجع خير من القاعد والقاعد
خير من الماشي والماشي خير من الساعي قتلاها كلها في النار قلت يا رسول الله فبم تأمرني ان أدركت ذلك قال
ادخل بيتك قلت أفرأيت ان دخل على قال قل بؤ بإثمي وإثمك وكن عبد الله المقتول * وأخرج البيهقي في شعب
الايمان وابن عساكر عن الأوزاعي قال من قتل مظلوما كفر الله كل ذنب عنه وذلك في القرآن انى أريد أن تبوء
بإثمي وإثمك * وأخرج ابن سعد عن خباب بن الإرث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ذكر فتنة القاعد فيها
خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي فان أدركت ذلك فكن عبد الله المقتول
ولا تكن عبد الله القاتل * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجز أحدكم أتاه
الرجل أن يقتله أن يقول هكذا وقال بإحدى يديه على الأخرى فيكون كالخير من ابني آدم وإذا هو في الجنة وإذا
قاتله في النار * قوله تعالى (فطوعت له نفسه) الآية * أخرج عبد بن حميد وبن جرير وابن المنذر
عن مجاهد في قوله فطوعت له نفسه قتل أخيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله
فطوعت له نفسه قتل أخيه قال زينت له نفسه * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة فطوعت له
نفسه قتل أخيه ليقتله فراغ الغلام منه في رؤس الجبال فاتاه يوما من الأيام وهو يرعى غنما له وهو نائم فرفع
صخرة فشدخ بها رأسه فمات فتركه بالعراء ولا يدرى كيف يدفن فبعث الله غرابين أخوين فاقتتلا فقتل
أحدهما صاحبه فحفر له ثم حثا عليه التراب فلما رآه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب * وأخرج
ابن جرير عن ابن جريج قال ابن آدم الذي قتل أخاه لم يدر كيف يقتله فتمثل له إبليس في صورة طير فاخذ طيرا
فوضع رأسه بين حجرين فشدخ رأسه فعلمه القتل وأخرج عن مجاهد نحوه * وأخرج ابن جرير عن خيثمة
قال لما قتل ابن آدم أخاه شفت الأرض دمه فلعنت فلم تشف الأرض دما بعد * وأخرج ابن عساكر عن علي
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بدمشق جبل يقال له قاسيون فيه قتل ابن آدم أخاه * وأخرج ابن عساكر عن عمرو
ابن خبير الشعباني قال كنت مع كعب الأحبار على جبل دير المران فرأى لجة سائلة في الجبل فقال ههنا
قتل ابن آدم أخاه وهذا أثر دمه جعله الله آية للعالمين * وأخرج ابن عساكر من وجه آخر عن كعب قال إن
الدم الذي على جبل قاسيون هو دم ابن آدم * وأخرج ابن عساكر عن وهب قال إن الأرض نشفت دم ابن آدم
المقتول فلعن ابن آدم الأرض فمن أجل ذلك لا تنشف الأرض دما بعد دم هابيل إلى يوم القيامة * وأخرج نعيم بن
275

حماد في الفتن عن عبد الرحمن بن فضالة قال لما قتل قابيل هابيل مسح الله عقله وخلع فؤاده تائها حتى مات * قوله
تعالى (فأصبح من الخاسرين) * أخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرر وابن
المنذر عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتل نفس ظلما الا كان على ابن آدم الأول كفل
من دمها لأنه أول من سن القتل * وأخرج ابن المنذر عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما قتلت نفس ظلما الا كان على ابن آدم قاتل الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل * وأخرج ابن جرير عن
عبد الله بن عمرو قال إن أشقى الناس رجلان لابن آدم الذي قتل أخاه ما سفك دم في الأرض منذ قتل أخاه إلى يوم
القيامة الا لحق به منه شئ وذلك أنه أول من سن القتل * وأخرج الطبراني عن ابن عمرو قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أشقى الناس ثلاثة عاقر ناقة ثمود وابن آدم الذي قتل أخاه ما سفك على الأرض من دم الا لحقه منه لأنه
أول من سن القتل * وأخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمرو قال انا لنجد ابن آدم القاتل
يقاسم أهل النار قسمة صحيحة العذاب عليه شطر عذابهم * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بد الموت
من طريق عبد الله بن دينار عن أبي أيوب اليماني عن رجل من قومه يقال له عبد الله انه ونفرا من قومه ركبوا
البحر وان البحر أظلم عليهم أياما ثم انجلت عنهم تلك الظلمة وهم قرب قرية قال عبد الله فخرجت ألتمس الماء
وإذا أبواب مغلقة تجأجأ فيها الريح فهتفت فيها فلم يجبني أحد فبينا أنا على ذلك إذا طلع على فارسان فسألاني عن أمري
فخبرتهما الذي أصابنا في البحر وأنى خرجت أطلب الماء فقالا لي اسلك في هذه السكة فإنك سننتهي إلى بركة
فيها ماء فاستق منها ولا يهولنك ما ترى فيها فسألتهما عن تلك البيوت المغلقة التي تجأجأ فيها الريح فقالا هذه بيوت
أرواح الموتى فخرجت حتى انتهيت إلى البركة فإذا فيها رجل معلق منكوس على رأسه يريد ان يتناول الماء بيده
فلا يناله فلما رآني هتف بي وقال يا عبد الله اسقني فغرفت بالقدح لأناوله فقبضت يدي فقلت أخبرني من أنت قال
أنا ابن آدم أول من سفك دما في الأرض * قوله تعالى (فبعث الله غرابا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن عطية قال لما قتله ندم فضمه إليه حتى أروح وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر متى يرمى به فتأكله وكره ان
يأتي به آدم فيحزنه فبعث الله غرابين قتل أحدهما الآخر وهو ينظر إليه ثم حفر له بمنقاره وبرجليه حتى مكن له ثم
دفعه برأسه حتى ألقاه في الحفرة ثم بحث عليه برجليه حتى واراه فلما رأى ما صنع الغراب قال يا ويلتا أعجزت ان
أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال بعث الله
غرابين فاقتتلا فقتل أحدهما الآخرة ثم جعل يحثى عليه التراب حتى واراه فقال ابن آدم القاتل يا ويلتا أعجزت ان
أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال جاء غراب
إلى غراب ميت فبحث عليه التراب حتى واراه فقال الذي قتل أخاه يا ويلتا أعجزت ان أكون مثل هذا الغراب
فأواري سوأة أخي * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال مكث يحمل أخاه في جراب عن رقبته سنة حتى بعث الله
الغرابين فرأهما يبحثان فقال أعجزت ان أكون مثل هذا الغراب فدفن أخاه * وأخرج ابن جرير وابن عساكر
عن سالم بن أبي الجعد قال إن ادم لما قتل أحدا بنيه الآخر مكث مائة عام لا يضحك حزنا عليه فأتى على رأس المائة
فقيل له حياك الله وبياك وبشر بغلام فعند ذلك ضحك * وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قال لما قتل ابن آدم أخاه بكى آدم فقال
تغيرت البلاد ومن عليها * فلون الأرض مغبر قبيح
تغير كل ذي لون وطعم * وقل بشاشة الوجه المليح
فأجيب آدم عليه السلام أبا هابيل قد قتلا جميعا * وصار الحي بالميت الذبيح
وجاء بشره قد كان منه * على خوف فجاء بها يصيح
* وأخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس قال لما قتل ابن آدم أخاه قال آدم عليه الصلاة والسلام
تغيرت البلاد ومن عليها * فوجه الأرض مغبر قبيح
تغير كل ذي لون وطعم * وقل بشاشة الوجه الصبيح
276

قتل قابيل هابيلا أخاه * فواحزنا مضى الوجه المليح
فأجابه إبليس عليه اللعنة تنح عن البلاد وساكنيها * فبي في الخلد ضاق بك الفسيح
وكنت بها وزوجك في رخاء * وقلبك من أذى الدنيا مريح
فما انفكت مكايدتي ومكري * إلى أن فاتك الثمن الربيح
* قوله تعالى (من أجل ذلك كتبنا) الآية * أخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله من أجل ذلك كتبنا على
بني إسرائيل يقول من أجل ابن آدم الذي قتل أخاه ظلما * وأخر ابن جرير عن ابن مسعود وناس من
الصحابة في قوله من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا عند المقتول يقول في
الاثم ومن أحياها فاستنقذ ها من هلكة فلكأنما أحيا الناس جميعا عند المستنقذ * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله فكأنما قتل الناس جميعا قال أوبق نفسه كما لو قتل الناس
جميعا وفى قوله من أحياها قال من سلم من قتلها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال احياؤها أن
لا يقتل نفسا حرمها الله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال من قتل نبيا أو امام عدل فكأنما قتل
الناس جميعا * وأخرج ابن سعد عن أبي هريرة قال دخلت على عثمان يوم الدار فقلت جئت لا نصرك فقال
يا أبا هريرة أيسرك أن تقتل الناس جميعا وإياي معهم قلت لا قال فإنك ان قتلت رجلا واحدا فكأنما قتلت
الناس جميعا فانصرف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله فكأنما قتل الناس جميعا
قال هذه مثل التي في سورة النساء من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالد فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدله
عذابا عظيما يقول لو قتل الناس جميعا لم يزد على مثل ذلك من العذاب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن
الحسن في قوله من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا قال في الوزر ومن أحياها فكأنما أحيا الناس
جميعا قال في الاجر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ومن أحياها قال من أنجاها
من غرق أو حرق أو هدم أو هلكة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله ومن
أحياها قال من قتل حميم فعفا عنه فكأنما أحيا الناس جميعا * وأخرج ابن جرير عن الحسن انه قيل له في هذه
الآية أهي لنا كما كانت لبني إسرائيل قال أي والذي لا إله غيره * قوله تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله
ورسوله * أخرج أبو داود والنسائي عن ابن عباس في قوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله قال
نزلت في المشركين منهم من تاب قبل أن يقدر عليه لم يكن عليه سبيل وليست تحرز هذه الآية الرجل
المسلم من الحد ان قتل أو أفسد في الأرض أو حارب الله ورسوله ثم لحق بالكفار قبل أن يقدروا عليه لم يمنعه ذلك
أن يقام فيه الحد الذي أصابه * وأخرج ابن جرير والطبراني في الكبير عن ابن عباس في هذه الآية قال كان
قوم من أهل الكتاب بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد وميثاق فنقضوا العهد وأفسدوا في الأرض
فخير الله نبيه فيهم ان شاء ان يقتل وان شاء ان يصلب وان شاء ان يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وأما النفي
فهو الهرب في الأرض فان جاء تائبا فدخل في الاسلام قبل منه ولم يؤخذ بما سلف * وأخرج ابن مردويه عن
ابن سعد قال نزلت هذه الآية في الحرورية انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية * وأخرج عبد الرزاق
والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والنحاس في ناسخه والبيهقي
في الدلائل عن أنس ان نفرا من عكل قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا وآمنوا فأمرهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من أبوالها فقتلوا راعيها واستاقوها فبعث النبي صلى الله
عليه وسلم في طلبهم فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم ولم يحسمهم وتركهم حتى ماتوا فأنزل الله انما
جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية * وأخرج أبو داود والنسائي وابن جرير عن ابن عمر قال نزلت آية
المحاربين في العرنيين * وأخرج ابن جرير 7 قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم من عرينة مضرورين
فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صحوا واشتدوا رعاء اللقاح ثم صرخوا باللقاح عامدين بها إلى
أرض قومهم قال جرير فبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من المسلمين فقد منا بهم فقطع أيديهم وأرجلهم
من خلاف وسمل أعينهم فأنزل الله هذه الآية انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية * وأخرج ابن جرير عن
277

يزيد أبى حبيب ان عبد الملك بن مروان كتب إلى أنس يسأله عن هذه الآية فكتب إليه أنس يخبره ان هذه
الآية نزلت في أولئك النفر من العرنيين وهم بجيلة قال أنس فارتدوا على الاسلام وقتلوا الراعي واستاقوا
الإبل وأخافوا السبيل وأصابوا الفرج الحرام فسال رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل من القضاء فيمن حارب
فقال من سرق وأخاف السبيل واستحل الفرج الحرام فاصلبه * وأخرج الحافظ عبد الغني في ايضاح الاشكال
من طريق أبى قلابة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله قال هم
من عكل * وأخرج عبد الرزاق عن أبي هريرة قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال من بنى فزارة قد
ماتوا هزلا فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى لقاحه فسرقوها فطلبوا فأتى بهم النبي صلى الله عليه وسلم
فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم قال أبو هريرة فيهم نزلت هذه الآية انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله
قال فترك النبي صلى الله عليه وسلم الأعين بعد * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن سعيد بن جبير قال كان
ناس من بنى سليم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الاسلام وهم كذبة ثم قالوا انا نجتوي المدينة فقال النبي
صلى الله عليه وسلم هذه اللقاح تغدو عليكم وتروح فاشربوا من أبوالها فبينما هم كذلك إذ جاء الصريخ إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قتلوا الراعي وساقوا النعم فركبوا في أثرهم فرجع صحابة رسول الله صلى الله
عليه وسلم وقد أسروا منهم فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم بهم فأنزل الله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية
فقتل النبي صلى الله عليه وسلم منهم وصلب وقطع وسمل الأعين قال فما مثل النبي صلى الله عليه وسلم قبل ولا بعد
ونهى عن المثلة وقال لا تمثلوا بشئ * وأخرج مسلم والنحاس في ناسخه والبيهقي عن أنس قال انما سمل رسول الله
صلى الله عليه وسلم أعين أولئك لانهم سملوا أعين الرعاة * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله انما جزاء الذين
يحاربون الله ورسوله الآية قال نزلت في سودان عرينة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وبهم الماء الأصفر فشكوا
ذلك إليه فأمرهم فخرجوا إلى إبل الصدقة فقال اشربوا من أبوالها وألبانها فشربوا حتى إذا صحوا وبرئوا قتلوا
الرعاة واستاقوا الإبل فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى بهم فأراد أن يسمل أعينهم فنهاه الله عن ذلك
وأمره أن يقيم فيهم الحدود كما أنزل الله * وأخرج ابن جرير عن لوليد بن مسلم قال ذكرت لليث بن سعد ما كان
من سمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك حسمهم حتى ماتوا فقال سمعت محمد بن عجلان يقول أنزلت هذه الآية
على رسول الله صلى الله عليه وسلم معاتبة في ذلك وعلمه عقوبة مثلهم من القطع والقتل والنفي ولم يسمل بعدهم
غيرهم وقال وكان هذا القول ذكر لابن عمر فأنكر ان تكون نزلت معاتبة وقال بل كانت عقوبة ذلك النفر
بأعيانهم ثم نزلت هذه الآية في عقوبة غيرهم ممن حارب بعدهم فرفع عنه السمل * وأخرج البيهقي في سننه
عن محمد بن عجلان عن أبي الزناد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قطع الذين أخذوا لقاحه وسمل أعينهم
عاتبه الله في ذلك فأنزل الله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية * وأخرج الشافعي في الام وعبد الرزاق
والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله
انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية قال إذا خرج المحارب فاخذ المال ولم يقتل يقطع من خلاف وإذا
خرج فتقل ولم يأخذ المال قتل وإذا خرج فقتل وأخذ المال قتل وصلب وإذا خرج فأخاف السبيل ولم يأخذ المال
ولم يقتل نفى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه عن ابن عباس في قوله انما جزاء
الذين يحاربون الله ورسوله الآية قال من شهر السلاح في قبة الاسلام وأفسد السبيل وظهر عليه وقدر فإمام
المسلمين مخير فيه ان شاء قتله وان شاء صلبه وان شاء قطع يده ورجله قال أو ينفوا من الأرض يهربوا يخرجوا
من دار الاسلام إلى دار الحرب * وأخرج أبو داود والنسائي والنحاس في ناسخه والبيهقي عن عائشة ان النبي صلى
الله عليه وسلم قال لا يحل دام امرئ مسلم الا بإحدى ثلاث خصال زان محصن يرجم ورجل قتل متعمدا فيقتل
ورجل خرج من الاسلام فحارب فيقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض * وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق
عن ابن عباس ان قوما من عرينة جاؤوا إلى النبي صلى لله عليه وسلم فأسلموا وكان منهم موازبة قد شلت أعضاؤهم
واصفرت وجوههم وعظمت بطونهم فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى إبل الصدقة يشربوا من أبوالها
278

وألبانها فشربوا حتى صحوا وسمنوا فعمدوا إلى راعى النبي صلى الله عليه وسلم فقتلوه واستاقوا الإبل وارتدوا عن
الاسلام وجاء جبريل فقال يا محمد ابعث في آثارهم فبعث ثم قال ادع بهذا الدعاء اللهم ان السماء سماؤك والأرض
أرضك والمشرق مشرقك والمغرب مغربك اللهم ضيق 7 من مسك حمل حتى تقدرني عليهم فجاؤوا بهم فأنزل الله تعالى
انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله الآية فأمره جبريل ان من أخذ المال وقتل يصلب ومن قتل ولم يأخذ المال
يقتل ومن أخذ المال ولم يقتل تقطع يده ورجله من خلاف وقال ابن عباس هذا الدعاء لكل آبق ولكل من
ضلت له ضالة من انسان وغيره يدعو هذا الدعاء ويكتب في شئ ويدفن في مكان نظيف الا قدرة الله عليه * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وعطاء الخراساني في قوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله
الآية قال هذا الذي يقطع الطريق فهو محارب فان قتل وأخذ مالا صلب وان قتل ولم يأخذ مالا قتل وان أخذ مالا
ولم يقتل قطعت يده ورجله وان أخذ قبل ان يفعل شيئا من ذلك نفى وأما قوله الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا
عليهم فهؤلاء خاصة ومن أصاب دما ثم تاب من قبل ان يقدر عليه أهدر عنه ما مضى * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد عن عطاء ومجاهد قالا الامام في ذلك مخبران شاء قتل وان شاء قطع ان شاء صلب وان شاء نفى * وأخرج ابن أبي
شيبة عن سعيد بن المسيب والحسن والضحاك في الآية قالوا الامام مخير في المحارب يصنع به ما شاء * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك قال كان قوم بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم ميثاق فنقضوا العهد
وقطعوا السبل وأفسدوا في الأرض فخير الله نبيه فيهم ان شاء قتل وان شاء صلب وان شاء قطع أيديهم وأرجلهم
من خلاف أو ينفوا من الأرض قال هوان يطلبوا حتى يعجزوا فمن تاب قبل ان يقدروا عليه قبل ذلك منه * وأخرج
أبو داود في ناسخه عن الضحاك قال نزلت هذه الآية في المشركين * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال نفيه ان
يطلبه الامام حتى يأخذه أقام على إحدى هذه المنازل التي ذكر الله بما استحل * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن
في قوله أو ينفوا من الأرض قال من بلد إلى بلد * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال ينفى حتى لا يقدر عليه
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الزهري في قوله أو ينفوا من الأرض قال نفيه ان يطلب فلا يقدر عليه
كلما سمع به في أرض طلب * وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس في الآية قال يخرجوا من الأرض أينما
أدركوا اخرجوا حتى يلحقوا بأرض العدو * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في الآية قال من أخاف سبيل
المؤمنين نفى من بلد إلى غيره * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله ويسعون في الأرض فسادا قال الزنا
والسرقة وقتل النفس وهلاك الحرث والنسل * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي وسعيد بن جبير قالا إن
جاء تائبا لم يقطع مالا ولا سفك دما فذلك الذي قال الله الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب الاشراف ابن جرير وابن أبي حاتم عن الشعبي قال
كان حارثة بن بدر التميمي من أهل البصرة قد أفسد في الأرض وحارب وكلم رجالا من قريش ان يستأمنوا له عليا
فأبوا فأتى سعيد بن قيس الهمداني فأتى عليا فقال يا أمير المؤمنين ما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون
في الأرض فسادا قال إن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ثم قال
الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فقال سعيد وان كان حارثة بن بدر فقال هذا حارثة بن بدر قد جاء تائبا
فهو آمن قال نعم قال فجاء به إليه فبايعه وقبل ذلك منه وكتب له أمانا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن
الأشعث عن رجل قال صلى رجل مع أبي موسى الأشعري الغداة ثم قال هذا مقام العائذ التائب أنا فلان بن
فلان أنا كنت ممن حارب الله ورسوله وجئت تائبا من قبل أن يقدر على فقال أبو موسى ان فلان بن فلان
كان ممن حارب الله ورسوله وجاء تائبا من قبل ان يقدر عليه فلا يعرض له أحد الا بخير فان يك صادقا فسبيلي ذلك
وان يك كاذبا فلعل الله ان يأخذه بذنبه * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء انه سئل عن رجل سرق سرقة فجاء
تائبا من غير أن يؤخذ عليه هل عليه حد قال لا ثم قال الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم الآية * وأخرج أبو
داود في ناسخه عن السدى في قوله انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله قال سمعنا انه إذا قتل قتل وإذا أخذ المال
ولم يقتل قطعت يده بالمال ورجله بالمحاربة وإذا قتل وأخذ المال قطعت يده ورجلاه وصلب الا الذين تابوا من
279

قبل ان تقدروا عليهم فان جاء تائبا إلى الامام قبل ان يقدر عليه فآمنه الامام فهو آمن فان قتله انسان بعد أن يعلم أن
الامام قد أمنه قتل به فان قتله ولم يعلم أن الامام قد أمنه كانت الدية * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وابتغوا إليه الوسيلة) * أخرج عبد بن حميد والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله وابتغوا
إليه الوسيلة قال القربة * وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة في قوله وابتغوا إليه الوسيلة قال القرية * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وابتغوا إليه الوسيلة قال تقربوا إلى الله بطاعته والعمل بما يرضيه
* وأخرج عبد بن حميد عن أبي وائل قال الوسيلة في الايمان * وأخرج الطستي وابن الأنباري في الوقف والابتداء
عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل وابتغوا إليه الوسيلة قال الحاجة قال وهل
تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عنترة وهو يقول إن
الرجال لهم إليك وسيلة * ان يأخذوك تكحلي وتخضبي
* قوله تعالى (ان الذين كفروا لو أن لهم) الآيتين * أخرج مسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن
جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار قوم فيدخلون الجنة قال يزيد بن الفقير
فقلت لجابر بن عبد الله يقول الله يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها قال أتل أول الآية ان الذين
كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة الا انهم الذين كفروا * وأخرج
البخاري في الأدب المفرد وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن طلق بن حبيب قال كنت من أشد الناس تكذيبا
للشفاعة حتى لقيت جابر بن عبد الله فقرأت عليه كل آية أقدر عليها يذكر الله فيها خلود أهل النار قال يا طلق
أتراك أقرأ لكتاب الله وأعلم لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم منى ان الذين قرأت هم أهلها هم المشركون
ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوبا ثم خرجوا منها ثم أهوى بيده إلى أذنيه فقال صمتا ان لم أكن سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول يخرجون من النار بعدما دخلوا ونحن نقرأ كما قرأت * وأخرج ابن جرير عن عكرمة ان
نافع بن الأزرق قال لابن عباس وما هم بخارجين منها فقال ابن عباس ويحك اقرأ ما فوقها هذه للكفار * وأخرج
عبد بن حميد عن عكرمة قال إن الله إذا فرغ من القضاء بين خلقه أخرج كتاب من تحت عرشه فيه رحمتي سبقت
غضبى وأنا أرحم الراحمين قال فيخرج من النار مثل أهل الجنة أو قال مثلي أهل الجنة مكتوب ههنا منهم وأشار إلى
نحره عتقاء الله تعالى فقال رجل لعكرمة يا أبا عبد الله فان الله يقول يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين
منها قال ويلك أولئك هم أهلها الذين هم أهلها * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في الشعب عن أشعث قال قلت
أرأيت قول الله يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها فقال إنك والله لا تسقط على شئ ان للنار
أهلا لا يخرجون منها كما قال الله تعالى * وأخرج أبو الشيخ عن أبي مالك قال ما كان فيه عذاب مقيم يعنى دائم
لا ينقطع * قوله تعالى (والسارق والسارقة) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن نجدة الحنفي قال سألت ابن
ابن عباس في قوله والسارق والساقة فاقطعوا أيدهما أخاص أم عام قال بل عام * وأخرج عبد بن حميد عن نجدة
ابن نفيع قال سألت ابن عباس عن السارق والسارقة الآية قال ما كان من الرجال والنساء قطع * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وأبو الشيخ من طرق عن ابن مسعود أنه قرأ فاقطعوا أيمانهم * وأخرج سعيد بن منصور وابن
جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن إبراهيم النخعي انه قال في قراءتنا وربما قال في قراءة عبد الله والسارقون
والسارقات فاقطعوا ايمانهم * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله جزاء بما كسبا نكالا من الله
قال لا ترثوا لهم فيه فإنه أمر الله الذي أمر به قال وذكر لنا ان عمر بن الخطاب كان يقول اشتدوا على الفساق
واجعلوهم يدا يدا ورجلا رجلا * وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا تقطع يد السارق الا في ربيع دينار فصاعدا * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن جرير عن عمرو بن شعيب
قال إن أول حد أقيم في الاسلام لرجل أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم سرق فشهدوا عليه فامر به النبي صلى
الله عليه وسلم ان يقطع فلما حف الرجل نظر إلى وجه رسول الله صلى لله عليه وسلم كأنما سفى
فيه الرماد فقالوا يا رسول الله كأنه اشتد عليك قطع هذا قال وما يمنعني وأنتم أعون للشيطان على
280

أخيكم قالوا فأرسله قال فهلا قبل ان تأتوني به ان الامام إذا أتى بحد لم يسغ له ان يعطله * قوله تعالى (فمن تاب
من بعد ظلمه وأصلح) * أخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمران امرأة سرقت على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقطعت يدها اليمنى فقالت هل لي من توبة يا رسول الله قال نعم أنت اليوم من
خطيئتك كيوم ولدتك أمك فأنزل الله في سورة المائدة فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فان الله يتوب عليه ان الله
غفور رحيم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله فمن تاب من بعد طله وأصلح فان الله يتوب
عليه يقول الحد كفارته * وأخرج عبد الرزاق عن محمد بن عبد الرحمن عن ثوبان قال أتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم برجل سرق شملة فقال ما أخاله سرق أسرقت قال نعم قال اذهبوا به فاقطعوا يده ثم احسموها ثم ائتوني به فاتوه
به فقال تبت إلى الله فقال انى أتوب إلى الله قال اللهم تب عليه * وأخرج عبد الرزاق عن ابن المنكدر ان النبي
صلى الله عليه وسلم قطع رجلا ثم أمر به فحسم وقال تب إلى الله فقال أتوب إلى الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم
ان السارق إذا قطعت يده وقعت في النار فان عاد تبعها وان تاب استشلاها يقول استرجعها * قوله تعالى
(يا أيها الرسول لا يحزنك) الآية * أخرج ابن المنذر وابن بي حاتم عن ابن عباس في قوله يا أيها الرسول لا يحزنك
الذين يسارعون في الكفر قال هم اليهود من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم قال هم المنافقون
* وأخرج أحمد وأبو داود وابن جرير وابن المنذر والطبراني والشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال إن الله
أنزل ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون الظالمون الفاسقون أنزلها الله في طائفتين من اليهود قهرت
إحداهما الأخرى في الجاهلية حتى ارتضوا واصطلحوا على أن كل قتيل قتلته العزيزة من الذليلة فديته خمسون
وسقا وكل قتيل قتلته الذليلة من العزيزة فديته مائة وسق فكانوا على ذلك حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة فنزلت الطائفتان كلتاهما لمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ لم يظهر عليهم فقامت الذليلة
فقالت وهل كان هذا في حين قط دينهما واحد ونسبهما واحد وبلدهما واحد ودية بعضهم نصف دية بعض
انما أعطينا كم هذا ضيما منكم لنا وفرقا منكم فاما إذ قدم محمد صلى الله عليه وسلم فلا نعطيكم ذلك فكادت الحرب
تهيج بينهم ثم ارتضوا على أن يجعلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم ففكرت العزيزة فقالت والله ما محمد بمعطيكم
منهم ضعف ما يعطيهم منكم ولقد صدقوا ما أعطونا هذا الا ضيما وقهرا لهم فدسوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبر الله ورسوله بأمرهم كله وماذا أرادوا فأنزل الله يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إلى قوله
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ثم قال فيهم والله أنزلت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وأبو الشيخ عن عامر الشعبي في قوله لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر قال رجل من اليهود قتل رجلا
من أهل دينه فقالوا لحلفائهم من المسلمين سلوا محمدا صلى الله عليه وسلم فان كان يقضى بالدية اختصمنا إليه وان
كان يقضى بالقتل لم نأته * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن أبي هريرة ان أحبار
اليهود اجتمعوا في بيت المدارس حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وقد زنى رجل بعد إحصانه بامرأة
من اليهود وقد أحصنت فقالوا ابعثوا هذا الرجل وهذه المرأة إلى محمد فاسألوه كيف الحكم فيهما وولوه الحكم
فيهما فان حم بعملكم من التجبية والجلد بحبل من ليف مطلي بقار ثم يسود وجوههما ثم يحملان على حمارين
وجوههما من قبل أدبار الحمار فاتبعوه فإنما هو ملك سيد قوم وان حكم فيهما بالنفي فإنه نبي فاحذروه على ما في
أيديكم ان يسلبكم فاتوه فقالوا يا محمد هذا رجل قد زنى بعد إحصانه بامرأة قد أحصنت فاحكم فيهما فقد وليناك
الحكم فيهما فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى أحبارهم في بيت المدارس فقال يا معشر يهود أخرجوا
إلى علماء كم فاخرجوا إليه عبد الله بن صوريا وياسر بن أخطب ووهب بن يهود فقالوا هؤلاء علماءنا فسألهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حصل أمرهم إلى أن قالوا لعبد الله بن صوريا هذا أعلم من بقى بالتوراة فخلا
رسول الله صلى الله عليه وسلم به وشدد المسألة وقال يا ابن صوريا أنشدك الله وأذكرك أيامه عند بني إسرائيل
هل تعلم أن الله حكم فيمن زنى بعد إحصانه بالرجم في التوراة فقال اللهم نعم أما والله يا أبا القاسم انهم ليعرفون
انك مرسل ولكنهم يحسدونك فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فامر بهما فرجما عند باب المسجد ثم كفر
281

بعد ذلك ابن صوريا وجحد نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في
الكفر الآية * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في
الدلائل عن أبي هريرة قال أول مرجوم رجمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود زنى رجل منهم وامرأة
فقال بعضهم لبضع اذهبوا بنا إلى هذا النبي فإنه نبي بعث بتخفيف فان فتانا بفتيا دون الرجم قبلناها
واحتججنا بها عند الله وقلنا فتيا نبي من أنبيائك قال فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد وأصحابه
فقالوا يا أبا القاسم ما ترى في رجل وامرأة منهم زنيا فلم يكلمه كلمة حتى أتى بيت مدراسهم فقام على الباب فقال
أنشدك بالله الذي نزل التوراة على موسى ما تجدون في التورة على من زنى إذا أحصن قالوا يحمم ويجبه ويجلد
والتجبية ان يحمل الزانيان على حمار ويقابل أقفيتهما ويطاف بهما وسكت شاب فلما رآى النبي صلى الله عليه
وسلم سكت ألظ النشدة فقال اللهم نشدتنا فانا نجد في التوراة الرجم ثم زنى رجل في أسرة من الناس فأراد رجمه
فحال قومه دونه وقالوا والله ما نرجم صاحبنا حتى تجئ بصاحبك فترجمه فاصطلحوا بهذا العقوبة بينهم قال النبي
صلى الله عليه وسلم فإني أحكم بما في التورة فامر بهما فرجما قال الزهري فبلغنا ان هذه الآية نزلت فيهم انا أنزلنا
التورة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا فكان النبي صلى الله عليه وسلم منهم * وأخرج أحمد ومسلم
وأبو داود والنسائي والنحاس في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وبن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن البراء بن
عازب قال مر على النبي صلى الله عليه وسلم يهودي محمم مجلود فدعا هم فقال أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قالوا
نعم فدعا رجلا من علمائهم فقال أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قال
اللهم لا ولولا انك نشدتني بهذا لم أخبرك نجد حد الزاني في كتابنا الرجم ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا
الشريف تركناه وإذا أخذنا لضعيف أقمنا عليه الحد فقلنا تعالوا نجعل شيئا نقيمه على الشريف والوضيع
فاجتمعنا على التحميم والجلد فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم إني أول من أحيا أمرك إذا أماتوه وأمر به فرجم
فأنزل الله يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إلى قوله ان أوتيتم هذا فخذوه وان أفتاكم بالرجم
فاحذروا إلى قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قال في اليهود ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك
هم الظالمون قال في النصارى إلى قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون قال في الكفار كلها * وأخرج
البخاري ومسلم عن ابن عمر قال إن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له رجلا منهم وامرأة زنيا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجدون في التوراة قالوا نفضحهم ويجلدون قال عبد الله بن سلام كذبتم ان
فيها آية الرجم فاتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقال ما قبلها وما بعدها فقال عبد الله بن
سلام ارفع يدك فرفع يده فإذا آية الرجم قالوا صدق فامر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما * وأخرج ابن
جرير والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ان أوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا قال هم اليهود زنت
منهم امرأة وقد كان حكم الله في التوراة في الزنا الرجم فنفسوا ان يرجموها وقالوا انطلقوا إلى محمد فعسى ان تكون
عنده رخصة فان كانت عنده رخصة فاقبلوها فاتوه فقالوا يا أبا القاسم ان امرأة منا زنت فما تقول فيها قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فكيف حكم الله في التوراة في الزاني قالوا دعنا مما في التوراة ولكن ما عندك في ذلك فقال ائتوني
بأعلمكم بالتوراة التي أنزلت على موسى فقال لهم بالذي نجاكم من آل فرعون وبالذي فلق لكم البحر فأنجاكم
وأغرق آل فرعون الا أخبرتموني ما حكم الله في التوراة في الزاني قالوا حكمه الرجم فأمر بها رسول الله صلى الله عليه
وسلم فرجت * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن جابر بن عبد الله في قوله من الذين هادوا
سماعون للكذب قال يهود المدينة سماعون لقوم آخرين لم يأتوك قال يهود فدك يحرفون الكلم قال يهود فدك
يقولون ليهود المدينة ان أوتيتم هذا الجلد فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا الرجم * وأخرج الحميدي في مسنده وأبو
داود وابن ماجة وابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال زنى رجل من أهل فدك فكتب أهل فدك إلى
ناس من اليهود بالمدينة اسألوا محمدا عن ذلك فان أمركم بالجلد فخذوه عنه وان أمركم بالرجم فلا تأخذوه عنه
فسألوه ذلك فقال أرسلوا إلى أعلم رجلين منكم فجاؤوا برجل أعور يقال له ابن صوريا وآخر فقال النبي صلى
282

الله عليه وسلم لهما أليس عند كما التوراة فيها حكم الله قالا يلي فأنشدك بالذي فلق البحر لبني إسرائيل وظلل
عليكم الغمام ونجاكم من آل فرعون وأنزل التوراة على موسى وأنزل المن والسلوى عن بني إسرائيل ما تجدون
في التوراة في شأن الرجم فقال أحدهما للآخر ما نشدت بمثله قط قالا نجد ترداد النظر زنية
والاعتناق زنية
والقبل زنية فإذا شهد أربعة نهم رأوه يبدئ ويعيد كما يدخل الميل في المكحلة فقد وجب الرجم فقال النبي صلى
الله عليه وسلم فهو كذلك فامر به فرجم فنزلت فان جاؤوك فاحكم بينهم إلى قوله يحب المقسطين * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر قال نزلت في رجل من الأنصار
زعموا انه أبو لبابة أشارت إليه بنو قريظة يوم الحصار ما الامر على ما ننزل فأشار إليهم انه الذبح * وأخرج ابن أبي
حاتم عن السدى في قوله ومن الذين هادوا سماعون للكذب قال هم أبو يسرة وأصحابه * وأخرج ابن أبي حاتم
عن مقاتل في قوله سماعون لقوم آخرين قال يهود خيبر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
مجاهد في قوله سماعون لقوم آخرين قال هم. أيضا سماعون ليهود * وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم النخعي في قوله
يحرفون الكلم عن مواضعه قال كان يقول بني إسرائيل يا بنى أحباري فحرفوا ذلك فجعلوه يا بنى أبكاري فذلك
قوله يحرفون الكلم عن مواضعه وكان إبراهيم يقرؤها يحرفون الكلم من مواضعه * وأخرج عبد بن حميد
وأبو الشيخ عن قتادة في قوله يحرفون الكلم من بعد موضعه الآية قال ذكر لنا أن هذا كان في قتيل بني قريظة
والنضير إذا قتل رجل من قريظة قتله النضير وكان النضير إذا قتلت من بني قريظة لم يقيدوهم انما يعطونهم
الدية لفضلهم عليهم في أنفسهم تعوذا فقدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة فسلم فأرادوا ان يرفعوا ذلك إلى
نبي الله صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهم فقال لهم رجل من المنافقين ان قتيلكم هذا قتيل عمد وانكم متى ترفعون أمره
إلى محمد أخشى عليكم القود فان قبل منكم الدية فخذوه والا فكونوا منهم على حذر * وأخرج عبد بن حميد وأبو
الشيخ عن مجاهد في قوله يقولون ان أوتيتم هذه فخذوه قال إن وافقكم وان لم يوافقكم فاحذروه يهود تقول
للمنافقين * وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله يحرفون الكلم
يعنى حدود الله في التوراة في قوله يقولون أو تيتم هذا قال يقولون ان أمركم محمد بما أنتم عليه فاقبلوه وان خالفكم
فاحذروه وفى قوله ومن يرد الله فتنة قال ضلالته فلن تملك له من الله شيئا يقول لن تغنى عنه شيئا * وأخرج ابن أبي
حاتم عن السدى في قوله لهم في الدنيا خزى قال أما خزيهم في الدنيا فإنه إذا أقام الهدى فتح القسطنطينية فقتلهم
فذلك الخزي * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة في قول لهم في الدنيا خزى مدينة تفتح بالروم
فيسبون * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله لهم في الدنيا خزى قال يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون * قوله
تعالى (سماعون للكذب أكالون للسحت) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله سماعون للكذب أكالون
للسحت وذلك انهم أخذوا الرشوة في الحكم وقضوا بالكذب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن
الحسن في قوله سماعون للكذب أكالون للسحت قال تلك أحكام اليهود يسمع كذبه ويأخذ رشوته * وأخرج عبد
الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن مسعود قال السحت الرشوة
في الدين قال سفيان يعنى في الحكم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن ابن
مسعود قال من شفع لرجل ليدفع عنه مظلمته أو يرد عليه حقا فأهدى له هدى فقبلها فذلك السحت فقيل يا أبا
عبد الرحمن انا كنا نعد السحت الرشوة في الحكم فقال عبد الله ذلك الكفر ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الكافرون * وأخرج عبد حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس انه سئل عن
السحت فقال الرشا قيل في الحكم قال ذلك الكفر ثم قرأ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون * وأخرج
عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي عن ابن مسعود انه سئل عن السحت أهو
الرشوة في الحكم قال لا ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون الفاسقون ولكن السحت ان يستعينك رجل
على مظلمة فيهدى لك فتقبله فذلك السحت * وأخرج ابن المنذر عن مسروق قال قلت لعمر بن الخطاب أرأيت
الرشوة في الحكم أمن السحت هي قال ولا ولكن كفرا انما السحت ان يكون للرجل عند السلطان جاه ومنزلة ويكون
283

إلى السلطان حاجة فلا يقضى حاجة حتى يهدى إليه هدية * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم وسلم قال رشوة الحكام حرام وهي السحت الذي ذكر الله في كتابه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به قيل يا رسول
الله وما السحت قال الرشوة في الحكم * وأخرج عبد بن حميد عن زيد بن ثابت انه سئل عن السحت فقال الرشوة
وأخرج عبد بن حميد عن علي بن أبي طالب انه سئل عن السحت فقال الرشا فقيل له في الحكم قال ذاك الكفر
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عمر قال بابان من السحت يأكلهما الناس الرشا في الحكم ومهر الزانية
وأخرج أبو الشيخ عن علي قال أبواب السحت ثمانية رأس السحت رشوة الحاكم وكسب البغي وعيب الفحل
وثمن الميتة وثمن الخمر وثمن الكلب وكسب الحجام وأجر الكاهن * وأخرج عبد الرزاق عن طريق قال مر على
برجل يحسب بين قوم بأجر وفى لفظ يقسم بين ناس قسما فقال له على انما تأكل سحتا * وأخرج الفريابي
وابن جرير عن أبي هريرة قال من السحت مهر الزانية وثمن الكلب الا كلب الصيد وما أخذ من شئ في الحكم
* وأخرج عبد الرزاق وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هدايا الامراء
سحت * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ست خصال من
السحت رشوة الامام وهي أخبث ذلك كله وثمن الكلب وعسب الفحل ومهر البغي وكسب الحجام وحلوان
الكاهن * وأخرج عبد بن حميد عن طاوس قال هدايا العمال سحت * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن
سعيد قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة إلى أهل خيبر أهدوا له فروة فقال سحت * وأخرج
عبد الرزاق والحكم والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال لعن رسول الله صلى الله عليه
وسلم الراشي والمرتشي * وأخرج أحمد والبيهقي عن ثوبان قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي
والمرتشي والرائش يعنى الذي يمشى بينهما * وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من ولى عشرة فحكم بينهم بما أحبوا أو كرهوا جئ به مغلولة يده فان عدل ولم يرتش ولم يحف فك الله عنه وان حكم
بغير ما أنزل الله وارتشى وحابى فيه شدت يساره إلى يمينه ثم رمى في جهنم فلم يبلغ قعرها خمسمائة عام * وأخرج ابن
مردويه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستكون من بعدي ولاة يستحلون الخمر بالنبيذ والبخس
بالصدقة والسحت بالهدية والقتل بالموعظة يقتلون البرئ لتوطئ العامة على 7 لهم فيزدادوا اثما * وأخرج
الخطب في تاريخه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من السحت كسب الحجام وثمن الكلب وثمن القرد
وثمن الخنزير وثمن الخمر وثمن الميتة وثمن الدم وعسب الفحل وأجر النائحة وأجر المغنية وأجر الكاهن وأجر الساحر
وأجر القائف وثمن جلود السباع وثمن جلود الميتة فإذا دبغت فلا باس بها وأجر صور التماثيل وهدية الشفاعة
وجعلة الغزو * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن شقيق قال هذه الرغف التي يأخذها المعلمون من السحت
* قوله تعالى (فان جاؤوك فاحكم بينهم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والطبراني والحاكم
وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال آيتان نسختا من هذه السورة يعنى من المائدة آية
القلائد وقوله فان جاؤوك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مخيران شاء حكم بينهم
وان شاء أعرض عنهم فردهم إلى أحكامهم فنزلت وأن احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواء هم قال فامر رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهم بما في كتابنا * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس في
قوله فاحكم بينهم أو أعرض عنهم قال نسختها هذه الآية وأن أحكم بينهم بما أنزل الله * وأخرج عبد الرزاق عن
عكرمة مثله * واخرج ابن جرير عن ابن شهاب أن الآية التي في سورة المائدة فان جاؤوك فاحكم بينهم كانت في
شان الرجم * واخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق عكرمة
عن ابن عباس أن الآيات من المائة التي قال الله فيها فاحكم بينهم أو أعرض عنهم إلى قوله المقسطين انما نزلت
في الدية من بنى النضير وقريظة وذلك أن قتلى بنى النضير كان لهم شرف يريدون الدية كاملة وان بني قريظة
كانوا يريدون نصف الدية فتحاكموا في ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ذلك فيهم فحملهم رسول
284

