الكتاب: الدر المنثور
المؤلف: جلال الدين السيوطي
الجزء: ٦
الوفاة: ٩١١
المجموعة: مصادر التفسير عند السنة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

* (الجزء السادس) *
من كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور لامام أهل التحقيق
ورئيس ذوي التدقيق عمدة الأئمة المتقدمين والمتأخرين
وخاتمة الحفاظ المحدثين الامام الكبير
العلم الشهير جلال الدين عبد الرحمن
ابن أبي بكر السيوطي
رحمه الله تعالى
آمين
* (ولتمام النفع قد وضع بهامشه القرآن الشريف مع كتاب
تنوير المقباس تفسير حبر الأمة سيدنا عبد الله بن عباس وقد
جعل القرآن الشريف بأعلى الصحيفة وتفسير ابن عباس
رضي الله عنهما بأسفلها مميزا بينهما بجدول حلية من الطبع) *
الناشر
دار المعرفة
للطباعة والنشر
بيروت - لبنان
1

بسم الله الرحمن الرحيم
* (سورة شورى مكية) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت حم عسق بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن
الزبير رضي الله عنهما قال أنزلت بمكة حم عسق * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن جعفر بن محمد رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ذات ليلة حمعسق فرددها مرارا حم عسق في بيت ميمونة فقال يا ميمونة أمعك
حمعسق قالت نعم قال فاقرئيها فلقد نسيت ما بين أولها وآخرها * وأخرج الطبراني بسند صحيح عن ميمونة قالت
قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم حمعسق فقال يا ميمونة أتعرفين حمعسق لقد نسيت ما بين أولها وآخرها قالت
فقرأتها فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ونعيم بن حماد والخطيب عن
ابن 7 قال جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما وعنده حديفة بن اليمان رضي الله عنه فقال أخبرني
عن تفسير حمعسق فاعرض عنه ثم كرر مقالته فاعرض عنه ثم كررها الثالثة فلم يجبه فقال له حذيفة رضي الله عنه
أنا أنبئك بها لم كررتها نزلت في رجل من أهل بيته يقال له عبد إله أو عبد الله ينزل على نهر من أنهار المشرق يبنى
عليه مدينتين يشق النهر بينهما شقا يجتمع فيها كل جبار عنيد فإذا أذن الله في زوال ملكهم وانقطاع دولتهم
ومدتهم بعث الله على إحداهما نارا ليلا فتصبح سوداء مظلمة قد احترقت كأنها لم تكن مكانها وتصبح صاحبتها
متعجبة كيف أفلتت فما هو الا بياض يومها وذلك حتى يجتمع فيها كل جبار عنيد منهم ثم يخسف الله بها وبهم
جميعا فذلك عدل منه سين يعنى سيكون ق يعنى واقع بهاتين المدينتين * وأخرج أبو يعلى وابن عساكر بسند
ضعيف عن أبي معاوية رضي الله عنه قال صعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه المنبر فقال يا أيها الناس هل سمع
أحد منكم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ حمعسق فوثب ابن عباس رضي الله عنهما فقال إن حم اسم من
أسماء الله تعالى قال فعين قال عاين المذكور عذاب يوم بدر قال فسين قال سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون قال
فقاف فسكت فقام أبو ذر رضي الله عنه ففسر كما فسر ابن عباس رضي الله عنه وقال قاف قارعة من السماء تصيب
الناس * قوله تعالى (تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن) الآية * أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما
2

قال كنا نقرأ هذه الآية تكاد السماوات ينفطرن من فوقهن * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في
العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما تكاد السماوات ينفطرن من فوقهن قال ممن فوقهن وقرأها خصيف بالتاء
المشددة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه تكاد السماوات يتفطرن من
فوقهن قال من عظمة الله تعالى وجلاله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والحاكم وصححه
عن ابن عباس رضي الله عنهما تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن قال من الثقل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ويستغفرون لمن في الأرض قال الملائكة عليهم السلام يستغفرون
للذين آمنوا * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن إبراهيم قال كان أصحاب عبد الله يقولون الملائكة خير من ابن
الكواء يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض وابن الكواء يشهد عليهم بالكفر * وأخرج ابن جرير
عن السدى رضي الله عنه وتنذر يوم الجمع قال يوم القيامة * قوله تعالى (فريق في الجنة وفريق في السعير)
* أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال أتدرون ما هذان الكتابان قلنا لا الا ان تخبرنا يا رسول
الله قال للذي في يده اليمنى هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على
آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم قال للذي في شماله هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل النار وأسماء
آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا فقال أصحابه ففيم العمل يا رسول الله ان
كان قد فرغ منه فقال سددوا وقاربوا فان صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وان عمل أي عمل ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم بيديه فنبذهما ثم قال فرغ ربكم من العباد فريق في الجنة وفريق في السعير * وأخرج ابن
مردويه عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده كتاب ينظر فيه قال
انظروا إليه كيف وهو أمي لا يقرأ قال فعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا كتاب من رب العالمين
بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم وقال فريق في الجنة وفريق في السعير
فرغ ربكم من أعمال العباد * قوله تعالى (وما اختلفتم فيه من شئ) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن مجاهد وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله قال فهو يحكم فيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن قتادة جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الانعام أزواجا يذرؤكم فيه قال عيش من الله يعيشكم الله فيه
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه يدرؤكم فيه قال نسلا من
بعد نسل من الناس والانعام * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله يذرؤكم قال يخلقكم * وأخرج عبد بن
حميد والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي وائل رضي الله عنه قال بينما عبد الله رضي الله عنه يمدح ربه إذ قال
مصعد نعم الرب يذكر فقال عبد الله انى لأجله عن ذلك ليس كمثله شئ وهو السميع البصير * قوله تعالى (يبسط
الرزق لمن يشاء) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه وأبو نعيم
في الحلية عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار نور السماوات من نور وجهه وان
مقدار كل يوم من أيامكم عنده ثنتا عشرة ساعة فيعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار واليوم فينظر فيه ثلاث
ساعات فيطلع منها على ما يكره فيغضبه ذلك وأول من يعلم بغضبه الذين يحملون العرش وسرادقات العرش
والملائكة المقربون وسائر الملائكة وينفخ جبريل في القرن فلا يبقى شئ الا سمعه الا الثقلين الجن والإنس
فيسبحونه ثلاث ساعات حتى يمتلئ الرحمن رحمة فتلك ست ساعات ثم يؤتى بما في الأرحام فينظر فيها ثلاث ساعات
فيصوركم في الأرحام كيف يشاء لا اله الا هو العزيز الحكيم يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور
حتى بلغ عليم فتلك تسع ساعات ثم ينظر في أرزاق الخلق كله ثلاث ساعات فيبسط الرزق لمن يشاء ويقدر انه بكل
شئ عليم فتلك ثنتا عشرة ساعة ثم قال كل يوم هو في شان فهذا شأن ربكم كل يوم * قوله تعالى (شرع لكم من
الدين) الآيات * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا قال وصاك يا محمد وأنبياءه كلهم دينا واحدا * وأخرج عبد الرزاق وعبد
3

ابن حميد وابن جرير عن قتادة شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا قال الحلال والحرام * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن قتادة رضي الله عنه قال بعث نوح عليه السلام حين بعث بالشريعة بتحليل الحلال وتحريم الحرام
* وأخرج ابن المنذر عن زيد بن رفيع بقية أهل الجزيرة قال بعث الله نوحا عليه السلام وشرع له الدين فكان
الناس في شريعة نوح عليه السلام ما كانوا فما أطفاها الا الزندقة ثم بعث الله موسى عليه السلام وشرع له الدين
فكان الناس في شريعة من بعد موسى ما كانوا فما أطفاها الا الزندقة ثم بعث الله عيسى عليه السلام وشرع له
الدين فكان الناس في شريعة عيسى عليه السلام ما كانوا فما أطفاها الا الزندقة قال ولا يخاف على هلاك هذا
الدين الا الزندقة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحكم قال شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا قال جاء نوح
عليه السلام بالشريعة بتحريم الأمهات والأخوات والبنات * وأخرج ابن جرير عن السدى رضي الله عنه ان
أقيموا الدين قال اعملوا به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ان أقيموا الدين ولا تتفرقوا
فيه قال تعلموا ان الفرقة هلكة وان الجماعة ثقة كبر على المشركين ما تدعوهم إليه قال استكبر المشركون ان
قيل لهم لا إله إلا الله ضانها إبليس وجنوده ليردوها فأبى الله الا ان يمضيها وينصرها ويظهرها على ما ناواها وهي كلمة
من خاصم بها فلج ومن انتصر بها نصر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه الله
يجتبي إليه من يشاء قال يخلص لنفسه من يشاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
بغيا بينهم قال كثرت أموالهم فبغى بعضهم على بعض * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله ويهدى
إليه من ينيب قال من يقبل إلى طاعة الله وفي قوله وان الذين أورثوا الكتاب من بعدهم قال اليهود والنصارى
* وأخرج عبد بن حميد عن كعب رضي الله عنه وما تفرقوا الا من بعدما جاءهم العلم بغيا بينهم قال في الدنيا
* قوله تعالى (وأمرت لأعدل بينكم) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وأمرت لأعدل بينكم قال أمر
نبي الله صلى الله عليه وسلم ان يعدل فعدل حتى مات والعدل ميزان الله في الأرض به يأخذ للمظلوم من الظالم
وللضعيف من الشديد وبالعدل يصدق الله الصادق ويكذب الكاذب وبالعدل يرد المعتدى ويوبخه * وأخرج
الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لا حجة بيننا وبينكم قال لا خصومة
بيننا وبينكم * قوله تعالى (والذين يحاجون في الله) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله والذين يحاجون في الله من بعدما استجيب له قال هم أهل الكتاب كانوا يجادلون
المسلمين ويصدونهم عن الهدى من بعدما استجابوا لله وقال هم قوم من أهل الضلالة وكان استجيب على ضلالتهم
وهم يتربصون بان تأتيهم الجاهلية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
والذين يحاجون في الله من بعدما استجيب له قال طمع رجال بان تعود الجاهلية * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله والذين يحاجون في الله الآية قال هم اليهود والنصارى
حاجوا المسلمين في ربهم فقالوا أنزل كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم فنحن أولى بالله منكم فأنزل الله من كان يريد
حرث الآخرة نزد له في حرثه وما كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب وأما قوله من بعد
ما استجيب له قال من بعدما استجاب المسلمون لله وصلوا لله * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه
والذين يحاجون في الله من بعدما استجيب له الآية قال قال أهل الكتاب لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نحن أولى
بالله منكم فأنزل الله والذين يحاجون في الله من بعدما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم يعنى أهل الكتاب
* وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح قال المشركون بمكة لمن بين
أظهرهم من المؤمنين قد دخل الناس في دين الله أفواجا فاخرجوا من بين أظهرنا فعلام تقيمون بين أظهرنا فنزلت
والذين يحاجون في الله من بعدما استجيب له الآية * قوله تعالى (الله الذي أنزل الكتاب) * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان قال العدل
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنه انه كان واقفا بعرفة فنظر إلى الشمس حين تدلت مثل الترس
للغروب فبكى واشتد بكاؤه وتلا قول الله تعالى الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان إلى العزير فقيل له فقال
4

ذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بمكاني هذا فقال أيها الناس لم يبق من دنياكم هذه فيما مضى
الا كما بقى من يومكم هذا فيما مضى * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قد كان الرجل
منا يدخل الخلاء فيحمل الإداوة من الماء فإذا خرج توضأ خشية من أن تقوم الساعة وأن يكون عنده الفضلة من
الطعام فيقول لا آكلها حتى تقوم الساعة * وأخرج أحمد وهناد بن السرى والطبراني وابن مردويه والضياء عن
جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين * قوله تعالى (يستعجل بها) الآية
* أخرج ابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لا تقوم الساعة حتى يتمناها المتمنون فقيل له يستعجل بها
الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها قال انما يتمنونها خشية على ايمانهم * قوله تعالى (من كان يريد
حرث الآخرة) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله من كان يريد حرث الآخرة قال عيش الآخرة
نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها الآية قال من يؤثر دنياه على آخرته لم يجعل له نصيبا في الآخرة
الا النار ولم يزدد بذلك من الدنيا شيئا الا رزقا قد فرغ منه وقسم له * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة
من كان يريد حرث الآخرة قال من كان يريد عيش الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها
وماله في الآخرة من نصيب قال من يؤثر دنياه على آخرته لم يجعل الله له نصيبا في الآخرة الا النار ولم يزدد بذلك من
الدنيا شيئا الا رزقا قد فرغ منه وقسم له * وأخرج ابن مردويه من طريق قتادة عن أنس رضي الله عنه ومن
كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب قال نزلت في اليهود * وأخرج أحمد والحاكم
وصححه وابن مردويه وابن حبان عن أبي بن كعب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بشر هذه
الأمة بالسنا والرفعة والنصر والتمكين في الأرض ما لم يطلبوا الدنيا بعمل الآخرة فمن عمل منهم عمل الآخرة
للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه الآية ثم قال يقول
الله ابن آدم تفرغ لعبادتي أملا صدرك غنى وأسد فقرك والا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك
* وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا من جعل الهم هما واحدا كفاه الله هم دنياه
ومن تشعبته الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر عن علي رضي الله عنه
قال الحرث حرثان فحرث الدنيا المال والبنون وحرث الآخرة الباقيات الصالحات * وأخرج ابن المبارك
عن مرة رضي الله عنه قال ذكر عند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوم قتلوا في سبيل الله فقال إنه ليس على
ما تذهبون وترون انه إذا التقى الزحفان نزلت الملائكة فكتبت الناس على منازلهم فلان يقاتل للدنيا وفلان
يقاتل للملك وفلان يقاتل للذكر ونحو هذا وفلان يقاتل يريد وجه الله فمن قتل يريد وجه الله فذلك في الجنة
* وأخرج ابن النجار في تاريخه عن رزين بن حصين رضي الله عنه قال قرأت القرآن من أوله إلى آخره على على
ابن أبي طالب رضي الله عنه فلما بلغت الحواميم قال لي قد بلغت عرائس القرآن فلما بلغت اثنتين وعشرين آية
من حم عسق بكى ثم قال اللهم إني أسألك إخبات المخبتين واخلاص الموقنين ومرافقة الأبرار واستحقاق حقائق
الايمان والغنيمة من كل بر والسلامة من كل اثم ورجوت رحمتك والفوز بالجنة والنجاة من النار ثم قال يا رزين
إذا ختمت فادع بهذه فان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني ان أدعو بهن عند ختم القرآن * قوله تعالى
(أم لهم شركاء) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ولولا كلمة الفصل قال يوم
القيامة أخروا إليه وفي قوله روضات الجنة قال المكان الموفق * قوله تعالى (لهم ما يشاؤن) * أخرج ابن
جرير عن أبي ظبية رضي الله عنه قال إن السرب من أهل الجنة لتظلهم السحابة فتقول ما أمطركم قال فما
يدعو داع من القوم بشئ الا أمطرتهم حتى أن القائل منهم ليقول أمطرينا كواعب أترابا * قوله تعالى (قل
لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى) * أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير
وابن مردويه من طريق طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما انه سئل عن قوله الا المودة في القربى فقال
سعيد بن جبير رضي الله عنه قربى آل محمد فقال ابن عباس رضي الله عنه عجلت ان النبي صلى الله عليه وسلم لم
5

يكن بطن من قريش الا كان له فيهم قرابة فقال الا ان تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة * وأخرج ابن أبي حاتم
والطبراني وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال لهم رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا أسألكم عليه أجرا الا ان تودوني في نفسي لقرابتي منكم وتحفظوا القرابة التي بيني وبينكم
* وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن
الشعبي رضي الله عنه قال أكثر الناس علينا في هذه الآية قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى فكتبنا
إلى ابن عباس رضي الله عنه نسأله فكتب ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
واسط النسب في قريش ليس بطن من بطونهم الا وقد ولدوه فقال الله قل لا أسألكم عليه أجرا على ما أدعوكم
إليه الا المودة في القربى تودوني لقرابتي منكم وتحفظوني بها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والطبراني من طريق على عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الا المودة في القربى قال كان لرسول الله صلى
الله عليه وسلم قرابة من جميع قريش فلما كذبوه وأبوا ان يبايعوه قال يا قوم إذ أبيتم ان تبايعوني فاحفظوا
قرابتي فيكم ولا يكون غيركم من العرب أولى بحفظي ونصرتي منكم * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من
طريق الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت هذه الآية بمكة وكان المشركون يؤذون رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى قل لهم يا محمد لا أسألكم عليه يعنى على ما أدعوكم إليه أجرا عوضا من الدنيا الا المودة
في القربى الا الحفظ لي في قرابتي فيكم قال المودة انما هي لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قرابته فلما هاجر إلى
المدينة أحب ان يلحقه بإخوته من الأنبياء عليهم السلام فقال قل ما سألتكم من أجر فهو لكم ان أجرى الا على
الله يعنى ثوابه وكرامته في الآخرة كما قال نوح عليه السلام وما أسألكم عليه من أجر ان أجرى الا على رب
العالمين وكما قال هود وصالح وشعيب لم يستثنوا أجرا كما استثنى النبي صلى الله عليه وسلم فرده عليهم وهي منسوخة
* وأخرج أحمد وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه من طريق مجاهد رضي الله عنه
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في الآية قل لا أسألكم على ما أتيتكم به من البينات
والهدى أجرا الا ان تودوا الله وان تتقربوا إليه بطاعته * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى قال أن تتبعوني وتصدقوني وتصلوا رحمي * وأخرج عبد بن حميد
وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال إن محمدا قال لقريش لا أسألكم
من أموالكم شيئا ولكن أسألكم ان تودوني لقرابة ما بيني وبينكم فإنكم قومي وأحق من أطاعني وأجابني
* وأخرج ابن مردويه من طريق ابن المبارك عن ابن عباس في قوله الا المودة في القربى قال تحفظوني في قرابتي
وأخرج ابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم لم يكن في قريش بطن الا وله فيهم أم حتى كانت له من هذيل أم فقال الله قل لا أسألكم عليه أجرا الا ان
تحفظوني في قرابتي ان كذبتموني فلا تؤذوني * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق مقسم
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قالت الأنصار فعلنا وفعلنا وكأنهم فخروا فقال ابن عباس رضي الله عنهما
لنا الفضل عليكم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم في مجالسهم فقال يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة
فأعزكم الله قالوا بلى يا رسول الله قال أفلا تجيبوني قالوا ما تقول يا رسول الله قال ألا تقولون ألم يخرجك قومك
فآويناك أولم يكذبوك فصدقناك أولم يخذلوك فنصرناك فما زال يقول حتى جثوا على الركب وقالوا أموالنا وما في
أيدينا لله ورسوله فنزلت قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه
بسند ضعيف من طريق سعيد من جبير قال قالت الأنصار فيما بينهم لولا جمعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مالا
يبسط يده لا يحول بينه وبينه أحد فقالوا يا رسول الله انا أردنا أن نجمع لك من أموالنا فأنزل الله قل لا أسألكم عليه
أجرا الا المودة في القربى فخرجوا مختلفين فقالوا لمن ترون ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم انما
قال هذا لنقاتل عن أهل بيته وننصرهم فأنزل الله أم يقولون افترى على الله كذبا إلى قوله وهو الذي يقبل التوبة
عن عباده فعرض لهم بالتوبة إلى قوله ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله هم الذين
6

قالوا هذا ان يتوبوا إلى الله ويستغفرونه * وأخرج أبو نعيم والديلمي من طريق مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى ان تحفظوني في أهل بيتي
وتودوهم بي * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند ضعيف من طريق سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى قالوا يا رسول الله من قرابتك
هؤلاء الذين وجبت مودتهم قال على وفاطمة وولداها * وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن جبير الا المودة في
القربى قال قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن أبي الديلم قال لما جئ بعلي بن الحسين رضي الله عنه
أسيرا فأقيم على درج دمشق قام رجل من أهل الشام فقال الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم فقال له على
ابن الحسين رضي الله عنه أقرأت القرآن قال نعم قال أقرأت آل حم قال لا قال اما قرأت قل لا أسألكم عليه أجرا الا
المودة في القربى قال فإنكم لأنتم هم قال نعم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ومن يقترف حسنة قال المودة
لآل محمد * وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي والحاكم عن المطلب بن ربيعة رضي الله عنه قال دخل
العباس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انا لنخرج فنرى قريشا تحدث فإذا رأونا سكتوا فغضب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ودر عرق بين عينيه ثم قال والله لا يدخل قلب امرئ مسلم ايمان حتى يحبكم لله ولقرابتي * وأخرج
مسلم والترمذي والنسائي عن زيد بن أرقم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أذكركم الله في أهل بيتي * وأخرج
الترمذي وحسنه وابن الأنباري في المصاحف عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى
الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما * وأخرج الترمذي
وحسنه والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبوا الله لما
يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي * وأخرج البخاري عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
قال ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته * وأخرج ابن عدي عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من أبغضنا أهل البيت فهو منافق * وأخرج الطبراني عن الحسن بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يبغضنا أحد ولا يحسدنا أحد الا ذيد يوم القيامة بسياط من نار * وأخرج أحمد وابن حبان والحاكم عن أبي
سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت رجل الا أدخله الله النار
* واخرج الطبراني والخطيب من طريق أبى الضحى عن ابن عباس قال جاء العباس إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال إنك قد تركت فينا ضغائن منذ صنعت الذي صنعت فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يبلغوا الخير
أو الايمان حتى يحبوكم * وأخرج الخطيب من طريق أبى الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها
قالت أتى العباس بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انا لنعرف الضغائن في أناس
من قومنا من وقائع أوقعناها فقال أما والله انهم لن يبلغوا خيرا حتى يحبوكم لقرابتي ترجو سليم شفاعتي ولا
يرجوها بنو عبد المطلب * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لكل شئ أساس وأساس الاسلام حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب أهل بيته
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى قال
ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسألهم على هذا القرآن أجرا ولكنه أمرهم ان يتقربوا إلى الله بطاعته
وحب كتابه * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال كل من تقرب إلى الله
بطاعته وجبت عليه محبته * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله الا المودة في القربى قال الا التقرب إلى الله
بالعمل الصالح * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال كن له عشر أمهات في المشركات وكان إذا مر بهم
آذوه في تنقيصهن وشتمهن فهو قوله الا المودة في القربى يقول لا تؤذوني في قرابتي * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان الله غفور شكور قال غفور للذنوب شكور للحسنات
يضاعفها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله فان يشاء الله يختم على قلبك قال إن يشاء
7

الله أنساك ما قد آتاك والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وهو الذي يقبل التوبة) الآيتين * أخرج عبد الرزاق وابن
المنذر عن الزهري في قوله وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ان أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته في المكان الذي يخاف ان يقتله فيه العطش * وأخرج
مسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أفرح بتوبة أحدكم من
أحدكم بضالته إذا وجدها * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لله أفرج بتوبة العبد من رجل نزلا منزلا مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه
فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته فطلبها حتى إذا اشتد عليه العطش والحر قال ارجع إلى مكاني الذي كنت
فيه فأنام حتى أموت فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده عليها زاده وطعامه وشرابه فالله أشد فرحا
بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته زاده * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه انه سئل عن الرجل يفجر بالمرأة
ثم يتزوجها قال لا باس به ثم قرأ وهو الذي يقبل التوبة عن عباده * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن عتبة
ابن الوليد حدثني بعض الرهاويين قال سمع جبريل عليه السلام خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام وهو يقول
يا كريم العفو فقال له جبريل عليه السلام وتدري ما كريم العفو قال لا يا جبريل قال إن يعفو عن السيئة
ويكتبها حسنة * وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن الأخنس قال امترينا في قراءة هذا الحرف ويعلم
ما يفعلون أو تفعلون فأتينا ابن مسعود فقال تفعلون * وأخرج عبد بن حميد عن علقمة رضي الله عنه انه قرأ في
حم عسق ويعلم ما تفعلون بالتاء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن سلمة بن سبرة
رضي الله عنه قال خطبنا معاذ رضي الله عنه فقال أنتم المؤمنون وأنتم أهل الجنة والله انى لأطمع أن يكون عامة
من تنصبون بفارس والروم في الجنة فان أحدهم يعمل الخير فيقول أحسنت بارك الله فيك أحسنت رحمك
الله والله يقول ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله * وأخرج ابن جرير من طريق قتادة
عن أبي إبراهيم اللخمي في قوله ويزيدهم من فضله قال يشفعون في اخوان إخوانهم * قوله تعالى (ولو بسط الله
الرزق) الآية * أخرج ابن المنذر وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن
مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الايمان بسند صحيح عن أبي هانئ الخولاني قال سمعت عمرو بن
حريث وغيره يقولون انما أنزلت هذه الآية في أصحاب الصفة ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض وذلك
انهم قالوا لو أن لنا فتمنوا الدنيا * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن علي رضي الله عنه قال انما أنزلت هذه
الآية في أصحاب الصفة ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض وذلك انهم قالوا لو أن لنا فتمنوا الدنيا * وأخرج
ابن جرير عن قتادة في الآية قال يقال خير الرزق ما لا يطغيك ولا يلهيك قال ذكر لنا ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال أخوف ما أخاف على أمتي زهرة الدنيا وزخرفها فقال له قائل يا نبي الله هل يأتي الخير بالشر فأنزل
الله عليه عند ذلك ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض وكان إذا نزل عليه كرب لذلك وتربد وجهه حتى
إذا سرى عنه قال هل يأتي الخير بالشر يقولها ثلاثا ان الخير لا يأتي الا بالخير ولكنه والله ما كان ربيع قط الا
أحبط أو ألم فاما عبد أعطاه الله مالا فوضعه في سبيل الله التي افترض وارتضى فذلك عبد أريد به خير وعزم
له على الخير واما عبد أعطاه الله مالا فوضعه في شهواته ولذاته وعدل عن حق الله عليه فذلك عبد أريد به شر
وعزم له على شر * وأخرج أحمد والطيالسي والبخاري ومسلم والنسائي وأبو يعلى وابن حبان عن أبي سعيد
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا
وزينتها فقال له رجل يا رسول الله أو يأتي الخير بالشر فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأينا أنه ينزل عليه
فقيل له ما شأنك تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكلمك فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل
يمسح عنه الرحضاء فقال أين السائل فرأينا أنه حمده فقال إن الخير لا يأتي بالشر وان مما ينبت الربيع يقتل حبطا
أو يلم الا آكلة الخضر فإنها أكللت حتى امتلأت خاصرتاها فاستقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت وان
8

المال حلوة خضرة ونعم صاحبها المسلم هو ان وصل الرحم وأنفق في سبيل الله ومثل الذي يأخذه بغير حقه كمثل
الذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ولو بسط الله الرزق
لعباده لبغوا في الأرض قال كان يقال خير العيش ما لا يغنيك ولا يلهيك * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء
والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر في تاريخه عن أنس رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله عز وجل قال يقول الله عز وجل من أهان لي وليا فقد بارزني
بالمحاربة وإني لأغضب لأوليائي كما يغضب الليث الحر ودوما تقرب إلى عبدي المؤمن بمتل أداء ما افترضت عليه
وما يزال عبدي المؤمن يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا ان دعاني
أجبته وان سألني أعطيته وما ترددت في شئ أنا فاعله ترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت وأكره
مساءته ولا بد له منه وان من عبادي المؤمنين لمن يسألني الباب من العبادة فاكفه عنه أن لا يدخله عجب فيفسده
ذلك وان من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح ايمانه الا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك وان من عبادي المؤمنين لمن
لا يصلح ايمانه الا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك انى أدبر أمر عبادي بعلمي بقلوبهم انى عليم خبير * وأخرج ابن
المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا قال المطر * قوله تعالى (وهو الذي ينزل
الغيث) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال ذكر لنا أن رجلا قال لعمر رضي الله عنه
يا أمير المؤمنين فحط المطر وقنط الناس فقال عمر مطرتم إذا ثم قرأ وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله من بعد ما قنطوا قال يئسوا
* وأخرج ابن المنذر عن ثابت رضي الله عنه قال بلغنا أنه يستجاب الدعاء عند المطر ثم تلا هذه الآية وهو الذي
ينزل الغيث من بعد ما قنطوا * وأخرج الحاكم والبيهقي في سننه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ثنتان ما تردان الدعاء عند النداء وتحت المطر * وأخرج الطبراني والبيهقي عن أبي امامة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن عند
التقاء الصفوف في سبيل الله وعند نزول الغيث وعند إقامة الصلاة وعند رؤية الكعبة * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وما بث فيهما من دابة قال الناس والملائكة والله أعلم
* قوله تعالى (وما أصابكم) الآية * أخرج أحمد وابن راهويه وابن منيع وعبد بن حميد والحكيم الترمذي
وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ألا أخبركم
بأفضل آية في كتاب الله حدثنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو
عن كثير وسأفسرها لك يا علي ما أصابك من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فيما كسبت أيديكم والله أكرم
من أن يثنى عليكم العقوبة في الآخرة وما عفا الله عنه في الدنيا فالله أكرم من أن يعود بعد عفوه * وأخرج سعيد
ابن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن البصري رضي الله عنه قال لما نزلت هذه
الآية وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما من خدش
عود ولا اختلاج عرق ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم الا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر * وأخرج عبد بن حميد
والترمذي عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يصيب عبدا نكبة فما فوقها أو دونها
الا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر وقرأ وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الكفارات وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن عمران ابن
حصين رضي الله عنه أنه دخل عليه بعض أصحابه وكان قد ابتلى في جسده فقال انا لنبأس لك لما ترى فيك قال فلا
تبتئس لما ترى هو بذنب وما يعفو الله عنه أكثر ثم تلا وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير
* وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن الضحاك قال
ما تعلم أحد القرآن ثم نسيه الا بذنب يحدثه ثم قرأ هذه الآية وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم وقال
وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن العلاء بن بدر رضي الله عنه ان رجلا
9

سأله عن هذه الآية وقال قد ذهب بصرى وأنا غلام صغير قال ذلك بذنوب والديك * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن قتادة رضي الله عنه وما أصابكم من مصيبة الآية قال ذكر لنا
ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لا يصبب ابن آدم خدش عود ولا اختلاج عرق الا بذنب وما يعفو الله عنه
أكثر * وأخرج ابن مردويه عن البراء رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما عثرة قدم ولا اختلاج
عرق ولا خدش عود الا بما قدمت أيديكم وما يعفو الله عنه أكثر * وأخرج ابن سعد عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه
ان أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما كانت تصدع فتضع يدها على رأسها وتقول بذنبي وما يغفره
الله أكثر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله وما أصابكم
من مصيبة فبما كسبت أيديكم قال الحدود * قوله تعالى (ومن آياته الجواري) * أخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ومن آياته الجواري في البحر قال السفن كالاعلام قال كالجبال
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال سفن هذا البحر تجرى بالريح فإذا
أمسكت عنها لريح ركدت * وأخرج ابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فيظللن
رواكد على ظهره قال لا يتحركن ولا يجربن في البحر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما رواكد قال وقوفا أو يوبقهن قال يهلكهن * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك أو يوبقهن
قال يغرقهن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه أو يوبقهن قال يهلكهن * وأخرج ابن
جرير عن السدى رضي الله عنه ما لهم من محيص من ملجا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن
قتادة أو يوبقهن بما كسبوا قال بذنوب أهلها * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي ظبيان قال كنا نعرض المصاحف
عند علقمة رضي الله عنه فقرأ هذه الآية ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور فقال قال عبد الله الصبر نصف
الايمان * وأخرج سعيد بن منصور عن الشعبي رضي الله عنه قال الشكر نصف الايمان والصبر نصف الايمان
واليقين الايمان كله وقرأ ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور وآية للموقنين * قوله تعالى (وأمرهم شورى
بينهم) * أخرج عبد بن حميد والبخاري في الأدب وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه قال ما تشاور قوم قط
الا هدوا وأرشد أمرهم ثم تلا وأمرهم شورى بينهم * وأخرج الخطيب في رواة مالك عن علي رضي الله عنه قال
قلت يا رسول الله الامر ينزل بنا بعدك لم ينزل فيه قرآن ولم يسمع منك فيه شئ قال اجمعوا له العابد من أمتي واجعلوه
بينكم شورى ولا تقضوه برأي واحد * وأخرج الخطيب في رواة مالك عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا
استرشدوا العقل ترشدوا ولا تعصوه فتندموا * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال من أراد أمرا فشاور فيه وقضى هدى لأرشد الأمور * وأخرج البيهقي عن يحيى بن أبي
كثير رضي الله عنه قال قال سليمان بن داود عليه السلام لابنه يا بنى عليك بخشية الله فإنها إعانة كل شئ يا بنى
لا تقطع أمرا حتى تؤامر مرشدا فإنك إذا فعلت ذلك رشدت عليه يا بنى عليك بالحبيب الأول فان الأخير لا يعدله
قوله تعالى (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه في قوله والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون قال كانوا يكرهون
للمؤمنين أن يستذلوا وكانوا إذا قدروا عفوا * وأخرج عبد بن حميد عن منصور قال سالت إبراهيم عن قوله
والذين إذا أصابهم هم ينتصرون قال كانوا يكرهون للمؤمنين ان يذلوا أنفهسم فيجترئ الفساق عليهم * وأخرج
النسائي وابن ماجة وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت دخلت على زينب وعندي رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأقبلت على تسبني فردعها النبي صلى الله عليه وسلم فلم تنته فقال لي سبيها فسببتها حتى جف ريقها في فمها
ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم متهلل سرورا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن علي بن زيد بن
جدعان رضي الله عنه قال لم أسمع في الأنصار مثل حديث حدثني به أم ولد أبى محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت
كنت في البيت وعندنا زينب بنت جحش فدخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فأقبلت عليه زينب فقالت ما كل
واحدة منا عندك الا على خلابة ثم أقبلت على تسبني فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولي لها كما تقول لك فأقبلت
10

عليها وكنت أطول وأجود لسانا منها فقامت * وأخرج ابن جرير عن السدى رضي الله عنه والذين إذا أصابهم
البغي هم ينتصرون قال ينتصرون ممن بغى عليهم من غير أن يعتدوا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريح رضي الله عنه
في قوله والذين إذا أصابهم البغي قال هذا محمد صلى الله عليه وسلم ظلم وبغى عليه وكذب هم ينتصرون قال
ينتصر محمد صلى الله عليه وسلم بالسيف * قوله تعالى (وجزاء سيئة سيئة مثلها) * أخرج ابن المنذر عن ابن
جريح في قوله وجزاء سيئة سيئة مثلها قال ما يكون من الناس في الدنيا مما يصيب بعضهم بعضا والقصاص
* وأخرج أحمد وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المستبان ما قالا
من شئ فعلى البادئ حتى يعتدى المظلوم ثم قرأ وجزاء سيئة سيئة مثلها * وأخرج ابن جرير عن السدى رضي الله عنه
في قوله وجزاء سيئة مثلها قال إذا شتمك فاشتمه بمثلها من غير أن تعتدي * وأخرج ابن جرير عن ابن أبي
نجيح في قوله وجزاء سيئة سيئة مثلها قال يقول أخزاه الله فيقول أخزاه الله * قوله تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره
على الله) * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان
يوم القيامة أمر الله مناديا ينادى الا ليقم من كان له على الله أجرة لا يقوم الا من عفا في الدنيا وذلك قوله فمن عفا
وأصلح فأجره على الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا
كان يوم القيامة نادى مناد من كان له على الله أجر فليقم فيقوم عنق كثيرة فيقال لهم ما أجركم على الله فيقولون
نحن الذين عفونا عمن ظلمنا وذلك قول الله فمن عفا وأصلح فأجره على الله فيقال لهم ادخلوا الجنة بإذن الله
* وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا وقف العباد للحساب ينادى مناد ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة ثم نادى الثانية ليقم من
أجره على الله قالوا ومن ذا الذي أجره على الله قال العافون عن الناس فقام كذا وكذا ألفا فدخلوا الجنة بغير حساب
* وأخرج البيهقي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينادى مناد من كان أجره على الله
فليدخل الجنة مرتين فيقوم من عفا عن أخيه قال الله فمن عفا وأصلح فأجره على الله * وأخرج ابن مردويه عن
الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول مناد من عند الله يقول أين الذين أجرهم على
الله فيقوم من عفا في الدنيا فيقول الله أنتم الذين عفوتم لي ثوابكم الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر
عند محمد بن المنكدر رضي الله عنه قال إذا كان يوم القيامة صرخ صارخ الأرض ألا من كان له على الله حق
فليقم فيقوم من عفا وأصلح * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ينادى مناد يوم القيامة لا يقوم اليوم أحد الا من له عند الله يد فتقول الخلائق سبحانك بل لك
اليد فيقول بلى من عفا في الدنيا بعد قدرة * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال موسى بن عمران عليه السلام يا رب من أعز عبادك عندك قال من إذا قدر
عفا * وأخرج أحمد وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رجلا شتم أبا بكر رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه
وسلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه
وسلم وقام فلحقه أبو بكر رضي الله عنه فقال يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت
وقمت قال إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلما أكن لأقعد مع الشيطان ثم قال
يا أبا بكر نلت من حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله الا أعز الله بها نصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة
الا زاده الله بها كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة الا زاده الله بها قلة * قوله تعالى (ولمن انتصر بعد ظلمه)
الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن قتادة رضي الله عنه ولمن انتصر بعد ظلمه
فاؤلئك ما عليهم من سبيل قال هذا في الخماشة تكون بين الناس فاما ان ظلمك رجل فلا تظلمه وان فجر بك فلا تفجر
به وان خانك فلا تخنه فان المؤمن هو الموفي المؤدى وان الفاجر هو الخائن الغادر * وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي
والبزار وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعا على من ظلمه فقد
انتصر * وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة رضي الله عنها ان سارقا سرق لها فدعت عليه فقال لها النبي صلى الله عليه
11

وسلم لا تسبخي عليه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ولمن انتصر بعد ظلمه قال لمحمد صلى
الله عليه وسلم أيضا انتصاره بالسيف وفى قوله انما السبيل على الذين يظلمون الناس الآية قال من أهل الشرك
* وأخرج ابن جرير عن السدى رضي الله عنه في قوله هل إلى مرد من سبيل يقول إلى الدنيا * قوله تعالى (وتراهم
يعرضون عليها) الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ينظرون من طرف خفى قال
ذليل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه مثله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد
وابن المنذر عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله ينظرون من طرف خفى قال يسارقون النظر إلى النار * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه مثله * وأخرج عبد بن حميد عن خلف بن حوشب رضي الله عنه
قال قرأ زيد بن صوحان رضي الله عنه استجيبوا لربكم من قبل ان يأتي يوم لا مرد له من الله فقال لبيك من زيد لبيك
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله من ملجأ يومئذ قال تحرز وما لكم من نكير
ناصر ينصركم * قوله تعالى (يهب لمن يشاء إناثا) * أخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه
والبيهقي في سننه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أولادكم هبة الله يهب لمن يشاء
إناثا ويهب لمن يشاء الذكور فهم وأموالكم لكم إذا احتجتم إليها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من بركة المرأة ابتكارها بالأنثى لان الله قال يهب لمن يشاء إناثا
ويهب لمن يشاء الذكور * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه يهب لمن يشاء إناثا
ويهب لمن يشاء الذكور قال لا إناث معهم أو يزوجهم ذكرانا وإناثا قال يولد له جارية وغلام ويجعل من يشاء عقيما
لا يولد له * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك رضي الله عنه يهب لمن يشاء إناثا قال يكون الرجل لا يولد له الا الإناث
ويهب لمن يشاء الذكور قال يكون الرجل لا يولد له الا الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا قال يكون الرجل يولد له
الذكور والإناث ويجعل من يشاء عقيما قال يكون الرجل لا يولد له * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن
الحنفية أو يزوجهم ذكرانا وإناثا قال التوأم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويجعل
من يشاء عقيما قال الذي لا يولد له ولد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ويجعل من يشاء
عقيما قال لا يلقح * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبد الله بن الحرث بن عمير أن أبا بكر رضي الله عنه أصاب
وليدة له سوداء فعزلها ثم باعها فانطلق بها سيدها حتى إذا كان في بعض الطريق أرادها فامتنعت منه فإذا هو
براعي غنم فدعاه فراطنها فأخبرها انه سيدها قالت انى قد حملت من سيدي الذي كان قبل هذا وأنا في ديني ان لا
يصيبني رجل في حمل من آخر فكتب سيدها إلى أبى بكر أو عمر فأخبره الخبر فذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بمكة
فمكث النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من الغد وكان مجلسهم الحجر قال النبي صلى الله عليه وسلم جاءني جبريل
في مجلسي هذا عن الله ان أحدكم ليس بالخيار على الله إذا شجع ذلك المشجع ولكنه يهب لمن يشاء إناثا ويهب
لمن يشاء الذكور فاعترف بولدك فكتب بذلك فيها * وأخرج عبد الرزاق عن غيلان عن أنس رضي الله عنه قال
ابتاع أبو بكر رضي الله عنه جارية أعجمية من رجل قد كان أصابها فحملت له فأراد أبو بكر رضي الله عنه ان يطأها
فأبت عليه وأخبرت انها حامل فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم انها حفظت
فحفظ الله لها ان أحدكم إذا شجع ذلك المشجع فليس بالخيار على الله فردها إلى صاحبها الذي باعها * وأخرج
البيهقي في الأسماء والصفات عن يونس بن يزيد رضي الله عنه قال سمعت الزهري رضي الله عنه سئل عن قول الله
وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا الآية قال نزلت هذه الآية تعم من أوحى الله إليه من النبيين فالكلام كلام
الله الذي كلم به موسى من وراء حجاب والوحي ما يوحى الله به إلى نبي من أنبيائه فيثبت الله ما أراد من وحيه في
قلت النبي فيتكلم به النبي ويعيه وهو كلام الله ووحيه ومنه ما يكون بين الله ورسله لا يكلم به أحدا من الأنبياء
ولكنه سر غيب بين الله ورسله ومنه ما يتكلم به الأنبياء عليهم السلام ولا يكتبونه لأحد ولا يأمرون بكتابته ولكنهم
يحدثون به الناس حديثا ويبينون لهم ان الله أمرهم ان يبينوه للناس ويبلغوهم ومن الوحي ما يرسل الله به من
يشاء من اصطفى من ملائكة فيكلمون أنبياءه ومن الوحي ما يرسل به إلى من يشاء فيوحون به وحيا في قلوب من
12

يشاء من رسله وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي عن عائشة ان الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
كيف يأتيك الوحي قال أحيانا يأتيني الملك في مثل صلصلة الجرس فيفصم عنى وقد وعيت عنه ما قال وهو أشده على
وأحيانا يتمثل في الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول قالت عائشة رضي الله عنها ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم
الشديد البرد فيفصم وان جبينه ليتفصد عرقا * وأخرج أبو يعلى والعقيلي والطبراني والبيهقي في الأسماء
والصفات وضعفه عن سهل بن سعد وعبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنه قالا قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم دون الله سبعون ألف حجاب من نور وظلمة ما يسمع من نفس من حس تلك الحجب الا زهقت نفسه * قوله
تعالى (وكذلك أوحينا إليك روحا) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا قال القرآن * وأخرج أبو نعيم في الدلائل وابن عساكر عن علي رضي الله عنه
قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم هل عبدت وثنا قط قال لا قالوا فهل شربت خمرا قط قال لا وما زلت أعرف
الذي هم عليه كفر وما كنت أدرى ما الكتاب ولا الايمان وبذلك نزل القرآن ما كنت تدرى ما الكتاب ولا
الايمان * واخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله وانك لتهدي قال لتدعو * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه وانك لتهدي إلى صراط مستقيم قال قال الله ولكل قوم هاد قال داع يدعو إلى
الله تعالى * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه وانك لتهدي إلى صراط مستقيم قال تدعو
* (سورة حم الزخرف مكية) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت بمكة سورة حم الزخرف * قوله تعالى (انا
جعلناه قرآنا عربيا) * أخرج ابن مردويه عن طاوس رضي الله عنه قال جاء رجل إلى ابن عباس من
حضر موت فقال له يا ابن عباس أخبرني عن القرآن أكلام من كلام الله أم خلق من خلق الله قال بل كلام من
كلام الله أو ما سمعت الله يقول وان أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله فقال له الرجل
أفرأيت قوله انا جعلناه قرآنا عربيا قال كتبه الله في اللوح المحفوظ بالعربية أما سمعت الله يقول بل هو قرآن
مجيد في لوح محفوظ المجيد هو العزيز أي كتبه الله في اللوح المحفوظ * وأخرج ابن أبي شيبة عن مقاتل بن حيان
رضي الله عنه قال كلام أهل السماء العربية ثم قرأ حم والكتاب المبين انا جعلناه قرآنا عربيا الآيتين * قوله
تعالى (وانه في أم الكتاب) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن
أول ما خلق الله من شئ القلم فأمره ان يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة والكتاب عنده ثم قرأ وانه في أم الكتاب
لدينا لعلى حكيم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله وانه في أم الكتاب قال في
أصل الكتاب وجملته * وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه وانه في أم الكتاب قال القرآن عند الله في أم
الكتاب * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله وانه في أم الكتاب لدينا قال الذكر الحكيم
فيه كل شئ كان وكل شئ يكون وما نزل من كتاب فمنه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ
في العظمة عن ابن سابط رضي الله عنه في قوله وانه في أم الكتاب ما هو كائن إلى يوم القيامة وكل ثلاثة من
الملائكة يحفظون فوكل جبريل عليه السلام بالوحي ينزل به إلى الرسل عليهم الصلاة والسلام وبالهلاك إذا
أراد ان يهلك قوما كان صاحب ذلك وكل أيضا بالنصر في الحروب إذا أراد الله ان ينصر ووكل ميكائيل عليه
السلام بالقطران يحفظه ووكل ملك الموت عليه السلام بقبض الأنفس فإذا ذهبت الدنيا جمع بين حفظهم وحفظ
7 أهل الكتاب فوجده سواء * قوله تعالى (أفنضرب عنكم الذكر) الآيتين * أخرج ابن جرير عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله أفنضرب عنكم الذكر صفحا قال أحسبتم ان نصفح عنكم ولم تفعلوا ما أمرتم به
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه أفنضرب عنكم الذكر
صفحا قال تكذبون بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي صالح رضي الله عنه
أفنضرب عنكم الذكر صفحا قال والله لو أن هذا القرآن رفع حيث رده أوائل هذه الأمة لهلكوا ولكن الله
تعالى عاد عليهم بعائدته ورحمته فكرره عليهم ودعاهم إليه * وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة عن
13

الحسن رضي الله عنه قال لم يبعث الله رسولا الا ان أنزل عليه كتابا فان قبله قومه والا رفع فذلك قوله أفنضرب
عنكم الذكر صفحا ان كنتم قوما مسرفين لا تقبلونه فيلقنه قلب نبيه قالوا قبلناه ربنا قبلناه ربنا ولو لم يفعلوا لرفع
ولم يترك منه شئ على ظهر الأرض * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله ومضى مثل الأولين قال عقوبة الأولين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ صفحا
ان كنتم بنصب الألف جعل لكم الأرض مهدا بنصب الميم بغير ألف * قوله تعالى (وجعل لكم من الفلك
والانعام ما تركبون) * أخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقرأ هذه الآية وجعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا
استويتم عليه ان تقولوا الحمد لله الذي من علينا بمحمد عبده ورسوله ثم تقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما
كنا له مقرنين * وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر ركب راحلته ثم كبر ثلاثا ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا
وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون * وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة
وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وصححه وابن جرير والنسائي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن
مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن علي رضي الله عنه انه أتى بدابة فلما وضع رجله في الركاب قال بسم
الله فلما استوى على ظهرها قال الحمد لله ثلاثا والله أكبر ثلاثا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى
ربنا لمنقلبون سبحانك لا اله الا أنت قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي انه لا يغفر الذنوب الا أنت ثم ضحك فقلت مم
ضحكت يا أمير المؤمنين قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت ثم ضحك فقلت يا رسول الله مم
ضحكت فقال يعجب الرب من عبده إذا قال رب اغفر لي ويقول علم عبدي انه لا يغفر الذنوب غيري * وأخرج
أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه على دابته فلما استوى عليها كبر ثلاثا
وهلل الله وحده ثم ضحك ثم قال ما من امرئ مسلم يركب دابته فيصنع كما صنعت الا أقبل الله يضحك إليه كما ضحكت
إليك * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن محمد بن حمزة بن عمر الأسلمي عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فوق ظهر كل بعير شيطان فإذا ركبتموه فاذكروا اسم الله ثم لا تقصروا عن حاجاتكم
* وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذروة كل
بعير شيطان فامتهنوهن بالركوب فإنما يحمل الله * وأخرج ابن سعد وأحمد والبغوي والطبراني والحاكم
وصححه والبيهقي في سننه عن أبي لاس الخزاعي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من بعير الا في
ذروته شيطان فاذكروا اسم الله عليه إذا ركبتموه كما أمركم ثم امتهنوها لأنفسكم فإنما يحمل الله * وأخرج
ابن المنذر عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في قوله ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه قال نعمة الاسلام
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي مجلز رضي الله عنه قال رأى حسين بن علي رضي الله عنه
رجلا يركب دابة فقال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون قال أو بذلك أمرت قال
فكيف أقول قال الحمد لله الذي هدانا للاسلام الحمد لله الذي من علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي
جعلني في خير أمة أخرجت للناس ثم تقول سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن طاوس رضي الله عنه انه كان إذا ركب دابة قال بسم الله اللهم هذا من منك وفضلك علينا فلك
الحمد ربنا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد
وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وما كنا له مقرنين قال الإبل والخيل والبغال والحمير * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما كنا له مقرنين قال مطيقين * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه وما كنا له مقرنين قال لا في الأيدي ولا في
القوة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سليمان بن يسار رضي الله عنه ان قوما كانوا في سفر فكانوا
إذا ركبوا قالوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وكان فيهم رجل له ناقة رازم فقال اما أنا فانا لهذه
14

مقرن فقمصت به فصرعته فاندقت عنقه والله أعلم * قوله تعالى (وجعلوا له من عباده جزأ) الآيات
* أخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه وجعلوا له من عباده جزأ قال
عدلا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وجعلوا له من عباده جزأ
قال ولدا وبنات من الملائكة وفى قوله وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا قال ولدا * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم قال
حزين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ بما ضرب للرحمن مثلا بنصب الضاد * وأخرج
الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه أو من ينشأ في الحلية قال الجواري جعلتموهن
للرحمن ولدا فكيف تحكمون * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما أو من ينشأ في الحلية
قال هن النساء فرق بين زيهن وزي الرجال ونقصهن من الميراث وبالشهادة وأمرهن بالقعدة وسماهن الخوالف
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله أو من ينشأ في
الحلية قال جعلوا لله البنات وإذا بشر أحدهم بهن ظل وجهه مسودا وهو كظيم حزين وأما قوله وهو في الخصام
غير مبين قال قلما تكلمت امرأة تريد ان تتكلم بحجتها الا تكلمت بالحجة عليها * وأخرج عبد بن حميد
عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ أو من ينشأ في الحيلة مخففة الياء * وأخرج عبد بن حميد عن
عاصم رضي الله عنه انه قرأ ينشأ في الحلية مخففة منصوبة الياء مهموزة * وأخرج عبد بن حميد عن أبي
العالية رضي الله عنه انه سئل عن الذهب للنساء فقال لا باس به يقول الله أو من ينشأ في الحلية * قوله تعالى
(وجعلوا الملائكة) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه وجعلوا الملائكة
الذين هم عباد الرحمن إناثا قال قد قال ذلك أناس من الناس ولا نعلمهم الا اليهود ان الله عز وجل صاهر الجن
فخرجت من بنيه الملائكة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم
وصححه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال كنت أقرأ هذا الحرف الذين هم عباد الرحمن إناثا فسألت ابن
عباس فقال عباد الرحمن قلت فإنها في مصحفي عند الرحمن قال فامحها واكتبها عباد الرحمن بالألف والباء وقال أتاني
رجل اليوم وددت انه لم يأتني فقال كيف تقرأ هذا الحرف وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا قال إن
ناسا يقرؤن الذين هم عند الرحمن فسكت عنه فقلت اذهب إلى أهلك * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه
انه قرأها الذين هم عند الرحمن بالنون * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن مروان وجعلوا الملائكة
عند الرحمن إناثا ليس فيه الذين هم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ عباد الرحمن
بالألف والباء أشهدوا خلقهم بنصب الألف والشين ستكتب بالتاء ورفع التاء * وأخرج الفريابي وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله وقالوا لو شاء الرحمن ما
عبدناهم قال يعنون الأوثان لانهم عبدوا الأوثان يقول الله ما لهم بذلك من علم يعنى الأوثان انهم لا يعلمون ان هم
الا يخرصون قال يعلمون قدرة الله على ذلك * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم قال
عبدوا الملائكة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله أم آتيناهم كتابا من قبله قال قبل هذا الكتاب
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله بل قالوا انا وجدنا آباءنا على أمة قال على دين * وأخرج
الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل انا وجدنا آباءنا على
أمة قال على ملة غير الملة التي تدعونا إليها قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت نابغة بنى ذبيان وهو يعتذر
إلى النعمان بن المنذر ويقول
حلفت فلم اترك لنفسك ريبة * وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة بل قالوا انا وجدنا آباءنا على أمة وانا على آثارهم مقتدون قال
قد قال ذلك مشركو قريش انا وجدنا آباءنا على دين وانا متبعوهم على ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه انا وجدنا آباءنا على أمة وانا على آثارهم مقتدون قال بفعلهم * وأخرج
15

عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه قال الأمة في القرآن على وجوه وادكر بعد أمة قال بعد حين ووجد عليه أمة
من الناس يسقون قال جماعة من الناس وانا وجدنا آباءنا على أمة قال على دين ورفع الألف في كلها وقرأ قل
أو لو جئتكم بغير ألف بالتاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه فانتقمنا منهم فانظر
كيف كان عاقبة المكذبين قال شر والله كان عاقبتهم أخذهم بخسف وغرق فأهلكهم الله ثم أدخلهم النار * قوله
تعالى (وإذ قال إبراهيم) الآيات * أخرج الفضل بن شاذان في كتاب القرا آت بسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه
انه قرأ انني برئ مما تعبدون بالياء * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه انني برئ مما تعبدون الا
الذي فطرني فإنه سيهدين قال إنهم يقولون ان الله ربنا ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فلم يبرأ من ربه
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة وجعلها كلمة باقية في عقبه قال في الاسلام أوصي بها ولده * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر عن مجاهد وجعلها كلمة باقية في عقبه قال الاخلاص والتوحيد لا يزال في ذريته من يقولها من
بعده لعلهم يرجعون قال يتوبون أو يذكرون * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس وجعلها كلمة باقية في عقبه
قال لا إله إلا الله في عقبه قال عقب إبراهيم ولده * وأخرج عبد بن حميد عن الزهري قال عقب الرجل ولده الذكور
والإناث وأولاد الذكور واخرج عبد بن حميد عن عبيدة قال قلت لإبراهيم ما العقب قال ولده الذكر * وأخرج عبد بن
حميد عن عطاء في رجل أسكنه رجل له ولعقبه من بعده أتكون امرأته من عقبه قال لا ولكن ولده عقبه * قوله
تعالى (بل متعت هؤلاء) الآية * أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ بل متعت هؤلاء برفع التاء * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين قال هذا قول أهل الكتاب
لهذه الأمة وكان قتادة رضي الله عنه يقرؤها بل متعت هؤلاء بنصب التاء * وأخرج ابن جرير عن السدى
ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر قال هؤلاء قريش قالوا للقرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هذا سحر * قوله
تعالى (وقالوا لولا نزل هذا القرآن) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
انه سئل عن قول الله لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ما القريتان قال الطائف ومكة
قيل فمن الرجلان قال عروة بن مسعود وخيار قريش * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما انه سئل عن قول الله لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم قال يعنى بالقريتين
مكة والطائف والعظيم الوليد بن المغيرة القرشي وحبيب بن عمير الثقفي * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم قال يعنى من القريتين مكة
والطائف والعظيم الوليد بن المغيرة القرشي وحبيب بن عمير الثقفي * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم قال يعنون أشرف من محمد الوليد بن
المغيرة من أهل مكة ومسعود بن عمرو الثقفي من أهل الطائف * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة قال قال الوليد بن المغيرة لو كان ما يقول محمد حقا أنزل على هذا القرآن أو على عروة بن مسعود
الثقفي فنزلت وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن قتادة وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم قال القريتان مكة والطائف قال ذلك
مشركو قريش قال بلغنا انه ليس فخذ من قريش الا قد ادعته فقالوا هو منا وكنا نحدث انه الوليد بن المغيرة
وعروة بن مسعود الثقفي قال يقولون فهلا كان أنزل على أحد هذين الرجلين ليس على محمد صلى الله عليه وسلم
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله على رجل من القريتين عظيم قال عتبة بن
ربيعة من مكة وابن عبد يا ليل بن كنانة الثقفي من الطائف وعمير بن مسعود الثقفي وفى لفظ وأبو مسعود الثقفي
* وأخرج ابن عساكر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم
قال هو عتبة بن ربيعة وكان ريحانة قريش يومئذ * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه
في قوله على رجل من القريتين عظيم قال هو الوليد بن المغيرة المخزومي أو كنانة بن عمر بن عمير عظيم أهل
الطائف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله نحن قسمنا بينهم معيشتهم
16

في الحياة الدنيا قال قسم بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا كما قسم بيتهم صورهم وأخلاقهم فتعالى ربنا وتبارك
ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات قال فتلقاه ضعيف الحيلة عيي اللسان وهو مبسوط له في الرزق وتلقاه شديد
الحيلة سليط اللسان وهو مقتور عليه ليتخذ بعضهم سخريا قال ملكة يسخر بعضهم بعضا يبتلى الله به عباده فالله
الله فيما ملكت يمينك ورحمة ربك خير مما يجمعون قال الجنة * قوله تعالى (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة)
الآيات * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
الله لولا أن يجزع عبدي المؤمن لعصيت الكافر عصابة من حديد فلا يشتكي شيئا ولصببت عليه الدنيا صبا قال ابن
عباس رضي الله عنهما قد أنزل الله شبه ذلك في كتابه في قوله ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر
بالرحمن الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ولولا أن يكون
الناس أمة واحدة الآية يقول لولا أن اجعل الناس كلهم كفارا لجعلت لبيوت الكفار سقفا من فضة ومعارج من
فضة وهي درج عليها يظهرون يصعدون إلى الغرف وسرر فضة وزخرفا وهو الذهب * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ولولا أن يكون الناس أمة واحدة قال لولا أن يكون الناس كفارا
لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة قال السقف أعالي البيوت ومعارج عليها يظهرون قال درج عليها
يصعدون وزخرفا قال الذهب والآخرة عند ركب للمتقين قال خصوصا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
ولولا أن يكون الناس أمة واحدة قال لولا أن يكفروا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه
في قوله سقفا قال الجزوع ومعارج قال الدرج وزخرفا قال الذهب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله ولولا أن يكون الناس أمة واحدة قال لولا أن يكون الناس أجمعون كفارا
فيميلوا إلى الدنيا لجعل الله لهم الذي قال قال وقد مالت الدنيا بأكبر همها وما فعل ذلك فكيف لو فعله * وأخرج
أحمد والحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله أهم يقسمون رحمة ربك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وان الله يعطى الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا
يعطى الدين الا من يحب فمن أعطاه الدين فقد أحبه * وأخرج الترمذي وصححه وابن ماجة عن سهل بن سعد رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة
ماء * قوله تعالى (ومن يعش) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن عثمان المخرمي ان قريشا قالت قيضوا
لكل رجل رجلا من أصحاب محمد يأخذه فقيضوا لأبي بكر رضي الله عنه طلحة بن عبيد الله فاتاه وهو في القوم
فقال أبو بكر رضي الله عنه الام تدعوني قال أدعوك إلى عبادة اللات والعزى قال أبو بكر رضي الله عنه وما اللات
قال ربنا قال وما العزى قال بنات الله قال أبو بكر رضي الله عنه فمن أمهم فسكت طلحة فلم يجبه فقال طلحة لأصحابه
أجيبوا الرجل فسكت القوم فقال طلحة قم يا أبا بكر اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فأنزل الله ومن يعش
عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ومن يعش
عن ذكر الرحمن قال يعمى قال ابن جرير هذا على قراءة فتح الشين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة
ومن يعش قال يعرض وانهم ليصدونهم عن السبيل قال عن الدين حتى إذا جاءانا جميعا هو وقرينه * وأخرج عبد
ابن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ حتى إذا جاءانا على معنى اثنين هو وقرينه * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله ومن يعش الآية قال من جانب الحق وأنكره وهو يعلم أن الحلال حلال وأن
الحرم حرام فترك العلم بالحلال والحق لهوى نفسه وقضى حاجته ثم أراد من الحرام قيض له شيطان * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن سعيد الجزري في قوله نقيض له شيطانا قال بلغنا ان الكافر إذا بعث يوم
القيامة من قبره شفع بيده شيطان ولم يفارقه حتى يصيرهما الله إلى النار فذلك حين يقول يا ليت بيني وبينك بعد
المشرقين فبئس القرين قال وأما المؤمن فيوكل به ملك حتى يقضى بين الناس أو يصير إلى الجنة * وأخرج ابن
حبان والبغوي وابن قانع والطبراني وابن مردويه عن شريك بن طارق رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليس منكم أحد الا ومعه شيطان قالوا ومعك يا رسول الله قال ومعي الا أن الله أعانني عليه فأسلم * وأخرج
17

مسلم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا قالت فغرت عليه
فجاء فرأى ما اصنع فقال ما لك يا عائشة أغرت فقلت وما لي لا يغار مثلي على مثلك فقال أقد جاء شيطانك قلت يا رسول
الله أمعي شيطان قال نعم ومع كل انسان قلت ومعك قال نعم ولكن ربى أعانني عليه حتى أسلم * وأخرج مسلم وابن
مردويه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد الا وقد وكل
الله به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي الا ان الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني الا بخبر * وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد الا وقد وكل
الله به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي الا ان الله أعانني عليه فأسلم * وأخرج أحمد في الزهد عن
وهب بن منبه رضي الله عنه قال ليس من الآدميين أحد الا ومعه شيطان موكل به أما الكافر فيأكل معه من
طعامه ويشرب معه من شرابه وينام معه على فراشه وأما للمؤمن فهو يجانب له ينتظره حتى يصيب منه غفلة
أو غرة فيثب عليه وأحب الآدميين إلى الشيطان الأكول النؤوم * قوله تعالى (فاما تذهبن بك) الآيات * أخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن قتادة رضي الله عنه في قوله فاما تذهبن بك
فانا منهم منتقمون قال قال أنس رضي الله عنه ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقيت النقمة فلم ير الله نبيه في
أمته شيئا يكرهه حتى قبض ولم يكن نبي قط الا وقد رأى العقوبة في أمته الا نبيكم صلى الله عليه وسلم رأى ما يصيب
أمته بعده فما رؤى ضاحكا منبسطا حتى قبض * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق حميد
عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله فاما تذهبن بك فانا منهم منتقمون الآية قال أكرم الله نبيه صلى الله عليه
وسلم ان يريه في أمته ما يكره فرفعه إليه وبقيت النقمة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن مسعود
العبدي قال قرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذه الآية فاما تذهبن بك فانا منهم منتقمون قال ذهب نبيه صلى
الله عليه وسلم وبقيت نقمته في عدوه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله فاما
تذهبن بك فانا منهم منتقمون قال لقد كانت نقمة شديدة أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يريه في أمته ما كان
من النقمة بعده * وأخرج ابن مردويه من طريق محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن جابر بن عبد الله
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فاما تذهبن بك فانا منهم منتقمون نزلت في علي بن أبي طالب انه ينتقم من
الناكثين والقاسطين بعدي * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أو نرينك الذي
وعدناهم الآية قال يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله انك
على صراط مستقيم قال على الاسلام * قوله تعالى (وانه لذكر لك ولقومك) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما وانه
لذكر لك ولقومك قال القرآن شرف لك ولقومك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه
وانه لذكر لك يعنى القرآن ولقومك يعنى من اتبعك من أمتك * وأخرج الشافعي وعبد الرزاق وسعيد
ابن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن مجاهد في قوله وانه لذكر لك
ولقومك قال يقال ممن هذا الرجل فيقال من العرب فيقال من أي العرب فيقال من قريش فيقال من أي
قريش فيقال من بنى هاشم * وأخرج ابن عدي وابن مردويه عن علي وابن عباس قالا كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل بمكة ويعدهم الظهور فإذا قالوا لمن الملك بعدك أمسك فلم يجيبهم
بشئ لأنه لم يؤمر في ذلك بشئ حتى نزلت وانه لذكر لك ولقومك فكان بعد إذا سئل قال لقريش فلا يجيبوه
حتى قبلته الأنصار على ذلك * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال كنت قاعدا
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الا ان الله علم ما في قلبي من حبى لقومي فشرفني فيهم فقال وانه لذكر لك
ولقومك وسوف تسئلون فجعل الذكر والشرف لقومي من كتابه ثم قال وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض
جناحك لمن اتبعك من المؤمنين يعنى قومي فالحمد لله الذي جعل الصديق من قومي والشهيد من قومي ان الله قلب
العباد ظهرا وبطنا فكان خير العرب قريش وهي الشجرة المباركة التي قال الله في كتابه ومثل كلمة طيبة كشجرة
18

طيبة يعنى بها قريشا أصلها ثابت يقول أصلها كرم وفرعها في السماء يقول الشرف الذي شرفهم الله بالاسلام
الذي هداهم وجعلهم أهله ثم أنزل فيهم سورة من كتاب الله بمكة لإيلاف قريش إلى آخرها قال عدى بن حاتم
ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده قريش بخير قط الا سره حتى يتبين ذلك السرور للناس كلهم
في وجهه وكان كثيرا ما يتلو هذه الآية وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون * قوله تعالى (واسأل من
أرسلنا) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله
واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا قال ليلة أسري به لقى الرسل * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله
واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا قال بلغنا أنه ليلة أسري به أرى الأنبياء فأري آدم فسلم عليه وأرى مالكا خازن
النار وأرى الكذاب الدجال * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة واسأل من
أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون قال سل أهل التوراة والإنجيل هل جاءت الرسل
الا بالتوحيد وقال في بعض القراءة واسأل من أرسلنا إليهم رسلنا قبلك * وأخرج عبد بن حميد من طريق الكلبي
عن أبي صالح عن ابن عباس واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا قال سل الذين أرسلنا إليهم قبلك من رسلنا
* وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن مجاهد قال كان عبد الله يقرأ واسأل الذين أرسلنا إليهم قبلك من رسلنا
قال في قراءة ابن مسعود واسأل الذين يقرؤن الكتاب من قبل مؤمني أهل الكتاب * وأخرج ابن جرير عن ابن
زيد في قوله واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا قال جمعوا له ليلة أسري به ببيت المقدس * قوله تعالى (ولقد
أرسلنا موسى) الآيات * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وما نريهم من آية الا هي أكبر من أختها قال
الطوفان وما معه من الآيات * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وأخذنا بالعذاب قال هو عام السنة * وأخرج
عبد بن حميد عن قتادة وأخذنا هم بالعذاب لعلهم يرجعون قال يتوبون أو يذكرون * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن مجاهد ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن آمنا ليكشفن عنا العذاب * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن قتادة في قوله إذا هم ينكثون قال يغدرون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ونادى فرعون
في قومه قال ليس هو نفسه ولكن أمر ان ينادى * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأسود بن يزيد قال قلت لعائشة
ألا تعجبين من رجل من الطلقاء ينازع أصحاب محمد في الخلافة قالت وما تعجب من ذلك هو سلطان الله يؤتيه البر
والفاجر وقد ملك فرعون أهل مصر أربعمائة سنة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن
قتادة أليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجرى من تحتي قال قد كان لهم جنان وأنهار أم أنا خير من هذا الذي هو
مهين قال ضعيف ولا يكاد يبين قال عيي اللسان فلو لا ألقي عليه أساورة من ذهب قال أحلية من ذهب أو جاء معه
الملائكة مقترنين أي متتابعين فلما آسفونا قال أغضبونا فجعلناهم سلفا قال إلى النار ومثلا قال عظة للآخرين
* وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ولا يكاد يبين قال كانت لموسى لثغة في لسانه * وأخرج الفريابي
وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله أو جاء معه الملائكة مقترنين قال يمشون معا * وأخرج ابن عبد الحكم
في فتوح مصر عن عكرمة قال لم يخرج فرعون من زاد على الأربعين سنة ومن دون العشرين فذلك قوله فاستخف
قومه فأطاعوه يعنى استخف قومه في طلب موسى عليه السلام * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة فلما آسفونا قال
أغضبونا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فلما آسفونا قال أغضبونا وفى قوله سلفا قال
أهواء مختلفة * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله فلما آسفونا قال
أغضبونا فجعلناهم سلفا قال هم قوم فرعون كفارهم سلفا لكفار أمة محمد ومثلا للآخرين قال عبرة لمن بعدهم
* وأخرج أحمد والطبراني والبيهقي في الشعب وابن أبي حاتم عن عقبة بن عامر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إذا رأيت الله يعطى العبد ما شاء وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك استدراج منه له ثم تلا فلما آسفونا انتقمنا منهم
فأغرقناهم أجمعين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن طارق بن شهاب قال كنت عند عبد الله فذكر عنده
موت الفجأة فقال تخفيف على المؤمن وحسرة على الكافر فلما آسفونا انتقمنا منهم * وأخرج عبد بن حميد عن
عاصم انه كان يقرأ فجعلناهم سلفا بنصف السين واللام * قوله تعالى (ولما ضرب) الآيات * أخرج أحمد وابن
19

أبى حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقريش انه ليس أحد يعبد
من دون الله فيه خير فقالوا ألست تزعم أن عيسى كان نبيا وعبدا من عباد الله صالحا وقد عبدته النصارى فان
كنت صادقا فإنه كآلهتهم فأنزل الله ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون قال يضجون وانه لعلم
للساعة قال هو خروج عيسى بن مريم قبيل يوم القيامة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
قال لما ذكر عيسى بن مريم جزعت قريش وقالوا ما ذكر محمد عيسى بن مريم ما يريد محمد الا نصنع به كما صنعت
النصارى بعيسى بن مريم فقال الله ما ضربوه لك الا جدلا * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرؤها
يصدون يعنى بكسر الصاد يقول يضجون * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن أبي عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه
انه قرأ يصدون بضم الصاد * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم يصدون قال يعرضون * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن معبد بن أخي عبيد بن عمير الليثي رضي الله عنه قال قال لي ابن عباس ما لعمك
يقرأ هذه الآية إذا قومك منه يصدون انها ليست كذا انما هي إذا قومك منه يصدون إذا هم يهجون إذا هم
يضجون * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه إذا قومك منك يصدون قال يضجون * وأخرج
عبد بن حميد عن مجاهد والحسن وقتادة رضي الله عنهما مثله * وأخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ يصدون بالكسر * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والترمذي
وصححه وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان
عن أبي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا أوتوا الجدل
ثم قرأ ما ضربوه لك الا جدلا الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي امامة رضي الله عنه قال ما ضلت أمة بعد نبيها الا
أعطوا الجدل ثم قرأ ما ضربوه لك الا جدلا * وأخرج سعيد بن منصور عن أبي إدريس الخولاني رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ثار قوم فتنة الا أوتوا بها جدلا وما نار قوم في فتنة الا كانوا لها جزرا
* وأخرج ابن عدي والخرائطي في مساوئ الأخلاق عن أبي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان الكذب باب من أبواب النفاق وان آية النفاق ان يكون الرجل جدلا خصما * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال لما ذكر الله عيسى عليه السلام في القرآن قال مشركو مكة
انما أراد محمد ان تحبه كما أحب النصارى عيسى قال ما ضربوه لك الا جدلا قال ما قالوا هذا القول الا ليجادلوا ان هو الا
عبد أنعمنا عليه قال ذلك نبي الله عيسى ان كان عبدا صالحا أنعم الله عليه وجعلناه مثلا قال آية لبني إسرائيل ولو
نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون قال يخلف بعضهم بعضا مكان بني آدم * وأخرج ابن مردويه عن
ابن عباس رضي الله عنهما ان المشركين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له أرأيت ما يعبد من دون الله أين
هم قال في النار قالوا والشمس والقمر قال والشمس والقمر قالوا فعيسى بن مريم فأنزل الله ان هو الا عبد أنعمنا
عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه لجعلنا منكم ملائكة
في الأرض يخلفون قال يعمرون الأرض بدلا منكم * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور ومسدد وعبد بن
حميد وابن أبي حاتم والطبراني من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وانه لعلم للساعة قال خروج عيسى
قبل يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة رضي الله عنه وانه لعلم للساعة قال خروج عيسى يمكث في
الأرض أربعين سنة تكون تلك الأربعون أربع سنين يحج ويعتمر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد
رضي الله عنه وانه لعلم للساعة قال آية للساعة خروج عيسى بن مريم قبل يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه وانه لعلم للساعة قال نزول عيسى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه وانه لعلم للساعة قال نزول عيسى علم للساعة وناس يقولون القرآن علم للساعة
* وأخرج عبد بن حميد عن شيبان رضي الله عنه قال كان الحسن يقول وانه لعلم للساعة قال هذا القرآن
* وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ وانه لعلم للساعة قال هذا القرآن بخفض العين * وأخرج
20

عبد بن حميد عن حماد بن سلمة رضي الله عنه قال قرأتها في مصحف أبى وانه لذكر للساعة * وأخرج ابن جرير من
طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما وانه لعلم لساعة قال نزول عيسى * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه
ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه قال من تبديل التوراة * قوله تعالى (هل ينظرون الا الساعة) الآية
* أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقوم الساعة والرجلان
يحلبان اللقحة والرجلان يطويان الثوب ثم قرأ هل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون * قوله
تعالى (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين) * أخرج ابن مردويه عن سعد بن معاذ رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة انقطعت الأرحام وقلت الأنساب وذهبت الاخوة الا الاخوة في
الله وذلك قوله الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه
الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين قال معصية الله في الدنيا متعادين * وأخرج عبد بن حميد عن
قتادة رضي الله عنه الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين قال وذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان
يقول الأخلاء أربعة مؤمنان وكافران فمات أحد المؤمنين فسئل عن خليله فقال اللهم لم أر خليلا آمر بمعروف ولا
أنهى عن منكر منه اللهم أهذه كما هديتني وأمته على ما أمتني عليه ومات أحد الكافرين فسئل عن خليله فقال
اللهم لم أر خليلا آمر بمنكر منه ولا أنهى عن معروف منه اللهم أضله كما أضللتني وأمته على ما أمتني عليه قال ثم
يبعثون يوم القيامة فقال ليثن بعضكم على بعض فاما المؤمنان فأثنى كل واحد منهما على صاحبه كأحسن الثناء
وأما الكافران فأثنى كل واحد منهما على صاحبه كأقبح الثناء * وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب رضي الله عنه قال
يؤتى بالرئيس في الخير يوم القيامة فيقال أجب ربك فينطلق به إلى ربه فلا يحجب عنه فيؤمر به إلى الجنة فيرى
منزله ومنازل أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الخير ويعينونه عليه فيقال هذه منزلة فلان وهذه منزلة فلان
فيرى ما أعد الله في الجنة من الكرامة ويرى منزلته أفضل من منازلهم ويكسى من ثياب الجنة ويوضع على
رأسه تاج ويعلقه من ريح الجنة ويشرق وجهه حتى يكون مثل القمر ليلة البدر فيخرج فلا يراه أهل ملا الا
قالوا اللهم اجعله منهم حتى يأتي أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الخير ويعينونه عليه فيقول ابشر يا فلان فان
الله أعد لك في الجنة كذا وأعد لك في الجنة كذا وكذا فلا يزال يخبرهم بما أعد الله لهم في الجنة من الكرامة حتى
يعلو وجوههم من البياض مثل ما علا وجهه فيعرفهم الناس ببياض وجوههم فيقولون هؤلاء أهل الجنة
ويؤتى بالرئيس في الشر فيقال أجب ربك فينطلق به إلى ربه فيحجب عنه ويؤمر به إلى النار فيرى منزله
ومنازل أصحابه فيقال هذه منزلة فلان وهذه منزلة فلان فيرى ما أعد الله فيها من الهوان ويرى منزلته شرا
من منازلهم فيسود وجهه وتزرق عيناه ويوضع على رأسه قلنسوة من نار فيخرج فلا يراه أهل ملا الا تعوذوا
بالله منه فيقول ما أعاذكم الله منى أما تذكر يا فلان كذا وكذا فيذكرهم الشر الذي كانوا يجامعونه ويعينونه
عليه فما يزال يخبرهم بما أعد الله لهم في النار حتى يعلو وجوههم من السواد مثل الذي علا وجهه فيعرفهم
الناس بسواد وجوههم فيقولون هؤلاء أهل النار * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وحميد بن زنجويه
في ترغيبه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
في قوله الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين قال خليلان مؤمنان وخليلان كافران توفى أحد
المؤمنين فبشر بالجنة فذكر خليله فقال اللهم ان خليلي فلانا كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك ويأمرني
بالخير وينهاني عن الشر وينبئني انى ملاقيك اللهم فلا تضله بعدي حتى تريه ما أريتني وترضى عنه كما رضيت
عنى فيقال له اذهب فلو تعلم ما له عندي لضحكت كثيرا ولبكيت قليلا ثم يموت الآخر فيجمع بين أرواحهما فيقال
ليثن كل واحد منكما على صاحبه فيقول كل واحد منهما لصاحبه نعم الأخ ونعم الصاحب ونعم الخليل وإذا مات
أحد الكافرين بشر بالنار فيذكر خليله فيقول اللهم ان خليلي فلانا كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك
ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير وينبئني انى غير ملاقيك اللهم فلا تهده بعدي حتى تريه مثل ما أريتني وتسخط
عليه كما سخطت على فيموت الآخر فيجمع بين أرواحهما فيقال ليثن كل واحد منكما على صاحبه فيقول كل واحد
21

منهما لصاحبه بئس الأخ وبئس الصاحب وبئس الخليل * وأخرج ابن جرير عن سليمان التيمي قال سمعت
ان الناس حين يبعثون ليس فيهم الا فرع فينادى مناديا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون
فيرجوها الناس كلهم فيتبعها الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله تحبرون قال تكرمون والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يطاف عليهم بصحاف من ذهب) * أخرج
ابن المبارك وابن أبي الدنيا في صفة الجنة والطبراني في الأوسط بسند رجاله ثقات عن أنس رضي الله عنه سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف بيد
كل واحد صحفتان واحدة من ذهب والأخرى من فضة في كل واحدة لون ليس في الأخرى مثله يا كل من آخرها مثل
ما يأكل من أولها يجد لآخرها من الطيب واللذة مثل الذي يجد لأولها ثم يكون ذلك ريح المسك الأذفر لا يبولون
ولا يتغوطون ولا يمتخطون إخوانا على سرر متقابلين * وأخرج ابن جرير عن السدى رضي الله عنه بصحاف
قال القصاع * وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب رضي الله عنه قال إن أدنى أهل الجنة منزلة يوم القيامة ليؤتى
بغدائه في سبعين الف صحفة في كل صحفة لون ليس كالآخر فيجد للآخر لذته أوله ليس منه أول * وأخرج ابن
جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الأكواب الجرار من الفضة * وأخرج هناد وابن جرير عن مجاهد
رضي الله عنه قال الأكواب التي ليس لها آذان * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله وأكواب قال القلال التي لا عرا لها قال وهل تعرف العرب ذلك قال اما نعم سمعت
قول الهذلي
فلم ينطق الديك حتى ملأت * كوب الذباب له فاستدارا
* وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله بأكواب قال جرار ليس لها عرى وهي بالنبطية كوى * وأخرج عبد بن
حميد عن عكرمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهون أهل النار عذابا رجل يطأ على جمرة يغلى
منها دماغه قال أبو بكر الصديق وما كان جرمه يا رسول الله قال كانت له ماشية يغشى بها الزرع ويؤذيه وحرم الله
الزرع وما حوله رمية بحجر فلا تستحبوا أموالكم في الدنيا وتهلكوا أنفسكم في الآخرة وقال إن أدنى أهل الجنة
منزلة وأسفلهم درجة لا يدخل بعده أحد يفسح له في بصره مسيرة عام في قصور من ذهب وخيام من لؤلؤ ليس فيها
موضع شبر الا معمور يغدى عليه كل يوم ويراح بسبعين ألف صحفة في كل صحفة لون ليس في الآخر
مثله شهوته في آخرها كشهوته في أولها لو نزل به جميع أهل الأرض لوسع عليهم مما أعطى لا ينقص ذلك مما أوتى
شيئا * وأخرج ابن جرير عن أبي امامة قال إن الرجل من أهل الجنة يشتهى الطائر وهو يطير فيقع منفلقا نضيجا
في كفه فيأكل منه حتى ينتهى ثم يطير ويشتهي الشراب فيقع الإبريق في يده فيشرب منه ما يريد ثم يرجع إلى
مكانه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وأكواب قال هي دون الأباريق بلغنا انها مدورة
الرأس * قوله تعالى (وفيها ما تشتهيه الأنفس) * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي امامة ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم حدثهم وذكر الجنة فقال والذي نفسي بيده ليأخذن أحدكم اللقمة فيجعلها في فيه ثم يخطر على باله طعام
آخر فيتحول الطعام الذي في فيه على الذي اشتهى ثم قرأ وفيها ما تشتهى الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون
* وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة عن ابن عباس قال الرمانة من رمان الجنة يجتمع عليها بشر كثير يأكلون
منها فان جرى على ذكر أحدهم شئ وجده في موضع يده حيث يأكل * وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار وابن المنذر
والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم انك ستنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه
فيخر بين يديك مشويا * واخرج ابن أبي الدنيا عن ميمونة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليشتهي
الطير في الجنة فيجئ مثل البختي حتى يقع على خوانه لم يصبه دخان ولم تمسه نار فيأكل منه حتى يشبع ثم يطير
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال أخس أهل الجنة منزلا له سبعون ألف خادم مع كل خادم
صحفة من ذهب لو نزل به أهل الأرض جميعا لا وصلهم لا يستعين عليهم بشئ من عند غيره وذلك في قول الله وفيها
ما تشتهى الأنفس * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن ابن عباس انه سئل في الجنة ولد قال إن شاؤوا
22

* وأخرج أحمد وهناد والدارمي وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن المنذر وابن حبان والبيهقي في
البعث عن أبي سعيد الخدري قال قلنا يا رسول الله ان الولد من قرة العين وتمام السرور فهل يولد لأهل الجنة فقال إن
المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة كما يشتهى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن ابن سابط قال قال رجل يا رسول الله أفى الجنة خيل فإني أحب الخيل قال إن يدخلك الله الجنة ما من شئ شئت
الا فعلت فقال الاعرابي أفى الجنة خيل فإني أحب الإبل فقال يا اعرابي ان أدخلك الله الجنة أصبت فيها ما تشتهى
نفسك ولذت عينك * وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وابن مردويه عن بريدة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال هل في الجنة خيل فإنها تعجبني قال إن أحببت ذلك أتيت بفرس من ياقوتة حمراء فتطير بك في الجنة
حيث شئت فقال له رجل ان الإبل تعجبني فهل في الجنة من إبل فقال يا عبد الله ان أدخلت الجنة فلك فيها
ما تشتهى نفسك ولذت عينك * وأخرج عبد بن حميد عن كثير بن مرة الحضرمي قال إن السحابة لتمر باهل الجنة
فتقول ما أمطركم * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سابط قال إن الرسول يجئ إلى الشجرة من شجر الجنة فيقول
ان ربى يأمرك أن تفتقي لهذا ما شاء فان الرسول ليجئ إلى الرجل من أهل الجنة فينشر عليه الحلة فيقول قد
رأيت الحلل فما رأيت مثل هذه * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر بن قيس قال إن الرجل من أهل الجنة لتشتهي
الثمرة فتجئ حتى تسيل في فيه وانها في أصلها في الشجرة * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عبد الرحمن بن سابط
قال إن الرجل من أهل الجنة ليزوج خمسمائة حوراء وأربعمائة بكر وثمانية آلاف ثيب ما منهن واحدة الا
يعانقها عمر الدنيا كلها لا يوجد واحد منهما من صاحبه وانه لتوضع مائدته فما تنقضي منها نهمته عمر الدنيا
كلها وانه ليأتيه الملك بتحية من ربه وبين أصبعيه مائة أو سبعون حلة فيقول ما أتاني من ربى شئ أعجب إلى من
هذه فيقول أيعجبك هذا فيقول نعم فيقول الملك لأدنى شجرة بالجنة تلوني لفلان من هذا ما اشتهت نفسه * وأخرج
ابن جرير عن أبي ظبية السلمي قال إن السرب من أهل الجنة لتظلهم السحابة فتقول ما أمطركم فما يدعو داع من
القوم بشئ الا أمطرتهم حتى أن القائل منهم ليقول أمطرينا كواعب أترابا * قوله تعالى (وتلك الجنة) الآية
* أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد الا وله منزل في
الجنة ومنزل في النار فالكافر يرث المؤمن منزله في النار والمؤمن يرث الكافر منزله في الجنة وذلك قوله وتلك الجنة
التي أورثتموها بما كنتم تعملون * وأخرج هناد بن السرى وعبد بن حميد في الزهد عن عبد الله بن مسعود قال
تجوزون الصراط بعفو الله وتدخلون الجنة برحمة الله وتقتسمون المنازل بأعمالكم * قوله تعالى (ان المجرمين)
الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وهم فيه؟ مبلسون قال مستسلمون
* وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه والبيهقي في سننه
عن يعلى بن أمية قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك * وأخرج ابن مردويه عن علي
انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن الأنباري
عن مجاهد قال في قراءة عبد الله ابن مسعود ونادوا يا مالك * وأخرج الطبراني عن يعلى بن أمية قال سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد
وابن أبي الدنيا في صفة النار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور
عن ابن عباس ونادوا يا مالك قال مكث عنهم ألف سنة ثم يجيبهم انكم ماكثون * وأخرج الفريابي وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أم أبرموا أمرا فانا مبرمون قال أم أجمعوا أمرا فانا مجمعون ان
كادوا شرا كدناهم مثله * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال بينا ثلاثة بين الكعبة وأستارها
قرشيان وثقفي أو ثقفيان وقرشي فقال واحد منهم ترون الله يسمع كلامنا فقال واحد إذا جهرتم سمع وإذا أسررتم
لم يسمع فنزلت أم يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
ابن عباس في قوله قل ان كان للرحمن ولد يقول لم يكن للرحمن ولد فانا أول العابدين قال الشاهدين * وأخرج
الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل فانا أول العابدين قال أنا أول منبرئ
23

من أن يكون لله ولد قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت تبعا وهو يقول
وقد عملت فهر باني ربهم * طرا ولم تعبد 7
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وقتادة قل ان كان للرحمن ولد قالا ما كان للرحمن ولد فانا أول العابدين قال
يقول محمد فانا أول من عبد الله من هذه الأمة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قل ان كان
للرحمن ولد في زعمكم فانا أول العابدين فانا أول من عبد الله وحده وكذبكم بما تقولون * وأخرج عبد بن حميد عن
مجاهد قل ان كان للرحمن ولد فانا أول العابدين قال المؤمنين بالله فقولوا ما شئتم * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال
هذه كلمة من كلام العرب ان كان للرحمن ولد أي ان ذلك لم يكن * وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم قال هذا
مقول من قول العرب ان كان هذا الامر قط أي ما كان * وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش انه كان يقرأ كل شئ
بعد السجدة في مريم ولد والتي في الزخرف ونوح وسائر ولد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في الأسماء
والصفات عن قتادة في قوله عما يصفون قال عما يكذبون وفى قوله وهو الذي في السماء اله وفى الأرض اله قال هو
الذي يعبد في السماء ويعبد في الأرض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ولا يملك
الذين يدعون من دونه الشفاعة قال عيسى وعزير والملائكة الا من شهد بالحق قال كلمة الاخلاص وهم يعلمون ان
الله حق وعيسى وعزير والملائكة يقول لا يشفع عيسى وعزير والملائكة الا من شهد بالحق وهو يعلم الحق
* وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله الا من شهد بالحق وهم يعلمون قال
الملائكة وعيسى وعزير فان لهم عند الله شفاعة * وأخرج البيهقي في الشعب عن جاهد في الآية قال شهد بالحق
وهو يعلم أن الله ربه * وأخرج ابن المنذر عن ابن عوف قال سألت إبراهيم عن الرجل يجد شهادته في الكتاب
ويعرف الخط والخاتم ولا يحفظ الدراهم قتلا الا من شهد بالحق وهم يعلمون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن مجاهد في قوله وقيله يا رب ان هؤلاء قوم لا يؤمنون قال هذا قول نبيكم صلى الله عليه وسلم يشكو قومه إلى ربه وعن
ابن مسعود انه قرأ وقال الرسول يا رب * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وقيله يا رب بخفض اللام والهاء
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فاصفح عنهم قال نسخ الصفح * وأخرج ابن أبي شيبة عن شعيب بن الحجاب
قال كنت مع علي بن عبد الله البارقي فمر علينا يهودي أو نصراني فسلم عليه فقال شعيب قلت إنه يهودي أو نصراني
فقرأ على آخر سورة الزخرف وقيله يا رب ان هؤلاء قوم لا يؤمنون فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون * وأخرج
ابن أبي شيبة عن عون بن عبد الله قال سئل عمر بن عبد العزيز عن ابتداء أهل الذمة بالسلام فقال ترد عليهم ولا
تبتدئهم قلت فكيف تقول أنت قال ما أرى بأسا أن نبدأهم قلت لم قال لقول الله تعالى فاصفح عنهم وقل سلام
فسوف يعلمون
* (سورة حم الدخان مكية) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت بمكة سورة حم الدخان * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن
الزبير رضي الله عنه قال نزلت بمكة سورة الدخان * وأخرج الترمذي والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك
* وأخرج الترمذي ومحمد بن نصر وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك * وأخرج الترمذي ومحمد بن نصر وابن مردويه
والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة أصبح مغفورا له
* وأخرج ابن الضريس والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ ليلة الجمعة حم
الدخان ويس أصبح مغفورا له * وأخرج ابن مردويه عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ
حم الدخان في ليلة جمعة أو يوم جمعة بنى الله له بيتا في الجنة * وأخرج ابن الضريس عن الحسن ان النبي صلى الله
عليه وسلم قال من قرأ سورة الدخان في ليله غفر له ما تقدم من ذنبه * وأخرج الدارمي ومحمد بن نصر عن أبي
رافع قال من قرأ الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفورا له وزوج من الحور العين * وأخرج الدارمي عن عبد الله

7 هنا بياض بالأصل
24

ابن عيسى قال أخبرت انه من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة ايمانا وتصديقا بها أصبح مغفورا له * وأخرج البزاز
عن زيد بن حارثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن صياد إني خبأت لك خبيا فما هو وخبا له رسول الله صلى
الله عليه وسلم سورة الدخان فقال هو الدح فقال اخسه ما شاء الله كان ثم انصرف * وأخرج الطبراني عن الأسود
ابن يزيد وعنبسة أن رجلا أتى عبد الله بن مسعود فقال قرأت المفصل في ركعة فقال عبد الله بل هذذت كهذ
الشعر وكنثر الدقل ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ النظائر في ركعة فذكر عشر ركعات بعشرين
سورة عن تأليف عبد الله آخرهن إذا الشمس كورت والدخان * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال لقد
علمت النظائر التي كان يصلى بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذاريات والطور والنجم واقتربت والرحمن
والواقعة ونون والحاقة والمزمل ولا أقسم بيوم القيامة وهل أتى على الانسان والمرسلات وعم يتساءلون والنازعات
وعبس وويل للمطففين وإذا الشمس كورت والدخان * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال لأني لأحفظ القرائن
التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهن ثمان عشرة من المفصل وسورتين من آل حم * وأخرج ابن أبي
عمر في مسنده عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب حم التي يذكر فيها الدخان * قوله
تعالى (حم) الآيات * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله انا أنزلناه في ليلة مباركة قال أنزل القرآن في
ليلة القدر ثم نزل به جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم نجوما بجواب كلام الناس * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد عن قتادة انا أنزلناه في ليلة مباركة قال هي ليلة القدر * وأخرج عبد بن حميد عن أبي الجلد قال
نزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان وأنزل الإنجيل لثمان عشرة ليلة خلت من رمضان وأنزل الفرقان
لأربع وعشرين * وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي في قوله انا أنزلناه في ليلة مباركة قال نزل القرآن
جملة على جبريل وكان جبريل يجئ به بعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد
ابن جبير قال نزل القرآن من السماء العليا إلى السماء الدنيا جميعا في ليلة القدر ثم فصل بعد ذلك في تلك السنين
* وأخرج محمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فيها يفرق كل أمر حكيم قال يكتب من أم
الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من رزق أو موت أو حياة أو مطر حتى يكتب الحاج يحج فلان ويحج فلان
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر في قوله فيها يفرق كل أمر حكيم قال أمر السنة إلى السنة الا الشقاء والسعادة
فإنه في كتاب الله لا يبدل ولا يغير * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عطاء الخراساني عن عكرمة فيها يفرق كل
أمر حكيم قال يقضى في ليلة القدر كل أمر محكم * وأخرج ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر وابن المنذر من طريق
محمد بن سوقة عن عكرمة قال يؤذن للحاج ببيت الله في ليلة القدر فيكتبون بأسمائهم وأسماء آبائهم فلا يغادر
تلك الليلة أحد ممن كتب ثم قرأ فيها يفرق كل أمر حكيم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم * وأخرج سعيد وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه انه سئل عن قوله حم والكتاب المبين انا أنزلناه في ليلة
مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم قال يفرق في ليلة القدر ما يكون من السنة إلى السنة الا الحياة
والموت يفرق فيها المعايش والمصائب كلها * وأخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر وابن جرير عن ربيعة بن كلثوم
قال كنت عند الحسن فقال له رجل يا أبا سعيد ليلة القدر في كل رمضان هي قال أي والله انها لفي كل رمضان وانها
لليلة يفرق فيها كل أمر حكيم فيها يقضى الله كل أجل وعمل ورزق إلى مثلها * وأخرج ابن جرير عن عمر مولى
غفرة قال يقال ينسخ لملك الموت من يموت من ليلة القدر إلى مثلها وذلك لان الله يقول انا أنزلناه في ليلة مباركة إلى
قوله فيها يفرق كل أمر حكيم فتجد الرجل ينكح النساء ويفرش الفرش واسمه في الأموات * وأخرج ابن جرير
عن هلال بن يساف قال كان يقال انتظروا القضاء في شهر رمضان * وأخرج ابن جرير عن قتادة انا أنزلناه في ليلة
مباركة قال ليلة القدر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في
شعب الايمان عن ابن عباس قال إنك لترى الرجل يمشى في الأسواق وقد وقع اسمه في الموتى ثم قرأ انا أنزلناه في ليلة
مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم يعنى ليلة القدر قال ففي تلك الليلة يفرق أمر الدنيا إلى مثلها من
قابل موت أو حياة أو رزق كل أمر الدنيا يفرق تلك الليلة إلى مثلها من قابل * وأخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر
25

وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن أبي مالك في قوله فيها يفرق كل أمر حكيم قال عمل السنة إلى السنة * وأخرج
عبد بن حميد ومحمد بن نصر وابن جرير والبيهقي عن أبي عبد الرحمن السلمي في قوله فيها يفرق كل أمر حكيم قال
يدبر أمر السنة إلى السنة في ليلة القدر * وأخرج البيهقي عن أبي الجوزاء فيها يفرق كل أمر حكيم قال هي ليلة
القدر يجاء بالديوان الأعظم السنة إلى السنة فيغفر الله عز وجل لمن يشاء ألا ترى انه قال رحمة من ربك * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن نصر وابن جرير والبيهقي عن قتادة في قوله فيها يفرق كل أمر حكيم قال فيها
يفرق أمر السنة إلى السنة وفى لفظ قال فيها يقضى ما يكون من السنة إلى السنة * وأخرج عبد بن حميد وابن
نضر والبيهقي عن أبي نضرة فيها يفرق كل أمر حكيم قال يفرق أمر السنة في كل ليلة قدر خيرها وشرها ورزقها
وأجلها وبلاؤها ورخاؤها ومعاشها إلى مثلها من السنة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق
محمد بن سوقة عن عكرمة فيها يفرق كل أمر حكيم قال في ليلة النصف من شعبان يبرم أمر السنة وينسخ الاحياء
من الأموات ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أحد * وأخرج ابن زنجويه والديلمي عن أبي هريرة
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى أن الرجل لينكح ويولد له وقد
خرج اسمه في الموتى * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن يسار قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر
أكثر صياما منه في شعبان وذلك أنه ينسخ فيه آجال من ينسخ في السنة * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن
عائشة قالت لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان لأنه ينسخ فيه أرواح الاحياء
في الأموات حتى أن الرجل يتزوج وقد رفع اسمه فيمن يموت وان الرجل ليحج وقد رفع اسمه فيمن يموت * وأخرج أبو
يعلى عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله فسألته قال إن الله يكتب فيه كل نفس ميتة تلك
السنة فأحب ان يأتيني أجلى وأنا صائم * وأخرج الدينوري في المجالسة عن راشد بن سعد ان النبي صلى الله عليه
وسلم قال في ليلة النصف من شعبان يوحى الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة * وأخرج
ابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن الزهري عن عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى أن الرجل ينكح ويولد له وقد خرج اسمه في الموتى قال
الزهري وحدثني أيضا عثمان بن محمد بن المغيرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم طلعت شمسه الا
يقول من استطاع ان يعمل في خيرا فليعمله فإني غير مكر عليكم أبدا وما من يوم الا ينادى مناديان من السماء
يقول أحدهما يا طالب الخير ابشر ويقول الآخر يا طالب الشر اقصر ويقول أحدهما اللهم اعط منفقا ما لا خالها
ويقول الآخر اللهم اعط ممسكا ما لا تلفا * وأخرج ابن أبي الدنيا عن عطاء بن يسار قال إذا كان ليلة النصف
من شعبان دفع إلى ملك الموت صحيفة فيقال اقبض من في هذه الصحيفة فان العبد ليفرش العراش وينكح
الأزواج ويبنى البنيان وان اسمه قد نسخ في الموتى * وأخرج الخطيب في رواة مالك عن عائشة سمعت النبي صلى
الله عليه وسلم يقول يفتح الله الخير في أربع ليال ليلة الأضحى والفطر وليلة النصف من شعبان ينسخ فيها
الآجال والأرزاق ويكتب فيها الحاج وفى ليلة عرفة إلى الاذان * وأخرج الخطيب وابن النجار عن عائشة رضي الله عنها
قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله حتى يصله برمضان ولم يكن يصوم شهرا تاما
الا شعبان فقلت يا رسول الله ان شعبان لمن أحب الشهور إليك ان تصومه فقال نعم يا عائشة انه ليس نفس تموت في
سنة الا كتب أجلها في شعبان فأحب ان يكتب أجلى وأنا في عبادة ربى وعمل صالح ولفظ ابن النجار يا عائشة انه
يكتب فيه ملك الموت من يقبض فأحب ان لا ينسخ اسمي الا وأنا صائم وأخرج ابن ماجة والبيهقي في شعب الايمان
عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا
نهارها فان الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول ألا مستغفر فاغفر له ألا مسترزق فارزقه ألا
مبتلى فأعافيه ألا سائل فاعطيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر * وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وابن ماجة
والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت أطلبه فإذا هو
بالبقيع رافعا رأسه إلى السماء فقال يا عائشة أكنت تخافين ان يحيف الله عليك ورسوله قلت ما بي من ذلك
26

ولكني ظننت انك أتيت بعض نسائك فقال إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا
فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب * وأخرج البيهقي عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن أبيه أو عن عمه أو جده
أبى بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزل الله إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لكل
شئ الا لرجل مشرك أو في قلبه شحناء * وأخرج البيهقي عن أبي ثعلبة الخشني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا
كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله تعالى إلى خلقه فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين ويدع أهل الحقد
بحقدهم حتى يدعوه * وأخرج البيهقي عن معاذ بن جمل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يطلع الله في ليلة النصف
من شعبان فيغفر لجميع خلقه الا لمشرك أو مشاحن وأخرج البيهقي عن أبي موسى الأشعري مرفوعا نحوه
* وأخرج البيهقي عن عائشة قالت قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل يصلى فأطال السجود حتى ظننت
انه قد قبض فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت فلما رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته
فقال يا عائشة أو يا حميراء ظننت ان النبي قد خاس بك قلت لا والله يا نبي الله ولكني ظننت انك قبضت لطول
سجودك فقال أتدرين أي ليلة هذه قلت الله ورسوله أعلم قال هذه ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين
ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم * وأخرج البيهقي وضعفه عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع عنه ثوبيه ثم لم يستتم ان قام فلبسهما فأخذتني غيرة شديدة ظننت انه يأتي بعض
صويحباتي فخرجت أتبعه فأدركته بالبقيع بقيع الغرقد يستغفر للمؤمنين والمؤمنات والشهداء فقلت بابى
أنت وأمي أنت في حاجة ربك وأنا في حاجة الدنيا فانصرفت فدخلت في حجرتي ولى نفس عال ولحقني النبي صلى الله
عليه وسلم فقال ما هذا النفس يا عائشة فقلت بابى أنت وأمي أتيتني فوضعت عنك ثوبيك ثم لم تستتم ان قمت
فلبستهما فأخذتني غيرة شديدة ظننت انك تأتى بعض صويحباتي حتى رأيتك بالبقيع تصنع ما تصنع قال يا عائشة
أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله بل أتاني جبريل عليه السلام فقال هذه الليلة ليلة النصف من شعبان
ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم كلب لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى
مسبل ولا إلى عاق لوالديه ولا إلى مدمن خمر قالت ثم وضع عنه ثوبيه فقال لي يا عائشة أتأذنين لي في القيام هذه الليلة
فقلت نعم بابى وأمي فقام فسجد ليلا طويلا حتى ظننت انه قد قبض فقمت ألتمسه ووضعت يدي على باطن قدميه
فتحرك وسمعته يقول في سجوده أعوذ بعفوك من عقوبتك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك جل وجهك
لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك فلما أصبح ذكرتهن له فقال يا عائشة تعلمتيهن فقلت نعم فقال تعلميهن
وعلميهن فان جبريل عليه السلام علمنيهن وأمرني أن أرددهن في السجود * وأخرج البيهقي عن عائشة قالت
كانت ليلة النصف من شعبان ليلتي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي فلما كان في جوف الليل فقدته
فأخذني ما يأخذ النساء من الغيرة فتلفعت بمرطي فطلبته في حجر نسائه فلم أجده فانصرفت إلى حجرتي فإذا أنا به
كالثوب الساقط وهو يقول في سجوده سجد لك خيالي وسوادي وآمن بك فؤادي فهذه يدي وما جنيت بها على
نفسي يا عظيم يرجى لكل عظيم يا عظيم اغفر الذنب العظيم سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره ثم رفع
رأسه ثم عاد ساجدا فقال أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ بك منك أنت كما أثنيت
على نفسك أقول كما قال أخي داود أعفر وجهي في التراب لسيدي وحق له أن يسجد ثم رفع رأسه فقال اللهم
ارزقني قلبا تقيا من الشر نقيا لا جافيا ولا شقيا ثم انصرف فدخل معي في الخميلة ولى نفس عال فقال ما هذا النفس
يا حميراء فأخبرته فطفق يمسح بيديه على ركبتي ويقول ويح هاتين الركبتين ما لقينا في هذه الليلة هذه ليلة النصف من
شعبان ينزل فيها إلى السماء الدنيا فيغفر لعباده الا المشرك والمشاحن * وأخرج البيهقي عن عثمان بن أبي العاص
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل فيها إلى السماء الدنيا نادى مناد هل من
مستغفر فاغفر له هل من سائل فاعطيه فلا يسال أحد الا أعطى الا زانية بفرجها أو مشرك * وأخرج البيهقي عن علي
قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة النصف من شعبان قام فصلى أربع عشرة ركعة ثم جلس بعد
الفراغ فقرأ بأم القرآن أربع عشرة مرة وقل هو الله أحد أربع عشرة مرة وقل أعوذ برب الفلق أربع عشرة
27

مرة وقل أعوذ برب الناس أربع عشرة مرة وآية الكرسي مرة لقد جاءكم رسول من أنفسكم الآية فلما فرغ
من صلاته سألته عما رأيت من صنيعه قال من صنع مثل الذي رأيت كان له ثواب عشرين حجة مبرورة وصيام عشرين
سنة مقبولة فإذا أصبح في ذلك اليوم صائما كان له كصيام سنتين سنة ماضية وسنة مستقبلة قال البيهقي يشبه أن
يكون هذا الحديث موضوعا وهو منكر وفي رواته مجهولون * قوله تعالى (رحمة من ربك) الآيات * أخرج عبد
ابن حميد عن عاصم انه قرأ انه هو السميع العليم رب السماوات والأرض بالخفض * قوله تعالى (فارتقب يوم
تأتى السماء بدخان مبين) الآيات * أخرج ابن جرير عن قتادة فارتقب أي فانتظر * وأخرج ابن مردويه من
طريق أبى عبيدة عن ابن مسعود قال آية الدخان قد مضت * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى عبيدة وأبى
الأحوص عن عبد الله قال الدخان جوع أصاب قريشا حتى كان أحدهم لا يبصر السماء من الجوع * وأخرج
ابن مردويه من طريق عتبة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن مسعود قال الدخان قد مضى كان أناس
أصابهم مخمصة وجوع شديد حتى كانوا يرون الدخان فيما بينهم وبين السماء * وأخرج ابن مردويه من طريق
أبى وائل عن عبد الله فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين قال جوع أصاب الناس بمكة * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن أبي العالية قال مضى الدخان والبطشة الكبرى يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين
قال قال ابن مسعود كل ما وعدنا الله ورسوله فقد رأيناه غير أربع طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة
الأرض ويأجوج ومأجوج فاما الدخان فقد مضى وكان سنى كسني يوسف وأما القمر فقد انشق على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأما البطشة الكبرى فيوم بدر * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد
والبخاري وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن مسروق قال جاء رجل إلى عبد الله فقال انى تركت رجلا في المسجد
يقول في هذه الآية يوم تأتى السماء بدخان يغشى الناس يوم القيامة دخان فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم
ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام فغضب وكان متكئا فجلس ثم قال من علم منكم علما فليقل به ومن لم يكن يعلم
فليقل الله أعلم فان من العلم ان يقول لما لا يعلم الله أعلم وسأحدثكم عن الدخان ان قريشا لما استصعبت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبطأوا عن الاسلام قال اللهم أعنى عليهم بسبع كسبع يوسف فأصابهم قحط وجهد
حتى أكلوا العظام فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجوع فأنزل الله فارتقب
يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله استسق
الله لمضر فاستسقى لهم فسقوا فأنزل الله انا كاشفوا لعذاب قليلا انكم عائدون أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة
فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم فأنزل الله يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون فانتقم الله منهم يوم بدر
فقد مضى البطشة والدخان واللزام * وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال لما رأى رسول الله صلى الله
عليه وسلم من الناس إدبار قال اللهم سبع كسبع يوسف فاخذتهم سنة حتى أكلوا الميتة والجلود والعظام فجاءه
أبو سفيان وناس من أهل مكة فقالوا يا محمد انك تزعم انك قد بعثت رحمة وان قومك قد هلكوا فادع الله لهم فدعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقوا الغيث فأطبقت عليهم سبعا فشكا الناس كثرة المطر فقال اللهم حوالينا
ولا علينا فانحدرت السحابة على رأسه فسقى الناس حولهم قال فقد مضت آية الدخان وهو الجوع الذي
أصابهم وهو قوله انا كاشفو العذاب قليلا انكم عائدون وآية الروم والبطشة الكبرى وانشقاق القمر وذلك كله
يوم بدر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله يوم تأتى السماء بدخان مبين قال الجدب
وإمساك المطر عن كفار قريش * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله يغشى الناس
هذا عذاب أليم قال الأليم الموجع ربنا اكشف عنا العذاب انا مؤمنون قال الدخان أنى لهم الذكرى قال أنى
لهم التوبة انا كاشفوا لعذاب قليلا يعنى الدخان انكم عائدون إلى عذاب الله يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أنى لهم الذكرى قال بعد وقوع البلاء بهم وقد تولوا عن محمد وقالوا
معلم مجنون ثم كشف عنهم العذاب * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن لهيعة عن عبد الرحمن الأعرج يوم تأتى
السماء بدخان مبين قال كان يوم فتح مكة * وأخرج ابن سعد من طريق ابن لهيعة عن الأعرج عن أبي هريرة
28

قال كان يوم فتح مكة دخان وهو قول الله فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد وابن أبي حاتم عن علي قال إن الدخان لم يمض بعد يأخذ المؤمن كهيئة الزكام وينفخ الكافر حتى ينفذ
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم بسند صحيح عن ابن أبي مليكة قال دخلت
على ابن عباس رضي الله عنهما فقال لم أنم هذه الليلة فقلت لم قال طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت ان يطرق
الدخان * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال يخرج الدخان فيأخذ المؤمن كهيئة الزكمة ويدخل في مسامع الكافر
والمنافق حتى يكون كالرأس الحنيذ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن قال بلغني ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إن ان الدخان إذا جاء نفخ الكافر حتى يخرج من كل مسمع من مسامعه ويأخذ المؤمن منه
كالزكمة * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال الدخان قد بقى وهو أول الآيات * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير من طريق الحسن عن أبي سعيد الخدري قال يهيج الدخان بالناس فاما المؤمن فيأخذه كهيئة الزكمة وأما
الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه * وأخرج ابن جرير عن حذيفة بن اليمان مرفوعا أول الآيات
الدجال ونزول عيسى ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا والدخان قال
حذيفة يا رسول الله وما الدخان فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يملأ
ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة وأما الكافر بمنزلة السكران
يخرج من منخريه وأذنيه ودبره * وأخرج ابن جرير والطبراني بسند جيد عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ربكم أنذركم ثلاثا الدخان يأخذ المؤمن منه كالزكمة ويأخذ الكافر
فينفخ حتى يخرج من كل مسمع منه والثانية الدابة والثالثة الدجال * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي سعيد
الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يهيج الدخان بالناس فاما المؤمن فيأخذه كالزكمة وأما الكافر
فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه
عن ابن مسعود رضي الله عنه يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون قال يوم بدر * وأخرج ابن جرير وابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي بن كعب ومجاهد
والحسن وأبى العالية وسعيد بن جبير ومحمد بن سيرين وقتادة وعطية مثله * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن
رضي الله عنه قال إن يوم البطشة الكبرى يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العالية قال كنا نتحدث ان
قوله يوم نبطش البطشة الكبرى يوم بدر والدخان قد مضى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير بسند صحيح عن
عكرمة قال قال ابن عباس قال ابن مسعود البطشة الكبرى يوم بدر وأنا أقول هي يوم القيامة * قوله تعالى (ولقد
فتنا) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولقد فتنا قال بلونا * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولقد فتنا قال ابتلينا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول
كريم قال هو موسى أن أدوا إلى عباد الله قال يعنى أرسلوا بني إسرائيل وأن لا تعلوا على الله قال لا تعثوا انى آتيكم
بسلطان مبين قال بعذر مبين وأني عذت بربي وربكم أن ترجمون قال بالحجارة وان لم تؤمنوا لي فاعتزلون أي خلوا
سبيلي * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان أدوا إلى عباد
الله قال يقول اتبعوني إلى ما أدعوكم إليه من الحق وفى قوله وان لا تعلوا قال لا تفتروا وفى قوله أن ترجمون قال
تشتمون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عبد الحكم في فتوح مصر عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله رهوا قال سمتا * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما وترك البحر
رهوا قال كهيئته وامضه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عبد الله بن الحارث الهاشمي أن ابن عباس سال
كعبا عن قوله واترك البحر رهوا قال طريقا * وأخرج ابن الأنباري في كتاب الأضداد عن الحسن رضي الله عنه
في قوله واترك البحر رهوا قال طريقا يبسا * وأخرج ابن الأنباري عن قتادة رضي الله عنه في قوله واترك البحر
رهوا قال ساكنا * وأخرج ابن جرير عن الربيع واترك البحر رهوا قال سهلا * وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس رضي الله عنهما واترك البحر رهوا قال الرهو أن يترك كما كان فإنهم ان يخلصوا من ورائه * وأخرج ابن
29

جرير عن ابن عباس واترك البحر رهوا قال دمثا * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه واترك البحر رهوا
قال جددا * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
واترك البحر رهوا قال طريقا يابسا كهيئته يوم ضربه يقول لا تأمره أن يرجع بل اتركه حتى يدخل آخرهم
* وأخرج ابن عبد الحكم عن الحسن رضي الله عنه رهوا قال سهلا دمثا * وأخرج محمد بن كعب القرظي رهوا
قال طريقا مفتوحا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله رهوا قال طريقا منفرجا * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال لما قطع موسى البحر عطف ليضرب البحر
بعصاه ليلتثم وخاف أن يتبعه فرعون وجنود فقيل له اترك البحر رهوا يقول كما هو طريقا يابسا انهم جند
مغرقون * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ومقام كريم قال المنابر * وأخرج ابن
مردويه عن جابر مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ومقام كريم قال مقام حسن
ونعمة كانوا فيها فاكهين قال ناعمين أخرجه الله من جناته وعيونه وزروعه حتى أورطه في البحر كذلك وأورثناها
قوما آخرين يعنى بني إسرائيل والله أعلم * قوله تعالى (فما بكت عليهم) الآية * أخرج الترمذي وابن أبي الدنيا
في ذكر الموت وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والخطيب عن أنس رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد الا وله في السماء بابان باب يصعد منه عمله وباب ينزل عليه منه رزقه
فإذا مات فقداه وبكيا عليه وتلا هذه الآية فما بكت عليهم السماء والأرض وذكر انهم لم يكونوا يعملوا على وجه
الأرض عملا صالحا يبكى عليهم ولم يصعد لهم إلى السماء من كلامهم ولا من عملهم كلام طيب ولا عمل صالح
فتفقدهم فتبكي عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس
رضي الله عنهما انه سئل عن قوله فما بكت عليهم السماء والأرض هل تبكي السماء والأرض على أحد قال نعم انه
ليس أحد من الخلائق الا له باب في السماء منه ينزل رزقه وفيه يصعد عمله فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من
السماء فقده فبكى عليه وإذا فقده مصلاه من الأرض التي كان يصلى فيها ويذكر الله فيها بكت عليه وان قوم فرعون لم
يكن لهم في الأرض آثار صالحة ولم يكن يصعد إلى الله منهم خير فلم تبك عليهم السماء والأرض * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن قتادة فما بكت عليهم السماء والأرض قال هم كانوا أهون على الله من ذلك قال وكنا نحدث ان
المؤمن تبكي عليه بقاعه التي كان يصلى فيها من الأرض ومصعد عمله من السماء * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في
العظمة عن مجاهد رضي الله عنه فما بكت عليهم السماء والأرض قال ما مات مؤمن الا بكت عليه السماء والأرض
صياحا قال فقيل له تبكي ما تعجب وما للأرض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالركوع والسجود وما للسماء لا تبكي على
عبد كان لتسبيحه وتكبيره دوي كدوي النحل * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال إن العالم إذا مات
بكت عليه السماء والأرض أربعين صباحا * وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة رضي الله عنه قال إن البقعة
التي يصلى عليها المؤمن تبكي عليه إذا مات وبحذائها من السماء ثم قرأ فما بكت عليهم السماء والأرض * وأخرج عبد
ابن حميد عن وهب رضي الله عنه قال إن الأرض لتحزن على العبد الصالح أربعين صباحا * وأخرج عبد بن حميد
عن سعيد بن جبير رضي الله عنه فما بكت عليهم السماء والأرض قال لم تبك عليهم السماء لانهم لم يكونوا يرفع لهم فيها
عمل صالح ولم تبك عليهم الأرض لانهم لم يكونوا يعملون فيها بعمل صالح * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة
عن مجاهد رضي الله عنه قال كان يقال الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحا * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال يقال الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحا * وأخرج ابن المبارك وأبو الشيخ عن ثور بن يزيد
عن مولى لهذيل قال ما من عبد يضع جبهته في بقعة من الأرض ساجد الله عز وجل الا شهدت له بها يوم القيامة
وبكت عليه يوم يموت * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير عن شريح بن عبيد الحضرمي مرسلا رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا الا لا غربة على مؤمن ما مات مؤمن في غربة
غابت عنه فيها بواكيه الا بكت عليه السماء والأرض ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بكت عليهم السماء
والأرض ثم قال إنهما لا يبكيان على كافر * وأخرج ابن أبي حاتم عن عباد بن عبد الله رضي الله عنه قال سال رجل
30

عليا هل تبكي السماء والأرض على أحد فقال إنه ليس من عبد الا له مصلى في الأرض ومصعد عمله في السماء وان
آل فرعون لم يكن لهم عمل صالح في الأرض ولا مصعد في السماء * وأخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن أبي
الدنيا وابن المنذر من طريق المسيب بن رافع عن علي رضي الله عنه قال إن المؤمن إذا مات بكى عليه مصلاه من
الأرض ومصعد عمله من السماء ثم تلا فما بكت عليهم السماء والأرض * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن مجاهد
رضي الله عنه قال ما من ميت يموت الا تبكي عليه الأرض أربعين صباحا * وأخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن أبي
الدنيا والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن الأرض لتبكي على المؤمن
أربعين صباحا ثم قرأ فما بكت عليهم السماء والأرض * وأخرج ابن المبارك وابن أبي الدنيا عن عطاء الخراساني
رضي الله عنه قال ما من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الأرض الا شهدت له يوم القيامة وبكت عليه يوم
يموت * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبيد المكتب عن إبراهيم رضي الله عنه قال ما بكت السماء منذ كانت الدنيا
الا على اثنين قيل لعبيد أليس السماء والأرض تبكي على المؤمن قال ذاك مقامه وحيث يصعد عمله قال وتدري
ما بكاء السماء قال لا قال تحمر وتصير وردة كالدهان ان يحيى بن زكريا لما قتل احمرت السماء وقطرت دما
وان حسين بن علي يوم قتل احمرت السماء * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن زياد رضي الله عنه قال لما قتل
الحسين احمرت آفاق السماء أربعة أشهر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء رضي الله عنه قال بكاء السماء
حمرة أطرافها * وأخرج ابن أبي الدنيا عن الحسن رضي الله عنه قال بكاء السماء حمرتها * وأخرج ابن أبي الدنيا
عن سفيان الثوري رضي الله عنه قال كان يقال هذه الحمرة التي تكون في السماء بكاء السماء على المؤمن
* قوله تعالى (ولقد اخترناهم) الآية * أخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله ولقد اخترناهم على علم على العالمين قال فضلناهم على من بين أظهرهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال اخترناهم على خير علمه الله فيهم على العالمين قال العالم الذي
كانوا فيه ولكل زمان عالم وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين قال أنجاهم من عدوهم وأقطعهم البحر وظلل
عليهم الغمام وانزل عليهم المن والسلوى ان هؤلاء ليقولون ان هي الا موتتنا الأولى قال قد قال مشركوا لعرب
وما نحن بمنشرين قال بمبعوثين * قوله تعالى (أم قوم تبع) * أخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا تبعا فإنه قد أسلم * وأخرج أحمد والطبراني وابن أبي حاتم
وابن مردويه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا تبعا فإنه
كان قد أسلم * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لا يشتبهن عليكم أمر تبع فإنه كان
مسلما * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لا تقولوا التبع الأخير فإنه قد حج البيت وآمن
بما جاء به عيسى بن مريم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن كعب رضي الله عنه قال إن تبعا نعت نعت
الرجل الصالح ذم الله قومه ولم يذمه قال وكانت عائشة رضي الله عنها تقول لا تسبوا تبعا فإنه كان رجلا صالحا
* وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان تبع رجلا صالحا ألا ترى ان الله ذم قومه ولم
يذمه * وأخرج ابن عساكر عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه قال لا تسبوا تبعا فان رسول الله صلى الله عليه
وسلم نهى عن سبه * وأخرج ابن المنذر وابن عساكر عن وهب بن منبه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن سب أسعد وهو تبع قيل وما كان أسعد قال كان على دين إبراهيم وكان إبراهيم يصلى كل يوم صلاة ولم تكن
شريعة * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أسعد الحميري
وقال هو أول من كسى الكعبة * وأخرج ابن المنذر وابن عساكر عن سعيد بن جبير قال إن تبعا كسا البيت
* وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن عبد العزيز قال كان تبع إذا عرض الخيل قاموا صفا من دمشق إلى صنعاء
اليمن * وأخرج ابن المنذر وابن عساكر عن ابن عباس قال سألت كعبا عن تبع فإني أسمع الله يذكر في القرآن
قوم تبع ولا يذكر تبعا فقال إن تبعا كان رجلا من أهل اليمن ملكا منصورا فسار بالجيوش حتى
انتهى إلى
سمرقند رجع فاخذ طريق الشام فأسر بها أحبارا فانطلق بهم نحو اليمن حتى إذا دنا من ملكه طار في الناس أنه
31

هادم الكعبة فقال له الأحبار ما هذا الذي تحدث به نفسك فان هذا البيت لله وانك لن تسلط عليه فقال إن هذا لله
وأنا أحق من حرمه فأسلم من مكانه وأحرم فدخلها محرما فقضى نسكه ثم انصرف نحو اليمن راجعا حتى قدم على قومه
فدخل عليه أشرافهم فقالوا يا تبع أنت سيدنا وابن سيدنا خرجت من عندنا على دين وجئت على غيره فاختر منا
أحد أمرين اما أن تخلينا وملكنا وتعبد ما شئت واما أن تذر دينك الذي أحدثت وبينهم يومئذ نار تنزل من السماء
فقال الأحبار عند ذلك اجعل بينك وبينهم النار فتواعد القوم عند ذلك جميعا على أن يجعلوا بينهم النار فجئ
بالأحبار وكتبهم وجئ بالأصنام وعمارها وقدموا جميعا إلى النار وقامت الرجال خلفهم بالسيوف فهدرت النار
هدير الرعد ورمت شعاعا لها فنكص أصحاب الأصنام وأقبلت النار فأحرقت الأصنام وعمالها وسلم الآخرون
فأسلم قوم واستسلم قوم فلبثوا بعد ذلك عمر تبع حتى إذا نزل بتبع الموت استخلف أخاه وهلك فقتلوا أخاه وكفروا
صفقة واحدة * وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن أبي بن كعب قال لما قدم تبع المدينة ونزل بفناه بعث إلى أحبار
يهود فقال انى مخرب هذا البلد حتى لا تقوم به يهودية ويرجع الامر إلى دين العرب فقال له شابور اليهودي وهو
يومئذ أعلمهم أيها الملك ان هذا بلد يكون إليه مهاجر نبي من بنى إسماعيل مولده بمكة اسمه أحمد وهذه دار هجرته ان
منزلك هذا الذي نزلت به يكون من القتال والجراح أمر كثير في أصحابه وفى عدوهم قال تبع ومن يقاتله يومئذ
وهو نبي كما تزعم قال يسير إليه قومه فيقتتلون ههنا قال فأين قبره قال بهذا البلد قال فإذا قوتل لمن تكون الدبرة قال
تكون عليه مرة وله مرة وبهذا المكان الذي أنت به يكون عليه ويقتل به أصحابه مقتلة عظيمة لم تقتل في موطن ثم
تكون العاقبة له ويظهر فلا ينازعه هذا الامر أحد قال وما صفته قال رجل ليس بالقصير ولا بالطويل في عينيه
حمرة يركب البعير ويلبس الشملة سيفه على عاتقه ولا يبالي من لاقى حتى يظهر أمره فقال تبع ما لي هذا البلد من
سبيل وما كان ليكون خرابها على يدي فرجع تبع منصرفا إلى اليمن * وأخرج ابن عساكر عن عباد بن زياد
المري عمن أدرك 7 قال أقبل تبع يفتتح المدائن ويعمل العرب حتى نزل المدينة وأهلها يومئذ يهود فظهر على أهلها
وجمع أحبار اليهود فأخبروه أنه سيخرج نبي بمكة يكون قراره بهذا البلد اسمه أحمد وأخبروه انه لا يدركه فقال
تبع للأوس والخزرج أقيموا بهذا البلد فان خرج فيكم فوازروه وصدقوه وان لم يخرج فأوصوا بذلك أولادكم
وقال في شعره
حدثت ان رسول المليك * يخرج حقا بأرض الحرم
ولو مد دهري إلى دهره * لكنت وزيرا له وابن عم
* وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن عبد الله بن سلام قال لم يمت تبع حتى صدق بالنبي صلى الله عليه وسلم لما كان
يهود يثرب يخبرونه * وأخرج ابن عساكر عن ابن إسحاق قال أرى تبع في منامه أن يكسوا البيت فكساه الخصف
ثم أرى أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه العافر ثم أرى أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه الوصائل وصائل
اليمن فكان تبع فيما ذكر لي أول من كساه وأوصى بها ولاته من جرهم وأمر بتطهيره وجعل له بابا ومفتاحا * قوله
تعالى (ان يوم الفصل) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ان يوم الفصل ميقاتهم أجمعين قال
يوم يفصل بين الناس بأعمالهم يوفى فيه للأولين والآخرين يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا قال انقطعت الأسباب
يومئذ وذهبت الآصار وصار الناس إلى أعمالهم فمن أصاب يومئذ خيرا سعد به ومن أصاب يومئذ شرا شقي به
* وأخرج ابن المبارك عن الضحاك في قوله يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا قال ولى عن ولى * قوله تعالى (ان شجرة
الزقوم) الآية * أخرج سعيد بن منصور عن أبي مالك قال إن أبا جهل كان يأتي بالتمر والزبد فيقول تزقموا بهذا
الزقوم الذي يعدكم به محمد فنزلت ان شجرة الزقوم طعام الأثيم * وأخرج ابن أبي حاتم والخطيب في تاريخه عن
سعيد بن جبير في الآية قال الأثيم أبو جهل * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الأنباري وابن المنذر عن عون
ابن عبد الله ان ابن مسعود أقرأ رجلا ان شجرة الزقوم طعام الأثيم فقال الرجل طعام اليتيم فرددها عليه فلم
يستقم بها لسانه فقال أتستطيع ان تقول طعام الفاجر قال نعم قال فافعل * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن همام بن الحارث قال كان أبو الدرداء يقرئ رجلا ان شجرة
الزقوم طعام الأثيم فجعل الرجل يقول طعام اليتيم فلما رأى أبو الدرداء انه لا يفهم قال إن شجرة الزقوم طعام
32

الفاجر * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله خذوه فاعتلوه قال ادفعوه
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ذق انك أنت العزيز الكريم يقول لست بعزيز ولا كريم
* وأخرج الأموي في مغازيه عن عكرمة قال لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل فقال إن الله أمرني
ان أقول لك أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى قال فنزع يده من يده وقال ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شئ لقد
علمت انى أمنع أهل بطحاء وأنا العزيز الكريم فقتله الله يوم بدر وأذله وعيره بكلمته ذق انك أنت العزيز الكريم
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال قال أبو جهل أيوعدني محمد وأنا أعز من مشى بين جبليها
فنزلت ذق انك أنت العزيز الكريم * وأخرج ابن المنذر عن 7 قال أخبرت ان أبا جهل قال يا معشر قريش
أخبروني ما اسمي فذكرت له ثلاثة أسماء عمر والجلاس وأبو الحكم قال ما أصبتم اسمي ألا أخبركم قالوا
بل قال اسمي العزيز الكريم فنزلت ان شجرة الزقوم الآيات * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن قتادة قال لما نزلت خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم قال أبو جهل ما بين جبليها رجل أعز ولا أكرم
منى فقال الله ذق انك أنت العزيز الكريم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله ان شجرة الزقوم
طعام الأثيم قال أبو جهل * وأخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب انه كان يقرئ رجلا فارسيا فكان إذا
قرأ عليه ان شجرة الزقوم طعام الأثيم قال طعام اليتيم فمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال قل له طعام الظالم
فقالها ففصحت بها لسانه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وعمرو بن ميمون انهما قرآ كالمهل تغلي في
البطون بالتاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد خذوه فاعتلوه فاقصفوه كما يقصف الحطب * وأخرج عبد
ابن حميد وابن المنذر عن الضحاك خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم قال خذوه فادفعوه في وسط الجحيم * وأخرج عبد بن
حميد عن سعيد بن جبير إلى سواء الجحيم قال وسط الجحيم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ذق انك أنت العزيز
الكريم قال هو يومئذ ذليل ولكنه يستهزأ به كما كنت تعزز في الدنيا وتكرم بغير كرم الله وعزه * قوله تعالى (ان
المتقين في مقام أمين) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ان المتقين في مقام أمين قال أمنوا الموت والعذاب
* وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك في قوله في مقام أمين قال أمنوا الموت ان يموتوا وأمنوا الهرم أن يهرموا
ولا يجوعوا ولا يعروا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ان المتقين في مقام أمين قال أمين من
الشيطان والأوصاب والأحزان وفى قوله وزوجناهم بحور عين قال بيض عين قال وفي قراءة ابن مسعود بعيس
عين وفي قوله يدعون فيها بكل فاكهة آمنين قال أمنوا من الموت والأوصاب والشيطان * وأخرج الفريابي وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وزوجناهم بحور عين قال أنكحناهم حورا والحور التي
يحار فيها الطرف باديا يرى منح سوقهن من وراء ثيابهن ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمرآة من
رقة الجلد وصفاء اللون * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله حور عين قال الحوراء
البيضاء الممتعة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الأعشى الشاعر وهو يقول
وحور كأمثال الدما ومناصف * وماء وريحان وراح يصفق
* وأخرج البيهقي في البعث عن عطاء في قوله بحور عين قال سود الحدقة عظيمة العين * وأخرج هناد بن السرى
وعبد بن حميد عن الضحاك في قوله بحور عين قال الحور البيض والعين العظام الأعين * وأخرج ابن أبي حاتم
والطبراني عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الحور العين من الزعفران * وأخرج ابن
مردويه والخطيب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحور العين خلقن من زعفران
* وأخرج ابن جرير عن ليث بن أبي سليم قال بلغني ان الحور العين خلقن من الزعفران * وأخرج ابن جرير عن
مجاهد قال خلق الحور العين من الزعفران * وأخرج ابن المبارك عن زيد بن أسلم قال إن الله لم يخلق الحور العين
من تراب انما خلقهن من مسك وكافور وزعفران * وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن أبي حاتم عن أنس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن حوراء بزقت في بحر لجي لعذب ذلك البحر من عذوبة ريقها * وأخرج
ابن أبي الدنيا عن ابن عمر وقال لشفر المرأة أطول من جناح النسر * وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس قال لو
33