الله صلى الله عليه وسلم الحق فجعل الدية سواء * وأخرج ابن أبي جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال كانت قريظة والنضير وكان النضير
أشرف من قريظة فكان إذا قتل رجل من النضير رجلا من قريظة أدى مائة وسق من تمر وإذا قتل رجل من
قريظة رجلا من النضير قتل به فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجل من النضير رجلا من قريظة
فقالوا ادفعوه إلينا نقتله فقالوا بيننا وبينكم النبي صلى الله عليه وسلم فاتوه فنزلت وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط
والقسط النفس بالنفس ثم نزلت أفحكم الجاهلية يبغون * واخرج أبو الشيخ عن السدى في قوله فان جاؤوك فاحكم
بينهم أو اعرض عنهم قال يوم نزلت هذه الآية كان في سعة من أمره ان شاء حكم وان شاء لم يحكم ثم قال وان تعرض
عنهم فلن يضروك شيئا قال نسختها وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواء هم * وأخرج عبد بن حميد
والنحاس في ناسخه عن الشعبي في قوله فان جاؤوك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم قال إن شاء حكم بينهم وان شاء لم
يحكم * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو الشيخ عن إبراهيم والشعبي قالا إذ جاؤوا إلى حاكم من حكام المسلمين
ان شاء حكم بينهم وان شاء أعرض عنهم وان حكم بينهم حكم بما أنزل الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
عن عطاء في الآية قال هو مخير * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في أهل الذمة يرتفعون إلى حكام
لمسلمين قال يحكم بينهم بما أنزل الله * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال أهل الذمة إذا ارتفعوا إلى المسلمين حكم
عليهم بحكم المسلمين * وأخرج عبد بن منصور وعبد بن حميد وأبو الشيخ والبيهقي عن إبراهيم التميمي وان
حكمت فاحكم بينهم بالقسط قال بالرجم * وأخرج ابن أبي حاتم عن مالك في قوله ان الله يحب المقسطين قال
المعدلين في القول والفعل * وأخرج عبد الرزاق عن الزهري في الآية قال مضت السنة أن يردوا في حقوقهم
ومواريثهم إلى أهل دينهم الا أن يأتوا راغبين في حد يحكم بينهم فيه فيحكم بينهم بكتاب الله وقد قال لرسوله وان
حكمت فاحكم بينهم بالقسط * قوله تعالى (وكيف يحكمونك) الآية * أخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب
قال مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودي محمم قد جلد فسألهم ما شأن هذا قالوا زنى فسال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إليهم ما تجدون حد الزاني في كتابكم قالوا نجد حده التحميم والجلد فسألهم أيكم أعلم فوركوا ذلك إلى
رجل منهم قالوا فلان فأرسل إليه فسأله قال نجد التحميم والجلد فناشده رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجدون حد
الزاني في كتابكم قال نجد الرجم ولكنه كثر في عظمائنا فامتنعوا منهم بقومهم ووقع الرجم على ضعفائنا فقلنا نضع
شيئا يصلح بينهم حتى يستووا فيه فجعلنا التحميم والجلد فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم إني أول من أحيا أمرك
إذ أماتوه فأمر به فرجم قال ووقع اليهود بذلك الرجل الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وشتموه وقالوا لو كنا نعلم أنك
تقول هذا ما قلنا انك أعلمنا قال ثم جعلوا بعد ذلك يسألون النبي صلى الله عليه وسلم ما تجد فيما أنزل إليك حد
الزاني فأنزل الله وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله يعنى حدود الله فأخبره الله بحكمه في التوراة قال
وكتبنا عليهم فيها إلى قوله والجروح قصاص * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وكيف
يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله يقول عندهم بيان ما تشاجروا فيه من شأن قتيلهم * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل بن حيان في قوله وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله يقول فيها الرجم
المحصن والمحصنة والايمان بمحمد والتصديق له ثم يتولون يعنى عن الحق من بعد ذلك يعنى بعد البيان وما أولئك
بالمؤمنين يعنى اليهود * قوله تعالى (انا أنزلنا التوراة) الآية * اخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل في
قوله انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يعنى هدى من الضلالة ونور من العمى يحكم بها النبيون يحكمون بما في
التوراة من لدن موسى إلى عيسى للذين هادوا لهم وعليهم ثم قال ويحكم بها الربانيون والأحبار أيضا بالتوراة
بما استحفظوا من كتاب الله من الرجم والايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس
في أمر محمد صلى الله عليه وسلم والرجم يقول أظهروا أمر محمد والرجم واخشون في كتمانه * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن قتادة في قوله انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسملوا للذين هادوا
الربانيون والأحبار قال أما الربانيون ففقهاء اليهود وأما الأحبار فعلماؤهم قال وذكر لنا ان نبي الله صلى الله
285

عليه وسلم قال لما نزلت هذه الآية نحن نحكم على اليهود وعلى من سواهم من أهل الأديان * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن في قوله يحكم بها النبيون الذين أسملوا قال النبي صلى الله عليه وسلم ومن قبله من
الأنبياء يحكمون بما فيها من الحق * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله والربانيون والأحبار قال الفقهاء
والعلماء * واخرج عن مجاهد قال الربانيون العلماء الفقهاء وهم فوق الأحبار * وأخرج عن قتادة قال
الربانيون فقهاء اليهود والأحبار العلماء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال كان رجلان من اليهود
اخوان يقال لهما ابنا صوريا قد اتبعا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلما وأعطياه عهد أن لا يسألهما عن شئ في
التوراة ألا أخبراه به وكان أحدهما ربيا والآخر حبرا وانما الامر كيف حين زنى الشريف وزنى المسكين
وكيف غيروه فأنزل الله انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا يعنى النبي
صلى الله عليه وسلم والربانيون والأحبار هما ابنا صوريا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الربانيون
الفقهاء العلماء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله والربانيون قال هم المؤمنون والأحبار
قال هم القراء كانوا عليه شهداء يعنى الربانيون والأحبار هم الشهداء لمحمد صلى الله عليه وسلم بما قال إنه حق جاء
من عند الله فهو نبي الله صلى الله عليه وسلم أتته اليهود فقضى بينهم بالحق * قوله تعالى (فلا تخشوا الناس
واخشون) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج فلا تخشوا الناس واخشون لمحمد صلى الله عليه وسلم
وأمته * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن عساكر عن نافع قال كنا مع ابن عمر في سفر فقيل ان
السبع في الطريق قد حبس الناس فاستحث ابن عمر راحلته فلما بلغ إليه برك فعرك أذنه وقعده وقال سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول انما يسخط على ابن آدم من خافه ابن آدم ولو أن ابن آدم لم يخف الا الله لم يسلط عليه
غيره وانما وكل ابن آدم عن رجاء ابن آدم ولو أن ابن آدم لم يرج الا الله لم يكله إلى سواه * وأخرج ابن جرير عن
السدى فلا تخشوا الناس فتكتموا ما أنزلت ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا على أن تكتموا ما أنزلت * وأخرج ابن
جرير عن ابن زيد في قوله ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا قال لا تأكلوا السحت على كتابي * قوله تعالى (ومن لم يحكم
بما أنزل الله) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ومن لم يحكم بما أنزل
الله فقد كفر ومن أقر به ولم يحكم به فهو ظالم فاسق * وأخرج سعيد بن منصور والفريابي وابن المنذر وابن أبي
حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون ومن لم
يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون قال كفر دون كفر وظلم
دون ظلم وفسق دون فسق * وأخرج سعيد بن منصور وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال انما نزل الله
ومن لم يحكم بنا أنزل الله فأولئك هم الكافرون والظالمون والفاسقون في اليهود خاصة * وأخرج ابن جرير عن أبي
صالح قال الثلاث الآيات التي في المائدة ومن لم يحم بما انزل الله فاؤلئك هم الكافرون هم الظالمون هم
الفاسقون ليس في أهل الاسلام منها شئ هي في الكفار * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله ومن لم يحكم بما
أنزل الله فاؤلئك هم الكافرون هم الظالمون هم الفاسقون نزلت هؤلاء الآيات في أهل الكتاب * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن إبراهيم النخعي في قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله الآيات قال
نزلت الآيات في بني إسرائيل ورضى لهذه الأمة بها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن في قوله ومن لم
يحكم بما أنزل الله فاؤلئك هم الكافرون قال نزلت في اليهود وهي علينا واجبة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وأبو الشيخ عن الشعبي قال الثلاث آيات التي في المائدة ومن لم يحكم بما أنزل الله أولها في هذه الأمة
والثانية في اليهود والثالثة في النصارى * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فاؤلئك هم
الكافرون قال من حكم بكتابه الذي كتب بيده وترك كتاب الله وزعم أن كتابه هذا من عند الله فقد كفر * واخرج
عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن حذيفة ان هذه الآيات ذكرت عنده ومن لم يحكم بما
انزل الله فاؤلئك هم الكافرون والظالمون والفاسقون فقال رجل ان هذا في بني إسرائيل قال حذيفة نعم الاخوة
لكم بنو إسرائيل ان كان لكم كل حلوة ولهم كل مرة كلا والله لتسلكن طريقهم قدر الشراك * وأخرج ابن
286

المنذر عن ابن عباس نعم القوم أنتم ان كان ما كان من حلوفهم لكم وما كان من مر فهو لأهل الكتاب كأنه
يرى أن ذلك في المسلمين ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الكافرون * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ
عن أبي مجلز ومن لم يحكم بما أنزل الله فاؤلئك هم الكافرون قال نعم قالوا ومن لم يحكم بنا نزل الله فأولئك هم
الظالمون قال نعم قالوا فهؤلاء يحكمون بما أنزل الله قال نعم هو دينهم الذي به يحكمون والذي به يتكلمون
واليه يدعون فإذا تركوا منه شيئا علموا انه جور منهم انما هذه اليهود والنصارى والمشركون الذين لا يحكمون
بما أنزل الله * وأخرج عبد بن حميد عن حكيم بن جبير قال سالت سعيد بن جبير عن هذه الآيات في المائدة
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ومن لم يحكم بما أنزل الله فاؤلئك هم الظالمون ومن لم يحكم بما
أنزل الله فأولئك هم الفاسقون فقلت زعم قوم انها نزلت على بني إسرائيل ولم تنزل علينا قال اقرأ ما قبلها وما
بعدها فقرأت عليه فقال لا بل نزلت علينا ثم لقيت مقسما مولى ابن عباس فسألته عن هؤلاء الآيات التي
في المائدة قلت زعم قوم انها نزلت على بني إسرائيل ولم تنزل علينا قال إنه نزل على بني إسرائيل ونزل علينا وما
نزل علينا وعليهم فهو لنا ولهم ثم دخلت على علي بن الحسين فسألته عن هذه الآيات التي في المائدة
وحدثته انى سالت عنها سعيد بن جبير ومقسما قال فما قال مقسم فأخبرته بما قال قال صدق ولكنه كفر
ليس ككفر الشرك وفسق ليس كفسق الشرك وظلم لس كظلم الشرك فلقيت سعيد بن جبير فأخبرته بما قال
فقال سعيد بن جبير لابنه كيف رأيته لقد وجدت له فضلا عليك وعلى مقسم * وأخرج سعيد بن منصور عن عمر
قال ما رأيت مثل من قضى بين اثنين بعد هؤلاء الآيات * وأخرج سعيد قال استعمل أبو الدرداء على القضاء فأصبح
يهينه قال تهنيني بالقضاء وقد جعلت على رأس مهواة منزلتها أبعد من عدن أبين ولو علم الناس ما في القضاء
لأخذوه بالدول رغبة عنه وكراهية له ولو يعلم الناس ما في الاذان لأخذوه بالدول رغبة فيه وحرصا عليه * وأخرج
ابن سعد عن يزيد بن موهب ان عثمان قال لعبد الله بن عمر اقض بين الناس قال لا أقضى بين اثنين ولا أؤم اثنين
قال لا ولكنه بلغني ان القضاء ثلاثة رجل قضى بجهل فهو في النار ورجل حاف ومال به الهوى فهو في النار
ورجل اجتهد فأصاب فهو كفاف لا أحر له ولا وزر عليه قال إن أباك كان يقضى قال ن أبى فإذا أشكل عليه
شئ سأل النبي صلى الله عليه وسلم وإذا أشكل على النبي صلى الله عليه وسلم سأل جبريل وإني لا أجد من أسأل
أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من عاذ بالله فقد عاذ بمعاذ فقال عثمان بلى قال فإني أعوذ بالله ان تستعملني
فأعفاه وقال لا تخبر بهذا أحدا * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن عبد العزيز بن أبي رواد قال
بلغني ان قاضيا كان في زمن بني إسرائيل بلغ من اجتهاده ان طلب إلى ربه ان يجعل بينه وبينه علما إذ هو قضى
بالحق عرف ذلك فقيل له ادخل منزلك ثم مد يدك في جدارك ثم انظر كيف تبلغ أصابعك من الجدار فاخطط عنده
خطا فإذا أنت قمت من مجلس القضاء فارجع إلى ذلك الخط فامدد يدك إليه فإنك متى كنت على الحق فإنك ستبلغه
وان قصرت عن الحق قصر بك فكان يغدو إلى القضاة وهو مجتهدو كان لا يقضى الا بالحق وكان إذا فرغ لم يذق
طعاما ولا شرابا ولا يقضى إلى أهله بشئ حتى يأتي ذلك الخط فإذا بلغه حمد الله وأفضى إلى كل أحل الله له من
أهل أو مطعم أو مشرب فلما كان ذات يوم وهو في مجلس القضاء أقبل إليه رجلان بدابة فوقع في نفسه انهما
يريدان يختصمان إليه وكان أحدهما له صديقا وخدنا فتحرك قلبه عليه محبة ان يكون له فيقضى له به فلما ان
تكلما دار الحق على صاحبه فقضى عليه فلما قام من مجلسه ذهب إلى خطه كما كان يذهب كل يوم فمد يده إلى الخط فإذا
الخط قد ذهب وتشمر إلى السقف وإذ أهو لا يبلغه فخر ساجدا وهو يقول يا رب شيئا لم أتعمد فقيل له أتحسبن أن
الله لم يطلع على جور قلبك حيث أحببت ان يكون الحق لصديقك فتقضى له به قد أردته وأحببته ولكن الله قد رد
الحق إلى أهله وأنت لذلك كاره * وأخرج الحكيم الترمذي عن ليث قال تقدم على عمر بن الخطاب خصمان
فأقامهما ثم عادا ففصل بينهما فقيل له في ذلك فقال تقدما إلى فوجدت لأحدهما ما لم أجد لصاحبه فكرهت ان
أفصل بينهما ثم عادا فوجدت بعض ذلك فكرهت ثم عادا وقد ذهب ذلك ففصلت بينهما * قوله تعالى (وكتبنا
عليهم فيها) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن جريج قال لما رأت قريظة النبي صلى الله عليه وسلم حكم بالرجم وقد
287

كانوا يخفونه في كتابهم فنهضت قريظة فقالوا يا محمد اقض بيننا وبين إخواننا بنى النضير وكان بينهم دم قبل قدوم
النبي صلى الله عليه وسلم وكانت النضير ينفروا على بني قريظة ودياتهم على انصاف ديات النضير فقال دم القرظي
وفاء دم النضير فغضب بنو النضير وقالوا لا تطيعك لقى الرجم ولكنا نأخذ بحدودنا التي كنا عليها فنزلت أفحكم
الجاهلية يبغون ونزل وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس الآية * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن
ابن عباس وكتبنا عليهم فيها قال في التوراة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر من طريق مجاهد عن ابن عباس في
قوله وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس قال كتب عليهم هذا في التوراة فكانوا يقتلون الحر بالعبد ويقولون
كتب علينا أن النفس بالنفس * وأخرج عبد الرزاق عن سعيد بن المسيب قال كتب ذلك على بني إسرائيل
فهذه الآيات لنا ولهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن انه سئل عن قوله وكتبنا وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس
إلى تمام الآية أهي عليهم خاصة قال بل عليهم والناس عامة * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة وكتبنا
عليهم فيها قال في التوراة ان النفس بالنفس الآية قال انما أنزل ما تسمعون في أهل الكتاب حين نبذوا كتاب الله
وعطلوا حدوده وتركوا كتابه وقتلوا رسله * وأخرج عبد الرزاق عن الحسن يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال من قتل عبده قتلناه ومن جدعه جدعناه فراجعوه فقال قضى الله أن النفس بالنفس * وأخرج البيهقي في سننه
عن ابن شهاب قال لما نزلت هذه الآية وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس أقيد الرجل من المرأة وفيما تعمده من
الجوارح * وأخرج البيهقي عن سعيد بن المسيب قال الرجل يقتل بالمرأة إذا قتلها قال الله وكتبنا عليهم فيها أن
النفس بالنفس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه في قوله ان النفس بالنفس قال
تقتل بالنفس والعين بالعين قال تفقأ بالعين والأنف بالأنف قال يقطع الانف بالأنف والسن بالسن والجروح
قصاص قال وتقتص الجراح بالجراح فمن تصدق به يقول من عفا عنه فهو كفارة للمطلوب * وأخرج أحمد وأبو
داود والترمذي وحسنه والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها وكتبنا
عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين بنصب النفس ورفع العين وما بعده الآية كلها * وأخرج ابن
سعد وأحمد والبخاري وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس ان الربيع كسرت ثنية جارية فاتوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أخوها أنس بن النضر يا رسول الله تكسر ثنية فلانة فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم يا أنس كتاب الله القصاص * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء قال الجروح قصاص وليس
للامام ان يضربه ولا ان يحبسه انما القصاص ما كان الله نسيا لو شاء لأمر بالضرب والسجن * وأخرج
الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه عن
عبد الله بن عمرو في قوله فمن تصدق به * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن في قوله فمن
تصدق به فهو كفارة له قال كفارة للمجروح * وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر بن عبد الله فهو كفارة له قال
للذي تصدق به * وأخرج ابن مردويه عن رجل من الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فمن تصدق به
فهو كفارة له قال الرجل تكسر سنه أو تقطع يد أو يقطع الشئ أو يجرح في بدنه فيعفو عن ذلك فيحط عنه قدر
خطاياه فان كان ربع الدية فربع خطاياه وان كان الثلث فثلث خطاياه وان كانت الدية حطت عنه خطاياه
كذلك * وأخرج الديلمي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن تصدق به فهو كفارة له الرجل
تكسر سنه أو يجرح من جسده فيعفو عنه فيحط من خطاياه بقدر ما عفا عنه من جسده ان كان نصف
الدية فنصف خطاياه وان كان ربع الدية فربع خطاياه وان كان ثلث الدية فثلث خطاياه وان كانت الدية
كلها فخطاياه كلها * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن مردويه عن عدى بن ثابت ان رجلا هتم
فم رجل على عهد معاوية فأعطاه دية فأبى الا ان يقتص فأعطاه ديتين فأبى فأعطى ثلاثا فحدث رجل من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تصدق بدم فما دونه فهو كفارة له من يوم ولد إلى يوم يموت * وأخرج
أحمد والترمذي وابن ماجة وابن جرير عن أبي الدرداء قال كسر رجل من قريش سن رجل من الأنصار فاستعدى
عليه فقال معاوية انا سنرضيه فألح الأنصاري فقال معاوية شأنك بصاحبك وأبو الدرداء جالس فقال أبو الدرداء
288

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم يصلب بشئ من جسده فيصدق به الا رفعة الله به درجة وحط
عنه به خطيئة فقال الأنصاري فإني قد عفوت * وأخرج الديلمي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمن تصدق به فهو كفارة له قال هو الرجل تكسر سنه ويجرح من جسده فيعفو عنه فيحط عنه من خطاياه بقدر
ما عفا عنه من جسده ان كان نصف الدية فنصف خطاياه وان كان ربع الدية فربع خطاياه وان كان ثلث الدية
فثلث خطاياه وان كان الدية كلها فخطاياه كلها * وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجة وابن جرير عن أبي الدرداء
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم يصاب بشئ من سجدة فيتصدق به الا رفعه الله به درجة وحط
به خطيئة فقال الأنصاري فإني قد عفوت * وأخرج أحمد والنسائي عن عبادة بن الصامت سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول ما من رجل يجرح من جسده جرحة فيتصدق بها الا كفر الله عنه مثل ما تصدق به * وأخرج
أحمد عن رجل من الصحابة قال من أصيب بشئ من جسده فتركه بعد كان كفارة له * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن يونس بن أبي إسحاق قال سأل مجاهد أبا إسحاق عن قوله فمن تصدق به فهو كفارة له فقال له أبو إسحق
هو الذي يعقو قال مجاهد بل هو الجارح صاحب الذنب * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله فمن تصدق به فهو كفارة له
قال كفارة للجارح وأجر المتصدق على الله * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد وإبراهيم فمن تصدق به فهو كفارة له
قال كفارة للجارح وأجر المتصدق على الله * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد وإبراهيم فمن تصدق به فهو كفارة له
قالا للجارح * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس فمن تصدق به فهو كفارة للمتصدق عليه * وأخرج ابن جرير عن
ابن عباس في قوله فمن تصدق به فهو كفارة له يقول من جرح فتصدق به على الجارح فليس على الجارح سبيل ولا
قود ولا عقل ولا جرح عليه من أجل انه تصدق عليه الذي جرح فكان كفارة له من ظلمه الذي ظلم * وأخرج
ابن أبي شيبة عن زيد بن أسلم في الآية قال إن عفا عنه أو اقتص منه أو قبل منه الدية فهو كفارة * وأخرج
الخطيب عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عفا عن دم لم يكن له ثواب الا الجنة * قوله تعالى
(وقفينا على آثارهم) الآيتين * أخرج أبو الشيخ في قوله وقفينا على آثارهم يقول بعثنا من بعدهم عيسى
ابن مريم * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قول الله وقفينا على آثارهم قال
اتبعنا آثار الأنبياء أي بعثنا على آثارهم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عدى بن زيد وهو يقول
يوم قفت عيرهم من عيرنا * واحتمال الحي في الصبح فلق
* وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه قال من أهل الإنجيل فأولئك هم
الفاسقون قال الكاذبون قال ابن زيد كل شئ في القرآن فاسق فهو كاذب الا قليلا وقرأ قول الله ان جاءكم فاسق
بنبأ فهو كاذب قال الفاسق ههنا كاذب * قوله تعالى (وأنزلنا إليك الكتاب) الآية * أخرج عبد بن حميد
وأبو الشيخ عن قتادة قال لما أنبأكم الله عن أهل الكتاب قبلكم بأعمالهم أعمال السوء وبحكمهم بغير ما أنزل
الله وعظ نبيه والمؤمنين موعظة بليغة شافية وليعلم من ولى شيئا من هذا الحكم انه ليس بين العباد وبين الله شئ
يعطيهم به خيرا ولا يدفع عنهم به سوأ الا بطاعة والعمل بما يرضيه فلما بين الله لنبيه والمؤمنين صنيع أهل الكتاب
وجورهم قال وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه يقول للكتب التي قد خلت قبله * وأخرج ابن
جرير عن ابن عباس في قوله وأنزلنا إليك الكتاب قال القرآن مصدقا لما بين يديه من الكتاب قال شاهدا على
التوراة والإنجيل مصدقا لها ومهيمنا عليه يعنى أمينا عليه يحكم على ما كان قبله من الكتب * وأخرج الفريابي
وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء
والصفات عن ابن عباس في قوله ومهيمنا عليه قال مؤتمنا عليه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي عن
ابن عباس في قوله ومهيمنا عليه قال المهيمن الأمين والقرآن آمين على كل كتاب قبله * وأخرج أبو الشيخ عن
عطية ومهيمنا عليه قال أمينا على التوراة والإنجيل يحكم عليهما ولا يحكمان عليه قال مؤتما محمد صلى الله عليه وسلم
* وأخرج آدم بن أبي أياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي عن مجاهد ومهيمنا عليه
289

قال محمد صلى الله عليه وسلم مؤتمنا على القرآن والمهيمن الشاهد على ما قبله من الكتب * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ومهيمنا عليه قال شهيدا على كل كتاب قبله * وأخرج أبو الشيخ عن أبي روق
ومهيمنا عليه قال شهيدا على خلقه بأعمالهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
فاحكم بينهم بما أنزل الله قال بحدود الله * وأخرج عد بن حميد وسعيد بن منصور والفريابي وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عباس في قوله شرعة ومنهاجا قال سبيلا وسنة
* وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل شرعة ومنهاجا قال الشرعة
الدين والمنهاج الطريق قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب
وهو يقول لقد نطق المأمون بالصدق والهدى * وبين لنا الاسلام دينا ومنهجا
يعنى به النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله لكل جعلنا منكم
شرعة ومنهاجا قال الدين واحد والشرائع مختلفة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن قتادة في قوله لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا يقول سبيلا وسنة والسنن مختلفة للتوراة شريعة وللإنجيل
شريعة وللقرآن شريعة يحل الله فيها ما يشاء ويحرم ما يشاء كي يعلم الله من يطيعه ممن يعصيه ولكن الدين الواحد
الذي لا يقبل غيره التوحيد والاخلاص الذي جاءت به الرسل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عبد الله بن
كثير في قوله ولكن ليبلوكم فيما آتاكم قال من الكتب * قوله تعالى (وان احكم بينهم) الآية * أخرج
ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال قال كعب بن أسد وعبد الله بن صوريا
وشاس بن قيس اذهبوا بنا لي محمد لعلنا نفتنه عن دينه فاتوه فقالوا يا محمد انك عرفت أنا أحبار يهود وأشرافهم
وساداتهم وانا ان اتبعناك اتبعنا يهود ولم يخالفونا وان بيننا وبين قومنا خصومة فنحاكمهم إليك فتقضى لنا عليهم
ونؤمن لك ونصدقك فأبى ذلك وأنزل الله عز وجل فيهم وان احكم بينهم بما أنزل الله إلى قوله لقوم يوقنون
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله وأن احكم بينهم بما أنزل الله قال أمر الله نبيه أن يحكم بينهم بعد ما كان
رخص له أن يعرض عنهم ان شاء فنسخت هذه الآية ما كان قبلها * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال نسخت
من هذه السورة فان جاؤوك فاحكم بينه أو أعرض عنهم قال فكان مخيرا حتى أنزل الله وأن احكم بينهم بما أنزل الله
فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهم بما في كتاب الله * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله وأن احكم
بينهم بما أنزل الله قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهم قال نسخت ما قبلها فاحكم بينهم أو أعرض
عنهم * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن مسروق انه كان يحلف أهل الكتاب بالله وكان يقول وأن احكم
بينهم بما أنزل الله * قوله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون) أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أفحكم الجاهلية يبغون قال يهود * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله أفحكم
الجاهلية يبغون قال هذا في قتيل اليهود ان أهل الجاهلية كان يأكل شديدهم ضعيفهم وعزيزهم ذليلهم قال
أفحكم الجاهلية يبغون * وأخرج البخاري عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبغض الناس
إلى الله مبتغ في الاسلام سنة جاهلية وطالب امرئ بغير حق ليريق دمه * وأخرج أبو الشيخ عن السدى قال الحكم
حكمات حكم الله وحكم الجاهلية ثم تلا هذه الآية أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة قال كانت تسمى الجاهلية العالية حتى جاءت امرأة فقال يا رسول الله
كان في الجاهلية كذا وكذا فأنزل الله ذكر الجاهلية * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود) الآية
* أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن
عساكر عن عبادة بن الوليد ان عبادة بن الصامت قال لما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم
تشبث بأمرهم عبد الله ابن سلول وقام دونهم ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ إلى
الله والى رسوله من حلفهم وكان أحد بنى عوف بن الخزرج وله من حلفهم مثل الذي كان لهم من عبد الله بن أبي
فخلعهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أتولى الله ورسوله والمؤمنين وأبرأ إلى الله ورسوله من حلف
290

هؤلاء الكفار وولايتهم وفيه وفى عبد الله بن أبي نزلت الآيات في المائدة يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود
والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض إلى قوله فان حزب الله هم الغالبون * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
قال آمن عبد الله بن أبي ابن سلول قال إن بيني وبين قريظة والنضير حلف وإني أخاف الدوائر فارتد كافرا وقال
عبادة بن الصامت أبرأ إلى الله من حلف قريظة والنضير وأتولى الله ورسوله والمؤمنين فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا
لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء إلى قوله فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يعنى عبد الله بن أبي وقوله
انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون يعنى عبادة بن الصامت
وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن
كثيرا منهم فاسقون * وأخرج ابن مردويه من طريق عبادة بن الوليد عن أبيه عن جده عن عبادة بن الصامت
قال في نزلت هذه الآية حين أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرأت إليه من حلف يهود وظاهرت رسول الله
صلى الله عليه وسلم والمسلمين عليهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عطية بن سعد قال جاء عبادة بن الصامت
من بنى الحارث بن الخزرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي موالى من يهود كثير عددهم
وإني أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية يهود وأتولى الله ورسوله فقال عبد الله بن أبي انى رجل أخاف الدوائر لا أبرأ
من ولاية موالى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن بي أبا حباب أرأيت الذي نفست به من ولاء يهود
على عبادة فهو لك دونه قال اذن أقبل فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم
أولياء بعض إلى أن بلغ إلى قوله والله يعصمك من الناس * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال لما
كانت وقعة أحد اشتد على طائفة من الناس وتخوفوا ان يدال عليهم الكفار فقال رجل لصاحبه اما أنا فالحق
بفلان اليهودي فآخذ منه أمانا وأتهود معه فإني أخاف ان يدال على اليهود قال الآخر اما أنا فالحق بفلان
النصراني ببعض أرض الشام فآخذ منه أمانا وأتنصر معه فأنزل الله فيه ينهاهما يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا
اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله يا أيها الذين
آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض في بني قريظة إذ غدروا ونقضوا العهد بينهم وبين
رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابهم إلى أبى سفيان بن حرب يدعونه وقريشا ليدخلوهم حصونهم فبعث النبي
صلى الله عليه وسلم أبا لبابة بن عبد المنذر إليهم ان يستنزلهم من حصونهم فلما أطاعوا له بالنزول أشار إلى
حلقه بالذبح وكان طلحة والزبير يكاتبان النصارى وأهل الشام وبلغني ان رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم كانوا يخالفون العوز والفاقة فيكاتبون اليهود من بني قريظة والنضير فيدسون إليهم الخبر من النبي صلى الله
عليه وسلم يلتمسون عندهم القرض والنفع فنهوا عن ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس قال كلوا من ذبائح بنى تغلب وتزوجوا من نسائهم فان الله يقول يا أيها الذين آمنوا
لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم فلو لم يكونوا منهم الا بالولاية
لكانوا منهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى
أولياء الآية قال إنها في الذبائح من دخل في دين قوم فهو منهم * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان
عن عياض ان عمر أمر أبا موسى الأشعري ان يرفع إليه ما أخذ وما أعطى في أزيم واحد وكان له كاتب نصراني
فرفع إليه ذلك فعجب عمر وقال إن هذا الحفيظ هل أنت قارئ لنا كتابا في المسجد جاء من الشام فقال إنه
لا يستطيع ان يدخل المسجد قال عمر أجنب هو قال لا بل نصراني فانتهرني وضرب فخذي ثم قال أخرجوه ثم
قرأ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء الآية * وأخرج عبد بن حميد عن حذيفة قال ليتق
أحدكم ان يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يشعر وتلا ومن يتولهم منكم فإنه منهم * قوله تعالى (فترى الذين
في قلوبهم مرض) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية فترى الذين في قلوبهم مرض
كعبد الله بن أبي يسارعون فيهم في ولايتهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن مجاهد فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم قال هم المنافقون في مصانعة اليهود وملاحاتهم
291

واسترضاعهم أولادهم إياهم يقولون نخشى ان تكون الدائرة لليهود بالفتح حينئذ فعسى الله ان يأتي بالفتح
على الناس عامة أو أمر من عنده خاصة للمنافقين فيصبحوا المنافقون على ما أسروا في أنفسهم من شأن يهود
نادمين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى فترى الذين في قلوبهم مرض قال شك يقولون
نخشى ان تصيبنا دائرة والدائر ظهور المشركين عليهم فعسى الله ان يأتي بالفتح فتح مكة أو أمر من عنده قال
والمر هو الجزية * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة في قوله فترى الذي في
قلوبهم مرض قال أناس من المنافقين كانوا يوادون اليهود ويناصحونهم دون المؤمنين قال الله تعالى فعسى
الله ان يأتي الله بالفتح أي بالقضاء أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين * وأخرج ابن سعد
وسعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن عمرو انه سمع ابن الزبير يقرأ فعسى الله ان يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا
على ما أسروا في أنفسهم من موادتهم اليهود ومن غمهم الاسلام وأهله نادمين * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي
حاتم عن عمرو انه سمع ابن الزبير يقرأ فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبح الفساق ما أسروا
في أنفسهم نادمين قال عمر ولا أدرى كانت قراءته أم فسر * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم)
الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي وابن عساكر عن قتادة قال أنزل الله
هذه الآية وقد علم أنه سيرتد مرتدون من الناس فلما قبض الله نبيه ارتد عامة العرب عن الاسلام الا ثلاثة
مساجد أهل المدينة وأهل الجواثي من عبد القيس وقال الذين ارتدوا نصلى الصلاة ولا نزكي والله يغصب أموالنا
فكلم أبو بكر في ذلك ليتجاوز عنهم وقيل لهم انهم قد فقهوا أداء الزكاة فقال والله لا أفرق بين شئ جمعه الله والله
لو منعوني عقالا مما فرض الله ورسوله لقاتلتهم عليه فبعث الله تعالى عصائب مع أبي بكر فقاتلوا حتى أقروا
بالماعون وهو الزكاة قال قتادة فكنا نحدث ان هذه الآية نزلت في أبى بكر وأصحابه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم
ويحبونه إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم
ويحبونه قال هو أبو بكر وأصحابه لما ارتد من ارتد من العرب عن الاسلام جاهدهم أبو بكر وأصحابه حتى ردهم
إلى الاسلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وخيثمة الأترابلسي في
فضائل الصحابة والبيهقي في الدلائل عن الحسن فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال هم الذين قاتلوا أهل الردة
من العرب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وأصحابه * وأخرج ابن جرير عن شريح بن عبيد قال لما
أنزل الله يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال عمر أنا وقومي هم
يا رسول الله قال بل هذا وقومه يعنى أبا موسى الأشعري * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة في مسنده وعبد بن حميد
والحكيم الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه
والبيهقي في الدلائل عن عياض الأشعري قال لما نزلت فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم هم قوم هذا وأشار إلى موسى الأشعري * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والحاكم في جمعه
لحديث شعبة والبيهقي فسوف يأتي إله بقوم يحبهم ويحبونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هم قومك يا أبا موسى
أهل اليمن * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم في الكنى وأبو الشيخ والطبراني في الأوسط وابن مردويه بسند حسن
عن جابر بن عبد الله قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال هؤلاء
قوم من أهل اليمن من كندة ثم من السكون ثم من التجيب * وأخرج البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن ابن عباس فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال هم قوم من أهل اليمن ثم كندة من السكون
* وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس فسوف يأتي الله بقوم قال هم أهل القادسية * وأخرج البخاري في
تاريخه عن القاسم بن مخيمرة قال أتيت ابن عمر فرحب بي ثم تلا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم
يحبهم ثم ضرب على منكبي وقال احلف بالله انهم لمنكم أهل اليمن ثلاثا * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد فسوف
يأتي الله بقوم قال هم قوم سبا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يا أيها الذين آمنوا من
يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال هذا وعيد من عند الله انه من ارتد منكم سيتبدل بهم
292

خيرا وفى قوله أذلة له قال رحماء * وأخرج ابن جرير عن قوله أذلة على المؤمنين قال أهل رقة على أهل دينهم أعزة
على الكافرين قال أهل غلظة على من خالفهم في دينهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن
جريج في قوله أذلة على المؤمنين قال رحماء بينهم أعزة على الكافرين قال أشداء عليهم وفى قوله يجاهدون في سبيل
الله قال يسارعون في الحرب * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم
ارتد طوائف من العرب فبعث الله أبا بكر في أنصار من أنصار الله فقاتلهم حتى ردهم إلى الاسلام فهذا تفسير
هذه الآية * قوله تعالى (ولا يخافون لومة لائم) * أخرج ابن سعد وبن أبى شيبة وأحمد والطبراني والبيهقي في
الشعب عن أبي ذر قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع بحب المساكين وان أدنو منهم وان لا أنظر إلى من
هو فوقي وان أصل رحمي وان جفاني وان أكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله فإنها من كنز تحت العرش وان أقول
الحق وان كان مرا ولا أخاف في الله لومة لائم وان لا أسأل لناس شيئا * وأخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري
قال قال سول الله صلى الله عليه وسلم ألا لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول الحق إذا رآه وتابعه فإنه لا يقرب
من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق أو ان يذكر بعظيم * وأخرج أحمد وابن ماجة عن أبي سعيد الخدري
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحقرن أحدكم نفسه ان يرى أمر الله فيه يقال فلا يقول فيه مخافة الناس
فيقال إياي كنت أحق أن تخاف * وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن سهل بن سعد الساعدي قال بايعت النبي
صلى الله عليه وسلم أنا وأبو ذر وعبادة بن الصامت وأبو سعيد الخدري ومحمد بن مسلمة وسادس على أن لا تأخذنا في
الله لومة لائم فاما السادس فاستقاله فأقاله * وأخرج البخاري في تاريخه من طريق الزهري ان عمر بن الخطاب
قال إن وليت شيئا من أمر الناس فلا تبال لومة لائم * وأخرج ابن سعد عن أبي ذر قال ما زال بي الامر بالمعروف
والنهى عن المنكر حتى ما ترك لي الحق صديقا * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة عن
عبادة بن الصامت قال بايعنا النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمتشط والمكره وعلى
أثره علينا وان لا ننازع الامر أهله وعلى ان نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم * قوله تعالى (انما
وليكم الله ورسوله) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عطية بن سعد قال نزلت في عبادة بن الصامت انما
وليكم الله ورسوله والذين آمنوا * وأخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال تصدق على بخاتمه وهو راكع فقال
النبي صلى الله عليه وسلم للسائل من أعطاك هذا الخاتم قال ذاك الراكع فأنزل الله انما وليكم الله ورسوله * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله انما وليكم الله ورسوله الآية
قال نزلت في علي بن أبي طالب * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال وقف بعلي سائل
وهو راكع في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه ذلك فنزلت على النبي
صلى الله عليه وسلم هذه الآية انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون
فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ثم قال من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
* وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم
في بيته انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا إلى آخر الآية فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد وجاء
الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلى فإذا سائل فقال يا سائل هل أعطاك أحد شيئا قال لا ذاك الراكع لعلي بن أبي
طالب أعطاني خاتمه * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل قال تصدق على بخاتمة
وهو راكع فنزلت انما وليكم الله الآية * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله انما وليكم الله ورسوله الآية نزلت
في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع * وأخرج ابن جرير عن السدى وعتبة بن حكيم مثله * وأخرج ابن
مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال أتى عبد الله بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب
نبي الله صلى الله عليه وسلم عند الظهر فقالوا يا رسول الله ان بيوتا قاصية لا نجد من يجالسنا ويخالطنا دون
هذا المسجد وان قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة وأقسموا ان لا يخالطونا ولا
يؤاكلونا فشق ذلك علينا فبينا هم يشكون ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزلت هذه الآية على
293

رسول الله صلى الله عليه وسلم انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصالة ويؤتون الزكاة وهم
راكعون ونودي بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعطاك أحد شيئا قال نعم قال من
قال ذاك الرجل القائم قال على أي حال أعطاكه قال وهو راكع قال وذاك علي بن أبي طالب فكبر رسول الله صلى
الله عليه وسلم عند ذلك وهو يقول ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون * وأخرج
الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم عن أبي رافع قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم يوحى إليه
فإذا حية في جانب البيت فكرهت ان أبيت عليها فأوقظ النبي صلى الله عليه وسلم وخفت ان يكون يوحى إليه
فاضطجعت بين الحية وبين النبي صلى الله عليه وسلم لئن كان منها سوء كان في دونه فمكث ساعة فاستيقظ النبي
صلى الله عليه وسلم وهو يقول انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم
راكعون الحمد لله الذي أتم لعلى نعمه وهيأ لعلى بفضل الله إياه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان
علي بن أبي طالب قائما يصلى فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتمة فنزلت هذه الآية انما وليكم الله ورسوله الآية
قال نزلت في الذين آمنوا وعلي بن أبي طالب أولهم * وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير عن ابن عباس في قوله انما
وليكم الله الآية قال يعنى من أسلم فقد تولى الله ورسوله والذين آمنوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
عن أبي جعفر انه سئل عن هذه الآية من الذين آمنوا قال الذين آمنوا قيل له بلغنا انها نزلت في علي بن طالب قال على
من الذين آمنوا * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عبد الملك بن أبي سليمان قال سألت أبا جعفر محمد بن علي عن قوله انما
وليكم الله ورسوله والذين آمنوا والذين يقمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون قال أصحاب محمد صلى الله عليه
وسلم قلت يقولون على قال على منهم * وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن جرير بن مغيرة قال كان في قراءة عبد الله
انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة * قوله تعالى (ومن يتول الله ورسوله) الآية * أخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون قال
أخبرهم من الغالب فقال لا تخافوا الدولة ولا الدائرة * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا
دينكم) * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال كان رفاعة بن
زيد بن التابوت وسويد بن الحارث قد أظهر الاسلام ونافقا وكان رجال من المسلمين يوادونهما فأنزل الله يا أيها
الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا إلى قوله أعلم بما كانوا يكتمون * وأخرج أبو عبيد وابن جرير
عن ابن مسعود انه كان يقرأ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا * قوله تعالى (وإذا
ناديتم إلى الصلاة) الآية * أخرج البيهقي في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله
وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون أمر الله قال كان منادى رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا نادى بالصلاة فقام المسلمون إلى الصلاة قالت اليهود قد قاموا لا قاموا فإذا رأوهم ركعا وسجدا
استهزؤا بهم وضحكوا منهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله وإذ ناديتم إلى
الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا قال كان رجل من النصارى بالمدينة إذا سمع المنادى ينادى أشهد أن محمدا رسول الله
قال أحرق الله الكاذب فدخل خادمه ذات ليلة من الليالي بنار وهو قائم وأهله نيام فسقطت شرارة فأحرقت البيت
واحترق هو وأهله * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن شهاب الزهري قد ذكر الله الاذان في كتابه فقال وإذا ناديتم
إلى الصلاة * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبيد بن عمير قال ائتمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كيف
يجعلون شيئا إذا أرادوا جمع الصلاة اجتمعوا لها به فائتمروا بالناقوس فبينا عمر بن الخطاب يريد ان يشترى
خشبتين للناقوس إذا رأى في المنام ان لا تجعلوا الناقوس بل أذنوا بالصلاة فذهب عمر إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم ليخبره بالذي رأى وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بذلك فما راع عمر الا بلال يؤذن فقال النبي صلى
الله عليه وسلم قد سبقك بذلك الوحي حين أخبره بذلك عمر * قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا) الآية
* أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال أتى رسول الله صلى الله
عليه وسلم نفر من يهود فيهم أبا ياسر بن أخطب ونافع بن أبي نافع وغازي بن عمرو وزيد بن خالد وأزار بن أبي
294

أزار وأسقع فسألوه عمن يؤمن به من الرسل قال أو من بالله وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب
والأسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا تفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون فلما ذكر
عيسى جحدوا نبوته وقالوا لا نؤمن بعيسى فأنزل الله قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا الا ان آمنا بالله وما أنزل إلينا
إلى قوله فاسقون * قوله تعالى (قل هل أنبئكم بشر من ذلك) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن زيد قال المثوبة
الثواب مثوبة الخير ومثوبة الشر وقرئ بشر ثوابا * وأخرج أبو الشيخ عن السدى في قوله مثوبة عند الله يقول
ثوابا عبد الله * قوله تعالى (وجعل منهم القردة والخنازير) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله وجعل منهم القردة والخنازير قال مسخت من يهود * واخرج أبو الشيخ
عن أبي مالك انه قيل كانت القردة والخنازير قبل ان يمسخوا قال نعم وكانوا مما خلق من الأمم * واخرج مسلم
وابن مردويه عن ابن مسعود قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير أهي مما مسخ الله فقال إن
الله لم يهلك قوما أو يمسخ قوما فيجعل لهم نسلا ولا عاقبة وان القردة والخنازير قبل ذلك * وأخرج الطيالسي
وأحمد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن مسعود قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة
والخنازير أهي من نسل اليهود فقال لان الله لم يلعن قوما قط فمسخهم فكان لهم نسل ولكن هذا خلق فلما
غضب الله على اليهود فمسخهم جعلهم مثلهم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الحيات مسخ الجن كما مسخت القردة والخنازير * وأخرج ابن جرير عن عمرو بن كثير عن أفلح مولى
أبى أيوب الأنصاري قال حدث ان المسخ في بني إسرائيل من الخنازير كان ان امرأة كانت من بني إسرائيل كانت
في قرية من قرى بني إسرائيل وكان فيها ملك بني إسرائيل وكانوا قد استجمعوا على الهلكة الا أن تلك المرأة كانت
على بقية من الاسلام متمسكة فجعلت تدعو إلى الله حتى إذا اجتمع إليها ناس فبايعوها على أمرها قالت لهم انه لا بد
لكم من أن تجاهدوا عن دين الله وان تنادوا قومكم بذلك فاخرجوا فإني خارجة فخرجت وخرج إليها ذلك الملك
في الناس فقتل أصحابها جميعا وانفلتت من بينهم ودعت إلى الله حتى تجمع الناس إليها حتى إذا رضيت منهم
أمرتهم بالخروج فخرجوا وخرجت معهم فأصيبوا جميعا وانفلتت منهم ثم دعت إلى الله حتى إذا اجتمع إليها رجال
واستجابوا لها أمرتهم بالخروج فخرجوا وخرجت معهم فأصيبوا جميعا وانفلتت منهم ثم دعت إلى الله حتى إذا
اجتمع إليها رجال واستجابوا لها أمرتهم بالخروج فخرجوا وخرجت معهم فأصيبوا جميعا وانفلتت من بينهم
فرجعت وقد أيست وهي تقول سبحان الله لو كان لهذا الدين ولى وناصر لقد أظهره بعد فباتت محزونة وأصبح أهل
القرية يسعون في نواحيها خنازير مسخهم الله في ليلتهم تلك فقالت حين أصبحت ورأت ما رأت اليوم اعلم أن الله
قد أعز دينه وأمر دينه قال فما كان مسخ الخنازير في بني إسرائيل لا على يدي تلك المرأة * وأخرج ابن أبي الدنيا
في ذم الملاهي من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سيكون في أمتي خسف
ورجف وقردة وخنازير والله أعلم * قوله تعالى (وعبد الطاغوت) * أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن زهير قال قلت لابن أبي ليلى كيف كان طلحة يقرأ الحرف وعبد الطاغوت فسره ابن أبي ليلى
وخففه * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء بن السائب قال كان أبو عبد الرحمن يقرأ وعبد الطاغوت بنصب
العين والباء * وأخرج ابن جرير عن أبي جعفر النحوي انه كان يقرؤها وعبد الطاغوت كما يقول ضرب الله
* وأخرج ابن جرير عن بريدة انه كان يقرؤها وعابد الطاغوت * وأخرج ابن جرير من طريق عبد الرحمن بن أبي
حماد قال حدثني الأعمش عن يحيى بن وثاب انه قرأ وعبد الطاغوت يقول خدم قال عبد الرحمن وكان حمزة
رحمه الله يقرؤها كذلك * قوله تعالى (وإذا جاؤكم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وإذا جاؤكم قالوا آمنا الآية قال أناس من اليهود وكانوا يدخلون على النبي صلى
الله عليه وسلم فيخبرونه انهم مؤمنون راضون بالذي جاء به وهم متمسكون بضلالتهم وبالكفر فكانوا يدخلون
بذلك ويخرجون به من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس
في قوله وإذ جاؤكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به فإنهم دخلوا وهم يتكلمون بالحق وتسر
295

قلوبهم الكفر فقال دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال هؤلاء
ناس من المنافقين كانوا يهود يقول دخلوا كفار وخرجوا كفارا * قوله تعالى (وترى كثيرا منهم) الآية
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله وترى كثيرا منهم يسارعون في الاثم والعدوان قال هؤلاء
اليهود ولبئس ما كانوا يعملون لولا ينهاهم الربانيون إلى قوله لبئس ما كانوا يصنعون ويعملون واحد قال هؤلاء
لم ينهوا كما قال لهؤلاء حين عملوا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله وترى كثيرا منهم يسارعون في الاثم
والعدوان وأكلهم السحت قال كان هذا في أحكام اليهود بين أيديكم * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
ابن عباس في قوله لولا ينهاهم الربانيون والأحبار وهم الفقهاء والعلماء * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله
لولا ينهاهم العلماء والأحبار * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لبئس ما كانوا يصنعون قال
حيث لم ينهوهم عن قولهم الاثم وأكلهم السحت * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه أنه قال في خطبته
أيها الناس انما هلك من هلك قبلكم بركوبهم المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار فلما تمادوا في المعاصي ولم
ينههم الربانيون والأحبار أخذتهم العقوبات فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر فان الامر بالمعروف والنهى
عن المنكر لا يقطع رزقا ولا يقرب أجلا * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس قال ما في القرآن آية
أشد توبيخا من هذه الآية لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم العدوان وأكلهم السحت لبئس
ما كانوا يعملون هكذا قرأ * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وبن جرير وابن المنذر عن الضحاك بن
مزاحم قال ما في القرآن آية أخوف عندي من هذه الآية لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الاثم
وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون أساء الثناء على الفريقين جميعا * وأخرج عبد بن حميد من
طريق سلمة بن نبيط عن الضحاك لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الاثم وأكلهم السحت قال الربانيون
والأحبار فقهاؤهم وقراؤهم وعلماؤهم قال ثم يقول الضحاك وما أخوفني من هذه الآية * وأخرج أبو داود
وابن ماجة عن جرير سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من قوم يكون بين أظهرهم من يعمل من
المعاصي هم أعز منه وأمنع من أن يغيروا الا أصابهم الله منه بعذاب * قوله تعالى (وقالت اليهود) الآية
* أخرج ابن إسحاق والطبراني في الكبير وابن مردويه عن ابن عباس قال رجل من اليهود يقال له النباش بن
قيس ان ربك بخيل لا ينفق فأنزل الله وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان
ينفق كيف يشاء * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس وقالت اليهود يد الله مغلولة نزلت في فنحاص رأس يهود
قينقاع * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله وقالت اليهود يد الله مغلولة الآية قال نزلت في فنحاص اليهودي
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس وقالت اليهود يد الله مغلولة قال أي بخيلة * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وقالت اليهود يد الله مغلولة قال لا يعنون بذلك يد الله موثوقة
ولكن يقولون انه بخيل أمسك ما عنده تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن
الضحاك في قوله مغلولة يقولون انه بخيل ليس بجواد وفى قوله غلت أيديهم قال أمسكت عن النفقة والخير * وأخرج
الديلمي في مسند الفردوس عن أنس مرفوعا ان يحيى بن زكريا سأل ربه فقال يا رب اجعلني ممن لا يقع الناس
فيه فأوحى الله يا يحيى هذا شئ لم أستخلصه لنفسي كيف أفعله بك اقرأ في المحكم تجد فيه وقالت اليهود عزيز بن الله
وقالت النصارى المسيح بن الله وقالوا يد الله مغلولة وقالوا وقالوا * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن جعفر بن محمد قال
إذا بلغت عن أخيك شئ يسؤك فلا تغتم فإنه ان كان كما يقول كانت عقوبة أجلت وان كانت على غير ما يقول
كانت حسنة لم تعلمها قال وقال موسى يا رب أسألك أن لا يذكرني أحد الا بخير قال ما فعلت ذلك لنفسي
* وأخرج أبو نعيم عن وهب قال قال موسى يا رب احبس عنى كلام الناس فقال الله عز وجل لو فعلت هذا بأحد
لفعلته بي * قوله تعالى (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) * أخرج أبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن أبي
داود وابن الأنصاري معافى المصاحف وابن المنذر عن ابن مسعود انه قرأ بل يداه مبسوطتان * وأخرج أحمد
وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال قال
296

رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يمين الله ملأى لا يغيضها نفقه سحاء الليل والنهار أرأيتهم ما أنفق منذ خلق
السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه قال وعرشه على الماء وفى يده الأخرى القبض يرفع ويخفض * قوله تعالى
(وليزيدن كثيرا منهم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل
إليك من ربك طغيانا وكفرا قال حملهم حسد محمد والعرب على أن تركوا القرآن وكفروا بمحمد ودينه وهم يجدونه
عندهم مكتوبا * وأخرج أبو الشيخ عن الربيع قال قالت العلماء فيما حفظوا وعلموا انه ليس على الأرض قوم
حكموا بغير ما أنزل الله الا ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء وقال ذلك في اليهود حيث حكموا بغير ما انزل الله
وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة قال اليهود والنصارى وفى قوله كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله
قال حرب محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله
قال كلما أجمعوا أمرهم على شئ فرقة الله وأطفأ حدهم ونارهم وقذف في قلوبهم الرعب * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتاد ة كلما أو قدا نار للحرب أطفأها الله قال أولئك أعداء الله
اليهود كلما أوقدوا نارا للحرب أطفاها الله فلن تلقى اليهود ببلد وجدتهم من أذل أهل لقد جاء الاسلام حين جاءوهم
تحت أيدي المجوس وهم أبغض خلق الله تعمية وتصغيرا بأعمالهم أعمال السوء * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن الحسن كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأ ها الله قال كلما اجتمعت السفلة على قتل العرب * قوله تعالى (ولو أن
أهل الكتاب آمنوا) الآية * أخرج عبد بن حميد وبن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في
قوله ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا قال آمنوا بما أنزل الله واتقوا ما حرم الله * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن مالك بن دينار قال جنات النعيم بين جنات الفردوس وجنات عدن وفيها جواز خلقن من ورد الجنة قيل
فمن سكنها قال الذين هموا بالمعاصي فلما ذكروا عظمة الله جل جلاله راقبوه * قوله تعالى (ولو أنهم أقاموا
التوراة والإنجيل) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولو أنهم أقاموا التوراة
والإنجيل الآية قال اما إقامتهم التوراة والإنجيل فالعمل بهما وأما ما أنزل إليهم من ربهم فمحمد صلى الله عليه
وسلم وما أنزل عليه وأما لا كلوا من فوقهم فأرسلت عليهم مطرا وأما من تحت أرجلهم يقول لأنبت لهم من الأرض
من رزقي ما يغنيهم منهم أمة مقتصدة وهم مسلمة أهل الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس لا كلوا
من فوقهم يعنى لأرسل عليهم السماء مدرارا ومن تحت أرجلهم قال تخرج الأرض من بركاتها * وأخرج ابن
جرير عن ابن عباس في الآية يقول لا كلوا من الرزق الذي ينزل من السماء والذي ينبت من الأرض * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم يقول لأعطتهم السماء
بركاتها والأرض نباتها منهم أمة مقتصدة على كتاب الله قد آمنوا ثم ذم أكثر القوم فقال وكثير منهم ساء ما يعملون
* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس قال الأمة المقتصدة الذين لأهم فسقوا في الدين ولاهم غلوا
قال والغلو الرغبة والفسق التقصير عنه * وأخرج أبو الشيخ عن السدى أمة مقتصدة يقول مؤمنة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن جبير بن نفير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوشك ان يرفع العلم قلت كيف وقد قرأنا القرآن
وعلمناه أبناءنا فقال ثكلتك أمك يا ابن نفير ان كنت لأراك من أفقه أهل المدينة أو ليست التوراة والإنجيل
بأيدي اليهود والنصارى فما أغنى عنهم حين تركوا أمر الله ثم قرأ ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل الآية
* وأخرج أحمد وابن ماجة من طريق ابن أبي الجعد عن زياد بن لبيد قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقال
وذلك عند ذهاب أبناءنا قلنا يا رسول الله وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا
أبناءهم إلى يوم القيامة قال ثكلتك أمك يا ابن أم لبيد إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة أو ليس هذه اليهود
والنصارى يقرؤن التوراة والإنجيل ولا ينتفعون مما فيها بشئ * وأخرج ابن مردويه من طريق يعقوب بن
زيد بن طلحة عن زيد بن أسلم عن أنس بن مالك قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا قال ثم
حدثهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال تفرقت أمة موسى على إحدى وسبعين ملة سبعون منها في النار وواحدة
منها في الجنة وتفرقت أمة عيسى على اثنين وسبعين ملة واحدة منها في الجنة وإحدى وسبعون منها في النار وتعلو
297

أنتم على الفريقين جميعا بملة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قالوا من هم يا رسول الله قال الجماعات
الجماعات قال يعقوب بن زيد كان علي بن أبي طالب إذا حدث بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا
فيه قرآنا ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا إلى قوله ساء ما يعملون وتلا أيضا وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه
يعدلون يعنى أمة محمد صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك) الآية * أخرج أبو الشيخ
عن الحسن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله بعثني برسالة فضقت بها ذرعا وعرفت ان الناس مكذبي
فوعدني لأبلغن أو ليعذبني فأنزل يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال لما نزلت بلغ ما أنزل إليك من ربك قال يا رب انما أنا واحد كيف أصنع يجتمع
على الناس فنزلت وان لم تفعل فما بلغت رسالته * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد
الخدري قال نزلت هذه الآية يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير
خم في علي بن أبي طالب * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم يا أيها لرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ان عليا مولى المؤمنين وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من
الناس * وأخرج بن أبي حاتم عن عنترة انه قال لعلي هل عندكم شئ لم يبده رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس
فقال ألم تعلم أن الله قال يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك والله ما ورثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء
في بيضاء * قوله تعالى (والله يعصمك من الناس) * أخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي آية أنزلت من السماء أشد عليك فقال كنت بمنى أيام موسم واجتمع
مشركوا العرب وافناء الناس في الموسم فنزل على جبريل فقال يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وان لم
تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس قال فقمت عند العقبة فناديت يا أيها الناس من ينصرني على أن
أبلغ رسالة ربى ولكم الجنة أيها الناس قولوا لا إله إلا الله وأنا رسول الله إليكم وتنجوا ولكم الجنة قال فما بقى رجل
ولا امرأة ولا صبي الا يرمون على بالتراب والحجارة ويبصقون في وجهي ويقولون كذاب صابئ فعرض على
عارض فقال يا محمد ان كنت رسول الله فقد آن لك أن تدعو عليهم كما دعا نوح على قومه بالهلاك فقال النبي صلى الله
عليه وسلم اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون وانصرني عليهم ان يجيبوني إلى طاعتك فجاء العباس عمه فأنقذه منهم
وطردهم عنه قال الأعمش فبذلك تفتخر بنو العباس يقولون فيم نزلت انك لا تهدى من أحببت ولكن الله
يهدى من يشاء هوى النبي صلى الله عليه وسلم أبا طالب وشاء الله عباس بن عبد المطلب * وأخرج عبد بن حميد
والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل وابن
مردويه عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت والله يعصمك من الناس فاخرج رأسه
من القبة فقال أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال
كان العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يحرسه فلما نزلت والله يعصمك من الناس ترك رسول الله صلى الله
عليه وسلم الحرس * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج
بعث معه أبو طالب من يكلؤه حتى نزلت والله يعصمك من الناس فذهب ليبعث معه فقال يا عم ان الله قد عصمني
لا حاجة لي إلى من تبعث * وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وأبو نعيم في الدلائل وابن مردويه وابن عساكر عن ابن
عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس وكان يرسل معه عمه أبو طالب كل يوم رجالا من بنى هاشم يحرسونه
فقال يا عم ان الله عصمني لا حاجة إلى من تبعث * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أبي ذر قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا ينام الا ونحن حوله من مخافة الغوائل حتى نزلت آية العصمة والله يعصمك من الناس * وأخرج
الطبراني وابن مردويه عن عصمة بن مالك الخطمي قال كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل حتى نزلت
والله يعصمك من الناس فترك الحرس * وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله قال لما غزا رسول الله صلى الله
عليه وسلم بنى انما نزل ذات الرقاع بأعلى نخل فبينا هو جالس على رأس بئر قد دلى رجليه فقال غورث به الحرث
لأقتلن محمدا فقال له أصحابه كيف تقتله قال أقول له اعطني سيفك فإذا أعطانيه قتله به فاتاه فقال يا محمد اعطني
298

سيفك أشمه فأعطاه إياه فرعدت يده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حال الله بينك وبين ما تريد فأنزل الله يا أيها
الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك الآية * وأخرج ابن حبان وابن مردويه عن أبي هريرة قال كنا إذا صحبنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر تركنا له أعظم دوحة وأظلها فينزل تحتها فنزل ذات يوم تحت شجرة وعلق سيفه
فيها فجاء رجل فاخذه فقال يا محمد بن يمنعك منى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله يمنعني منك ضع عنك
السيف فوضعه فنزلت والله يعصمك من الناس * وأخرج أحمد عن جعدة بن خالد بن الصمة الجشمي قال أتى النبي
صلى الله عليه وسلم برجل فقيل هذا أراد أن يقتلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ألم ترع ولو أردت ذلك لم يسلطك
الله على * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال أخبر الله
نبيه صلى الله عليه وسلم انه سيكفيه الناس ويعصمه منهم وأمره بالبلاغ وذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قيل
له لو احتجبت فقال والله لا يدع الله عقبى للناس ما صاحبتهم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال
لما نزلت يا أيها الرسول إلى قوله والله يعصمك من الناس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحرسوني ان ربى قد
عصمني * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عبد الله بن شقيق ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتقبه
ناس من أصحابه فلما نزلت والله يعصمك من الناس فخرج فقال يا أيها الناس أحلقوا بملا حقكم فان الله قد عصمني
من الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما زال يحرس يحارسه أصحابه حتى أنزل الله والله يعصمك من الناس فترك الحرس حين أخبره انه سيعصمه
من الناس * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا
اختار له أصحابه شجرة ظليلة فيقيل تحتها فاتاه اعرابي فاخترط سيفه ثم قال من يمنعك منى قال الله فرعدت يد
الاعرابي وسقط السيف منه قال وضرب برأسه الشجرة حتى انتثرت دماغه فأنزل الله والله يعصمك من الناس
* وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يهاب قريشا فأنزل الله والله يعصمك من
الناس فاستلقى ثم قال من شاء فليخذلني مرتين أو ثلاثا * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن الربيع بن أنس
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرسه أصحابه حتى نزلت هذه الآية يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك الآية فخرج
إليهم فقال لا تحرسوني فان الله قد عصمني من الناس * قوله تعالى (يا أهل الكتاب لستم على شئ) الآية
* أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال جاء رافع بن حارثة وسلام
ابن مشكم ومالك بن الصيف ورافع بن حرملة قالوا يا محمد ألست تزعم انك على ملة إبراهيم ودينه وتؤمن بما عندنا
من التوراة وتشهد انها من حق الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم بلى ولكنكم أحدثتم وجحدتم ما فيها مما أخذ
عليكم من الميثاق وكتمتم منها ما أمرتم أن تبينوا للناس فبرئت من أحداثكم قالوا فانا نأخذ مما في أيدينا فانا على
الهدى والحق ولا نؤمن من بك ولا نتبعك فأنزل الله فيهم قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة
والإنجيل إلى قوله القوم الكافرين * قوله تعال (وحسبوا أن لا تكون فتنة) الآية * أخرج ابن
جرير عن مجاهد وحسبوا أن لا تكون فتنة قال يهود * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن الحسن في قوله وحسبوا أن لا تكون فتنة قال بلاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن قتادة وحسبوا أن لا تكون فتنة قال حسب القوم أن لا يكون بلاء فعموا وصموا قال كلما عرض لهم
بلاء ابتلوا هلكوا به فيه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى وحسبوا أن لا تكون فتنة
قال حسبوا أن لا يبتلوا فعموا عن الحق * قوله تعالى (لقد كفر الذين قالوا) الآية * أخرج ابن المنذر عن
محمد بن كعب قال لما رفع الله عيسى بن مريم اجتمع من علماء بني إسرائيل مائة رجل فقال بعضهم أنتم كثير
نتخوف الفرقة اخرجوا عشرة فاخرجوا عشرة ثم قالوا أنتم كثير نتخوف الفرقة اخرجوا عشرة فاخرجوا عشرة ثم
قالوا أنتم كثير فاخرجوا عشرة فاخرجوا عشرة ثم قالوا أنتم كثير فاخرجوا عشرة حتى بقى عشرة فقالوا أنتم كثير
حتى الآن فاخرجوا ستة وبقى أربعة فقال بعضهم ما تقولون في عيسى فقال رجل منهم أتعلمون ان يعلم الغيب الا
الله قالوا لا فقال الرجل هو الله كان في الأرض ما بدا له ثم صعد إلى السماء حين بدا له وقال الآخر قد عرفنا عيسى
299

وعرفنا أمه هو ولده وقال الآخر لا أقول كما تقولون قد كان عيسى يخبرنا انه عبد الله وروحه وكلمته ألقاها إلى
مريم فنقول كما قال لنفسه لقد خشيت أن تكونوا قلتم قولا عظيما قال فخرجوا على الناس فقالوا رجل منهم
ماذا قلت قال قلت هو الله كان في الأرض ما بدا له ثم صعد إلى السماء حين بدا له قال فاتبعه عنق من الناس وهؤلاء
النسطورية واليعقوبية 7 فخرج الرابع فقالوا له ما ذا قلت قال قلت هو عبد الله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم
فاتبعه عنق من الناس فقال محمد بن كعب فكل قد ذكره الله في القرآن لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن
مريم الآية قرأ لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة الآية ثم قرأ وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما
ثم قرأ ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا إلى قوله منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون قال محمد بن كعب
فهؤلاء أمة مقتصدة الذين قالوا عيسى عبد الله وكلمته وروحه ألقاها إلى مريم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة قال النصارى
يقولون ان الله ثالث ثلاثة وكذبوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال تفرق بنو إسرائيل ثلاث فرق في عيسى
فقالت فرقة هو الله وقالت فرقة هو ابن الله وقالت فرقة هو عبد الله وروحه وهي المقتصدة وهي مسلمة أهل
الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة قال قالت
النصارى ان الله هو المسيح وأمه فذلك قوله أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله * قال ابن أبي حاتم
حدثنا عبد الله بن هلال الدمشقي حدثنا أحمد بن أبي الحوارى قال قال أبو سليمان الداراني يا أحمد والله ما حرك
ألسنتهم بقولهم ثالث ثلاثة الا هو ولو شاء الله لا خرس ألسنتهم * قوله تعالى (يا أهل الكتاب لا تغلوا) * أخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله لا تغلوا في دينكم يقول لا تبتدعوا * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن زيد في قوله لا تغلوا في دينكم قال الغلو فراق الحق وكان مما غلوا فيه ان دعو الله صاحبة وولدا * وأخرج
ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس قال قد كان قائم قام عليهم فاخذ بالكتاب والسنة زمانا فاتاه الشيطان فقال انما
تركب أثرا وأمرا قد عمل به قبلك فلا تحمد عليه ولكن ابتدع أمرا من قبل نفسك وادع إليه واجبر الناس عليه
ففعل ثم ادكر من بعد فعله زمانا فأراد أن يموت فخلع سلطانه وملكه وأراد أن يتعبد فلبث في عبادته أياما فأتى
فقيل له لو أنك تبت من خطيئة عملتها فيما بينك وبين ربك عسى أن يتاب عليك ولكن ضل فلان وفلان في سبيلك
حتى فارقوا الدنيا وهم على الضلالة فيكف لك بهداهم فلا توبة لك أبدا ففيه سمعنا وفى أشباهه هذه الآية يا أهل
الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثرا وضلوا عن سواء السبيل
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله لا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من
قبل وأضلوا كثيرا فهم أولئك الذين ضلوا وأضلوا أتباعهم وضلوا عن سواء السبيل عن عدل السبيل والله أعلم
* قوله تعالى (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل) الآيات * أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود
والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب
الايمان عن ابن مسعود قال كان الرجل يلقى الرجل فيقول له يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه
من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض قال لعن
الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود إلى قوله فاسقون ثم قال كلا والله لتأمرون بالمعروف ولتنهون
عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق اطراء * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ والطبراني
وابن مردويه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بني إسرائيل لما عملوا الخطيئة نهاهم علماؤهم
تعزيرا ثم جالسوهم وآكلوهم وشاربوهم كان لم يعلموا بالأمس خطيئة فلما رأى الله ذلك منهم ضرب بقلوب
بعضهم على بعض ولعنهم على لسان نبي من الأنبياء ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لتأمرن بالمعروف
ولتنهن عن المنكر ولتأطرنهم على الحق أطرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم عل بعض وليلعننكم كما لعنهم
* وأخرج عبد بن حميد عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا العطاء ما كان عطاء فإذا كان
رشوة عن دينكم فلا تأخذوه ولن تتركوه يمنعكم من ذلك الفقر والمخافة ان بنى يا جوج قد جاؤوا وان رحى الاسلام
300

ستدور فحيث ما دار القرآن فدورا به يوشك السلطان والقرآن أن يقتتلا ويتفرقا انه سيكون عليكم ملوك
يحكمون لكم بحكم ولهم بغيره فان أطعتموهم أضلوكم وان عصيتموهم قتلوكم قالوا يا رسول الله فكيف بنا ان
أدركنا ذلك قال تكونوا كأصحاب عيسى نشروا بالمناشير ورفعوا على الخشب موت في طاعة خير من حياة في معصية
ان أول ما كان نقص في بني إسرائيل انهم كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر شبه التعزيز فكان أحدهم
إذا لقى صاحبه الذي كان يعيب عليه آكله وشاربه كأنه لم يعب عليه شيئا فلعنهم الله على لسان داود وذلك بما عصوا
وكانوا يعتدون والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم ليدعون
خياركم فلا يستجاب لكم والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم فلتأطرنه
عليه أطرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض * وأخرج ابن راهويه والبخاري في الوحدانيات وابن السكن وابن
منده والباوردي في معرفة الصحابة والطبراني وأبو نعيم وابن مردويه عن ابن أبزى عن أبيه قال خطب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر طوائف من المسلمين فأثنى عليهم خيرا ثم قال ما بال أقوام لا يعلمون
جيرانهم ولا يفقهونهم ولا يفطنونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون
ولا يتفطنون والذي نفسي بيده ليعلمن جيرانه أو ليتفقهن أو ليفطنن أو لأعاجلنهم بالعقوبة في دار الدنيا ثم نزل
فدخل بيته فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعنى بهذا الكلام قالوا ما نعلم يعنى بهذا الكلام الا
الأشعريين فقهاء علماء ولهم جيران من أهل المياه جفاة جهلة فاجتمع جماعة من الأشعريين فدخلوا على النبي
صلى الله عليه وسلم فقال ذكرت طوائف من المسلمين بخير وذكرتنا بشر فما بالنا فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لتعلمن جيرانكم ولتفقنهم ولتأمرنهم ولتنهونهم أو لأعاجلنكم بالعقوبة في دار الدنيا فقالوا يا رسول الله
فاما اذن فأمهلنا سنة ففي سنة ما نعلمه ويتعلمون فأمهلهم سنة ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الذين كفروا
من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه
لبئس ما كانوا يفعلون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لعن الذين كفروا من بني إسرائيل
على لسان داود يعنى في الزبور وعيسى يعنى في الإنجيل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
لعن الذين كفروا الآية قال لعنوا بكل لسان لعنوا على عهد محمد في القرآن * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس
لعن الذين كفروا الآية خالطوهم بعد النهى على تجارهم فضرب الله قلوب بعضهم على بعض وهم ملعونون على
لسان داود وعيسى بن مريم * وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن أبي مالك الغفاري في الآية قال لعنوا على لسان دود فجعلوا قردة وعلى لسان عيسى فجعلوا خنازير * وأخرج
ابن جرير عن مجاهد مثله * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال لعنهم الله على لسان داود في
زمانهم فجعلهم قردة خاسئين ولعنهم في الإنجيل على لسان عيسى فجعلهم خنازير * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن زيد في قوله ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ماذا كان بعضهم قالوا لا يتناهون عن منكر فعلوه * وأخرج
أبو الشيخ عن أبي عمرو بن حماس ان ابن الزبير قال لكعب هل لله من علامة في العباد إذا سخط عليهم قال نعم
يذلهم فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر وفى القرآن لعن الذين كفروا من بني إسرائيل الآية
* وأخرج الديلمي في مسند الفردوس على أبى عبيدة بن الجراح مرفوعا قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا من
أول النهار فقام مائة واثنا عشر رجلا من عبادهم فأمروهم ونهوهم عن المنكر فقتلوا جميعا في آخر النهار فهم
الذين ذكر الله لعن الذين كفروا من بني إسرائيل الآيات * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والبيهقي عن حذيفة
ابن اليمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن
ان يبعث الله علكيم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم * وأخرج ابن ماجة عن عائشة قالت سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل ان تدعوا فلا يستجاب لكم * وأخرج مسلم
وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى إله عليه وسلم من رأى
منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان * وأخرج أحمد عن
301

عدى بن عميرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يرو المنكر بين
ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فإذا فعلوا ذلك عذب الله العامة والخاصة * وأخرج الخطيب في رواة مالك
من طريق أبى سلمة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر
بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكرونه فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة * وأخرج الخطيب
في رواة مالك من طريق أبى سلمة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده ليخرجن من أمتي
أناس من قبورهم في صورة القردة والخنازير داهنوا أهل المعاصي سكتوا عن نهيهم وهم يستطيعون * وأخرج
الحكيم الترمذي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عظمت أمتي الدنيا نزعت منها هيبة
الاسلام وإذا تركت الامر بالمعروف والنهى عن المنكر حرمت بركة الوحي وإذا تسابت أمتي سقطت من عين الله
* وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال قيل يا رسول الله أتهلك القرية فيهم الصالحون قال نعم فقيل يا رسول الله
قال تهاونهم وسكوتهم عن معاصي الله عز وجل * وأخرج الطبراني عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال إن من كان قبلكم من بني إسرائيل إذا عمل العامل فيهم الخطيئة فنهاه الناهي تعزيزا فإذا كان من
الغد جالسه وواكله وشاربه كأنه لم يره على خطيئة بالأمس فلما رأى الله ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض
ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون والذي نفس محمد بيده لتأمرن بالمعروف
ولتنهن عن المنكر ولتأخذن على يد المسئ ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض
ويلعنكم كما لعنهم * وأخرج الديلمي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استغنى النساء بالنساء والرجال
بالرجال فبشروهم بريح حمراء تخرج من قبل المشرق فيمسخ ببعضهم ويخسف ببعض ذلك بما عصوا وكانوا
يعتدون * قوله تعالى (ترى كثيرا منهم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله لبئس ما
قدمت لهم أنفسهم قال ما أمرتهم * وأخرج ابن أبي حاتم والخرائطي في مساوئ الأخلاق وابن مردويه والبيهقي
في الشعب وضعفه عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معشر المسلمين إياكم والزنا فان فيه ست خصال
ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة فاما التي في الدنيا 7 قد طاب إليها ودوام الفقر وقصر العمر واما التي في الآخرة
فسخط الله وطول الحساب والخلود في النار ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن
سخط الله عليهم وفى العذاب هم خالدون * قوله تعالى (ولو كانوا يؤمنون بالله) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم
أولياء الآية * قوله تعالى (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود) * أخرج أبو الشيخ وابن مردويه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خلا يهودي بمسلم الأهم بقتله وفى لفظ الا حدث نفسه بقتله
* قوله تعالى (ولتجدن أقربهم مودة) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى قال هم الوفد الذين جاؤوا مع
جعفر وأصحابه من أرض الحبشة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال ما ذكر الله به النصارى قال هم ناس من
الحبشة آمنوا إذ جاءتهم مهاجرة المؤمنين فذلك لهم * واخرج النسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال نزلت هذه الآية في النجاشي وأصحابه وإذا سمعوا
ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية
والواحدي من طريق ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام
وعروة بن الزبير قالوا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري وكتب معه كتابا لي النجاشي
فقدم على النجاشي فقرأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين معه وأرسل
النجاشي إلى الرهبان والقسيسين فجمعهم ثم أمر جعفر بن أبي طالب أن يقرأ عليهم القرآن فقرأ عليهم سورة
مريم فآمنوا بالقرآن وفاضت أعينهم من الدمع وهم الذين أنزل فيهم ولتجدن أقربهم مودة إلى قوله من
الشاهدين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعيد بن جبير في قوله
302

ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا قال هم رسل النجاشي الذين أرسل باسلامه واسلام قومه كانوا سبعين رجلا
اختارهم من قومه الخير فالخير في الفقه والسن وفى لفظ بعث من خيار أصحابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثلاثين رجلا فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلوا عليه فقرأ عليهم سورة يس فبكوا حين سمعوا القرآن
وعرفوا انه الحق فأنزل الله فيهم ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا الآية ونزلت هذه الآية فيهم أيضا الذين آتيناهم
الكتاب من قبله هم به يؤمنون إلى قوله أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ
عن عروة قال كانوا يرون ان هذه الآية نزلت في النجاشي وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول قال إنهم كانوا برايين
يعنى ملاحين قدموا مع جعفر بن أبي طالب من الحبش فلما قرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن
آمنوا وفاضت أعينهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجعتم إلى أرضكم انتقلتم عن دينكم فقالوا لن
ننقلب عن ديننا فأنزل الله ذلك من قولهم وإذا سمعوا ما انزل إلى الرسول * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة قال ذكر
لنا أن هذه الآية نزلت في الذين أقبلوا مع جعفر من أرض الحبشة وكان جعفر لحق بالحبشة هو وأربعون معه
من قريش وخمسون من الأشعريين منهم أربعة من عك أكبرهم أبو عامر الأشعري وأصغرهم عامر فذكر
لنا أن قريشا بعثوا في طلبهم عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد فاتوا النجاشي فقالوا ان هؤلاء قد أفسدوا دين
قومهم فأرسل إليهم فجاؤوا فسألهم فقالوا بعث الله فينا نبيا كما بعث في الأمم قبلنا يدعونا إلى الله وحده ويأمرنا
بالمعروف وينهانا عن المنكر ويأمرنا بالصلة وينهانا عن القطيعة ويأمرنا بالوفاء وينهانا عن النكث وان
قومنا بغوا علينا وأخرجونا حين صدقناه وآمنا به فلم نجد أحدا نلجأ إليه غيرك فقال معروفا فقال عمرو وصاحبه
انهم يقولون في عيسى غير الذي تقول قال وما تقولون في عيسى قالوا نشهد انه عبد الله ورسوله وكلمته وروحه
ولدته عذراء بتول قال ما أخطأتم ثم قال لعمرو وصاحبه لولا أنكما أقبلتما في جواري لفعلت بكما وذكر لنا أن
جعفرا وأصحابه إذ أقبلوا جاء أولئك معهم فآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم قال قائل لو قد رجعوا إلى أرضهم
لحقوا بدينهم فحدثنا انه قدم مع جعفر سبعون منهم فلما قرأ عليهم نبي الله صلى الله عليه وسلم فاضت أعينهم
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر رجلا
سبعة قسيسين وخمسة رهبانا ينظرون إليه ويسألونه فلما لقوه قرأ عليهم ما أنزل الله بكوا وآمنوا وأنزل الله فيهم
وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة يخاف على أصحابه من المشركين فبعث جعفر بن أبي طالب وابن مسعود
وعثمان بن مظعون في رهط من أصحابه إلى النجاشي ملك الحبشة فلما بلغ المشركين بعثوا عمرو بن العاصي في
رهط منهم ذكروا انهم سبقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي فقالوا انه قد خرج فينا رجل سفه
عقول قريش وأحلامها زعم أنه نبي وانه بعث إليك رهطا ليفسدوا عليك قومك فأحببنا ان نأتيك ونخبرك خبرهم
قال إن جاؤني نظرت فيما يقولون فلما قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتوا إلى باب النجاشي فقالوا
استأذن لأولياء الله فقال ائذن لهم فمرحبا بأولياء الله فلما دخلوا عليه سلموا فقال الرهط من المشركين ألم تر
أيها الملك ان صدقناك وانهم لم يحيوك بتحيتك التي تحيا بها فقال لهم ما يمنعكم أن تحيوني بتحيتي قالوا انا حييناك
بتحية أهل الجنة وتحية الملائكة فقال لهم ما يقول صاحبكم في عيسى وأمه قالوا يقول عبد الله ورسوله وكلمة من
الله وروح منه ألقاها إلى مريم ويقول في مريم انها العذراء الطيبة البتول قال فاخذ عودا من الأرض فقال
ما زاد عيسى وأمه على ما قال صاحبكم هذا العود فكره المشركون قوله وتغير له وجوههم فقال هل تقرؤن شيئا
مما أنزل عليكم قالوا نعم قال فاقرؤا فقرؤا وحوله القسيسون والرهبان وسائر النصارى فجعلت طائفة من
القسيسين والرهبان كلما قرؤا آية انحدرت دموعهم مما عرفوا من الحق قال الله ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا
وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق * وأخرج
الطبراني عن سلمان في اسلامه قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة صنعت طعاما فجئت به فقال ما هذا قلت
صدقة فقال لأصحابه كلوا ولم يأكل ثم انى رجعت حتى جمعت طعاما فأتيته به فقال ما هذا قلت هدية فاكل وقال
303