أن حوراء أخرجت كفها بين السماء والأرض لافتتن الخلائق بحسنها ولو أخرجت نصيفها لكانت الشمس عند
حسنه مثل الفتيلة في الشمس لا ضوء لها ولو أخرجت وجهها لأضاء حسنها ما بين السماء والأرض * وأخرج ابن
مردويه والديلمي عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حور العين خلقن من تسبيح الملائكة
* وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه أنه قال ليوجد ريح المرأة من الحور العين من مسيرة خمسمائة سنة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله وزوجناهم بحور عين قال هي لغة يمانية وذلك أن أهل
اليمن يقولون زوجنا فلانا بفلانة * قوله تعالى (لا يذوقون فيها الموت) * أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
قال في قراءة ابن مسعود لا يذوقون فيها طعم الموت * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال يجاء بالموت يوم القيامة في صورة كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار فيعرفه هؤلاء ويعرفه
هؤلاء فيقول أهل النار اللهم سلطه علينا ويقول أهل الجنة اللهم انك قضيت ان لا نذوق فيها الموت الا الموتة الأولى
فيذبح بينهما فييأس أهل النار من الموت ويأمن أهل الجنة من الموت * واخرج البزر والطبراني في الأوسط وابن
مردويه والبيهقي في البعث بسند صحيح عن جابر رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله أينام أهل الجنة قال لا النوم
أخو الموت وأهل الجنة لا يموتون ولا ينامون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله فإنما
يسرناه بلسانك يعنى القرآن وفى قوله فارتقب انهم مرتقبون فانتظر انهم منتظرون
* (سورة الجاثية مكية) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أنزلت بمكة سورة حم الجاثية * وأخرج ابن مردويه عن
ابن الزبير رضي الله عنهما قال أنزلت سورة الشريعة بمكة * قوله تعالى (حم) الآيات * أخرج ابن المنذر عن
ابن جريج رضي الله عنه في قوله وما أنزل الله من السماء من رزق قال المطر وفى قوله وتصريف الرياح إذا شاء
جعلها رحمة وإذا شاء جعلها عذابا وفى قوله لكل أفاك أثيم قال كذاب * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله لكل أفاك أثيم قال المغيرة بن مخزوم * قوله تعالى (وسخر لكم) الآية * أخرج ابن المنذر
من طريق عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه لم يكن يفسر أربع آيات قوله وسخر لكم ما في
السماوات وما في الأرض جميعا منه والرقيم والغسلين * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال لم يفسر ابن عباس رضي الله عنهما
هذه الآية الا لندبة القاري وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه * وأخرج عبد الرزاق
والفريابي وعبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وسخر
لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه نور الشمس والقمر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه قال كل شئ هو من الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن طاوس رضي الله عنه قال جاء رجل إلى عبد الله
ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فسأله مم خلق الخلق قال من الماء والنور والظلمة والريح والتراب قال فمم خلق
هؤلاء قال لا أدرى ثم أتى الرجل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه فسأله فقال له مثل قول عبد الله بن عمر ورضى الله عنه
فأتى ابن عباس رضي الله عنهما فسأله مم خلق الخلق قال من الماء والنور والظلمة والريح والتراب قال فمم خلق هؤلاء
فقرأ ابن عباس رضي الله عنهما وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه فقال الرجل ما كان ليأتي بهذا
الا رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (قل للذين آمنوا) الآية * أخرج عبد بن حميد عن
قتادة رضي الله عنه قل للذين آمنوا يغفروا الآية قال ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالعفو ويحث عليه
ويرغب فيه حتى أمر ان يعفو عمن لا يرجو أيام الله وذكر انها منسوخة نسختها الآية التي في الأنفال فاما تثقفنهم
في الحرب الآية * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قل للذين آمنوا يغفروا
الآية قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يعرض عن المشركين إذا آذوه وكانوا يستهزؤن به ويكذبونه فأمره الله ان
يقاتل المشركين كافة فكان هذا من المنسوخ * وأخرج أبو داود في تاريخه وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله قال الذين لا يدرون أنعم الله عليهم أم لم ينعم قال
34

سفيان رضي الله عنه بلغني انها نسختها آية القتال * وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن قتادة رضي الله عنه
في قوله قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله قال هي منسوخة يقول الله فإذا انسلخ الأشهر
الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم * وأخرج ابن عساكر عن أبي مسلم الخولاني رضي الله عنه أنه قال
لجارية له لولا أن الله تعالى يقول قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله لأوجعتك فقالت والله انى لممن
يرجو أيامه فمالك لا توجعني فقال إن الله تعالى يأمرني ان أغفر للذين لا يرجون أيامه فعمن يرجو أيامه
أحرى انطلقي فأنت حرة * قوله تعالى (ولقد آتينا بني إسرائيل) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن
عكرمة رضي الله عنه في قوله ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم قال اللب * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج
في قوله ثم جعلناك على شريعة قال على طريقة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما ثم جعلناك
على شريعة من الامر يقول على هدى من الامر وبينة * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ثم جعلناك على
شريعة من الامر قال الشريعة الفرائض والحدود والامر والنهى * وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وابن
سعد وابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والطبراني عن أبي الضحى رضي الله عنه قال قرأ تميم الداري
رضي الله عنه سورة الجاثية فلما أتى على هذه الآية أم حسب الذين اجترحوا السيئات الآية فلم يزل يكررها ويبكي
حتى أصبح وهو عند المقام * وأخرج ابن أبي شيبة عن بشير مولى الربيع بن خيثم رضي الله عنه قال قام تميم الداري
يصلى فمر بهذه الآية أم حسب الذين اجترحوا السيئات فلم يزل يرددها حتى أصبح * وأخرج ابن جرير عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله سواء محياهم ومماتهم قال المؤمن في الدنيا والآخرة مؤمن والكافر في الدنيا والآخرة كافر
* قوله تعالى (أفرأيت من اتخذ) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم واللالكائي في السنة
والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية أفرأيت من اتخذ إلهه هواه قال ذاك
الكافر اتخذ دينه بغير هدى من الله ولا برهان وأضله الله على علم يقول أضله الله في سابق علمه * وأخرج ابن جرير
عن قتادة رضي الله عنه في قوله أفرأيت من اتخذ إلهه هواه قال لا يهوى شيئا الا ركبه لا يخاف الله عز وجل * وأخرج
النسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان الرجل من العرب يعبد
الحجر فإذا رأى أحسن منه أخذه وألقى الآخر فأنزل الله أفرأيت من اتخذ إلهه هواه * قوله تعالى (وقالوا ما هي الا
حياتنا الدنيا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
كان أهل الجاهلية يقولون انما يهلكنا الليل والنهار فقال الله في كتابه وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما
يهلكنا الا الدهر وقال الله يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الامر أقلب الليل والنهار * وأخرج أبو
عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قرأ وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا
* وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عز وجل يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الامر أقلب
الليل والنهار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وما يهلكنا الا الدهر
قال الزمان * وأخرج ابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى لا يقل ابن آدم يسب الدهر يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر أرسل الليل والنهار
فإذا شئت قبضتهما * وأخرج ابن جرير والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
يقول الله تعالى استقرضت عبدي فلم يعطني وسبني عبدي يقول وا دهراه وأنا الدهر * قوله تعالى (ويوم تقوم
الساعة يومئذ يخسر المبطلون) * أخرج البيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه انه مر على قوم
وعليه بردة حمراء حسناء فقال رجل من القوم ان أنا سلبته بردته فما لي عندكم فجعلوا له شيئا فأتاه فقال يا أبا عبد
الرحمن بردتك هذه لي فقال إن اشتريتها أمس قال قد أعلمتك وأنت في حرج من لبسها فخلعها ليدفعها إليه فضحك
القوم فقال ما لكم فقالوا هذا رجل بطال فالتفت إليه فقال يا أخي أما علمت أن الموت امامك لا تدرى متى يأتيك
صباحا أو مساء أو نهار اثم القبر ومنكر ونكير وبعد ذلك القيامة يوم يخسر فيه المبطلون فأبكاهم ومضى * قوله
35

تعالى (وترى كل أمة جاثية) * أخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه وترى كل أمة جاثية قال متميزة * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه وترى كل أمة جاثية قال تستفز على الركب * وأخرج
ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه وترى كل أمة جاثية يقول على الركب عند الحساب * وأخرج سعيد بن
منصور وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن عبد الله بن باباه رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أراكم بالكوم دون جهنم جاثين ثم قرأ سفيان وترى كل أمة جاثية * وأخرج
ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله وترى كل أمة جاثية كل أمة مع نبيها حتى يجئ رسول الله صلى الله
عليه وسلم على كوم قد علا الخلائق فذلك مقام المحمود * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله كل أمة
تدعى إلى كتابها قال يعملون انه يدعى أمة قبل أمة وقوم قبل قوم ورجل قبل رجل ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه
وسلم كان يقول يمثل لكل أمة يوم القيامة ما كانت تعبد من حجر أو وثن أو خشبة أو دابة ثم يقال من كان يعبد شيئا
فليتبعه فيكون أول ذلك الأوثان قادة إلى النار حتى تقذفهم فيها فيبقى أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأهل الكتاب
فيقال لليهود ما كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد الله وعزيرا الا قليلا منهم ثم يقال لهم أما عزير فليس منكم
ولستم منه فيؤخذ بهم ذات الشمال فينطلقون ولا يستطيعون مكوثا ثم يدعى بالنصارى فيقال لهم ما كنتم
تعبدون فيقولون كنا نعبد الله والمسيح بن مريم الا قليلا منهم فقال أما المسيح فليس منكم ولستم منه فيؤخذ
بهم ذات الشمال فينطلقون ولا يستطيعون مكوثا وتبقى أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيقال ما كنتم تعبدون
فيقولون كنا نعبد الله وحده وانما فارقنا في الدنيا مخافة يومنا هذا فيؤذن للمؤمنين في السجود فيسجد
المؤمنون ويمنع كل منافق فيقصم ظهر المنافق عن السجود ويجعل الله سجود المؤمنين عليه توبيخا وصغارا
وحسرة وندامة * قوله تعالى (هذا كتابنا) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق قال هو أم الكتاب فيه أعمال بني آدم انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون قال
هم الملائكة عليهم الصلاة والسلام يستنسخون أعمال بني آدم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما انه سئل عن هذه الآية انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون فقال إن أول ما خلق
الله القلم ثم خلق النون وهي الدواة ثم خلق الألواح فكتب الدنيا وما يكون فيها حتى تفنى من خلق مخلوق
وعمل معمول من برأ وفاجر وما كان من رزق حلال أو حرام وما كان من رطب ويابس ثم الزم كل شئ من ذلك
شانه دخوله في الدنيا حي وبقاؤه فيها كم والى كم تفنى ثم وكل بذلك الكتاب الملائكة ووكل بالخلق ملائكة
فتأتي ملائكة الخلق إلى ملائكة ذلك الكتاب فيستنسخون ما يكون في كل يوم وليلة مقسوم على ما وكلوا به ثم
يأتون إلى الناس فيحفظونهم بأمر الله ويسوقونهم إلى ما في أيديهم من تلك النسخ فقام رجل فقال يا ابن عباس
ألستم قوما عربا انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون هل يستنسخ الشئ الا من كتاب * وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال إن الله خلق النون وهو الدواة وخلق القلم فقال اكتب قال ما أكتب قال اكتب ما هو
كائن إلى يوم القيامة من عمل معمول بر أو فاجر أو رزق مقسوم حلال أو حرام ثم الزم كل شئ من ذلك شانه دخوله في
الدنيا ومقامه فيها كم وخروجه منها كيف ثم جعل على العباد حفظة وعلى الكتاب خزانا تحفظه ينسخون كل يوم
من الخزان عمل ذلك اليوم فإذا فنى ذلك الرزق انقطع الامر وانقضى الاجل أتت الحفظة الخزنة يطلبون عمل ذلك
اليوم فتقول لهم الخزنة ما نجد لصاحبكم عندنا شيئا فترجع الحفظة فيجدونهم قد ماتوا قال ابن عباس رضي الله عنهما
ألستم قوما عربا تسمعون الحفظة يقولون انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون وهل يكون الاستنساخ الا من
أصل * وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إن لله ملائكة يتولون في كل يوم بشئ يكتبون
فيه أعمال بني آدم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
أول شئ خلق الله القلم فاخذه بيمينه وكلتا يديه يمين فكتب الدنيا وما يكون فيها من عمل معمول بر أو فاجر رطب
أو يابس فأحصاه عنده في الذكر وقال اقرؤا ان شئتم هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم
تعملون فهل تكون النسخة الا من شئ قد فرغ منه * وأخرج ابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس رضى
36

الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون قال هي أعمال أهل الدنيا الحسنات
والسيئات تنزل من السماء كل غداة أو عشية ما يصيب الانسان في ذلك اليوم أو الليلة الذي يقتل والذي يفرق
والذي يقع من فوق بيت والذي يتردى من فوق جبل والذي يقع في بئر والذي يحرق بالنار فيحفظون عليه ذلك
كله فإذا كان العشى صعدوا به إلى السماء فيجدونه كما في السماء مكتوبا في الذكر الحكيم * وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال تستنسخ الحفظة من أم الكتاب ما يعمل بنو آدم فإنما يعمل
الانسان على ما استنسخ الملك من أم الكتاب * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال كتب في الذكر عنده كل شئ هو كائن ثم بعث الحفظة على آدم عليه السلام وذريته فالحفظة ينسخون
من الذكر ما يعمل العباد ثم قرأ هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون * وأخرج
الطبراني عن ابن عباس في قوله انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون قال إن الله وكل ملائكة ينسخون من ذلك العام
في رمضان ليلة القدر ما يكون في الأرض من حدث إلى مثلها من السنة المستقبلة فيعارضون به حفظة الله على
العباد عشية كل خميس فيجدون ما رفع الحفظة موافقا لما في كتابهم ذلك ليس فيه زيادة ولا نقصان * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء
يومكم هذا قال تركتم ذكرى وطاعتي فكذا أترككم كما نسيتم لقاء يومكم هذا قال تركتم ذكرى وطاعتي فكذا
تركتكم في النار * قوله تعالى (وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) * أخرج ابن
عساكر عن عمر بن ذر عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما قعد قوم يذكرون الله الا قعد معهم عددهم
من الملائكة فإذا حمدوا الله حمدوه وان سبحوا الله سبحوه وان كبروا الله كبروه وان استغفروا الله أمنوا ثم عرجوا
إلى ربهم فيسألهم فقالوا ربنا عبيد لك في الأرض ذكروك فذكرناك قال ماذا قالوا قالوا ربنا حمدوك فقال أول
من عبد وآخر من حمد قالوا وسبحوك قال مدحي لا ينبغي لأحد غيري قالوا ربنا كبروك قال لي الكبر ياء في
السماوات والأرض وأنا العزيز الحكيم قالوا ربنا استغفروك قال أشهدكم انى قد غفرت لهم * وأخرج ابن
مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه ان لله ثلاثة أثواب أتزر بالعزة وتسربل
الرحمة وارتدى بالكبرياء فمن تعزر بغير ما أعز الله فذلك الذي يقال له ذق انك أنت العزيز الكريم ومن رحم الله
رحمه الله ومن تكبر فقد نازع الله الذي ينبغي له فإنه تبارك وتعالى يقول لا ينبغي لمن نازعني ان أدخله الجنة
* وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني
في واحد منهما ألقيته في النار والله أعلم
* (سورة الأحقاف مكية) *
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت بمكة سورة حم الأحقاف * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير
مثله * وأخرج أحمد بسند جيد عن ابن مسعود قال أقر أنى رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة من آل حم وهي
الأحقاف قال وكانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سميت ثلاثين * وأخرج ابن الضريس والحاكم
وصححه عن ابن مسعود قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الأحقاف وأقرأها آخر فخالف قراءته
فقلت من أقرأكها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت والله لقد أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم غير ذا
فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ألم تقرئني كذا وكذا قال بلى فقال الآخر ألم تقرئني كذا
وكذا قال بلى فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ليقرأ كل واحد منكما ما سمع فإنما هلك من كان قبلكم
بالاختلاف * قوله تعالى (أو أثارة من علم) * أخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه
من طريق أبى سلمة بن عبد الرحمن عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أثارة من علم قال الخط * وأخرج
الفريابي وعبد بن حميد والحاكم وصححه وابن مردويه والخطيب من طريق أبى سلمة عن ابن عباس أو أثارة
من علم قال هذا الخط * وأخرج سعيد بن منصور من طريق صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار قال سئل رسول
37

الله صلى الله عليه وسلم عن الخط فقال علمه نبي ومن كان وافقه علم قال صفوان فحدثت به أبا سلمة بن عبد الرحمن
فقال سالت ابن عباس فقال أو أثارة من علم * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان نبي من الأنبياء يخط فمن صادف مثل خطه علم * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد عن
النبي صلى الله عليه وسلم في قوله أو أثارة من علم قال حسن خط * وأخرج الطبراني في الأوسط والحاكم من طريق
الشعبي عن ابن عباس أو أثارة من علم قال جودة الخط * وأخرج ابن جرير من طريق أبى سلمة عن ابن عباس
في قوله أو أثارة من علم قال خط كان تخطه العرب في الأرض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله أو
أثارة من علم قال أو خاصة من علم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس أو أثارة من علم يقول بينة من الامر
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أو أثارة من علم قال أحد يأثر علما وفى قوله هو أعلم
بما تفيضون فيه قال تقولون * قوله تعالى (قل ما كنت بدعا من الرسل) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قل ما كنت بدعا من الرسل يقول لست بأول الرسل وما أدرى ما يفعل بي ولا
بكم فأنزل الله بعد هذا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وقوله ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات الآية فاعلم
الله سبحانه نبيه ما يفعل به وبالمؤمنين جميعا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قل ما كنت
يدعا من الرسل قال ما كنت بأولهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قل ما كنت بدعا من الرسل قال يقول قد كانت
الرسل قبله * وأخرج ابن المنذر عن عطية رضي الله عنه في قوله وما أدرى ما يفعل بي ولا بكم قال هل يترك بمكة أو
يخرج منها * وأخرج أبو داود في ناسخه من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما أدرى ما يفعل
بي ولا بكم قال نسختها هذه الآية التي في الفتح فخرج إلى الناس فبشرهم بالذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
فقال رجل من المؤمنين هنيئا لك يا نبي الله قد علمنا الآن ما يفعل بك فماذا يفعل بنا فأنزل الله في سورة الأحزاب وبشر
المؤمنين بان لهم من الله فضلا كبيرا وقال ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها
ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما فبين الله ما به يفعل وبهم * وأخرج ابن جرير عن عكرمة
والحسن مثله * وأخرج أحمد والبخاري والنسائي وابن مردويه عن أم العلاء رضي الله عنها وكانت بايعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم انها قالت لما مات عثمان بن مظعون رضي الله عنه قلت رحمة الله عليك أبا السائب شهادتي
عليك لقد أكرمك الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك ان الله أكرمه اما هو فقد جاءه اليقين
من ربه وإني لأرجو له الخير والله ما أدرى وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم قالت أم العلاء فوالله ما أزكى بعده
أحدا * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما مات عثمان بن مظعون رضي الله عنه
قالت امرأته أو امرأة هنيئا لك ابن مظعون الجنة فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر مغضب
وقال وما يدريك والله انى لرسول الله وما أدرى ما يفعل الله بي قال وذلك قبل أن ينزل ليغفر لك الله ما تقدم
من ذنبك وما تأخر فقالت يا رسول الله صاحبك وفارسك وأنت أعلم فقال أرجو له رحمة ربه وأخاف عليه ذنبه
* وأخرج ابن حبان والطبراني عن زيد بن ثابت رضي الله عنه ان عثمان بن مظعون رضي الله عنه لما قبض
قالت أم العلاء طبت أبا السائب نفسا انك في الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك قالت يا رسول الله
عثمان بن مظعون قال أجل ما رأينا الا خيرا والله ما أدرى ما يصنع بي * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن
رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية وما أدرى ما يفعل بي ولا بكم عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوف
زمانا فلما نزلت انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر اجتهد فقيل له تجهد نفسك وقد
غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه
وما أدرى ما يفعل بي ولا بكم قال ثم درى نبي الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ما يفعل به بقوله انا فتحنا لك فتحا
مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر * وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله وما أدرى ما يفعل بي ولا بكم
قال أما في الآخرة فمعاذ الله قد علم أنه في الجنة حين أخذ ميثاقه في الرسل ولكن ما أدرى ما يفعل بي ولا بكم في
الدنيا أخرج كما أخرجت الأنبياء من قبلي أم أقتل كما قتلت الأنبياء من قبلي ولا بكم أمتي المكذبة أم أمتي المصدقة
38

أم أمتي المرمية بالحجارة من السماء قذفا أم يخسف بها خسفا ثم أوحى إليه وإذ قلنا لك ان ربك أحاط بالناس يقول
أحطت لك بالعرب ان لا يقتلوك فعرف انه لا يقتل ثم أنزل الله هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره
على الدين كله وكفى بالله شهيدا يقول أشهد لك على نفسه انه يسظهر دينك على الأديان ثم قال له في أمته وما كان الله
ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون فأخبر الله ما صنع وما يصنع بأمته * قوله تعالى (قل
أرأيتم) الآية * أخرج أبو يعلى وابن جرير والطبراني والحاكم وصححه بسند صحيح عن عوف بن مالك الأشجعي
رضي الله عنه قال انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى دخلنا على كنيسة اليهود يوم عيدهم فكرهوا
دخولنا عليهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أروني اثنى عشر رجلا منكم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله يحبط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي عليه فسكتوا فما أجابه منهم أحد ثم رد
عليهم فلم يجبه أحد فثلث فلم يجبه أحد فقال أبيتم فوالله لأنا الحاشر وأنا العاقب وأنا المقفى آمنتم أو كذبتم ثم
انصرف وأنا معه حتى كدنا أن نخرج فإذا رجل من خلفه فقال كما أنت يا محمد فاقبل فقال ذلك الرجل أي رجل
تعلموني فيكم يا معشر اليهود فقالوا والله ما نعلم فينا رجلا أعلم بكتاب الله ولا أفقه منك ولا من أبيك ولا من جدك قال
فإني أشهد بالله انه النبي الذي تجدونه في التوراة والإنجيل قالوا كذبت ثم ردوا عليه وقالوا شرا فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم كذبتم لن يقبل منكم قولكم فخرجنا ونحن ثلاث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنار ابن سلام
فأنزل الله قل أرأيتم ان كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ان الله
لا يهدى القوم الظالمين * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن سعد بن أبي
وقاص رضي الله عنه قال ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشى على وجه الأرض انه من أهل
الجنة الا لعبد الله بن سلام وفيه نزلت وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله * وأخرج الترمذي وابن جرير وابن
مردويه عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال نزلت في آيات من كتاب الله نزلت في وشهد شاهد من بني إسرائيل
على مثله فآمن واستكبر ثم إن الله لا يهدى القوم الظالمين ونزل في قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم
الكتاب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما وشهد شاهد من بني إسرائيل
قال عبد الله بن سلام * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد والضحاك مثله * وأخرج
ابن عساكر عن زيد بن أسلم وقتادة مثله * وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن مجاهد وعطاء وعكرمة وشهد شاهد
من بني إسرائيل قال عبد الله بن سلام * وأخرج الحسن بن مسلم رضي الله عنه نزلت هذه الآية بمكة وعبد الله بن
سلام بالمدينة * وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن الحسن رضي الله عنه قال نزلت حم وعبد الله بالمدينة مسلم
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال كانوا يرون ان هذه الآية نزلت في عبد الله
ابن سلام وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله قال والسورة مكية والآية مدنية قال وكانت الآية تنزل فيؤمر
النبي صلى الله عليه وسلم ان يضعها بين آيتي كذا وكذا في سورة كذا يرون ان هذه منهن * وأخرج عبد بن حميد
وابن المنذر عن عكرمة وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله قال ليس بعبد الله بن سلام هذه الآية مكية فيقول
من آمن من بني إسرائيل فهو كمن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وأخرج ابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه قال ما نزل
في عبد الله بن سلام رضي الله عنه شئ من القرآن * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مسروق رضي الله عنه في
قوله وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله قال والله ما نزلت في عبد الله بن سلام ما نزلت الا بمكة وانما كان اسلام
ابن سلام بالمدينة وانما كانت خصومة خاصم بها محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد
وابن جرير وابن عساكر عن الحسن رضي الله عنه قال لما أراد عبد الله بن سلام الاسلام دخل على رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقال أشهد انك رسول الله أرسلك بالهدى ودين الحق وان اليهود تجد ذلك عندهم في التوراة منعوتا
ثم قال له أرسل له نفر من اليهود فسلهم عنى وعن والدي فإنهم سيخبرونك وإني سأخرج عليهم فاشهد انك رسول
الله لعلهم يسلمون فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النفر فدعاهم وخبأه في بيته فقال لهم ما عبد الله بن
سلام فيكم وما كان والده قالوا سيدنا وابن سيدنا وعالمنا وابن عالمنا قال أرأيتم ان أسلم أتسلمون قالوا انه لا يسلم
39

فخرج عليهم فقال أشهد انك رسول الله وانهم ليعلمون منك مثل ما أعلم فخرجوا من عنده وأنزل الله في ذلك قل
أرأيتم ان كان من عند الله الآية * وأخرج ابن مردويه عن جندب قال جاء عبد الله بن سلام حتى أخذ بعضادتي
الباب ثم قال أنشدكم بالله أي قوم أتعملون انى الذي أنزلت فيه وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله الآية قالوا
اللهم نعم * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال جاء ميمون بن يامين إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان رأس
اليهود بالمدينة قد أسلم وقال يا رسول الله ابعث إليهم فاجعل بينك وبينهم حكما من أنفسهم فإنهم سيرضوني فبعث
إليهم وأدخله الداخل فاتوه فخاطبوه مليا فقال لهم اختاروا رجلا من أنفسكم يكون حكما بيني وبينكم قالوا فانا قد
رضينا بميمون بن يامين فأخرجه إليهم فقال لهم ميمون اشهد أنه رسول الله وانه على الحق فأبوا ان يصدقوه فأنزل الله
فيه قل أرأيتم ان كان من عند الله الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن مسروق رضي الله عنه
في قوله وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله قال موسى مثل محمد والتوراة مثل القرآن فآمن هذا بكتابه
ونبيه وكفرتم أنتم يا أهل مكة * قوله تعالى (وقال الذين كفروا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن
قتادة رضي الله عنه قال قال ناس من المشركين نحن أعز ونحن ونحن فلو كان خيرا ما سبقنا إليه فلان وفلان فنزل
وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه * وأخرج ابن المنذر عن عون بن أبي شداد قال كانت
لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أمة أسلمت قبله يقال لها زنيرة فكان عمر رضي الله عنه يضربها على اسلامها وكان
كفار قريش يقولون لو كان خيرا ما سبقتنا إليه زنيرة فأنزل الله في شانها وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا
الآية * وأخرج الطبراني عن سمرة بن جندب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بنو غفار وأسلم كانوا الكثير
من الناس فتنة يقولون لو كان خيرا ما جعلهم الله أول الناس فيه * قوله تعالى (ووصينا الانسان) الآية * أخرج
ابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت في أبى بكر الصديق رضي الله عنه
ووصينا الانسان بوالديه حسنا إلى قوله وعد الصدق الذي كانوا يوعدون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن مجاهد في قوله حملته أمه كرها قال مشقة عليها * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن انه قال وحمله
وفصله بغير ألف وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن بعجة بن عبد الله الجهني قال تزوج رجل منا امرأة من جهينة
فولدت لما تماما لستة أشهر فانطلق زوجها إلى عثمان بن عفان فامر برجمها فبلغ ذلك عليا رضي الله عنه فاتاه فقال
ما تصنع قال ولدت تماما لستة أشهر وهل يكون ذلك قال على رضي الله عنه أما سمعت الله تعالى يقول وحمله
وفصاله ثلاثون شهرا وقال حولين كاملين فكم تجده بقى الا ستة أشهر فقال عثمان رضي الله عنه والله ما فطنت
لهذا على بالمرأة فوجدوها قد فرغ منها وكان من قولها لأختها يا أخية لا تحزني فوالله ما كشف فرجى أحد قط
غيره قال فشب الغلام بعد فاعترف الرجل به وكان أشبه الناس به قال فرأيت الرجل بعد يتساقط عضوا عضوا على
فراشه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر من طريق قتادة عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي قال
رفع إلى عمر رضي الله عنه امرأة ولدت لستة أشهر فسال عنها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال على رضي الله عنه
لا رجم عليها ألا ترى انه يقول وحمله وفصاله ثلاثون شهرا وقال وفصاله في عامين وكان الحمل ههنا ستة أشهر فتركها
عمر رضي الله عنه قال ثم بلغنا انها ولدت آخر لستة أشهر * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن نافع بن جبير أن ابن
عباس أخبره قال انى لصاحب المرأة التي أتى بها عمر وضعت لستة أشهر فأنكر الناس ذلك فقلت لعمر لا تظلم قال
كيف قلت اقرأ وحمله وفصاله ثلاثون شهرا والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين كم الحول قال سنة قلت كم
السنة قال اثنا عشر شهرا قلت فأربعة وعشرون شهرا حولان كاملان ويؤخر الله من الحمل ما شاء ويقدم قال
فاستراح عمر رضي الله عنه إلى قولي * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن أبي عبيدة مولى عبد الرحمن بن عوف
قال رفعت امرأة إلى عثمان رضي الله عنه ولدت لستة أشهر فقال عثمان انها قد رفعت إلى امرأة ما أراها الا
جاءت بشر فقال ابن عباس إذا كملت الرضاعة كان الحمل ستة أشهر وقرأ وحمله وفصاله ثلاثون شهرا فدرأ عثمان
عنها * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقول إذا
ولدت المرأة لتسعة أشهر كفاها من الرضاع أحد وعشرون شهر أو إذا ولدت لسبعة أشهر كفاها من الرضاع ثلاثة
40

وعشرون شهرا وإذا وضعت لستة أشهر فحولين كاملين لان الله تعالى يقول وحمله وفصاله ثلاثون شهرا * قوله
تعالى (وبلغ أربعين سنة) * أخرج ابن أبي حاتم عن القاسم بن عبد الرحمن قال قلت لمسروق رضي الله عنه متى
يؤخذ الرجل بذنوبه قال إذا بلغت الأربعين فخذ حذرك * وأخرج ابن الجوزي في كتاب الحدائق بسند ضعيف
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله أمر
الحافظين فقال لهما أرفقا بعبدي في حداثته فإذا بلغ الأربعين فاحفظا وحققا * وأخرج أبو الفتح الأزدي من
طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا من أتى عليه الأربعون سنة فلم يغلب خيره شره
فليتجهز إلى النار * قوله تعالى (قال رب أوزعني) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن مغول قال شكا أبو
معشر ابنه إلى طلحة بن مصرف فقال طلحة رضي الله عنه استعن عليه بهذه الآية رب أوزعني أن أشكر نعمتك
الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أنزلت هذه الآية في أبى بكر الصديق رضي الله عنه
حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني الآية فاستجاب الله له فأسلم والداه جميعا وإخوانه وولده
كلهم ونزلت فيه أيضا فاما من أعطى واتقى الآية إلى آخر السورة * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
وا؟ لج لي في ذريتي قال اجعلهم لي صالحين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح الأمين قال يؤتى بحسنات العبد وسيئاته فيقتص بعضها من
بعض فان بقيت له حسنة وسع الله له بها إلى الجنة قال فدخلت على يزدان فحدثت مثل هذا الحديث قلت فان
ذهبت الحسنة قال أولئك الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا الآية * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال دعا أبو بكر
عمر رضي الله عنهما فقال له انى موصيك بوصية أن تحفظها ان الله في الليل حقا لا يقبله بالنهار وحقا بالنهار لا يقبله
بالليل انه ليس لأحد نافلة حتى يؤدى الفريضة انه انما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم
الحق في الدنيا وثقل ذلك عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه الا الحق ان يثقل وخفت موازين من خفت موازينه يوم
القيامة لاتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه الا الباطل ان يخف ألم تر أن الله ذكر أهل
الجنة بأحسن أعمالهم فيقول أين يبلغ عملك من عمل هؤلاء وذكر أهل النار بأسوأ أعمالهم حتى يقول
القائل انا خير من عمل هؤلاء وذلك بان الله تعالى رد عليهم أحسن أعمالهم ألم تر أن الله أنزل آية الشدة عند آية
الرخاء وآية الرخاء عند آية الشدة ليكون المؤمن راغبا راهبا لئلا يلقى بيده إلى التهلكة ولا يتمنى على الله أمنية يتمنى
على الله فيها غير الحق * قوله تعالى (والذي قال لوالديه) الآية * أخرج البخاري عن يوسف بن ماهك قال كان
مروان على الحجاز استعمله معاوية بن أبي سفيان فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه
فقال عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه شيئا فقال خذوه فدخل بيت عائشة رضي الله عنها فلم يقدروا عليه فقال
مروان ان هذا أنزل فيه والذي قال لوالديه أف لكما فقالت عائشة رضي الله عنها من وراء الحجاب ما أنزل الله فينا
شيئا من القرآن الا ان الله أنزل عذري * وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن
مردويه عن محمد بن زياد قال لما بايع معاوية لابنه قال مروان سنة أبى بكر وعمر فقال عبد الرحمن سنة هرقل
وقيصر فقال مروان هذا الذي أنزل الله فيه والذي قال لوالديه أف لكما الآية فبلغ ذلك عائشة رضي الله عنها
فقالت كذب مروان كذب مروان والله ما هو به ولو شئت ان اسمي الذي أنزلت فيه لسميته ولكن رسول الله صلى
الله عليه وسلم لعن أبا مروان ومروان في صلبه فمروان فضفض من لعنة الله * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن
عبد الله قال انى لفي المسجد حين خطب مروان فقال إن الله قد أرى أمير المؤمنين في يزيد رأيا حسنا وان يستخلفه
فقد استخلف أبو بكر وعمر فقال عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه أهرقلية ان أبا بكر رضي الله عنه والله
ما جعلها في أحد من ولده ولا أحد من أهل بيته ولا جعلها معاوية الا رحمة وكرامة لولده فقال مروان ألست الذي
قال لوالديه أف لكما فقال عبد الرحمن ألست ابن اللعين الذي لعن أباك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وسمعتها
عائشة فقالت يا مروان أنت القائل لعبد الرحمن كذا وكذا كذبت والله ما فيه نزلت نزلت في فلان بن فلان
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في الذي قال لوالديه أف لكما لآية قال هذا ابن لأبي بكر
41

* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال نزلت هذه الآية والذي قال لوالديه أف لكما في عبد الرحمن بن أبي بكر قال
لوالديه وكانا قد أسلما وأبى هو أن يسلم فكانا يأمرانه بالاسلام ويرد عليهما ويكذبهما فيقول فأين فلان وأين
فلان يعنى مشايخ قريش ممن قد مات ثم أسلم بعد فحسن اسلامه فنزلت توبته في هذه الآية ولكل درجات مما عملوا
* وأخرج عبد الرزاق وابن مردويه من طريق ميناء أنه سمع عائشة رضي الله عنها تنكر أن تكون الآية
نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه وقالت انما نزلت في فلان بن فلان سمت رجلا * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه أتعد انني ان أخرج قال يعنى البعث بعد الموت
* قوله تعالى (ويوم يعرض الذين كفروا) الآية * أخرج ابن مردويه عن حفص بن أبي العاصي قال كنا
نتغدى مع عمر رضي الله عنه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله في كتابه ويوم يعرض
الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم الآية * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم
والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضي الله عنهما ان عمر رضي الله عنه رأى في يد جابر بن عبد الله درهما
فقال ما هذا الدرهم قال أريد أن أشتري به لحما لأهلي قرموا إليه فقال أفكلما اشتهيتم شيئا اشتريتموه أين تذهب
عنكم هذه الآية أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها * وأخرج أحمد في الزهد عن الأعمش قال مر جابر
ابن عبد الله وهو متعلق لحما على عمر رضي الله عنه فقال ما هذا يا جابر قال هذا لحم اشتهيته اشتريته قال وكلما اشتهيت
شيئا اشتريته أما تخشى أن تكون من أهل هذه الآية أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا * وأخرج أبو نعيم
في الحلية عن سالم بن عبد الله بن عمران عمر كان يقول والله ما يعنى بلذات العيش ان نأمر بصغار المعزى فتسلط لنا
ونأمر بلباب الحنطة فتخبز لنا ونأمر بالزبيب فينبذ لنا في الأسعان حتى إذا صار مثل عين اليعقوب أكلنا هذا وشربنا
هذا ولكنا نريد أن نستبقي طيباتنا لأنا سمعنا الله يقول أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا الآية * وأخرج
أبو نعيم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه قال قدم على عمر رضي الله عنه ناس من العراق فرأى كأنهم
يأكلون هديرا فقال يا أهل العراق لو شئت ان يدهمق لي كما يدهمق لكم لفعلت ولكنا نستبقي من ربنا ما نجده
في آخرتنا أما سمعتم الله يقول لقوم أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن قتادة رضي الله عنه أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها قال تعلموا ان أقواما يسترطون
حسناتهم في الدنيا استبقى رجل طيباته ان استطاع ولا قوة الا بالله قال وذكر لنا ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه
كان يقول لو شئت لكنت أطيبكم طعاما وألينكم لباسا ولكني استبقى طيباتي وذكر لنا ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه
لما قدم الشام صنع له طعام لم ير قبله مثله قال هذا لنا فما لفقراء المسلمين الذين ماتوا وهم لا يشبعون من خبز
الشعير فقال خالد بن الوليد رضي الله عنه لهم الجنة فاغرورقت عينا عمر رضي الله عنه فقال لئن كان حظنا من هذا
الحطام وذهبوا بالجنة لقد باينونا بونا بعيدا * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مجلز رضي الله عنه قال ليطلبن
ناس حسنات عملوها فيقال لهم أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها الآية * وأخرج عبد بن
حميد عن الحسن رضي الله عنه قال أتى عمر رضي الله عنه بشربة عسل فقال والله لا أتحمل فضلها اسقوها فلانا
* وأخرج عبد بن حميد عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال رآني عمر رضي الله عنه وأنا
متعلق لحما فقال يا جابر ما هذا قلت لحم اشتريته بدرهم لنسوة عندي قرمن إليه فقال أما يشتهى أحدكم شيئا
الا صنعه أما يجد أحدكم أن يطوى بطنه لجاره وابن عمه أين تذهب هذه الآية أذهبتم طيباتكم في حياتكم
الدنيا قال فما انفلت منه حتى كدت ان لا أنفلت * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن حميد بن هلال قال كان حفص
رضي الله عنه يكثر غشيان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وكان إذا قرب طعامه اتقاه فقال له عمر رضي الله عنه مالك
ولطعامنا فقال يا أمير المؤمنين ان أهلي يصنعون لي طعاما هو ألين من طعامك فاختار طعامهم على طعامك فقال
ثكلتك أمك أما تراني لو شئت أمرت بشاة فتية سمينة فألقى عنها شعرها ثم أمرت بدقيق فنخل في خرقة فجعل خبزا
مرققا وأمرت بصاع من زبيب فجعل في سمن حتى يكون كدم الغزال فقال حفص انى أراك تعرف لين الطعام فقال
عمر رضي الله عنه ثكلتك أمك والذي نفسي بيده لولا كراهية ان ينقص من حسناتي يوم القيامة لأشركتكم
42

في لين طعامكم * وأخرج ابن المبارك وابن سعد وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وأبو نعيم في الحلية عن الحسن قال
قدم وفد أهل البصرة على عمر مع أبي موسى الأشعري فكان له في كل يوم خبز يلت فربما وافقناها مأدومة بزيت
وربما وافقناها مأدومة بسمن وربما وافقناها مأدومة بلبن وربما وافقنا القدائد اليابسة قد دقت ثم أغلى لها
وربما وافقنا اللحم الغريض وهو قليل قال وقال لنا عمر رضي الله عنه انى والله لقد أرى تقذيركم وكراهيتكم
طعامي أما والله لو شئت لكنت أطيبكم طعاما وأرقكم عيشا أما والله ما أجهل عن كراكر وأسنمة وعن صلى وصناب
وسلائق ولكني وجدت الله عير قوما بأمر فعلوه فقال أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها
* وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الايمان عن ثوبان رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر
كان آخر عهده بانسان من أهله فاطمة وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة فقدم من غزاة له فأتاها فإذا بمسح
على بابها ورأى على الحسن والحسين قلبين من فضة فرجع ولم يدخل عليها فلما رأت ذلك فاطمة ظنت أنه لم
يدخل من أجل ما رأى فهتكت الستر ونزعت القلبين من الصبيين فقطعتهما فبكى الصبيان فقسمته بينهما
فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما يبكيان فاخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم منهما فقال
يا ثوبان اذهب بهذا إلى بنى فلان أهل بيت بالمدينة واشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج فان
هؤلاء أهل بيتي ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا والله تعالى أعلم * قوله تعالى (واذكر
أخا عاد) * أخرج ابن ماجة وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يرحمنا الله وأخا عاد * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه قال خير واديين في الناس وادى
مكة ووادية ارم بأرض الهند وشر واديين في الناس وادى الأحقاف وواد بحضر موت يدعى برهوت يلقى فيه
أرواح الكفار وخير بئر في الناس زمزم وشر بئر في الناس برهوت وهي في ذاك الوادي الذي بحضر موت
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الأحقاف جبل بالشام * وأخرج ابن
جرير عن الضحاك قال الأحقاف جيل بالشام يسمى الأحقاف * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه
قال الأحقاف الأرض * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال الأحقاف جساق من جسمي * وأخرج
ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال ذكر لنا أن عادا كانوا أحياء باليمن أهل رمل مشرفين على البحر بأرض
يقال لها الشحر * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله بالأحقاف قال تلال من أرض اليمن
* وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه أن لا تعبدوا الا الله
قال لم يبعث الله رسولا الا بان يعبد الله * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله لتأفكنا قال لتزيلنا
وقرأ ان كاد ليضلنا عن آلهتنا قال يضلنا ويزيلنا ويأفكنا واحد * قوله تعالى (فلما رأوه عارضا الآية)
* أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله هذا عارض ممطرنا قال هو
السحاب * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود وابن المنذر وابن مردويه
عن عائشة رضي الله عنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه لهواته
انما كان يتبسم وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه قلت يا رسول الله ان الناس إذا رأوا الغيم
فرحوا رجاء ان يكون فيه المطر وإذا رأيته عرف في وجهك الكراهية قال يا عائشة وما يؤمنني ان يكون فيه
عذاب قد عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرنا * وأخرج عبد بن حميد ومسلم
والترمذي والنسائي وابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عصفت
الريح قال اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به
فإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا أمطرت سرى عنه فسألته فقال لا أدرى لعله كما قال
قوم عاد هذا عارض ممطرنا * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب السحاب وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قال غيم فيه مطر فأول ما عرفوا انه عذاب رأوا ما كان
خارجا من رحالهم ومواشيهم يطير بين السماء والأرض مثل الريش دخلوا بيوتهم وأغلقوا أبوابهم فجاءت الريح
43

ففتحت أبوابهم ومالت عليهم بالرمل فكانوا تحت الرمل سبع ليال وثمانية أيام حسو ما لهم أنين ثم أمر الريح
فكشف عنهم الرمل وطرحتهم في البحر فهو قوله فأصبحوا الا ترى الا مساكنهم * وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو يعلى
والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فتح الله
على عاد من الريح التي هلكوا فيها الا مثل الخاتم فمرت باهل البادية فحملتهم وأموالهم فجعلتهم بين السماء والأرض
فلما رأى ذلك أهل الحاضرة من عاد الريح وما فيها قالوا هذا عارض ممطرنا فألقت أهل البادية ومواشيهم على
أهل الحاضرة * وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما فتح الله على عاد من الريح الا موضع الخاتم أرسلت عليهم فحملت البد والى الحضر فلما رأوها
أهل الحضر قالوا هذا عارض ممطرنا مستقبل أوديتنا وكان أهل البوادي فيها فألقى أهل البادية على أهل الحاضرة
حتى هلكوا قال عتت على خزانها حتى خرجت من خلال الأبواب * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عمرو بن
ميمون رضي الله عنه قال كان هود قاعدا في قومه فجاء سحاب مكفهر فقالوا هذا عارض ممطرنا فقال هود بل هو
ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم فجعلت تلقى الفسطاط وتجئ بالرجل الغائب * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما أرسل الله على عاد من الريح الا قدر خاتمي هذا
* وأخرج عبد بن حميد عن ميمون رضي الله عنه انه قرأ لا ترى الا مساكنهم بالتاء والنصب * وأخرج عبد بن
حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ لا يرى الا مساكنهم بالياء ورفع النون * قوله تعالى (ولقد مكناهم) الآية
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبن عباس رضي الله عنهما في قوله ولقد مكناهم فيما ان مكناكم فيه
يقول لم نمكنكم فيه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولقد مكناهم
الآية قال عاد مكنوا في الأرض أفضل مما مكنت فيه هذه الأمة وكانوا أشد قوة وأكثر أولادا وأطول أعمارا
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريح رضي الله عنه في قوله ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى ههنا وههنا شيئا
باليمن واليمامة والشام * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن الزبير رضي الله عنه انه قرأ وتلك إفكهم * وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس انه كان يقرؤها وذلك أفكهم يعنى بفتح الألف والكاف وقال أصلهم * قوله تعالى
(وإذ صرفنا إليك) الآية * أخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن الزبير وإذ صرفنا إليك نفرا من
الجن يستمعون القرآن قال بنخلة قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى العشاء الآخرة كادوا يكونون
عليه لبدا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن منيع والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن
ابن مسعود رضي الله عنه قال هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوه قالوا
أنصتوا قالوا صه وكانوا تسعة أحدهم زوبعة فأنزل الله وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن إلى قوله ضلال مبين * وأخرج
ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون
القرآن الآية قال كانوا تسعة عشر من أهل نصيبين فجعلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلا إلى قومهم
* وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال صرفت الجن إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم مرتين وكان اشراف الجن بنصيبين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم في الدلائل عن
ابن عباس رضي الله عنهما وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن قال كانوا من أهل نصيبين أتوه ببطن نخلة * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول بت الليلة أقرأ على الجن 7 رفقا بالحجون * وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه عن مسروق قال سالت ابن
مسعود من آذن النبي صلى الله عليه وسلم بالجن ليلة استمعوا القرآن قال آذنته بهم شجرة * وأخرج ابن مردويه
والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه انه سئل أين قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن فقال قرأ
عليهم بشعب يقال له الحجون * وأخرج عبد بن حميد وأحمد ومسلم والترمذي عن علقمة قال قلت لابن مسعود
رضي الله عنه هل صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن منكم أحد قال ما صحبه منا أحد ولكنا فقدناه ذات
ليلة فقلنا اغتيل استطير ما فعل قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فلما كان في وجه الصبح إذا نحن به يجئ من قبل
44

خراء فأخبرناه فقال إنه أتاني داعي الجن فأتيتهم فقرأت عليهم القرآن فانطلق فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم * واخرج
ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن قال هم اثنا عشر ألفا من جزيرة الموصل * وأخرج
ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن قال كانوا سبعة ثلاثة من أهل حران
وأربعة من نصيبين وكانت أسماؤهم حسي ومسي وشاصر وماصر والأردواينان والأحقم وسرق * وأخرج
الطبراني والحاكم وابن مردويه عن صفوان بن المعطل قال خرجنا حجاجا فلما كنا بالعرج إذا نحن بحية تضطرب
فما لبث ان ماتت فلفها رجل في خرقة ودفنها ثم قدمنا مكة فانا لبالمسجد الحرام إذ وقف علينا شخص فقال أيكم
صاحب عمر وقلنا ما نعرف عمرا قال أيكم صاحب الجان قالوا هذا قال اما انه آخر التسعة موتا الذين أتوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم يستمعون القرآن * وأخرج أبو نعيم في الدلائل والواقدي عن أبي جعفر رضي الله عنه قال
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الجن في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من النبوة * وأخرج الواقدي وأبو
نعيم عن كعب الأحبار رضي الله عنه قال لما انصرف النفر التسعة من أهل نصيبين من بطن نخلة وهم فلان
وفلان وفلان والأردواينان والأحقب جاؤوا قومهم منذرين فخرجوا بعد وافدين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهم ثلثمائة فانتهوا إلى الحجون فجاء الأحقب فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن قومنا قد حضروا
الحجون يلقونك فواعده رسول الله صلى الله عليه وسلم لساعة من الليل بالحجون والله أعلم * قوله تعالى (فاصبر كما
صبر أولو العزم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم والديلمي عن عائشة رضي الله عنها قالت ظل رسول الله صلى الله
عليه وسلم صائما ثم طوى ثم ظل صائما ثم طوى ثم ظل صائما قال يا عائشة ان الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد
يا عائشة ان الله لم يرض من أولى العزم من الرسل الا بالصبر على مكروهها والصبر عن محبوبها ثم لم يرض منى الا أن
يكلفني ما كلفهم فقال فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل وإني والله لأصبرن كما صبروا جهدي ولا قوة الا بالله
* وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال أولو العزم من الرسل النبي صلى الله عليه وسلم ونوح
وإبراهيم وموسى وعيسى * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان وابن عساكر عن أبي
العالية قال صبر كما صبر أولو العزم من الرسل قال نوح وهود وإبراهيم فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يصبر كما
صبروا وكانوا ثلاثة ورسول الله صلى الله عليه وسلم رابعهم قال نوح يا قوم ان كان كبر عليكم مقامي وتذكيري
بآيات الله إلى آخرها فأظهر لهم المفارقة وقال هود حين قالوا ان نقول الا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال
انى أشهد الله واشهدوا أنى برئ مما تشركون من دونه فأظهر لهم المفارقة وقال لإبراهيم لقد كان لكم أسوة
حسنة في إبراهيم إلى آخر الآية فأظهر لهم المفارقة وقال يا محمد قل انى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الكعبة فقرأها على المشركين فأظهر لهم المفارقة * وأخرج ابن عساكر
عن قتادة في قوله أولو العزم قال هم نوح وهود وإبراهيم وشعيب وموسى * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريح قال
أولو العزم إسماعيل ويعقوب وأيوب وليس آدم منهم ولا يونس ولا سليمان * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
المنذر عن قتادة قال أولو العزم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس فاصبر كما صبر
أولو العزم من الرسل قال هم الذين أمروا بالقتال حتى مضوا على ذلك نوح وهود وصالح وموسى وداود وسليمان
* وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال بلغني ان أولى العزم من الرسل كانوا ثلثمائة وثلاثة
عشر * قوله تعالى (فهل يهلك الا القوم الفاسقون) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في
قوله فهل يهلك الا القوم الفاسقون قال تعلموا والله ما يهلك على الله الا هالك مشرك ولى الاسلام ظهره أو منافق
صدق بلسانه وخالف بقلبه * وأخرج الطبراني في الدعاء عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا طلبت
وأحببت ان تنجح فقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلى العظيم لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب السماوات
والأرض ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية أو ضحاها كأنهم يوم يرون
ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك الا القوم الفاسقون اللهم إني أسالك موجبات رحمتك
وعزائم مغفرتك والسلامة من كل اثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار اللهم لا تدع لي ذنبا الا
45

غفرته ولا هما الا فرجته ولا حاجة هي لك رضا الا قضيتها يا أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين
* (سورة لقتال مدنية) *
* أخرج ابن الضريس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أنزلت سورة القتال بالمدينة * وأخرج النحاس وابن
مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة محمد بالمدينة * وأخرج ابن مردويه
عن عبد الله بن الزبير قال نزلت بالمدينة سورة الذين كفروا * وأخرج ابن مردويه عن علي قال سورة محمد آية
فينا وآية في بنى أمية * وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان
يقرأ بهم في المغرب الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله * قوله تعالى (الذين كفروا) الآية * أخرج الفريابي
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله الذين
كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم قال هم أهل مكة قريش نزلت فيهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات قال
هم أهل المدينة الأنصار وأصلح بالهم قال أمرهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله أضل أعمالهم قال
كانت لهم أعمال فاضلة لا يقبل الله مع الكفر عملا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وأصلح بالهم قال
أصلح حالهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله وأصلح بالهم قال شانهم وفى قوله ذلك بان
الذين كفروا اتبعوا الباطل قال الشيطان * قوله تعالى (فإذا لقيتم الذين كفروا) * أخرج ابن المنذر عن ابن
جريج في قوله فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب قال مشركي العرب يقول فضرب الرقاب قال حتى يقولوا لا إله إلا الله
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق قال
لا تأسروهم ولا تفادوهم حتى تثخنوهم بالسيف * وأخرج النحاس عن ابن عباس في قوله فاما منا بعد واما فداء
قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالخيار في الأسرى ان شاؤوا قتلوهم وان شاؤوا استعبدوهم وان شاؤوا
فادوهم * واخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فاما منا بعد واما فداء قال هذا منسوخ نسختها
فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين الآية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله فاما منا بعد
واما فداء قال فرخص لهم أن يمنوا على من شاؤوا منهم نسخ الله ذلك بعد في براءة فقال اقتلوا المشركين حيث
وجدتموهم * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله فاما
منا بعد واما فداء قال كان المسلمون إذا لقوا المشركين قاتلوهم فإذا أسروا منهم أسيرا فليس لهم الا أن يفادوه أو
يمنوا عليه تم نسخ ذلك بعد فاما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد
ابن حميد وابن جرير عن الضحاك ومجاهد في قوله فاما منا بعد واما فداء قالا نسختها اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن السدى مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عمران بن حصين رضي الله عنه
ان النبي صلى الله عليه وسلم فادى رجلين من أصحابه برجلين من المشركين أسروا * وأخرج عبد بن حميد
عن أشعث قال سالت الحسن وعطاء عن قوله فاما منا بعد واما فداء قال أحدهما يمن عليه أو لا يفادى وقال
الآخر يصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم يمن عليه أو لا يفادى * وأخرج ابن جرير ابن مردويه
عن الحسن رضي الله عنه قال أتى الحجاج بأسارى فدفع إلى ابن عمر رضي الله عنهما رجلا يتمثله فقال ابن عمر ليس
بهذا أمرنا انما قال الله حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداء * وأخرج ابن مردويه والبيهقي
في سننه عن نافع ان ابن عمر رضي الله عنهما أعتق ولد زنية وقال قد أمرنا الله ورسوله ان نمن على من هو شر منه
قال الله فاما منا بعد واما فداء * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر وابن مردويه عن ليث رضي الله عنه
قال قلت لمجاهد بلغني ان ابن عباس رضي الله عنهما قال لا يحل قتل الأسارى لان الله تعالى قال فاما منا بعد
واما فداء فقال مجاهد لا تعبأ بهذا شيئا أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلهم ينكر هذا ويقول
هذه منسوخة انما كانت في الهدنة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين فاما اليوم فلا
يقول الله اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ويقول فإذا ألقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب فان كانوا من مشركي
العرب لم يقبل منهم شئ الا الاسلام فان لم يسلموا فالقتل وأما من سواهم فإنهم إذا أسروا فالمسلمون فيهم بالخيار
46

ان شاؤوا قتلوهم وان شاؤوا استحيوهم وان شاؤوا فادوهم إذا لم يتحولوا عن دينهم فان أظهروا الاسلام لم يفادوا ونهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الصغير والمرأة والشيخ الفاني * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه
قال نسخت فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ما كان قبل ذلك من فداء أو من * وأخرج عبد الرزاق في
المصنف عن عطاء رضي الله عنه انه كان يكره قتل أهل الشرك صبرا ويتلو فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداء ثم
نسختها فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ونزلت زعموا في العرب خاصة وقتل النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن أبي
معيط يوم بدر صبرا * وأخرج عبد الرزاق عن أيوب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل
الوصفاء والعسفاء * وأخرج عبد الرزاق عن الضحاك بن مزاحم رضي الله عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم
عن قتل النساء والولدان الا من عدا منهم بالسيف * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن القاسم بن عبد الرحمن
رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فطلبوا رجلا فصعد شجرة فاحرقوها بالنار فلما قدموا على
النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه بذلك فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال انى لم أبعث أعذب بعذاب
الله انما بعثت بضرب الرقاب وشد الوثاق * قوله تعالى (حتى تضع الحرب أوزارها) * اخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله حتى تضع الحرب أوزارها قال حتى لا يكون شرك * وأخرج ابن المنذر عن
الحسن رضي الله عنه حتى تضع الحرب أوزارها قال حتى يعبد الله ولا يشرك به * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن مجاهد رضي الله عنه في قوله حتى تضع الحرب أوزارها قال حتى
يخرج عيسى بن مريم عليه السلام فيسلم كل يهودي ونصراني وصاحب ملة وتأمن الشاة من الذئب ولا تقرض
فارة جرابا وتذهب العداوة من الناس كلها ذلك ظهور الاسلام على الدين كله وينعم الرجل المسلم حتى تقطر رجله
دما إذا وضعها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال يوشك من عاش منكم ان يلقى عيسى بن مريم إماما مهديا وحكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير
وتوضع الجزية وتضع الحرب أوزارها * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه حتى تضع الحرب
أوزارها قال خروج عيسى بن مريم عليه السلام * وأخرج ابن سعد وأحمد والنسائي والبغوي والطبراني وابن
مردويه عن سلمة بن نفيل رضي الله عنه قال بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال
يا رسول الله ان الخيل قد سببت ووضع السلاح وزعم أقوام ان لا قتال وان قد وضعت الحرب أوزارها فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبوا فالآن جاء القتال ولا تزال طائفة من أمتي يقاتلون في سبيل الله لا يضرهم من
خالفهم يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منهم ويقاتلون حتى تقوم الساعة ولا تزال الخيل معقودا في نواصيها الخير حتى
تقوم الساعة ولا تضع الحرب أوزارها حتى يخرج يأجوج ومأجوج * وأخرج ابن أبي حاتم عن حذيفة بن اليمان
رضي الله عنه قال فتح لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتح فقلت يا رسول الله اليوم ألقى الاسلام بجرانه ووضعت
الحرب أوزارها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان دون ان تضع الحرب أوزارها خلالا ستا أولهن موتى ثم فتح
بيت المقدس ثم فئتان من أمتي دعواهم واحدة يقتل بعضهم ببعضا ويفيض المال حتى يعطى الرجل المائة دينار
فيتسخط وموت يكون كقعاص الغنم وغلام من بنى الأصفر ينبت في اليوم كنبات الشهر وفى الشهر كنبات السنة
فيرغب فيه قومه فيملكونه يقولون نرجو ان ير بك علينا ملكنا فبجمع جمعا عظيما ثم يسير حتى يكون فيما بين
العريش وأنطاكية وأميركم يومئذ نعم الأمير فيقول لأصحابه ما ترون فيقولون نقاتلهم حتى يحكم الله بيننا وبينهم
فيقول لا أرى ذلك نحرز ذرارينا وعيالنا ونخلي بينهم وبين الأرض ثم نغزوهم وقد أحرزنا ذرارينا فيسيرون
فيخلون بينهم وبين أرضهم حتى يأتوا مدينتي هذه فيستهدون أهل الاسلام فيهدونهم ثم يقول لا ينتدبن معي الا من
يهب نفسه لله حتى نلقاهم فنقاتل حتى يحكم الله بيني وبينهم فينتدب معه سبعون ألفا ويزيدون على ذلك فيقول
حسبي سبعون ألفا لا تحملهم الأرض وفيهم عين لعدوهم فيأتيهم فيخبرهم بالذي كان فيسيرون إليهم حتى إذا
التقوا سألوا ان يخلى بينهم وبين من كان بينهم وبينه نسب فيدعونهم فيقولون ما ترون فيما يقولون فيقول
ما أنتم بأحق بقتالهم ولا أبعد منهم فيقول فعندكم فاكسروا أغمادكم فيسل الله سيفه عليهم فيقتل منهم
47

الثلثان ويقر في السفن الثلث وصاحبهم فيهم حتى إذا تراءت لهم جبالهم بعث الله عليهم ريحا فردتهم إلى
مراسيهم من الشام فاخذوا فذبحوا عند أرجل سفنهم عند الساحل فيومئذ تضع الحرب أوزارها * قوله
تعالى (ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ذلك ولو
يشاء لانتصر منهم قال أي والله بجنوده الكثيرة كل خلقه له جند فلو سلط أضعف خلقه لكان له جندا * وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم قال لأرسل عليهم ملكا فدمر
عليهم وفى قوله والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم قال نزلت فيمن قتل من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم يوم أحد * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ والذين قاتلوا بالألف * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله والذين قتلوا في سبيل الله
فلن يضل أعمالهم الآية قال ذكر لنا ان هذه الآية نزلت في يوم أحد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب
وقد فشت فيهم الجراحات والقل وقد نادى المشركون يومئذ أعل هبل ونادى المسلمون الله أعلى وأجل فنادى
المشركون يوم بيوم بدر وان الحرب سجال لنا عزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا
الله مولانا ولا مولى لكم ان القتلى مختلفة أما قتلانا فأحياء يرزقون وأما قتلاكم ففي النار يعذبون * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ويدخلهم الجنة عرفها لهم قال يهدى أهلها إلى بيوتهم
ومساكنهم وحيث قسم الله لهم منها لا يخطأون كأنهم ساكنوها منذ خلقوا لا يستدلون عليها أحدا
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه عرفها لهم قال عرفهم منازلهم فيها * وأخرج
ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله ويدخلهم الجنة عرفها لهم قال بلغنا ان الملك الذي كان وكل بحفظ
عمله في الدنيا يمشى بين يديه في الجنة ويتبعه ابن آدم حتى يأتي أقصى منزل هو له فيعرفه كل شئ أعطاه الله في
الجنة فإذا انتهى إلى أقصى منزله في الجنة دخل إلى منزله وأزواجه وانصرف الملك عنه * قوله تعالى
(يا أيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ان
تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم قال على نصره * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه
ان تنصروا الله ينصركم قال حق على الله ان يعطى من سأله وان ينصر من نصره والذين كفروا فتعسا لهم وأضل
أعمالهم ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم قال أما الأولى ففي الكفار الذي قتل الله يوم بدر وأما
الأخرى ففي الكفار عامة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن عمرو بن ميمون رضي الله عنه
ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله قال كرهوا الفرائض * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله
أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم قال أهلكهم الله بألوان
العذاب بان يتفكر متفكر ويتذكر متذكر ويرجع راجع فضرب الأمثال وبعث الرسل ليعقلوا عن الله
أمره * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما وللكافرين أمثالها قال لكفار قومك يا محمد مثل
ما دمرت به القرى فأهلكوا بالسيف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله
وللكافرين أمثالها قال مثل ما دمرت به القرون الأولى وعيد من الله تعالى لهم وفى وقوله ذلك بان الله مولى
الذين آمنوا قال وليهم الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
ذلك بان الله مولى الذين آمنوا قال ليس لهم مولى غيره * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله
والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الانعام قال لا يلتفت إلى آخرته * قوله تعالى (وكائن من قرية)
الآيتين * أخرج عبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة إلى الغار التفت إلى مكة وقال أنت أحب بلاد الله إلى الله وأنت
أحب بلاد الله إلى ولولا أن أهلك أخرجوني منك لم أخرج منك فأعتى الأعداء من عدا على الله في حرمه أو قتل غير
قاتله أو قتل بذحول أهل الجاهلية فأنزل الله تعالى وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك
أهلكناهم فلا ناصر لهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله وكأين
48

من قرية هي أشد قوة من قريتك قال قريته مكة وفى قوله أفمن كان على بينة من ربه قال هو محمد صلى الله عليه
وسلم كمن زين له سوء عمله قال هم المشركون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال كل هوى ضلالة
* وأخرج ابن المنذر عن طاوس قال ما ذكر الله هوى في القرآن الا ذمه * قوله تعالى (مثل الجنة) الآية
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أنهار من ماء غير آس قال غير متغير
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله من ماء غير آسن قال غير منتن
وأخر عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه وأنهار من لبن لم يتغير طعمه قال قال ابن عباس
رضي الله عنهما لم يحلب * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله وأنهار من لبن لم يتغير
طعمه قال لم يخرج من بين فرث ودم وأنهار من خمر لذة للشاربين قال لم تدنسه الرجال بأرجلهم وأنهار من
عسل مصفى قال لم يخرج من بطون النحل * وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن المنذر وابن مردويه
والبيهقي في البعث والنشور عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في
الجنة بحر اللبن وبحر الماء وبحر العسل وبحر الخمر ثم تشقق الانهار منها بعد * وأخرج الحرث بن أبي أسامة
في مسنده والبيهقي عن كعب رضي الله عنه قال نهر النيل نهر العسل في الجنة ونهر دجلة نهر اللبن في الجنة ونهر
الفرات نهر الخمر في الجنة ونهر سيحان نهر الماء في الجنة * وأخرج ابن مردويه عن الكلبي رضي الله عنه في قوله
مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن الآية قال حدثني أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بي فانطلق بي الملك فانتهى بي إلى نهر الخمر فإذا عليه إبراهيم
عليه الصلاة والسلام فقلت للملك أي نهر هذا فقال هذا نهر دجلة فقلت له انه ماء قال هو ماء في الدنيا يسقى الله
به من يشاء وهو في الآخرة خمر لأهل الجنة قال ثم انطلقت مع الملك إلى نهر الرب فقلت للملك أي نهر هذا قال
هو جيحون وهو الماء غير آسن وهو في الدنيا ماء يسقى الله به من يشاء وهو في الآخرة ماء غير آسن ثم انطلق بي
فأبلغني نهر اللبن الذي يلي القبلة فقلت للملك أي نهر هذا قال هذا نهر الفرات فقلت هو ماء قال هو ماء يسقى
الله به من يشاء في الدنيا وهو لبن في الآخرة لذرية المؤمنين الذين رضي الله عنهم وعن آبائهم ثم انطلق بي
فأبلغني نهر العسل الذي يخرج من جانب المدينة فقلت للملك الذي أرسل معي أي نهر هذا قال هذا نهر مصر
قلت هو ماء قال هو ماء يسقى الله به من يشاء وهو في الآخرة عسل لأهل الجنة ولهم فيها من كل الثمرات يقول في
الجنة ومغفرة من ربهم يقول لذنوبهم * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي
وائل رضي الله عنه قال جاء رجل يقال له نهيك بن سنان إلى ابن مسعود رضي الله عنه فقال يا أبا عبد الرحمن
كيف تقرأ هذا الحرف أياء تجده أم ألفا من ماء غير ياسن أو من ماء غير آسن فقال له عبد الله رضي الله عنه وكل
القرآن أحصيت غير هذا فقال انى لأقرأ المفصل في ركعة قال هذا كهذا الشعر ان قوما يقرؤن القرآن
لا يجاوز تراقيهم ولكن القرآن إذا وقع في القلب فرسخ نفع انى لأعرف النظائر التي كان يقرأ بهن رسول الله
صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن سعد بن طريف رضي الله عنه قال سألت أبا إسحاق رضي الله عنه
عن ماء غير آسن قال سالت عنها الحارث فحدثني ان الماء الذي غير آسن تسنيم قال بلغني انه لا تمسه يد وانه يجئ
الماء هكذا حتى يدخل فمه والله تعالى أعلم * قوله تعالى (ومنهم من يستمع إليك) الآية * أخرج ابن المنذر
عن ابن جريج رضي الله عنه قال كان المؤمنون والمنافقون يجتمعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيستمع المؤمنون
منه ما يقول ويعونه ويسمعه المنافقون فلا يعونه فإذا خرجوا سألوا المؤمنين ماذا قال آنفا فنزلت ومنهم من
يستمع إليك * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال كانوا يدخلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإذا خرجوا من عنده قالوا لابن عباس رضي الله عنهما ماذا قال آنفا فيقول كذا وكذا وكان ابن عباس رضي الله عنه
من الذين أوتوا العلم * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا قال انا منهم ولقد سئلت
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ومنهم من يستمع إليك قال هؤلاء المنافقون
49

دخل رجلان فرجل عقل عن الله وانتفع بما يسمع ورجل لم يعقل عن الله ولم يعه ولم ينتفع به * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن عساكر عن ابن بريدة رضي الله عنه قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا قال هو عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه * وأخرج ابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال هو
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه * قوله تعالى (والذين اهتدوا) الآية * أخرج ابن المنذر والبيهقي
في الدلائل عن عكرمة رضي الله عنه ان ناسا من أهل الكتاب آمنوا برسلهم وصدقوهم وآمنوا بمحمد صلى الله
عليه وسلم قبل ان يبعث فلما بعث كفروا به فذلك قوله فاما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد ايمانكم وكان
قوم من أهل الكتاب آمنوا برسلهم وبمحمد صلى الله عليه وسلم قبل ان يبعث فلما بعث آمنوا به فذلك قوله والذين
اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم قال لما أنزل القرآن آمنوا به فكان هدى فلما تبين الناسخ
من المنسوخ زادهم هدى * قوله تعالى (فهل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها) * أخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله فقد جاء أشراطها قال دنت الساعة * وأخرج ابن المنذر
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فقد جاء أشراطها قال أول الساعات * وأخرج ابن أبي حاتم عن
الحسن رضي الله عنه في قوله فقد جاء أشراطها قال محمد صلى الله عليه وسلم من أشراطها * وأخرج البخاري
عن سهل بن مسعود رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بإصبعيه هكذا الوسطى والتي تليها
بعثت أنا والساعة كهاتين * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى * وأخرج ابن مردويه عن سعيد
ابن أبي عروبة رضي الله عنه في قوله فهل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها قال كان
قتادة رضي الله عنه يقول قد دنت الساعة ودنا منكم فداء ودنا من الله فراغ للعباد قال قتادة رضي الله عنه
وذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه بعد العصر حتى كادت الشمس تغرب ولم يبق منها الا أسف
أي شئ قال والذي نفس محمد بيده ما مثل ما مضى من الدنيا فيما بقى منها الا مثل ما مضى من يومكم هذا فيما بقى منه
وما بقى منه الا اليسير * وأخرج أحمد عن بريدة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بعثت أنا
والساعة جميعا ان كادت تسبقني * وأخرج البخاري وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين * وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي جبيرة بن الضحاك رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت في سم الساعة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم
وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من أشراط الساعة ان يرفع
العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون على خمسين امرأة قيم
واحد * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن ماجة وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بارزا للناس فاتاه رجل فقال يا رسول الله متى الساعة فقال ما المسؤول عنها بأعلم
من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها وإذا ولدت الأمة ربتها فذاك من أشراطها وإذا كانت الحفاة العراة
رعاء الشاء رؤس الناس فذاك من أشراطها وإذا تطاول رعاء الغنم في البنيان فذاك من أشراطها * وأخرج
البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ان أعرابيا سال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال متى الساعة فقال إذا
ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال يا رسول الله وكيف اضاعتها قال إذا وسد الامر إلى غير أهله فانتظر الساعة
* وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى رجل فقال يا رسول الله متى الساعة قال ما السائل
بأعلم من المسؤول قال فلو علمتنا أشراطها قال تقارب الأسواق قلت وما تقارب الأسواق قال إن يشكو الناس
بعضهم إلى بعض قلة أصابتهم ويكثر ولد البغي وتفشو الغيبة ويعظم رب المال وترتفع أصوات الفساق في
المساجد ويظهر أهل المنكر ويظهر البناء * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة سوء الجوار وقطيعة الأرحام وان يعطل السيف من الجهاد
50

وان ينتحل الدنيا بالدين * وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول إن من أشراط الساعة ان يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع * وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكع * وأخرج أحمد والبخاري
وابن ماجة عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من أشراط الساعة ان
تقاتلوا قوما نعالهم الشعر وان من أشراط الساعة ان تقاتلوا قوما عراض الوجوه كان وجوههم المجان المطرقة
* وأخرج النسائي عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من أشراط الساعة ان
يقبض العلم ويفشو المال وتفشو التجارة ويظهر القلم قال عمرو فان كان هذا الرجل ليبيع البيع فيقول حتى
استأمر تاجر بنى فلان ويلتمس في الحواء العظيم الكاتب فلا يوجد * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن ماجة
عن ابن مسعود رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون بين يدي الساعة أيام فيرفع فيها العلم
وينزل فيها الجهل ويكثر فيها الهرج * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبد الله بن ربيب الجندي رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا الوليد يا عبادة بن الصامت إذا رأيت الصدقة كتمت وغلت واستؤجر
في الغزو وعمر الخراب وخرب العامر والرجل يتمرس بأمانته كما يتمرس البعير بالشجرة فإنك والساعة كهاتين
وأشار بإصبعه السبابة والتي تليها * وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن أنس رضي الله عنه ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد * وأخرج أحمد والترمذي عن أنس
رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فيكون السنة كالشهر والشهر
كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كالضرمة بالنار * وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ويكون الشهر
كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كاحتراق السعفة * وأخرج مسلم والحاكم
وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب
مروجا وأنهارا * وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم
الساعة حتى يقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة وحتى يبعث دجالون كذابون قريب
من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج
وهو القتل وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه
عليه لا أرب لي به وحتى يتطاول الناس في البنيان وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه وحتى تطلع
الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون وذلك حين لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل
أو كسبت في ايمانها خيرا ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبا بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولتقومن
الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقى به ولتقومن
الساعة وقد رفعت أكلته إلى فيه فلا يطعمها * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمر وعن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال إن الله لا يحب الفاحش والا المتفحش والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش
والتفحش وسواء الجوار وقطيعة الأرحام وحتى يخون الأمين ويؤتمن الخائن ثم قال انما مثل المؤمن مثل النخلة وقعت
فأكلت طيبا ولم تفسد ولم تكسر ومثل المؤمن كمثل القطعة الذهب الأحمر أدخلت النار فنفخ عليها ولم
تتغير ووزنت فلم تنقص * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرا عاما ولا تنبت الأرض شيئا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن جابر رضي الله عنه
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين يدي الساعة كذابون منهم صاحب اليمامة وصاحب صنعاء
العنسي ومنهم صاحب حمير ومنهم الدجال وهو أعظمهم فتنة * وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال بين يدي الساعة قريب من ثلاثين دجالين كلهم يقول أنا نبي أنا نبي * وأخرج أحمد عن أبي
هريرة رضي الله عنه عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون في أمتي دجالون كذابون يأتونكم ببدع من الحديث
51

بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يفتنونكم * وأخرج أحمد والطبراني عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول ليكونن قبل يوم القيامة المسيح الدجال وكذابون ثلاثون أو أكثر * وأخرج أبو يعلى عن ابن
عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن في أمتي لنيفا وسبعين داعيا كلهم داع إلى النار لو أشاء لأنبأتكم
بأسمائهم وقبائلهم * وأخرج أبو يعلى عن أبي الجلاس قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول لعبد الله السبائي
لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا وانك لأحدهم * وأخرج أبو
يعلى عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون قبل خروج الدجال ينيف على سبعين دجالا
* وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه ان بين يدي الساعة لستا وسبعين دجالا * وأخرج أحمد والبزار عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تمطر السماء مطر الا يكن منه
بيوت المدر ولا يكن منه الا بيوت الشعر * وأخرج البيهقي في البعث والنشور عن الحسن قال قال 7 على خرجت في
طلب العلم فقدمت الكوفة فإذا أنا بعبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقلت يا أبا عبد الرحمن هل للساعة من علم
تعرف به قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال إن من أشرط الساعة ان يكون الولد غيظا والمطر
قيظا وتفيض الأشرار فيضا ويصدق الكاذب ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ويسود كل قبيلة وكل سوق فجارهم
وتزخرف المحاريب وتخرب القلوب ويكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويخرب عمران الدنيا ويعمر
خرابها وتظهر الفتنة وأكل الربا وتظهر المعازف والكنوز وشرب الخمر ويكثر الشرط والغمازون والهمازون
* وأخرج أبو نعيم في الحلية عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتراب
الساعة اثنتان وسبعون خصلة إذا رأيتم الناس أماتوا الصلاة وأضاعوا الأمانة وأكلوا الربا واستحلوا الكذب
واستخفوا بالدماء واستعلوا البناء وباعوا الدين بالدنيا وتقطت الأرحام ويكون الحكم ضعفا والكذب صدقا
والحرير لباسا وظهر الجور وكثرة الطلاق وموت الفجاة وائتمن الخائن وخون الأمين وصدق الكاذب وكذب
الصادق وكثر القذف وكان المطر قيظا والولد غيظا وفاض اللئام فيضا وغاض الكرام غيضا وكان الامراء
والوزراء كذبة والامناء خونة والعرفاء ظلمة والقراء فسقة إذا لبسوا مسوك الضأن قلوبهم أنتن من الجيف وأمر
من الصبر يغشيهم الله تعالى فتنة يتهاركون فيها تهارك اليهود الظلمة وتظهر الصفراء يعنى الدنانير وتطلب البيضاء
وتكثر الخطايا ويقل الا من وحليت المصاحف وصورت المساجد وطولت المنائر وخربت القلوب وشربت
الخمور وعطلت الحدود وولدت الأمة ربتها وترى الحفاة العراة قد صاروا ملوكا وشاركت المرأة زوجها في
التجارة وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال وحلف بغير الله وشهد المؤمن من غير أن يستشهد وسلم للمعرفة
وتفقه لغير دين الله وطلب الدنيا بعمل الآخرة واتخذ المغنم دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما وكان زعيم القوم
أرذلهم وعق الرجل أباه وجفا أمه وضر صديقه وأطاع امرأته وعلت أصوات الفسقة في المساجد واتخذ القينات
والمعازف وشربت الخمور في الطرق واتخذ الظلم فخرا وبيع الحكم وكثرت الشرط واتخذ القرآن مزامير وجلود
السباع خفافا ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وخسفا ومسخا وقذفا وآيات * وأخرج
ابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه انهم سألوا متى الساعة فقال لقد سألتموني عن أمر ما يعلمه جبريل ولا ميكائيل
ولكن ان شئتم أنبأتكم بأشياء إذا كانت لم يكن للساعة كثير لبث إذا كانت الألسن لينة والقلوب جنادل
ورغب الناس في الدنيا وظهر البناء على وجه الأرض واختلف الاخوان فصار هوا هما شئ وبيع حكم الله بيعا
* وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال إن من اقتراب الساعة ان يظهر البناء على وجه
الأرض وان تقطع الأرحام وان يؤذى الجار جاره * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إن من
أشراط الساعة ان يظهر الفحش والتفحش وسوء الخلق وسوء الجوار * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو
ابن العاصي قال إن من أشراط الساعة ان يظهر القول ويخزن العمل ويرتفع الأشرار ويوضع الأخيار ويقرأ
المثاني عليهم فلا يعيها أحد منهم قلت ما المثاني قال كل كتاب سوى كتاب الله * وأخرج ابن أبي شيبة عن رجاء بن
حياة قال لا تقوم الساعة حتى لا تحمل النخلة الا تمرة * وأخرج ابن أبي شيبة عن قيس قال لا تقوم الساعة حتى
52

تقوم رأس البقرة بالأوقية * وأخرج ابن أبي شيبة عن الوداك قال من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة * وأخرج
ابن أبي شيبة عن الشعبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتراب الساعة ان يرى الهلال قبلا فيقال ابن
ليلتين * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى قال إن بين يدي الساعة أياما ينزل فيها الجهل ويرفع العلم حتى يقوم
الرجل إلى أمه فيكر بها بالسيف من الجهل * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر قال يأتي على الناس زمان
يجتمعون ويصلون في المساجد وليس فيهم مؤمن * وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال لا تقوم الساعة حتى
يصير العلم جهلا والجهل علما * وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال ليأتين على الناس زمان يجد
النسوة نعلا ما في علي الطريق فيقول بعضهم لبعض قد كانت هذه النعلة مرة لرجل * وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار
عن علي رضي الله عنه قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم متى الساعة فزبره رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
إذا صلى الفجر رفع رأسه إلى السماء فقال تبارك خالقها ورافعها ومبدلها وطاويها كطي السجل للكتاب ثم تطلع
إلى الأرض فقال تبارك خالقها وواضعها ومبدلها وطاويها كطي السجل للكتاب ثم قال أين السائل عن
الساعة فجثا رجل من آخر القوم على ركبتيه فإذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم عند حيف الأئمة وتكذيب بالقدر وايمان بالنجوم وقوم يتخذون الأمانة مغنما والزكاة مغرما والفاحشة
زيارة فسألته عن الفاحشة زيارة فقال الرجلان من أهل الفسق يصنع أحدهما طعاما وشرابا ويأتيه بالمرأة
فيقول اصنعي لي كما صنعت فيتزاورون على ذلك قال فعند ذلك هلكت أمتي يا ابن الخطاب * وأخرج ابن مردويه
عن ابن مسعود رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على
المعرفة وحتى تتخذ المساجد طرقا لا يسجد لله فيها حتى يجاوز وحتى يبعث الغلام بالشيخ بريدا بين الأفقين وحتى
ينطلق الفاجر إلى الأرض النامية فلا يجد فضلا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حج النبي
صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ثم أخذ بحلقة باب الكعبة فقال أيها الناس ألا أخبركم بأشراط الساعة فقام إليه
سلمان رضي الله عنه فقال أخبرنا فداك أبي وأمي يا رسول الله قال إن من أشراط الساعة إضاعة الصلاة والميل
مع الهوى وتعظيم رب المال فقال سلمان ويكون هذا يا رسول الله قال نعم والذي نفس محمد بيده فعند ذلك يا سلمان
تكون الزكاة مغرما والفئ مغنما ويصدق الكاذب ويكذب الصادق ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ويتكلم
الرويبضة قال وما الرويبضة قال يتكلم في الناس من لم يتكلم وينكر الحق تسعة أعشارهم ويذهب الاسلام فلا
يبقى الا اسمه ويذهب القرآن فلا يبقى الا رسمه وتحلى المصاحف بالذهب وتتسمن ذكور أمتي وتكون المشورة
للإماء ويخطب على المنابر الصبيان وتكون المخاطبة للنساء فعند ذلك تزخرف المساجد كما تزخرف الكنائس
والبيع وتطول المنائر وتكثر الصفوف مع قلوب متباغضة وألسن مختلفة وأهواء جمة قال سلمان ويكون ذلك
يا رسول الله قال نعم والذي نفس محمد بيده عند ذلك يا سلمان يكون المؤمن فيهم أذل من الأمة يذوب قلبه في جوفه كما
يذوب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع ان يغيره ويكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويغار على
الغلمان كما يغار على الجارية البكر فعند ذلك يا سلمان يكون أمراء فسقة ووزراء فجرة وأمناء خونة يضيعون
الصلوات ويتبعون الشهوات فان أدركتموهم فصلوا صلاتكم لوقتها عند ذلك يا سلمان يجئ سبى من المشرق
وسبى من المغرب جثاؤهم جثاء الناس وقلوبهم قلوب الشياطين لا يرحمون صغيرا ولا يوقرون كبيرا عند ذلك
يا سلمان يحج الناس إلى هذا البيت الحرام تحج ملوكهم لهوا وتنزها وأغنياؤهم للتجارة ومساكينهم للمسألة
وقراؤهم رياء وسمعة قال ويكون ذلك يا رسول الله قال نعم والذي نفسي بيده عند ذلك يا سلمان يفشو الكذب
ويظهر الكوكب له الذنب وتشارك المرأة زوجها في التجارة وتتقارب الأسواق قال وما تقاربها قال كسادها
وقلة أرباحها عند ذلك يا سلمان يبعث الله ريحا فيها حيات صفر فتلقط رؤساء العلماء لما رأوا المنكر فلم يغيروه
قال ويكون ذلك يا رسول الله قال نعم والذي بعث محمدا بالحق * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن حذيفة رضي الله عنه
قال والله لا تقوم الساعة حتى يلي عليكم من لا يزن عشر بعوضة يوم القيامة * وأخرج أحمد وابن ماجة
والطبراني عن سلامة بنت الحر قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي على الناس زمان يقومون
53

ساعة لا يجدون إماما يصلى بهم * وأخرج أحمد عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
أيام الدجال سنين خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن
ويتكلم فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الفاسق يتكلم في أمر العامة * وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الساعة سنون خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب
ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن وينطق بها الرويبضة * وأخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم والبيهقي في البعث
والضياء عن بريدة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن أمتي يسوقها قوم عراض الوجوه صغار الأعين
كان وجوههم الحجف ثلاث مرار حتى يلحقوهم بجزيرة العرب أما السابقة الأولى فينجو من هرب منهم وأما الثانية
فيهلك بعض وينجو بعض وأما الثالثة فيصطلمون كلهم من بقى منهم قالوا يا رسول الله من هم قال هم الترك
* وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال لا تقوم الساعة حتى يتسافد الناس في الطرق تسافد
الحمر وفى لفظ حتى يتهارجون في الطرق تهارج الحمر فيأتيهم إبليس فيصرفهم إلى عبادة الأوثان * وأخرج ابن أبي
شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم
الشعر ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين ذلف الانف كان وجوههم المجان المطرقة * وأخرج ابن أبي
شيبة والحاكم وصححه عن حذيفة رضي الله عنه قال إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الخير وكنت أساله عن الشر كيما أعرفه فأتقيه قلت با رسول الله أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله يكون بعده
شر قال نعم قلت فما لعصمة من؟ لك قال السيف قلت وهل للسيف من بقية قال نعم قلت ثم ماذا قال ثم على دخن
جماعة على فرية فان كان يومئذ لله خليفة ضرب طهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع والا فمت عاضا بجذل شجرة قلت
ثم ماذا قال يخرج الدجال ومعه نهر ونار فمن وقع في ناره وقع وحط وزره ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره
قلت ثم ماذا قال ثم انما هي قيام الساعة * وأخرج أحمد ومسلم والترمذي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله
* وأخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم وصححه عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم
الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله وحتى تمر المرأة بقطعة النعل فتقول قد كان لهذه رجل مرة وحتى يكون
الرجل قيم خمسين امرأة وحتى تمطر السماء ولا تنبت الأرض * وأخرج الحاكم وصححه عن أنس رضي الله عنه
مرفوعا والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة على رجل يقول لا إله إلا الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
* وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم
الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض أحد لله فيه حاجة وحتى تؤخذ المرأة نهارا جهارا تنكح وسط الطريق
لا ينكر ذلك أحد فيكون أمثلهم الذي يقول لو نحيتها عن الطريق قليلا فذاك فيهم مثل أبى بكر وعمر فيكم
* وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن علباء السلمي مرفوعا لا تقوم الساعة الا على حثالة الناس * وأخرج أحمد
ومسلم عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا يدركني زمان لا تقوم الساعة الا على
شرار الناس * وأخرج أحمد عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم
لا يدركني زمان ولا تدركون زمانا لا يتبع فيه العليم ولا يستحيا من الحليم قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم
ألسنة العرب * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة وذو الخلصة طاغية دوس التي كانوا
يعبدون في الجاهلية * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر وقال لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء
حول الأصنام * وأخرج الطبراني عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من
أشراط الساعة أن تعزب العقول وتنقص الأحلام * وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال كان يقال من اقتراب
الساعة موت الفجأة * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال من أشراط الساعة موت البدار * وأخرج ابن أبي شيبة
54

عن أبي العالية قال كنا نتحدث انه سيأتي على الناس زمان خير أهله الذي يرى الخير فيجانبه قريبا * وأخرج ابن أبي
شيبة والبيهقي في البعث عن طلحة بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من أشراط الساعة هلاك
العرب * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تتخذ
المساجد طرقا وحتى يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة وحتى تتجر المرأة وزوجها وحتى تغلو الخيل والنساء ثم
ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة * وأخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد والحاكم وصححه عن ابن مسعود عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة وقطع
الأرحام وفشو القلم وظهور الشهادة بالزور وكتمان شهادة الحق * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان
عن ابن مسعود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من أشراط الساعة ان يمر الرجل في المسجد لا يصلى
فيه ركعتين وأن لا يسلم الرجل الا على من يعرفه وان يبرد الصبى الشيخ لفقره وان تتطاول الحفاة العراة رعاء الشاء
في البنيان * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمر وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم
الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض فيبقى منها عجاج لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا * وأخرج
أحمد ومسلم والحاكم وصححه عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن طالت بك مدة يوشك
أن ترى قوما يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته في أيديهم مثل أذناب البقر * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن
عمر رضي الله عنهما مرفوعا يكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر حتى يأتوا أبواب المساجد نساؤهم
كاسيات عاريات على رؤسهن كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات لو كانت وراءكم أمة من الأمم
لخدمتم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم فقلت لأبي وما المياثر قال سروج عظام * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبي
أمامة مرفوعا يخرج في هذه الأمة في آخر الزمان رجال معهم سياط كأنها أذناب البقر يغدون في سخط الله ويروحون
في لعنته * وأخرج البزار والحاكم بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
والذي بعثني بالحق لا تنقضي هذه الدنيا حتى يقع بهم الخسف والمسخ والقذف قالوا ومتى ذاك يا نبي الله قال إذا
رأيت النساء ركبن السروج وكثرت القينات وشهد شهادات الزور وشرب المصلون في آنية أهل الشرك الذهب
والفضة واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء فاستبدروا واستعدوا * وأخرج الطبراني وصححه عن أبي أمامة
رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزداد الامر الا شدة ولا المال الا إفاضة ولا تقوم الساعة
الا على شرار خلقه * واخرج ابن أبي شيبة وأحمد والحاكم وصححه عن أبي ذر رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في سفر فلما رجعنا تعجل ناس فدخلوا المدينة فسال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر انهم
تعجلوا المدينة فقال يوشك ان يدعوها أحسن ما كانت ليت شعري متى تخرج نار من جبل الوراق يضئ لها أعناق
البخت ببصرى يروها كضوء النهار * وأخرج أحمد والحاكم عن رافع بن بشر السلمي عن أبيه ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال تخرج نار من حبس سيل تسير بطيبة نكمن بالليل وتسير بالنهار تغدو وتروح يقال غدت
النار أيها الناس فاغدوا قالت النار أيها الناس فقيلوا راحت النار فروحوا من أدركته أكلته * وأخرج الحاكم
عن أبي البداح بن عاصم الأنصاري رضي الله عنه بسند ضعيف قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثان
ما قدم فقال أين حبس سيل قلنا لا ندري فمر بي رجل من بنى سليم فقلت من أين جئت قال من حبس سيل فاتيت
فقلت يا رسول الله ان هذا الرجل يخبر ان أهله بحبس سيل فسأله النبي صلى الله عليه وسلم وقال أخر أهلك فإنه
يوشك ان تخرج منه نار تضئ أعناق الإبل ببصرى * وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تخرج نار بأرض الحجاز تضئ منها أعناق الإبل ببصرى
* وأخرج أحمد وصححه وضعفه الذهبي عن معاذ بن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزال الأمة على
شريعة ما لم يظهر فيهم ثلاث ما لم يقبض منهم العلم ويكثر فيهم ولدا الخبث ويظهر فيهم السقارون قالوا وما
السقارون قال بشر يكونون في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن * وأخرج أحمد والحاكم
وصححه عن أبي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة
55

فيصبح القوم فيقولون من صعق البارحة فيقولون صعق فلان وفلان * وأخرج البزار وأبو يعلى وابن حبان
والحاكم وصححه عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت
* وأخرج الحاكم وصححه عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتي خليفة يحثى
المال حثيا لا يعده عدا ثم قال والذي نفسي بيده ليعودن الامر كما بدا ليعودن كل ايمان إلى المدينة كما بدا بها حتى
يكون كل ايمان بالمدينة ثم قال لا يخرج رجل من المدينة رغبة عنها الا أبدلها الله خيرا منه وليسمعن ناس برخص
من أسعار وزيف فيتبعونه والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو أن أحدهم
دخل حجر ضب لدخلتم وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي على أمتي زمان يكثر فيه القراء وتقل الفقهاء ويقل
العلم ويكثر الهرج قالوا وما الهرج يا رسول الله قال القتل بينكم ثم يأتي بعد ذلك زمان يقرأ القرآن رجال لا يجاوز
تراقيهم ثم يأتي بعد ذلك زمان يحاول المنافق الكافر المشرك بالله المؤمن بمثل ما يقول * وأخرج ابن أبي شيبة
وأحمد والحاكم وصححه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا تقوم
الساعة حتى تكلم السباع الانسان وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبره فخذه بما أحدث أهله
من بعده * وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال يكون فتنة فيقوم لها رجال فيضربون
خيشومها حتى تذهب ثم يكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب ثم تكون أخرى فيقوم
لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب ثم تكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب ثم
تكون الخامسة وهي مجللة تنشق في الأرض كما ينشق الماء * وأخرج مسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
قال والله انى لأعلم الناس بكل فتنة كائنة فيما بيني وبين الساعة وما بي أن لا يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم
أسر إلى في ذلك شيئا لم يحدثه غيري ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعد الفتن منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا ومنهن فتن كرياح الصيف منها
صغار ومنها كبار قال حذيفة رضي الله عنه فذهب أولئك الرهط غيري * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود عن
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون في هذه الأمة أربع فتن آخرها الغناء
* وأخرج أحمد وأبو داود والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال كنا قعودا عند رسول الله صلى
الله عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل يا رسول الله وما فتنة الأحلاس
قال هي فتنة حرب وهرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه نبي وليس منى انما
أوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة الا لطمته
حتى إذا قيل انقضت عادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط ايمان
لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا ايمان فيه فإذا كان ذاكم فانظروا الدجال من يومه أو من غده * وأخرج ابن أبي
شيبة وأحمد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال كنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يضرب خباءه ومنا من ينتضل إذا نادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الصلاة جامعة فانتهيت إليه وهو يخطب الناس ويقول أيها الناس انه لم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه أن يدل
أمته على ما يعلمه خيرا لهم وينذرهم ما يعلمه شرا لهم الا وان عافية هذه الأمة في أولها وسيصيب آخرها بلاء وفتن
يرفق بعضها بعضا تجئ الفتنة فيقول المؤمن هذه تهلكني ثم تنكشف ثم تجئ فيقول هذه وهذه ثم تجئ فيقول
هذه وهذه ثم تتكشف فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم
الآخر ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ومن بايع اما ما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع
* وأخرج ابن خزيمة والحاكم عن العداء بن خالد رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام قومة
له كأنه مفزع ثم رجع فقال أحذركم الدجالين الثلاث فقال ابن مسعود رضي الله عنه بابى أنت وأمي يا رسول الله
56

أخبرتنا عن الدجال الأعور وعن أكذب الكذابين فمن الثالث قال رجل يخرج في قوم أولهم مثبور وآخرهم
مثبور عليهم اللعنة دائبة في فتنة الجارفة وهو الدجال الأكيس يأكل عباد الله قال محمد وهو أبعد الناس من سنته
قال الذهبي الحديث منكر بمرة * وأخرج الحاكم وصححه عن جابر بن سمرة مرفوعا ليفتحن لكم كنوز كسرى
الأبيض أو الذي في الأبيض عصابة من المسلمين * وأخرج الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا تكون
هدة في شهر رمضان توقظ النائم وتفزع اليقظان ثم تظهر عصابة في شوال ثم مقمعة في ذي الحجة ثم تنتهك المحارم
ثم يكون موت في صفر ثم تتنازع القبائل في ربيع ثم العجب كل العجب بين جمادى ورجب ثم في المحرم ناقة مقتبة
خير من دسكرة تقل مائة ألف قال الحاكم غريب المتن وقال الذهبي موضوع * وأخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم
وصححه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شيطان الردهة يحتدره رجل من
بجيلة يقال له الأشهب أو ابن لأشهب راعى الخيل غلامه في القوم الظلمة قال الذهبي ما أبعده من الصحة وأنكره
* وأخرج ابن أبي شيبة عن أرقم بن يعقوب قال سمعت عبد الله رضي الله عنه يقول كيف أنتم إذا أخرجتم من
أرضكم هذه إلى جزيرة العرب ومنابت الشيح قلت من يخرجنا قال عدو الله * وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة
رضي الله عنه قال كأني أراهم 7 مسر آذان خيلهم وإبطيها بحافتي الفرات * وأخرج الحاكم وصححه عن معيقيب
ونعيم بن حماد عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا لن تفنى أمتي حتى يظهر فيهم التمايز والتمايل والمقامع قلت
يا رسول الله ما التمايز قال عصبية يظهرها الناس بعدي في الاسلام قلت فما التمايل قال تميل القبيلة على القبيلة
فتستحل حرمتها قلت فما المقامع قال تسير الأحبار بعضها إلى بعض تختلف أعناقها في الحرب * وأخرج ابن ماجة
والحاكم وصححه وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا وقعت
الملاحم خرج بعث من الموالى من دمشق هم أكرم العرب فرسا وأجودهم سلاحا يؤيد الله بهم هذا الدين
* وأخرج الحاكم وصححه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ستكون فتنة تحصل الناس منها كما يحصل الذهب
في المعدن فلا تسبوا أهل الشام وسبوا ظلمتهم فان فيهم الابدال وسيرسل الله سيبا من السماء فيغرقهم حتى
لو قاتلهم الثعالب غلبتهم ثم يبعث الله عند ذلك رجلا من عترة الرسول عليه الصلاة والسلام في اثنى عشر ألفا ان
قلوا أو خمسة عشر ألفا ان كثروا أمارتهم ان علامتهم أمت أمت على ثلاث رايات يقاتلهم أهل سبع رايات
ليس من صاحب راية الا وهو يطمع في الملك فيقتلون ويهزمون ثم يظهر الهاشمي فيرد الله على الناس ألفتهم
ونعمتهم فيكونون على ذلك حتى يخرج الدجال * وأخرج ابن أبي الدنيا ذم الملاهي عن جبير بن نفير قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لتستصعبن الأرض بأهلها حتى لا يكون على ظهرها أهل بيت مدر ولا وبر وليبتلين
آخر هذه الأمة بالرجف فان تابوا تاب الله عليهم وان عادوا عاد الله عليهم بالرجف والقذف والمسخ والصواعق
* وأخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشركم بالمهدي
يبعثه الله في أمتي على اختلاف من الزمان وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ويرضى
عنه ساكنوا السماء وساكنو الأرض يقسم الأرض ضحاحا فقال له رجل ما ضحاحا قال بالسوية بين الناس
ويملأ قلوب أمة محمد غنى ويسعهم عدله حتى يأمر مناد ينادى يقول من كانت له في مال حاجة فما يقوم من المسلمين
الا رجل واحد فيقول ائت السادن يعنى الخازن فقل له ان المهدى يأمرك ان تعطيني مالا فيقول له احث
حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم فيقول كنت أجشع أمة محمد نفسا إذ عجز عنى ما وسعهم قال فيرد فلا يقبل منه
فيقال له انا لا نأخذ شيئا أعطيناه فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده
قال ثم لا خير في الحياة بعده * وأخرج أحمد وأبو داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي أجلى أقنى ولفظ أبى داود المهدى منى أجلى
الجبهة أقنى الانف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت قبله ظلما وجورا يكون سبع سنين * وأخرج أحمد
والترمذي وحسنه وابن ماجة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج
المهدى في أمتي خمسا أو سبعا شك أبو الجوري قلنا أي شئ قال سنين ثم ترسل السماء عليهم مدرارا ولا تدخر
57

الأرض من نباتها شيئا ويكون المال كردسا يجئ الرجل إليه فيقول يا مهدي اعطني أعطني فيحثى له في ثوبه
ما استطاع أن يحمل * وأخرج أحمد ومسلم يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده * وأخرج ابن أبي
شيبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج في آخر الزمان خليفة يعطى
الحق بغير عدد * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج رجل
من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن يكون عطاؤه حثيا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو
داود عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يبق من الدنيا الا يوم لبعث الله رجلا منا
يملؤها عدلا كما ملئت جورا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن ماجة عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
المهدى منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة * وأخرج أبو داود عن أبي إسحاق قال قال على ونظر إلى ابنه الحسن فقال إن
ابني هذا سيد كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخلق
ولا يشبهه في الخلق يملأ الأرض عدلا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والحاكم وصححاه عن
ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى
يبعث فيه رجل منى أو من أهل بيتي وفى لفظ لا تذهب الأيام ولليالي حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ
اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبى يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا * وأخرج الترمذي وصححه عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى
يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي * وأخرج أبو داود وابن ماجة والطبراني والحاكم عن أم سلمة رضي الله عنها
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المهدى من عترتي من ولد فاطمة * وأخرج ابن أبي شيبة
وأحمد وأبو داود وأبو يعلى والطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون اختلاف
عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل المدينة فيخرجونه وهو كاره
فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس
ذلك أتاه ابدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه ثم ينشأ رجل من قريس أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا
فيظهرون عليهم فذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في الناس سنة نبيهم
ويلقى الاسلام يجرانه لي الأرض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلى عليه المسلمون * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
ماجة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال بينما نحن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قبل فتية من بنى
هشم فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه فقلت ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه
فقال انا أهل بيت اختار لنا الآخرة على الدنيا وان أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا حتى يأتي قوم
من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلوه حتى
يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطا كما ملؤها جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج
* وأخرج ابن ماجة والحاكم وصححه عن ثوبا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتتل عند كنزكم ثلاثة
كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالا لم يقاتله قوم ثم
ذكر شيئا لا أحفظه قال فإذا رأيتموه فتابعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدى * وأخرج الترمذي
ونعيم بن حماد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء
شديد من سلطانهم حتى تضيق عليهم الأرض فيبعث الله رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت
ظلما وجورا يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدخر الأرض من بذرها شيئا الا أخرجته ولا السماء شيئا
من قطرها الا صبته يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه قال
حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان المهدى لا يخرج حتى يقتل النفس الزكية فإذا قتلت النفس
الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض فأتى الناس المهدى فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة
عرسها وهو يملأ الأرض قسطا وعدلا وتخرج الأرض نباتها وتمطر السماء مطرها وتنعم أمتي في ولايته نعمة
58

لا تنعمها قط * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الجلد قال تكون فتنة بعدها فتنة ألا وفى الآخرة كثمرة السوط
؟ يتبعها ذباب السيف ثم يكون بعد ذلك فتنة تستحل فيها لمحارم كلها ثم يأتي الخلافة خير أهل الأرض وهو قاعد في
ميته هبها * وأخرج ابن أبي شيبة عن عاصم بن عمرو البجيلي رضي الله عنه قال لينادين باسم رجل من السماء
لا ينكره الذليل ولا يمتنع منه الدليل * وأخرج ابن أبي شيبة من طريق ثابت بن عطية عن عبد الله قال الزموا
هذه الطاعة والجماعة فإنه حبل الله الذي أمر به وان ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة ان الله لم
يخلق شيئا الا جعل له منتهى وان هذا الدين قد تم وانه صائر إلى نقصان وان أمارة ذلك أن تقطع الأرحام ويؤخذ
المال بغير حقه ويسفك الدماء ويشتكي ذو القرابة قرابته لا يعود عليه شئ ويطوف السائل لا يوضع في يده شئ
فبينما هم كذلك إذ خارت الأرض خور البقرة يحسب كل انسان انها خارت من قبلهم فبينما الناس كذلك إذ
قذفت الأرض بأفلاذ كبدها من الذهب والفضة لا ينفع بعد شئ منه ذهب ولا فضة * وأخرج أحمد عن عبد الله
ابن عمرو قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فرفع رأسه فنظر إلى فقال ست فيكم أيتها لامة موت
نبيكم فكأنما انتزع قلبي من مكانه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدة قال ويفيض المال فيكم حتى أن الرجل
ليعطى عشرة آلاف فيظل يسخطها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنين قال وفتنة تدخل بيت كل رجل منم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث قال وموت كقعاص الغنم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع وهدنة
تكون بينكم وبين بنى الأصفر فيجمعون لكم تسعة أشهر بقدر حمل المرأة ثم يكونون أولى بالغدر منكم قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم خمس وفتح مدينة قلت يا رسول الله أي مدينة قال قسطنطينية * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
والبخاري وأبو داود وابن ماجة عن عوف بن مالك الأشجعي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك
وهو في قبة ادم فقال أعدد ستا بين يدي الساعة موتى ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذكم كقعاص الغنم ثم
استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب الا دخلته ثم هدنة تكون
بينكم وبين بنى الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين راية تحت كل راية اثنا عشر ألفا زد أحمد فسطاط
المسلمين يومئذ في أرض يقال لها الغوطة في مدينة يقال لها دمشق * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ست من أشراط الساعة موتى وفتح بيت
المقدس وموت يأخذ في الناس كقعاص الغنم وفتنة يدخل حرها بيت كل مسلم وأن يعطى الرجل ألف
دينار فيسخطها وان يقدر الروم فيسيرون بثمانين بندا تحت كل بند اثنا عشر ألفا * وأخرج أبو داود والحاكم
وصححه عن أبي الدرداء رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى
بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن دمشق * وأخرج الحاكم عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه
قال إذا رأيت 7 بيده بيد رجل وأهل بيته فعند ذلك فتح القسطنطينية * وأخرج مسلم والحاكم عن أبي هريرة
رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر فقالوا
نعم يا رسول الله قال لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بنى اسحق حتى إذا جاؤها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح
ولم يرموا بسهم فيقولون الثالثة لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها ثم يقولون الثانية لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط
جانبها الآخر ثم يقولون الثالثة لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلونها فيغنمون فبينما هم يقتسمون الغنائم
إذ جاءهم الصريخ ان الدجال قد خرج فيتركون كل شئ ويرجعون قال الحاكم يقال ان هذه المدينة هي
القسطنطينية صح ان فتحها مع قيام الساعة * وأخرج أحمد وأبو داود وابن ماجة وأبو يعلى ونعيم بن حماد في
الفتن والطبراني والبيهقي في البعث والضياء المقدسي في المختارة عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال بين الملحمة وفتح القسطنطينية ست سنين ويخرج الدجال في السابعة * وأخرج الترمذي
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال فتح القسطنطينية مع قيام الساعة * وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن أبي
هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق فيخرج إليهم جلب
من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقاتل
59

المسلمون لا والله فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويصبح ثلث
لا يفتنون أبدا فيبلغون القسطنطينية فيفتتحون فبينما هم يقتسمون غنائمهم وقد علقوا سلاحهم بالزيتون إذ
صاح الشيطان ان المسيح قد خلفكم في أهليكم وذاك باطل فإذا جاؤوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال
ويسوون الصفوف إذا أقيمت الصلاة صلاة الصبح فينزل عيسى بن مريم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح
فلو تركه لذاب حتى يهلك ولكن الله يقتله بيده فيريهم دمه في حربته * وأخرج ابن ماجة والحاكم عن كثير
ابن عبد الله المزني عن أبيه عن جده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تذهب الدنيا حتى تقاتلوا بنى
الأصفر يخرج إليهم روقة المؤمنين أهل الحجاز الذين يجاهدون في سبيل الله ولا تأخذهم في الله لومة لائم حتى يفتح
الله عليهم قسطنطينية ورومية بالتسبيح والتكبير فينهدم حضنها فيصيبون نيلا عظيما لم يصيبوا مثله قط حتى أنهم
يقتسمون بالترس ثم يصرخ صارخ باهل الاسلام قد خرج الدجال في بلادكم وذراريكم فينفض الناس حتى عن
المال منهم الآخذ ومنهم التارك فالآخذ نادم والتارك نادم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والحاكم
وصححه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمران بيت المقدس خراب يثرب
وخراب يثرب حضور الملحمة وحضور الملحمة فتح القسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال ثم ضرب
معاذ على منكب عمر بن الخطاب وقال والله ان ذلك لحق كما انك جالس * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي
وحسنه وابن ماجة عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الملحمة العظمى وفتح القسطنطينية
وخروج الدجال في سبعة أشهر * وأخرج أحمد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه عن ذي مخمر بن
أخي النجاشي انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ستصالحكم الروم صلحا آمنا حتى تغزون أنتم وهم
عدوا من ورائهم فتنصرون وتغنمون وتنصرفون تنزلوا بمرج ذي تلال فيقول قائل من الروم غلب الصليب
ويقول قائل من المسلمين بل الله غلب فيتداولانها بينهم فيثور المسلم إلى صليبهم وهم منهم غير بعيد فيدقه وتثور
الروم إلى كاسر صليبهم فيقتلونه ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين
بالشهادة فتقول الروم لصاحب الروم كفيناك حد العرب فيندرون فيجمعون الملحمة فيأتونكم تحت ثمانين غاية
تحت كل غاية اثنا عشر ألفا * وأخرج أحمد والبخاري والبزار وابن خزيمة والطبراني والحاكم وصححه عن عبد الله
ابن بشر الغنوي حدثني أبي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها
ولنعم الجيش ذلك الجيش وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبي قبيل قال تذاكر فتح القسطنطينية والرومية أيهما
تفتح أولا فدعا عبد الله بن عمر بصندوق ففتحه فاخرج منه كتابا قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب
فقيل أي المدينتين تفتح أولا يا رسول الله قسطنطينية أو رومية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينة هرقل
تفتح أولا يريد القسطنطينية * وأخرج الحاكم وصححه عن عوف بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم خرج عليهم وافناء معلقة وقنو منها حشف ومعه عصا فطعن بالعصا في القنو وقال لو شاء رب هذه الصدقة
تصدق بأطيب منها ان صاحب هذه الصدقة يأكل الحشف يوم القيامة أما والله يا أهل المدينة لتدعنها مذللة
أربعين عاما للعوافي قلنا الله ورسوله أعلم قال أتدرون ما العوافي قالوا لا قال الطير والسباع * وأخرج الحاكم
وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا لتتركن المدينة على خير ما كانت تأكلها الطير والسباع * وأخرج
الحاكم وصححه عن محجن بن الأدرع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وصعدت معه فاقبل بوجهه نحو
المدينة فقال لها قولا ثم قال ويل أمك أو ويح أمها قرية يدعها أهلها أينع ما تكون يأكلها عافية الطير والسباع
ولا يدخلها الدجال إن شاء الله كلما أراد دخولها يلقاه بكل نقب من أنقابها ملك مصلت يمنعه عنها * وأخرج الحاكم
وصححه عن واثلة بن الأسقع سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة حتى يكون عشر آيات
خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب والدجال ونزول يأجوج ومأجوج والدابة وطلوع
الشمس من مغربها ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تحشر الذر والنمل * وأخرج أبو يعلى
والروياني وابن قانع والحاكم وصححه عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله ريحا يبعثها على رأس
60

مائة سنة تقبض روح كل مؤمن * وأخرج أحمد والطبراني والحاكم وصححه عن عياش بن أبي ربيعة سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول تجئ ريح بين يدي الساعة تقبض فيها روح كل مؤمن * وأخرج مسلم والحاكم وصححه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير فلا
تدع أحدا في قلبه مثقال حبة من ايمان الا قبضته * وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن عائشة رضي الله عنها سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا بذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى ويبعث الله ريحا طيبة فتتوفى
من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من خير فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم * وأخرج الحاكم
وصححه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون
على أمر الله ظاهرين على العدو لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك فقال عبد الله بن عمرو أجل
ويبعث الله ريحا ريحها المسك ومسها مس الحرير فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من الايمان الا قبضته ثم يبقى
شرار الناس عليهم تقوم الساعة * وأخرج الحاكم عن ابن عمر وقال لا تقوم الساعة حتى يبعث الله ريحا لا تدع
أحدا في قلبه مثقال ذرة من تقى أو نهى الا قبضته ويلحق كل قوم بما كان يعبد آباؤهم في الجاهلية ويبقى عجاج
من الناس لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر يتناكحون في الطرق فإذا كان ذلك اشتد غضب الله على أهل
الأرض فأقام الساعة * وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم
لعلى أكون الذي أنجو * وأخرج مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول يوشك القران أن يحسر عن جبل من ذهب فإذا سمع به الناس ساروا إليه فيقول من عنده لئن تركنا الناس
يأخذون منه ليذهبن به كله قال فيقتتلون عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون * وأخرج الحاكم وصححه عن
ابن عمر رضي الله عنهما قال تخرج معادن مختلفة معدن فيها قريب من الحجاز يأتيه شرار الناس يقال له فرعون
فبينما هم يعملون فيه إذا حسر عن الذهب فأعجبهم معتمله إذ خسف به وبهم * وأخرج أحمد وابن ماجة والحاكم
وصححه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتي خسف وقذف ومسخ * وأخرج
أحمد والبغوي وابن قانع والطبراني والحاكم وصححه عن عبد الله بن صحار العبدي عن أبيه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل من العرب فيقال من بنى فلان * وأخرج ابن أبي شيبة عن
عبد الله بن عمرو قال ليخسفن بالدار إلى جنب الدار وبالدار إلى جنب الدار حيث تكون المظالم * وأخرج ابن
سعد عن أبي عاصم الغطفاني قال كان حذيفة رضي الله عنه لا يزال يحدث الحديث يستفظعونه فقيل له يوشك ان
تحدثنا انه سيكون فينا مسخ قال نعم ليكونن فيكم مسخ قردة وخنازير * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن
فرقد السبخي قال قرأت في التوراة التي جاء بها جبريل إلى موسى عليه السلام ليكونن مسخ وقذف
وخسف في أمة محمد في أهل القبلة قيل يا أبا يعقوب ما أعمالهم قال باتخاذهم القينات وضربهم بالدفوف ولباسهم
الحرير والذهب ولن تغيب حتى ترى اعمال أزلية فاستيقن واستعدوا حذر قيل ما هي قال تكافأ الرجال بالرجال
والنساء بالنساء ورغبت العرب في آنية العجم فعند ذلك ثم قال والله ليقذفن رجال من السماء بالحجارة يشدخون
بها في طرقهم وقبائلهم كما فعل بقوم لوط وليمسخن آخرون قردة وخنازير كما فعل ببني إسرائيل وليخسفن
بقوم كما خسف بقارون * وأخرج ابن أبي الدنيا عن سالم بن أبي الجعد رضي الله عنه قال ليأتين على الناس زمان
يجتمعون فيه على باب رجل منهم ينتظرون أن يخرج إليهم فيطلبون إليه الحاجة فيخرج إليهم وقد مسخ قردا
أو خنزيرا وليمرن الرجل على الرجل في حانوته يبيع فيرجع عليه وقد مسخ قردا أو خنزيرا * وأخرج ابن أبي
الدنيا عن أبي الزاهرية رضي الله عنه قال لا تقوم الساعة حتى يمشى الرجلان إلى الامر يعملانه فيمسخ أحدهما
قردا أو خنزيرا فلا يمنع الذي نجا منهما ما رأى بصاحبه أن يمشى إلى شانه ذلك حتى يقضى شهوته وحتى
يمشى الرجلان إلى الامر يعملانه فيخسف بأحدهما فلا يمنع الذي نجا منهما ما رأى بصاحبه أن يمضى إلى
شانه ذلك حتى يقضى شهوته منه * وأخرج ابن أبي الدنيا عن عبد الرحمن بن غنم قال يوشك أن تقعد أمتان
61

على رحى فتطحنان فتمسخ إحداهما والأخرى تنظر * وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن غنم قال سيكون خباءان
متجاوران فينشق بينهما نهر فيسقيان منه بسهم واحد يقبس بعضهم من بعض فيصبحان يوما من الأيام قد
خسف بأحدهما والآخر حي * وأخرج ابن أبي الدنيا عن مالك بن دينار قال بلغني ان ريحا تكون في آخر
الزمان وظلمة فيفزع الناس إلى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا * وأخرج الترمذي في نوادر الأصول عن أبي
امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتي فزعة فيصير الناس إلى علمائهم فإذا هم قردة وخنزير
* وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة أنه قال لتعملن عمل بني إسرائيل فلا يكون فيهم شئ الا كان فيكم مثله
فقال رجل يكون منا قردة وخنازير قال وما يبرئك من ذلك لا أم لك * وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال
كيف أنتم إذا أتاكم زمان يخرج أحدهم من حجلته إلى حشه فيرجع وقد مسخ قردا * وأخرج ابن أبي شيبة
والبخاري وابن مردويه عن أنس ان عبد الله بن سلام قال يا رسول الله ما أول أشراط الساعة قال نار تحشر
الناس من المشرق إلى المغرب * وأخرج الدارقطني في الافراد والطبراني والحاكم وصححه عن عبد الله بن
عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبعث نار على أهل المشرق فتحشرهم إلى المغرب تبيت معهم حيث
يأتوا وتقبل معهم حيث قالوا يكون لها ما سقط منهم وتخلف تسوقهم سوق الجمل الكسير * وأخرج ابن أبي
شيبة وأحمد والترمذي وقال حسن صحيح عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستخرج نار
قبل يوم القيامة من بحر حضرموت تحشر الناس قالوا يا رسول الله فما تأمرنا قال عليكم بالشام * قوله تعالى
(فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم يقول إذا
جاءت الساعة أنى لهم الذكرى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم قال إذا
جاءتهم الساعة فأنى لهم أن يذكروا ويتوبوا ويعملوا والله أعلم * قوله تعالى (فاعلم أنه لا إله إلا الله) * أخرج
الطبراني وابن مردويه والديلمي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الذكر لا إله إلا الله
وأفضل الدعاء الاستغفار ثم قرأ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات * وأخرج أبو يعلى عن أبي
بكر الصديق رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار فأكثروا منهما
فان إبليس قال أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء
وهم يحسبون أنهم مهتدون * وأخرج أحمد والنسائي والطبراني والحاكم والترمذي في نوادر الأصول وابن
مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله يرجع ذلك إلى قلب موقن الا دخل الجنة وفى لفظ الا غفر الله له
* وأخرج أحمد والبزار وابن مردويه والبيهقي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليس شئ الا بينه وبين الله حجاب الا قول لا إله إلا الله ودعاء الوالد * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا الا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى
العرش * وأخرج أحمد عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل اعلم أنه من
مات يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات
عن عتبان بن مالك رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يوافي عبد يوم القيامة يقول لا إله إلا الله
يبتغى بذلك وجه الله الا حرم على النار * وأخرج أحمد عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فلن تطعمه النار * وأخرج أحمد والطبراني عن سهيل بن
البيضاء رضي الله عنه قال بينما نحن في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا رديفه فقال يا سهيل بن بيضاء
ورفع صوته فاجتمع الناس فقال إنه من شهد أن لا إله إلا الله حرمه الله على النار وأوجب له الجنة * وأخرج البيهقي
في الأسماء والصفات عن يحيى بن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال رؤى طلحة حزينا فقيل له ما لك قال انى سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انى لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته الا نفس الله عنه كربته وأشرق لونه ورأى
62

ما يسره وما منعني أن أساله عنها لا القدرة عليه حتى مات فقال عمر اني لأعلمها فقال فما هي قال لا نعلم كلمة هي أعظم
من كلمة أمر بها عمه لا إله إلا الله قال فهي والله هي * وأخرج أحمد ومسلم والنسائي وابن حبان والبيهقي عن عثمان
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة * وأخرج البيهقي عن أبي ذر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر بشر الناس انه من قال لا إله إلا الله دخل الجنة * وأخرج أحمد وأبو
داود والطبراني والحاكم ومسلم والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والبيهقي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار
* وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله أنجته
يوما من الدهر أصابه قبلها ما أصابه * وأخرج البيهقي عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال
لا إله إلا الله طلست ما في صحيفته من السيئات حتى يعود إلى مثلها * وأخرج البيهقي عن حذيفة رضي الله عنه عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ختم له بشهادة أن لا إله إلا الله صادقا دخل الجنة ومن ختم له بصوم يوم
يبتغى به وجه الله دخل الجنة ومن ختم له عند الموت باطعام مسكين يبتغى به وجه الله دخل الجنة * قوله تعالى
(واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والترمذي وصححه
وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله واستغفر
لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة * وأخرج
أحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأكلت معه من طعام فقلت غفر الله لك يا رسول الله قال ولك فقيل أستغفر لك
يا رسول الله قال نعم ولكم وقرأ واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه
وابن مردويه عن عبيد بن المغيرة رضي الله عنه قال سمعت حذيفة رضي الله عنه تلا قوله تعالى فاعلم أنه لا إله إلا الله
واستغفر لذنبك قال كنت ذرب اللسان على أهلي فقلت يا رسول الله انى أخشى أن يدخلني لساني النار
فقال النبي صلى الله عليه وسلم فأين أنت عن الاستغفار انى لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة * وأخرج ابن أبي
شيبة والنسائي وابن ماجة وابن مردويه والطبراني عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما أصبحت غداة قط الا استغفرت الله فيها مائة مرة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني وابن مردويه
عن رجل من المهاجرين يقال له الأغر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس استغفروا لله
وتوبوا إليه فإني أستغفر الله وأتوب إليه في كل يوم مائة مرة * وأخرج أحمد وابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والنسائي
وابن حبان وابن مردويه عن الأغر المزني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ليغان على قلبي
وإني لأستغفر الله كل يوم مائة مرة * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة
وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عمر رضي الله عنهما قال انا كنا لنعد لرسول الله صلى الله
عليه وسلم في المجلس يقول رب اغفر لي وتب على انك أنت التواب الرحيم مائة مرة وفى لفظ التواب الغفور
* وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم انى لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة * قوله تعالى (والله يعلم متقلبكم ومثواكم) * أخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما والله يعلم متقلبكم في الدنيا ومثواكم في
الآخرة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه والله يعلم متقلبكم ومثواكم قال متقلب كل دابة بالليل
والنهار * قوله تعالى (ويقول الذين آمنوا) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه
ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة الآية قال كل سورة أنزل فيها الجهاد فهي محكمة
وهي أشد القرآن على المنافقين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ويقول الذين آمنوا
الآية قال كان المؤمنون يشتاقون إلى كتاب الله تعالى والى بيان ما ينزل عليهم فيه فإذا أنزلت السورة بذكر
فيها القتال رأيت يا محمد المنافقين ينظرون إليك نظر المغشى عليه من الموت فأولى لهم قال وعيد من الله لهم
63

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فأولى لهم قال هذه وعيد ثم انقطع
الكلام فقال طاعة وقول معروف يقول طاعة الله ورسوله وقول بالمعروف عند حقائق الا هو وخير لهم
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه طاعة وقول معروف قال أمر الله عز وجل
بذلك المنافقين فإذا عزم الامر قال جد الامر * قوله تعالى (فهل عسيتم ان توليتم) الآية * أخرج الحاكم عن عبد
الله بن مغفل رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فهل عسيتم ان توليتم * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه فهل عسيتم ان توليتم الآية قال كيف رأيتم القوم حين تولوا عن كتاب الله
ألم يسفكوا الدم الحرام وقطعوا الأرحام وعصوا الرحمن * وأخرج عبد بن حميد عن بكر بن عبد الله المزني في قوله
فهل عسيتم ان توليتم الآية قال ما أراها نزلت الا في الحرورية * وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه عن
بريدة رضي الله عنه قال كنت جالسا عند عمر رضي الله عنه إذ سمع صائحا فقال يا يرفأ أنظر ما هذا الصوت فنظر ثم
جاء فقال جارية من قريش تباع أمها فقال عمر رضي الله عنه ادع لي المهاجرين والأنصار فلم يمكث الا ساعة حتى
امتلأت الدار والحجرة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فهل تعلمونه كان فيما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم
القطيعة قالوا لا قال فإنها قد أصبحت فيكم فاشية ثم قرأ فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا
أرحامكم ثم قال رأى قطيعة أقطع من أن تباع أم امرئ فيكم وقد أوسع الله لكم قالوا فاصنع ما بدا لك فكتب في
الآفاق أن لا تباع أم حر فإنها قطيعة رحم وانه لا يحل * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي والحكيم
الترمذي وابن جرير وابن حبان والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن فقال
معه فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضى ان أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى قال
فذاك لك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤا ان شئتم فهل عسيتم أن توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطعوا
أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها * وأخرج ابن أبي
شيبة والبخاري والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرحم معلقة بالعرش
تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة
رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن للرحم لسانا يوم القيامة تحت العرش فتقول يا رب
قطعت يا رب ظلمت يا رب أسئ إلى فيجيبها ربها الا ترضين ان أصل من وصلك واقطع من قطعك * وأخرج
البيهقي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان للرحم لسانا ذلقا يوم القيامة رب
صل من وصلني واقطع من قطعني * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن طاوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان للرحم شعبة من الرحمن تجئ يوم القيامة لها جلبة تحت العرش تكلم بلسان ذلق فمن أشارت إليه بوصل وصله
الله ومن أشارت إليه بقطع قطعه الله * وأخرج البيهقي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ان الرحم معلقة بالعرش لها لسان ذلق تقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني * وأخرج ابن أبي
شيبة وأبو داود والترمذي والحاكم وصححاه والبيهقي عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه انه سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول قال الله أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها
قطعته ومن بتها بتته * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن أبي أوفي قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
عشية عرفة في حلقة فقال انا لا نحل لرجل أمسى قاطع رحم الا قام عنا فلم يقم الا فتى كان في أقصى الحلقة فأتى خالة
له فقالت ما جاء بك فأخبرها بما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فجلس في مجلسه فقال له النبي صلى الله عليه
وسلم ما لي لا أرى أحدا قام من الحلقة غيرك فأخبره بما قال لخالته وما قالت له فقال اجلس فقد أحسنت ألا انها
لا تنزل الرحمة على قوم فيهم قاطع رحم * وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ان أعمال بني آدم تعرض عشية كل خميس فلا يقبل عمل قاطع رحم * وأخرج الحاكم وصححه عن
عمرو بن عبسة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أول ما بعث وهو بمكة فقلت ما أنت قال نبي قلت يم أرسلت قال
64

بان تعبد الله وتكسر الأصنام وتصل الأرحام بالبر والصلة * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه
ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله أنا الرحمن وهي الرحم فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته * وأخرج
الحاكم وصححه عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحم شجنة من الرحمن فمن
وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله * وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة رضي الله عنها
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرحم شجنة من الله فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه * وأخرج
ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والحاكم وصححاه والبيهقي عن عبد الله بن عمر ويرفعه إلى النبي صلى الله عليه
وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء الرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها
وصله ومن قطعها قطعه * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال انتهيت إلى النبي صلى
الله عليه وسلم وهو في قبة من ادم حمراء في نحو من أربعين رجلا فقال إنه مفتوح لكم وانكم منصورون ومصيبون
فمن أدرك منكم ذلك فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر وليصل رحمه ومثل الذي يعين قومه على
غير الحق كمثل البعير يتردى فهو يتردى بذنبه * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال قلت يا رسول الله أوصني قال أقم الصلاة وأد الزكاة وصم رمضان وحج البيت واعتمر وبر والديك وصل رحمك
وأقر الضيف وامر بالمعروف وانه عن المنكر وزل مع الحق حيث زال * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن
عبد الله بن سلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا
بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام * وأخرج أحمد والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات وابن
نصر في الصلاة وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله إذا رأيتك طابت نفسي وقرت
عيني فانبئني عن كل شئ قال كل شئ خلق من ماء قلت أنبئي عن أمر إذا عملت به دخلت الجنة قال افش السلام
واطعم الطعام وصل الأرحام وقم بالليل والناس نيام ثم ادخل الجنة بسلام * وأخرج الطبراني والحاكم وصححه
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليعمر بالقوم ويكثر لهم الأموال وما
نظر إليهم منذ خلقهم بغضا لهم قالوا وكيف ذاك يا رسول الله قال بصلتهم أرحامهم * وأخرج الطيالسي والحاكم
وصححه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم
فإنه لأقرب لرحم إذا قطعت وان كانت قريبة ولا بعد لها إذا وصلت وان كانت بعيدة * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم
وصححه عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تجئ الرحم يوم القيامة كحجنة المغزل فتتكلم بلسان
ذلق طلق فتصل من وصلها وتقطع من قطعها * وأخرج البزار والبيهقي في الأسماء والصفات عن ثوبان رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث معلقات بالعرش الرحم تقول اللهم إني بك فلا أقطع والأمانة تقول اللهم إني
بك فلا أخان والنعمة تقول اللهم إني بك فلا أكفر * وأخرج الحكيم الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث تحت العرش القرآن له ظهر وبطن يحاج العباد والرحم تنادى صل
من وصلني واقطع من قطعني والأمانة * وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الحرم معلقة
بالعرش فإذا أتاها الواصل بشرت به وكلمته وإذا أتاها القاطع احتجبت منه * وأخرج ابن أبي شيبة واحمد وابن
حبان والطبراني والبيهقي والحكيم الترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الرحم شجنة معلقة بالعرش * وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الرحم شجنة آخذة بحجزة الرحمن تناشده حقها فيقول الا ترضين ان أصل من وصلك واقطع من قطعك من
وصلك فقد وصلني ومن قطعك فقد قطعني وأخرج الطبراني والخرائطي في مساوئ الأخلاق عن ابن عباس رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة مد من الخمر ولا العاق ولا المنان قال ابن عباس شق ذلك
على المؤمنين يصيبون ذنوبا حتى وجدت ذلك في كتاب الله في العاق فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الأرض
وتقطعوا أرحامكم وقال لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى وقال انما الخمر والميسر الآية * قوله تعالى (أولئك
الذين لعنهم الله) الآية * أخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سلمان موقوفا والحسن بن سفيان
65