لأصحابه كلوا قلت يا رسول الله أخبرني عن النصارى قال لا خير فيهم ولا فيمن أحبهم فقمت وأنا مثقل فأنزل الله
لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود حتى بلغ تفيض من الدمع فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال لي يا سلمان ان أصحابك هؤلاء الذين ذكر الله * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ولتجدن
أقربهم مودة الآية قال أناس من أهل الكتاب كانوا على شريعة من الحق مما جاء به عيسى يؤمنون به وينتهون
إليه فلما بعث الله محمدا صدقوه وآمنوا به وعرفوا ما جاء به من الحق انه من الله فأثنى عليهم بما تسمعون * وأخرج
أبو عبيد في فضائله وابن أبي شيبة في مسنده وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه والحارث بن أبي أسامة في مسنده
والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبزار وابن الأنباري في المصاحف وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن
مردويه عن سلمان انه سئل عن قوله ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا قال الرهبان الذين في الصوامع نزلت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بان منهم صديقين ورهبانا ولفظ البزار دع القسيسين أقرأني رسول الله صلى
الله عليه وسلم ذلك بان منهم صديقين ولفظ الحكيم الترمذي قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بان منهم
قسيسين فأقرأني ذلك بان منهم صديقين * وأخرج البيهقي في الدلائل عن سلمان قال كنت يتيما من رامهرمز
وكان ابن دهقان رامهرمز يختلف إلى معلم يعلمه فلزمته لأكون في كنفه وكان لي أخ أكبر منى وكان مستغنيا
في نفسه وكنت غلاما فقيرا فكان إذا فأم من مجلسه تفرق من يحفظه فإذا تفرقوا خرج فتقنع بثوبه ثم صعد
الجبل فكان يفعل ذلك غير مرة متنكرا قال فقلت اما انك تفعل كذا وكذا فلم لا تذهب بي معك قال أنت غلام
وأخاف أن يظهر منك شئ قال قلت لا تخف قال فان في هذا الجبل قوما في برطيل لهم عبادة وصلاح يذكرون الله
عز وجل ويذكرون الآخرة يزعمون انا عبدة النيران وعبدة الأوثان وانا على غير دين قلت فاذهب بي معك
إليهم قال لا أقدر على ذلك حتى أستأمرهم وأنا أخاف ان يظهر منك شئ فيعلم أبى فيقتل القوم فيجرى هلاكهم
على يدي قال قلت لم يظهر منى ذلك فاستأمرهم فقال غلام عندي يتيم فأحب ان يأتيكم ويسمع كلامكم قالوا
ان كنت تثق به قال ارجوان لا يجئ منه الا ما أحب قالوا فجئ به فقال لي قد استأذنت القوم ان تجئ معي
فإذا كانت الساعة التي رأيتني أخرج فيها فائتني ولا يعلم بك أحد فان أبى ان علم قتلهم قال فلما كانت الساعة
التي يخرج تبعته فصعد الجبل فانتهينا إليهم فإذا هم في برطيلهم قال على وأراه قال هم ستة أو سبعة قال وكان
الروح قد خرجت منهم من العبادة يصومون النهار ويقومون الليل ويأكلون الشجر وما وجدوا فقعدنا إليهم
فأثنى ابن الدهقان على خيرا فتكلموا فحمدوا الله وأثنوا عليه وذكروا من مضى من الرسل والأنبياء حتى خلصوا
إلى عيسى بن مريم قالوا بعثه الله وولده بغير ذكر بعثه الله رسوله وسخر له ما كان يفعل من احياء الموتى وخلق
الطير وابراء الأعمى والأبرص فكفر به قوم وتبعه قوم وانما كان عبد الله ورسوله ابتلى به خلقه قال وقالوا قبل
ذلك يا غلام ان لك ربا وان لك معادا وان بين يديك جنة ونار إليها تصير وان هؤلاء القوم الذين يعبدون النيران
أهل كفر وضلالة لا يرضى الله بما يصنعون وليسوا على دين فلما حضرت الساعة التي ينصرف فيها الغلام
انصرف وانصرفت معه ثم غدونا إليهم فقالوا مثل ذلك وأحسن فلزمتهم فقالوا يا غلام انك غلام وأنك لا تستطيع
أن تصنع كما نصنع فكل واشرب وصل ونم قال فاطلع الملك على صنيع ابنه فركب الخيل حتى أتاهم في برطيلهم فقال
يا هؤلاء قد جاورتموني فأحسنت جواركم ولم تروا منى سوأ فعمد تم إلى ابني فأفسدتموه على قد أجلتكم ثلاثا فان
قدرت عليكم بعد ثلاثا أحرقت عليكم برطيلكم هذا فالحقوا ببلادكم فإني أكره ان يكون منى إليكم سوء قالوا نعم
ما تعمدنا مساء تك ولا أردنا الا الخير فكيف ابنه عن اتيانهم فقلت له اتق الله فإنك تعرف ان هذا الدين دين الله
وان أباك ونحن على غير دين انما هم عبدة النيران لا يعرفون الله فلا تبع آخرتك بدنيا غيرك قال يا سلمان هو
كما تقول وانما أتخلف عن القوم بقيا عليهم ان اتبعت القوم يطلبني أبى في الخيل وقد جزع من إتياني إياهم حتى
طردهم وقد أعرف أن الحق في أيديهم قلت أنت أعلم ثم لقيت أخي فعرضت عليه فقال أنا مشتغل بنفسي وطلب
المعيشة فأتيتهم في اليوم الذي أرادوا ان يرتحلوا فيه فقالوا يا سلمان قد كنا نحذر فكان ما رأيت اتق الله واعلم أن
الدين ما أوصيناك به وان هؤلاء عبدة النيران لا يعرفون الله ولا يذكرونه فلايخدعنك أحد من ذلك قلت ما أنا
304

مفارقكم قالوا انك لا تقدر على أن تكون معنا نحن نصوم النهار ونقوم الليل ونأكل الشجر وما أصبنا وأنت
لا تستطيع ذلك قال قلت لا أفارقكم قالوا أنت أعلم قد أعلمناك حالنا فإذا أبيت فاطلب أحدا يكون معك واحمل
معك شيئا تأكلها فإنك لا تستطيع ما تستطيع نحن قال ففعلت لقيت أخي فعرضت عليه فأبى فأتيتهم فتحملوا
فكانوا يمشون وأمشي معهم فرزقنا الله السلامة حتى أتينا الموصل فأتينا بيعة بالموصل فلما دخلوا حفوا بهم
وقالوا أين كنتم قالوا كنا في بلاد لا يذكرون الله بها عباد نيران فطردونا فقدمنا عليكم فلما كان بعد قالوا يا سلمان
ان ههنا قوما في هذه الجبال هم أهل دين وانا نريد لقاءهم فكن أنت ههنا مع هؤلاء فإنهم أهل دين وستري منهم
ما تحب قلت ما أنا بمفارقكم قال وأوصوا بي أهل البيعة فقال أهل البيعة أقم معنا فإنه لا يعجزك شئ يسعنا قلت
ما أنا بمفارقكم فخرجوا وانا معهم فأصبحنا بين جبال فإذا صخرة وماء كثير في جرار وخبز كثير فقعدنا عند الصخرة
فلما طلعت الشمس خرجوا من بين تلك الجبال يخرج رجل رجل من مكانه كان الأرواح انتزعت منهم حتى كثروا
فرحبوا بهم وحفوا وقالوا أين كنتم لم نركم قالوا كنا في بلاد لا يذكرون اسم الله فيها عبدة النيران وكنا نعبد الله فيها
فطردونا فقالوا ما هذا الغلام قال فطفقوا يثنون على وقالوا صحبنا من تلك البلاد فلم نر منه الا خيرا قال فوالله انهم
لكذا إذ طلع عليهم رجل من كهف رجل طوال فجاء حتى سلم وجلس فحفوا به وعظموه أصحابي الذي كنت معهم
وأحدقوا به فقال لهم أين كنتم فأخبروه فقال وما هذا الغلام معكم فأثنوا على خيرا وأخبروه باتباعي إياهم ولم أر
مثل اعظامهم إياه فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر من أرسل الله من رسله وأنبيائه وما لقوا وما صنع بهم حتى ذكر
مولد عيسى بن مريم وانه ولد بغير ذكر فبعثه الله رسولا وأجرى على يديه احياء الموتى وابراء الأعمى والأبرص وانه
يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأنزل عليه الإنجيل وعلمه التوراة وبعثه رسولا إلى
بني إسرائيل فكفر به قوم وآمن به قوم وذكر بعض ما لقي عيسى بن مريم وانه كان عبدا أنعم الله عليه فشكر
ذلك له ورضى عنه حتى قبضه الله وهو يعظهم ويقول اتقوا الله والزموا ما جاء عيسى به ولا تخالفوا فيخالف بكم
ثم قال من أراد أن يأخذ من هذا شيئا فليأخذ فجعل الرجل يقوم فيأخذ الجرة من الماء والطعام والشئ وقام إليه
أصحابي الذين جئت معهم فسلموا عليه وعظموه فقال لهم الزموا هذا الدين وإياكم ان تفرقوا واستوصوا بهذا
الغلام خيرا وقال لي يا لغلام هذا دين الله الذي ليس له دين فوقه وما سواه هو الكفر قال قلت ما أفارقك قال إنك
لن تستطيع ان تكون معي انى لا أخرج من كهفي هذا الاكل يوم أحد لا تقدر على الكينونة معي قال وأقبل
على أصحابه فقالوا يا غلام انك لا تستطيع أن تكون معه قلت ما أنا بمفارقك قال يا غلام فإني أعلمك الآن انى
أدخل هذا الكهف ولا أخرج منه الا الحد الآخرة وأنت أعلم قلت ما أنا بمفارقك قال له أصحابه يا فلان هذا
غلام ونخاف عليه قال قال لي أنت أعلم قلت انى لا أفارقك فبكى أصحابي الأولون الذين كنت معهم عند فراقهم
إياي فقال خذ من هذا الطعام ما ترى انه يكفيك إلى الاحد الآخر وخذ من هذا الماء ما تكتفي به ففعلت
وتفرقوا وذهب كل انسان إلى مكانه الذي يكون فيه وتبعته حتى دخل الكهف في الجبل فقال ضع ما معك
وكل واشرب وقام يصلى فقمت معه أصلى قال وانفتل إلى فقال إنك لا تستطيع هذا ولكن صل ونم وكل شراب
ففعلت فما رأيته نائما ولا طاعما الا راكعا وساجدا إلى الاحد الآخر فلما أصحنا قال خذ جرتك هذه وانطلق
فخرجت معه أتبعه حتى انتهينا إلى الصخرة وإذا هم قد خرجوا من تلك الجبال واجتمعوا إلى الصخرة
ينتظرون خروجه فقعدوا وجاد في حديثه نحو المرة الأولى فقال الزموا هذا الدين ولا تفرقوا واتقوا الله واعلموا
أن عيسى بن مريم كان عبد الله أنعم الله عليه ثم ذكروني فقالوا يا فلان كيف وجدت هذه الغلام فأثنى على
وقال خيرا فحمدوا الله فإذا خبز كثير وماء فأخذوا وجعل الرجل يأخذ بقدر ما يكتفى به ففعلت وتفرقوا في
تلك الجبال ورجع إلى كهفه ورجعت معه فلبث ما شاء الله يخرج في كل يوم أحد ويخرجون معه وبوصيهم
بما كان يوصيهم به فخرج في أحد فلما اجتمعوا حمد الله ووعظهم وقال مثل ما كان يقول لهم ثم قال لهم آخر ذلك
يا هؤلاء انى قد كبرت سنى ورق عظمي واقترب أجلى وانه لا عهد لي بهذا البيت منذ كذا وكذا لا بد لي من اتيانه
فاستوصوا بهذا الغلام خيرا وإني رأيته لا باس به قال فجزع القوم فما رأيت مثل جزعهم وقالوا يا أبا فلان أنت
305

كبير وأنت وحدك ولا نأمن أن يصيبك الشئ ولسنا أحوج ما كنا إليك قال لا تراجعوني لا بدلي من اتيانه ولكن
استوصوا بهذا الغلام خيرا وافعلوا وافعلوا قال قلت ما أنا بمفارقك قال يا سلمان قد رأيت حالي وما كنت عليه
وليس هذا كذلك انما أمشى أصوم النهار وأقوم الليل ولا أستطيع أن أحمل معي زاد ولا غيره ولا تقدر على هذا
قال قلت ما أنا بمفارقك قال أنت أعلم قالوا يا أبا فلان انا نخاف عليك وعلى هذا الغلام قال هو أعلم قد أعلمته الحالة وقد
رأى ما كان قبل هذا قلت لا أفارقك فبكوا وودعوه وقال لهم اتقوا الله وكونوا على ما وصيتكم به فان أعش
فلعلي أرجع إليكم وان أمت فان الله حي لا يموت فسلم عليهم وخرج وخرجت معه وقال لي احمل معك من هذا
الخبز شيئا تأكله فخرج وخرجت معه يمشى واتبعه يذكر الله ولا يلتفت ولا يقف على شئ حتى إذا أمسى قال
يا سلمان صل أنت ونم وكل واشرب ثم قام هو يصلى إلى أن انتهى إلى بيت المقدس وكان لا يرفع طرفه إلى السماء
حتى انتهينا إلى بيت المقدس وإذا على الباب مقعد قال يا عبد الله قد ترى حالي فتصدق على بشئ فلم يلتفت إليه
ودخل المسجد ودخلت معه فجعل يتتبع أمكنة من المسجد يصلى فيها ثم قال يا سلمان انى لم أنم منذ كذا وكذا ولم
أجد طعم نوم فان أنت جعلت لي أن توقظني إذا بلغ الظل ما كان كذا وكذا نمت فإني أحب أن أنام في هذا المسجد
والألم أنم قال قلت فإني أفعل قال فانظر إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فأيقظني إذا غلبتني عيني فنام فقلت في نفسي
هذا لم ينم منذ كذا وكذا وقد رأيت بعض ذلك لأدعنه ينام حتى يشتفي من النوم وكان فيما يمشى وأنا معه يقبل
على فيعظني ويخبرني ان لي ربا وان بين يديه جنة ونارا وحسابا ويعلمني بذلك ويذكرني نحو ما كان يذكر القوم
يوم الاحد حتى قال فيما يقول لي يا سلمان الله تعالى سوف يبعث رسولا اسمه أحمد يخرج بتهامة وكان رجلا أعجميا
لا يحسن أن يقول تهامة ولا محمد علامته انه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم وهذا زمانه الذي يخرج
فيه قد تقارب فاما أنا فإني شيخ كبير ولا أحسبني أدركه فان أدركته أنت فصدقه واتبعه قلت وان أمرني بترك
دينك وما أنت عليه قال وان أمرك فان الحق فيما يجئ به ورضا الرحمن فيما قال فلم يمض الا يسير حتى استيقظ
فزعا يذكر الله تعالى فقال يا سلمان مضى الفئ من هذا المكان ولم أذكر الله أين ما جعلت لي على نفسك قال قلت
أخبرتني انك لم تنم منذ كذا وكذا وقد رأيت بعض ذلك فأحببت أن تشتفي من النوم فحمد الله فقام وخرج فتبعته
فقال المقعد يا عبد الله دخلت فسألتك فلم تعطني وخرجت فسألتك فلم تعطني فقام ينظر هل يرى أحدا فلم يره فدنا
منه فقال ناولني يدك فناوله فقال قم بسم الله فقام كأنه نشط من عقال صحيحا لا عيب فيه فخلى عن يديه فانطلق
ذاهبا فكان لا يلوي على أحد ولا يقوم عليه فقال لي المقعد يا غلام احمل على ثيابي حتى انطلق وأبشر أهلي
فحملت عليه ثيابه وانطلق لا يلوي على فخرجت في اثره أطلبه وكلما سالت عنه قالوا امامك حتى لقيني الركب
من كلب فسألتهم فلما سمعوا لغتي أناخ رجل منهم بعيره فحملني فجعلني خلفه حتى بلغوا بي بلادهم قال فباعوني
فاشترتني امرأة من الأنصار فجعلتني في حائط لها وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرت به فأخذت شيئا
من تمر حائطي فجعلته على شئ ثم أتيته فوجدت عنده أناسا وإذا أبو بكر أقرب القوم منه فوضعته بين يديه فقال
ما هذا قلت صدقة فقال للقوم كلوا ولم يأكل هو ثم لبثت ما شاء الله ثم أخذت مثل ذلك فجعلته على شئ ثم أتيته به
فوجدت عنده أناسا وإذا أبو بكر أقرب القوم منه فوضعته بين يديه فقال ما هذا قلت هدية قال بسم الله فاكل وأكل
القوم قال قلت في نفسي هذه من آياته كان صاحبي رجلا أعجميا لم يحسن ان يقول تهامة قال ثهمة وقال أحمد
فدرت خلفه ففطن بي فأرخى ثوبه فإذا الخاتم في ناحية كتفه الأيسر فتبينته ثم درت حتى جلست بين يديه فقلت
أشهد أن لا إله إلا الله وانك رسول الله قال من أنت قلت مملوك فحدثته بحديثي وحديث الرجل الذي كنت معه وما
أمرني به قال لمن أنت قلت لامرأة من الأنصاري جعلتني في حائط لها قال يا أبا بكر قال لبيك قال اشتره قال فاشتراني
أبو بكر فاعتقني فلبثت ما شاء الله أن ألبث ثم أتيته فسلمت عليه وقعدت بين يديه فقلت يا رسول الله ما تقول في دين
النصارى قال لا خير فيهم ولا في دينهم فدخلني أمر عظيم فقلت في نفسي هذا الذي كنت معه ورأيت منه ما رأيت
أخذ بيد المقعد فأقامه الله على يديه لا خير في هؤلاء ولا في دينهم فانصرفت وفى نفسي ما شاء الله فأنزل الله بعد على
النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون إلى آخر الآية فقال النبي صلى الله
306

عليه وسلم على بسلمان فأتاني الرسول فدعاني وأنا خائف فجئت حتى قعدت بين يديه فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم
ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون إلى آخر الآية فقال يا سلمان أولئك الذين كنت معهم
وصاحبك لم يكونوا نصارى انما كانوا مسلمين فقلت يا رسول الله فوالذي بعثك بالحق لقد مرني باتباعك فقلت
له وان أمرني بترك دينك وما أنت عليه فاتركه قال نعم فاتركه فان الحق وما يحب الله فيما يأمرك * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الحسن في قوله قسيسين قال علماؤهم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال القسيسون عبادهم
* وأخرج ابن جرير عن ابن إسحاق قال سالت الزهري عن هذه الآية ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم
لا يستكبرون وقوله وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما قال ما زلت أسمع علماءنا يقولون نزلت في النجاشي
وأصحابه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وصححه وابن مردويه من طريق عن ابن
عباس في قوله فاكتبنا مع الشاهدين قال أمة محمد صلى الله عليه وسلم وفى لفظ قال يعنون بالشاهدين محمدا
صلى الله عليه وسلم وأمته انهم قد شهدوا له انه قد بلغ وشهدوا للمرسلين أنهم قد بلغوا * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين قال القوم الصالحون رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله
لكم) الآيتين أخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن عدي في الكامل والطبراني وابن
مردويه عن ابن عباس ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان إذا أكلت اللحم انتشرت
للنساء وأخذتني شهوتي وإني حرمت على اللحم فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات
ما أحل الله لكم قال نزلت هذه الآية في رهط من الصحابة قالوا نقطع مذاكيرنا ونترك شهوات الدنيا ونسيح في
الأرض كما تفعل الرهبان فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليهم فذكر لهم ذلك فقالوا نعم فقال النبي صلى
الله عليه وسلم لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأنكح النساء فمن أخذ بسنتي فهو منى ومن لم يأخذ بسنتي فليس
منى * وأخرج عبد بن حميد أبو داود في مراسيله وابن جرير عن أبي مالك في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا
طيبات ما أحل الله لكم قال نزلت في عثمان بن مظعون وأصحابه كانوا حرموا على أنفسهم كثيرا من الشهوات
والنساء وهم بعضهم أن يقطع ذكره فنزلت هذه الآية * وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة ان ناسا من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر فقال بعضهم لا آكل اللحم وقال
بعضهم لا أتزوج النساء وقال بعضهم لا أنام على فراش فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما بال أقوام يقول
أحدهم كذا وكذا لكني أصوم وأفطر وأنام وأقوم وآكل اللحم وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس منى
* وأخرج البخاري ومسلم وابن أبي شيبة والنسائي وابن أبي حاتم وابن حبان والبيهقي في سننه أبو الشيخ وابن
مردويه عن ابن مسعود قال كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا نساء فقلنا ألا نستخصي فنهانا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ورخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل ثم قر أ عبد الله يا أيها
الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين * وأخرج ابن جرير عن عكرمة
قال كان أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هموا بالخصاء وترك اللحم والنساء فنزلت هذه الآية يا أيها
الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدون ان الله لا يحب المعتدين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن عكرمة ان عثمان بن مظعون في نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال بعضهم لا آكل اللحم
وقال الآخر لا أنام على فراش وقال الآخر لا أتزوج النساء وقال الآخر أصوم ولا أفطر فأنزل الله يا أيها الذين
آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم الآية * وأخرج ابن جرير عن إبراهيم النخعي في قوله يا أيها الذين آمنوا
لا تحرموا طيبا ما أحل الله لكم قال كانوا حرموا الطيب واللحم فأنزل الله هذا فيهم * وأخرج عبد الرزاق
وابن جرير وابن المنذر عن أبي قلابة قال أراد أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يرفضوا
الدنيا ويتركوا النساء ويترهبوا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فغلظ فيهم المقالة ثم قال انما هلك من
307

كان قبلكم بالتشديد شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم فأولئك بقاياهم في الديار والصوامع اعبدوا الله
ولا تشركوا به شيئا وحجوا واعتمر واستقيموا يستقم بكم قال ونزلت فيهم يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا
طيبات ما أحل الله لكم الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله لا تحرموا طيبات ما أحل
الله لكم قال نزلت في أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أرادوا ان يتخلوا من الدنيا ويتركوا النساء
وتزهدوا منهم علي بن أبي طالب وعثمان بن مظعون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله يا أيها
الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم الآية قال ذكر لنا ان رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
رفضوا النساء واللحم وأرادوا ان يتخذوا الصوامع فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس في
ديني ترك النساء واللحم ولا اتخاذ الصوامع وخبرنا ان ثلاثة نفر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اتفقوا فقال
أحدهم اما انا فأقوم الليل لا أنام وقال أحدهم أما أنا فأصوم النهار فلا أفطر وقال الآخر وأما أنا فلا آتي النساء
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال ألم أنبأ انكم اتفقتم على كذا كذا قالوا بلى يا رسول الله وما أردنا
الا الخير قال لكني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآتى النساء فمن رغب عن سنتي فليس منى وكان في بعض القراءة في
الحرف الأول من رغب عن سنتك فليس من أمتك وقد ضل سواء السبيل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي
عبد الرحمن قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا آمركم ان تكونوا قسيسين ورهبانا * وأخرج ابن جرير عن
السدى قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس يوما فذكر الناس ثم قام ولم يزدهم على التخويف فقال ناس
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا عشرة منهم علي بن أبي طالب وعثمان بن مظعون ما حقنا ان لم نحدث
عملا فان النصارى قد حرموا على أنفسهم فنحن نحرم فحرم بعضهم أكل اللحم والودك وان يأكل منها وحرم بعضهم
النوم وحرم بعضهم النساء فكان عثمان بن مظعون ممن حرم النساء وكان لا يدنو من أهله ولا يدنون منه فاتت
امرأته عائشة وكان يقال لها الحولاء فقالت لها عائشة ومن حولها من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما بالك
يا حولا متغيرة اللون لا تمتشطين ولا تتطيبين فقالت وكيف أتطيب وأمتشط وما وقع على زوجي ولا رفع عنى ثوبا
منذ كذا وكذا فجعلن يضحكن من كلامها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن يضحكن فقال ما يضحككن
قالت يا رسول الله الحولاء سألتها عن أمرها فقالت ما رفع عنى زوجي ثوبا منذ كذا وكذا فأرسل إليه فدعاه فقال
ما بالك يا عثمان قال انى تركته لله لكي أتخلى للعبادة وقص عليه أمره وان عثمان قد أراد ان يجب نفسه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أقسمت عليك الا رجعت فواقعت أهلك فقال رسول الله انى صائم قال أفطر قال
فأفطر وأتى أهله فرجعت الحولاء إلى عائشة قد اكتحلت وامتشطت وتطيبت فضحكت عائشة فقالت مالك يا حولاء
فقالت إنه أتاها أمس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والنوم الا دانى أنام
وأقوم وأفطر وأصوم وأنكح النساء فمن رغب عن سنتي فليس منى فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات
ما أحل الله لكم ولا تعتدوا يقول لعثمان لا تجب نفسك فان هذا هو الاعتداء وأمرهم ان يكفروا ايمانهم فقال
لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم الآية * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد قال أراد رجال منهم عثمان
ابن مظعون وعبد الله بن عمرو أن يتبتلوا ويخصوا أنفسهم ويلبسوا المسوح فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا
طيبات ما أحل الله لكم والآية التي بعدها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة ان عثمان
ابن مظعون وعلي بن أبي طالب وابن مسعود والمقداد بن الأسود وسالما مولى أبى حذيفة وقدامة تبتلوا فجلسوا
في البيوت واعتزلوا النساء ولبسوا المسوح وحرموا طيبات الطعام واللباس الا ما يأكل ويلبس السياحة من بني إسرائيل
وهموا بالاختصاء وأجمعوا القيام الليل وصيام النهار فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل
الله لكم الآية فلما نزلت بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن لأنفسكم حقا ولا عينكم حقا وان
لأهلكم حقا فصلوا وناموا وصوموا وأفطروا فليس منا من ترك سنتنا فقالوا اللهم صدقنا واتبعنا ما أنزلت مع
الرسول * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال إن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم عثمان بن
مظعون حرموا اللحم والنساء على أنفسهم وأخذوا الشفار ليقطعوا مذاكيرهم لكي تنقطع الشهوة عنهم
308

ويتفرغوا العبادة ربهم فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما أردتم قالوا أردنا ان نقطع الشهوة عنا
ونتفرغ العبادة ربنا ونلهو عن الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أومر بذلك ولكني أمرت في ديني ان
أتزوج لنساء فقالوا نطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله
لكم إلى قوله واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون فقالوا يا رسول الله فكيف نصنع بأيماننا التي حلفنا عليها فأنزل الله
لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان * وأخرج ابن مردويه عن الحسن العرني
قال كان على في أناس ممن أرادوا أن يحرموا الشهوات فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله
لكم الآية * وأخرج أبو الشيخ من طريق ابن جريج عن المغيرة بن عثمان قال كان عثمان بن مظعون وعلى وابن
مسعود والمقداد وعمار أرادوا الاختصاء وتحريم اللحم وليس المسوح في أصحاب لهم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم
عثمان بن مظعون فسأله عن ذلك فقال قد كان بعض ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكح النساء
وآكل اللحم وأصوم وأفطر وأصلي وأنام وألبس الثياب لم آت بالتبتل ولا بالرهبانية ولكن جئت بالحنفية
السمحة ومن رغب من سنتي فليس منى قال ابن جريج فنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا
طيبات ما أحل الله لكم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم أن عبد الله بن رواحة ضافه
ضيف من أهله وهو عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى أهله فوجدهم لم يطعموا ضيفهم انتظارا له
فقال لامرأته حبست ضيفي من أجلى هو حرام على فقالت امرأته هو على حرام قال الضيف هو على حرام فلما
رأى ذلك وضع يده وقال كلوا بسم الله ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم
قد أصبت فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن
لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إلى ما حرم الله عليكم * وأخرج عبد بن حميد عن المغيرة قال قلت
لإبراهيم في هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبا ما أحل الله لكم هو الرجل يحرم الشئ مما أحل الله
قال نعم * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في الآية قال هو الرجل يحلف لا يصل أهله أو يحرم عليه بعض
ما أحل الله له فيأتيه ويكفر عن يمينه * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والطبراني من طرق عن ابن مسعود ان معقل بن مقرن قال له انى حرمت فراشي في سنة فقال نم على فراشك
وكفر عن يمينك ثم تلا يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم إلى آخر الآية * وأخرج البخاري
والترمذي والدار قطني عن أبي جحيفة قال آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبى الدرداء فزار سلمان أبا
الدرداء فرأى أم الدرداء مبتذلة فقال لها ما شأنك قالت أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا فجاء أبو
الدرداء فصنع له طعاما فقال كل فإني صائم قال ما أنا بآكل حتى تأكل فاكل فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم
قال نم فنام ثم ذهب يقوم فقال نم فلما كان من آخر الليل قال سلمان قم الآن فصليا فقال له سلمان ان لربك
عليك حقك ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك
له فقال صدق سلمان * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أخبر انك تصوم النهار وتقوم الليل قلت بلى يا رسول الله قال فلا تفعل صم
وأفطر وقم ونم فان لجسدك عليك حقا وان لعينك عليك حقا وان لزوجك عليك حقا وان لزورك عليك حقا
وان بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام فان لك بكل حسنة عشر أمثالها فإذن ذلك صيام الدهر كله قلت انى
أجد قوة قال فصم صيام نبي الله داود ولا تزد عليه قلت وما كان صيام نبي الله داود قال نصف الدهر * وأخرج
عبد الرزاق في المصنف عن سعيد بن المسيب ان نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم علي بن أبي طالب
وعبد الله بن عمرو لما تبتلوا وجلسوا في البيوت واعتزلوا وهموا بالخصاء وأجمعوا القيام الليل وصيام النهار بلغ
ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فدعاهم فقال أما أنا فإني أصلي وأنام وأصوم وأفطروا وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي
فليس منى * وأخرج عبد الرزاق والطبراني عن عائشة قالت دخلت امرأة عثمان بن مظعون واسمها خولة
بنت حكيم على وهي باذة الهيئة فسألتها ما شأنك فقالت زوجي يقوم الليل ويصوم النهار فدخل النبي صلى
309

الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فلقى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عثمان ان الرهبانية لم تكتب علينا أمالك في
أسوة فوالله ان أخشاكم لله وحفظكم لحدوده لأنا * وأخرج عبد الرزاق عن أبي قلابة ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال من تبتل فليس منا * وأخرج ابن سعد عن ابن شهاب ان عثمان بن مظعون أراد أن يختصي ويسيح
في الأرض فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس لك في أسوة فإني آتي النساء وآكل اللحم وأصوم وأفطر ان
خصاء أمتي الصيام وليس من أمتي من خصى أو اختصى * وأخرج ابن سعد عن أبي بردة قال دخلت امرأة عثمان
ابن مظعون على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فرأينها سيئة الهيئة فقلن لها مالك فقالت ما لنا منه شئ أما ليله
فقائم وأما نهاره فصائم فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فذكرن ذلك له فلقيه فقال يا عثمان بن مظعون أمالك في
أسوة قال وما ذاك قال تصوم النهار وتقوم الليل قال انى لا فعل قال لا تفعل ان لعينك عليك حقا وان لجسدك عليك
حقا وان لا هلك عليك حقا فصل وتم وصم وفطر قال فأتتهن بعد ذلك عطرة كأنها عروس فقلن لها مه قالت
أصابنا ما أصاب الناس * وأخرج ابن سعد عن أبي قلابة ان عثمان بن مظعون اتخذ بيتا فقعد يتعبد فيه فبلغ
ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فاتاه فخذ بعضادتي باب البيت الذي هو فيه فقال يا عثمان ان الله لم يبعثني بالرهبانية
مرتين أو ثلاثا وان خير الدين عند الله الحنيفية السمحة * وأخرج الطبراني عن أبي امامة قال كانت امرأة
عثمان بن مظعون امرأة جميلة عطرة تحب اللباس والهيئة لزوجها فزارتها عائشة وهي تفلة قالت ما حالك هذه
قالت إن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم علي بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة وعثمان بن مظعون
قد تخلوا للعبادة وامتنعوا من النساء وأكل اللحم وصاموا النهار وقاموا الليل فكرهت ان أريه من حالي ما يدعوه
إلى ما عندي ما تخلى له فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم نعله فحمله
بالسبابة من أصبعه اليسرى ثم انطلق سريعا حتى دخل عليهم فسألهم عن حالهم قالوا أردنا الخير فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم انى انما بعثت بالحنيفية السمحة وإني لم أبعث الرهبانية البدعة الا وان أقواما ابتدعوا
الرهبانية فكتبت عليهم فما رعوها حق رعايتها الا فكلوا اللحم وائتوا النساء وصوموا وأفطروا وصلوا وناموا
فإني بذلك أمرت * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن ابن
مسعود قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج
ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء * وأخرج عبد الرزاق عن عثمان بن عفان قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم مر بفتية فقال من كان منكم ذا طول فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لا فليصم فان
الصوم له وجاء * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة 7 قال لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لأحببت أن يكون لي فيه
زوجة * وأخرج عبد الرزاق عن عمر بن الخطاب انه قال لرجل أتزوجت قال لا قال اما أن تكون أحمق واما
أن تكون فاجرا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة عن إبراهيم بن ميسرة قال قال لي طاوس لتنكحن أو
لا قول لك ما قال عمر لأبي الزوائد ما يمنعك من النكاح الا عجز أو فجور * وأخرج عبد الرزاق عن وهب بن منبه قال
مثل الأعزب كمثل شجرة في فلاة تقلبها الرياح هكذا وهكذا * وأخرج عبد الرزاق عن سعيد بن هلال أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال تناكحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبخاري
ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن سعد بن أبي وقاص قال لقد رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على
عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن له في ذلك الا اختصينا * وأخرج ابن سعد والبيهقي في شعب الايمان من طريق عائشة
بنت قدامة بن مظعون عن أبيها عن أخيه عثمان بن مظعون انه قال يا رسول الله انى رجل تشق على هذه العزبة
في المغازي فتأذن لي يا رسول الله في الخصاء فأختصي قال لا ولكن عليك يا ابن مظعون بالصيام فإنه مجفر * وأخرج
أحمد عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل * وأخرج ابن أبي شيبة عن سمرة ان النبي صلى
الله عليه وسلم نهى عن التبتل * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أنس ان نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر فقال بعضهم لا أتزوج النساء وقال بعضهم لا آكل
اللحم وقال بعضهم لا أنام على فراش وقال بعضهم أصوم ولا أفطر فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ما بال أقوام قالوا
310

كذا وكذا الكنى أصلى وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس منى * وأخرج عبد الرزاق
والبيهقي في سننه عن عبيد الله بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحب فطرتي فليستن بسنتي ومن سنتي
النكاح * وأخرج البيهقي في سننه عن ميمون أبى المغلس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان موسر الان
ينكح فلم ينكح فليس منا * وأخرج عبد الرزاق عن أيوب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من استن بسنتي فهو منى
ومن سنتي النكاح * وأخرج عبد الرزاق وأحمد عن أبي ذر قال دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال
له عكاف بن بشير التميم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هل لك من زوجة قال لا قال ولا جارية قال ولا جارية قال
وأنت موسر بخير قال نعم قال أنت إذا من اخوان الشيطان لو كنت من النصارى كنت من رهبانهم ان من سنتنا
النكاح شراركم عزابكم وأراذل موتاكم عزابكم أبالشيطان تتمرسون ما للشيطان من سلاح أبلغ في الصالحين من
النساء الا المتزوجين أولئك المطهرون المبرؤن من الخنا ويحك يا عكاف إنهن صواحب أيوب وداود ويوسف
وكرسف فقال له بشير بن عطية ومن كرسف يا رسول الله قال رجل كان يعبد الله بساحل من سواحل البحر
ثلثمائة عام يصوم النهار ويقوم الليل ثم انه كفر بعد ذلك بالله العظيم في سبب امرأة عشقها وترك ما كان عليه
من عبادة ربه ثم استدركه الله ببعض ما كان منه فتاب عليه ويحك يا عكاف تزوج والا فأنت من المذبذبين
* أخرج البيهقي في شعب الايمان عن عطية بن بسر المازني قال جاء عكاف بن وداعة الهلالي إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عكاف ألك زوجة قال لا قال ولا جارية قال لا قال وأنت صحيح
موسر قال نعم والحمد لله قال فأنت إذا من الشيطان اما أن تكون من رهبانية النصارى فأنت منهم واما أن تكون
منا فتصنع كما نصنع فان من سنتنا النكاح شراركم عزابكم وأراذل موتاكم عزابكم أبا الشيطان تمرسون ماله في نفسه
سلاح أبلغ في الصالحين من النساء الا المتزوجون المطهرون المبرؤن من الخنا ويحك يا عكاف تزوج إنهن صواحب
داود وصواحب أيوب وصواحب يوسف وصواحب كرسف فقال عطية ومن كرسف يا رسول الله فقال رجل
من بني إسرائيل على ساحل من سواحل البحر يصوم النهار ويقوم الليل لا يفتر من صلاة ولا صيام ثم كفر من
بعد ذلك بالله العظيم في سبب امرأة عشقها؟ ترك ما كان عليه من عبادة ربه عز وجل فتداركه الله بما سلف منه
فتاب الله عليه ويحك تزوج فإنك من المذبذبين * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبيهقي عن أبي نجيح قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان موسر الان ينكح فلم ينكح فليس منى * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي
عن أبي نجيح قال قال رسول صلى الله عليه وسلم مسكين مسكين مسكين رجل ليست له امرأة قيل يا رسول الله
وان كان غنيا ذا مال قال وان كان غنيا من المال قال ومسكينة مسكينة مسكينة امرأة ليس لها زوج قيل يا رسول
الله وان كانت غنية أو مكثرة من المال قال وان كانت قال البيهقي أبو نجيح اسمه يسار وهو والد عبد الله بن أبي نجيح
والحديث مرسل * وأخرج سعيد بن منصور واحمد والبيهقي عن انس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأمرنا بالباءة وينهانا عن التبتل نهيا شديدا ويقول تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة
* وأخرج البيهقي عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين فليتق
الله في النصف الباقي * وأخرج البيهقي من وجه آخر عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رزقه الله
امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي * وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال كان في بني إسرائيل
رجل عابد وكان معتزلا في كهف له فكان بنو إسرائيل قد أعجبوا بعبادته فبينما هم عند نبيهم إذ ذكروه
فأثنوا عليه فقال النبي انه لكما تقولون لولا أنه تارك لشئ من السنة وهو التزوج * وأخرج ابن سعد وابن أبي
شيبة عن شداد بن أوس انه قال زوجوني فان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاني ان لا ألقى الله عزبا * وأخرج
ابن أبي شيبة عن الحسن قال قال معاذ في مرضه الذي مات فيه زوجوني انى أكره ان ألقى الله عزبا * وأخرج ابن أبي
شيبة عن عمر قال يكفن الرجل في ثلاثة أثواب لا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين * قوله تعالى (لا يؤاخذكم
الله باللغو في ايمانكم) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال لما نزلت يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات
ما أحل الله لكم في القوم الذين كانوا حرموا النساء واللحم على أنفسهم قالوا يا رسول الله كيف نصنع بأيماننا التي
311

حلفنا عليها فأنزل الله لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم * وأخرج أبو الشيخ عن يعلى بن مسلم قال سألت سعيد
ابن جبير عن هذه الآية لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان قال اقرأ ما قبلها
فقرأت يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم إلى قوله لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم قال اللغو
ان تحرم هذا الذي أحل الله لك وأشباهه تكفر عن يمينك ولا تحرمه فهذه اللغو الذي لا يؤاخذكم به ولكن
يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فان مت عليه أخذت به * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير لا يؤاخذكم
الله باللغو في ايمانكم قال هو الرجل يحلف على الحلال ان يحرمه فقال الله لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ان
تتركه وتكفر عن يمينك ولكن يؤاخذ كم بما عقدتم الايمان قال ما أقمت عليه * وأخرج عبد بن حميد عن
مجاهد لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم قال هما الرجلان يتبايعان يقول أحدهما والله لا أبيعك بكذا ويقول
الآخر والله لا اشتريه بكذا * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن إبراهيم قال اللغو ان يصل الرجل كلامه
بالحلف والله لتجيئن والله لتأكلن والله لتشربن ونحو هذا الا يريد به يمنا ولا يتعمد به حلفا فهو لغوا اليمين ليس
عليه كفارة * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك قال الايمان ثلاثا يمين تكفر ويمين لا تكفر ويمين لا يؤاخذ بها
فاما التي تكفر فالرجل يحلف على قطيعة رحم أو معصية الله فيكفر يمينه والتي لا تكفر الرجل يحلف على الكذب
متعمدا ولا تكفر والتي لا يؤاخذ بها فالرجل يحلف على الشئ يرى أنه صادق فهو اللغو لا يؤاخذ به والله أعلم
* قوله تعالى (ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان) * أخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة قال اللغو
الخطأ ان تحلف على الشئ وأنت ترى انه كما حلفت عليه فلا يكون كذلك تجوز لك عنه ولا كفارة عليك فيه
ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان قال ما تعمدت فيه المأثم فعليك فيه الكفارة * وأخرج ابن أبي حاتم وابن
جرير عن مجاهد ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان قال بما تعمدتم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم قال الرجل يحلف على الشئ يرى أنه كذلك
وليس كذلك ولكن مؤاخذ كم بما عقدتم الايمان قال الرجل يحلف على الشئ وهو يعلمه * وأخرج أبو الشيخ
عن عائشة قالت انما اللغو في المراء والهزل والمزاحة في الحديث الذي لا يعقد عليه القلب وانما الكفارة في كل
يمين حلف عليها في جد من الامر في غضب أو غيره ليفعلن أو ليتركن فذاك عقد الايمان الذي فرض الله
فيه الكفارة * قوله تعالى (فكفارته اطعام عشرة مساكين) * أخرج ابن ماجة وابن مردويه عن ابن عباس
قال كفر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصاع من تمر وأمر الناس به ومن لم يجد فنصف صاع من بر * وأخرج ابن
مردويه عن ابن عمران رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقيم كفارة اليمين مدا من حنطة بمد الأول * وأخرج
ابن مردويه عن أسماء بنت أبي بكر قالت كنا نعطى في كفارة اليمين بالمد الذي يقتات به * وأخرج عبد
الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عمر بن الخطاب قال انى أحلف
لا أعطى أقواما ثم يبدو لي أن أعطيهم فأطعم عشرة مساكين كل مسكين صاعا من شعيرا وصاعا من تمر أو
نصف صاع من قمح * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن علي بن أبي طالب قال في كفارة اليمين اطعام عشرة مساكين لكل مسكين نصف صاع من حنطة
* وأخرج عبد بن حميد وابن عباس في كفارة اليمين نصف صاع من حنطة * وأخرج سعيد بن منصور
وعبد بن حميد وأبو الشيخ عن مجاهد قال كل طعام في القرآن فهو نصف صاع في كفارة اليمين وغيرها
* وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق
عن ابن عباس قال في كفارة اليمين مد من حنطة لكل مسكين * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن زيد بن ثابت انه قال في كفارة اليمين مد من حنطة لكل مسكين * وأخرج
عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عمر في كفارة اليمين قال
اطعام عشرة مساكين لكل مسكين مد من حنطة * وأخرج ابن المنذر عن أبي هريرة قال ثلاث فيهن مد
كفارة اليمين وكفارة الظهار وكفارة الصيام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
312