والطبراني وابن عساكر عن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ظهر القول وخزن العمل
وائتلفت الألسن واختلفت القلوب وقطع كل ذي رحم رحمه فعند ذلك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم وأخرج
ابن أبي الدنيا في كتاب العلم عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا الناس أظهروا
العلم وضيعوا العمل وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله عند ذلك فأصمهم وأعمى
أبصارهم * قوله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) * أخرج إسحاق بن راهويه وابن جرير
وابن المنذر وابن مردويه عن عروة رضي الله عنه قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا يتدبرون القرآن أم
على قلوب أقفالها فقال شاب من أهل اليمن بل عليها أقفالها حتى يكون الله يفتحها أو يفرجها فقال النبي صلى الله
عليه وسلم صدقت فما زال الشاب في نفس عمر رضي الله عنه حتى ولى فاستعان به * وأخرج الدارقطني في الافراد
وابن مردويه عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا يتدبرون القرآن أم على
قلوب أقفالها فقال شاب عند النبي صلى الله عليه وسلم بل والله عليها أقفالها حتى يكون الله هو الذي يفكها فلما
ولى عمر سال عن ذلك الشاب ليستعمله فقيل قد مات * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة أفلا يتدبرون
القرآن قال إذا والله في القرآن زاجر عن معصية الله قال لم يتدبره القوم ويعقلوه ولكنهم أخذوا بمتشابهه فهلكوا
عند ذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن خالد بن معدان رضي الله عنه قال ما من عبد الا له أربع أعين عينان
في وجهه يبصر بهما دنياه وما يصلحه من معيشته وعينان في قلبه يبصر بهما دينه وما وعد الله بالغيب فإذا أراد
الله بعبد خيرا فتح عينيه اللذين في قلبه فأبصر بهما ما وعد بالغيب وإذا أراد الله بعبد سوأ ترك القلب على ما فيه وقرأ
أم على قلوب أقفالها وما من عبد الا وله شيطان متبطن فقار ظهره لا وعنقه على عنقه فاغر فاه على قلبه وأخرجه
الديلمي في مسند الفردوس عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعا إلى قوله وقرأ أم على قلوب
أقفالها * وأخرج الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس
زمان يخلق القرآن في قلوبهم يتهافتون تهافتا قيل يا رسول الله وما تهافتهم قال يقرأ أحدهم فلا يجد حلاوة ولا لذة
يبدأ أحدهم بالسورة وانما معه آخرها فان عملوا قالوا ربنا اغفر لنا وان تركوا الفرائض قالوا لا يعذبنا الله ونحن
لا نشرك به شيئا أمرهم رجاء ولا خوف فيهم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن
أم على قلوب أقفالها * قوله تعالى (ان الذين ارتدوا على أدبارهم) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى قال هم
أعداء الله أهل الكتاب يعرفون نعت محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه عندهم ويجدونه مكتوبا في التوراة
والإنجيل ثم يكفرون به الشيطان سول لهم قال زين لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله قال هم المنافقون
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ان الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى
قال اليهود ارتدوا عن الهدى بعد أن عرفوا أن محمد صلى الله عليه وسلم نبي الشيطان سول لهم وأملى لهم قال أملى
الله لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله قال يهود تقول للمنافقين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا
يسرون إليهم انا سنطيعكم في بعض الامر وكان بعض الامر أنهم يعلمون أن محمدا نبي وقالوا اليهودية الدين فكان
المنافقون يطيعون اليهود بما أمرتهم والله يعلم أسرارهم قال ذلك سر القول فكيف إذا توفتهم الملائكة
يضربون وجوههم وأدبارهم قال عند الموت * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما ان الذين ارتدوا
على أدبارهم إلى أسرارهم هم أهل النفاق * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يضربون
وجوههم وأدبارهم قال يضربون وجوههم وإستاهم ولكن الله كريم يكنى * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم قال أعمالهم
خبثهم والحسد الذي في قلوبهم ثم دل الله النبي صلى الله عليه وسلم بعد على المنافقين فكان يدعو باسم الرجل من
أهل النفاق * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قوله ولتعرفنهم في لحن
القول قال ببغضهم علي بن أبي طالب * واخرج ابن مرويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ما كنا نعرف المنافقين
66

على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ببغضهم علي بن أبي طالب * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه
أنه تلا هذه الآية ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين الآية فقال اللهم عافنا واسترنا ولا تبلو أخبارنا * وأخرج
عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ وليبلونكم بالياء حتى يعلم بالياء ويبلو بالياء ونصب الواو والله أعلم
* قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله) * الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه
في الآية قال من استطاع منكم أن لا يبطل عملا صالحا بعمل سوء فليفعل ولا قوة الا بالله فان الخير ينسخ الشر
فإنما ملاك الأعمال خواتيمها * وأخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة وابن أبي حاتم عن أبي
العالية قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع لا إله إلا الله ذنب كما لا ينفع مع الشرك عمل
حتى نزلت أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم فخافوا أن يبطل الذنب العمل ولفظ عبد بن حميد
فخافوا الكبائر ان تحبط أعمالكم * وأخرج ابن نصر وابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
كنا معشر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ترى أنه ليس شئ من الحسنات الا مقبولا حتى نزلت أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم فلما نزلت هذه الآية قلنا ما هذا الذي يبطل أعمالنا فقال الكبائر الموجبات
والفواحش فكنا إذا رأينا من أصاب شيئا منها قلنا هلك حتى نزلت هذه الآية ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر
ما دون ذلك لمن يشاء فلما نزلت كففنا عن القول في ذلك وكنا إذا رأينا أحدا أصاب منها شيئا خفنا عليه وان لم
يصب منها شيئا رجونا له * قوله تعالى (فلا تهنوا) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة
رضي الله عنه فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون يقول ولا تكونوا أول الطائفتين صرعت صاحبتها ودعتها
إلى الموادعة وأنتم أولى بالله منهم ولن يتركم أعمالكم يقول لن يظلمكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن
مجاهد رضي الله عنه فلا تهنوا قال لا تضعفوا وأنتم الأعلون قال الغالبون ولن يتركم قال لن ينقصكم * وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس في قوله يتركم قال يظلمكم * وأخرج الخطيب عن النعمان بن بشير رضي الله عنه ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم قال محمد بن المنتشر منتصبة السين * وأخرج أبو نصر
السجزي في الإبانة عن عبد الرحمن بن أبزى قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هؤلاء الأحرف ادخلوا في السلم
وان جنحوا للسلم وتدعو إلى السلم بنصب السين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
في قوله ان يسألكموها قال علم الله في مسألة الأموال خروج الأضغان * قوله تعالى (وان تتولوا) الآية
* أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
لما نزلت وان تتولوا يستبدل قوما غيركم قيل من هؤلاء وسلمان رضي الله عنه إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم
فقال هم الفرس وهذا وقومه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني
في الأوسط والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وان
تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم فقالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين ان تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا
أمثالنا فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكب سلمان ثم قال هذا وقومه والذي نفسي بيده لو كان الايمان
منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس * وأخرج ابن مردويه عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم
تلا هذه الآية وان تتولوا يستبدل قوما غيركم الآية فسئل من هم قال فارس لو كان الدين بالثريا لتناوله رجال من
فارس * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يستبدل قوما غيركم قال من شاء
* (سورة الفتح تسع وعشرون آية مدنية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة الفتح
بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضي الله عنهما مثله * وأخرج ابن إسحاق والحاكم وصححه
والبيهقي في الدلائل عن المسور بن مخرمة ومروان قالا نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها
إلى آخرها * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي في الشمائل والنسائي والبيهقي
في سننه عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح في مسيره سورة الفتح
67

على راحلته فرجع فيها * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن أبي بردة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قرأ في الصبح انا فتحنا لك فتحا مبينا * قوله تعالى (انا فتحنا لك فتحا مبينا) * أخرج أحمد والبخاري والترمذي
والنسائي وابن حبان وابن مردويه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في سفر فسألته عن شئ ثلاث مرات فلم يرد على فقلت في نفسي ثكلتك أمك يا ابن الخطاب نزرت رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثلاث مرات فلم يرد عليك فحركت بعيري ثم تقدمت امام الناس وخشيت أن ينزل في القرآن فما
نشبت ان سمعت صارخا يصرخ بي فرجعت وأنا أظن أنه نزل في شئ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد أنزلت
على الليلة سورة أحب إلى من الدنيا وما فيها انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر
* وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن مجمع
ابن جارية الأنصاري قال شهدنا الحديبية فلما انصرفنا عنها إلى كراع الغميم إذا الناس يوجفون الأباعر فقال
الناس بعضهم لبعض ما للناس قالوا أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجنا مع الناس نوجف فإذا
رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته على كراع الغميم فاجتمع الناس عليه فقرأ عليهم انا فتحنا لك فتحا
مبينا فقال رجل يا رسول الله أو فتح هو قال والذي نفس محمد بيده انه لفتح فسمت خيبر على أهل الحديبية لم يدخل
معهم فيها أحد الا من شهد الحديبية فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر سهما وكان الجيش ألفا
وخمسمائة منهم ثلثمائة فارس فأعطى الفارس سهمين وأعطى الراجل سهما * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
والبخاري في تاريخه وأبو داود والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود
رضي الله عنه قال أقبلنا مع الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا نحن نسير إذا أتاه الوحي وكان إذا أتاه
اشتد عليه فسرى عنه وبه من السرور ما شاء الله فأخبرنا أنه أنزل عليه انا فتحنا لك فتحا مبينا * وأخرج ابن أبي شيبة
والبخاري وابن مردويه والبيهقي عن أنس رضي الله عنه في قوله انا فتحنا لك فتحا مبينا قال الحديبية * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه في قوله انا فتحنا لك فتحا مبينا قال فتح خيبر
* وأخرج البخاري وابن جرير وابن مردويه عن البراء رضي الله عنه قال تعدون أنتم الفتح فتح مكة وقد كان فتح
مكة فتحا ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة مائة
والحديبية بئر فنزحناها فلم نترك فيها قطرة فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاها فجلس على شفيرها ثم
دعا باناء من ماء فتوضأ ثم تمضمض ودعا ثم صبه فيها فتركناها غير بعيد ثم انها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا
* وأخرج البيهقي عن عروة رضي الله عنه قال أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية راجعا فقال رجل
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما هذا بفتح لقد صددنا عن البيت وصد هدينا وعكف رسول
الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية ورد رجلين من المسلمين خرجا فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قول رجال
من أصحابه ان هذا ليس بفتح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الكلام هذا أعظم الفتح لقد رضى
المشركون ان يدفعوكم بالراح عن بلادهم ويسألوكم القضية ويرغبون إليكم في الإياب وقد كرهوا منكم ما كرهوا
وقد أظفركم الله عليهم وردكم سالمين غانمين مأجورين فهذا أعظم الفتح أنسيتم يوم أحد إذ تصعدون ولا تلوون على
أحد وأنا أدعوكم في أخراكم أنسيتم يوم الأحزاب إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الابصار وبلغت
القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا قال المسلمون صدق الله ورسوله هو أعظم الفتوح والله يا نبي الله ما فكرنا
فيما فكرت فيه ولأنت أعلم بالله وبالأمور منا فأنزل الله سورة الفتح * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن
المنذر والبيهقي في البعث في قوله انا فتحنا لك فتحا مبينا قال نزلت في الحديبية وأصاب في تلك الغزوة ما لم يصب في
غزوة أصاب أن بويع بيعة الرضوان فتح الحديبية وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وبايعوا بيعة الرضوان
وأطعموا نخيل خيبر وبلغ الهدى محله وظهرت الروم على فارس وفرح المؤمنون بتصديق كتاب الله وظهور أهل
الكتاب على المجوس * وأخرج البيهقي على المسور ومروان في قصة الحديبية فالاثم انصرف رسول الله صلى الله عليه
وسلم راجعا فلما كان بين مكة والمدينة نزلت سورة الفتح من أولها إلى آخرها فلما أمن الناس وتفاوضوا لم يكلم
68

أحدا بالاسلام الا دخل فيه فلقد دخل في تلك السنين في الاسلام أكثر مما كان فيه قبل ذلك فكان صلح الحديبية
فتحا عظيما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه انا فتحنا لك فتحا مبينا قال انا
قضينا لك قضاء بينا نزلت عام الحديبية للنحر الذي بالحديبية وحلقه رأسه * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن
جرير عن قتادة رضي الله عنه انا فتحنا لك فتحا مبينا قال قضينا لك قضاء بينا * وأخرج عبد بن حميد عن عامر
الشعبي رضي الله عنه ان رجلا سال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية أفتح هذا قال وأنزلت عليه انا فتحنا
لك فتحا مبينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم عظيم قال وكان فصل ما بين الهجرتين فتح الحديبية قال لا يستوي
منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل الآية * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم انا فتحنا لك فتحا مبينا قال فتح مكة * وأخرج ابن عساكر من طريق أبى خالد
الواسطي عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم الفجر ذات يوم بغلس وكان يغلس ويسفر ويقول ما بين هذين وقت لكيلا يختلف المؤمنون فصلى بنا
ذات يوم بغلس فلما قضى الصلاة التفت إلينا كان وجهه ورقة مصحف فقال أفيكم من رأى الليلة شيئا قلنا لا يا رسول
الله قال لكني رأيت ملكين أتياني الليلة فأخذا بضبعي فانطلقا بي إلى السماء الدنيا فمررت بملك وامامه آدمي وبيده
صخرة فيضرب بهامة الآدمي فيقع دماغه جانبا وتقع الصخرة جانبا قلت ما هذا قالا لي امضه فمضيت فإذا أنا بملك
وأمامه آدمي وبيد الملك كلوب من حديد فيضعه في شدقه الأيمن فيشقه حتى ينتهى إلى أذنه ثم يأخذ في الأيسر
فيلتثم الأيمن قلت ما هذا قالا امضه فمضيت فإذا أنا بنهر من دم يمور كمور المرجل على فيه قوم عراة على حافة النهر
ملائكة بأيديهم مدرتان كلما طلع طالع قذفوه بمدرة فيقع في فيه ويسيل إلى أسفل ذلك النهر قلت ما هذا
قالا امضه فمضيت فإذا أنا ببيت أسفله أضيق من أعلاه فيه قوم عراة توقد من تحتهم النار أمسكت
على أنفى من نتن ما أجد من ريحهم قلت من هؤلاء قالا امضه فمضيت فإذا أنا بتل اسود عليه قوم مخبلون
تنفخ النار في أدبارهم فتخرج من أفواههم ومناخرهم وآذانهم وأعينهم قلت ما هذا قالا امضه فمضيت فإذا أنا بنار
مطبقة موكل بها ملك لا يخرج منها شئ الا اتبعه حتى يعيده فيها قلت ما هذا قالا لي امضه فمضيت فإذا أنا بروضة وإذا
فيها شيخ جميل لا أجمل منه وإذا حوله الولدان وإذا شجرة ورقها كآذان الفيلة فصعدت ما شاء الله من تلك الشجرة
وإذا أنا بمنازل لا أحسن منها من زمردة جوفاء وزبرجدة خضراء وياقوتة حمراء قلت ما هذا قالا امضه فمضيت فإذا
أنا بنهر عليه جسران من ذهب وفضة على حافتي النهر منازل لا منازل أحسن منها من درة جوفاء وياقوتة حمراء وفيه
قدحان وأباريق تطرد قلت ما هذا قالا لي انزل فنزلت فضربت بيدي إلى اناء منها فغرفت ثم شربت فإذا أحلى من
عسل وأشد بياضا من اللبن وألين من الزبد فقالا لي أما صاحب الصخرة التي رأيت يضرب بها هامته فيقع
دماغه جانيا وتقع الصخرة جانبا فأولئك الذين كانوا ينامون عن صلاة العشاء الآخرة ويصلون الصلاة لغير
مواقيتها يضربون بها حتى يصيروا إلى النار وأما صاحب الكلوب الذي رأيت ملكا موكلا بيده كلوب من
حديد يشق شدقه الأيمن حتى ينتهى إلى اذنه ثم يأخذ في الأيسر فيلتئم الأيمن فأولئك الذين كانوا يمشون بين
المؤمنين بالنميمة فيفسدون بينهم فهم يعذبون بها حتى يصيروا إلى النار وأما ملائكة بأيديهم مدرتان من النار
كلما طلع طالع قذفوه بمدرة فتقع في فيه فينفتل إلى أسفل ذلك النهر فأولئك أكلة الربا يعذبون حتى يصيروا إلى
النار وأما البيت الذي رأيت أسفله أضيق من أعلاه فيه قوم عراة تتوقد من تحتهم النار أمسكت على أنفك من نتن
ما وجدت من ريحهم فأولئك الزناة وذلك نتن فروجهم يعذبون حتى يصيروا إلى النار وأما التل الأسود الذي رأيت
عليه قوما مخبلين تنفخ النار في أدبارهم فتخرج من أفواههم ومناخرهم وأعينهم وآذانهم فأولئك الذين يعملون
عمل قوم لوط الفاعل والمفعول به فهم يعذبون حتى يصيروا إلى النار وأما النار المطبقة التي رأيت ملكا موكلا بها
كلما خرج منها شئ اتبعه حتى يعيده فيها فتلك جهنم تفرق بين أهل الجنة وأهل النار وأما الروضة التي رأيت فتلك
جنة المأوى وأما الشيخ الذي رأيت ومن حوله من الولدان فهو إبراهيم وهم بنوه وأما الشجرة التي رأيت فطلعت
إليها فيها منازل لا منازل أحسن منها من زمردة جوفاء وزبرجدة خضراء وياقوتة حمراء فتلك منازل أهل عليين
69

من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأما النهر فهو نهرك الذي أعطاك الله الكوثر
وهذه منازلك وأهل بيتك قال فنوديت من فوقي يا محمد سل تعطه فارتعدت فرائضي ورجف فؤادي واضطرب كل
عضو منى ولم أستطع ان أجيب شيئا فاخذ أحد الملكين بيده اليمنى فوضعها في يدي والآخر يده اليمنى فوضعها
بين كتفي فسكن ذلك منى ثم نوديت من فوقي يا محمد سل تعط قال قلت اللهم إني أسألك ان تثبت شفاعتي وان تلحق
بي أهل بيتي وان ألقاك ولا ذنب لي قال ثم ولى بي ونزلت عليه هذه الآية انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله
ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكما أعطيت هذه كذلك أعطانيها إن شاء الله تعالى * وأخرج السلفي في الطيور يأت من طريق يزيد بن
هارون رضي الله عنه قال سمعت السعودي رضي الله عنه يقول بلغني ان من قرأ أول ليلة من رمضان انا فتحنا لك
فتحا مبينا في التطوع حفظ ذلك العام * قوله تعالى (ليغفر لك الله ما تقدم) الآية * أخرج ابن
المنذر عن عامر وأبى جعفر رضي الله عنه في قوله ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك قال في الجاهلية وما تأخر قال
في الاسلام * وأخرج عبد بن حميد عن سفيان رضي الله عنه قال بلغنا في قول الله ليغفر لك الله ما تقدم من
ذنبك وما تأخر قال ما تقدم ما كان في الجاهلية وما تأخر ما كان في الاسلام ما لم يفعله بعد * وأخرج ابن سعد
عن مجمع بن جارية رضي الله عنه قال لما كنا بضجنان رأيت الناس يركضون وإذا هم يقولون أنزل على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فركضت مع الناس حتى توافينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقرأ انا فتحنا لك
فتحا مبينا فلما نزل بها جبريل عليه السلام قال ليهنك يا رسول الله فلما هناه جبريل عليه السلام هناه المسلمون
* وأخرج ابن المنذر وابن مردويه وابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها قالت لما أنزل على رسول الله صلى الله
عليه وسلم انا فتحنا لك فتحا مبينا الآية اجتهد في العبادة فقيل يا رسول الله ما هذا الاجتهاد وقد غفر الله لك
ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات
وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله
ما تقدم من ذنبك وما تأخر صام وصلى حتى انتفخت قدماه وتعبد حتى صار كالشن البالي فقيل له أتفعل هذا
بنفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * وأخرج ابن أبي شيبة
وأحمد في الزهد عن الحسن رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم تأخذه العبادة حتى يخرج على الناس
كالشن البالي فقيل له يا رسول الله أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا
* وأخرج ابن عساكر عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تفطر قدماه
فقيل له أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * وأخرج أبو يعلى
وابن عساكر عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قام يصلى حتى تورمت قدماه فقيل له أليس قد
غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * وأخرج ابن عساكر عن النعمان بن
بشير رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى حتى ترم قدماه * وأخرج البيهقي في شعب الايمان
وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى حتى ترم قدماه فقيل له
أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * وأخرج الحسن بن
سفيان وابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى حتى ترم قدماه قلت
يا رسول الله أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * وأخرج
ابن عساكر عن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط الأشجعي رضي الله عنه قال حدثني أبي عن
أبيه عن جده رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى حتى تورمت قدماه فقيل له يا رسول الله أتفعل
هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * وأخرج ابن عدي وابن
عساكر عن أنس رضي الله عنه قال تعبد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صار كالشن البالي فقالوا يا رسول
الله ما يحملك على هذا الاجتهاد كله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك أو ما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا
70

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في الليل أربع
ركعات ثم يتروح فطال حتى رحمته فقلت بابى أنت وأمي يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما
تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا * قوله تعالى (وينصرك الله نصرا عزيزا) * أخرج ابن المنذر عن ابن
جريج رضي الله عنه في قوله وينصرك الله نصرا عزيزا قال يريد بذلك فتح مكة وخيبر والطائف * قوله تعالى
(هو الذي أنزل السكينة) * أخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين قال السكينة هي الرحمة وفى قوله
ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم وقال إن الله بعث نبيه صلى الله عليه وسلم بشهادة ان لا إله إلا الله فلما صدق بها المؤمنون
زادهم الصلاة فلما صدقوا بها زادهم الزكاة فلما صدقوا بها زادهم الصيام فلما صدقوا به زادهم الحج فلما صدقوا
به زادهم الجهاد ثم أكمل لهم دينهم فقال اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام
دينا قال ابن عباس رضي الله عنهما فأوثق ايمان أهل السماء وأهل الأرض وأصدقه وأكمله شهادة ان لا إله إلا الله
* وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم قال تصديقا مع
تصديقهم * قوله تعالى (ليدخل المؤمنين والمؤمنات) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن
حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن أنس رضي الله عنه قال أنزلت
على النبي صلى الله عليه وسلم ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر مرجعه من الحديبية فقال لقد أنزلت على
آية هي أحب إلى مما على الأرض ثم قرأها عليهم فقالوا هنيئا مريئا يا رسول الله قد بين الله لك ماذا يفعل بك فماذا
يفعل بنا فنزلت عليه ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الانهار حتى بلغ فوزا عظيما * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال لما رجعنا من الحديبية وأصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم قد خالطوا الحزن والكآبة حيث ذبحوا هديهم في أمكنتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنزلت على ضحى آية هي أحب إلى من الدنيا جميعا ثلاثا قلنا ما هي يا رسول الله فقرأ انا فتحنا لك فتحا مبينا لآيتين
قلنا هنيئا لك يا رسول الله فما لنا فقرأ ليدخل المؤمنين والمؤمنات الآية فلما أتينا خيبر فأبصروا خميس رسول الله
صلى الله عليه وسلم يعنى جيشه أدبروا هاربين إلى الحصن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خربت خيبر انا إذا
نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن
عكرمة رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية انا فتحنا لك فتحا مبينا الآية قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم هنيئا لك ما أعطاك ربك هذا لك فما لنا فأنزل الله ليدخل المؤمنين والمؤمنات إلى آخر الآية * قوله تعالى
(انا أرسلناك) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه انا أرسلناك شاهدا قال شاهدا
على أمته وشاهدا على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام انهم قد بلغوا ومبشرا يبشر بالجنة من أطاع الله ونذيرا ينذر
الناس من عصاه ليؤمنوا بالله ورسوله قال بوعده وبالحساب والبعث بعد الموت ويعزروه قال ينصروه
ويوقروه قال أمر الله بتسويده وتفخيمه وتشريفه وتعظيمه قال وكان في بعض القراءة ويسبحو الله بكرة وأصيلا
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ويعزروه قال لينصروه ويوقروه أي
ليعظموه * واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويعزروه يعنى
الاجلال ويوقروه يعنى التعظيم يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم * واخرج ابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه
والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويعزروه قال يضربوا بين يديه بالسيف * واخرج سعيد
ابن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ويعزروه قال يقاتلوا
معه بالسيف * واخرج ابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر في تاريخه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه
قال لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ويعزروه قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه
ما ذاك قالوا الله ورسوله أعلم قال لتنصروه * وأخرج ابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه قال كان ابن عباس
يقرأ هذه الآية تؤمنون بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا قال فكان يقول إذا أشكل
71

ياء أوتاه فاجعلوها على ياء فان القرآن كله على ياء * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ويسبحوه
قال يسبحوا الله رجع إلى نفسه * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هارون رضي الله عنه قال في قراءة ابن مسعود
ويسبحوا الله بكرة وأصيلا * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه انه كان يقرأ ويسبحوا الله
بكرة وأصيلا * قوله تعالى (ان الذين يبايعونك) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان الذين يبايعونك قال يوم الحديبية * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ان الذين يبايعونك قال هم الذين بايعوه زمن الحديبية * وأخرج ابن
مردويه عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال كانت بيعة النبي صلى الله عليه وسلم
حين أنزل عليه ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله الآية فكانت بيعة النبي صلى الله عليه وسلم التي بايع
عليها الناس البيعة لله والطاعة للحق وكانت بيعة أبى بكر رضي الله عنه بايعوني ما أطعت الله فإذا عصيته فلا طاعة
لي عليكم وكانت بيعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه البيعة لله والطاعة للحق وكانت بيعة عثمان بن عفان رضي الله عنه
البيعة لله والطاعة للحق * وأخرج عبد بن حميد عن الحكم بن الأعرج رضي الله عنه يد الله فوق أيديهم
قال إن لا يفروا * وأخرج أحمد وابن مردويه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال بايعنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الامر بالمعروف والنهى
عن المنكر وعلى ان نقول في الله لا تأخذنا في الله لومة لائم وعلى ان ننصره إذ قدم علينا يثرب فنمنعه مما نمنع منه
أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا ولنا الجنة فمن وفى وفى الله له ومن نكث فإنما ينكث على نفسه * قوله تعالى (سيقول
لك المخلفون من الاعراب) الآية * أخرج عبد بن حميد عن جويبر رضي الله عنه في قوله سيقول لك المخلفون
من الاعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا قال كان النبي صلى الله عليه وسلم حين انصرف من الحديبية وسار
إلى خيبر تخلف عنه أناس من الاعراب فلحقوا بأهاليهم فلما بلغهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قد افتتح خيبر ساروا
إليه وقد كان الله أمره ان لا يعطى أحدا تخلف عنه من مغنم خيبر ويقسم مغنمها من شهد الفتح وذلك قوله
يريدون ان يبدلوا كلام الله يعنى ما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان لا يعطى أحدا تخلف عنه من مغنم خيبر شيئا
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن مجاهد رضي الله عنه في قوله سيقول لك
المخلفون من الاعراب قال اعراب المدينة جهينة ومزينة استنفرهم لخروجه إلى مكة فقالوا نذهب معه إلى قوم
جاؤه فقتلوا أصحابه فنقاتلهم في ديارهم فاعتلوا له بالشغل فاقبل معتمرا فاخذ أصحابه أناسا من أهل الحرم غافلين
فأرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم فذلك الأظفار ببطن مكة ورجع محمد صلى الله عليه وسلم فوعد مغانم كثيرة
فجعلت له خيبر فقال المخلفون ذرونا نتبعكم وهي المغانم التي قال الله إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها وعرض عليهم
قتال قوم أولى باس شديد فهم فارس والمغانم الكثيرة التي وعدوا ما يأخذون حتى اليوم * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه بل ظننتم ان لم ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في
قلوبكم وظننتم ظن السوء قال ظنوا بنبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه انهم لن يرجعوا من وجههم ذلك
وانهم سيهلكون فذلك الذي خلفهم عن نبي الله صلى الله عليه وسلم وهم كاذبون بما يقولون سيقول المخلفون
إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها قال هم الذين تخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية كذلكم قال الله
من قبل قال انما جعلت الغنيمة لأجل الجهاد انما كانت غنيمة خيبر لمن شهدا الحديبية ليس لغيرهم فيها نصيب
قل للمخلفين من الاعراب ستدعون إلى قوم أولى باس شديد قال فدعوا يوم حنين إلى هوازن وثقيف فمنهم من
أحسن الإجابة ورغب في الجهاد ثم عذر الله أهل العذر من الناس فقال ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج
حرج ولا على المريض حرج * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه بل ظننتم ان لن ينقلب الرسول
قال نافق القوم وظننتم ظن السوء أن لن ينقلب الرسول * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه يريدون
ان يبدلوا كلام الله قال كتاب الله كانوا يبطئون المسلمين عن الجهاد ويأمرونهم ان يفروا * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أولى باس شديد يقول فارس
72

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه قال هم فارس والروم * وأخرج
ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله أولى باس شديد قال هم البارز يعنى الأكراد * وأخرج ابن
المنذر والطبراني في الكبير عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال اعراب فارس وأكراد العجم * وأخرج
ابن المنذر والطبراني عن الزهري رضي الله عنه قال هم بنو حنيفة * وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه
ستدعون إلى قوم أولى باس شديد قال لم يأت أولئك بعد * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه
في قوله قل للمخلفين من الاعراب ستدعون إلى قوم قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعا اعراب المدينة جهينة
ومزينة الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى خروجه إلى مكة دعاهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى
قتال فارس قال فان تطيعوا إذا دعاكم عمر تكن توبة لتخلفكم عن النبي صلى الله عليه وسلم ويؤتكم الله أجرا حسنا
وان تتولوا إذا دعاكم عمر كما توليتم من قبل إذ دعاكم النبي صلى الله عليه وسلم يعذبكم عذابا أليما * وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ستدعون إلى قوم أولى باس شديد قال فارس والروم * وأخرج عبد بن
حميد عن مجاهد رضي الله عنه ستدعون إلى قوم أولى باس شديد قال أهل الأوثان * وأخرج الفريابي وابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ستدعون إلى قوم أولى باس شديد قال هوازن وبنى حنيفة * وأخرج سعيد
ابن منصور وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن عكرمة وسعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ستدعون إلى قوم
أولى باس شديد قال هوازن يوم حنين * قوله تعالى (ليس على الأعمى حرج) * أخرج الطبراني بسند
حسن عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأني لواضع القلم على أذني
إذا أمر بالقتال إذ جاء أعمى فقال كيف بي وأنا ذاهب البصر فنزلت ليس على الأعمى حرج الآية قال هذا في
الجهاد ليس عليهم من جهاد إذا لم يطيقوا * قوله تعالى (لقد رضى الله عن المؤمنين) * أخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال بينا نحن قائلون إذ نادى منادى رسول الله
صلى الله عليه وسلم أيها الناس البيعة البيعة نزل روح القدس فثرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت
شجرة سمرة فبايعناه فذلك قول الله تعالى لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فبايع لعثمان
رضي الله عنه إحدى يديه على الأخرى فقال الناس هنيئا لابن عفان رضي الله عنه يطوف بالبيت ونحن ههنا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو مكث كذا وكذا سنة ما طاف حتى أطوف * وأخرج البخاري وابن مردويه
عن طارق بن عبد الرحمن رضي الله عنه قال انطلقت حاجا فمررت بقوم يصلون فقلت ما هذا المسجد قالوا هذه
الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان فاتيت سعيد بن المسيب رضي الله عنه فأخبرته
فقال سعيد حدثني أبي انه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة فلما خرجنا من العام المقبل
نسيناها فلم نقدر عليها فقال سعيد رضي الله عنه ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعلموها وعلمتموها
أنتم فأنتم أعلم * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن نافع رضي الله عنه قال بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ان ناسا يأتون الشجرة التي بويع تحتها فامر بها فقطعت * وأخرج البخاري وابن مردويه عن قتادة رضي الله عنه
قال قلت لسعيد بن المسيب كم كان الذين شهدوا بيعة الرضوان قال خمس عشرة مائة قلت فان جابر بن عبد
الله رضي الله عنه قال كانوا أربع عشرة مائة قال يرحمه الله وهم هو حدثني انهم كانوا خمس عشرة مائة * وأخرج
البخاري ومسلم وابن جرير وابن مردويه عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال كان أصحاب الشجرة
ألفا وثلثمائة * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري ومسلم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد
الله رضي الله عنه قال كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم خير أهل
الأرض * وأخرج البيهقي عن سعيد بن المسيب والبخاري ومسلم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن جابر
ابن عبد الله رضي الله عنه قال كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم خير
أهل الأرض * وأخرج البيهقي عن سعيد بن المسيب عن أبيه رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه
وسلم تحت الشجرة ألفا وأربعمائة * وأخرج البخاري عن سلمه بن الأكوع رضي الله عنه قال بايعت
73

رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة قيل على أي شئ كنتم تبايعون قال على الموت * وأخرج البيهقي عن
عروة رضي الله عنه قال لما نزل النبي صلى الله عليه وسلم الحديبية فزعت قريش لنزوله عليهم فأحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان يبعث إليهم رجلا من أصحابه فدعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليبعثه إليهم فقال يا رسول
الله انى لا آمن وليس بمكة أحد من بنى كعب يغضب لي ان أوذيت فأرسل عثمان بن عفان فان عشيرته
بها وانه يبلغ لك ما أردت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان رضي الله عنه فأرسله لي قريش
وقال أخبرهم انا لم نأت لقتال وانما جئنا عمارا وادعهم إلى الاسلام وأمر دان يأتي رجالا بمكة مؤمنين ونساء
مؤمنات فيدخل عليهم ويبشرهم بالفتح ويخبرهم ان الله وشيك ان يظهر دينه بمكة حتى لا يستخفى فيها بالايمان
فانطلق عثمان رضي الله عنه إلى قريش فأخبرهم فارتهنه المشركون ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيعة
ونادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان روح القدس قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره
بالبيعة فاخرجوا على اسم الله فبايعوه فثار المسلمون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت الشجرة فبايعوه
على أن لا يفروا أبدا فرعبهم الله فأرسلوا من كانوا ارتهنوا من المسلمين ودعوا إلى الموادعة والصلح * وأخرج
مسلم وان جرير وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة فبايعناه وعمر رضي الله عنه
آخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة وقال بايعناه على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت * وأخرج عبد بن
حميد ومسلم وابن مردويه عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي صلى الله عليه وسلم
يبايع الناس وأنا رافع غصنا من أغصانها عن رأسه ونحن أربع عشرة مائة ولم نبايعه على الموت ولكن بايعناه
على أن لا نفر * وأخرج البيهقي في الدلائل عن الشعبي قال لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة كان
أول من انتهى إليه أبو سنان الأسدي فقال ابسط يدك أبايعك فقال النبي صلى الله عليه وسلم علام تبايعني قال
على ما في نفسك * وأخرج البيهقي عن أنس قال لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعة الرضوان كان عثمان بن
عفان رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة فبايع الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ان
عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله فضرب بإحدى يديه على الأخرى فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان
خيرا من أيديهم ولأنفسهم * وأخرج أحمد عن جابر ومسلم عن أم بشر عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل
النار أحد ممن بايع تحت الشجرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة
عليهم قال انما أنزلت السكينة على من علم منه الوفاء * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر والبيهقي عن عبد الرحمن بن أبي أوفى في قوله وأثابهم فتحا قريبا قال خيبر * وأخرج عبد الرزاق وأبو داود
في مراسيله عن الزهري قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقسم لغائب في مقسم لم يشهده الا يوم خيبر
قسم لغيب أهل الحديبية من أجل ان الله كان أعطى أهل خيبر المسلمين من أهل الحديبية فقال وعدكم الله مغانم
كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكانت لأهل الحديبية من شهد منهم ومن غاب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن قتادة لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم قال الوقار
والصبر وهم الذين بايعوا زمان الحديبية وكانت الشجرة فيما ذكر لنا سمرة بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه
تحتها وكانوا يومئذ خمس عشرة مائة فبايعوه وعلى ان لا يفروا ولم يبايعوه على الموت وأثابهم فتحا قريبا ومغانم كثيرة
قال هي مغانم خيبر وكانت عنارا ومالا فقسمها نبي الله بين أصحابه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال
انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية لي المدينة حتى إذا كان بين المدينة ومكة نزلت عليه سورة
الفتح فقال انا فتحنا لك فتحا مبينا لي قوله عزيز اثم ذكر الله الاعراب ومخالفتهم للنبي صلى الله عليه وسلم فقال
سيقول لك المخلفون من الاعراب إلى قوله خبيرا ثم قال للأعراب بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون لي
قوله سعيرا ثم ذكر البيعة فقال لقد رضى الله عن المؤمنين إلى قوله وأثابهم فتحا قريبا لفتح الحديبية * وأخرج ابن
جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله لقد رضى الله عن المؤمنين قال كان أهل البيعة تحت الشجرة ألفا
وخمسمائة وخمسا وعشرين * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي امامة الباهلي قال لما نزلت لقد رضى الله
74

عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة قال يا أبا امامه أنت منى وأنا منك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن
عكرمة وأثابهم فتحا قريبا قال خيبر حيث رجعوا من صلح الحديبية * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي وأثابهم
فتحا قريبا فتح خيبر * وأخرج ابن جرير عن مجاهد وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها قال المغانم الكثيرة
التي وعد واما يأخذون حتى اليوم فعجل لكم هذه قال عجلت لهم خيبر * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن
عباس وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه يعنى الفتح * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه يعنى خيبر وكف أيدي الناس عنكم يعنى أهل مكة ان يستحلوا
ما حرم الله أو يستحل بكم وأنتم حرم ولتكون آية للمؤمنين قال سنة لمن بعدكم * وأخرج ابن مردويه والبيهقي
في الدلائل عن مروان والمسور بن مخرمة قالا انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية فنزلت عليه
سورة الفتح فيما بين مكة والمدينة فأعطاه الله فيها خيبر وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه خيبر
فقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة في ذي الحجة فقام بها حتى سار إلى خيبر في المحرم فنزل رسول الله صلى الله عليه
وسلم بالرجيع واد بين غطفان وخيبر فتخوف ان تمدهم غطفان فبات به حتى أصبح فغدا عليهم * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن قتادة فعجل لكم هذه قال خيبر وكيف أيدي الناس عنكم قال عن بيضتهم وعن عيالهم بالمدينة
حين ساروا عن المدينة إلى خيبر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطية فعجل لكم هذه قال فتح خيبر
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وكف أيدي الناس عنكم قال الحليفان أسد وغطفان عليهم عيينة
ابن حصن معه مالك بن عوف النصري أبو النضر وأهل خيبر على بئر معونة فألقى الله في قلوبهم الرعب فانهزموا
ولم يلقوا النبي صلى الله عليه وسلم وفي قوله ولو قاتلكم الذين كفروا هم أسد وغطفان لولوا الادبار حتى لا تجد
لسنة الله تبديلا يقول سنة الله في الذين خلوا من قبل انه لن يقاتل أحد نبيه الا خذله الله فقتله أو رعبه فانهزم ولن
يسمع به عدو الا انهزموا واستسلموا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي
في الدلائل عن ابن عباس وأخرى لم تقدروا عليها قال هذه الفتوح التي تفتح إلى اليوم * وأخرج البيهقي
عن ابن عباس قد أحاط الله بها انها ستكون لكم بمنزلة قوله أحاط الله بها علما انها لكم * وأخرج ابن أبي شيبة
عن أبي الأسود الديلي ان الزبير بن العوام لما قدم البصرة دخل بيت المال فإذا هو بصفراء وبيضاء فقال يقول
الله وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها فقال هذا لنا
* وأخرج ابن عساكر عن علي وابن عباس قالا في قوله تعالى وعدكم الله مغانم كثيرة فتوح من لدن خيبر تأخذونها
تلونها وتغنمون ما فيها فعجل لكم من ذلك خيبر وكف أيدي الناس قريشا عنكم بالصلح يوم الحديبية ولتكون
آية للمؤمنين شاهدا على ما بعدها ودليلا على إنجازها وأخرى لم تقدروا عليها 7 على علم وفيها أقسمها بينكم
فارس والروم قد أحاط الله بها قضى الله بها أنها لكم * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر والبيهقي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وأخرى لم تقدروا عليها قال فارس والروم * وأخرج عبد بن حميد
عن عطية وأخرى لم تقدروا عليها قال فتح فارس * وأخرج عبد بن حميد عن جويبر وأخرى لم تقدروا عليها قال
يزعمون أنها قرى عربية ويزعم آخرون انها فارس والروم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن
قتادة وأخرى لم تقدروا عليها قال بلغنا انها مكة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وأخرى لم تقدروا عليها قال يوم
حنين * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس وأخرى لم تقدروا عليها قال هي خيبر * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن قتادة ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الادبار يعنى أهل مكة والله أعلم * قوله تعالى (وهو الذي
كف أيديهم) الآية * اخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أنس قال لما كان يوم الحديبية هبط على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثمانون رجلا من أهل مكة في السلاح من قبل جبل التنعيم يريدون غرة رسول الله صلى
الله عليه وسلم فدعا عليهم فاخذوا فعفا عنهم فنزلت هذه الآية وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنكم ببطن
مكة من بعد أن أظفركم عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وهو الذي كف أيديهم عنكم
75

وأيديكم عنهم ببطن مكة قال بطن مكة الحديبية ذكر لنا أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له
زنيم اطلع الثنية زمان الحديبية فرماه المشركون فقتلوه فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا فاتوا باثني عشر
فارسا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لكم عهد أو ذمة قالوا لا فأرسلهم فأنزل الله في ذلك وهو الذي كف
أيديهم عنكم الآية * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن
المنذر عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية في بضع
عشرة مائة من أصحابه حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدى وأشعره وأحرم بالعمرة
وبعث بين يديه عينا له من خزاعة يخبره عن قريش وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بغدير الأشطاط
قريبا من عسفان أتاه عينه الخزاعي فقال انى قد تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد جمعوا لك الأحابيش
وجمعوا لك جموعا وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم أشيروا على أترون ان نميل إلى
ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم فان قعدوا قعدوا موتورين محزونين وان لحواتكن عنقا قطعها الله أم
ترون ان نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه فقال أبو بكر ورسوله أعلم يا رسول الله انما جئنا معتمرين ولم نجئ
لقتال أحد ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه فقال النبي صلى الله عليه وسلم فروحوا اذن فراحوا حتى إذا
كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه وسلم ان خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات
اليمين فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هو بقترة الجيش فانطلق يركض نذير القريش وسار النبي صلى الله عليه وسلم
حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته فقال النبي صلى الله عليه وسلم حل حل فألحت فقالوا خلات
القصواء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما خلات القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل ثم قال
والذي نفس محمد بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله الا أعطيتهم إياها ثم زجرها فوثبت فعدل بهم حتى
نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء انما يتربضه الناس تربضا فلم يلبث الناس ان نزحوه فشكى إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم العطش فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم ان يجعلوه فيه قال فوالله ما زال يجيش لهم
بالري حتى صدروا عنه فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة وكانوا عيبة نصح
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل تهامة فقال انى قد تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه
الحديبية معهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا لم نجئ
لقتال أحد ولكن جئنا معتمرين وان قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم فان شاؤوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني
وبين الناس فان أظهر فان شاؤوا ان يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا والا فقد جموا وان هم أبوا فوالذي نفسي بيده
لأقاتلنهم على أمرى هذا حتى تنفرد سالفتي أو لينفذن الله أمره فقال بديل سأبلغهم ما تقول فانطلق حتى اتي
قريشا فقال انا قد جئناكم من عند هذا الرجل وسمعناه يقول قولا فان شئتم نعرضه عليكم فعلنا فقال سفهاؤهم
لا حاجة لنا في أن تحدثنا عنه بشئ وقال ذو الرأي منهم هات ما سمعته يقول قال سمعته يقول كذا وكذا فحدثهم بما
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام عروة ابن مسعود الثقفي فقال أي قوم ألستم بالولد قالوا بلى قال ألست بالوالد
قالوا بلى قال فهل تتهموني قالوا لا قال ألستم تعلمون انى استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا على جئتكم بأهلي وولدي
ومن أطاعني قالوا بلى قال فان هذا قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ودعوني آته قالوا ائته فاتاه فجعل يكلم النبي
صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من قوله لبديل فقال عروة عند ذلك أي محمد أرأيت ان
استأصلت قومك هل سمعت أحدا من العرب اجتاح أهله قبلك وان تكن الأخرى فوالله انى لأرى وجوها
وأرى أوباشا من الناس خليقا ان يفروا ويدعوك فقال له أبو بكر أمصص بظر اللات أنحن نفر عنه وندعه
فقال من ذا قال أبو بكر قال أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك قال وجعل يكلم
النبي صلى الله عليه وسلم فكلما كلمه أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومعه
السيف وعليه المغفر فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب المغيرة يده بنعل السيف
وقال أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع عروة رأسه فقال من هذا قالوا المغيرة بن شعبة قال أي
76

غدر ألست أسعى في غدرتك وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم فقال النبي
صلى الله عليه وسلم أما الاسلام فاقبل وأما المال فلست منه في شئ ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم بعينيه قال فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة الا وقعت في كف واحد منهم فدلك بها وجهه
وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما
يحدون إليه النظر تعظيما له فرجع عروة إلى أصحابه فقال أي قوم والله لقد وفدت على الملوك وفدت على قيصر
وكسرى والنجاشي والله ان رأيت ملكا يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا والله ان يتنخم نخامة الا وقعت
في كف واحد منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا
تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له وانه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها فقال رجل
من بنى كنانة دعوني آته فقالوا ائته فلما أشرف على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له فبعثت له واستقبله القوم يلبون فلما رأى ذلك قال
سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت فلما رجع إلى أصحابه قال رأيت البدن قد قلدت وأشعرت فما
أرى ان يصدوا عن البيت فقام رجل يقال له مكرز بن حفص فقال دعوني آته فقالوا ائته فلما أشرف عليهم
قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا مكرز وهو رجل فاجر فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فبينما هو يكلمه إذ جاء
سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد سهل لكم من أمركم فجاء سهيل فقال هات اكتب بيننا وبينك
كتابا فدعا الكاتب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل أما الرحمن فوالله
ما أدرى ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب فقال المسلمون والله ما نكتبها الا بسم الله الرحمن الرحيم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب باسمك اللهم ثم قال هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقال سهيل والله لو كنا نعلم أنك
رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله
انى لرسول الله وان كذبتموني اكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله قال الزهري وذلك لقوله لا يسألوني خطة
يعظمون فيها حرمات الله الا أعطيتهم إياها فقال النبي صلى الله عليه وسلم على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به
قال سهيل والله لا تتحدث العرب انا أخذنا ضفطة ولكن لك من العام المقبل فكتب فقال سهيل وعلى انه لا يأتيك
منا رجل وان كان على دينك الا رددته إلينا فقال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما
فبينما هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه
بين أظهر المسلمين فقال سهيل هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه ان ترد إلى فقال النبي صلى الله عليه وسلم انا لم نقض
الكتاب بعد قال فوالله لا أصالحك على شئ أبدا قال النبي صلى الله عليه وسلم فاجزه لي قال ما أنا بمجيزه قال بلى فافعل
قال ما أنا بفاعل فقال أبو جندل أي معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون ما لقيت في الله
وكان قد عذب عذابا شديدا في الله فقال عمر بن الخطاب والله ما شككت منذ أسلمت الا يومئذ فاتيت النبي صلى الله
عليه وسلم فقلت ألست نبي الله قال بلى فقلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطى الدنية في
ديننا اذن قال انى رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري قلت أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به قال
بلى أفأخبرتك انك تأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به فاتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبي الله
حقا قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطى الدنية في ديننا اذن قال أيها الرجل انه
رسول الله وليس يعصى ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه تفز حتى تموت فوالله انه لعلى الحق قلت أو ليس كان
يحدثنا انا سنأتي البيت ونطوف به قال بلى أفأخبرك انك تأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به قال عمر
فعملت لذلك أعمالا فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه قوموا فانحروا ثم
احلقوا فوالله ما قام رجل منهم حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل على أم سلمة فذكر لها
ما لقى من الناس فقالت أم سلمة يا نبي الله أتحب ذلك قال نعم قالت فاخرج ثم لا تكلم أحدا منهم حتى تنحر بدنك
وتدعو حالقك فيحلقك فقام النبي صلى الله عليه وسلم فخرج فلم يكلم أحدا منهم كلمة حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا
77

بحالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ثم جاءه نسوة
مؤمنات فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات حتى بلغ بعصم الكوافر فطلق عمر رضي الله عنه
يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية ثم رجع
النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا العهد
الذي جعلته لنا فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم
فقال أبو بصير لأحد الرجلين والله انى لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا فاستله الآخر وقال أجل والله انه لجيد لقد
جربت به وجربت فقال له أبو بصير أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل
المسجد بعدو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم
قال قد قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا نبي الله قد أوفى لله بذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله
منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد فلما سمع ذلك عرف انه سيرده إليهم فخرج
حتى أتى سيف البحر قال وينفلت منهم أبو جندل فلحق بابى بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم الا لحق
بابى بصير حتى اجتمعت منهم عصابة قال فوالله ما يسمعون بعير لقريش خرجت إلى الشام الا اعترضوا لها فقتلوهم
وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرجم لما أرسل إليهم فمن أتاه منهم فهو
آمن فأرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم حتى بلغ حمية الجاهلية
وكانت حميتهم انهم لم يقروا انه نبي ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم وحالوا بينه وبين البيت * وأخرج عبد الرزاق
عن ابن عباس قال كاتب الكتاب يوم الحديبية علي بن أبي طالب * وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم
والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن سلمة بن الأكوع قال قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم ونحن أربع عشرة مائة ثم إن المشركين من أهل مكة راسلونا في الصلح فلما اصطلحنا واختلط بعضنا ببعض
أتيت شجرة فاضطجعت في ظلها فأتاني أربعة من مشركي أهل مكة فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأمعضتهم وتحولت إلى شجرة أخرى فعلقوا سلاحهم واضطجعوا فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي
يا للمهاجرين قتل ابن زنيم فاخترطت سيفي فاشتددت على أولئك الأربعة وهم رقود فأخذت سلاحهم وجعلته في
يدي ثم قلت والذي أكرم وجه محمد لا يرفع أحد منكم رأسه الا ضربت الذي فيه عيناه ثم جئت بهم أسوقهم إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء عمى عامر برجل من العبلات يقال له مكرز من المشركين يقوده حتى وقفنا بهم
على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعين من المشركين فنظر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال دعوهم
يكون لهم بدء الفجور ومنتهاه فعفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله وهو الذي كف أيديهم عنكم
وأيديكم عنهن ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم * وأخرج أحمد والنسائي والحاكم وصححه وابن جرير وأبو
نعيم في الدلائل وابن مردويه عن عبد الله بن مغفل قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصل الشجرة التي
قال الله في القرآن وكان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب
وسهيل بن عمرو بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فاخذ سهيل بيده
قال ما نعرف الرحمن ولا الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف قال اكتب باسمك اللهم وكتب هذا ما صالح عليه محمد
رسول الله أهل مكة فامسك سهيل بيده وقال لقد ظلمناك ان كنت رسوله اكتب في قضيتنا ما نعرف فقال اكتب
هذا ما صالح محمد بن عبد الله فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا
عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ الله بأسماعهم ولفظ الحاكم بأبصارهم فقمنا إليهم فأخذناهم فقال لهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم هل جئتم في عهد أحد أو هل جعل لكم أحد أمانا فقالوا لا فخلى سبيلهم فأنزل الله وهو
الذي كف أيديهم عنكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن أبزي قال لما خرج النبي صلى الله
عليه وسلم بالهدى وانتهى إلى ذي الحليفة قال له عمر يا نبي الله تدخل على قوم لك حرب بغير سلاح ولا كراع فبعث
إلى المدينة فلم يدع فيها سلاحا ولا كراعا الا حمله فلما دنا من مكة منعوه أن يدخل فسار حتى أتى منى فنزل بمنى فاتاه
78

عيينة بن عكرمة بن أبي جهل قد خرج عليه في خمسمائة فقال لخالد بن الوليد يا خالد هذا ابن عمك قد أتاك في الخيل
فقال خالد أنا سيف الله وسيف رسوله فيومئذ سمى سيف الله يا رسول الله ارم بي أين شئت فبعثه على خيل فلقيه
عكرمة في الشعب فهزمه حتى أدخله حيطان مكة ثم عاد في الثانية حتى أدخله حيطان مكة ثم عاد في الثالثة فهزمه
حتى أدخله حيطان مكة فأنزل الله وهو الذي كف أيديهم عنكم الآية قال فكف الله النبي عنهم من بعد أن
أظفره عليهم لبقايا من المسلمين كانوا بقوا فيها كراهية ان تطأهم الخيل * قوله تعالى (والهدى معكوفا) الآية
* أخرج ابن المنذر عن الضحاك وسعيد بن جبير والهدى معكوفا قال محبوسا * وأخرج أحمد والبيهقي في الدلائل
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نحروا يوم الحديبية سبعين بدنة فلما صدت عن البيت حنت كما تحن إلى أولادها
* وأخرج الطبراني عن مالك بن ربيعة السلولي رضي الله عنه انه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
الشجرة ويوم رد الهدى معكوفا قبل أن يبلغ محله وأن رجلا من المشركين قال يا محمد ما يحملك على أن تدخل
هؤلاء علينا ونحن كارهون فقال هؤلاء خير منك ومن أجدادك يؤمنون بالله واليوم الآخر والذي نفسي بيده
لقد رضي الله عنهم * قوله تعالى (ولولا رجال مؤمنون) الآية * أخرج الحسن بن سفيان وأبو يعلى وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن قانع والباوردي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم بسند جيد عن أبي جمعة حنيبذ بن
سبيع قال قاتلت النبي صلى الله عليه وسلم أول النهار كافرا وقاتلت معه آخر النهار مسلما فينا نزلت ولولا رجال
مؤمنون ونساء مؤمنات وكنا تسعة نفر سبعة رجال وامرأتين * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم قال حين ردوا النبي صلى الله عليه وسلم ان
تطؤوهم بقتلهم إياهم لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما يقول لو تزيل الكفار من المؤمنين لعذبهم
الله عذابا أليما بقتلهم إياهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ولولا رجال مؤمنون قال دفع الله عن
المشركين يوم الحديبية بأناس من المؤمنين كانوا بين أظهرهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
قتادة رضي الله عنه في الآية قال هم أناس كانوا بمكة تكلموا بالاسلام كره الله أن يؤذوا وأن يوطؤا حين رد محمد صلى
الله عليه وسلم وأصحابه يوم الحديبية فتصيب المسلمين منهم معرة يقول ذنب بغير علم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد
فتصيبكم منهم معرة بغير علم قال اثم لو تزيلوا قال لو تفرقوا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما قال هو القتل والسبي * وأخرج ابن
جرير عن قتادة الله عنه لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا عذابا أليما قال إن الله عز وجل يدفع بالمؤمنين
عن الكفار * قوله تعالى (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية) * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم
والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن سهل بن حنيف انه قال يوم صفين اتهموا
أنفسكم فلقد رأيتنا يوم الحديبية نرجئ الصلح الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين ولو ترى قتالا
لقاتلنا فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ألسنا على الحق وهم على الباطل قال بلى قال
أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال ففيم نعطى الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم
فقال يا ابن الخطاب انى رسول الله ولن يضيعني الله أبدا فرجع متغيظا فلم يصبر حتى جاء أبا بكر فقال يا أبا بكر ألسنا
على الحق وهم على الباطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال فلم نعطى الدنية في ديننا قال
يا ابن الخطاب انه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا فنزلت سورة الفتح فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر
رضي الله عنه فاقرأه إياها قال يا رسول الله أو فتح هو قال نعم * وأخرج النسائي والحاكم وصححه من طريق أبى
إدريس عن أبي بن كعب رضي الله عنه انه كان يقرأ إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ولو
حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام فأنزل الله سكينته على رسوله فبلغ ذلك عمر فاشتد عليه فبعث إليه فدخل عليه
فدعا ناسا من أصحابه فيهم زيد بن ثابت فقال من يقرأ منكم سورة الفتح فقرأ زيد على قراءتنا اليوم فغلظ له عمر
فقال أبى أأتكلم قال تكلم فقال لقد علمت أنى كنت أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ويقرئني وأنت بالباب
فان أحببت ان أقرئ الناس على ما أقرأني أقرأت والا لم أقرئ حرفا ما حييت قال بل أقرئ الناس * وأخرج ابن
79

المنذر عن ابن جريج في قوله حمية الجاهلية قال حميت قريش أن يدخل عليهم محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا
لا يدخلها علينا أبدا فوضع الله الحمية عن محمد وأصحابه * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأجلح قال كان حمزة بن عبد
المطلب رجلا حسن الشعر حسن الهيئة صاحب صيد وان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على أبى جهل فولع به
وأذاه فرجع حمزة من الصيد وامرأتان تمشيان خلفه فقالت إحداهما لو علم ذا ما صنع بابن أخيه اقصر عن
مشيته فالتفت إليهما فقال وما ذاك قالت أبو جهل فعل بمحمد كذا وكذا فدخلته الحمية فجاء حتى دخل المسجد
وفيه أبو جهل فعلا رأسه بقوسه ثم قال ديني دين محمد ان كنتم صادقين فامنعوني فقامت إليه قريش فقالوا يا أبا يعلى
فأنزل الله إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية إلى قوله وألزمهم كلمة التقوى قال حمزة بن عبد المطلب * قوله تعالى
(وألزمهم كلمة التقوى) * أخرج الترمذي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن جرير والدارقطني في الافراد
وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم وألزمهم كلمة التقوى
قال لا له الا الله * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وألزمهم
كلمة التقوى قال لا إله إلا الله * وأخرج ابن مردويه عن سلمة بن الأكوع عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله
وألزمهم كلمة التقوى قال لا إله إلا الله * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وألزمهم كلمة التقوى
قال لا إله إلا الله * وأخرج ابن جرير وأبو الحسين بن مروان في فوائده عن علي رضي الله عنه وألزمهم كلمة التقوى
قال لا إله إلا الله والله أكبر * وأخرج أحمد عن حمران مولى عثمان عن عثمان رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى
الله عليه وسلم يقول انى لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه الا حرمه الله على النار فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أنا أحدثكم ما هي كلمة الاخلاص التي ألزمها الله محمدا وأصحابه وهي كلمة التقوى التي حض عليها نبي الله عمه
أبا طالب عند الموت شهادة ان لا إله إلا الله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي
في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما وألزمهم كلمة التقوى قال شهادة ان لا إله إلا الله وهي رأس
كل تقوى * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي عن علي الأزدي
قال كنت مع ابن عمر رضي الله عنه بين مكة ومنى فسمع الناس يقولون لا إله إلا الله والله أكبر فقال هي هي فقلت
ما هي هي قال وألزمهم كلمة التقوى * وأخرج ابن أبي حاتم والدارقطني في الافراد عن المسور بن مخرمة ومروان بن
الحكم وألزمهم كلمة التقوى قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له * وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن مجاهد
وعطاه في قوله وألزمهم كلمة التقوى قال أحدهما الاخلاص وقال الآخر كلمة التقوى لا إله إلا الله وحده لا شريك
له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير * وأخرج ابن جرير عن مجاهد وألزمهم كلمة التقوى قال كلمة الاخلاص
* وأخرج ابن جرير عن عمرو بن ميمون وألزمهم كلمة التقوى قال لا إله إلا الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن عكرمة رضي الله عنه وألزمهم كلمة التقوى قال لا إله إلا الله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد والحسن وقتادة
وإبراهيم التيمي وسعيد بن جبير مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطاء الخراساني رضي الله عنه وألزمهم
كلمة التقوى قال لا إله إلا الله محمد رسول الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن الزهري رضي الله عنه وألزمهم كلمة التقوى قال بسم الله الرحمن الرحيم * وأخرج ابن جرير عن قتادة وكانوا
أحق بها وأهلها وكان المسلمون أحق بها وكانوا أهلها والله أعلم * قوله تعالى (لقد صدق الله رسوله الرؤيا
بالحق) * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن مجاهد قال أرى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو بالحديبية انه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين محلقين رؤسهم ومقصرين فلما نحر الهدى
بالحديبية قال له أصحابه أين رؤياك يا رسول الله فأنزل الله لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق إلى قوله فجعل من دون
ذلك فتحا قريبا فرجعوا ففتحوا خيبر ثم اعتمر بعد ذلك فكان تصديق رؤياه في السنة المقبلة * وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق قال كان تأويل رؤياه في عمرة القضاء
* وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق قال هو
80

دخول محمد صلى الله عليه وسلم البيت والمؤمنين محلقين رؤسهم ومقصرين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن قتادة رضي الله عنه في قوله لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يطوف
بالبيت وأصحابه فصدق الله رؤياه بالحق * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله لقد صدق الله رسوله
الرؤيا بالحق قال أرى في المنام انهم يدخلون المسجد الحرام وانهم آمنون محلقين رؤسهم ومقصرين * وأخرج
ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق إلى آخر الآية قال قال النبي صلى الله
عليه وسلم لهم انى قد رأيت انكم ستدخلون المسجد الحرام محلقين رؤسكم ومقصرين فلما نزلت بالحديبية ولم
يدخل ذلك العام طعن المنافقون في ذلك فقال الله لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق إلى قوله ولا تخافون أي لم أره
انه يدخله هذا العام وليكونن ذلك فعلم ما لم تعلموا قال رده لكان من بين أظهرهم من المؤمنين والمؤمنات وأخره
ليدخل الله في رحمته من يشاء ممن يريد الله ان يهديه فجعل من دون ذلك فتحا قريبا قال خيبر حين رجعوا من
الحديبية فتحها الله عليهم فقسمها على أهل الحديبية كلهم الا رجلا واحدا من الأنصار يقال له أبو دجانة سماك بن
خرشة كان قد شهد الحديبية وغاب عن خيبر * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم
معتمرا في ذي القعدة معه المهاجرون والأنصار حتى أتى الحديبية فخرجت إليه قريش فردوه عن البيت حتى كان
بينهم كلام وتنازع حتى كاد يكون بينهم قتال فبايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عدتهم ألف وخمسمائة تحت
الشجرة وذلك يو؟ بيعة الرضوان فقاضاهم النبي صلى الله عليه وسلم فقالت قريش نقاضيك على أن تنحر الهدى
مكانه وتحلق وترجع حتى إذا كان العام المقبل نخلي لك مكة ثلاثة أيام ففعل فخرجوا إلى عكاظ فأقاموا فيها ثلاثة
أيام واشترطوا عليه أن لا يدخلها بسلاح الا بالسيف ولا يخرج بأحد من أهل مكة ان خرج معه فنحر الهدى مكانه
وحلق ورجع حتى إذا كان في قابل من تلك الأيام دخل مكة وجاء بالبدن معه وجاء الناس معه فدخل المسجد
الحرام فأنزل الله عليه لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم
ومقصرين وأنزل عليه الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص الآية * قوله تعالى (محلقين رؤسكم
ومقصرين) * أخرج مالك والطيالسي وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن ابن
عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحم الله المحلقين قالوا والمقصرين يا رسول الله قال رحم الله المحلقين قالوا
والمقصرين يا رسول الله قال والمقصرين * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن ماجة عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للمحلقين قالوا يا رسول الله والمقصرين قال اللهم اغفر للمحلقين ثلاثا
قالوا يا رسول الله والمقصرين قال والمقصرين * وأخرج الطيالسي وأحمد وأبو يعلى عن أبي سعيد ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأصحابه حلقوا رؤسهم يوم الحديبية الا عثمان بن عفان وأبا قتادة فاستغفر رسول الله
صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة * وأخرج ابن أبي شيبة عن حبشي بن جنادة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للمحلقين قالوا يا رسول الله والمقصرين قال اللهم اغفر للمحلقين قالوا
يا رسول الله والمقصرين قال اللهم اغفر للمقصرين * وأخرج ابن أبي شيبة عن يزيد بن أبي مريم ان النبي صلى
الله عليه وسلم قال اللهم اغفر للمحلقين ثلاثا قالوا يا رسول الله والمقصرين قال والمقصرين وكنت يومئذ محلوق
الرأس فما يسرني بحلق رأسي حمر النعم * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم عن يحيى بن أبي الحصين عن جدته انها
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة في حجة الوداع * وأخرج أحمد عن مالك
ابن ربيعة انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اغفر للمحلقين ثلاثا قال رجل والمقصرين فقال في
الثالثة أو الرابعة وللمقصرين * واخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عباس انه قيل له لم ظاهر رسول الله صلى الله
عليه وسلم للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة فقال إنهم لم يشكوا * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للمحلقين قالها ثلاثا فقالوا يا رسول الله ما بال المحلقين ظاهرت لهم
الترحم قال إنهم لم يشكوا * وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال كانوا يستحبون للرجل أول ما يحج أن يحلق
وأول ما يعتمر أن يحلق * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر انه كان يقول للحلاق إذا حلق في الحج والعمرة أبلغ
81

للعظمين * وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء قال السنة ان يبلغ بالحلق إلى العظمين * وأخرج ابن أبي شيبة عن
أنس انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال للحلاق هكذا وأشار بيده إلى الجانب الأيمن * وأخرج أبو داود
والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على النساء حلق انما على النساء التقصير
* قوله تعالى (محمد رسول الله والذين معه) الآية * أخرج الخطيب في رواة مالك بسند ضعيف عن أبي هريرة ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال والذين معه مثلهم في التوارة إلى قوله كزرع أخرج شطأه قال مالك نزل في الإنجيل
نعت النبي وأصحابه * وأخرج ابن سعد في الطبقات وابن أبي شيبة عن عائشة قالت لما مات سعد بن معاذ حضر
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فوالذي نفس محمد بيده انى لأعرف بكاء أبى بكر من بكاء عمر وانا في
حجرتي وكانوا كما قال الله رحماء بينهم قيل فكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع فقالت كانت عينه
لا تدمع على أحد ولكنه كان إذا وجد فإنما هو آخذ بلحيته * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي
عن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرحم الله من لا يرحم الناس * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود
عن عبد الله بن عمرو يرويه قال من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي
هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تنزع الرحمة الا من شقي * وأخرج ابن أبي شيبة عن أسامة
ان زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما يرحم الله من عباده الرحماء * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في
قوله سيماهم في وجوههم قال أما انه ليس بالذين ترون ولكنه سيما الاسلام وسحنته وسمته وخشوعه * وأخرج محمد
ابن نصر في كتاب الصلاة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله سيماهم
في وجوههم قال السمت الحسن * وأخرج الطبراني في الأوسط والصغير وابن مردويه بسند حسن عن أبي بن
كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله سيماهم في وجوههم من أثر السجود قال النور يوم
القيامة * وأخرج البخاري في تاريخه وابن نصر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سيماهم في وجوههم من
أثر السجود قال بياض يغشى وجوههم يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن نصر وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه
مثله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن نصر وابن جرير عن عطية العوفي رضي الله عنه قال
موضع السجود أشد وجوههم بياضا يوم القيامة * وأخرج الطبراني عن سمرة بن جندب رضي الله عنه ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال إن الأنبياء عليهم السلام يتباهون أيهم أكثر أصحابا من أمته فأرجو ان أكون
يومئذ أكثرهم كلهم واردة وان كل رجل منهم يومئذ قائم على حوض ملآن معه عصا يدعو من عرف
من أمته ولكل أمة سيما يعرفهم بها نبيهم * وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن حميد بن عبد الرحمن قال
كنت عند السائب بن يزيد إذ جاء رجل في وجهه أثر السجود فقال لقد أفسد هذا وجهه أما والله ما هي
السيما التي سمى الله ولقد صليت على وجهي منذ ثمانين سنة ما أثر السجود بين عيني * وأخرج سعيد
ابن منصور وعبد بن حميد وابن نصر وابن جرير عن مجاهد سيماهم في وجوههم قال ليس الأثر في الوجه
ولكن الخشوع * وأخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن جرير وابن نصر عن مجاهد سيماهم في وجوههم
قال الخشوع والتواضع * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن نصر عن
سعيد بن جبير في الآية قال ندى الطهور وثرى الأرض * وأخرج ابن نصر وابن المنذر عن الضحاك في
الآية قال هو السهر إذا سهر الرجل من الليل أصبح مصفرا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن نصر عن عكرمة
رضي الله عنه سيماهم في وجوههم قال السهر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه وسلم في قوله سيماهم في وجوههم قال إن جبريل قال إذا نظرت إلى الرجل من أمتك عرفت انه
من أهل الصلاة بأثر الوضوء وإذا أصبحت عرفت انه قد صلى من الليل وهو يا محمد العفاف في الدين والحياء وحسن
السمت * وأخرج ابن إسحاق وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كتب رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى يهود خيبر بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صاحب موسى وأخيه المصدق لما جاء به
موسى ألا ان الله قد قال لكم يا معشر أهل التوراة وانكم تجدون ذلك في كتابكم محمد رسول الله والذين معه أشداء
82

على الكفار رحماء بينهم إلى آخر السورة * وأخرج ابن جرير وابن مردويه وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما
ذلك مثلهم في التوراة يعنى نعتهم مكتوب في التوراة والإنجيل قبل ان يخلق السماوات والأرض * وأخرج
أبو عبيد وأبو نعيم في الحلية وابن المنذر عن عمار مولى بنى هاشم قال سألت أبا هريرة رضي الله عنه عن القدر
قال اكتف منه بآخر سورة الفتح محمد رسول الله والذين معه إلى آخر السورة يعنى ان الله نعتهم قبل ان يخلقهم
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله رحماء بينهم قال جعل الله في قلوبهم الرحمة
بعضهم لبعض سيماهم في وجوههم من أثر السجود قال علامتهم الصلاة ذلك مثلهم في التوارة قال هذا المثل في
التوراة ومثلهم في الإنجيل قال هذا مثل آخر كزرع أخرج شطاه قال هذا نعت أصحاب محمد في الإنجيل قيل له
انه سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع يخرج منهم قوم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر * وأخرج ابن جرير
وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سيماهم في وجوههم من أثر السجود قال صلاتهم تبدو في
وجوههم يوم القيامة ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطاه قال سنبله حين يبلغ نباته
عن حباته فآزره يقول نباته مع التفافه حين يسنبل فهذا مثل ضربه الله لأهل الكتاب إذا خرج قوم ينبتون
كما ينبت الزرع فيهم رجال يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ثم يغلظ فيهم الذين كانوا معهم وهو
مثل ضربه الله لمحمد يقول يبعث الله النبي وحده ثم يجتمع إليه ناس قليل يؤمنون به ثم يكون القليل كثيرا
وسيغلظون ويغيظ الله بهم الكفار يعجب الزراع من كثرته وحسن نباته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن الضحاك رضي الله عنه كزرع أخرج شطاه قال يقول حب بر متفرقا فأنبتت كل حبة واحدة ثم أنبتت من
حولها مثلها حتى استغلظ واستوى على سوقه يقول كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قليلا ثم كثروا واستغلظوا
* وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله كزرع قال أصل الزرع
عبد المطلب أخرج شطاه محمدا صلى الله عليه وسلم فآزره بابى بكر فاستغلظ بعمر فاستوى بعثمان على سوقه بعلي
ليغيظ بهم الكفار * وأخرج ابن مردويه والقرظي وأحمد بن محمد الزهري في فضائل الخلفاء الأربعة والشيرازي
في الألقاب عن ابن عباس رضي الله عنهما محمد رسول الله والذين معه أبو بكر أشداء على الكفار عمر رحماء بينهم
عثمان تراهم ركعا سجدا على يبتغون فضلا من الله ورضوانا طلحة والزبير سيماهم في وجوههم من أثر السجود
عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطاه فآزره
بابى بكر فاستغلظ بعمر فاستوى على سوقه بعثمان يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار بعلي وعد الله الذي آمنوا
وعملوا الصالحات جميع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه كزرع
أخرج شطاه قال نباته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أنس رضي الله عنه
كزرع أخرج شطاه قال نباته فروخه * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه كزرع أخرج شطاه قال
حين تخرج منه الطاقة فآزره قواه فاستغلظ فاستوى على سوقه قال على مثل المسلمين * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله كزرع أخرج شطاه قال ما يخرج بجنب كتابه الجعلة فيتم وينمو
فآزره قال فشده وأعانه على سوقه قال على أصوله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي في
سننه عن خيثمة قال قرأ رجل على عبد الله سورة الفتح فلما بلغ كزرع أخرج شطاه فآزره فاستغلظ فاستوى على
سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار قال ليغيظ الله بالنبي صلى الله عليه وسلم وبأصحابه الكفار ثم قال أنتم
الزرع وقد دنا حصاده * وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة في قوله ليغيظ بهم الكفار قالت أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم
* (سورة الحجرات) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة الحجرات
بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا) * الآية * أخرج
البخاري وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال قد؟ ركب من بنى تميم على النبي صلى الله عليه وسلم
83

فقال أبو بكر أمر القعقاع بن معبد وقال عمر بل أمر الأقرع بن حابس فقال أبو بكر ما أردت الا خلافي فقال عمر
ما أردت خلافك فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فأنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله
ورسوله حتى انقضت الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في
الحلية عن ابن عباس في قوله لا تقدموا بين يدي الله ورسوله قال لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال ذكر لنا ان ناسا كانوا يقولون لو أنزل
في كذا وكذا الوضع كذا وكذا فكره الله ذلك وقدم فيه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله لا تقدموا بين يدي الله ورسوله قال نهوا ان يتكلموا بين يدي كلامه * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه ان ناسا ذبحوا قبل رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم النحر فأمرهم ان يعيدوا ذبحا فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله * وأخرج
ابن أبي الدنيا في الأضاحي عن الحسن رضي الله عنه قال ذبح رجل قبل الصلاة فنزلت * وأخرج ابن مردويه
عن جابر بن عبد الله في قوله لا تقدموا بين يدي الله ورسوله قال لا تصوموا قبل ان يصوم نبيكم * وأخرج ابن
النجار في تاريخه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان أناس يتقدمون بين يدي رمضان بصيام يعنى يوما أو يومين
فأنزل الله تعالى يا أيها الدين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه
عن عائشة رضي الله عنها ان ناسا كانوا يتقدمون الشهر فيصومون قبل النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله يا أيها
الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله * وأخرج سعيد بن منصور عن الضحاك انه قرأ لا تقدموا * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد في قوله لا تقدموا بين
يدي الله ورسوله قال لا تفتاتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ حتى يقضى الله على لسانه قال الحفاظ
هذا التفسير على قراءة تقدموا بفتح التاء والدال * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم) الآيتين
* أخرج البخاري وابن المنذر والطبراني عن ابن أبي مليكة قال كاد الخيران ان يهلكا أبو بكر وعمر رفعا أصواتهما
عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بنى تميم فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس وأشار الآخر برجل
آخر فقال أبو بكر لعمر ما أردت الا خلافي قال ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما في ذلك فأنزل الله تعالى يا أيها
الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي الآية قال ابن الزبير فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه وأخرجه الترمذي من طريق ابن أبي مليكة قال حدثني عبد الله بن الزبير به
* وأخرج ابن جرير والطبراني من طريق ابن أبي مليكة عن عبد الله بن الزبير ان الأقرع بن حابس قدم على النبي
صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر يا رسول الله استعمله على قومه فقال عمر لا تستعمله يا رسول الله فتكلما عند النبي
صلى الله عليه وسلم حتى ارتفعت أصواتهما فقال أبو بكر لعمر ما أردت الا خلافي قال ما أردت خلافك فنزلت هذه
الآية يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي فكان عمر بعد ذلك إذا تكلم عند النبي صلى الله عليه
وسلم لم يسمع كلامه حتى يستفهمه * وأخرج البزار وابن عدي والحاكم وابن مردويه عن أبي بكر الصديق قال
لما نزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي قلت يا رسول الله والله لا أكملك الا كأخي
السرار * وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان من طريق أبى سلمة عن أبي هريرة قال
لما نزلت ان الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله قال أبو بكر والذي أنزل عليك الكتاب يا رسول الله لا أكلمك
الا كأخي السرار حتى ألقى الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال كانوا يجهرون له بالكلام ويرفعون
أصواتهم فأنزل الله لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي
في شعب الايمان عن مجاهد في قوله ولا تجهروا له بالقول الآية قال لا تنادوه نداء ولكن قولوا قولا لينا يا رسول
الله * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو يعلى والبغوي في معجم الصحابة وابن المنذر والطبراني وابن مردويه
والبيهقي في الدلائل عن أنس قال لما نزلت يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي إلى قوله
وأنتم لا تشعرون وكان ثابت بن قيس بن شماس رفيع الصوت فقال أنا الذي كنت أرفع صوتي على رسول الله
84

صلى الله عليه وسلم سبط عملي أنا من أهل النار وجلس في بيته حزينا ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم
فانطلق بعض القوم إليه فقالوا له فقدك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك قال أنا الذي أرفع صوتي فوق صوت
النبي صلى الله عليه وسلم وأجهر له بالقول حبط عملي أنا من أهل النار فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه بذلك
فقال لا بل هو من أهل الجنة فلما كان يوم اليمامة قتل * وأخرج ابن جرير والطبراني والحاكم وصححه وابن
مردويه عن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس قال لما نزلت هذه الآية لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا
تجهروا له بالقول قعد ثابت رضي الله عنه في الطريق يبكى فمر به عاصم بن عدي بن العجلان فقال ما يبكيك
يا ثابت قال هذه الآية أتخوف أن تكون نزلت في وأنا صيت رفيع الصوت فمضى عاصم بن عدي إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأخبره خبره فقال اذهب فادعه لي فجاء فقال ما يبكيك يا ثابت فقال أنا صيت وأتخوف أن تكون
هذه الآية نزلت في فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة
قال رضيت ولا أرفع صوتي أبدا على صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنزل الله تعالى ان الذين يغضون
أصواتهم عند رسول الله الآية * وأخرج ابن حبان والطبراني وأبو نعيم في المعرفة عن إسماعيل بن محمد بن ثابت
ابن قيس بن شماس الأنصاري ان ثابت بن قيس قال يا رسول الله لقد خشيت أن أكون قد هلكت قال لم قال
يمنع الله المرء أن يحمد بما لم يفعل وأجدني أحب الحمد وينهى عن الخيلاء وأجدني أحب الجمال وينهى أن
نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا جهير الصوت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ثابت أما ترضى أن تعيش حميدا
وتقتل شهيدا وتدخل الجنة قال الحافظ بن حجر في الأطراف هكذا أخرجه ابن حبان بهذا السياق وليس فيه ما يدل
على أن إسماعيل سمعه من ثابت فهو منقطع ورواه مالك رضي الله عنه في الموطأ عن ابن شهاب عن إسماعيل عن ثابت
انه قال فذكره ولم يذكره من رواة الموطأ أحد الا سعيد بن عفير وحده وقال قال مالك قتل ثابت بن قيس يوم اليمامة
قال ابن حجر رضي الله عنه فلم يدركه إسماعيل فهو منقطع قطعا انتهى * وأخرج ابن جرير عن شمر بن عطية رضي الله عنه
قال جاء ثابت بن قيس بن شماس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محزون فقال يا ثابت ما الذي أرى بك قال آية
قرأتها الليلة فأخشى أن يكون قد حبط عملي يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي وكان في أذنه
صمم فقال أخشى أن أكون قد رفعت صوتي وجهرت لك بالقول وأن أكون قد حبط عملي وأنا لا أشعر فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم امش على الأرض نشيطا فإنك من أهل الجنة * وأخرج البغوي وابن قانع في معجم الصحابة
عن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس عن ثابت بن قيس بن شماس قال لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم يا أيها
الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي قعدت في بيتي فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال تعيش حميدا
وتقتل شهيدا فقتل يوم اليمامة * وأخرج البغوي وابن المنذر والطبراني والحاكم وابن مردويه والخطيب في المتفق
والمفترق عن عطاء الخراساني قال قدمت المدينة فلقيت رجلا من الأنصار قلت حدثني حديث ثابت بن قيس بن
شماس قال قم معي فانطلقت معه حتى دخلت على امرأة فقال الرجل هذه ابنة ثابت بن قيس بن شماس فاسألها
عما بدا لك فقلت حدثيني قالت سمعت أبي يقول لما أنزل الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الذين آمنوا
لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي الآية دخل بيته وأغلق عليه بابه وطفق يبكى ففقده رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال ما شان ثابت فقالوا يا رسول الله ما ندري ما شانه غير أنه قد أغلق باب بيته فهو يبكى فيه فأرسل رسول
الله صلى الله عليه وسلم فسأله ما شأنك قال يا رسول الله أنزل الله عليك هذه الآية وأنا شديد الصوت فأخاف أن
أكون قد حبط عملي فقال لست منهم بل تعيش بخير وتموت بخير قالت ثم أنزل الله على نبيه ان الله لا يحب كل مختال
فخور فأغلق عليه بابه وطفق يبكى فيه فافتقده رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ثابت ما شانه قالوا يا رسول الله والله
ما ندري ما شانه غير أن قد أغلق عليه بابه وطفق يبكى فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شأنك قال
يا رسول الله أنزل الله عليك ان الله لا يحب كل مختال فخور والله انى لأحب الجمال وأحب أن أسود قومي قال لست
منهم بل تعيش حميدا وتقتل شهيدا ويدخلك الله الجنة بسلام قالت فلما كان يوم اليمامة خرج مع خالد بن الوليد
إلى مسيلمة الكذاب فلما لقى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انكشفوا فقال ثابت لسالم مولى أبى حذيفة
85

ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حفر كل منهما لنفسه حفرة وحمل عليهم القوم فثبتا حتى
قتلا وكانت على ثابت يومئذ درع له نفيسة فمر به رجل من المسلمين فاخذها فبينا رجل من المسلمين نائم إذا أتاه ثابت بن
قيس في منامه فقال له أنى أوصيك بوصية إياك أن تقول هذا حلم فتضيعه انى لما قتلت أمس مر بي رجل من المسلمين
فاخذ درعي ومنزله في أقصى العسكر وعند خبائه فرس يستن في طوله وقد كفا على الدرع برمة وجعل فوق البرمة
رحلا فائت خالد بن الوليد فمره أن يبعث إلى درعي فيأخذها وإذا قدمت على خليفة رسول الله فأخبره ان على من
الدين كذا وكذا ولى من الدين كذا وكذا وفلان من رقيقي عتيق وفلان فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه فأتى الرجل
خالد بن الوليد فأخبره فبعث إلى الدرع فنظر إلى خباء في أقصى العسكر فإذا عنده فرس يستن في طوله فنظر في الخباء
فإذا ليس فيه أحد فدخلوا فدفعوا الرجل فإذا تحته برمة ثم رفعوا البرمة فإذا الدرع تحتها فاتوا به خالد بن الوليد فلما
قدموا المدينة حدث الرجل أبا بكر برؤياه فأجاز وصيته بعد موته ولا يعلم أحد من المسلمين جوزت وصيته بعد موته
غير ثابت بن قيس بن شماس * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله لا ترفعوا أصواتكم
فوق صوت النبي الآية قال نزلت في قيس بن شماس * وأخرج الترمذي وابن حبان وابن مردويه عن صفوان
ابن عسال رضي الله عنه ان رجلا من أهل البادية أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يناديه بصوت له جهوري
يا محمد يا محمد فقلنا ويحك اخفض من صوتك فإنك قد نهيت عن هذا قال لا والله حتى أسمعه فقال النبي صلى الله
عليه وسلم هاؤم قال أرأيت رجلا يجب قوما ولم يلحق بهم قال المرء مع من أحب * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال لما أنزل الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ثابت
ابن قيس بن شماس * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله امتحن قال أخلص * واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال
أخلص الله قلوبهم فيما أحب * وأخرج أحمد في الزهد عن مجاهد قال كتب إلى عمر رضي الله عنه يا أمير المؤمنين
رجل لا يشتهى المعصية ولا يعمل بها أفضل أم رجل يشتهى المعصية ولا يعمل بها فكتب عمر رضي الله عنه ان
الذين يشتهون المعصية ولا يعملون بها أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم * وأخرج
الحكيم الترمذي عن مكحول قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفس ابن آدم شابة ولو التقت ترقوتاه من الكبر
الا من امتحن الله قلبه للتقوى وقليل ما هم * وأخرج ابن المبارك في الزهد عن أبي الدرداء قال لا تزال نفس أحدكم
شابة من حب الشئ ولو التقت ترقوتاه من الكبر الا الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى وقليل ما هم * قوله تعالى
(ان الذين ينادونك) الآيتين * أخرج أحمد وابن جرير وأبو القاسم البغوي وابن مردويه والطبراني بسند
صحيح من طريق أبى سلمة بن عبد الرحمن عن الأقرع بن حابس انه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اخرج
إلينا فلم يجبه فقال يا محمد ان حمدي زين وان ذمي شين فقال ذاك الله فأنزل الله ان الذين ينادونك من وراء الحجرات
قال ابن منيع لا أعلم روى للأقرع سند غير هذا * وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
البراء بن عازب في قوله ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون قال جاء رجل فقال يا محمد ان حمدي
زين وان ذمي شين فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذاك الله * وأخرج ابن راهويه ومسدد وأبو يعلى والطبراني
وابن جرير وابن أبي حاتم بسند حسن عن زيد بن أرقم قال اجتمع ناس من العرب فقالوا انطلقوا إلى هذا الرجل
فان يك نبيا فتحن أسعد الناس به وان يك ملكا نعش بجناحه فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما قالوا فجاؤوا
إلى حجرته فجعلوا ينادونه يا محمد يا محمد فأنزل الله ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون فاخذ رسول
الله صلى الله عليه وسلم بأذني وجعل يقول لقد صدق الله قولك يا زيد لقد صدق الله قولك * وأخرج عبد الرزاق وعبد
ابن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ان رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ان مدحي زين
وان شتمي شين فقال صلى الله عليه وسلم ذاك هو الله فنزلت ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال أخبرت عن سعيد بن جبير رضي الله عنه ان تميما ورجلا من بنى أسد بن
خزيمة استبا فقال الأسدي ان الذين ينادونك من وراء الحجرات اعراب بنى تميم فقال سعيد رضي الله عنه لو كان
86

التميمي فقيها ان أولها في بنى تميم وآخرها في بنى أسد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن حبيب بن أبي عمرة قال
كان بيني وبين رجل من بنى أسد كلام فقال الأسدي ان الذين ينادونك من وراء الحجرات بنى تميم أكثرهم لا يعقلون
فذكرت ذلك لسعيد بن جبير قال أفلا تقول لبني أسد قال الله يمنون عليك ان أسلموا فان العرب لم تسلم حتى قوتلت
ونحن أسلمنا بغير قتال فأنزل الله هذا فيهم * وأخرج عبد بن حميد من طريق قتادة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
قال قال رجل من بنى أسد لرجل من بنى تميم وتلا هذه الآية ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم
بنى تميم لا يعقلون فلما قام التميمي وذهب قال سعيد بن جبير اما ان التميمي لو يعلم ما أنزل في بنى أسد لتكلم قلنا
ما أنزل فيهم قال جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا انا قد أسلمنا طائعين وان لنا حقا فأنزل الله يمنون عليك
ان أسلموا الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد ان الذين ينادونك من
وراء الحجرات قال اعراب من بنى تميم * وأخرج ابن منده وابن مردويه من طريق يعلى بن الأشدق عن سعد
ابن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون
قال هم الجفاة من بنى تميم لولا أنهم من أشد الناس قتالا للأعور الدجال لدعوت الله عليهم ان يهلكهم * وأخرج
ابن إسحاق وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم وفد بنى تميم وهم سبعون رجلا أو ثمانون رجلا
منهم الزبرقان بن بدر وعطارد بن معبد وقيس بن عاصم وقيس بن الحارث وعمرو بن أهتم المدينة على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فانطلق معهم عيينة بن حصن بن بدر الفزاري وكان يكون في كل سدة حتى أتوا منزل رسول الله
صلى الله عليه وسلم فنادوه من وراء الحجرات بصوت جاف يا محمد اخرج إلينا يا محمد اخرج إلينا يا محمد اخرج إلينا فخرج
إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد ان مدحنا زين وان شتمنا شين نحن أكرم العرب فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كذبتم بل مدحة الله الزين وشتمه الشين وأكرم منكم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن
إبراهيم فقالوا انا أتيناك لنفاخرك فذكره بطوله وقال في آخره فقام التميميون فقالوا والله ان هذا الرجل
لمصنوع له لقد قام خطيبه فكان أخطب من خطيبنا وقال شاعره فكان أشعر من شاعرنا قال فيهم أنزل الله ان
الذين ينادونك من وراء الحجرات من بنى تميم أكثرهم لا يعقلون قال هذا كان في القراءة الأولى ولو أنهم صبروا حتى
تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم * وأخرج ابن سعد والبخاري في الأدب وابن أبي الدنيا والبيهقي
في شعب الايمان عن الحسن رضي الله عنه قال كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة
عثمان بن عفان رضي الله عنه فأتناول سقفها بيدي * وأخرج البخاري في الأدب وابن أبي الدنيا والبيهقي عن
داود بن قيس قال رأيت الحجرات من جريد النخل مغشي من خارج بمسوح الشعر وأظن عرض البيت من باب
الحجرة إلى باب البيت نحوا من ستة أو سبعة أذرع واحزر البيت الداخل عشرة أذرع وأظن سمكه بين الثمان والسبع
* وأخرج ابن سعد عن عطاء الخراساني قال أدركت حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من جريد النخل على
أبوابها المسوح من شعر أسود فحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يقرأ يأمر بادخال حجر أزواج رسول الله صلى الله
عليه وسلم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيت يوما أكثر باكيا من ذلك اليوم فسمعت سعيد بن المسيب
رضي الله عنه يقول يومئذ والله لوددت انهم تركوها على حالها ينشأ ناس من أهل المدينة ويقدم القادم من أهل
الأفق فيرى ما اكتفى به رسول الله في حياته فيكون ذلك مما يزهد الناس في التكاثر والتفاخر فيها وقال يومئذ
أبو أمامة بن سهل بن حنيف ليتها تركت فلم تهدم حتى يقصر الناس عن البناء ويرون ما رضى الله لنبيه ومفاتيح
خزائن الدنيا بيده * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق) الآيات * أخرج أحمد وابن أبي حاتم
والطبراني وابن منده وابن مردويه بسند جيد عن الحارث بن ضرار الخزاعي قال قدمت على رسول الله صلى الله
عليه وسلم فدعاني إلى الاسلام فدخلت فيه وأقررت به ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها قلت يا رسول الله ارجع
إلى قومي فادعوهم إلى الاسلام وأداء الزكاة فمن استجاب لي جمعت زكاته وترسل إلى يا رسول الله رسولا يبات كذا
وكذا ليأتيك ما جمعت من الزكاة فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له وبلغ الا بان الذي أراد رسول الله صلى
الله عليه وسلم ان يبعث إليه احتبس الرسول فلم يأت فظن الحارث انه قد حدث فيه سخطة من الله ورسوله فدعا
87

بسر وآت قومه فقال لهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وقت لي وقتا يرسل إلى رسوله ليقبض ما كان
عندي من الزكاة وليس من رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلف ولا أرى حبس رسوله الا من سخطه فانطلقوا فنأتي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة إلى الحارث ليقبض ما كان
عنده مما جمع من الزكاة فلما ان سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق فرجع فأتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال إن الحارث منعني الزكاة وأراد قتلى فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم البعث إلى الحارث فاقبل
الحارث بأصحابه حتى إذا استقبل البعث وفصل عن المدينة لقيهم الحارث فقالوا هذا الحارث فلما غشيهم قال لهم
إلى من بعثتم قالوا إليك قال ولم قالوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليك الوليد بن عقبة فزعم انك منعته الزكاة
وأردت قتله قال لا والذي بعث محمدا بالحق ما رأيته ولا أتاني فلما دخل الحارث على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
منعت الزكاة وأردت قتل رسولي قال لا والذي بعثك بالحق ما رأيته ولا رآني وما أقبلت الا حين احتبس على رسول
رسول الله صلى الله عليه وسلم خشيت أن تكون كانت سخطة من الله ورسوله فنزل يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق
بنبأ فتبينوا إلى قوله حكيم * وأخرج الطبراني وابن منده وابن مردويه عن علقمة بن ناجية قال بعث إلينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة بن أبي معيط يصدق أموالنا فسار حتى إذا كان قريبا منا وذلك بعد
وقعة المريسيع رجع فركبت في أثره فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أتيت قوما في جاهليتهم
أخذوا اللباس ومنعوا الصدقة فلم يغير ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنزلت الآية يا أيها الذين آمنوا
ان جاءكم فاسق بنبأ فأتى المصطلقون إلى النبي صلى الله عليه وسلم أثر الوليد بطائفة من صدقاتهم * وأخرج
الطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة إلى بنى وكيعة
وكانت بينهم شحناء في الجاهلية فلما بلغ بنى وكيعة استقبلوه لينظروا ما في نفسه فخشى القوم فرجع إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن بنى وكيعة أرادوا قتلى ومنعوني الصدقة فلما بلغ بنى وكيعة الذي
قال الوليد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله لقد كذب الوليد قال وأنزل الله في الوليد يا أيها
الذين آمنوا ان جاءكم فاسق الآية * وأخرج ابن راهويه وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن أم سلمة رضى
لله عنها قالت بعث النبي صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة إلى بنى المصطلق يصدق أموالهم فسمع بذلك القوم
فتلقوه يعظمون أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه الشيطان انهم يريدون قتله فرجع إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال إن بنى المصطلق منعوا صدقاتهم فبلغ القوم رجوعه فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا
نعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله بعثت إلينا رجلا مصدقا فسررنا لذلك وقرت أعيننا ثم انه رجع من بعض
الطريق فخشينا ان يكون ذلك غضبا من الله ورسوله ونزلت يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ الآية
* وأخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في سننه وابن عساكر عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بنى المصطلق ليأخذ منهم الصدقات وانه لما أتاهم الخبر فرحوا
وخرجوا ليتلقوا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه لما حدث الوليد انهم خرجوا يتلقونه رجع فقال يا رسول
ان بنى المصطلق قد منعوني الصدقة فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك غضبا شديدا فبينما هو يحدث
نفسه ان يغزوهم إذ أتاه الوفد فقالوا يا رسول الله انا حدثنا ان رسولك رجع من نصف الطريق وانا خشينا أن
يكون انما رده كتاب جاءه منك لغضب غضبته علينا فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ الآية * وأخرج
آدم وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن
عقبة بن أبي معيط إلى بنى المصطلق ليصدقهم فتلقوه بالهدية فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن بنى
المصطلق جمعوا لك ليقاتلوك فأنزل الله ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة إلى بنى وكيعة وكانت؟ ينهم شحناء في الجاهلية فلما بلغ بنى وكيعة
استقبلوه لينظروا ما في نفسه فخشى القوم فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن بنى وكيعة أرادوا قتلى
ومنعوني الصدقة فلما بلغ بنى وكيعة الذي قال لهم الوليد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أتوا رسول الله صلى الله
88

عليه وسلم فقالوا يا رسول الله لقد كذب الوليد ولكن كانت بينه وبيننا شحناء فخشينا ان يكافئنا بالذي كان بيننا
فأنزل الله في الوليد يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا الآية * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أن
رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله ان بنى فلان حيا من أحياء العرب وكان في نفسه عليهم شئ وكانوا
حديثي عهد بالاسلام قد تركوا الصلاة وارتدوا وكفروا بالله قال فلم يعجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا خالد بن
الوليد فبعثه إليهم ثم قال ارمقهم عند الصلاة فان كان القوم قد تركوا الصلاة فشأنك بهم والا فلا تعجل عليهم قال
فدنا منهم عند غروب الشمس فكمن حيث يسمع الصلاة فرمقهم فإذا هو بالمؤذن قد قام حين غربت الشمس
فأذن ثم أقام الصلاة فصلوا المغرب فقال خالد بن الوليد ما أراهم الا يصلون فلعلهم تركوا غير هذه الصلاة ثم كمن
حتى إذا جنح الليل وغاب الشفق أذن مؤذنهم فصلوا قال فلعلهم تركوا صلاة أخرى فكمن حتى إذا كان في جوف
الليل فتقدم حتى أطل الخيل بدورهم فإذا القوم تعلموا شيئا من القرآن فهم يتهجدون به من الليل ويقرأونه ثم
أتاهم عند الصبح فإذا المؤذن حين طلع الفجر قد أذن ثم أقام فقاموا فصلوا فلما انصرفوا وأضاء لهم النهار إذا هم
بنواصي الخيل في ديارهم فقالوا ما هذا قالوا هنا خالد بن الوليد وكان رجلا مشنعا فقالوا يا خالد ما شأنك قال أنتم والله
شأني أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له انكم كفرتم بالله وتركتم الصلاة فجعلوا يبكون فقالوا نعوذ بالله ان
نكفر بالله أبدا قال فصرف الخيل وردها عنهم حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله يا أيها الذين آمنوا
ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما قال الحسن فوالله لئن كانت نزلت في هؤلاء القوم خاصة انها المرسلة إلى
يوم القيامة ما نسخها شئ * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة
إلى بنى المصطلق يصدقهم فلم يبلغهم ورجع فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم انهم عصوا فأراد رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان يجهز إليهم إذ جاء رجل من بنى المصطلق فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم سمعنا انك أرسلت إلينا
ففرحنا به واستبشرنا به وانه لم يبلغنا رسولك وكذب فأنزل الله فيه وسماه فاسقا يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق
بنبأ الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ قال هو ابن أبي معيط
الوليد بن عقبة بعثه نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى بنى المصطلق مصدقا فلما أبصروه أقبلوا نحوه فهابهم فرجع إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره انهم قد ارتدوا عن الاسلام فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد
وأمره بان تثبت ولا تعجل فانطلق حتى أتاهم ليلا فبعث عيونه فلما جاءهم أخبروه انهم متمسكون بالاسلام
وسمع أذانهم وصلاتهم فلما أصبحوا أتاهم خالد فرأى ما يعجبه فرجع إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم وأخبره الخبر
فأنزل الله في ذلك القرآن فكان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول التأني من الله والعجلة من الشيطان * وأخرج
ابن المنذر عن الضحاك في قوله ان جاءكم فاسق بنبأ الآية قال إذا جاءك فحدثك ان فلانا ان فلانة يعملون
كذا وكذا من مساوئ الأعمال فلا تصدقه * قوله تعالى (واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر
لعنتم) * أخرج عبد بن حميد والترمذي وصححه وابن مردويه عن أبي نضرة قال قرأ أبو سعيد الخدري واعلموا ان
فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم قال هذا نبيكم يوحى إليه وخيار أمتكم لو أطاعهم في كثير من الامر
لعنتوا فكيف بكم اليوم * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكرنا
أنفسنا وكيف لا ننكر أنفسنا والله يقول واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم قال هؤلاء أصحاب
نبي الله صلى الله عليه وسلم لو أطاعهم نبي الله في كثير من الامر لعنتوا فأنتم والله أسخف قلبا وأطيش عقولا فاتهم
رجل رأيه وانتصح كتاب الله فان كتاب الله ثقة لمن أخذ به وانتهى إليه وان ما سوى كتاب الله تغرير * وأخرج ابن
المنذر عن ابن جريج في قوله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم يقول لاعنت بعضكم بعضا * قوله تعالى (ولكن
الله حبب إليكم الايمان) * أخرج أحمد والبخاري في الأدب والنسائي والحاكم وصححه عن رفاعة بن رافع الزرقي
قال لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال النبي صلى الله عليه وسلم استووا حتى أثنى على ربى فصاروا خلفه
صفوفا فقال اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لما أضللت ولا مضل لما
89

هديت ولا معطيا لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما بعدت ولا مباعد لما قربت اللهم ابسط علينا من
بركاتك ورحمتك وفضلك اللهم إني أسالك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول اللهم إني أسالك النعيم يوم العيلة
والامن يوم الخوف اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا اللهم حبب إلينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره
إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين
غير خزايا ولا مفتونين اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم رجزك
وعذابك اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب يا اله الحق * قوله تعالى (وان طائفتان) الآية * أخرج أحمد
والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم
لو أتيت عبد الله بن أبي فانطلق وركب حمارا وانطلق المسلمون يمشون وهي أرض سبخة فلما انطلق إليهم قال
إليك عنى فوالله لقد آذاني ريح حمارك فقال رجل من الأنصار والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا
منك فغضب لعبد الله رجال من قومه فغضب لكل منهما أصحابه فكان بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال
فأنزل فيهم وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر
عن أبي مالك قال تلاحى رجلان من المسلمين فغضب قوم هذا لهذا وهذا لهذا فاقتتلوا بالأيدي والنعال فأنزل الله
وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال إن
الأوس والخزرج كان بينهما قتال بالسيف والنعال فأنزل الله وان طائفتان الآية * وأخرج ابن جرير عن
الحسن قال كانت تكون الخصومة بين الحيين فيدعوهم إلى الحكم فيأبون ان يجيئوا فأنزل الله وان طائفتان
الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال ذكر لنا ان هذه الآية نزلت في رجلين من
الأنصار وكانت بينهما مماراة في حق بينهما فقال أحدهما للآخر لآخذن عنوة لكثرة عشيرته وان الآخر دعاه
ليحاكمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأبى فلم يزل الامر حتى تدافعوا وحتى تناول بعضهم بعضا بالأيدي والنعال ولم
يكن قتال بالسيوف * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال كان رجل من الأنصار يقال له عمران
تحته امرأة يقال لها أم زيد وانها أرادت ان تزور أهلها فحبسها زوجها وجعلها في علية له لا يدخل عليها أحد
من أهلها وان المرأة بعثت إلى أهلها فجاء قومها فأنزلوها لينطلقوا بها وكان الرجل قد خرج فاستعان أهل الرجل
فجاء بنو عمه ليحولوا بين المرأة وبين أهلها فتدافعوا واجتلدوا بالنعال فنزلت فيهم هذه الآية وان طائفتان من
المؤمنين اقتتلوا فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصلح بينهم وفاؤا إلى أمر الله * وأخرج الحاكم
والبيهقي وصححه عن ابن عمر قال ما وجدت في نفسي من شئ ما وجدت من هذه الآية انى لم أقاتل هذه الفئة
الباغية كما أمرني الله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن حبان السلمي قال سالت ابن عمر عن قوله وان
طائفتان من المؤمنين اقتتلوا وذلك حين دخل الحجاج الحرم فقال لي عرفت الباغية من المبغى عليها فوالذي نفسي
بيده لو عرفت المبغية ما سبقتني أنت ولا غيرك إلى نصرها أفرأيت ان كانت كلتاهما باغيتين فدع القوم يقتتلون
على دنياهم وارجع إلى أهلك فإذا استمرت الجماعة فادخل فيها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه
عن ابن عباس في الآية قال إن الله أمر النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين إذا اقتتلت طائفة من المؤمنين
ان يدعوهم إلى حكم الله وينصف بعضهم من بعض فان أجابوا حكم فيهم بكتاب الله حتى ينصف المظلوم من الظالم
فمن أبى منهم ان يجيب فهو باغ وحق على امام المؤمنين والمؤمنين ان يقاتلوهم حتى يفيئوا إلى أمر الله ويقروا
بحكم الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا قال
الأوس والخزرج اقتتلوا بينهم بالعصى * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا
قال الطائفة من الواحد إلى الألف وقال انما كانا رجلين اقتتلا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس
وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما قال كان قتالهم بالنعال والعصي فأمرهم ان يصلحوا بينهما
* قوله تعالى (ان الله يحب المقسطين) أخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي وابن مردويه والبيهقي
في الأسماء والصفات عن ابن عمر وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر
90

من نور على يمين العرش الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا * وأخرج ابن أبي شيبة من وجه آخر
عن عبد الله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المقسطين في الدنيا على منابر من لؤلؤ يوم
القيامة بين يدي الرحمن بما أقسطوا في الدنيا * قوله تعالى (انما المؤمنون إخوة) الآية * أخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن سيرين رضي الله عنه انه كان يقرأ انما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين
أخويكم بالياء * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ فأصلحوا بين أخويكم بالياء * وأخرج
ابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة رضي الله عنها قالت ما رأيت مثل ما رغبت عنه في هذه الآية وان
طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما الآية * وأخرج أحمد عن فهيد بن مطرف الغفاري رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله سائل ان عدا على عاد فأمره ان ينهاه ثلاث مرات قال فان لم ينته فأمره
بقتاله قال فكيف بنا قال إن قتلك فأنت في الجنة وان قتلته فهو في النار * وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك
رضي الله عنه في قوله وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا إلى قوله فقاتلوا التي تبغى قال بالسيف قيل فما قتلاهم قال
شهداء مرزوقين قيل فما حال الأخرى أهل البغي قال من قتل منهم إلى النار * وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني
عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون بعدي أمراء يقتتلون
على الملك يقتل بعضهم بعضا * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم) * أخرج ابن أبي حاتم
عن مقاتل رضي الله عنه في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم قال نزلت في قوم من بنى تميم
استهزؤا من بلال وسلمان وعمار وخباب وصهيب وابن فهيرة وسالم مولى أبى حذيفة * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله لا يسخر قوم من قوم قال لا يستهزئ قوم بقوم ان يكن رجلا
غنيا أو فقيرا 7 أو يعقل رجل عليه فلا يستهزئ به * قوله تعالى (ولا تلمزوا أنفسكم) * أخرج عبد بن حميد والبخاري
في الأدب وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله ولا تلمزوا أنفسكم قال لا يطعن بعضكم على بعض * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن مجاهد ولا تلمزوا أنفسكم قال لا يطعن بعضكم على بعض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن مجاهد رضي الله عنه ولا تلمزوا أنفسكم قال لا تطعنوا * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه
قرأ ولا تلمزوا أنفسكم بنصب التاء وكسر الميم * وأخرج ابن أبي الدنيا عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ولا
تلمزوا أنفسكم قال اللمز الغيبة * قوله تعالى (ولا تنابزوا بالألقاب) * أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري
في الأدب وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر والبغوي في معجمه وابن
حبان والشيرازي في الألقاب والطبراني وابن السني في عمل اليوم والليلة والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي
في شعب الايمان عن أبي جبيرة بن الضحاك رضي الله عنه قال فينا نزلت في بنى سلمة ولا تنابزوا بالألقاب قدم رسول
الله صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فينا رجل الا وله اسمان أو ثلاثة فكان إذا دعى أحدهم باسم من تلك
الأسماء قالوا يا رسول الله انه يكره هذا الاسم فأنزل الله ولا تنابزوا بالألقاب * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله ولا تنابزوا بالألقاب قال كان هذا الحي من الأنصار قل رجل منهم الا وله اسمان أو ثلاثة
فربما دعا النبي صلى الله عليه وسلم الرجل منهم ببعض تلك الأسماء فيقال يا رسول الله انه يكره هذا الاسم فأنزل
الله ولا تنابزوا بالألقاب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء ولا تنابزوا بالألقاب قال إن يسميه بغير اسم
الاسلام يا خنزير يا كلب يا حمار * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ولا تنابزوا بالألقاب قال التنابز بالألقاب ان
يكون الرجل عمل السيئات ثم تاب منها وراجع الحق فنهى الله ان يعير بما سلف من عمله * وأخرج عبد بن حميد
وابن أبي حاتم عن ابن مسعود ولا تنابزوا بالألقاب قال إن يقول إذا كان الرجل يهوديا فأسلم يا يهودي يا نصراني
يا مجوسي ويقول للرجل المسلم يا فاسق * وأخرج عبد الرزاق عن الحسن في الآية قال كان اليهودي يسلم فيقال
له يا يهودي فنهوا عن ذلك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ولا تنابزوا
بالألقاب قال لا تقل لأخيك المسلم يا فاسق يا منافق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة
91

ولا تنابزوا بالألقاب قال هو قول الرجل للرجل يا فاسق يا منافق * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي
العالية في الآية قال هو قول الرجل لصاحبه يا فاسق يا منافق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ولا
تنابزوا بالألقاب قال يدعى الرجل بالكفر وهو مسلم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن بئس الاسم الفسوق
بعد الايمان قال أن يقول الرجل لأخيه يا فاسق * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي بئس الاسم
الفسوق بعد الايمان قال الرجل يكون على دين من هذه الأديان فيسلم فيدعوه بدينه الأول يا يهودي يا نصراني
* وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قال لأخيه كافر فقد باء بها أحدهما
ان كان كما قال والا رجعت عليه * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن) * أخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا
كثيرا من الظن قال نهى الله المؤمن ان يظن بالمؤمن سوأ * وأخرج مالك وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود
والترمذي وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والظن فان
الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يخطب
الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من أساء بأخيه الظن فقد أساء بربه ان الله يقول اجتنبوا كثيرا من الظن * وأخرج ابن مردويه عن طلحة
ابن عبد الله سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الظن يخطئ ويصيب * وأخرج ابن ماجة عن ابن عمر قال
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك
والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وان يظن به الا خيرا * وأخرج أحمد
في الزهد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوأ وأنت تجد لها في الخير محملا
* وأخرج البيهقي في الشعب عن سعيد بن المسيب قال كتب إلى بعض إخواني من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك ما يغلبك ولا تظنن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرا وأنت تجد لها
في الخير محملا ومن عرض نفسه للتهم فلا يلومن الا نفسه ومن كتم سره كانت الخيرة في يده وما كافات من عصى الله
فيك بمثل أن تطيع الله فيه وعليك بإخوان الصدق فكن في اكتسابهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة عند عظيم البلاء
ولا تهاون بالحق فيهينك الله ولا تسألن عما لم يكن حتى يكون ولا تضع حديثك الا عند من يشتهيه وعليك بالصدق
وان قتلك الصدق واعتزل عدوك واحذر صديقك الا الأمين ولا أمين الا من يخشى الله وشاور في أمرك الذين
يخشون ربهم بالغيب * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن عمر بن الخطاب قال من تعرض للتهمة فلا يلومن
من أساء به الظن ومن كتم سره كان الخيار إليه ومن أفشاه كان الخيار عليه وضع أمر أخيك على أحسنه حتى
يأتيك منه ما يغلبك ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوأ وأنت تجد لها في الخير محملا وكن في اكتساب الاخوان
فإنهم جنة عند الرخاء وعدة عند البلاء وآخ الاخوان على قدر التقوى وشاور في أمرك الذين يخافون الله * وأخرج
ابن سعد وأحمد في الزهد والبخاري في الأدب عن سلمان قال انى لأعد العراق على خادمي مخافة الظن * وأخرج
البخاري في الأدب عن أبي العالية قال كنا نؤمر أن نحتم على الخادم ونكيل ونعدها كراهية أن يتعودوا خلق سوء
ويظن أحدنا ظن سوء * وأخرج الطبراني عن حارثة بن النعمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث
لازمات لامتي الطيرة والحسد وسوء الظن فقال رجل ما يذهبهن يا رسول الله ممن هن فيه قال إذا حسدت فاستغفر
الله وإذا ظننت فلا تحقق وإذا تطيرت فامض * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ومن أسا * بأخيه الظن فقد أساء بربه عز وجل ان الله تعالى يقول اجتنبوا كثيرا من الظن * قوله
تعالى (ولا تجسسوا) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله
ولا تجسسوا قال نهى الله المؤمن ان يتبع عورات أخيه المؤمن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
مجاهد ولا تجسسوا قال خذوا ما ظهر لكم ودعوا ما ستر الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال هل
تدرون ما التجسس هو أن تتبع عيب أخيك فتطلع على سره * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والخرائطي
92

في مكارم الأخلاق عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف عن المسور بن مخرمة عن عبد الرحمن بن عوف أنه
حرص مع عمر بن الخطاب ليلة المدينة فبينما هم يمشون شب لهم سراج في بيت فانطلقوا يؤمونه فلما دنوا منه إذا باب
مجاف على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط فقال عمر وأخذ بيد عبد الرحمن بن عوف أتدري بيت من هذا قال
هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف وهم الآن شرب فما ترى قال أرى ان قد أتينا ما نهى الله عنه قال الله ولا تجسسوا
فقد تجسسنا فانصرف عنهم وتركهم * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي ان عمر بن الخطاب
فقد رجلا من أصحابه فقال لابن عوف انطلق بنا إلى منزل فلان فننظر فأتيا منزله فوجدوا بابه مفتوحا وهو جالس
وامرأته تصب له في اناء فتناوله إياه فقال عمر لابن عوف هذا الذي شغله عنا فقال ابن عوف لعمر وما يدريك ما في
الاناء فقال عمر انا نخاف أن يكون هذا التجسس قال بل هو التجسس قال وما التوبة من هذا قال لا تعلمه بما اطلعت
عليه من أمره ولا يكونن في نفسك الا خير ثم انصرفا * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه
قال أتى عمر بن الخطاب رجل فقال إن فلانا لا يصحو فدخل عليه عمر رضي الله عنه فقال انى لأجد ريح شراب
يا فلان أنت بهذا فقال الرجل يا ابن الخطاب وأنت بهذا ألم ينهك الله أن تتجسس فعرفها عمر فانطلق وتركه
* وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان
عن زيد بن وهب قال أتى ابن مسعود رضي الله عنه فقيل هذا فلان تقطر لحيته خمرا فقال عبد الله انا قد نهينا عن
التجسس ولكن ان يظهر لنا شئ نأخذ به * وأخرج أبو داود وابن المنذر وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان في قلبه لا تتبعوا عورات
المسلمين فإنه من اتبع عورات المسلمين فضحه الله في قعر بيته * وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ثور
الكندي ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعس بالمدينة من الليل فسمع صوت رجل في بيت يتغنى فتسور
عليه فوجد عنده امرأة وعنده خمر فقال يا عدو الله أظننت ان الله يسترك وأنت على معصيته فقال وأنت يا أمير
المؤمنين لا تعجل على أن أكون عصيت الله واحدة فقد عصيت الله في ثلاث قال الله ولا تجسسوا وقد تجسست وقال
وائتوا البيوت من أبوابها وقد تسورت على ودخلت على بغير اذن وقال الله لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى
تستأنسوا وتسلموا على أهلها قال عمر رضي الله عنه فهل عندك من خير ان عفوت عنك قال نعم فعفا عنه وخرج
وتركه * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى أسمع العواتق في الخدر ينادى بأعلى صوته يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه لا تغتابوا
المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه
في جوف بيته * وأخرج ابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال صلينا الظهر خلف رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلما انفتل أقبل علينا غضبان متنفرا ينادى بصوت يسمع العواتق في جوف الخدور يا معشر من آمن
بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه لا تذموا المسلمين ولا تطلبوا عوراتهم فإنه من يطلب عورة أخيه المسلم هتك الله
ستره وأبدى عورته ولو كان في جوف بيته * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم
فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته حتى يخرقها عليه في بطن بيته * وأخرج البيهقي عن أبي
ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أشاد على مسلم عورته يشينه بها بغير حق شانه الله بها في
الخلق يوم القيامة * وأخرج الحاكم والترمذي عن جبير بن نفير قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بالناس
صلاة الصبح فلما فرغ أقبل بوجهه على الناس رافعا صوته حتى كاد يسمع من في الخدور وهو يقول يا معشر
الذين أسلموا بألسنتهم ولم يدخل الايمان في قلوبهم لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عثراتهم فإنه من
يتبع عثرة أخيه المسلم يتبع الله عثرته ومن يتبع الله عثرته يفضحه وهو في قعر بيته فقال قائل يا رسول الله وهل
على المسلمين من ستر فقال صلى الله عليه وسلم ستور الله على المؤمن أكثر من أن تحصى ان المؤمن ليعمل الذنوب
فتهتك عنه ستوره سترا سترا حتى لا يبقى عليه منها شئ فيقول الله للملائكة استروا على عبدي من الناس فان
93

الناس يعيرون ولا يغيرون فتحف به الملائكة بأجنحتها يشترونه من الناس فان تاب قبل الله منه ورد عليه
ستوره ومع كل ستر تسعة أستار فان تتابع في الذنوب قالت الملائكة ربنا انه قد غلبنا وأعذرنا فتقول الله
استروا عبدي من الناس فان الناس يعيرون ولا يغيرون فتحف به الملائكة بأجنحتها يسترونه من الناس فان
تاب قبل الله منه ورد عليه ستوره ومع كل ستر تسعة أستار فان تتابع في الذنوب قالت الملائكة يا ربنا انه قد غلبنا
وأعذرنا فيقول الله استروا عبدي من الناس فان الناس يعيرون ولا يغيرون فتحف به الملائكة بأجنحتها
يسترونه من الناس فان تاب قبل الله منه وان عاد قالت الملائكة ربنا انه قد غلبنا وأعذرنا فيقول الله للملائكة
تخلوا عنه فلو عمل ذنبا في بيت مظلم في ليلة مظلمة في حجر أبدى الله عنه وعن عورته * واخرج الحكيم الترمذي
عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال المؤمن في سبعين حجابا من نور فإذا عمل خطيئة ثم تناساها حتى يعمل أخرى
هتك عنه حجاب من تلك الحجب فلا يزال كلما عمل خطيئة ثم تناساها حتى يعمل أخرى هتك عنه حجاب من تلك
الحجب فإذا عمل كبيرة من الكبائر هتك عنه تلك الحجب كلها الا حجاب الحياء وهو أعظمها حجابا فان تاب تاب الله عليه
ورد تلك الحجب كلها فان عمل خطيئة بعد الكبائر ثم تناساها حتى يعمل الأخرى قبل أن يتوب هتك حجاب الحياء
فلم تلقه الا مقيتا ممقتا فإذا كان مقيتا ممقتا نزعت منه الأمانة فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه الا خائنا مخونا فإذا كان
خائنا مخونا نزعت منه الرحمة فإذا نزعت منه الرحمة لم تلقه الا فظا غليظا فإذا كان فظا غليظا نزعت منه ربقة
الاسلام فإذا نزعت منه ربقة الاسلام لم تلقه الا لعينا ملعنا شيطانا رجيما * قوله تعالى (ولا يغتب بعضكم
بعضا) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله
ولا يغتب بعضكم بعضا الآية قال حرم الله ان يغتاب المؤمن بشئ كما حرم الميتة * وأخرج ابن المنذر عن
ابن جريج في قوله ولا يغتب بعضكم بعضا الآية قال زعموا انها نزلت في سلمان الفارسي أكل ثم رقد فنفخ فذكر
رجلان أكله ورقاده فنزلت * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى ان سلمان الفارسي كان مع رجلين في سفر
يخدمهما وينال من طعامهما وان سلمان نام يوما فطلبه صاحباه فلم يجداه فضربا الخباء وقالا ما يريد سلمان
شيئا غير هذا ان يجئ إلى طعام معدود وخباء مضروب فلما جاء سلمان أرسلاه إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم يطلب لهما أداما فانطلق فاتاه فقال يا رسول الله بعثني أصحابي لتؤدمهم ان كان عندك قال ما يصنع أصحابك
بالأدم قد ائتدموا فرجع سلمان فخبرهما فانطلقا فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا والذي بعتك بالحق
ما أصبنا طعاما منذ نزلنا قال إنكما قد ائتدمتما سلمان بقولكما فنزلت أيحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه
ميتا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله ولا يغتب بعضكم بعضا الآية قال نزلت هذه الآية في رجل كان
يخدم النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بعض الصحابة إليه يطلب منه أداما فمنع فقالوا له انه لبخيل وخيم فنزلت في ذلك
* وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله ولا يغتب بعضكم بعضا قال إن يقول للرجل من خلفه هو كذا يسئ
الثناء عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ولا يغتب بعضكم بعضا قال ذكر لنا ان الغيبة ان تذكر
أخاك بما يشينه وتعيبه بما فيه فان أنت كذبت عليه فذاك البهتان يقول كما أنت كاره لو وجدت جيفة
مدودة ان تأكل منها فكذلك فأكره لحمها وهو حي * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي
وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله ما الغيبة قال ذكرك أخاك بما
يكره قال يا رسول الله أرأيت ان كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما تقول
فقد بهته * وأخرج عبد بن حميد والخرائطي في مساوئ الأخلاق عن المطلب بن حنطب قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان الغيبة ان تذكر المرء بما فيه فقال انما كنا نرى ان نذكره بما ليس فيه قال ذاك البهتان * وأخرج
عبد بن حميد عن عكرمة ان امرأة دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرجت فقالت عائشة يا رسول الله
ما أجملها وأحسنها لولا أن بها قصرا فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم اغتبتيها يا عائشة فقالت يا رسول الله انما قلت
شيئا هو بها قال يا عائشة إذا قلت شيئا بها فهي غيبة وإذا قلت ما ليس بها فقد بهتها * وأخرج عبد بن حميد عن عون
ابن عبد الله قال إذا قلت للرجل بما فيه فقد اغتبته وإذا قلت ما ليس فيه فقد بهته * وأخرج عبد بن حميد عن
94

معاوية بن قرة قال لو مر بك اقطع فقلت هذا الأقطع كانت غيبة * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين انه
ذكر عنده رجل فقال ذاك الأسود قال أستغفر الله أراني قد اغتبته * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد
أيحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتا قالوا نكره ذلك قال فاتقوا الله * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة
والخرائطي في مساوئ الأخلاق وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة قالت لا يغتب بعضكم بعضا
فإني كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرت امرأة طويلة الذيل فقلت يا رسول الله انها الطويلة الذيل فقال
النبي صلى الله عليه وسلم الفظى فلفظت بضعة لحم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رفع الحديث إلى النبي صلى
الله عليه وسلم أنه لحق قوما فقال لهم تخللوا فقال القوم والله يا نبي الله ما طعمنا اليوم طعاما فقال النبي صلى الله عليه
وسلم والله انى لأرى لحم فلان بين ثناياكم وكانوا قد اغتابوه * وأخرج الضياء المقدسي في المختارة عن أنس قال
كانت العرب يخدم بعضها بعضا في الاسفار وكان مع أبي بكر وعمر رجل يخدمهما فناما فاستيقظا ولم يهيئ لهما
طعاما فقالا ان هذا النؤوم فأيقظاه فقالا أئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل له ان أبا بكر وعمر يقرئانك
السلام ويستأذنك فقال إنهما ائتدما فجاءاه فقالا يا رسول الله بأي شئ ائتدمنا قال بلحم أخيكما والذي نفسي
بيده انى لأرى لحمه بين ثناياكما فقالا استغفر لنا يا رسول الله قال مراه فليستغفر لكما * وأخرج الحكيم الترمذي في
نوادر الأصول عن يحيى بن أبي كثير ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر ومعه أبو بكر وعمر فأرسلوا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألوه لحما فقال أو ليس قد ظللتم من اللحم شباعا قالوا من أين فوالله ما لنا باللحم عهد
منذ أيام فقال من لحم صاحبكم الذي ذكرتم قالوا يا نبي الله انما قلنا انه لضعيف ما يعيننا على شئ قال ذلك فلا تقولوا
7 فرجع إليهم الرجل فأخبرهم بالذي قال فجاء أبو بكر فقال يا نبي الله طا على صماخي واستغفر لي ففعل وجاء عمر
فقال يا نبي الله طا على صماخي واستغفر لي ففعل * وأخرج أبو يعلى وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب له لحمه في الآخرة فيقال له كله ميتا كما أكلته حيا فإنه
ليأكله ويكلح ويصيح * وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا وابن مردويه عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان امرأتين صامتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست أحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم
الناس فجاء منهما رسول النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان ههنا امرأتين صامتا وقد كادتا أن تموتا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني بهما فجاءتا فدعا بعس أو قدح فقال لإحداهما قيئي فقاءت من قيح ودم
وصديد حتى قاءت نصف القدح وقال للأخرى قيئي فقاءت من قيح ودم وصديد حتى ملأت القدح فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ائتوني ان هاتين صامتا عما أحل الله لهما وأفطرنا على ما حرم الله عليهما جلست إحداهما
إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس * وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة انها سئلت عن الغيبة فأخبرت
انها أصبحت يوم الجمعة وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة وأتتها جارة لها من نساء الأنصار فاغتابتا
وضحكتا برجال ونساء فلم يبرحا على حديثهما من الغيبة حتى أقبل النبي صلى الله عليه وسلم منصرفا من الصلاة
فلما سمعتا صوته سكتتا فلما قام بباب البيت ألقى طرف ردائه على أنفسه ثم قال أف اخرجا فاستقيئا ثم طهرا
بالماء فخرجت أم سلمة فقاءت لحما كثيرا قد أحيل فلما رأت كثرة اللحم تذكرت أحدث لحم أكلته فوجدته
في أول جمعتين مضتا فسألها عما قاءت فأخبرته فقال ذاك لحم ظللت تأكلينه فلا تعودي أنت ولا صاحبتك
فيما ظللتما فيه من الغيبة وأخبرتها صاحبتها انها قاءت مثل الذي قاءت من اللحم * وأخرج ابن مردويه
عن أبي مالك الأشعري عن كعب بن عاصم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن حرام على المؤمن لحمه
عليه حرام ان يأكله ويغتابه بالغيب وعرضه عليه حرام ان يخرقه ووجهه عليه حرام ان يلطمه * وأخرج عبد
الرزاق والبخاري في الأدب وأبو يعلى وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان بسند صحيح عن أبي هريرة ان ماعزا
لما رجم سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين يقول أحدهما لصاحبه ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه
نفسه حتى رجم رجم الكلب فسار النبي صلى الله عليه وسلم ثم مر بجيفة حمار فقال أين فلان وفلان أنزلا فكلا
من جيفة هذا الحمار فقالا وهل يؤكل هذا قال فانالتكما من أخيكما آنفا أشد أكلا منه والذي نفسي بيده انه الآن
95

لفي أنهار الجنة ينغمس فيها * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والبخاري في الأدب والخرائطي عن عمرو بن
العاصي انه مر على بغل ميت وهو في نفر من أصحابه فقال والله لان يأكل أحدكم من هذا حتى يملأ بطنه خير له من
أن يأكل من لحم رجل مسلم * وأخرج البخاري في الأدب وابن أبي الدنيا عن جابر بن عبد الله قال كنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأتى على قبرين يعذب صاحباهما فقال إنهما لا يعذبان في كبير وبكى اما أحدهما فكان
يغتاب الناس واما الآخر فكان لا 7 يتأذى من البول فدعا بجريدة رطبة فكسرها ثم أمر بكل كسرة فغرست على
قبر فقال اما انه سيهون من عذابهما ما كانا رطبتين * وأخرج البخاري في الأدب عن ابن مسعود قال من اغتيب
عنده مؤمن فنصره جزاه الله بها خيرا في الدنيا والآخرة ومن اغتيب عنده فلم ينصره جزاه الله بها في الدنيا والآخرة
شرا وما التقم أحد لقمة شرا من اغتياب مؤمن ان قال فيه ما يعلم فقد اغتابه ومن قال فيه ما لا يعلم فقد بهته * وأخرج
أحمد عن جابر بن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتفعت ريح جيفة منتنة فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أتدرون ما هذه الريح هذه ريح الذين يغتابون الناس * وأخرج ابن أبي الدنيا عن أنس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا وقع في الرجل وأنت في ملا فكن للرجل ناصرا وللقوم زاجرا وقم عنهم ثم تلا هذه الآية
أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه * وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال إن الربا نيف وسبعون بابا أهونهن بابا مثل من نكح أمه في الاسلام ودرهم الربا أشد من خمس
وثلاثين زنية وأشر الربا وأربى الربا وأخبث الربا انتهاك عرض المسلم وانتهاك حرمته * وأخرج أحمد وأبو داود
والبيهقي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون
وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم
* وأخرج أحمد وأبو داود والبيهقي أبو يعلى والطبراني والحاكم عن المستور دان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من أكل برجل مسلم أكلة فان الله يطعمه مثلها من جهنم ومن كسى برجل مسلم ثوبا فان الله يكسوه مثله من جهنم
ومن قام برجل مقام سمعة أو رياء فان الله يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة * وأخرج ابن مردويه والبيهقي
عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يصوموا يوما ولا يفطرن أحد حتى آذن له فصام الناس فلما أمسوا
جعل الرجل يجئ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول ظللت منذ اليوم صائما فأذن لي فلأفطرن فيأذن له حتى
جاء رجل فقال يا رسول الله ان فتاتين من أهلك ظلتا منذ اليوم صائمتين فأذن لهما فليفطرا فاعرض عنه ثم أعاد
عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صامتا وكيف صام من ظل يأكل لحوم الناس اذهب فمرهما ان كانتا
صائمتين أن يستقيئا ففعلتا فقاءت كل واحدة منهما علقة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لو صامتا وبقى فيهما لأكلتهما النار * وأخرج البيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت لا يتوضأ
أحدكم من الكلمة الخبيثة يقولها لأخيه ويتوضأ من الطعام الحلال * وأخرج البيهقي عن ابن عباس وعائشة
رضي الله عنهما قالا الحدث حدثان حدث من فيك وحدث من نومك وحدث الفم أشد الكذب والغيبة
* وأخرج البيهقي عن إبراهيم قال الوضوء من الحدث وأذى المسلم * وأخرج الخرائطي في مساوئ الاخلاف
والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلين صليا صلاة الظهر أو العصر وكانا صائمين فلما قضى النبي صلى
الله عليه وسلم الصلاة قال أعيدا وضوء كما وصلاتكما وامضيا في صومكما واقضيا يوما آخر مكانه قالا لم يا رسول الله قال
قد اغتبتما فلانا * وأخرج الخرائطي وابن مردويه والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت أقبلت امرأة قصيرة
والنبي صلى الله عليه وسلم جالس قالت فأشرت بإبهامي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم
لقد اغتبتها * وأخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قام من عند النبي
صلى الله عليه وسلم فرؤى في مقامه عجز فقال بعضهم ما أعجز فلانا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أكلتم الرجل
واغتبتموه * وأخرج البيهقي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال ذكر رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا
ما أعجزه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغتبتم الرجل قالوا يا رسول الله قلنا ما فيه قال لو قلتم ما ليس فيه فقد
بهتموه * وأخرج ابن جرير عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر القوم
96