علي بن أبي طالب في قوله فكفارته اطعام عشرة مساكين قال يغديهم ويعشيهم ان شئت خبزا ولحما أو خبزا
وزيتا أو خبز وسمنا أو خبزا وتمرا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن محمد بن سيرين في كفارة اليمين قال
أكلة واحدة * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن الشعبي أنه سئل عن كفارة اليمين فقال رغيفين وعرق لكل
مسكين * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن سفيان الثوري عن جابر قال قيل للشعبي أردد على
مسكين واحد قال لا يجزيك الا عشر مساكين * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن أنه كان لا يرى بأسا ان يطعم
مسكينا واحدا عشر مرات في كفارة اليمين * قوله تعالى (من أوسط ما تطعمون أهليكم) * أخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله من أوسط ما تطعمون أهليكم قال من عسركم ويسركم * وأخرج
ابن ماجة عن ابن عباس قال كان الرجل يقوت أهله قوتا فيه سعة وكان الرجل يقوت أهله قوتا فيه شدة فنزلت
من أوسط ما تطعمون أهليكم * وأخرج ابن أبي جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال
كان الرجل يقوت أهله قوتا فيه فضل وبعضهم يقوت قوتا دون ذلك فقال الله من أوسط ما تطعمون أهليكم
ليس بأرفعه ولا أدناه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن
ابن عمر من أوسط ما تطعمون أهليكم قال من أوسط ما نطعم أهلينا الخبز والتمر والخبز والزيت والخبز والسمن
ومن أفضل ما نطعمهم الخبز واللحم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن سيرين
قال كانوا يقولون أفضله الخبز واللحم وأوسط الخبز والسمن وأخسه الخبز والتمر * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال كان أهل المدينة يفضلون الحر على العبد والكبير على الصغير يقولون
الصغير على قدره والكبير على قدره فنزلت من أوسط ما تطعمون أهليكم فأمروا بأوسط من ذلك ليس بأرفعه
* وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير من أوسط يعنى من أعدل * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله من
أوسط قال من أمثل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير من أوسط ما تطعمون أهليكم قال
قوتهم والطعام صاع من كل شئ الا الحنطة * وخرج عبد بن حميد عن عطاء قال كل شئ فيه اطعام مسكين فهو مد
بمد أهل مكة * قوله تعالى (أو كسوتهم) * أخرج الطبراني وابن مردويه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه
وسلم في قوله أو كسوتهم قال عباءة لكل مسكين * وأخرج ابن مردويه عن حذيفة قال قلنا يا رسول الله أو
كسوتهم ما هو قال عبادة عباءة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس أو كسوتهم قال عباءة لكل
مسكين أو شملة * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس أو كسوتهم قال ثوب ثوب لكل انسان
وقد كانت العباءة تقضى يومئذ من الكسوة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر قال الكسوة ثوب أو إزار
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد أو كسوتهم قال القميص أو الرداء أو الإزار قال ويجزى في كفارة اليمين كل ثوب
الا التبان أو القلنسوة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو الشيخ عن مجاهد أو كسوتهم قال أدناه ثوب وأعلاه
ما شئت * وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن سعيد بن المسيب أو كسوتهم قال إزار وعمامة * واخرج أبو الشيخ
عن الزهري قال السراويل لا يجزى والقلنسوة لا تجزى * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
عمران بن حصين انه سئل عن قوله أو كسوتهم قال لو أن وفدا قدموا على أميركم فكساهم قلنسوة قلنسوة قلتم قد
كسوا * وأخرج أبو الشيخ عن عطاء في الرجل يكون عليه الكفارة من اليمين فيكسو خمسة مساكين ويطعم
خمسة ان ذلك جائز * وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير انه قرأ اطعام عشرة مساكين وكاسوتهم ثم قال
سعيدا وكسوتهم في الطعام * قوله تعالى (أو تحرير رقبة) * أخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن الحسن قال
لا يجزى الأعمى ولا المقعد في الرقبة * وأخرج أبو الشيخ عن فضالة بن عبيد قال يجزى ولد الزنا في الرقبة الواجبة
* وأخرج أبو الشيخ عن عطاء بن أبي رياح قال تجرى الرقبة لصغيرة * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن انه كان
لا يرى عتق الكافر في شئ من الكفارات * وأخرج ابن أبي شيبة عن طاوس قال لا يجزى ولد الزنا في الرقبة
وبجزئ اليهودي والنصراني في كفارة اليمين والله تعالى أعلم * قوله تعالى (فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام)
* أخرج ابن جرير والبيهقي في سننه عن ابن عباس في آية كفارة اليمين قال هو بالخيار في هؤلاء الثلاثة الأول
313

فالأول فان لم يجد شيئا من ذلك فصيام ثلاثة أيام متتابعات * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت
آية الكفارات قال حذيفة يا رسول الله نحن بالخيار قال أنت بالخيار ان شئت أعتقت وان شئت كسوت وان
شئت أطعمت فمن لم يجد فصيام ثلاثا أيام متتابعات * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال من كان عنده درهمان
فعليه أن يطعم في الكفارة * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة قال إذا كان عنده خمسون درهما فهو ممن يجد ويجب
عليه الاطعام وان كانت أقل فهو ممن لا يجد ويصوم * وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم النخعي قال إذا كان عنده
عشرون درهما فعليه أن يطعم في الكفارة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي داود في
المصاحف وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي بن كعب انه كان يقرؤها فصيام ثلاث أيام متتابعات
* وأخرج مالك والبيهقي عن حميد بن قيس المكي قال كنت أطوف مع مجاهد فجاءه انسان يسأله عن صيام
الكفارة أيتابع قال حميد فقلت لا فضرب مجاهد في صدري ثم قال إنها في قراءة أبي بن كعب متتابعات * وأخرج
عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري وأبو الشيخ والبيهقي من طرق عن
ابن مسعود انه كان يقرؤها فصيام ثلاثة أيام متتابعات قال سفيان ونظرت في مصحف ربيع بن خيثم فرأيت فيه
فمن لم يجد من ذلك شيئا فصيام ثلاثة أيام متتابعات * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود انه كان يقرأ كل شئ
في القرآن متتابعات * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس انه كان يقرؤها فصيام ثلاثة أيام متتابعات
* وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال كل صوم في القرآن
فهو متتابع الا قضاء رمضان فإنه عدة من أيام أخر * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي انه كان لا يفرق في صيام
اليمين ثلاثة أيام * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن انه كان يقول في صوم كفارة اليمين يصومه متتابعات فان
أفطر من عذر يقضي يوما مكان يوم * قوله تعالى (ذلك كفارة أيمانكم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير ذلك يعنى الذي ذكر من الكفارة كفارة أيمانكم إذا حلفتم يعنى اليمين العمد
واحفظوا أيمانكم يعنى لا تعمدوا الايمان الكاذبة كذلك يعنى هكذا يبين الله لكم آياته يعنى ما ذكر من
الكفارة لعلكم تشكرون فمن صام من كفارة اليمين يوما أو يومين ثم وجد ما يطعم فليطعم ويجعل صومه تطوعا
* وأخرج عبد الرزاق والبخاري وابن أبي شيبة وابن مردويه عن عائشة قالت كان أبو بكر إذا حلف لم يحنث
حتى نزلت آية الكفارة فكان بعد ذلك يقول لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها الا أتيت الذي هو خير
وقبلت رخصة الله * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال من حلف على ملك يمين ليضربه فكفارته تركه ومع
الكفارة حسنة * وأخرج أبو الشيخ عن جبير بن مطعم انه افتدى يمينه بعشرة آلاف درهم وقال ورب هذه القبلة
لو حلفت لحلفت صادقا وانما هو شئ افتديت به يميني * وأخرج أبو الشيخ عن أبي نجيح ان ناسا من أهل البيت
حلفوا عند البيت خمسين رجلا قسامة فكأنهم حلفوا على باطل ثم خرجوا حتى إذا كانوا في بعض الطريق قالوا
تحت صخرة فبينما هم قائلون تحتها إذا انقلبت الصخرة عليهم فخرجوا يشتدون من تحتها فانفلقت خمسين فلقة
فقتلت كل فلقة رجلا * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا انما الخمر) الآيات * أخرج أحمد عن أبي هريرة
قال حرمت الخمر ثلاث مرات قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر فسألوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم عنهما فأنزل الله يسألونك عن الخمر والميسر الآية فقال الناس ما حرم علينا انما قال اثم
كبير وكانوا يشربون الخمر حتى كان يوم من الأيام صلى رجل من المهاجرين أم أصحابه في المغرب خلط في قراءته
فأنزل الله أغلظ منها يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون وكان الناس يشربون
حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مغتبق ثم نزلت آية أغلظ من ذلك يا أيها الذين آمنوا انما الخمر إلى قوله فهل أنتم
منتهون قال انتهينا ربنا فقال الناس يا رسول الله ناس قتلوا في سبيل الله وماتوا على فرشهم كانوا يشربون الخمر
ويأكلون الميسر وقد جعله الله رجسا من عمل الشيطان فأنزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح إلى
آخر الآية وقال النبي صلى الله عليه وسلم لو حرم عليهم لتركوه كما تركتم * وأخرج الطيالسي وابن جرير وابن أبي
حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر قال نزل في الخمر ثلاث آيات فأول شئ نزل يسئلونك
314

عن الخمر والميسر الآية فقيل حرمت الخمر فقالوا يا رسول الله دعنا ننتفع بها كما قال الله فسكت عنهم ثم نزلت هذه
الآية لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فقيل حرمت الخمر فقالوا يا رسول الله لا نشربها قرب الصلاة فسكت عنهم ثم
نزلت يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمت الخمر * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والنحاس في ناسخه عن سعد بن أبي وقاص قال في نزل
تحريم الخمر صنع رجل من النصار طعاما فدعانا فاتاه ناس فأكلوا وشربوا حتى انتشوا من الخمر وذلك قبل ان
تحرم الخمر فتفاخروا فقالت الأنصار الأنصار خير وقالت قريش قريش خير فأهوى رجل بلحى جزور فضرب
على أنفى ففزره فكان سعد مفزور الانف قال فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فنزلت هذه الآية
يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير من طريق ابن شهاب ان سالم بن عبد الله
حدثه ان أول ما حرمت الخمر ان سعد بن أبي وقاص وأصحابا له شربوا فاقتتلوا فكسر وأنف سعد فأنزل الله انما
الخمر والميسر الآية * وأخرج الطبراني عن سعد بن أبي وقاص قال نزلت في ثلاث آيات من كتاب الله نزل تحريم الخمر
نادمت رجلا فعارضته وعارضني فعربدت عليه فشججته فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر إلى قوله
فهل أنتم منتهون ونزلت في ووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها إلى آخر الآية ونزلت يا أيها الذين
آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة فقدمت شعيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انك
لزهيد فنزلت الآية الأخرى أأشفقتم ان تقدموا الآية * وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر
وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال انما نزلت تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل
الأنصار شربوا فلما ان ثمل القوم عبث بعضهم ببعض فلما ان صحوا جعل يرى الرجل منهم الأثر بوجهه وبرأسه
ولحيته فيقول صنع بي هذا أخي فلان وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن والله لو كان بي رؤفا رحيما ما صنع بي هذا
حتى وقعت الضغائن في قلوبهم فأنزل الله هذه الآية يا أيا الذين آمنوا انما الخمر والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون
فقال أناس من المتكلفين هي رجس وهي في بطن فلان قتل يوم بدر وفلان قتل يوم أحد فأنزل الله هذه الآية ليس
على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية * واخرج ابن جرير عن بريدة قال بينما نحن قعود على شراب
لنا ونحن نشرب الخمر جلاء إذ قمت حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وقد نزل تحريم الخمر يا أيها الذين
آمنوا انما الخمر والميسر إلى قوله منتهون فجئت إلى أصحابي فقرأتها عليهم قال وبعض القوم شربته في يده قد شرب
بعضا وبقى بعض في الاناء فقال بالإناء تحت شفته العليا كما يفعل الحجام ثم صبوا ما في باطيتهم فقالوا انتهينا ربنا
* وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أهل المدينة ان
الله يعرف عن الخمر تعريضا لا أدرى لعله سينزل فيها أمر ثم قام فقال يا أهل المدينة ن الله قد أنزل إلى تحريم الخمر
فمن كتب منكم هذه الآية وعنده منها شئ فلا يشربها * وأخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن سابط قال زعموا ان
عثمان بن مظعون حرم الخمر في الجاهلية وقال لا اشرب شيئا يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى منى ويحملني على أن
أنكح كريمتي من لا أريد فنزلت هذه الآية في سورة المائدة في الخمر فمر على رجل فقال حرمت الخمر وتلا هذه
الآية فقال تبا لها قد كان بصرى فيها ثابتا * واخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال لما نزلت في البقرة
يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس شربها قوم لقوله منافع للناس وتركها قوم لقوله اثم
كبير منهم عثمان بن مظعون حتى نزلت الآية التي في النساء لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فتركها قوم وشربها
قوم يتركونها بالنهار حين الصلاة ويشربونها بالليل حتى نزلت الآية التي في المائدة انما الخمر والميسر الآية
قال عمر أقرنت بالميسر والأنصاب والأزلام بعدا لك وسحقا فتركها الناس ووقع في صدور أناس من الناس منها
فجعل قوم يمر بالرواية من الخمر فتخرق فيمر بها أصحابها فيقولون قد كنا نكرمك عن هذا المصرع وقالوا ما حرم
علينا شئ أشد من الخمر حتى جعل الرجل يلقى صاحبه فيقول ان في نفسي شيئا فيقول له صاحبه لعلك تذكر الخمر
فيقول نعم فيقول ان في نفسي مثل ما في نفسك حتى ذكر ذلك قوم واجتمعوا فيه فقالوا كيف نتكلم ورسول الله
صلى الله عليه وسلم شاهد وخافوا ان ينزل فيهم فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أعدوا له حجة فقالوا أرأيت
315

حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير وعبد الله بن جحش أليسوا في الجنة قال بلى قالوا أليسوا قد مضوا وهم يشربون
الخمر فحرم علينا شئ دخلوا الجنة وهم يشربونه فقال قد سمع الله ما قلتم فان شاء أجابكم فأنزل الله انما يريد
الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون
قالوا انتهينا ونزل في الذين ذكروا حمزة وأصحابه ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة يسئلونك عن الخمر والميسر قال الميسر هو القمار كله قل فيهما اثم كبير ومنافع
للناس قال فذمهما ولم يحرمهما وهي لهم حلال يومئذ ثم انزل هذه الآية في شأن الخمر وهي أشد منها فقال
يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فكان السكر منها حراما ثم انزل الآية التي في المائدة يا أيها الذين
آمنوا انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام إلى قوله فهل أنتم منتهون فجاء تحريمها في هذه الآية قليلها وكثيرها
ما أسكر منها وما لم يسكر * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال أول ما نزل تحريم الخمر يسئلونك عن الخمر والميسر قل
فهما اثم كبير الآية فقال بعض الناس نشربها لمنافعها التي فيها وقال آخرون لا خير في شئ فيه اثم ثم نزلت
يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى الآية فقال بعض الناس نشربها ونجلس في بيوتنا وقال
آخرون لا خير في شئ يحول بيننا وبين الصلاة مع المسلمين فنزلت يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر الآية فانتهوا
فنهاهم فانتهوا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قال
كان لقوم يشربونها حتى إذا حضرت الصلاة أمسكوا عنها قال وذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال
حين أنزلت هذه الآية قد تقرب الله في تحريم الخمر ثم حرمها بعد ذلك في سورة لمائدة بعد غزوة الأحزاب
وعلم أنها تسفه الأحلام وتجهد الأموال وتشغل عن ذكر الله وعن الصلاة * وأخرج عبد بن حميد عن
قتادة فهل أنتم منتهون قال فانتهى القوم عن الخمر وأمسكوا عنها قال وذكر لنا ان هذه الآية لما أنزلت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس ان الله قد حرم الخمر فمن كان عنده شئ فلا يطعمه ولا تبيعوها
فلبث المسلمون زمانا يجدون ريحا من طرق المدينة مما أهراقوا منها * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه
والحاكم وصححه عن ابن عباس ان الشراب كانوا يضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأيدي
والنعال والعصي حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر لو فرضنا لهم حدا فتوخى نحو ما كانوا
يضربون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أبو بكر يجلد هم أربعين حتى توفى ثم كان عمر من بعده
فجلدهم كذلك أربعين حتى أتى برجل من المهاجرين الأولين وقد شرب فأمر به ان يجلد فقال لم تجلدني بيني
وبينكم كتاب الله قال وفى أي كتاب الله تجدان لا أجلدك قال فان الله تعالى يقول في كتابه ليس على الذين آمنوا
وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا فانا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات تم اتقوا وأحسنوا شهدت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق والمشاهد فقال عمر ألا تردون عليه فقال ابن عباس هؤلاء الآيات
نزلت عذرا للماضين وحجة على الباقين عذرا للماضين لانهم لقوا الله قبل ان حرم عليهم الخمر وحجة على
الباقين لان الله يقول انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام حتى بلغ الآية الأخرى فان كان من الذين آمنوا وعملوا
الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا فان الله نهى ان يشرب الخمر فقال عمر فماذا ترون فقال علي بن أبي
طالب نرى انه إذا شرب سكر وإذا سكر هذى وإذا هذى افترى وعلى المفتري ثمانون جلده فامر عمر فجلد ثمانين
* وأخرج ابن مردويه عن أنس عن أبي طلحة زوج أم أنس قال لما نزلت تحريم الخمر بعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم هاتفا يهتف الا ان الخمر قد حرمت فلا تبيعوها ولا تبتاعوها فمن كان عنده منه شئ فليهرقه قال أبو
طلحة يا غلام حل عزلي تلك المزاد ففتحها فأهراقها وخمرنا يومئذ البسر والتمر فأهراق الباس حتى امتنعت فجاج
المدينة * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال كنا نأكل من طعام لنا ونشرب عليه من هذا الشرب
فأتانا فلان من
نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال إنكم تشربون الخمر وقد أنزل فيها قلنا ما تقولون قال نعم سمعته من النبي صلى الله
عليه وسلم الساعة ومن عنده أتيتكم فقمنا فأكفينا ما كان في الاناء من شئ * وأخرج ابن مردويه عن أنس
قال عند أبي طلحة مال ليتيم فاشترى به خمرا فلما حرمت الخمر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اجعله خلا فقال
316

لا أهرقه * وأخرج ابن مردويه عن أنس ان الآية التي حرم الله فيها الخمر نزلت وليس في المدنية شراب يشرب
الا من تمر * وأخرج أبو يعلى عن أنس قال لما نزل تحريم الخمر فدخلت على ناس من أصحابي وهي بين أيديهم
فضربتها برجلي وقلت انطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد نزل تحريم الخمر وشرابهم يومئذ اليسر
والثمر * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال كانوا يشربون الخمر بعد ما أنزل التي في البقرة وبعد التي في
سورة النساء فلما نزلت التي في سورة المائدة تركوه * وأخرج مسلم وأبو يعلى وابن مردويه عن أبي سعيد
الخدري قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس ان الله أعرض بالخمر فمن كان عنده منها شئ
فليبع ولينتفع به فلم نلبث الا يسيرا ثم قال إن الله قد حرم الخمر فمن أدركته هذه الآية وعنده منها شئ فلا يبع ولا
يشرب قال فاستقبل الناس بما كان عندهم منها فسفكوها في طرق المدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن
عباس قال حرمت الخمر بعينها قليلها وكثيرها والمسكر من كل شراب * وأخرج ابن مردويه عن وهب بن
كيسان قال قلت لجابر بن عبد الله متى حرمت الخمر قال بعد أحد صبحنا الخمر يوم أحد حين خرجنا إلى القتال
* وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال حرمت الخمر يوم حرمت وما كان شراب الناس الا التمر والزبيب
* وأخرج ابن مردويه عن جابر قال كان رجل عنده ما أيتام فكان يشترى لهم ويبيع فاشترى خمرا فجعله
في خوابي وان الله أنزل تحريم الخمر فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله انه ليس لهم مال غيره فقال أهرقه
فأهراقه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال حرمت الخمر وما بالمدينة منها شئ وما خمرهم يومئذ الا الفضيخ
* وأخرج ابن مردويه عن أنس قال حرمت الخمر يوم حرمت وما بالمدنية خمر الا الفضيخ * وأخرج ابن أبي حاتم
وأبو الشيخ والبيهقي في سننه عن عبد الله بن عمر وقال إن هذه الآية التي في القرآن يا أيها الذين آمنوا انما الخمر
والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون هي في التوراة ان الله أنزل الحق
ليذهب به الباطل ويبطل به اللغب والزفن والمزامير والكبارات يعنى البرابط والزمارات يعنى الدف والطنابير
والشعر والخمر مرة لمن طعمها وأقسم ربى بيمينه وعزة حيله لا يشربها عبد بعدما حرمتها عليه الا عطشته يوم
القيامة ولا يدعها بعد ما حرمتها لا سقيته إياها من حظيرة القدس * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال حرم الله الخمر وكل مسكر حرام * وأخرج ابن مردويه عن عمر قال لقد أنزل
الله تحريم الخمر وما بالمدينة زبيبة واحد ة * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن الجارود وابن مردويه عن أبي سعيد قال
كان عندنا خمر ليتيم فلما نزلت الآية التي في المائدة سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا ليتيم فقال أهريقوها
* وأخرج ابن مردويه عن أنس قال حرمت الخمر وهي تخمر في الجراري * وأخرج ابن مردويه عن البراء بن
عازب قال نزلت تحريم الخمر وما في أسقيتنا الا الزبيب والتمر فأكفأناهما * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول من التمر خمر ومن العسل خمر ومن الزبيب خمر ومن العنب خمر ومن الحنطة خمر
وأنهاكم عن كل مسكر * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال لما نزلت يسئلونك عن الخمر والميسر الآية كرهها
قوم لقوله فيهما اثم كبير وشربها قوم لقوله ومنافع للناس حتى نزلت يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم
سكارى فكانوا يدعونها في حين الصلاة ويشربونها في غير حين الصلاة حتى نزلت انما الخمر والميسر الآية يقال
عمر ضيعة لك اليوم قرنت بالميسر * وأخرج بن جرير عن الشعبي قال نزلت في الخمر أربع آيات يسئلونك عن الخمر
والميسر الآية فتركوها ثم نزلت تتخذون منه سكرا ورزقا فأحسنا فشربوها ثم نزلت الآيتان في المائدة انما الخمر
والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون * وأخرج ابن جرير عن السدى قال نزلت هذه لآية يسئلونك عن الخمر
والميسر الآية فلم يزالوا بذلك يشربونها حتى صنع عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا ساقيهم علي بن أبي طالب
فقرأ قل يا أيها الكافرون فلم يفهمها فأنزل الله يشدد في الخمر يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى
حتى تعلموا ما تقولون فكانت حلالا يشربونها من صلاة الغداة حتى يرتفع النهار فيقومون إلى صلاة الظهر وهم
مصحون ثم لا يشربونها حتى يصلوا العتمة ثم يقومون إلى صلاة الفجر وقد صحوا فلم يزالوا بذلك يشربونها حتى
صنع سعد بن أبي وقاص طعاما فدعا ساقيهم رجل من الأنصار فشوى لهم رأس بعير ثم دعاهم عليه فلما أكلوا
317

وشربوا من الخمر سكروا وأخذوا في الحديث فتكلم سعد بشئ فغضب الأنصاري فرفع لحى البعير فكسر أنف
سعد فأنزل الله نسج الخمر وتحريمها انما الخمر والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون * وأخرج بن جرير وابن المنذر
عن قتادة قال نزل تحريم الخمر في سورة المائدة بعد غزوة الأحزاب وليس للعرب يومئذ عيش أعجب إليهم منها
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الربيع قال لما نزلت آية البقرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ربكم
يقدم في تحريم الخمر ثم نزلت آية النساء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان ربكم يقرب في تحريم الخمر ثم نزلت آية
المائدة فحرمت الخمر عند ذلك * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي قال نزلت أربع آيات في تحريم الخمر
أولهن التي في البقرة ثم نزلت الثانية ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ثم أنزلت التي
في النساء بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بعض الصلوات إذ غنى سكران خلفه فأنزل الله لا تقربوا الصلاة
وأنتم سكارى الآية فشربها طائفة من الناس وتركها طائفة ثم نزلت الرابعة التي في المائدة فقال عمر بن الخطاب
انتهينا يا ربنا * وأخرج ابن جرير عن محمد بن قيس قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أتاه الناس وقد
كانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر فسألوه عن ذلك فأنزل الله يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير
ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما فقالوا هذا شئ قد جاء فيه رخصة نأكل الميسر ونشرب الخمر ونستغفر من
ذلك حتى أتى رجل صلاة المغرب فجعل يقرأ قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد فجعل
لا يجود ذلك ولا يدرى ما يقرأ فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فكان الناس يشربون
الخمر حتى يجئ وقت الصلاة فيدعون شربها فيأتون الصلاة وهم يعلمون ما يقولون فلم يزالوا كذلك حتى أنزل الله
انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام إلى قوله فهل أنتم منتهون فقال انتهينا يا رب * وأخرج أبو الشيخ وابن
مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت مدمن خمر الا لقى الله كعابد وثن ثم قرأ انما
الخمر والميسر الآية * وأخرج أحمد وابن مردويه عن عبد الله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
الله حرم الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وكل مسكر حرام * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان الله حرم عليكم الخمر والميسر والكوبة وكل مسكر حرام * وأخرج البخاري وابن مردويه عن
ابن عمر قال نزل تحريم الخمر وان بالمدينة يومئذ لخمسة أشربة ما فيها شراب العنب * واخرج البخاري ومسلم
وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال عام الفتح ان الله حرم بيع الخمر والأنصاب والميتة والخنزير فقال بعض الناس كيف ترى في شحوم الميتة يدهن
بها السفن والجلود ويستصبح بها الناس فقال لا هي حرام ثم قال عند ذلك قاتل الله اليهود ان الله لما حرم عليهم
الشحوم جملوه فباعوه وأكلوا ثمنه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قدم رجل من دوس على النبي صلى
الله عليه وسلم براوية من خمر أهداها له فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل علمت أن الله حرمها بعدك فاقبل الدوسي
على رجل كان معه فأمره ببيعها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هل علمت أن الذي حرم شربها حرم بيعها وأكل
ثمنها وأمر بالمزاد فأهريقت حتى لم يبق فيها قطرة * وأخرج ابن مردويه عن تميم الداري أنه كان يهدى لرسول
الله صلى الله عليه وسلم كل عام راوية من خمر فلما كان عام حرمت الخمر جاء برواية فلما نظر إليها ضحك وقال هل
شعرت انها قد حرمت فقال يا رسول الله أفلا نبيعها فننتفع بثمنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله اليهود
انطلقوا إلى ما حرم الله عليهم من شحوم البقر والغنم فإذا بوه أهلة فباعوا منه ما يأكلون والخمر حرام ثمنها حرام بيعها
* وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأبو عوانة والطحاوي وابن أبي حاتم وابن
حبان والدار قطني وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن عمر انه قام على المنبر فقال أما بعد فان الخمر نزل تحريمها
يوم نزل وهي من خمسة من العنب والتمر والبر والشعير والعسل والخمر ما خامر العقل * وأخرج ابن أبي شيبة عن
عمر قال إن هذه الأنبذة تنبذ من خمسة أشياء من التمر والزبيب والعسل والبر والشعير فما خمرته منها ثم عتقته فهو
خمر * وأخرج الشافعي وابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مسكر خمر وكل خمر
حرام * وأخرج الحاكم وصححه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الزبيب والتمر هو الخمر يعنى إذا انتبذا
318

جميعا * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والنحاس في ناسخه والحاكم وصححه
وتعقبه الذهبي عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من الحنطة خمرا ومن الشعير خمرا
ومن الزبيب خمرا ومن التمر خمرا ومن العسل خمرا وأنا أنها كم عن كل مسكر * وأخرج الحاكم وصححه عن مريم
بنت طارق قالت كنت في نسوة من المهاجرات حججنا فدخلنا على عائشة فجعل نساء يسألنها عن الظروف فقالت
إنكن لتذكرن ظروفا ما كان كثير منها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتقين الله واجتنبن ما يسكركن
فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل مسكر حرام وان أسكرها ماء حبها فلتجتنبه * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم
وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن المنذر والنحاس في ناسخه عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول الخمر من هاتين الشجرتين النخلة والعنبة * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن الحسن
قال الميسر القمار * وأخرج البيهقي في سننه عن نافع ان ابن عمر كان يقول الميسر القمار * وأخرج عبد بن حميد
والبيهقي في سننه عن مجاهد قال الميسر كعاب فارس وقداح العرب وهو القمار كله * وأخرج البيهقي عن
مجاهد قال الميسر القمار كله حتى الجوز الذي يلعب به الصبيان * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي
موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا هذه الكعاب الموسومة التي يزحر بها زجرا فإنها
من الميسر * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الشعب عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إياكم وهذه الكعاب الموسومة التي تزجر زجرا فإنها من الميسر * وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا في ذم
الملاهي وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم وهاتين
اللعبتين الموسومتين اللتين يزجران زجرا فإنهما ميسر العجم * وأخرج وكيع وعبد الرزاق وابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ عن ابن مسعود قال
إياكم وهذه الكعاب الموسومة التي تزجر زجرا فإنها ميسر العجم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال كل
القمار من الميسر حتى لعب الصبيان بالجوز والكعاب * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي
بن أبي طالب قال النرد والشطرنج من الميسر * وأخرج عبد بن حميد عن علي قال الشطرنج ميسر الأعاجم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن القاسم بن محمد انه سئل عن النرد أهي من الميسر قال كل ما ألهى عن ذكر الله عن
الصلاة فهو ميسر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والبيهقي في الشعب عن القاسم انه قيل
له هذه النرد تكرهونها فما بال الشطرنج قل كل ما ألهى عن ذكر الله وعن الصلاة فهو من الميسر * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب من طريق ربيعة بن كلثوم عن أبيه
قال خطبنا ابن الزبير فقال يا أهل مكة بلغني عن رجال يلعبون بلعبة يقال لها النرد شيروان الله يقول في كتابه
يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون وأنى أحلف بالله لا أوتى بأحد لعب بها الا
عاقبته في شعره وبشره وأعطيت سلبه من أتاني به * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن أبي موسى
الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لعب بالنرد شير فقد عصى الله ورسوله * وأخرج أحمد عن أبي
عبد الرحمن الخطمي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل الذي يلعب بالنرد ثم يقوم فيصلى مثل الذي
يتوضأ بالقيح ودم الخنزير ثم يقوم فيصلى * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن عبد الله بن عمرو قال اللاعب
بالنرد قمارا كآكل لحم الخنزير واللاعب بها من غير قمار كالمدهن بودك الخنزير * وأخرج ابن أبي الدنيا عن
مجاهد قال اللاعب بالنرد قمارا من الميسر واللاعب بها سفاحا كالصابغ يده في دم الخنزير والجالس عندها
كالجالس عند مسالخه وانه يؤمر بالوضوء منها والكعبين والشطرنج سواء * وأخرج ابن أبي الدنيا عن يحيى بن أبي
كثير قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم يلعبون بالنرد فقال قلوب لاهية وأيد عاملة والسنة لاغية
* واخرج ابن أبي الدنيا عن الحسن قال النرد ميسر العجم * وأخرج ابن أبي الدنيا عن مالك بن أنس قال الشطرنج
من النرد بلغنا عن ابن عباس انه ولى مال يتيم فأحرقها * وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبيد الله بن عمير قال سئل ابن عمر
عن الشطرنج فقال هي شر من النرد * وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي جعفر انه سئل عن الشطرنج فقال تلك
319

المجوسية لا تلعبوا بها * وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبد الملك بن عمير قال رأى رجل من أهل الشام انه يغفر لكل
مؤمن في كل يوم اثنتي عشرة مرة الا أصحاب الشاه يعنى الشطرنج * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا وأبو الشيخ
عن قتادة قال الميسر القمار كان الرجل في الجاهلية يقامر على أهله وماله فيقعد سليبا خزينا ينظر إلى ماله في يد غيره
وكانت تورث بينهم العداوة والبغضاء فنهى الله عن ذلك وتقدم فيه وأخبر انما هو رجس من عمل الشيطان
فاجتنبوه لعلكم تفلحون * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ من طريق ليث عن عطاء وطاس ومجاهد قالوا كل شئ فيه قمار فهو من الميسر حتى لعب الصبيان
بالكعاب والجوز * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن محمد بن سيرين انه رأى غلمانا
يتقامرون في يوم عيد فقال لا تقامروا فان القمار من الميسر * وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن ابن سير ين
قال ما كان من لعب فيه قمار أو قيام أو صياح أو شر فهو من الميسر * وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن شريح ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من الميسر الصفير بالحمام والقمار والضرب بالكعاب * وأخرج ابن أبي
الدنيا عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يتبع حمامة فقال شيطان يتبع شيطانة
* وأخرج ابن أبي الدنيا عن الحسن قال شهدت عثمان وهو يخطب وهو يأمر بذبح الحمام وقتل الكلاب
* وأخرج ابن أبي الدنيا عن خالد الحذاء عن رجل يقال له أيوب قال كان ملاعب آل فرعون الحمام * وأخرج
ابن أبي الدنيا عن إبراهيم قال من لعب بالحمام الطيارة لم يمت حتى يذوق ألم الفقر * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد
ابن المسيب قال كان من ميسر أهل الجاهلية يبيع اللحم بالشاة والشاتين * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب
القرظي في الميسر قال كانوا يشترون الجزور فيجعلونها أجزاء ثم يأخذون القداح فيلقونها وينادى يا ياسر
الجزور يا ياسر الجزور فمن خرج قدحه أخذ جزأ بغير شئ ومن لم يخرج قدحه غرم ولم يأخذ شيئا * وأخرج
البخاري في الأدب المفرد عن ابن عباس انه كان يقال أين أيسار الجزور فيجتمع العشرة فيشترون الجزور
بعشرة فصلان إلى الفصال فيجيلون السهام فتصير بتسعة حتى تصير إلى واحد ويغرم الآخرون فصيلا فصيلا
إلى الفصال فهو الميسر * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الأنصاب حجارة كانوا يذبحون لها والأزلام
قداح كانوا يقتسمون بها الأمور * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال كانت لهم حصيات إذا أراد
أحدهم ان يغزو أو يجلس استقسم بها * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله والأزلام قال هي كعاب فارس
التي يقتمرون بها وسهام العرب * وأخرج أبو الشيخ عن سلمة بن وهرام قال سألت وطاوسا عن الأزلام فقال كانوا
في الجاهلية قداح يضربون بها قدح معلم يتطيرون منه فإذا ضربوا بها حين يريد أحدهم الحاجة فخرج ذلك
القدح لم يخرج لحاجته وان خرج غيره خرج لحاجته وكانت المرأة إذا أرادت حاجة لها لم تضرب بتلك القداح
فذلك قول الشاعر إذا جددت أنثى لا مر خمارها * أتته ولم تضرب له بالمقاسم
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله رجس قال سخط * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ من طريق سعيد بن جبير في قوله رجس قال اثم من عمل الشيطان يعنى من تزيين الشيطان انما
يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر يعنى حين شج الأنصاري رأس سعد بن أبي وقاص
ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون فهذا وعيد التحريم وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول يعنى في
تحريم الخمر والميسر والأنصاب والأزلام فان توليتم يعنى أعرضتم عن طاعتهما فاعلموا انما على رسولنا يعنى محمدا
صلى الله عليه وسلم البلاغ المبين يعنى ان يبين تحريم ذلك * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن
لمنذر والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال لما نزلت تحريم
الخمر قالوا يا رسول الله فكيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربون الخمر فنزلت ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات
جناح الآية * وأخرج الطيالسي وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
حيان وأبو الشيخ وابن مردويه عن البراء بن عازب قال مات ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم يشربون
الخمر فلما نزل تحريمها قال أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربونها
320

فنزلت ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح الآية * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن
أنس قال بينا أدير الكاس على أبى طلحة وأبى عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وسهيل بن بيضاء وأبى دجانة حتى
مالت رؤسهم من خليط بسر وتمر فسمعنا مناديا ينادى الا ان الخمر قد حرمت قال فما دخل علينا داخل ولا خرج
منا خارج حتى أهرقنا الشراب وكسرنا القلال وتوضأ بعضنا واغتسل بعضنا وأصبنا من طيب أم سليم ثم خرجنا
إلى المسجد وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون
فقال رجل يا رسول الله فما منزلة من مات منا وهو يشربها فأنزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح
فيما طعموا الآية * وأخرج عبد بن حميد وأبو يعلى وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس قال كنت ساقى
القوم في منزل أبى طلحة فنزل تحريم الخمر فنادى مناد فقال أبو طلحة اخرج فانظر ما هذا الصوت فخرجت فقلت
هذا مناد ينادى ألا ان الخمر قد حرمت فقال لي اذهب فأهرقها قال فجرت في سكك المدينة قال وكانت خمرهم
يومئذ الفضيح اليسر والتمر فقال بعض القوم قتل قوم وهي في بطونهم فأنزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا
الصالحات جناح فيما طعموا الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن جابر بن عبد الله قال اصطبح
ناس الخمر يوم أحد ثم قتلوا شهداء * وأخرج الطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال لما نزل
تحريم الخمر قالت اليهود أليس إخوانكم الذين ماتوا كانوا يشربونها فأنزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا
الصالحات جناح الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم قيل لي أنت منهم * وأخرج الدارقطني في الافراد وابن مردويه
عن ابن مسعود قال لما نزل تحريم الخمر قالوا يا رسول الله كيف بمن شربها من إخواننا الذين ماتوا وهي في بطونهم
فأنزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية * وأخرج ابن مردويه من طريق
العوفي عن ابن عباس في قوله ليس على الذين آمنوا الآية يعنى بذلك رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
ماتوا وهم يشربون الخمر قبل ان تحرم الخمر فلم يكن عليهم فيها جناح قبل ان تحرم فلما حرمت قالوا كيف تكون
علينا حراما وقد مات إخواننا وهم يشربونها فأنزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا
يقول ليس عليهم حرج فيما كانوا يشربون قبل أن أحرمها إذ كانوا محسنين متقين والله يحب المحسنين * وأخرج
ابن جرير عن مجاهد قال نزلت ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا فيمن كان يشربها ممن
قتل ببدر واحد مع النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال لما أنزل الله تحريم
الخمر في سورة المائدة بعد سورة الأحزاب قال في ذلك رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصيب فلان
يوم بدر وفلان يوم أحد وهم يشربونها فنحن نشهد انهم من أهل الجنة فأنزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا
الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب
المحسنين يقول شربها القوم على تقوى من الله وإحسان وهي لهم يومئذ حلال ثم حرمت بعدهم فلا جناح عليهم
في ذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق على عن ابن عباس في قوله ليس
على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح قال قالوا يا رسول الله ما نقول لإخواننا الذين مضوا كانوا يشربون الخمر
ويأكلون الميسر فأنزل الله ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا من الحرام قبل ان يحرم
عليهم إذا ما اتقوا وأحسنوا بعدما حرم عليهم وهو قوله فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف * وأخرج
مسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن مردويه وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن مسعود قال لما
نزلت ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل
لي أنت منهم * وأخرج الدينوري في المجالسة وابن مردويه وأبو نعيم عن ثابت بن عبيد قال جاء رجل من آل
حاطب إلى على فقال يا أمير المؤمنين انى أرجع إلى المدينة وانهم سائلي عن عثمان فماذا أقول لهم قال أخبرهم
أن عثمان كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر من طريق عطاء بن السائب عن محارب بن دثار ان ناسا من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم شربوا الخمر بالشام فقال لهم يزيد بن أبي سفيان شربتم الخمر فقالوا نعم لقول الله ليس على الذين
321

آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا حتى فرغوا من الآية فكتب فيهم إلى عمر فكتب إليه ان أتاك كتابي
هذا نهار فلا تنتظر بهم الليل وان أتاك ليلا فلا تنتظر بهم النهار حتى تبعث بهم إلى لا يفتنوا عباد الله فبعث بهم
إلى عمر فلما قدموا على عمر قال شربتم الخمر قالوا نعم فتلا عليهم انما الخمر والميسر إلى آخر الآية قالوا اقرأ التي
بعدها ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا قال فشاور فيهم الناس فقال لعلى ما ترى قال
أرى انهم تسرعوا في دين الله ما لم يأذن الله فيه فان زعموا انها حلال فاقتلهم فقد أحلوا ما حرم الله وان زعموا انها
حرام فاجلدهم ثمانين ثمانين فقد افتروا على الله الكذب وقد أخبرنا الله بحد ما يفترى به بعضنا على بعض قال
فجلدهم ثمانين ثمانين * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان الله لعن الخمر ولعن غارسها ولعن شاربها ولعن عاصرها ولعن مؤويها ولعن مديرها ولعن ساقيها
ولعن حاملها ولعن آكل ثمنها ولعن بائعها * وأخرج وكيع والبخاري ومسلم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة الا ان يتوب * وأخرج البيهقي في الشعب عن
ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر في الدنيا ولم يتب لم يشربها في الآخرة وان أدخل
الجنة * وأخرج مسلم والبيهقي عن جابر بن عبد الله ان رجلا قدم من اليمن فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن
شراب يشربونه بأرضهم من الذرة يقال له المزر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أو يسكر هو قالوا نعم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كل مسكر حرام ان الله عهد لمن يشرب المسكر ان يسقيه من طينة الخبال قالوا يا رسول الله
وما طينة الخبال قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار * وأخرج عبد الرزاق والحاكم وصححه والبيهقي عن
ابن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فان تاب تاب الله
عليه وان شربها الثانية لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فان تاب تاب الله عليه وان شربها الثالثة لم تقبل له صلاة
أربعين ليلة فان تاب تاب الله عليه فان شربها الرابعة لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فان تاب لم يتب الله عليه وكان
حقا على الله ان يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال قال صديد أهل النار * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن
عمرو بن العاصي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرب الخمر شربة لم تقبل صلاته أربعين صباحا
فان تاب تاب الله عليه فان عاد لم تقبل توبته أربعين صباحا فلا أدرى أفى الثالثة أو في الرابعة قال فان عاد كان حقا
على الله ان يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن عمرو عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها ومن
ترك الصلاة سكرا أربع مرات كان حقا على الله ان يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال يا رسول الله
قال عصارة أهل النار * وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الله بن عمران رسول الله صلى الله
عليه وسلم لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وشاربها وآكل ثمنها
* وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أتاني جبريل فقال
يا محمد ان الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وبائعها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها وساقيها ومسقيها
* وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن عثمان سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اجتنبوا أم الخبائث فإنه
كان رجل فيمن كان قبلكم يتعبد ويعتزل النساء فعلقته امرأة غاوية فأرسلت إليه خادمها فقالت انا ندعوك
لشهادة فدخل فطفقت كلما دخل عليها بابا أغلقته دونه حتى أفضى إلى امرأة وضيئة جالسة وعندها غلام
وباطية فيها خمر فقالت أنا لم أدعك لشهادة ولكن دعوتك لتقتل هذا الغلام أو تقع على أو تشرب كأسا من هذا
الخمر فان أبيت صحت وفضحتك فلما رأى أنه لابد من ذلك قال اسقني كأسا من هذا الخمر فسقته كأسا من الخمر ثم قال
زيديني فلم يرم حتى وقع عليها وقتل النفس فاجتنبوا الخمر فإنه والله لا يجتمع الايمان وإدمان الخمر في صدر رجل
أبدا ليوشكن أحدهما ان يخرج صاحبه وأخرجه عبد الرزاق في المصنف عن عثمان موقوفا * وأخرج الحاكم
وصححه والبيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتنبوا الخمر فإنها مفتاح كل شر * وأخرج
ابن ماجة وابن مردويه والبيهقي عن أبي الدرداء قال أوصاني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ان لا تشرك بالله شيئا
322