رجلا فقالوا ما يأكل الا ما أطعم ولا يرحل الا ما رحل له وما أضعفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغتبتم أخاكم
قالوا يا رسول الله وغيبة بما يحدث فيه فقال بحسبكم أن تحدثوا عن أخيكم بما فيه * وأخرج أبو داود والدارقطني
في الافراد والخرائطي والطبراني والحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره ومن مات وعليه دين فليس بالدينار
والدرهم ولكنها الحسنات ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع ومن قال في مؤمن ما ليس
فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج * وأخرج البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اذكروا الله فان العبد إذا قال سبحان الله وبحمده كتب الله لها بها عشرا ومن عشر
إلى مائة ومن مائة إلى ألف ومن زاد زاده الله ومن استغفر غفر الله له ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد
ضاد الله في أمره ومن أعان على خصومة بغير علم فقد باء بسخط من الله ومن قذف مؤمنا أو مؤمنة حبسه الله في ردغة
الخبال حتى يأتي بالمخرج ومن مات وعليه دين اقتص من حسناته ليس ثم دينار ولا درهم * وأخرج البيهقي عن ابن
عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل يرمى رجلا بكلمة تشينه الا حبسه الله يوم القيامة
في طينة الخبال حتى يأتي منها بالمخرج * وأخرج البيهقي عن الأوزاعي قال بلغني انه يقال للعبد يوم القيامة قم فخذ
حقك من فلان فيقول ما لي قبله حي فيقال بلى ذكرك يوم كذا وكذا بكذا وكذا * وأخرج ابن مردويه والبيهقي
عن أبي سعيد وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغيبة أشد من الزنا قالوا
يا رسول الله وكيف الغيبة أشد من الزنا قال إن الرجل ليزني فيتوب فيتوب الله عليه وان صاحب الغيبة لا يغفر له
حتى يغفرها له صاحبه * وأخرج البيهقي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الغيبة أشد
من الزنا فان صاحب الزنا يتوب وصاحب الغيبة ليس له توبة * وأخرج البيهقي من طريق غياث بن كلوب
الكوفي عن مطرف عن سمرة بن جندب عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يبغض البيت اللحم
فسالت مطر فاما يعنى باللحم قال الذي يغتاب فيه الناس وباسناده عن أبيه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم
على رجل بين يدي حجام وذلك في رمضان وهما يغتابان رجلا فقال أفطر الحاجم والمحجوم قال البيهقي غياث هذا
مجهول * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أربى الربا
استطالة المرء في عرض أخيه * وأخرج البيهقي عن عبد الله بن المبارك قال إذا اغتاب رجل رجلا فلا يخبره به
ولكن يستغفر الله * وأخرج البيهقي بسند ضعيف عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته * وأخرج البيهقي في الشعب عن شعبة قال الشكاية والتحذير ليسا من
الغيبة * وأخرج البيهقي عن سفيان بن عيينة رضي الله عنه قال ثلاثة ليست لهم غيبة الامام الجائر والفاسق
المعلن بفسقه والمبتدع الذي يدعو الناس إلى بدعته * وأخرج البيهقي عن الحسن رضي الله عنه قال ليس لأهل
البدع غيبة * وأخرج البيهقي عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال انما الغيبة لمن لم يعلن بالمعاصي * وأخرج
البيهقي وضعفه عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له * وأخرج
البيهقي وضعفه من طريق بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أترعون عن
ذكر الفاجر اذكروه بما فيه كي يعرفه الناس ويحذره الناس * وأخرج البيهقي عن الحسن البصري قال ثلاثة
ليس لهم حرمة في الغيبة فاسق معلن الفسق والأمير الجائر وصاحب البدعة المعلن البدعة * وأخرج الحكيم
الترمذي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاء بالعبد يوم القيامة فتوضع حسناته في كفة
وسيئاته في كفة فترجح السيئات فتجئ بطاقة فتوضع في كفة الحسنات فترجح بها فيقول يا رب ما هذه البطاقة فما
من عمل عملته في ليلى ونهاري الا وقد استقبلت به فقيل هذا ما قيل وأنت منه برئ فينجو بذلك * وأخرج
الحكيم الترمذي عن علي بن أبي طالب قال البهتان على البرئ أثقل من السماوات * قوله تعالى (يا أيها الناس
انا خلقناكم من ذكر وأنثى) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن أبي مليكة قال
لما كان يوم الفتح رقى بلال فأذن على الكعبة فقال بعض الناس هذا العبد الأسود يؤذن على ظهر الكعبة وقال
97

بعضهم ان يسخط الله هذا يغيره فنزلت يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى الآية * وأخرج ابن المنذر عن
ابن جريج وابن مردويه والبيهقي في سننه عن الزهري قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى بياضة أن يزوجوا أبا
هند امرأة منهم فقالوا يا رسول الله أتزوج بناتنا موالينا فأنزل الله يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى الآية
قال الزهري نزلت في أبى هند خاصة قال وكان أبو هند حجام النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه من
طريق الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكحوا أبا هند وانكحوا إليه قالت
ونزلت يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال ما خلق
الله الولد الا من نطفة الرجل والمرأة جميعا وذلك أن الله يقول انا خلقناكم من ذكر وأنثى * وأخرج ابن مردويه
عن عمر بن الخطاب ان هذه الآية في الحجرات انا خلقناكم من ذكر وأنثى هي مكية وهي للعرب خاصة الموالى أي
قبيلة لهم وأي شعاب وقوله ان أكرمكم عند الله أتقاكم قال أتقاكم للشرك * وأخرج البخاري وابن جرير عن
ابن عباس وجعلناكم شعوبا وقبائل قال الشعوب القبائل العظام والقبائل البطون * وأخرج الفريابي وابن
جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الشعوب الجماع والقبائل الأفخاذ التي يتعارفون بها * وأخرج عبد بن
حميد وابن مردويه عن ابن عباس وجعلناكم شعوبا وقبائل قال القبائل الأفخاذ والشعوب الجمهور مثل مضر
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وجعلناكم شعوبا وقبائل قال الشعب هو النسب البعيد
والقبائل كما سمعته يقول فلان من بنى فلان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وجعلناكم شعوبا
قال النسب البعيد والقبائل قال دون ذلك جعلنا هذا لتعرفوا فلان بن فلان من كذا وكذا * وأخرج عبد بن حميد
عن الضحاك قال القبائل رؤس القبائل والشعوب الفضائل والأفخاذ * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه
وسلم طاف يوم الفتح على راحلته يستلم الأركان بمعجمة ينه فلما خرج لما يجد مناخا فنزل على أيدي الرجال فخطبهم فحمد
الله وأثنى عليه وقال الحمد لله الذي أذهب عنكم عيبة الجاهلية وتكبرها بآبائها الناس رجلان بر تقى كريم على
الله وفاجر شقي هين على الله والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر
وأنثى إلى قوله خبير ثم قال أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن جابر بن عبد
الله قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق خطبة الوداع فقال يا أيها الناس الا ان ربكم
واحد ألا أن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأسود على أحمر ولا؟ حمر على أسود
الا بالتقوى ان أكرمكم عند الله أتقاكم ألا هل بلغت قالوا بلى يا رسول الله قال فليبلغ الشاهد الغائب * وأخرج
البيهقي عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله أذهب نخوة الجاهلية وتكبرها بآبائها كلكم
لآدم وحواء كطف الصاع بالصاع وان أكرمكم عند الله أتقاكم فمن أتاكم ترضون دينه وأمانته فزوجوه
* وأخرج أحمد وابن جرير وابن مردويه والبيهقي عن عقبة بن عامر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
أنسابكم هذه ليست بمسيئة على أحد كلكم بنو آدم طف الصاع لم تملؤه ليس لأحد على أحد فضل الا بدين وتقوى ان
الله لا يسألكم عن أحسابكم ولا عن أنسابكم يوم القيامة أكرمكم عند الله أتقاكم * وأخرج الحاكم وصححه
وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يقول يوم القيامة أمرتكم فضيعتم
ما عهدت إليكم ورفعتم أنسابكم فاليوم أرفع نسبي وأضع أنسابكم أين المتقون أين المتقون ان أكرمكم عند الله
أتقاكم * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله يوم
القيامة أيها الناس انى جعلت نسبا وجعلتم نسبا فجعلت أكرمكم عند الله أتقاكم فأبيتم الا أن تقولوا فلان أكرم
من فلان وفلان أكرم من فلان وإني اليوم أرفع نسبي وأضع نسبكم الا ان أوليائي المتقون * وأخرج الخطيب عن علي
بن أبي طالب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة أوقف العباد بين يدي الله تعالى غر لا بهما
فيقول الله عبادي أمرتكم فضيعتم أمرى ورفعتم أنسابكم فتفاخرتم بها اليوم أضع أنسابكم أنا الملك الديات أين
المتقون أين المتقون ان أكرمكم عند الله أتقاكم * وأخرج ابن مردويه عن سعيد رضي الله عنه قال قال
98

رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من التراب ولا فضل لعربي على عجمي ولا عجمي على
عربي ولا أحمر على أبيض ولا أبيض على أحمر الا بالتقوى * وأخرج الطبراني عن حبيب بن خراش القصرى رضي الله عنه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلمون إخوة لا فضل لأحد على أحد الا بالتقوى * وأخرج أحمد عن
رجل من بنى سليط قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله التقوى
ههنا وقال بيده إلى صدره وما تواد رجلان في الله فيفرق بينهما الا حدث يحدث أحدهما والمحدث شر والمحدث
شر والمحدث شر * وأخرج البخاري والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
أي الناس أكرم قال أكرمهم عند الله أتقاهم قالوا ليس عن هذا نسألك قال فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن
نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك قال فعن معادن العرب تسألوني قالوا نعم قال خيارهم
في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا * وأخرج أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
له انظر فإنك لست بخير من أحمر ولا اسود الا ان تفضله بتقوى * وأخرج البخاري في الأدب عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال لا أرى أحدا يعمل بهذه الآية يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى حتى بلغ ان أكرمكم عند
الله أتقاكم فيقول الرجل للرجل أنا أكرم منك فليس أحد أكرم من أحد الا بتقوى الله * وأخرج البخاري في
الأدب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما تعدون الكرم وقد بين الله الكرم وأكرمكم عند الله أتقاكم
وما تعدون الحسب أفضلكم حسبا أحسنكم خلقا * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن درة بنت أبي لهب قالت
قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال يا رسول الله أي الناس خير فقال خير الناس أقرؤهم
وأتقاهم لله عز وجل وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم * وأخرج أحمد وعبد بن حميد
والترمذي وصححه والطبراني والدارقطني والحاكم وصححه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال الحسب المال والكرم التقوى * وأخرج أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت ما أعجب رسول الله
صلى الله عليه وسلم شئ من الدنيا ولا أعجبه أحد قط الا ذو تقوى * وأخرج الحكيم الترمذي عن واثلة بن الأسقع
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتقى الله أهاب الله منه كل شئ ومن لم يتق الله أهابه الله من
كل شئ * وأخرج الحكيم الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحياء
زينة والتقى كرم وخير المركب الصبر وانتظار الفرج من الله عبادة * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبده خيرا جعل غناه في نفسه وتقاه في قلبه وإذا أراد
الله بعبده شرا جعل فقره بين عينيه * وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قال جاء رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أوصني فقال عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير وعليك
بالجهاد فإنها رهبانية المسلمين وعليك بذكر الله وتلاوة كتاب الله فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء واخزن
لسانك الا من خير فإنك بذلك تغلب الشيطان * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي نضرة رضي الله عنه ان رجلا رأى أنه
دخل الجنة فرأى مملوكه فوقه مثل الكوكب فقال والله يا رب ان هذا المملوكي في الدنيا فما أنزله هذه المنزلة
قال هذا كان أحسن عملا منك * وأخرج الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال تعلموا من أنسابكم ما تصلون
به أرحامكم فان صلة الرحم محبة في الاهل مثراة في المال منساة في الأثر * وأخرج البزار عن حذيفة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب ولينتهين قوم يفخرون بآبائهم
أو ليكونن أهون على الله من الجعلان * وأخرج أحمد عن أبي ريحانة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من انتسب لي تسعة آباء كفار يريد بهم عزا وكبرا فهو عاشرهم في النار * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
ومسلم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع من الجاهلية لا تتركهن
أمتي الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتان في الناس هما بهما تفر النياحة والطعن في الأنساب
* قوله تعالى (قالت الاعراب آمنا) الآية * اخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى
99

الله عنه في قوله قالت الاعراب آمنا قال أعراب بنى أسد بن خزيمة وفي قوله ولكن قولوا أسلمنا قال استسلمنا مخافة
القتل والسبي * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله قالت الاعراب آمنا قال نزلت في بنى أسد
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قالت الاعراب آمنا الآية قال لم تعلم هذه الآية
الاعراب ولكنها الطوائف من الاعراب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قالت الاعراب آمنا قل لم
تؤمنوا قال لعمري ما عمت هذه الآية الاعراب ان من الاعراب لمن يؤمن بالله واليوم الآخر ولكن انما أنزلت في
حي من أحياء العرب منوا بالاسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا أسلمنا ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان فقال
الله لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن داود بن أبي
هند انه سئل عن الايمان فتلا هذه الآية قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا قال الاسلام الاقرار
والايمان التصديق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الزهري في الآية قال ترى ان الاسلام الكلمة والايمان
العمل * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن مردويه عن سعد بن أبي
وقاص ان نفرا أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم الا رجلا منهم فقلت يا رسول الله أعطيتهم وتركت فلانا
والله انى لأراه مؤمنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مسلم قال ذلك ثلاثا * وأخرج ابن قانع وابن مردويه من
طريق الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم قسما فأعطى أناسا ومنع آخرين
فقلت يا رسول الله أعطيت فلانا وفلانا ومنعت فلانا وهو مؤمن فقال لا تقل مؤمن ولكن قل مسلم وقال الزهري
قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا * وأخرج ابن ماجة وابن مردويه والطبراني والبيهقي في شعب
الايمان عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان معرفة بالقلب واقرار باللسان وعمل
بالأركان * وأخرج أحمد وابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الاسلام علانية والايمان في
القلب ثم يشير بيده إلى صدره ثلاث مرات ويقول التقوى ههنا التقوى ههنا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه
عن ابن عباس قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا الآية قال وذلك انهم أرادوا ان يتسموا باسم الهجرة ولا يتسموا
بأسمائهم التي سماهم الله وكان هذا أول الهجرة قبل ان تترك المواريث لهم * قوله تعالى (وان تطيعوا الله
ورسوله) الآية * أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ لا يلتكم بغير ألف ولا همزة مكسورة اللام * وأخرج
ابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان شهر رمضان فرض عليكم صيامه والصلاة بالليل
بعد الفريضة نافلة لكم والله لا يلتكم من أعمالكم شيئا * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله لا يلتكم قال
لا يظلمكم * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد لا يلتكم لا ينقصكم * وأخرج الطستي في
مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله لا يألتكم قال لا ينقصكم بلغة بنى عبس قال وهل تعرف
العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الحطيئة العبسي
أبلغ سراة بنى سعد مغلغلة * جهد الرسالة لا ألتا ولا كذبا
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة لا يألتكم لا يظلمكم من أعمالكم شيئا ان الله غفور رحيم قال غفور
للذنب الكبير رحيم بعباده * قوله تعالى (انما المؤمنون) الآية * أخرج أحمد والحكيم والترمذي عن أبي سعيد
الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمنون في الدنيا على ثلاثة أجزاء الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا
وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذي أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ثم الذي إذا أشرف على طمع
تركه لله * قوله تعالى (يمنون عليك) الآية * أخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه بسند حسن عن عبد
الله بن أبي أوفى ان أناسا من العرب قالوا يا رسول الله أسلمنا ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان فأنزل الله يمنون عليك ان
أسلموا الآية * وأخرج النسائي والبزار وابن مردويه عن ابن عباس قال جاءت بنو أسد إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقالوا يا رسول الله أسلمنا وقاتلك العرب ولم نقاتلك فنزلت هذه الآية يمنون عليك ان أسلموا * وأخرج
سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه وابن جرير عن سعيد بن جبير قال أتى قوم من الاعراب
من بنى أسد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا جئناك ولم نقاتلك فأنزل الله يمنون عليك ان أسلموا * وأخرج ابن أبي
100

حاتم وابن مردويه عن الحسن قال لما فتحت مكة جاء ناس فقالوا يا رسول الله انا قد أسلمنا ولم نقاتلك كما قاتلك بنو
فلان فأنزل الله يمنون عليك ان أسلموا * وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي قال قدم عشرة رهط من بنى
أسد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول سنة تسع وفيهم حضرمي بن عامر وضرار بن الأزور ووابصة بن
معبد وقتادة بن القائف وسلمة بن حبيش ونقادة بن عبد الله بن خلف وطليحة بن خويلد ورسول الله صلى الله
عليه وسلم في المسجد مع أصحابه فسلموا وقال متكلمهم يا رسول الله انا شهدنا ان الله وحده لا شريك له وانك عبده
ورسوله وجئناك يا رسول الله ولم تبعث إلينا بعثا ونحن لمن وراءنا سلم فأنزل الله يمنون عليك ان أسلموا الآية
* وأخرج الطبراني عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني ربى السبع الطوال مكان التوراة
والمئين مكان الإنجيل وفضلت بالمفصل * وأخرج ابن الضريس وابن جرير عن أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال أعطيت السبع مكان التوراة وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وأعطيت كذا وكذا مكان الزبور وفضلت
بالمفصل * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال الطول مكان التوراة والمئين كالإنجيل والمثاني كالزبور وسائر
القرآن بعد فضل على الكتب
* (سورة ق مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة ق بمكة * وأخرج ابن
مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال نزلت المفصل بمكة فمكثنا حججا نقرؤه لا ينزل
غيره * وأخرج ابن أبي داود وابن عساكر عن عثمان بن عفان انها لما ضربت يده قال والله انها لأول يد خطت
المفصل * وأخرج أحمد والطبراني وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن واثلة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أعطيت مكان التوراة السبع الطوال وأعطيت مكان الزبور المئين وأعطيت مكان الإنجيل المثاني وفضلت
بالمفصل * وأخرج الدارمي والطبراني ومحمد بن نصر والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال إن لكل شئ لبابا وان
لباب القرآن المفصل * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود وابن ماجة عن أوس بن حذيفة قال قدمنا في وفد
ثقيف فسالت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تجزؤن القرآن قالوا ثلث وخمس وسبع وتسع وإحدى
عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل وحده * وأخرج البيهقي في السنن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال
ما من المفصل سورة صغيرة ولا كبيرة الا وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم بها الناس في الصلاة المكتوبة
* وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ومسلم عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر ق
والقرآن المجيد * وأخرج سعيد بن منصور واللفظ له ومسلم وابن ماجة عن قطبة بن مالك قال كان النبي صلى الله
عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر في الركعة الأولى ق والقرآن المجيد * وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي
والنسائي وابن ماجة عن أبي واقد الليثي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيد بقاف واقتربت
* وأخرج أحمد ومسلم وابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن أم هشام ابنة حارثة قالت
ما أخذت ق والقرآن المجيد الا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب
الناس * وأخرج ابن سعد عن أم صبية خوله بنت قيس الجهنية قالت كنت أسمع خطبة رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم الجمعة وأنا في مؤخر النساء فاسمع قراءته ق والقرآن المجيد على المنبر وأنا في مؤخر المسجد * وأخرج ابن
مردويه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا عم يتساءلون وتعلموا ق والقرآن المجيد وتعلموا
والنجم إذا هوى والسماء ذات البروج والسماء والطارق * قوله تعالى (ق) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن
عباس في قوله ق قال هو اسم من أسماء الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال خلق الله تعالى من وراء هذه
الأرض بحرا محيطا بها ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له ق السماء الدنيا مترفرفة عليه ثم خلق من وراء ذلك الجبل
أرضا مثل تلك الأرض سبع مرات ثم خلق من وراء ذلك بحرا محيطا بها ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له ق السماء
الثانية مترفرفة عليه حتى عد سبع أرضين وسبعة أبحر وسبعة أجبل وسبع سماوات قال وذلك قوله والبحر يمده من
بعده سبعة أبحر * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه وأبو الشيخ والحاكم عن عبد الله بن بريدة في قوله ق قال جبل من
101

زمرد محيط بالدنيا عليه كنفا السماء * وأخرج ابن أبي الدنيا في العقوبات وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس
قال خلق الله جبلا يقال له ق محيط بالعالم وعروة إلى الصخرة التي عليها الأرض فإذا أراد الله أن يزلزل قرية أمر
ذلك الجبل فحرك العرق الذي يلي تلك القرية فيزلزلها ويحركها فمن ثم تحرك القرية دون القرية * وأخرج
عبد الرزاق عن مجاهد قال ق جبل محيط بالأرض * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة ق اسم من
أسماء القرآن * قوله تعالى (والقرآن المجيد) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن
عباس والقرآن المجيد قال الكريم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال القرآن المجيد ليس شئ أحسن منه
ولا أفضل منه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريح في قوله ذلك رجع بعيد قال أنكروا البعث فقالوا من يستطيع
أن يرجعنا ويحيينا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قد علمنا ما تنقص الأرض بينهم قال من
أجسادهم وما يذهب منها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قد علمنا ما تنقص الأرض منهم قال ما تأكل الأرض
من لحومهم وأشعارهم وعظامهم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في الآية قال يعنى الموتى تأكلهم
الأرض إذا ماتوا * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك وعندنا كتاب حفيظ قال لعدتهم وأسمائهم * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في أمر مريج يقول مختلف * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر من طريق أبى جمرة عن ابن عباس أنه سئل عن قوله في أمر مريج يقول الشئ المريج
الشئ المنكر المتغير أما سمعت قول الشاعر
فجالت والتمست به حشاها * فخر كأنه خوط مريج
* وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في أمر مريج يقول في أمر ضلالة * وأخرج ابن الأنباري
في كتاب الوقف والخطيب في تالي التخليص والطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله
في أمر مريج قال مختلط قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
فراغت فانتفذت به حشاها * فخر كأنه خوط مريج
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله في أمر مريج قال ملتبس وفى قوله ما لها من
فروج قال شقوق * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله
تعالى من كل زوج بهيج قال لزوج الواحد والبهيج الحسن قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الأعشى
وهو يقول وكل زوج من الديباج يلبسه * أبو قدامة محبوك يداه معا
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله كل زوج بهيج قال حسن تبصرة قال نعم تبصرة
للعباد وذكرى لكل عبد منيب قال المنيب المقبل؟ قلبه إلى الله وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله تبصرة قال بصيرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وعطاء في قوله لكل عبد
* وأخرج البخاري في الأدب عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان إذا أمطرت السماء يقول
يا جارية اخرجي سرجي اخرجي ثيابي ويقول وأنزلنا من السماء ماء مباركا * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن
الضحاك في قوله وأنزلنا من السماء ماء مباركا قال المطر * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله وحب الحصيد قال الحنطة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في
قوله وحب الحصيد قال هو البر والشعير * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن قطبة قال سمعت النبي صلى
الله عليه وسلم يقرأ في الصبح ق فلما أتى على هذه الآية والنخل باسقات لها طلع نضيد قال قطبة فجعلت أقول
ما أطولها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله والنخل
باسقات قال الطول * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عبد الله بن عثمان بن خثيم قال سألت عكرمة عن النخل
باسقات فقلت ما بسوقها قال بسوقها طلعها لم ثر انه قال للشاة إذا حان ولادها بسقت قال فرجعت إلى سعيد
ابن جبير فقلت له فقال كذب بسوقها طولها في كلام العرب ألم تر ان الله قال والنخل باسقات ثم قال طلع نضيد
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن شداد في قوله والنخل باسقات قال استقامتها * وأخرج ابن
102

المنذر عن عكرمة قال بسوقها التفافها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في
قوله لها اطلع نضيد قال متراكم بعضه على بعض * قوله تعالى (كذبت قبلهم قوم نوح) الآية * أخرج ابن
المنذر وابن جرير عن مجاهد في قوله فحق وعيد قال ما أهلكوا به تخويفا لهم وفى قوله أفعيينا بالخلق الأول قال
أفعيي علينا حين أنشأناكم بل أنتم في ليس من خلق جديد قال يمترون بالبعث * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله أفعيينا بالخلق الأول يقول لم يعينا الخلق الأول وفى قوله بل هم في ليس من خلق جديد
يقول في شك من البعث * قوله تعالى (ولقد خلقنا الانسان) الآية * أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نزل الله من ابن آدم أرفع المنازل هو أقرب إليه من حبل الوريد وهو يحول
بين المرء وقلبه وهو آخذ بناصية كل دابة وهو معهم أينما كانوا * وأخرج ابن المنذر عن جويبر رضي الله عنه قال
سألت الضحاك عن قوله ونحن أقرب إليه من حبل الوريد قال ليس شئ أقرب إلى ابن آدم من حبل الوريد والله
أقرب إليه منه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من حبل الوريد قال عرق
العنق * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله من حبل الوريد قال نياط القلب وما حمل
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله من حبل الوريد قال الذي في الحلق * قوله تعالى
(إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد) الآية * أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله إذ يتلقى المتلقيان
قال مع كل انسان ملكان ملك عن يمينه وآخر عن شماله فاما الذي عن يمينه فيكتب الخير وأما الذي عن شماله
فيكتب الشر * وأخرج أبو نعيم والديلمي عن معاذ بن جبل مرفوعا ان الله لطف الملكين الحافظين حتى أجلسهما
عن الناجذين وجعل لسانه قلمهما وريقه مدادهما * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال اسم صاحب
السيئات قعيد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال عن اليمين كاتب الحسنات وعن الشمال
كاتب السيئات * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ما يلفظ من قول
الآية قال يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر حتى أنه ليكتب قوله أكلت شربت ذهبت جئت رأيت حتى إذا كان
يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه من خير أو شر وألقى سائره فذلك قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد قال انما يكتب الخير والشر لا يكتب يا غلام أسرج الفرس
ويا غلام اسقني الماء * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال لا يكتب الا ما يؤجر عليه ويؤزر فيه لو قال رجل لامرأته
تعالى حتى نفعل كذا وكذا كان يكتب عليه شئ * وأخرج ابن أبي الدنيا في الفدية من طريق الكلبي عن أبي صالح
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ما يلفظ من قول الآية قال كاتب الحسنات عن يمينه يكتب حسناته
وكاتب السيئات عن يساره فإذا عمل حسنة كتب صاحب اليمين عشرا وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب
الشمال دعه حتى يسبح أو يستغفر فإذا كان يوم الخميس كتب ما يجزى به من الخير والشر ويلقى ما سوى ذلك ثم
يعرض على أم الكتاب فيجده يحملنه فيه * وأخرج ابن أبي الدنيا في الصمت عن علي قال لسان الانسان قلم الملك
وريقه مداده * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن المنذر عن الأحنف بن قيس في قوله عن اليمين وعن الشمال قعيد قال
صاحب اليمين يكتب الخير وهو أمير على صاحب الشمال فان أصاب العبد خطيئة قال أمسك فان استغفر الله نهاه
أن يكتبها وان أبى الا ان يصر كتبها * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة من طريق ابن المبارك عن ابن
جريج قال ملكان أحدهما على يمينه يكتب الحسنات وملك عن يساره يكتب السيئات فالذي عن يمينه يكتب بغير
شهادة من صاحبه ان قعد فأحدهما عن يمينه والآخر عن يساره وان مشى فأحدهما امامه والآخر خلفه وان رقد
فأحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه قال ابن المبارك وكل به خمسة املاك ملكان بالليل وملكان بالنهار يجيآن
ويذهبان وملك خامس لا يفارقه ليلا ولا نهارا * وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله رقيب عتيد
قال رصيد * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن حجاج بن دينار قال قلت لأبي معشر الرجل يذكر الله في نفسه
كيف تكتبه الملائكة قال يجدون الريح * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي عمران الجوني قال
103

بلغنا ان الملائكة تصف بكتبها في السماء الدنيا كل عشية بعد العصر فينادى الملك الق تلك الصحيفة وينادى
الملك الآخر ألق تلك الصحيفة فيقولون ربنا قالوا خيرا وحفظنا عليهم فيقول انهم لم يريدوا به وجهي وانه لا أقبل
الا ما أريد به وجهي وينادى الملك الآخر اكتب لفلان بن فلان كذا وكذا فيقول يا رب انه لم يعمله فيقول انه نواه
وأخرج ابن المبارك وابن أبي الدنيا في الاخلاص وأبو الشيخ في العظمة عن ضمرة ابن حبيب قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ان الملائكة يصعدون بعمل العبد من عباد الله فيكثرونه ويزكونه حتى ينتهوا به حيث شاء الله من
سلطانه فيوحى الله إليهم انكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه ان عبدي هذا لم يخلص لي عمله
فاجعلوه في سجين قال ويصعدون بعمل العبد من عباد الله فيستقلونه ويحقرونه حتى ينتهوا به حيث شاء الله من
سلطانه فيوحى الله إليهم انكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه فضا عفوه له واجعلوه في عليين
* وأخرج الطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب
اليمين أمير على صاحب الشمال فإذا عمل العبد حسنة كتبت له بعشر أمثالها وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال
ان يكتبها قال صاحب اليمين أمسك فيمسك ست ساعات أو سبع ساعات فان استغفر الله منها لم يكتب عليه شيئا وان
لم يستغفر الله كتب عليه سيئة واحدة * وأخرج أبو الشيخ في التفسير عن حسان بن عطية قال تذاكروا مجلسا فيه
مكحول وابن أبي زكريا ان العبد إذا عمل خطيئة لم تكتب عليه ثلاث ساعات فان استغفر الله والا تكتب عليه
* وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن أبي رباح انه قال إن من كان قبلكم كان يكره فضول الكلام ما عدا كتاب الله
ان يقرأه أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر وان تنطق بحاجتك في معيشتك التي لابد لك منها أتنكرون ان عليكم
حافظين كراما كاتبين وان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد أما يستحى أحدكم لو
نشر صحيفته التي ملا صدر نهاره وأكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في شعب
الايمان من طريق الأوزاعي عن حسان بن عطية قال بينما رجل راكب على حمار إذ عثر به فقال تعست فقال
صاحب اليمين ما هي بحسنة فاكتبها وقال صاحب الشمال ما هي بسيئة فاكتبها فنودي صاحب الشمال ان ما ترك
صاحب اليمين فاكتبه * واخرج ابن أبي شيبة عن بكر بن ماعز قال جاءت بنت الربيع بن خيثم وعنده أصحاب له
فقالت يا أبتاه اذهب العب قال لا قال له أصحابه يا أبا يزيد اتركها قال لا يوجد في صحيفتي انى قلت لها اذهبي فالعبي
لكن اذهبي فقولي خيرا وافعلي خيرا * وأخرج البيهقي في الشعب عن حذيفة بن اليمان ان الكلام بسبعة
أغلاق إذا خرج منها كتب وإذا لم يخرج لم يكتب القلب واللهاة واللسان والحنكين والشفتين * وأخرج
الخطيب في رواة مالك وابن عساكر عن مالك انه بلغه ان كل شئ يكتب حتى أنين المريض * وأخرج ابن المنذر
عن مجاهد قال يكتب على ابن آدم كل شئ يتكلم به حتى أنينه في مرضه * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر عن
الفضيل بن عيسى قال إذا احتضر الرجل قيل للملك الذي كان يكتب له كف قال لا وما يدريني لعله يقول لا إله إلا الله
فاكتبها له * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال يكتب من المريض كل شئ حتى أنينه في مرضه * وأخرج ابن أبي
شيبة عن عطاء بن يسار يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مرض العبد قال الله للكرام الكاتبين اكتبوا
لعبدي مثل الذي كان يعمل حتى أقبضه أو أعافيه * وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان قال إذا مرض العبد قال
الملك يا رب ابتليت عبدك بكذا فيقول ما دام في وثاقي فاكتبوا له مثل عمله الذي كان يعمل * وأخرج ابن أبي
شبة والبيهقي في شعب الايمان عن معاذ قال إذا ابتلى الله العبد بالسقم قال لصاحب الشمال ارفع وقال لصاحب
اليمين اكتب لعبدي ما كان يعمل * وأخرج ابن أبي شيبة عن النضر بن أنس قال كنا نتحدث منذ خمسين سنة انه
ما من عبد يمرض الا قال الله لكاتبيه اكتبا لعبدي ما كان يعمل في صحته * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي قلابة قال
إذا مرض الرجل على عمل صالح أجري له ما كان يعمل في صحته * وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة قال إذا مرض
الرجل رفع له كل يوم ما كان يعمل * وأخرج ابن أبي شيبة عن ثابت بن مسلم بن يسار قال إذا مرض العبد كتب له
أحسن ما كان يعمل في صحته * وأخرج ابن أبي شيبة والدار قطني في الافراد والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن
عبد الله بن عمر ورضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد من المسلمين يبتلى ببلاء في جسده
104

الا أمر الله الحفظة فقال اكتبوا لعبدي ما كان يعمل وهو صحيح ما دام مشدود في وثاقي * وأخرج ابن أبي شيبة
عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مرض أو سافر كتب الله له ما كان يعمل
صحيحا مقيما * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبيهقي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا ابتلى الله المؤمن ببلاء في جسده قال للملك اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل فان شفاه غسله
وطهره وان قبضه غفر له ورحمه * وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الايمان عن أنس رضي الله عنه
قال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله وكل بعبده المؤمن ملكين يكتبان عمله فإذا مات قال الملكان اللذان
وكلا به قد مات فائذن لنا ان نصعد إلى السماء فيقول الله سمائي مملوءة من ملائكتي يسبحوني فيقولان أنقيم في
الأرض فيقول الله أرضى مملوءة من خلقي يسبحوني فيقولان فأين فيقول قوما على قبر عبدي فسبحاني واحمداني
وكبراني واكتبا ذلك لعبدي إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والحكيم الترمذي عن عمر
ابن ذر عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عند لسان كل قائل فليتق الله عبد
ولينظر ما يقول * وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا مثله * قوله تعالى
(وجاءت سكرة الموت بالحق) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج وجاءت سكرة الموت قال غمرة الموت
* وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والترمذي والنسائي وابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم كانت بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول لا إله إلا الله ان
للموت سكرات * وأخرج الحاكم وصححه عن القاسم بن محمد رضي الله عنه انه تلا وجاءت سكرة الموت بالحق
فقال حدثتني أم المؤمنين رضي الله عنها قالت لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالموت وعنده قدح فيه
ماء وهو يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول اللهم أعنى على سكرات الموت * وأخرج ابن سعد عن
عروة رضي الله عنه قال لما مات الوليد بن الوليد بكته أم سلمة فقالت
يا عين فابكي للوليد * بن الوليد بن المغيرة
كان الوليد بن الوليد * أبا لوليد فتى العشيرة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولي هكذا يا أم سلمة ولكن قولي وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت
منه تحيد * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن المنذر عن عائشة قالت لما حضرت أبا بكر الوفاة قلت
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل
قال أبو بكر رضي الله عنه بل جاءت سكرة الحق بالموت ذلك ما كنت منه تحيد قدم الحق وأخر الموت * وأخرج
ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه قال صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة فكان إذا
نزل منزلا قام شطر الليل فسئل كيف كانت قراءته قال قرأ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد فجعل
يرتل ويكثر في ذلك التسبيح * وأخرج أحمد وابن جرير عن عبد الله بن اليمنى مولى الزبير بن العوام قال لما حضر
أبو بكر تمثلت عائشة بهذا البيت
أعاذل ما يغنى الحذار عن الفتى * إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فقال أبو بكر رضي الله عنه ليس كذلك يا بنية ولكن قولي وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد
* قوله تعالى (ما كنت منه تحيد) * أخرج الطبراني عن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم مثل الذي يفر من الموت كمثل الثعلب تطلبه الأرض بدين فجاء يسعى حتى إذا أعيا وانبهر دخل حجره فقالت
له الأرض يا ثعلب ديني فخرج 7 خصاص فلم يزل كذلك حتى انقطعت عنقه فمات * قوله تعالى (وجاءت كل
نفس معها سائق وشهيد) * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم في الكنى وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور وابن عساكر عن عثمان
ابن عفان رضي الله عنه انه قرأ وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد قال سائق يسوقها إلى أمر الله وشهيد يشهد
عليها بما عملت * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم في الكنى وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة
105

رضي الله عنه في قوله وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد قال السائق الملك والشهيد العمل * وأخرج ابن
جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سائق وشهيد قال السائق من الملائكة والشهيد شاهد عليه من
نفسه * وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله سائق وشهيد قال السائق من الملائكة والشاهد
من أنفسهم الأيدي والأرجل والملائكة أيضا شهداء عليهم * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله سائق وشهيد قال الملكان كاتب وشهيد * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن أبي
حاتم وأبو نعيم في الحلية عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن ان آدم لقى غفلة
عما خلق له ان الله إذا أراد خلقه قال للملك اكتب رزقه اكتب أثره اكتب أجله اكتب شقيا أم سعيدا ثم يرتفع
ذلك الملك ويبعث الله ملكا فيحفظه حتى يدرك ثم يرتفع ذلك الملك ثم يوكل الله به ملكين يكتبان حسناته
وسيئاته فإذا حضره الموت ارتفع ذلك الملكان وجاء ملك الموت ليقبض روحه فإذا أدخل قبره رد الروح في جسده
وجاءه ملكا القبر فامتحناه ثم يرتفعان فإذا قامت الساعة انحط عليه ملك الحسنات وملك السيئات فبسطا كتابا
معقودا في عنقه ثم حضرا معه واحد سائق وآخر شهيد ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قدامكم لأمرا
عظيما لا تقدرونه فاستعينوا بالله العظيم * قوله تعالى (لقد كنت في غفلة) الآيات * أخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لقد كنت في غفلة من هذا قال هو الكافر * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله فكشفنا عنك غطاءك قال الحياة بعد الموت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن قتادة في قوله فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد قال عاين الآخرة فنظر إلى ما وعده الله
فوجده كذلك * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله فبصرك اليوم قال إلى لسان الميزان حديد قال حديد
النظر شديد * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله قال قرينه قال الشيطان * وأخرج الفريابي عن مجاهد
في قوله وقال قرينه قال الشيطان الذي قيض له * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وقال قرينه قال ملكه
هذا ما لدى عتيد قال الذي عندي عتيد للانسان حفظته حتى جئت به وفى قوله قال قرينه ربنا ما أطغيته قال
هذا شيطانه * وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم في قوله كل كفار عنيد قال مناكب عن الحق * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ألقيا في جهنم كل كفار عنيد قال كفار بنعم الله عنيد عن طاعة الله وحقه
متاع للخير قال الزكاة المفروضة معتد مريب قال معتد في قوله وكلامه آثم بربه فقال هذا المنافق الذي جعل
مع الله إلها آخر قال هذا المشرك * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن منصور قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما من أحد الا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا ولا أنت قال ولا انا الا ان الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني
الا بخير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لا تختصموا لدى قال إنهم اعتذروا
بغير عذر فأبطل الله عليهم حجتهم ورد عليهم قولهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله قال لا
تختصموا لدى قال عندي وقد قدمت إليكم بالوعيد قال على لسان الرسل ان من عصاني عذبته * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الربيع بن أنس قال قلت لأبي العالية قال الله لا تختصموا لدى وقد قدمت
إليكم بالوعيد وقال ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون فكيف هذا قال نعم أما قوله لا تختصموا لدى فهؤلاء
أهل الشرك وقوله ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون فهؤلاء أهل القبلة يختصمون في مظالمهم * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ما يبدل القول لدى قال قد قضبت ما أنا فاض * وأخرج ابن المنذر عن
ابن جريج في قوله ما يبدل القول لدى قال ههنا القسم * وأخرج عبد الرزاق والبخاري ومسلم والنسائي وابن
ماجة وابن المنذر وابن مردويه عن أنس قال فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به الصلاة خمسين
ثم نقصت حتى جعلت خمسا ثم نودي يا محمد انه لا يبدل القول لدى وان لك بهذه الخمس خمسين * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله وما أنا بظلام للعبيد قال ما أنا بمعذب من لم يجترم والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يوم نقول
لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يوم نقول لجهنم هل
امتلأت وتقول هل من مزيد قال وهل في من مكان يزاد في * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر
106

عن مجاهد في الآية قال حتى تقول فهل من مزيد * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في الآية قال وعدها الله
ليملأنها فقال أوفيتك فقالت وهل من مسلك * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير
وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم يلقى
فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط وعزتك وكرمك
ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا آخر فيسكنهم في قصور الجنة * وأخرج البخاري وابن مردويه عن أبي
هريرة رفعه يقال لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد فيضع الرب قدمه عليها فتقول قط قط * وأخرج ابن أبي
شيبة والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة ما لي
لا يدخلني الا ضعفاء الناس وسقطهم قال الله تبارك وتعالى للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال
للنار انما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها فاما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله
فتقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا وأما الجنة فان الله ينشئ لها خلقا
* وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال افتخرت
الجنة والنار فقالت النار يا رب يدخلني الجبابرة والمتكبرون والملوك والاشراف وقالت الجنة أي رب يدخلني
الضعفاء والفقراء والمساكين فيقول الله للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء وقال للجنة أنت رحمتي وسعت كل
شئ ولكل واحدة منكما ملؤها فيلقى فيها أهلها فتقول هل من مزيد ويلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يأتيها
عز وجل فيضع قدمه عليها فتزوى وتقول قدني قدني وأما الجنة فيلقى فيها ما شاء الله ان يلقى فينشئ لها خلقا
ما يشاء * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن أبي بن كعب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعرفني الله نفسه
يوم القيامة فاسجد سجدة يرضى بها عنى ثم أمدحه مدحة يرضى بها عنى ثم يؤذن لي في الكلام ثم تمر أمتي على
الصراط مضروب بين ظهراني جهنم فيمرون أسرع من الطرف والسهم وأسرع من أجود الخيل حتى يخرج
الرجل منها يحبو وهي الأعمال وجهنم تسأل المزيد حتى يضع فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط
* وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول
من يدعى يوم القيامة أنا فأقوم فألبي ثم يؤذن لي في السجود فاسجد له سجدة يرضى بها عنى ثم يؤذن لي فارفع رأسي
فأدعو بدعاء يرضى به عنى فقلنا يا رسول الله كيف تعرف أمنك يوم القيامة قال يعرفون غرا محجلين من أثر
الطهور فيردون على الحوض ما بين عدن إلى عمان بصرى أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج
وأطيب ريحا من المسك فيه من الآنية عدد نجوم السماء من ورده فشرب منه لم يظمأ بعده أبدا ومن صرف عنه
لم يرو بعده أبدا ثم يعرض الناس على الصراط فيمر أوائلهم كالبرق ثم يمرون كالريح ثم يمرون كالطرف ثم
يمرون كأجاويد الخيل والركاب وعلى كل حال وهي الأعمال والملائكة جانبي الصراط يقولون رب سلم سلم فسالم
ناج ومخدوش ناج ومرتبك في النار وجهنم تقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العالمين ما شاء الله ان يضع
فتقبض وتغرغر كما تغرغر المزادة الجديدة إذا ملئت وتقول قط قط * قوله تعالى (وأزلفت الجنة) الآيات
* أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله أزلفت الجنة قال زينت الجنة * وأخرج
ابن جرير والبيهقي في شعب الايمان عن التميمي قال سالت ابن عباس عن الأواب الحفيظ قال حفظ ذنوبه حتى
رجع عنها * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن سعيد بن سنان في قوله لكل أواب حفيظ قال حفظ ذنوبه
فتاب منها ذنبا ذنبا * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن سعيد
ابن المسيب قال الأواب الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب حتى يختم الله له بالتوبة * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن انس بن خباب قال قال لي مجاهد ألا أنبئك بالأواب الحفيظ هو الرجل
يذكر ذنبه إذا خلا فيستغفر له * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب
الايمان عن عبيد بن عمير مثله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عبيد بن عمير قال كنا نعد الأواب الحفيظ
107

الذي يكون في المجلس فإذا أراد أن يقوم قال اللهم اغفر لي ما أصبت في مجلسي هذا * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله لكل أواب قال مطيع لله حفيظ قال لما استودعه الله من حقه ونعمه وفى قوله
وجاء بقلب منيب قال منيب إلى الله مقبل إليه وفى قوله ادخلوها بسلام قال سلموا من عذاب الله وسلم الله عليهم
ذلك يوم الخلود قال خلدوا والله فلا يموتون * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله من خشى الرحمن بالغيب
قال يخشى ولا يرى * قوله تعالى (لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد) * أخرج البزار وابن المنذر وابن أبي حاتم
وابن مردويه واللالكائي في السنة والبيهقي في البعث والنشور عن أنس في قوله ولدينا مزيد قال يتجلى لهم الرب
عز وجل * وأخرج الشافعي في الام وابن أبي شيبة والبزار وأبو يعلى وابن أبي الدنيا في صفة الجنة
وابن جرير وابن المنذر والطبراني في الأوسط وابن مردويه والآجري في الشريعة والبيهقي في الرؤية وأبو
نصر السجزي في الإبانة من طرق جيدة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل وفى يده مرآة
بيضاء فيها نكتة سوداء فقلت ما هذا يا جبريل قال هذه الجمعة فضلت بها أنت وأمتك فالناس لكم فيها تبع
اليهود والنصارى ولكم فيها خير وفيها ساعة لا يوافقها مؤمن يدعو الله بخير الا استجيب له وهو عندنا يوم المزيد
قال النبي صلى الله عليه وسلم يا جبريل وما يوم المزيد قال إن ربك اتخذ في الفردوس واديا أفيح فيه كثب من مسك
فإذا كان يوم الجمعة أنزل الله ما شاء من الملائكة وحوله منابر من نور عليها مقاعد النبيين وتحف تلك المنابر بكراسي
من ذهب مكللة بالياقوت والزبرجد عليها الشهداء والصديقون ثم جاء أهل الجنة فجلسوا من ورائهم على تلك
الكثب فيتجلى لهم تبارك وتعالى حتى ينظروا إلى وجهه ويقول الله أنا ربكم قد صدقتكم وعدى فسلوني أعطكم
فيقولون ربنا نسألك رضوانك فيقول قد رضيت عنكم فسلوني فيسألوه حتى تنتهى رغبتهم فيقول لكم ما
تمنيتم ولدى مزيد فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم من الخير وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم على
العرش وفيه خلق آدم وفيه تقوى الساعة * وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير بسند حسن عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليتكئ في الجنة سبعين سنة
قبل ان يتحول ثم تأتيه امرأته فتضرب على منكبه فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة وان أدنى لؤلؤة
عليها تضئ ما بين المشرق والمغرب فتسلم عليه فيرد عليها السلام ويسألها من أنت فتقول أنا من المزيد
وانه ليكون عليها سبعون حلة أدناها مثل 7 الغمان من طوبى فينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من
وراء ذلك وان عليها التيجان ان أدنى لؤلؤة منها لتضئ ما بين المشرق والمغرب * وأخرج ابن جرير عن أنس
رضي الله عنه قال إن الله إذا أسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار هبط إلى مرج من الجنة أفيح فمد بينه
وبين خلقه حجبا من لؤلؤ وحجبا من نور ثم وضعت منابر النور وسرر النور وكراسي النور ثم أذن لرجل
على الله بين يديه أمثال الجبال من النور فيسمع دوي تسبيح الملائكة معه وصفق أجنحتهم فمد أهل الجنة أعناقهم
فقيل من هذا الذي قد أذن له على الله فقيل هذا المجبول بيده والمعلم الأسماء أمرت الملائكة فسجدت له والذي
أبيحت له الجنة آدم قد أذن له على الله ثم يؤذن لرجل آخر بين يديه أمثال الجبال من النور يسمع دوي تسبيح
الملائكة معه وصفق أجنحتهم فمد أهل الجنة أعناقهم فقيل من هذا الذي قد أذن له على الله فقيل هذا الذي قد
اتخذه الله خليلا وجعلت النار عليه بردا وسلاما إبراهيم قد أذن له على الله ثم أذن لرجل آخر على الله بين يديه
أمثال الجبال من النور يسمع معه دوي تسبيح الملائكة وصفق أجنحتهم فمد أهل الجنة أعناقهم فقيل من هذا الذي
قد أذن له على الله فقيل هذا الذي اصطفاه الله برسالته وقربه نجيا وكلمه كلاما موسى قد أذن له على الله ثم يؤذن
لرجل آخر معه مثل جميع مواكب النبيين قبله من بين يديه أمثال الجبال من النور يسمع دوي تسبيح الملائكة
معه وصفق أجنحتهم فمد أهل الجنة أعناقهم فقيل من هذا الذي قد أذن له على الله فقيل هذا أول شافع وأول
مشفع وأكثر الناس واردة وسيد ولد آدم وأول من تنشق عن ذؤابته الأرض وصاحب لواء الحمد وقد أذن له على
الله فجلس النبيون على منابر النور والصديقون على سرر النور والشهداء على كراسي النور وجلس سائر
الناس على كثبان المسك الأذفر الأبيض ثم ناداهم الرب تعالى من وراء الحجب مرحبا بعبادي وزواري وجيراني
108

ووفدي يا ملائكتي انهضوا إلى عبادي فاطعموهم فقربت إليهم من لحوم الطير كأنها البخت لا ريش لها ولا
عظم فأكلوا ثم ناداهم الرب عز وجل من وراء الحجب مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي أكلوا اسقوهم
فنهض إليهم غلمان كأنهم اللؤلؤ المكنون بأباريق الذهب والفضة بأشربة مختلفة لذيذة آخرها كلذة أولها
لا يصدعون عنها ولا ينزفون ثم ناداهم الرب عز وجل من وراء الحجب مرحبا بعبادي وزواري وجيراني
ووفدي أكلوا وشربوا فكهوهم فيقرب إليهم على اطباق مكالة بالياقوت والمرجان من الرطب الذي سمى الله
أشد بياضا من اللبن وأشد عذوبة من العسل فأكلوا ثم ناداهم الرب من وراء الحجب مرحبا بعبادي وزواري
وجيراني ووفدي أكلوا وشربوا وفكهوا أكسوهم ففتحت لهم ثمار الجنة بحلل مصقولة بنور الرحمن
فاكسوها ثم ناداهم الرب عز وجل من وراء الحجب مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي أكلوا وشربوا
وفكهوا وكسوا طيبوهم فهاجت عليهم ريح يقال لها المثيرة بأباريق المسك الأبيض الأذفر فنفخت على وجوههم
من غير غبار ولا قتام ثم ناداهم الرب عز وجل من وراء الحجب مرحبا بعبادي وزواري وجيراني ووفدي
أكلوا واشربوا وفكهوا وكسوا وطيبوا وعزتي لا تجلين لهم حتى ينظروا إلى فذلك انتهاء العطاء وفضل المزيد
فتجلى لهم الرب ثم قال السلام عليكم عبادي انظروا إلى فقد رضيت عنكم فتداعت قصور الجنة وشجرها سبحانك
أربع مرات وخر القوم سجدا فناداهم الرب عبادي ارفعوا رؤسكم فإنها ليست بدار عمل ولا دار نصب انما هي
دار جزاء وثواب وعزتي ما خلقتها الا من أجلكم وما من ساعة ذكرتموني فيها في دار الدنيا الا ذكرتكم فوق عرشي
* وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثني
جبريل قال يدخل الرجل على الحوراء فتستقبله بالمعانقة والمصافحة فبأي بنات تعاطيه لو أن بعض بنانها بدا
لغلب ضوءه ضوء الشمس والقمر ولو أن طاقة من شعرها بدت لما رأت ما بين المشرق والمغرب من طيب ريحها
فبينما هو متكئ معها على أريكته إذا شرق عليه نور من فوقه فيظن ان الله تعالى قد أشرف على خلقه فإذا حوراء
تناديه يا ولى الله أما لنا فيك من دولة فيقول ومن أنت يا هذه فتقول أنا من اللواتي قال الله ولدينا مزيد فيتحول
إليها فإذا عندها من الجمال والكمال ما ليس مع الأولى فبينما هو متكئ على أريكته إذ أشرف عليه نور من فوقه
فإذا حوراء أخرى تناديه يا ولى الله اما لنا فيك من دولة فيقول ومن أنت يا هذه فتقول انا من اللواتي قال الله فلا تعلم
نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون فلا يزال يتحول من زوجة إلى زوجة * وأخرج سعيد بن
منصور وابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد قال لو أن أدنى أهل الجنة نزل به أهل
الجنة كلهم لا وسعهم طعاما وشرابا ومجالس وخدما * وأخرج ابن أبي حاتم عن كثير بن مرة قال من المزيد ان تمر
السحابة باهل الجنة فتقول ماذا تريدون فأمطره لكم فلا يدعون بشئ الا أمطرتهم والله تعالى أعلم * قوله تعالى
(وكم أهلكنا قبلهم) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله فنقبوا في البلاد قال أثروا
* وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله فنقبوا في البلاد قال هربوا بلغة اليمن قال وهل
تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول عدى بن زيد
نقبوا في البلاد من حذر الموت * وجالوا في الأرض أي مجال
* وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله فنقبوا في البلاد قال ضربوا في الأرض * وأخرج ابن المنذر عن
الضحاك في قوله هل من محيص قال هل من مهرب يهربون من الموت * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن
المنذر عن قتادة في قوله فنقبوا في البلاد هل من محيص قال حاص أعداء الله فوجدوا أمر الله لهم مدركا
* قوله تعالى (ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله ان في
ذلك لذكرى لمن كان له قلب قال كان المنافقون يجلسون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يخرجون
فيقولون ماذا قال آنفا ليس معهم قلوب * وأخرج البخاري في الآداب والبيهقي في شعب الايمان عن علي بن أبي
طالب قال إن العقل في القلب والرحمة في الكبد والرأفة في الطحال والنفس في الرئة * وأخرج البيهقي عن علي
ابن أبي طالب قال التوفيق خير قائد وحسن الخلق خير قرين والعقل خير صاحب والأدب خير ميزان ولا وحشة
109

أشد من العجب * وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله أو ألقى السمع قال لا يحدث نفسه بغيره وهو شهيد
قال شاهد بالقلب * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله أو ألقى السمع وهو شهيد قال يستمع وقلبه شاهد
لا يكون قلبه مكانا آخر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله أو ألقى السمع وهو شهيد قال هو
رجل من أهل الكتاب ألقى السمع أي استمع للقرآن وهو شهيد على ما في يديه من كتاب الله انه يجد النبي محمدا
مكتوبا * قوله تعالى (ولقد خلقنا السماوات) الآية * أخرج ابن المنذر عن الضحاك قال قالت اليهود ابتدأ
الله الخلق يوم الاحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة واستراح يوم السبت فأنزل الله ولقد خلقنا
السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن
قتادة قال قالت اليهود ان الله خلق الخلق في ستة أيام وفرغ من الخلق يوم الجمعة واستراح يوم السبت فأكذبهم
الله في ذلك فقال وما مسنا من لغوب * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وما مسنا من لغوب قال من نصب
* وأخرج آدم بن أبي اياس والفريابي وابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله وما مسنا من
لغوب قال اللغوب النصب تقول اليهود انه أعيا بعد ما خلقهما * وأخرج الخطيب في تاريخه عن العوام بن
حوشب قال سألت أبا مجلز عن الرجل يجلس فيضع إحدى رجليه على الأخرى فقال لا باس به انما كره ذلك اليهود
زعموا ان الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح يوم السبت فجلس تلك الجلسة فأنزل الله ولقد خلقنا
السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب * قوله تعالى (فاصبر على ما يقولون) الآية
* أخرج الطبراني في الأوسط وابن عساكر عن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وسبح
بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب قال قبل طلوع الشمس صلاة الصبح وقبل الغروب صلاة العصر
* قوله تعالى (ومن الليل فسبحه وأدبار السجود) * أخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ومن الليل فسبحه قال
العتمة وأدبار السجود النوافل * وأخرج ابن جرير عن مجاهد ومن الليل فسبحه قال الليل كله * وأخرج الترمذي
وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس قال بت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فصلى ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر ثم خرج إلى الصلاة فقال يا ابن عباس ركعتان قبل صلاة الفجر إدبار
النجوم وركعتان بعد المغرب أدبار السجود * وأخرج مسدد في مسنده وابن المنذر وابن مردويه عن علي بن أبي
طالب قال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أدبار النجوم والسجود فقال أدبار السجود الركعتان بعد
المغرب وأدبار النجوم الركعتان قبل الغداة * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال حفظت عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم عشر ركعات تطوعا منها أربع في كتاب الله ومن الليل فسبحه وأدبار السجود قال الركعتين
بعد المغرب * وأخرج ابن المنذر ومحمد بن نصر في الصلاة عن عمر بن الخطاب في قوله وأدبار السجود قال ركعتان
بعد المغرب وأدبار النجوم قال ركعتان قبل الفجر * وأخرج ابن المنذر وابن نصر عن أبي تميم الجيشاني قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله وأدبار السجود هما الركعتان بعد المغرب * وأخرج ابن جرير عن إبراهيم
قال كان يقال أدبار السجود الركعتان بعد المغرب * وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال أدبار السجود الركعتان
بعد المغرب * وأخرج عن قتادة والشعبي والحسن مثله * وأخرج ابن جرير عن الأوزاعي أنه سئل عن الركعتين
بعد المغرب فقال هما في كتاب الله تعالى فسبحه وأدبار السجود * وأخرج البخاري وابن جرير وابن أبي حاتم وابن
نصر وابن مردويه من طريق مجاهد قال قال ابن عباس رضي الله عنهما أدبار السجود التسبيح بعد الصلاة ولفظ
البخاري أمره ان يسبح في أدبار الصلوات كلها * قوله تعالى (واستمع يوم ينادى المنادى) الآيات * أخرج ابن
جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله واستمع يوم ينادى المنادى قال هي الصيحة * وأخرج ابن عساكر
والواسطي في فضائل بيت المقدس عن يزيد بن جابر في قوله واستمع يوم ينادى المنادى من مكان قريب قال يقف
إسرافيل على صخرة بيت المقدس فينفخ في الصور فيقول يا أيتها العظام النخرة والجلود المتمزقة والاشعار المتقطعة
ان الله يأمرك ان تجتمعي لفصل الحساب * وأخرج ابن جرير عن كعب في قوله واستمع يوم ينادى المنادى من
مكان قريب قال ملك قائم على صخرة بيت المقدس ينادى يا أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة ان الله
110

يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء * وأخرج ابن جرير عن بريدة قال ملك قائم على صخرة بيت المقدس واضع
أصبعيه في أذنيه ينادى يقول يا أيها الناس هلموا إلى الحساب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والواسطي
عن قتادة في قوله يوم ينادى المنادى من مكان قريب قال كنا نحدث انه ينادى من بيت المقدس من الصخرة
وهي أوسط الأرض وحدثنا ان كعبا قال هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلا * وأخرج الواسطي
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يوم ينادى المنادى من مكان قريب قال من صخرة بيت المقدس * وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج في قوله يوم يسمعون الصيحة بالحق قال يسمع النفخة القريب والبعيد * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ذلك يوم الخروج قال يوم يخرجون إلى البعث من القبور
* وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يوم تشقق الأرض عنهم سراعا قال تمطر السماء عليهم حتى
تشقق الأرض عنهم * وأخرج الحاكم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول من تنشق عنه
الأرض ثم أبو بكر ثم عمر ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي ثم انتظر أهل مكة وتلا ابن عمر يوم تشقق الأرض عنهم
سراعا الآية * قوله تعالى (وما أنت عليهم بجبار) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله وما أنت عليهم بجبار قال لا تتجبر عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
في قوله وما أنت عليهم بجبار قال إن الله كره لنبيه الجبرية ونهى عنها وقدم فيها فقال فذكر بالقرآن من
يخاف وعيد * وأخرج الحاكم عن جرير قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل ترعد فرائصه فقال هون عليك
فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد في هذه البطحاء ثم تلا جرير وما أنت عليهم بجبار * وأخرج
الحاكم وصححه عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض ويتبع الجنائز ويجيب دعوة المملوك
ويركب الحمار ولقد كان يوم خيبر ويوم قريظة على حمار خطامه حبل من ليف وتحته أكاف من ليف * وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قالوا يا رسول الله لو خوفتنا فنزلت فذكر بالقرآن من يخاف وعيد
* (سورة الذاريات مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال نزلت سورة الذاريات بمكة
* وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن أبي المتوكل الناجي عن ابن عمر انه
قرأ في الظهر بقاف والذاريات * قوله تعالى (والذاريات ذروا) الآيات * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد
ابن منصور والحارث بن أبي أسامة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والحاكم
وصححه والبيهقي في شعب الايمان من طرق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله والذاريات ذروا قال
الرياح فالحاملات وقرا قال السحاب فالجاريات يسرا * قال السفن فالمقسمات أمرا قال الملائكة * وأخرج
البزار والدار قطني في الافراد وابن مردويه وابن عساكر عن سعيد بن المسيب قال جاء صبيغ التميمي إلى عمر بن
الخطاب رضي الله عنه فقال أخبرني عن الذاريات ذروا قال هي الرياح ولولا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ما قلته قال فأخبرني عن الحاملات وقرا قال هي السحاب ولولا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقوله ما قلته قال فأخبرني عن الجاريات يسرا قال هي السفن ولولا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما
قلته قال فأخبرني عن المقسمات أمرا قال هن الملائكة ولولا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته ثم
أمر به فضرب مائة وجعل في بيت فلما برأ دعاه فضرب مائة أخرى وحمله على قتب وكتب إلى أبى موسى الأشعري
امنع الناس من مجالسته فلم يزالوا كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له بالايمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان يجد
شيئا فكتب في ذلك إلى عمر فكتب عمر ما أخا له الا قد صدق فخل بينه وبين مجالسة الناس * وأخرج الفريابي
عن الحسن قال سال صبيغ التميمي عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الذاريات ذروا وعن المرسلات عرفا وعن
النازعات غرقا فقال عمر رضي الله عنه اكشف رأسك فإذا له ضفيرتان فقال والله لو وجدتك مخلوقا لضربت عنقك
ثم كتب إلى أبى موسى الأشعري ان لا يجالسه مسلم ولا يكلمه * وأخرج الفريابي وابن المنذر عن سعيد بن جبير
قال سالت ابن عباس عن الذاريات ذروا فقال الرياح فالحاملات وقرا قال السحاب فالجاريات يسرا قال السفن
111

فالمقسمات أمرا قال الملائكة * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد والذاريات ذروا قال الرياح
فالحاملات وقرا قال السحاب تحمل المطر فالجاريات يسرا قال السفن فالمقسمات أمرا قال الملائكة ينزلها الله
بأمره على من يشاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله انما توعدون لصادق قال إن
يوم القيامة لكائن وان الدين لواقع قال الحساب * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله
وان الدين لواقع قال ذلك يوم القيامة يوم يدين الله العباد بأعمالهم * قوله تعالى (والسماء ذات الحبك) الآية
* أخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس
في قوله والسماء ذات الحبك قال حسنها واستواؤها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس
في قوله والسماء ذات الحبك قال ذات البهاء والجمال وان بنيانها كالبرد المسلسل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله والسماء ذات الحبك يقول ذات الخلق الحسن * وأخرج الطستي عن ابن
عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله والسماء ذات الحبك قال ذات الطرائق والخلق الحسن قال وهل تعرف
العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى يقول
هم يضربون حبيك البيض إذا لحقوا * لا ينكصون إذا ما استلحموا وخموا
* وأخرج ابن منيع عن علي بن أبي طالب أنه سئل عن قوله والسماء ذات الحبك قال ذات الخلق الحسن * واخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عمر وفي قوله والسماء ذات الحبك قال هي السماء السابعة * وأخرج
أبو الشيخ عن أبي صالح والسماء ذات الحبك قال ذات الخلق الشديد * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن
ذات الحبك قال ذات الخلق الحسن محبكة بالنجوم * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة والسماء ذات
الحبك قال ذات الخلق الحسن ألم تر الحائك إذا نسج الثواب فأجاد نسجه قيل والله أجاد ما حبكه * وأخرج ابن جرير
عن مجاهد والسماء ذات الحبك قال المتقن البنيات * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله انكم لفي قول مختلف
قال أهل الشرك يختلف عليهم الباطل * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله انكم لفي
قول مختلف قال مصدق لهذا القرآن ومكذب * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله
يؤفك عنه من أفك قال يصرف عنه من صرف * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يؤفك عنه من أفك قال
يضل عنه من ضل * قوله تعالى (قتل الخراصون) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
قال قتل الخراصون قال لعن المرتابون * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال ما كان في القرآن قتل بالتشديد فهو
عذاب وما كان قتل بالتخفيف فهو رحمة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله قتل الخراصون
قال الكهنة الذين هم في غمرة ساهون قال في غفلة لاهون * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة قتل الخراصون قال
الكذابون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله قتل الخراصون قال الذين يخرصون
الكذب الذين هم في غمرة ساهون قال قلبه في كآبة يسألون أيان يوم الدين يقول متى يوم الدين يوم هم على النار
يفتنون قال يعذبون عليها ويحرقون كما يفتن الذهب في النار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
قتادة في قوله قتل الخراصون قال أهل الغرة والظنون الذين هم في غمرة ساهون قال في عمى وشبهة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله الذين هم في غمرة قال الكفر والشك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
في قوله الذين هم في غمرة ساهون قال في ضلالتهم يتمادون وفي قوله يوم هم على النار يفتنون قال يعذبون * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله يوم هم على النار يفتنون ذوقوا فتنتكم قال يوم يعذبون فيقول ذوقوا
عذابكم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ذوقوا فتنتكم قال حريقكم * قوله تعالى (ان المتقين في جنات
وعيون) الآيات * أخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله آخذين ما آتاهم
ربهم قال الفرائض انهم كانوا قبل ذلك محسنين قال قبل ان تنزل الفرائض يعملون * وأخرج ابن أبي شيبة وابن
جرير وابن نصر في كتاب الصلاة وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان
عن ابن عباس في قوله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال ما يأتي عليهم ليلة ينامون حتى يصبحوا لا يصلون فيها
112

* وأخرج ابن جرير وابن نصر وابن المنذر عن ابن عباس في قوله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون يقول قليلا
ما كانوا ينامون * وأخرج أبو داود وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن
أنس في قوله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال كانوا يصلون بين المغرب والعشاء وكذلك تتجافى جنوبهم
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي العالية في قوله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال لا ينامون عن
العشاء الآخرة * وأخرج ابن أبي شيبة وأبى نصر وابن المنذر عن عطاء في قوله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون
قال ذلك إذا مروا بقيام الليل وكان أبو ذر يعتمد على العصا فمكثوا شهرين ثم نزلت الرخصة فاقرؤا ما تيسر منه
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في الآية قال كانوا قليلا من الناس الذين يفعلون ذلك إذ ذاك
* وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك في الآية قال المتقين هم القليل كانوا من الناس قليلا * وأخرج ابن جرير
ومحمد بن نصر عن الضحاك في قوله كانوا قليلا يقول المحسنون كانوا قليلا هذه مفصولة ثم استأنف فقال من الليل
ما يهجعون الهجوع النوم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن نصر عن مجاهد في الآية قال كانوا لا ينامون الليل
كله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن قتادة في قوله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال كان الحسن
يقول كانوا قليلا من الليل ما ينامون وكان مطرف بن عبد الله يقول كانوا قل ليلة لا يصيبون منها وكان محمد بن علي
يقول لا ينامون حتى يصلوا العتمة * وأخرج أبى أبى شيبة وابن المنذر وابن مردويه من طريق الحسن عن
عبد الله بن رواحة في قوله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال هجعوا قليلا ثم مدوها إلى السحر * وأخرج
ابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان آخر الليل في التهجد أحب إلى من أوله لان الله
يقول وبالأسحار هم يستغفرون * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله
وبالأسحار هم يستغفرون قال يصلون * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وابن مردويه عن ابن عمر في قوله وبالأسحار هم يستغفرون قال يصلون * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر في قوله وبالأسحار هم يستغفرون قال يصلون * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن نصر وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في الآية قال صلوا فلما كان السحر استغفروا
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وفى أموالهم حق قال سوى الزكاة يصل بها رحما أو يقرى بها ضيفا
أو يعبن بها محروما * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله وفي أموالهم حق قال
سوى الزكاة * وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال كانوا يرون في أموالهم حقا سوى الزكاة * وأخرج سعيد
ابن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه سئل عن السائل والمحروم قال السائل الذي
يسأل الناس والمحروم الذي ليس له سهم في المسلمين * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وابن مردويه عن الحسن بن محمد بن الحنفية قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأصابوا وغنموا فجاء قوم
بعد ما فرغوا فنزلت وفى أموالهم حق للسائل والمحروم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال المحروم هو
المحارف الذي يطلب الدنيا وتدبر عنه ولا يسال الناس فامر الله المؤمنين برفده * وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة قال
سالت عائشة عن المحروم في هذه الآية فقالت هو المحارف الذي لا يكاد يتيسر له مكسبه * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن جرير عن ابن عباس قال المحروم المحارف الذي ليس له في الاسلام سهم * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال
المحروم الذي ليس له في الغنيمة شئ * وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم مثله * وأخرج ابن المنذر عن أبي قلابة قال
كان رجل باليمامة فجاء السيل فذهبت بماله فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذا المحروم فاعطوه
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال السائل الذي يسال بكفه والمحروم المتعفف * وأخرج عبد بن حميد
عن أبي العالية قال المحروم المحارف * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال المحروم المحارف الذي لا يثبت له مال
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك قال المحروم الذي لا ينمو له مال في قضاء الله * وأخرج عبد بن حميد
عن عامر قال هو المحارف وتلا هذه الآية انا لمغرمون بل نحن محرومون قال هلكت ثمارهم وحرموا بركة أرضهم
* وأخرج عبد بن حميد عن قزعة ان رجلا سال ابن عمر عن قوله وفى أموالهم حق معلوم قال هي الزكاة وفى سوى
113

ذلك حقوق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله للسائل والمحروم قال السائل الذي يسال بكفه
والمحروم المحارف * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي قال أعياني أعلم ما المحروم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن أبي بشر قال سالت سعيد بن جبير عن المحروم فلم يقل فيه شيئا وسالت عطاء فقال هو المحدود وزعم أن المحدود
المحارف * وأخرج ابن جرير وابن حبان وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس
المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا الاكلة والأكلتان قالوا فمن المسكين قال الذي ليس له ما يغنيه ولا يعلم مكانه
فيتصدق عليه فذلك المحروم * وأخرج العسكري في المواعظ وابن مردويه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يا أنس ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة يقولون ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا عليهم
فيقول وعزتي وجلالي لأقربنكم ولأباعدنهم قال وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى أموالهم حق معلوم
للسائل والمحروم * وأخرج البيهقي في سننه عن فاطمة بنت قيس انها سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه
الآية وفى أموالهم حق معلوم قال إن في المال حقا سوى الزكاة وتلا هذه الآية ليس البر ان تولوا وجوهكم إلى
قوله وفى الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والله سبحانه وتعالى أعلم * قوله تعالى (وفي الأرض آيات للموقنين
وفي أنفسكم أفلا تبصرون) * أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن قتادة
رضي الله عنه في قوله وفي الأرض آيات للموقنين قال يقول معتبر لمن اعتبر وفي أنفسكم قال يقول في خلقه
أيضا إذا فكر فيه معتبر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وفي
أنفسكم أفلا تبصرون قال من تفكر في خلقه علم انما لينت مفاصله للعبادة * وأخرج الفريابي وسعيد بن
منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن ابن الزبير رضي الله عنه في قوله وفي
أنفسكم أفلا تبصرون قال سبيل الغائط والبول * وأخرج الخرائطي في مساوئ الأخلاق عن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه وفي أنفسكم أفلا تبصرون قال سبيل الغائط والبول * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه
في قوله وفي أنفسكم أفلا تبصرون قال فيما يدخل من طعامكم وما يخرج والله أعلم * قوله تعالى
(وفي السماء رزقكم) الآيتين * أخرج ابن النقور والديلمي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم في قوله وفي السماء رزقكم وما توعدون قال المطر * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال انى لأعرف الثلج وما رأيته في قول الله وفي السماء رزقكم وما توعدون قال الثلج
* وأخرج أبو الشيخ وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله وفى السماء رزقكم قال المطر وما توعدون
قال الجنة والنار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال الجنة في السماء
وما توعدون من خير وشر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله فورب السماء
والأرض الآية قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قاتل الله أقواما أقسم لهم ربهم ثم لم يصدقوا
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله فورب السماء والأرض انه لحق قال لكل شئ ذكره
في هذه السورة * قوله تعالى (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم) الآيات * أخرج ابن أبي الدنيا وابن المنذر
والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ضيف إبراهيم المكرمين قال خدمته إياهم بنفسه
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال أكرمهم إبراهيم بالعجل
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين قال
كان عامة مال إبراهيم البقر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله وبشروه بغلام عليم قال هو إسماعيل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله فأقبلت امرأته في صرة قال في صيحة فصكت قال لطمت * وأخرج سعيد بن منصور
وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله في صرة قال صيحة فصكت وجهها قال ضربت بيدها
على جبهتها وقالت يا ويلتاه * وأخرج سعيد بن المنصور وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه انه سئل عن عجوز
عقيم وعن الريح العقيم وعن عذاب يوم عقيم فقال العجوز العقيم التي لا ولد لها وأما الريح العقيم فالتي لا بركة فيها
114

ولا منفعة ولا تلقح وأما عذاب يوم عقيم فيوم لا ليلة له * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين قال لوط وابنتيه * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
قال كانوا ثلاثة عشر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله فما وجدنا فيها غير بيت
من المسلمين قال لو كان فيها أكثر من ذلك لنجاهم الله ليعلموا ان الايمان عند الله محفوظ لا ضيعة على أهله
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله وتركنا فيها آية قال ترك فيها صخرا منضودا * قوله تعالى
(فتولى بركنه) * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فتولى بركنه قال بقومه
* وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه فتولى بركنه قال بعضده وأصحابه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير
وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله وهو مليم قال مليم في عباد الله تعالى * قوله تعالى (وفي عاد) الآيتين
* أخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
الريح العقيم قال الشديدة التي لا تلقح شيئا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وفي عاذ إذ
أرسلنا عليهم الريح العقيم قال الريح العقيم التي لا تلقح الشجر ولا تثير السحاب وفي قوله الا جعلته كالرميم قال
كالشئ الهالك * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الريح العقيم قال ريح لا بركة
فيها ولا منفعة ولا ينزل منها غيث ولا يلقح منها شجر * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الريح مسجنة في الأرض الثانية فلما أراد الله أن يهلك عادا أمر خازن الريح
ان يرسل عليهم ريحا تهلك عادا قال أي رب أرسل عليهم من الريح قدر منخر ثور قال له الجبار لا إذا تكفأ الأرض
ومن عليها ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم فهي التي قال الله ما تذر من شئ أتت عليه الا جعلته كالرميم * وأخرج
الفريابي وابن المنذر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال الريح العقيم النكباء * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال الريح العقيم الجنوب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن مجاهد قال الريح العقيم الصبا التي لا تلقح شيئا وفي قوله كالرميم قال الشئ الهالك * وأخرج عبد الرزاق وابن
جرير عن قتادة رضي الله عنه قال الريح العقيم التي لا تنبت وفي قوله الا جعلته كالرميم قال كرميم الشجر * وأخرج
أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن رجل من ربيعة قال قدمت المدينة فدخلت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذكرت عنده وافد عاد فقلت أعوذ بالله ان أكون مثل وافد عاد قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم وما وافد عاد فقلت على الخبير سقطت ان عادا لما أقحطت بعثت قيلا فنزل على بكر بن معاوية فسقاه الخمر
وغنته الجرادتان ثم خرج يريد جبال مهرة فقال اللهم إني لم آتك لمريض فأداويه ولا لأسير فأفاديه فاسق عبدك
ما كنت مسقيه واسق معه بكر بن معاوية يشكر له الخمر الذي سقاه فرفع له سحابات فقيل له اختر إحداهن فاختار
السوداء منهن فقيل له خذها رمادا ومددا لا تذر من عاد أحدا وذكر انه لم يرسل عليهم من الريح الا قدر هذه الحلقة
يعنى حلقة الخاتم ثم قرأ وفى عاد إذا أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شئ أتت عليه الا جعلته كالرميم * قوله تعالى
(وفي ثمود) الآيات * أخرج البيهقي في سننه عن قتادة في قوله وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين قال ثلاثة أيام
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله فعتوا قال علوا وفى قوله فاخذتهم الصاعقة
وهم ينظرون قال فجأة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله فما استطاعوا من قيام
قال من نهوض * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله فما استطاعوا من قيام قال لم يستطيعوا ان
ينهضوا بعقوبة الله إذ نزلت بهم وفي قوله وما كانوا منتصرين قال لم يستطيعوا امتناعا من أمر الله * قوله تعالى
(والسماء بنيناها بأيد) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله والسماء بنيناها بأيد قول بقوة * وأخرج آدم بن أبي اياس والبيهقي عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله والسماء بنيناها بأيد قال يعنى بقوة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن
جريج رضي الله عنه في قوله وانا لموسعون قال لنخلق سماء مثلها وفي قوله والأرض فرشناها فنعم الماهدون قال
الفارشون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ومن كل شئ خلقنا زوجين قال
115

لكفر والايمان والشقاء والسعادة والضلالة والليل والنهار والسماء والأرض والجن والانس والبر
والبحر والشمس والقمر وبكرة وعشية ونحو هذا كله * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن
قتادة رضي الله عنه في قوله أتواصوا به قال هل أوصى الأول الآخر منهم بالتكذيب * قوله تعالى (فتول
عنهم) * أخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فتول عنهم فما أنت بملوم
قال أمره الله أن يتولى عنهم ليعذبهم وعذر محمدا صلى الله عليه وسلم ثم قال وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين
فنسختها * وأخرج إسحاق بن راهويه وأحمد بن منيع والهيثم بن كليب في أسانيدهم وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان والضياء في المختارة من طريق مجاهد عن علي قال لما نزلت
فتول عنهم فما أنت بملوم لم يبق منا أحدا الا أيقن بالهلكة إذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتولي عنا فنزلت
وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين فطابت أنفسنا * وأخرج ابن راهويه وابن مردويه عن علي رضي الله عنه
في قوله فتول عنهم فما أنت بملوم قال ما نزلت علينا آية كانت أشد علينا منها ولا أعظم علينا منها فقلنا ما هذا الا
من سخطة أو مقت حتى نزلت وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين قال ذكر بالقرآن * وأخرج ابن جرير عن قتادة
رضي الله عنه في قوله فتول عنهم فما أنت بملوم قال ذكر لنا أنها لما نزلت اشتد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم ورأوا ان الوحي قد انقطع وان العذاب قد حضر فأنزل الله بعد ذلك وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فتول عنهم فما أنت بملوم قال فاعرض عنهم
فقيل له ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين فوعظهم * وأخرج ابن المنذر عن سلمان بن حبيب المحاربي قال من
وجد للذكرى في قلبه موقعا فليعلم انه مؤمن قال الله وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين * قوله تعالى (وما
خلقت الجن والإنس الا ليعبدون) أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما
خلقت الجن والإنس الا ليعبدون قال ليقروا بالعبودية طوعا أو كرها * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون قال على ما خلقتهم عليه من طاعتي ومعصيتي وشقوتي
وسعادتي * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله وما خلقت الجن والإنس الا
ليعبدون قال ما جبلوا عليه من الشقاء والسعادة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الجوزاء في الآية قال أنا ارزقهم
وأنا أطعمهم ما خلقتهم الا ليعبدون * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال الله ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك والا تفعل ملأت صدرك شغلا
ولم أسد فقرك * وأخرج الطبراني في مسند الشاميين والحاكم في التاريخ والبيهقي في شعب الايمان والديلمي في
مسند الفردوس عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله انى والجن والانس
في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري وارزق ويشكر غيري * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن
الأنباري في المصاحف وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود
رضي الله عنه قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم انى انا الرزاق ذو القوة المتين * وأخرج ابن أبي حاتم
والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله المتين يقول الشديد * قوله تعالى (فان للذين
ظلموا ذنوبا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ذنوبا قال دلوا * وأخرج
الفريابي وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم قال سجلا من العذاب مثل عذاب
أصحابهم * وأخرج الخرائطي في مساوئ الأخلاق عن طلحة بن عمرو في قوله ذنوبا مثل ذوب أصحابهم قال
عذابا مثل عذاب أصحابهم والله تعالى أعلم
* (سورة الطور مكية) *
* أخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة الطور بمكة
* وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج مالك وأحمد والبخاري ومسلم عن جبير بن مطعم قال سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطيور * وأخرج البخاري وأبو داود عن أم سلمة قالت شكوت إلى رسول الله
116

صلى الله عليه وسلم انى اشتكى فقال طوفي من وراء الناس وأنت راكبة فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يصلى إلى جنب البيت يقرأ والطور وكتاب مسطور * قوله تعالى (والطور وكتاب مسطور في رق منشور) * أخرج
ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله والطور قال جبل * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطور من جبال الجنة * وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله
ابن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطور جبل من جبال الجنة * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه والطور قال هو الجبل بالسريانية وكتاب مسطور قال
صحف في رق منشور قال الصحيفة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله وكتاب قال الذكر مسطور
قال مكتوب * وأخرج عبد الرزاق والبخاري في خلق أفعال العباد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الأسماء
والصفات عن قتادة رضي الله عنه في قوله والطور وكتاب مسطور قال مكتوب في رق منشور قال هو الكتاب * وأخرج
آدم بن أبي اياس والبخاري في خلق أفعال العباد وابن جرير والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وكتاب
مسطور قال صحف مكتوبة في رق منشور قال في صحف * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في رق منشور قال في
الكتاب * قوله تعالى (والبيت المعمور) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي
في شعيب الايمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون
ألف ملك لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة * وأخرج ابن المنذر والعقيلي وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند
ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في السماء بيت يقال له المعمور بحيال
الكعبة وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخله جبريل كل يوم فينغمس انغماسة ثم يخرج فينتفض
انتفاضة يخر عنه سبعون ألف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكا يؤمرون ان يأتوا البيت المعمور فيصلون فيفعلون
ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبدا ويولي عليهم أحدهم يؤمر ان يقف بهم في السماء موقفا يسبحون الله فيه إلى أن
تقوم الساعة * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم البيت المعمور في السماء يقال له الضراح على مثل البيت الحرام بحياله لو سقط لسقط عليه
يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لم يردوه قط وان له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة وأخرجه عبد الرزاق في المصنف
عن كريب مولى ابن عباس مرسلا * وأخرج إسحاق بن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي
في شعب الايمان عن خالد بن عرعرة أن رجلا قال لعلي رضي الله عنه ما البيت المعمور قال بيت في السماء يقال له
الضراح وهو بحيال مكة من فوقها حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض يصلى فيه كل يوم سبعون ألفا من
الملائكة لا يعودون إليه أبدا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن أبي
الطفيل ان ابن الكوا سال عليا رضي الله عنه عن البيت المعمور ما هو قال ذلك الضراح بيت فوق سبع سماوات
تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه إلى يوم القيامة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس
في قوله والبيت المعمور قال هو بيت حذاء العرش يعمره الملائكة يصلى فيه كل يوم سبعون ألف من الملائكة ثم
لا يعودون إليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في قوله والبيت المعمور قال أنزل من الجنة فكان
يعمر بمكة فلما كان الغرق رفعه الله فهو في السماء السادسة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك من قبيلة إبليس ثم
لا يرجع إليه أحد يوما واحدا أبدا * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه قال إن البيت المعمور بحيال
الكعبة لو سقط شئ منه لسقط عليها يصلى فيه كل يوم سبعون ألف ملك والحرم حرم بحياله إلى العرش وما من
السماء موضع أهاب الا وعليه ملك ساجد أو قائم * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال إن في
السماء بيتا يقال له الضراح وهو فوق البيت العتيق من حياله حرمته في السماء كحرمة هذا في الأرض يلجه كل
ليلة سبعون ألف ملك يصلون فيه لا يعودون إليه أبدا غير تلك الليلة * وأخرج ابن مردويه عن عائشة أن النبي
صلى الله عليه وسلم قدم مكة فأرادت عائشة ان تدخل البيت فقال لها بنو شيبة ان أحدا لا يدخله ليلا ولكن نخليه
لك نهارا فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فشكت إليه أنهم منعوها ان تدخل البيت فقال إنه ليس لأحد أن
117

يدخل البيت ليلا ان هذه الكعبة بحيال البيت المعمور الذي في السماء يدخل ذلك المعمور سبعون ألف ملك
لا يعودون إليه إلى يوم القيامة لو وقع حجر منه لوقع على ظهر الكعبة * وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله والبيت
المعمور قال ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه هل تدرون ما البيت المعمور قالوا الله ورسوله
أعلم قال فإنه مسجد السماء بحيال الكعبة لو خرخر عليها يصلى كل يوم فيه سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم
يعودوا آخر ما عليهم * وأخرج ابن جرير عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بي الملك إلى
السماء السابعة انتهيت إلى بناء فقلت للملك ما هذا قال هذا بناء بناه الله للملائكة يدخله كل يوم سبعون
ألف ملك يسبحون الله ويقدسونه لا يعودون إليه * قوله تعالى (والسقف المرفوع والبحر المسجور) * أخرج
ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان
عن علي بن أبي طالب في قوله والسقف المرفوع قال السماء * وأخرج أبو الشيخ عن الربيع بن أنس في قوله
والسقف المرفوع قال العرش والبحر المسجور قال هو الماء الأعلى الذي تحت العرش * وأخرج ابن جرير وأبو
الشيخ عن مجاهد والسقف قال السماء * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم عن علي
بن أبي طالب في قوله والبحر المسجور قال بحر في السماء تحت العرش * وأخرج ابن جرير عن ابن عمرو
مثله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله والبحر المسجور قال المحبوس * وأخرج ابن المنذر
عن ابن عباس في قوله البحر المسجور قال المرسل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في
العظمة عن سعيد بن المسيب قال قال علي بن أبي طالب لرجل من اليهود أين جهنم قال هي البحر فقال على ما أراه
الا صادقا وقرأ والبحر المسجور وإذا البحار سجرت * وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في البعث والنشور عن علي
بن أبي طالب قال ما رأيت يهوديا أصدق من فلان زعم أن نار الله الكبرى هي البحر فإذا كان يوم القيامة جمع
الله فيه الشمس والقمر والنجوم ثم بعث عليه الدبور فسعرته * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله والبحر المسجور
قال الموقد * وأخرج أبو الشيخ عن كعب في قوله والبحر المسجور قال البحر يسجر فيصير جهنم * وأخرج ابن
جرير عن قتادة في قوله والبحر المسجور قال المملوء * وأخرج الشيرازي في الألقاب من طريق الأصمعي عن أبي
عمرو بن العلاء عن ذي الرمة عن ابن عباس في قوله والبحر المسجور قال الفارغ خرجت أمة تستقى فرأت الحوض
فارغا فقالت الحوض مسجور * قوله تعالى (ان عذاب ربك لواقع) * أخرج سعيد بن منصور وابن سعد وأحمد
عن جبير بن مطعم قال قدمت المدينة في أسارى بدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقفت إليه وهو يصلى
بأصحابه صلاة المغرب فسمعته يقرأ ان عذاب ربك لواقع فكأنما صدع قلبي * وأخرج أبو عبيد في فضائله عن الحسن
ان عمر بن الخطاب قرأ ان عذاب ربك لواقع فربا لها ربوة عيد لها عشرين يوما * وأخرج أحمد في الزهد عن مالك
ابن مغول قال قرأ عمر والطور وكتاب مسطور في رق منشور قال قسم إلى قوله ان عذاب ربك لواقع فبكى ثم بكى حتى
عيد من وجعه ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ان عذاب ربك لواقع قال
وقع القسم هنا وذاك يوم القيامة * قوله تعالى (يوم تمور السماء مورا) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يوم تمور السماء مورا قال تحرك وفى قوله يوم يدعون قال يدفعون * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله يوم تمور السماء مورا قال تدور دورا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن
ابن عباس في قوله يوم يدعون إلى نار جهنم قال يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار * وأخرج سعيد بن منصور عن
محمد بن كعب في قوله يوم يدعون إلى نار جهنم دعا قال يدفعون إليها دفعا * قوله تعالى (كلوا واشربوا هنيئا بما
كنتم تعملون) * أخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال قال ابن عباس في قول الله لأهل الجنة كلوا واشربوا
هنيئا بما كنتم تعملون قوله هنيئا أي لا تموتون فيها فعندها قالوا فما نحن بميتين الا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين
* قوله تعالى (متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين) * أخرج ابن مردويه عن أبي أمامة قال سئل
النبي صلى الله عليه وسلم هل تزاور أهل الجنة قال أي والذي بعثني بالحق انهم ليتزاورون على النوق الدمك عليها
حشايا الديباج يزور الأعلون الأسفلين ولا يزور الأسفلون الأعلين قال هم درجات قال وانهم ليضعون مرافقهم
118

فيتكئون ويأكلون ويشربون ويتنعمون ويتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم لا يصدعون عنها ولا
ينزفون مقدار سبعين خريفا ما يرفع أحدهم مرفعة من اتكائه قال يا رسول الله هل ينكحون قال أي والذي
بعثني بالحق دحاما دحاما وأشار بيده ولكن لا منى ولا منية ولا يمتخطون فيها ولا يتغوطون رجيعهم رشح كحبوب
المسك مجامرهم الا لوة وأمشاطهم الذهب والفضة آنيتهم من الذهب والفضة يسبحون الله بكرة وعشيا قلوبهم
على قلب رجل واحد لا غل بينهم ولا تباغض يسبحون الله تعالى بكرة وعشيا * قوله تعالى (والذين آمنوا واتبعناهم
ذرياتهم) الآية * أخرج الحاكم وصححه عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم
بايمان ألحقنا بهم ذريتهم * وأخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم
والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال إن الله ليرفع ذرية المؤمن معه في الجنة وان كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه
ثم قرأ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم الآية * وأخرج البزار وابن مردويه عن ابن عباس رفعه إلى النبي صلى الله
عليه وسلم قال إن الله يرفع ذرية المؤمن إليه في درجته وان كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه ثم قرأ والذين آمنوا
واتبعناهم ذرياتهم بايمان ألحقنا بهم ذرياتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ قال وما نقصنا الآباء بما أعطينا
البنين * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل الرجل الجنة سال
عن أبويه وذريته وولده فيقال انهم لم يبلغوا درجتك وعملك فيقول يا رب قد عملت لي ولهم فيؤمر بالحاقهم به وقرأ
بن عباس والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله والذين آمنوا
واتبعتهم ذريتهم الآية قال هم ذرية المؤمن يموتون على الاسلام فان كانت منازل آبائهم أرفع من منازلهم لحقوا
بآبائهم ولم ينقصوا من أعمالهم التي عملوا شيئا * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان المؤمنين وأولادهم في الجنة وان المشركين وأولادهم في النار ثم قرأ رسول الله صلى الله
عليه وسلم والذين آمنوا واتبعناهم ذرياتهم الآية * وأخرج هناد وابن المنذر عن إبراهيم في الآية قال أعطى
الآباء مثل ما أعطى الأبناء وأعطى الأبناء مثل ما أعطى الآباء * وأخرج ابن المنذر عن أبي مجلز في الآية قال يجمع
الله له ذريته كما يحب ان يجمعوا له في الدنيا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم عن ابن عباس في قوله
وما ألتناهم قال ما نقصناهم * وأخرج الفريابي عن ابن عباس في قوله وما ألتناهم قال لم ننقصهم من عملهم شيئا
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله وما ألتناهم يقول وما ظلمناهم * قوله تعالى (يتنازعون فيها كأسا)
الآيات * أخرج عبد الرزاق عن ابن جريج في قوله يتنازعون فيها كأسا قال الرجل وأزواجه وخدمه يتنازعون
أخذه من خدمه الكأس ومن زوجته وأخذ خدمه الكأس منه ومن زوجته * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله لا لغو فيها يقول لا باطل فيها ولا تأثيم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله لا لغو فيها
قال لا يستبون ولا تأثيم قال لا يغوون * قوله تعالى (ويطوف عليهم غلمان لهم) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن
جريج في قوله كأنهم لؤلؤ مكنون قال الذي لم تمر عليه الأيدي * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة
في قوله كأنهم لؤلؤ مكنون قال بلغني أنه قيل يا رسول الله هذا الخدم مثل اللؤلؤ فكيف بالمخدوم قال والذي نفسي
بيده ان فضل ما بينهما كفضل القمر ليلة البدر على النجوم وفى لفظ لابن جرير ان فضل المخدوم على الخادم كفضل
القمر ليلة البدر على سائر الكواكب * وأخرج الترمذي وحسنه وابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أنا أكرم ولد آدم على ربى ولا فخر يطوف على ألف خادم كأنهم لؤلؤ مكنون * قوله تعالى (فاقبل
بعضهم على بعض يتساءلون) الآيات * أخرج البزار عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أهل
الجنة الجنة اشتاقوا إلى الاخوان فيجئ سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا فيتحدثان فيتكئ ذا ويتكئ ذا
فيتحدثان بما كانا في الدنيا فيقول أحدهما لصاحبه يا فلان تدرى أي يوم غفر الله لنا يوم كنا في موضع كذا وكذا
فدعونا الله فغفر لنا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله انا كنا قبل في أهلنا مشفقين قال في الدنيا
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ووقانا عذاب السموم قال وهج النار * وأخرج ابن مردويه عن عائشة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لو فتح الله من عذاب السموم على أهل الأرض مثل الأنملة أحرقت الأرض ومن عليها
119

* وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة أنها قرأت هذه
الآية فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم انا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم فقالت اللهم من علينا وقنا عذاب
السموم انك أنت البر الرحيم وذلك في الصلاة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن المنذر عن أسماء أنها
قرأت هذه الآية فوقعت عليها فجعلت تستعيذ وتدعو * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله انه هو البر قال اللطيف * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله انه هو البر قال الصادق * قوله تعالى
(أم يقولون شاعر) الآيات * أخرج ابن إسحاق وابن جرير عن ابن عباس أن قريشا لما اجتمعوا في الدار الندوة في
أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم احبسوه في وثاق وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من
الشعراء زهير والنابغة انما هو كأحدهم فأنزل الله في ذلك من قولهم أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ريب المنون قال الموت * وأخرج ابن
الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس قال ريب شك الا مكانا واحدا في الطور ريب المنون يعنى حوادث
الأمور قال الشاعر
تربص بها ريب المنون لعلها * تطلق يوما أو يموت حليلها
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ريب المنون قال حوادث الدهر وفى قوله أم هم
قوم طاغون قال بل هم قوم طاغون * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله أم تأمرهم أحلامهم
قال العقول * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله فليأتوا بحديث مثله قال مثل القرآن وفي قوله
فليأت مستمعهم قال صاحبهم وفي قوله أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون يقول أسالت هؤلاء القوم على
الاسلام أجرا فمنعهم من أن يسلموا الجعل وفي قوله أم عندهم الغيب قال القرآن * وأخرج البخاري والبيهقي
في الأسماء والصفات عن جبير بن مطعم رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ
هذه الآية أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون الآيات كاد قلبي أن يطير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم في قوله أم هم المسيطرون قال المسلطون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أم هم
المسيطرون قال أم هم المنزلون والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك) * أخرج ابن جرير
وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك قال عذاب القبر قبل يوم القيامة * وأخرج هناد
عن زاذان مثله * وأخرج ابن جرير عن قتادة ان ابن عباس قال إن عذاب القبر في القرآن ثم تلا وان للذين ظلموا
عذابا دون ذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك
قال الجوع لقريش في الدنيا * قوله تعالى (وسبح بحمد ربك حين تقوم) * أخرج الفريابي وابن المنذر عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله وسبح بحمد ربك حين تقوم قال من كل مجلس * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي
الأحوص رضي الله عنه في قوله وسبح بحمد ربك حين تقوم قال إذا قمت فقل سبحان الله وبحمده * وأخرج عبد
الرزاق في جامعه عن أبي عثمان الفقير رضي الله عنه ان جبريل علم النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من مجلسه أن
يقول سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا اله الا أنت أستغفرك وأتوب إليك * واخرج ابن أبي شيبة وأبو داود
والنسائي والحاكم وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بآخرة إذا أراد أن
يقوم من المجلس سبحانك اللهم وبحمدك أشد ان لا اله الا أنت أستغفرك وأتوب إليك فقال رجل يا رسول الله
انك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى قال كفارة لما يكون في المجلس * واخرج ابن أبي شيبة عن زياد بن الحصين
قال دخلت على أبى العالية فلما أردت أن أخرج من عنده قال ألا أزودك كلمات علمهن جبريل محمدا صلى الله عليه
وسلم قلت بلى قال فإنه لما كان بآخرة كان إذا قام من مجلسه قال سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا اله الا أنت
أستغفرك وأتوب إليك فقيل يا رسول الله ما هؤلاء الكلمات التي تقولهن قال هن كلمات علمنيهن جبريل كفارات
لما يكون في المجلس * وأخرج ابن أبي شيبة عن يحيى بن جعدة قال كفارة المجلس سبحانك وبحمدك أستغفرك
وأتوب إليك * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في قوله وسبح بحمد ربك
120

حين تقوم قال حين تقوم إلى الصلاة تقول هؤلاء الكلمات سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك
ولا اله غيرك * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن سعيد بن المسيب قال حق على كل مسلم حين يقوم إلى الصلاة ان
يقول سبحان الله وبحمده لان الله يقول لنبيه وسبح بحمد ربك حين تقوم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
في قوله وسبح بحمد ربك حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة والله أعلم * قوله تعالى
(ومن الليل فسبحه وأدبار النجوم) * أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله ومن الليل فسبحه
وأدبار النجوم قال الركعتان قبل صلاة الصبح * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وأدبار
النجوم قال ركعتي الفجر * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله وأدبار النجوم قال صلاة الغداة
* (سورة النجم مكية) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت سورة النجم بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله
* وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن ابن مسعود قال أول سورة نزلت فيها
سجدة والنجم فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد الناس كلهم الا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب فسجد
عليه فرأيته بعد ذلك قتل كافرا وهو أمية بن خلف * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال أول سورة أعلن بها
النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها والنجم * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
سجد في سورة والنجم وسجد من حضر من الجن والإنس والشجر * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العالية أن النبي
صلى الله عليه وسلم سجد في النجم والمسلمون * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سجد رسول
الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في النجم الا رجلين من قريش أرادا بذلك الشهرة * وأخرج ابن مردويه عن
الشعبي رضي الله عنه قال ذكر عند جابر بن عبد الله والنجم فقال جابر سجد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
والمشركون والانس والجن * وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قرأ والنجم فسجد فيها المسلمون والمشركون والجن والانس * وأخرج ابن مردويه في سننه عن ابن عمر رضي الله عنهما
قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ النجم فسجد بنا فأطال السجود * وأخرج ابن مردويه عن
عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم فلما بلغ السجدة سجد فيها * وأخرج ابن أبي
شيبة في المصنف عن الحسن رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في كسوف الشمس ركعتين قرأ في
إحداهما النجم * وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
والطبراني وابن مردويه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال قرأت النجم عند النبي صلى الله عليه وسلم فلم يسجد
فيها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في
النجم بمكة فلما هاجر إلى المدينة لم يسجد فيها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم لم يسجد في شئ من المفصل منذ تحول إلى المدينة * وأخرج أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه
انه سجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشره سجدة منهن النجم * قوله تعالى (والنجم إذا هوى)
* أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قوله والنجم
إذا هوى قال الثريا إذا غابت وفي لفظ إذا سقطت مع الفجر وفي لفظ قال الثريا إذا وقعت * وأخرج ابن المنذر عن
ابن عباس رضي الله عنهما والنجم إذا هوى قال الثريا إذا تدلت * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما
والنجم إذا هوى قال إذا انصب * وأخرج عبد الرزاق عن الحسن رضي الله عنه والنجم إذا هوى قال إذا غاب
* وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه والنجم إذا هوى قال القرآن إذا نزل * وأخرج عبد الرزاق وعبد
ابن حميد وابن جرير عن معمر عن قتادة رضي الله عنه والنجم إذا هوى قال قال ابن أبي لهب عتبة انى كفرت برب
النجم قال معمر فأخبرني ابن طاوس عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له أما تخاف أن يسلط الله عليك
كلبه فخرج ابن أبي لهب مع الناس في سفر حتى إذا كانوا ببعض الطريق سمعوا صوت الأسد فقال ما هو الا يريدني
فاجتمع أصحابه حوله وجعلوه في وسطهم حتى إذا ناموا جاء الأسد فاخذ هامته * وأخرج أبو الفرج الأصبهاني
121

في كتاب الأغاني عن عكرمة رضي الله عنه قال لما نزلت والنجم إذا هوى قال عتبة بن أبي لهب للنبي صلى الله عليه
وسلم انى كفرت برب النجم إذا هوى فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أرسل عليه كلبا من كلابك قال فقال
ابن عباس رضي الله عنهما فخرج إلى الشام في ركب فيهم هبار بن الأسود حتى إذا كانوا بوادي الغاضرة وهي
مسبعة نزلوا ليلا فافترشوا صفا واحد فقال عتبة أتريدون أن تجعلوني حجزة لا والله لا أبيت الا وسطكم فما أنبهني
الا السبع يشم رؤسهم رجلا رجلا حتى انتهى إليه فالتفت أنيابه في صدغيه * وأخرج أبو نعيم في الدلائل وابن
عساكر من طريق عروة عن هبار بن الأسود قال كان أبو لهب وابنه عتبة قد تجهزا إلى الشام وتجهزت معهما
فقال ابن أبي لهب والله لانطلقن إلى محمد فلأوذينه في ربه فانطلق حتى أتاه فقال يا محمد هو يكفر بالذي دنا
فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ابعث عليه كلبا من كلابك * وأخرج
أبو نعيم عن طاوس قال لما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والنجم إذا هوى قال عتبة بن أبي لهب كفرت برب
النجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلط الله عليه كلبا من كلابه * وأخرج أبو نعيم عن أبي الضحى رضي الله عنه
قال قال ابن أبي لهب هو يكفر بالذي قال والنجم إذا هوى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى أن
يرسل عليه كلبا من كلابه فبلغ ذلك أباه فأوصى أصحابه إذا نزلتم منزلا فاجعلوه وسطكم ففعلوا حتى إذا كان ليلة
بعث الله عليه سبعا فقتله * قوله تعالى (ما ضل) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
والنجم إذا هوى قال أقسم الله انه ما ضل محمد وما غوى * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله والنجم إذا هوى قال أقسم الله لك بنجوم القرآن ما ضل محمد صلى الله عليه وسلم وما غوى
قوله تعالى (وما ينطق عن الهوى) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وما
ينطق عن الهوى قال ما ينطق عن هواه ان هو الا وحى يوحى قال يوحى الله إلى جبريل ويوحي جبريل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه عن أبي الحمراء وحبة العرني قالا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
تسد الأبواب التي في المسجد فشق عليهم قال حبة انى لأنظر إلى حمزة بن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه
تذرفان وهو يقول أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس وأسكنت ابن عمك فقال رجل يومئذ ما يألوا برفع ابن
عمه قال فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قد شق عليهم فدعا الصلاة جامعة فلما اجتمعوا صعد المنبر فلم يسمع
لرسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة قط كان أبلغ منها تمجيدا وتوحيدا فلما فرغ قال يا أيها الناس ما أنا سددتها
ولا أنا فتحتها ولا أنا أخرجتكم وأسكنته ثم قرأ والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان
هو الا وحى يوحى * وأخرج أحمد والطبراني والضياء عن أبي امامة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين أو مثل أحد الحيين ربيعة ومضر فقال رجل يا رسول الله
وما ربيعة من مضر قال انما أقول ما أقول * وأخرج البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال ما أخبرتكم انه من عند الله فهو الذي لا شك فيه * وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم انه قال لا أقول لا حقا قال بعض أصحابه فإنك تداعبنا يا رسول الله قال انى لا أقول الا حقا
* وأخرج الدارمي عن يحيى بن أبي كثير قال كان جبريل ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن * قوله تعالى (علمه شديد
القوى) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع رضي الله عنه في قوله علمه شديد القوى قال جبريل
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله علمه شديد القوى يعنى جبريل
ذو مرة قال ذو خلق طويل حسن * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
علمه شديد القوى ذو مرة قال ذو قوة جبريل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله ذو مرة ذو خلق
حسن * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن ذو مرة قال ذو شدة في أمر الله قال
وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول نابغة بنى ذبيان
فدى أقر به إذ ضافني * وهنا قرى ذي مرة حازم
* وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله
122

عليه وسلم لم ير جبريل في صورته الا مرتين اما واحدة فإنه سأله ان يراه في صورته فأراه صورته فسد الأفق وأما
الثانية فإنه كان معه حيث صعد فذلك قوله وهو بالأفق الأعلى لقد رأى من آيات ربه الكبرى قال خلق
جبريل * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه وأبو نعيم
والبيهقي معا في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته
وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق يسقط من جناحه من التهاويل والدار والياقوت ما الله به عليم
* وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت جبريل
عند سدرة المنتهى له ستمائة جناح ينفض من ريشه التهاويل الدر والياقوت * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله وهو بالأفق الأعلى قال مطلع الشمس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه
وهو بالأفق الأعلى قال قال الحسن الأفق الأعلى أفق المشرق ثم دنا فتدلى يعنى جبريل فكان قاب قوسين
قال قيد قوسين أو أدنى قال حيث الوتر من القوس الله من جبريل * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي وابن
جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله فكان قاب قوسين
أو أدنى قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل له ستمائة جناح * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والترمذي
وصححه وابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في
الدلائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قوله ما كذب الفؤاد ما رأى قال رأى صلى الله عليه وسلم جبريل عليه حلنا
رفرف أخضر قد ملا ما بين السماء والأرض * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عائشة رضي الله عنها
قالت كان أول شان رسول الله صلى الله عليه وسلم انه رأى في منامه جبريل بأجياد ثم خرج لبعض حاجته
فصرخ به جبريل يا محمد يا محمد فنظر يمينا وشمالا فلم ير شيئا ثلاثا ثم رفع بصره فإذا هو ثان إحدى رجليه على
الأخرى على أفق السماء فقال يا محمد جبريل جبريل يسكنه فهرب النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل في الناس
فنظر فلم ير شيئا ثم خرج من الناس فنظر فرآه فذلك قول الله والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى إلى قوله ثم
دنا فتدلى يعنى جبريل إلى محمد فكان قاب قوسين أو أدنى يقول ألقاب نصف الإصبع فأوحى إلى عبده ما أوحى
جبريل إلى عبد ربه * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ثم
دنا فتدلى قال هو محمد صلى الله عليه وسلم دنا فتدلى إلى ربه عز وجل * واخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله ثم دنا قال دنا ربه فتدلى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فكان قاب قوسين قال كان دنوه قدر قوسين ولفظ عبد بن حميد قال
كان بينه وبينه مقدار قوسين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله فكان قاب
قوسين قال دنا جبريل منه حتى كان قدر ذراع أو ذراعين * وأخرج الطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة عن
ابن عباس في قوله فكان قاب قوسين أو أدنى قال ألقاب القيد والقوسين الذراعين * وأخرج الطبراني في السنة
عن ابن عباس في قوله قاب قوسين قال ذراعين ألقاب المقدار والقوس الذراع * وأخرج عن شقيق بن سلمة في قوله
فكان قاب قوسين قال ذراعين والقوس الذراع يقاس به كل شئ * وأخرج عن سعيد بن جبير في الآية قال الذراع
يقاس به * وأخرج آدم ابن أبي اياس والفريابي والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله قاب قوسين قال
حيث الوتر من القوس يعنى ربه * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد وعكرمة قالا دنا منه حتى كان بينه وبينه مثل ما بين
كبدها إلى الوتر * وأخرج الطبراني في السنة عن مجاهد قاب قوسين قال قدر قوسين * وأخرج عن الحسن في
قوله قاب قوسين قال من قسيكم هذه * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال لما أسرى
بالنبي صلى الله عليه وسلم اقترب من ربه فكان قاب قوسين أو أدنى قال ألم إلى القوس ما أقربها من الوتر * وأخرج
عبد بن حميد عن قتادة ذكر لنا ان ألقاب فضل طرف القوس على الوتر وأخرج النسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فأوحى إلى عبده ما أوحى قال عبده محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج
الطبراني في السنة والحكيم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت النور الأعظم ولط دوني بحجاب
123

رفرفه الدر والياقوت فأوحى الله إلى ما شاء أن يوحى * وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم في الدلائل عن سريج بن عبيد
قال لما صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء فأوحى الله إلى عبده ما أوحى قال فلما أحس جبريل بدنو الرب خر
ساجدا فلم يزل يسبحه تسبيحات ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة حتى قضى الله إلى عبده ما قضى ثم
رفع رأسه فرأيته في خلقه الذي خلق عليه منظوم أجنحته بالزبرجد واللؤلؤ والياقوت فخيل إلى أن ما بين عينيه
قد سد الأفقين وكنت لا أراه قبل ذلك الا على صور مختلفة وأكثر ما كنت أراه على صورة دحية الكلبي وكنت
أحيانا لا أراه قبل ذلك الا كما يرى الرجل صاحبه من وراء الغربالي * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمران جبريل
كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي * وأخرج مسلم وأحمد والطبراني وابن مردويه
والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ما كذب الفؤاد ما رأى ولقد رآه نزلة أخرى قال رأى محمد ربه
بقلبه مرتين * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن عباس في قوله
ما كذب الفؤاد ما رأى قال رآه بقلبه * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن إبراهيم
النخعي انه كان يقرأ أفتمرونه وفسرها أفتجعدونه وقال من قرأ أفتمارونه قال أفتجادلونه * وأخرج ابن المنذر
عن سعيد بن جبير انه كان يقرأ أفتمرونه * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس انه كان يقرأ أفتمرونه
* وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي ان شريحا كان يقرأ أفتمارونه بالألف وكان مسروق يقرأ أفتمرونه
* وأخرج ابن مردويه عن أنس قال رأى محمد ربه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه
وسلم رأى ربه بعينه * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال إن محمدا رأى ربه مرتين مرة ببصره
ومرة بفؤاده * وأخرج الترمذي وحسنه والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن
عباس في قول الله ولقد رآه نزلة أخرى قال ابن عباس قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل * وأخرج
عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن الشعبي قال لقى ابن عباس كعبا بعرفة
فسأله عن شئ فكبر حتى جاوبته الجبال فقال ابن عباس انا بنو هاشم نزعم أو نقول ان محمدا قد رأى ربه
مرتين فقال كعب ان الله قسم رؤيته وكلامه بين موسى ومحمد عليهما السلام فرأى محمد ربه مرتين وكلم موسى
مرتين قال مسروق فدخلت على عائشة فقلت هل رأى محمد ربه فقالت لقد تكلمت بشئ قف له شعري قلت
رويدا ثم قرأت لقد رأى من آيات ربه الكبرى قالت أين يذهب بك انما هو جبريل من أخبرك ان محمدا رأى
ربه أو كتم شيئا مما أمر به أو يعلم الخمس التي قال الله ان الله عنده علم الساعة الآية فقد أعظم الفرية ولكنه رأى
جبريل لم يره في صورته الا مرتين مرة عند سدرة المنتهى ومرة عند جياد له ستمائة جناح قد سد الأفق * وأخرج
النسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال أتعجبون ان تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى
والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه * وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس قال قال صلى الله عليه وسلم رأيت ربى في أحسن صورة فقال لي يا محمد هل تدرى فيم
يختصم الملا الأعلى فقلت لا يا رب فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي فعلمت ما في السماء والأرض
فقلت يا رب في الدرجات والكفارات ونقل الاقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة فقلت يا رب انك
اتخذت إبراهيم خليلا وكلمت موسى تكليما وفعلت وفعلت فقال ألم أشرح لك صدرك ألم أضع عنك وزرك ألم
أفعل بك ألم أفعل فأفضى إلى بأشياء لم يؤذن لي ان أحدثكموها فذلك قوله ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى
فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى فجعل نور بصرى في فؤادي فنظرت إليه بفؤادي * وأخرج
ابن إسحاق والبيهقي في الأسماء والصفات وضعفه عن عبد الله بن أبي سلمة أن عبد الله بن عمر بن الخطاب بعث إلى
عبد الله بن عباس يسأله هل رأى محمد ربه فأرسل إليه عبد الله بن عباس ان نعم فرد عليه عبد الله بن عمر رسوله ان
كيف رآه فأرسل انه رآه في روضة خضراء دونه فراش من ذهب على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملائكة
ملك في صورة رجل وملك في صورة ثور وملك في صورة نسر وملك في صورة أسد * وأخرج البيهقي في الأسماء
والصفات وضعفه من طريق عكرمة عن ابن عباس ان سئل هل رأى محمد ربه قال نعم رآه كان قدميه على خضرة
دونه ستر من لؤلؤ فقلت يا أبا عباس أليس يقول الله لا تدركه الابصار قال لا أم لك ذاك نوره الذي هو نوره إذا
124

تجلى بنوره لا يدركه شئ * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي عن بعض
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قالوا يا رسول الله هل رأيت ربك قال لم أره بعيني ورأيته بفؤادي مرتين ثم تلا
ثم دنا فتدلى * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت
ربك قال رأيت نهرا ورأيت وراء النهر حجابا ورأيت وراء الحجاب نورا لم أره غير ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن أبي العالية في قوله ما كذب الفؤاد ما رأى قال محمد رآه بفؤاد ولم يره بعينيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن أبي صالح في قوله ما كذب الفؤاد ما رأى قال رآه مرتين بفؤاده * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال
ما أزعم أنه رآه وما أزعم انه لم يره * وأخرج مسلم والترمذي وابن مردويه عن أبي ذر قالت سالت رسول الله صلى
الله عليه وسلم هل رأيت ربك فقال نور انى أراه * وأخرج مسلم وابن مردويه عن أبي ذر أنه سال رسول الله صلى الله
عليه وسلم هل رأيت ربك فقال رأيت نورا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي
ذر قال رآه بقلبه ولم يره بعينيه * وأخرج النسائي عن أبي ذر قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه بقلبه ولم
يره ببصره * وأخرج مسلم والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة في قوله ولقد رآه نزلة أخرى قال رأى جبريل عليه
السلام * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال رأى جبريل في صورته * وأخرج عبد بن حميد عن مرة الهمداني
قال لم يأته جبريل في صورته الا مرتين فرآه في خضر يتعلق به الدر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ولقد
رآه نزلة أخرى قال رأى نورا عظيما عند سدرة المنتهى * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن مسعود ولقد رآه
نزلة أخرى قال رأى جبريل معلقا رجله بسدرة عليه الدر كأنه قطر المطر على البقل * وأخرج أبو الشيخ عن ابن
مسعود ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته عند
السدرة له ستمائة جناح جناح منها سد الأفق يتناثر من أجنحته التهاويل الدر والياقوت ما لا يعلمه الا الله * وأخرج
أحمد وعبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود
قال لما أسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة إليها ينتهى
ما يعرج من الأرواح فيقبض منها واليها ينتهى ما يهبط به من فوقها فيقبض منها إذ يغشى السدرة ما يغشى قال
فراش من ذهب قال وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا أعطى الصلوات الخمس وأعطى خواتيم سورة
البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله شيئا من أمته المقحمات * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس انه سئل
عن سدرة المنتهى قال إليها ينتهى علم كل عالم وما وراءها الا يعلمه الا الله * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن
الضحاك انه قيل له لم تسمى سدرة المنتهى قال لأنه ينتهى إليها كل شئ من أمر الله لا يعدوها * وأخرج ابن جرير
عن شمر قال جاء ابن عباس إلى كعب فقال حدثني عن سدرة المنتهى قال إنها سدرة في أصل العرش إليها ينتهى
علم كل عالم ملك مقرب أو نبي مرسل ما خلفها غيب لا يعلمه الا الله تعالى * وأخرج ابن جرير عن كعب قال إنها
سدرة على رؤس حملة العرش إليها ينتهى علم الخلائق ثم ليس لأحد وراءها علم فلذلك سميت سدرة المنتهى
لانتهاء العلم إليها * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال سالت كعبا ما سدرة المنتهى قال سدرة ينتهى إليها علم
الملائكة وعندها يجدون أمر الله لا يجاوزها علم وسألته عن جنة المأوى فقال جنة فيها طير خضر ترتقي فيها أرواح
الشهداء * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير والطبراني عن ابن مسعود في قوله عند سدرة المنتهى قال
صبو الجنة يعنى وسطها جعل عليها فضول السندس والاستبرق * وأخرج أحمد وابن جرير عن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهيت إلى السدرة فإذا نبقها مثل الجراد وإذا ورقها مثل آذان الفيلة فلما غشيها من
أمر الله ما غشيها تحولت ياقوتا وزمردا ونحو ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد في قوله سدرة المنتهى قال أول
يوم من الآخرة وآخر يوم من الدنيا فهو حيث ينتهى * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه عن
أسماء بنت أبي بكر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يصف سدرة المنتهى قال يسير الراكب في الفنن منها مائة سنة
يستظل بالفنن منها مائة راكب فيها فراش من ذهب كان ثمرها القلال * وأخرج الحكيم الترمذي وأبو يعلى
عن ابن عباس إذ يغشى السدرة ما يغشى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيتها حين استبنتها ثم حال دونها فراش
125

الذهب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس انه قرأ عندها جنة المأوى وعاب على من
قرأ جنة المأوى * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن الزبير قال من قرأ جنة المأوى فأجنه الله انما هي جنة المأوى
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس عندها جنة المأوى قال هي عن يمين العرش وهي منزل الشهداء
* وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود قال الجنة في السماء السابعة العليا والنار في الأرض السابعة
السفلى * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب انه قرأ جنة المأوى قال جنة المبيت
* وأخرج آدم بن أبي اياس والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد إذ يغشى السدرة ما يغشى قال كان
أغصان السدرة من لؤلؤ وياقوت وقد رآها محمد بقلبه ورأى ربه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن ابن عباس إذ يغشى السدرة ما يغشى قال الملائكة * وأخرج عبد بن حميد عن سلمة بن
وهرام إذ يغشى السدرة ما يغشى قال استأذنت الملائكة الرب تبارك وتعالى ان ينظروا إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فأذن لهم فغشيت الملائكة السدرة لينظروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن يعقوب بن زيد قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت بفناء السدرة قال فراشا من ذهب * وأخرج
ابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله إذ يغشى السدرة ما يغشى قال رآها ليلة أسري به يلوذ
بها جراد من ذهب * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن
مردويه عن ابن عباس في قوله ما زاغ البصر قال ما ذهب يمينا ولا شمالا وما طغى قال ما جاوز ما أمر به * وأخرج
الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه
وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن مسعود في قوله لقد رأى من آيات ربه الكبرى قال رأى رفرفا أخضر من
الجنة قد سد الأفق * وأخرج ابن جرير عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بي مضى
جبريل حتى جاء الجنة فدخلت فأعطيت الكوثر ثم مضى حتى جاء السدرة المنتهى فدنا ربك فتدلى فكان قاب
قوسين أو أدنى * وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انتهيت إلى السدرة إذا
ورقها مثل آذان الفيلة وإذا نبقها أمثال القلال فلما غشيها من أمر الله ما غشى تحولت فذكر الياقوت * وأخرج
ابن أبي شيبة عن كعب قال سدرة المنتهى منتهى إليها أمر كل نبي وملك * قوله تعالى (أفرأيتم اللات والعزى)
أخرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال كان اللات رجلا يلت
سوبق الحاج ولفظ عبد بن حميد يلت السويق يسقيه الحاج * وأخرج النسائي وابن مردويه عن أبي الطفيل قال
لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة وكان بها العزى فأتاها خالد وكانت على ثلاث
سمرات فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال ارجع فإنك لم
تصنع شيئا فرجع خالد فلما أبصرته السدنة وهم حجتها أمعنوا في الجبل وهم يقولون يا عزى يا عزى فأتاها خالد
فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحفن التراب على رأسها فعممها بالسيف حتى قتلها ثم رجع إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأخبره فقال تلك العزى * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس ان العزى كانت ببطن
نخلة وان اللات كانت بالطائف وان منات كانت بقديد * وأخرج سعيد بن منصور والفاكهي عن مجاهد قال
كانت اللات رجلا في الجاهلية على صخرة بالطائف وكان له غنم فكان يأخذ من رسلها ويأخذ من زبيب الطائف
والأقط فيجعل منه حيسا ويطعم من يمر من الناس فلما مات عبدوه وقالوا هو اللات وكان يقرأ للات مشددة
* وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال كان اللات يلت السويق على الحاج فلا يشرب منه
أحد الا سمن فعبدوه * وأخرج الفاكهي عن ابن عباس ان اللات لما مات قال لهم عمرو بن لحى انه لم يمت
ولكنه دخل الصخرة فعبدوها وبنوا عليها بيتا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله أفرأيتم اللات قال كان
رجل من ثقيف يلت السويق بالزيت فلما توفى جعلوا قبره وثنا وزعم الناس انه عامر بن الظزب أخذ عدونا
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله أفرأيتم اللات والعزى قال اللات كان يلت
السويق بالطائف فاعتكفوا على قبره والعزى شجرات * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
126

عن قتادة في قوله أفرأيتم اللات والعزى ومناة قال آلهة كانوا يعبدونها فكان اللات لأهل الطائف وكانت
العزى لقريش بسقام شعب ببطن نخلة وكانت مناة للأنصار بقديد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي
صالح قال اللات الذي كان يقوم على آلهتهم وكان يلت لهم السويق والعزى بنخلة كانوا يعلقون عليها السيور
والعهن ومناة حجر بقديد * وأخرج عبد بن حميد عن أبي الجوزاء قال اللات حجر كان يلت السويق
عليه فسمى اللات * قوله تعالى (تلك إذا قسمة ضيزى) * أخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع
بن الأزرق سأله عن قوله ضيزى قال جائرة فال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول امرئ القيس
ضازت بنو أسد بحكمهم * إذ يعدلون الرأس بالذنب
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ضيزى قال منقوصة * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ضيزى قال جائرة * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك مثله * وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس في قوله ضيزى قال جائرة لا حق فيها * قوله تعالى (أم للانسان ما تمنى) * أخرج أحمد
والبخاري والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تمنى أحدكم فلينظر ما تمنى فإنه لا
يدرى ما يكتب له من أمنيته * قوله تعالى (وكم من ملك في السماوات) الآية * أخرج ابن المنذر عن
ابن جريج في قوله وكم من ملك في السماوات لا تغنى شفاعتهم شيئا قال لقولهم ان الغرانقة ليشفعون * قوله
تعالى (وان الظن لا يغنى من الحق شيئا) * أخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب قال احذروا هذ الرأي على
الدين فإنما كان الرأي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبا لان الله كان يريه وانما هو ههنا تكلف وظن وان
الظن لا يغنى من الحق شيئا * قوله تعالى (ذلك مبلغهم من العلم) * أخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله ذلك
مبلغهم من العلم قال رأيهم * وأخرج الترمذي وحسنه عن ابن عمر قال قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه اللهم أقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن
طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما يهون علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا
واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا
أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا * قوله تعالى (ولله ما في السماوات) الآية * أخرج ابن
المنذر عن ابن جريج في قوله ليجزي الذين أساؤا بما عملوا قال أهل الشرك ويجزى الذين أحسنوا قال المؤمنين
* قوله تعالى (الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش) * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله الذين
يجتنبون كبائر الاثم والفواحش قال لكبائر ما سمى الله فيه النار والفواحش ما كان فيه حد في الدنيا * قوله
تعالى (الا اللمم) * أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن
لمنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر وزنا اللسان النطق
والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود في قوله الا اللمم قال زنا لعينين النظر وزنا
الشفتين التقبيل وزنا اليدين البطش وزنا الرجلين المشي ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه فان تقدم بفرجه
كان زانيا والا فهو اللمم * وأخرج مسدد وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي هريرة انه سئل عن قوله الا اللمم قال
هي النظرة والغمزة والقبلة والمباشرة فإذا مس الختان الختان فقد وجب الغسل وهو الزنا * وأخرج ابن أبي
حاتم عن عبد الله بن الزبير قال اللمم ما بين الحدين * وأخرج سعيد بن منصور والترمذي وصححه والبزار وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله الا اللمم
قال هو الرجل يلم بالفاحشة ثم يتوب منها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تغفر اللهم تغفر جما وأي
عبد لك لا ألما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله الا اللمم يقول الا ما قد سلف
* وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال قال المشركون انما كانوا بالأمس يعملون معنا فأنزل الله الا اللمم ما كان
127

منهم في الجاهلية قبل الاسلام وغفرها لهم حين أسلموا * وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم في قوله الذين يجتنبون
كبائر الاثم قال الشرك والفواحش قال الزنا تركوا ذلك حين دخلوا في الاسلام وغفر الله لهم ما كانوا ألموا به
وأصابوا من ذلك قبل الاسلام * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة
أراه رفعه في قوله الا اللمم قال اللمة من الزنا ثم يتوب ولا يعودوا للمة من شرب الخمر ثم يتوب ولا يعود قال فتلك
الالمام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن في قوله الا اللمم قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقولون هو الرجل يصيب اللمة من الزنا واللمة من شرب الخمر فيجتنبها أو يتوب منها * وأخرج ابن مردويه
عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما اللمم قالوا الله ورسوله أعلم قال هو الذي يلم بالخطرة
من الزنا ثم لا يعود ويلم بالخطرة من شرب الخمر ثم لا يعود ويلم بالسرقة ثم لا يعود * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن ابن عباس في قوله الا اللمم قال يلم بها في الحين ثم يتوب * وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح قال سئلت عن
اللمم فقلت هو الرجل يصيب الذنب ثم يتوب وأخبرت بذلك ابن عباس فقال لقد أعانك عليها ملك كريم
* وأخرج البخاري في تاريخه عن الحسن في قوله الا اللمم قال الزنية في الحين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي
صالح في قوله الا اللمم قال الوقعة من الزنا لا يعود لها * وأخرج ابن المنذر عن عطاء في قوله الا اللمم قال هو ما
دون الجماع * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة انه ذكر له قول الحسن في اللمم هي الخطرة من الزنا قال لا ولكنها
الضمة والقبلة والشمة * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر وقال اللمم ما دون الشرك * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن ابن عباس قال اللمم كل شئ بين الحدين حد الدنيا وحد الآخرة يكفره الصلاة وهو دون كل موجب
فاما حد الدنيا فكل حد فرض الله عقوبة في الدنيا وأما حد الآخرة فكل شئ ختمه الله بالنار وأخر عقوبته إلى
الآخرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله الا اللمم قال اللمم ما بين الحدين ما لم يبلغ حد الدنيا
ولا حد الآخرة موجبة قد أوجب الله لأهلها النار أو فاحشة يقام عليه الحد في الدنيا * وأخرج ابن جرير عن
محمد بن سيرين قال سال رجل زيد بن ثابت عن هذه الآية الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم
فقال حرم الله عليك الفواحش ما ظهر منها وما بطن * قوله تعالى (هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض) *
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو نعيم في المعرفة وابن مردويه والواحدي عن ثابت بن الحارث
الأنصاري قال كانت اليهود إذا هلك لهم صبي صغير قالوا هذا صديق فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال كذبت
يهود ما من نسمة يخلقها الله في بطن أمها الا أنه شقي أو سعيد فأنزل الله عند ذلك هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض
الآية كلها * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض قال هو كنحو قوله وهو أعلم
بالمهتدين * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة قال حين خلق الله آدم من
الأرض ثم خلقكم من آدم * واخرج ابن أبي شيبة عن الحسن في قوله هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم
أجنة في بطون أمهاتكم قال علم الله من كل نفس ما هي عاملة وما هي صانعة وما هي إليه صائرة * قوله تعالى (فلا
تزكوا أنفسكم) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن زيد بن أسلم في قوله فلا تزكوا أنفسكم قال
لا تبرؤا أنفسكم * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله فلا تزكوا أنفسكم قال لا تعملوا بالمعاصي وتقولون نعمل
بالطاعة * وأخرج ابن سعد وأحمد ومسلم وأبو داود وابن مردويه عن زينب بنت أبي سلمة أنها سميت برة فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزكوا أنفسكم الله أعلم باهل البر منكم سموها زينب * وأخرج الزبير بن بكار
في الموفقيات عن جده عبد الله بن مصعب قال قال أبو بكر الصديق لقيس بن عاصم صف لنا نفسك فقال إن الله
يقول فلا تزكوا أنفسكم فلست ما أنا بمزك نفسي وقد نهاني الله عنه فأعجب أبا بكر ذلك منه * قوله تعالى (أفرأيت
الذي تولى) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في مغزاة فجاء رجل فلم
يجد ما يخرج عليه فلقى صديقا له فقال اعطني شيئا قال أعطيك بكري هذا على أن تتحمل بذنوبي فقال له نعم فأنزل الله
أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلا وأكدى * وأخرج ابن أبي حاتم عن دراج أبى السمح قال خرجت سرية غازية
فسأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحمله فقال لا أجد ما أحملك عليه فانصرف حزينا فمر برجل رحالة
128

منيحة بين يديه فشكا إليه فقال له الرجل هل لك أن أحملك فتلحق الجيش فقال نعم فنزلت أفرأيت الذي تولى إلى
قوله ثم يجزاه الجزاء الأوفى * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال إن رجلا أسلم فلقيه بعض ما يعيره فقال أتركت
دين الأشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار قال انى خشيت عذاب الله قال اعطني شيئا وأنا أحمل كل عذاب كان عليك
فأعطاه شيئا فقال زدني فتعاسرا حتى أعطاه شيئا وكتب له كتابا وأشهد له ففيه نزلت هذه الآية أفرأيت الذي تولى
وأعطى قليلا وأكدى أعنده عنده علم الغيب فهو يرى * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أفرأيت الذي تولى قال الوليد بن المغيرة كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر
فسمع ما يقولان وذلك ما أعطى من نفسه أعطى الاستماع وأكدى قال انقطع عطاؤه نزل في ذلك أعنده
علم الغيب قال الغيب القرآن أرأى فيه باطلا أنفذه ببصره إذا كان يختلف إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبى
بكر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله وأعطى قليلا وأكدى قال قطع نزلت في العاص بن وائل
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وأعطى قليلا وأكدى قال أطاع قليلا ثم انقطع
* وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله أعطى قليلا وأكدى قال أعطى
قليلا من ماله ومنع الكثير ثم كدره بمنه قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
أعطى قليلا ثم أكدى بمنه * ومن ينشر المعروف في الناس يحمد
* قوله تعالى (وإبراهيم الذي وفى) * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن
مردويه والشيرازي في الألقاب والديلمي بسند ضعيف عن أبي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتدرون
ما قوله وإبراهيم الذي وفي قالوا الله ورسوله أعلم قال وفي عمل يومه بأربع ركعات كان يصليهن من أول النهار وزعم
أنها صلاة الضحى * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وإبراهيم الذي وفى قال وفى الله بالبلاغ
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله وإبراهيم الذي وفى قال وفى ما فرض عليه
* وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال سهام الاسلام ثلاثون سهما لم يسمها أحد قبل
إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال الله وإبراهيم الذي وفى * وأخرج ابن جرير عن قتادة وإبراهيم الذي وفى
قال وفى طاعة الله وبلغ رسالة ربه إلى خلقه * وأخرج ابن جرير عن مجاهد وعكرمة وإبراهيم الذي وفى قال بلغ
هذه الآية أن لا تزر وازرة وزر أخرى * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير وإبراهيم الذي وفى قال بلغ
ما أمر به * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وإبراهيم الذي وفى يقول الذي استكمل الطاعة فيما فعل بابنه
حين رأى الرؤيا والذي في صحف موسى أن لا تزر وازرة وزر أخرى إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير عن
القرظي وإبراهيم الذي وفى قال وفى بذبح ابنه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله وإبراهيم الذي
وفى قال وفى سهام الاسلام كلها ولم يوفها أحد غيره وهي ثلاثون سهما منها عشرة في براءة ان الله اشترى من
المؤمنين أنفسهم وأموالهم الآيات كلها وعشرة في الأحزاب ان المسلمين والمسلمات الآيات كلها وستة في قد أفلح
المؤمنون من أولها الآيات كلها وأربع في سال سائل والذين يصدقون بيوم الدين والذين هم من عذاب ربهم
مشفقون الآيات كلها فذلك ثلاثون سهما فمن وافى الله بسهم منها فقد وافاه بسهم من سهام الاسلام ولم يوافه بسهام
الاسلام كلها لا إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال الله وإبراهيم الذي وفى * قوله تعالى (ان لا تزر وازرة وزر أخرى)
أخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت والنجم فبلغ وإبراهيم الذي وفى
قال وفى أن لا تزر وازرة وزر أخرى إلى قوله من النذر الأولى * وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية في قوله
وإبراهيم الذي وفى قال أدى عن ربه أن لا تزر وازرة وزر أخرى * وأخرج الشافعي وسعيد بن منصور وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن عمرو بن أوس قال كان الرجل يؤخذ بذنب غيره حتى جاء إبراهيم فقال
الله وإبراهيم الذي وفى قال بلغ وأدى أن لا تزر وازرة وزر أخرى * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وإبراهيم
الذي وفى قال كانوا قبل إبراهيم يأخذون الولي بالولي حتى كان إبراهيم فبلغ أن لا تزر وازرة وزر أخرى لا يؤخذ
أحد بذنب غيره * وأخرج ابن المنذر عن هذيل بن شرحبيل قال كان الرجل يؤخذ بذنب غيره فيما بين نوح
129