وان قطعت أو حرقت ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدا فمن تكرها متعمدا برئت منه الذمة وأن لا تشرب الخمر فإنها
مفتاح كل شر * وأخرج البيهقي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى بنى
الفردوس بيده وحظره على كل مشرك وكل مدمن الخمر سكير * وأخرج البيهقي عن جابر بن عبد الله عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا يرفع لهم إلى السماء عمل العبد الآبق من واليه حتى
يرجع فيضع يده في أيديهم والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى والسكران حتى يصحو وأخرج البيهقي
عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة عاق ولا مد من خمر * وأخرج البيهقي عن ابن عمر
قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر * وأخرج البيهقي عن جابر عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فلا يدخل الحمام الا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر
* وأخرج البخاري في التاريخ عن سهل بن أبي صالح عن محمد بن عبيد الله عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من لقى الله وهو مدمن خمر لقيه كعابد وثن * وأخرج البخاري في التاريخ والبيهقي من طريق سهيل عن أبيه
عن أبي هريرة مرفوعا مثله وقال البخاري ولا يصح حديث أبي هريرة * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات مدمن خمر لقى الله وهو كعابد وثن * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شرب شرابا يذهب بعقله فقد أتاني بابا من أبواب الكبائر
* وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن عبد الله بن عمرو قال لا أزنى أحب إلى من أن أسكر ولان أسرق أحب إلى
من أن أسكر لان السكران ان يأتي عليه ساعة لا يعرف فيها ربه * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من لبس الحرير في الدنيا يلبسه في الآخرة ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربه في الآخرة
ومن شرب في آنية الذهب والفضة لم يشرب بها في الآخرة ثم قال لباس أهل الجنة وشراب أهل الجنة وآنية أهل
الجنة * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي موسى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يدخلون الجنة من خمر
وقاطع الرحم ومصدق بالسحر ومن مات مد من الخمر سقاه الله من نهر الغوطة قيل وما نهر الغوطة قال نهر
يخرج من فروج المومسات يؤذى أهل النار ريح فروجهم * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمران أبا بكر
وعمر وناسا جلسوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا أعظم الكبائر فلم يكن عندهم فيها علم فأرسلوني
إلى عبد الله بن عمر وأسأله فأخبرني ان أعظم الكبائر شرب الخمر فأتيتهم فأخبرتهم فأنكروا ذلك ووثبوا جميعا
حتى أتوه في داره فأخبرهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن ملكا من ملوك بني إسرائيل أخذ رجلا فخيره
بين أن يشرب الخمر أو يقتل نفسا أو يزنى أو يأكل لحم خنزير أو يقتلوه فاختار الخمر وانه لما شربه لم يمتنع من
شئ أراده منه وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد يشربها فتقبل له صلاة أربعين ليلة ولا يموت وفى
مثانته منه شئ الا حرمت عليه بها في الجنة فان مات في أربعين ليلة مات ميتة جاهلية * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي
مسلم الخولاني انه حج فدخل على عائشة فجعلت تسأله عن الشام وعن بردها فجعل يخبرها فقالت كيف
تصبرون على بردها قال يا أم المؤمنين انهم يشربون شرابا لهم يقال له الطلا قالت صدق الله وبلغ النبي صلى الله
عليه وسلم سمعته يقول إن ناسا من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها * وأخرج البيهقي في الشعب عن أنس
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثني الله رحمته وهدى للعالمين وبعثني بمحق المعازف والمزامير وأمر الجاهلية
ثم قال من شرب خمرا في الدنيا سقاه الله كما شرب منه من حميم جهنم معذب بعد أو مغفور له * وأخرج أحمد وابن أبي
الدنيا في ذم الملاهي والطبراني عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله بعثني رحمة وهدى
للعالمين بعثني لا محق المعازف والمزامير وأمر الجاهلية الأوثان وحلف ربي عز وجل بعرته لا يشرب الخمر أحد
في الدنيا الا سقاه الله مثلها من الحميم يوم القيامة مغفور له أو معذب ولا يدعها أحد في الدنيا الأسقية إياها في
حظيرة القدس حتى تقنع نفسه * وأخرج الحاكم عن ثوبان قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حلفت
على معصية فدعها واقذف ضغائن الجاهلية تحت قدمك وإياك وشرب الخمر فان الله لم يقدس شاربها * وأخرج
323

ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الملاهي عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتي
خسف وقذف ومسبخ قيل يا رسول الله متى قال إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر * وأخرج ابن أبي
الدنيا عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتي قذف ومسبخ وخسف قيل يا رسول
الله ومتى ذلك قال إذا ظهرت المعازف وكثرت القينات وشربت الخمور * وأخرج ابن أبي الدنيا عن عائشة قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف قلت يا رسول الله وهم يقولون لا إله إلا الله
قال إذا ظهرت القيان وظهر الزنا وشرب الخمر ولبس الحرير كان ذا عند ذا * وأخرج ابن أبي الدنيا عن الترمذي
عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عملت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء قيل
وما هي يا رسول الله قال إذا كان المغنم دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما وأطاع الرجل زوجته وعق أمه
وبر صديقه وجفا أبا وارتفعت الأصوات في المساجد وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل مخافة شره
وشربت الخمور ولبس الحرير واتخذوا القيان والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ثلاثا
ريحا حمراء وخسفا ومسخا * وأخرج ابن أبي الدنيا عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تمسخ
طائفة من أمتي قردة وطائفة خنازير ويخسف بطائفة ويرسل على طائفة الريح العقيم بأنهم شربوا الخمر
ولبسوا الحرير واتخذوا القيان وضربوا بالدفوف * وأخرج ابن أبي الدنيا عن أنس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ وذلك إذا شربوا الخمر واتخذوا القينات وضربوا بالمعازف
* وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسخ قوم من هذه الأمة في آخر الزمان
قردة وخنازير قالوا يا رسول الله أليس يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال بلى ويصومون ويصلون
ويحجون قال فما بالهم قال اتخذوا المعارف والدفوف والقينات فباتوا على شربهم ولهوهم فأصبحوا قد مسخوا
قردة وخنازير * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن عبد الرحمن بن سابط قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يكون في أمتي خسف وقذف ومسيخ قالوا متى ذلك يا رسول الله قال إذا أظهروا المعازف واستحلوا الخمور
ولبس الحرير * وأخرج ابن أبي الدنيا عن الغازي بن ربيعة رفع الحديث قال ليمسخن قوم وهم على أريكتهم
قردة وخنازير بشربهم الخمر وضربهم بالبرابط والقيان * وأخرج ابن أبي الدنيا عن صالح بن خالد رفع ذلك إلى
النبي صلى الله عليه وسلم قال ليستحلن ناس من أمتي الحرير والخمر والمعازف وليأتين الله على أهل حاضرتهم
بجبل عظيم حتى ينبذه عليهم ويمسخ آخرون قردة وخنازير * وأخرج ابن أبي الدنيا عن أنس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ليبيتن رجال على أكل وشرب وعزف يصبحون على أرائكهم ممسوخين قردة وخنازير
* وأخرج ابن عدي والحاكم والبيهقي في الشعب وضعفه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي
بعثني بالحق لا تنقضي هذه الدنيا حتى يقع بهم الخسف والمسخ والقذف قالوا ومتى ذاك يا رسول الله قال إذا رأيتم
النساء ركبن السروج وكثرت المعازف وفشت شهادات الزور وشربت الخمر لا يستخفى به وشربت المصلون في
آنية أهل الشرك من الذهب والفضة واستغنى النساء بالنساء والرجال بالرجال فإذا رأيتم ذلك فاستدفروا
واستعدوا واتقوا القذف من السماء * وأخرج البيهقي وضعفه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
استعملت أمتي خمسا فعليهم الدمار إذا ظهر فيهم التلاعن ولبس الحرير واتخذوا القينات وشربوا الخمور واكتفى
الرجال بالرجال والنساء بالنساء * وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي
امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يبيت قوم من هذه الأمة على طعم وشرب ولهوا ولعب فيصبحوا وقد مسخوا
قردة وخنازير وليصيبنهم خسف وقذف حتى يصبح الناس فيقولون قد خسف الليلة بيني فلان وخسف اللية بدار
فلان وليرسلن عليهم حاصبا من السماء كما أرسلت على قوم لوط على قبائل فيها وعلى دور وليرسلن عليهم الريح
العقيم التي أهلكت عادا على قبائل فيها وعلى دور بشربهم الخمر ولبسهم الحرير واتخاذهم القينات وأكلهم
الربا وقطيعتهم الرحم * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو دود وابن ماجة والبيهقي عن أبي مالك الأشعري عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها وتضرب على رؤسهم المعازف والمغنيات يخسف
324

الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير * وأخرج البيهقي عن معاذ وأبى عبيدة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان هذا الامر بدا رحمة ونبوة ثم يكون رحمة وخلافة ثم كائن ملكا عضوضا ثم كائن عتوا وجبرية وفسادا
في الأرض يستحلون الحرير والخمور والفروج يرزقون على ذلك وينصرون حتى يلقوا الله عز وجل * وأخرج
البيهقي عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حبس العنب أيام قطافه حتى يبيعه من يهودي
أو نصراني أو ممن يعلم أنه يتخذ خمرا فقد تقدم في النار على بصيرة * وأخرج البيهقي عن ابن عمرانه كان يكره ان تسقى
البهائم الخمر * وأخرج البيهقي عن عائشة انها كانت تنهى النساء ان يمتشطن بالخمر * وأخرج عبد الرزاق وأحمد
وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن معاوية بن أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر
فاجلدوه قالها ثلاثا فان شربها الرابعة فاقتلوه * واخرج عبد الرزاق عن أبي موسى الأشعري ان النبي صلى الله
عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن سأله قال إن قومي يصنعون شرابا من الذرة يقال له المزر فقال النبي صلى الله عليه وسلم
أيسكر قال نعم قال فانههم عنه قال نهيتهم ولم ينتهوا قال فمن لم ينته في الثالثة منهم فاقتله * وأخرج عبد الرزاق عن
مكحول قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر فاضربوه ثم قال في الرابعة من شرب الخمر فاقتلوه
* وأخرج عبد الرزاق عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا شربوا فاجلدوهم قالها ثلاثا فإذا شربوا
الرابعة فاقتلوهم قال معمر فذكرت ذلك لابن المنكدر فقال قد ترك القتل قد أتى النبي صلى الله عليه وسلم بابن
النعيمان فجلده ثم أتى به فجلده ثم أتى به فجلده ثم أتى به فجلده الرابعة أو أكثر * وأخرج عبد الرزاق عن الزهري
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شربوا فاجلدوهم ثم إذا شربوا فاجلدوهم ثم إذا شربوا فاقتلوهم ثم
قال إن الله قد وضع عنهم القتل فإذا شربوا فاجلدوهم ثم إذا شربوا فاجلدوهم ذكرها أربع مرات * وأخرج
عبد الرزاق عن عمرو بن دينار ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر فحدوه فان شرب الثانية فحدوه فان
شرب الثالثة فحدوه فان شرب الرابعة فاقتلوه قال فأتى بابن النعيمان قد شرب فضرب بالنعال والأيدي ثم أتى به
الثانية فكذلك ثم أتى به الرابعة فحده ووضع القتل * وأخرج عبد الرزاق عن قبيضة بن ذؤيب ان النبي صلى
الله عليه وسلم ضرب رجلا في الخمر أربع مرات ثم إن عمر بن الخطاب ضرب أبا محجن الثقفي في الخمر ثمان مرات
* وأخرج الطبراني عن أبي الرمد البلوى ان رجلا منهم شرب الخمر فاتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربه ثم
شرب الثانية فاتوا به فضربه فما أدرى قال في الثالثة أو الرابعة فجعل على العجل فضربت عنقه * وأخرج الطبراني
وابن مردويه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة عاق ولا منان ولا مد من خمر قال
ابن عباس فذهبنا ننظر في كتاب الله فإذا هم فيه في العاق فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطعوا
أرحامكم إلى آخر الآية وفى المنان يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى وفى الخمر يا أيها الذين آمنوا
انما الخمر والميسر إلى قوله من عمل الشيطان * وأخرج ابن سعد وان أبى شيبة وأحمد وابن مردويه عن الديلمي
قال وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله انا نصنع طعاما وشرابا فنطعمه بنى عمنا فقال هل
يسكر قلت نعم فقال حرام فلما كان عند توديعي إياه ذكرته له فقلت يا نبي الله انهم لن يصبروا عنه قال فمن لم يصبر
عنه فاضربوا عنقه * وأخرج ابن سعد وأحمد عن شرحبيل بن أوس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من شرب
الخمر فاجلدوه فان عاد فاجلدوه فان عاد فاجلدوه فان عاد فاقتلوه * وأخرج أحمد والطبراني عن أم حبيبة بنت أبي
سفيان ان ناسا من أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمهم الصلاة والسنن والفرائض ثم قالوا
يا رسول الله انا لنا شربا نصنعه من التمر والشعير فقال الغبيراء قالوا نعم قال لا تطعموه قالوا فإنهم لا يدعونها قال من لم
يتركها فاضربوا عنقه * وأخرج ابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان الذين يشربون الخمر وقد حرم الله عليهم لا يسقونها في حظيرة القدس * وأخرج
عبد الرزاق عن ابن عمر قال من شرب الخمر لم يقبل الله منه صلاة أربعين صباحا فان مات في الأربعين
دخل النار ولم ينظر الله إليه * وأخرج عبد الرزاق عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلقى الله شارب
الخمر يوم القيامة وهو سكر ان فيقول ويلك ما شربت فيقول الخمر قال أولم أحرمها عليك فيقول بلى فيؤمر به
325

إلى النار * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال والذي نفسي بيده ليبيتن أناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم
المحارم واتخاذهم القينات وشربهم الخمر وأكلهم الربا ولبسهم الحرير * وأخرج عبد الرزاق عن عبد الله بن عمرو
قال إنه في الكتاب مكتوب ان خطيئة الخمر تعلوا الخطايا كما تعلو شجرتها الشجر * وأخرج عبد الرزاق عن مسروق
ابن الأجدع قال شارب الخمر كعابد الوثن وشارب الخمر كعابد اللات والعزى * وأخرج عبد الرزاق عن ابن جبير قال
من شرب مسكرا لم يقبل الله منه ما كانت في مثانته منه قطرة فان مات منها كان حقا على الله أن يسقيه من طينة
الخبال وهي صديد أهل النار وقيحهم * وأخرج عبد الرزاق عن أبي ذر قال من شرب مسكرا من الشراب فهو رجس
ورجس صلاته أربعين ليلة فان تاب تاب الله عليه فان شرب أيضا فهو رجس ورجس صلاته أربعين ليلة فان
تاب تاب الله عليه فان عاد لها قال في الثالثة أو الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال * وأخرج عبد
الرزاق عن أبان رفع الحديث قال إن الخبائث جعلت في بيت فأغلق عليها وجعل مفتاحها الخمر فمن شرب الخمر وقع
بالخبائث * وأخرج عبد الرزاق عن عبيد بن عمير قال إن الخمر مفتاح كل شر * وأخرج عبد الرزاق عن محمد بن
المنكدر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر صباحا كان كالمشرك بالله حتى يمسي وكذلك ان
شربها ليلا كان كالمشرك بالله حتى يصبح ومن شربها حتى يسكر لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا ومن مات وفى
عروقه منها شئ مات ميتة جاهلية * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حلف
الله بعزته وقدرته لا يشرب عبد مسلم شربة من خمر الا سقيته بما انتهك منها من الحميم معذب بعد أو مغفور له ولا
يتركها وهو عليها قادر ابتغاء مرضاتي الا سقيته منها فأرويته في حظيرة القدس * وأخرج عبد الرزاق عن عبد الله
ابن عمرو بن العاصي قال يجئ يوم القيامة شراب الخمر مسودا وجهه مزرقة عيناه مائلا شقه أو قال شدقه مدليا
لسانه يسيل لعابه على صدرة يقدره كل من يراه * وأخرج أحمد عن قيس بن سعد بن عبادة سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول من شرب الخمر أتى عطشان يوم القيامة ألا وكل مسكر خمر وإياكم والغبيراء * وأخرج
أحمد عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين ليلة فان تاب تاب
الله عليه فان عاد كان مثل ذلك فما أدرى في الثالثة أم في الرابعة قال فان عاد كان حتما على الله أن يسقيه من طينة
الخبال قالوا يا رسول الله ما طينة الخبال قال عصارة أهل النار * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة عن خلدة بنت
طلق قالت قال لنا أبى جلسنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء صحار فسأله ما ترى في شراب نصنعه من ثمارنا
قال تسألني عن المسكر لا تشربه ولا تسقه أخاك فوالذي نفس محمد بيده ما شربه رجل قط ابتغاء لذة سكر فيسقيه الله
الخمر يوم القيامة * وأخرج أحمد عن أسماء بنت يزيد أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرب
الخمر لم يرض الله عنه أربعين ليلة فان مات مات كافرا وان تاب تاب الله عليه وان عاد كان حقا على الله أن يسقيه من
طينة الخبال قلت يا رسول الله وما طينة الخبال قال صديد أهل النار * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الدرداء قال
الريب من الكفر والنوح عمل الجاهلية والشعر من أمر إبليس والغلول جمر من جهنم والخمر جامع كل اثم والشباب
شعبة من الجنون والنساء حبائل الشيطان والكبر شر من الشر وشر المآكل مال اليتيم وشرا لمكاسب الربا
والسعيد من وعظ بغيره والشقي من شقي في بطن أمه * وأخرج البيهقي في الشعب عن علي سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول لم يزل جبريل ينهاني عن عبادة الأوثان وشرب الخمر وملاحاة الرجال * وأخرج البيهقي عن أم
سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان في أول ما نهاني عنه ربى وعهد إلى بعد عبادة الأوثان وشرب الخمر
لملاحاة الرجال والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشئ من الصيد) الآية * أخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله ليبلونكم الله بشئ من الصيد تناله أيديكم
ورماحكم قال هو الضعيف من الصيد وصغيرة يبتلى الله به عباده في احرامهم حتى لو شاؤوا تناولوه بأيديهم فنهاهم
الله أن يقربوه فمن قتله منكم متعمدا قال إن قتله متعمدا أو ناسيا أو خطأ حكم عليه فان عاد متعمدا أعجلت له
العقوبة الا أن يعفو الله عنه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
326

والبيهقي في سننه عن مجاهد في قوله ليبلونكم الله بشئ من الصيد تناله أيديكم ورماحكم قال النبل والرمح ينال
كبار الصيد وأيديهم تنال صغار الصيد أخذ الفروخ والبيض وفى لفظ أيديكم أخذكم إياهن بأيديكم من بيضهن
وفراخهن ورماحكم ما رميت أو طعنت * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد ليبلونكم الله بشئ
من الصيد قال مالا يستطيع أن يرمى من الصيد * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال أنزلت هذه الآية
في عمرة الحديبية فكانت الوحش والطير والصيد يغشاهم في رحالهم لم يروا مثله قط فيما خلا فنهاهم الله عن قتله
وهم محرمون ليعلم الله من يخافه بالغيب * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق قيس بن سعد عن ابن عباس انه كان
يقول في قوله فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ان يوسع ظهره وبطنه جلدا ويسلب ثيابه * وأخرج أبو الشيخ
من طريق الكلبي عن أبي صالح عن جابر بن عبد الله قال كان إذا ما أخذ شيئا من الصيد أو قتله جلد مائة ثم نزل
الحكم بعد * وأخرج أبو الشيخ من طريق أبى صالح عن ابن عباس قال يملأ بطنه وظهره ان عاد لقتل الصيد متعمدا
وكذلك صنع باهل و ج أهل وأدبا لطائف قال ابن عباس كانوا في الجاهلية إذا أحدث الرجل حدثا أو قتل صيدا
ضرب ضربا شديدا وسلب ثيابه * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن في قوله فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم قال هي
والله موجبة * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد مثله * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد) * أخرج
ابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم فنهى المحرم عن قتله في
هذه الآية وأكله * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله لا تقتلوا الصيد وأنتم
حرم قال حرم صيده ههنا وأكله ههنا * وأخرج ابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن
عباس في قوله ومن قتله منكم متعمدا قال إن قتله متعمدا أو ناسيا أو خطا حكم عليه فان عاد متعمدا عجلت له
العقوبة الا ان يعفو الله عنه وفى قوله فجزاء مثل ما قتل من النعم قال إذا قتل المحرم شيئا من الصيد حكم عليه فيه فان
قتل ظبيا أو نحوه فعليه شاة تذبح بمكة فان لم يجد فاطعام ستة مساكين فان لم يجد فصيام ثلاثة أيام فان قتل أيلا
ونحو فعليه بقرة فان لم يجدها أطعم عشرين مسكينا فان لم يجد صام عشرين يوما وان قتل نعامة أو حمار وحش
أو نحوه فعليه بدنة من الإبل فان لم يجد أطعم ثلاثين مسكينا فان لم يجد صام ثلاثين يوما والطعام ومدمد يشبعهم
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحكم ان عمر كتب ان يحكم عليه في الخطا والعمد * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن عطاء قال يحكم عليه في العمد والخطأ والنسيان * واخرج عبد الرزاق
وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ومن قتله منكم متعمدا
قال متعمدا لقتله ناسيا لا حرامه فذلك الذي يحكم عليه فان قتله ذاكرا لاحرامه متعمدا لقتله لم يحكم عليه * واخرج
ابن جرير عن مجاهد في الذي يقتل الصيد متعمدا وهو يعلم أنه محرم ومتعمد قتله قال لا يحكم عليه ولا حج له
* وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال العمد هو الخطأ المكفر ان يصيب الصيد وهو يريد غيره فيصيبه * وأخرج
ابن جرير عن الحسن ومن قتله منكم متعمدا للصيد ناسيا لاحرامه من اعتدى بعد ذلك متعمدا للصيد يذكر
احرامه لم يحكم عليه * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس ومن قتله منكم متعمدا قال إذا كان ناسيا لا حرامه وقتل
الصيد متعمدا * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن سيرين قال من قتله متعمدا لقتله ناسيا لاحرامه فعليه الجزاء
ومن قتله متعمدا لقتله غير ناس لا حرامه فذاك إلى الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له * وأخرج الشافعي وعبد
ابن حميد وابن جرير عن مجاهد قال من قتله متعمدا غير ناس لا حرامه ولا يريد غيره فقد حل وليست له رخصة ومن
قتله ناسيا لا حرامه أو أراد غيره فأخطأ به فذلك العمد المكفر * وأخرج الشافعي وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن
جريج قال قلت لعطاء ومن قتله منكم متعمدا فمن قتله خطا يغرم وانما جعل العزم على من قتله متعمدا قال نعم
تعظم بذلك حرمات الله ومضت بذلك السنن ولئلا يدخل الناس في ذلك * وأخرج الشافعي وابن المنذر عن عمرو
ابن دينار قال رأيت الناس أجمعين يغرمون في الخطا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
عن سعيد بن جبير قال انما كانت الكفارة فيمن قتل الصيد متعمدا ولكن غلظ عليهم في الخطا كي يتقوا
* وأخرج ابن جرير عن الزهري قال نزل القرآن بالعمد وجرت السنة في الخطا يعنى في المحرم يصيب الصيد
327

* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن الزهري قال يحكم عليه في العمد وفى الخطا منه * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس قال إذا أصاب المحرم الصيد خطا فليس عليه شئ * وأخرج ابن المنذر
عن سعيد بن جبير في المحرم إذا أمات صيدا خطا فلا شئ عليه وان أصاب معتمدا فعليه الجزاء * وأخرج عبد
الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن طاوس قال لا يحكم على من أصاب
صيدا خطا انما يحم على من أصابه عمدا والله ما قال الله الا ومن قتله منكم متعمدا * وأخرج سعيد بن منصور
وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله فجزاء مثل ما قتل من النعم
قال إذا أصاب المحرم الصيد يحكم عليه جزاؤه من النعم فان وجد جزاءه ذبحه وتصدق بلحمه وان لم يجد جزاءه قوم
الجزاء دراهم ثم قومت الدراهم حنطة ثم صام مكان كل نصف صاع يوما قال أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك
صياما وانما أريد بالطعام الصيام انه إذا وجد الطعام وجد جزاءه * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في
الرجل يصيب الصيد وهو محرم قال يحكم عليه جزاؤه فان لم يجد قال يحكم عليه ثمنه فقوم طعاما فتصدق به فان لم
يجد حكم عليه الصيام * وأخرج ابن المنذر عن عطاء الخراساني في قوله فجزاء مثل قال شبهه * وأخرج
ابن المنذر عن الشعبي فجزاء مثل ما قتل من النعم قال نده * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عكرمة قال سألت
مروان بن الحكم ابن عباس وهو بوادي الأزرق قال أرأيت ما أصبنا من الصيد لم نجد له ندا فقال ابن عباس ثمنه
يهدى إلى مكة * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال عليه من النعم مثله * وأخرج ابن جرير عن
السدى في الآية قال إن قتل نعامة أو حمارا فعليه بدنة وان قتل بقرة أو أيلا أو أروى فعليه بقرة أو قتل غزالا
أو أرنبا فعليه شاة وان قتل ظبيا أو جريا أو يربوعا فعليه سخلة قد أكلت العشب وشربت اللبن * وأخرج
ابن جرير عن عطاء ان سئل أيغرم في صغير الصيد كما يغرم في كبيره قال أليس يقول الله فجزاء مثل ما قتل
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله فجزاء مثل ما قتل قال ما كان له مثل يشبهه فهو جزاؤه قضاؤه * وأخرج
ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله فجزاء مثل ما قتل قال فما كان من صيد البر مما ليس له قرن الحمار
والنعامة فجزاؤه من البدن وما كان من صيد البر ذوات القرون فجزاؤه من البقر وما كان من الظباء ففيه
من الغنم والأرنب فيه ثنية من الغنم واليربوع فيه برق وهو الحمل وما كان من حمامة أو نحوها من الطير ففيها
شاة وما كان من جرادة أو نحوها ففيها قبضة من طعام * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال قلت لعطاء أرأيت
ان قتلت صيدا فإذا هو أعور أو أعرج أو منقوص أغرم مثله قال نعم ان شئت قال عطاء وان قتلت ولد بقرة
وحشية ففيه ولد بقرة أنسية مثله فكل ذلك على ذلك * وأخرج ابن جرير عن الضحاك بن مزاحم في قوله فجزاء
مثل ما قتل من النعم قال ما كان من صيد البر مما ليس له قرن الحمار أو النعامة فعليه مثله من الإبل وما كان ذا قرن
من صيد البر من وعل أو أيل فجزاؤه من البقر وما كان من ظبي فمن الغنم مثله وما كان من أرنب ففيها ثنية وما
كان من يربوع وشبهه ففيه حمل صغير وما كان من جرادة أو نحوها ففيها قبضة من طعام وما كان من طيرا والبر ففيه
ان يقوم ويتصدق بثمنه وان شاء صام لكل نصف صاع يوما وان أصاب فرخ طير برية أو بيضها فالقيمة فيها
طعام أو صوم على الذي يكون في الطير * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الضبع صيد فإذا أصابه المحرم ففيه جزاء كبش مسن وتؤكل * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء ان
عمر وعثمان وزيد بن ثابت وابن عباس ومعاوية قالوا في النعامة بدنة * وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر أن عمر
قضى في الأرنب جفرة * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء وطاوس ومجاهد أنهم قالوا في الحمار بقرة * وأخرج ابن أبي
شيبة عن عروة قال إذا أصاب المحرم بقرة الوحش ففيها جزور * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء ان رجلا
أغلق بابه على حمامة وفرخيها ثم انطلق إلى عرفات ومنى فرجع وقد ماتت فأتى ابن عمر فذكر ذلك له فجعل
عليه ثلاثة من الغنم وحكم معه رجل * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال في طيرا الحرم شاة شاة * وأخرج
ابن أبي شيبة عن عطاء قال أول من فدى طير الحرم بشاة عثمان * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال في
الجرادة قبضة من طعام * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر قال تمرة خير من جرادة * وأخرج ابن أبي شيبة عن القاسم
328

قال سئل ابن عباس عن المحرم يصيد الجرادة فقال تمرة خير من جرادة * وأخرج ابن جرير عن إبراهيم النخعي قال
ما أصاب المحرم من شئ حكم فيه قيمته * وأخرج أبو الشيخ من طريق أبى الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال في بيضه النعام صيام يوم أو اطعام مسكين * وأخرج الشافعي عن أبي موسى الأشعري
وابن مسعود موقوفا مثله * وأخرج ابن أبي شيبة عن معاوية بن قرة وأحمد عن رجل من الأنصار ان رجلا أوطأ
بعيره أدحى نعامة فكسر بيضها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك بكل بيضة صوم يوم أو اطعام مسكين
* وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن ذكوان ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل محرم أصاب بيض نعام
قال عليه في كل بيضة صيام يوم أو اطعام مسكين * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الزناد عن عائشة عن النبي صلى
الله عليه وسلم نحوه * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه من طريق أبى المهزم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في
بيض النعام ثمنه * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر قال في بيض النعام قيمته * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن
مسعود قال في بيض النعام قيمته * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال في كل بيضتين درهم وفى كل بيضة
نصف درهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن قبيصة بن جابر قال حججنا
زمن عمر فرأيت ظبيا فقال أحدنا لصاحبه أتراني أبلغه فرمى بحجر فما أخطأ خششاه فقتله فأتينا عمر بن الخطاب
فسألناه عن ذلك وإذا إلى جنبه رجل يعنى عبد الرحمن بن عوف فالتفت إليه فكلمه ثم أقبل على صاحبنا فقال
أعمدا قتلته أم خطأ قال الرجل لقد تعمدت رميه وما أردت قتله قال عمر ما أراك الا قد أشركت بين العمد والخطأ
عمد إلى شاة فاذبحها وتصدق بلحمها وأسق إهابها يعنى ادفعه إلى مسكين يجعله سقاء فقمنا من عنده فقلت
لصاحبي أيها الرجل أعظم شعائر الله والله ما درى أمير المؤمنين ما يفتيك حتى شاور صاحبه اعمد إلى ناقتك
فانحرها فلعل ذلك قال قبيصة وما أذكر الآية في سورة المائدة يحكم به ذوا عدل منكم قال فبلغ عمر مقالتي فلم
يفجأنا الا ومعه الدرة فعلى صاحبي ضربا بها وهو يقول أقتلت الصيد في الحرم وسفهت الفتيا ثم أقبل على يضربني
فقلت يا أمير المؤمنين لا أحل لك منى شيئا مما حرم الله عليك قال يا قبيصة انى أراك شابا حديث السن فصيح اللسان
فسيح الصدر وانه قد يكون في الرجل تسعة أخلاق صالحة وخلق سيئ فيغلب خلقه السيئ أخلاقه الصالحة فإياك
وعثرات الشباب * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران أعرابيا أتى أبا بكر فقال قتلت
صيدا وأنا محرم فما ترى على من الجزاء فقال أبو بكر لأبي بن كعب وهو جالس عنده ما ترى فيها فقال الاعرابي
أتيتك وأنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسئلك فإذا أنت تسأل غيرك قال أبو بكر فما تنكر يقول الله يحكم
به ذوا عدل منكم فشاورت صاحبي حتى إذا اتفقنا على أمر أمرناك به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن بكر
ابن عبد الله المزني قال كان رجلا من الاعراب محرمان فأجاش أحدهما ظبيا فقتله الآخرة فأتيا عمر وعنده عبد
الرحمن بن عوف فقال له عمر وما ترى قال شاة قال وأنا أرى ذلك اذهبا فاهديا شاة فلما مضيا قال أحدهما لصاحبه
ما درى أمير المؤمنين ما يقول حتى سأل صاحبه فسمعها عمر فردهما وأقبل على القائل ضربا بالدرة وقال تقتل
الصيد وأنت محرم وتغمص الفتيان ان الله يقول يحكم به ذوا عدل منكم ثم قال إن الله لم يرض بعمرو حده فاستعنت
بصاحبي هذا * وأخرج الشافعي وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن طارق بن شهاب قال
أوطأ أربد ظبيا فقتله وهو محرم فأتى عمر ليحكم عليه فقال له عمر احكم معي فحكما فيه جديا قد جمع الماء والشجر ثم
قال عمر يحكم به ذوا عدل منكم * وأخرج ابن جرير عن أبي مجلز أن رجلا سأل ابن عمر عن رجل أصاب صيدا
وهو محرم وعنده عبد الله بن صفوان فقال ابن عمر له اما أن تقول فأصدقك أو أقول فتصدقني فقال ابن صفوان بل
أنت فقل فقال ابن عمرو وافقه على ذلك عبد الله بن صفوان * وأخرج ابن سعد وابن جرير وأبو الشيخ عن أبي
حريز البجلي قال أصبت ظبيا وأنا محرم فذكرت ذلك لعمر فقال ائت رجلين من إخوانك فليحكما عليك فاتيت
عبد الرحمن بن عوف وسعدا فحكما على تيسا أعفر * وأخرج ابن جرير عن عمرو بن حبشي قال سمعت رجلا سأل
عبد الله بن عمر عن رجل أصاب ولد أرنب فقال فيه ولد ماعز فيما أرى أنا ثم قال لي أكذاك فقلت أنت أعلم منى
فقال قال الله يحكم به ذوا عدل منكم * وأخرج أبو الشيخ عن ابن أبي مليكة قال سئل القاسم بن محمد عن محرم قتل
329

سخلة في الحرم فقال لي احكم فقلت أحكم وأنت ههنا فقال إن الله يقول يحكم به ذوا عدل منكم * وأخرج أبو
الشيخ عن عكرمة بن خالد قال لا يصلح الا بحكمين لا يختلفان * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي جعفر محمد
ابن علي أن رجلا سأل عليا عن الهدى مما هو قال لثمانية الأزواج فكأن الرجل شك فقال على تقرأ
القرآن فكان الرجل قال نعم قال فسمعت الله يقول يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام
قال نعم قال وسمعته يقول ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ومن الانعام حمولة وفرشا فكلوا من
بهيمة الأنعام قال نعم قال فسمعته من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قال نعم
قال فسمعته يقول يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم إلى قوله هديا بالغ الكعبة قال الرجل نعم فقال إن
قتلت ظبيا فما على قال شاة قال على هديا بالغ الكعبة قال الرجل نعم فقال على قد سماه الله بالغ الكعبة كما تسمع
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عمر قال انما الهدى ذوات الجوف * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل
ابن حيان هديا بالغ الكعبة قال محلة مكة * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عطاء قال الهدى والنسك
والطعام بمكة والصوم حيث شئت * وأخرج أبو الشيخ عن الحكم قال قيمة الصيد حيث أصابه * وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس في قوله أو كفارة طعام مساكين قال الكفارة قال الكفارة في قتل ما دون
الأرنب اطعام * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال من قل الصيد ناسيا
أو أراد غيره فأخطأ به فذلك العمد المكفر فعليه مثله هدايا بالغ الكعبة فان لم يجد فابتاع بثمنه طعاما فان لم يجد
صام عن كل مد يوما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال قال لي الحسن بن مسلم من أصاب من الصيد
ما يبلغ ان يكون فيه شاة فصاعدا فذلك الذي قال الله فجزاء مثل ما قتل من النعم واما كفارة طعام مساكين
فذلك الذي لا يبلغ ان يكون فيه هدى العصفور يقتل فلا يكون فيه هدى قال أو عدل ذلك صياما عدل النعامة
أو عدل العصفور أو عدل ذلك كله قال ابن جريج فذكرت ذلك العطاء فقال كل شئ في القرآن أو أو لصاحبه
ان يختار ما شاء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن إبراهيم النخعي
أنه كان يقول إذا أصاب المحرم شيئا من الصيد عليه جزاؤه من النعم فان لم يجد قوم الجزاء دراهم ثم قومت الدراهم
طعاما بسعر ذلك اليوم فتصدق به فان لم يكن عنده طعام صام مكان كل نصف صاع يوما * وأخرج أبو الشيخ عن
عطاء ومجاهد في قوله أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما قالا هو ما يصيب المحرم من الصيد لا يبلغ أن
يكون فيه الهدى ففيه طعام قيمته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء في الآية قال إن أصاب انسان
محرم نعامة فان له ان كان ذا يسار ان يهدى ما شاء جزورا وعدلها طعاما أو عدلها صياما له أيتهن شاء من اجل
قوله عز وجل فجزاؤه كذا قال فكل شئ في القرآن أو فليختر منه صاحبه ما شاء قلت له أرأيت إذا قدر على
الطعام الا يقدر على عدل الصيد الذي أصاب قال ترخيص الله عسى ان يكون عنده طعام وليس عنده ثمن الجزور
وهي الرخصة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني ان عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي
طالب وابن عباس وزيد بن ثابت ومعاوية قضوا فيما كان من هدى مما يقتل المحرم من صيد فيه جزاء نظر إلى
قيمة ذلك فأطعم به المساكين * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال ما كان في القرآن أو أو
فهو فيه بالخيار وما كان فمن لم يجد فالأول ثم الذي يليه * وأخرج ابن جرير عن مجاهد والحسن وإبراهيم
والضحاك مثله * وأخرج ابن جرير عن الشعبي في محرم أصاب صيدا بخراسان قال يكفر بمكة أو بمنى ويقوم
الطعام بسعر الأرض التي يكفر بها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن إبراهيم قال ما كان من دم فبمكة وما
كان من صدقة أو صوم حيث شاء * وأخرج ابن أبي شيبة عن طاوس وعطاء مثله * وأخرج ابن جرير عن ابن
جريج قال قلت لعطاء أين يتصدق بالطعام قال بمكة من أجل انه بمنزله الهدى * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن
عطاء قال كفارة الحج بمكة * وأخرج ابن جرير عن عطاء قال إذا قدمت مكة بجزاء صيد فانحره فان الله يقول هديا
بالغ الكعبة الا ان تقدم في العشر فيؤخر إلى يوم النحر * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال قلت لعطاء هل
لصيامه وقت قال لا إذا شاء وحيث شاء وتعجيله أحب إلى * وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال قلت لعطاء ما عدل
330

الطعام من الصيام قال لكل مد يوم يأخذ زعم بصيام رمضان وبالظهار وزعم أن ذلك رأى يراه ولم يسمعه من أحد
* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله أو عدل ذلك صياما قال يصوم ثلاثة أيام إلى عشرة أيام
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس قال انما جعل الطعام ليعلم به الصيام * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن السدى ليذوق وبال أمره قال عقوبة أمره * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة ليذوق وبال أمره قال
عاقبة عمله * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق نعيم بن قعنب عن أبي ذر عفا الله عما سلف قال عما كان في
الجاهلية ومن عاد فينتقم الله منه قال في الاسلام * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وأبو الشيخ عن عطاء عفا الله عما سلف قال عما كان في الجاهلية ومن عاد قال من عاد في الاسلام فينتقم الله منه
وعليه مع ذلك الكفارة قال ابن جريج قلت لعطاء فعليه من الآثام عقوبة قال لا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق عكرمة عن ابن عباس في الذي
يصيب الصيد وهو محرم يحكم عليه من واحدة فان عاد لم يحكم عليه وكان ذلك إلى الله ان شاء عاقبه وان شاء عفا عنه
ثم تلى ومن عاد فينتقم الله منه ولفظ أبى الشيخ ومن عاد قيل له اذهب ينتقم الله منك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
من طريق على عن ابن عباس قال من قتل شيئا من الصيد خطا وهو محرم حكم عليه كلما قتله ومن قتله متعمدا
حكم عليه فيه مرة واحدة فان عاد يقال له ينتقم الله منك كما قال الله عز وجل * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر عن الشعبي ان رجلا أصاب صيدا وهو محرم فسال شريحا فقال هل أصبت قبل هذا
شيئا قال لا قال أما انك لو فعلت لم أحكم عليك ولو كلتك إلى الله يكون هو ينتقم منك * وأخرج ابن جرير وأبو
الشيخ عن سعيد بن جبير قال رخص في قتل الصيد مرة فان عاد لم يدعه الله حتى ينتقم منه * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن إبراهيم في الذي يقتل الصيد ثم يعود قال كانوا يقولون من عاد لا يحكم عليه أمره إلى الله * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير قال يحكم عليه في العمد مرة واحدة فان عاد لم يحكم عليه وقيل له اذهب
ينتقم الله منك ويحكم عليه في الخطأ بدا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن عطاء بن أبي
رباح قال يحكم عليه كلما عاد * وأخرج ابن جرير عن إبراهيم قال كلما أصاب الصيد المحرم حكم عليه * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق زيد أبى المعلى عن الحسن ان رجلا أصاب صيدا وهو محرم فتجوز عنه ثم عاد
فأصاب صيدا آخر فنزلت نار من السماء فأحرقته فهو قوله ومن عاد فينتقم الله منه * وأخرج أبو الشيخ عن قتادة
قال ذكر لنا ان رجلا عاد فبعث الله عليه نارا فأكلته * وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليقتل المحرم الفارة والعقرب والحدأ والغراب والكلب العقور زاد في رواية ويقتل الحية * وأخرج
ابن أبي شيبة عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمس فواسق فاقتلوهن في الحرم الحداء
والغراب والكلب والفارة والعقرب * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر
محرما ان يقتل حية في الحرم بمنى * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقتل
المحرم الذئب * قوله تعالى (أحل لكم صيد البحر) الآية * أخرج ابن جرير عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم قال ما لفظه ميتا فهو طعامه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن أبي هريرة موقوفا مثله * وأخرج أبو الشيخ من طريق قتادة عن أنس عن أبي بكر الصديق في الآية قال صيده
ما حويت عليه وطعامه ما لفظ إليك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة أن أبا
بكر الصديق قال في قوله أحل لكم صيد البحر وطعامه قال صيد البحر ما تصطاده أيدينا وطعامه ما لاثه البحر وفى
لفظ طعامه كل ما فيه وفى لفظ طعامه ميتته * وأخرج أبو الشيخ من طريق أبى الطفيل عن أبي بكر الصديق قال في
البحر هو الطهور ماؤه الحل ميتته * واخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال صيدا البحر حلال وماؤه طهور * واخرج
أبو الشيخ من طريق أبي الزبير عن عبد الرحمن مولى بنى مخزوم قال ما في البحر شئ الا قد ذكاه الله لكم * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس قال خطب أبو بكر الناس فقال أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم
قال وطعامه ما قذف به * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في
331