إلى إبراهيم حتى جاء إبراهيم فلا تزر وازرة وزر أخرى * قوله تعالى (وأن ليس للانسان الا ما سعى) * أخرج
أبو داود والنحاس كلاهما في الناسخ وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال وأن ليس للانسان
الا ما سعى فأنزل الله بعد ذلك والذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم بايمان ألحقنا بهم ذرياتهم فادخل الله الأبناء الجنة
بصلاح الآباء * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ وأن ليس
للانسان الا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى استرجع واستكان * قوله تعالى (وأن إلى ربك
المنتهى) * أخرج الدارقطني في الافراد والبغوي في تفسيره عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله
وأن إلى ربك المنتهى قال لا فكرة في الرب وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن سفيان الثوري في قوله وأن إلى ربك
المنتهى قال لا فكرة في الرب * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم يتفكرون
في الله فقال تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق فإنكم لن تقدرونه * وأخرج أبو الشيخ عن أبي ذر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فتهلكوا * وأخرج أبو الشيخ عن يونس
ابن مسيرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يذكرون عظمة الله تعالى فقال ما كنتم
تذكرون قالوا كنا نتفكر في عظمة الله تعالى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا في الله فلا تفكروا ثلاثا الا
فتفكروا في عظم ما خلق ثلاثا * وأخرج أبو الشيخ عن أبي أمية مولى شبرمة واسمه الحكم عن بعض أئمة الكوفة
قال قام ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصد نحوهم فسكتوا فقال ما كنتم تقولون قالوا نظرنا إلى
الشمس فتفكرنا فيها من أين تجئ ومن أين تذهب وتفكرنا في خلق الله فقال كذلك فافعلوا تفكروا في خلق
الله ولا تفكروا في الله فان لله تعالى وراء المغرب أرضا بيضاء بياضها ونورها مسيرة الشمس أربعين يوما فيها
خلق من خلق الله لم يعصوا الله طرفة عين قيل يا رسول الله من ولد آدم هم قال ما يدرون خلق آدم أم لم يخلق قيل
يا نبي الله فأين إبليس عنهم قال لا يدرون خلق إبليس أم لم يخلق * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال دخل
علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد حلق حلق فقال لنا فيم أنتم قلنا نتفكر في الشمس كيف طلعت
وكيف غربت قال أحسنتم كونوا هكذا تفكروا في المخلوق ولا تفكروا في الخالق فان الله خلق ما شاء لما شاء
وتعجبون من ذلك من وراء ق سبع بحار كل بحر خمسمائة عام ومن وراء ذلك سبع أرضين يضئ نورها
لأهلها ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خلقوا على أمثال الطير هو وفرخه في الهواء لا يفترون عن تسبيحة واحدة
ومن وراء ذلك سبعين ألف أمة خلقوا من ريح فطعامهم ريح وشرابهم ريح وثيابهم من ريح وآنيتهم من ريح
ودوابهم من ريح لا تستقر حوافر دوابهم إلى الأرض إلى قيام الساعة أعينهم في صدورهم ينام أحدهم نومة
واحدة ينتبه وعند رأسه رزقه ومن وراء ذلك ظل العرش وفى ظل العرش سبعون ألف أمة ما يعلمون ان الله خلق
آدم ولا ولد آدم ولا إبليس ولا ولد إبليس وهو قوله تعالى ويخلق ما لا تعلمون * قوله تعالى (وانه هو أضحك وأبكى)
* أخرج ابن مردويه عن عائشة قالت مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يضحكون فقال لو تعلمون ما أعلم
لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا فنزل عليه جبريل فقال إن الله هو أضحك وأبكى فرجع إليهم فقال ما خطوت أربعين
خطوة حتى أتاني جبريل فقال ائت هؤلاء فقل لهم ان الله أضحك وأبكى * وأخرج أبو الشيخ في العظمة وابن
مردويه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال هبط آدم من الجنة بياقوتة بيضاء يمسح بها دموعه قال
وبكى آدم على الجنة أربعين عاما فقال له جبريل يا آدم ما يبكيك ان الله بعثني إليك معزيا فضحك آدم فذلك قول
الله هو أضحك وأبكى فضحك آدم وضحكت ذريته وبكى آدم وبكت ذريته * وأخرج ابن أبي شيبة عن جبار الطائي
قال شهدت جنازة أم مصعب بن الزبير وفيها ابن عباس فسمعنا أصوات نوائح فقلت يا أبا عباس يصنع هذا وأنت
ههنا فقال دعنا عنك يا جبار فان الله أضحك وأبكى * قوله تعالى (وانه هو أغنى وأقنى) * أخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله وانه هو أغنى وأقنى قال أعطى وأرضى * وأخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله أغنى قال أكثر وأقنى قال قنع * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن
الأزرق سأله عن قوله أغنى وأقنى قال أغنى من الفقر وأقنى من الغنى فقنع به قال وهل تعرف العرب ذلك قال
130

نعم أما سمعت قول عنترة العبسي
فأقنى حياءك لا أبا لك واعلمي * انى امرؤ سأموت ان لم أقتل
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال أغنى أرضى وأقنى مون * وأخرج عبد بن حميد عن أبي
صالح في قوله أغنى وأقنى قال أغنى بالمال وأقنى من القنية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
قتادة والضحاك مثله * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحضرمي في قوله وانه هو أغنى وأقنى قال أغنى نفسة
وأفقر الخلائق إليه * قوله تعالى (وانه هو رب الشعرى) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وانه هو رب
الشعرى قال هو الكوكب الذي يدعى الشعرى * وأخرج الفاكهي عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في
خزاعة وكانوا يعبدون الشعرى وهو الكوكب الذي يتبع الجوزاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ
عن مجاهد قال الشعرى الكوكب الذي خلف الجوزاء كانوا يعبدونه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن المنذر عن قتادة قال كان ناس في الجاهلية يعبدون هذا النجم الذي يقال له الشعرى فنزلت * قوله تعالى (وأنه
أهلك عاد الأولى) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وأنه أهلك عادا الأولى قال كانت الآخرة
بحضرموت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وقوم نوح من قبل انهم كانوا هم أظلم
وأطغى قال لم يكن قبيل من الناس هم أظلم وأطغى من قوم نوح دعاهم نوح ألف سنة الا خمسين عاما كلما هلك قرن
ونشأ قرن دعاهم حتى لقد ذكر لنا ان الرجل كان يأخذ بيد أخيه أو ابنه فيمشي إليه فيقول يا بنى ان أبى قد مشى
بي إلى هذا وأنا مثلك يومئذ تتابعا في الضلالة وتكذيبا بأمر الله عز وجل * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ وابن
جرير عن مجاهد في قوله والمؤتفكة أهوى قال أهوى بها جبريل بعد أن رفعها إلى السماء * وأخرج عبد بن
حميد عن عكرمة في قوله والمؤتفكة أهوى قال قوم لوط ائتفكت بهم الأرض بعد أن رفعها الله إلى السماء
فالأرض تجلجل بها إلى يوم القيامة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله
والمؤتفكة أهوى قال قرى قوم لوط فغشاها ما غشى قال الحجارة فبأي آلاء ربك قال فبأي نعم ربك * وأخرج
ابن جرير عن أبي مالك الغفاري في قوله أن لا تزر وازرة وزر أخرى إلى قوله هذا نذير من النذر الأولى قال محمد صلى
الله عليه وسلم أنذر ما أنذر الأولون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله هذا نذير من النذر الأولى قال
انما بعث محمد بما بعث به الرسل قبله وفى قوله أزفت الآزفة قال الساعة ليس لها من دون الله كاشفة أي رادة
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال الآزفة من أسماء يوم القيامة * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن
جرير عن مجاهد في قوله أزفت الآزفة قال اقتربت الساعة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله أزفت الآزفة
قال اقتربت الساعة ليس لها من دون الله كاشفة قال لا يكشف عنها الا هو * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية
قال ليس لها من دون الله من آلهتهم كاشفة * قوله تعالى (أفمن هذا الحديث) الآيات * أخرج الفريابي وعبد
ابن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله أفمن هذا الحديث قال القرآن * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد
وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن صالح أبى الخليل قال لما نزلت هذه الآية أفمن هذا الحديث
تعجبون وتضحكون لولا تبكون فما ضحك النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك الا أن يتبسم ولفظ عبد بن حميد فما رؤى
النبي صلى الله عليه وسلم ضاحكا ولا متبسما حتى ذهب من الدنيا * واخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت
هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون فما رؤى النبي صلى الله
عليه وسلم بعدها ضاحكا حتى ذهب من الدنيا * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة قال لما نزلت
أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون بكى أصحاب الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينهم بكى فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلج النار من بكى من
خشية الله ولا يدخل الجنة مصر على معصية الله ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم * وأخرج عبد الرزاق
والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله
سامدون قال لا هون معرضون عنه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وأنتم
131

سامدون قال غافلون * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وأبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في دم
الملاهي والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله وأنتم سامدون قال
الغناء باليمانية كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا ولعبوا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن
عكرمة في قوله سامدون قال هو الغناء بالحميرية * واخرج الفريابي وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن
مردويه عن ابن عباس في قوله سامدون قال كانوا يمرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى شامخين ألم تر
إلى البعير كيف يخطر شامخا * وأخرج الطستي في مسائله والطبراني عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن
قوله سامدون قال السمود اللهو والباطل قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول هزيلة بنت بكر وهي
تبكي قوم عاد ليت عادا قبلوا ال‍ * معق ولم يبدوا جحودا
قيل قم فانظر ال‍ * يهم ثم دع عنك السمودا
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله سامدون قال غضاب مبرطمون * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير من طريق منصور عن إبراهيم قال كانوا يكرهون أن يقوم القوم ينتظرون الامام وكان يقال
ذاك من السمود أو هو السمود وقال منصور حين يقوم المؤذن فيقومون ينتظرون * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير من طريق سعيد بن أبي عروبة عن أبي معشر عن النخعي انه كان يكره أن يقوم إذا أقيمت الصلاة حتى
يجئ الامام ويقرأ هذه الآية وأنتم سامدون قال سعيد وكان قتادة يكره أن يقوم حتى يجئ الامام ولا يفسر هذه
الآية على ذا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن أبي خالد الوالبي قال خرج علي بن أبي طالب
علينا وقد أقيمت الصلاة ونحن قيام ننتظره ليتقدم فقال ما لكم سامدون لا أنتم في صلاة ولا أنتم جلوس
منتظرون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله فاسجدوا لله واعبدوا قال أعنتوا هذه الوجوه لله
وعفروها في طاعة الله * وأخرج البخاري والترمذي وابن مردويه عن ابن عباس قال سجد النبي صلى الله عليه
وسلم في النجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والانس * وأخرج أحمد والنسائي وابن مردويه عن المطلب
ابن أبي وداعة قال قرأ النبي صلى الله عليه وسلم بمكة والنجم فسجد وسجد من معه * وأخرج سعيد بن منصور عن
سبرة قال صلى بنا عمر بن الخطاب الفجر فقرأ في الركعة الأولى سورة يوسف ثم قرأ في الثانية النجم فسجد ثم قام فقرأ
إذا زلزلت ثم ركع
* (سورة القمر مكية)
* أخرج النحاس عن ابن عباس قال نزلت سورة القمر بمكة * وأخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في
الدلائل عن ابن عباس قال نزلت بمكة سورة اقتربت الساعة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله وأخرج البيهقي
في شعب الايمان عن ابن عباس قال قارئ اقتربت تدعى في التوراة المبيضة تبيض وجه صاحبها يوم تبيض الوجوه
قال البيهقي منكر * وأخرج الديلمي عن عائشة مرفوعا من قرأ بالم تنزيل ويس واقتربت الساعة وتبارك الذي
بيده الملك كمن له نورا وحرزا من الشيطان والشرك ورفع له في الدرجات يوم القيامة * وأخرج ابن الضريس عن إسحاق
بن عبد الله بن أبي فروة رفعه من قرأ اقتربت الساعة وانشق القمر في كل ليلتين بعثه الله يوم القيامة
ووجهه كالقمر ليلة البدر * وأخرج ابن الضريس عن ليث عن معن عن شيخ من همدان رفعه إلى النبي صلى الله
عليه وسلم قال من قرأ اقتربت الساعة غبا ليلة وليلة حتى يموت لقى الله تعالى ووجهه كالقمر ليلة البدر * وأخرج
أحمد عن بريدة أن معاذ بن جبل صلى بأصحابه صلاة العشاء فقرأ فيها اقتربت الساعة فقام رجل من قبل أن يفرغ
فصلى وذهب فقال له معاذ قولا شديدا فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فاعتذر إليه فقال انى كنت أعمل في نخل
وخفت على الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صل بالشمس وضحاها ونحوها من السور * قوله تعالى
(اقتربت الساعة وانشق القمر) * أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وابن جرير وابن المنذر
والترمذي وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أنس قال سال أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم آية فانشق
القمر بمكة فرقتين فنزلت اقتربت الساعة وانشق القمر إلي قوله سحر مستمر أي ذاهب * وأخرج البخاري
132

ومسلم وابن جرير عن أنس ان أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يريهم آية فأراهم القمر
شقتين حتى رأوا حراء بينهما * وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل
من طريق مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود قال رأيت القمر منشقا شقتين بمكة قبل أن يخرج النبي صلى
الله عليه وسلم شقة على أبى قبيس وشقة على السويداء فقالوا سحر القمر فنزلت اقتربت الساعة وانشق القمر
قال مجاهد يقول كما رأيتم القمر منشقا فان الذي أخبركم عن اقتربت الساعة حق * وأخرج عبد بن
حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن مردويه من طريق أبى معمر عن ابن مسعود قال انشق
القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين فرقة فوق الجبل وفرقة دونه فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم اشهدوا * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في
الدلائل من طريق الأسود عن عبد الله قال رأيت القمر على الجبل وقد انشق فأبصرت الجبل من بين فرجتي
القمر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل من طريق مسروق
عن ابن مسعود قال انشق القمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقالت قريش هذا سجر ابن أبي كبشة فقالوا
انتظروا ما يأتيكم به السفار فان محمدا لا يستطيع ان يسحر الناس كلهم فجاء السفار فسألوهم فقالوا نعم قد رأيناه
فأنزل الله اقتربت الساعة وانشق القمر * وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن
عباس قال انشق القمر في زمان النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق
علقمة عن ابن مسعود قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنى فانشق القمر حتى صار فرقتين فتوارت فرقة خلف
الجبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم اشهدوا * وأخرج مسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه
والحاكم والبيهقي وأبو نعيم في الدلائل من طريق مجاهد عن ابن عمر في قوله اقتربت الساعة وانشق القمر قال
كان ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم انشق فرقتين فرقة من دون الجبل وفرقة خلفه فقال النبي صلى
الله عليه وسلم اللهم اشهد * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير والحاكم وأبو نعيم والبيهقي
عن جبير بن مطعم في قوله وانشق القمر قال انشق القمر ونحن بمكة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
صار فرقتين فرقة على هذا الجبل وفرقة على هذا الجبل فقال الناس سحرنا محمد فقال رجل ان كان سحركم فإنه
لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم * وأخرج ابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في
قوله اقتربت الساعة وانشق القمر قال قد مضى ذلك قبل الهجرة انشق القمر حتى رأوا شقيه * وأخرج
الطبراني وابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس قال كسف القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقالوا سحر القمر فنزلت اقتربت الساعة وانشق القمر إلى قوله مستمر * وأخرج أبو نعيم في الحلية من
طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس في قوله اقتربت الساعة وانشق القمر قال اجتمع المشركون على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم منهم الوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام والعاصي بن وائل والعاصي بن هشام والأسود بن
عبد يغوث والأسود بن المطلب وزمعة بن الأسود والنضر بن الحرث فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ان كنت صادقا
فشق لنا القمر فرقتين نصفا على أبى قبيس ونصفا على قعيقعان فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ان فعلت تؤمنوا
قالوا نعم وكانت ليلة بدر فسال رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما سألوا فأمسى القمر قد مثل نصفا على
أبى قبيس ونصفا على قعيقعان ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينادى يا أبا سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم
اشهدوا * وأخرج أبو نعيم من طريق عطاء عن ابن عباس قال انتهى أهل مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالوا هل من آية نعرف بها انك رسول الله فهبط جبريل فقال يا محمد قل يا أهل مكة ان تختلفوا هذه الليلة فسترون
آية فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالة جبريل فخرجوا ليلة أربع عشرة فانشق القمر نصفين نصفا
على الصفا ونصفا على المروة فنظروا ثم قالوا بأبصارهم فمسحوها ثم أعادوا النظر فنظروا ثم مسحوا أعينهم ثم نظروا
فقالوا يا محمد ما هذا الا سحر ذاهب فأنزل الله اقتربت الساعة وانشق القمر * وأخرج أبو نعيم من طريق الضحاك
عن ابن عباس قال جاءت أحبار اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أرنا آية حتى نؤمن فسال النبي
133

صلى الله عليه وسلم ربه أن يريه آية فأراهم القمر قد انشق فصار قمرين أحدهما على الصفا والآخر على المروة
قدر ما بين العصر إلى الليل ينظرون إليه ثم غاب القمر فقالوا هذه سحر مستمر * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم عن أبي عبد الرحمن السلمي قال خطبنا
حذيفة بن اليمان بالمدائن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اقتربت الساعة وانشق القمر ألا وان الساعة قد اقتربت
ألا وان القمر قد انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وان الدنيا قد آذنت بفراق الا وان اليوم الضمار
وغد السباق * وأخرج ابن المنذر عن حذيفة انه قرأ اقتربت الساعة وقد انشق القمر * وأخرج ابن المنذر عن
الضحاك قال كان انشقاق القمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل أن يهاجر فقالوا هذا سحر أسحر السحرة
فاقلعوا كما فعل المشركون إذا كشف القمر ضربوا بطساسهم وعما اصفر أحبارهم وقالوا هذا فعل السحر وذلك قوله
وان يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر * واخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال ثلاث ذكرهن الله في
القرآن قد مضين اقتربت الساعة وانشق القمر قد انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين
حتى رآه الناس وسيهزم الجمع ويولون الدبر وقد فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد
وابن جرير عن مجاهد في قوله اقتربت الساعة وانشق القمر قال رأوه منشقا فقالوا هذا سحر ذاهب * وأخرج
ابن أبي حاتم عن مجاهد وكل أمر مستقر قال يوم القيامة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج وكل أمر مستقر قال
باهله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير عن قتادة وكل أمر مستقر قال مستقر باهل الخير الخير وباهل
الشر الشر * قوله تعالى (ولقد جاءهم من الانباء ما فيه دجر) * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر عن
مجاهد ولقد جاءهم من الانباء ما فيه مزدجر قال هذا القرآن مزدجر قال منتهى * وأخرج عبد بن حميد عن عمر بن
عبد العزيز انه خطب بالمدينة فتلا هذه الآية ولقد جاءهم من الانباء ما فيه مزدجر قال أحل فيه الحلال وحرم فيه
الحرام وأنبأكم فيه ما تأتون وما تدعون لم يدعكم في ليس من دينكم كرامة أكرمكم بها ونعمة أتم بها عليكم
* قوله تعالى (خشعا أبصارهم) * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس انه
كان يقرأ خاشعا أبصارهم بالألف * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ خشعا أبصارهم برفع الخاء * وأخرج
ابن جرير عن قتادة خاشعا أبصارهم أي ذليلة أبصارهم والله أعلم * قوله تعالى (مهطعين إلى الداع) * أخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله مهطعين قال ناظرين * وأخرج الطستي عن ابن
عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله مهطعين قال مذعنين خاضعين قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما
سمعت قول تبع تعبدني نمر بن سعد وقد درى * ونمر بن سعد لي مدين ومهطع
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله مهطعين إلى الداع قال عامدين إلى الداعي * وأخرج عبد
ابن حميد عن الحسن في قوله مهطعين إلى الداع قال منطلقين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن تميم بن حذلم في
قوله مهطعين قال الاهطاع التجميح * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير مهطعين إلى الداع قال هو النسلان
* وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة مهطعين إلى الداع قال صائخي أذانهم إلى الصوت * قوله تعالى (كذبت قبلهم
قوم نوح) الآيات * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله وقالوا مجنون وازدجر قال
استطير جنونا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله وازدجر قال تهددوه
بالقتل * وأخرج البخاري في الأدب وابن أبي حاتم عن أبي الطفيل ان ابن الكواء سال عليا عن المجرة فقال هي
شرج السماء ومنها فتحت أبواب السماء بماء منهمر ثم قرأ ففتحنا أبواب السماء الآية * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر قال كثير لم تمطر السماء قبل ذلك اليوم ولا
بعده الا من السحاب وفتحت أبواب السماء بالماء من غير سحاب ذلك اليوم فالتقى الماءان * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله فالتقى الماء قال ماء السماء وماء الأرض على أمر قد قدر قال
كانت الأقوات قبل الأجساد وكان القدر قبل البلاء * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله قد قدر قال صاع
بصاع * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وحملناه على ذات ألواح ودسر قال الألواح ألواح
134

السفينة والدسر معاريضها التي تشد بها السفينة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد قال الألواح
الصفائح والدسر العوارض * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وحملناه على ذات ألواح قال
معاريض السفينة ودسر قال دسرت بمسامير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله تعالى ودسر
قال المسامير * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال حدثنا ان دسرها مساميرها التي شدت بها * وأخرج الطستي عن
ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قول الله ودسر قال الدسر التي تحرز بها السفينة قال وهل تعرف
العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول
سفينة نوتى قد احكم صنعها * مثخنة الألواح منسوجة الدسر
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الدسر كلكل السفينة * وأخرج عبد بن حميد عن
عكرمة قال الدسر صدرها الذي يضرب به الموج * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن نحوه * وأخرج الفريابي
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى جزاء لمن كان كفر قال جزاء الله هو الذي كفر
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ولقد تركناها آية قال أبقى الله
سفينة نوح على الجودي حتى أدركها أوائل هذه الأمة * قوله تعالى (ولقد بسرنا القرآن) الآية
* أخرج آدم بن أبي اياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد ولقد
يسرنا القرآن للذكر قال هونا قراءته * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله ولقد يسرنا القرآن
للذكر قال لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله * وأخرج الديلمي
عن أنس مرفوعا مثله * وأخرج ابن المنذر عن ابن سيرين انه مر برجل يقول سورة خفيفة قال لا تقل سورة
خفيفة ولكن قل سورة ميسرة لان الله يقول ولقد يسرنا القرآن للذكر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن
ابن عباس في قوله فهل من مدكر قال هل من متذكر * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله فهل من
مدكر قال هل من منزجر عن المعاصي * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله هل من مدكر قال هل
من طالب خير يعان عليه * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر عن مطر الوراق في قوله ولقد يسرنا
القرآن للذكر فهل من مدكر قال هل من طالب علم فيعان عليه * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم
وأبو داود والترمذي والنسائي وابن جرير والحاكم وابن مردويه عن ابن مسعود قال قرأت على النبي صلى الله عليه
وسلم فهل من مذكر بالذال فقال فهل من مدكر بالدال * قوله تعالى (كذبت عاد) الآيات * أخرج ابن جرير
عن ابن عباس في قوله أنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا قال باردة في يوم نحس قال أيام شداد * وأخرج عبد بن
حميد عن مجاهد في قوله صرصرا قال شديدة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ريحا صرصرا قال
الباردة في يوم نحس قال في يوم مشؤوم على القوم مستمر استمر عليهم شره * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع
ابن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل في يوم نحس قال النحس البلاء والشدة قال وهل تعرف العرب ذلك
قال نعم أما سمعت زهير بن أبي سلمى وهو يقول
سواء عليه أي يوم أتيته * أساعة نحس تتقى أم بأسعد
وأخرج ابن أبي حاتم عن زربن حبيش في يوم نحس مستمر قال يوم الأربعاء * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل اقض باليمين مع الشاهد وقال يوم الأربعاء
يوم نحس مستمر * وأخرج ابن مردويه عن علي قال نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم باليمين مع الشاهد
والحجامة ويوم الأربعاء يوم نحس مستمر * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول يوم نحس يوم الأربعاء * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأيام
وسئل عن يوم الأربعاء قال يوم نحس قالوا وكيف ذلك يا رسول الله قال أغرق فيه الله فرعون وقومه وأهلك عادا وثمود
* وأخرج وكيع في الغرر وابن مردويه والخطيب بسند ضعيف عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر * وأخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن
135

جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن قال لما أقبلت الريح قام إليها عاد فاخذ بعضهم بأيدي بعض وغمزوا
أقدامهم في الأرض وقالوا من يزيل أقدامنا عن الأرض ان كان صادقا فأرسل الله عليهم الريح تنزع الناس كأنهم
أعجاز نخل منقعر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي هريرة فال ان كان الرجل من عاد ليتخذ المصراعين من
حجارة لو اجتمع عليه خمسمائة من هذه الأمة لم يستطيعوا أن يحملوه فكان الرجل يغمز قدمه في الأرض فتدخل
فيه * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله كأنهم أعجاز نخل قال أصول نخل منقعر قال منقطع * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله أعجاز نخل منقعر قال أعجاز سود النخل * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير
وابن المنذر عن مجاهد في قوله كأنهم أعجاز نخل منقعر قال وقعت رؤسهم كأمثال الأخشبة وتقورت أعناقهم
فشبهها بأعجاز نخل منقعر * قوله تعالى (كذبت ثمود) الآيات * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله انا إذا لفي
ضلال وسعر قال شقاء * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة انا إذا لفي ضلال وسعر قال في
ضلال وعناء * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله وسعر قال ضلال وفي قوله كل شرب
محتضر قال يحضرون الماء إذا غابت الناقة وإذا جاءت حضروا اللبن وفي قوله فتعاطى قال تناول وفى قوله كهشيم
المحتظر قال الرجل هشم الحنتمة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله فتعاطى فعقر قال تناول
أحيمر ثمود الناقة فعقرها وفي قوله كهشيم المحتظر قال كرماد محترق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله فتعاطى قال تناول * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله كهشيم المحتظر
قال كالعظام المحترقة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس كهشيم المحتظر قال كالحشيش تأكله الغنم
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس كهشيم المحتظر قال هو الحشيش قد حظرته فأكلته يابسا فذهب * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير كهشيم المحتظر قال التراب الذي يسقط من الحائط * قوله تعالى
(كذبت قوم لوط) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فتماروا
بالنذر قال لم يصدقوا بها وفي قوله فطمسنا أعينهم قال ذكر لنا أن جبريل استأذن ربه في عقوبتهم ليلة أتوا
لوطا وأنهم عاجلوا الباب ليدخلوا عليهم فصعقهم بجناحه فتركهم عميانا يترددون وفي قوله ولقد صبحهم بكرة
عذاب مستقر قال استقر بهم في نار جهنم وفي قوله فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر قال عزيز في نقمته إذا انتقم
لا يخاف ان يسبق وفي قوله أكفاركم خير من أولئكم يقول أكفاركم خير ممن قد مضى * وأخرج سعيد بن
منصور عن الحسن رضي الله عنه في قوله ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر قال عذاب في الدنيا استقر بهم في
الآخرة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أكفاركم خير من أولئكم يقول ليس كفاركم خيرا
من قوم نوح وقوم لوط * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الربيع بن أنس رضي الله عنه أكفاركم
خير من أولئكم قال أكفاركم أيتها الأمة خير مما ذكر من القرون الأولى الذين أهلكتهم * وأخرج ابن
جرير عن عكرمة رضي الله عنه أكفاركم خير من أولئكم يقول أكفاركم خير من أولئكم الذين مضوا أم لكم
براءة في الزبر يعنى في الكتب * قوله تعالى (أم يقولون نحن جميع منتصر) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة
وابن منيع وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سيهزم الجمع ويولون
الدبر قال كان ذلك يوم بدر قالوا نحن جميع منتصر فنزلت هذه الآية * وأخرج البخاري والنسائي وابن المنذر
والطبراني وأبو نعيم في الدلائل وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة له يوم بدر أنشدك عهدك ووعدك اللهم ان شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا
فاخذ أبو بكر بيده فقال حسبك يا رسول الله ألححت على ربك فخرج وهو يثب في الدرع وهو يقول سيهزم الجمع
ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يثب في الدرع يوم بدر ويقول هزم الجمع وولوا الدبر * وأخرج
البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت نزل على محمد صلى الله عليه وسلم وأنا بمكة وإني لجارية العب بل الساعة
موعدهم والساعة أدهى وأمر * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وابن مردويه عن أبي هريرة رضى
136

الله عنه قال أنزل الله على نبيه بمكة قبل يوم بدر سيهزم الجمع ويولون الدبر فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قلت
يا رسول الله أي جمع سيهزم فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في
في آثارهم مصلتا بالسيف وهو يقول سيهزم الجمع ويولون الدبر وكانت ليوم بدر فأنزل الله فيهم حتى إذا أخذنا
مترفيهم بالعذاب الآية وأنزل الله ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا الآية ورماهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم فوسعتهم الرمية وملأت أعينهم وأفواههم حتى أن الرجل ليقتل وهو يقذى عينيه فأنزل الله وما رميت إذ
رميت ولكن الله رمى * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن راهويه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه قال لما نزلت سيهزم الجمع ويولون الدبر قال عمر رضي الله عنه
جعلت أقول أي جمع سيهزم حتى كان يوم بدر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع وهو يقول سيهزم
الجمع ويولون الدبر فعرفت تأويلها يومئذ وأخرجه ابن جرير من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
موصولا * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي العالية رضي الله عنه سيهزم الجمع ويولون الدبر قال يوم بدر
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر
هزموا وولوا الدبر * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله والساعة أدهى
وأمر قال ذكر الله قوم نوح وما أصابهم من العذاب وذكر عادا وما أصابهم من الريح وذكر ثمود وما أصابهم من
الصيحة وذكر قوم لوط وما أصابهم من الحجارة وذكر آل فرعون وما أصابهم من الغرق فقال أكفاركم خير من
أولئكم أم لكم براءة في الزبر إلى قوله والساعة أدهى وأمر يعنى أدهى مما أصاب أولئك وأمر * وأخرج ابن
المبارك في الزهد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال بادروا بالاعمال سبعا ما ينتظر أحدكم الا غنى مطغيا أو فقرا منسيا أو مرضا مفسدا أو هرما
مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال والدجال شر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر * واخرج ابن مردويه
عن معقل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله جعل عقوبة هذه الأمة السيف وجعل موعدهم
الساعة والساعة أدهى وأمر * قوله تعالى (ان المجرمين) لآيات * أخرج أحمد ومسلم وعبد بن حميد والترمذي
وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء مشركو قريش إلى النبي صلى
الله عليه وسلم يخاصمونه في القدر فنزلت يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر انا كل شئ خلقناه
بقدر * وأخرج البزار وابن المنذر بسند جيد من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال ما أنزلت هذه
الآية ان المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر انا كل شئ خلقناه بقدر الا
في أهل القدر * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه وابن شاهين وابن منده والباوردي في الصحابة
والخطيب في تالي التلخيص وابن عساكر عن زرارة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه تلا هذه الآية
ذوقوا مس سقر انا كل شئ خلقناه بقدر قال في أناس من أمتي في آخر الزمان يكذبون بقدر الله * وأخرج ابن عدي
وابن مردويه والديلمي وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي امامة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول إن هذه الآية نزلت في القدرية ان المجرمين في ضلال وسعر * وأخرج سعيد بن منصور وابن
سعد وابن المنذر عن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه وكانت أمه لبابة بنت عبد الله بن
عباس رضي الله عنهما قالت كنت أزور جدي ابن عباس رضي الله عنهما في كل يوم جمعة قبل ان يكف بصره فسمعته
يقرأ في المصحف فلما أتى على هذه الآية ان المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم قال يا بنية
ما أعرف أصحاب هذه الآية ما كانوا بعد وليكونن * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق
عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قيل له قد تكلم في القدر فقال أو فعلوها والله ما نزلت هذه
الآية الا فيهم ذوقوا مس سقر انا كل شئ خلقناه بقدر أولئك شرار هذه الأمة لا تعودوا مرضاهم ولا تصلوا على
موتاهم ان أريتني واحدا منهم فقأت عينيه بإصبعي هاتين * وأخرج الطبراني وابن مردويه من طرق عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال نزلت هذه الآية في القدرية يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر انا
137

كل شئ خلقناه بقدر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما انا كل شئ خلقناه بقدر
قال خلق الله الخلق كلهم بقدر وخلق لهم الخير والشر بقدر * وأخرج مسلم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم كل شئ بقضاء وقدر حتى العجز والكيس * وأخرج البخاري في تاريخه عن ابن عباس قال كل شئ بقضاء
وقدر حتى وضعك يدك على خدك * وأخرج أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لكل أمة مجوس ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر ان مرضوا فلا تعودوهم وان ماتوا فلا تشهدوهم * وأخرج
ابن شاهين في السنة عن محمد بن كعب القرظي قال طلبت هذا القدر فيما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم
فوجدته في اقتربت الساعة وكل شئ فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطر * وأخرج سفيان بن عيينة في جامعه
عن محمد بن كعب القرظي قال انما نزلت هذه يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر انا كل شئ
خلقناه بقدر تعيير الاهل القدر * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج وكل شئ فعلوه في الزبر قال في الكتاب * وأخرج
ابن المنذر عن ابن عباس في قوله تعالى وكل صغير وكبير مستطر قال مسطور في الكتاب * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وكل صغير وكبير مستطر قال محفوظ مكتوب * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في
قوله وكل صغير وكبير مستطر قال مكتوب * وأخرج ابن جرير عن عكرمة مستطر مكتوب في سطر * وأخرج ابن
جرير عن ابن زيد ولقد أهلكنا أشياعكم قال أشياعهم من أهل الكفر من الأمم السالفة فهل من مدكر يقول
هل من أحد يتذكر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال ما طن ذباب الا بقدر ثم قرأ وما أمرنا الا واحدة
كلمح بالبصر * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر قال المكذبون بالقدر مجرمو هذه الأمة وفيهم أنزلت
هذه لآية ان المجرمين في ضلال وسعر إلى قوله انا كل شئ خلقناه بقدر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في
قوله انا كل شئ خلقناه بقدر قال يقول خلق كل شئ فقدره فقدر الدرع للمرأة والقميص للرجل والقتب للبعير
والسرج للفرس ونحو هذا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال جاء العاقب والسيد وكانا رأسي النصارى
بنجران فتكلما بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بكلام شديد في القدر والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت
ما يجيبهما بشئ حتى انصرفا فأنزل الله أكفاركم خير من أولئكم الذين كفروا وكذبوا بالله قبلكم أم لكم براءة في
الزبر الأول في الكتاب الأول إلى قوله ولقد أهلكنا أشياعكم الدين كفروا وكذبوا بالقدر قبلكم وكل شئ فعلوه في
الزبر الأول في أم الكتاب وكل صغير وكبير مستطر يعنى مكتوب إلى آخر السورة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد عن محمد بن كعب قال كنت اقرأ هذه الآية فما أدرى من عنى بها حتى سقطت عليها ان المجرمين في ضلال
وسعر إلى قوله كلمح بالبصر فإذا هم المكذبون بالقدر * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال نزلت هذه الآية في
أهل التكذيب إلى آخر الآية قال مجاهد قلت لابن عباس ما تقول فيمن يكذب بالقدر قال أجمع بيني وبينه قلت
ما تصنع به قال أخنقه حتى أقتله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صنفان من أمتي لبس لهما في الاسلام نصيب المرجئة والقدرية أنزلت فيهم آية من كتاب الله ان المجرمين في
ضلال وسعر إلى آخر الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال انى لأجد في كتاب الله قوما يسحبون في النار على
وجوههم يقال لهم ذوقوا مس سقر لانهم كانوا يكذبون بالقدر رآني لا أراهم فلا أدرى أشئ كان قبلنا أم شئ فيما
بقى * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال ما نزلت هذه الآية الا تعبير الاهل القدر ذوقوا مس سقر انا
كل شئ خلقناه بقدر * وأخرج أحمد عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لكل أمة
مجوسا وان مجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قدر فمن مرض فلا تعودوه وان مات فلا تشهدوه وهم من شيعة الدجال
حق على الله ان يلحقهم به * وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت قال سمعت بأذني هاتين رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول إن أول ما خلق الله القلم قيل اكتب لا بد قال وما لا بد قال القدر قال وما القدر قال تعلم أن
ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطاك لم يكن ليصيبك ان مت على غير ذلك دخلت النار * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عباس انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديا ينادى أين خصماء
الله فيقومون مسودة وجوههم مزرقة عيونهم مائلا شفاههم يسيل لعابهم يقذرهم من رآهم فيقولون والله يا ربنا
138

ما عبدنا من دونك شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا قال ابن عباس رضي الله عنهما لقد أتاهم الشرك من حيث
لا يعلمون ثم تلا ابن عباس يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون انهم على شئ الا انهم هم
الكاذبون هم والله القدريون ثلاث مرات * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال ذكر لابن عباس
ان قوما يقولون في القدر فقال ابن عباس رضي الله عنهما انهم يكذبون بكتاب الله فلآخذن بشعر أحدهم
فلأنصينه ان الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا وأول شئ خلق القلم وأمره أن يكتب ما هو كائن فإنما يجرى
الناس على أمر قد فرغ منه * وأخرج عبد بن حميد عن أبي يحيى الأعرج قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما
وذكر القدرية فقال لو أدركت بعضهم لفعلت به كذا وكذا ثم قال الزنا بقدر والسرقة بقدر وشرب الخمر بقدر
* وأخرج ابن جرير عن أبي عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية انا كل شئ خلقناه بقدر
قال رجل يا رسول الله ففيم العمل أفى شئ نستأنفه أم في شئ قد فرغ منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعملوا
فكل ميسر سنيسره لليسرى وسنيسره للعسرى * قوله تعالى (ان المتقين في جنات ونهر) * أخرج ابن مردويه
بسند واه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النهر الفضاء والسعة ليس بنهر جار * وأخرج الطستي
عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله في جنات ونهر قال النهر السعة قال وهل
تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول
ملكت بها فأنهرت فتقها * يرى قائم من دونها ما وراءها
* وأخرج عبد بن حميد عن شريك في قوله في جنات ونهر قال جنات وعيون * وأخرج عبد بن حميد عن أبي بكر
ابن عياش رضي الله عنه ان عاصما قرأ في جنات ونهر مثلثة منتصبة النون قال أبو بكر رضي الله عنه وكان زهير
القرشي يقرأ ونهر يريد جماعة النهر * وأخرج الحكيم الترمذي عن بريدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
في قوله في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر قال إن أهل الجنة يدخلون على الجبار كل يوم مرتين فيقرأ
عليهم القرآن وقد جلس كل امرئ منهم مجلسه الذي هو مجلسه على منابر الدر والياقوت والزبرجد والذهب
والفضة بالاعمال فلا تقر أعينهم قط كما تقر بذلك ولم يسمعوا شيئا أعظم منه ولا أحسن منه ثم ينصرفون إلى رحالهم
قريرة أعينهم ناعمين إلى مثلها من الغد * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن محمد بن كعب رضي الله عنه
في قوله ان المتقين في جنات ونهر قال في نور وضياء * وأخرج الحكيم الترمذي عن ثور بن يزيد رضي الله عنه
قال بلغنا ان الملائكة يأتون المؤمنين يوم القيامة فيقولون يا أولياء الله انطلقوا فيقولون إلى أين فيقولون
إلى الجنة فيقولون انكم تذهبون بنا إلى غير بغيتنا فيقال لهم وما بغيتكم فيقولون المقعد مع الحبيب وهو قوله
ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب قال دخلت
المسجد وأنا أرى انى قد أصبحت فإذا على ليل طويل وإذا ليس فيه أحد غيري فقمت فسمعت حركة خلفي ففزعت
فقال أيها الممتلئ قلبه فرقا لا تفرق أو لا تفزع وقل اللهم انك مليك مقتدر ما تشاء من أمر يكون ثم سل ما بدا لك
قال سعيد فما سألت الله شيئا الا استجاب لي * وأخرج أبو نعيم عن جابر قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما
في مسجد المدينة فذكر بعض أصحابه الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا دجانة أما علمت أن من أحبنا وابتلى
بمحبتنا أسكنه الله تعالى معنا ثم تلا في مقعد صدق عند مليك مقتدر
* (سورة الرحمن مكية) *
* أخرج النحاس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة الرحمن بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد
الله بن الزبير رضي الله عنه قال أنزل بمكة سورة الرحمن * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت نزلت
سورة الرحمن بمكة * وأخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
نزلت سورة الرحمن بالمدينة * وأخرج أحمد وابن مردويه بسند حسن عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها
قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو يصلى نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر والمشركون يسمعون
فبأي آلاء ربكما تكذبان * وأخرج الترمذي وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه وابن مردويه
139

والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ
عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا فقال ما لي أراكم سكوتا لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا
أحسن مردودا منكم كنت كلما أتيت على قوله فبأي آلاء ربكما تكذبان قالوا ولا بشئ من نعمك ربنا نكذب
فلك الحمد * وأخرج البزار وابن جرير وابن المنذر والدار قطني في الافراد وابن مردويه والخطيب في تاريخه
بسند صحيح عن ابن عمران رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن على أصحابه فسكتوا فقال ما لي أسمع
الجن أحسن جوابا لربها منكم ما أتيت على قول الله فبأي آلاء ربكما تكذبان الا قالوا لا بشئ من آلائك ربنا
نكذب فلك الحمد * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن علي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لكل شئ عروس
وعروس القرآن الرحمن * وأخرج البيهقي وضعفه عن فاطمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم قارئ الحديد وإذا وقعت الواقعة والرحمن يدعى في ملكوت السماوات والأرض ساكن الفردوس * وأخرج
أحمد عن ابن زيد رضي الله عنه قال كان أول مفصل ابن مسعود الرحمن * وأخرج أبو داود والبيهقي في سننه
عن ابن مسعود رضي الله عنه ان رجلا قال له انى قد قرأت المفصل في ركعة فقال أهذا كهذا الشعر لكن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يقرأ النظائر سورتين في ركعة الرحمن والنجم في ركعة واقتربت والحاقة في ركعة والطور
والذاريات في ركعة وإذا وقعت ون في ركعة وعم والمرسلات في ركعة والدخان وإذا الشمس كورت في ركعة وسال
سائل والنازعات في ركعة وويل للمطففين وعبس في ركعة * وأخرج الحاكم في التاريخ والبيهقي عن أنس رضي الله عنه
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بتسع ركعات فلما أسن وثقل أوتر بسبع فصلى ركعتين
وهو جالس فقرأ فيهما الرحمن والواقعة * وأخرج ابن حبان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال أقرأني
رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن فخرجت إلى المسجد عشية فجلس إلى رهط فقلت رجل اقرأ على
فإذا هو يقرأ حروفا لا أقرؤها فقلت من أقرأك قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقنا حتى وقفنا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت اختلفنا في قراءتنا فإذا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تغيير ووجد
في نفسه حين ذكر الاختلاف فقال انما هلك من قبلكم بالاختلاف فامر عليا فقال إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم يأمركم ان يقرأ كل رجل منكم كما علم فإنما هلك من قبلكم بالاختلاف قال فانطلقنا وكل رجل منا يقرأ
حرفا لا يقرؤه صاحبه * قوله تعالى (الرحمن علم القرآن) الآيات * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه
في قوله خلق الانسان علمه البيان قال آدم علمه البيان قال بين له سبيل الهدى وسبيل الضلالة * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله الرحمن علم القرآن قال نعمة الله عظيمة خلق
الانسان قال آدم علمه البيان قال علمه الله بيان الدنيا والآخرة بين حلاله وحرامه ليحتج بذلك عليه ولله الحجة على
عباده وفى قوله الشمس والقمر بحسبان قال بحساب إلى أجل * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله الشمس والقمر بحسبان قال بحساب ومنازل يرسلان
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي مالك رضي الله عنه الشمس والقمر بحسبان قال عليهما حساب وأجل
كأجل الناس فإذا جاء أجلهما هلكا * واخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس رضي الله عنه الشمس والقمر
بحسبان قال يجريان بحساب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه الشمس والقمر
بحسبان قال بقدر يجريان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد الشمس والقمر بحسبان
قال يدوران في مثل قطب الرحى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن أبي رزين
والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله والنجم والشجر يسجدان قال النجم ما انبسط على الأرض والشجر ما كان
على ساق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن جرير وأبو
الشيخ عن أبي رزين في قوله والنجم والشجر يسجدان قال النجم ما ذهب فرشا على الأرض ليس له ساق والشجر
ما كان له ساق يسجدان قال ظلهما سجودهما * وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس ان
نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله والنجم والشجر يسجدان ما النجم قال ما أنجمت الأرض مما لا يقوم على
140

ساق فإذا قام على ساق فهي شجرة قال صفوان ابن أسد التميمي
لقد أنجم القاع الكبير عضاته * وتم به حيا تميم ووائل
وقال زهير بن أبي سلمى
مكلل بأصول النجم تنسجه * ريح الجنوب كضاحي ما به حبك
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن من مجاهد رضي الله عنه في قوله والنجم والشجر يسجدان قال النجم نجم السماء
والشجر الشجرة يسجد بكرة وعشية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ووضع
الميزان قال العدل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان لا تطغوا في الميزان قال
اعدل يا ابن آدم كما تحب ان يعدل عليك وأوف كما تحب ان يوفى لك فان العدل يصلح الناس * وأخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه رأى رجلا يزن قد أرجح فقال أقم اللسان كما قال الله وأقيموا الوزن
بالقسط * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه وأقيموا الوزن بالقسط قال اللسان * وأخرج الفريابي
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله والأرض وضعها للأنام قال للناس * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما والأرض وضعها للأنام قال للخلق * وأخرج
الطستي والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله وضعها للأنام
قال الأنام الخلق وهم ألف أمة ستمائة في البحر وأربعمائة في البر قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت
لبيدا وهو يقول
فان تسألينا مم نحن فإننا * عصافير من هذا الأنام المسخر
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وضعها للأنام كل شئ فيه روح * وأخرج ابن المنذر
عن الضحاك رضي الله عنه والأرض وضعها للأنام قال كل شئ يدب على الأرض * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن الحسن رضي الله عنه في قوله والأرض وضعها للأنام قال للخلق الجن والإنس * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله والنخل ذات الأكمام قال أوعية الطلع * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله
والحب ذو العصف قال ورق الحنطة * وأخرج ابن جرى وابن المنذر عن الضحاك في الآية قال الحب الحنطة
والشعير والعصف القشر الذي يكون على الحب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في
قوله والحب ذو العصف قال التبن والريحان قال خضرة الزرع * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال
العصف ورق الزرع إذا يبس والريحان ما أنبتت الأرض من الريحان الذي يشم * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال العصف الزرع أول ما يخرج بقلا والريحان حين يستوي على
سوقه ولم يسنبل * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال كل ريحان في القرآن فهو الرزق * وأخرج أبو الشيخ في
العظمة عن أبي صالح في قوله والحب ذو العصف قال العصف أول ما ينبت * وأخرج ابن جرير عن مجاهد
والريحان قال الرزق * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله والريحان قال الرزق والطعام * وأخرج ابن جرير
عن ابن زيد في قوله والريحان قال الرياحين التي يوجد ريحها * وأخرج ابن جرير عن الحسن والريحان قال
ريحانكم هذا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فبأي آلاء ربكما تكذبان قال
بأي نعمة الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله فبأي آلاء ربكما تكذبان يعنى الجن والإنس
والله أعلم * قوله تعالى (خلق الانسان من صلصال) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
ابن عباس في قوله وخلق الجان من مارج من نار قال من لهب النار * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله
* وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس من مارج من نار قال من لهبها من وسطها
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس من مارج قال خالص النار * وأخرج ابن أبي حاتم عن
ابن عباس من مارج قال من شهب النار * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد من مارج قال
اللهب الأصفر والأخضر الذي يعلوا النار إذا أوقدت * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير من مارج قال
141

الخضرة التي تقطع من النار السواد الذي يكون بين النار وبين الدخان * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد
ومسلم وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
خلقت الملائكة من نور وخلق الجن من مارج من نار وخلق آدم كما وصف لكم * قوله تعالى (رب المشرقين)
الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
رب المشرقين ورب المغربين قال للشمس مطلع في الشتاء ومغرب في الشتاء ومطلع في الصيف ومغرب في الصيف
غير مطلعها في الشتاء وغير مغربها في الشتاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رب المشرقين ورب
المغربين قال مشرق الشتاء ومغربه ومشرق الصيف ومغربه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وعكرمة مثله
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله رب المشرقين قال مشرق النجم ومشرق الشفق ورب المغربين
قال مغرب الشمس ومغرب الشفق * قوله تعالى (مرج البحرين) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله مرج البحرين قال أرسل البحرين بينهما برزخ قال حاجز لا يبغيان قال
لا يختلطان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد مرج البحرين يلتقيان قال مرجهما
استواؤهما بينهما برزخ قال حاجز من الله لا يبغيان قال لا يختلطان وفى لفظ لا يبغي أحدهما على الآخر لا العذب
على المالح ولا المالح على العذب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة مرج البحرين يلتقيان قال
حسنهما بينهما برزخ لا يبغيان قال البرزخ عزمة من الله لا يبغي أحدهما على الآخر * وأخرج عبد الرزاق وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن مرج البحرين قال بحر فارس وبحر الروم * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة مرج البحرين يلتقيان قال بحر فارسي وبحر الروم وبحر المشرق
وبحر المغرب * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس مرج البحرين قال بحر السماء وبحر الأرض يلتقيان كل عام
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير مرج البحرين يلتقيان قال بحر السماء وبحر الأرض
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس بينهما برزخ لا يبغيان قال بينهما من البعد ما لا يبغي كل واحد منهما على
صاحبه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن بينهما برزخ قال أنتم البرزخ لا يبغيان عليكم فيغرقانكم
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة بينهما برزخ لا يبغيان قال برزخ الجزيرة واليبس
لا يبغيان على اليبس ولا يبغي أحدهما على صاحبه وما أخذ أحدهما من صاحبه فهو بغى يحجز أحدهما عن
صاحبه بلطفه وقدرته وجلاله * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الحسن وقتادة لا يبغيان قال لا يطغيان
على الناس * وأخرج عبد حميد وابن جرير عن ابن أبزى بينهما برزخ قال البعد * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد
ابن جبير بينهما برزخ قال بئر ههنا عذب وبئر ههنا مالح * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يخرج منهما اللؤلؤ قال إذا أمطرت السماء فتحت الأصداف في البحر
أفواهها فما وقع فيها من قطر السماء فهو اللؤلؤ * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال إذا قطر القطر من السماء
فتحت له الأصداف فكان للؤلؤ * وأخرج الفريابي وهناد بن السرى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس قال المرجان عظام اللؤلؤ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن علي بن أبي
طالب قال المرجان عظام اللؤلؤ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال المرجان ما عظم من اللؤلؤ
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مرة قال المرجان جيد اللؤلؤ * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال اللؤلؤ
ما عظم منه والمرجان اللؤلؤ الصغار * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال اللؤلؤ عظام اللؤلؤ
والمرجان صغار اللؤلؤ * وأخرج ابن أبي الدنيا في الوقف والابتداء عن مجاهد في قوله يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان
قال اللؤلؤ عظام اللؤلؤ والمرجان اللؤلؤ الصغار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن والضحاك قال
اللؤلؤ العظام والمرجان الصغار * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني
عن ابن مسعود قال المرجان الخرز الأحمر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله مرج البحرين يلتقيان
قال على وفاطمة بينهما برزخ لا يبغيان قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال الحسن
142

والحسين * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك في قوله مرج البحرين يلتقيان قال على وفاطمة يخرج منهما
اللؤلؤ والمرجان قال الحسن والحسين * قوله تعالى (وله الجوار المنشآت) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن
حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله وله الجوار المنشآت قال المنشآت ما رفع قلعه من السفن فاما ما لم يرفع قلعه
فليس بمنشآت * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن وله الجوار المنشآت قال السفن المنشآت قال
بالشراع كالاعلام قال كالجبال * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وله الجوار المنشآت يعنى السفن
كالاعلام قال كالجبال * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وله الجوار المنشآت قال هي السفاتن * وأخرج عبد
ابن حميد ابن المنذر والمحاملي في أماليه عن عمير بن سعد قال كنا مع علي على شط الفرات فمرت به سفينة فقرأ هذه
الآية وله الجوار المنشآت في البحر كالاعلام * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم النخعي والضحاك
انهما كانا يقرآن وله الجوار المنشآت في البحر قال أي الفاعلات * وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش انه كان
يقرؤها وله الجوار المنشآت يعنى الباديات * واخرج عبد بن حميد عن عاصم انه كان يقرؤها على الوجهين بكسر
الشين وفتحها * قوله تعالى (كل من عليها فان) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال إذا قرأت
كل من عليها فان فلا تسكت حتى تقرأ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ذو الجلال
والاكرام قال ذو الكبرياء والعظمة * وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن حميد بن هلال قال قال رجل يرحم الله
رجلا أتى على هذه الآية ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام فسال الله تعالى بذلك الوجه الكافي الكريم
ولفظ البيهقي بذلك الوجه الباقي الجميل * قوله تعالى (يسأله من في السماوات والأرض) الآية * أخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يسأله من في السماوات والأرض يعنى يسال عباده إياه الرزق والموت
والحياة كل يوم هو في ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي صالح يسأله من في السماوات والأرض قال
يسأله من في السماوات الرحمة ويسأله من في الأرض المغفرة والرزق * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية
قال الملائكة يسألونه الرزق لأهل الأرض والأرض يسأله أهلها الرزق لهم * وأخرج الحسن بن سفيان في
مسنده والبزار وابن جرير والطبراني وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان وابن
عساكر عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله كل يوم هو في شان قال من شانه ان يغفر ذنبا ويفرج
كربا ويرفع قوما ويضع آخرين زاد البزر وهو يجيب داعيا * وأخرج البزار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه
وسلم كل يوم هو في شان قال يغفر ذنبا ويفرج كربا * وأخرج البيهقي عن أبي الدرداء في قوله كل يوم هو في شان
قال يكشف كربا ويجيب داعيا ويرفع قوما ويضع آخرين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر
والطبراني وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الأسماء والصفات عن
ابن عباس في قوله كل يوم هو في شان قال إن مما خلق الله لوحا محفوظا من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حمراء قلمه
نور وكتابه نور عرضه ما بين السماء والأرض ينظر فيه كل يوم ثلثمائة وستين نظرة يخلق في كل نظرة ويرزق
ويحيى ويميت ويعز ويذل ويغل ويفك ويفعل ما يشاء فذلك قوله تعالى كل يوم هو في شان * وأخرج سعيد بن
منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن عبيد بن عمير كل يوم هو في شان قال من
شانه ان يجيب داعيا ويعطى سائلا ويفك عانيا ويشفى سقيما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه
كل يوم هو في شان قال لا يستغنى عنه أهل السماء والأرض يحيى حيا ويميت ميتا ويربى صغيرا ويفك أسيرا
ويغني فقيرا وهو مرد حاجات الصالحين ومنتهى شكرهم وصريخ الاخبار * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ
عن أبي ميسرة كل يوم هو في شان قال يحيى ويميت ويصور في الأرحام ما يشاء ويعز من شاء ويذل من شاء ويفك
الأسير * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع رضي الله عنه كل يوم هو في شأن قال يخلق خلقا ويميت آخرين ويرزقهم
ويكلؤهم * وأخرج عبد بن حميد عن سويد بن جبلة الفزاري وكان من التابعين قال إن ربكم كل يوم هو في شان
يعتق رقابا ويفحم عتابا ويعطى رغابا * وأخرج عبد بن حميد عن أبي الجوزاء رضي الله عنه كل يوم هو في شان
143

قال لا يشغله شان عن شان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه كل يوم هو في شان قال
من أيام الدنيا كل يوم يجيب داعيا ويكشف كربا ويجيب مضطرا ويغفر ذنبا * قوله تعالى (سنفرغ لكم)
الآيات * أخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه سنفرغ لكم أيها الثقلان قال
قد دنا من الله فراغ لخلقه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه سنفرغ لكم أيها
الثقلان قال وعيد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله سنفرغ لكم أيها الثقلان قال هذا وعيد من الله لعباده وليس بالله شغل وفى قوله
لا تنفذون الا بسلطان يقول لا تخرجوا من سلطاني * وأخرج البزار والبيهقي عن طلحة بن منصور ويحيى بن
وثاب رضي الله عنه انهما قرأ سيفرغ لكم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه لا تنفذون
الا بسلطان قال الا بملكة من الله * وأخرج ابن أبي الدنيا في هواتف الجان عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه
قال كان سبب اسلام الحجاج بن علاط انه خرج في ركب من قومه إلى مكة فلما جن عليه الليل استوحش
فقام يحرس أصحابه ويقول أعيذ نفسي وأعيذ أصحابي من كل جنى بهذا النقب حتى أن أعود سالما وركبي
فسمع قائلا يقول يا معشر الجن والإنس ان استطعتم ان تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا
لا تنقذون الا بسلطان فلما قدم مكة أخبر بذلك قريشا فقالوا له ان هذا فيما يزعم محمد انه أنزل عليه * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يرسل عليكما شواظ من نار قال لهب
النار ونحاس قال دخان النار * وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء والطستي والطبراني عن ابن عباس
ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله يرسل عليكما شواظ من نار قال الشواظ اللهب الذي لا دخان له قال وهل
تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أمية بن أبي الصلت الثقفي وهو يقول
يظل يشب كيرا بعد كير * وينفخ دائما لهب الشواظ
قال فأخبرني عن قوله ونحاس قال هو الدخان الذي لا لهب فيه قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت
الشاعر وهو يقول
يضئ كضوء سراج السليط * لم يجعل الله فيه نحاسا
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه يرسل عليكما شواظ من نار قال لهب من نار
* وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه يرسل عليكما شواظ من نار قال هو
اللهب الأحمر المنقطع منها وفى لفظ قال قطعة من نار حمرة ونحاس قال يذاب الصفر فيصب على رؤسهم * وأخرج
عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس قال واديان فالشواظ واد من نتن والنحاس
واد من صفر والنتن نار * وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك رضي الله عنه في قوله يرسل عليكما شواظ من نار
قال نار تخرج من قبل المغرب تحشر الناس حتى أنها لتحشر القردة والخنازير تبيت حيث باتوا وتقيل حيث قالوا
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ونحاس قال هو الصفر يعذبون به * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه فلا تنتصران يعنى الجن والإنس * وأخرج ابن جرير
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فإذا انشقت السماء فكانت وردة يقول حمراء كالدهان قال هو الأديم
الأحمر * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله فكانت وردة كالدهان قال مثل لون الفرس الورد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك
رضي الله عنه فكانت وردة كالدهان قال حمراء كالدابة الوردة * وأخرج عبد بن حميد عن أبي الجوزاء رضي الله عنه
فكانت وردة كالدهان قال وردة الجل كالدهان قال كصفاء الدهن ألم تر العربي يقول الجل الورد
* وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عطاء فكانت وردة كالدهان قال لون السماء كلون دهن الورد في الصفرة
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة فإذا انشقت السماء فكانت وردة
كالدهان قال هي اليوم خضراء كما ترون وان لها يوم القيامة لونا آخر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
144

المنذر عن مجاهد في قوله فكانت وردة كالدهان قال كالدهن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك
رضي الله عنه في قوله فكانت وردة كالدهان قال صافية كصفاء الدهن * وأخرج محمد بن نصر عن لقمان بن
عامر الحنفي ان النبي صلى الله عليه وسلم مر بشاب يقرأ فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان فوقف
فاقشعر وخنقته العبرة فجعل يبكى ويقول ويلي من يوم تنشق فيه السماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم 7 مثل
يا فتى فوالذي نفسي بيده لقد بكيت الملائكة من بكائك * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله فيومئذ لا يسئل عن ذنبه انس ولا جان قال لا يسألهم هل عملتم كذا وكذا لأنه أعلم بذلك منهم ولكن
يقول لم عملتم كذا وكذا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما فيؤمئذ لا يسئل
عن ذنبه انس ولا جان يقول لا أسألهم عن أعمالهم ولا أسال بعضهم عن بعض وهو مثل قوله ولا يسئل عن
ذنوبهم المجرمون ومثل قوله ولا تسأل عن أصحاب الجحيم * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحاسب أحد يوم القيامة فيغفر له ويرى المسلم عمله في قبره يقول الله فيومئذ
لا يسال عن ذنبه انس ولا جان * وأخرج آدم وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الشعب عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله فيومئذ لا يسال عن ذنبه انس ولا جان قال لا تسأل الملائكة عن المجرم يعرفونهم بسيماهم
* وأخرج هناد وعبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه في قوله يعرف المجرمون بسيماهم قال بسواد وجوههم
وزرقة عيونهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه يعرف المجرمون بسيماهم قال بسواد الوجوه
وزرقة العيون * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله فيؤخذ بالنواصي والاقدام قال تأخذ الزبانية بناصيته وقدميه ويجمع فيكسر كما يكسر الحطب في التنور
* وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله فيؤخذ بالنواصي والاقدام قال يأخذ الملك بناصية أحدهم
فيقرنها لي قدميه ثم يكسر ظهره ثم يلقيه في النار * وأخرج هناد في الزهد عن الضحاك رضي الله عنه في
الآية قال يجمع بين ناصيته وقدميه في سلسلة من وراء ظهره * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن رجل من
كدة قال قلت لعائشة رضي الله عنها أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه يأتي عليه ساعة لا يملك لأحد
شفاعة قالت نعم لقد سألته فقال نعم حين يوضع الصراط وحبن تبيض وجوه وتسود وجوه وعند الجسر حتى
يشحذ حتى يكون مثل شفرة السيف ويسجر حتى يكون مثل الجمرة فاما المؤمن فيجيزه ولا يضره وأما المنافق
فينطلق حتى إذا كان في وسطه خز في قدميه يهوى بيديه إلى قدميه فهل رأيت من رجل يسعى حافيا فيؤخذ بشوكة
حتى تكاد تنفذ قدميه فإنه كذلك يهوى بيديه إلى قدميه فيضربه الزباني بخطاف في ناصيته فيطرح في جهنم
يهوى فيها خمسين عاما فقلت أيثقل قال يثقل خمس خلفات فيومئذ يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي
والاقدام * وأخرج ابن مردويه والضياء المقدسي في صفة النار عن أنس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول والذي نفسي بيده لقد خلقت زبانية جهنم قبل أن تخلق جهنم بألف عام فهم كل يوم
يزدادون قوة إلى قوتهم حتى يقبضوا من قبضوا عليه بالنواصي والاقدام * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وبين حميم آن قال الذي انتهى حره * وأخرج الطستي والطبراني عن
ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله حميم آن قال الآني الذي انتهى طبخه وحره قال وهل تعرف
العرب ذلك قال نعم أما سمعت نابغة بنى ذبيان وهو يقول
ويخضب لحية غدرت وخانت * يا حمى من نجيع الجوف آني
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله وبين حميم آن قال قد آني طبخه منذ خلق الله السماوات
والأرض * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه وبين حميم آن قال قد بلغ أناه * وأخرج عبد
ابن حميد عن عكرمة رضي الله عنه وبين حميم آن قال نار قد اشتد حرها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن
سعيد بن جبير وبين حميم آن قال النحاس انتهى حره * قوله تعالى (ولمن خاف مقام ربه جنتان) * أخرج ابن أبي
حاتم عن ابن شوذب في قوله ولمن خاف مقام ربه جنتان قال نزلت في أبى بكر الصديق رضي الله عنه * وأخرج
145

ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن عطاء ان أبا بكر الصديق رضي الله عنه ذكر ذات يوم وفكر في القيامة
والموازين والجنة والنار وصفوف الملائكة وطي السماوات ونسف الجبال وتكوير الشمس وانتثار
الكواكب فقال وددت انى كنت خضراء من هذه الخضر تأتى على بهيمة فتأكلني وإني لم أخلق فنزلت هذه الآية
ولمن خاف مقام ربه جنتان * وأخرج ابن جرير عن ابن عبسا ولمن خاف مقام ربه جنتان قال وعد الله المؤمنين
الذين خافوا مقامه فأدوا فرائضه الجنة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ولمن خاف مقام ربه جنتان يقول خاف
ثم اتقى والخائف من ركب طاعة الله وترك معصيته * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد وابن أبي
الدنيا في التوبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولمن خاف مقام ربه
جنتان قال هو الرجل يهم بالمعصية فيذكر مقامه فينزع عنها * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ولمن
خاف مقام ربه جنتان قال من خاف مقام الله عليه * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله * وأخرج عبد بن حميد
وابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال الرجل يريد الذنب فيذكر الله
فيدع الذنب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ولمن خاف مقام ربه جنتان قال إن المؤمنين
خافوا ذلك المقام فعملوا لله ودأبوا ونصبوا له بالليل والنهار * واخرج ابن جرير عن إبراهيم ولمن خاف مقام ربه
جنتان قال إذا أراد ان يذنب أمسك مخافة الله * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود لمن خاف مقام ربه
جنتان قال لمن خافه في الدنيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية بن قيس في قوله ولمن خاف مقام ربه جنتان قال
نزلت في الذي قال احرقوني بالنار لعلى أضل الله قال لنا بيوم وليلة بعد أن تكلم بهذا فقبل الله منه ذلك وأدخله
الجنة * واخرج ابن أبي شيبة واحمد وابن منيع والحكيم في نوادر الأصول والنسائي والبزار وأبو يعلى وابن جرير
وابن أبي حاتم وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية
ولمن خاف مقام ربه جنتان فقلت وان زنى وان سرق يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم الثانية ولمن خاف
مقام ربه جنتان فقلت وان زنى وان سرق فقال الثالثة ولمن خاف مقام ربه جنتان فقلت وان زنى وان سرق قال
نعم وان رغم أنف أبى الدرداء * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولن
خاف مقام ربه جنتان فقال أبو الدرداء وان زنى وان سرق يا رسول الله قال وان زنى وان سرق وان رغم أنف
أبى الدرداء فكان أبو الدرداء يقص ويقول ولمن خاف مقام ربه جنتان وان رغم أنف أبى الدرداء * وأخرج
الطبراني وابن مردويه من طريق الحريري عن أخيه قال سمعت محمد بن سعد يقرأ هذه الآية ولمن خاف مقام
ربه جنتان وان زنى وان سرق فقلت ليس فيه وان زنى وان سرق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها
كذلك فانا أقرؤها كذلك حتى أموت * وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من شهد ان لا إله إلا الله وأنى رسول الله دخل الجنة ثم قرأ ولمن خاف مقام ربه جنتان * وأخرج ابن مردويه
عن ابن شهاب قال كنت عند هشام بن عبد الملك فقال قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولمن خاف مقام ربه جنتان فقال أبو هريرة رضي الله عنه وان زنى وان سرق فقلت انما كان ذلك قبل ان تنزل
الفرائض فلما نزلت الفرائض ذهب هذا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن يسار مولى لآل معاوية عن أبي
الدرداء رضي الله عنه في قوله ولمن خاف مقام ربه جنتان قال قيل يا أبا الدرداء وان زنى وان سرق قال من خاف
مقام ربه لم يزن ولم يسرق * وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي ابن
ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال جنان الفردوس أربع جنتان من ذهب حليتهما وآنيتهما وما فيهما وجنتان من
فضة حليتهما وآنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين ان ينظروا إلى ربهم الا رداء الكبرياء على وجهه في جنة
عدن * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ولمن
خاف مقام ربه جنتان وقوله ومن دونهما جنتان قال جنتان من ذهب للمقربين وجنتان من ورق لأصحاب اليمين
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي موسى
146

الأشعري رضي الله عنه في قوله ولمن خاف مقام ربه جنتان قال جنتان من ذهب للسابقين وجنتان من فضة
للتابعين * وأخرج ابن مردويه عن عياض بن تميم انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا ولن خاف مقام
ربه جنتان قال بستانان عرض كل واحد منهما مسيرة مائة عام فيهما أشجار وفرعهما ثابت وشجرهما ثابت
وعرصتهما عظيمة ونعيمهما عظيم وخيرهما دائم ولذتهما قاتمة وأنهارهما جارية وريحهما طيب وبركتهما
كثيرة وحياتهما طويلة وفاكهتهما كثيرة * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن الحسن قال كان شاب على عهد
عمر بن الخطاب رضي الله عنه ملازم المسجد والعبادة فعشقته جارية فاتته في خلوة فكلمته فحدث نفسه بذلك
فشهق شهقة فغشى عليه فجاء عم له إلى بيته فلما أفاق قال يا عم انطلق إلى عمر فاقرئه منى السلام وقل له ما جزاء
من خاف مقام ربه فانطلق عمه فأخبر عمر وقد شهق الفتى شهقة أخرى فمات منها فوقف عليه عمر فقال لك جنتان لك
جنتان * قوله تعالى (ذواتا أفنان) الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في
قوله ذواتا أفنان قال ذواتا ألوان * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج هناد عن الضحاك
مثله * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله ذواتا أفنان يقول ألوان من الفواكه * وأخرج ابن جرير عن
مجاهد في قوله ذواتا أفنان قال ذواتا أغصان * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ذواتا أفنان قال
غصونهما يمس بعضها بعضا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس ذواتا أفنان قال الفنن الغصن
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو بكر بن حبان في الفنون وابن الأنباري في الوقف والابتداء
عن عكرمة انه سئل عن قول الله ذواتا أفنان قال ظل الأغصان على الحيطان أما سمعت قول الشاعر
ما هاج شوقك من هدير حمامة * تدعو على فتن الغصون حماما
تدعو باشرخين صادف طاويا * ذا مخلبين من الصقور قطاما
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ذواتا أفنان قال ذواتا فضل على ما سواهما * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله فيهما من كل فاكهة زوجان قال فيهما من كل الثمرات
قال قال ابن عباس فما في الدنيا ثمرة حلوة ولا مرة الا وهي في الجنة حتى الحنظل * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد
الله بن عمر وقال العنقود أبعد من صنعاء * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد
وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن مسعود في قوله متكئين
على فرش بطائنها من استبرق قال أخبرتم بالبطائن فكيف بالظهائر * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال
في قراءة عبد الله متكئين على سرر وفرش بطائنها من رفرف من استبرق والاستبرق لغة فارس يسمون الديباج
الغليظ الاستبرق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس انه قيل له بطائنها من استبرق فما
الظواهر قال ذاك مما قال الله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير
رضي الله عنه في قوله بطائنها من استبرق قال ظواهرها من نور جامد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وجنا الجنتين دان قال جناها ثمرها
والداني القريب منك يناله القائم والقاعد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وجنا الجنتين دان قال
ثمارها دانية لا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك قال وذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده
لا يقطف رجل ثمرة من الجنة فتصل إلى فيه حتى يبدل الله مكانها خيرا منها * قوله تعالى (فيهن قاصرات الطرف)
الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله فيهن قاصرات
الطرف قال قاصرات الطرف على أزواجهن لا يرون غيرهم والله ما هن متبرجات ولا متطلعات * وأخرج عبد بن
حميد عن قتادة مثله * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد فيهن قاصرات الطرف قال قصرت
طرفهن عن الرجال فلا ينظرن الا إلى أزواجهن * وأخرج ابن مردويه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن
النبي صلى الله عليه وسلم في قوله قاصرات الطرف قال لا ينظرن الا إلى أزواجهن * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن مجاهد في قوله لم يطمثهن قال لم يمسسهن * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد
147

ابن جبير لم يطمثهن قال لم يطأهن * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عكرمة لم يطمثهن قال لم يجامعهن
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال لا تقل للمرأة طمثت فإنما الطمث الجماع * وأخرج الطستي عن
ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله لم يطمثهن قال كذلك نساء الجنة لم يدن منهن غير أزواجهن
قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول
مشين إلى لم يطمثن قبلي * وهن أصبح من بيض النعام
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن أرطاة بن المنذر قال تذاكرنا عند ضمرة بن حبيب
أيدخل الجن الجنة قال نعم وتصديق ذلك في كتاب الله لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان للجن الجنيات وللإنس
الانسيات * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي في قوله لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان قال هن من
نساء أهل الدنيا خلقهن الله في الخلق الآخر كما قال انا أنشأناهن انشاء فجعلناهن أبكارا لم يطمثهن حين عدن
في الخلق الآخر انس قبلهم ولا جان * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير عن مجاهد قال إذا
جامع الرجل أهله ولم يسم انطوى الجان على إحليله فجامع معه فذلك قوله لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان
* وأخرج ابن مردويه عن عياض بن تميم انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا لم يطمثهن انس قبلهم
ولا جان قال لم يصبهن شمس ولا دخان لم يعذبن في البلايا ولم يكلمن في الرزايا ولم تغيرهن الأحزان ناعمات
لا يبأسن وخالدات فلا يمتن ومقيمات فلا يظعن لهن أخيار يعجز عن نعتهن الأوهام والجنة أخضرها كالأصفر
وأصفرها كالأخضر ليس فيها حجر ولا مدر ولا كدر ولا عود يابس أكلها دائم وظلها قائم * قوله تعالى (كأنهن
الياقوت والمرجان) الآية * أخرج أحمد وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله كأنهن الياقوت والمرجان قال ينظر إلى وجهها
في خدها أصفى من المرآة وان أدنى لؤلؤة عليها لتضئ ما بين المشرق والمغرب وأنه يكون عليها سبعون ثوبا
ينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في
قوله كأنهن الياقوت والمرجان قال في صفاء الياقوت وبياض اللؤلؤ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن الحسن كأنهن الياقوت والمرجان قال صفاء الياقوت في بياض المرجان * وأخرج ابن أبي شيبة
وهناد وابن المنذر عن الضحاك كأنهن الياقوت والمرجان قال ألوانهن كالياقوت واللؤلؤ في صفائه * وأخرج
ابن أبي شيبة عن عبد الله بن الحارث كأنهن الياقوت والمرجان قال كأنهن اللؤلؤ في الخيط * وأخرج ابن أبي
شيبة عن مجاهد كأنهن الياقوت والمرجان قال يرى مخ سوقهن من وراء الثياب كما يرى الخيط في الياقوتة * وأخرج
ابن أبي شيبة وهناد بن السرى والترمذي وابن أبي الدنيا في وصف الجنة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو
الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المرأة من نساء أهل الجنة ليرى
بياض ساقها من وراء سبعين حلة حتى يرى مخها وذلك أن الله يقول كأنهن الياقوت والمرجان فاما الياقوت فإنه حجر
لو أدخلت فيه سلكا ثم استصفيته لرأيته من ورائه * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد بن السرى وعبد بن حميد وابن
جرير عن ابن مسعود كأنهن الياقوت والمرجان قال على كل واحدة سبعون حلة من حرير يرى مخ ساقها من وراء
الثياب قال أرأيت لو أن أحدكم أخذ سلكا فادخله في ياقوتة ألم يكن يرى السلك من وراء الياقوتة قالوا بلى قال
فذلك هن وكان إذا حدث حديثا نزع له آية من الكتاب * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن الحارث القيسي
قال إنه يكون على زوجة الرجل من أهل الجنة سبعون حلة حمراء يرى مخ ساقها من خلفهن * وأخرج عبد بن حميد
عن كعب قال إن المرأة من الحور العين لتلبس سبعين حلة لهي أرق من شفكم هذا الذي تسمونه شفا وان مخ ساقها
ليرى من وراء اللحم * وأخرج عبد بن حميد عن أنس بن مالك قال إن المرأة من أزواج المقربين لتكسى مائة حلة
من استبرق وسقالة النور وان مخ ساقها ليرى من وراء ذلك كله وان المرأة من أزواج أصحاب اليمين لتكسى سبعين
حلة من استبرق وسقالة النور وان مخ ذلك ليرى من وراء ذلك كله * وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء أهل الجنة يرى مخ سوقهن من وراء اللحم * وأخرج عبد بن حميد والطبراني
148

والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال إن المرأة من الحور العين ليرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم من تحت
سبعين حلة كما يرى الشراب الأحمر الزجاجة البيضاء * واخرج هناد وابن جرير عن عمرو بن ميمون مثله * قوله
تعالى (هل جزاء الاحسان الا الاحسان) * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان وضعفه عن
ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله هل جزاء الاحسان الا الاحسان قال ما جزاء من أنعمت عليه
بالتوحيد الا الجنة * واخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية
هل جزاء الاحسان الا الاحسان قال هل جزاء من أنعمت عليه بالاسلام الا أن أدخله الجنة * وأخرج الحكيم
الترمذي في نوادر الأصول والبغوي في تفسيره والديلمي في مسند الفروس وابن النجار في تاريخه عن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم هل جزاء الاحسان الا الاحسان وقال هل تدرون ما قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال
يقول هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد الا الجنة * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن علي بن أبي طالب في قوله
تعالى هل جزاء الاحسان الا الاحسان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل هل جزاء من أنعمت
عليه بالتوحيد الا الجنة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله
هل جزاء الاحسان الا الاحسان قال رسول الله هل جزاء من أنعمت عليه ممن قال لا إله إلا الله في الدنيا الا الجنة في
الآخرة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة هل جزاء الاحسان الا الاحسان قال هل جزاء من قال لا إله إلا الله الا الجنة
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن مثله * وأخرج ابن عدي وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان
وضعفه والديلمي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل الله على هذه الآية سجلة في سورة
الرحمن للكافر والمسلم هل جزاء الاحسان الا الاحسان * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية
في المسلم والكافر هل جزاء الاحسان الا الاحسان * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري في الأدب
وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن محمد بن الحنفية في قوله هل جزاء الاحسان الا الاحسان قال
هي مسجلة للبر والفاجر قال البيهقي يعنى مرسلة * وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس في قوله هل جزاء
الاحسان الا الاحسان قال إن لله عمودا أحمر رأسه ملوي على قائمة من قوائم العرش وأسفله تحت الأرض السابعة
على ظهر الحوت فإذا قال العبد لا إله إلا الله تحرك الحوت تحرك العمود تحت العرش فيقول الله للعرش أسكن
فيقول لا وعزتك لا أسكن حتى تغفر لقائلها ما أصاب قبلها من ذنب فيغفر الله له * وأخرج ابن جرير عن قتادة
هل جزاء الاحسان الا الاحسان قال عملوا خيرا فجزوا خيرا * قوله تعالى (ومن دونهما جنتك) الآيات * أخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله ومن دونهما جنتان قال هما دون تجريان * وأخرج هناد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله مدهامتان قال خضراوان * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله مدهامتان قال قد اسودتا من الخضرة التي من الري من الماء * واخرج الفريابي
وابن أبي شيبة هناد وعبد بن حميد وابن جرير عن عبد الله بن الزبير في قوله مدهامتان قال خضراوان من الرمي
* واخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي أيوب قال سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله مدهامتان قال
خضراوان * واخرج هناد وعبد بن حميد عن أبي أيوب الأنصاري في قوله مدهامتان قال هما جنتان خضراوان
* واخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد عن عطاء بن أبي رباح في قوله مدهامتان قال هما جنتان خضراوان
* وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله مدهامتان قال خضراوان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد
ابن جبير في قوله مدهامتان قال خضراوان * وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن عكرمة في قوله مدهامتان
قال خضراوان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي صالح مدهامتان قال خضراوان من الرمي ناعمتان إذا
اشتدت الخضرة ضربت إلى السواد * وأخرج عبد بن حميد وابن جبير عن مجاهد مدهامتان قال مسودتان
* وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة مدهامتان قالا سوداوان من الري * وأخرج هناد عن الضحاك
مدهامتان قال سوداوان من الرمي * وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر بن زيد أنه قرأ مدهامتان ثم ركع * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن البراء بن عازب قال العينان اللتان تجريان خير من النضاختين
149

ولفظ عبد قال النضاختان بأفضل من اللتين تجريان * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله نضاحتان قال فائضتان * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله نضاختان
قال تنضخان بالماء من شدة الري * وأخرج هناد وابن جرير عن عكرمة في قوله نضاختك قال تنضخان بالماء
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن أنس في قوله عينان نضاختان قال بالمسك والعنبر تنضخان على دور
الجنة كما ينضخ المطر على دور أهل الدنيا * وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وأبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير في قوله نضاختان قال تنضخان بألوان الفاكهة * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله نضاختان قال بالخير ولفظ ابن أبي شيبة بكل خير * قوله تعالى (فيهما
فاكهة ونخل ورمان) * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فيهما فاكهة ونخل ورمان قال
هي ثم من كل فاكهة زوجان * وأخرج عبد بن حميد والحارث بن أبي أسامة وابن مردويه عن عمر بن الخطاب
قال جاء ناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد أفى الجنة فاكهة قال نعم فيها فاكهة ونخل
ورمان قال أفيأكلون كما يأكلون في الدنيا قال نعم وأضعافه قال أفيقضون الحوائج قال لا ولكنهم يعرقون ويرشحون
فيذهب الله ما في بطونهم من أذى * وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وهناد بن السرى وابن أبي الدنيا في صفة
الجنة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس
قال نخل الجنة جذوعها زمرد أخضر وكرانيفها ذهب أحمر وسعفها كسوة لأهل الجنة منها مقطعاتهم وحللهم
وثمرها أمثال القلال أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألبن من الزبد وليس لها عجم * واخرج ابن أبي شيبة
وهناد بن السرى والبيهقي عن سلمان انه أخذ عودا صغيرا ثم قال لو طلبت في الجنة مثل هذا العود لم تبصره قيل
فأين النخل والشجر قال أصولها اللؤلؤ والذهب وأعلاه الثمر * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نخل الجنة فقال أصوله فضة وجذوعها ذهب وسعفه حلل وحمله الرطب أشد
بياضا من اللبن وألين من الزبد وأحلى من الشهد * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كمثل البعير المقتب * وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة
عن ابن عباس قال إن الثمرة من ثمر الجنة طولها اثنا عشر ذراعا ليس لها عجم * وأخرج الطبراني والبيهقي في شعب
الايمان عن ابن عباس انه كان يأخذ الحبة من الرمان فيأكلها فقيل له لم تفعل هذا قال بلغني انه ليس في الأرض
رمانة تلقح الا بحبة من الجنة فلعلها هذه * وأخرج ابن السني في الطب النبوي عن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما من رمانة من رمانكم هذه الا وهي تلقح بحبة من رمان الجنة والله أعلم * قوله تعالى (فيهن
خيرات حسان) * أخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى فيهن خيرات حسان قال النساء * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد عن أبي صالح فيهن خيرات حسان قال عذارى الجنة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير عن قتادة في قوله فيهن خيرات حسان قال خيرات الأخلاق حسان الوجوه * وأخرج ابن المبارك في
الزهد عن الأوزاعي فيهن خيرات حسان قال لسن بذيات اللسان ولا يغرن ولا يؤذين * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي
الدنيا في صفة الجنة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود قال لكل مسلم خيرة ولكل خيرة
خيمة ولكل خيمة أربعة أبواب يدخل عليها كل يوم من الله تحفة وكرامة وهدية لم تكن قبل ذلك لا مراحات ولا
طماحات ولا بخرات ولا ذفرات حور عين كأنهن بيض مكنون وأخرجه ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس
رضي الله عنهما مرفوعا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن الحور العين يتغنين في الجنة يقلن نحن الخيرات الحسان جئنا لأزواج كرام * وأخرج ابن جرير والطبراني
وابن مردويه عن أم سلمة قالت قلت يا رسول الله أخبرني عن قول الله حور عين قال حور بيض عين ضخام العيون
شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر وفي لفظ لابن مردويه شفر الجفون بمنزلة جناح النسر قلت يا رسول الله أخبرني
عن قول الله كأنهن لؤلؤ مكنون قال صفاؤهم كصفاء الدر الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي قلت فأخبرني
عن قول الله كأنهن بيض مكنون قال رقتهن كرقة الجلدة التي في داخل البيضة مما يلي القشر قلت فأخبرني عن
150

قول الله كأنهن الياقوت والمرجان قال صفاؤهن كصفاء الدر الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي قلت فأخبرني
عن قول الله فيهن خيرات حسان قال خيرات الأخلاق حسان الوجوه قلت فأخبرني عن قول الله عربا أترابا قال
هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن عذارى عربا متعشقات متحببات
أترابا قال على ميلاد واحد قلت يا رسول الله أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين قال نساء الدنيا أفضل من الحور
العين كفضل الظهارة على البطانة قلت يا رسول الله ولم ذاك قال بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن لله ألبس الله
وجوههن من النور وأجسادهم الحرير بيض الألوان خضر الثياب صفة الحلي مجامرهن الدر وأمشاطهن
الذهب يقلن الا نحن الخالدات فلا نموت أبدا الا ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا
الا ونحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن كان لنا وكنا له قلت يا رسول الله المرأة تتزوج الزوجين والثلاثة
والأربعة في الدنيا ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها منهم قال إنها تخير فتختار أحسنهم
خلقا فتقول يا رب ان هذا كان أحسنهم معي خلقا في دار الدنيا فزوجنيه يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا
والآخرة * قوله تعالى (حور مقصورات في الخيام) * أخرج ابن مردويه والبيهقي في البعث عن أنس رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بي دخلت الجنة فاتيت على نهر يسمى البيذخ عليه خيام اللؤلؤ
والزبرجد الأخضر والياقوت الأحمر فنوديت السلام عليك يا رسول الله فقلت يا جبريل ما هذا النداء قال هؤلاء
المقصورات في الخيام استأذن ربهن في السلام عليك فأذن لهن فطفقن يقلن نحن الراضيات فلا نسخط أبدا ونحن
المقيمات وفي لفظ الخالدات فلا نظعن أبدا وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم حور مقصورات في الخيام * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله حور مقصورات حور
بيض مقصورات محبوسات في الخيام قال في بيوت اللؤلؤ * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال الحور سود الحدق * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله حور
مقصورات في الخيام قال لا يخرجن من بيوتهن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه حور
مقصورات في الخيام قال محبوسات لسن بطوافات في الطرق والخيام الدر المجوف * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد بن
السرى وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله حور مقصورات في الخيام قال مقصورات قلوبهن وأبصارهن
وأنفسهن على أزواجهن في خيام اللؤلؤ لا يرون غيرهن * وأخرج هناد عن الضحاك رضي الله عنه حور
مقصورات في الخيام قال محبوسات في خيام اللؤلؤ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن أبي الأحوص قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتدرون ما حور مقصورات في الخيام در مجوف * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيام در مجوف * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن
عباس رضي الله عنهما حور مقصورات في الخيام قال خيام اللؤلؤ والخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة أربعة فراسخ
لها أربعة آلاف مصراع من ذهب * وأخرج عبد الرزاق و عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال الخيمة لؤلؤة واحدة لها سبعون بابا من در * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن جرير عن أبي مجلز ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قول الله حور مقصورات في الخيام قال در مجوف
* وأخرج مسدد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله
مقصورات في الخيام قال الدر المجوف * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن
مردويه والبيهقي في البعث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيمة
درة مجوفة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون يطوف عليهم
المؤمن * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أدنى
أهل الجنة منزلة لرجل له دار من لؤلؤة واحدة منها غرفها وأبوابها * وأخرج هناد بن السرى عن ثابت البناني
قال كنت عند أنس بن مالك فقدم عليه ابن له من غزاة يقال له أبو بكر فسأله ثم قال ألا أخبرك عن صاحبنا فلان
151

بينما نحن في غزاتنا إذ ثار وهو يقول وا أهلاه وا أهلاه فنزلنا إليه وظننا ان عارضا عرض له فقلنا له فقال انى كنت
أحدث نفسي أن لا أتزوج حتى أستشهد فيزوجني الله من الحور العين فلما طالت على الشهادة حدثت نفسي في
سرى ان أنا رجعت تزوجت فأتاني آت في منامي فقال أنت القائل ان أنا رجعت تزوجت قم فان الله قد
زوجك العيناء فانطلق بي إلى روضة خضراء معشبة فيها عشر جوار في يد كل واحدة صنعة تصنعها لم أر مثلهن في
الحسن والجمال قلت فيكن العيناء قلن لا نحن من خدمها وهي امامك فانطلقت فإذا بروضة أعشب من الأولى
وأحسن فيها عشرون جارية في يد كل واحدة صنعه تصنعها ليس العشر إليهن في شئ من الحسن والجمال قلت فيكن
العيناء قلن لا نحن من خدمها وهي امامك فمضيت فإذا أنا بروضة أخرى أعشب من الأولى والثانية وأحسن فيها
أربعون جارية في يد كل واحدة صنعة تصنعها ليس العشر والعشرون إليهن بشئ من الحسن والجمال قلت
فيكن العيناء قلن لا نحن من خدمها وهي امامك فانطلقت فإذا أنا بياقوتة مجوفة فيها سرير عليه امرأة قد فضل
جنبها عن السرير فقلت أنت العيناء قالت نعم مرحبا وذهبت لأضع يدي عليها قالت مه ان فيك شيئا من الروح
بعد ولكن فطرك عندنا الليلة فما فرغ الرجل من حديثه حتى نادى مناد يا خيل الله اركبي فجعلت انظر إلى
الرجل وانظر إلى الشمس ونحن مصافوا لعدو واذكر حديثه فما أدرى أيهما بدر رأسه أو الشمس سقطت أولا
فقال أنس رحمه الله * وأخرج ابن أبي شيبة وهنا وابن جرير عن عكرمة حور مقصورات في الخيام قال در
مجوف * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن الضحاك مثله * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن جرير عن
مجاهد قال الخيمة درة مجوفة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال دار المؤمن في الجنة من لؤلؤة فيها
أربعون بيتا في وسطها شجرة تنبت الحلل فيأتيها فيأخذ بإصبعه سبعين حلة ممنطقة باللؤلؤ والمرجان * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير عن محمد بن كعب القرظي في قوله حور مقصورات في الخيام قال في الحجال * قوله تعالى
(لم يطمثهن) الآية * أخرج هناد عن الشعبي لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان قال منذ أنشئن * وأخرج هناد
عن حيان بن أبي جبلة قال إن نساء أهل الدنيا إذا دخلن الجنة فضلن على الحور العين بأعمالهن في الدنيا * قوله
تعالى (متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان) * أخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله متكئين على رفرف خضر قال فضول المحابس والفرش والبسط
* وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن جرير عن الضحاك قال الرفرف فضول المحابس والعبقري الزرابي وهي
البسط * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد على رفرف خضر قال
فضول الفرش وعبقري حسان قال الديباج الغليظ * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن
الحسن في قوله على رفرف خضر قال البسط وعبقري حسان قال الطنافس * وأخرج عبد بن حميد عن علي بن أبي
طالب متكئين على رفرف خضر قال فضول المحابس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي
في البعث والنشور من طرق عن ابن عباس في قوله رفرف خضر قال المحابس وعبقري حسان قال الزرابي
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتاد متكئين على رفرف خضر قال محابس خضر وعبقري حسان
قال الزرابي * وأخرج ابن المنذر عن عاصم الجحدري متكئين على رفارف قال وسائد * وأخرج عبد بن حميد عن
ابن عباس في الآية قال الرفرف الرياض والعبقري الزرابي * وأخرج عبد بن حميد عن أبي بكر بن عياش قال
كان زهير القرشي وكان نحويا بصريا يقرأ رفارف خضر وعباقري حسان * وأخرج ابن الأنباري في المصاحف
والحاكم وصححه عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ متكئين على رفارف خضر وعباقري حسان * وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس قال ولمن خاف مقام ربه جنتان فذكر فضل ما بينهما ثم ذكر ومن دونهما جنتان
مدهامتان قال خضراوان فيهما عينان نضاختان وفى تلك تجريان وفيهما فاكهة ونخل ورمان وفى تلك من كل
فاكهة زوجان فيهن خيرات حسان وفى تلك قاصرات الطرف لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان متكئين على رفرف
خضر وعبقري حسان وفى تلك متكئين على فرش بطائنها من استبرق قال الديباج والعبقري الزرابي * قوله
تعالى (تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام) * أخرج البخاري في الأدب والترمذي وابن مردويه والبيهقي
152

في الأسماء والصفات عن معاذ بن جبل قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول يا ذا الجلال والاكرام قال
قد استجيب لك فسل * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس بن
مالك قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في الحلقة ورجل قائم يصلى فلما ركع وسجد تشهد ودعا
فقال في دعائه اللهم إني أسالك بان لك الحمد لا اله الا أنت وحدك لا شريك لك المنان بديع السماوات والأرض يا ذا
الجلال والاكرام يا حي يا قيوم انى أسالك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعى به
أجاب وإذا سئل به أعطى * وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن ثوبان قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثا ثم قال اللهم أنت السلام ومنك السلام
تباركت يا ذا الجلال والاكرام * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألظوا
بيا ذا الجلال والاكرام فإنهما اسمان من أسماء الله العظام * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال ألظوا بيا ذا الجلال والاكرام * وأخرج أحمد والنسائي وابن مردويه عن ربيعة بن عامر
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقول ألظوا بيا ذا الجلال والاكرام * وأخرج الترمذي وابن مردويه
عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألظوا بيا ذا الجلال والاكرام
* (سورة الواقعة مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال نزلت سورة الواقعة بمكة
* وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الضريس والحرث بن أبي أسامة
وأبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا * وأخرج ابن مردويه عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال سورة الواقعة سورة الغنى فاقرأوها وعلموها أولادكم * وأخرج الديلمي عن أنس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم علموا نساءكم سورة الواقعة فإنها سورة الغنى * وأخرج أبو عبيد عن سليمان التيمي قال قالت عائشة
للنساء لا تعجز إحداكن ان تقرأ سورة الواقعة * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم
والطبراني في الأوسط عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من
السور * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال ألظ رسول الله صلى الله عليه وسلم الواقعة والحاقة وعم يتساءلون
والنازعات وإذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت فاستطار فيه 7 الفقر فقال له أبو بكر قد أسرع فيك الفقر قال
شيبتني هود وصواحباتها هذه * قوله تعالى (إذا وقعت الواقعة) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله إذا وقعت الواقعة قال يوم القيامة ليس لوقعتها كاذبة قال
ليس لها مرد يرد خافضة رافعة قال تخفض ناسا وترفع آخرين * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس
في قوله خافضة رافعة قال أسمعت القريب والبعيد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عثمان بن سراقة عن
خاله عمر بن الخطاب في قوله خافضة رافعة قال الساعة خفضت أعداء الله إلى النار ورفعت أولياء الله إلى الجنة
* وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن محمد بن كعب في قوله خافضة رافعة قال تخفض
رجالا كانوا في الدنيا مرتفعين وترفع رجالا كانوا في الدنيا منخفضين * وأخرج أبو الشيخ عن السدى في قوله خافضة
رافعة قال خفضت المتكبرين ورفعت المتواضعين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله إذا وقعت
الواقعة قال نزلت ليس لوقعتها كاذبة قال مثنوية خافضة رافعة قال خفضت قوما في عذاب الله ورفعت قوما في
كرامة الله إذا رجت الأرض رجا قال زلزلت زلزلة وبست الجبال بسا قال حتت حتا فكانت هباء منبثا كيابس
الشجر تذروه الرياح يمينا وشمالا * وأخرج ابن أبي شيبة عن زيد بن أسلم في قوله خافضة رافعة قال من انخفض
يومئذ لم يرتفع أبدا ومن ارتفع يومئذ لم ينخفض أبدا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله إذا
رجت الأرض رجا قال زلزلت وبست الجبال بسا قال فتت فكانت هباء منبثا قال كشعاع الشمس * وأخرج ابن
153

أبى حاتم عن ابن عباس في قوله إذا رجت الأرض رجا يقول ترجف الأرض تزلزل وبست الجبال بسا يقول فتت
فتا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله إذا رجت الأرض رجا قال زلزلت وبست الجبال بسا
قال فتت * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فكانت هباء منبثا قال الهباء الذي يطير من
النار إذا اضطرمت يطير منها الشرر فإذا وقع لم يكن شيئا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله فكانت هباء
منبثا قال الهباء مع يثور مع شعاع الشمس وانبثاثه تفرقه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن علي بن أبي
طالب قال الهباء المنبث رهج الذوات والهباء المنثور غبار الشمس الذي تراه في شعاع الكوة * وأخرج عبد
ابن حميد عن أبي مالك في قوله هباء منبثا قال الغبار الذي يخرج من الكوة مع شعاع الشمس * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله هباء منبثا قال الشعاع الذي يكون في الكوة * وأخرج عبد بن حميد عن
الحسن في قوله هباء منبثا قال هو الذي تراه في الشمس إذا دخلت من الكوة إلى البيت * قوله تعالى (وكنتم أزواجا
ثلاثة) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وكنتم أزواجا ثلاثة قال أصنافا * وأخرج ابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وكنتم أزواجا ثلاثة قال هي التي في سورة الملائكة ثم أورثنا
الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات * وأخرج ابن المنذر عن
ابن عباس في قوله وكنتم أزواجا ثلاثة قال هذا حين تزايلت بهم المنازل هم أصحاب اليمين وأصحاب الشمال
والسابقون * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة وكنتم أزواجا ثلاثة قال منازل الناس
يوم القيامة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة قال ماذا لهم وماذا أعد لهم وأصحاب والمشأمة ما أصحاب المشأمة قال
ماذا لهم ومادا أعد لهم والسابقون السابقون قال السابقون من كل أمة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن
جرير عن الحسن في قوله وكنتم أزواجا ثلاثة إلى قوله وثلة من الآخرين قال سوى بين أصحاب اليمين من الأمم
الماضية وبين أصحاب اليمين من هذه الأمة وكان السابقون من الأولين أكثر من سابقي هذه الأمة * وأخرج ابن أبي
حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله والسابقون السابقون قال يوشع بن نون سبق إلى موسى ومؤمن
آل يس سبق إلى عيسى وعلي بن أبي طالب سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد عن
الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السابقون يوم القيامة أربعة فانا سابق العرب وسلمان سابق
فارس وبلال سابق الحبشة وصهيب سابق الروم * وأخرج أبو نعيم والبيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم السابقون السابقون أولئك المقربون أول من يدخل المسجد وآخر من يخرج منه * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن عثمان بن أبي سودة مولى عبادة بن الصامت قال بلغنا في هذه الآية والسابقون
السابقون انهم السابقون إلى المساجد والخروج في سبيل الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس والسابقون
السابقون قال من كل أمة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في
قوله والسابقون السابقون قال نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار الذي ذكرني يس وعلى
ابن أبي طالب وكل رجل منهم سابق أمته وعلى أفضلهم سبقا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن النعمان
ابن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا النفوس زوجت قال الضرباء كل رجل مع قوم كانوا يعملون
بعمله وذلك بان الله تعالى يقول وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب
المشأمة والسابقون السابقون قال هم الضرباء * قوله تعالى (ثلة) الآية * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن
جرير عن مجاهد في قوله ثلة قال أمة * وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة قال
لما نزلت ثلة من الأولين وقليل من الآخرين شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت ثلة من
الأولين وثلة من الآخرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ثلث أهل
الجنة بل أنتم نصف أهل الجنة أو شطر أهل الجنة وتقاسمونهم الشطر الثاني * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر
من طريق عروة بن رويم عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت إذا وقعت الواقعة ذكر فيها ثلة من الأولين وقليل من
الآخرين قال عمر يا رسول الله ثلة من الأولين وثلة من الآخرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر تعال
154

فاستمع ما قد أنزل الله ثلة من الأولين وثلة من الآخرين الا وان من آدم إلى ثلة وأمتي ثلة ولن نستكمل ثلتنا حتى
نستعين بالسود ان من رعاه الإبل ممن يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر
عن عروة بن رويم مرسلا * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال لما نزلت ثلة من الأولين وقيل من الآخرين
حزن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا إذا لا يكون من أمة محمد الا قليل فنزلت نصف أنهار ثلة من الأولين
وثلة من الآخرين وتقابلون الناس فنسخت الآية وقليل من الآخرين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في
قوله ثلة من الأولين قال ممن سبق وقليل من الآخرين قال من هذه الأمة * قوله تعالى (على سرر موضونة)
الآيات * أخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس في قوله على سرر موضونة قال
مصفوفة * وأخرج سعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث
عن ابن عباس في قوله على سرر موضونة قال مرمولة بالذهب * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن
جرير عن مجاهد موضونة قال مرمولة بالذهب * وأخرج هناد عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن قتادة قال الموضونة قال المرملة وهي أوثق الأسرة * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن
الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل على سرر موضونة قال الموضونة ما توضن بقضبان الفضة عليها سبعون
فراشا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم اما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول
أعددت للهيجاء موضونة * فضفاضة بالنهي بالباقع
* وأخرج ابن جرير عن مجاهد متكئين عليها متقابلين قال لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه * وأخرج ابن جرير عن
ابن إسحاق قال في قراءة عبد الله متكئين عليها ناعمين * واخرج عبد بن حميد عن الحسن يطوف عليهم ولدان
مخلدون قال لم يكن لهم حسنات يجزون بها ولا سيئات يعاقبون عليها فوضعوا في هذه المواضع * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله يطوف عليهم ولدان مخلدون قال لا يموتون وفي قوله
بأكواب وأباريق قال الأكواب ليس لها آذان والأباريق التي لها آذان وفي قوله وكأس من معين قال خمر بيضاء
لا يصدعون عنها ولا ينزفون قال لا تصدع رؤسهم ولا يقيؤنها وفي لفظ ولا تنزف عقولهم * وأخرج عبد بن حميد
وابن جرير عن أبي رجاء قال سالت الحسن عن الأكواب فقال هي الأباريق التي يصب منها * وأخرج عبد بن
حميد عن عكرمة قال الأكواب الأقداح * واخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله وكأس من معين
قال يعنى الخمر وهي هناك جارية المعين الجاري لا يصدعون عنها ولا ينزفون ليس فيها وجع الرأس ولا يغلب
أحد على عقله * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك لا يصدعون عنها ولا ينزفون قال لا تصدع رؤسهم ولا تذهب
عقولهم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله لا يصدعون عنها
ولا ينزفون قال لا تصدع رؤسهم ولا تنزف عقولهم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله لا يصدعون عنها ولا
ينزفون قال أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا ينزفون كما ينزف أهل الدنيا إذا أكثروا الطعام والشراب يقول
لا يملوا * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ لا يصدعون عنها ولا ينزفون برفع الياء وكسر الزاي * وأخرج
ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال إن الرجل من أهل الجنة ليؤتى بالكأس وهو جالس مع زوجته فيشربها ثم
يلتفت إلى زوجته فيقول قد ازددت في عيني سبعين ضعفا * قوله تعالى (ولحم طير مما يشتهون) * أخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله ولحم طير مما يشتهون قال لا يشتهى منها شيئا الا صار بين يديه فيصيب
منه حاجته ثم يطير فيذهب * وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة والبزار وابن مردويه والبيهقي في البعث عن
عبد الله بن مسعود قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم انك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك
مشويا * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم طيرا الجنة فقال
أبو بكر انها لنا عمة قال ومن يأكل منها أنعم منها وأني لأرجو أن تأكل منها * وأخرج الخطيب عن أبي هريرة قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية وفرش مرفوعة قال غلظ كل فراش منها كما بين السماء
والأرض * وأخرج أحمد والترمذي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما طير الجنة كأمثال البخت
155

ترعى في شجر الجنة فقال أبو بكر يا رسول الله ان هذه الطيور لناعمة فقال آكلها أنعم منها وأني لأرجو أن تكون ممن
يأكلها * وأخرج البيهقي في البعث عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة طيرا أمثال البخاتي
قال أبو بكر انها لناعمة يا رسول الله قال أنعم منها من يأكلها وأنت ممن يأكل منها * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد
عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجنة طيرا كأمثال البخت تأتى الرجل فيصيب منها ثم
تذهب كان لم ينقص منها شئ * وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة عن أبي امامة قال إن الرجل ليشتهي الطير
في الجنة من طيور الجنة فيقع في يده مقليا نضيجا * وأخرج ابن أبي الدنيا عن ميمونة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
الرجل ليشتهي الطير في الجنة فيجئ مثل البختي حتى يقع على خوانه لم يصبه دخان ولم تمسه نار فيأكل منه حتى
يشبع ثم يطير * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن في الجنة
طيرا له سبعون ألف ريشة فإذا وضع الخوان قدام ولى الله جاء الطير فسقط عليه فانتفض فخرج من كل ريشة لون ألذ
من الشهد وألين من الزبد وأحلى من العسل ثم يطير * وأخرج هاد عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان في الجنة لطيرا فيه سبعون ألف ريشة فيجئ فيقع على صحفة الرجل من أهل الجنة ثم
ينتفض فيخرج من كل ريشة لون أبيض من الثلج وألين من الزبد وأعذب من الشهد ليس فيه لون يشبه صاحبه ثم
يطير فيذهب * قوله تعالى (وحور عين) الآية * أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن عاصم بن بهدلة قال
أقرأني أبو عبد الرحمن السلمي وحور عين يعنى بالجر * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وحور عين بالرفع
فيهما وينون * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد في قوله وحور عين قال يحار فيهن البصر * وأخرج ابن المنذر عن
ابن عباس في قوله كأمثال اللؤلؤ المكنون قال الذي في الصدف لم يحور عليه الأيدي * وأخرج هناد بن السرى عن
الضحاك في قوله كأمثال اللؤلؤ المكنون قال اللؤلؤ العظام الذي قد أكن من أن يمسه شئ * قوله تعالى (لا يسمعون
فيها لغولا) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لا يسمعون فيها لغوا قال باطلا ولا
تأثيما قال كذبا * وأخرج هناد عن الضحاك لا يسمعون فيها لغوا قال الهدر من القول والتأثيم الكذب * قوله
تعالى (وأصحاب اليمين) الآيات * أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في البعث من طريق حصين
عن عطاء ومجاهد قال لما سال أهل الطائف الوادي يحمى وفيه عسل ففعل وهو واد معجب فسمعوا الناس
يقولون في الجنة كذا وكذا قال يا ليت لنا في الجنة مثل هذا الوادي فأنزل الله وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في
سدر مخضود * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في البعث من وجه آخر عن مجاهد قال كانوا يعجبون من
و ج وظلاله من طلحة وسدره فأنزل الله وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود
* وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية وأصحاب اليمين ما أصحاب
اليمين وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال فقبض يديه قبضتين فقال هذه في الجنة ولا أبالي وهذه في النار
ولا أبالي * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن أبي امامة قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقولون ان الله ينفعنا بالأعراب ومسائلهم أقبل اعرابي يوما فقال يا رسول الله لقد ذكر الله في القرآن شجرة
مؤذية وما كنت أرى ان في الجنة شجرة تؤذى صاحبها فقال رسول الله صلى عليه وسلم وما هي قال السدر
فان لها شوكا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس يقول الله في سدر مخضود يخضده الله من شوكه فيجعل مكان
كل شوكة ثمرة انها تنبت ثمرا يفتق الثمر منها عن اثنين وسبعين لونا من الطعام ما فيها لون يشبه الآخر * وأخرج
ابن أبي داود في البعث والطبراني وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن عقبة بن عبد الله السلمي قال كنت جالسا
مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء اعرابي فقال يا رسول الله أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر شوكا
منها يعنى الطلح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خصية
التيس الملبود يعنى المخصي فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون الآخر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس
رضي الله عنهما في سدر مخضود قال خضده وقره من الحمل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في سدر مخضود الذي لا شوك فيه * وأخرج عبد بن حميد
156

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال المخضود الموقر الذي لا شوك فيه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن يزيد
الرقاشي رضي الله عنه وسدر مخضود قال نبقها أعظم من القلال * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان
نافع بن الأزرق سأله عن قوله تعالى في سدر مخضود قال الذي ليس له شوك قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم
أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت
ان الحدائق في الجنان ظليلة * فيها الكواعب سدرها مخضود
* وأخرج عبد الرزاق والفريابي وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
في قوله وطلح منضود قال هو الموز * وأخرج الفريابي وهناد سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما وطلح منضود قال الموز * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وطلح منضود قال الموز * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن
وقتادة مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه انه قرأ وطلع
منضود * وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن قيس بن عباد قال قرأت على على وطلح منضود فقال
على ما بال الطلح أما تقرأ وطلع ثم قال وطلع نضيد فقيل له يا أمير المؤمنين أنحكها من المصاحف فقال لا يهاج
القرآن اليوم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله منضود قال بعضه على بعض * وأخرج هناد وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث عن مجاهد رضي الله عنه في قوله في سدر مخضود قال الموقر حملا
وطلح منضود يعنى الموز المتراكم * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وقاع الجنة ذهب ورضاضها اللؤلؤ وطينها مسك وترابها الزعفران
وخلال ذلك سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وهناد
وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها اقرؤا ان شئتم وظل
ممدود * وأخرج أحمد والبخاري والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أنس ان النبي صلى الله
عليه وسلم قال إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها وان شئتم فاقرؤا وظل ممدود وماء
مسكوب * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في
الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها وذاك الظل الممدود * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق ظلها قدر ما يسير الراكب في كل نواحيها
مائة عام فيخرج إليها أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا
فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو في الدنيا * وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن
عباس قال في الجنة شجر لا يحمل يستظل به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
عمرو بن ميمون وظل ممدود قال مسيرة سبعين ألف سنة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج وماء مسكوب
قال جار * وأخرج هناد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سعف نخل الجنة منها مقطعاتهم وكسوتهم
* وأخرج هناد وابن المنذر عن عبد الله بن عمرو قال عنا قيد الجنة ما بينك وبين صنعاء وهو بالشام * قوله تعالى
(وفرش مرفوعة) * أخرج أحمد والترمذي وحسنة والنسائي وابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن حبان وابن
جرير وابن أبي حاتم والروياني وابن مردويه وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وفرش مرفوعة قال ارتفاعها كما بين السماء والأرض مسيرة ما بينهما
خمسمائة عام * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي امامة سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفرش
المرفوعة قال لو طرح فراش من أعلاها لهوى إلى قرارها مائة خريف * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن أبي
الدنيا في صفة الجنة عن أبي امامة في قوله وفرش مرفوعة قال لو أن أعلاها سقط ما بلغ أسفلها أربعين خريفا
* وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رفعه في الفرش المرفوعة لو طرح من أعلاها شئ ما بلغ قرارها مائة خريف
* وأخرج هناد عن الحسن في قوله وفرش مرفوعة قال ارتفاع فراش أهل الجنة مسيرة ثمانين سنة والله أعلم
157

* قوله تعالى (انا أنشأناهن انشاء) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وهناد والترمذي وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله انا
أنشأناهن انشاء قال إن من المنشآت اللاتي كن في الدنيا عجائز شمطا عمشا رمصا * وأخرج الطيالسي وابن
جرير وابن أبي الدنيا والطبراني وابن مردويه وابن قانع والبيهقي في البعث عن سلمة بن زيد الجعفي سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله انا أنشأناهن انشاء قال الثيب والابكار اللاتي كن في الدنيا * وأخرج
عبد بن حميد والترمذي في الشمائل وابن المنذر والبيهقي في البعث عن الحسن قال أتت عجوز فقالت يا رسول الله
ادع الله أن يدخلني الجنة فقال يا أم فلان ان الجنة لا يدخلها عجوز فولت تبكي قال أخبروها انها لا تدخلها وهي
عجوز ان الله يقول انا أنشأناهن انشاء فجعلناهن أبكارا * وأخرج البيهقي في الشعب عن عائشة قالت دخل النبي
صلى الله عليه وسلم على وعندي عجوز فقال من هذه قلت إحدى خالاتي قال اما انه لا يدخل الجنة العجوز فدخل
العجوز من ذلك ما شاء الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم انا أنشأناهن خلقا آخر * وأخرج الطبراني في الأوسط عن
عائشة ان النبي صلى عليه وسلم أتته عجوز زمن الأنصار فقالت يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة فقال إن
الجنة لا يدخلها عجوز فذهب يصلى ثم رجع فقالت عائشة لقد لقيت من كلمتك مشقة فقال إن ذلك كذلك ان
الله إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس انا أنشأناهن انشاء نخلقهن غير خلقهن
الأول * وأخرج ابن مردويه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا
أنشأناهن انشاء قال أنبتناهن * وأخرج الطبراني عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهل
الجنة إذا جامعوا النساء عدن أبكارا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس في قوله فجعلناهن أبكارا قال عذارى
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي من طريق على عن ابن عباس في قوله عربا قال عواشق أترابا يقول
مستويات * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس عربا قال عواشق لأزواجهن وأزواجهن
لهن عاشقون أترابا قال في سن واحد ثلاثا وثلاثين سنة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عكرمة
عن ابن عباس قال العرب الملقة لزوجها * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال العرب
المتحببات المتوددات إلى أزواجهن * وأخرج هناد من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال العرب
الغنجة وفي قول أهل المدينة الشكلة * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد حميد وابن المنذر عن مجاهد
في قوله عربا قال هي الغنجة * وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن جبير في قوله عربا قال هن المتغنجات
* واخرج سفيان وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله عربا قال
الناقة التي تشتهى الفحل يقال لها عربة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن بريد في قوله عربا قال هي الشكلة
بلغة مكة المغنوجة بلغة المدينة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال العربة التي تشتهى
زوجها * وأخرج الطستي عن ابن عباس بن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل عربا أترابا قال هن
العاشقات لأزواجهن اللاتي خلقن من الزعفران والأتراب المستويات قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما
سمعت نابغة بنى ذبيان وهو يقول
عهدت بها سعدى وسعدى عزيزة * عروب نهادى في جوار خرائد
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة فجعلناهن أبكارا قال عذارى عربا قال عشقا لأزواجهن
أترابا قال مستويات سنا واحدا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله عربا قال
المغنوجات والعربة هي الغنجة * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عبيد بن عمير انه سئل عن قوله تعالى عربا
قال أما سمعت ان المحرم يقال له لا تعربها بكلام تلذذها به وهي محرمة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد
وابن جرير عن تميم بن جدلم وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العربة الحسنة التبعل وكانت
العرب تقول للمرأة إذا كانت حسنة التبعل انها العربة * وأخرج هناد بن السرى وعبد بن حميد وابن جرير
عن سعيد بن جبير في قوله عربا قال يشتهين أزواجهن * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير
158

في قوله عربا قال العرب المتعشقات * وأخرج هناد بن السرى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله عربا قال عواشق لأزواجهن أترابا قال مستويات * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن
الحسن رضي الله عنه في قوله عربا قال المتعشقات لبعولتهن والأتراب المستويات في سن واحد * وأخرج عبد بن
حميد عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال العرب المتعشقات والأتراب المستويات في سن واحد * وأخرج هناد
ابن السرى وعبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله عربا قال المتحببات إلى الأزواج والأتراب المستويات
* وأخرج سفيان بن عيينة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله عربا قال
متحببات إلى أزواجهن أترابا قال أمثالا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال لعرب المتحببات إلى
أزواجهن والأتراب الأشباه المستويات * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال
العربة هي الحسنة الكلام * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه عربا قال عواشق أترابا قال أقرانا
* وأخرج وكيع في الغرر وابن عساكر في تاريخه عن هلال ابن أبي بردة رضي الله عنه انه قال لجلسائه
ما العروب من النساء فماجوا وأقبل إسحاق بن عبد الله بن الحرث النوفلي رضي الله عنه فقال قد جاءكم من
يخبركم عنها فسألوه فقال الخفرة المتبذلة لزوجها وأنشد
يعربن عند بعولهن إذا خلوا * وإذا هم خرجوا فهن خفار
* وأخرج ابن عدي بسند ضعيف عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نسائكم
العفيفة الغلمة * وأخرج ابن عساكر عن معاوية ابن أبي سفيان انه راود زوجته فاختة بنت قرطة فنخرت نخرة
شهوة ثم وضعت يدها على وجهها فقال لا سوأة عليك فوالله لخيركن النخارات والشخارات * وأخرج ابن أبي حاتم
عن جعفر بن محمد عن أبيه رضى عنه الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله عربا قال كلامهن عربي
* قوله تعالى (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين) * أخرج عبد بن حميد عن ميمون بن مهران رضي الله عنه في
قوله ثلة من الأولين وثلة من الآخرين قال كثير من الأولين وكثير من الآخرين * وأخرج مسدد في مسنده
وابن المنذر والطبراني وابن مردويه بسند حسن عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في
قوله ثلة من الأولين وثلة من الآخرين قال هما جميعا من هذه الأمة * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن عدي وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ثلة من الأولين وثلة
من الآخرين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هما جميعا من أمتي * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر
وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ثلة من الأولين وثلة من الآخرين قال الثلتان جميعا من
هذه الأمة * وأخرج الحسن بن سفيان وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وابن عساكر عن عبد الله مسعود
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لأرجو أن يكون من اتبعني من أمتي ربع أهل الجنة
فكبرنا ثم قال انى لأرجو أن يكون من أمتي الشطر ثم قرأ ثلة من الأولين وثلة من الآخرين * وأخرج الطبراني
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال تحدثنا ذات ليلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى 7 ألرنا الحديث فلما
أصبحنا غدونا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عرضت على الأنبياء باتباعها من أممها فإذا النبي معه الثلة من
أمته وإذا النبي ليس معه أحد وقد أنبأكم الله عن قوم لوط فقال أليس منكم رشيد حتى مر موسى عليه السلام
ومن معه من بني إسرائيل قلت يا رب فأين أمتي قال انظر عن يمينك فإذا الظراب ظراب مكة قد سد من وجوه الرجال
قال أرضيت يا محمد قلت رضيت يا رب قال انظر عن يسارك فإذا الأفق قد سد من وجوه الرجال قال أرضيت يا محمد قلت
رضيت رب قال فان مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فأتى عكاشة بن محصن الأسدي رضي الله عنه
فقال يا رسول الله ادع الله ان يجعلني منهم قال اللهم اجعله منهم ثم قام رجل آخر فقال يا رسول الله ادع الله أن
يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة ثم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ان استطعتم بأبي أنتم وأمي أن تكونوا من
السبعين فكونوا فان عجزتم وقصرتم فكونوا من أصحاب الظراب فان عجزتم وقصرتم فكونوا من أصحاب الأفق
فإني قد رأيت أناسا يتهارشون كثيرا ثم قال انى لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة فكبر القوم ثم تلا هذه الآية
159

ثلة من الأولين وثلة من الآخرين فتذكروا من هؤلاء السبعون ألفا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم
الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون * قوله تعالى (وأصحاب الشمال) الآيات * أخرج عبد بن
حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال قال ماذا لهم وماذا أعد لهم * وأخرج
الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله وظل من يحموم قال من دخان أسود وفي لفظ من دخان جهنم * وأخرج هناد وعبد بن حميد
عن مجاهد رضي الله عنه وظل من يحموم قال من دخان جهنم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن
قتادة رضي الله عنه وظل من يحموم قال من دخان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي مالك رضي الله عنه
وظل من يحموم قال الدخان * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه قال النار سوداء وأهلها سود وكل
شئ فيها اسود * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله لا بارد ولا كريم قال
لا بارد المنزل ولا كريم المنظر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
انهم كانوا قبل ذلك مترفين قال منعمين وكانوا يصرون على الحنث العظيم قال على الذنب العظيم * وأخرج عبد بن
حميد عن الشعبي رضي الله عنه وكانوا يصرون على الحنث العظيم قال هي الكبائر * وأخرج ابن عدي والشيرازي
في الألقاب والحاكم وصححه وابن مردويه والخطيب في تالي التلخيص وابن عساكر في تاريخه عن ابن عمر رضي الله عنهما
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الواقعة فشاربون شرب الهيم بفتح الشين من شرب * وأخرج ابن
مردويه عن أنس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ شرب الهيم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله شرب الهيم قال الإبل العطاش * وأخرج الطستي عن ابن
عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق رضي الله عنه قال له أخبرني عن قوله عز وجل فشاربون شرب الهيم قال
الإبل يأخذها داء يقال له الهيم فلا تروى من الماء فشبه الله تعالى شرب أهل النار من الحميم بمنزلة الإبل الهيم قال
وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول
أجزت إلى معارفها بشعب * واطلاح من العبدي هيم
* وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبي مجلز رضي الله عنه فشاربون شرب الهيم قال كان المراض تمص الماء
مصا ولا تروى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه فشاربون شرب الهيم قال الإبل المراض
تمص الماء مصا ولا تروى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه فشاربون شرب الهيم قال ضراب الإبل
دواب لا تروى * وأخرج سفيان بن عيينة في جامعه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فشاربون شرب الهيم
قال هيام الأرض يعنى الرمال * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال الهيم الإبل العطاش * وأخرج
عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه شرب الهيم قال الإبل الهيم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن
الضحاك رضي الله عنه شرب الهيم قال داء يأخذ الإبل فإذا أخذها لم ترو * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه
انه قرأ شرب الهيم برفع الشين * قوله تعالى (أفرأيتم ما تمنون) الآيات * أخرج عبد الرزاق وابن المنذر
والحاكم والبيهقي في سننه عن حجر المرادي رضي الله عنه قال كنت عند على رضي الله عنه فسمعته وهو يصلى بالليل
يقرأ فمر بهذه الآية أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون قال بل أنت يا رب ثلاثا ثم قرأ أأنتم تزرعونه
قال بل أنت يا رب ثلاثا ثم قرأ أأنتم أنزلتموه من المزن قال بل أنت يا رب ثلاثا ثم قرأ أأنتم أنشأتم شجرتها قال بل أنت
يا رب ثلاثا * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الضحاك رضي الله عنه في قوله نحن قدرنا بينكم الموت قال تقدير ان
جعل أهل الأرض وأهل السماء فيه سواء شريفهم وضعيفهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله نحن قدرنا بينكم الموت قال المتأخر والمعجل وأي في قوله وننشئكم فيما لا تعلمون قال في خلق شئنا
وفي قوله ولقد علمتم النشأة الأولى إذ لم تكونوا شيئا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
قتادة رضي الله عنه في قوله ولقد علمتم النشأة الأولى قال خلق آدم عليه السلام * وأخرج البزار وابن جرير وابن
مردويه وأبو نعيم والبيهقي في شعب الايمان وضعفه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
160

لا يقولن أحدكم زرعت ولكن ليقل حرثت قال أبو هريرة رضي الله عنه ألم تسمعوا الله يقول أفرأيتم ما تحرثون
أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون * وأخرج عبد بن حميد عن أبي عبد الرحمن رضي الله عنه انه كره ان يقول
زرعت ويقول حرثت * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله أأنتم تزرعونه قال تنبتونه * وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فظلتم تفكهون وقال تعجبون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن الحسن رضي الله عنه فظلتم تفكهون قال تندمون * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله انا لمغرمون قال ملقون للشر نحن محرومون قال محدودون وفي قوله أأنتم
أنزلتموه من المزن قال السحاب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
أأنتم أنزلتموه من المزن قال السحاب * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وقتادة رضي الله عنهما مثله * وأخرج
ابن أبي حاتم عن أبي جعفر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان إذا شرب الماء قال الحمد لله الذي
سقانا عذبا فراتا برحمته ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله نحن جعلناها تذكرة قال هذه النار تذكرة للنار الكبرى ومتاعا للمقوين قال للمستمتعين
الناس أجمعين وفي لفظ للحاضر والبادي * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما نحن جعلناها تذكرة قال تذكرة للنار الكبرى ومتاعا للمقوين
قال للمسافرين وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه نحن جعلناها تذكرة قال تذكرة للنار الكبرى
ومتاعا للمقوين قال للمسافرين كم من قوم قد سافروا ثم أرملوا فأججوا نارا فاستدفؤا بها وانتفعوا بها * وأخرج عبد
ابن حميد عن الحسن رضي الله عنه ومتاعا للمقوين قال للمسافرين * وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن
عساكر عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمنعوا عباد الله فضل الماء ولا
كلا ولا نارا فان الله تعالى جعلها متاعا للمقوين وقوة للمستضعفين ولفظ ابن عساكر وقواما للمستمتعين
* قوله تعالى (فلا أقسم بمواقع النجوم) * أخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ فلا أقسم ممدودة
مرفوعة الألف بمواقع النجوم على الجماع * واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال نجوم السماء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه
فلا أقسم بمواقع النجوم قال بمساقطها قال وقال الحسن رضي الله عنه مواقع النجوم انكدارها وانتثارها
يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه فلا أقسم بمواقع النجوم قال بمغايبها * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال بمنازل النجوم * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله فلا أقسم بمواقع النجوم قال القرآن وانه لقسم لو تعلمون عظيم قال القرآن * وأخرج
النسائي وابن جرير ومحمد بن نصر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم فرق في السنين
وفي لفظ ثم نزل من السماء الدنيا إلى الأرض نجوما ثم قرأ فلا أقسم بمواقع النجوم * وأخرج ابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما فلا أقسم بمواقع النجوم بألف قال نجوم القرآن حين ينزل * وأخرج ابن المنذر وابن
الأنباري في كتاب المصاحف وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أنزل إلى السماء الدنيا جملة
واحدة ثم أنزل إلى الأرض نجوما ثلاث آيات وخمس آيات وأقل وأكثر فقال فلا أقسم بمواقع النجوم * وأخرج
الفريابي بسند صحيح عن المنهال بن عمرو رضي الله عنه قال قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فلا أقسم بمواقع
النجوم قال بمحكم القرآن فكان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما * وأخرج ابن نصر وابن الضريس عن
مجاهد رضي الله عنه فلا أقسم بمواقع النجوم قال بمحكم القرآن * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما
فلا أقسم بمواقع النجوم قال مستقر الكتاب أوله وآخره * قوله تعالى (انه لقرآن كريم) الآيات
* أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله انه لقرآن كريم في كتاب مكنون قال
161

القرآن الكريم والكتاب المكنون هو اللوح المحفوظ لا يمسه الا المطهرون قال الملائكة عليهم السلام
هم المطهرون من الذنوب * وأخرج آدم ابن أبي اياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي
في المعرفة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله انه لقرآن كريم في كتاب مكنون قال القرآن في كتابه والمكنون الذي
لا يمسه شئ من تراب ولا غبار لا يمسه الا المطهرون قال الملائكة عليهم السلام * وأخرج عبد حميد وابن جرير
عن عكرمة رضي الله عنه في كتاب مكنون قال التوراة والإنجيل لا يمسه الا المطهرون قال حملة التوراة والإنجيل
* وأخرج ابن جرير عن قتادة قال في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه ما يمسه الا المطهرون * وأخرج آدم وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في المعرفة من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما لا يمسه الا المطهرون قال
الكتاب المنزل في السماء لا يمسه الا الملائكة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أنس رضي الله عنه لا يمسه
الا المطهرون قال الملائكة عليهم السلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه لا يمسه
الا المطهرون قال ذاكم عند رب العالمين لا يمسه إلا المطهرون من الملائكة فاما عندكم فيمسه المشرك والنجس
والمنافق الرجس * وأخرج ابن مردويه بسند رواه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
انه لقرآن كريم في كتاب مكنون قال عند الله في صحف مطهرة لا يمسه الا المطهرون قال المقربون * وأخرج عبد
الرزاق وابن المنذر عن علقمة رضي الله عنه قال أتينا سلمان الفارسي رضي الله عنه فخرج علينا من كن له فقلنا
له لو توضأت يا أبا عبد الله ثم قرأت علينا سورة كذا وكذا قال انما قال الله في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون وهو
الذي في السماء لا يمسه الا الملائكة عليهم السلام ثم قرأ علينا من القرآن ما شئنا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي
داود في المصاحف وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله في كتاب مكنون قال في السماء لا يمسه الا
المطهرون قال الملائكة عليهم السلام * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله
لا يمسه الا المطهرون قال الملائكة عليهم السلام ليس أنتم بأصحاب الذنوب * وأخرج ابن المنذر عن النعيمي
رضي الله عنه قال قال مالك رضي الله عنه أحسن ما سمعت في هذه الآية لا يمسه الا المطهرون انها بمنزلة الآية التي
في عبس في صحف مكرمة إلى قوله كرام بررة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر رضي الله عنهما انه كان لا يمس
المصحف الا متوضئا * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي داود وابن المنذر عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه قال في كتاب
النبي صلى الله عليه وسلم لعمر وبن حزم ولا تمس القرآن الا على طهور * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي
شيبة في المصنف وابن المنذر والحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن زيد قال كنا مع سلمان فانطلق إلى حاجة فتوارى
عنا فخرج إلينا فقلنا لو توضأت فسألناك عن أشياء من القرآن فقال سلوني فإني لست أمسه انما يمسه المطهرون
ثم تلا لا يمسه الا المطهرون * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا يمس القرآن الا طاهر * وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه
وسلم لما بعثه إلى اليمن كتب له في عهده ان لا يمس القرآن الا طاهر * وأخرج ابن مردويه عن ابن حزم الأنصاري
عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليه لا يمس القرآن الا طاهر * قوله تعالى (أفبهذا الحديث
أنتم مدهنون) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أفبهذا الحديث أنتم
مدهنون قال مكذبون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه أفبهذا الحديث
أنتم مدهنون قال تريدون ان تمالؤا فيه وتركنوا إليهم * قوله تعالى (وتجعلون رزقكم انكم تكذبون)
* أخرج مسلم وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مطر الناس على عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر قالوا هذه رحمة وضعها الله وقال
بعضهم لقد صدق نوء كذا فنزلت هذه الآية فلا أقسم بمواقع النجوم حتى بلغ وتجعلون رزقكم انكم تكذبون
* وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ وتجعلون شكركم انكم تكذبون قال يعنى الأنواء وما مطر قوم الا أصبح بعضهم
كافرا وكانوا يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا فأنزل الله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون * وأخرج ابن مردويه
162

عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وتجعلون رزقكم انكم تكذبون قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم سافر في حر شديد فنزل الناس على غير ماء فعطشوا فاستسقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم فلعلي
لو فعلت فسقيتم قلتم هذا بنوء كذا وكذا قالوا يا نبي الله ما هذا بحين أنواء فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء
فتوضأ ثم قام فصلى فدعا الله تعالى فهاجت ريح وثاب سحاب فمطروا حتى سال كل واد فزعموا أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم مر برجل يغرف بقدحه ويقول هذا نوء فلان فنزل وتجعلون رزقكم انكم تكذبون * وأخرج
ابن أبي حاتم عن أبي حزرة رضي الله عنه قال نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار في غزوة تبوك ونزلوا بالحجر
فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يحملوا من مائها شيئا ثم ارتحل ثم نزل منزلا آخر وليس معهم ماء
فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام يصلى ركعتين ثم دعا فأرسل سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا
منها فقال رجل من الأنصار لآخر من قومه يتهم بالنفاق ويحك قد ترى ما دعا النبي صلى الله عليه وسلم فأمطر الله
علينا السماء فقال انما مطرنا بنوء كذا وكذا فأنزل الله وتجعلون رزقكم انكم تكذبون * وأخرج أحمد وابن
منيع وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والخرائطي في مساوئ الأخلاق
وابن مردويه والضياء في المختارة عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وتجعلون رزقكم انكم
تكذبون قال شكركم تقولون مطرنا بنوء كذا وكذا وبنجم كذا وكذا * وأخرج ابن جرير عن أبي أمامة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما مطر قوم من ليلة الا أصبح قوم بها كافرين ثم قال وتجعلون رزقكم انكم
تكذبون يقول قائل مطرنا بنجم كذا وكذا * وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن عائشة رضي الله عنها قالت مطر
الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر
قالوا هذه رحمة وضعها الله وقال بعضهم لقد صدق نوء كذا فنزلت هذه الآية فلا أقسم بمواقع النجوم حتى بلغ
وتجعلون رزقكم انكم تكذبون * وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ وتجعلون رزقكم انكم تكذبون قال يعنى
الأنواء وما مطر قوم الا أصبح بعضهم كافرا وكانوا يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا فأنزل الله وتجعلون رزقكم انكم
تكذبون * وأخرج ابن مردويه قال ما فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن الا آيات يسيرة قوله وتجعلون
رزقكم قال شكركم * وأخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ وتجعلون
شكركم * وأخرج ابن مردويه عن أبي عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه قال قرأ على رضي الله عنه الواقعات في
الفجر فقال وتجعلون شكركم انكم تكذبون فلما انصرف قال انى قد عرفت انه سيقول قائل لم قرأها هكذا انى
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كذلك كانوا إذا مطروا قالوا مطرنا بنوء كذا وكذا فأنزل الله وتجعلون
شكركم انكم إذا مطرتم تكذبون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي عبد الرحمن رضي الله عنه قال كان
على رضي الله عنه يقرأ وتجعلون شكركم انكم تكذبون * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه وتجعلون
رزقكم انكم تكذبون فقال اما الحسن فقال بئس ما أخذ القوم لأنفسهم لم يرزقوا من كتاب الله الا التكذيب
قال وذكر لنا ان الناس أمحلوا على عهد نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا نبي الله لو استسقيت لنا فقال عسى قوم
ان سقوا ان يقولوا سقينا بنوء كذا وكذا فاستسقى نبي الله صلى الله عليه وسلم فمطروا فقال رجل انه قد كان بقى من
الأنواء كذا وكذا فأنزل الله وتجعلون رزقكم انكم تكذبون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه
وتجعلون رزقكم انكم تكذبون قال قولهم في الأنواء مطرنا بنوء كذا وكذا فيقول قولوا هو من عند الله
تعالى هو رزقه * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما وتجعلون رزقكم انكم تكذبون قال
الاستسقاء بالأنواء * وأخرج عبد بن حميد عن عوف عن الحسن رضي الله عنه في قوله وتجعلون رزقكم انكم
تكذبون قال تجعلون حظكم منه انكم تكذبون قال عوف رضي الله عنه وبلغني ان مشركي العرب كانوا إذا
مطروا في الجاهلية قالوا مطرنا بنوء كذا وكذا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والدارمي
والنسائي وأبو يعلى وابن حبان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لو أمسك الله
163

المطر عن الناس ثم أرسله لأصبحت طائفة كافرين قالوا هذا بنوء الذبح يعنى الدبران * وأخرج مالك وعبد الرزاق
وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن زيد بن خالد الجهني قال صلى
بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح زمن الحديبية في أثر سماء فلما سلم أقبل علينا فقال ألم تسمعوا ما قال
ربكم في هذه الآية ما أنعمت على عبادي نعمة الا أصبح فريق منهم بها كافرين فاما من آمن بي وحمدني على
سقياي فذلك الذي آمن بي وكفر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك الذي آمن بالكوكب وكفر
بي * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه هل تدرون
ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال إنه يقول إن الذين يقولون نسقي بنجم كذا وكذا فقد كفر بالله وآمن بذلك
النجم والذين يقولون سقانا الله فقد آمن بالله وكفر بذلك النجم * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن محير يزان
سليمان بن عبد الملك دعاه فقال لو تعلمت علم النجوم فازددت إلى علمك فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث حيف الأئمة وتكذيب بالقدر وايمان بالنجوم * وأخرج عبد بن حميد عن رجاء
ابن حياة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مما أخاف على أمتي التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر
وظلم الأئمة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن 7 جابر السوائي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول أخاف على أمتي ثلاثا استسقاء بالأنواء وحيف السلطان وتكذيبا بالقدر * وأخرج أحمد عن معاوية
الليثي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون الناس مجدبين فينزل الله عليهم رزقا من رزقه
فيصبحون مشركين قيل له كيف ذاك يا رسول الله قال يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا * وأخرج ابن جرير عن أبي
هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله ليصبح القوم بالنعمة أو يمسيهم بها فيصبح بها قوم
كافرين يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وتجعلون
شكركم يقول على ما أنزلت عليكم من الغيث والرحمة يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا وكان ذلك منهم كفرا بما أنعم
الله عليهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما مطر قوم الا أصبح بعضهم كافرا يقولون مطرنا
بنوء كذا وكذا وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما وتجعلون شكركم انكم تكذبون * وأخرج ابن جرير عن عطاء
الخراساني رضي الله عنه في قوله وتجعلون رزقكم انكم تكذبون قال كان ناس يمطرون فيقولون مطرنا بنوء كذا
وكذا * قوله تعالى (فلو لا إذا بلغت الحلقوم) الآيات * أخرج ابن ماجة عن أبي موسى رضي الله عنه قال سالت
رسول الله صلى الله عليه وسلم متى تنقطع معرفة العبد من الناس قال إذا عاين * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب
المحتضرين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال احضروا موتاكم وذكروهم فإنهم يرون ما لا ترون * وأخرج
سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأبو بكر المروزي في كتاب الجنائز عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال
احضروا موتاكم ولقنوهم لا إله إلا الله فإنهم يرون ويقال لهم * واخرج سعيد بن منصور والمروزي عن عمر
رضي الله عنه قال لقنوا موتاكم لا إله إلا الله واعقلوا ما تسمعون من المطيعين منكم فإنه يجلى لهم أمور صادقة
* وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت وأبو يعلى من طريق أبى يزيد الرقاشي عن تميم الدارمي رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله لملك الموت انطلق إلى وليي فائتني به فإني قد جربته بالسراء والضراء فوجدته
حيث أحب فائتني به لأريحه من هموم الدنيا وغمومها فينطلق إليه ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة معهم
أكفان وحنوط من حنوط الجنة ومعهم ضبائر الريحان أصل الريحانة واحد وفي رأسها عشرون لونا لكل لون منها
ريح سوى ريح صاحبه ومعهم الحرير الأبيض فيه المسك الأذفر فيجلس ملك الموت عند رأسه وتحتوشه الملائكة
ويضع كل ملك منهم يده على عضو من أعضائه ويبسط ذلك الحرير الأبيض والمسك الأذفر تحت ذقنه ويفتح له
باب إلى الجنة فان نفسه لتعلل عند ذلك بطرف الجنة مرة بأزواجها ومرة بكسوتها ومرة بثمارها كما يعلل الصبى
أهله إذا بكى وان أزواجه ليبتهشن عند ذلك ابتهاشا وتنزو الروح نزوا ويقول ملك الموت اخرجي أيتها الروح
الطيبة إلى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب ولملك الموت أشد تلطفا به من الوالدة بولدها
يعرف ان ذلك الروح حبيب إلى ربه كريم على الله فهو يلتمس بلطفه تلك الروح رضا الله عنه فسل روحه كما
164

تسل الشعرة من العجين وان روحه لتخرج والملائكة حوله يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون
وذلك قوله الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم قال فاما ان كان من المقربين فروح وريحان
وجنة نعيم قال روح من جهد الموت وروح يؤتى به عند خروج نفسه وجنة نعم امامه فإذا قبض ملك الموت
روحه يقول الروح للجسد لقد كنت بي سريعا إلى طاعة الله بطيئا عن معصيته فهنيئا لك اليوم فقد نجوت وأنجيت
ويقول الجسد للروح مثل ذلك وتبكي عليه بقاع الأرض التي كان يطيع الله عليها وكل باب من السماء كان
يصعد منه عمله وينزل منه رزقه أربعين ليلة فإذا قبضت الملائكة روحه أقامت الخمسمائة ملك عند جسده
لا يقلبه بنو آدم لشق الا قلبته الملائكة عليهم السلام قبلهم وعلته بأكفان قبل أكفانهم وحنوط قبل حنوطهم
ويقوم من باب بيته إلى باب قبره صفان من الملائكة يستقبلونه بالاستغفار ويصيح إبليس عند ذلك صيحة يتصرع
منها بعض أعظام جسده ويقول لجنوده الويل لكم كيف خلص هذا العبد منكم فيقولون ان هذا كان
معصوما فإذا صعد ملك الموت بروحه إلى السماء يستقبله جبريل في سبعين ألفا من الملائكة كلهم يأتيه من ربه
فإذا انتهى ملك الموت إلى العرش خرت الروح ساجدة لربها فيقول الله لملك الموت انطلق بروح عبدي فضعه في
سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب فإذا وضع في قبره جاءت الصلاة فكانت عن يمينه وجاء الصيام
فكان عن يساره وجاء القرآن والذكر فكانا عند رأسه وجاء مشيه إلى الصلاة فكان عند رجليه وجاء الصبر
فكان ناحية القبر ويبعث الله عنقا من العذاب فيأتيه عن يمينه فتقول الصلاة وراءك والله ما زال دائبا عمره كله
وانما استراح الآن حين وضع في قبره فيأتيه عن يساره فيقول الصيام مثل ذلك فيأتيه من قبل رأسه فيقول له
مثل ذلك فلا يأتيه العذاب من ناحية فيلتمس هل يجد لها مساغا الا وجد ولى الله قد أحرزته الطاعة فيخرج عنه
العذاب عندما يرى ويقول الصبر لسائر الأعمال اما انه لم يمنعني ان أباشره بنفسي الا انى نظرت ما عندكم فلو عجزتم
كنت أنا صاحبه فاما إذا أجزأتم عنه فانا ذخر له عند الصراط وذخر له عند الميزان ويبعث الله ملكين أبصارهما
كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد القاصف وأنيابهما كالصياصي وأنفاسهما كاللهب يطآن في أشعارهما
بين منكبي كل واحد منهما مسيرة كذا وكذا قد نزعت منهما الرأفة والرحمة الا بالمؤمنين يقال لهما منكر ونكير في يد
كل واحد منهما مطرقة لو اجتمع عليها الثقلان لم يقلوها فيقولان له اجلس فيستوي جالسا في قبره فتسقط أكفانه
في حقويه فيقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول ربى الله وحده لا شريك له والاسلام ديني ومحمد نبيي
وهو خاتم النبيين فيقولان له صدقت فيدفعان القبر فيوسعانه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن يساره ومن
قبل رأسه ومن قبل رجليه ثم يقولان له انظر فوقك فينظر فإذا هو مفتوح إلى الجنة فيقولان له هذا منزلك يا ولى الله
لما أطعت الله فوالذي نفس محمد بيده انه لتصل إلى قلبه فرحة لا ترتد أبدا فيقال له انظر تحتك فينظر تحته فإذا هو
مفتوح إلى النار فيقولان يا ولى الله نجوت من هذا فوالذي نفسي بيده انه لتصل إلى قلبه عند ذلك فرحة لا ترتد أبدا
ويفتح له سبعة وسبعون بابا إلى الجنة يأتيه ريحها وبردها حتى يبعثه الله تعالى من قبره إلى الجنة وأما الكافر
فيقول الله لملك الموت انطلق إلى عبدي فائتني به فإني قد بسطت له رزقي وسربلته نعمتي فأبى الا معصيتي فائتني به
لا تنقم منه اليوم فينطلق إليه ملك الموت في أكره صورة رآها أحد من الناس قط له اثنتا عشرة عينا ومعه سفود
من النار كثيرا الشوك ومعه خمسمائة من الملائكة معهم نحاس وجمر من جمر جهنم ومعهم سياط من النار تأجج
فيضربه ملك الموت بذلك السفود ضربة يغيب أصل كل شوكة من ذلك السفود في أصل كل شعرة وعرق من
عروقه ثم يلويه ليا شديدا فينزع روحه من أظفار قدميه فيلقيها في عقبيه فيسكر عدو الله عند ذلك سكرة وتضرب
الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط ثم كذلك إلى حقويه ثم كذلك إلى صدره ثم كذلك إلى حلقه ثم تبسط
الملائكة ذلك النحاس وجمر جهنم تحت ذقنه ثم يقول ملك الموت اخرجي أيتها النفس اللعينة الملعونة إلى سموم
وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم فإذا قبض ملك الموت روحه قالت الروح للجسد جزاك الله عنى شرا فقد
كنت بي سريعا إلى معصية الله بطيئا بي عن طاعة الله فقد هلكت وأهلكت ويقول الجسد للروح مثل ذلك
وتلعنه بقاع الأرض التي كان يعصى الله تعالى عليها وتنطلق جنود إبليس إليه يبشرونه بأنهم قد أوردوا عبدا من
165

بني آدم النار فإذا وضع في قبره ضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فتدخل اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى
ويبعث الله إليه حيات دهماء تأخذ بأرنبته وإبهام قدميه فتغوصه حتى تلتقي في وسطه ويبعث الله إليه الملكين
فيقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول لا أدرى فيقال له لا دريت ولا تليت فيضربانه ضربة يتطاير
الشرار في قبره ثم يعود فيقولان له انظر فوقك فينظر فإذا باب مفتوح إلى الجنة فيقولان له عدو الله لو كنت أطعت
الله تعالى هذا منزلك فوالذي نفسي بيده انه ليصل إلى قلبه حسرة لا ترتد أبدا ويفتح له باب إلى النار فيقال عدو الله
هذا منزلك لما عصيت الله ويفتح له سبعة وسبعون بابا إلى النار يأتيه حرها وسمومها حتى يبعثه من قبره يوم القيامة
إلى النار * قوله تعالى (غير مدينين) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله غير مدينين قال غير محاسبين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضى الله تعالى
عنه فلو لا ان كنتم غير مدينين قال غير محاسبين ترجعونها قال النفس * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير
رضي الله عنه والحسن وقتادة مثله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله غير مدينين قال غير
موقنين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه فلو لا ان كنتم غير مدينين قال غير مبعوثين يوم
القيامة * قوله تعالى (فاما ان كان من المقربين) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة واحمد في الزهد وعبد بن حميد
وابن المنذر عن الربيع بن خيثم في قوله فاما ان كان من المقربين فروح وريحان قال هذا له عند الموت جنة نعيم
قال تخبأ له الجنة إلى يوم يبعث واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم قال هذا عند الموت وتصلية جحيم
قال تخبأ له الجحيم إلى يوم يبعث * وأخرج أبو عبيد في فضائله واحمد وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه وأبو داود
والترمذي وحسنه والنسائي والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والحاكم وصححه وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه
عن عائشة انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فروح وريحان برفع الراء * وأخرج ابن مردويه عن ابن
عمر قال قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الواقعة فلما بلغت فروح وريحان قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم فروح وريحان * وأخرج عبد بن حميد عن عوف عن الحسن انه كان يقرؤها فروح وريحان برفع الراء
* وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر عن قتادة انه كان يقرأ فروح قال رحمة قال وكان الحسن يقرأ
فروح يقول راحة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فروح قال راحة وريحان قال استراحة
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال يعنى بالريحان المستريح من الدنيا وجنة نعيم يقول مغفرة ورحمة * وأخرج مالك
وأحمد وعبد بن حميد في مسنده والبخاري ومسلم والنسائي عن أبي قتادة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذ مرت جنازة فقال مستريح ومستراح منه فقلنا يا رسول الله ما المستريح وما المستراح منه قال العبد المؤمن يستريح
من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله سبحانه وتعالى والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب
* وأخرج القاسم بن منده في كتاب الأحوال والايمان بالسؤال عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان أول ما يبشر به المؤمن عند الوفاة بروح وريحان وجنة نعيم وان أول ما يبشر به المؤمن في قبره ان يقال ابشر برضا
الله تعالى والجنة قدمت خير مقدم قد غفر الله لمن شيعك إلى قبرك وصدق من شهد لك واستجاب لمن استغفر لك
* وأخرج هناد بن السرى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله فروح وريحان قال الروح
الفرح والريحان الرزق * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي في قوله فروح وريحان قال فرج من
الغم الذي كانوا فيه واستراحة من العمل لا يصلون ولا يصومون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك قال
الروح الاستراحة والريحان الرزق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو القاسم بن منده في كتاب السؤال عن
الحسن في قوله فروح وريحان قال ذاك في الآخرة فاستفهمه بعض القوم فقال أما والله انهم ليسرون بذلك عند
الموت * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله فروح وريحان قال الريحان الرزق * وأخرج عبد بن
حميد عن الحسن قال الروح الرحمة والريحان هو هذا الريحان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله فروح وريحان قال الروح الرحمة والريحان يتلقى به عند الموت * وأخرج المروزي
في الجنائز وابن جرير عن الحسن قال تخرج روح المؤمن من جسده في ريحانة ثم قرأ فاما ان كان من المقربين
166

فروح وريحان * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذكر الموت وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد
عن أبي عمران الجوفي في قوله فاما ان كان من المقربين فروح وريحان قال بلغني ان المؤمن إذا نزل به الموت تلقى
بضبائر الريحان من الجنة فيجعل روحه فيها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال لم يكن أحد
من المقربين يفارق الدنيا حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة فيشمه ثم يقبض * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر
الموت عن بكر بن عبد الله قال إذا أمر ملك الموت بقبض روح المؤمن أتى بريحان من الجنة فقيل له اقبض
روحه فيه وإذا أمر بقبض روح الكافر أتى ببجاد من النار فقيل له اقبضه فيه * وأخرج البزار وابن مردويه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن إذا حضر أتته الملائكة بحريرة فيها مسك وضبائر
ريحان فتسل روحه كما تسل الشعرة من العجين ويقال أيتها النفس الطيبة أخرجي راضية مرضيا عنك إلى روح
الله وكرامته فإذا خرجت روحه وضعت على ذلك المسك والريحان وطويت عليها الحريرة وذهب به إلى عليين وان
الكافر إذا حضر أتته الملائكة بمسح فيه جمر فتنزع روحه انتزاعا شديدا ويقال أيتها النفس الخبيثة أخرجي
ساخطة مسخوطا عليك إلى هوان الله وعذابه فإذا خرجت روحه وضعت على تلك الجمرة فان لها نشيشا ويطوى
عليها المسح ويذهب به إلى سجين * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت عن إبراهيم النخعي قال بلغنا ان المؤمن
يستقبل عند موته بطيب من طيب الجنة وريحان من ريحان الجنة فتقبض روحه فتجعل في حرير الجنة ثم ينضح
بذلك الطيب ويلف في الريحان ثم ترتقي به ملائكة الحرمة حتى يجعل في عليين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن ابن عباس في قوله فسلام لك من أصحاب اليمين قال تأتيه الملائكة بالسلام من قبل الله تسلم عليه وتخبره أنه من
أصحاب اليمين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله فسلام لك من أصحاب اليمين قال سلام
من عذاب الله وسلمت عليه ملائكة الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وأما ان كان من المكذبين
الضالين فنزل من حميم قال لا يخرج الكافر من دار الدنيا حتى يشرب كأسا من حميم * وأخرج ابن أبي حاتم عن
الضحاك في الآية قال من مات وهو يشرب الخمر شج في وجهه من جمر جهنم * وأخرج ابن مردويه عن عبد
الرحمن بن أبي ليلى عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاما ان كان من المقربين فروح وريحان قال هذا
في الدنيا وأما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم قال هذا في الدنيا * وأخرج أحمد وابن المنذر
وابن مردويه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثني فلان بن فلان سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فأكب القوم يبكون فقالوا انا نكره الموت قال ليس
ذاك ولكنه إذا حضر فاما ان كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله والله للقائه
أحب وأمان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم فإذا بشر بذلك كره لقاء الله والله للقائه أكره * وأخرج آدم
ابن أبي اياس عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآيات فلو لا إذا بلغت الحلقوم
إلى قوله فروح وريحان وجنة نعيم إلى قوله فنزل من حميم وتصلية جحيم ثم قال إذا كان عند الموت قيل له هذا فان
كان من أصحاب اليمين أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وان كان من أصحاب الشمال كره لقاء الله وكره الله لقاءه
* وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقالت عائشة رضي الله عنها انا لنكره الموت فقال
ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شئ أحب إليه مما امامه وأحب لقاء الله
وأحب الله لقاءه وان الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شئ أكره إليه مما أمامه وكره لقاء الله
وكره الله لقاءه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من
ميت يموت الا وهو يعرف غاسله ويناشد حامله ان كان بخير فروح وريحان وجنة نعيم ان يعجله وان كان بشر
فنزل من حميم وتصلية جحيم ان يحبسه * قوله تعالى (ان هذا لهو حق اليقين) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله ان هذا لهو حق اليقين قال ما قصصنا عليك في هذه السورة * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان هذا لهو حق اليقين قال إن الله عز وجل ليس تاركا أحدا من خلفه حتى
167

يقفه على اليقين من هذا القرآن فاما المؤمن فأيقن في الدنيا فنفعه ذلك يوم القيامة وأما الكافر فأيقن يوم القيامة
حين لا ينفعه اليقين * واخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ان هذا لهو حق اليقين قال الخبر
اليقين * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مسروق رضي الله عنه قال من أراد ان يعلم نبأ
الأولين والآخرين ونبأ الدنيا والآخرة ونبأ الجنة والنار فليقرأ إذا وقعت الواقعة * قوله تعالى (فسبح باسم
ربك العظيم) * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فسبح باسم ربك العظيم قال فصل
لربك * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه
والبيهقي في سننه عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبح
باسم ربك العظيم قال اجعلوها في ركوعكم ولما نزلت سبح اسم ربك الأعلى قال اجعلوها في سجودكم * وأخرج
ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قالوا يا رسول الله كيف نقول في ركوعنا فأنزل الله الآية التي في
آخر سورة الواقعة فسبح باسم ربك العظيم فأمرنا ان نقول سبحان ربى العظيم وترا قال ابن مردويه حدثنا محمد
ابن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أنبأنا الحسين بن عبد الله بن يزيد أنبأنا محمد بن عبد الله بن سابور أنبأنا الحكم
ابن ظهير عن السدى عن أبي مالك أو عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله إذا وقعت الواقعة قال
الساعة ليس لوقعتها كاذبة يقول من كذب بها في الدنيا فإنه لا يكذب بها في الآخرة إذا وقعت خافضة رافعة قال
القيامة خافضة يقول خفضت فأسمعت الاذنين ورفعت فأسمعت الأقصى كان القريب والبعيد فيها سواء قال
وخفضت أقواما قد كانوا في الدنيا مرتفعين ورفعت أقواما حتى جعلتهم في أعلى عليين إذا رجت الأرض رجا قال
هي الزلزلة وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا قال الحكم والسدي قال على هذا الهرج هرج الدواب الذي
يحرك الغبار وكنتم أزواجا ثلاثة قال العباد يوم القيامة على ثلاثة منازل فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة هم الجمهور
جماعة أهل الجنة وأصحاب المشامة ما أصحاب المشامة هم أصحاب الشمال يقول ما لهم وما أعد لهم والسابقون
السابقون هم مثل النبيين والصديقين والشهداء بالاعمال من الأولين والآخرين أولئك المقربون قال هم
أقرب الناس من دار الرحمن من بطنان الجنة وبطنانها وسطها في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من
الآخرين على سرر موضونة قال الموضونة الموصولة بالذهب المكالة بالجوهر والياقوت متكئين عليها متقابلين
قال ابن عباس ما ينظر الرجل منهم في قفا صاحبه يقول حلقا حلقا يطوف عليهم ولدان مخلدون قال خلقهم الله
في الجنة كما خلق الحور العين لا يموتون ولا يشيبون ولا يهرمون بأكواب وأباريق والأكواب التي ليس لها آذان
مثل الصواع والأباريق التي لها الخراطم والأعناق وكأس من معين قال الكأس من الخمر بعينها ولا يكون كأس
حتى يكون فيها الخمر فإذا لم يكن فيها خمر فإنما هو اناء والمعين يقول من خمر جار لا يصدعون عنها عن الخمر ولا
ينزفون لا تذهب بعقولهم وفاكهة مما يتخيرون يقول مما يشتهون يقول يجيئهم الطير حتى يقع فيبسط جناحه
فيأكلون منه ما اشتهوا نضجا لم تنضجه النار حتى إذا شبعوا منه طار فذهب كما كان وحور عين قال الحور البيض
والعين العظام الأعين حسان كأمثال اللؤلؤ قال كبياض اللؤلؤ التي لم تمسه الأيدي ولا الدهر المكنون الذي في
الأصداف ثم قال جزاء بما كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغوا قال اللغو الحلف لا والله وبلى والله ولا تأثيما قال
لا يموتون الا قيلا سلاما سلاما يقول التسليم منهم وعليهم بعضهم على بعض قال هؤلاء المقربون ثم قال وأصحاب اليمين
ما أصحاب اليمين وما أعد لهم في سدر مخضود والمخضود الموقر الذي لا شوك فيه وطلح منضود وظل ممدود يقول
ظل الجنة لا ينقطع ممدود عليهم أبدا وماء مسكوب يقول مصبوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة قال
لا تنقطع حينا وتجئ حينا مثل فاكهة الدنيا ولا ممنوعة كما تمنع في الدنيا الا بثمن وفرش مرفوعة يقول بعضها فوق
بعض ثم قال انا أنشأناهن انشاء قال هؤلاء نساء أهل الجنة وهؤلاء العجز الرمص يقول خلقهم خلقا فجعلنا من
أبكارا يقول عذارى عربا أترابا والعرب المتحببات إلى أزواجهن والأتراب المصطحبات اللاتي لا تغرن لأصحاب
اليمين ثلة من الأولين وثلة من الآخرين يقول طائفة من الأولين وطائفة من الآخرين وأصحاب الشمال
ما أصحاب الشمال ما لهم وما أعد لهم في سموم قال فيح نار جهنم وحميم الماء الحار الذي قد انتهى حره فليس فوقه
168

حر وظل من يحموم قال من دخان جهنم لا بارد ولا كريم انهم كانوا قبل ذلك مترفين قال مشركين جبارين وكانوا
يصرون يقيمون على الحنث العظيم قال على الاثم العظيم قال هو الشرك وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا عظاما
إلى قوله أو آباؤنا الأولون قال قل يا محمد ان الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم قال يوم القيامة ثم
انكم أيها الضالون قال المشركون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم قال والزقوم إذا أكلوا منه خصبوا والزقوم
شجرة فمالؤن منها البطون قال يملأون من الزقوم بطونهم فشاربون عليه من الحميم يقول على الزقوم الحميم فشاربون
شرب الهيم هي الرمال لو مطرت عليها السماء أبدا لم ير فيها مستنقع هذا نزلهم يوم الدين كرامة يوم الحساب
نحن خلقناكم فلو لا تصدقون يقول أفلا تصدقون أفرأيتم ما تمنون يقول هذا ماء الرجل أأنتم تخلقونه أم نحن
الخالقون نحن قدرنا بينكم الموت في المتعجل والمتأخر وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم فيقول نذهب
بكم ونجئ بغيركم وننشئكم فيما لا تعلمون يقول نخلقكم فيها لا تعلمون ان نشأ خلقناكم قردة وان نشأ خلقناكم
خنازير ولقد علمتم النشأة الأولى فلو لا تذكرون يقول فهلا تذكرون ثم قال أفرأيتم ما تحرثون يقول ما تزرعون
أم نحن الزارعون يقول أليس نحن الذي ننبته أم أنتم المنبتون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون يقول
تندمون انا لمغرمون يقول انا 7 لمواريه بل نحن محرومون أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن
يقول من السحاب أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا يقول مرا فلو لا تشكرون يقول فهلا تشكرون أفرأيتم
النار التي تورون يقول تقدحون أأنتم أنشأتم يقول خلقتم شجرتها أم نحن المنشئون قال وهي من كل شجرة الا في
العناب وتكون في الحجارة نحن جعلناها تذكرة يقول يتذكر بها نار الآخرة العليا ومتاعا للمقوين قال والمقوي
هو الذي لا يجد نارا فيخرج زنده فيستنور ناره فهي متاع له فسبح باسم ربك العظيم يقول فصل لربك العظيم فلا
أقسم بمواقع النجوم قال أتى ابن عباس علبة بن الأسود أو نافع بن الحكم فقال له يا ابن عباس انى أقرأ آيات
من كتاب الله أخشى ان يكون قد دخلني منها شئ قال ابن عباس ولم ذلك قال لأني أسمع الله يقول انا أنزلناه في ليلة
القدر ويقول انا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين ويقول في آية أخرى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن
وقد نزل في الشهور كلها شوال وغيره قال ابن عباس ويلك ان جملة القرآن أنزل من السماء في ليلة القدر إلى
موقع النجوم يقول إلى سماء الدنيا فنزل به جبريل في ليلة منه وهي ليلة القدر المباركة وفى رمضان ثم
نزل به على محمد صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة الآية والآيتين والأكثر فذلك قوله لا أقسم يقول أقسم
بمواقع النجوم وانه لقسم والقسم قسم وقوله لا يمسه الا المطهرون وهم السفرة والسفرة هم الكتبة ثم قال تنزيل
من رب العالمين أفبهذا الحديث أنتم مدهنون يقول تولون أهل الشرك وتجعلون رزقكم قال ابن عباس رضي الله عنهما
سافر النبي صلى الله عليه وسلم في حر فعطش الناس عطشا شديدا حتى كادت أعناقهم ان تنقطع من
العطش فذكر ذلك له قالوا يا رسول الله لو دعوت الله فسقانا قال لعلي ان دعوت الله فسقاكم لقلتم هذا بنوء كذا
وكذا قالوا يا رسول الله ما هذا بحين أنواء ذهبت حين الأنواء فدعا بماء في مطهرة فتوضأ ثم ركع ركعتين ثم دعا الله
فهبت رياح وهاج سحاب ثم أرسلت فمطروا حتى سال الوادي فشربوا وسقوا دوابهم ثم مر النبي صلى الله عليه وسلم
برجل وهو يغترف بقعب معه من الوادي وهو يقول نوء كذا وكذا سقطت الغداة قال ونزلت هذه الآية
وتجعلون رزقكم انكم تكذبون فلو لا إذا بلغت الحلقوم يقول النفس وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه
منكم يقول الملائكة ولكن لا تبصرون يقول لا تبصرون الملائكة فلو لا يقول هلا ان كنتم غير مدينين غير
محاسبين ترجعونها يقول إن ترجعوا النفس ان كنتم صادقين فاما ان كان من المقربين مثل النبيين والصديقين
والشهداء بالاعمال فروح الفرح مثل قوله ولا تيأسوا من روح الله وريحان الرزق قال ابن عباس لا تخرج
روح المؤمن من بدنه حتى يأكل من ثمار الجنة قبل موته وجنة نعيم يقول حققت له الجنة والآخرة واما ان كان
من أصحاب اليمين يقول جمهور أهل الجنة فسلام لك من أصحاب اليمين وأما ان كان من المكذبين الضالين وهم
المشركون فنزل من حميم قال ابن عباس رضي الله عنهما لا يخرج الكافر من بيته في الدنيا حتى يسقى كأسا من
حميم وتصلية جحيم يقول في الآخرة ان هذا لهو حق اليقين يقول هذا القول الذي قصصنا عليك لهو حق اليقين
169

يقول القرآن الصادق والله أعلم
* (سورة الحديد مدنية) *
* اخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة الحديد
بالمدينة * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن ابن الزبير قال أنزلت سورة الحديد بالمدينة * وأخرج الطبراني
وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت سورة الحديد يوم الثلاثاء
وخلق الله الحديد يوم الثلاثاء وقتل بن آدم أخاه يوم الثلاثاء ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحجامة يوم
الثلاثاء * وأخرج الديلمي عن جابر مرفوعا لا تحتجموا يوم الثلاثاء فان سورة الحديد أنزلت على يوم الثلاثاء
* وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عرباض بن
سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل ان يرقد وقال إن فيهن آية أفضل من ألف آية
* وأخرج ابن الضريس عن يحيى بن أبي كثير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ المسبحات
وكان يقول إن فيهن آية هي أفضل من ألف آية قال يحيى فنراها الآية التي في آخر الحشر * وأخرج البزار
وابن عساكر وابن مردويه أبو نعيم في الحلية والبيهقي في الدلائل عن عمر قال كنت أشد الناس على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا في يوم حار بالهاجرة في بعض طريق مكة إذ لقيني رجل فقال عجبا لك يا ابن الخطاب
انك تزعم انك وانك وقد دخل عليك الامر في بيتك قلت وما ذاك قال هذه أختك قد أسلمت فرجعت مغضبا
حتى قرعت الباب فقيل من هذا قلت عمر فتبادروا فاختفوا منى وقد كانوا يقرؤن صحيفة بين أيديهم تركوها
أو نسوها فدخلت حتى جلست على السرير فنظرت إلى الصحيفة فقلت ما هذه ناولينيها قالت انك لست من أهلها
انك لا تغتسل من الجنابة ولا تطهر وهذا كتاب لا يمسه الا المطهرون فما زلت با حتى ناولتنيها ففتحتها فإذا فيها
بسم الله الرحمن الرحيم فلما قرأت الرحمن الرحيم ذعرت فألقيت الصحيفة من يدي ثم رجعت إلى نفسي فاخذتها
فإذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم فكلما مررت باسم من
أسماء الله ذعرت ثم ترجع إلى نفسي حتى بلغت آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فقلت
أشهد أن لا اله الا اله وأن محمدا رسول الله فخرج القوم مستبشرين فكبروا * قوله تعالى (سبح لله ما في السماوات
والأرض) * أخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي الأسود قال قال رأس الجالوت انما التوراة الحلال والحرام
الا ان في كتابكم جامعا سبح لله ما في السماوات والأرض وفى التوراة يسبح لله الطير والسباع * قوله تعالى (هو
الأول والآخر) * أخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي وأبو الشيخ في
العظمة عن أبي هريرة قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذا أتى عليهم سحاب فقال نبي الله صلى
الله عليه وسلم هل تدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا لعنان هذه روايا الأرض يسوقها الله إلى قوم
لا يشكرونه ولا يدعونه ثم قال هل تدرون ما فوقكم قالوا الله ورسوله أعلم قال فإنها الرقيع سقف محفوظ وموج
مكفوف ثم قال هل تدرون كم بينكم وبينها قالوا الله ورسوله أعلم قال بينكم وبينها خمسمائة سنة ثم قال هل
تدرون ما فوق ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال فان فوق ذلك سماءين ما بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عدد سبع
سماوات ما بين كل سماءين كما بين السماء والأرض ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال قال
فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد مثل ما بين السمائين ثم قال هل تدرون ما الذي تحتكم قالوا الله ورسوله
اعلم قال فإنها الأرض ثم قال هل تدرون ما تحت ذلك قالوا الله ورسوله أعلم قال فان تحتها لأرض الأخرى بينهما
مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع أرضين بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة ثم قال والذي نفس محمد بيده لو أنكم
دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة السفلى لهبط على الله ثم قرأ هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو
بكل شئ عليم قال الترمذي فسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا انما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه
* وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده
لو دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة لقدم على ربه ثم تلا هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل
170

شئ عليم * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو بهؤلاء
الكلمات اللهم أنت الأول فلا شئ قبلك وأنت الآخرة فلا شئ بعدك أعوذ بك من شر كل دابة ناصيتها بيدك وأعوذ
بك من الاثم والكسل ومن عذاب النار ومن عذاب القبر ومن فتنة الغنى ومن فتنة الفقر وأعوذ بك من المأثم
والمغرم * وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وحسنه والبيهقي عن أبي هريرة قال جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم تسأل خادما فقال لها قولي اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شئ منزل
التوراة والإنجيل والفرقان فالق الحب والنوى أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس
قبلك شئ وأنت الا آخر فليس بعدك شئ وأنت المظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ اقض
عنا الدين واغننا من الفقر * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند النوم اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب
كل شئ منزل التوراة والإنجيل والفرقان فالق الحب والنوى لا اله الا أنت أعوذ بك من شر كل شئ أنت آخذ
بناصيته أنت الأول فليس قبلك شئ وأنت الآخر فليس بعدك شئ وأنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن
فليس دونك شئ اقض عنا الدين واغننا من الفقر * وأخرج البيهقي عن ابن عمر قال كان من دعاء رسول الله صلى
الله عليه وسلم الذي كان يقول يا كائن قبل ان يكون شئ والمكون لكل شئ والكائن بعد ما لا يكون شئ أسألك
بلحظة من لحظاتك الحافظات الوافرات الراجيات المنجيات * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن محمد بن علي رضي الله عنه
ان النبي صلى الله عليه وسلم علم عليا دعوة يدعو بها عندما أهمه فكان على رضي الله عنه يعلمها لولده يا كائن
قبل كل شئ ويا مكون كل شئ ويا كائن بعد كل شئ افعل بي كذا وكذا * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات
عن مقاتل بن حيان رضي الله عنه قال بلغنا في قوله عز وجل هو الأول قبل كل شئ والآخر بعد كل شئ والظاهر
فوق كل شئ والباطن أقرب من كل شئ وانما يعنى بالقرب بعلمه وقدرته وهو فوق عرشه وهو بكل شئ عليم هو الذي
خلق السماوات والأرض في ستة أيام مقدار كل يوم ألف عام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض من القطر
وما يخرج منها من النبات وما ينزل من السماء من القطر وما يعرج فيها يعنى ما يصعد إلى السماء من الملائكة
وهو معكم أينما كنتم يعنى قدرته وسلطانه وعلمه معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير * وأخرج أبو الشيخ في
العظمة عن ابن عمر وأبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الناس يسألون عن كل شئ حتى يقولوا هذا
الله كان قبل كل شئ فماذا كان قبل الله فان قالوا لكم ذلك فقولوا هو الأول قبل كل شئ وهو الآخر فليس بعده شئ
وهو الظاهر فوق كل شئ وهو الباطن دون كل شئ وهو بكل شئ عليم * وأخرج أبو داود عن أبي زميل قال سألت
ابن عباس رضي الله عنهما فقلت ما شئ أجده في صدري قال ما هو قلت والله لا أتكلم به فقال لي أشئ من شك
وضحك قال ما نجا من ذلك أحد حتى أنزل الله تعالى فان كنت في شك مما أنزلنا إليك الآية وقال لي إذا وجدت في
نفسك شيئا فقل هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم * قوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم)
* أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وهو معكم أينما كنتم قال عالم بكم أينما كنتم * وأخرج البيهقي في
الأسماء والصفات عن سفيان الثوري رضي الله عنه انه سئل عن قوله وهو معكم قال علمه * وأخرج ابن
مردويه والبيهقي عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من أفضل ايمان المرء ان يعلم أن
الله تعالى معه حيث كان * وأخرج ابن النجار في تاريخ بغداد بسند ضعيف عن البراء بن عازب قال قلت لعلى رضي الله عنه
يا أمير المؤمنين أسألك بالله ورسوله الا خصصتني بأعظم ما خصك به رسول الله صلى الله عليه وسلم واختصه به
جبريل وأرسله به الرحمن فقال إذا أردت أن تدعو الله باسمه الأعظم فاقرأ من أول سورة الحديد إلى آخر ست آيات
منها عليم بذات الصدور وآخر سورة الحشر يعنى أربع آيات ثم ارفع يديك فقل يا من هو هكذا أسالك بحق هذه
الأسماء ان تصلى على محمد وأن تفعل بي كذا وكذا مما تريد فوالله الذي لا اله غيره لتنقلبن بحاجتك إن شاء الله * قوله
تعالى (آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا) الآيات * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد
في قوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه قال معمرين فيه بالرزق وفي قوله وقد أخذ ميثاقكم قال في ظهر آدم وفي
171

قوله ليخرجكم من الظلمات إلى النور قال من الضلالة إلى الهدى * قوله تعالى (لا يستوي منكم من أنفق) الآية
* أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح يقول
من أسلم وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا يعنى أسلموا يقول ليس من هاجر كمن لم يهاجر
وكلا وعد الله الحسنى قال الجنة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله لا يستوي منكم
من أنفق من قبل الفتح الآية قال كان قتالان أحدهما أفضل من الآخر وكانت نفقتان إحداهما أفضل من
الأخرى قال كانت النفقة والقتال قبل الفتح فتح مكة أفضل من النفقة والقتال بعد ذلك وكلا وعد الله الحسنى قال
الجنة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال لما نزلت هذه الآية لا يستوي منكم من أنفق من قبل
الفتح وقاتل قال أبو الدحداح والله لأنفقن اليوم نفقة أدرك بها من قبلي ولا يسبقني بها أحد بعدي فقال اللهم كل
شئ يملكه أبو الدحداح فان نصفه لله حتى بلغ فرد نعله ثم قال وهذا * وأخرج سعيد بن منصور عن زيد بن أسلم قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيكم قوم من ههنا وأشار بيده إلى اليمن تحقرون أعمالكم عند أعمالهم
قالوا فنحن خير أم هم قال بل أنتم فلو ان أحدهم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدكم ولا نصيفه فصلت هذه الآية
بيننا وبين الناس لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد
الفتح وقاتلوا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق زيد بن أسلم عن
عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية
حتى إذا كان بعسفان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك ان يأتي قوم تحقرون أعمالكم مع أعمالهم
قلنا من هم يا رسول الله أقريش قال لا ولكنهم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا فقلنا أهم خير منا يا رسول الله
قال لو كان لأحدهم جبل من ذهب فأنفقه ما أدرك مد أحدكم ولا نصيفه الا ان هذا فصل ما بيننا وبين الناس
لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل الآية * وأخرج أحمد عن أنس قال كان بين خالد بن الوليد وبين
عبد الرحمن بن عوف كلام فقال خالد لعبد الرحمن بن عوف تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها فبلغ النبي صلى
الله عليه وسلم فقال دعو إلى أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد أو مثل الجبال ذهبا ما بلغتم أعمالهم
* وأخرج أحمد عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أنحن خير أم من بعدنا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أنفق أحدهم أحدا ذهبا ما بلغ مد أحدكم ولا نصيفه * وأخرج ابن أبي شيبة
والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا
أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه وأخرج ابن أبي شيبة
عن ابن عمر قال لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره * قوله تعالى
(يوم ترى المؤمنين والمؤمنات) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن الحسن في قوله يسعى نورهم بين
أيديهم قال على الصراط حتى يدخلوا الجنة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود يسعى نورهم بين أيديهم
قال على الصراط * واخرج ابن المنذر عن يريد بن شجرة قال إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم وسيماكم وحلاكم
ونجواكم ومجالسكم فإذا كان يوم القيامة قيل يا فلان بن فلان هلم نورك ويا فلان بن فلان لا نور لك * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في الآية قال ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن
من المؤمنين يوم القيامة من يضئ له نوره كما بين المدينة إلى عدن أبين إلى صنعاء فدون ذلك حتى أن من المؤمنين من
من لا يضئ له نوره الا موضع قدميه والناس منازل بأعمالهم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله يسعى نورهم بين أيديهم قال يؤتون نورهم
على قدر أعمالهم يمرون على الصراط منهم من نوره مثل الجبل ومنهم من نوره مثل النخلة وأدناهم نورا من نوره
على إبهامه يطفأ مرة ويقد أخرى * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن عبد الرحمن بن جبير
انه سمع أبا ذر وأبا الدرداء قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا أول من يؤذن له في السجود يوم القيامة وأول من
يؤذن له ان يرفع رأسه فارفع رأسي فانظر بين يدي وعن خلفي وعن يميني وعن شمالي فاعرف أمتي من بين الأمم
172

فقيل يا رسول الله وكيف تعرفهم من بين الأمم ما بين نوح إلى أمتك قال غر محجلون من أثر الوضوء ولا يكون لأحد
غيرهم وأعرفهم انهم يؤتون كتبهم بايمانهم وأعرفهم بسيماهم في وجوههم من أثر السجود وأعرفهم بنورهم
الذي يسعى بين أيديهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم * وأخرج ابن المبارك وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي
في الأسماء والصفات عن أبي امامة الباهلي انه قال أيها الناس انكم قد أصبحتم وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه
الحسنات والسيئات وتوشكون ان تظعنوا منه إلى منزل آخر وهو القبر بيت الوحدة وبيت الظلمة وبيت الدود
وبيت الضيق الا ما وسع الله ثم تنتقلون منه إلى مواطن يوم القيامة فإنكم لقى بعض تلك المواطن حتى يغشى
الناس أمر الله فتبيض وجوه وتسود وجوه ثم تنتقلون منه إلى موضع آخر فتغشى الناس ظلمة شديدة ثم يقسم
النور فيعطى المؤمن نورا ويترك الكافر والمنافق فلا يعطيان شيئا وهو المثل الذي ضرب الله في كتابه أو كظلمات
في بحر لجي إلى قوله فما له من نور ولا يستضئ الكافر والمنافق بنور المؤمن كما لا يستضئ الأعمى ببصر البصير
ويقول المنافق للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا وهي خدعة الله التي
خدع بها المنافقين حيث قال يخادعون الله وهو خادعهم فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور فلا يجدون شيئا
فينصرفون إليهم وقد ضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم
نصلى صلاتكم ونغزو مغازيكم قالوا بلى إلى قوله وبئس المصير * وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن أبي امامة قال
تبعث ظلمة يوم القيامة فما من مؤمن ولا كافر يرى كفه حتى يبعث الله بالنور إلى المؤمنين بقدر أعمالهم فيتبعهم
المنافقون فيقولون انظرونا نقتبس من نوركم * واخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس
قال بينما الناس في ظلمة إذ بعث الله نورا فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه وكان النور دليلا لهم من الله إلى
الجنة فلما رأى المنافقون المؤمنين انطلقوا إلى النور تبعوهم فأظلم الله على المنافقين فقالوا حينئذ انظرونا نقتبس
من نوركم فانا كنا معكم في الدنيا قال المؤمنون ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا من حيث جئتم من الظلمة فالتمسوا
هنالك النور * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يدعو
الناس يوم القيامة بأمهاتهم سترا منه على عباده وأما عند الصراط فان الله يعطى كل مؤمن نورا وكل منافق نورا
فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات فقال المنافقون انظرونا نقتبس من نوركم وقال
المؤمنون ربنا أتمم لنا نورنا فلا يذكر عند ذلك أحد أحدا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا جمع الله الأولين والآخرين دعا اليهود فقيل لهم من كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد الله
فيقال لهم كنتم تعبدون معه غيره فيقولون نعم فيقال لهم من كنتم تعبدون معه فيقولون عزيرا فيوجهون وجها ثم
يدعو النصارى فيقال لهم من كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد الله فيقول لهم هل كنتم تعبدون معه غيره فيقولون
نعم فيقال لهم من كنتم تعبدون معه فيقولون المسيح فيوجهون وجها ثم يدعى المسلمون وهم على رابة من الأرض
فيقال لهم من كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد الله وحده فيقال لهم هل كنتم تعبدون معه غيره فيغضبون
فيقولون ما عبدنا غيره فيعطى كل انسان منهم نورا ثم يوجهون إلى الصراط ثم قرأ يوم يقول المنافقون والمنافقات
للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم الآية وقرأ يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم إلى آخر
الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله يوم يقول المنافقون والمنافقات الآية قال بينما الناس في
ظلمة إذ بعث الله نورا فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه وكان النور لهم دليلا إلى الجنة من الله فلما رأى
المنافقون المؤمنين قد انطلقوا تبعوهم فأظلم الله على المنافقين فقالوا حينئذ انظرونا نقتبس من نوركم فانا كنا
معكم في الدنيا قال المؤمنون ارجعوا من حيث جئتم من الظلمة فالتمسوا هنالك النور * وأخرج عبد حميد وابن
جرير وابن المنذر عن أبي فاختة قال يجمع الله الخلائق يوم القيامة ويرسل الله على الناس ظلمة فيستغيثون ربهم
فيؤتى الله كل مؤمن يومئذ نورا ويؤتى المنافقين نورا فينطلقون جميعا متوجهين إلى الجنة معهم نورهم فبينما هم
كذلك إذ طفا الله نور المنافقين فيترددون في الظلمة ويسبقهم المؤمنون بنورهم بين أيديهم فينادونهم انظرونا
نقتبس من نوركم فضرب بينهم بسور له باب باطنه حيث ذهب المؤمنون فيه الرحمة ومن قبله الجنة ويناديهم
173

المنافقون ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم فيقول المنافقون بعضهم لبعض وهم
يتسكعون في الظلمة تعالوا نلتمس إلى المؤمنين سبيلا فيسقطون على هوة فيقول بعضهم لبعض ان هذا ينفق بكم إلى
المؤمنين فيتهافتون فيها فلا يزالون يهوون فيها حتى ينتهوا إلى قعر جهنم فهنالك خدع المنافقون كما قال الله وهو
خادعهم * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ انظرونا موصولة برفع الألف * وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش
انه قرأ انظرونا مقطوعة بنصب الألف وكسر الظاء * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء قال أين أنت من يوم
جئ بجهنم قد سدت ما بين الخافقين وقيل لن تدخل الجنة حتى تخوض النار فان كان معك نور استقام بك الصراط
فقد والله نجوت وهديت وان لم يكن معك نور تشبث بك بعض خطاطيف جهنم أو كلاليبها فقد والله رديت
وهويت * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن مقاتل في قوله يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا
وهم على الصراط انظرونا يقول ارقبونا نقتبس من نوركم يعنى نصيب من نوركم فنمضي معكم قيل يعنى قالت
الملائكة لهم ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا من حيث جئتم هذا من الاستهزاء بهم استهزؤا بالمؤمنين في
الدنيا حين قالوا آمنا وليسوا بمؤمنين فذلك قوله الله يستهزئ بهم حين يقال لهم ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا
فضرب بينهم بسور له باب يعنى بالسور حائط بين أهل الجنة والنار باب باطنه يعنى باطن السور فيه الرحمة مما
يلي الجنة وظاهره من قبله العذاب يعنى جهنم وهو الحجاب الذي ضرب بين أهل الجنة وأهل النار * وأخرج عبد بن
حميد عن عبادة بن الصامت انه كان على سور بيت المقدس الشرقي فبكى فقيل له ما يبكيك فقال ههنا أخبرنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم انه رأى جهنم يحدث عن أبيه انه قال فضرب بينهم بسور قال هذا موضع السور عند وادى
جهنم * وأخرج عبد بن حميد عن أبي سنان قال كنت مع علي بن عبد الله بن عباس عند وادى جهنم * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن عساكر عن عبد الله بن عمرو بن العاصي
قال إن السور الذي ذكره الله في القرآن فضرب بينهم يسور هو السور الذي ببيت المقدس الشرقي باطنه فيه الرحمة
المسجد وظاهره من قبله العذاب يعنى وادى جهنم وما يليه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة فضرب بينهم بسور قال حائط بين الجنة والنار * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن في قوله باطنه فيه الرحمة
قال الجنة وظاهره من قبله العذاب قال النار * وأخرج آدم بن أبي اياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله يوم يقول المنافقون والمنافقات الآية قال إن
المنافقين كانوا مع المؤمنين أحياء في الدنيا يناكحونهم ويعاشرونهم وكانوا معهم أمواتا ويعطون النور جميعا
يوم القيامة فيطفأ نور المنافقين إذا بلغوا السور يماز بينهم يومئذ والسور كالحجاب في الأعراف فيقولون
انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس
في قوله ولكنكم فتنتم أنفسكم قال بالشهوات واللذات وتربصتم بالتوبة وارتبتم أي شككتم في الله وغرتكم
الأماني حتى جاء أمر الله قال الموت وغركم بالله الغرور قال الشيطان * وأخرج عبد بن حميد عن أبي سفيان
ولكنكم فتنتم أنفسكم قال بالعاصي وتربصتم بالتوبة وارتبتم شككتم وغرتكم الأماني قلتم سيغفر لنا حتى جاء
أمر الله قال الموت وغركم بالله الغرور قال الشيطان * وأخرج عبد بن حميد عن محبوب الليثي ولكنكم فتنتم
أنفسكم أي بالشهوات وتربصتم بالتوبة وارتبتم أي شككتم في الله وغرتكم الأماني قال طول الامل حتى جاء
أمر الله قال الموت وغركم بالله الغرور قال الشيطان * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وتربصتم قال تربصوا بالحق
وأهله وارتبتم قال كانوا في شك من أمر الله وغرتكم الأماني قال كانوا على خدعة من الشيطان والله ما زالوا عليها
حتى قذفهم الله في النار وغركم بالله الغرور قال الشيطان فاليوم لا يؤخذ منكم فدية يعنى من المنافقين ولا من
الذين كفروا * قوله تعالى (ألم يأن للذين آمنوا) الآية * أخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه انه
قرأ ألما يأن للذين آمنوا * وأخرج ابن مردويه عن أنس لا أعلمه الا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال
استبطأ الله قلوب المهاجرين بعد سبع عشرة من نزول القرآن فأنزل الله ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم
لذكر الله الآية * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفر من أصحابه
174

في المسجد وهم يضحكون فسحب رداءه محمرا وجهه فقال أتضحكون ولم يأتكم أمان من ربكم بأنه قد غفر لكم
ولقد أنزل على في ضحككم آية ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله قالوا يا رسول الله فما كفارة ذلك
قال تبكون قدر ما ضحكتم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله قال
ذكر لنا ان شداد بن أوس كان يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان يقول أول ما يرفع من الناس
الخشوع * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم يقول ألم يحن للذين آمنوا
* وأخرج ابن المبارك عن ابن عباس اعلموا ان الله يحيى الأرض بعد موتها قال تلين القلوب بعد قسوتها
* وأخرج مسلم والنسائي وابن ماجة وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود قال ما كان بين إسلامنا وبين ان
عاتبنا الله بهذه ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله الا أربع سنين * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه
والطبراني والحاكم وصححه عن عبد الله بن الزبير ان ابن مسعود أخبره انه لم يكن بين اسلامهم وبين ان نزلت هذه
الآية يعاتبهم الله بها الا أربع سنين ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم
وكثير منهم فاسقون * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع
قلوبهم لذكر الله الآية أقبل بعضنا على بعض أي شئ أحدثنا أي شئ صنعنا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه
عن ابن عباس قال إن الله استبطأ قلوب المهاجرين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن فقال ألم
يأن للذين آمنوا الآية * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن عبد العزيز بن أبي رواد ان أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم ظهر منهم المزاح والضحك فنزلت ألم يأن الذين آمنوا الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيات
قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذوا في شئ من المزاح فأنزل الله ألم يأن للذين آمنوا الآية * وأخرج
ابن المبارك وعبد الرزاق وابن المنذر عن الأعمش قال لما قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأصابوا
من لين العيش ما أصابوا بعد ما كان بهم من الجهد فكأنهم فتروا عن بعض ما كانوا عليه فعوتبوا فنزلت ألم يأن
للذين آمنوا لآية * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدى عن القاسم قال مل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فأنزل الله نحن نقص عليك أحسن القصص ثم ملوا ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فأنزل
الله ألم يأن للذين آمنوا الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يطولن
عليكم الأمد فتقسو قلوبكم الا ان كل ما هو آت قريب الا انما البعيد ما ليس بآت وأخرجه ابن مردويه عن ابن
مسعود مرفوعا * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في الشعب عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إن بني إسرائيل
لما طال عليهم الأمد قست قلوبهم اخترعوا كتابا من عند أنفسهم استهوته قلوبهم واستحلته ألسنتهم
وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون فقالوا أعرضوا
هذا الكتاب على بني إسرائيل فان تابعوكم فاتركوهم وان خالفوكم فاقتلوهم قالوا لا بل أرسلوا إلى فلان رجل من
علمائهم فاعرضوا عليه هذا الكتاب فان تابعكم فلن يخالفكم أحد بعده وان خالفكم فاقتلوه فلن يختلف عليكم
أحد بعده فأرسلوا إليه فاخذ ورقة وكتب فيها كتاب الله ثم علقها في عنقه ثم لبس عليه الثياب فعرضوا عليه الكتاب
فقالوا أتؤمن بهذا فأومأ إلى صدره فقال آمنت بهذا وما لي لا أو من بهذا يعنى الكتاب الذي فيه القرآن فخلو
سبيله وكان له أصحاب يغشونه فلما مات وجدوا الكتاب الذي فيه القرآن معلق عليه فقالوا ألا ترون
إلى قوله آمنت بهذا وما لي لا أو من بهذا انما عنى هذا الكتاب فاختلف بنو إسرائيل على بضع وسبعين ملة
وخير مللهم أصحاب ذي القرآن قال عبد الله وان من بقى منكم سيرى منكرا وبحسب امرئ يرى
منكرا لا يستطيع ان يغيره أن يعلم الله من قلبه انه كاره له * وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر رضي الله عنه انه
كان إذا تلا هذه الآية ألم يأن للذين آمنوا ان تخضع قلوبهم لذكر الله ثم قال بلى يا رب بلى يا رب * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في الآية قال شداد بن أوس أول ما يرفع من الناس الخشوع
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله الأمد قال الدهر * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي حرب بن أبي
الأسود عن أبيه قال جمع أبو موسى الأشعري القراء فقال لا يدخلن عليكم الا من جمع القرآن فدخلنا ثلاثمائة
175

رجل فوعظنا وقال أنتم قراء هذه البلد والله ليطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب أهل الكتاب
* قوله تعالى (والذين آمنوا بالله ورسله) الآية * أخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من فر بدينه من أرض إلى أرض مخافة الفتنة على نفسه ودينه كتب عند الله صديقا
فإذا مات قبضه الله شهيدا وتلا هذه الآية والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم
ثم قال والفارون بدينهم من أرض إلى أرض يوم القيامة مع عيسى بن مريم في درجته في الجنة * وأخرج ابن جرير
عن البراء بن عازب رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مؤمنو أمتي شهداء ثم تلا النبي صلى
الله عليه وسلم والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن
مسعود رضي الله عنه قال إن الرجل ليموت على فراشه وهو شهيد ثم تلا والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم
الصديقون والشهداء عند ربهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه انه قال يوما وهم عنده
كلكم صديق وشهيد قيل له ما تقول يا أبا هريرة قال أقرؤا والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون
والشهداء عند ربهم * وأخرج عبد الرزاق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال انما الشهيد الذي لو مات على
فراشه دخل الجنة يعنى الذي يموت على فراشه ولا ذنب له * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه
قال كل مؤمن صديق وشهيد ثم تلا والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند
ربهم * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن ميمون قال كل مؤمن صديق ثم قرأ والذين آمنوا بالله ورسله
أولئك هم الصديقون قال هذه مفصولة والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم * وأخرج ابن جرير عن
الضحاك في قوله والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون قال هذه مفصولة سماهم صديقين ثم قال
والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم * وأخرج عبد الرزاق عبد بن حميد وابن المنذر عن مسروق قال هي
للشهداء خاصة * وأخرج ابن حبان عن عمرو بن ميمون الجهني قال جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله أرأيت ان شهدت ان لا إله إلا الله وانك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وأديت الزكاة وصمت
رمضان وقمته فممن أنا قال من الصديقين والشهداء * قوله تعالى (وفى الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله
ورضوان) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وفى الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان
قال صار الناس إلى هذين الحرفين في الآخرة * قوله تعالى (ما أصاب من مصيبة) الآية * أخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم يقول
في الدنيا ولا في الدين الا في كتاب من قبل ان نبرأها قال نخلقها لكي لا تأسوا على ما فاتكم من الدنيا ولا تفرحوا
بما آتاكم منها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ما أصاب من مصيبة الآية قال هو شئ قد فرغ منه من
قبل ان تبرأ الأنفس * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن أبي حسان رجلين دخلا على عائشة فقالا ان أبا
هريرة يحدث ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول انما الطيرة في الدابة والمرأة والدار فقالت والذي أنزل
القرآن على أبى القاسم ما هكذا كان يقول ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان أهل الجاهلية
يقولون انما الطيرة في المرأة والدابة والدار ثم قرأت ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب من
قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن الحسن انه سئل عن هذه الآية
فقال سبحان الله من يشك في هذا كل مصيبة في السماء والأرض ففي كتاب من قبل ان تبرأ النسمة * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس
في قوله لكي لا تأسوا على ما فاتكم الآية قال ليس أحد الا وهو يحزن ويفرح ولكن ان أصابته مصيبة جعلها
صبرا وان أصابه خير جعله شكرا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في
أنفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها يريد مصائب المعاش ولا يريد مصائب الدين انه قال لكي لا تأسوا على
ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم وليس عن مصائب الدين أمرهم ان يأسوا على السيئة ويفرحوا بالحسنة * وأخرج
ابن المنذر عن الحسن في الآية قال إنه ليقضى بالسيئة في السماء وهو كل يوم في شان ثم يضرب لها أجل فيحبسها
176

إلى أجلها فإذا جاء أجلها أرسلها فليس لها مردود انه كائن في يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا في بلد كذا من
المصيبة من القحط والرزق والمصيبة في الخاصة والعامة حتى أن الرجل يأخذ العصا يتوكأ بها وقد كان لها كارها ثم
يعتادها حتى ما يستطيع تركها * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أبي صالح قال
دخلت على سعيد بن جبير في نفر فبكى رجل من القوم فقال ما يبكيك فقال أبكى لما أرى بك ولما يذهب بك إليه
قال فلا تبك فإنه كان في علم الله أن يكون ألا تسمع إلى قوله ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب
من قبل أن نبرأها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ما أصاب من مصيبة في الأرض
ولا أنفسكم الا في كتاب قال الأوجاع والأمراض من قبل أن نبرأها قال من قبل أن نخلقها * وأخرج ابن المنذر عن
الحسن في الآية قال أنزل الله المصيبة ثم حبسها عنده ثم يخلق صاحبها فإذا عمل خطيئتها أرسلها عليه * وأخرج
الديلمي عن سليم بن جابر النجيمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفتح على أمتي باب من القدر في آخر الزمان
لا يسده شئ يكفيكم منه ان تلقوهم بهذه الآية ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب الآية
* قوله تعالى (والله لا يحب كل مختال فخور) * أخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن قزعة
قال رأيت على ابن عمر ثيابا خشنة فقلت يا أبا عبد الرحمن انى قد أتيتك بثوب لين مما يصنع بخراسان وتقر عيني ان
أراه عليك فان عليك ثيابا خشنة قال انى أخاف ان ألبسه فأكون مختالا فخورا والله لا يحب كل مختال فخور * قوله
تعالى (لقد أرسلنا رسلنا) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله وأنزلنا معهم الكتاب والميزان
قال العدل * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله وأنزلنا الحديد فيه باس شديد ومنافع للناس قال
جنة وسلاح * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله وأنزلنا الحديد الآية قال إن أول ما أنزل الله من
الحديد الكلبتين والذي يضرب عليه الحديد * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس انه سئل عن الأيام فقال
السبت عدد والأحد عدد والاثنين يوم تعرض فيه الأعمال والثلاثاء يوم الدم والأربعاء يوم الحديد وأنزلنا الحديد
فيه باس شديد والخميس يوم تعرض فيه الأعمال والجمعة يوم بدأ الله الخلق وفيه تقوم الساعة * قوله تعالى (وجعلنا
في قلوب الذين اتبعوه) الآية * أخرج عبد بن حميد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وأبو يعلى وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان وابن عساكر من
طرق عن ابن مسعود قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله قلت لبيك يا رسول الله ثلاث مرات قال هل
تدرى أي عرا الايمان أوثق قلت الله ورسوله أعلم قال أوثق عرا الايمان الولاية في الله بالحب فيه والبغض فيه قال
هل تدرى أي الناس أفضل قلت الله ورسوله أعلم قال أفضل الناس أفضلهم عملا إذا تفقهوا في الدين يا عبد الله
هل تدرى أي الناس أعلم قلت الله ورسوله أعلم قال فان أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس وان كان
مقصرا بالعمل وان كان يزحف على استه واختلف من كان قبلنا على اثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاث وهلك
سائرها فرقة وازت الملوك وقاتلتهم على دين الله وعيسى بن مريم حتى قتلوا وفرقة لم يكن لهم طاقة بموازاة الملوك ولا
بالمقام معهم فساحوا في الجبال وترهبوا فيها وهم الذين قال الله ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء
رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم الذين آمنوا بي وصدقوني وكثير منهم فاسقون
الذين كفروا بي وجحدوني * وأخرج النسائي والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن المنذر وابن
مردويه عن ابن عباس قال كانت ملوك بعد عيسى بدلت التوراة والإنجيل فكان منهم مؤمنون يقرؤن التوراة
والإنجيل فقيل لملوكهم ما نجد شيئا أشد من شتم يشتمنا هؤلاء انهم يقرؤن ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الكافرون ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون مع ما
يعيبوننا به من أعمالنا في قراءتهم فادعهم فليقرأوا كما نقرأ وليؤمنوا كما آمنا فدعاهم فجمعهم وعرض عليهم القتل
أو يتركوا قراءة التوراة والإنجيل الا ما بدلوا منها فقالوا ما تريدون إلى ذلك دعونا فقالت طائفة منهم ابنوا لنا
أسطوانة ثم ارفعونا إليها ثم أعطونا شيئا ترفع به طعامنا وشرابنا ولا ترد عليكم وقالت طائفة دعونا نسيح في الأرض
ونهيم ونأكل مما تأكل منه الوحوش ونشرب مما تشرب فان قدرتم علينا في أرضكم فاقتلونا وقالت طائفة ابنوا لنا
177

ديورا في الفيافي ونحتفر الآبار ونحرث البقول فلا نرد عليكم ولا نمر بكم وليس أحد من القبائل الا له حميم فيهم ففعلوا
ذلك فأنزل الله ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها قال والآخرون
ممن تعبد من أهل الشرك وفنى من قد فنى منهم قالوا نتعبد كما تعبد فلان وتسبح كما ساح فلان وتتخذ ديورا كما اتخذ
فلان وهم على شركهم لا علم لهم بايمان الذين اقتدوا بهم فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم يبق منهم الا القليل
انحط صاحب الصومعة من صومعته وجاء السائح من سياحته وصاحب الدير من ديره فآمنوا به وصدقوه فقال
الله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته أجرين بايمانهم بعيسى ونصب
أنفسهم والتوراة والإنجيل وبايمانهم بمحمد وتصديقهم ويجعل لكم نورا تمشون به القرآن واتباعهم النبي صلى
الله عليه وسلم * وأخرج أبو يعلى عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تشددوا على أنفسكم فيشدد
عليكم فان قوما شددوا على أنفسهم فشدد عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات رهبانية ابتدعوها
ما كتبناها عليهم * واخرج البيهقي في الشعب عن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن جبير عن أبيه عن جده
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تشددوا على أنفسكم فإنما هلك من كان قبلكم بتشديدهم على
أنفسهم وستجدون بقاياهم في الصوامع والديارات * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن
مردويه وابن نصر عن أبي أمامة قال إن الله كتب عليكم صيام شهر رمضان ولم يكتب عليكم قيامه وانما القيام شئ
ابتدعتموه فدوموا عليه ولا تتركوه فان ناسا من بني إسرائيل ابتدعوا بدعة فعابهم الله بتركها وتلا هذه الآية
ورهبانية ابتدعوها الآية * وأخرج أحمد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وأبو يعلى والبيهقي في الشعب
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لكل أمه رهبانية ورهبانية هذه الأمة الجهاد في سبيل الله * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ورهبانية ابتدعوها قال ذكر لنا أنهم رفضوا النساء واتخذوا الصوامع
* قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) * أخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس ان أربعين من أصحاب
النجاشي قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا معه أحدا فكانت فيهم جراحات ولم يقتل منهم أحد فلما رأوا
ما بالمؤمنين من الحاجة قالوا يا رسول الله انا أهل ميسرة فائذن لنا نجئ بأموالنا نواسي بها المسلمين فأنزل الله فيهم
الذين آتيناهم الكتاب من قبلهم هم به يؤمنون إلى قوله أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا فجعل لهم أجرين
قال ويدرؤن بالحسنة السيئة قال أي النفقة التي واسوا بها المسلمين فلما نزلت هذه الآية قالوا يا معاشر المسلمين أما
من آمن منا بكتابكم فله أجران ومن لم يؤمن بكتابكم فله أجر كأجوركم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا
برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم فزادهم النور والمغفرة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال لما نزلت أولئك يؤتون أجرهم مرتين
بما صبروا فخر مؤمنو أهل الكتاب على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لنا أجران ولكم أجر فاشتد ذلك
على لصحابة فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته فجعل لهم أجرين مثل
أجور مؤمني أهل الكتاب وسوى بينهم في الاجر * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس يؤتكم كفلين من رحمته
قال أجرين ويجعل لكم نورا تمشون به قال القرآن * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد يؤتكم كفلين من رحمته قال
ضعفين ويجعل لكم نورا تمشون به قال هدى * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله كفلين قال أجرين
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كفلين قال حظين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله كفلين
قال ضعفين * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي موسى في قوله كفلين
قال ضعفين وهي بلسان الحبشة * وأخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر في قوله
يؤتكم كفلين من رحمته قال الكفل ثلاثمائة جزء وخمسون جزأ من رحمة الله * وأخرج عبد بن حميد عن أبي قلابة
في قوله يؤتكم كفلين من رحمته قال الكفل ثلاثمائة جزء من الرحمة * وأخرج ابن الضريس عن سعيد بن جبير
ويجعل لكم نورا تمشون به قال القرآن * قوله تعالى (لئلا يعلم أهل الكتاب) الآية * أخرج عبد بن حميد عن
يزيد بن حازم قال سمعت عكرمة وعبد الله بن أبي سلمة رضي الله عنهما قرأ أحدهما لئلا يعلم أهل الكتاب وقرأ
178

الآخر ليعلم أهل الكتاب * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قسم
العمل وقسم الاجر وفي لفظ وقسم الاجل فقيل لليهود عملوا فعملوا إلى نصف النهار فقيل لكم قيراط وقيل للنصارى
اعملوا فعملوا من نصف النهار إلى العصر فقيل لكم قيراط وقيل للمسلمين اعملوا فعملوا من العصر إلى غروب الشمس
فقيل لكم قيراطان فتكلمت اليهود والنصارى في ذلك فقالت اليهود أنعمل إلى نصف النهار فيكون لنا قيراط
وقالت النصارى نعمل من نصف النهار إلى العصر فيكون لنا قيراط ويعمل هؤلاء من العصر إلى غروب الشمس
فيكون لهم قيراطان فأنزل الله لئلا يعلم أهل الكتاب ان لا يقدرون على شئ من فضل الله إلى آخر الآية ثم قال إن
مثلكم فيما قبلكم من الأمم كما بين العصر إلى غروب الشمس * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال لما نزلت يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الآية حسدهم أهل الكتاب عليها فأنزل
الله لئلا يعلم أهل الكتاب الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال قالت اليهود يوشك
ان يخرج منا نبي فيقطع الأيدي والأرجل فلما خرج من العرب كفروا فأنزل الله لئلا يعلم أهل الكتاب الآية يعنى
بالفضل النبوة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه انه قرأ كي لا يعلم أهل الكتاب
والله أعلم * (سورة المجادلة) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة المجادلة بالمدينة
* وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله والله أعلم * قوله تعالى (قد سمع الله قول التي تجادلك) الآية
* أخرج سعيد بن منصور والبخاري تعليقا وعبد بن حميد والنسائي وابن ماجة وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي
في سننه عن عائشة قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه
وأنا في ناحية البيت لا أسمع ما تقول فأنزل الله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها إلى آخر الآية * وأخرج ابن
ماجة وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن عائشة قالت تبارك الذي وسع سمعه كل شئ انى لأسمع
كلام خوله بنت ثعلبة ويخفى على بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقول يا رسول
الله أكل شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سنى وانقطع ولدى ظاهر منى اللهم إني أشكو إليك فما برحت حتى نزل
جبريل بهؤلاء الآيات قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وهو أوس بن الصامت * وأخرج ابن أبي حاتم
والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن زيد قال لقى عمر بن الخطاب امرأة يقال لها خولة وهو يسير مع الناس
فاستوقفته فوقف لها ودنا منها وأصغى إليها رأسه ووضع يديه على منكبيها حتى قضت حاجتها وانصرفت فقال له
رجل يا أمير المؤمنين حبست رجال قريش على هذه العجوز قال ويحك وتدري من هذه قال لا قال هذه امرأة سمع
الله شكواها من فوق سبع سماوات هذه خولة بنت ثعلبة والله لو لم تنصرف عنى إلى الليل ما انصرفت حتى
تقضى حاجتها * وأخرج البخاري في تاريخه وابن مردويه عن ثمامة بن حزن قال بينما عمر بن الخطاب يسير
على حماره لقيته امرأة فقالت قف يا عمر فوقف فاغلظت له القول فقال رجل يا أمير المؤمنين ما رأيت كاليوم فقال
وما يمنعني ان أستمع إليها وهي التي استمع الله لها أنزل فيها ما انزل قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها * وأخرج
أحمد وأبو داود وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي من طريق يوسف بن عبد الله بن سلام قال
حدثتني خولة بنت ثعلبة قالت في والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة قالت كنت عنده وكان
شيخا كبيرا قد ساء خلقه فدخل على يوما فراجعته بشئ فغضب فقال أنت على كظهر أمي ثم رجع فجلس في
نادى قومه ساعة ثم دخل على فإذا هو يريدني عن نفسي قلت كلا والذي نفس خويلة بيده لا تصل إلى وقد قلت
ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فما برحت حتى نزل
القرآن فتغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه ثم سرى عنه فقال لي يا خوله قد أنزل الله فيك وفي
صاحبك ثم قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها إلى قوله عذاب أليم فقال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم مريه فليعتق رقبة قلت يا رسول الله ما عنده ما يعتق قال فليصم شهرين متتابعين
قلت والله انه لشيخ كبير ما به من صيام قال فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر قلت والله ما ذاك عنده قال رسول الله
179

صلى الله عليه وسلم فانا سنعينه بعرق من تمر قلت وأنا يا رسول الله سأعينه بعرق آخر قال فقد أصبت وأحسنت
فاذهبي فتصدقي به عنه ثم استوصى بابن عمك خيرا قالت ففعلت * وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه
والبيهقي عن عطاء بن يسار ان أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خوله بنت ثعلبة فجاءت إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأخبرته وكان أوس بن لمم فنزل القرآن والذين يظهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة
من قبل أن يتماسا فقال لامرأته مريه فليعتق رقبة فقالت يا رسول الله والذي أعطاك ما أعطاك ما جئت الا رحمة له
ان له في منافع والله ما عنده رقبة ولا يملكها قالت فنزل القرآن وهي عنده في البيت قال مريه فليصم شهرين متتابعين
فقالت والذي أعطاك ما أعطاك ما قدر عليه فقال مريه فليتصدق على ستين مسكينا فقالت يا رسول الله ما عنده
ما يتصدق به فقال يذهب إلى فلان الأنصاري فان عنده شطر وسق تمر أخبرني انه يريد أن يتصدق به فليأخذ
منه ثم ليتصدق على ستين مسكينا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي
في السنن عن عائشة ان خولة كانت امرأة أوس بن الصامت وكان امرأ به لمم فإذا اشتد لممه ظاهر من امرأته
فأنزل الله فيه كفارة الظهار * وأخرج النحاس وابن مردويه والبيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس قال
كان الرجل في الجاهلية لو قال لامرأته أنت على كظهر أمي حرمت عليه وكان أول من ظاهر في الاسلام أوس بن
الصامت وكانت تحته ابنة عم له يقال لها خوله فظاهر منها فاسقط في يده وقال ما أراك الا قد حرمت على فانطلقي إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فاسأليه فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدت عنده ماشطة تمشط رأسه فأخبرته
فقال يا خولة ما أمرنا في أمرك بشئ فأنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا خولة أبشري قالت خيرا قال
خيرا فأنزل الله على النبي فقرأ عليها قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها الآيات * وأخرج ابن مردويه عن ابن
عباس ان خولة أو خويلة أنت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان زوجي ظاهر منى فقال لها النبي
صلى الله عليه وسلم ما أراك الا قد حرمت عليه فقالت أشكو إلى الله فاقتي فأنزل الله قد سمع الله قول التي تجادلك في
زوجها وتشتكي إلى الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال في القرآن 7 ما أنزل الله جملة واحدة قد سمع
الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله كان هذا قبل أن تخلق خولة لو أن خولة أرادت أن لا تجادل لم يكن
ذلك لان الله كان قد قدر ذلك عليها قبل ان يخلقها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله قد سمع الله
قول التي تجادلك في زوجها وذلك أن خولة امرأة من الأنصار ظاهر منها زوجها فقال أنت على كظهر أمي فاتت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن زوجي كان تزوجني وأنا أحب الناس إليه حتى إذا كبرت ودخلت في السن
قال أنت على كظهر أمي وتركني إلى غير أحد فان كنت تجد لي رخصة يا رسول الله تنعشني وإياه بها فحدثني بها قال
والله ما أمرت في شأنك بشئ حتى الآن ولكن ارجعي إلى بيتك فان أومر بشئ لا أعمية عليك إن شاء الله فرجعت
إلى بيتها فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في الكتاب رخصتها ورخصة زوجها فقال قد سمع الله قول التي
تجادلك في زوجها إلى قوله عذاب أليم فأرسل إلى زوجها فقال هل تستطيع أن تعتق رقبة قال اذن يذهب مالي
كله الرقبة غالية وأنا قليل المال قال هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال والله لولا انى آكل كل يوم ثلاث
مرات لكل بصرى قال هل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال لا والله الا أن تعينني قال انى معينك بخمسة
عشر صاعا * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه ان أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خولة بنت
ثعلبة فشكت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ظاهر منى زوجي حين كبر سنى ودق عظمي فأنزل
الله آية الظهار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق رقبة قال ما لي بذلك يدان قال فصم شهرين متتابعين
قال انى إذا أخطأني ان آكل في اليوم ثلاث مرات يكل بصرى قال فأطعم ستين مسكينا قال ما أجد الا ان تعينني
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر صاعا حتى جمع الله له أهله * وأخرج ابن مردويه عن الشعبي
قال المرأة التي جادلت في زوجها خولة بنت صامت وأمها معاذة التي أنزل الله فيها ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء
وكانت أمة لعبد الله بن أبي * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن محمد بن سيرين قال إن أول من ظاهر في
الاسلام زوج خويلة فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن زوجي ظاهر منى وجعلت تشكو إلى الله فقال
180

لها النبي صلى الله عليه وسلم ما جاءني في هذا شئ قالت فإلى من يا رسول الله ان زوجي ظاهر منى فبينما هي كذلك
إذ نزل الوحي قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها حتى بلغ فتحرير رقبة من قبل ان يتماسا ثم حبس الوحي
فانصرف إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليها فقالت لا يجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو ذاك
فبينما هي كذلك إذ نزل الوحي فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا ثم حبس الوحي فانصرف
إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليها فقالت لا يستطيع أن يصوم يوما واحدا قال هو ذاك فبينما هي
كذلك إذ نزل الوحي فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا فانصرف إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليها
فقالت لا يجد يا رسول الله قال انا سنعينه * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء الخراساني قال أعانه النبي صلى
الله عليه وسلم بخمسة عشر صاعا * وأخرج عبد بن حميد عن أبي زيد المدني رضي الله عنه ان امرأة جاءت بشطر
وسق من شعير فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم أي مدين من شعير مكان مدن بر * وأخرج عبد بن حميد عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى ان النبي صلى الله عليه وسلم أعانه بخمسة عشر صاعا من شعير * وأخرج عبد بن حميد
عن الحسن رضي الله عنه ان رجلا ظاهر من امرأته على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان الظهار أشد من
الطلاق وأحرم الحرام إذا ظاهر من امرأته لم ترجع إليه أبدا فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا نبي الله
ان زوجي وأبا ولدى ظاهر منى وما يطلع الا الله على ما يدخل على من فراقه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم قد
قال ما قال قالت فكيف أصنع ودعت الله واشتكت إليه فأنزل الله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها
وتشتكي إلى الله إلى آخر الآيات فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجها فقال تعتق رقبة قال ما في الأرض رقبة
أملكها قال تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال يا رسول الله انى بلغت سنا وبي دوران فإذا لم آكل في اليوم
مرارا أدير على حتى أقع قال تستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال والله ما أجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
سنعينك * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه ان امرأة أخي عبادة بن الصامت جاءت إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم تشكو زوجها تظاهر عنها وامرأة تفلي رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال تدهنه فرفع
رسول الله صلى الله عليه وسلم نظره إلى السماء فقالت التي تفلي لامرأة أخي عبادة بن الصامت واسمها خولة بنت
ثعلبة يا خولة ألا تسكتي فقد ترينه ينظر إلى السماء فأنزل الله فيها قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها فعرض
عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عتق رقبة فقال لا أجد فعرض عليه صيام شهرين متتابعين فقال لا أطيق ان لم
آكل كل يوم ثلاث مرات شق بي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فأطعم ستين مسكينا قال لا أجد فأتى النبي صلى الله
عليه وسلم بشئ من تمر فقال له خذ هذا فاقسمه فقال الرجل ما بين لابتيها أفقر منى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
كله أنت وأهلك * وأخرج عبد بن حميد عن يزيد بن زيد الهمداني في قوله قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها
قال هي خولة بنت الصامت وكان زوجها مريضا فدعاها فلم تجبه وأبطأت عليه فقال أنت على كظهر أمي فاتت
النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية فتحرير رقبة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أعتق رقبة قال لا أجد
قال فصم شهرين متتابعين قال لا أستطيع قال فأطعم ستين مسكينا قال لا والله ما عندي الا أن تعينني فأعانه النبي
صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر صاعا فقال والله ما في المدينة أحوج إليها منى فقال النبي صلى الله عليه وسلم
فكلها أنت وأهلك * وأخرج ابن سعد عن عمران بن أنس قال كان أول من ظاهر في الاسلام أوص بن
الصامت وكان به لمم وكان يفيق أحيانا فلاحى امرأته خولة بنت ثعلبة في بعض صحواته فقال أنت على كظهر
أمي ثم ندم فقال ما أراك الا قد حرمت على قالت ما ذكرت طلاقا فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما قال
قال وجادلت رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا ثم قالت اللهم إني أشكو إليك شدة وحدتي وما يشق على من فراقه
قالت عائشة فلقد بكيت وبكى من كان في البيت رحمة لها ورقة عليها ونزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي
فسرى عنه وهو يتبسم فقال يا خولة قد أنزل الله فيك وفيه قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ثم قال مريه أن
يعتق رقبه قالت لا يجد قال فمريه أن يصوم شهرين متتابعين قالت لا يطيق ذلك قال فمريه فليطعم ستين مسكينا
قالت وأنى له قال فمريه فليأت أم المنذر بنت قيس فليأخذ منها شطر وسق تمر فليتصدق به على ستين مسكينا
181

فرجعت إلى أوس فقال ما وراءك قالت خير وأنت ذميم ثم أخبرته فأتى أم المنذر فاخذ ذلك منها فجعل يطعم مدين
من تمر كل مسكين * وأخرج عبد بن حميد عن أبي قلابة قال انما كان طلاقهم في الجاهلية الظهار والايلاء حتى
قال ما سمعت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وانهم ليقولون منكرا من القول
وزورا قال الزور الكذب * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله والذين يظاهرون من
نسائهم ثم يعودون لما قالوا قال هو الرجل يقول لامرأته أنت على كظهر أمي فإذا قال ذلك فليس له ان يقربها بنكاح
ولا غيره حتى يكفر بعتق رقبة فان لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا والمس النكاح فان لم يستطع
فاطعام ستين مسكينا وان هو قال لها أنت على كظهر أمي فإذا قال إن فعلت كذا فليس يقع في ذلك ظهار حتى يحنث
فإذا حنث فلا يقربها حتى يكفر ولا يقع في الظهار طلاق * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة ثم يعودون لما
قالوا قال يعود لمسها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن طاوس ثم يعودون لما قالوا قال الوطئ
* واخرج ابن المنذر عن طاوس قال إذا تكلم الرجل بالظهار المنكر والزور فقد وجبت عليه الكفارة حنت أو لم
يحنث * وأخرج عبد الرزاق عن طاوس قال كان طلاق أهل الجاهلية الظهار فظاهر رجل في الاسلام وهو يريد
الطلاق فأنزل الله فيه الكفارة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عطاء انه سئل عن هذه الآية من قبل أن
يتماسا قال هو الجماع * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد فاطعام ستين مسكينا قال كهيئة الطعام في اليمين مدين
لكل مسكين * وأخرج ابن المنذر عن أبي هريرة قال ثلاث فيهن مد كفارة اليمين وكفارة الظهار وكفارة الصيام
* وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر الذي أتى أهله في رمضان بكفارة الظهار
* وأخرج عبد الرزاق عن عطاء والزهري وقتادة قالوا العتق في الظهار والصيام والطعام كل ذلك من قبل أن
يتماسا * وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال كان الظهار في الجاهلية يحرم النساء فكان أول من ظاهر في
الاسلام أوس بن الصامت وكانت امرأته خولة بنت خويلد وكان الرجل ضعيفا وكانت المرأة جلدة فلما تكلم
بالظهار قال لا أراك الا قد حرمت على فانطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلك تبتغى شيئا يردك على فانطلقت
وجلس ينتظرها فاتت النبي صلى الله عليه وسلم وماشطة تمشط رأسه فقالت يا رسول الله ان أوس بن الصامت من
قد علمت من ضعف رأيه وعجز مقدرته وقد ظاهر منى فابتغى لي يا رسول الله شيئا تردني إليه قال يا خويلة ما أمرنا
بشئ في أمرك وان نؤمر فسأخبرك فبينما ماشطته قد فرغت من شق رأسه وأخذت في الشق الآخر أنزل الله عز
وجل وكان إذا أنزل عليه الوحي تربد لذلك وجهه حتى يجد برده فإذا سرى عنه عاد وجهه أبيض كالقلب ثم تكلم
بما أمر به فقالت ماشطته يا خويلة انى لأظنه الآن في شأنك فاخذها إفكل ثم قالت اللهم بك أعوذ أن تنزل في
الا خيرا فإني لم أبغ من رسولك الا خيرا فلما سرى عنه قال يا خويلة قد أنزل الله فيك وفى صاحبك فقرأ قد سمع الله
قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله إلى قوله فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا فقالت والله يا رسول الله
ما له خادم غيري ولا لي خادم غيره قال فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين قلت والله انه إذا لم يأكل في اليوم مرتين
يسدر بصره قال فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا قالت والله ما لنا في اليوم الا وقية قال فمريه فلينطلق إلى فلان
فليأخذ منه شطر وسق من تمر فليتصدق به على ستين مسكينا وليراجعك * وأخرج عبد الرزاق في المصنف من
طريق أبى سلمة بن عبد الرحمن عن سلمة بن صخر الأنصاري انه جعل امرأته عليه كظهر أمه حتى يمضى رمضان
فسمنت وتربصت فوقع عليها في النصف من رمضان فأتى النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يعظم ذلك فقال له النبي صلى
الله عليه وسلم أتستطيع أن تعتق رقبة فقال لا قال أفتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال لا قال أفتستطيع
أن تطعم ستين مسكينا قال لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا فروة بن عمرو أعطه ذلك العرق وهو مكتل يأخذ خمسة
عشر أو ستة عشر صاعا فليطعمه ستين مسكينا فقال أعلى أفقر منى فوالذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت
أحوج إليه منا فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال اذهب به إلى أهلك * وأخرج عبد بن حميد وابن
مردويه والبيهقي في السنن عن أبي العالية قال كانت خولة بنت ودبيج تحت رجل من الأنصار وكان سيئ الخلق
ضرير البصر فقيرا وكانت الجاهلية إذا أراد الرجل أن يفارق امرأته قال أنت على كظهر أمي فادارعته
182

في بعض الشئ فقال أنت على كظهر أمي وكان له عيل أو عيلان فلما سمعته يقول ما قال احتملت صبيانها
فانطلقت تسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافقته عند عائشة وإذا عائشة تغسل شق رأس رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقامت عليه ثم قالت يا رسول الله ان زوجي فقير ضرير البصر سيئ الخلق وإني نازعته في شئ
فقال أنت على كظهر أمي ولم يرد الطلاق فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه فقال ما أعلم الا قد حرمت
عليه فاستكانت وقالت أشتكي إلى الله ما نزل بي ومصيبتي وتحولت عائشة تغسل شق رأسه الآخر فتحولت
معها فقالت مثل ذلك قالت ولى منه عيل أو عيلان فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه إليها فقال ما أعلم الا قد
حرمت عليه فبكت وقالت أشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبتي وتغير وجه رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقالت عائشة وراءك فتنحت ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله ثم انقطع الوحي فقال يا عائشة
أين المرأة قالت ها هي قال ادعيها فدعتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهبي فجيئي بزوجك فانطلقت تسعى
فلم تلبث ان جاءت فأدخلته على النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو كما قالت ضرير فقير سيئ الخلق فقال النبي صلى الله
عليه وسلم أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله قول التي تجادلك
في زوجها وتشتكي إلى آخر الآية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أتجد رقبة قال لا قال أفتستطيع صوم شهرين
متتابعين قال والذي بعثك بالحق انى إذا لم آكل المرة والمرتين والثلاثة يكاد يغشى على قال فتستطيع أن تطعم
ستين مسكينا قال لا الا ان تعينني فيها فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفر يمينه * وأخرج البزار والحاكم
والطبراني وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال انى ظاهرت من
امرأتي فرأيت بياض خلخالها في ضوء القمر فأعجبتني فوقعت عليها قبل أن أكفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم
ألم يقل الله من قبل أن يتماسا قال قد فعلت يا رسول الله قال أمسك حتى تكفر * وأخرج عبد الرزاق وأبو داود
والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم والبيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس ان رجلا قال يا رسول الله انى
ظاهرت من امرأتي فوقعت عليها قبل ان أكفر قال وما حملك على ذلك قال ضوء خلخالها في ضوء للقمر قال فلا
تقربها حتى تفعل ما أمرك الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن
ماجة والطبراني والبغوي في معجمه والحاكم وصححه والبيهقي عن سلمة بن صخر الأنصاري قال كنت رجلا قد
أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيري فلما دخل رمضان ظاهرت من امرأتي حتى ينسلخ رمضان فرقا من أن
أصيب منها في ليلى فأتتابع في ذلك ولا أستطيع أن أنزع حتى يدركني الصبح فبينما هي تخدمني ذات ليلة إذ انكشف
لي منها شئ فوثبت عليها فلما أصبحت غدوت على قومي فأخبرتهم خبري فقلت انطلقوا معي إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأخبره بأمري فقالوا لا والله لا نفعل نتخوف أن ينزل فينا القرآن أو يقول فينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم مقالة يبقى علينا عارها ولكن اذهب أنت فاصنع ما بدا لك فخرجت فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبرته خبري فقال أنت بذاك قلت أنا بذاك قال أنت بذاك قلت أنا بذاك قال أنت بذاك قلت أنا بذاك وها أنا
ذا فامض في حكم الله فإني صابر لذلك قال أعتق رقبة فضربت صفحة عنقي بيدي قلت لا والذي بعثك بالحق
ما أصبحت أملك غيرها قال فصم شهرين متتابعين قلت وهل أصابني ما أصابني الا في الصيام قال فأطعم ستين
مسكينا قلت والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وبنى ما لنا عشاء قال اذهب إلى صاحب صدقة بنى زريق فقل
له فليدفعها إليك فأطعم عنك منها وسقا ستين مسكينا ثم استعن بسائرها عليك وعلى عيالك فرجعت إلى قومي
فقلت وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ووجدت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم السعة والبركة أمر لي
بصدقتكم فدفعوها إليه * قوله تعالى (ان الذين يحادون الله ورسوله) * أخرج الفريابي وعبد بن حميد عن
مجاهد يحادون قال يشاقون * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في
قوله ان الذين يحادون الله ورسوله قال يجادلون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم قال خزوا كما خزى
الذين من قبلهم * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن الضحاك ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا
خمسة الا هو سادسهم قال هو الله على العرش وعلمه معهم * قوله تعالى (ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى) الآية
183

أخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى قال اليهود * وأخرج ابن أبي حاتم عن
مقاتل بن حيان قال كان بين يهود وبين النبي صلى الله عليه وسلم موادعة فكانوا إذا مر بهم رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم جلسوا يتناجون بينهم حتى يظن المؤمن انهم يتناجون بقتله أو بما يكره المؤمن فإذا رأى
المؤمن ذلك خشيهم فترك طريقه عليهم فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن النجوى فلم ينتهوا فأنزل الله ألم تر إلى
الذين نهوا عن النجوى الآية * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبزار وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي
في شعب الايمان بسند جيد عن ابن عمرو ان اليهود كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم سام عليك
يريدون بذلك شتمه ثم يقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول فنزلت هذه الآية وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك
به الله * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي وصححه عن أنس ان يهوديا أتى على النبي صلى الله
عليه وسلم وأصحابه فقال السام عليكم فرد عليه القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما قال هذا
قال والله ورسوله أعلم سلم يا نبي الله قال لا ولكنه قال كذا وكذا ردوه على فردوه قال قلت السام عليكم قال نعم قال
النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا عليك ما قلت قال وإذا جاؤوك حيوك
بما لم يحيك به الله * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود فقالوا السام
عليك يا أبا القاسم فقالت عائشة وعليكم السام واللعنة فقال يا عائشة ان الله لا يحب الفحش ولا التفحش قلت ألا
تسمعهم يقولون السام عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ما سمعت ما أقول وعليكم فأنزل الله وإذا جاؤوك
حيوك بما لم يحيك به الله * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في هذه الآية قال كان
المنافقون يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حيوه سام عليك فنزلت * وأخرج عبد بن حميد عن مجهد وإذا
جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله يقولون سام عليك هم أيضا يهود * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم)
الآيتين * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية وأغزاها التقى
المنافقون فأنغضوا رؤسهم إلى المسلمين ويقولون قتل القوم وإذا رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تناجوا
وأظهروا الحزن فبلغ ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ومن المسلمين فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا
تتناجوا بالاثم والعدوان الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال كان
المنافقون يتناجون بينهم فكان لك يغيظ المؤمنين ويكبر عليهم فأنزل الله في ذلك انما النجوى من الشيطان
الآية * وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنتم ثلاثة
فلا يتناج اثنان دون الثالث فان ذلك يحزنه * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال كنا نتناوب رسول الله صلى
الله عليه وسلم يطرقه أمر أو يأمر بشئ فكثر أهل النوب والمحتسبون ليلة حتى إذا كنا نتحدث فخرج علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم من الليل فقال ما هذه النجوى ألم تنهوا عن النجوى * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا قيل
لكم تفسحوا) الآية * أخرج عبد بن حميد عن الحسن انه كان يقرؤها تفسحوا في المجالس بالألف فافسحوا
يفسح الله لكم وقال في القتال وإذا قيل انشزوا فانشزوا قال إذا قيل انهدوا إلى الصدر فانهدوا * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا قبل لكم تفسحوا في المجالس قال مجلس النبي صلى
الله عليه وسلم خاصة * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال كان الناس يتناجون في المجلس عند النبي صلى
الله عليه وسلم فنزلت يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس فافسحوا يفسح الله لكم * وأخرج عبد بن
حميد وعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله إذا قيل لكم تفسحوا الآية قال نزلت هذه الآية
في مجالس الذكر وذلك انهم كانوا إذا رأوا أحدهم مقبلا ضنوا بمجالسهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرهم
الله أن يفسح بعضهم لبعض * وأخرج ابن المنذر عن الحسن في الآية قال كانوا يجيئون فيجلسون ركاما بعضهم
خلف بعض فأمروا أن يتفسحوا في المجلس فانفسح بعضهم لبعض * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال
أنزلت هذه الآية يوم جمعة وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ في الصفة وفي المكان ضيق وكان يكرم أهل
184

بدر من المهاجرين والأنصار فجاء ناس من أهل بدر وقد سبقوا إلى المجلس فقاموا حيال رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقالوا السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ثم سلموا على القوم بعد
ذلك فردوا عليهم فقاموا على أرجلهم ينظرون أن يوسع لهم فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ما يحملهم على القيام
فلم يفسح لهم فشق ذلك عليه فقال لمن حوله من المهاجرين والأنصار من غير أهل بدر قم يا فلان وأنت يا فلان فلم
نزل يقيمهم بعدة النفر الذين هم قيام من أهل بدر فشق ذلك على من أقيم من مجلسه فنزلت هذه الآية * وأخرج
البخاري ومسلم عن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه فيجلس فيه ولكن
تفسحوا وتوسعوا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس قال ذلك في مجلس
القتال وإذا قيل انشزوا قال إلى الخير والصلاة وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله وإذا قيل انشزوا
قال إلى كل خير قتال عدو وأمر بمعروف أو حق ما كان * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله وإذا
قيل انشزوا فانشزوا يقول إذا دعيتم إلى خير فأجيبوا * وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في المدخل عن
ابن عباس في قوله يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات قال يرفع الله الذين أوتوا العلم من المؤمنين
على الذين لم يؤتوا العلم درجات * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه قال تفسير
هذه الآية يرفع الله الذين آمنوا منكم وأوتوا العلم على الذين آمنوا ولم يؤتوا العلم درجات * وأخرج ابن المنذر عن ابن
مسعود قال ما خص الله العلماء في شئ من القرآن ما خصهم في هذه الآية فضل الله الذين آمنوا وأوتوا العلم على
الذين آمنوا ولم يؤتوا العلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول) الآيتين * أخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله إذا ناجيتم الرسول الآية قال إن المسلمين أكثروا المسائل على رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى شقوا عليه فأراد الله ان يخفف عن نبيه فلما قال ذلك امتنع كثير من الناس وكفوا عن
المسألة فأنزل الله بعد هذا أأشفقتم الآية فوسع الله عليهم ولم يضيق * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
والترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والنحاس عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت
يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة الآية قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ما ترى
دينارا قلت لا يطيقونه قال فنصف دينار قلت لا يطيقونه قال فكم قلت شعيرة قال إنك لزهيد قال فنزلت أأشفقتم
أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات قال فبي خفف الله عن هذه الأمة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي قال ما عمل بها أحد غيري حتى نسخت وما كانت الا ساعة يعنى آية
النجوى * وأخرج سعيد بن منصور وابن راهويه وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه والحاكم وصححه عن علي قال إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي آية
النجوى يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة كان عندي دينار فبعته بعشرة
دراهم فكنت كلما ناجيت النبي صلى الله عليه وسلم قدمت بين يدي درهما ثم نسخت فلم يعمل بها أحد فنزلت
أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
قال نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يقدموا صدقة فلم يناجه الا علي بن أبي طالب فإنه قد قدم دينارا
فتصدق به ثم ناجى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن عشر خصال ثم نزلت الرخصة * وأخرج سعيد بن منصور عن
مجاهد قال كان من ناجى النبي صلى الله عليه وسلم تصدق بدينار وكان أول من صنع ذلك علي بن أبي طالب ثم نزلت
الرخصة فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال إن الأغنياء كانوا يأتون النبي صلى الله
عليه وسلم فيكثرون مناجاته ويغلبونه الفقراء على المجالس حتى كره النبي صلى الله عليه وسلم طول جلوسهم
ومناجاتهم فامر الله بالصدقة عند المناجاة فاما أهل العسرة فلم يجدوا شيئا وكان ذلك عشر ليال وأما أهل الميسرة فمنع
بعضهم ماله وحبس نفسه الا طوائف منهم جعلوا يقدمون الصدقة بين يدي النجوى ويزعمون انه لم يفعل ذلك
غير رجل من المهاجرين من أهل بدره فأنزل الله أأشفقتم الآية * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند فيه
ضعف عن سعد بن أبي وقاص قال نزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة
185

فقدمت شعيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انك لزهيد فنزلت الآية الأخرى أأشفقتم أن تقدموا بين يدي
نجواكم صدقات * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس في المجادلة
إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة قال نسختها الآية التي بعدها أأشفقتم أن تقدموا بين يدي
نجواكم صدقات * وأخرج عبد بن حميد عن سلمة بن كهيل يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول الآية قال أول
من عمل بها على رضي الله عنه ثم نسخت والله أعلم * قوله تعالى (ألم تر إلى الذين تولوا) الآية * أخرج ابن أبي
حاتم عن السدى في قوله تعالى ألم تر إلى الذين تولوا قوما الآية قال بلغنا انها نزلت في عبد الله بن نبتل وكان رجلا من
المنافقين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم قال هم اليهود والمنافقون
ويحلفون على الكذب وهم يعلمون حلفهم انهم لمنكم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ألم تر إلى
الذين تولوا قوما الآية قال هم المنافقون تولوا اليهود يوم يبعثهم الله الآية قال يحالف المنافقون ربهم يوم القيامة
كما حالفوا أولياءه في الدنيا * وأخرج أحمد والبزار والطبراني وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم
وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في ظل
حجرة من حجره وعنده نفر من المسلمين فقال إنه سيأتيكم انسان فينظر إليكم بعين شيطان فإذا جاءكم فلا تكلموه فلم
يلبثوا ان طلع عليهم رجلا أزرق أعور فقال حين رآه علام تشتمني أنت وأصحابك فقال؟ رنى آتك بهم فانطلق
فدعاهم فحلفوا واعتذروا فأنزل الله يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم الآية والتي بعدها * قوله
تعالى (استحوذ عليهم الشيطان) الآية * أخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي
الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من ثلاثة في قرية ولا بد ولا تقام فيهم
الصلاة الا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية * وأخرج عبد بن حميد
وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله كتب الله لأغلبن أنا ورسلي قال كتب الله كتابا فأمضاه * قوله
تعالى (لا تجد قوما) الآية * أخرج ابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في سننه وابن
عساكر عن عبد الله بن شوذب قال جعل والد أبى عبيدة بن الجراح يتصدى لأبي عبيدة يوم بدر وجعل أبو عبيدة
يحيد عنه فلما أكثر قصده أبو عبيدة فقتله فنزلت لا تجد قوما يؤمنون بالله الآية * وأخرج ابن المنذر عن ابن
جريج قال حدثت ان أبا قحافة سب النبي صلى الله عليه وسلم فصكه أبو بكر صكة فسقط فذكر ذلك للنبي صلى الله
عليه وسلم فقال أفعلت يا أبا بكر فقال والله لو كان السيف منى قريبا لضربته فنزلت لا تجد قوما الآية * وأخرج
ابن مردويه عن عبد الرحمن بن ثابت بن قيس بن الشماس انه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يزور خاله
من المشركين فأذن له فلما قدم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناس حوله لا تجد قوما يؤمنون بالله الآية
* وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عطية عن رجل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل لفاجر
ولا لفاسق عندي يدا ولا نعمة فإني وجدت فيما أوحيته إلى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من
حاد الله ورسوله قال سفيان يرون انها أنزلت فيمن يخالط السلطان * وأخرج ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي في
نوادر الأصول وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أحب في الله وابغض في الله وعاد في الله
ووال في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك ثم قرأ لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون الآية * وأخرج
أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوحى الله إلى نبي من الأنبياء
ان قل لفلان العابد أما زهدك في الدنيا فتعجلت راحة نفسك وأما انقطاعك إلى فتعززت بي فماذا عملت في ما لي
عليك قال يا رب وما لك على قال هل واليت لي وليا أو عاديت لي عدوا * وأخرج الحكيم الترمذي عن واثلة بن
الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الله يوم القيامة عبد الا ذنب له فيقول له بأي الامرين أحب
إليك أن أجزيك بعملك أم بنعمتي عليك قال رب أنت تعلم انى لم أعصك قال خذوا عبدي بنعمة من نعمى فما يبقى
له حسنة الا استغرقتها تلك النعمة فيقول رب بنعمتك ورحمتك فيقول بنعمتي وبرحمتي ويؤتى بعبد محسن في نفسه
لا يرى أن له سيئة فيقال له هل كنت توالى أوليائي قال يا رب كنت من الناس سلما قال هل كنت تعادي أعدائي
186

قال يا رب لم أكن أحب أن يكون بيني وبين أحد شئ فيقول الله تبارك وتعالى وعزتي لا ينال رحمتي من لم يوال
أوليائي وبعاد أعدائي * وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله * وأخرج الديلمي من طريق الحسن عن معاذ قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل لفاجر عندي يدا ولا نعمة فيوده قلبي فإني وجدت فيما أوحيت إلى
لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله الآية
* (سورة الحشر مدنية) *
* أخرج ابن الضريس والنجاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة الحشر بالمدينة * وأخرج
ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن المنذر وابن مردويه عن سعيد بن
جبير قال قلت لابن عباس سورة الحشر قال قل سورة النضير * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري ومسلم وابن
مردويه عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس سورة الحشر قال نزلت في بنى النضير * قوله تعالى (سبح لله)
الآيات * أخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت كانت غزوة بنى النضير وهم
طائفة من اليهود على رأس ستة أشهر من وقعة بدر وكان منزلهم ونخلهم في ناحية المدينة فحاصرهم رسول الله صلى
الله عليه وسلم حتى نزلوا على الجلاء وعلى ان لهم ما أقلت الإبل من الأمتعة والأموال الا الحلقة يعنى السلاح فأنزل
الله فيهم سبح لله ما في السماوات وما في الأرض إلى قوله لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا فقاتلهم النبي صلى الله عليه
وسلم حتى صالحهم على الجلاء وأجلاهم إلى الشام وكانوا من سبط لم يصبهم جلاه فيما خلا وكان الله قد كتب ذلك
عليهم ولولا ذلك لعذبهم الله في الدنيا بالقتل والسبي وأما قوله لأول الحشر فكان جلاؤهم ذلك أول حشر في الدنيا
إلى الشام * وأخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي عن عروة مرسلا قال البيهقي وهو المحفوظ
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن قال لما أجلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بنى النضير قال هذا أول الحشر وأنا على الأثر * وأخرج البزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه
والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال من شك ان المحشر بالشام فليقرأ هذه الآية هو الذي أخرج الذين كفروا
من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ اخرجوا قالوا إلى أين قال إلى
أرض المحشر * وأخرج أحمد في الزهد عن قيس قال قال جرير لقومه فيما يعظهم والله انى لوددت انى لم أكن بنيت
فيها لبنة ما أنتم الا كالنعامة استترت وان أرضكم هذه خراب يسراها ثم يتبعها يمناها وان المحشر ههنا وأشار إلى
الشام * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله لأول الحشر قال فتح الله على نبيه في أول حشر حشر عليه في
أول ما قاتلهم وفي وقوله ما ظننتم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أن يخرجوا من حصونهم أبدا * وأخرج البيهقي
في الدلائل عن عروة قال أمر الله رسوله باجلاء بنى النضير واخراجهم من ديارهم وقد كان النفاق كثيرا بالمدينة
فقالوا أين تخرجنا قال أخرجكم إلى المحشر فلما سمع المنافقون ما يراد بإخوانهم وأوليائهم من أهل الكتاب أرسلوا
إليهم فقالوا انا معكم محيانا ومماتنا ان قوتلتم فلكم علينا النصر وان أخرجتم لا نتخلف عنكم ومناهم الشيطان
الظهور فنادوا النبي صلى الله عليه وسلم انا والله لا نخرج ولئن قاتلتنا لنقاتلنك فمضى النبي صلى الله عليه وسلم فيهم
لأمر الله وأمر أصحابه فاخذوا السلاح ثم مضى إليهم وتحصنت اليهود في دورهم وحصونهم فلما انتهى رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى أزقتهم أمر بالأدنى فالأدنى من دورهم أن يهدم وبالنخل ان يحرق ويقطع وكف الله
أيديهم وأيدي المنافقين فلم ينصروهم وألقى الله في قلوب الفريقين الرعب ثم جعلت اليهود كلما خلص رسول الله
صلى الله عليه وسلم من هدم ما يلي مدينتهم ألقى الله في قلوبهم الرعب فهدموا الدور التي هم فيها من أدبارها ولم
يستطيعوا أن يخرجوا على النبي صلى الله عليه وسلم فلما كادوا أن يبلغوا آخر دورهم وهم ينتظرون المنافقين
وما كانوا منوهم فلما يئسوا مما عندهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان عرض عليهم قبل ذلك
فقاضاهم على أن يجليهم ولهم أن يتحملوا بما استقلت به الإبل من الذي كان لهم الا ما كان من حلقة السلاح
فذهبوا كل مذهب وكانوا قد عيروا المسلمين حين هدموا الدور وقطعوا النخل فقالوا ما ذنب شجرة وأنتم تزعمون
187

انكم مصلحون فأنزل الله سبح الله ما في السماوات وما في الأرض إلى قوله وليخزي الفاسقين ثم جعلها نفلا لرسول الله
صلى الله عليه وسلم ولم يجعل منها سهما لأحد غيره فقال وما أفاء الله على رسوله منهم إلى قوله قدير فقسمها رسول
الله صلى الله عليه وسلم فيمن أراه الله من المهاجرين الأولين * وأخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل
من طريق العوفي عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم قد حاصرهم حتى بلغ منهم كل مبلغ فاعطوه
ما أراد منهم فصالحهم على أن يحقن لهم دماءهم وان يخرجهم من أرضهم وأوطانهم وان يسيرهم إلى أذرعات
الشام وجعل لكل ثلاثة منهم بعيرا وسقاء * وأخرج البغوي في معجمه عن محمد بن مسلمة ان النبي صلى الله عليه
وسلم بعثه إلى بنى النضير وأمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاثا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري
ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل
بنى النضير والجلاء اخراجهم من أرضهم إلى أرض أخرى * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري
ومسلم والترمذي وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جرق نخل بنى
النضير وقطع وهي البويرة ولها يقال حسان بن ثابت
فهان على سراة بنى لؤي * حريق بالبويرة مستطير
فأنزل الله ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين * وأخرج الترمذي
وحسنه والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قول الله ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على
أصولها قال اللينة النخلة وليخزي الفاسقين قال استنزلوهم من حصونهم وأمروا بقطع النخل فحاك في صدورهم
فقال المسلمون قد قطعنا بعضا وتركنا بعضا فلنسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لنا فيما قطعنا من أجر وهل
علينا فيما تركنا من وزر فأنزل الله ما قطعتم من لينة الآية * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن جابر قال رخص لهم
في قطع النخل ثم شدد عليهم فقالوا يا رسول الله علينا اثم فيما قطعنا أو فيما تركنا فأنزل الله ما قطعتم من لينة لآية
وأخرج ابن إسحاق عن يزيد بن رومان قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ببني النضير تحصنوا منه في الحصون
فامر بقطع النخل والتحريق فيها فنادوه يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد وتعيبه فما بال قطع النخل وتحريقها
فنزلت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن مجاهد قال نهى بعض المهاجرين
بعضا عن قطع النخل وقالوا انما هي من مغانم المسلمين وقال الذين قطعوا بل هي غيظ للعدو فنزل القرآن بتصديق
من نهى عن قطعه وتحليل من قطعه من الاثم فقال انما قطعه وتركه بإذن الله * وأخرج ابن إسحاق وابن مردويه
عن ابن عباس ان سورة الحشر نزلت في النضير وذكر الله فيها الذي أصابهم من النعمة وتسليط رسول الله صلى الله
عليه وسلم عليهم حتى عمل بهم الذي عمل باذنه وذكر المنافقين الذين كانوا يراسلونهم ويعدونهم النصر فقال هو الذي
أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر إلى قوله وأيدي المؤمنين من هدمهم بيوتهم من
تحت الأبواب ثم ذكر قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل وقول اليهود له يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد فما بال
قطع النخل فقال ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين يخبرهم أنها نعمة منه
ثم ذكر مغانم بنى النضير فقال وما أفاء الله على رسوله منهم إلى قوله قدير فأعلمهم أنها خاصة لرسول الله صلى الله عليه
وسلم يضعها حيث يشاء ثم ذكر مغانم المسلمين مما يوجف عليه الخيل والركاب ويفتح بالحرب فقال ما أفاء الله على
رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل فذا مما يوجف عليه الخيل
والركاب ثم ذكر المنافقين عبد الله بن أبي ابن سلول ومالكا وداعسا ومن كان على مثل رأيهم فقال ألم تر إلى
الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لتخرجن معكم إلى كمثل الذين من قبلهم
قريبا يعنى بنى قينقاع الذين أجلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله هو
الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر قبل الشام وهم بنو النضير حي من اليهود
أجلاهم نبي الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى خيبر مرجعه من أحد * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله
هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم قال النضير إلى قوله وليخزي الفاسقين قال ذلك ما بين
188

ذلك كله * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال من شك ان المحشر إلى بيت المقدس فليقرأ هذه الآية هو الذي
أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر فقد حشر الناس مرة وذلك حين ظهر
النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة أجلى اليهود * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو داود وابن المنذر والبيهقي
في الدلائل عن عبد الرحمن بن كعب بن ملك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان كفار قريش كتبوا
إلى عبد الله بن أبي ابن سلول ومن كان يعبد الأوثان معه من الأوس والخزرج ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ
بالمدينة قبل وقعة بدر يقولون انكم قد آويتم صاحبنا وانكم أكثر أهل المدينة عددا وانا نقسم بالله لنقاتلنه
أو لنخرجنه أو لنستعدين عليكم العرب ثم لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم وأبناءكم
فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي ومن معه من عبدة الأوثان تراسلوا واجتمعوا وأجمعوا القتال النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لقيهم في جماعة من أصحابه فقال لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ
ما كانت لتكيدكم بأكثر مما تريدون ان تكيدوا به أنفسكم فأنتم هؤلاء تريدون ان تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم
فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم تفرقوا فبلغ ذلك كفار قريش وكانت وقعة بدر بعد ذلك فكتبت كفار
قريش بعد وقعة بدر إلى اليهود انكم أهل الحلقة والحصون وانكم لتقاتلن صاحبنا أو لنفعلن كذا وكذا ولا يحول
بيننا وبين خدم نسائكم شئ وهي الخلاخيل فلما بلغ كتابهم اليهود اجتمعت بنو النضير بالغد وأرسلوا إلى النبي صلى
الله عليه وسلم أخرج إلينا في ثلاثين من أصحابك وليخرج إليك منا ثلاثون حبرا حتى نلتقي بمكان نصف بيننا وبينك
ويسمعوا منك فان صدقوك وآمنوا بك آمنا كلنا فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثين من أصحابه وخرج إليه
ثلاثون حبرا من اليهود حتى إذا برزوا في براز من الأرض قال بعض اليهود لبعض كيف تخلصون إليه ومعه ثلاثون
رجلا من أصحابه كلهم يحب ان يموت قبله فأرسلوا كيف نفهم ونحن ستون رجلا أخرج في ثلاثة من أصحابك ونخرج
إليك في ثلاثة من علمائنا فيسمعوا منك فان آمنوا بك آمنا كلنا وصدقناك فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة
من أصحابه وخرج ثلاثة من اليهود واشتملوا على الخناجر وأرادوا الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت
امرأة ناصحة من بنى النضير إلى أخيها وهو رجل مسلم من الأنصار فأخبرته خبر ما أراد بنو النضير من الغدر
برسول الله صلى الله عليه وسلم فاقبل أخوها سريعا حتى أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فساره بخبرهم قبل ان يصل
إليهم فرجع النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان الغد غدا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتائب فحصرهم
فقال لهم انكم والله لا تأمنون عندي الا بعهد تعاهدوني عليه فأبوا أن يعطوه عهدا فقاتلهم يومه ذلك هو
والمسلمون ثم غدا الغد على بني قريظة بالكتائب وترك بنى النضير ودعاهم إلى أن يعاهدوه فعاهدوه فانصرف
عنهم إلى بنى النضير بالكتائب فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء وعلى ان لهم ما أفلت الإبل الا الحلقة والحلقة السلاح
فجلت بنو النضير واحتملوا ما أقلت الإبل من أمتعتهم وأبواب بيوتهم وخشبها وكانوا يخربون بيوتهم فيهدمونها
فيحتملون ما وافقهم من خشبها وكان جلاؤهم ذلك أول حشر الناس إلى الشام وكان بنو النضير من سبط من
أسباط بني إسرائيل لم يصبهم جلاء منذ كتب الله الجلاء على بني إسرائيل فلذلك أجلاهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلو لا ما كتب الله عليهم من الجلاء لعذبهم في الدنيا كما عذبت بنو قريظة فأنزل الله سبح لله ما في السماوات وما في
الأرض حتى بلغ والله على كل شئ قدير فكان نخيل بنى النضير لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة فأعطاه الله إياها
وخصه بها فقال ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب يقول بغير قتال فأعطى النبي صلى
الله عليه وسلم أكثرها المهاجرين وقسمها بينهم وقسم منها لرجلين من الأنصار كانا ذوي حاجة لم يقسم لأحد
من الأنصار غيرهما وبقى منها صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي في أيدي بنى فاطمة * وأخرج عبد بن حميد
عن أبي مالك ان قريظة والنضير قبيلتين من اليهود كانوا حلفا القبيلتين من الأنصار الأوس والخزرج في الجاهلية
فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأسلمت الأنصار وأبت اليهود أن يسلموا سار المسلمون إلى بنى النضير
وهم في حصونهم فجعل المسلمون يهدمون ما يليهم من حصونهم ويدهم الآخرون ما يليهم 7 سقط ان يقع عليهم حتى
أفضوا إليهم فنزلت هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم إلى قوله شديدا العقاب فلما أفضوا
189

إليهم نزلوا على عهد بينهم وبين نبي الله صلى الله عليه وسلم على أن يجلوهم وأهليهم ويأخذوا أموالهم وأرضيهم
فأجلوا ونزلوا خيبر وكان المسلمون يقطعون النخل فحدثني رجال من أهل المدينة انها نخل صفر كهيئة الدفل
تدعى اللينة فاستنكر ذلك المشركون فأنزل الله عذر المسلمين ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فيأذن
الله وليخزي الفاسقين فاما قول الله فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب قال لم يسيروا إليهم على خيل ولا ركاب
انما كانوا في ناحية المدينة وبقيت قريظة بعدهم عاما أو عامين على عهد بينهم وبين نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما
جاء المشركون يوم الأحزاب أرسل المشركون إليهم أن اخرجوا معنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت
إليهم اليهود أن أرسلوا إلينا بخمسين من رهنكم فجاء نعيم بن مسعود الأشجعي إلى المسلمين فحدثهم وكان نعيم يأمن
في المسلمين والمشركين فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم قد أرسلوا إلى المشركين يسألونهم خمسين من
رهنهم ليخرجوا جوامعهم فأبوا أن يبعثوا إليهم بالرهن فصاروا حربا للمسلمين والمشركين فبعث إليهم النبي صلى الله
عليه وسلم سعد بن معاذ وخوات بن جبير فلما أتياهم قال عظيمهم كعب بن الأشرف انه قد كان لي جناحان فقطعتم
أحدهما فاما ان تردوا على جناحي واما أن أتخذ عليكم جناحا فقال خوات بن جبير انى لأهم ان أطعنه بحربتي
فقال له سعد اذن يسبق القوم ويأخذوني فمنعه فرجعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثاه بالذي كان من
أمرهما وأذن الله فيهم ورجع الأحزاب ووضع النبي صلى الله عليه وسلم سلاحه فاتاه جبريل فقال والذي أنزل
عليك الكتاب ما نزلت عن ظهرها منذ نزل بك المشركون حتى هزمهم الله فسر فان الله قد أذن لك في قريظة فأتاهم
النبي صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه فقال لهم يا إخوة القردة والخنازير فقالوا يا أبا القاسم ما كنت فحاشا فنزلوا
على حكم سعد بن معاذ وكان من القبيلة الذين هم حلفاؤهم فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتقسم غنائمهم وأموالهم
ويذكرون ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حكم يحكم الله فضرب أعناقهم وقسم غنائمهم وأموالهم * وأخرج عبد
ابن حميد عن يحيى بن سعيد قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى النضير في حاجة فهموا به فأطلعه الله على ذلك
فندب الناس إليهم فصالحهم على أن لهم الصفراء والبيضاء وما أقلت الإبل ولرسول الله صلى الله عليه وسلم النخل
والأرض والحلقة قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين ولم يعط أحدا من الأنصار منها شيئا الا سهل بن
حنيف وأبا دجانة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا يوما لي النضير ليسألهم
كيف الدية فيهم فلما لم يروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير أحد أبرموا بينهم على أن يقتلوه ويأخذوا أصحابه
أسارى ليذهبوا بهم إلى مكة ويبيعوهم من قريش فبينما هم على ذلك إذ جاء جاء من اليهود من المدينة فلما رأى
أصحابه يأتمرون بأمر النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم ما تريدون قالوا نريد أن نقتل محمدا ونأخذ أصحابه فقال لهم
وأين محمد قالوا هذا محمد قريب فقال لهم صاحبهم والله لقد تركت محمدا داخل المدينة فاسقط بأيديهم وقالوا قد
أخبر أنه انقطع ما بيننا وبينه من العهد فانطلق منهم ستون حبرا ومنهم حيى بن أخطب والعاصي بن واثل حتى
دخلوا على كعب وقالوا يا كعب أنت سيد قومك ومدحهم احكم بيننا وبين محمد فقال لهم كعب أخبروني ما عندكم
قالوا نعتق الرقاب ونذبح الكوماء وأن محمدا انبتر من الاهل والمال فشرفهم كعب على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فانقلبوا فأنزل اله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت إلى فلن تجد له نصيرا
ونزل عليه لما أرادوا أن يقتلوه يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم
الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يكفيني كعباد فقال ناس من أصحابه فيهم محمد بن مسلمة نحن نكفيك
يا رسول الله ونستحل منك شيئا فجاؤه فقالوا يا كعب ان محمدا كلفنا الصدقة فبعنا شيئا قال عكرمة فهذا الذي
استحلوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم كعب ارهنوني أولادكم فقالوا ان ذاك عار فينا غدا تبيح أن
يقولوا عبد وسق ووسقين وثلاثة قال كعب فاللامة قال عكرمة وهي السلاح فأصلحوا أمرهم على ذلك فقالوا
موعد ما بيننا وبينك القابلة حتى إذا كانت القابلة راحوا إليه ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المصلى يدعو لهم
بالظفر فلما جاؤوا نادوه يا كعب وكان عروسا فأجابهم فقالت امرأته وهي بنت عمير أين تنزل قد أشم الساعة
ريح الدم فهبط وعليه محلفة مورسة وله ناصية فلما نزل إليهم قال القوم ما أطيب ريحك ففرح بذلك فقام إليه محمد
190

ابن مسلمة فقال قائل المسلمين أشمونا من ريحه فوضع يده على ثوب كعب وقال شموا فشموا وهو يظن أنهم يعجبون
بريحه ففرح بذلك فقال محمد بن مسلمة بقيت أنا أيضا فمضى إليه فاخذ بناصيته ثم قال اجلدوا عنقه فجلدوا عنقه ثم إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا إلى النضير فقالوا ذرنا نبكي سيدنا قال لا قالوا فحزة على حزة قال نعم حزة
فلما رأوا ذلك جعلوا يأخذون من بطون بيوتهم الشئ لينجوا به والمؤمنون يخربون بيوتهم من خارج ليدخلوا
عليهم فلو لا أن كتب الله عليهم الجلاء قال عكرمة والجلاء يجلون منهم ليقتلهم بأيديهم وقال عكرمة ان ناسا من
المسلمين لما دخلوا على بنى النضير أخذوا يقطعون النخل فقال بعضهم لبعض وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها
وقال قائل من المسلمين لا يقطعون واديا ولا ينالون من عدو نيلا الا كتب لهم به عمل صالح فأنزل الله ما قطعتم من لينة
وهي النخلة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله قال ما قطعتم فبإذني وما تركتم فبإذني * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد عن قتادة في قوله يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين قال كان المسلمون يخربون ما يليهم من
ظاهرها ليدخلوا عليهم ويخربها اليهود من داخلها * وأخرج البيهقي في الدلائل عن مقاتل بن حيان في قول الله
عز وجل يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتلهم فإذا أظهر على
درب أو دار هدم حيطانها ليتسع المكان للقتال وكانت اليهود إذا غلبوا على درب أو دار نقبوها من أدبارها ثم
حصنوها ودربوها فيقول الله عز وجل فاعتبروا يا أولى الابصار وقوله ما قطعتم من لينة إلى قوله وليخزي الفاسقين
يعنى باللينة النخل وهي أعجب إلى اليهود من الوصف يقال لثمرها اللون فقالت اليهود عند قطع النبي صلى الله عليه
وسلم نخلهم وعقر شجرهم يا محمد زعمت أنك تريد الاصلاح أفمن الاصلاح عقر الشجر وقطع النخل والفساد فشق
ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم ووجد المسلمون من قولهم في أنفسهم من قطعهم النخل خشية أن يكون فسادا
فقال بعضهم لبعض لا تقطعوا فإنه مما أفاء الله علينا فقال الذين يقطعونها نغيظهم بقطعها فأنزل الله ما قطعتم من
لينة يعنى النخل فبإذن الله وما تركتم قائمة على أصولها فبإذن الله فطابت نفس النبي صلى الله عليه وسلم وأنفس
المؤمنين وليخزي الفاسقين يعنى يهود أهل النضير وكان قطع النخل وعقر الشجر خزيا لهم * وأخرج عبد الرزاق
وابن المنذر عن الزهري في قوله يخربون بيوتهم بأيديهم قال ما صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم كانوا لا يعجبهم
خشبة الا أخذوها فكان ذلك تخريبها * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله يخربون بيوتهم من داخل الدار
لا يقدرون على قليل ولا كثير ينفعهم الا خربوه وأفسدوه لئلا يدعوا شيئا ينفعهم إذا رحلوا وفي قوله وأيدي
المؤمنين ويخرب المؤمنون ديارهم من خارجها كيما يخلصوا إليهم وفي قوله ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم
في الدنيا قال لسلط عليهم فضربت أعناقهم وسبيت ذراريهم ولكن سبق في كتابه الجلاء لهم ثم أجلوا إلى أذرعات
وأريحاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين قال
كانت بيوتهم مزخرفة فحسدوا المسلمين أن يسكنوها وكانوا يخربونها من داخل والمسلمون من خارج * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال الجلاء خروج الناس من البلد إلى البلد * وأخرج الفريابي وابن المنذر
وابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن عباس ما قطعتم من لينة قال هي النخلة * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن
جبير مثله * وأخرج عبد بن حميد عن عطية وعكرمة ومجاهد وعمرو بن ميمون مثله * وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس في قوله من لينة قال نوع من النخل * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن
عكرمة قال اللبنة ما دون العجوة من النخل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الزهري قال اللينة ألوان النخل
كلها الا العجوة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ما قطعتم من لينة قال نخلة أو شجرة * وأخرج عبد بن حميد عن
الأعمش انه قرأ ما قطعتم من لينة أو تركتموها قواما على أصولها * وأخرج عبد بن حميد عن ابن شهاب قال بلغني ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرق بعض أموال بنى النضير فقال قائل
فهان على سراة بنى لؤي * حريق بالبويرة مستطير
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال قطع المسلمون يومئذ النخل وامسك أناس كراهية ان يكون فسادا فقالت
اليهود الله أذن لكم في الفساد فقال الله ما قطعتم من لينة قال واللينة ما خلا العجوة من النخل إلى قوله وليخزي
191

الفاسقين قال لتغيظوهم وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب قال ما قطعتم إليها واديا ولا
سيرتم إليها دابة ولا بعيرا انما كانت حوائط لبني النضير أطعمها الله رسوله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن
مردويه عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم بين قريش والمهاجرين النضير فأنزل الله
ما قطعتم من لينة قال هي العجوة والفنيق والنخيل وكانا مع نوح في السفينة وهما أصل التمر ولم يعط رسول الله صلى
الله عليه وسلم من الأنصار أحدا الا رجلين أبا دجانة وسهل بن حنيف * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن
الأوزاعي قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم يهودي فسأله عن المشيئة قال المشيئة لله قال فإني أشاء ان أقوم قال قد
شاء الله ان تقوم قال فإني أشاء ان أقعد قال فقد شاء الله ان تقعد قال فإني أشاء ان أقطع هذه النخلة قال فقد شاء الله
ان تقطعها قال فإني أشاء ان أتركها قال فقد شاء الله ان تتركها قال فاتاه جبريل عليه السلام فقال قد لقنت حجتك
كما لقنها إبراهيم عليه السلام قال ونزل القرآن ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي
الفاسقين * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي وابن المنذر عن الزهري في قوله فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب قال
صالح النبي صلى الله عليه وسلم أهل فدك وقرى سماها وهو محاصر قوما آخرين فأرسلوا بالصلح فأفاءها الله عليهم
من غير قتال ولم يوجفوا عليه خيلا ولا ركابا فقال الله فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب يقول بغير قتال
وقد كانت أموال بنى النضير للنبي صلى الله عليه وسلم خالصا لم يفتتحوها عنوة انما فتحوها على صلح فقسمها النبي
صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين ولم يعط الأنصار منها شيئا الا رجلين كانت بهما حاجة أبو دجانة وسهل بن حنيف
* وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال كانت أموال بنى
النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف عليه المسلمون بخيل ولا ركاب فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة
فكان ينفق على أهله منها نفقة سنتهم ثم يجعل ما بقى في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله * وأخرج عبد بن حميد
عن مجاهد فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب قال يذكرهم ربهم انه نصرهم وكفاهم بغير كراع ولا عدة في قريظة
وخيبر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا
ركاب قال أمر الله رسول بالسير إلى قريظة والنضير وليس للمؤمنين يومئذ كثير خيل ولا ركاب فجعل رسول الله
صلى الله عليه وسلم يحكم فيه ما أراد ولم يكن يومئذ خيل ولا ركاب يوجف بها قال والايجاف ان يوضعوا السير وهي
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان من ذلك خيبر وفدك وقرى عربية وأمر الله رسوله ان يعد ليتبع فأتاها رسول
الله صلى الله عليه وسلم فاحتواها كلها فقال أناس هلا قسمها فأنزل الله عذره فقال ما أفاء الله على رسوله من أهل
القرى فالله وللرسول إلى قوله شديد العقاب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ما أفاء الله على
رسوله من أهل القرى قال من قريظة جعله الله لمهاجرة قريش خصوا به * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن
الزهري في قوله ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى قال بلغني انها الجزية والخراج * وأخرج ابن مردويه عن
ابن عباس قال كان ما أفاء الله على رسوله من خيبر نصف لله ورسوله والنصف الآخر للمسلمين فكان الذي لله ورسوله
من ذلك الكتيبة والوطيخ وسلالة ووجدة وكان الذي للمسلمين الشق والشق ثلاثة عشر سهما ونطاه خمسة أسهم ولم
يقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر لأحد من المسلمين الا لمن شهدا الحديبية ولم يأذن رسول الله صلى الله
عليه وسلم لأحد تخلف عنه عند مخرجه الحديبية ان يشهد معه خيبر الا جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري
* وأخرج أبو داود وابن مردويه عن عمر بن الخطاب قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم صفا يا بنى النضير
وخيبر وفدك فاما بنو النضير فكانت حبسا لنوائبه واما فدك فكانت لابن السبيل واما خيبر فجزأها ثلاثة أجزاء
فقسم منها جزأين بين المسلمين وحبس جزأ لنفسه لنفقة أهله فما فضل عن نفقة أهله رده على فقراء المهاجرين
* وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن الأعمش قال ليس بين مصحف عبد الله وزيد بن ثابت خلاف في حلال
وحرام الا في حرفين في سورة الأنفال واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى
والمساكين وابن السبيل والمهاجرين في سبيل الله وفي سورة الحشر ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فالله
وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والمهاجرين في سبيل الله * وأخرج عبد بن حميد عن
192