سننه عن أبي هريرة قال فدمت البحرين فسألني أهل البحرين عما يقذف البحر من السمك فقلت لهم كلوا فلما
رجعت سألت عمر بن الخطاب عن ذلك فقال بم أفتيتهم قال أفتيتهم ان يأكلوا قال لو أفتيتهم بغير ذلك لعلوتك
بالدرة ثم قال أحل لكم صيد البحر وطعامه فصيده ما صيد منه وطعامه ما قذف * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في سننه من طرق عن ابن عباس قال صيده ما صيد
وطعامه ما لفظ به البحر وفى رواية ما قذف به يعنى ميتا * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ من طرق أخرى عن ابن عباس في الآية قال صيده الظرى وطعامه المالح للمسافر والمقيم * وأخرج
ابن جرير عن زيد بن ثابت قال صيده ما اصطدت * وأخرج ابن جرير عن جابر بن عبد الله قال ما حسر عنه فكل
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عمر قال صيده ما اضطرب وطعامه ما قذف * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر من طريق على عن ابن عباس أحل لكم صيد البحر يعنى طعامه مالحه وما حسر عنه الماء وما قذفه فهذا حلال
لجميع الناس محرم وغيره * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن نافع ان عبد الرحمن بن أبي هريرة سأل
ابن عمر عن حيتان ألقاها البحر فقال ابن عمر أميتة هي قال نعم فنهاه فلما رجع عبد الله إلى أهله أخذ المصحف فقرأ
سورة المائدة فأتى على هذه الآية وطعامه متاعا لكم فقال طعامه هو الذي ألقاه فالحقه فمره يأكله * وأخرج ابن جرير
وأبو الشيخ عن أبي أيوب قال ما لفظ البحر فهو طعامه وان كان ميتا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن سعيد بن المسيب قال صيده ما اصطدت طريا وطعامه ما تزودت مملوحا في سفرك * وأخرج عبد بن
حميد وبن جرير عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان قال ما نعلمه حرم من صيد البحر شيئا غير
الكلاب * وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون الكردي ان ابن عباس كان راكبا فمر عليه جراد فضربه فقيل له قتلت
صيدا وأنت محرم فقال انما هو من صيد البحر * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن عطاء بن يسار قال قال كعب
الأحبار لعمر والذي نفسي بيده ان هو الا نثرة حوت ينثره في كل عام مرتين يعنى الجراد * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي مجلز في الآية قال ما كان من صيد البحر يعيش في البر والبحر فلا يصيده
وما كان حياته في الماء فذلك له * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة
متاعا لكم لمن كان يحضره البحر وللسيارة قال السفر * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وبن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد وطعامه قال حيتانه متاعا لكم لأهل القرى وللسيارة أهل الاسفار وأجناس
الناس كلهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم أبو الشيخ عن الحسن وللسيارة قال هم المحرمون * وأخرج
الفريابي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس وللسيارة قال المسافر يتزود منه ويأكل * وأخرج أبو عبيد
وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق طاوس عن ابن عباس في قوله وحرم عليكم
صيد البر ما دمتم حرما قال هي مبهمة لا يحل لك أكل لحم الصيد وأنت محرم ولفظ ابن أبي حاتم قال هي مبهمة
صيده وأكله حرام على المحرم * وأخرج أبو الشيخ عن عبد الكريم بن أبي المخارق قال قلت لمجاهد فإنه صيد اصطيد
بهمذان قبل ان يحرم الرجل بأربعة أشهر فقال لا كان ابن عباس يقول هي مبهمة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحارث بن نوفل قال حج عثمان بن عفان فأتى بلحم صيد صاده حلال فاكل منه
عثمان ولم يأكل على فقال عثمان والله ما صدنا ولا أمرنا ولا أشرنا فقال على وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن الحسن ان عمر بن الخطاب لم يكن يرى بأسا بلحم الصيد للمحرم إذا صيد
لغيره وكرهه علي بن أبي طالب * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب ان عليا كره لحم الصيد للمحرم على كل
حال * وأخرج عن ابن عباس مثله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن ابن عمرانه كان لا يأكل الصيد وهو محرم
وان صاده الحلال * وأخرج ابن أبي شيبة عن إسماعيل قال سألت الشعبي عنه فقال قد اختلف فيه فلا تأكل منه
أحب إلى * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي هريرة انه سئل عن لحم صيد صاده حلال أيأكله المحرم قال نعم ثم
لقى عمر بن الخطاب فأخبره فقال لو أفتيت بغير هذا لعلوتك بالدرة انما نهيت ان تصطاده * وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما فجعل الصيد حراما على المحرم صيده وأكله ما دام حراما وان كان الصيد
332

صيد قبل ان يحرم الرجل فهو حلال وان صاده حرام للحلال فلا يحل أكله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن
عبد الرحمن بن عثمان قال كنا مع طلحة بن عبيد الله ونحن حرم فأهدى لنا طائر فمنا من أكل ومنا من تورع فلم يأكل
فلما استيقظ طلحة وافق من أكل وقال أكلناه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر من
طريق عكرمة عن ابن عباس قال اقرأها كما تقرؤها فان الله ختم الآية بحرام قال أبو عبيد يعنى وحرم عليكم
صيد البر ما دمتم حرما يقول فهذا يأتي معناه على قتله وعلى أكل لحمه * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن أبي
قتادة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حاجا فخرجوا معه فصرف طائفة منهم فيهم أبو قتادة فقال خذوا ساحل
البحر حتى نلتقي فأخذوا ساحل البحر فلما انصرفوا أحرموا كلهم الا أبو قتادة لم يحرم فبينما هم يسيرون إذ رأوا
حمر وحش فحمل أبو قتادة على الحمر فعقر منها أتانا فنزلوا فأكلوا من لحمها فقالوا نأكل لحم صيد ونحن محرمون
فحملنا ما بقى من لحمها فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله انا كنا أحرمنا وقد كان أبو قتادة لم
يحرم فرأينا حمر وحش فحمل عليها أبو قتادة فعقر منها أتانا فنزلنا فأكلنا من لحمها ثم قلنا انا كل لحم صيد ونحن
محرمون فحملنا ما بقى من لحمها قال أمنكم أحد أمره ان يحمل عليها أو أشار إليها قالوا لا قال فكلوا ما بقى من لحمها
* وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم صيد البر لكم حلال وأنتم حرم
ما لم تصيدوه أو يصد لكم * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس انه قال يا زيد بن أرقم أعلمت أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أهدى له بيضات نعام وهو حرام فردهن قال نعم * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة
بسند ضعيف عن أبي هريرة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حج أو عمرة فاستقبلنا رجل جراد فجعلنا
نضربهن بعصينا وسياطنا فنقتلهن فاسقط في أيدينا فقلنا ما نصنع ونحن مجرمون فسألنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال لا باس بصيد البحر * وأخرج ابن جرير عن عطاء قال كل شئ عاش في البر والبحر فأصابه المحرم فعليه
الكفارة * قوله تعالى (جعل الله الكعبة البيت الحرام) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال انما سميت الكعبة لأنها مربعة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال انما سميت الكعبة لتربيعها * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس قال قياما لدينهم ومعالم لحجهم * وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال قيامها أن يأمن من توجه إليها * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قياما
للناس قال قواما للناس * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن
جبير قياما للناس قال صلاحا لدينهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قياما للناس قال شدة لدينهم * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قياما
للناس قال عصمة في أمر دينهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال كان الناس كلهم فيهم ملوك
يدفع بعضهم عن بعض ولم يكن في العرب ملوك يدفع بعضهم عن بعض فجعل الله لهم البيت الحرام قياما يدفع
بعضهم عن بعض به والشهر الحرام كذلك يدفع الله بعضهم عن بعض بالأشهر الحرم والقلائد ويلقى الرجل قاتل
أبيه أو ابن عمه فلا يعرض له وهذا كله قد نسخ * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب قال جعل الله البيت الحرام
والشهر الحرام قياما للناس يأمنون به في الجاهلية الأولى لا يخاف بعضهم بعضا حين يلقونهم عند البيت أو في الحرم
أوفى الشهر الحرام * وخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة جعل الله الكعبة
البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدى والقلائد قال حواجز أبقاها الله في الجاهلية بين الناس فكان
الرجل لو جر كل جريرة ثم لجأ إلى الحرم لم يتناول ولم يقرب وكان الرجل لو لقى قاتل أبيه في الشهر الحرام لم يعرض
له ولم يقربه وكان الرجل لو لقي الهدى مقلدا وهو يأكل العصب من الجوع لم يعرض له ولم يقربه وكان الرجل
إذا أراد البيت تقلد قلادة من شعر فأحمته ومنعته من الناس وكان إذا نفر تقلد قلادة من الإذخر أو من السمر فمنعته
من الناس حتى يأتي أهله حواجز أبقاها الله بين الناس في الجاهلية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن الحسن أنه تلا هذه الآية جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس قال لا يزال الناس على دين ما حجوا
333

البيت واستقبلوا القبلة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال جعل الله هذه الأربعة
قياما للناس هي قوام أمرهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده في قوله قياما للناس قال
تعظيمهم إياها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل بن حيان قياما للناس يقول قواما علما لقبلتهم
وأمنا هم فيه آمنون * وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم قياما للناس قال أمنا * وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن
مسلم بن هرمز قال حدثني من أصدق قال تنصب الكعبة يوم القيامة للناس تخبرهم بأعمالهم فيها * وأخرج
أبو الشيخ عن أبي مجلز أن أهل الجاهلية كان الرجل منهم إذا أحرم تقلد قلادة من شعر فلا يعرض له أحد فإذا حج
وقضى حجه تقلد قلادة من إذ خر فقال الله جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام الآية
* وأخرج أبو الشيخ عن عطاء الخراساني في الآية قال كانوا إذا دخل الشهر الحرام وضعوا السلاح ومشى بعضهم
إلى بعض * وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم في الآية قال كانت العرب في جاهليتها جعل الله هذا لهم شيئا
بينهم يعيشون به فمن انتهك شيئا من هذا أو هذا لم يناظره الله حتى بعد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في
الأرض والله تعالى أعلم * قوله تعالى (اعملوا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم) * أخرج أبو الشيخ
عن الحسن ان أبا بكر الصديق حين حضرته الوفاة قال ألم تر ان الله ذكر آية الرخاء عند آية الشدة وآية الشدة عند
آية الرخاء ليكون المؤمن راغبا راهبا لا يتمنى على الله غير الحق ولا يلقى بيده إلى التهلكة * قوله تعالى (قل
لا يستوي) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في الآية قال الخبيث هم المشركون
والطيب هم المؤمنون * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال الدرهم حلال أتصدق به أحب إلى من مائة ألف
ومائة ألف حرام فان شئتم فاقرؤا كتاب الله قل لا يستوي الخبيث والطيب * وأخرج ابن أبي حاتم حدثنا يونس بن
عبد الأعلى حدثنا ابن وهب حدثني يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني قال كتب إلى عمر بن عبد العزيز بعض
عماله يذكر أن الخراج قد انكسر فكتب إليه عمر ان الله يقول لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة
الخبيث فان استطعت ان تكون في العدل والاصلاح والاحسان بمنزلة من كان قبلك في الظلم والفجور والعدوان
فافعل ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله يا أولي الألباب يقول من كان له لب أو عقل
* قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء) الآية * اخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن
جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال رجل
من أبى قال فلان فنزلت هذه الآية لا تسئلوا عن أشياء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه من طريق قتادة عن أنس في قول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم
تسؤكم أن الناس سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة فخرج ذات يوم حتى صعد المنبر فقال
لا تسألوني اليوم عن شئ الا أنبأتكم به فلما سمع ذلك القوم ارموا وظنوا ان ذلك بين يدي أمر قد حضر فجعلت
التفت عن يميني وشمالي فإذا كل رجلا لاف ثوبه برأسه يبكى فاتاه رجل فقال يا رسول الله من أبى قال أبوك حذافة
وكان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه فقال عمر بن الخطاب رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا ونعوذ بالله من سوء الفتن قال
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط ان الجنة والنار مثلتا لي حتى رأيتهما دون الحائط
قال قتادة وان الله يربه مالا ترون ويسمعه مالا تسمعون قال وأنزل عليه يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء
الآية قال قتادة وفى قراءة أبي بن كعب قد سألها قوم بينت لهم فأصبحوا بها كافرين * وأخرج البخاري وابن
جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال كان ناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم
استهزاء فيقول الرجل من أبى ويقول الرجل تضل ناقته أين ناقتي فأنزل الله فيهم هذه الآية يا أيها الذين آمنوا
لا تسألوا عن أشياء حتى فرغ من الآية كلها * وأخرج ابن جرير عن ابن عون قال سالت عكرمة مولى ابن عباس
عن قوله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم قال ذاك يوم قام فيهم النبي صلى الله عليه وسلم
فقال لا تسألوني عن شئ الا أخبرتكم به فقام رجل فكره المسلمون مقامه يومئذ فقال يا رسول الله من أبى قال أبوك
حذافة فنزلت هذه الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن طاوس قال نزلت لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم
334

تسؤكم في رجل قال يا رسول الله من أبى قال أبوك فلان * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله تعالى
يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء الآية قال غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الأيام فقام خطيبا
فقال سلوني فإنكم لا تسألوني عن شئ الا أنبأتكم به فقام إليه رجل من قريش من بنى سهم يقال له عبد الله بن
حذافة وكان يطعن فيه فقال يا رسول الله من أبى قال أبوك فلان فدعاه لأبيه فقام إليه عمر فقبل رجله وقال
يا رسول الله رضينا بالله ربا وبك نبينا وبالقرآن إماما فاعف عنا عفا الله عنك فلم يزل به حتى رضى فيومئذ قال الولد
للفراش وللعاهر الحجر وأنزل عليه قد سألها قوم من قبلكم * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن مردويه عن أبي
هريرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غضبان محمار وجهه حتى جلس على المنبر فقال إليه رجل
فقال أين آبائي قال في النار فقام آخر فقال من أبى فقال أبوك حذافة فقام عمر بن الخطاب فقال رضينا بالله ربا
وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما انا يا رسول الله حديث عهد بجاهلية وشرك والله أعلم من آباؤنا
فسكن غضبه ونزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء * وأخرج ابن حبك عن أبي هريرة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال يا أيها الناس ان الله تعالى قد افترض عليكم الحج فقام رجل فقال
لكل عام يا رسول الله فسكت عنه حتى أعاد ها ثلاث مرات قال لو قلت نعم لو جبت ولو وجبت ما قمتم بها ذروني
ما تركتكم فإنما هلك الذين قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوا وإذا
أمرتكم بشئ فائتوا منه ما استطعتم وذكران هذه الآية في المائدة نزلت في ذلك يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن
أشياء ان تبد لكم تسؤكم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة قال خطبنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس كتب الله عليكم الحج فقام عكاشة بن محصن الأسدي فقال أفى كل عام
يا رسول الله قال أماني لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ثم تركتم لضللتم اسكتوا عني ما سكت عنكم فإنما هلك من
كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم
إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن أبي امامة الباهلي قال قام رسول الله صلى الله
عليه وسلم في الناس فقال إن الله تعالى كتب عليكم الحج فقال رجل من الاعراب أفى كل عام فسكت طويلا
ثم تكلم فقال من السائل فقال أنا ذا فقال ويحك ماذا يؤمنك ان أقول نعم والله لو قلت نعم لو جبت ولو وجبت
لتركتم ولو تركتم لكفرتم الا انه انما أهلك الذين من قبلكم أئمة الحرج والله لو انى أحلت لكم جميع ما في الأرض
من شئ وحرمت عليكم منها موضع خف بعير لوقعتم فيه وأنزل الله عند ذلك يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء
إلى آخر الآية * واخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كتب الله
عليكم الحج فقال رجل يا رسول الله كل عام فاعرض عنه ثم قال والذي نفسي بيده لو قلت نعم لو جبت ولو وجبت
ما أطقتموها وتركتموها لكفر تم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء الآية * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أين أبى قال في النار ثم جاء آخر فقال يا رسول الله
الحج كل عام فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحول وركه فدخل البيت ثم خرج فقال لم تسألوني عمالا أسألكم
عنه ثم قال والذي نفسي بيده لو قلت نعم لو جبت عليكم كل عام ثم لكفرتم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا
عن أشياء الآية * وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم والدار قطني والحاكم وابن
مروي عن علي قال لما نزلت ولله على الناس حج البيت قالوا يا رسول الله أفى كل عام فسكت ثم قالوا أفى كل عام قال
لا ولو قلت نعم ولو جبت فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم * وأخرج ابن جرير
وابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت آية الحج أذن النبي صلى الله عليه وسلم في الناس فقال يا أيها الناس
ان الله قد كتب عليكم الحج فحجوا فقالوا يا رسول الله أعاما واحدا أم كل عام فقال لا بل عاما واحدا ولو قلت كل عام
لوجبت ولو وجبت لكفرتم وأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن في الناس فقال يا قوم كتب عليكم
الحج فقام رجل من بنى أسد فقال يا رسول الله أفي كل عام فغضب غضبا شديدا فقال والذي نفسي بيده لو قلت نعم
335

لوجبت ولو وجبت ما استطعتم وإذن لكفرتم فاتركوني ما تركتكم وإذا أمرتكم بشئ فافعلوا وإذا نهيتكم عن
شئ فانتهوا عنه فأنزل الله لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم نهاهم ان يسألوا عن مثل الذي سالت النصارى
من المائدة فأصبحوا بها كافرين فنهى الله عن ذلك وقال لا تسألوا عن أشياء أي ان نزل القرآن فيها بتغليظ ساءكم
ذلك ولكن انتظروا فإذ نزل القرآن فإنكم لا تسألون عن شئ الا وجدتم تبيانه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء قال ذكر رسول الله صلى
الله عليه وسلم الحج فقيل أواجب هو يا رسول الله كل عام قال لا ولو قلتها لوجبت عليكم كل عام ولو وجبت ما أطقتم
ولو لم تطيقوا لكفرتم ثم قال سلوني فلا يسألني رجل في مجلسي هذا عن شئ الا أخبرته وان سألني عن أبيه فقام إليه
رجل فقال من أبى قال أبوك حذافة بن قيس فقام عمر فقال يا رسول الله رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى
الله عليه وسلم نبيا ونعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله * وأخرج ابن المنذر عن سعد بن أبي وقاص قال إن كانوا
ليسألون عن الشئ وهو لهم حلال فما يزالون يسألون حتى يحرم عليهم وإذا حرم عليهم وقعوا فيه * وأخرج الشافعي
وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود وابن المنذر عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم
المسلمين في المسلمين جرما من سال عن شئ لم يحرم فحرم من أجل مسئلته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم
وصححه عن أبي ثعلبة الخشني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله حد حدودا فلا تعتدوها وفرض لكم
فرائض فلا تضيعوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وترك أشياء في غير نسيان ولكن رحمة منه لكم فاقبلوها ولا تبحثوا
عنها * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق خصيف عن مجاهد
عن ابن عباس في قوله لا تسألوا عن أشياء قال يعنى البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ألا ترى انه يقول بعد ذلك
ما جعل الله من كذا ولا كذا قال أما عكرمة فإنه قال إنهم كانوا يسألونه عن الآيات فنهوا عن ذلك ثم قال قد سألها
قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين قال فقلت قد حدثني مجاهد بخلاف هذا عن ابن عباس فمالك تقول هذا
فقال هاه * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق عبد الكريم عن عكرمة في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا
لا تسألوا عن أشياء قال هو الذي سال النبي صلى الله عليه وسلم من أبى وأما سعيد بن جبير فقال هم الذي سألوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البحيرة والسائبة وأما مقسم فقال هي فيما سالت الأمم أنبياء ها عن الآيات
* وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن نافع في قوله لا تسألوا عن أشياء قال ما زال كثرة السؤال مذ قط تكره
* وأخرج عبد بن حميد عن عصام انه قرأ ان تبد لكم برفع التاء ونصب الدال * وأخرج أبو الشيخ عن عبد الملك بن أبي
جمعة الأزدي قال سالت الحسن عن كسب الكناس فقال لي ويحك ما تسأل عن شئ لو ترك في منازلكم لضاقت
عليكم ثم تلا هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم * وأخرج أحمد وأبو الشيخ
والطبراني وابن مردويه عن أبي امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع وهو مردف الفضل
ابن عباس على جمل آدم فقال يا أيها الناس خذوا العلم قبل رفعه وقبضه قال وكنا نهاب مسألته بعد تنزيل الله
الآية لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم فقد منا إليه أعرابيا فرشوناه برداء على مسألته فاعتم بها حتى
رأيت حاشية البرد على حاجبه الأيمن وقلنا له سل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يرفع العلم وهذا القرآن
بين أظهرنا وقد تعلمناه وعلمناه نساءنا وذرارينا وخدا منا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه قد علا وجهه
حمرة من الغضب فقال أو ليست اليهود والنصارى بين ظهرها المصاحف وقد أصبحوا ما يتعلقون منها بحرف مما
جاءت به أنبياؤهم الا وان ذهاب العلم ان تذهب حملته * وأخرج أحمد وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الأسماء
والصفات عن أبي مالك الأشعري قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا
لا تسألوا عن أشياء قال فنحن نسأله إذ قال إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبييون والشهداء بقربهم
ومقعدهم من الله يوم القيامة فقال اعرابي من هم يا رسول الله قال هم عباد من عباد الله من بلدان شتى وقبائل
شتى من شعوب القبائل لم تكن بينهم أرحام يتواصلون بها ولا دنيا يتبادلون بها يتحابون بروح الله يجعل الله
وجوههم نورا ويجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الرحمن يفزع الناس ولا يفزعون ويخاف الناس ولا يخافون
336

* وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن مالك ابن بحينة قال صلى رسول الله عليه وسلم على أهل
المقبرة ثلاث مرات وذلك بعد نزول هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم فاسكت
القوم فقام أبو بكر فأتى عائشة فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على أهل المقبرة فسليه فقالت عائشة صليت
على أهل المقبرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك مقبرة بعسقلان يحشر منها سبعون ألف شهيد * وأخرج
محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة والخرائطي في مكارم الأخلاق عن معاذ بن جبل قال كنا مع النبي صلى الله
عليه وسلم فتقدمت به راحلته ثم إن راحلتي لحقت براحلته حتى تصحب ركبتي ركبته فقلت يا رسول الله انى أريد
أن أسلك عن أمر يمنعني مكان هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم قال ما هو
يا معاذ قلت ما العمل الذي يدخلني الجنة وينجيني من النار قال قد سالت عن عظيم وانه يسير شهادة أن لا إله إلا الله
وأنى رسول الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان ثم قال الا أخبرك برأس الامر وعموده وذروته
أما رأس الامر فالاسلام وعموده الصلاة وأما ذروته فالجهاد ثم قال الصيام جنة والصدقة تكفر الخطايا وقيام الليل
وقرأ تتجافى جنبوهم عن المضاجع لي آخر الآية ثم قال ألا أنبئكم ما هو أملك بالناس من ذلك ثم أخرج لسانه
فأمسكه بين أصبعيه فقلت يا رسول الله أكل ما نتكلم به يكتب علينا قال ثكلتك أمك وهل يكب الناس على
مناخرهم في النار الا حصائد ألسنتهم انك لن تزال سالما ما أمسكت فإذا تكلمت كتب عليك أو لك * قوله تعالى
(ما جعل الله من بحيرة) الآيتين * وأخرج البخاري ومسلم وعبد الرزاق وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعيد بن المسيب قال البحيرة التي يمنع درها للطواغيت ولا
يحلبها أحد من الناس والسائبة كانوا يسيبونها لآلهتهم لا يحمل عليها شئ قال وقال أبو هريرة قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ريت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار كان أول من سيب السوائب قال ابن
المسيب والوصيلة الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإبل ثم تثنى بعد بأنثى وكانوا يسيبونها لطواغيتهم ان وصلت
إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكر والحامي فحل الإبل يضرب الضراب المعدود فإذا قضى ضرابه ودعوه
للطواغيت وأعفوه من الحمل فلم يحمل عليه شئ وسموه الحامي * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والحكيم الترمذي
في نوادر الأصول وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي الأحوص عن
أبيه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلقان من الثياب فقال لي هل لك من مال قلت نعم قال من أي
المال قلت من كل المال من الإبل والغنم والخيل والرقيق قال فإذا آتاك الله مالا فلير عليك ثم قال تنتح إبلك رافية
آذانها قلت نعم وهل تنتج الإبل الا كذلك قال فلعلك تأخذ موسى فتقطع آذان طائفة منها وتقول هذه بحر
وتشق آذان طائفة منها وتقول هذه الصرم قلت نعم قال فلا تفعل ان كل ما آتاك الله لك حل ثم قال
ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام قال أبو الأحوص أما البحيرة فهي التي يجدعون
آذانها فلا تنتفع امرأته ولا بناته ولا أحد من أهل بيته بصوفها ولا أوبارها ولا أشعارها ولا ألبانها فإذا ماتت
اشتركوا فيها وأما السائبة فهي التي يسيبون لآلهتهم وأما الوصيلة فالشاة تلد ستة أبطن وتلد السابع
جديا وعناقا فيقولون قد وصلت فلا يذبحونها ولا تضرب ولا تمنع مهما وردت على حوض وإذا ماتت كانوا
فيها سواء والحام من الإبل إذا أدرك له عشرة من صلبه كلها تضرب حمى ظهره فسمى الحام فلا ينتفع له
بوبر ولا ينحر ولا يركب له ظهر فإذا مات كانوا فيه سواء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق
علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال البحرة هي الناقة إذا أنتجت خمسة أبطن نظروا إلى الخامس فان كان ذكرا
ذبحوه فأكله الرجال دون النساء وان كانت أنثى جدعوا آذانها فقالوا هذه بحيرة وأما السائبة فكانوا يسيبون
من أنعامه لآلهتهم لا يركبون لها ظهرا ولا يحلبون لها لبنا ولا يجزون لها وبرا ولا يحملون عليها شيئا وأما
الوصيلة فالشاة إذا نتجت سبعة أبطن نظروا السابع فان كان ذكرا أو أنثى وهو ميت اشترك فيه الرجال دون
النساء وان كانت أنثى استحيوها وان كان ذكر أو أنثى في بطن استحيوهما وقالوا وصلته أخته فحرمته علينا
وأما الحام فالفحل من الإبل إذا ولد لولده قالوا حمى هذا ظهره فلا يحملون عليه شيئا ولا يجزون له وبرا ولا يمنعونه من
337

حمى رعى ولا من حوض يشرب منه وا كان الحوض لغير صاحبه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه
من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله ما جعل الله من بحيرة قال البحيرة الناقة كان الرجل إذا ولدت خمسة فيعمد
إلى الخامسة فما لم تكن سقيا فيبتك آذانها ولا يجز لها وبرا ولا يذوق لها لبنها فتلك لبحيرة ولا سائبة كان الرجل
يسبب من ماله ما شاء ولا وصيلة فهي الشاة إذا ولدت سبعا عمدا لي السابع فان كان ذكرا ذبح وان كانت أنثى تركت
وان كان في بطنها اثنان ذكر وأنثى فولدتهما قالوا وصلت أخاها فيتركان جميعا لا يذبحان فتلك الوصيلة ولا حام كان
الرجل يكون له الفحل فإذا ألقح عشرا قيل حام فاتركوه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله ما جعل الله من بحيرة الآية قال البحيرة من الإبل كان أهل الجاهلية يحرمون وبرها وظهرها
ولحمها ولبنها الا على الرجال فما ولدت من ذكر وأثنى فهو على هيئتها فان ماتت اشترك الرجال والنساء في أكل لحمها
فإذا ضرب الحمل من ولد البحيرة فهو الحامي والسائبة من الغنم على نحو ذلك الا انها ما ولدت ومن ولد بينها وبين ستة
أولاد كان على هيئتها فإذا ولدت في السابع ذكرا أو أنثى أو ذكرين ذبحوه فأكله رجالهم دون نسائهم وان
توأمت أنثى وذكر فهي وصيلة ترك ذبح الذكر بالأنثى وان كانتا أنثيين تركتا * وأخرج ابن المنذر عن أبي
سعيد الخدري قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فاستأخر عن قبلته وأعرض بوجهه وتعوذ بالله ثم دنا
من قبلته حتى رأيناه يتناول بيده فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا يا نبي الله لقد صنعت اليوم في صلاتك
شياما كنت تصنعه قال نعم عرضت على في مقامي هذا الجنة والنار فرأيت في النار مالا يعلمه الا الله ورأيت فيها
الحميرية صاحبه الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها ولم ترسلها فتأكل من خشاش الأرض حتى ماتت في
رباطها ورأيت فيها عمرو بن لحى يجر قصبه في النار وهو الذي سيب السوائب وبحر البحيرة ونصب الأوثان
وغير دين إسماعيل ورأيت فيها عمران الغفاري معه محجنه الذي كان يسرق به الحاج قال وسمى لي الرابع فنسيته
ورأيت الجنة فلم أر مثل ما فيها فتناولت منها قطفا لأريكموه فحيل بيني وبينه فقال رجل من القوم مثل ما الحبة منه
قال كأعظم دلو فرته أمك قط قال محمد بن إسحاق فسالت عن الرابع فقال هو صاحب ثنيتي رسول الله صلى الله
عليه وسلم الذي نزعهما * وأخرج البخاري وابن مردويه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت
جهنم يحطم بعضها بعضا ورأيت عمرا يجر قصبه في النار وهو أول من سيب السوائب * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن جرير وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأكتم بن
الجون يا أكتم عرضت على النار فرأيت فيها عمر وبن لحى بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار فما رأيت رجلا
أشبه برجل منك به ولا به منك فقال أكتم أخشى ان يضرني شبهه يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا انك مؤمن وهو كافر انه أول من غير دين إبراهيم وبحر البحيرة وسيب السائبة وحمى الحامي * وأخرج أحمد
وعبد بن حميد وابن مردويه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم فال ان أول من سيب السوائب وعبد
الأصنام أبو خزاعة عمر وبن عامر وإني رأيته يجر أمعاءه في النار * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن جرير عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لا عرف أول من سيب السوائب
ونصب النصب وأول من غير دين إبراهيم قالوا من هو يا رسول الله قال عمرو بن لحى أخو بنى كعب لقد رأيته يجر
قصبه في النار يؤذى أهل النار ريح قصبه وإني لأعرف من بحر البحائر قالوا من هو يا رسول الله قال رجل من بنى
مدلج كانت له ناقتان فجدع آذانهما وحرم ألبانهما وظهورهما وقال هاتان لله ثم احتاج إليهما فشرب ألبانهما
وركب ظهور هما قال فلقد رأيته في النار وهما يقضمانه بأفواههما ويطئانه بأخفافهما * وأخرج أحمد والحاكم
وصححه عن أبي بن كعب قال بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الظهر والناس في الصفوف خلفه
فرأيناه تناول شيئا فجعل بتناوله فتأخر فتأخر الناس ثم تأخر الثانية فتأخر الناس فقلت يا رسول الله رأيناك صنعت
اليوم شياما كنت تصنعه في الصلاة فقال إنه عرضت على الجنة بما فيها من الزهرة والنضرة فتناولت قطفا عن عنبها
ولو أخذته لاكل منه من بين السماء والأرض لا ينقصونه فحيل بيني وبينه وعرضت على النار فلما وجدت سفعتها
338

تأخرت عنها وأكثرت من رأيت فيها لنساء ان ائتمن أفشين وان سألن ألحفن وإذا سئلن بخلن وإذا أعطين لم
يشكرن ورأيت فيها عمرو بن لحى يجر قصبه في النار وأشبه من رأيت به معبد بن أكتم الخزاعي فقال معبد
يا رسول الله أتخشى على من شبهه قال لا أنت مؤمن وهو كافر وهو أول من حمل العرب على عبادة الأصنام
* وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون
قال لا يعقلون تحريم الشيطان الذي يحرم عليهم * وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن أبي موسى في الآية قال الآباء
جعلوا هذا وماتوا ونشأ الأبناء وظنوا ان الله هو جعل هذا فقال الله ولكن الذين كفروا يفترون على الله
الكذب الآباء فالآباء افتروا على الله الكذب والأبناء أكثرهم لا يعقلون يظنون الله هو الذي جعله * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن أبي موسى في قوله ولكن الذين كفروا
يفترون على الله الكذب قال هم أهل الكتاب وأكثرهم لا يعقلون قال هم أهل الأوثان * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون قال
الذين لا يعقلون هم الاتباع وأما الذين افتروا فعقلوا انهم افتروا * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم)
الآية * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والعدني وابن منيع والحميدي في مسانيد هم وأبو داود
والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة وأبو يعلى الكجي في سننه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
حبان والدار قطني في الافراد وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان والضياء في المختارة عن قيس قال
قام أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أيها الناس انكم تقرؤن هذه الآية يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم
لا يضركم من ضل إذا اهتديتم وانكم تضعونها على غير موضعها وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
الناس إذا رأو المنكر ولم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب * وأخرج ابن جرير عن قيس بن أبي حازم قال
صعد أبو بكر منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس انكم لتتلون آية من كتاب الله
وتعدونها رخصة والله ما أنزل الله في كتابه أشد منها يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم
والله لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليعمنكم الله منه بعقاب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن
جرير البجلي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من قوم يكون بين أظهرهم رجل يعمل بالمعاصي هم أمنع
منه وأعز ثم لا يغيرون عليه الا أوشك ان يعمهم الله منه بعقاب * وأخرج الترمذي وصححه وابن ماجة وابن جرير
والبغوي في معجمه وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في
لشعب عن أبي أمية الشعباني قال أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له كيف تصنع في هذه الآية قال أية آية قال قوله
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال أما والله لقد سالت عنها خبيرا سالت عنها رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا
مؤثرة واعجاب كل ذي رأى برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العوام فان من ورائكم أيام الصبر الصابر
فيهن مثل القابض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم * وأخرج أحمد وبن أبى حاتم
والطبراني وابن مردويه عن أبي عامر الأشعري انه كان فيهم شئ فاحتبس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتاه
فقال ما حسبك قال يا رسول الله قرأت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أين ذهبتم انما هي لا يضركم من ضل من الكفارة إذا اهتديتم * وأخرج عبد الرزاق
وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ عن الحسن ان ابن مسعود سأله
رجل عن قوله عليكم أنفسكم فقال أيها الناس انه ليس بزمانها فإنها اليوم مقبولة ولكنه قد أوشك ان يأتي زمان
تأمرون بالمعروف فيصنع بكم كذا وكذا أو قال فلا يقبل منكم فحينئذ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم
* وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن ابن مسعود في قوله عليكم أنفسكم الآية قال أمروا بالمعروف
وانهوا عن المنكر ما لم يكن من دون ذلك السوط والسيف فإذا كان ذلك كذلك فعليكم أنفسكم * وأخرج عبد
ابن حميد ونعيم بن حماد في الفتن وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي
339

العالية قال كانوا عند عبد الله بن مسعود فوقع بين رجلين بعض ما يكون بين الناس حتى قام كل واحد منهما
إلى صاحبه فقال رجل من جلساء عبد الله الا أقوم فأمرهما بالمعروف وأنها هما عن المنكر فقال آخر إلى جنبه
عليك بنفسك فان الله تعالى يقول عليكم أنفسكم فسمعها ابن مسعود فقال مه لم يجئ تأويل هذه الآية بعد أن
القرآن أنزل حيث أنزل ومنه آي قد مضى تأويلهن قبل أن ينزلن ومنه ما وقع تأويلهن على عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم ومنه آي يقع تأويلهن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنين ومنه آي يقع تأويلهن بعد اليوم
ومنه آي يقع تأويلهن عند الساعة ما ذكر من أمر الساعة ومنه آي يقع تأويلهن عند الحساب ما ذكره من أمر
الحساب والجنة والنار فما دامت قلوبكم واحدة وأهواؤكم واحدة ولم تلبسوا شيعا فلم يذق بعضكم باس بعض فمروا
وانهوا فإذا اختلفت القلوب والأهواء وألبستهم شيعا وذاق بعضكم باس بعض فامرؤ ونفسه فعند ذلك جاء تأويل
هذه الآية * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر انه قيل له لو جلست في هذه الأيام فلم تأمر ولم تنه
فان الله قال عليكم أنفسكم فقال إنها ليست لي ولا لا صحابي لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا فليبلغ الشاهد
الغائب فكنا نحن الشهود وأنتم الغيب ولكن هذه الآية لأقوام يجيؤون من بعدنا ان قالوا لم يقبل منهم * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير من طريق قتادة عن رجل قال كنت في حلافة عمر بن الخطاب بالمدينة في حلقه فيهم
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيهم شيخ حسبت أنه قال أبي بن كعب فقرأ عليكم أنفسكم فقال انما تأويلها
في آخر الزمان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ من طريق قتادة عن أبي مازن قال انطلقت على
عهد عثمان إلى المدينة فإذا قوم جلسوا فقرأ أحدهم عليكم أنفسكم فقال أكثرهم لم يجئ تأويل هذه الآية اليوم
* وأخرج ابن جرير عن جبير بن نفير قال كنت في حلقة فيها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأني لا صغر القوم
فتذاكروا الامر بالمعروف والنهى عن المكر فقلت أليس الله يقول عليكم أنفسكم فاقبلوا على بلسان واحد فقالوا
تنزع آية من القرآن لا تعرفها ولا تدرى ما تأويلها حتى تمنيت انى لم أكن تكلمت ثم أقبلوا يتحدثون فلما
حضر قيامهم قالوا انك غلام حدث السن وانك نزعت آية لا تدري ما هي وعسى ان تدرك ذلك الزمان إذا رأيت
شحا مطاعا وهوى متبعا واعجاب كل ذي رأى برأيه فعليك بنفسك لا يضرك من ضل إذا اهتديت * وأخرج
ابن مردويه عن معاذ بن جبل انه قال يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا عليكم
أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال يا معاذ مروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر فإذا رأيتم شحا مطاعا وهوى
متبعا واعجاب كل امرئ برأيه فعليكم أنفسكم لا يضركم ضلالة غيركم فهو من ورائكم أيام صبر المتمسك فيها بدينه مثل
القابض على الجمر فللعامل منهم يومئذ مثل عمل أحدكم اليوم كأجر خمسين منكم قلت يا رسول الله خمسين منهم قال
بل خمسين منكم أنتم * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال ذكرت هذه الآية عند رسول الله صلى
الله عليه وسلم قول الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم فقال نبي الله صلى
الله عليه وسلم لم يجئ تأويلها لا يجئ تأوليها حتى يهبط عيسى بن مريم عليه السلام * وأخرج ابن مردويه عن
محمد بن عبد الله التيمي عن أبي بكر الصديق سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ترك قوم الجهاد في
سبيل الله الا ضربهم الله بذل ولا أقر قوم المنكر بين أظهرهم الا عمهم الله بعقاب وما بينكم وبين أن يعمكم الله
بعقاب من عنده الا أن تأولوا هذه الآية على غير أمر بمعروف ولا نهى عن منكر يا أيها الذي آمنوا عليكم
أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم * وأخرج ابن مردويه عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال خطب
أبو بكر الناس فكان في خطبته قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الذين لا تتكلموا على هذه الآية
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ان الذاعر ليكون في الحلي فلا يمنعوه فيعمهم الله
بعقاب * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن الحسن انه تلا هذه الآية عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا
اهتديتم فقال يا لها من سعة ما أوسعاها ويا لها ثقة ما أوثقها * وأخرج أبو الشيخ عن عثمان الشحام أبى سلمة
قال حدثني شيخ من أهل البصرة وكان له فضل وسن قال بلغني أن داود سال ربه قال يا رب كيف لي ان أمشى لك
في الأرض واعمل لك فيها بنصح قال يا داود تحب من أحبني من أحرم وأبيض ولا يزال شفتاك رطبتين من ذكرى
340

واجتنب فراش المغيب قال أي رب فكيف ان تحبني أهل الدنيا البر والفاجر قال يا داود تصانع أهل الدنيا لدنياهم
وتحب أهل الآخرة لآخرتهم وتجتان إليك ذنبك بيني وبينك فإنك إذا فعلت ذلك فلا يضرك من ضل إذا
اهتديت * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر انه جاء رجل فقال يا أبا عبد الرحمن نفر ستة كلهم قرأ القرآن
وكلهم مجتهد لا يألوهم في ذلك يشهد بعضهم على بعض بالشرك فقال لعلك ترى انى آمرك ان تذهب إليهم تقاتلهم
عظهم وانههم فان عصوك فعليك نفسك فان الله تعالى يقول يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم حتى ختم الآية
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن صفوان بن محرز انه أتاه رجل من أصحاب الأهواء فذكر له بعض أمره
فقال له صفوان ألا أدلك على خاصة الله التي خص الله بها أولياءه يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من
ضل إذا اهتديتم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله عليكم أنفسكم لا يضركم
من ضل إذا اهتديتم يقول أطيعوا أمري واحفظوا وصيتي * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق
العوفي عن ابن عباس في قوله عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم يقول إذا ما أطاعني العبد فيما أمرته
من الحلال والحرام فلا يضره من ضل بعده إذا عمل بما أمرته به * وأخرج ابن جرير من طريق جويبر عن
الضحاك عن ابن عباس قال عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ما لم يكن سيف أو سوط * وأخرج ابن أبي
حاتم عن مكحول ان رجلا سأله عن قول الله عليكم أنفسكم الآية فقال إن تأويل هذه الآية لم يجئ بعد إذا
هاب الواعظ وأنكر الموعوظ فعليك بنفسك لا يضرك حينئذ من ضل إذا اهتديت * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عمر مولى غفرة قال انما أنزلت هذه الآية لان الرجل كان يسلم ويكفر أبوه ويسلم الرجل ويكفر أخوه فلما دخل
قلوبهم حلاوة الايمان دعوا آباءهم وإخوانهم فقالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا
عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد
ابن جبير انه سئل عن هذه الآية فقال نزلت في أهل الكتاب يقول يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم
من ضل من أهل الكتاب إذا اهتديتم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن حذيفة في قوله عليكم
أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال إذا أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن
المسيب في قوله لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال إذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر لا يضرك من ضل إذا
اهتديت * وأخرج ابن جرير عن الحسن انه تلا هذه الآية يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم فقال الحمد لله بها
والحمد لله عليها ما كان مؤمن فيما مضى ولا مؤمن فيما بقى الا والى جانبه منافق يكره عمله * وأخرج أحمد وابن
ماجة والبيهقي في الشعب عن أنس قال قيل يا رسول الله متى يترك الامر بالمعروف والنهى عن المنكر قال إذا ظهر
فيكم ما ظهر في بني إسرائيل قبلكم قالوا وما ذاك يا رسول الله قال إذا ظهر الادهان في خياركم والفاحشة في كباركم
وتحول الملك في صغاركم والفقه وفى لفظ والعلم في رذالكم * وأخرج البيهقي عن حذيفة أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم
عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) الآية
* أخرج الترمذي وضعفه وابن جرير وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في
المعرفة من طريق أبى النضر وهو الكلبي عن باذان مولى أم هانئ عن ابن عباس عن تميم الداري في هذه الآية
يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت قال برئ الناس منها غيري وغير عدى بن بداء وكانا
نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الاسلام فأتيا الشام لتجارتهما وقدم عليهما مولى لبني سهم يقال له الديل بن أبي
مريم بتجارة ومعه جام من فضة يريد به الملك وهو عظم تجارته فمرض فأوصى إليهما وأمرهما ان يبلغا ما ترك
أهله قال تميم فلما مات أخذنا ذلك الجام فبعناه بألف درهم ثم اقتسمناه أنا وعدى بن بداء فلما قدمنا إلى أهله دفعنا
إليهم ما كان معنا وفقد وا الجام فسألونا عنه فقلنا ما ترك غير هذا وما دفع إلينا غيره قال تميم فلما أسلمت بعد قدوم
رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة تأثمت من ذلك فاتيت أهله فأخبرتهم الخبر وأديت إليهم خمسمائة درهم
وأخبرتهم ان عند صاحبي مثلها فاتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم البينة فلم يجدوا فأمرهم ان يستحلفوه
341