قتادة ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فالله وللرسول وذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل قال كان
الفئ بين هؤلاء فنسختها الآية التي في الأنفال فقال واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي
القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل فنسخت هذه الآية ما كان قبلها في سورة الحشر فجعل الخمس لمن كان له
الفئ وصار ما بقى من الغنيمة لسائر الناس لمن قاتل عليها * وأخرج أبو عبيد في كتاب الأموال وعبد بن حميد
والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأبو عوانة وابن حبان وابن مردويه عن مالك بن أوس بن الحدثان
قال بعث إلى عمر بن الخطاب في الهاجرة فجئته فدخلت عليه فإذا هو جالس على سرير ليس بينه وبين رمل السرير
فراش متكئ على وسادة من ادم فقال يا مالك انه قدم علينا أهل أبيات من قومك وإني قد أمرت فيهم برضخ فخذه
فاقسمه بينهم فقلت يا أمير المؤمنين انهم قومي وأنا أكره ان أدخل بهذا عليهم فمر به غيري فإني لأراجعه في ذلك
إذ جاءه يرفأ غلامه فقال هذا عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير وعبد الرحمن بن عوف فأذن لهم فدخلوا
ثم جاءه يرفأ فقال هذا على وعباس قال ائذن لهما في الدخول فدخلا فقال عباس ألا تعديني على هذا فقال القوم
يا أمير المؤمنين اقض بين هذين وراح كل واحد منهما من صاحبه فان في ذلك راحة لك ولهما فجلس عمر ثم قال
اتئدوا وحسر عن ذراعيه ثم قال أنشدكم بالله أيها الرهط هل سمعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انا لا نورث
ما تركنا صدقة ان الأنبياء لا تورث فقال القوم نعم قد سمعنا ذاك ثم أقبل على على وعباس فقال أنشدكما بالله هل
سمعتما رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذاك قالا نعم فقال عمر ألا أحدثكم عن هذا الامر ان الله خص نبيه من
هذا الفئ بشئ لم يعطه غيره يريد أموال بنى النضر كانت نفلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لأحد فيها حق معه
فوالله ما احتواها دونكم ولا استأثر بها عليكم لقد قسمها فيكم حتى كان منها هذا المال فكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يدخر منه قوت أهله لسنتهم ويجعل ما بقى في سبيل المال حتى توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر
فقال أنا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمل بما كان يعمل وأسير بسيرته في حياته فكان يدخر من هذا المال
قنية أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم لسنتهم ويجعل ما بقى في سبل المال كما كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فوليها أبو بكر حياته حتى توفى أبو بكر قلت أنا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وولى أبى بكر أعمل بما كان
يعملان به في هذا المال فقبضتها فلما أقبلتما على وأدبرتما وبد إلى أن أدفعها إليكما أخذت عليكما عهد الله
وميثاقه لتعملان فيها بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به فيها وأبو بكر وأنا حتى دفعتها إليكما أنشدكم
لله أيها الرهط هل دفعتها إليهما بذلك قالوا اللهم نعم ثم أقبل عليهما فقال أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك قالا
نعم قال فقضاء غير ذلك تلتمسان منى فلا والله لا أقضى فيها قضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة فان كنتما عجزتما عنها
فأدياها إلى ثم قال عمر ان الله قال ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط
رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ما أفاء الله على رسوله من أهل
القرى فلله وللرسول ولذي القربى إلى آخر الآية واتقوا الله ان الله شديد العقاب ثم قال والله ما أعطاها هؤلاء
وحدهم حتى قال للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا
وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون ثم والله ما جعلها لهؤلاء وحدهم حتى قال والذين تبوأوا الدار
والايمان إلى المفلحون ثم والله ما أعطاها لهؤلاء وحدهم حتى قال والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا إلى
قوله رحيم فقسمها هذا القسم على هؤلاء الذين ذكر قال عمر لئن بقيت ليأتين الرويعي بصنعاء حقه ودمه في
وجهه * وأخرج عبد الرزاق وأبو عبيد وابن زنجويه معا في الأموال وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير
وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن مالك بن أوس بن الحدثان قال قرأ عمر بن الخطاب انما الصدقات
للفقراء والمساكين حتى بلغ عليم حكيم ثم قال هذه لهؤلاء ثم قرأ ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى حتى بلغ
للفقراء المهاجرين إلى آخر الآية فقال هذه للمهاجرين ثم تلا والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم إلى آخر
الآية فقال هذه للأنصار ثم قرأ والذين جاؤوا من بعدهم إلى آخر الآية ثم قال استوعبت هذه المسلمين عامة وليس
أحد الا له في هذا المال حق الا ما تملكون من وصيتكم ثم قال لئن عشت ليأتين الراعي وهو يسير حمره نصيبه منها
193

لم يعرق فيه جبينه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي عن زيد بن أسلم عن أبيه قال
سمعت عمر بن الخطاب يقول اجتمعوا لهذا المال فانظروا لمن ترونه ثم قال لهم انى أمرتكم ان تجتمعوا لهذا المال
فتنظروا لمن ترونه وإني قرأت آيات من كتاب الله فكفتني سمعت الله يقول ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى
فلله وللرسول إلى قوله أولئك هم الصادقون والله ما هو لهؤلاء وحدهم والذين تبوؤا الدار والايمان إلى قوله
المفلحون والله ما هو لهؤلاء وحدهم والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا إلى قوله رحيم والله ما أحد
من المسلمين الا له حق في هذا المال أعطى منه أو منع منه حتى راع بعدن * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن أبي
شيبة وابن زنجويه في لأموال وعبد بن حميد وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ما على وجه
الأرض مسلم الا وله في هذا المال حق الا ما ملكت ايمانكم * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في سننه عن سعيد بن
المسيب رضي الله عنه قال قسم عمر ذات يوم قسما من المال فجعلوا يثنون عليه فقال ما حمقكم لو كان لي
ما أعطيتكم منه درهما * وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن أبي نجيح رضي الله عنه قال المال ثلاثة مغنم أو فئ
أو صدقة فليس منه درهم الا بين الله موضعه * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوشك ان يملأ الله أيديكم من العجم ثم يجعلهم أسدا لا يفرون فيقتلون مقاتلتكم ويأكلون
فيأكم * وأخرج ابن سعد عن السائب بن يزيد سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول ولذي لا اله الا هو
ثلاثا ما من الناس أحد الا له حق في هذا المال أعطيه أو منعه وما أحد الحق به من أحد الا عبد مملوك وما أنا فيه الا
كأحدكم ولكنا على منازلنا من كتاب الله وقسمنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فالرجل وبلاؤه في الاسلام
والرجل وقدمه في الاسلام والرجل وغناه في الاسلام والرجل وحاجته في الاسلام والله لئن بقيت ليأتين الراعي
بجبل صنعاء حظه من هذا المال وهو مكانه * وأخرج ابن سعد عن الحسن رضي الله عنه قال كتب عمر إلى حذيفة
أن اعط الناس أعطيتهم وأرزاقهم فكتب إليه انا قد فعلنا وبقى شئ كثير فكتب إليه عمران فيأهم الذي أفاء الله
عليهم ليس هو لعمر ولا لآل عمر اقسمه بينهم * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال
وجدت المال قسم بين هذه الثلاثة لأصناف المهاجرين والأنصار والذين جاؤوا من بعدهم * وأخرج ابن أبي شيبة
عن الحسن رضي الله عنه مثل ذلك * قوله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه) الآية * أخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا فال كان
يؤتيهم الغنائم وينهاهم عن الغلول * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله وما آتاكم
الرسول فخذوه قال من الفئ وما نهاكم عنه فانتهوا قال من الفئ * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه
وما آتاكم الرسول من طاعتي وأمري فخذوه وما نهاكم عنه من معصيتي فانتهوا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد والنسائي وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ألم يقل الله وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم
عنه فانتهوا قالوا بلى قال ألم يقل الله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا ان يكون لهم الخيرة من
أمرهم الآية قال فإني أشهد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والحنتم والنير والمزفت * وأخرج
عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه انه سمع ابن عمر وابن عباس يشهد ان على رسول الله صلى الله عليه
وسلم انه نهى عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وما آتاكم
الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن المنذر وابن مردويه
عن علقمة رضي الله عنه قال قال عبد الله بن مسعود لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات
للحسن المغيرات لخلق الله فبلغ ذلك امرأة من بنى أسد يقال لها أم يعقوب فجاءت إليه فقالت إنه بلغني انك لعنت
كيت وكيت قال وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله قالت لقد قرأت ما بين
الدفتين فما وجدت فيه شيئا من هذا قال لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه اما قرأت وما آتاكم الرسول فخذوه وما
نهاكم عنه فانتهوا قالت بلى قال فإنه قد نهى عنه والله أعلم * قوله تعالى (للفقراء المهاجرين) الآية
* أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا الآية قال هؤلاء
194

المهاجرون تركوا الديار والأموال والأهلين والعشائر وخرجوا حبا لله ولرسوله واختاروا الاسلام على ما كان
فيه من شدة حتى لقد ذكر لنا ان الرجل كان يعصب الحجر على بطنه ليقيم به صلبه من الجوع وان كان الرجل
ليتخذ الحفرة في الشتاء ماله دثار غيرها * قوله تعالى (والذين تبوؤا الدار والايمان) * أخرج عبد بن حميد
وابن المنذر عن قتادة في قوله والذين تبوؤا الدار والايمان إلى آخر الآية قال هم هذا الحي من الأنصار أسلموا في
ديارهم وابتنوا المساجد قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين وأحسن الله عليهم الثناء في ذلك وهاتك
الطائفتان الأولتان من هذه الآية أخذتا بفضلهما ومضتا على مهلهما وأثبت الله حظهما في هذا الفئ
ثم ذكر الطائفة الثالثة فقال والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا إلى آخر الآية قال انما
أمروا ان يستغفر والأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤمروا بسبهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن
مجاهد والذين تبوؤا لدار والايمان من قبلهم قال الأنصار نعت سخاوة أنفسهم عند ما رأى من ذلك وايثارهم
إياهم ولم يصب الأنصار من ذلك الفئ شئ * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن يزيد بن الأصم ان الأنصار
قالوا يا رسول الله أقسم بيننا وبين إخواننا المهاجرين الأرض نصفين قال لا ولكن يكفونكم المؤنة وتقاسمونهم
الثمرة والأرض أرضكم قالوا رضينا فأنزل الله والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم إلى آخر الآية * وأخرج
عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن قال فضل المهاجرين على الأنصار فلم يجدوا في
صدورهم حاجة قال الحسد * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وابن مردويه عن عمر انه قال أوصى الخليفة بعدي
بالمهاجرين الأولين ان يعرف لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم وأوصيه بالأنصار الذين تبوؤا الدار والايمان من
قبل ان يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم ان يقبل من محسنهم ويعفو عن مسيئهم * وأخرج الزبير بن بكار في أخبار
المدينة عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة عشرة أسماء هي المدينة وهي طيبة وطابة
ومسكينة وجابرة ومجبورة وتبدد ويثرب والدار * قوله تعالى (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)
أخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه
والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله أصابني الجهد فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا فقال ألا رجل يضيف هذا الليلة رحمه الله تعالى
فقال رجل من الأنصار وفي رواية فقال أبو طلحة الأنصاري أنا يا رسول الله فذهب به إلى أهله فقال لامرأته
أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخرين شيئا قالت والله ما عندي الا قوت الصبية قال فإذا أراد
الصبية العشاء فنوميهم وتعالى فأطفئ السراج ونطوي بطوننا الليلة لضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلت
ثم غدا الضيف على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لقد عجب الله من فلان وفلانة وأنزل الله فيهما ويؤثرون على
أنفسهم ولو كان بهم خصاصة * وأخرج مسدد في مسنده وابن أبي الدنيا في كتاب قرى الضيف وابن المنذر عن
أبو المتوكل الناجي رضي الله عنه ان رجلا من المسلمين مكث صائما ثلاثة أيام يمسي فلا يجد ما يفطر عليه فيصبح
صائما حتى فطن له رجل من الأنصار يقال له ثابت بن قيس رضي الله عنه فقال لأهله انى سأجئ الليلة بضيف لي
فإذا وضعتم طعامكم فليقم بعضكم إلى السراج كأنه يصلحه فليطفئه ثم اضربوا بأيديكم إلى الطعام كأنكم تأكلون
فلا تأكلوا حتى يشبع ضيفنا فلما أمسى ذهب به فوضعوا طعامهم فقامت امرأته إلى السراج كأنها تصلحه
فأطفأته ثم جعلوا يضربون أيديهم في الطعام كأنهم يأكلون ولا يأكلون حتى شبع ضيفهم وانما كان طعامهم
ذلك خبزة هي قوتهم فلما أصبح ثابت غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ثابت لقد عجب الله البارحة
منكم ومن ضيفكم فنزلت فيه هذه الآية ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة * وأخرج الحاكم
وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضي الله عنه قال أهدى لرجل من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم رأس شاة فقال إن أخي فلانا وعياله أحوج إلى هذا منا فبعث به إليهم فلم يزل يبعث به
واحد إلى آخر حتى تداولها أهل سبعة أبيات حتى رجعت إلى الأول فنزلت ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم
خصاصة * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله ولو كان بهم خصاصة قال فاقة * قوله تعالى
195

(ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) * أخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن
ابن مسعود رضي الله عنه رجلا قال له انى أخاف ان أكون قد هلكت قال وما ذاك قال انى سمعت الله يقول
ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون وأنا رجل شحيح لا يكاد يخرج منى شئ فقال له ابن مسعود رضي الله عنه
ليس ذاك بالشح ولكنه البخل ولا خير في البخل وان الشح الذي ذكره الله في القرآن ان تأكل مال أخيك ظلما
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنه في قوله ومن يوق شح نفسه قال
ليس الشحيح ان يمنع الرجل ماله ولكنه البخل وانه لشر انما الشح ان تطمح عين الرجل إلى ما ليس له * وأخرج
ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه قال النظر إلى المرأة لا يملكها من الشح * وأخرج ابن المنذر عن طاوس رضي الله عنه
قال البخل ان يبخل الانسان بما في يديه والشح ان يشح على ما في أيدي الناس * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن عساكر عن عبد الرحمن بن عوف انه كان يطوف بالبيت يقول اللهم قنى شح نفسي لا يزيد على ذلك
فقيل له فقال إذا وقيت شح نفسي لا أسرق ولا أزنى ولم أفعل شيئا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن
جبير في قوله ومن يوق شح نفسه قال ادخال الحرام ومنع الزكاة * وأخرج ابن المنذر عن علي بن أبي طالب قال من
أدى زكاة ماله فقد وقى شح نفسه وأخرج الخرائطي في مساوئ الأخلاق عن ابن عمر وقال الشح أشد من البخل
لان الشحيح يشح على ما في يديه فيحبسه ويشح على ما في أيدي الناس حتى يأخذه وان البخيل انما يبخل على ما في
يديه * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب ذم البخل عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
خلق الله جنة عدن ثم قال لها انطقي فقالت قد أفلح المؤمنون فقال الله وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل ثم تلا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله
رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث من كن فيه فقد برئ من الشح من أدى زكاة ماله
وقرى الضيف وأعطى في النوائب * وأخرج الحكيم الترمذي وأبو يعلى وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما محق الاسلام محق الشح شئ قط وأخرج ابن مردويه عن أبي زرعة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا وانما يضر نفسه شحها * وأخرج
عبد بن حميد عن مجمع بن يحيى بن جارية قال حدثني عمى خالد بن يزيد بن جارية رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم برئ من الشح من أدى الزكاة وقرى الضيف وأدى في النائبة * وأخرج ابن أبي شيبة
والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمع
غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدا ولا يجتمع الشح والايمان في قلب عبد أبدا * وأخرج الترمذي
والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خصلتان لا يجتمعان في جوف مسلم البخل
وسوء الظن * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع * وأخرج أحمد والبخاري في الأدب ومسلم والبيهقي عن جابر
ابن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فان الشح
أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أبي
هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم والشح والبخل فإنه دعا من قبلكم إلى أن يقطعوا أرحامهم
فقطعوها ودعاهم إلى أن يستحلوا محارمهم فاستلحوها ودعاهم إلى أن يسفكوا دماءهم فسفكوها * وأخرج
الترمذي والبيهقي عن أنس رضي الله عنه ان رجلا توفى فقالوا ابشر بالجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أو لا تدرون فلعله قد تكلم بما لا يعنيه أو بخل بما لا ينفعه * وأخرج البيهقي من وجه آخر عن أنس رضي الله عنه
قال أصيب رجل يوم أحد فجاءت امرأة فقالت يا بنى لتهنك الشهادة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما
يدريك لعله كان يتكلم بما لا يعنيه ويبخل بما لا يغنيه * وأخرج البيهقي عن أبي عمرو رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقان يحبهما الله وخلقان يبغضهما الله فاما اللذان يحبهما الله فالسخاء والسماحة
196

وأما اللذان يبغضهما الله فسوء الخلق والبخل فإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله على قضاء حوائج الناس * وأخرج
ابن جرير وابن مردويه والبيهقي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ من الشح
من أدى الزكاة وقرى الضيف وأدى في النائبة * وأخرج البيهقي وضعفه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا يذهب السخاء على الله السخي قريب من الله فإذا لقيه يوم القيامة أخذ بيده فأقاله عثرته
* وأخرج البيهقي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلاح أول هذه الأمة بالزهد والتقوى وهلاك آخرها بالبخل والفجور * وأخرج البيهقي وضعفه عن عائشة رضي الله عنها
قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السخي قريب من الله قريب من الجنة بعيد من النار والبخيل
بعيد من الله بعيد من الجنة قريب من النار والجاهل السخي أحب إلى الله من العابد البخيل * وأخرج البيهقي
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من
الناس بعيد من النار والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار ولجاهل سخي أحب
إلى الله من عابد بخيل * وأخرج ابن عدي في الكامل والبيهقي وضعفه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار والبخيل بعيد من الله بعيد من
الجنة بعيد من الناس قريب من النار ولفاجر سخي أحب إلى الله من عابد بخيل وأي داء أدوأ من البخل
* وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بنى سلمة من سيدكم اليوم
قالوا الجد بن قيس ولكنا نبخله قال وأي داء أدوأ من البخل ولكن سيدكم عمرو بن الجموح * وأخرج البيهقي
عن جابر رضي الله عنه قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا بنى سلمة من سيدكم قالوا الجد بن قيس وانا
لنبخله قال وأي داء أدوأ من البخل بل سيدكم الخير الأبيض عمرو بن الجموح قال وكان على أضيافهم في الجاهلية
قال وكان يؤلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج * وأخرج البيهقي من طريق الزهري عن عبد الرحمن
ابن عبد الله بن كعب بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سيدكم يا بنى سلمة قالوا الجد بن قيس
قال وبم تسودونه قالوا بأنه أكثرنا مالا وانا على ذلك لنزنه بالبخل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأي داء
أدوأ من البخل ليس ذاك سيدكم قالوا فمن سيدنا يا رسول الله قال سيدكم البراء بن معرور قال البيهقي مرسل
* وأخرج الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سيدكم يا بنى عبيد
قالوا الجد بن قيس على أن فيه بخلا قال وأي داء أدوأ من البخل بل سيدكم وابن سيدكم بشر بن البراء بن معرور
* وأخرج البيهقي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة بخيل
ولا خب ولا خائن ولا سيئ الملكة وأول من يقرع باب الجنة المملوكون إذا أحسنوا فيما بينهم وبين الله وبين
مواليهم * واخرج البيهقي عن أبي سهل الواسطي رفع الحديث قال إن الله اصطنع هذا الدين لنفسه وانما صلاح
هذا الدين بالسخاء وحسن الخلق فأكرموه بهما * وأخرج البيهقي من طرق وضعفه عن جابر بن عبد الله قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل قال الله تعالى ان هذا الدين ارتضيته لنفسي ولا يصلحه الا
السخاء وحسن الخلق فأكرموه بهما ما صحبتموه * وأخرج البيهقي وضعفه عن عبد الله بن جراد قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ابتغيتم المعروف فابتغوه في حسان الوجوه فوالله لا يلج النار الا بخيل ولا يلج الجنة
شحيح ان السخاء شجرة في الجنة تسمى السخاء وان الشح شجرة في النار تسمى الشح * وأخرج البيهقي وضعفه عن
جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السخاء شجرة من شجر الجنة أغصانها
متدليات في الدنيا من أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة والبخل شجرة من شجر النار أغصانها متدليات
في الدنيا من أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم السخاء شجرة في الجنة فمن كان سخيا أخذ بغصن منها فلم يتركه الغصن حتى يدخله
الجنة والشح شجرة في النار فمن كان شحيحا أخذ بغصن منها فلم يتركه الغصن حتى يدخله النار * وأخرج البيهقي
وضعفه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت قاعدا مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ثلاثة عشر رجلا عليهم
197

ثياب السفر فسلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قالوا من السيد من الرجال يا رسول الله قال ذاك يوسف بن
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم قالوا ما في أمتك سيد قال بلى رجل أعطى مالا حلالا ورزق سماحة فأدنى الفقير
فقلت شكايته في الناس * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة قال ضرب رسول الله صلى الله عليه
وسلم مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما وترا فيهما فجعل
كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه حتى تغشى أنامله وتعفو أثره وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت وأخذت
كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن
عمار بن ياسر قال قدم خالد بن الوليد من ناحية أرض الروم على النبي صلى الله عليه وسلم بأسرى فعرض عليهم
الاسلام فأبوا فامر ان تضرب أعناقهم حتى إذا جاء إلى آخرهم قال النبي صلى الله عليه وسلم يا خالد كف عن الرجل
قال يا رسول الله ما كان في القوم أشد على منه قال هذا جبريل يخبرني عن الله انه كان سخيا في قومه فكف عنه
وأسلم الرومي * قوله تعالى (والذين جاؤوا من بعدهم) * أخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه
والذين جاؤوا من بعدهم قال الذين أسلموا فعنوا أيضا عبد الله بن نبتل وأوس بن قيظي * وأخرج الحاكم وصححه
وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال الناس على ثلاثة منازل قد مضت منزلتان وبقيت منزلة فأحسن ما أنتم
كائنون عليه ان تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت ثم قرأ للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم
الآية ثم قال هؤلاء المهاجرون وهذه منزلة وقد مضت ثم قرأ والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم الآية
ثم قال هؤلاء الأنصار وهذه منزلة وقد مضت ثم قرأ والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين
سبقونا بالايمان فقد مضت هاتان المنزلتان وبقيت هذه المنزلة فأحسن ما أنتم كائنون عليه ان تكونوا بهذه
المنزلة * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه والذين جاؤوا من بعدهم الآية قال أمروا بالاستغفار
لهم وقد علم ما أحدثوا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه
عن عائشة رضي الله عنها قالت أمروا ان يستغفر والأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسبوهم ثم قرأت هذه الآية
والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر
انه سمع رجلا وهو يتناول بعض المهاجرين فقرأ عليه للفقراء المهاجرين الآية ثم قال هؤلاء المهاجرون فمنهم أنت
قال لا ثم قرأ عليه والذين تبوؤا الدار والايمان الآية ثم قال هؤلاء الأنصار أفانت منهم قال لا ثم قرأ عليه والذين
جاؤوا من بعدهم الآية ثم قال أفمن هؤلاء أنت قال أرجو قال لا ليس من هؤلاء من يسب هؤلاء * وأخرج ابن
مردويه من وجه آخر عن ابن عمر انه بلغه ان رجلا نال من عثمان فدعاه فأقعده بين يديه فقرأ عليه للفقراء
المهاجرين الآية قال من هؤلاء أنت قال لا ثم قرأ والذين جاؤوا من بعدهم الآية قال من هؤلاء أنت قال لا ثم قرأ
والذين جاؤوا من بعدهم الآية قال من هؤلاء أنت قال أرجو ان أكون منهم قال لا والله ما يكون منهم من يتناولهم
وكان في قلبه الغل عليهم * وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش انه قرأ ربنا لا تجعل في قلوبنا غمر اللذين آمنوا
* وأخرج الحكيم الترمذي والنسائي عن أنس رضي الله عنه قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يطلع الآن رجل من أهل الجنة فاطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته ماء من وضوئه معلق نعليه
في يده الشمال فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة
فاطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فاطلع
ذلك الرجل فلما قام الرجل اتبعه عبد الله بن عمرو بن العاصي فقال انى لاحيت أبى فأقسمت ان لا أدخل عليه
ثلاثا فان رأيت أن تؤويني إليك حتى تحل يميني فعلت قال نعم قال أنس فكان عبد الله بن عمرو يحدث انه بات معه
ليلة فلم يره يقم من الليل شيئا غير أنه كان إذا تقلب على فراشه ذكر الله وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر فيسبغ الوضوء
غير انى لا أسمعه يقول الا خيرا فلما مضت الليالي الثلاث وكدت احتقر عمله قلت يا عبد الله انه لم يكن بيني وبين
والدي غضب ولا هجرة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات في ثلاث مجالس يطلع
عليكم لآن رجل من أهل الجنة فاطلعت أنت تلك المرات الثلاث فأردت ان آوى إليك فانظر ما عملك فإذا ما هو
198

الا ما رأيت فانصرفت عنه فلما وليت دعاني فقال ما هو الا ما قد رأيت غير انى لا أجد في نفسي غلا لأحد من المسلمين
ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه فقال له عبد الله بن عمر وهذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق * وأخرج
الحكيم الترمذي عن عبد العزيز بن أبي رواد قال بلغنا ان رجلا صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما انصرف
قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل من أهل الجنة قال عبد الله بن عمرو فأتيته فقلت يا عماه الضيافة قال
نعم فإذا له خيمة وشاة ونخل فلما أمسى خرج من خيمته فاحتلب العنز واجتنى لي رطبا ثم وضعه فأكلت معه فبات
نائما وبت قائما وأصبح مفطرا وأصبحت صائما ففعل ذلك ثلاث ليال فقلت له ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال فيك انك من أهل الجنة فأخبرني ما عملك قال فائت الذي أخبرك حتى يخبرك بعملي فاتيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال ائته فمره ان يخبرك فقلت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك ان تخبرني قال أما الآن فنعم
فقال لو كانت الدنيا لي فأخذت منى لم أحزن عليها ولو أعطيتها لم أفرح بها وأبيت وليس في قلبي غل على أحد قال
عبد الله لكني والله أقوم الليل وأصوم النهار ولو وهبت لي شاة لفرحت بها ولو ذهبت لحزنت عليها والله لقد فضلك
الله علينا فضلا بينا * قوله تعالى (ألم تر إلى الذين نافقوا) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس ألم تر إلى
الذين نافقوا قال عبد الله بن أبي ابن سلول ورفاعة بن تابوت وعبد الله بن نبتل وأوس بن قيظي وإخوانهم بنو
النضير * وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس ان رهطا من بنى عوف بن الحارث
منهم عبد الله بن أبي ابن سلول ووديعة بن مالك وسويد وداعس بعثوا إلى بنى النضير ان أثبتوا وتمنعوا فانا لا نسلمكم
وان قوتلتم قاتلنا معكم وان خرجتم خرجنا معكم فتربصوا ذلك من نصرهم فلم يفعلوا وقذف الله الرعب في قلوبهم
فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يجليهم ويكف عن دمائهم على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم الا الحلقة
ففعل فكان الرجل منهم يهدم بيته فيضعه على ظهر بعيره فينطلق به فخرجوا إلى خيبر ومنهم من سار إلى الشام
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال قد أسلم ناس من أهل قريظة والنضير وكان فيهم منافقون وكانوا يقولون
لأهل النضير لئن أخرجتم لتخرجن معكم فنزلت فيهم هذه الآية ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الآية
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ألم تر إلى الذين نافقوا قال عبد الله بن أبي ابن
سلول ورفاعة بن تابوت وعبد الله بن نبتل وأوس بن قيظي يقولون لإخوانهم قال النضير بأسهم بينهم شديد قال
بالكلام تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى قال المنافقون يخالف دينهم دين النضير كمثل الذين من قبلهم قريبا قال
كفار قريش يوم بدر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله تحسبهم
جميعا وقلوبهم شتى قال كذلك أهل الباطل مختلفة شهادتهم مختلفة أهواؤهم مختلفة أعمالهم وهم مجتمعون
في عداوة أهل الحق كمثل الذين من قبلهم قريبا قال هم بنو النضير * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى قال هم المشركون * وأخرج الديلمي عن علي قال المؤمنون بعضهم لبعض نصحاء
وادون وان افترقت منازلهم والفجرة بعضهم لبعض غششة خونة وان اجتمعت أبدانهم * وأخرج ابن المنذر
عن مجاهد كمثل الذين من قبلهم قريبا قال هم كفار قريش يوم بدر * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة كمثل الذين
من قبلهم قريبا قال هم بنو النضير * قوله تعالى (كمثل الشيطان إذ قال للانسان أكفر) الآية * أخرج عبد
الرزاق وابن راهويه وأحمد في الزهد وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه
وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن علي بن أبي طالب ان رجلا كان يتعبد في صومعة وان امرأة كان لها
إخوة فعرض لها شئ فاتوه بها فزينت له نفسه فوقع عليها فجاءه الشيطان فقال اقتلها فإنهم ان ظهروا عليك
افتضحت فقتلها ودفنها فجاؤه فأخذوه فذهبوا به فبينما هم يمشون إذ جاءه الشيطان فقال انى أنا الذي زينت لك
فاسجد لي سجدة أنجيك فسجد له فذلك قوله كمثل الشيطان إذ قال للانسان أكفر الآية * وأخرج ابن أبي حاتم
من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله كمثل الشيطان الآية قال كان راهب من بني إسرائيل يعبد الله فيحسن
عبادته وكان يؤتى من كل أرض فيسأل عن الفقه وكان عالما وان ثلاثة إخوة لهم أخت حسناء من أحسن
الناس وانهم أرادوا ان يسافروا وكبر عليهم ان يدعوها ضائعة فعمدوا إلى الراهب فقالوا انا نريد السفر
199

وانا لا نجد أحدا أوثق في أنفسنا ولا آمن عندنا منك فان رأيت جعلنا أختنا عندك فإنها شديدة الوجع فان
ماتت فقم عليها وان عاشت فاصلح إليها حتى ترجع فقال أكفيكم إن شاء الله فقام عليها فداواها حتى برئت وعاد
إليها حسنها وانه اطلع إليها فوجدها متصنعة ولم يزل به الشيطان حتى وقع عليها فحملت ثم ندمه الشيطان فزين له
قتلها وقال إن لم تفعل افتضحت وعرف أمرك فلم يكن لك معذرة فلم يزل به حتى قتلها فلما قدم إخوتها سألوه ما فعلت
قال ماتت فدفنتها قالوا أحسنت فجعلوا يرون في المنام ويخبرون ان الراهب قتلها وانها تحت شجرة كذا وكذا
وانهم عمدوا إلى الشجرة فوجدوها قد قتلت فعمدوا إليه فأخذوه فقال الشيطان انا الذي زينت لك الزنا وزينت
لك قتلها فهل لك ان تطيعني وأنجيك قال نعم قال فاسجد لي سجدة واحدة فسجد له ثم قتل فذلك قول الله كمثل
الشيطان إذ قال للانسان أكفر الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في هذه الآية قال كانت امرأة ترعى
الغنم وكان لها أربعة إخوة وكانت تأوي بالليل إلى صومعة راهب فنزل الراهب ففجر بها فاتاه الشيطان فقال
اقتلها ثم ادفنها فإنك رجل مصدق يسمع قولك فقتلها ثم دفنها فأتى الشيطان إخوتها في المنام فقال لهم ان الراهب
فجر بأختكم فلما أحبلها قتلها ثم دفنها في مكان كذا وكذا فلما أصبحوا قال رجل منهم لقد رأيت البارحة كذا
وكذا فقال الآخر وأنا والله لقد رأيت كذلك فقال الآخر وانا والله لقد رأيت كذلك قالوا فوالله ما هذا الا لشئ
فانطلقوا فاستعدوا ملكهم على ذلك الراهب فاتوه فأنزلوه ثم انطلقوا به فلقيه الشيطان فقال انى أنا الذي أوقعتك
في هذا ولن ينجيك منه غير فاسجد لي سجدة واحدة وأنجيك مما أوقعتك فيه فسجد له فلما أتوا به ملكهم تبرأ منه
وأخذ فقتل * وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عبيد بن
رفاعة الدارمي يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال كان راهب في بني إسرائيل فاخذ الشيطان جارية فخنقها فألقى
في قلوب أهلها ان دواءها عند الراهب فأتى بها الراهب فأبى ان يقبلها فلم يزالوا به حتى قبلها فكانت عنده فاتاه
الشيطان فوسوس له وزين له فلم يزل به حتى وقع عليها فلما حملت وسوس له الشيطان فقال الا آن تفتضح يأتيك
أهلها فاقتلها فان اترك فقل ماتت فقتلها ودفنها فأتى الشيطان أهلها فوسوس إليهم وألقى في قلوبهم انه أحبلها ثم
قتلها فاتاه أهلها فسألوه فقال ماتت فأخذوه فاتاه الشيطان فقال انا الذي ألقيت في قلوب أهلها وأنا الذي
أوقعتك في هذا فأطعني تنج واسجد لي سجدتين فسجد له سجدتين فهو الذي قال الله كمثل الشيطان إذ قال للانسان
أكفر الآية * وأخرج ابن المنذر والخرائطي في اعتلال القلوب من طريق عدى بن ثابت عن ابن عباس في الآية
قال كان راهب في بني إسرائيل متعبدا زمانا حتى كان يؤتى بالمجانين فيقرأ عليهم ويعودهم حتى يبرؤا فأتى بامرأة في
شرف قد عرض لها الجنون فجاء إخوتها إليه ليعوذها فلم يزل به الشيطان يزين له حتى وقع عليها فحملت فلما عظم
بطنها لم يزل الشيطان يزين له حتى قتلها ودفنها في مكان فجاء الشيطان في صورة رجل إلى بعض إخوتها فأخبره
فجعل الرجل يقول لأخيه والله لقد أتاني آت فأخبرني بكذا وكذا حتى أفضى به بعضهم إلى بعض حتى رفعوه إلى
ملكهم فسار الملك والناس حتى استنزله فأقر واعترف فامر به الملك فصلب فاتاه الشيطان وهو على خشيته فقال أنا
الذي زينت لك هذا وألقيتك فيه فهل أنت مطيعي فيما آمرك به وأخلصك قال نعم قال فاسجد لي سجدة واحدة
فسجد له وكفر فقتل في تلك الحال * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن طاوس قال كان رجل من بني إسرائيل
عابدا وكان ربما داوى المجانين وكانت امرأة جميلة أخذها الجنون فجئ بها إليه فتركت عنده فأعجبته
فوقع عليها فحملت فجاءه الشيطان فقال إن علم بهذا افتضحت فاقتلها وادفنها في بيتك فقتلها فجاء أهلها بعد زمان
يسألونه عنها فقال ماتت فلم يتهموه لصلاحه فيهم ورضاه فجاءهم الشيطان فقال إنها لم تمت ولكنه وقع عليها
فحملت فقتلها ودفنها في بيته في مكان كذا وكذا فجاء أهلها فقالوا ما نتهمك ولكن أخبرنا أين دفنتها ومن كان معك
ففتشوا بيته فوجدوها حيث دفنها فاخذ فسجن فجاءه الشيطان فقال إن كنت تريد ان أخرجك مما أنت فيه
فاكفر بالله فأطاع الشيطان وكفر فاخذ وقتل فتبرأ منه الشيطان حينئذ قال طاوس فما أعلم الا أن هذه الآية
أنزلت فيه كمثل الشيطان إذ قال للانسان أكفر الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود في الآية قال ضرب
الله مثل الكفار والمنافقين الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كمثل الشيطان إذ قال للانسان أكفر
200

* وأخرج عبد حميد عن مجاهد كمثل الشيطان إذ قال للانسان أكفر قال عامة الناس * وأخرج عبد بن حميد عن
الأعمش أنه كان يقرأ فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدان فيها والله أعلم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا
الله) الآية * أخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن جرير قال كنت جالسا عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم فاتاه قوم مجتابي النمار متقلدي السيوف ليس عليهم أزر ولا شئ غيرها عامتهم من مصر فلما
رأى النبي صلى الله عليه وسلم الذي بهم من الجهد والعرى والجوع تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام
فدخل بيته ثم راح إلى المسجد فصلى الظهر ثم صعد منبره فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد ذلكم فان الله أنزل في
كتابه يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين
نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون
تصدقوا قبل ان لا تصدقوا تصدقوا قبل ان يحال بينكم وبين الصدقة تصدق امرؤ من ديناره تصدق امرؤ من
درهمه تصدق امرؤ من بره من شعيره من تمره لا يحقرن شئ من الصدقة ولو بشق التمرة فقام رجل من الأنصار بصرة
في كفه فناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على منبره فعرف السرور في وجهه فقال من سن في الاسلام
سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا ومن سن سنة سيئة فعمل بها
كان عليه وزرها ومثل وزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيئا فقام الناس فتفرقوا فمن ذي دينار ومن ذي
درهم ومن ذي طعام ومن ذي ومن ذي فاجتمع فقسمه بينهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في
قوله ما قدمت لغد قال يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن نعيم بن محمد الرحبي قال كان من
خطبة أبى بكر الصديق وعلموا انكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه فان استطعتم ان ينقضي
الاجل وأنتم على حدر فافعلوا ولن تستطيعوا ذلك الا بإذن الله وان قوما جعلوا أجلهم لغيرهم فنهاكم الله ان
تكونوا أمثالهم فقال ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون أين من كنتم تعرفون
من إخوانكم قد انتهت عنهم أعمالهم ووردوا على ما قدموا أين الجبارون الأولون الذين بنوا المدائن
وحصنوها بالحوائط قد صاروا تحت الصخر والآكام هذا كتاب الله لا تفنى عجائبه ولا يطفأ نوره استضيؤا منه
اليوم ليوم الظلمة واستنصحوا كتابه وتبيانه فان الله قد أثنى على قوم فقال كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا
رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين لا خير في قول لا يبتغى به وجه الله ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله ولا خير فيمن يغلب
غضبه حلمه ولا خير في رجل يخاف في الله لومة لائم * قوله تعالى (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل) الآية * أخرج
ابن المنذر عن الضحاك في قوله لو أنزلنا هذا القرآن على جبل الآية قال لو أنزلت هذا القرآن على جبل فأمرته
بالذي أمرتكم وخوفته بالذي خوفتكم به إذا يصدع ويخشع من خشية الله فأنتم أحق أن تخشوا وتذلوا وتلين
قلوبكم لذكر الله * وأخرج ابن المنذر عن مالك بن دينار قال أقسم لكم لا يؤمن عبد بهذا القرآن الا صدع قلبه
* وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله لو أنزلنا هذا القرآن الآية قال يقول لو أنى أنزلت هذا
القرآن على جبل حملته إياه تصدع وخشع من ثقله ومن خشية الله فامر الله الناس إذا نزل عليهم القرآن أن
يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع قال كذلك يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتفكرون * وأخرج الديلمي
عن ابن مسعود وعلى مرفوعا في قوله لو أنزلنا هذا القرآن على جبل إلى آخر السورة قال هي رقية الصداع
* وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخه قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن يوسف بن
جعفر المقري البغدادي يعرف بغلام ابن شنبوذ أنبأنا إدريس بن عبد الكريم الحداد قال قرأت على خلف فلما
بغلت هذه الآية لو أنزلنا هذا القرآن على جبل قال ضع يدك على رأسك فإني قرأت على سليم فلما بلغت هذه الآية
قال ضع يدك على رأسك فإني قرأت على الأعمش فلما بلغت هذه الآية قال ضع يدك على رأسك فإني قرأت على يحيى
ابن وثاب فلما بلغت هذه الآية قال ضع يدك على رأسك فإني قرأت على علقمة والأسود فلما بلغت هذه الآية قال
ضع يدك على رأسك فانا قرأنا على عبد الله فلما بلغنا هذه الآية قال صعا أيديكما على رؤوسكما فإني قرأت على النبي
صلى الله عليه وسلم فلما بلغت هذه الآية قال لي ضع يدك على رأسك فان جبريل لما نزل بها إلى قال لي ضع يدك على
201

رأسك فإنها شفاء من كل داء الا السام والسام الموت * قوله تعالى (هو الله الذي لا اله الا هو) الآية * أخرج
ابن مردويه عن ابن عباس قال اسم الله الأعظم هو الله * وأخرج ابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري أنه كان
له مربد للتمر في بيته فوجد المربد قد نقص فلما كان الليل أبصره فإذا بحس رجل فقال له من أنت قال رجل من
الجن أردنا هذا البيت فأرملنا من الزاد فأصبنا من تمركم ولا ينقصكم الله منه شيئا فقال له أبو أيوب الأنصاري ان كنت
صادقا فناولني يدك فناوله يده فإذا بشعر كذراع الكلب فقال له أبو أيوب ما أصبت من تمرنا فأنت في حل أفلا تخبرني
بأفضل ما تتعوذ به الانس من الجن قال هذه الآية آخر سورة الحشر * وأخرج ابن مردويه عن انس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ آخر سورة الحشر ثم مات من يومه وليلته كفر عنه كل خطيئة عملها * وأخرج
ابن السني في عمل يوم وليلة وابن مردويه عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلا ذا أوى إلى فراشه
ان يقرأ آخر سورة الحشر وقال إن مت مت شهيدا * وأخرج أبو على عبد الرحمن بن محمد النيسابوري في فوائده
عن محمد بن الحنفية ان البراء بن عازب قال لعلي بن أبي طالب سألتك بالله الا ما خصصتني بأفضل ما خصك به رسول
الله صلى الله عليه وسلم مما خصه به جبريل مما بعث به إليه الرحمن قال يا براء إذا أردت ان تدعو الله باسمه الأعظم
فاقرأ من أول الحديد عشر آيات وآخر سورة الحشر ثم قل يا من هو هكذا وليس شئ هكذا غيره أسألك ان تفعل بي
كذا وكذا فوالله يا براء لو دعوت على لخسف بي * وأخرج ابن مردويه عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من تعوذ بالله من الشيطان ثلاث مرات ثم قرأ آخر سورة الحشر بعث الله إليه سبعين ألف ملك يطردون عنه
شياطين الإنس والجن ان كان ليلا حتى يصبح وان كان نهارا حتى يمسي * وأخرج ابن مردويه عن أنس عن النبي
صلى الله عليه وسلم مثله الا انه قال يتعوذ من الشيطان عشر مرات * وأخرج أحمد والدارمي والترمذي وحسنه
وابن الضريس والبيهقي في شعب الايمان عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يصبح
عشر مرات أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ثم قرأ الثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكل الله به
سبعين الف ملك يصلون عليه حتى يمسي وان مات ذلك اليوم مات شهيدا ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة
* وأخرج ابن عدي وابن مردويه والخطيب والبيهقي في شعب الايمان عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من قرأ خواتيم الحشر في ليل أو نهار فمات في يومه أو ليلته فقد أوجب له الجنة * وأخرج ابن الضريس
عن عتيبة قال حدثنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انه من قرأ خواتيم الحشر حين يصبح أدرك ما فاته من
ليلته وكان محفوظا إلى أن يمسي ومن قراها حين يمسي أدرك ما فاته من يومه وكان محفوظا إلى أن يصبح وان مات
أوجب * وأخرج الدارمي وابن الضريس عن الحسن قال من قرا ثلاث آيات من آخر سورة الحشر إذا أصبح
فمات من يومه ذلك طبع بطابع الشهداء وان قرا إذا أمسى فمات من ليلته طبع بطابع الشهداء * وأخرج
الديلمي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم الله الأعظم في ستة آيات من آخر سورة الحشر
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله عالم الغيب والشهادة قال السر والعلانية وفي قوله المؤمن قال المؤمن
خلقه من أن يظلمهم وفي قوله المهيمن قال الشاهد * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله عالم الغيب قال
ما يكون وما هو كائن وفي قوله القدوس قال تقدسه الملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في
العظمة في قوله القدوس قال المبارك السلام المؤمن قال المؤمن من آمن به المهيمن الشهيد عليه العزيز في نقمته
إذا انتقم الجبار جبر خلقه على ما يشاء المتكبر عن كل سوء * وأخرج ابن المنذر عن زيد بن علي قال انما سمى
نفسه المؤمن لأنه آمنهم من العذاب * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن
محمد بن كعب قال انما تسمى الجبار لأنه يجبر الخلق على ما أراده
* (سورة الممتحنة مدنية) *
أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة الممتحنة بالمدينة
* وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى) الآية * أخرج
أحمد والحميدي وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأبو عوانة وابن حبان وابن جرير
202

وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي وأبو نعيم معا في الدلائل عن علي قال بعثني رسول الله صلى الله عليه
وسلم انا والزبير والمقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فان بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فائتوني به فخرجنا
حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا اخرجي الكتاب قالت ما معي كتاب قلنا لتخرجن الكتاب أو لتلقين
الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين
بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا يا حاطب قال لا تعجل على
يا رسول الله انى كنت امرأ ملصقا من قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون
بها أهليهم وأموالهم بمكة فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم ان اصطنع إليهم بدا يحمون بها قرابتي وما فعلت
ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق فقال عمر دعني يا رسول الله فاضرب عنقه فقال إنه
شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ونزلت فيه يا أيها الذين
آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة * وأخرج أبو يعلى وابن المنذر من طريق الحارث
عن علي قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يأتي مكة أسر إلى ناس من أصحابه انه يريد الدخول إلى مكة
منهم حاطب بن أبي بلتعة وأفشى في الناس انه يريد خيبر فكتب حاطب إلى أهل مكة ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يريدكم فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثني انا ومن معي فقال ائتوا روضة خاخ فذكر له ما تقدم فأنزل
الله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم الآية * وأخرج ابن المنذر من طريق قتادة وابن مردويه عن
أنس رضي الله عنه في الآية قال لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الصيرورة من الحديبية إلى مشركي قريش كتب
إليهم حاطب بن أبي بلتعة يحذرهم فاطلع الله نبيه على ذلك فوجد الكتاب مع امرأة في قرن من رأسها فقال له
ما حملك على الذي صنعت قال أما والله ما اتيت في أمر الله ولا شككت فيه ولكنه كان لي بها أهل ومال فأردت
مصانعة قريش وكان حليفا لهم ولم يكن منهم فأنزل الله فيه القرآن يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم
الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يا أيها لذين آمنوا لا تتخذوا عدوى
وعدوكم الآية قال نزلت في رجل كان مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة من قريش كتب إلى أهله وعشيرته
بمكة يخبرهم وينذرهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سائر إليهم فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحيفته
فبعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه فاتاه بها * وأخرج أبو يعلى والحاكم وصححه وابن مردويه والضياء في
المختارة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين بكتاب فجئ به إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال يا حاطب ما دعاك إلى ما صنعت قال يا رسول الله كان أهلي فيهم فخشيت أن يصرموا عليهم فقلت
اكتب كتابا لا يضر الله ورسوله فقلت اضرب عنقه يا رسول الله فقد كفر فقال وما يدريك يا ابن الخطاب ان يكون
الله اطلع على أهل هذه العصابة من أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم * وأخرج ابن مردويه من طريق
ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة وحاطب رجل من أهل اليمن كان حليفا
للزبير بن العوام من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد شهد بدرا وكان بنوه وإخوته بمكة فكتب حاطب وهو مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة إلى كفار قريش بكتاب ينتصح لهم فيه فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
عليا والزبير فقال لهما انطلقا حتى تدركا امرأة معها كتاب فخذا الكتاب فأتياني به فانطلقا حتى أدركا المرأة
بحليفة بنى أحمد وهي من المدينة على قريب من اثنى عشر ميلا فقالا لها أعطينا الكتاب الذي معك قالت ليس معي
كتاب قالا كذبت قد حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان معك كتابا والله لتعطين الكتاب الذي معك أو
لا نترك عليك ثوبا الا التمسنا فيه قالت أو لستم بناس مسلمين قالا بلى ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا
ان معك كتابا حتى إذ ظنت انهما ملتمسان كل ثوب معها حلت عقاصها فأخرجت لهما الكتاب من بين قرون
رأسها كانت قد اعتقصت عليه فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل
مكة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا قال أنت كتبت هذا الكتاب قال نعم قال فما حملك على أن تكتب به
قال حاطب أما والله ما ارتبت منذ أسلمت في الله عز وجل ولكني كنت أمرا غريبا فيكم أيها الحي من قريش
203

وكان لي بنون وإخوة بمكة فكتبت إلى كفار قريش بهذا الكتاب لكي أدفع عنهم فقال عمر ائذن لي يا رسول الله
أضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فإنه قد شهد بدرا وانك لا تدرى لعل الله اطلع على أهل بدر
فقال اعملوا ما شئتم فإني غافر لكم ما عملتم فأنزل الله في ذلك يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء
تلقون إليهم بالمودة حتى بلغ لقد كان لكم في رضى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وأخرجه
عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عروة مرسلا * وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال أمن رسول الله
صلى الله عليه وسلم الناس يوم الفتح الا أربعة عبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح
وأم سارة فذكر الحديث قال وأما أم سارة فإنها كانت مولاة لقريش فاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكت
إليه الحاجة فأعطاها شيئا ثم أتاها رجل فبعث معها بكتاب إلى أهل مكة يتقرب بذلك إليهم لحفظ عياله وكان له بها
عيال فأخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فبعث في أثرها عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما
فلقياها في الطريق ففتشاها فلم يقدرا على شئ معها فأقبلا راجعين ثم قال أحدهما لصاحبه والله ما كذبنا ولا كذبنا
ارجع بنا إليها فرجعا إليها فسلا سيفهما فقالا والله لنذيقنك الموت أو لتدفعن إلينا الكتاب فأنكرت ثم قالت
أدفعه إليكما على أن لا ترد انى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبلا ذلك منها فحلت عقاص رأسها فأخرجت الكتاب
من قرن من قرونها فدفعته إليهما فرجعا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعاه إليه فدعا الرجل فقال ما هذا
الكتاب فقال أخبرك يا رسول الله انه ليس من رجل ممن معك الا وله بمكة من يحفظ عياله فكتبت بهذا الكتاب
ليكونوا لي في عيالي فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء الآية * وأخرج عبد بن حميد عن
الحسن قال كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين كتابا يذكر فيه مسير النبي صلى الله عليه وسلم فبعث به مع امرأة
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبها فاخذ الكتاب منها فجئ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا حاطبا
فقال أنت كتبت هذا الكتاب قال نعم يا رسول الله أما والله انى لمؤمن بالله وبرسوله وما كفرت منذ أسلمت ولا
شككت منذ استيقنت ولكني كنت أمرأ لا نسب لي في القوم انما كنت حليفهم وفي أيديهم من أهلي ما قد علمت
فكتبت إليهم بشئ قد علمت أن لن يغنى عنهم من الله شيئا أراده أن أدرأ به عن أهلي وما لي فقال عمر بن الخطاب
يا رسول الله خل عنى وعن عدو الله هذا المنافق فاضرب عنقه فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرا عرف
عمر انه قد غضب ثم قال ويحك يا عمر بن الخطاب وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل موطن من مواطن الخير
فقال للملائكة اشهدوا انى قد غفرت لأعبدي هؤلاء فليعملوا ما شاؤوا قال عمر الله ورسوله أعلم قال إنهم أهل بدر
فاجتنب أهل بدر انهم أهل بدر فاجتنب أهل بدر انهم أهل بدر فاجتنب أهل بدر * وأخرج أحمد وعبد بن حميد عن
جابر ان حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكة يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد غزوهم فدل النبي صلى
الله عليه وسلم على المرأة التي معها الكتاب فأرسل إليها فاخذ كتابها من رأسها فقال يا حاطب أفعلت قال نعم أما انى
لم أفعل غشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفاقا قد علمت أن الله مظهر رسوله ومتم له غير انى كنت غريبا بين
ظهرانيهم وكانت والدتي معهم فأردت ان أخدمها عندهم فقال له عمر الا أضرب رأس هذا قال أتقتل رجلا من
أهل بدر وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر وقال اعملوا ما شئتم * واخرج عبد بن حميد ومسلم والترمذي
والنسائي عن جابر ان عبد الحاطب بن أبي بلتعة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشتكي حاطبا فقال يا رسول
الله ليدخلن حاطب النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت لا يدخلها فإنه قد شهد بدرا والحديبية * وأخرج
ابن مردويه عن سعيد بن جبير قال اسم الذي أنزلت فيه يا أيها آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء حاطب
ابن أبي بلتعة * واخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا ان حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكة يحذرهم
سيرورة رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية فاطلع الله نبيه على ذلك فقال له نبي الله ما حملك على الذي صنعت
قال اما والله ما شككت في أمرى ولا ارتبت فيه ولكن كان لي هناك مال وأهل فأردت مصانعة قريش على أهلي
وما لي وذكر لنا انه كان حليفا لقريش ولم يكن من أنفسهم فأنزل الله القرآن وقال إن يثقفوكم يكونوا لكم
أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء إلى قوله قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه الا قول
204

إبراهيم لأبيه لاستغفرن لك قال يقول فلانا سوا في ذلك فإنها كانت موعدة وعدها إياه ربنا لا تجعلنا فتنة للدين
كفروا يقول لا تظهرهم علينا ففتنوا بذلك يرون انهم انما ظهروا لانهم أولى بالحق منا * واخرج عبد بن حميد عن
مجاهد في قوله لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء إلى قوله بما تعملون بصير قال في مكاتبة حاطب بن أبي بلتعة ومن
معه إلى كفار قريش يحذرونهم وفى قوله الا قول إبراهيم لأبيه قال نهوا ان يأتسوا باستغفار إبراهيم لأبيه فيستغفروا
للمشركين وفي قوله ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا قال لا تعذبنا بأيديهم ولا تعذب من عبدك فيقولوا لو كان هؤلاء
على حق ما أصابهم هذا * وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه من طريق مجاهد عن ابن عباس لا تتخذوا عدوى
وعدوكم أولياء إلى قوله بصير في مكاتبة حاطب بن أبي بلتعة ومن معه إلى كفار قريش يحذرونهم وقوله الأقوال إبراهيم
لأبيه لاستغفرن لك نهوا ان يتأسوا باستغفار إبراهيم لأبيه وقوله ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا لا تعذبنا بأيديهم
ولا بعذاب من عندك فيقولون لو كان هؤلاء على الحق ما أصابهم هذا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم
وصححه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس لقد كان لكم أسوة حسنة قال في صنع إبراهيم كله الا في الاستغفار
لأبيه لا يستغفر له وهو مشرك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله لا تجعلنا
فتنة للذين كفروا يقول لا تسلطهم علينا فيفتنونا * قوله تعالى (عسى الله ان يجعل) الآية * أخرج ابن أبي
حاتم عن ابن شهاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل أبا سفيان بن حرب على بعض اليمن فلما قبض
رسول الله صلى الله عليه وسلم اقبل فلقى ذا الخمار مرتدا فقاتله فكان أول من قاتل في الردة وجاهد عن الدين
قال ابن شهاب وهو فيمن أنزل الله فيه عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة * وأخرج ابن
مردويه عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال أول من قاتل أهل الردة على إقامة دين الله
أبو سفيان بن حرب وفيه نزلت هذه الآية عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن عدي وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي
صالح عن ابن عباس في قوله عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة قال كانت المودة التي جعل الله
بينهم تزويج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان فصارت أم المؤمنين وصار معاوية خال المؤمنين
* واخرج ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة قال
نزلت في تزويج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته أم حبيبة فكانت هذه مودة بينه وبينه * قوله تعالى (لا ينهاكم
الله) الآية * أخرج الطيالسي وأحمد والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في تاريخه
والحاكم وصححه والطبراني وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال؟ دمت قتيلة بنت عبد العزى على ابنتها
أسماء بنت أبي بكر بهدايا ضباب وأقط وسمن وهي مشركة فأبت أسماء ان تقبل هديتها أو تدخلها بيتها حتى
أرسلت إلى عائشة ان سلي عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته فأنزل الله لا ينهاكم الله عن الذين لم
يقاتلوكم في الدين إلى آخر الآية فأمرها ان تقبل هديتها وتدخلها بيتها * وأخرج البخاري وابن المنذر
والنحاس والبيهقي في شعب الايمان عن أسماء بنت أبي بكر قالت أتتني أمي راغبة وهي مشركة في عهد قريش إذ
عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألت النبي صلى الله عليه وسلم أأصلها فأنزل الله لا ينهاكم الله عن الذين
لم يقاتلوكم في الدين فقال نعم صلى أمك * وأخرج أبو داود في تاريخه وابن المنذر عن قتادة لا ينهاكم الله عن الذين
لم يقاتلوكم في الدين نسختها اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في
قوله لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين قال إن تستغفروا لهم وتبروهم وتقسطوا إليهم هم الذين آمنوا
بمكة ولم يهاجروا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين قال كفار أهل
مكة * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات) الآية * أخرج البخاري عن المسور بن مخرمة ومروان
ابن الحكم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عاهد كفار قريش يوم الحديبية جاءه نساء مؤمنات فأنزل الله يا أيها
الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات حتى بلغ ولا تمسكوا بعصم الكوافر فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في
الشرك * وأخرج البخاري وأبو داود في ناسخه والبيهقي في السنن عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة قالا لما
205

كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم سهيل بن عمر وعلى قضية المدة يوم الحديبية كان مما اشترط سهيل ان لا يأتيك
منا أحد وان كان على دينك الا رددته إلينا فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جندل بن سهيل ولم يأت رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحد من الرجال الا رده في تلك المدة وان كان مسلما ثم جاء المؤمنات مهاجرات وكانت أم كلثوم
بنت عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي عاتق فجاء أهلها يسألون رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان يرجعها إليهم حتى أنزل الله في المؤمنات ما أنزل * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن
عبد الله بن أبي أحمد رضي الله عنه قال هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط في الهدنة فخرج أخواها عمارة
والوليد حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلماه في أم كلثوم ان يردها إليهما فنقض الله العهد بينه وبين
المشركين خاصة في النساء ومنعهن ان يرددن إلى المشركين وأنزل الله آية الامتحان * وأخرج ابن دريد في أماليه
حدثنا أبو الفضل الرياشي عن ابن أبي رجاء عن الواقدي قال فخرجت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بآيات
نزلت فيها قالت فكنت أول من هاجر إلى المدينة فلما قدمت قدم أخي الوليد على فنسخ الله العقد بين النبي صلى
الله عليه وسلم وبين المشركين في شأني ونزلت فلا ترجعوهن إلى الكفار ثم أنكحني النبي صلى الله عليه وسلم
زيد بن حارثة فقلت أتزوجني بمولاك فأنزل الله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا ان يكون
لهم الخيرة من أمرهم ثم قتل زيد فأرسل إلى الزبير أحبسني على نفسك قلت نعم فنزلت ولا جناح عليكم فيما عرضتم
به من خطبة النساء * وأخرج ابن سعد عن ابن شهاب رضي الله عنه قال كان المشركون قد شرطوا على رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ان من جاء من قبلنا وان كان على دينك رددته إلينا ومن جاءنا من قبلك لم تردده
إليك فكان يرد إليهم من جاء من قبلهم يدخل في دينه فلما جاءت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط مهاجرة جاء
أخواها يريد ان يخرجاها ويرداها إليهم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات الآية
إلى قوله وليسألوا ما أنفقوا قال هو الصداق وان فاتكم شئ من أزواجكم الآية قال هي المرأة تسلم فيرد المسلمون
صداقها إلى الكفار وما طلق المسلمون من نساء الكفار عندهم فعليهم ان يردوا صداقهن إلى المسلمين فان
أمسكوا صداقا من صداق المسلمين مما فارقوا من نساء الكفار أمسك المسلمون صداق المسلمات اللاتي جئن من
قبلهم * وأخرج ابن إسحاق وابن سعد وابن المنذر عن عروة بن الزبير رضي الله عنه انه سئل عن هذه الآية
فكتب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان صالح قريشا يوم الحديبية على أن يرد على قريش من جاء فلما هاجر
النساء أبى الله ان يرددن إلى المشركين إذا هن امتحن بمحنة الاسلام فعرفوا أنهن انما جئن رغبة فيهن وأمر يرد
صداقهن إليهم إذا حبس عنهم وانهم يردوا على المسلمين صدقات من حبسوا عنهم من نسائهم ثم قال ذلك حكم الله
يحكم بينكم فامسك رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء ورد الرجال ولولا الذي حكم الله به من هذا الحكم رد النساء
كما رد الرجال ولولا الهدنة والعهد أمسك النساء ولم يرد لهن صداقا * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن مجاهد في قوله إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن قال سلوهن ما جاء بهن فان كان جاء بهن
غضب على أزواجهن أو غيرة أو سخط ولم يؤمن فارجعوهن إلى أزواجهن وان كن مؤمنات بالله فامسكوهن
وآتوهن أجورهن من صدقتهن وانكحوهن ان شئتم وأصدقوهن وفي قوله ولا تمسكوا بعصم الكوافر قال أمر
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بطلاق نساء هن كوافر بمكة قعدن مع الكفار واسألوا ما أنفقتم وليسألوا
ما أنفقوا قال ما ذهب من أزواج أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلى الكفار فليعطهم الكفار صدقاتهن
وليمسكوهن وما ذهب من أزواج الكفار إلى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كمثل ذلك هذا في صلح كان بين قريش
وبين محمد صلى الله عليه وسلم وان فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار الذين ليس بينكم وبينهم عهد فعاقبتم
أصبتم مغنما من قريش أو غيرهم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا صدقاتهن عوضا * وأخرج عبد بن
حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال خرجت امرأة مهاجرة إلى المدينة فقيل لها ما أخرجك بغضك لزوجك أم
أردت الله ورسوله قالت بل الله ورسوله فأنزل الله فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار فان تزوجها
رجل من المسلمين فليرد إلى زوجها الأول ما أنفق عليها * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير
206

وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات قال هذا حكم حكمه
الله بين أهل الهدى وأهل الضلالة فامتحنوهن قال كانت محنتهن ان يحلفن بالله ما خرجن لنشوز ولا خرجن
الا حبا للاسلام وحرصا عليه فإذا فعلن ذلك قبل منهن وفي قوله واسالوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا قال كن إذا
فررن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكفار الذين بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد فتزوجن
بعثوا بمهورهن إلى أزواجهن من المسلمين وإذا فررن من المشركين الذين بينهم وبين النبي عهد فنكحوهن بعثوا
بمهورهن إلى أزواجهن من المشركين فكان هذا بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبين أصحاب العهد من
الكفار وفي قوله وان فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم يقول إلى كفار قريش ليس بينهم وبين
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عهد يأخذونهم به فعاقبتم وهي الغنيمة إذا غنموا بعد ذلك ثم نسخ هذا الحكم
وهذا العهد في براءة فنبذا إلى كل ذي عهد عهده * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن إلى قوله عليم حكيم قال كان امتحانهن ان يشهدن
ان لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فإذا علموا ان ذلك حق منهن لم يرجعوهن إلى الكفار وأعطى بعلها في
الكفار الذين عقد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صداقه الذي أصدقها وأحلهن للمؤمنين إذا آتوهن أجورهن
ونهى المؤمنين ان يدعوا المهاجرات من أجل نسائهم في الكفار وكانت محنة النساء ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال قل لهن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعكن على أن لا تشركن
بالله شيئا وكانت هند بنت عتبة بن ربيعة التي شقت بطن حمزة متنكرة في النساء فقالت انى ان أتكلم يعرفني
وان عرفني قتلني وانما تنكرت فرقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت النسوة التي مع هند وأبين ان يتكلمن
فقالت هند وهي متنكرة كيف يقبل من النساء شيئا لم يقبله من الرجال فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال لعمر رضي الله عنه قل لهن ولا يسرقن قالت هند والله انى لأصيب من أبى سفيان الهنة ما أدرى أيحلهن
أم لا قال أبو سفيان ما أصبت من شئ مضى أو قد بقى فهو لك حلال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفها
فدعاها فاتته فأخذت بيده فعاذت به فقال أنت هند فقالت عفا الله عما سلف فصرف عنها رسول الله صلى الله عليه
وسلم وفي قوله وان فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم الآية يعنى ان لحقت امرأة من المهاجرين بالكفار
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يعطى من الغنيمة مثل ما أنفق * وأخرج ابن مردويه عن ابن شهاب رضي الله عنه
قال بلغنا ان الممتحنة أنزلت في المدة التي ماد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كفار قريش من أجل العهد
الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش في المدة فكان يرد على كفار قريش ما أنفقوا
على نسائهم اللاتي يسلمن ويهاجرن وبعولتهن كفار ولو كانوا حربا ليست بين رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبينهم مدة عهد لم يردوا إليهم شيئا مما أنفقوا وقد حكم الله للمؤمنين على أهل المدة من الكفار بمثل ذلك الحكم
قال الله ولا تمسكوا بعصم الكوافر وسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم
فطلق عمر بن الخطاب رضي الله عنه امرأته بنت أبي أمية بن المغيرة من بنى مخزوم فتزوجها معاوية بن أبي
سفيان وبنت جرول من خزاعة فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهم بن حذيفة العدوي وجعل
ذلك حكما حكم به بين المؤمنين وبين المشركين في مدة العهد التي كانت بينهم فأقر المؤمنون بحكم الله فأدوا ما أمروا
به من نفقات المشركين التي أنفقوا على نسائهم وأبى المشركون ان يقروا بحكم الله فيما فرض عليهم من أداه
نفقات المسلمين فقال الله وان فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل
ما أنفقوا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون فإذا ذهبت بعد هذه الآية امرأة من أزواج المؤمنين إلى المشركين
رد المؤمنون إلى أزواجها النفقة التي أنفق عليها من العقب الذي بأيديهم الذي أمروا ان يردوه إلى المشركين من
نفقاتهم التي أنفقوا على أزواجهن اللاتي آمن وهاجرن ثم ردوا إلى المشركين فضلا ان كان لهم * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه ولا تمسكوا بعصم الكوافر قال الرجل تلحق امرأته بدار الحرب
فلا يعتد بها من نسائه * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه مثله * وأخرج عبد بن حميد عن
207

عامر الشعبي رضي الله عنه قال كانت زينب امرأة ابن مسعود من الذين قالوا له واسالوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه وان فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم
ان امرأة من أهل مكة أتت المسلمين فعوضوا زوجها وان امرأة من المسلمين أتت المشركين فعوضوا زوجها وان
امرأة من المسلمين ذهبت إلى من ليس له عهد من المشركين فعاقبتم فأصبتم غنيمة فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل
ما أنفقوا يقول آتوا زوجها من الغنيمة مثل مهرها * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
خرج سهيل بن عمر وفقال رجل من أصحابه يا رسول الله ألسنا على حق وهم على باطل قال بلى قال فما بال من
أسلم منهم رد إليهم ومن اتبعهم منا نرده إليهم قال أما من أسلم منهم فعرف الله منه الصدق أنجاه ومن رجع منا سلم
الله منه قال ونزلت سورة الممتحنة بعد ذلك الصلح وكانت من أسلم من نسائهم فسئلت ما أخرجك فان كانت
خرجت فرارا من زوجها ورغبة عنه ردت وان كانت خرجت رغبة في الاسلام أمسكت ورد على زوجها مثل
ما أنفق * وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي حبيب رضي الله عنه انه بلغه انه نزلت يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم
المؤمنات مهاجرات الآية في امرأة أبى حسان بن الدحداحة وهي أميمة بنت بسر امرأة من بنى عمرو بن عوف
وان سهل بن حنيف تزوجها حين فرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فولدت له عبد الله بن سهل * وأخرج
ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه قال كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة عهد شرط في أن يرد
النساء فجاءت امرأة تسمى سعيدة وكانت تحت صيفي بن الراهب وهو مشرك من أهل مكة وطلبوا ردها فأنزل الله
إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات الآية * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر عن
الزهري رضي الله عنه قال نزلت هذه الآية وهم بالحديبية لما جاء النساء أمره ان يرد الصداق إلى أزواجهن
وحكم على المشركين مثل ذلك إذا جاءتهم امرأة من المسلمين ان يردوا الصدق إلى زوجها فاما المؤمنون فأقروا
بحكم الله وأما المشركون فأبوا ان يقروا فأنزل الله وان فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار إلى قوله مثل ما أنفقوا
فامر المؤمنون إذا ذهبت امرأة من المسلمين ولها زوج من المسلمين ان يرد إليه المسلمون صداق امرأته مما أمروا
ان يردوا على المشركين * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه في قوله إذا جاءكم
المؤمنات الآية قال كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد وكانت المرأة إذا جاءت إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم امتحنوها ثم يردون على زوجها ما أنفق عليها فان لحقت امرأة من المسلمين بالمشركين فغنم المسلمون
ردوا على صاحبها ما أنفق عليها قال الشعبي ما رضى المشركون بشئ ما رضوا بهذه الآية وقالوا هذا النصف
* وأخرج ابن أبي أسامة والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند حسن عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن ولفظ ابن المنذر انه سئل بم كان النبي
صلى الله عليه وسلم يمتحن النساء قال كانت المرأة إذا جاءت النبي صلى الله عليه وسلم حلفها عمر رضي الله عنه بالله
ما خرجت رغبة بأرض عن أرض وبالله ما خرجت من بغض زوج وبالله ما خرجت التماس دنيا وبالله ما خرجت
الا حبا لله ورسوله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال يقال لها ما جاء بك عشق رجل
منا ولا فرار من زوجك ما خرجت الا حبا لله ورسوله * وأخرج ابن منيع من طريق الكلبي عن أبي صالح
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أسلم عمر بن الخطاب وتأخرت امرأته في المشركين فأنزل الله ولا تمسكوا بعصم
الكوافر * وأخرج الطبراني وأبو نعيم وابن عساكر عن يزيد بن الأخنس رضي الله عنه انه لما أسلم أسلم معه
جميع أهله الا امرأة واحدة أبت ان تسلم فأنزل الله ولا تمسكوا بعصم الكوافر فقيل له قد أنزل الله انه فرق بينها
وبين زوجها لا ان تسلم فضرب لها أجل سنة فلما مضت السنة الا يوما جلست تنظر الشمس حتى إذا دنت
للغروب أسلمت * وأخرج ابن أبي حاتم عن طلحة رضي الله عنه قال لما نزلت ولا تمسكوا بعصم الكوافر طلقت
امرأتي أروى بنت ربيعة وطلق عمر قريبة بنت أبي أمية وأم كلثوم بنت جرول الخزاعية * وأخرج سعيد بن
منصور وابن المنذر عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه في قوله ولا تمسكوا بعصم الكوافر قال نزلت في المرأة من
المسلمين تلحق بالمشركين فتكفر فلا يمسك زوجها بعصمتها قد برئ منها * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن
208

في قوله وان فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار قال نزلت في امرأة الحكم بنت أبي سفيان ارتدت فتزوجها رجل
ثقفي ولم ترتد امرأة من قريش غيرها فأسلمت مع ثقيف حين أسلموا * وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر عن
ابن جريج فامتحنوهن الآية قال سالت عطاء عن هذه الآية تعلمها قال لا * قوله تعالى (يا أيها النبي إذا جاءك
المؤمنات يبايعنك) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري وابن ماجة وابن المنذر وابن مردويه
عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية يا أيها النبي إذا جاءك
المؤمنات يبايعنك إلى قوله غفور رحيم فمن أقرت بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد بايعتك كلاما ولا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة ما بايعهن الا بقوله قد بايعتك على ذلك * وأخرج عبد
الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن سعد وأحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة وابن جرير
وابن المنذر وابن مردويه عن أميمة بنت رقيقة قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نساء لنبايعه فاخذ علينا ما
في القرآن ان لا نشرك بالله شيئا حتى بلغ ولا يعصينك في معروف فقال فيما استطعتن وأطقتن قلنا الله ورسوله
ارحم بنا من أنفسنا يا رسول الله الا تصافحنا قال انى لا أصافح النساء انما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة
* وأخرج أحمد وابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال جاءت أميمة بنت رقيقة إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه على الاسلام فقال أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني ولا
تقتلي ولدك ولا تأتى ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى * وأخرج ابن سعد
وأحمد وابن مردويه عن سليمى بنت قيس رضي الله عنها قالت جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبايعه
على الاسلام في نسوة من الأنصار فلما شرط علينا ان لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي
ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف ولا تغششن أزواجكن فبايعناه ثم انصرفنا فقلت
لامرأة ارجعي فاسأليه ما غش أزواجنا فسألته فقال تأخذ ماله فتحابى غيره به * وأخرج عبد بن حميد وابن
مردويه والبخاري ومسلم والنسائي وابن المنذر عن عبادة بن الصامت قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال
بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا وقرأ آية النساء فمن وفي منكم فأجره على الله ومن أصاب من
ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فهو إلى الله ان شاء عد به وان شاء غفر له
* وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال شهدت الصلاة يوم الفطر مع النبي صلى
الله عليه وسلم فنزل فاقبل حتى أتى النساء فقال يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا
ولا يسرقن ولا يزنين حتى فرغ من الآية كلها ثم قال حين فرغ أنتن على ذلك قالت امرأة نعم * وأخرج ابن أبي حاتم
عن مقاتل رضي الله عنه قال أنزلت هذه الآية يوم الفتح فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال على الصفار عمر
يبايع النساء تحتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أحمد وابن سعد وأبو داود وأبو يعلى وعبد بن حميد
وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية عن جدته أم عطية رضي الله عنها قالت
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة جمع نساء الأنصار في بيت فأرسل إليهن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فقام على الباب فسلم فقال أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكن تبايعن على أن لا تشركن بالله شيئا ولا
تسرقن ولا تزنين لآية قلنا نعم فمد يده من خارج البيت ومددنا أيدينا من داخل البيت قال إسماعيل فسالت
جدتي عن قوله تعالى ولا يعصينك في معروف قالت نهانا عن النياحة * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد
وأحمد وابن مردويه عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت بايعت النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فقال انى
لا أصافحكن ولكن آخذ عليكن ما أخذ الله * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد عن الشعبي رضي الله عنه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع النساء ووضع على يده ثوبا فلما كان بعد كان يخبر النساء فيقرأ عليهن
هذه الآية يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن
أولادهن فإذا أقررن قال قد بايعتكن حتى جاءت هند امرأة أبى سفيان فلما قال ولا يزنين قالت أو تزني الحرة لقد
كنا نستحي من ذلك في الجاهلية فكيف بالاسلام فقال ولا يقتلن أولادهن قالت أنت قتلت آباءهم وتوصينا
209

بأبنائهم فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ولا يسرقن فقالت يا رسول الله انى أصبت من مال أبى سفيان
فرخص لها * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال قل لهن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعكن على أن لا تشركن بالله
شيئا وكانت هند متنكرة في النساء فقال لعمر قل لهن ولا يسرقن قالت هند والله انى لأصيب من مال أبى سفيان
الهنة فقال ولا يزنين فقالت وهل تزني الحرة فقال ولا يقتلن أولادهن قالت هند أنت قتلتهم يوم بدر قال ولا يأتين
ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف قال منعهن ان ينحن وكان أهل الجاهلية يمزقن
الثياب ويخدشن الوجوه ويقطعن الشعور ويدعون بالويل والثبور * وأخرج الحاكم وصححه عن فاطمة بنت
عتبة ان أخاها أبا حذيفة أتى بها وبهند بنت عتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه فقالت أخذ علينا بشرط
فقلت له يا ابن عم وهل علمت في قومك من هذه الصفات شيئا قال أبو حذيفة أيها فبايعيه فان بهذا يبايع وهكذا
يشترط فقالت هند لا أبايعك على السرقة فإني أسرق من مال زوجي فكف النبي صلى الله عليه وسلم يده وكفت
يدها حتى أرسل إلى أبى سفيان فتحلل لها منه فقال أبو سفيان اما الرطب فنعم وأما اليابس فلا ولا نعمة قالت
فبايعناه * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله ولا يأتين ببهتان يفترينه قال كانت الحرة
يولد لها الجارية فتجعل مكانها غلاما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من
طريق على عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا يأتين ببهتان يفترينه قال لا يلحقن بأزواجهن غير أولادهن ولا
يعصينك في معروف قال انما هو شرط شرطه الله للنساء * واخرج ابن سعد وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه
وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أم سلمة الأنصارية قالت قالت امرأة من النسوة
ما هذا المعروف الذي لا ينبغي لنا ان نعصيك فيه قال لا تنحن قلت يا رسول الله ان بنى فلان أسعدوني على عمى ولا بد
لي من قضائهن فأبى على فعاودته مرارا فأذن لي في قضائهن فلم أنح بعد ولم يبق منا امرأة الا وقد ناحت غيري
* وأخرج سعيد بن منصور وابن منيع وابن سعد وابن مردويه عن أبي المليح قال جاءت امرأة من الأنصار تبايع
النبي صلى الله عليه وسلم فلما شرط عليها أن لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن ولا تزنين أقرت فلما فال ولا يعصينك في
معروف قال أن لا تنوحي فقالت يا رسول الله ان فلانة أسعدتني أفأسعدها ثم لا أعود فلم يرخص لها مرسل حسن
الاسناد * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن سعد وابن مردويه بسند جيد عن مصعب بن نوح الأنصاري قال
أدركت عجوزا لنا كانت فيمن بايع النبي صلى الله عليه وسلم قالت أخذ علينا فيما أخذ أن لا تنحن وقال هو المعروف
الذي قال الله ولا يعصينك في معروف فقلت يا نبي الله ان أناسا قد كانوا أسعدوني على مصائب أصابتني وانهم قد
أصابتهم مصيبة وأنا أريد ان أسعدهم قال انطلقي فكافئيهم ثم انها أتت فبايعته * وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم
وابن مردويه عن أسيد بن أبي أسيد البراد عن امرأة من المبايعات قال كان فيما أخذ علينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان لا نعصيه فيه من المعروف وان لا نخمش وجها ولا نشق جيبا ولا ندعو ويلا * وأخرج ابن أبي حاتم
في قوله ولا يعصينك في معروف قال لا يشققن جيوبهن ولا يصككن خدودهن * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن
حميد عن سالم بن أبي الجعد في قوله ولا يعصينك في معروف قال النوح * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد
عن أبي العالية ولا يعصينك في معروف قال النوح قال فكل شئ وافق لله طاعة فلم يرض لنبيه أن يطاع في معصية
الله * وأخرج عبد بن حميد عن أبي هاشم الواسطي ولا يعصينك في معروف قال لا يدعون ويلا ولا يشققن جيبا
ولا يحلقن رأسا * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن بكر بن عبد الله المزني قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
على النساء في البيعة ان لا يشققن جيبا ولا يخمشن وجها ولا يدعون ويلا ولا يقلن هجرا * وأخرج الطبراني وابن
مردويه عن عائشة بنت قدامة بن مظعون قالت كنت مع أمي رائطة ببنت سفيان والنبي صلى الله عليه وسلم
يبايع النسوة ويقول أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن ولا تزنين ولا تقتلن أولادكن ولا تأتين
ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن ولا تعصين في معروف فأطرقن قالت وانا أسمع أمي وأمي تلقنني تقول أمي
بنية قولي نعم فيما استطعت فكنت أقول كما يقلن * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وأحمد وابن مردويه عن أنس
210

قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم على النساء حين بايعهن ان لا ينحن فقلن يا رسول الله ان نساء أسعدتنا في
الجاهلية أفنسعدهن في الاسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا إسعاد في الاسلام ولا شطار ولا عقر في الاسلام
ولا خبب ولا جنب ومن انتهب فليس منها * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله في قوله يا أيها الذين آمنوا إذا
جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن قال كيف يمتحن فأنزل الله يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنان يبايعنك على أن لا
يشركن بالله شيئا الآية * وأخرج ابن سعد وابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا بايع النساء دعا بقدح من ماء فغمس يده فيه ثم يغمسن أيديهن فكانت هذه بيعته
* وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن أم عطية قالت لما نزلت إذا جاءك المؤمنات
يبايعنك إلى قوله ولا يعصينك في معروف فبايعهن قالت كان منه النياحة يا رسول الله الا آل فلان فإنهم كانوا قد
أسعدوني في الجاهلية فلا بد لي من أن أسعدهم قال لا آل فلان * واخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن مردويه
عن أم عطية قالت أخذ علينا في البيعة ان لا ننوح فما وفي منا لا خمسة أم سليم وأم العلاء وابنة أبى سبرة امرأة أبى
معاذ أو قال بنت أبي سبرة وامرأة معاذ وامرأة أخرى * وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه عن أم عطية قالت
بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ علينا ان لا تشركن بالله شيئا ونهانا عن النياحة فقبضت منا امرأة يدها
فقالت يا رسول الله ان فلانة أسعدتني وانا أريد ان أجزيها فلم يقل لها شيئا فذهبت ثم رجعت قالت فما وفت منا
امرأة أم سليم وأم العلاء وبنت أبى سبرة امرأة معاذ أو بنت أبي سبرة وامرأة معاذ * وأخرج ابن مردويه عن
جابر بن عبد الله في قوله ولا يعصينك في معروف قال اشترط عليهن ان لا ينحن * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك
قال كان فيما أخذ على النساء من المعروف ان لا ينحن فقالت امرأة لا بد من النوح فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان كنتن لا بد فاعلات فلا تخمشن وجها ولا تخرقن ثوبا ولا تحلقن شعرا ولا تدعون بالويل ولا تقلن هجرا
ولا تقلن الا حقا * وأخرج ابن سعد عن عاصم بن عمرو بن قتادة رضي الله عنه قال أول من بايع النبي صلى الله عليه
وسلم أم سعد بن معاذ كبشة بنت رافع وأم عامر بنت يزيد بن السكن وحواء بنت يزيد بن السكن * وأخرج ابن أبي
شيبة عن يزيد بن أسلم رضي الله عنه ولا يعصينك في معروف قال لا يشققن جيبا ولا يخمشن وجها ولا ينشرن
شعرا ولا يدعون ويلا * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن
النوح * وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما نهيت عن النوح
* وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي رضي الله عنه قال لعنت النائحة والممسكة * وأخرج ابن مردويه عن أم
عفيف قالت أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بايع النساء ان لا نحدث الرجال الا محرما * وأخرج
ابن سعد وعبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال كان فيما أخذ عليهن ان لا يخلون بالرجال الا أن يكون
محرما وان الرجل قد تلاطفه المرأة فيمذي في فخذيه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله
ولا يعصينك في معروف قال أخذ عليهن ان لا ينحن ولا يحدثن الرجال فقال عبد الرحمن بن عوف ان لنا أضيافا
وانا نغيب عن نسائنا فقال ليس أولئك عنيت * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن أم عطية رضي الله عنها
قالت كان فيما أخذ عليهن ان لا يخلون بالرجال الا أن يكون محرما فان الرجل قد يلاطف المرأة فيمذي في فخذيه
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية إذا جاءك المؤمنات يبايعنك
قال فان المعروف الذي لا يعصى فيه أن لا يخلو الرجل والمرأة وحدانا وان لا ينحن نوح الجاهلية قال فقالت خولة
بنت حكيم الأنصارية يا رسول الله ان فلانة أسعدتني وقد مات أخوها فانا أريد ان أجزيها قال فاذهبي فاجزيها ثم
تعالى فبايعي وأخرجه ابن جرير وابن مردويه عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما موصولا والله أعلم
* قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال كان عبد الله بن عمر وزيد بن الحارث يوادون رجالا من يهود فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما
غضب الله عليهم الآية * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه
في قوله يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة فلا يؤمنون بها ولا يرجونها كما
211

يئس هذا الكافر إذا مات وعاين مكانه واطلع عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما
لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قال هم الكفار أصحاب القبور الذين يئسوا من الآخرة * وأخرج ابن المنذر
عن سعيد بن جبير رضي الله عنه كما يئس الكفار من أصحاب القبور قال الذين ماتوا فعاينوا الآخرة * وأخرج
سعيد بن منصور وابن أبي شيبة عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنهما في قوله كما يئس الكفار من أصحاب القبور قالا
الكفار حين أدخلوا القبور عاينوا ما أعد الله لهم من الخزي آيسوا من رحمة الله * وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس رضي الله عنهما في الآية قال يعنى من مات من الذين كفروا فقد يئس الاحياء من الذين كفروا ان يرجعوا
إليهم أو يبعثهم الله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كما يئس
الكفار الاحياء من الذين ماتوا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله لا تتولوا قوما
غضب الله عليهم قال اليهود قد يئسوا من الآخرة أن يبعثوا كما يئس الكفار أن يرجع إليهم أصحاب القبور
الذين قد ماتوا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قد يئسوا من الآخرة قال بكفرهم كما يئس الكفار من أصحاب
القبور قال من ثواب الآخرة حين تبين لهم أعمالهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كما يئس الكفار من
أصحاب القبور قال إن الكافر إذا مات له ميت لم يرج لقاءه ولم يحتسب أجره والله أعلم
* (سورة الصف مدنية) *
أخرج النحاس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة الصف بمكة * وأخرج ابن الضريس وابن مردويه
والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة الصف بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال نزلت سورة الحواريين بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضي الله عنه قال نزلت سورة
الصف بالمدينة * وأخرج النحاس وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال نزلت سورة الصف بالمدينة * قوله تعالى
(سبح لله ما في السماوات) الآيات أخبرنا أبو عبد الله الحاكم بقراءتي عليه قال أخبرنا أبو إسحق التنوخي أنبأنا أحمد
ابن أبي طالب أنبأنا أبو المنجا بن اللتي أنبأنا أبو الوقت السجزي أنبأنا أبو الحسن الداودي أنبأنا أبو محمد السرخسي
أخبرنا أبو عمران السمرقندي أنبأنا أبو محمد الدارمي في مسنده أنبأنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي
سلمة عن عبد الله بن سلام قال قعدنا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا فقلنا لو نعلم أي
الأعمال أقرب إلى الله لعملناه فأنزل الله سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم
تقولون ما لا تفعلون قال عبد الله بن سلام رضي الله عنه قرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا قال أبو سلمة
قرأها علينا ابن سلام رضي الله عنه هكذا قال يحيى فقرأها علينا أبو سلمة قال الأوزاعي فقرأها علينا يحيى قال محمد
ابن كثير رضي الله عنه فقرأها علينا الأوزاعي قال الدارمي فقرأها علينا محمد بن كثير قال السمرقندي فقرأها علينا
الدارمي قال السرخسي فقرأها علينا السمرقندي قال الداودي فقرأها علينا السرخسي قال أبو الوقت فقرأها
علينا الداودي قال أبو المنجا فقرأها علينا أبو الوقت قال أحمد بن أبي طالب فقرأها علينا أبو المنجا قال التنوخي
فقرأها علينا أحمد بن أبي طالب قال أبو عبد الله الحاكم فقرأها علينا التنوخي قلت فقرأها علينا أبو عبد الله الحكم
هكذا حديث أخرجه الترمذي عن الدارمي فوافقنا بعلو درجتين وأخرجه أحمد وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم
وقال صحيح على شرط الشيخين وابن مردويه وأخرجه ابن المنذر مسلسلا أيضا والبيهقي في الشعب والسنن مسلسلا
قال الحافظ بن حجر هو من أصح مسلسل يروى في الدنيا قل ان وقع في المسلسلات مثله في مزيد علوه * وأخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال كان ناس من المؤمنين قبل ان يفرض الجهاد يقولون لوددنا
ان الله دلنا على أحب الأعمال فنعمل به فأخبر الله نبيه ان أحب الأعمال ايمان بالله لا شك فيه وجهاد أهل معصيته
الذين خالفوا الايمان ولم يقروا به فلما نزل الجهاد كره ذلك أناس من المؤمنين وشق عليهم امره فقال الله يا أيها
الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله
كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون قال هذه الآية في القتال وحده هم قوم كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم
فيقول الرجل قاتلت وضربت بسيفي ولم يفعلوا فنزلت * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن
212

عبد الرحمن بن سابط قال كان عبد الله بن رواحة يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول تعالوا نذكر الله فنزداد ايمانا
تعالوا نذكر الله بطاعته لعله يذكرنا بمعرفته فهش القوم للذكر واشتاقوا فقالوا اللهم لو نعلم الذي هو أحب إليك
فعلناه فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون إلى قوله كأنهم بنيان مرصوص فلما كان يوم مؤتة وكان
ابن رواحة أحد الامراء نادى في القوم يا أهل المجلس الذين وعدتم ربكم قولكم لو نعلم الذي هو أحب إليك فعلنا
ثم تقدم فقاتل حتى قتل * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس قال قال ناس لو نعلم أحب الأعمال
إلى الله لفعلناه فأخبرهم الله فقال إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص فكرهوا ذلك
فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عباس قال كانوا يقولون والله لو نعلم ما أحب الأعمال إلى الله فنزلت يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون
إلى قوله بنيان مرصوص فدلهم على أحب الأعمال إليه * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قالوا لو كنا نعلم أي
الأعمال أحب إلى الله فنزلت يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون إلى قوله بنيان مرصوص * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر وابن عساكر عن مجاهد في قوله يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون إلى قوله بنيان مرصوص
قال نزلت في نفر من الأنصار منهم عبد الله بن رواحة قالوا في مجلس لهم لو نعلم أي عمل أحب إلى الله لعملناه حتى نموت
فأنزل الله هذا فيهم فقال ابن رواحه لا أبرح حبيسا في سبيل الله حتى أموت فقتل شهيدا * وأخرج مالك في تفسيره
عن زيد بن أسلم قال نزلت هذه الآية في نفر من الأنصار فيهم عبد الله بن رواحة قالوا في مجلس لو نعلم أي الأعمال
أحب إلى الله لعملنا به حتى نموت فأنزل الله هذه فيهم فقال ابن رواحة لا أبرح حبيسا في سبيل الله حتى أموت
شهيدا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال قال المؤمنون لو نعلم أحب الأعمال إلى الله لعملناه فدلهم على أحب
الأعمال إليه فقال إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا فبين لهم فابتلوا يوم أحد بذلك فولوا عن النبي صلى الله
عليه وسلم مدبرين فأنزل الله في ذلك يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن أبي صالح قال قال المسلمون لو أمرنا بشئ نفعله فنزلت يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون قال بلغني
انها نزلت في الجهاد كان الرجل يقول قاتلت وفعلت ولم يكن فعل فوعظهم الله في ذلك أشد الموعظة * وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث السرية فإذا رجعوا كانوا يزيدون في
الفعل ويقولون قاتلنا كذا وفعلنا كذا فأنزل الله الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ميمون بن مهران
قال إن القاص ينتظر المقت فقيل له أرأيت قول الله يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان
تقولوا ما لا تفعلون أهو الرجل يقرظ نفسه فيقول فعلت كذا وكذا من الخير أم هو الرجل يأمر بالمعروف وينهى
عن المنكر وان كان فيه تقصير فقال كلاهما ممقوت * وأخرج عبد بن حميد عن أبي خالد الوالبي قال جلسنا لي
خباب فسكت فقلنا الا تحدثنا فإنما جلسنا إليك لذلك فقال أتأمروني ان أقول ما لا افعل * قوله تعالى (ان الله
يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله كأنهم
بنيان مرصوص قال مثبت لا يزول ملصق بعضه ببعض * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ان الله
يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا الآية قال ألم تروا إلى صاحب البناء كيف لا يحب ان يختلف بنيانه فكذلك
الله لا يحب ان يختلف امره وان الله صف المسلمين في قتالهم وصفهم في صلاتهم فعليكم بأمر الله فإنه عصمة
لمن اخذ به * وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت
الصلاة يمسح مناكبنا وصدورنا ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ان الله وملائكته يصلون على الصفوف
الأول وصلوا المناكب بالمناكب والاقدام بالاقدام فان الله يحب في الصلاة ما يحب في القتال صفا كأنهم بنيان
مرصوص * وأخرج أحمد وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال ثلاثة يضحك الله إليهم القوم إذا اصطفوا للصلاة والقوم إذا اصطفوا لقتال المشركين ورجل
يقوم إلى الصلاة في جوف الليل * قوله تعالى (وإذ قال عيسى بن مريم) الآية * أخرج ابن مردويه عن
العرباض بن سارية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انى عبد الله في أم الكتاب وخاتم النبيين وان آدم
213

لمنجدل في طينته وسوف أنبئكم بتأويل ذلك أنا دعوة إبراهيم وبشارة عيسى قومه ورؤيا أمي التي رأت انه خرج
منها نور أضاء له قصور الشام * وأخرج ابن مردويه عن أبي موسى قال أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ننطلق
مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي قال ما منعك أن تسجد لي قلت لا نسجد الا الله قال وما ذاك قلت إن الله
بعث فينا رسوله وهو الرسول الذي بشر به عيسى بن مريم برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فأمرنا أن نعبد الله ولا
نشرك به شيئا * وأخرج مالك والبخاري ومسلم والدارمي والترمذي والنسائي عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان لي خمسة أسماء أنا محمد وأنا احمد وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا الماحي الذي
يمحو الله بي الكفر وانا العاقب والعاقب الذي ليس بعده نبي * وأخرج الطيالسي وابن مردويه عن جبير بن
مطعم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول انا محمد وانا احمد والحاشر ونبي التوبة ونبي الملحمة * وأخرج ابن
مردويه عن أبي بن كعب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أعطيت ما لم يعط أحد من أنبياء الله قلنا يا رسول الله ما هو
قال نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض وسميت احمد وجعل لي تراب الأرض طهورا وجعلت أمتي خير الأمم
* قوله تعالى (فلما جاءهم بالبينات) الآيات * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فلما جاءهم بالبينات قال
محمد وفي قوله يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم قال بألسنتهم * وأخرج عبد بن حميد عن مسروق أنه كان يقرأ
التي في المائدة وفي الصف وفي يونس ساحر * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ هذا سحر مبين بغير ألف
وقرأ والله متم نوره متم وبنصب نوره * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة) الآيات
* أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة الآية قال لما نزلت قال
المسلمون لو علمنا ما هذه التجارة لأعطينا فيها الأموال والأهلين فبين لهم التجارة فقال تؤمنون بالله وبرسوله
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة الآية قال فلو لا أن الله بينها ودل عليها
للهف الرجال ان يكونوا يعلمونها حتى يطلبوها ثم دلهم الله عليها فقال تؤمنون بالله ورسوله الآية * وأخرج عبد بن
حميد عن عاصم أنه قرأ على تجارة تنجيكم خفيفة * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله) أخرج عبد بن
حميد عن عاصم أنه قرأ كونوا أنصار الله مضاف * وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله
يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله قال قد كان ذلك بحمد الله جاءه سبعون رجلا فبايعوه عند العقبة فنصروه
وآووه حتى أظهر الله دينه ولم يسم حي من السماء قط باسم لم يكن لهم قبل ذلك غيرهم وذكر لنا أن بعضهم قال
هل تدرون ما تبايعون هذا الرجل انكم تبايعونه على محاربة العرب كلها أو يسلموا وذكر لنا أن رجلا قال
يا نبي الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت فقال أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأشترط لنفسي أن
تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأبناءكم قالوا فإذا فعلنا ذلك فما لنا يا نبي الله قال لكم النصر في الدنيا والجنة في
الآخرة ففعلوا ففعل الله قال والحواريون كلهم من قريش أبو بكر وعمر وعلى وحمزة وجعفر وأبو عبيدة بن
الجراح وعثمان بن مظعون وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله
والزبير بن العوام * وأخرج ابن إسحاق وابن سعد عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم للنفر الذين لاقوه بالعقبة اخرجوا إلى اثنى عشر رجلا منكم يكونوا كفلاء على قومهم كما
كفلت الحواريون لعيسى بن مريم * وأخرج ابن سعد عن محمد بن لبيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
للنقباء أنتم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل قومي قالوا نعم * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله من أنصاري إلى الله قال من يتبعني إلى الله وفي قوله فأصبحوا ظاهرين قال من
آمن مع عيسى من قومه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس فأيدنا الذين آمنوا قال فقوينا الذين آمنوا
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم النخعي فأصبحوا ظاهرين قال أصبحت حجة من آمن بعيسى ظاهرة
بتصديق محمد ان عيسى كلمة الله وروحه * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس فأيدنا الذين آمنوا بمحمد صلى الله
عليه وسلم فأصبحوا اليوم ظاهرين والله أعلم
* (سورة الجمعة مدنية) *
214

أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال نزلت سورة الجمعة
بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال نزلت سورة الجمعة بالمدينة * وأخرج ابن أبي شيبة
ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ
بسورة الجمعة وإذا جاءك المنافقون * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داد والترمذي والنسائي وابن ماجة عن ابن عباس
ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة وإذا جاءك المنافقون * وأخرج البغوي في معجمه عن أبي
عنبة الخولاني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في يوم الجمعة بالسورة التي يذكر فيها الجمعة وإذا جاءك
المنافقون * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله وأبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم يوما لجمعة
فقرأ بسورة الجمعة يحرض بها المؤمنين وإذا جاءك المنافقون يوبخ بها المنافقين * وأخرج ابن حبان والبيهقي في
سننه عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة قل يا أيها الكافرون
وقل هو الله أحد وكان يقرأ في صلاة العشاء الأخيرة ليلة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين * قوله تعالى (يسبح لله ما في
السماوات) الآية * أخرج ابن المنذر والحاكم والبيهقي في شعب الايمان عن عطاء بن السائب عن ميسرة ان هذه
الآية مكتوبة في التوراة بسبعمائة آية يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم أول
سورة الجمعة * قوله تعالى (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم الآية قال كان هذا الحي من العرب أمة
أمية ليس فيها كتاب يقرأونه فبعث الله فيهم محمدا رحمة وهدى يهديهم به * وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود
والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب * وأخرج ابن
المنذر عن الضحاك في قوله هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم قال هو محمد صلى الله عليه وسلم يتلو عليهم آياته قال
القرآن وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين قال هو الشرك * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم قال العرب وآخرين منهم لما
يلحقوا بهم قال العجم * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر
وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن أبي هريرة قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم حين
أنزلت سورة الجمعة فتلاها فلما بلغ وآخرين منهم لما يحلقوا بهم قال له رجل يا رسول الله من هؤلاء الذين لم يلحقوا بنا
فوضع يده على رأس سلمان الفارسي وقال والذي نفسي بيده لو كان الايمان بالثريا لنا له رجال من هؤلاء * وأخرج
سعيد بن منصور وابن مردويه عن قيس بن سعد بن عبادة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن الايمان
بالثريا لنا له رجال من أهل فارس * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان في أصلاب أصلاب أصلاب رجال من أصحابي رجالا ونساء يدخلون الجنة بغير حساب ثم قرأ وآخرين
منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله وآخرين منهم لما
يحلقوا بهم قال من ردف الاسلام من الناس كلهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في
قوله وآخرين منهم لما يلحقوا بهم قال هم التابعون * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله وآخرين منهم لما يلحقوا
بهم يعنى من أسلم من الناس وعمل صالحا من عربي وعجمي إلى يوم القيامة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في
قوله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء قال الدين * قوله تعالى (مثل الذين حملوا التوراة) الآية * أخرج عبد بن حميد
وابن المنذر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها قال اليهود
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها قال أمرهم أن يأخذوا بما فيها
فلم يعملوا به * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله مثل الذين حملوا التوراة لم يحملوها كمثل الحمار يحمل
أسفارا قال كتبا لا يدرى ما فيها ولا يدرى ما هي يضرب الله لهذه الأمة أي وأنتم ان لم تعملوا بهذا الكتاب كان
مثلكم كمثلهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله يحمل أسفارا قال كتبا لا يعلم ما فيها ولا يعقلها
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كمثل الحمار يحمل أسفارا قال يحمل كتبا على ظهره لا يدرى ماذا عليه * وأخرج
215

ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أسفارا قال كتبا * وأخرج الخطيب عن عطاء بن أبي رباح مثله
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله أسفارا قال كتبا والكتاب بالنبطية يسمى سفرا * وأخرج ابن أبي
شيبة والطبراني عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تكلم يوم الجمعة والامام يخطب فهو كالحمار
يحمل أسفارا والذي يقول له انصت ليست له جمعة * قوله تعالى (قل يا أيها الذين هادوا) الآيات * أخرج ابن
المنذر عن ابن جريج في قوله ان زعمتم انكم أولياء لله قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه وفي قوله ولا يتمنونه أبدا بما قدمت
أيديهم قال عرفوا ان محمدا نبي الله فكتموه وقالوا نحن أبناء الله وأحباؤه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن
قتادة ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم قال إن سوء العمل يكره الموت شديدا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن
معمر قال تلا قتادة ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة قال إن الله أذل ابن آدم بالموت لا أعلمه الا رفعه * قوله تعالى
(يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة) الآية * أخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن أبي هريرة
قال قلت يا نبي الله لأي شئ سمى يوم الجمعة قال لان فيها جمعت طينة أبيكم آدم وفيها الصعقة والبعثة وفي آخر
ثلاث ساعات منها ساعة من دعا فيها بدعوة استجاب له * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والنسائي وابن أبي
حاتم والطبراني وابن مردويه عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدري ما يوم الجمعة قال الله ورسوله
أعلم قالها ثلاث مرات ثم قال في الثالثة هو اليوم الذي جمع فيه أبوكم آدم أفلا أحدثكم عن يوم الجمعة لا يتطهر
رجل فيحسن طهوره ويلبس أحسن ثيابه ويصيب من طيب أهله ان كان لهم طيب والا فالماء ثم يأتي المسجد
فيجلس وينصت حتى يقضى الامام صلاته الا كانت كفارة ما بين الجمعة إلى الجمعة ما اجتنبت الكبائر وذلك الدهر
كله * وأخرج مسلم والترمذي وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت
فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة الا يوم الجمعة * وأخرج ابن أبي
شيبة وأحمد وابن ماجة وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن أبي لبابة بن عبد المنذر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله وأعظم عند الله من يوم الفطر ويوم الأضحى وفيه خمس
خصال خلق الله فيه آدم وأهبطه فيه إلى الأرض وفيه توفى الله آدم وفيه ساعة لا يسال العبد فيها شيئا الا أعطاه
الله ما لم يسأل حراما وفيه تقوم الساعة ما من ملك ولا أرض ولا سماء ولا رياح ولا جبال ولا بحر الا وهن يشفقن
من يوم الجمعة ان تقوم فيه الساعة * وأخرج أحمد وابن مردويه عن سعد بن عبادة ان رجلا من الأنصار أتى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال أخبرنا عن يوم الجمعة ماذا فيه من الخير قال فيه خمس خصال فيه خلق آدم وفيه
أهبط آدم وفيه توفى الله آدم وفيه ساعة لا يسال الله شيئا الا آتاه إياه ما لم يسال مأثما أو قطيعة رحم وفيه تقوم
الساعة ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا جبل ولا ريح الا يشفقن من يوم الجمعة * وأخرج أبو الشيخ وابن
مردويه عن أبي هريرة قال سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول في سبعة أيام يوم اختاره الله على الأيام كلها
يوم الجمعة فيه خلق الله السماوات والأرض وفيه قضى الله خلقهن وفيه خلق الله الجنة والنار وفيه خلق آدم وفيه
أهبطه من الجنة وتاب عليه وفيه تقوم الساعة ليس شئ من خلق الا وهو يفزع من ذلك اليوم شفقة أن تقوم
الساعة الا الجن والإنس * واخرج ابن مردويه عن كعب الأحبار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان الله يبعث الأيام يوم القيامة على هيآتها ويبعث الجمعة زهراء منيرة لأهلها يحفون بها كالعروس يهدى إلى
كريمها تضئ لهم يمشون في ضوئها ألوانهم كالثلج بياضهم رياحهم تسطع كالمسك يخوضون في جبال الكافور
ينظر إليهم الثقلان ما يطرفون تعجبا حتى يدخلوا الجنة لا يخالطهم أحدا لا المؤذنون المحتسبون * وأخرج ابن أبي
شيبة عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأيام يوم الجمعة * وأخرج ابن أبي
شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة والدارمي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن أوس بن أوس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه النفخة وفيه الصعقة * وأخرج
ابن أبي شيبة عن كعب قال لم تطلع الشمس في يوم هو أعظم من يوم الجمعة انها إذا طلعت فزع لها كل شئ الا الثقلان
اللذان عليهما الحساب والعذاب * وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال إن يوم الجمعة لتفزع له الخلائق الا الجن
216

والانس وانه ليضاعف فيه الحسنة والسيئة وانه ليوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال الحسنة
تضاعف يوم الجمعة * وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عمر قال نزل جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده
شبه مرآة فيها نكتة سوداء فقال يا جبريل ما هذه قال هذه الجمعة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل وفي يده كالمرآة البيضاء فيها كالنكتة السوداء فقلت يا جبريل ما هذه قال
هذه الجمعة قلت وما الجمعة قال لكم فيها خير قلت وما لنا فيها قال تكون عيدا لك ولقومك من بعدك وتكون اليهود
والنصارى تبعا لك قلت وما لنا فيها قال لكم فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسال الله فيها شيئا من الدنيا والآخرة هو
لكم قسم الا أعطاه إياه أو ليس له بقسم الا ادخر له عنده ما هو أفضل منه أو يتعوذ به من شر هو عليه مكتوب الا صرف
عنه من البلاء ما هو أعظم منه قلت له وما هذه النكتة فيها قال هي الساعة وهي تقوم يوم الجمعة وهو عندنا سيد الأيام
ونحن ندعوه يوم القيامة يوم المزيد قلت مم ذاك قال لان ربك اتخذ في الجنة واديا من مسك أبيض فإذا كان يوم
القيامة هبط من عليين على كرسيه ثم حف الكرسي بمنابر من ذهب مكللة بالجوهر ثم يجئ النبيون حتى يجلسوا
عليها وينزل أهل الغرف حتى يجلسوا على ذلك الكثيب ثم يتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى ثم يقول سلوني أعطكم
فيسألونه الرضا فيقول رضاي أحلكم دارمي وأنا لكم كريم متى تسألوني أعطكم فيسألونه الرضا فيشهدهم انى
قد رضيت عنهم فيفتح لهم ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر وذلكم مقدار انصرافكم من
يوم الجمعة ثم يرتفع ويرتفع معه النبيون والصديقون والشهداء ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم وهي
درة بيضاء ليس فيها وصم ولا فصم أو درة حمراء أو زبرجدة خضراء فيها غرفها وأبوابها مطروزة وفيها أنهارها
وثمارها متدلية قال فليسوا إلى شئ أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا إلى ربهم نظرا وليزدادوا منه كرامة
* وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجمعة لساعة ما دعا الله فيها
عبد مسلم بشئ الا استجاب له * وأخرج ابن أبي شيبة عن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول في الجمعة ساعة من النهار لا يسال العبد فيها شيئا الا أعطى سؤله قيل أي ساعة هي قال
هي ان تقام الصلاة إلى الانصراف فيها * وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة رضي الله عنها قالت إن يوم الجمعة مثل
يوم عرفة تفتح فيه أبواب الرحمة وفيه ساعة لا يسال الله العبد شيئا الا أعطاه قيل وأي ساعة قال إذا أذن المؤذن
لصلاة الغداة * وأخرج ابن أبي شيبة من وجه آخر عن عائشة رضي الله عنها قالت إن يوم الجمعة مثل يوم عرفة
وان فيه لساعة تفتح أبواب الرحمة فقيل أي ساعة قالت حين ينادى بالصلاة * وأخرج ابن أبي شيبة من طريق
عطاء عن ابن عباس وأبي هريرة قالا الساعة التي تذكر في الجمعة قال فقلت هي الساعة اختار الله لها أو في فيها
الصلاة قال فمسح رأسي وبرك على وأعجبه ما قلت * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي امامة قال انى لأرجو أن تكون
الساعة التي في الجمعة إحدى هذه الساعات إذا أذن المؤذن أو جلس الامام على المنبر أو عند الإقامة * وأخرج ابن أبي
شيبة عن الحسن رضي الله عنه قال هي عند زوال الشمس * وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال هي ما بين
أن يحرم البيع إلى أن يحل * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بردة قال إن الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم
الجمعة حين يقوم الامام في الصلاة حتى ينصرف منها * وأخرج ابن أبي شيبة عن عوف بن حصيرة في الساعة التي
ترجى في الجمعة ما بين خروج الامام إلى أن تقضى الصلاة * وأخرج ابن أبي شيبة عن طاوس قال إن الساعة
التي ترجى في الجمعة بعد العصر * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال هي بعد العصر * وأخرج ابن أبي
شيبة عن هلال بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الجمعة لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسال الله
فيها خيرا الا أعطاه فقال رجل يا رسول الله ماذا أساله قال سل الله العافية في الدنيا والآخرة * وأخرج ابن أبي
شيبة عن سلمان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر بما استطاع من طهوره وادهن
من دهنه أو مس طيبا من بيته ثم راح فلم يفرق بين اثنين ثم صلى ما كتب الله له ثم انصت إذا تكلم الامام الا غفر له
ما بينه إلى الجمعة الأخرى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن السائب بن يزيد قال كان النداء
الذي ذكر الله في القرآن يوم الجمعة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعامة خلافة عثمان
217

ان ينادى المنادى إذا جلس الامام على المنبر فلما تباعدت المساكن وكثر الناس أحدث النداء الأول فلم يعب
الناس ذلك عليه وقد عابوا عليه حين أتم الصلاة بمنى قال فكنا في زمان عمر نصلى فإذا خرج عمر وجلس على المنبر
قطعنا الصلاة وتحدثنا فربما أقبل عمر على بعض من يليه فسألهم عن سوقهم وقدامهم والمؤذن يؤذن فإذا سكت
المؤذن قام عمر فتكلم ولم يتكلم حتى يفرغ من خطبته * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد إذا نودي للصلاة من
يوم الجمعة قال هو الوقت * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة قال النداء عند الذكر
عزمة * وأخرج أبو الشيخ في كتاب الاذان عن ابن عباس قال الاذان نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
مع فرض الصلاة يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن سيرين قال جمع أهل المدينة قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم وقبل أن
تنزل الجمعة قالت الأنصار لليهود يوم تجمعون فيه كل سبعة أيام والنصارى مثل ذلك فهلم فلنجعل يوما نجتمع فيه
فنذكر الله ونشكره فقالوا يوم السبت لليهود ويوم الاحد للنصارى فاجعلوه يوم العروبة وكانوا يسمون الجمعة
يوم العروبة فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ ركعتين وذكرهم فسموه الجمعة حين اجتمعوا إليه فذبح
لهم شاة فتغدوا وتعشوا منها وذلك لقلتهم فأنزل الله في ذلك بعد يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة
فاسعوا إلى ذكر الله الآية * وأخرج الدارقطني عن ابن عباس قال أذن النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة قبل أن
يهاجر ولم يستطع أن يجمع بمكة فكتب إلى مصعب بن عمير أما بعد فانظر اليوم الذي تجهر فيه اليهود بالزبور
فاجمعوا نساءكم وأبناءكم فإذا مال النهار عن شطره عند الزوال من يوم الجمعة فتقربوا إلى الله بركعتين قال فهو أول
من جمع حتى قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فجمع بعد الزوال من الظهر وأظهر ذلك * وأخرج أبو داود
وابن ماجة وابن حبان والبيهقي عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ان أباه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحم على
أسعد بن زرارة فقلت له يا أبتاه أرأيت استغفارك لأسعد بن زرارة كلما سمعت الاذان للجمعة ما هو قال إنه أول
من جمع بنا في نقيع يقال له نقيع الخضمات من حرة بنى بياضة قلت كم كنتم يومئذ قال أربعون رجلا
* وأخرج الطبراني عن أبي مسعود الأنصاري قال أول من قدم من المهاجرين المدينة مصعب بن عمير وهو أول من
جمع بها يوم الجمعة جمع بهم قبل ان يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم اثنا عشر رجلا * وأخرج الزبير بن بكار
في اخبار المدينة عن ابن شهاب قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة من قباء فمر على بنى سالم فصلى فيهم
الجمعة ببني سالم وهو المسجد الذي في بطن الوادي وكانت أول جمعة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج
ابن ماجة عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال إن الله افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا في يومى
هذا في شهري هذا في عامي هذا إلى يوم القيامة فمن تركها استخفافا بها أو جحودا لها فلا جمع الله له شمله ولا بارك له
في أمره ألا ولا صلاة له ولا زكاة له ولا حج له ولا صوم له ولا بركة له حتى يتوب فمن تاب تاب الله عليه * وأخرج ابن أبي
شيبة عن ابن عمر وابن عباس قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على أعواد المنبر لينتهين أقوام عن ترك
الجمعة والجماعات أو ليطمسن الله على قلوبهم وليكتبن من الغافلين * وأخرج ابن أبي شيبة عن سمرة بن جندب
مرفوعا من ترك الجمعة من غير عذر طمس على قلبه * وأخرج أحمد والحاكم عن أبي قتادة مرفوعا من ترك الجمعة
ثلاث مرات من غير ضرورة طبع الله على قلبه * واخرج النسائي وابن ماجة وابن خزيمة من حديث جابر مثله
* وأخرج أحمد وابن حبان عن أبي الجعد الضمري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك الجمعة ثلاثا من
غير عذر فهو منافق * وأخرج أبو يعلى والمروزي في الجمعة من طريق محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن
عمه عن النبي صلى الله عليه وسلم سيد الأيام عند الله يوم الجمعة أعظم من يوم النحر والفطر وفيه خمس خلال
خلق آدم فيه وفيه أهبط من الجنة إلى الأرض وتوفى فيه آدم وفيه ساعة لا يسال العبد فيها ربه الا أعطاه
ما لم يسال حراما وفيه تقوم الساعة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ميمون بن أبي شعيب قال أردت الجمعة
في زمن الحجاج فتهيأت للذهاب ثم قلت أين أذهب أصلى خلف هذا فقلت مرة أذهب ومرة لا أذهب فاجمع رأيي
على الذهاب فناداني مناد من جانب البيت يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله
218

* قوله تعالى (فاسعوا إلى ذكر الله) الآية * أخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن
المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن خرشة بن الحر قال رأى معي عمر بن الخطاب لوحا مكتوبا فيه إذا نودي للصلاة
من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله فقال من أملى عليك هذا قلت أبي بن كعب قال إن أبيا أقرؤنا للمنسوخ قرأها
فامضوا إلى ذكر الله * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال قيل لعمر ان أبيا يقرأ فاسعوا إلى ذكر الله قال عمر أبى
أعلمنا بالمنسوخ وكان يقرؤها فامضوا إلى ذكر الله * وأخرج الشافعي في الام وعبد الرزاق والفريابي وسعيد بن
منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والبيهقي
في سننه عن ابن عمر قال ما سمعت عمر يقرؤها قط الا فامضوا إلى ذكر الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في سننه عن ابن عمر قال ما سمعت عمر
يقرؤها قط الا فامضوا إلى ذكر الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عمر قال لقد توفى عمر
وما يقول هذه الآية التي في سورة الجمعة الا فامضوا إلى ذكر الله * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وأبو
عبيد وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري والطبراني من
طرق عن ابن مسعود انه كان يقرأ فامضوا إلى ذكر الله قال ولو كانت فاسعوا لسعيت حتى يسقط ردائي * وأخرج
عبد الرزاق والطبراني عن قتادة قال في حرف ابن مسعود فامضوا إلى ذكر الله وهو كقوله ان سعيكم لشتى * وأخرج
عبد بن حميد من طريق أبى العالية عن أبي بن كعب وابن مسعود انهما كانا يقرآن فامضوا إلى ذكر الله
* وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن الزبير انه كان يقرؤها فامضوا إلى ذكر الله * وأخرج عبد بن حميد عن ابن
عباس في قوله فاسعوا إلى ذكر الله قال فامضوا * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن انه سئل عن قوله فاسعوا إلى ذكر الله قال ما هو بالسعي على الاقدام ولقد نهوا
ان يأتوا الصلاة الا وعليهم السكينة والوقار ولكن بالقلوب والنية والخشوع * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في
شعب الايمان عن قتادة في قوله فاسعوا إلى ذكر الله قال السعي ان تسعى بقلبك وعملك وهو المضي إليها قال الله
فلما بلغ معه السعي قال لما مشى مع أبيه * وأخرج عبد بن حميد عن ثابت قال كنا مع أنس بن مالك يوم الجمعة فسمع
النداء بالصلاة فقال قم لنسعى إليها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء في قوله فاسعوا إلى
ذكر الله قال الذهاب والمشي * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد في الآية قال انما السعي العمل
وليس السعي على الاقدام * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن محمد بن كعب قال السعي العمل * وأخرج
عبد بن حميد عن ابن عباس وعكرمة مثله * وأخرج البيهقي في سننه عن عبد الله بن الصامت قال خرجت إلى
المسجد يوم الجمعة فلقيت أبا ذر فبينا أنا أمشى إذ سمعت النداء فرفعت في المشي لقول الله إذا نودي للصلاة من
يوم الجمعة فاسعوا لي ذكر الله فجذبني جذبه فقال أو لسنا في سعى * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن
المسيب في قوله فاسعوا إلى ذكر الله قال موعظة الامام * قوله تعالى (وذروا البيع) * أخرج ابن مردويه
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمت التجارة يوم الجمعة ما بين الاذان الأول إلى الإقامة إلى
انصراف الامام لان الله يقول يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر إلى وذروا البيع
* وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن كعب ان رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانا يختلفان في تجارتهما
إلى الشام فربما قدما يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فيدعونه ويقومون فيما هم الا بيعا حتى تقام
الصلاة فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع قال فحرم عليهم
ما كان قبل ذلك * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الزهري قال الاذان الذي يحرم
فيه البيع هو الاذان الذي عند خروج الإمام قال وارى ان يترك البيع الآن عند الاذان الأول * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة حرم الشراء والبيع * وأخرج ابن أبي
شيبة وعبد بن حميد عن الضحاك قال إذا زالت الشمس من يوم الجمعة حرم البيع والتجارة حتى تقضى الصلاة
* وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء والحسن انهما قالا ذلك * وأخرج عبد بن حميد عن أيوب قال لأهل المدينة ساعة
219

يوم الجمعة ينادون حرم البيع وذلك عند خروج الامام * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن
ميمون بن مهران قال كان بالمدينة إذا أذن المؤذن من يوم الجمعة ينادون في الأسواق حرم البيع حرم البيع
* وأخرج عبد بن حميد عن عبد الرحمن بن القاسم ان القاسم دخل على أهله في يوم الجمعة وعندهم عطار
يبايعونه فاشتروا منه وخرج القاسم إلى الجمعة فوجد الامام قد خرج فأمرهم ان يناقضوه البيع * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن المنذر عن مجاهد قال من باع شيئا بعد الزوال يوم الجمعة فان بيعه مردود لان الله تعالى نهى عن
البيع إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن جريج قال قلت لعطاء
هل تعلم من شئ يحرم إذا أدن بالأولى سوى البيع قال عطاء إذا نودي بالأولى حرم اللهو والبيع والصناعات كلها
هي بمنزلة البيع والرقاد وان يأتي الرجل أهله وان يكتب كتابا قلت إذا نودي بالأولى وجب الرواح حينئذ قال نعم
قلت من أجل قوله إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة قال نعم فليدع حينئذ كل شئ وليرح * قوله تعالى (فإذا قضيت
الصلاة) الآية * أخرج أبو عبيد وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن عبد الله بن بسر الحراني قال رأيت
عبد الله بن بشر المازني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الجمعة خرج فدار في السوق ساعة ثم رجع
إلى المسجد فصلى ما شاء الله ان يصلى فقيل له لأي شئ تصنع هذا قال لأني رأيت سيد المرسلين هكذا يصنع وتلا هذه
الآية فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير قال
إذا انصرفت يوم الجمعة فاخرج إلى باب المسجد فساوم بالشئ وان لم تشتره * وأخرج ابن المنذر عن الوليد بن رباح
ان أبا هريرة كان يصلى بالناس الجمعة فإذا سلم صاح فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله
واذكروا الله فيبتدر الناس الأبواب * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد وعطاء فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في
الأرض قالا إن شاء فعل وان شاء لم يفعل * وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك في قوله فإذا قضيت الصلاة فانتشروا
في الأرض قال هو اذن من الله فإذا فرغ فان شاء خرج وان شاء قعد في المسجد * وأخرج ابن جرير عن أنس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله قال ليس
لطلب دنيا ولكن عيادة مريض وحضور جنازة وزيارة أخ في الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله
فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله قال لم يؤمروا بشئ من طلب الدنيا انما هو عيادة
مريض وحضور جنازة وزيارة أخ في الله * وأخرج الطبراني عن أبي امامة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى
الجمعة فصام يومه وعاد مريضا وشهد جنازة وشهد نكاحا وجبت له الجنة * قوله تعالى (وإذا رأوا تجارة) الآية
* أخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن
جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن جابر بن عبد الله قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم
يخطب يوم الجمعة قائما إذ قدمت عير المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق منهم الا
اثنا عشر رجلا أنا فيهم وأبو بكر وعمر فأنزل الله وإذا تجاره أو لهو انفضوا إليها إلى آخر السورة * وأخرج البزار
عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة كقدم دحية بن خليفة يبيع سلعة له فما بقى في
المسجد أحد الا نفر والنبي صلى الله عليه وسلم قائم فأنزل الله وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها الآية * وأخرج
عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قال قدم دحية الكلبي
بتجارة فخرجوا ينظرون الا سبعة نفر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله وإذا رأوا تجارة أو لهوا
انفضوا إليها وتركوك قائما قال جاءت عير عبد الرحمن بن عوف تحمل الطعام فخرجوا من الجمعة بعضهم يريد
أن يشترى وبعضهم يريد أن ينظر إلى دحية وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على المنبر وبقى في
المسجد اثنا عشر رجلا وسبع نسوة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو خرجوا كلهم لاضطرم المسجد عليهم
نارا * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قدمت عير المدينة يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم
على المنبر يخطب فانفض أكثر من كان في المسجد فأنزل الله فيهم هذه الآية وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها
* وأخرج أبو داود في مراسيله عن مقاتل بن حيان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى الجمعة قبل
220

الخطبة مثل العيدين حتى كان يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب وقد صلى الجمعة فدخل رجل فقال إن
دحية بن خليفة قد قدم بتجارة وكان دحية إذا قدم تلقاه أهله بالدفاف فخرج الناس ولم يظنوا الا انه ليس في ترك
الخطبة شئ فأنزل الله وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها فقدم النبي صلى الله عليه وسلم الخطبة يوم الجمعة وأخر
الصلاة * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن مقاتل بن حيان قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة
ويقوم قائما وان دحية الكلبي كان رجلا تاجرا وكان قبل أن يسلم قدم بتجارته إلى المدينة خرج الناس
ينظرون إلى ما جاء به ويشترون منه فقدم ذات يوم ووافق الجمعة والناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
في المسجد وهو قائم يخطب فاستقبل أهل دحية العير حين دخل المدينة بالطبل واللهو فذلك اللهو الذي ذكر الله
فسمع الناس في المسجدان دحية قد نزل بتجارة عند أحجار الزيت وهو مكان في سوق المدينة وسمعوا أصواتا فخرج
عامة الناس إلى دحية ينظرون إلى تجارته والى اللهو وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ليس معه كبير
أحد فبلغني والله أعلم انهم فعلوا ذلك ثلاث مرات وبلغنا ان العدة التي بقيت في المسجد مع النبي صلى الله عليه وسلم
عدة قليلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك لولا هؤلاء يعنى الذين بقوا في المسجد عن النبي صلى الله عليه وسلم
لقصدت إليهم الحجارة من السماء ونزل قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب الناس يوم الجمعة
فإذا كان نكاح لعب أهله وعزفوا ومروا باللهو على المسجد وإذا نزل بالبطحاء جلب قال وكانت البطحاء مجلسا
بفناء المسجد الذي يلي بقيع الغرقد وكانت الاعراب إذا جلبوا الخيل والإبل والغنم وبضائع الاعراب
نزلوا البطحاء فإذا سمع ذلك من يقعد للخطبة قاموا للهو والتجارة وتركوه قائما فعاتب الله المؤمنين لنبيه صلى
الله عليه وسلم فقال وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في
قوله وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها قال رجال يقومون إلى نواضحهم والى السفر يقدمون يبتغون
التجارة واللهو * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ قدمت
عير المدينة فانفضوا إليها وتركوا النبي صلى الله عليه وسلم فلم يبق معه الا رهط منهم أبو بكر وعمر فنزلت هذه
الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى معي أحد منكم لسال بكم
الوادي نارا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قام يوم الجمعة فخطبهم
ووعظهم وذكرهم فقيل جاءت عير فجعلوا يقومون حتى بقيت عصابة منهم فقال كم أنتم فعدوا أنفسكم فإذا
اثنا عشر رجلا وامرأة ثم قام الجمعة الثانية فخطبهم ووعظهم وذكرهم فقيل جاءت عير فجعلوا يقومون حتى
بقيت عصابة منهم فقال كم أنتم فعدوا أنفسكم فإذا اثنا عشر رجلا وامرأة فقال والذي نفس محمد بيده لو اتبع
آخركم أولكم لالتهب الوادي عليكم نارا وأنزل الله فيها وإذا رأوا تجارة الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
عن مجاهد في قوله أو لهوا قال هو الضرب بالطبل * وأخرج البيهقي في شعب الايمان قال بينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة أقبل شاء وشئ من سمن فجعل الناس يقومون إليه حتى لم يبق الا قليل فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تتابعتم لتأجج الوادي نارا * وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة والطبراني وابن
مردويه عن ابن مسعود انه سئل أكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما أو قاعدا قال اما تقرأ وتركوك قائما
* وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن كعب بن عجرة انه دخل المسجد وعبد
الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا فقال انظروا إلى هدا الخبيث يخطب قاعدا وقد قال الله وتركوك قائما
* وأخرج أحمد وابن ماجة وابن مردويه عن جابر بن سمرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما
* وأخرج أحمد وابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن جابر بن سمرة قال كانت لرسول الله صلى
الله عليه وسلم خطبتان يجلس بينهما يقرأ القرآن ويذكر الناس * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم
والترمذي والنسائي وابن ماجة عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب خطبتين يجلس بينهما
* وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة قائما ثم يقعد ثم يقوم
221

فيخطب * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سيرين انه سئل عن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقرأ وتركوك
قائما * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمرو بن مرة قال سألت أبا عبيدة رضي الله عنه عن الخطبة يوم الجمعة فقرأ و
تركوك قائما * وأخرج ابن أبي شيبة عن طاوس قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما وأبو بكر وعمر
وعثمان وان أول من جلس على المنبر معاوية بن أبي سفيان * وأخرج ابن أبي شيبة عن طاوس قال الجلوس على
المنبر يوم الجمعة بدعة * وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال انما خطب معاوية قاعدا حين كثير شحم بطنه ولحمه
* وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر يوم الجمعة استقبل الناس
بوجهه الكريم فقال السلام عليكم ويحمد الله ويثني عليه ويقرأ سورة ثم يجلس ثم يقوم فيخطب ثم ينزل وكان
أبو بكر وعمر يفعلانه * وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر بن سمرة قال كانت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم قصرا
وصلاته قصرا * وأخرج ابن أبي شيبة عن مكحول قال انما قصرت صلاة الجمعة من أجل الخطبة * وأخرج ابن أبي
شيبة عن ابن سيرين أنه سئل عن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقرأ وتركوك قائما * وأخرج ابن أبي
الدنيا في شعب الايمان والديلمي عن الحسن البصري قال طلبت خطب النبي صلى الله عليه وسلم في الجمعة فأعينني
فلزمت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك فقال كان يخطب فيقول في خطبته يوم الجمعة
يا أيها الناس ان لكم علما فانتهوا إلى عملكم وان لكم نهاية فانتهوا لي نهايتكم فان المؤمن بين مخافتين بين
أجل قد مضى لا يدرى كيف صنع الله فيه وبين أجل قد بقى لا يدرى كيف الله بصانع فيه فليتزود المؤمن من نفسه
لنفسه ومن دنياه لآخرته ومن الشباب قبل الهرم ومن الصحة قبل السقم فإنكم خلقتم للآخرة والدنيا خلقت
لكم والذي نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب وما بعد الدنيا دارا لا الجنة والنار وأستغفر الله لي ولكم
* وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن شهاب قال بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول
إذا خطب كل ما هو آت قريب لا بعد لما هو آت لا يعجل الله لعجلة أحد ولا يخف لأمر الناس ما شاء الله لا ما شاء الناس
يريد الناس أمرا ويريد الله أمرا وما شاء الله كان ولو كره الناس لا مبعد لما قرب الله ولا مقرب لما بعد الله
ولا يكون شئ الا بإذن الله
* (سورة المنافقين مدنية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال نزلت سورة المنافقين
بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج سعيد بن منصور والطبراني في الأوسط بسند حسن
عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الجمعة الجمعة فيحرض بها المؤمنين وفي الثانية سورة
المنافقين فيقرع بها المنافقين * وأخرج البزار والطبراني عن أبي عيينة الخولاني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
كان يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والسورة التي يذكر فيها المنافقون والله سبحانه وتعالى أعلم * قوله تعالى
(إذا جاءك المنافقون) الآية * أخرج ابن سعد وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي
وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن زيد بن أرقم قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
سفر فأصاب الناس شدة فقال عبد الله بن أبي لأصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله وقال
لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك فأرسل إلى عبد الله بن أبي
فسأله فاجتهد يمينه ما فعل فقالوا كذب زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقع في نفسي مما قالوا شدة حتى أنزل
الله تصديقي في إذا جاءك المنافقون فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم وهو قوله خشب
مسندة قال كانوا رجالا أجمل شئ * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن المنذر والطبراني
والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن زيد بن أرقم قال غزونا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم وكان معنا ناس من الاعراب فكنا نبتدر الماء وكان الاعراب يسبقونا إليه فيسبق الاعرابي أصحابه فيملأ
الحوض ويجعل حوله حجارة ويجعل النطع عليه حتى يجئ أصحابه فأتى رجل من الأنصار أعرابيا فأرخى زمام
ناقته لنشرب فأبى أن يدعه فانتزع حجرا فغاض الماء فرفع الاعرابي خشبة فضرب بها رأس الأنصاري فشنجه فأتى
222