بما يعظم به على أهل دينه فحلف فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إلى قوله ان ترد ايمان بعد ايمانهم
فقام عمرو بن العاصي ورجل آخر فحلفا فنزعت الخمسمائة درهم من عدى بن بداء * وأخرج البخاري في تاريخه
والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والنحاس والطبراني وأبو لشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن
عباس قال خرج رجل من بنى سهم مع تميم الداري وعدى بن بداء فمات السهمي بأرض ليس فيها مسلم فأوصى
إليهما فلما قد ما بتركته فقدوا جاما من فضة مخوصا بالذهب فأحلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالله ما كتمتماها
ولا اطلعتما ثم وجدوا الجام بمكة فقيل اشتريناه من تميم وعدى فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا بالله
لشهادتنا أحق من شهادتهما وان الجام لصاحبهم وأخذ الجام وفيه نزلت يا أيها الذين آمنوا - شهادة بينكم
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال كان تميم الداري وعدى بن بداء رجلين نصرانيين يتجران إلى مكة
في الجاهلية ويطيلان الإقامة بها فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم حولا متجرهما إلى المدينة فخرج بديل بن أبي
مارية مولى عمرو بن العاصي تاجرا حتى قدم المدينة فخرجوا جميعا تجار إلى الشام حتى إذا كانوا ببعض الطريق
اشتكى بديل فكتب وصيته بيده ثم دسها في متاعه وأوصى إليهما فلما مات فتحا متاعه فأخذا منه شيئا ثم حجراه كما
كان وقد ما المدينة على أهله فدفعا متاعه ففتح أهله متاعه فوجدوا كتابه وعهده وما خرج به وفقدوا شيئا فسألوهما
عنه فقالوا هذا الذي قبضنا له ودفع إلينا فقالوا لهما هذا كتابه بيده قالوا ما كتمنا له شيئا فترافعوا إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت إلى قوله انا إذا لمن الآثمين
فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يستحلفوهما في دبر صلاة العصر بالله الذي لا إله الا هو ما قبضنا له غير هذا ولا
كتمنا فمكثا ما شاء الله أن يمكثا ثم ظهر معهما على اناء من فضة منقوش مموه بذهب فقال أهله هذا من متاعه 7 ولكنا
اشترينا منه ونسينا أن نذكره حين حلفنا فكرهنا ان نكذب نفوسنا فترافعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت
الآية الأخرى فان عثر على أنهما استحقا اثما فامر النبي صلى الله عليه وسلم رجلين من أهل الميت أن يحلفا على
ما كتما وغيبا ويستحقانه ثم إن تميما الداري أسلم وبايع النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقول صدق الله
ورسوله انا أخذت الاناء ثم قال يا رسول الله ان الله يظهرك على أهل الأرض كلها فهب لي قريتين من بيت لحم
وهي القرية التي ولد فيها عيسى فكتب له بها كتابا فلما قدم عمر الشام أتاه تميم بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال عمر أنا حاضر ذلك فدفعها إليه * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ شهادة بينكم مضاف برفع شهادة
بغير نون وبخفض بينكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس من طريق على عن أبي طلحة
عن ابن عباس يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم هذا
لمن مات وعنده المسلمون أمره الله ان يشهد على وصيته عدلين من المسلمين ثم قال أو آخران من غيركم ان أنتم ضربتم
في الأرض فهذا لمن مات وليس عنده أحد من المسلمين أمره الله بشهادة رجلين من غير المسلمين فان ارتيب
بشهادتهما استحلفا بالله بعد الصلاة ما اشترينا بشهادتنا ثمنا قليلا فان اطلع الأولياء على أن الكافرين كذبا في
شهادتهما قام رجلان من الأولياء فحلفا بالله أن شهادة الكافرين باطلة فذلك قوله تعالى فان عثر على أنهما
استحقا اثما يقول إن اطلع على أن الكافرين كذبا قام الأوليان فحلفا انهما كذبا ذلك أدنى ان يأتي الكافران
بالشهادة على وجهها أو يخافوا ان ترد ايمان بعد ايمانمهم فتترك شهادة الكافرين ويحكم بشهادة الأوليان
فليس على شهود المسلمين أقسام انما الأقسام إذا كانا كافرين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق
العوفي عن ابن عباس في قوله اثنان ذوا عدل منكم قال من أهل الاسلام أو آخران من غيركم قال من غير أهل
الاسلام وفى قوله فيقسمان بالله يقول يحلفان بالله بعد الصلاة وفى قوله فآخران يقومان مقامهما قال من
أولياء الميت فيحلفان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما يقول فيحلفان بالله ما كان صاحبنا ليوصي بهذا
وأنهما لكاذبان وفى قوله ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا ان ترد ايمان بعد ايمانهم يعنى
أولياء الميت فيستحقون ماله بايمانهم ثم يوضع ميراثه كما أمر الله وتبطل شهادة الكافرين وهي منسوخة
* وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن مسعود أنه سئل عن هذه الآية اثنان ذوا عدل منكم قال ما من الكتاب
342

الا قد جاء على شئ جاء على ادلاله غير هذه الآية ولئن انا لم أخيركم بها لأنا أجهل من الذي يترك الغسل يوم
الجمعة هذا رجل خرج مسافرا ومعه مال فأدركه قدره فان وجد رجلين من المسلمين دفع إليهما تركته وأشهد
عليهما عدلين من المسلمين فان لم يجد عدلين من المسلمين فرجلين من أهل الكتاب فان أدى فسبيل ما أدى وان
هو جحد استحلف بالله الذي لا إله إله هو دبر صلاة ان هذا الذي وقع إلى وما غيبت شيئا فإذ احلف برئ فإذا أتى بعد
ذلك صاحبا الكتاب فشهدا عليه ثم ادعى القوم عليه من تسميتهم مالهم جعلت ايمان الورثة مع شهادتهم ثم اقتطعوا
حقه فذلك الذي يقول الله ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن مجاهد شهادة
بينكم إذا حضر أحدكم الموت قال إن يموت المؤمن فيحضر موته مسلمان أو كافران لا يحضره غير اثنين منهم فان
رضى ورثته بما غابا عنه من تركته فذلك ويحلف الشاهدان انهما صادقان فان عثر قال وجد لطخ أو لبس
أو تشبيه حلف الاثنان الأولان من الورثة فاستحقا وأبطلا ايمان الشاهدين * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله وآخران من غيركم قال من غير المسلمين من أهل الكتاب
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وسعيد بن المسيب في قوله اثنان ذوا عدل منكم قال من أهل
دينكم أو آخران من غيركم قال من أهل الكتاب إذا كان ببلاد لا يجد غيرهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير وأبو الشيخ عن شريح قال لا تجوز شهادة اليهودي ولا النصارى الا في وصية ولا تجوز في وصيته الا في سفر
* وأخرج عبد الرزاق وأبو عبيد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه عن
الشعبي ان رجلا من المسلمين حضرته الوفاة بدقوقاء ولم يجد أحدا من المسلمين يشهد على وصيته فاشهد رجلين من
أهل الكتاب فقدما الكوفة فأتيا أبا موسى الأشعري فأخبراه وقد ما بتركته ووصيته فقال الأشعري هذا أمر لم
يكن بعد الذي كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأحلفهما بعد العصر بالله ما خانه ولا كذبا ولا بدلا ولا كتما
ولا غيرا وانها لوصية الرجل وتركته فأمضى شهادتهما * وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم في قوله شهادة
بينكم الآية كلها قال كان ذلك في رجل توفى وليس عنده أحد من أهل الاسلام وذلك أول الاسلام والأرض
حرب والناس كفار الا ان رسول الله صلى إله عليه وسلم وأصحابه بالمدينة وكان الناس يتوارثون بينهم بالوصية ثم
نسخت الوصية وفرضت الفرائض وعمل المسلمون بها * وأخرج ابن جرير عن الزبير قال مضت السنة ان لا تجوز
شهادة كافر في حضر ولا سفر انما هي في المسلمين * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال هذه الآية منسوخة
* وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن عكرمة أو آخران من غيركم قال من المسلمين من غير حيه * وأخرج سعيد بن
منصور وعبد بن حميد والنحاس وأبو الشيخ والبيهقي في سننه اثنان ذوا عدل منكم قال من قبيلتكم أو آخر ان
من غيركم قال من غير قبيلتكم ألا ترى انه يقول تحبسونهما من بعد الصلاة كلهم من المسلمين * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم من طريق عقيل قال سالت ابن شهادة عن هذه الآية قلت أرأيت الاثنين للذين ذكر الله من غير
أهل المرء الموصى أهما من المسلمين أوهما من أهل الكتاب ورأيت الآخرين اللذين يقومان مقامهما أتراهما
من أهل المرء الموصي أم هما في غير المسلمين قال ابن شهاب لم نسمع في هذه الآية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا عن أثمة العامة سنة أذكرها وقد كنا نتذاكرها أناسا من علمائنا أحيانا فلا يذكرون فيها سنة معلومة ولا قضاء
من امام عادل ولكنه مختلف فيها رأيهم وكان أعجبهم فيها رأيا إلينا الذين كانوا يقولون هي فيما بين أهل الميراث
من المسلمين يشهد بعضهم الميت الذي يرثونه ويغب عنه بعضهم ويشهد من شهده على ما أوصى به لذوي القربى
فيخبرون من غاب عنه منهم بما حضروا من وصية فان سلموا جازت وصيته وان ارتابوا ان يكونوا بدلوا قول الميت
وآثروا بالوصية من أرادوا ممن لم يوص لهم الميت بشئ حلف اللذان يشهدان على ذلك بعد الصلاة وهي ان المسلمين
يقسمان بالله ان ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله انا إذا لمن الآثمين فإذا أقسما
على ذلك جازت شهادتهما وايمانهما ما لم يعثر على أنهما استحقا اثما في شئ من ذلك قام آخر ان مقامهما من أهل
الميراث الخصم الذين ينكرون ما يشهد عليه الأولان المستحلفان أول مرة فيقسمان بالله لشهادتنا على
تكذيبكما أو بطال ما شهدتما به وما اعتدينا انا إذا لمن الظالمين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم
343

عن عبيدة في قوله تحبسونهما من بعد الصلاة قال صلاة العصر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في
قوله لا نشتري به ثمنا قال لأنا خذ به رشوة ولا نكتم شهادة الله وان كان صاحبها بعيدا * وأخرج أبو عبيد وابن جرير
وابن أبي حاتم عن عامر الشعبي انه كان يقرأ ولا نكتم شهادة يعنى بقطع الكلام منونا الله بقطع الألف وخفض
اسم الله على القسم * وأخرج عبد بن حميد عن أبي عبد الرحمن السلمي انه كان يقرؤها ولا نكتم شهادة الله انا
ويقول هو قسم * وأخرج عن عاصم ولا نكتم شهادة الله مضاف بنصب شهادة ولا ينون * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فان عثر على أنهما استحقا اثما أي اطلع منهما على خيانة على أنهما
كذبا أو كتما فشهد رجلان هما أعدل منهما بخلاف ما قالا أجيز شهادة الآخرين وبطلت شهادة
الأولين * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وأبى عبيد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن علي بن أبي
طالب انه كان يقرأ من الذين استحق عليهم الأوليان بفتح التاء * وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه عن علي
بن أبي طالب ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ من الذين استحق عليهم الأوليان * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن عدي عن أبي مجلز أن أبي بن كعب قرأ من الذين استحق عليهم الأوليان قال عمر كذبت قال
أنت أكذب فقال رجل تكذب أمير المؤمنين قال أنا أشد تعظيما لحق أمير المؤمنين منك ولكن كذبته في
تصديق كتاب الله ولم أصدق أمير المؤمنين في تكذيب كتاب الله فقال عمر صدق * وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى
ابن يعمر انه قرأها الأوليان وقال هما الوليان * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن
جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس انه كان يقرأ من الذين استحق عليهم الأولين ويقول أرأيت لو كان الأوليان
صغير ين كيف يقومان مقامهما * وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية انه كان يقرأ الأولين مشددة على الجماع
* وأخرج عبد بن حميد عن عاصم من الذين استحق برفع التاء وكسر الحاء عليهم الأولين مشددة على الجماع
* وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله الأوليان قال الميت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن قتادة في قوله ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها يقول ذلك أحرى ان يصدقوا في شهادتهم أو
يخافوا أن ترد ايمان بعد ايمانهم يقول وان يخافوا العنت * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله أو يخافوا ان
ترد ايمان بعد ايمانهم قال فتبطل ايمانهم وتؤخذ ايمان هؤلاء * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل
في قوله واتقوا الله واسمعوا قال يعنى القضاء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله والله لا يهدى
القوم الفاسقين قال الكاذبين الذين يحلفون على الكذب والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يوم يجمع الله الرسل)
* أخرج الفريابي وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله
يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم فيفزعون فيقول ماذا أجبتم فيقولون لا علم لنا فيرد إليهم أفئدتهم
فيعلمون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم
قالوا لا علم لنا قال ذلك انهم نزلوا منزلا ذهلت فيه العقول فلما سئلوا قالوا لا علم لنا ثم نزلوا منزلا آخر فشهدوا على
قومهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله يوم يجمع الله الرسل
فيقول ماذا أجبتم فيقولون للرب تبارك وتعالى لا علم لنا الا علم أنت أعلم به منا * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
من طريق الضحاك عن ابن عباس في قوله يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا قال فرقا تذهل
عقولهم ثم يرد الله عقولهم إليهم فيكونون هم الذين يسألون يقول الله فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن
المرسلين * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا قال من هول ذلك
اليوم * وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم قال يأتي على الخلق ساعة يذهل فيها عقل كل ذي عقل ثم قرأ يوم يجمع
الله الرسل * وأخرج الخطيب في تاريخه عن عطاء بن أبي رباح قال جاء نافع بن الأزرق إلى ابن عباس فقال والذي
نفسي بيده لتفسرن لي آيا من كتاب الله عز وجل أولا كفرن به فقال ابن عباس ويحك أنا لها اليوم أي آي قال
أخبرني عن قوله عز وجل يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا وقال في آية أخرى ونزعنا من كل
أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا ان الحق لله فكيف علموا وقد قالوا لا علم لنا وأخبرني عن قوله الله ثم أنكم
344

يوم القيامة عند ربكم تختصمون وقال في آية أخرى لا تختصموا لدى فكيف يختصمون وقد قال لا تختصموا لدى
وأخبرني عن قول الله اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم فكيف شهدوا وقد ختم
على الأفواه فقال ابن عباس ثكلتك أمك يا ابن الأزرق للقيامة أحوالا وأهوالا وفظائع وزلازل فإذا تشققت
السماوات وتناثرت النجوم وذهب ضوء الشمس والقمر وذهلت الأمهات عن الأولاد وقذفت الحوامل ما في
البطون وسجرت البحار ودكدكت الجبال ولم يلتفت والد إلى ولد ولا ولد إلى والد وجئ بالجنة تلوح فيها قباب الدر
والياقوت حتى تنصب على يمين العرش ثم جئ بجهنم تقاه بسبعين ألف زمام من حديد ممسك بكل زمام سبعون
ألف ملك لها عينان زرقا ان تجر الشفة السفلى أربعين عاما تخطر كما يخطر الفحل لو تركت لأتت على كل مؤمن
وكافر ثم يؤتى بها حتى تنصب عن يسار العرش فتستأذن ربها في السجود فيأذن لها فتحمده بمحامد لم يسمع
الخلائق بمثلها تقول لك الحمد إلهي إذ جعلتني انتقم من أعدائك ولم تجعل لي شيئا مما خلقت تنتقم به منى إلى أهلي
فلهي أعرف بأهلها من الطير بالحب على وجه الأرض حتى إذا كانت من الموقوف على مسيرة مائة وهو قول الله
تعالى إذا رأتهم من مكان بعد زفرت زفرة فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا صديق منتخب ولا شهيد مما
هنالك الآخر جاثيا على ركبتيه ثم تزفر الثانية زفرة فلا يبقى قطرة من الدموع الا بدرت فلو كان لكل آدم يومئذ عمل
اثنين وسبعين نبيا لظن انه سيواقعها ثم تزفر الثالثة زفرة فتنقطع القلوب من أماكنها فتصير بين اللهوات والحناجر
ويعلو سواد العيون بياضها ينادى كل آدمي يومئذ يا رب نفسي نفسي لا أسألك غيرها حتى أن إبراهيم ليتعلق بساق
العرش ينادى يا رب نفسي نفسي لا أسألك غيرها ونبيكم صلى الله عليه وسلم يقول يا رب أمتي أمتي لا همة له غيركم
فعند ذلك يدعى بالأنبياء والرسل فيقال لهم ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا طاشت الأحلام وذهلت العقول فإذا رجعت
القلوب إلى أماكنها نزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا ان الحق لله وأما قوله تعالى ثم انكم يوم
القيامة عند ربكم تختصمون فيؤخذ للمظلوم من الظالم وللملوك من المالك وللضعيف من الشديد وللجماء من
القرناء حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه فإذا أدى إلى كل ذي حق حقه أمر باهل الجنة إلى الجنة وأهل النار
إلى النار اختصموا فقالوا ربنا هؤلاء أضلونا وربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار فيقول الله تعالى
لا تختصموا لدى وقد قدمت إليكم بالوعيد انما الخصومة بالموقف وقد قضيت بينكم بالموقف فلا تختصموا لدى
وأما قوله اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم فهذا يوم القيامة حيث يرى الكفار ما يعطى
الله أهل التوحيد من الفضائل والخير يقولون تعالوا حتى نحلف بالله ما كنا مشركين فتتكلم الأيدي بخلاف
ما قالت الألسن وتشهد الأرجل تصديقا للأيدي ثم يأذن الله للأفواه فتنطق فقالوا لجلودهم لم شهد تم علينا قالوا
أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ * قوله تعالى (إذا قال الله يا عيسى بن مريم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وابن
عساكر وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم
القيامة دعى بالأنبياء وأممها ثم يدعى بعيسى فيذكره الله نعمته عليه فيقربها يقول يا عيسى بن مريم أذكر نعمتي
عليك وعلى والدتك الآية ثم يقول أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله فينكران يكون قال
ذلك فيؤتى بالنصارى فيسئلون فيقولون نعم هو أمرنا بذلك فيطول شعر عيسى حتى يأخذ كل ملك من الملائكة
بشعرة من شعر رأسه وجسده فيجاثيهم بين يدي الله مقادر ألف عام حتى يوقع عليهم الحجة ويرفع لهم الصليب
وينطلق بهم إلى النار * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبى بكر بن عياش عن ابن وهب عن أبيه قال قدم رجل
من أهل الكتاب اليمن فقال أبى ائته واسمع منه فقلت تحيلني على رجل نصراني قال نعم ائته واسمع منه فأتيته
فقال لما رفع الله عيسى عليه السلام أقامه بين يدي جبريل وميكائيل فقال له أذكر نعمتي عليك وعلى والدتك
فعلت بك وفعلت بك ثم أخرجتك من بطن أم ففعلت بك وفعلت بك وستكون أمة بعدك ينتحلونك وينتحلون
ربوبيتك ويشهدون انك قدمت وكيف يكون رب يموت فبعزتي حلفت لأناصبنهم الحساب يوم القيامة ولأقيمنهم
مقام الخصم من الخصم حتى ينفذوا ما قالوا ولن ينفذوه أبدا ثم أسلم وجاء من الأحاديث بشئ لم أسمع مثلها
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات أي الآيات التي
345

وضع على يديه من احياء الموت وخلقه من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وابراء الأسقام
والخبر بكثير من الغيوب مما يدخرون في بيوتهم وما رد عليهم من التوراة مع الإنجيل الذي أحدث الله إليه ثم
ذكر كفرهم بذلك كله * قوله تعالى (وإذا أوحيت) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
السدى في قوله وإذا أوحيت إلى الحواريين يقول قذفت في قلوبهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وإذا أوحيت
إلى الحواريين قال وحى قذف في قلوبهم ليس بوحي نبوة والوحي وحيان وحى تجئ به الملائكة ووحي يقذف في
قلب العبد * قوله تعالى (إذ قال الحواريون * الآيات * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان الحواريون أعلم بالله من أن يقولوا هل
يستطيع ربك انما قالوا هل تستطيع انك ربك هل تستطيع ان تدعوه * وأخرج الحاكم وصححه
والطبراني وابن مردويه عن عبد الرحمن بن غنم قال سألت معاذ بن جبل عن قول الحواريين هل يستطيع
ربك أو تستطيع ربك فقال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تستطيع ربك بالتاء * وأخرج أبو
عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس انه قرأها هل تستطيع ربك بالتاء ونصب ربك
* وأخرج أبو عبيد وابن جرير عن سعيد بن جبير انه قرأها هل تستطيع ربك وقال هل تستطيع ان تسأل
ربك * وأخرج ابن أبي حاتم عن عامر الشعبي ان عليا كان يقرؤها هل يستطيع ربك قال هل يطيعك
ربك * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن وثاب وأبى رجاء انهما قرآ هل يستطيع ربك بالياء والرفع * وأخرج
ابن جرير عن السدى في قوله هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء قال قالوا هل يطيعك ربك ان
سألته فأنزل الله عليهم مائدة من السماء فيها جميع الطعام الا اللحم فأكلوا منها * وأخرج ابن أبي حاتم عن
سعيد بن جبير في قوله مائدة قال المائدة الخوان وفى قوله وتطمئن قال توقن * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا يقول نتخذ اليوم الذي نزلت فيه عيدا نعظمه
نحن ومن بعدنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله
تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا قال أرادوا ان تكون لعقبهم من بعدهم * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر
الأصول وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وأبو بكر الشافعي في فوائد المعروفة بالغيلانيات عن سلمان
الفارسي قال لما سأل الحواريون عيسى بن مريم المائدة كره ذلك جدا وقال اقنعوا بما رزقكم الله في الأرض
ولا تسألوا المائدة من السماء فإنها ان نزلت عليكم كانت آية من ربكم وانما هلكت ثمود حين سألوا نبيهم آية
فابتلوا بها حتى كان بوارهم فيها فأبوا الا ان يأتيهم بها فلذلك قالوا نريد ان نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد
صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين فلما رأى عيسى ان قد أبوا الا ان يدعو لهم بها قام فألقى عنه الصوف وليس
الشعر الأسود وجبة من شعر وعباءة من شعر ثم توضأ واغتسل ودخل مصلاه فصلى ما شاء الله فلما قضى صلاته
قام قائما مستقبل القبلة وصف قدميه حتى استويا فالصق الكعب بالكعب وحاذى الأصابع بالأصابع ووضع
يده اليمنى على اليسرى فوق صدره وغض بصره طأطأ رأسه خشوعا ثم أرسل عينيه بالبكاء فما زالت دموعه
تسيل على خديه وتقطر من أطراف لحيته حتى ابتلت الأرض حيال وجهه من خشوعه فلما رأى ذلك دعا الله
فقال اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا تكون عظة منك لنا وآية منك أي
علامة منك تكون بيننا وبينك وارزقنا عليها طعاما نأكله وأنت خير الرازقين فأنزل الله عليهم سفرة حمراء بين
غمامتين غمامة فوقها وغمامة تحتها وهم ينظرون إليها في الهواء منقضة من فلك السماء تهوى الهيم وعيسى
يبكى خوفا للشروط التي اتخذ الله فيها عليهم انه يعذب من يكفر بها منهم بعد نزولها عذابا لم يعذبه أحدا من
العالمين وهو يدعو الله في مكانه ويقول إلهي اجعلها رحمة إلهي لا تجعلنا عذابا إلهي كم من عجيبة سألتك
فأعطيتني إلهي اجعلنا لك شاكرين إلهي أعوذ بك ان تكون أنزلتها غضبا ورجزا إلهي اجعلها سلامة
وعافية ولا تجلها فتنة ومثلها فما زال يدعو حتى استقرت السفرة بين يدي عيسى والحواريون وأصحابه حوله
يجدون رائحة طيبة لم يجدوا فيما مضى رائحة مثلها قط وخر عيسى والحواريون لله سجدا شكرا له بما رزقهم من
346

حيث لم يحتسبوا واراهم فيه آية عظيمة ذات عجب وعبرة وأقبلت اليهود ينظرون فرأوا أمر عجبا أورثهم كمدا
وغما ثم انصرفوا بغيظ شديد وأقبل عيسى والحواريون وأصحابه حتى جلسوا حول السفرة فإذا عليها منديل
مغطى قال عيسى من أجرؤنا على كشف المنديل عن هذه السفرة أوثقنا بنسفه وأحسننا بلاء عند ربه فليكشف
عن هذه الآية حتى نراها ونحمد ربنا ونذكر باسمه ونأكل من رزقه الذي رزقنا فقال الحواريون يا روح الله
وكلمته أنت أولانا بذلك وأحقنا بالكشف عنها فقام عيسى فاستأنف وضوءا جديدا ثم دخل مصلاه فصلى بذلك
ركعات ثم بكى طويلا ودعا الله ان يأذن له في الكشف عنها ويجعل له ولقومه فيها بركة ورزقا ثم انصرف
وجلس إلى السفرة وتناول المنديل وقال بسم الله خير الرازقين وكشف عن السفرة وإذا هو عليها سمكة ضخمة
مشوية ليس عليها بواسير وليس في جوفها شوك يسيل منه السمن سيلا قد نضد حولها بقول من كل صنف غير
الكراث وعند رأسها خل وعند ذنبها ملح وحول البقول خمسة أرغفة على واحد منها زيتون وعلى الآخر تمرات
وعلى الآخر خمس رمانات فقال شمعون رأس الحواريين لعيسى يا روح الله وكلمته أمن طعام الدنيا هذا أم من
طعام الجنة فقال اما آن لكم ان تعتبروا بما ترون من الآيات وتنتهوا عن تنقير المسائل ما أخوفني عليكم ان
تعاقبوا في سبب هذه الآية فقال شمعون لا وإله إسرائيل ما أردت بها سوأ يا ابن الصديقة فقال عيسى ليس
شئ مما ترون عليها من طعام الجنة ولا من طعام الدنيا انما هو شئ ابتدعه الله في الهواء بالقدرة الغالية القاهرة
فقال له كن فكان أسرع من طرفة عين فكلوا مما سألتم بسم الله واحمدوا عليه ربكم يمدكم منه ويزدكم فإنه
بديع قادر شاكر فقالوا يا روح الله وكلمته ان نحب ان ترينا آية في هذه الآية فقال عيسى سبحان الله أما اكتفيتم
بما رأيتم من هذه الآية حتى تسألوا فيها آية أخرى ثم أقبل عيسى على السمكة فقال يا سمكة عودي بإذن الله حية
كما كنت فأحياها الله بقدرته فاضطربت وعادت بإذن الله حية طرية تلمظ كما يتلمظ الأسد تدور عيناها لها
بصيص وعادت عليها بواسيرها ففزع القوم منها وانحاسوا فلما رأى عيسى ذلك منهم فقال مالكم تسألون الآية
فإذا أراكموها ربكم كرهتموها ما أخوفني عليكم ان تعاقبوا بم تصنعون يا سمكة عودي بإذن الله كما كنت
فعادت بإذن الله مشوية كما كانت في خلقها الأول فقالوا لعيسى كن أنت يا روح الله الذي تبدأ بالاكل منها ثم
نحن بعد فقال معاذ الله من ذلك يبدأ بالاكل من طلبها فلما رأى الحواريون وأصحابهم امتناع نبيهم منها خافوا
ان يكون نزولها سخطة وفى أكلها مثلة فتحاموها فلما رأى ذلك عيسى دعا لها الفقراء والزمني وقال كلوا من
رزق ربكم ودعوة نبيكم واحمدوا الله الذي أنزلها لكم يكون مهناها لكم وعقوبتها على غيركم وافتحوا كلكم بسم
الله واختتموه بحمد الله ففعلوا فاكل منها ألف وثلثمائة انسان بين رجل وامرأة يصدرون عنها كل واحد منهم
شبعان يتجشأ ونظر عيسى والحواريون فإذا ما عليها كهيئة إذ نزلت من السماء لم ينتقص منه شئ ثم انها رفعت
إلى السماء وهم ينظرون فاستغنى كل فقير أكل منها وبرئ كل زمن منهم أكل منها فلم يزالوا أغنياء صحاحا حتى
خرجوا من الدنيا وندم الحواريون وأصحابهم الذين أبوا ان يأكلوا منها ندامة سالت منها أشفارهم وبقيت حسرتها
في قلوبهم إلى يوم الممات قال فكانت المائدة إذا نزلت بعد ذلك أقبلت بنو إسرائيل إليها من كل مكان يسعون
يزاحم بعضهم بعضا الأغنياء والفقراء والنساء والصغار والكبار والأصحاء والمرضى يركب بعضهم بعضا فلما رأى
عيسى ذلك جعلها نوبا بينهم فكانت تنزل يوما ولا تنزل يوما فلبثوا في ذلك أربعين يوما تنزل عليهم غبا عند ارتفاع
الضحى فلا تزال موضوعة يؤكل منها حتى إذا قالوا ارتفعت عنهم بإذن الله إلى جو السماء وهم ينظرون إلى
ظلها في الأرض حتى توارى عنهم فأوحى الله إلى عيسى أن اجعل رزقي في المائدة لليتامى والفقراء والزمني دون
الأغنياء من الناس فلما فعل الله ذلك ارتاب بها الأغنياء وغمصوا ذلك حتى شكوا فيها في أنفسهم وشككوا فيها
الناس وإذا عوافي أمرها القبيح والمنكر وأدرك الشيطان منهم حاجته وقذف وسواسه في قلوب المرتابين حتى
قالوا لعيسى أخبرنا عن المائدة ونزولها من السماء حق فإنه قد ارتاب بها بشر منا كثير قال عيسى كذبتم وإله
المسيح طلبتم المائدة إلى نبيكم ان يطلبها إلى ربكم فلما ان فعل وأنزلها الله عليكم رحمة ورزقا وأراكم فيها
الآيات والعبر كذبتم بها وشككتم فيها فابشروا بالعذاب فإنه نازل بكم الا ان يرحمكم الله وأوحى الله إلى عيسى انى
347

آخذ المكذبين بشرطي فإني معذب منهم من كفر بالمائدة بعد نزولها عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فلما
أمسى المرتابون بها وأخذوا مضاجعهم في أحسن صورة مع نسائهم آمنين فلما كان من آخر الليل مسخهم الله
خنازير وأصبحوا يتتبعون الأقذار في الكناسات * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس
انه كان يحدث عن عيسى بن مريم انه قال لبني إسرائيل هل لكم ان تصوموا الله ثلاثين يوما ثم تسألوه فيعطيكم
ما سألتم فان أحر العامل على من عمل له ففعلوا ثم قالوا يا معلم الخير قلت لنا ان أجرا العامل على من عمل له وأمرتنا ان
نصوم ثلاثين يوما ففعلنا ولم نكن نعمل لأحد ثلاثين يوما الا أطعمنا فهل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من
السماء إلى قوله أحدا من العالمين فأقبلت الملائكة تطير بمائدة من السماء عليها سبعة أحوات وسبعة أرغفة
حتى وضعتها بين أيديهم فاكل منها آخر الناس كما أكل منها أولهم * وأخرج الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم
وابن الأنباري في كتاب الأضداد وأبو الشيخ وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنزلت المائدة من السماء خبزا ولحما وأمروا ان لا يخونوا ولا يدخروا لغد فخانوا وادخروا ورفعوا الغد فمسخوا
قردة وخنازير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من وجه آخر عن عمار بن ياسر موقوفا مثله قال
الترمذي والوقف أصح * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال نزلت
المائد عليها ثمر من ثمر الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال المائدة سمكة وأرغفة * وأخرج سفيان
ابن عيينة عن عكرمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لولا بنو إسرائيل ما خنز الخبز ولا نتن اللحم ولكن خبؤوه
لغد فأنتن اللحم وخنز الخبز * وأخرج ابن الأنباري في كتاب الأضداد عن أبي عبد الرحمن السلمي في قوله أنزل
علينا مائدة من السماء قال خبزا وسمكا * وأخرج ابن الأنباري وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير قال نزلت
المائدة وهي طعام يفور فكانوا يأكلون منها قعودا فأحدثوا فرفعت شيئا فأكلوا على الركب ثم أحدثوا فرفعت
البتة * وأخرج ابن الأنباري عن وهب بن منبه قال كانت مائدة يجلس عليها أربعة آلاف فقالوا لقوم من
وضعائهم ان هؤلاء يلطخون ثيابنا علينا فلو بنينا لها دكانا يرفعها فبنوا لها دكانا فجعلت الضعفاء لا تصل إلى شئ
فلما خالفوا أمر الله عز وجل رفعها عنهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
الأنباري في كتاب الأضداد وأبو الشيخ عن عطية العوفي قال المائدة سمكة فيها من طعم كل طعام * وأخرج ابن أبي
حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة ان الخبز الذي أنزل مع المائدة كان من أرز * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي
عن ابن عباس قال نزل على عيسى بن مريم والحواريين خوان عليه خبز وسمك يأكلون منه أينما تولوا إذا
شاؤوا * وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في كتاب الأضداد من طريق عكرمة عن ابن عباس في المائدة قال كان
طعاما ينزل عليهم من السماء حيثما نزلوا * وأخرج عبد بن حمد وابن جرير عن مجاهد قال هو الطعام ينزل عليهم
حيث نزلوا * وأخرج ابن جرير عن إسحاق بن عبد الله ان المائدة نزلت على عيسى بن مريم عليها سبعة أرغفة
وسبعة أحوات يأكلون منها ما شاؤوا فسرق بعضهم منها وقال لعلها لا تنزل غدا فرفعت * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن الأنباري وأبو الشيخ عن قتادة قال ذكر لنا انها كانت مائدة ينزل عليها الثمر من ثمار الجنة
وأمروا ان لا يخبؤوا ولا يخونوا ولا يدخر والغد بلاء أبلاهم الله به وكانوا إذ فعلوا شيئا من ذلك أنبأهم به عيسى فخان
القوم فيه فخبؤوا وادخروا الغد * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال أنزل على المائدة كل
شئ الا اللحم والمائدة الخوان * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ميسرة وزاذان قالا كانت المائدة
إذا وضعت لبني إسرائيل اختلفت الأيدي فيها بكل طعام * وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه انه سئل عن
المائدة التي أنزلها الله من السماء على بني إسرائيل قال كان ينزل عليهم في كل يوم في تلك المائدة من ثمار الجنة
فأكلوا ما شاؤوا من ضروب شئ فكانت يقعد عليها أربعة آلاف فإذا أكلوا أبدل الله مكان ذلك بمثله فلبثوا بذلك
ما شاء الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أنزل علينا مائدة من السماء قال
هو مثل ضرب ولم ينزل عليهم شئ * وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال مائدة عليها طعام أبوها
حين عرض عليهم العذاب ان كفروا فأبوا أن ينزل عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن
348

الأنباري عن الحسن قال لما قيل لهم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا قالوا الا حاجة لنا فيها فلم تنزل عليهم
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين
قال ذكر لنا انهم لما صنعوا في المائدة ما صنعوا حولوا خنازير * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى
في قوله فمن يكفر بعد منكم بعد ما جاء ته المائدة فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين يقول أعذبه بعذاب
لا أعذبه أحدا غير أهل المائدة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن عبد الله بن عمرو قال إن أشد
الناس عذابا يوم القيامة من كفر من أصحاب المائدة والمنافقون وآل فرعون * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم
أنه قرأ انى منزلها مثقلة * قوله تعالى (وإذ قال الله يا عيسى) الآية * أخرج الترمذي وصححه والنسائي وابن أبي
حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والديلمي عن أبي هريرة قال يلقى الله عيسى حجته والله لقاء في قوله وإذ قال الله يا عيسى
ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلقاه الله
سبحانك ما يكون لي ان أقول ما ليس لي بحق الآية كلها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ عن ميسرة قال لما قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله أرعد كل
مفصل منه حتى وقع * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن بن صالح قال لما قال أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي
الهين من دون الله زال كل مفصل له من مكانه خيفة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة
في قوله أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله متى يكون ذلك قال يوم القيامة ألا ترى انه يقول هذا
يو ينفع الصادقين صدقهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله وإذ قال الله يا عيسى بن مريم
أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله قال لما رفع الله عيسى بن مريم إليه قالت النصارى ما قالت
وزعموا أن عيسى أمرهم بذلك فسأله عن قوله فقال سبحانك ما يكون لي إلى قوله وأنت على كل شئ شهيد
* وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن طاوس
في هذه الآية قال احتج عيسى وربه والله وفقه فقال سبحانك ما يكون لي ان أقول ما ليس لي بحق * وأخرج أبو
الشيخ من طريق طاوس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن عيسى حاجه ربه فحاج عيسى ربه
والله لقاه حجته بقوله أأنت قلت للناس الآية * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله سمع النبي صلى الله
عليه وسلم يقول إذا كان يوم القيامة جمعت الأمم ودعى كل أناس بامامهم قال ويدعى عيسى فيقول لعيسى يا عيسى
أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله فيقول سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس بحق إلى قوله يوم
ينفع الصادقين صدقهم * وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس
اتخذوني وأمي الهين من دون الله والناس يسمعون فراجعه بما قد رأيت فأقر له بالعبودية على نفسه فعلم من كان
يقول في عيسى ما كان يقول إنه انما كان يقول باطلا * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ان اعبدوا
الله ربى وربكم قال سيدي وسيدكم * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت
عليهم شهيدا اما دمت فيهم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي والنسائي وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن
عباس قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس انكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا ثم
قرأ كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين ثم قال الا وان أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم
ألا وانه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي أصحابي فيقال انك لا تدري ما أحدثوا
بعدك ما فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم فيقال
اما هؤلاء لم يزلوا مرتدين على أعقابهم مذ فارقتهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله كنت أنت الرقيب
عليهم قال الحفيظ * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله كنت أنت الرقيب قال
الحفيظ * قوله تعالى (ان تعذبهم) الآية * أخرج بن أبي شيبة في المصنف وأحمد والنسائي وابن مردويه
والبيهقي في سننه عن أبي ذر قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقرأ بآية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها
349

ان تعذبهم فإنهم عبادك الآية فلما أصبح قلت يا رسول الله ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت قال انى سالت ربى
الشفاعة لامتي فأعطانيها وهي نائلة إن شاء الله من لا يشرك بالله شيئا * وأخرج ابن ماجة عن أبي ذر قال قام النبي
صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها ان تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم * وأخرج
مسلم والنسائي وابن أبي الدنيا في حسن الظن وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني والبيهقي في الأسماء
والصفات عن عبد الله بن عمر وبن العاصي ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله في إبراهيم رب إنهن أضللن
كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه منى الآية وقال عيسى بن مريم ان تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فإنك أنت
العزيز الحكيم فرفع يديه فقال اللهم أمتي أمتي وبكى فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد فقل انا سنرضيك في أمتك
ولا نسوءك * وأخرج ابن مردويه عن أبي ذر قال بات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة يشفع لامته فكان
يصلى بهذه الآية ان تعذبهم فإنهم عبادك إلى آخر الآية كان بها يسجد وبها يركع وبها يقوم وبها يقعد حتى
أصبح * وأخرج ابن مردويه عن أبي ذر قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم بأبي أنت وأمي يا رسول الله قمت الليلة
بآية من القرآن ومعك قرآن لو فعل هذا بعضنا لو جدنا عليه قال دعوت لامتي قال فماذا أجبت قال أجبت بالذي
لو اطلع كثير منهم عليه تركوا الصلاة قال أفلا ابشر الناس قال بلى فقال عمر يا رسول الله انك ان تبعث إلى الناس
بهذا نكلوا عن العبادة فناداه ان ارجع فرجع وتلا الآية التي يتلوها ان تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم
فإنك أنت العزيز الحكيم * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس ان تعذبهم فإنهم عبادك يقول عبيدك قد
استوجبوا العذاب بمقالتهم وان تغفر لهم أي من تركت منهم ومد في عمره حتى أهبط من السماء إلى الأرض
يقتل الدجال فنزلوا عن مقالتهم ووحدوك وأقروا انا عبيد وان تغفر لهم حيث رجعوا عن مقالتهم فإنك أنت
العزيز الحكيم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله ان تعذبهم فإنهم عبادك يقول إن
تعذبهم تميتهم بنصرانيتهم فيحق عليهم العذاب فإنهم عبادك وان تغفر لهم فتخرجهم من النصرانية وتهديهم
إلى الاسلام فإنك أنت العزيز الحكيم هذا قول عيسى عليه السلام في الدنيا * قوله تعالى (قال الله) الآية
* أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم قال يقول هذا يوم
ينفع الموحدين توحيدهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى في قوله قال الله هذا يوم ينفع الصادقين
صدقهم قال هذا فصل بين كلام عيسى وهذا يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة
قال متكلمان تكلما يوم القيامة نبي الله عيسى وإبليس عدو الله فاما إبليس فيقول ان الله وعدكم
وعد الحق إلى قوله الا أن دعوتكم فاستجبتم لي وصدق عدو الله يومئذ وكان في الدنيا كاذبا
وأما عيسى فما قص الله عليكم في قوله وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس
اتخذوني وأمي الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي إلى آخر الآية فقال
الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم وكان صادقا في الحياة الدنيا وبعد
الموت * قوله تعالى (لله ملك السماوات) الآية * أخرج
أبو عبيد في فضائله عن أبي الزاهرية ان عثمان
رضي الله عنه كتب في آخر المائدة لله
ملك السماوات والأرض
والله سميع
بصير
* (تم الجزء الثاني من الدر المنثور ويليه الجزء الثالث وأوله سورة الأنعام) *
350