عبد الله بن أبي رأس المنافقين فأخبره وكان من أصحابه فغضب وقال لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفض
من حوله يعنى الاعراب وكانوا يحضرون رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الطعام وقال عبد الله لأصحابه إذا انفضوا
من عند محمد فائتوا محمدا بالطعام فليأكل هو ومن عنده ثم قال لأصحابه إذا رجعتم إلى المدينة فليخرج الأعز منها الأذل
قال زيد وأنا ردف عمى فسمعت وكنا أخواله عبد الله فأخبرت عمى فانطلق فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل
إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلف وجحد فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبني فجاء إلى عمى فقال
ما أردت إلى أن مقتك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبك وكذبك المسلمون فوقع على من الهم ما لم يقع على أحد
قط فبينما أنا أسير وقد خفقت برأسي من الهم إذا آتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرك أذني وضحك في
وجهي فما كان يسرني ان لي بها الخلد أو الدنيا ثم إن أبا بكر لحقني فقال ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت ما قال لي شيئا الا أنه عرك أذني وضحك في وجهي فقال ابشر ثم لحقني عمر فقلت له مثل قولي لأبي بكر فلما
أصبحنا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله حتى بلغ ليخرجن الأعز
منها الأذل * وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن زيد بن أرقم قال لما قال عبد الله بن أبي ما قال
لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا وقال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل سمعته فاتيت
النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فلامني ناس من الأنصار وجاءهم يحلف ما قال ذلك فرجعت إلى المنزل
فنمت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله صدقك وعذرك فأنزلت هذه الآية هم الذين يقولون
لا تنفقوا على عند رسول الله الآيتين * وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم قال لما قال ابن أبي ما قال أتيت
النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فجاء فحلف ما قال فجعل ناس يقولون جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالكذب حتى جلست في البيت مخافة إذا رأوني قالوا هذا الذي يكذب حتى أنزل الله هم الذين يقولون الآية
* وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم قال كنت جالسا مع عبد الله بن أبي فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس
من أصحابه فقال عبد الله بن أبي لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فاتيت سعد بن عبادة فأخبرته
فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبي فحلف له
عبد الله بن أبي بالله ما تكلم بهذا فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة فقال سعد يا رسول الله
انما أخبرنيه الغلام زيد بن أرقم فجاء سعد فاخذ بيدي فانطلق بي فقال هذا حدثني فانتهرني عبد الله بن أبي
فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكيت وقلت أي والذي أنزل النور عليك لقد قاله وانصرف عنه
النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله إذا جاءك المنافقون إلى آخر السورة * واخرج ابن مردويه عن ابن عباس
قال انما سماهم الله منافقين لانهم كتموا الشرك وأظهروا الايمان * قوله تعالى (اتخذوا ايمانهم جنة) الآيات
* أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله اتخذوا ايمانهم جنة قال حلفهم بالله انهم لمنكم اجنوا بايمانهم
من القتل والحرب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله اتخذوا ايمانهم جنة قال اتخذوا حلفهم
جنة ليعصموا بها دماءهم وأموالهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر
كان مع كل رجل من أغنياء المؤمنين رجل من الفقراء يحمل له زاده وماءه فكانوا إذا دنوا من الماء تقدم الفقراء
فاستقوا لأصحابهم فسبقهم أصحاب عبد الله بن أبي فأبوا ان يخلوا عن المؤمنين فحصرهم المؤمنون فلما جاء عبد الله
ابن أبي نظر إلى أصحابه فقال والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل وقال أمسكوا عنهم البيع لا
تبايعوهم فسمع زيد بن أرقم قول ابن أبي لئن رجعنا إلى المدينة وقوله لا تنفقوا على من عند رسول الله فأخبر عمه
فأخبر عمه النبي صلى الله عليه وسلم فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ابن أبي وأصحابه فعجب من صورته وجماله وهو
يمشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك قوله وإذا رايتهم تعجبك أجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب
مسندة فعرفه النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبره حلف ما قاله فذلك قوله اتخذوا ايمانهم جنة وقالوا نشهد انك
لرسول الله وذلك قوله إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله وكل شئ أنزله في المنافقين فإنما أراد عبد الله
ابن أبي * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم قال أقروا
223

بلا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وقلوبهم تأبى ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله كأنهم خشب
مسندة قال نخل قيام * قوله تعالى (وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم) الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم
عن سعيد بن جبير ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل منزلا في السفر لم يرتحل منه حتى يصلى فيه فلما كان غزوة
تبوك نزل منزلا فقال عبد الله بن أبي لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فبلغ ذلك رسول الله صلى الله
عليه وسلم فارتحل ولم يصل فذكروا ذلك له فذكر قصة ابن أبي ونزل القرآن إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك
لرسول الله والله يعلم انك لرسوله وجاء عبد الله بن أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يعتذر ويحلف ما قال
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له تب فجعل يلوي رأسه فأنزل الله عز وجل وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم
رسول الله لووا رؤسهم الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم
رسول الله لووا رؤسهم قال عبد الله بن أبي ابن سلول قيل له تعالى يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلوى
رأسه وقال ماذا قلت * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا
رؤسهم قال حركوها استهزاء * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال نزلت في
عبد الله بن أبي وذلك أن غلاما من قرابته انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحديث وتكذيب شديد فدعاه رسول
الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يحلف ويتبرأ من ذلك وأقبلت الأنصار على ذلك الغلام فلاموه وعذلوه وقيل
لعبد الله رضي الله عنه لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستغفر لك فجعل يلوي رأسه ويقول لست فاعلا
وكذب على فأنزل الله ما تسمعون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق الحكم عن عكرمة ان عبد الله بن أبي
ابن سلول كان له ابن يقال له حباب فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله فقال يا رسول الله ان والدي
يؤذى الله ورسوله فذرني حتى أقتله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتل أباك ثم جاءه أيضا فقال له
يا رسول الله ان والدي يؤذى الله ورسوله فذرني حتى أقتله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتل أباك ثم
جاءه أيضا فقال يا رسول الله ان والدي يؤذى الله ورسوله فذرني أقتله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتل
أباك فقال يا رسول الله فذرني حتى أسقيه من وضوئك لعل قلبه يلين فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاه
فذهب به إلى أبيه فسقاه ثم قال له هل تدرى ما سقيتك قال له والده سقيتني بول أمك فقال له ابنه لا والله ولكن
سقيتك وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عكرمة وكان عبد الله بن أبي عظيم الشأن وفيه أنزلت هذه الآية
في المنافقين هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا وهو الذي قال لئن رجعنا إلى المدينة
ليخرجن الأعز منها الأذل قال الحكم ثم حدثني بشر بن مسلم انه قيل له يا أبا حباب انه قد نزل فيك آي شداد
فاذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لك فلوى رأسه ثم قال أمرتموني ان أو من فقد آمنت وأمرتموني
ان أعطى زكاة مالي فقد أعطيت فما بقى الا ان اسجد لمحمد * وأخرج البيهقي في الدلائل عن الزهري قال كان
لعبد الله بن أبي مقام يقومه كل جمعة لا يتركه شرفا له في نفسه وفي قومه فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم الجمعة يخطب قام فقال أيها الناس هذا رسول الله بين أظهركم أكرمكم الله به وأعزكم به فانصروه وعزروه
واسمعوا له وأطيعوا ثم يجلس فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد وصنع المنافق ما صنع في أحد فقام
يفعل كما كان يفعل فاخذ المسلمون بثيابه من نواحيه وقالوا اجلس يا عدو الله لست لهذا المقام باهل قد صنعت
ما صنعت فخرج يتخطى رقاب الناس وهو يقول والله لكأني قلت هجرا أن قمت اسدد امره فقال له رجل ويحك
ارجع يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المنافق والله لا أبغي ان يستغفر لي * وأخرج ابن جرير عن
ابن عباس قال لما نزلت آية براءة استغفر لهم أو لا تستغفر لهم قال النبي صلى الله عليه وسلم اسمع ربى قد رخص لي
فيهم فوالله لاستغفرن أكثر من سبعين مرة لعل الله ان يغفر لهم فنزلت سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم
لن يغفر الله لهم * وأخرج ابن مردويه عن عروة قال لما نزلت استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين
مرة فلن يغفر الله لهم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأزيدن على السبعين فأنزل الله سواء عليهم استغفرت لهم أم لم
تستغفر لهم الآية * قوله تعالى (هم الذين يقولون لا تنفقوا) الآية * أخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن
224

ابن عباس قال نزلت هذه الآية هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا في عسيف لعمر
ابن الخطاب * وأخرج ابن مردويه عن زيد بن أرقم وعبد الله بن مسعود انهما كان يقرآن لا تنفقوا على من عند
رسول الله حتى ينفضوا من حوله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله هم الذين يقولون لا تنفقوا
على من عند رسول الله قال إن عبد الله بن أبي قال لأصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله فإنكم لو لم تنفقوا عليهم قد
انفضوا وفي قوله يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل قال قد قالها منافق عظيم النفاق في
رجلين اقتتلا أحدهما غفاري والآخر جهني فظهر الغفاري على الجهني وكان بين جهينة وبين الأنصار حلف
فقال رجل من المنافقين وهو عبد الله بن أبي يا بنى الأوس والخزرج عليكم صاحبكم وحليفكم ثم قال والله ما مثلنا
ومثل محمد الا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فسعى بها
بعضهم إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر يا نبي الله مر معاذ ان يضرب عنق هذا المنافق فقال لا يتحدث
الناس ان محمدا يقتل أصحابه وذكر لنا انه كثر على رجلين من المنافقين عنده فقال عمر هل يصلى قالوا نعم ولا خير في
صلاته قال نهيت عن المصلين نهيت عن المصلين نهيت عن المصلين * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله
هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا يقول لا تطعموا محمدا وأصحابه حتى تصيبهم مجاعة
فيتركوا نبيهم وفي قوله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل قال قال ذلك عبد الله بن أبي رأس المنافقين
وأناس معه من المنافقين * وأخرج سعيد بن منصور والبخاري ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن مردويه
والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة قال سفيان يرون انها غزوة
بنى المصطلق فكسع رجل من المنافقين رجلا من الأنصار 7 فسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما بال دعوى
الجاهلية قالوا رجل من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها منتنة فسمع
ذلك عبد الله بن أبي فقال أوقد فعلوها والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فبلغ النبي صلى الله
عليه وسلم فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه لا يتحدث الناس
ان محمدا يقتل أصحابه زاد الترمذي فقال له ابنه عبد الله والله لا تنقلب حتى تقر انك الذليل ورسول الله صلى الله عليه
وسلم العزيز ففعل * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال كان بين غلام من الأنصار وغلام من بنى
غفار في الطريق كلام فقال عبد الله بن أبي هنيئا لكم باس هنيئا جمعتم سواق الحجيج من مزينة وجهينة فقلبوكم على
ثماركم ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه
قال لما حضر عبد الله بن أبي الموت قال ابن عباس رضي الله عنهما فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجرى بينهما كلام فقال له عبد الله بن أبي قد أفقه ما تقول ولكن من على اليوم وكفني بقميصك هذا وصل على قال
ابن عباس رضي الله عنهما فكفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقميصه وصلى عليه والله أعلم أي صلاة كانت وأن
محمدا صلى الله عليه وسلم لم يخدع انسانا قط غير أنه قال يوم الحديبية كلمة حسنة فسئل عكرمة رضي الله عنه ما هذه
الكلمة قال قالت له قريش يا أبا حباب انا قد منعنا محمدا طواف هذا البيت ولكنا نأذن لك فقال لألي في رسول الله
أسوة حسنة قال فلما بلغوا المدينة أخذ ابنه السيف ثم قال لوالده أنت تزعم لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز
منها الأذل والله لا تدخلها حتى يأذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج الحميدي في مسنده عن أبي هارون
المدني قال قال عبد الله بن عبد الله بن أبي لأبيه والله لا تدخل المدينة أبدا حتى تقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأعز وأنا الأذل * وأخرج الطبراني عن أسامة بن زيد رضي الله عنه لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم
من بنى المصطلق قام عبد الله بن عبد الله بن أبي فسل على أبيه السيف وقال لله على أن لا أغمده حتى تقول محمد الأعز
وأنا الأذل فقال ويلك محمد الأعز وأنا الأذل فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعجبته وشكرها له * وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج قال لما قدموا المدينة سل عبد الله بن عبد الله بن أبي على أبيه السيف وقال لأضربنك أو
تقول أنا الأذل ومحمد الأعز فلم يبرح حتى قال ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة عن عروة بن الزبير رضي الله عنه ان
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بنى المصطلق لما أتوا المنزل كان بين غلمان من المهاجرين وغلمان
225

من الأنصار فقال غلمان من المهاجرين يا للمهاجرين وقال غلمان من الأنصار يا للأنصار فبلغ ذلك عبد الله بن أبي
ابن سلول فقال أما والله لو أنهم لم ينفقوا عليهم انفضوا من حوله أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها
الأذل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فامر بالرحيل فأدرك ركبا من بنى عبد الأشهل في المسير فقال لهم ألم تعلموا
ما قال المنافق عبد الله بن أبي قالوا وماذا قال يا رسول الله قال قال أما والله لو لم تنفقوا عليهم لانفضوا من حوله أما والله
لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل قالوا صدق يا رسول الله فأنت والله الأعز العزيز وهو الذليل
* وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معسكرا وان رجلا
من قريش كان بينه وبين رجل من الأنصار كلام حتى اشتد الامر بينهما فبلغ ذلك عبد الله بن أبي فخرج فنادى
غلبني على قومي من لا قوم له بلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاخذ سيفه ثم خرج عامدا ليضربه فذكر هذه
الآية يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله فرجع حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال
ما لك يا عمر قال العجب من ذلك المنافق يقول غلبني على قومي من لا قوم له والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن
الأعز منها الأذل قال النبي صلى الله عليه وسلم قم فناد في الناس يرتحلون فارتحلوا فساروا حتى إذا كان بينهم
وبين المدينة مسيرة ليلة فعجل عبد الله بن عبد الله بن أبي حتى أناخ بجامع طرق المدينة ودخل الناس حتى جاء أبوه
عبد الله بن أبي فقال وراءك فقال ما لك ويلك قال والله لا تدخلها أبدا الا ان يأذن رسول الله وليعلمن اليوم من
الأعز من الأذل فرجع حتى لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه ما صنع ابنه فأرسل إليه النبي صلى الله عليه
وسلم ان خل عنه حتى يدخل ففعل فلم يلبثوا الا أياما قلائل حتى اشتكى عبد الله فاشتد وجعه فقال لابنه عبد الله
يا بنى ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعه فإنك إذا أنت طلبت ذلك إليه فعل ففعل ابنه فأتى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال له يا رسول الله ان عبد الله بن أبي شديد الوجع وقد طلب إلى أن آتيك فتأتيه فإنه قد اشتاق إلى
لقائك فاخذ نعليه فقام وقام معه نفر من أصحابه حتى دخلوا عليه فقال لأهله حين دخل النبي صلى الله عليه وسلم
أجلسوني فأجلسوه فبكى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجزعا يا عدو الله الآن فقال يا رسول الله انى لم أدعك
لتؤنبني ولكن دعوتك لترحمني فاغرورقت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما حاجتك قال حاجتي إذا أنا
مت ان تشهد غسلي وتكفني في ثلاثة أثواب من ثيابك وتمشى مع جنازتي وتصلى على ففعل رسول الله صلى الله
عليه وسلم فنزلت هذه الآية بعد ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره * قوله تعالى (يا أيها الذين
آمنوا لا تلهكم) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله
يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله قال هم عباد من أمتي الصالحون منهم لا تلهيهم
تجارة ولا بيع عن ذكر الله وعن الصلاة المفروضة الخمس * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
كان له مال يبلغه حج بيت ربه أو تجب عليه فيه الزكاة فلم يفعل سال الرجعة عند الموت فقال له رجل يا ابن عباس اتق
الله فإنما يسال الرجعة الكفار فقال سأتلو عليكم بذلك قرآنا يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن
ذكر الله إلى آخر السورة * وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يا أيها الذين آمنوا
لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله الآية قال هو الرجل المؤمن إذا نزل به الموت وله مال لم يزكه ولم يحج منه
ولم يعط حق الله منه يسال الرجعة عند الموت ليتصدق من ماله ويزكى قال الله ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها
* واخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الضحاك في قوله لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله قال عن الصلوات
الخمس وفي قوله وانفقوا مما رزقناكم قال يعنى الزكاة والنفقة في الحج * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في شعب
الايمان عن عطاء في قوله لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله قال الصلاة المفروضة * وأخرج ابن المنذر
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فاصدق قال أزكى وأكون من الصالحين قال أحج * وأخرج عبد بن حميد
عن الحسن عن عاصم انه قرأ فاصدق وأكون من الصالحين قال أحج * وأخرج عبد بن حميد وعن الحسن عن عاصم
انه قرأ فاصدق وأكون من الصالحين بالواو * وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن زيد بن ثابت قال القراءة
226

سنة من السنن فاقرؤا القرآن كما أقرئتموه ان هذان لساحران فاصدق وأكن من الصالحين
* (سورة التغابن) *
* أخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة
التغابن بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال نزلت سورة التغابن بالمدينة * وأخرج النحاس عن ابن
عباس قال نزلت سورة التغابن بمكة الا آيات من آخرها نزلت بالمدينة في عوف بن مالك الأشجعي شكا إلى النبي صلى
الله عليه وسلم جفاء أهله وولده فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم
إلى آخر السورة * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن عطاء بن يسار قال نزلت سورة التغابن كلها بمكة الا هؤلاء
الآيات يا أيها الذين آمنوا ان من أزواجكم وأولادكم نزلت في عوف بن مالك الأشجعي كان ذا أهل وولد فكان إذا
أراد الغزو بكوا إليه ورققوه فقالوا إلى من تدعنا فيرق ويقيم فنزلت هذه الآيات فيه بالمدينة * قوله تعالى (يسبح
لله) الآيات * أخرج ابن حبان في الضعفاء والطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن عبد الله بن عمرو عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال ما من مولود يولد الا وانه مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من فاتحة سورة التغابن * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا مكث المنى في الرحم أربعين ليلة أتاه ملك النفوس فعرج به إلى الرب فيقول يا رب أذكر أم أنثى فيقضى الله
ما هو قاض فيقول أشقي أم سعيد فيكتب ما هو لاق وقرأ أبو ذر من فاتحة التغابن خمس آيات إلى قوله وصوركم
فأحسن صوركم واليه المصير * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العبد
يولد مؤمنا ويعيش مؤمنا ويموت مؤمنا والعبد يولد كافرا ويعيش كافرا ويموت كافرا وان العبد يعمل برهة من
الزمان بالشقاوة ثم يدركه الموت بما كتب له فيموت شقيا وان العبد يعمل برهة من دهره بالشقاوة ثم يدركه
ما كتب له فيموت سعيدا * قوله تعالى (زعم الذين كفروا) * أخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن ابن مسعود
انه قيل له ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا قال سمعته يقول بئس مطية الرجل * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن المنذر عن عبد الله بن مسعود انه كره زعموا * واخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد أنه
كره زعموا لقول الله زعم الذين كفروا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن هانئ بن عروة انه قال لابنه هب لي
اثنتين زعموا وسوف لا يكونان في حديثك * وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال زعم كنية الكذب * وأخرج ابن
سعد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن شريح قال زعم كنية الكذب * وأخرج ابن أبي شيبة قال زعموا زاملة
الكذب * قوله تعالى (يوم يجمعكم ليوم الجمع) * أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله يوم يجمعكم ليوم الجمع قال
هو يوم القيامة وذلك يوم التغابن غبن أهل الجنة أهل النار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس يوم التغابن من أسماء يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله ذلك يوم
التغابن قال غبن أهل الجنة أهل النار * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد
ذلك يوم التغابن قال غابن أهل الجنة أهل النار والله أعلم * قوله تعالى (ما أصاب من مصيبة الا بإذن الله) * أخرج
عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن علقمة في قوله ما أصاب من مصيبة الا بإذن الله ومن يؤمن
بالله يهد قلبه قال قال هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم انها من عند الله فيسلم الامر لله ويرضى بذلك * وأخرج
سعيد بن منصور عن ابن مسعود رضي الله عنه في الآية قال هي المصيبات تصيب الرجل فيعلم انها من عند الله
فيسلم لها ويرضى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ومن يؤمن بالله يهد
قلبه يعنى يهد قلبه لليقين فيعلم ان ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطاه لم يكن ليصيبه * وأخرج ابن المنذر عن
ابن جريج رضي الله عنه في قوله ومن يؤمن بالله يهد قلبه قال من أصاب من الايمان ما يعرف به الله فهو مهتدي
القلب * قوله تعالى (الله لا اله الا هو) الآية * أخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار المؤمنين يوم يبعثون من قبورهم لا إله إلا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون
* قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ان من أزواجكم) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد والترمذي وابن
227

جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
نزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم في قوم من أهل مكة أسلموا
وأرادوا ان يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه
وسلم فرأ والناس قد فقهوا في الدين هموا ان يعاقبوهم فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا ان من أزواجكم وأولادكم
عدوا لكم فاحذروهم وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا فان الله غفور رحيم * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال كان الرجل يريد الهجرة فتحبسه امرأته وولده فيقول أنا والله
لئن جمع الله بيني وبينكم في دار الهجرة لأفعلن ولأفعلن فجمع الله بينهم في دار الهجرة فأنزل الله وان تعفوا
وتصفحوا وتغفروا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم
فاحذروهم قال منهم من لا يأمر بطاعة ولا ينهى عن معصية وكفى بذلك عداوة للمرء ان يكون صاحبه لا يأمر
بطاعة ولا ينهى عن معصية وكانوا يثبطون عن الجهاد والهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى
(انما أموالكم وأولادكم فتنة) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله انما أموالكم
وأولادكم فتنة قال بلاء والله عنده أجر عظيم قال الجنة وأخرج ابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال لا يقولن أحدكم اللهم إني أعوذ بك من الفتنة فإنه ليس أحد منكم الا وهو مشتمل على فتنة فان الله يقول انما
أموالكم وأولادكم فتنة ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلاتها * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الضحى
قال قال رجل أو هو عند عمر اللهم إني أعوذ بك من الفتنة أو الفتن عمر أتحب ان لا يرزقك الله مالا ولا ولدا
أيكم استعاذ من الفتن فليستعذ من مضلاتها * وأخرج ابن مردويه عن كعب بن عياض رضي الله عنه سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن لكل أمة فتنة وان فتنة أمتي المال * وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن
الصامت رضي الله عنه قال لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال * وأخرج وكيع في الغرر
عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال قال ابن عمر لرجل انك تحب الفتنة قال أنا قال نعم فلما رأى ابن عمر ما داخل
الرجل من ذاك قال تحب المال والولد * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة
والحاكم وابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فاقبل الحسن والحسين
رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما
واحدا من ذا الشق وواحدا من ذا الشق ثم صعد المنبر فقال صدق الله قال انما أموالكم وأولادكم فتنة انى لما
نظرت إلى هذين الغلامين يمشيان ويعثران لم أصبر ان قطعت كلامي ونزلت إليهما * وأخرج ابن مردويه
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يخطب الناس على المنبر خرج الحسين
ابن علي رضي الله عنه فوطئ في ثوب كان عليه فسقط فبكى فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر فلما رأى
الناس أسرعوا إلى الحسين رضي الله عنه يتعاطونه يعطيه بعضهم بعضا حتى وقع في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال قاتل الله الشيطان ان الولد لفتنة والذي نفسي بيده ما دريت انى نزلت عن منبري * وأخرج ابن المنذر عن
يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم بكاء حسن أو حسين فقال النبي صلى الله عليه
وسلم الولد فتنة لقد قمت إليه وما أعقل والله تعالى أعلم * قوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) * أخرج ابن أبي
حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال لما نزلت اتقوا الله حق تقاته اشتد على القوم العمل فقاموا حتى
ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم فأنزل الله تخفيفا على المسلمين فاتقوا الله ما استطعتم فنسخت الآية الأولى
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أنس فاتقوا الله ما استطعتم قال جهدكم * وأخرج عبد بن حميد
وابن المنذر عن قتادة فاتقوا الله ما استطعتم قال هي رخصة من الله كان الله قد أنزل في سورة آل عمران اتقوا الله
حق تقاته وحق تقاته ان يطاع فلا يعصى ثم خفف عن عباده فأنزل الرخصة فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا
وأطيعوا قال والسمع والطاعة فيما استطعت يا ابن آدم عليها بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على السمع
228

والطاعة فيما استطاعوا * وأخرج ابن سعد وأحمد وأبو داود عن الحكم بن حزن الكافي قال وفدنا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلبثنا أياما شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام متوكئا على قوس فحمد الله
وأثنى عليه كلمات طيبات خفيفات مباركات ثم قال أيها الناس انكم لن تطيقوا كل ما أمرتم به فسدد وابشروا
* قوله تعالى (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) * أخرج عبد بن حميد عن عطاء رضي الله عنه ومن يوق
شح نفسه قال في النفقة * وأخرج عبد بن حميد عن حبيب بن شهاب العنبري انه سمع أخاه يقول لقيت ابن عمر يوم
عرفة فأردت أن أقتدى من سيرته واسمع من قوله فسمعته أكثر ما يقول اللهم إني أعوذ بك من الشح الفاحش
حتى أفاض ثم بات بجمع فسمعته أيضا يقول ذلك فلما أردت أن أفارقه قلت يا عبد الله انى أردت أن اقتدى
بسيرتك فسمعتك أكثر ما تقول ان تعوذ من الشح الفاحش قال وما أبغي أفضل من أن أكون من المفلحين قال
الله ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * قوله تعالى (ان تقرضوا الله) الآية * أخرج الحاكم وصححه عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله استقرضت عبدي فأبى أن يقرضني وشتمني عبدي وهو
لا يدرى يقول وا دهراه وا دهراه وأنا الدهر ثم تلا أبو هريرة ان تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم * وأخرج
عبد بن حميد عن أبي حيان عن أبيه عن شيخ لهم انه كان يقول إذا سمع السائل يقول من يقرض الله قرضا حسنا
قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر هذا القرض الحسن
* (سورة الطلاق مدنية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة الطلاق بالمدينة
* وأخرج عبد الرزاق في المصنف وسعيد بن منصور عن طاوس ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الجمعة بسورة
الجمعة ويا أيها النبي إذا طلقتم النساء * قوله تعالى (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء) الآية * أخرج ابن أبي حاتم
عن أنس قال طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة فاتت أهلها فأنزل الله يا أيها النبي إذا طلقتم النساء
فطلقوهن لعدتهن فقيل له راجعها فإنها صوامة قوامة وانها من أزواجك في الجنة * وأخرج ابن المنذر عن ابن
سيرين في قوله لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا قال في حفصة بنت عمر طلقها النبي صلى الله عليه وسلم واحدة فنزلت
يا أيها النبي إذا طلقتم النساء إلى قوله يحدث بعد ذلك أمرا قال فراجعها * وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال
طلق عبد بن يزيد أبو ركانة أم ركانة ثم نكح امرأة من مزينة فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت
يا رسول الله ما يغنى غنى الا ما تغنى هذه الشعرة لشعرة أخذتها من رأسها فأخذت رسول الله صلى الله عليه وسلم
حمية عند ذلك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركانة وإخوته ثم قال لجلسائه أترون كذا من كذا فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لعبد يزيد طلقها ففعل فقال لأبي ركانة ارتجعها فقال يا رسول الله انى طلقتها قال قد علمت
ذلك فارتجعها فنزلت يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن قال الذهبي اسناده واه والخبر خطأ فان عبد
يزيد لم يدرك الاسلام * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال بلغنا في قوله يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن
لعدتهن انها نزلت في عبد الله بن عمرو بن العاص وطفيل بن الحارث وعمرو بن سعيد بن العاصي * وأخرج ابن
مردويه من طريق أبى الزبير عن ابن عمر انه طلق امرأته وهي حائض على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق
عمر فذكر ذلك له فقال مره فليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر ثم يطلقها ان بدا له فأنزل الله عند ذلك يا أيها النبي إذا
طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن قال أبو الزبير هكذا سمعت ابن عمر يقرؤها * وأخرج مالك والشافعي
وعبد الرزاق في المصنف واحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن
جرير وابن المنذر وأبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عمر انه طلق امرأته وهي حائض فذكر ذلك
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتغيظ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ليراجعها ثم يمسكها حتى
تطهر ثم تحيض فتطهر فان بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرا قبل أن يمسها فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق
لها النساء وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن * وأخرج
عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ
229

فطلقوهن في قبل عدتهن * وأخرج ابن الأنباري عن ابن عمر أنه قرأ فطلقوهن لقبل عدتهن * وأخرج عبد
الرزاق وأبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي عن مجاهد انه كان يقرأ
فطلقوهن لقبل عدتهن * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فطلقوهن لعدتهن قال
طاهرا من غير جماع * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمر فطلقوهن لعدتهن قال في الطهر في غير جماع * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد والطبراني والبيهقي عن ابن مسعود فطلقوهن لعدتهن قال الطهر في غير جماع * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني والبيهقي وابن مردويه عن ابن مسعود قال من أراد أن يطلق
للسنة كما أمره الله فليطلقها طاهرا في غير جماع * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فطلقوهن لعدتهن قال طاهرا
من غير جماع * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن أبي موسى رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لا يقل أحدكم لامرأته قد طلقتك قد راجعتك ليس هذا بطلاق المسلمين طلقوا المرأة في قبل طهرها
* وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه فطلقوهن لعدتهن قال طهرهن وفي لفظ قال طاهرا في غير
جماع * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه فطلقوهن لعدتهن قال العدة ان يطلقها طاهرا من غير
جماع فاما الرجل يخالط امرأته حتى إذا أقلع عنها طلقها عند ذلك فلا يدرى أحاملا هي أم غير حامل فان ذلك
لا يصلح * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والطبراني وابن مردويه عن مجاهد رضي الله عنه قال سأل ابن
عباس يوما رجل فقال يا أبا عباس انى طلقت امرأتي ثلاثا فقال ابن عباس عصيت ربك وحرمت عليك امرأتك
ولم تتق الله ليجعل لك مخرجا يطلق أحدكم ثم يقول يا أبا عباس قال الله يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في
قبل عدتهن وهكذا كان ابن عباس يقرأ هذا الحرف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما
فطلقوهن لعدتهن قال لا يطلقها وهي حائض ولا في طهر قد جامعها فيه ولكن يتركها حتى إذا حاضت
وطهرت طلقها تطليقة فان كانت تحيض فعدتها ثلاث حيض وان كانت لا تحيض فعدتها ثلاثة أشهر وان
كانت حاملا فعدتها ان تضع حملها وإذا أراد مراجعتها قبل أن تنقضي عدتها أشهد على ذلك رجلين كما قال الله
وأشهدوا ذوي عدل منكم عند الطلاق وعند المراجعة فان راجعها فهي عنده على تطليقتين وان لم يراجعها
فإذا انقضت عدتها فقد بانت منه واحدة وهي أملك بنفسها ثم تتزوج من شاءت هو أو غيره * وأخرج عبد
ابن حميد والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن
لعدتهن قال طلاق العدة ان يطلق الرجل امرأته وهي طاهر ثم يدعها حتى تنقضي عدتها أو يراجعها
ان شاء * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي وابن مردويه عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما انه سئل عن
رجل طلق امرأته مائة قال عصيت ربك من يتق الله يجعل له مخرجا ثم تلا يا أيها النبي إذا طلقتم النساء
فطلقوهن في قبل عدتهن * قوله تعالى (واحصوا العدة) * أخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود رضي الله عنه
واحصوا العدة قال الطلاق طاهرا في غير جماع * قوله تعالى (لا تخرجوهن من بيوتهن) * أخرج عبد بن
حميد عن الشعبي رضي الله عنه ان شريحا طلق امرأته واحدة ثم سكت عنها حتى انقضت العدة ثم أتاها فاستأذن
ففزعت فدخل فقال انى أردت ان يطاع الله لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن * واخرج عبد بن حميد عن
محمد بن سيرين رضي الله عنه ان شريحا طلق امرأته واشهدوا قال للشاهدين اكتما على فكتما عليه حتى
انقضت العدة ثم أخبرها فنقلت متاعها فقال شريح انى كرهت ان تأثم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر
عن ابن عمر رضي الله عنه قال المطلقة والمتوفى عنها زوجها يخرجان بالنهار ولا يبيتان ليلة تامة عن بيوتهما
* وأخرج عبد بن حميد عن عامر رضي الله عنه قال حدثتني فاطمة بنت قيس ان زوجها طلقها ثلاثا فاتت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها فاعتدت عند عمها عمرو بن أم مكتوم * وأخرج عبد بن حميد عن سلمة بن عبد
الرحمن بن عوف ان فاطمة بنت قيس أخبرته انها كانت تحت أبى عمرو بن حفص بن المغيرة فطلقها آخر ثلاث
تطليقات فزعمت أنها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم في خروجها من بيتها فأمرها ان تنتقل إلى ابن أم مكتوم
230

الأعمى فأبى مروان ان يصدق فاطمة في خروج المطلقة من بيتها وقال عروة ان عائشة أنكرت ذلك على فاطمة
بنت قيس * وأخرج ابن مردويه عن أبي إسحاق قال كنت جالسا مع الأسود بن يزيد في المسجد الأعظم ومعنا
الشعبي فحدث بحديث فاطمة بنت قيس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجعل لها سكنى ولا نفقة فاخذ الأسود
كفا من حصى فحصبه ثم قال ويلك تحدث بمثل هذا قال عمر لا نترك كتاب الله وسنة نبينا لقول امرأة لا ندري
حفظت أم نسيت لها السكنى والنفقة قال الله لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن الا ان يأتين بفاحشة مبينة
* وأخرج عبد الرزاق عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ان أبا عمرو بن حفص بن المغيرة خرج مع علي إلى اليمن
فأرسل إلى امرأته فاطمة بنت قيس بتطليقة كانت بقيت من طلاقها وأمر لها الحارث بن هشام وعياش بن أبي
ربيعة بنفقة فاستقلتها فقالا لها والله ما لك نفقة الا ان تكوني حاملا فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له
أمرها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم لا نفقة لك فاستأذنيه في الانتقال فأذن لها فأرسل إليها مروان يسألها عن
ذلك فحدثته فقال مروان لم أسمع بهذا الحديث الا من امرأة سنأخذ بالعصمة التي وجدنا الناس عليها فقالت
فاطمة بيني وبينكم كتاب الله قال الله عز وجل ولا يخرجن الا ان يأتين بفاحشة مبينة حتى بلغ لا تدرى لعل الله
يحدث بعد ذلك أمرا قالت هذا لمن كانت له مراجعة فأي أمر يحدث بعد الثلاث فكيف يقولون لا نفقة لها إذا لم
تكن حاملا فعلام تحبسونها ولكن يتركها حتى إذا حاضت وطهرت طلقها تطليقة فان كانت تحيض فعدتها ثلاث
حيض وان كانت لا تحيض فعدتها ثلاثة أشهر وان كانت حاملا فعدتها ان تضع حملها وان أراد مراجعتها قبل
ان تنقضي عدتها أشهد على ذلك رجلين كما قال الله واشهدوا ذوي عدل منكم عند الطلاق وعند المراجعة فان
راجعها فهي عنده على طلقتين وان لم يراجعها فإذا انقضت عدتها فقد بانت عدتها منه بواحدة وهي أملك
لنفسها ثم تتزوج من شاءت هو أو غيره * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال الطلاق على أربعة منازل منزلان حلال ومنزلان حرام فاما الحرام فان يطلقها حين يجامعها ولا يدرى
اشتمل الرحم على شئ أو لا وان يطلقها وهي حائض وأما الحلال فان يطلقها لأقرائها طاهرا عن غير جماع وان
يطلقها مستبينا حملها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي
في سننه عن ابن عمر رضي الله عنه في قوله ولا يخرجن الا ان يأتين بفاحشة مبينة قال خروجها قبل انقضاء العدة
من بيتها الفاحشة المبينة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا يخرجن
الا ان يأتين بفاحشة مبينة قال الزنا * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن والشعبي مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد
ابن حميد عن مجاهد رضي الله عنه ولا يخرجن الا ان يأتين بفاحشة مبينة قال الا ان يزنين * وأخرج عبد الرزاق
وابن المنذر عن عطاء الخراساني رضي الله عنه في قوله ولا يخرجن الا ان يأتين بفاحشة مبينة قال كان ذلك قبل ان
تنزل الحدود وكانت المرأة إذا أتت بفاحشة أخرجت * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب ولا يخرجن الا
ان يأتين بفاحشة مبينة قال الا ان تصيب حدا فتخرج فيقام عليها * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن
راهويه وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا يخرجن الا
ان يأتين بفاحشة مبينة قال الفاحشة البينة ان تبذو المرأة على أهل الرجل فإذا بذت عليهم بلسانها فقد حل لهم
اخراجها * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد رضي الله عنه الا ان يأتين بفاحشة مبينة قال لو كان الزنا كما تقولون
أخرجت فرجمت كان ابن عباس يقول الا ان يفحشن قال وهو النشوز * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة
رضي الله عنه قال الفاحشة المبينة السوء في الخلق * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله الا ان
يأتين بفاحشة مبينة قال بفحش لو زنت رجت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه
بفاحشة مبينة قال هو النشوز وفي حرف ابن مسعود الا ان يفحشن * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه
بفاحشة مبينة قال هو النشوز * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة لا ندري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا قال إن بدا
له ان يراجعها راجعها في بيتا هو أبعد من قذر الأخلاق وأطوع لله ان تلزم بيتها * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر
عن إبراهيم النخعي قال كانوا يستحبون ان يطلقها واحدة ثم يدعها حتى يحل أجلها وكانوا يقولون لعل الله يحدث
231

بعد ذلك أمرا لعله ان يرغب فيها * وأخرج ابن أبي حاتم عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها في قوله لعل الله يحدث
بعد ذلك أمرا قالت هي الرجعة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم النخعي قال كانوا يستحبون ان
يطلقها واحدة ثم يدعها حتى تنقضي عدتها لأنه لا يدرى لعله ينكحها قال وكانوا يتأولون هذه الآية لا تدرى لعل
الله يحدث بعد ذلك أمرا لعله يرغب فيها * وأخرج ابن أبي حاتم عن فاطمة بنت قيس في قوله لعل الله يحدث بعد
ذلك أمرا لعله يرغب في رجعتها * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك والشعبي رضي الله عنه مثله * قوله تعالى
(واشهدوا ذوي عدل منكم) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عطاء قال النكاح بالشهود
والطلاق بالشهود والمراجعة بالشهود * وأخرج عبد الرزاق عن ابن سيرين رضي الله عنه ان رجلا سال عمران
ابن حصين عن رجل طلق ولم يشهد وراجع ولم يشهد قال بئسما صنع طلق في بدعة وارتجع في غير سنة فليشهد
على طلاقه وعلى مراجعته وليستغفر الله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن إبراهيم النخعي قال العدل
في المسلمين من لم تظهر منه ريبة * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك وأقيموا الشهادة لله قال إذا أشهدتم على شئ
فأقيموه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن
الشهادة فقال لا تشهد الا على مثل الشمس أو دع * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشهد على شهادة حتى تكون عندك أضوء من الشمس * وأخرج ابن مردويه
عن أبي قتادة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خيركم من كانت عنده شهادة لا يعلمها فتعجلها قبل ان يسألها
* قوله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود في قوله ومن يتق الله
يجعل له مخرجا قال مخرجه ان يعلم أنه قبل أمر الله وان الله هو الذي يعطيه وهو يمنعه وهو يبتليه وهو يعافيه
وهو يدفع عنه وفي قوله ويرزقه من حيث لا يحتسب قال يقول من حيث لا يدرى * وأخرج سعيد بن منصور
والبيهقي في شعب الايمان عن مسروق مثله * وأخرج عبد بن حميد وأبو نعيم في الحلية عن قتادة ومن يتق الله
يجعل له مخرجا قال من شبهات الدنيا والكرب عند الموت وأفزاع يوم القيامة فالزموا تقوى الله فان منها الرزق
من الله في الدنيا والثواب في الآخرة قال الله وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد
وقال ههنا ويرزقه من حيث لا يحتسب قال من حيث لا يؤمل ولا يرجو * واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب قال ينجيه من كل
كرب في الدنيا والآخرة * وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم والديلمي من طريق عطاء بن يسار عن ابن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ومن يتق الله يجعل له مخرجا قال من شبهات الدنيا ومن غمرات الموت
ومن شدائد يوم القيامة * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن عبادة بن الصامت قال طلق بعض آبائي
امرأته ألفا فانطلق بنوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ان أبانا طلق أمنا ألفا فهل له من
مخرج فقال إن أباكم لم يتق الله فيجعل له من أمره مخرجا بانت منه بثلاث على غير السنة والباقي اثم في عنقه
* وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي من طريق سالم بن أبي الجعد عن جابر قال نزلت هذه الآية ومن يتق
الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب في رجل من أشجع كان فقيرا خفيف ذات اليد كثير العيال فأتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال اتق الله واصبر فلم يلبث الا يسيرا حتى جاء ابن له يقال له أبو نعيم
كان العدو أصابوه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عيره وأخبره خبرها فنزلت ومن يتق الله الآية
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن سالم بن أبي الجعد قال نزلت هذه الآية ومن يتق الله يجعل له
مخرجا في رجل من أشجع أصابه جهد وبلاء وكان العد وأسروا ابنه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اتق الله
واصبر فرجع ابن له كان أسيرا قد فكه الله فأتاهم وقد أصاب أعنزا فجاء فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت
فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي لك * وأخرج الخطيب في تاريخه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن
عباس في قوله ومن يتق الله يجعل له الآية قال نزلت هذه الآية في ابن لعوف بن مالك الأشجعي وكان المشركون
أسروه وأوثقوه وأجاعوه فكتب إلى أبيه أن ات رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلمه ما أنا فيه من الضيق والشدة
232

فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب إليه وأخبره ومره بالتقوى
والتوكل على الله وأن يقول عند صباحه ومسائه لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم
بالمؤمنين رؤوف رحيم فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم فلما ورد عليه
الكتاب قرأه فأطلق الله وثاقه فمر بواديهم التي ترعى فيه إبلهم وغنمهم فاستاقها فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله انى اغتلتهم بعدما أطلق الله وثاقي فحلال هي أم حرام قال بل هي حلال إذا شئنا خمسنا فأنزل الله
ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره قد جعل
الله لكل شئ من الشدة والرخاء قدرا يعنى أجلا وقال ابن عباس من قرأ هذه الآية عند سلطان يخاف غشمه أو
عند موج يخاف الغرق أو عند سبع لم يضره شئ من ذلك * وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح
عن ابن عباس قال جاء عوف بن مالك الأشجعي فقال يا رسول الله ان ابني أسره العدو وجزعت أمه فما تأمرني قال
آمرك وإياها أن تستكثرا من لا حول ولا قوة الا بالله فقالت المرأة نعم ما أمرك فجعلا يكثران منها فتغفل عنه العدو
فاستاق غنمهم فجاء بها إلى أبيه فنزلت ومن يتق الله يجعل له مخرجا الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن إسحاق
مولى أبى قيس بن مخرمة قال جاء مالك الأشجعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أسر ابن عوف فقال له ارسل
إليه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تستكثر من لا حول ولا قوة الا بالله وكانوا قد شدوه بالقد فسقط
القد عنه فخرج فإذا هو بناقة لهم فركبها فاقبل فإذا بسرح للقوم الذين كانوا أسروه فصاح بها فاتبع آخرها
أولها فلم يفجأ أبويه الا وهو ينادى بالباب فأتى أبوه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فنزلت ومن يتق الله يجعل
له مخرجا الآية * وأخرج عبد بن حميد والحاكم وابن مردويه عن أبي عيينة والبيهقي في الدلائل عنه عن ابن
مسعود قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أراه عوف بن مالك فقال يا رسول الله ان بنى فلان أغاروا على
فذهبوا بابني وبكى فقال اسأل الله فرجع إلى امرأته فقالت له ما رد عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرها
فلم يلبث الرجل ان رد الله إبله وابنه أوفر ما كان فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقام على المنبر فحمد الله وأثنى عليه
وأمرهم بمسألة الله والرغبة له وقرأ عليهم ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب * وأخرج
ابن أبي حاتم عن عائشة في قوله ومن يتق الله يجعل له مخرجا قال يكفيه غم الدنيا وهمها * وأخرج أحمد والحاكم
وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي ذر قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو هذه الآية ومن يتق الله
يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب فجعل يرددها حتى نعست ثم قال يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بها
لكفتهم * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن معاذ بن جبل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها
الناس اتخذوا تقوى الله تجارة يأتكم الرزق بلا بضاعة ولا تجارة ثم قرأ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من
حيث لا يحتسب * وأخرج أحمد والنسائي وابن ماجة عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان العبد
ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر الا لدعاء ولا يزيد في العمر الا البر * وأخرج أحمد وابن مردويه عن ابن
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق
مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني والخطيب عن عمران بن حصين رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من انقطع إلى الله كفاه الله كل مؤنة ورزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع
إلى الدنيا وكله الله إليها * وأخرج البخاري في تاريخه عن إسماعيل الجبلي رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم لئن انتهيتم عندما تؤمرون لتأكلن غير زارعين * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع
ابن خيثم رضي الله عنه ومن يتق الله يجعل له مخرجا قال من كل شئ ضاق على الناس * وأخرج عبد الرزاق وابن
المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه ومن يتق الله يجعل له مخرجا قال نجاة * وأخرج أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته وإذا أسأت فأحسن ولا تسألن
أحدا شيئا ولا تقبض أمانة ولا تقض بين اثنين * وأخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال أوصيك بتقوى الله فإنه رأس كل شئ وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الاسلام وعليك بذكر
233

الله وتلاوة القرآن فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض * وأخرج ابن سعد وأحمد عن ضرغام بن عليبة بن
حرملة العنبري عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أوصني
قال اتق الله وإذا كنت في مجلس فقمت منه فسمعتهم يقولون ما يعجبك فائته فإذا سمعتهم يقولون ما تكره فاتركه
* وأخرج أحمد في الزهد عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال وجدت في كتاب من كتب الله المنزلة ان الله عز وجل
يقول انى مع عبدي المؤمن حين يطيعني أعطيه قبل ان يسألني واستجيب له قبل ان يدعوني وما ترددت في شئ
ترددي عن قبض عبدي المؤمن انه يكره ذلك ويسوءه وأنا أكره ان أسوأه وليس له منه بد وما عندي خير له ان
عبدي إذا أطاعني واتبع أمرى فلو أجلبت عليه السماوات السبع ومن فيهن والأرضون السبع بمن فيهن
جعلت له من بين ذلك المخرج وانه إذا عصاني ولم يتبع أمرى قطعت يديه من أسباب السماء وخسفت به الأرض
من تحت قدميه وتركته في الأهواء لا ينتصر من شئ ان سلطان الأرض موضوع خامد عندي كما يضع أحدكم
سلاحه عنه لا يقطع سيف الا بيد ولا يضرب سوط الا بيد لا يصل من ذلك إلى شئ الا بإذني * وأخرج ابن أبي شيبة
عن الحسن رضي الله عنه قال كتب زياد إلى الحكم بن عمرو الغفاري وهو على خراسان ان أمير المؤمنين كتب إلى أن
يصطفى له الصفراء والبيضاء فلا يقسم بين الناس ذهب ولا فضة فكتب إليه بلغني كتابك وإني وجدت كتاب
الله قبل كتاب أمير المؤمنين وانه والله لو أن السماوات والأرض كانتا رتقا على عبده ثم اتقى الله جعل الله له مخرجا
والسلام عليك ثم قال أيها الناس اغدوا على مالكم فغدوا فقسمه بينهم * وأخرج ابن أبي شيبة عن عروة ان عائشة
رضي الله عنها كتبت إلى معاوية أوصيك بتقوى الله فإنك ان اتقيت الله كفاك الناس وان اتقيت الناس
لم يغنوا عنك من الله شيئا * وأخرج ابن حبان في الضعفاء والبيهقي في شعب الايمان والعسكري في الأمثال عن علي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما تكون الصنيعة إلى ذي دين أو حسب وجهاد الضعفاء الحج وجهاد
المرأة حسن التبعل لزوجها والتودد نصف الايمان وما عال امرؤ على اقتصاد واستنزلوا الرزق بالصدقة وأبى
الله ان يجعل أرزاق عباده المؤمنين الا من حيث لا يحتسبون * قوله تعالى (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)
الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ومن يتوكل على الله فهو حسبه قال ليس
المتوكل الذي يقول تقضى حاجتي وليس كل من توكل على الله كفاه ما أهمه ودفع عنه ما يكره وقضى حاجته
ولكن الله جعل فضل من توكل على من لم يتوكل ان يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا وفي قوله قد جعل الله لكل
شئ قدرا قال يعنى اجلا ومنتهى ينتهى إليه * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في شعب الايمان عن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق
الطير تغد وخماصا وتروح بطانا * وأخرج ابن مردويه عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من رضى وقنع وتوكل كفى الطلب * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رفع الحديث إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال من أحب ان يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ومن أحب ان يكون أغنى الناس فليكن بما
في يد الله أوثق منه بما في يده ومن أحب ان يكون أكرم الناس فليتق الله * وأخرج أبو داود والترمذي والحاكم
وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نزلت به فاقة فانزلها بالناس لم تسد
فاقته ومن نزلت به فاقة فانزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل * وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جاع أو احتاج فكتمه الناس وأفضى به إلى الله كان حقا على
الله ان يفتح له قوت سنة من حلال * وأخرج أحمد في الزهد عن وهب رضي الله عنه قال يقول الله تبارك وتعالى إذا
توكل على عبدي لو كادته السماوات والأرض جعلت له من بين ذلك المخرج * وأخرج عبد الله ابنه في زوائد الزهد عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال أوحى الله إلى عيسى اجعلني من نفسك لهمك واجعلني ذخرا لمعادك وتوكل على أكفك
ولا تول غيري فأخذلك * وأخرج أحمد في الزهد عن عمار بن ياسر قال كفى بالموت واعظا وكفى باليقين غنى وكفى
بالعبادة شغلا * قوله تعالى (واللائي يئسن من المحيض) * أخرج إسحاق بن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي بن كعب ان ناسا من أهل المدينة لما أنزلت هذه الآية
234

التي في البقرة في عدة النساء قالوا لقد بقى من عدة النساء عدة لم تذكر في القرآن الصغار والكبار اللاتي قد انقطع
عنهن الحيض وذوات الحمل فأنزل الله التي في سورة النساء القصرى واللائي يئسن من المحيض الآية * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن مردويه من وجه آخر عن أبي بن كعب قال لما نزلت عدة المتوفى والمطلقة قلت يا رسول الله بقى
نساء الصغيرة والكبيرة والحامل فنزلت واللائي يئسن من المحيض الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر من
طريق الثوري عن إسماعيل قال لما نزلت هذه الآية والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء سألوا النبي صلى الله
عليه وسلم فقالوا يا رسول الله أرأيت التي لم تحض والتي قد يئست من المحيض فاختلفوا فيهما فأنزل الله ان ارتبتم
يعنى ان شككتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن بمنزلتهن وأولات الأحمال أجلهن ان يضعن حملهن
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة واللائي يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر قال
هن اللاتي قعدن عن المحيض واللائي لم يحضن فهن الأبكار الجواري اللاتي لم يبلغن المحيض فعدتهن ثلاثة أشهر
وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن فإذا نفضت الرحم ما فيها فقد انقضت عدتها قال وذكر لنا ان ضبيعة بنت
الحارث الأسلمية وضعت بعد وفاة زوجها بخمس عشرة ليلة فأمرها نبي الله صلى الله عليه وسلم ان تزوج قال وكان عمر
يقول لو وضعت ما في بطنها وهو موضوع على سريره من قبل ان يقبر لحلت * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك
واللائي يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر قال العجوز الكبيرة التي قد يئست من المحيض
فعدتها ثلاثة أشهر وأولات الأحمال أجلهن ان يضعن حملهن * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن
جرير عن مجاهد ان ارتبتم قال إن لم تعلموا أتحيض أم لا فالتي قعدت عن المحيض والتي لم تحض بعد فعدتهن ثلاثة
أشهر * وأخرج عبد بن حميد عن عامر الشعبي ان ارتبتم قال في المحيض أتحيض أم لا * وأخرج عبد بن حميد عن
حماد بن زيد قال فسر أيوب هذه الآية ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر قال تعتد تسعة أشهر فان لم تر حملا فتلك
الريبة قال اعتدت الآن بثلاثة أشهر * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال تعتد المرأة بالحيض وان كان كل
سنة مرة فان كانت لا تحيض اعتدت بالأشهر وان حاضت قبل ان توفى الأشهر اعتدت بالحيض من ذي قبل
* وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي قال تعتد بالحيض وان لم تحض الا في كل سنة مرة * وأخرج عبد الرزاق عن
عكرمة أنه سئل عن المرأة تحيض فكثر دمها حتى لا تدرى كيف حيضتها قال تعتد ثلاثة أشهر قال وهي الريبة التي
قال الله ان ارتبتم قضى بذلك ابن عباس وزيد بن ثابت * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد في
المرأة الشابة تطلق فيرتفع حيضها فما تدرى ما رفعها قال تعتد بالحيض وقال طاوس تعتد بثلاثة أشهر * وأخرج
عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب قال قضى عمر في المرأة التي يطلقها زوجها تطليقة ثم تحيض حيضة أو حيضتين
ثم ترتفع حيضتها لا تدرى ما الذي رفعها انها تربص بنفسها ما بينها وبين تسعة أشهر فان استبان حمل فهي حامل
وان مر تسعة أشهر ولا حمل بها اعتدت ثلاثة أشهر بعد ذلك ثم قد حلت * وأخرج عبد الله في زوائد المسند وابن
مردويه عن أبي بن كعب قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن أهي المطلقة
ثلاثا والمتوفى عنها زوجها قال هي المطلقة ثلاثا والمتوفى عنها زوجها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن
مردويه والدارقطني من وجه آخر عن أبي بن كعب قال لما نزلت هذه الآية قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
يا رسول الله هذه الآية مشتركة أم مبهمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أية آية قلت وأولات الأحمال أجلهن
ان يضعن حملهن المطلقة والمتوفى عنها زوجها قال نعم * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وسعيد بن منصور وأبو
داود والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه من طرق عن ابن مسعود
انه بلغه ان عليا يقول تعتد آخر الأجلين فقال من شاء لاعنته ان الآية التي نزلت في سورة النساء القصرى نزلت
بعد سورة البقرة وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن بكذا وكذا شهرا فكل مطلقة أو متوفى عنها زوجها
فأجلها أن تضع حملها * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والطبراني وابن مردويه عن ابن
مسعود قال من شاء حالفته ان سورة النساء الصغرى أنزلت بعد الأربعة أشهر وعشرا وأولات الأحمال أجلهن
أن يضعن حملهن * وأخرج عبد الرزاق عن ابن مسعود قال من شاء لاعنته ان الآية التي في سورة النساء القصرى
235

وأولات الأحمال أجلهن ان يضعن حملهن نسخت ما في البقرة * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال نسخت سورة النساء القصرى كل عدة وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن أجل كل حامل مطلقة
أو متوفى عنها زوجها أن تضع حملها وأخرجه الحاكم في التاريخ والديلمي عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا
* واخرج عبد بن حميد والبخاري والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال أتجعلون عليها التغليظ
ولا تجعلون لها الرخصة أنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن
إذا وضعت فقد انقضت العدة * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال نزلت سورة النساء القصرى
بعد التي في البقرة بسبع سنين * وأخرج عبد الرزاق عن أبي بن كعب قال قلت يا رسول الله انى أسمع الله يذكر
وأولات الأحمال أجلهن ان يضعن حملهن فالحامل المتوفى عنها زوجها أن تضع حملها فقال لي النبي صلى الله عليه
وسلم نعم * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن
ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال كنت أنا وابن عباس وأبو هريرة
فجاء رجل فقال أفتني في امرأة ولدت بعد زوجها بأربعين ليلة أحلت فقال ابن عباس رضي الله عنهما
تعتد آخر الأجلين قلت أنا وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن قال ابن عباس رضي الله عنهما ذلك في
الطلاق قال أبو سلمة رأيت لو أن امرأة أخر حملها سنة فما عدتها قال ابن عباس آخر الأجلين قال أبو هريرة رضي الله عنه
أنا مع ابن أخي يعنى أبا سلمة فأرسل ابن عباس غلامه كريبا إلى أم سلمة يسألها هل مضت في ذلك سنة فقالت
قتل زوج سبيعة الأسلمية وهي حبلى فوضعت بعد موته بأربعين ليلة فخطبت فانكحها رسول الله صلى الله عليه
وسلم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن مردويه عن أبي السنابل بن بعكك ان سبيعة بنت الحارث وضعت
بعد وفاة زوجها بثلاثة وعشرين يوما فتشوفت للنكاح فأنكر ذلك عليها أو عيب فسئل النبي صلى الله عليه وسلم
فقال إن تفعل فقد خلا اجلها * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت مكثت امرأة ثلاثا وعشرين
ليلة ثم وضعت فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال استفلحي لأمرك يقول تزوجي * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن مردويه عن سبيعة الأسلمية انها توفى زوجها فوضعت بعد وفاته بخمس وعشرين ليلة فتهيأت
فقال لها أبو السنابل بن بعكك قد أسرعت اعتدى آخر الأجلين أربعة أشهر وعشرا قالت فاتيت النبي صلى الله
عليه وسلم فأخبرته فقال إن وجدت زوجا صالحا فتزوجي * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن المسور بن
مخرمة ان زوج سبيعة الأسلمية توفى وهي حامل فلم تمكث الا ليالي يسيرة حتى نفست فلما نعلت من نفاسها ذكرت
ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لها فنكحت * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ان امرأة توفى عنها زوجها
فولدت بعد أيام فاختضبت وتزينت فمر بها أبو السنابل بن بعكك فقال كذبت انما هو آخر الأجلين فاتت النبي
صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك فقال كذب أبو السنابل تزوجي * وأخرج عبد بن حميد عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن انه تمارى هو وابن عباس في المتوفى عنها زوجها وهي حبلى فقال ابن عباس آخر الأجلين وقال أبو سلمة إذا
ولدت فقد حلت فجاء أبو هريرة فقال أنا مع ابن أخي لأبي سلمة ثم أرسلوا إلى عائشة فسألوها فقالت ولدت سبيعة بعد
موت زوجها بليال فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها فنكحت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
عن عبيد الله بن عبد الله قال أرسل مروان عبد الله بن عتبة إلى سبيعة بنت الحارث ليسألها عما أفتاها رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأخبرته انها كانت عند سعد بن خولة فتوفى عنها في حجة الوداع وكان بدريا فوضعت حملها قبل
ان تمضي أربعة أشهر وعشر من وفاته فتلقاها أبو السنابل بن بعكك حين تعلت من نفاسها وقد اكتحلت
وتزينت فقال لعلك تريدين النكاح انها أربعة أشهر وعشر من وفاة زوجك قالت فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم
فذكرت ذلك له وذكرت له ما قال أبو السنابل فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعي بنفسك فقد حل أجلك
إذا وضعت حملك * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة عن علي في الحامل إذا وضعت بعد وفاة زوجها قال تعتد
أربعة أشهر وعشرا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن عباس انه كان يقول في الحامل المتوفى عنها
زوجها تنتظر آخر الأجلين * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب ان عمر استشار علي بن أبي طالب وزيد
236

ابن ثابت قال زيد قد حلت وقال على أربعة أشهر وعشرا قال زيد أرأيت ان كانت آيسا قال على فآخر الأجلين
قال عمر لو وضعت ذا بطنها وزوجها على نعشه لم يدخل حفرته لكانت قد حلت * وأخرج ابن المنذر عن مغيرة
قالت قلت للشعبي ما أصدق ان علي بن أبي طالب كان يقول عدة المتوفى عنها زوجها آخر الأجلين قال بلى فصدق
به كاشد ما صدقت بشئ كان على يقول انما قوله وأولات الأحمال أجلهن ان يضعن حملهن في المطلقة * وأخرج
مالك والشافعي وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عمر انه سئل عن المرأة يتوفى عنها زوجها وهي حامل
فقال إذا وضعت حملها فقد حلت فأخبره رجل من الأنصار ان عمر بن الخطاب قال لو ولدت وزوجها على سريره لم
يدفن لحلت * وأخرج عبد الرزاق عن الحسن قال إذا ألقت المرأة شيئا يعلم أنه من حمل فقد انقضت به العدة
وأعتقت أم الولد * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ومحمد قالا إذا أسقطت المرأة فقد انقضت عدتها * وأخرج
عبد بن حميد عن الشعبي قال إذا نكس في الخلق الرابع وكان مخلقا أعتقت به الأمة وانقضت به العدة * وأخرج
ابن أبي شيبة عن ابن عباس انه سئل عن رجل اشترى جارية وهي حامل أيطأها قال لا وقرأ وأولات الأحمال
أجلهن ان يضعن حملهن * قوله تعالى (أسكنوهن من حيث سكنتم) الآية * أخرج عبد بن حميد عن قتادة
أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم قال إن لم تجد لها الا ناحية بيتك فأسكنها فيه * وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس في قوله من حيث سكنتم من وجدكم قال من سعتكم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله
من حيث سكنتم من وجدكم قال من سعتكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن قال في المسكن * وأخرج عبد بن حميد
عن عاصم انه قرأ من وجدكم مرفوعة الواو * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله وان كن أولات حمل
فانفقوا عليهن حتى يضعن حملهن قال فهذه المرأة يطلقها زوجها وهي حامل فامر الله ان يسكنها وينفق عليها
حتى تضع وان أرضعته فحتى تفطم فان أبان طلاقها وليس بها حمل فلها السكنى حتى تنقضي عدتها ولا نفقة لها
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة فان أرضعن لكم الآية قال هي أحق بولدها ان تأخذه بما كنت
مسترضعا به غيرها * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وان تعاسرتم فسترضع له أخرى قال إذا قام الرضاع
على شئ خيرت الام * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم والضحاك وقتادة مثله * قوله تعالى (لينفق ذو سعة من
سعته ومن قدر عليه رزقه) الآية * أخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله لينفق ذو سعة من سعته قال على
المطلقة إذا أرضعت له * واخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ومن قدر عليه رزقه قال قتر فلينفق مما آتاه الله قال
أعطاه لا يكلف الله نفسا الا ما آتاها قال أعطاها * واخرج ابن جرير عن أبي سنان قال سال عمر بن الخطاب
عن أبي عبيدة فقيل له انه يلبس الغليظ من الثياب ويأكل أخشن الطعام فبعث إليه بألف دينار وقال للرسول
انظر ما يصنع بها إذا هو أخذها فما لبث أن لبس ألين الثياب واكل أطيب الطعام فجاء الرسول فأخبره فقال رحمه
الله تأول هذه الآية لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله * واخرج البيهقي في شعب
الايمان وضعفه عن طاوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المؤمن أخذ من الله أدبا حسنا إذا وسع عليه
وسع على نفسه وإذا أمسك عليه أمسك * وأخرج ابن مردويه عن علي قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
كان له مائة أوقية بعشر أواق وجاءه رجل كان له مائة دينار بعشر دنانير وجاءه رجل له عشرة دنانير بدينار فقال
النبي صلى الله عليه وسلم أنتم في الاجر سواء كل واحد منكم جاء بعشر ماله ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لينفق
ذو سعة من سعته * وأخرج الطبراني عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر
كان لأحدهم عشرة دنانير فتصدق منها بدينار وكان لآخر عشر أواق فتصدق منها بأوقية وكان لآخر مائة أوقية
فتصدق منها بعشرة أواق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم في الاجر سواء كل تصدق بعشر ماله قال الله لينفق
ذو سعة من سعته * وأخرج عبد الرزاق عن معمر قال سالت الزهري عن الرجل لا يجد ما ينفق على امرأته يفرق
بينهما قال يستأنى له ولا يفرق بينهما وتلا لا يكلف الله نفسا الا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا قال معمر
وبلغني ان عمر بن عبد العزيز قال مثل قال الزهري * قوله تعالى (وكأين من قرية) الآية * أخرج ابن جرير
عن ابن عباس في قوله فحاسبناها حسابا شديدا يقول لم ترحم وعذبناها عذابا نكرا يقول عظيما منكرا * واخرج
237

عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ عذابا نكرا مثقلة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد فذاقت وبال
أمرها قال جزاء أمرها * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فذاقت وبال أمرها قال عقوبة أمرها * وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا قال محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد عن
عاصم انه قرأ آيات مبينات بنصب الياء والله تعالى اعلم * قوله تعالى (الله الذي خلق سبع سماوات) الآية
* أخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق أبى رزين قال سالت ابن عباس هل تحت الأرض خلق قال نعم ألم تر
إلى قوله خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الامر بينهن * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق
سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال له رجل الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن إلى آخر السورة
فقال ابن عباس للرجل ما يؤمنك ان أخبرك بها فتكفر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن
قتادة في قوله خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن قال في كل سماء وفي كل أرض خلق من خلقه وأمر من امره
وقضاء من قضائه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله يتنزل الامر بينهن قال من السماء السابعة
إلى الأرض السابعة * واخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله يتنزل الامر بينهن قال السماء مكفوفة
والأرض مكفوفة * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في الآية قال بين كل سماء وأرض خلق وأمر * وأخرج
ابن المنذر عن ابن جريج في قوله خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن قال بلغني ان عرض كل أرض مسيرة
خمسمائة سنة وان بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة وأخبرت ان الريح بين الأرض الثانية والثالثة والأرض
السابعة فوق الثرى واسمها تخوم وان أرواح الكفار فيها ولها فيها اليوم حنين فإذا كان يوم القيامة ألقتهم إلى
برهوت فاجتمع أنفس المسلمين بالجابية والثرى فوق الصخرة التي قال الله في صخرة والصخرة خضراء مكللة
والصخرة على الثور والثور له قرنان وله ثلاث قوائم يبتلع ماء الأرض كلها يوم القيامة والثور على الحوت وذنب
الحوت عند رأسه مستدير تحت الأرض السفلى وطرفا منعقدان تحت العرش ويقال الأرض السفلى على عمد من
قرني الثور ويقال بل على ظهره واسمه به موت يأثرون أنهما نزل أهل الجنة فيشبعون من زائد كبد الحوت ورأس
الثور وأخبرت ان عبد الله بن سلام سال النبي صلى الله عليه وسلم علام الحوت قال على ماء اسود وما أخذ منه
الحوت الا كما أخذ حوت من حيتانكم من بحر من هذه البحار وحدثت ان إبليس تغلغل إلى الحوت فعظم له نفسه
وقال ليس خلق بأعظم منك غنى ولا أقوى فوجد الحوت في نفسه فتحرك فمنه تكون الزلزلة إذا تحرك فبعث
الله حوتا صغيرا فأسكنه في اذنه فإذا ذهب يتحرك تحرك الذي في اذنه فسكن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن الضريس من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله ومن الأرض مثلهن قال لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم
وكفركم بتكذيبكم بها * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب وفي الأسماء
والصفات عن أبي الضحى عن ابن عباس في قوله ومن الأرض مثلهن قال سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم
وآدم كآدم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى قال البيهقي اسناده صحيح ولكنه شاد لا أعلم لأبي
الضحى عليه متابعا * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي فقال منكر عن ابن عمر وقال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ان الأرضين بين كل أرض والتي تليها مسيرة خمسمائة عام والعليا منها على ظهر حوت قد التقى
طرفاه في السماء والحوت على صخرة والصخرة بيد الملك والثانية مسجن الريح فلما أراد الله أن يهلك عادا أمر
خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا تهلك عادا فقال يا رب أرسل عليهم من الريح بقدر منخر الثور فقال له الجبار اذن
تكفا الأرض ومن عليها ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم فهي التي قال الله في كتابه ما تذر من شئ أتت عليه الا
جعلته كالرميم والثالثة فيها حجارة جهنم والرابعة فيها كبريت جهنم قالوا يا رسول الله أللنار كبريت قال نعم والذي
نفسي بيده ان فيها لأودية من كبريت لو أرسل فيها الجبال الرواسي لماعت والخامسة فيها حيات جهنم ان
أفواهها كالأودية تلسع الكفار اللسعة فلا تبقى منه لحما على وضم والسادسة فيها عقارب جهنم ان أدنى عقربة
منها كالبغال الموكفة تضرب الكافر ضربة ينسيه ضربها حر جهنم والسابعة فيها سقر وفيها إبليس مصفد
بالحديد يد امامه ويد خلفه فإذا أراد الله ان يطلقه لما شاء أطلقه * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي الدرداء
238

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كثف الأرض مسيرة خمسمائة عام وكثف الثانية مثل ذلك وما بين كل
أرضين مثل ذلك * وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية عن ابن عباس قال سيد السماوات
السماء التي فيها العرش وسيد الأرضين التي نحن عليها * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن كعب قال الأرضون
السبع على صخرة والصخرة في كف ملك والملك على جناح الحوت والحوت في الماء والماء على الريح والريح على
الهواء ريح عقيم لا تلقح وان قرونها معلقة بالعرش * وأخرج أبو الشيخ عن أبي مالك قال الصخرة التي تحت
الأرض منتهى الخلق على أرجائها أربعة أملاك ورؤسهم تحت العرش * وأخرج أبو الشيخ عن أبي مالك
قال إن الأرضين على حوت والسلسلة في أذن الحوت
* (سورة التحريم مدنية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة التحريم بالمدينة ولفظ
ابن مردويه سورة التحرم * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال أنزلت بالمدينة سورة النساء
يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك * قوله تعالى (يا أيها النبي لم تحرم) الآية * أخرج ابن سعد وعبد بن حميد
والبخاري وابن المنذر وابن مرويه عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش
ويشرب عندها عسلا فتواصيت أنا وحفصة ان أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل انى أجد منك
ريح مغافير أكلت مغافير فدخل على إحداهما فقالت ذلك له فقال لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن
أعود فنزلت يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك إلى أن تتوبا إلى الله لعائشة وحفصة وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه
حديثا لقوله بل شربت عسلا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن ابن
عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب من شراب عند سودة من العسل فدخل على عائشة فقالت انى
أجد منك ريحا فدخل على حفصة فقالت انى أجد منك ريحا فقال أراه من شراب شربته عند سودة والله لا أشربه
فأنزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك الآية * وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن رافع قال سألت أم سلمة عن
هذه الآية يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك قالت كانت عندي عكة من عسل أبيض فكان النبي صلى الله عليه
وسلم يلعق منها وكان يحبه فقالت له عائشة نحلها تجرس عرفطا فحرمها فنزلت هذه الآية * وأخرج ابن سعد
وعبد بن حميد عن عبد الله بن عتيبة أنه سئل أي شئ حرم النبي صلى الله عليه وسلم قال عكة من عسل * وأخرج
النسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها فلم تزل به عائشة
وحفصة حتى جعلها على نفسه حراما فأنزل الله هذه الآية يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك إلى آخر الآية وأخرج
الترمذي والطبراني بسند حسن صحيح عن ابن عباس قال نزلت يا أيها النبي لم تحرم الآية في سريته * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه من المرأتان اللتان
تظاهرتا قال عائشة وحفصة وكان بدء الحديث في شأن مارية أم إبراهيم القبطية أصابها النبي صلى الله عليه وسلم
في بيت حفصة في يومها فوجدت حفصة فقالت يا نبي الله لقد جئت إلى شيئا ما جئته إلى أحد من أزواجك في يومى وفي
داري وعلى فراشي فقال ألا ترضين أن أحرمها فلا أقربها قالت بلى فحرمها وقال لا تذكري ذلك لأحد فذكرته
لعائشة رضي الله عنها فأظهره الله عليه فأنزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك الآيات كلها فبلغنا أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كفر عن يمينه وأصاب جاريته * وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك قال حرم سريته * وأخرج ابن
سعد وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت عائشة وحفصة متحابتين فذهبت حفصة إلى بيت
أبيها تحدث عنده فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى جاريته فظلت معه في بيت حفصة وكان اليوم الذي يأتي فيه
عائشة فوجدتهما في بيتها فجعلت تنتظر خروجها وغارت غيرة شديدة فاخرج النبي صلى الله عليه وسلم جاريته
ودخلت حفصة فقالت قد رأيت من كان عندك والله لقد سؤتني فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأرضينك وإني
مسر إليك سرا فاحفظيه قالت ما هو قال انى أشهدك ان سريتي هذه على حرام رضا لك فانطلقت حفصة لي عائشة
239

فأسرت إليها ان أبشري ان النبي صلى الله عليه وسلم قد حرم عليه فتاته فلما أخبرت بسر النبي صلى الله عليه وسلم
أظهر الله النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك * وأخرج ابن مردويه عن ابن
عباس قال ذكر عند عمر بن الخطاب يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضات أزواجك قال انما كان ذلك
في حفصة * وأخرج ابن مردويه عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم أنزل أم إبراهيم منزل أبى أيوب قالت
عائشة رضي الله عنها فدخل النبي صلى الله عليه وسلم بيتها يوما فوجد خلوة فأصابها فحملت بإبراهيم قالت عائشة
فلما استبان حملها فزعت من ذلك فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ولدت فلم يكن لامه لبن فاشترى له
ضائنة يغذى منها الصبى فصلح عليه جسمه وحسن لحمه وصفا لونه فجاء به يوما يحمله على عنقه فقال يا عائشة
كيف ترى الشبه فقلت أنا غيري ما أدرى شبها فقال ولا باللحم فقلت لعمري لمن تغذى بالبان الضان
ليحسن لحمه قال فجزعت عائشة رضي الله عنها وحفصة من ذلك فعاتبته حفصة فحرمها واسر إليها سرا فأفشته إلى
عائشة رضي الله عنها فنزلت آية التحريم فأعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم رقبة * وأخرج ابن مردويه عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال وجدت حفصة رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم أم ولد مارية أم
إبراهيم فحرم أم ولده لحفصة رضي الله عنها وأمرها ان تكتم ذلك فأسرته إلى عائشة رضي الله عنها فذلك قوله
تعالى وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فأمره الله بكفارة يمينه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه
في قوله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك الآية قال كان حرم فتاته القبطية أم إبراهيم عليه السلام في يوم
حفصة وأسر ذلك إليها فاطلعت عليه عائشة رضي الله عنها وكانتا تظاهرتا على نساء النبي صلى الله عليه وسلم
فأحل الله له ما حرم على نفسه وأمره ان يكفر عن يمينه فقال قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد عن الشعبي وقتادة رضي الله عنهما يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك قال حرم جاريته قال
الشعبي وحلف يمينا مع التحريم فعاتبه الله في التحريم وجعل له كفارة اليمين وقال قتادة حرمها فكانت يمينا
* وأخرج ابن سعد عن زيد بن أسلم رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم حرم أم إبراهيم فقال هي على حرام
فقال والله لا أقربها فنزلت قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم * وأخرج ابن سعد عن مسروق والشعبي قال آلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمته وحرمها فأنزل الله قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم وأنزل لم تحرم ما أحل الله لك
* وأخرج الهيثم بن كليب في مسنده والضياء المقدسي في المختارة من طريق نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لحفصة لا تحدثي أحدا وان أم إبراهيم على حرام فقالت أتحرم ما أحل الله لك قال فوالله لا أقربها
فلم يقربها نفسه حتى أخبرت عائشة فأنزل الله قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم * وأخرج سعيد بن منضرر
وعبد بن حميد عن مسروق ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حلف لحفصة ان لا يقرب أمته وقال هي على حرام فنزلت
الكفارة ليمينه وأمر ان لا يحرم ما أحل الله له * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الضحاك ان حفصة زارت
أباها ذات يوم وكان يومها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجدها في المنزل فأرسل إلى أمته مارية فأصاب منها
في بيت حفصة وجاءت حفصة على تلك الحال فقالت يا رسول الله أتفعل هذا في بيتي وفي يومى قال فإنها على حرام
ولا تخبري بذلك أحدا فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها بذلك فأنزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك إلى
قوله وصالح المؤمنين فامر أن يكفر عن يمينه ويراجع أمته * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه بسند
ضعيف عن أبي هريرة قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية القبطية سريته بيت حفصة فوجدتها
معه فقالت يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك قال فإنها على حرام ان أمسها واكتمي هذا على فخرجت حتى
أتت عائشة فقالت ألا أبشرك فقالت بماذا قالت وجدت مارية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فقلت
يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك فكان أول السرر أنه أحرمها على نفسه ثم قال لي يا حفصة ألا أبشرك
فاعلمي عائشة ان أباك يلي الامر من بعده وان أبى يليه بعد أبيك وقد استكتمني ذلك فاكتميه فأنزل الله يا أيها النبي
لم تحرم إلى قوله غفور رحيم أي لما كان منك إلى قوله وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه يعنى حفصة حديثا فلما
نبات به يعنى عائشة وأظهره الله عليه أي بالقرآن عرف بعضه عرف حفصة ما أظهر من أمر مارية وأعرض عن
240

بعض عما أخبرت به من أمر أبى بكر وعمر فلم يبده فلما نبأها به إلى قوله الخبير ثم أقبل عليهما يعاتبهما فقال إن تتوبا
إلى الله إلى قوله ثيبات وأبكارا فوعد من الثيبات آسية بنت مزاحم وأخت نوح عليه السلام ومن الأبكار مريم
بنت عمران وأخت موسى * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية
يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك في المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم * قوله تعالى (قد فرض الله
لكم) الآية * أخرج عبد الرزاق والبخاري وابن مردويه عن ابن عباس رسول الله قال في الحرام
يكفر وقال لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة * وأخرج ابن المنذر والطبراني والحاكم وابن مردويه عن
ابن عباس أنه جاءه رجل فقال جعلت امرأتي على حراما فقال كذبت ليست عليك بحرام ثم تلا لم تحرم ما أحل الله
لك قال عليك أغلظ الكفارات عتق رقبة * وأخرج الحارث بن أبي أسامة عن عائشة قالت لما حلف أبو بكر ان
لا ينفق على مسطح فأنزل الله قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم فأحل يمينه وأنفق عليه * وأخرج ابن المنذر وابن
مردويه من طريق على عن ابن عباس قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم قال أمر الله النبي والمؤمنين إذا حرموا شيئا
مما أحل الله لهم ان يكفروا أيمانهم باطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة وليس يدخل في ذلك
الطلاق * وأخرج عبد بن حميد عن ميمون بن مهران رضي الله عنه في قوله تحلة أيمانكم قال يقول قد أحللت لك
ما ملكت يمينك فلم تحرم ذلك وقد فرضت لك تحلة اليمين تكفر بها يمينك كل ذلك في هذا * قوله تعالى (وإذ
أسر النبي) الآية * أخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه
حديثا قال دخلت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها وهو يطأ مارية فقال لها رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا تخبري عائشة حتى أبشرك بشارة فان أباك يلي الامر بعد أبي بكر إذا أنا مت فذهبت حفصة فأخبرت عائشة
فقالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم من أنباك هذا قال نبأني العليم الخبير فقالت عائشة لا أنظر إليك حتى تحرم
مارية فحرمها فأنزل الله يا أيها النبي لم تحرم * وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن عائشة في قوله وإذ أسر النبي إلى
بعض أزواجه حديثا قال أسر إليها ان أبا بكر خليفتي من بعدي * وأخرج ابن عدي وأبو نعيم في فضائل الصحابة
والعشاري في فضائل الصديق وابن مردويه وابن عساكر من طرق عن علي وابن عباس قالا والله ان إمارة أبى
بكر وعمر لفي الكتاب وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال لحفصة أبوك وأبو عائشة واليان الناس بعدي
فإياك ان تخبري أحدا * وأخرج ابن عساكر عن ميمون بن مهران في قوله وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا
قال أسر إليها ان أبا بكر خليفتي من بعدي * وأخرج ابن عساكر عن حبيب بن أبي ثابت وإذ أسر النبي إلى بعض
أزواجه حديثا قال أخبر عائشة ان أباها الخليفة من بعده وان أبا حفصة الخليفة من بعد أبيها * وأخرج ابن
المنذر عن الضحاك قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم جارية له في يوم عائشة وكانت حفصة وعائشة متحابتين فاطلعت
حفصة على ذلك فقال لها لا تخبري عائشة بما كان منى وقد حرمتها على فأفشت حفصة سر النبي صلى الله عليه
وسلم فأنزل الله تعالى يا أيها النبي لم تحرم الآيات * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وإذ أسر النبي إلى بعض
أزواجه حديثا قال أسر إلى عائشة في أمر الخلافة بعده فحدثت به حفصة * وأخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة
عن الضحاك وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال أسر إلى حفصة بنت عمر ان الخليفة من بعده أبو بكر ومن بعد أبي
بكر عمر * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله عرف بعضه وأعرض عن بعض قال الذي عرف أمر مارية
وأعرض عن بعض قوله ان أباك وأباها يليان الناس بعدي مخافة ان يفشو * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس
مثله * وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال ما استقصى كريم قط لان الله تعالى يقول عرف بعضه
وأعرض عن بعض * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن عطاء الخراساني قال ما استقصى حليم قط ألم تسمع إلى
قوله عرف بعضه وأعرض عن بعض * قوله تعالى (ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وان تظاهرا عليه) * أخرج
ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فقد صغت قلوبكما قال مالت وأثمت * وأخرج ابن المنذر عن ابن
عباس صغت قال مالت * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله صغت قال مالت * وأخرج عبد بن حميد عن
مجاهد قال كنا نرى ان صغت قلوبكما شئ هين حتى سمعناه بقراءة عبد الله ان تتوبا إلى الله فقد 7 صغت قلوبكما
241

* وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وأحمد والعدني وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن حبان وابن المنذر
وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لم أزل حريصا ان أسال عمر رضي الله عنه عن المرأتين من أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما حتى حج عمر وحججت معه فلما كان
ببعض الطريق عدل عمر وعدلت معه بالإداوة فتبرز ثم أتى فصببت على يديه فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من
المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما فقال واعجبا لك يا ابن
عباس هما عائشة وحفصة ثم أنشأ يحدثني الحديث فقال كنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا
قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فغضبت على امرأتي يوما فإذا هي تراجعني فأنكرت ان
تراجعني فقالت ما تنكر من ذلك فوالله ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم
إلى الليل قلت قد خابت من فعلت ذلك منهن وخسرت قال وكان منزلي بالعوالي وكان لي جار من الأنصار كنا نتناوب
النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل يوما فيأتيني بخبر الوحي وغيره وأنزل يوما فآتيه بمثل ذلك قال وكنا
نحدث ان غسان تنعل الخيل لتغزونا فجاء يوما فضرب على الباب فخرجت إليه فقال حدث أمر عظيم فقلت أجاءت
غسان قال أعظم من ذلك طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه قلت في نفسي قد خابت حفصة وخسرت قد
كنت أرى ذلك كائنا فلما صلينا الصبح شددت على ثيابي ثم انطلقت حتى دخلت على حفصة فإذا هي تبكي فقلت
أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لا أدرى هو ذا معتزل في المشربة فانطلقت فاتيت غلاما اسود فقلت
استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلى فقال قد ذكرتك له فلم يقل شيئا فانطلقت إلى المسجد فإذا حول المسجد نفر
يبكون فجلست إليهم ثم غلبني ما أجد فانطلقت فاتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج فقال قد ذكرتك
له فلم يقل شيئا فوليت منطلقا فإذا الغلام يدعوني فقال ادخل فقد أذن لك فدخلت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم
متكئ على حصير قد رأيت أثره في جنبه فقلت يا رسول الله أطلقت نساءك قال لا قلت الله أكبر لو رأيتنا يا رسول
الله وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من
نسائهم فغضبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت ذلك فقالت ما تنكر فوالله ان أزواج النبي صلى الله
عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل فقلت قد خابت من فعل ذلك منهن فدخلت على حفصة
فقلت أتراجع إحداكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتهجره اليوم إلى الليل قالت نعم فقلت قد خابت من فعلت
ذلك منكن وخسرت أتأمن إحداكن ان يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لحفصة لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه شيئا وسليني
ما بدا لك ولا يغرنك ان كانت جارتك أوسم منك وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم أخرى فقلت
يا رسول استأنس قال نعم فرفعت رأسي فما رأيت في البيت الا أهبة ثلاثة فقلت يا رسول الله ادع الله ان يوسع على
أمتك فقد وسع على فارس والروم وهم لا يعبدون الله فاستوى جالسا وقال أوفى شك أنت يا ابن الخطاب أولئك
قوم قد عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا وكان قد أقسم أن لا يدخل على نسائه شهرا فعاتبه الله في ذلك وجعل له
كفارة اليمين * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه وحرم فجعل
الحرام حلالا وجعل في اليمين كفارة * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال آلى النبي صلى الله عليه وسلم من
نسائه وحرم فاما الحرام فأحله الله له وأما الايلاء فأمره بكفارة اليمين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ
وان تظاهرا عليه خفيفة عسى ربه ان طلقكن ان يبدله خفيفة مرفوعة الياء سائحات خفيفة الألف
* وأخرج عبد بن حميد ومسلم وابن مردويه عن ابن عباس قال حدثني عمر بن الخطاب قال لما اعتزل رسول
الله صلى الله عليه وسلم نساءه دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله
عليه وسلم نساءه وذلك قبل ان يؤمر بالحجاب فقلت لأعلمن ذلك اليوم فدخلت على عائشة فقلت يا بنت أبي بكر
أقد بلغ من شأنك ان تؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت مالي ولك يا ابن الخطاب فدخلت على حفصة فقلت
لها يا حفصة أقد بلغ ما شأنك ان تؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه
242

وسلم لا يحبك ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت أشد البكاء فقلت لها أين رسول الله صلى الله
عليه وسلم قالت هو في خزانته في المشربة فدخلت فإذ أنا برباح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على
أسكفة المشربة مدليا رجليه على نقير من خشب وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر
فناديت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلى فلم يقل شيئا
فقلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلى فلم يقل شيئا ثم
رفعت صوتي فقلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أظن أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم ظن أنى جئت من أجل حفصة والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقها لأضربن عنقها
ورفعت صوتي فأومأ إلى بيده أن ارقه فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير فجلست
فإذا عليه إزار ليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه ونظرت في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا
بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها من قرظ في ناحية الغرفة وإذا أفيق معلق فابتدرت عيناي فقال ما يبكيك يا ابن
الخطاب فقلت يا نبي الله ومالي لا أبكى وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها الا ما أرى وذاك
كسرى وقيصر في الثمار والأنهار وأنت رسول الله وصفوته وهذه خزانتك قال يا ابن الخطاب ألا ترضى ان
تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا قلت بلى ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب فقلت يا رسول
الله ما يشق عليك من شان النساء فان كنت طلقتهن فان الله تعالى معك وملائكته وجبريل وميكائيل
وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام الا رجوت ان يكون الله يصدق قولي الذي أقوله
ونزلت هذه الآية عسى ربه ان طلقكن ان يبدله أزواجا خيرا منكن وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه
وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير وكانت عائشة رضي الله عنها بنت أبي بكر وحفصة تظاهر ان
على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أطلقتهن قال لا قلت يا رسول الله انى دخلت المسجد
والمؤمنون ينكتون الحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه أفأنزل فأخبرهم انك لم تطلقهن
قال نعم ان شئت ثم لم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر وضحك وكان من أحسن الناس
ثغرا فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلت اتشبث بالجذع ونزل نبي الله صلى الله عليه وسلم كأنما يمشى على
الأرض ما يمسه بيده فقلت يا رسول الله انما كنت في الغرفة تسعا وعشرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
الشهر قد يكون تسعا وعشرين فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم
نساءه قال ونزلت هذه الآية وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر
منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فكنت أنا استنبطت ذلك الامر وأنزل الله آية التخيير * قوله تعالى (وصالح
المؤمنين) * أخرج ابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال كان أبى يقرؤها وصالح المؤمنين أبو بكر وعمر * وأخرج ابن عساكر من طريق عبد الله بن بريدة
عن أبيه رضي الله عنه في قوله وصالح المؤمنين قال أبو بكر وعمر رضي الله عنهما * وأخرج ابن عساكر عن
عكرمة وميمون بن مهران مثله * وأخرج ابن عساكر عن الحسن البصري رضي الله عنه في قوله وصالح المؤمنين
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه * وأخرج ابن عساكر عن مقاتل بن سليمان رضي الله عنه في قوله وصالح
المؤمنين قال أبو بكر وعمر وعلى رضي الله عنهم * وأخرج ابن عساكر من طريق مالك بن أنس رضي الله عنه
عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله فقد صغت قلوبكما قال مالت وفي قوله وصالح المؤمنين قال الأنبياء عليهم السلام
* وأخرج ابن عساكر عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وصالح المؤمنين قال صلى
الله عليه وسلم من صالح المؤمنين أبو بكر وعمر رضي الله عنهما * وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم
في فضائل الصحابة عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله الله وصالح المؤمنين قال صالح
المؤمنين أبو بكر وعمر * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وصالح المؤمنين قالا نزلت في أبى بكر وعمر رضي الله عنهما * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن المنذر
243

وابن أبي حاتم وابن عساكر عن سعيد بن جبير في قوله وصالح المؤمنين قال نزلت في عمر بن الخطاب خاصة * وأخرج
عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله وصالح المؤمنين قال صالح المؤمنين أبو بكر وعمر * وأخرج
الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن ابن عمر وابن عباس في قوله وصالح المؤمنين قالا نزلت في أبى بكر وعمر
* وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر عن سعيد بن جبير في قوله وصالح
المؤمنين قال نزلت في عمر خاصة * وأخرج الحاكم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وصالح المؤمنين
قال أبو بكر وعمر * وأخرج ابن أبي حاتم بسند ضعيف عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله وصالح
المؤمنين قال هو علي بن أبي طالب * وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول وصالح المؤمنين قال علي بن أبي طالب * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس في قوله
وصالح المؤمنين قال هو علي بن أبي طالب * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن العلاء بن زياد
في قوله وصالح المؤمنين قال الأنبياء عليهم السلام * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة
في قوله وصالح المؤمنين قال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام * قوله تعالى (عسى ربه ان طلقكن) الآية
* أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة وأبى مالك وقتادة في قوله قانتات قال مطيعات وفي قوله سائحات قالوا
صائمات * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه قرأ سيحات مثقلة بغير ألف * واخرج الطبراني وابن مردويه
عن بريدة في قوله ثيبات وأبكارا قال وعد الله نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يزوجه بالثيب آسية امرأة
فرعون وبالبكر مريم ابنت عمران * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم) * أخرج عبد الرزاق
والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الدخل عن علي
ابن أبي طالب في قوله قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر عن ابن عباس في قوله قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله وأمروا أهليكم
بالذكر ينجيكم الله من النار * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الضحاك في قوله قوا أنفسكم وأهليكم نارا
قال وأهليكم فليقوا أنفسهم * وأخرج ابن مردويه عن زيد بن أسلم قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه
الآية قوا أنفسكم وأهليكم نارا فقالوا يا رسول الله كيف نقى أهلنا نارا قال تأمرونهم بما يحبه الله وتنهونهم
عما يكره الله * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال أدبوا أهليكم * وأخرج
عبد بن حميد عن مجاهد في قوله قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال أوصوا أهليكم بتقوى الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد
ابن حميد عن قتادة في قوله قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال مروهم بطاعة الله وانهوهم عن معصية الله * وأخرج ابن
المنذر عن عبد العزيز بن أبي رواد قال مر عيسى عليه السلام بجبل معلق بين السماء والأرض فدخل فيه وبكى
وتعجب منه ثم خرج منه إلى من حوله فسال ما قصة هذا الجبل فقالوا ما لنا به علم كذلك أدركنا آباءنا فقال يا رب
ائذن لهذا الجبل يخبرني ما قصته فأذن له فقال لما قال الله نارا وقودها الناس والحجارة اضطربت خفت ان أكون
من وقودها فادع الله ان يؤمنني فدعا الله تعالى فأمنه فقال الآن قررت فقر على الأرض * وأخرج ابن أبي الدنيا
وابن قدامة في كتاب البكاء والرقة عن محمد بن هاشم قال لما نزلت هذه الآية وقودها الناس والحجارة قرأها النبي
صلى الله عليه وسلم فسمعها شاب إلى جنبه فصعق فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في حجره رحمة له فمكث
ما شاء الله ان يمكث ثم فتح عينيه فإذا رأسه في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بابى أنت وأمي مثل أي شئ
الحجر فقال أما يكفيك ما أصابك على أن الحجر منها لو وضع على جبال الدنيا لذابت منه وان مع كل انسان منهم حجرا
أو شيطانا والله أعلم * قوله تعالى (عليها ملائكة غلاظ شداد) الآية * أخرج عبد الله بن أحمد في زوائد
الزهد عن أبي عمران الجوني قال بلغنا ان خزنة النار تسعة عشر ما بين منكب أحدهم مسيرة مائتي خريف ليس
في قلوبهم رحمة انما خلقوا للعذاب ويضرب الملك منهم الرجل من أهل النار الضربة فيتركه طحنا من لدن قرنه
إلى قدمه * وأخرج ابن جرير عن كعب قال ما بين منكب الخازن من خزنتها مسيرة ما بين سنة مع كل واحد منهم
عمود وشعبتان يدفع به الدفعة يصدع في الناس سبعمائة ألف * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة
244

نصوحا) * أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد وابن منيع وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن النعمان بن بشير ان
عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن التوبة النصوح قال إن يتوب الرجل من العمل السيئ ثم لا يعود إليه أبدا
* وأخرج أحمد وابن مردويه والبيهقي عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التوبة من الذنب
لا تعود إليه أبدا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان بسند ضعيف عن أبي بن كعب
قال سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن التوبة النصوح فقال هو الندم على الذنب حين يفرط منك فتستغفر الله
بندامتك عند الحافر ثم لا تعود إليه أبدا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال معاذ بن
جبل يا رسول الله ما التوبة النصوح قال إن يندم العبد على الذنب الذي أصاب فيعتذر إلى الله ثم لا يعود إليه كما لا
يعود اللبن إلى الضرع * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه
في قوله توبة نصوحا قال التوبة النصوح ان يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود إليه أبدا * وأخرج ابن جرير
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله توبة نصوحا قال يتوب ثم لا يعود * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله توبة نصوحا قال هو ان يتوب ثم لا يعود * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه
مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله توبة نصوحا قال النصوح الصادقة
الناصحة * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال التوبة النصوح تكفر كل سيئة وهو في القرآن
ثم قرأ يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيأتكم * وأخرج عبد بن حميد عن
عاصم رضي الله عنه انه قرأ توبة نصوحا برفع النون * قوله تعالى (يوم لا يخزي الله النبي) الآية * أخرج الحاكم
والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى
قال ليس أحد من الموحدين الا يعطى نورا يوم القيامة فاما المنافق فيطفأ نوره والمؤمن يشفق مما يرى من اطفاء
نور المنافق فهو يقول ربنا أتمم لنا نورنا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ربنا أتمم لنا نورنا
قال قول المؤمنين حين طفئ نور المنافقين * قوله تعالى (ضرب الله مثلا) الآية * أخرج عبد الرزاق
والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم
وصححه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فخانتاهما قال ما زنتا اما خيانة امرأة نوح فكانت
تقول للناس انه مجنون وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل على الضيف فتلك خيانتها * وأخرج ابن
عساكر عن أشرس الخراساني رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما بغت امرأة نبي قط
* وأخرج ابن عدي والبيهقي في شعب الايمان وابن عساكر عن الضحاك رضي الله عنه قال انما كانت
خيانة امرأة نوح وامرأة لوط النميمة * واخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله فخانتاهما
قال كانتا كافرتين مخالفتين ولا ينبغي لامرأة تحت نبي ان تفجر * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال ما بغت امرأة نبي قط * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه فخانتاهما قال
في الدين * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال امرأة النبي إذا زنت لم يغفر لها * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ضرب الله مثلا الآية قال يقول لن يغنى
صلاح هذين عن هاتين شيئا وامرأة فرعون لم يضرها كفر فرعون والله تعالى أعلم * قوله تعالى (وضرب الله
مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم
وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن سلمان رضي الله عنه قال كانت امرأة فرعون تعذب بالشمس فإذا انصرفوا
عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها وكانت ترى بينها في الجنة * وأخرج أبو يعلى والبيهقي بسند صحيح عن أبي هريرة ان
فرعون وتد لامرأته أربعة أوتاد في يديها ورجليها فكانوا إذا تفرقوا عنها أظلتها الملائكة عليهم السلام
فقالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة فكشف لها عن بيتها في الجنة * وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة
رضي الله عنه ان فرعون وتد لامرأته أربعة أوتاد وأضجعها على صدرها وجعل على صدرها رحى واستقبل بهما
245

عين الشمس فرفعت رأسها إلى السماء فقالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة إلى الظالمين ففرج الله عن بيتها في
الجنة فرأته * وأخرج أحمد والطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ومريم بنت عمران وآسية
بنت مزاحم امرأة فرعون مع ما قص الله علينا من خبرهما في القرآن قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة
* وأخرج وكيع في الغرر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ونجني من فرعون وعمله قال من جاعه
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله فنفخنا فيه من روحنا قال في جيبها وفي قوله
وكانت من القانتين قال من المطيعين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وصدقت بكلمات ربها بالألف
وكتابه واحد * وأخرج الطبراني عن سعد بن جنادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله زوجني في الجنة
مريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسى
* (سورة الملك مكية) *
أخرج ابن الضريس والبخاري وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت بمكة تبارك
الملك * وأخرج ابن جرير في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أنزلت تبارك الملك في أهل
مكة الا ثلاث آيات * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن الضريس والحاكم وصححه
وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
سورة من كتاب الله ما هي الا ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له تبارك الذي بيده الملك * وأخرج الطبراني
في الأوسط وابن مردويه والضياء في المختارة عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة
في القرآن خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة تبارك الذي بيده الملك * وأخرج الترمذي والحاكم وابن
مردويه وابن نصر والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فتاة
على قبر وهو لا يحسب أنه قبر فإذا هو بانسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر * وأخرج ابن مردويه عن
ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر * وأخرج ابن
مردويه عن رافع بن خديج وأبي هريرة انهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنزلت على سورة تبارك
وهي ثلاثون آية جملة واحدة وقال هي المانعة في القبور وان قراءة قل هو الله أحد في صلاة تعدل قراءة ثلث
القرآن وان قراءة قل يا أيها الكافرون في صلاة تعدل ربع القرآن وان قراءة إذا زلزلت في صلاة تعدل نصف
القرآن * وأخرج عبد بن حميد في مسنده واللفظ له والطبراني والحاكم وابن مردويه عن ابن عباس انه قال
لرجل الا أتحفك بحديث تفرح به قال بلى قال اقرأ تبارك الذي بيده الملك وعلمها أهلك وجميع ولدك وصبيان
بيتك وجيرانك فإنها المنجية والمجادلة يوم القيامة عند ربها لقارئها وتطلب له أن تنجيه من عذاب النار وينجو
بها صاحبها من عذاب القبر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لوددت انها في قلب كل انسان من أمتي * وأخرج
ابن عساكر بسند ضعيف عن الزهري عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رجلا
ممن كان قبلكم مات وليس معه شئ من كتاب الله الا تبارك الذي بيده الملك فلما وضع في حفرته أتاه الملك فثارت
السورة في وجهه فقال لها انك من كتاب الله وأنا أكره شقاقك وإني لا أملك لك ولا له ولا لنفسي ضرا ولا نفعا
فان أردت هذا به فانطلقي إلى الرب فاشفعي له فانطلقت إلى الرب فتقول يا رب ان فلانا عمد إلى من بين كتابك
فتعلمني وتلاني أفمحرقه أنت بالنار ومعذبه وأنا في جوفه فان كنت فاعلا به ذلك فامحني من كتابك فيقول الا أراك
غضيت فتقول وحق لي ان أغضب فيقول اذهبي فقد وهبته لك وشفعتك فيه فتجئ سورة الملك فيخرج كاسف
البال لم يحل منه شئ فتجئ فتضع فاها على فيه فتقول مرحبا بهذا الغم فربما تلاني وتقول مرحبا بهذا الصدر
فربما وعانى ومرحبا بهاتين القدمين فربما قامتا بي وتؤنسه في قبره مخافة الوحشة عليه فلما حدث رسول الله صلى
الله عليه وسلم هذا الحديث لم يبق صغير ولا كبير ولا حر ولا عبد الا تعلمها وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم
246

المنجية * وأخرج ابن الضريس والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال يؤتى
الرجل في قبره فيؤتى من قبل رجليه فتقول رجلاه ليس لكم على ما قبلي سبيل قد كان يقوم علينا بسورة الملك ثم
يؤتى من قبل صدره فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل قد كان وعانى سورة الملك ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول ليس
لكم على ما قبلي سبيل قد كان يقرأ بي سورة الملك فهي المانعة تمنع من عذاب القبر وهي في التوراة سورة الملك من
قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند جيد عن ابن مسعود قال كنا نسميها
في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم المانعة وانها لفي كتاب الله سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب
* وأخرج أبو عبيد والبيهقي في الدلائل من طريق مرة عن ابن مسعود قال إن الميت إذا مات أوقدت حوله نيران
فتأكل كل نار ما يليها ان لم يكن له عمل يحول بينه وبينها وان رجلا مات ولم يكن يقرأ من القرآن الا سورة ثلاثين آية
فاتته من قبل رأسه فقالت إنه كان يقرؤني فاتته من قبل رجليه فقالت إنه كان يقوم بي فاتته من قبل جوفه فقالت إنه
كان وعانى فأنجته قال فنظرت انا ومسروق في المصحف فلم نحد سورة ثلاثين آية الا تبارك وأخرجه الدارمي وابن
الضريس عن مرة مرسلا * وأخرج سعيد بن منصور عن عمرو بن مرة قال كان يقال ان في القرآن سورة تجادل
عن صاحبها في القبر تكون ثلاثين آية فنظروا فوجدوها تبارك * وأخرج الديلمي عن أنس مرفوعا قال يبعث
رجل يوم القيامة لم يترك شيئا من المعاصي الا ركبها الا انه كان يوحد الله ولم يكن يقرأ من القرآن الا سورة واحدة
فيؤمر به إلى النار فطار من جوفه شئ كالشهاب فقالت اللهم إني مما أنزلت على نبيك صلى الله عليه وسلم وكان
عبدك هذا يقرؤني فما زالت تشفع حتى أدخلته الجنة وهي المنجية تبارك الذي بيده الملك * وأخرج عبد الرزاق
في المصنف عن ابن مسعود قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة وسبح اسم ربك
الأعلى وفي صلاة الصبح يوم الجمعة ألم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك * وأخرج الديلمي بسند واه عن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لأجد في كتاب الله سورة هي ثلاثون آية من قرأها عند نومه كتب له بها
ثلاثون حسنة ومحى عنه ثلاثون سيئة ورفع له ثلاثون درجة وبعث الله إليه ملكا من الملائكة ليبسط عليه
جناحه ويحفظه من كل شئ حتى يستيقظ وهي المجادلة تجادل عن صاحبها في القبر وهي تبارك الذي بيده الملك
* وأخرج الديلمي بسند واه عن أنس رضي الله عنه رفعه لقد رأيت عجبا رأيت رجلا مات كان كثير الذنوب مسرفا
على نفسه فكلما توجه إليه العذاب في قبره من قبل رجليه أو من قبل رأسه أقبلت السورة التي فيها الطير تجادل
عنه العذاب انه كان يحافظ على وقد وعدني ربى انه من واظب على أن لا يعذبه فانصرف عنه العذاب بها وكان
المهاجرون والأنصار يتعلمونها ويقولون المغبون من لم يتعلمها وهي سورة الملك * وأخرج ابن الضريس عن مرة
الهمداني قال أتى رجل من جوانب قبره فجعلت سورة من القرآن ثلاثون آية تجادل عنه حتى منعته من عذاب
القبر فنظرت أنا ومسروق فلم نجدها الا تبارك * وأخرج ابن مردويه من طريق أبى الصباح عن عبد العزيز
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل رجل الجنة بشفاعة سورة من القرآن وما هي الا ثلاثون آية
تنجيه من عذاب القبر تبارك الذي بيده الملك * وأخرج ابن مردويه عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان
يقرأ ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك كل ليلة لا يدعها في سفر ولا حضر * قوله تعالى (تبارك الذي بيده
الملك وهو على كل شئ قدير الذي خلق الموت والحياة) الآيتين * أخرج ابن عساكر عن علي رضي الله عنه مرفوعا
كلمات من قالهن عند وفاته دخل الجنة لا إله إلا الله الحليم الكريم ثلاث مرات الحمد لله رب العالمين ثلاث مرات
تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شئ قدير * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن السدى في قوله
الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا قال أيكم أحسن للموت ذكرا وله استعدادا ومنه خوفا
وحذرا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله الذي خلق الموت والحياة قال كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله أذل بني آدم بالموت وجعل الدنيا دار حياة ثم دار موت وجعل الآخرة دار جزاء ثم
دار بقاء * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله الذي خلق الموت والحياة قال الحياة فرس جبريل عليه السلام
والموت كبش أملح * وأخرج وأبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال خلق الله الموت كبشا أملح مستترا بسواد
247

وبياض له أربعة أجنحة جناح تحت العرش وجناح في الثرى وجناح في المشرق وجناح في المغرب * قوله تعالى
(الذي خلق سبع سماوات طباقا) الآية * أخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله سبع سماوات طباقا قال
بعضها فوق بعض * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج مثله * واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت قال ما يفوت بعضه بعضا مفاوت مفرق * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
المنذر عن قتادة في قوله ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت قال من اختلاف فارجع البصر هل ترى من فطور قال
من خلل ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا قال صاغرا وهو حسير قال يعنى لا ترى في خلق الرحمن
تفاوتا ولا خللا * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود انه قرأ ما ترى في خلق الرحمن من تفوت * وأخرج سعيد
ابن منصور عن علقمة أنه كان يقرأ ما ترى في خلق الرحمن من تفوت * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن
مردويه عن ابن عباس في قوله من تفاوت قال تشقق وفي قوله هل ترى من فطور قال شقوق وفي قوله خاسئا قال
ذليلا وهو حسير قال كليل * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال الفطور الوهى * وأخرج ابن المنذر عن
السدى في قوله من فطور قال من خلل * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله من فطور قال تشقق أو خلل وفي
قوله ينقلب إليك البصر خاسئا قال يرجع إليك خاسئا قال صاغرا قال وهو حسير قال يعي ولا يرى شيئا * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس خاسئا قال ذليلا وهو حسير قال مترجع * قوله تعالى (إذا ألقوا فيها سمعوا
لها شهيقا) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله سمعوا لها شهيقا قال صياحا * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى
قال إن الرجل ليجر إلى النار فتنزوي وينقبض بعضها إلى بعض فيقول لها الرحمن مالك قالت إنه كان يستحى منى
فيقول أرسلوا عبدي قال وان العبد ليجر إلى النار فيقول يا رب ما كان هذا الظن بك قال فما كان ظنك قال كان
ظني ان تسعني رحمتك فيقول أرسلوا عبدي قال وان الرجل ليخر إلى النار فتشهق إليه النار شهيق البغلة إلى الشعير
ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد الا خاف * وأخرج هناد وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله وهي تفور قال تفور بهم كما يفور
الحب القليل في الماء الكثير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر في قوله تكاد تميز قال تتفرق * وأخرج ابن جرير عن
ابن عباس في قوله تكاد تميز قال يفارق بعضها بعضا * وأخرج ابن جرير ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
فسحقا قال بعدا * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله فسحقا قال بعدا قال
وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول حسان
ألا من مبلغ عنى أبيا * فقد ألقيت في سحق السعير
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله فسحقا لأصحاب السعير قال سحق واد في جهنم
* قوله تعالى (ان الذين يخشون ربهم بالغيب) الآية * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان
الذين يخشون ربهم بالغيب قال أبو بكر وعمر وعلى وأبو عبيدة بن الجراح * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج
رضي الله عنه في قوله لهم مغفرة وأجر كبير قال الجنة * قوله تعالى (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في
مناكبها) * أخرج بان جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله مناكبها قال جبالها * وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس في قوله مناكبها قال أطرافها * وأخرج ابن المنذر عن قتادة ان بشير بن كعب قرأ هذه
الآية فامشوا في مناكبها فقال لجاريته ان دريت ما مناكبها فأنت حرة لوجه الله قالت فان مناكبها جبالها
فسال أبا الدراء رضي الله عنه فقال دع ما يريبك إلى مالا يريبك * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله مناكبها قال أطرافها وفجاجها * وأخرج الخطيب في تاريخه وابن النجار
عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه وليقرأ هذه الآية قل هو
الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والابصار والأفئدة قليلا ما تشكرون * وأخرج الدارقطني في الافراد عن ابن
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه وليقرأ هاتين الآيتين سبع
مرات وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر إلى قوله يفقهون هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع إلى
تشكرون فإنه يبرأ بإذن الله تعالى * وأخرج الطبراني وابن عدي والبيهقي في شعب الايمان والحكيم الترمذي
248

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب العبد المؤمن المحترف * وأخرج
الحكيم الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب العبد محترفا
* وأخرج الحكيم الترمذي عن معاوية بن قرة قال مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوم فقال من أنتم قالوا
المتوكلون فقال أنتم المتأكلون انما المتوكل رجل ألقى حبه في بطن الأرض وتوكل على ربه * قوله تعالى (أأمنتم
من في السماء) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
أأمنتم من في السماء قال الله تعالى وفي قوله فإذا هي تمور قال يمور بعضها فوق بعض واستدارتها وفي قوله أولم
يروا إلى الطير فوقهم صافات قال يبسطن أجنحتهن ويقبضن قال يضربن بأجنحتهن * وأخرج الطستي عن ابن
عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله الا في غرور قال في باطل قال وهل تعرف العرب ذلك قال
نعم أما سمعت قول حسان
تمنتك الأماني من بعيد * وقول الكفر يرجع في غرور
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله بل لجوا في عتو ونفور قال في ضلال * واخرج عبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله بل لجوا في عتو ونفور قال كفور وفي قوله أفمن يمشى مكبا على
وجهه قال في الضلالة أمن يمشى سويا على صراط مستقيم قال على الحق المستقيم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما أفمن يمشى مكبا قال في الضلال أم من يمشى سويا قال مهتديا * وأخرج عبد بن حميد وعبد
الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله أفمن يمشى مكبا على وجهه قال هو الكافر عمل بمعصية الله فحشره
الله يوم القيامة على وجهه أم من يمشى سويا على صراط مستقيم يعنى المؤمن عمل بطاعة الله يحشره الله على طاعته
وفي قوله فلما رأوه قال لما رأوا عذاب الله زلفة سيئت وجوه الذين كفروا قال ساءت بما رأت من عذاب الله
وهو انه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله فلما رأوه زلفة قال قد اقترب * وأخرج عبد بن حميد
عن الحسن انه قرأ وقبل هذا الذي كنتم به تدعون مخففة * وأخرج عبد بن حميد عن أبي بكر بن عياش عن عاصم
انه قرأ تدعون مثقلة قال أبو بكر تفسير تدعون تستعجلون * قوله تعالى (قل أرأيتم ان أصبح ماؤكم غورا)
الآية * أخرج ابن المنذر والفاكهي عن ابن الكلبي رضي الله عنه قال نزلت هذه الآية قل أرأيتم ان أصبح
ماؤكم غورا في بئر زمزم وبئر ميمون بن الحضر وكانت جاهلية قال الفاكهي وكانت آبار مكة تغور سراعا
* وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان أصبح ماؤكم غورا قال داخلا في الأرض فمن
يأتيكم بماء معين قال الجاري * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنهما ان
أصبح ماؤكم غورا قال يرجع في الأرض * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله غورا قال
ذاهبا وفي قوله بماء معين قال الجاري * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
بماء معين قال ظاهر * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنه مثله * وأخرج عبد
ابن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما بماء معين قال عذب
* (سورة ن والقلم مكية) *
* أخرج ابن الضريس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكة كتبت بمكة ثم يزيد الله
فيها ما شاء وكان أول ما نزل من القرآن اقرأ باسم ربك ثم ن ثم المزمل ثم المدثر * وأخرج النحاس وابن مردويه
والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة ن والقلم بمكة * قوله تعالى (ن والقلم) الآيات * أخرج
عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات والخطيب في تاريخه والضياء في المختارة
عن ابن عباس قال إن أول شئ خلق الله القلم فقال له اكتب فقال يا رب وما أكتب قال اكتب القدر فجرى من
ذلك اليوم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ثم طوى الكتاب وارتفع القلم وكان عرشه على الماء فارتفع بخار الماء
ففتقت منه السماوات ثم خلق النور فبسطت الأرض عليه والأرض على ظهر النون فاضطرب النون فمادت
249

الأرض فأثبتت بالجبال فان الجبال لتفخر على الأرض إلى يوم القيامة ثم قرأ ابن عباس ن والقلم وما يسطرون
* وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول ما خلق
الله القلم والحوت قال اكتب قال ما أكتب قال كل شئ كائن إلى يوم القيامة ثم قرأ ن والقلم وما يسطرون فالنون
الحوت والقلم القلم * وأخرج ابن أبي شيبة واحمد والترمذي وصححه وابن مردويه عن عبادة بن الصامت سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فجرى بما هو كائن إلى لابد * وأخرج ابن
جرير عن معاوية بن قرة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ن والقلم وما يسطرون قال لوح من نور
وقلم من نور يجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال إن الله خلق
النون وهي الدواة وخلق القلم فقال اكتب قال ما أكتب قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة * وأخرج الرافعي
في تاريخ قزوين من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النون اللوح
المحفوظ والقلم من نور ساطع * وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن أول شئ خلق الله القلم ثم خلق النون وهي الدواة ثم قال له اكتب قال وما أكتب قال ما كان وما هو كائن
إلى يوم القيامة من عمل أو أثر أو رزق فكتب ما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة وذلك قوله ن والقلم وما
يسطرون ثم ختم على في القلم فلم ينطق ولا ينطق إلى يوم القيامة ثم خلق الله العقل فقال وعزتي لأكملنك فيمن
أحببت ولأنقصنك فيمن أبغضت * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما ن والقلم قال
ن الدواة والقلم القلم * وأخرج عن ابن عباس قوله ن أشباه هذا قسم الله وهي من أسماء الله * وأخرج عبد
الرزاق وابن المنذر عن قتادة والحسن في قوله ن قالا الدواة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن جريج
في قوله ن قال هو الحوت الذي عليه الأرض * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد قال الحوت الذي
تحت الأرض السابعة والقلم الذي كتب به الذكر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس قال أول
ما خلق الله القلم فاخذه بيمينه وكلتا يديه يمين وخلق النون وهي الدواة وخلق اللوح فكتب فيه ثم خلق السماوات
فكتب ما يكون من حينئذ في الدنيا إلى أن تكون الساعة من خلق مخلوق أو عمل معمول بر أو فجور وكل رزق
حلال أو حرام رطب أو يابس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال القلم نعمة من الله عظيمة لولا القلم
ما قام دين ولم يصلح عيش والله أعلم بما يصلح خلقه * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله ن والقلم وما
يسطرون قال خلق الله القلم فقال اجره فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة ثم خلق الحوت وهو النون فكبس عليها
الأرض ثم قال ن والقلم وما يسطرون * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله ن والقلم قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم النون السمكة التي عليها قرار الأرضين والقلم الذي خط به ربنا عز وجل القدر خيره وشره ونفعه
وضره وما يسطرون قال الكرام الكاتبون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه من
طرق عن ابن عباس في قوله وما يسطرون قال وما يكتبون * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وقتادة مثله * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وما يسطرون قال وما يعملون * قوله تعالى (ما أنت
بنعمة ربك بمجنون) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم انه لمجنون
به شيطان فنزلت ما أنت بنعمة ربك بمجنون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله وان لك لأجرا غير
ممنون قال غير محسوب * قوله تعالى (وانك لعلى خلق عظيم) * أخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والواحدي
عن عائشة قالت ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته
الا قال لبيك فلذلك أنزل الله تعالى وانك لعلى خلق عظيم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد ومسلم وابن المنذر
والحاكم وابن مردويه عن سعد بن هشام قال أتيت عائشة فقلت يا أم المؤمنين أخبريني بخلق رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن أما تقرأ القرآن انك لعلى خلق عظيم * وأخرج ابن المنذر
وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي الدرداء قال سالت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت
كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال
250

أتيت عائشة فسألتها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان أحسن الناس خلقا كان خلقه القرآن
* وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وصححه وابن مردويه عن أبي عبد الله الجدلي قال قلت لعائشة كيف كان خلق
رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لم يكن فاحشا ولا متفاحشا ولا سخابا في الأسواق ولا يجزى بالسيئة السيئة
ولكن يعفو ويصفح * واخرج ابن مردويه عن زينب بنت يزيد بن وسق قالت كنت عند عائشة إذ جاءها نساء
أهل الشام فقلن يا أم المؤمنين أخبرينا عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن اقرؤه
فقد كان خلقه القرآن وكان أشد الناس حياء من العواتق في خدرها * واخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن
المنذر والبيهقي في الدلائل عن عطية العوفي في قوله وانك لعلى خلق عظيم قال على أدب القرآن * وأخرج ابن
المنذر عن ابن عباس وانك لعلى خلق عظيم قال القرآن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه عن ابن عباس في قوله وانك لعلى خلق عظيم قال الدين * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك وانك لعلى
خلق عظيم قال الاسلام * وأخرج عبد بن حميد عن ابن أبزي وسعيد بن جبير قالا على دين عظيم * وأخرج
الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ثابت عن أنس قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سنة
ما قال لي قط ألا فعلت هذا أو لم فعلت هذا قال ثابت فقلت يا أبا حمزة انه كما قال الله تعالى وانك لعلى خلق عظيم
* وأخرج الخرائطي عن أنس قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثمان سنين فما لامني على شئ يوما
من الأيام فان لامني لائم قال دعوه فإنه لو قضى شئ لكان * وأخرج ابن سعد عن ميمونة قالت خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من عندي فأغلقت دونه الباب فجاء يستفتح الباب فأبيت ان افتح له فقال أقسمت
عليك الا فتحت لي فقلت له تذهب إلى أزواجك في ليلتي قال ما فعلت ولكن وجدت حقنا من بولي * قوله تعالى
(فستبصر ويبصرون) الآيات * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله فستبصر ويبصرون قال تعلم
ويعلمون يوم القيامة بأيكم المفتون قال الشيطان كانوا يقولون انه شيطان انه مجنون * وأخرج ابن المنذر عن
مجاهد في قوله فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون يقول يتبين لكم المفتون * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس
في قوله فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون يقول بأيكم المجنون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن
جبير وابن أبزي بأيكم المفتون بأيكم المجنون * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد بأيكم المفتون قال بأيكم المجنون
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن بأيكم المفتون قال المجنون * وأخرج عبد بن حميد عن أبي الجوزاء بأيكم
المفتون قال الشيطان * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة بأيكم المفتون قال أيكم أولى بالشيطان
* وأخرج ابن المنذر عن الحسن فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون قال أيكم أولى بالشيطان فكانوا أولى
بالشيطان منه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ودوا لو تدهن فيدهنون قال لو ترخص
لهم فيرخصون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد ودوا لو تدهن فيدهنون يقول لو تركن إليهم وتترك
ما أنت عليه من الحق فيمالؤك * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ودوا لو تدهن فيدهنون قال ودوا لو يدهن نبي
الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الامر فيدهنوا عنه * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ودوا لو تدهن فيدهنون قال
لو تكفر فيكفرون * قوله تعالى (ولا تطع كل حلاف مهين) الآيات * أخرج ابن مردويه عن أبي عثمان
النهدي قال قال مروان بن الحكم لما بايع الناس ليزيد سنة أبى بكر وعمر فقال عبد الرحمن بن أبي بكر انها ليست
بسنة أبى بكر وعمر ولكنها سنة هرقل فقال مروان هذا الذي أنزلت فيه والذي قال لوالديه أف لكما قال فسمعت
ذلك عائشة فقالت إنها لم تنزل في عبد الرحمن ولكن نزلت في أبيك ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم
* وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ولا تطع كل حلاف الآية قال يعنى الأسود بن عبد يغوث * وأخرج
عبد بن حميد عن عامر الشعبي ولا تطع كل حلاف الآية قال هو رجل من ثقيف يقال له الأخنس بن شريق
* وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الحسن في قوله ولا تطع كل حلاف مهين يقول مكثار في الحلف مهين يقول
ضعيف * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد ولا تطع كل حلاف مهين قال ضعيف القلب عتل قال شديد
الأسر زنيم قال ملحق في النسب زعم ابن عباس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ولا تطع كلا حلاف
251

مهين قال المهين المكثار في الشر هماز قال يأكل لحوم الناس مناع للخير قال فلا يعطى خيرا معتد قال معتد في قوله
متعمد في عمله أثيم ير به عتل هو الفاجر اللئيم الضريبة وذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة
حتى يظهر الفحش والتفحش وسوء الجوار وقطيعة الرحم * وأخرج عبد بن حميد عن أبي امامة في قوله عتل بعد
ذلك زنيم قال هو الفاحش اللئيم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الحسن وأبى العالية مثله * وأخرج
عبد بن حميد وابن عساكر عن عكرمة عن ابن عباس في قوله زنيم قال هو الدعي أما سمعت قول الشاعر
زنيم تداعاه الرجال زيادة * كما زيد في عرض الأديم أكارعه
* وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن عكرمة انه سئل عن الزنيم قال هو ولد الزنا وتمثل يقول الشاعر
زنيم ليس يعرف من أبوه * بغى الام ذو حسب لئيم
* وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال العتل الزنيم رجل ضخم شديد كانت له زنمة زائدة في يده وكانت علامته
* وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب قال العتل الصحيح الأكول الشروب والزنيم الفاجر * وأخرج عبد
ابن حميد عن عكرمة في قوله عتل بعد ذلك زنيم قال يعرف الكافر من المؤمن مثل الشاة الزنماء والزنماء التي في
حلقها كالمتعلقتين في حلق الشاة * وأخرج عبد حميد عن مجاهد قال الزنيم يعرف بهذا الوصف كما تعرف الشاة
الزنماء من التي لا زنمة لها * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب في قوله عتل بعد ذلك زنيم قال هو الملزق في
القوم ليس منهم * وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب عن ابن عباس قال ستة لا يدخلون الجنة أبدا العاق
والمدمن والجعشل والجواظ والقتات والعتل الزنيم فقلت يا ابن عباس أما اثنتان فقد علمت فأخبرني بالأربع
قال أما الجعشل فالفظ الغليظ وأما الجواظ فمن يجمع المال ويمنع وأما القتات فمن يأكل لحوم الناس وأما العتل
الزنيم فمن يمشى بين الناس بالنميمة * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن
شهر بن حوشب قال حدثني عبد الرحمن بن غنم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة جواظ ولا
جعظري ولا العتل الزنيم فقال له رجل من المسلمين ما الجواظ والجعظري والعتل الزنيم فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أما الجواظ فالذي جمع ومنع تدعوه لظى نزاعة للشوى وأما الجعظري فالفظ الغليظ قال الله فيما
رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وأما العتل الزنيم فشديد الخلق رحيب الجوف
مصحح شروب واجد للطعام والشراب ظلوم للناس * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن عامر انه سئل عن الزنيم
قال هو الرجل تكون له الزنمة من الشر يعرف بها وهو رجل من ثقيف يقال له الأخنس بن شريق * وأخرج ابن أبي
شيبة وابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس قال الزنيم الدعي الفاحش اللئيم الملزق ثم أنشد قول
الشاعر زنيم تداعاه الرجال زيادة * كما زيد في عرض اللئيم الأكارع
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ولا تطع كل حلاف مهين قال نزلت في الأخنس بن شريق * وأخرج عبد
الرزاق وابن المنذر عن الكلبي مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ولا تطع كل حلاف مهين قال هو
الأسود بن عبد يغوث * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ولا
تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم فلم يعرف حتى نزل عليه بعد ذلك زنيم فعرفناه له زنمة كزنمة الشاة * وأخرج
البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن حارثة بن وهب سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول ألا أخبركم باهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره الا أخبركم باهل النار كل عتل جواظ
جعظري متكبر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم تبكي السماء من عبد أصح الله جسمه وأرحب جوفه وأعطاه من الدنيا فكان الناس ظلوما فذلك العتل
الزنيم * وأخرج ابن أبي حاتم عن القاسم مولى معاوية وموسى بن عقبة قالا سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن العتل الزنيم قال هو الفاحش اللئيم * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والديلمي عن أبي الدرداء عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم في قوله بعد ذلك زنيم قال العتل كل رحيب الجوف وثيق الخلق أكول شروب جموع
للمال منوع له * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن عبد الله بن عمر وانه تلا مناع للخير إلى زنيم فقال سمعت
252

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر متاع وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال العتل هو الدعي والزنيم هو المريب
الذي يعرف بالشر * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر والخرائطي في مساوئ الأخلاق والحاكم
وصححه عن ابن عباس في قوله عتل بعد ذلك زنيم قال هو الرجل يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن عباس قال الزنيم هو الرجل يمر على القوم فيقولون رجل سوء * وأخرج البخاري والنسائي وابن أبي
حاتم وابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس في قوله عتل بعد ذلك زنيم قال رجل من قريش كانت له زنمة زائدة
مثل زنمة الشاة يعرف بها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال نعت فلم يعرف حتى قيل زنيم
وكانت له زنمة في عنقه يعرف بها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال الزنيم الملحق النسب * وأخرج ابن جرير
عن ابن عباس في قوله زنيم قال ظلوم * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن
قوله زنيم قال ولد الزنا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
زنيم تداعته الرجال زيادة * كما زيد في عرض الأديم الأكارع
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن علي بن أبي طالب قال الزنيم هو الهجين الكافر * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله مهين قال الكذاب هماز يعنى الاغتياب عتل قال الشديد الفاتك
زنيم الدعي وفي قوله سنسمه على الخرطوم فقاتل يوم بدر فخطم بالسيف في القتال * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد عن قتادة في قوله سنسمه على الخرطوم قال سيما على أنفه لا تفارقه * وأخرج عبد حميد عن قتادة في قوله
سنسمه على الخرطوم قال سنسمه بسيما لا تفارقه آخر ما عليه * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ أئن كان
ذا مال وبنين بهمزتين يستفهم * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن
عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات همازا لمازا ملقبا للناس كان علامته يوم القيامة ان
يسمه الله على الخرطوم من كلا الشدقين * قوله تعالى (انا بلوناهم) الآيات * أخرج عبد بن حميد عن قتادة في
قوله انا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة قال هؤلاء ناس قص الله عليكم حديثهم وبين لكم أمرهم * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن جريج ان أبا جهل قال يوم بدر خذوهم أخذا فاربطوهم في الحبال ولا تقتلوا منهم أحدا فنزل انا
بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة يقول في قدرتهم عليهم كما اقتدر أصحاب الجنة على الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله كما بلونا أصحاب الجنة قال كانوا من أهل الكتاب * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في
قوله كما بلونا أصحاب الجنة قال هم ناس من الحبشة كانت لأبيهم جنة وكان يطعم منها السائلين فمات أبوهم فقال
بنوه ان كان أبونا لأحمق يطعم المساكين فأقسموا ليصر منها مصبحين وان لا يطعموا مسكينا * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد عن قتادة قال كانت الجنة لشيخ من بني إسرائيل وكان يمسك قوت سنته ويتصدق بالفضل وكان
بنوه ينهونه عن الصدقة فلما مات أبوهم غدوا عليها فقالوا لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين وغدوا على حرد قادرين
يقول على جد من أمرهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله كما بلونا
أصحاب الجنة قال هي أرض باليمن يقال لها ضر وان بينها وبين صنعاء ستة أميال * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن أبي صالح في قوله ولا يستثنون قال كان استثناؤهم سبحان الله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في
قوله فطاف عليها طائف من ربك قال هو أمر من الله * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله فطاف عليها
طائف من ربك قال عذاب عنق من النار خرجت من وادى جهنم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة
في قوله فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون قال أتاها أمر الله ليلا فأصبحت كالصريم قال كالليل المظلم
* وأخرج عبد بن حميد عن قطر بن ميمون مثله * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والمعاصي ان العبد ليذنب الذنب فينسى به الباب من العلم وان العبد ليذنب
الذنب فيحرم به قيام الليل وان العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقا قد كان هيئ له ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم قد حرموا خير جنتهم بذنبهم * وأخرج عبد الرزاق
253

وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله كالصريم قال مثل الليل الأسود
* وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق عن قوله كالصريم قال الذهب قال وهل
تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
غدوت عليه غدوة فوجدته * قعود الدية بالصريم عواذله
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أن اغدوا على حرثكم قال كان عنبا * وأخرج
ابن المنذر عن ابن عباس في قوله وهم يتخافتون قال الاسرار والكلام الخفي * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في
قوله وهم يتخافتون قال يسرون بينهم أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين وغدوا على حرد قادرين قال غدا القوم
وهم محردون إلى جنتهم قادرون عليها في أنفسهم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله على حرد
قادرين يقول ذو قدرة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن مجاهد قال غدوا على حرد قادرين قال غدوا
على أمر قد قدروا عليه وأجمعوا عليه في أنفسهم أن لا يدخل عليهم مسكين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن
عكرمة في قوله وغدوا على حرد قال غيظ * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله وغدوا على حرد يعنى المساكين
بجد * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله قالوا انا لضالون قال أضللنا مكان جنتنا * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله انا لضالون قال أخطأنا الطريق ما هذه جنتنا وفي قوله بل نحن
محرومون قال بل حورفنا فحرمناها وفي قوله قال أوسطهم قال أعدل القوم وأحسن القوم فزعا وأحسنهم
رجعة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله بل نحن محرومون قال لما تبينوا وعرفوا معالم جنتهم قالوا بل
نحن محرومون محارفون * وأخرج ابن المنذر عن معمر قال قلنا القتادة أمن أهل الجنة هم أم من أهل النار قال
لقد كلفتني تعبا * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله قال أوسطهم قال أعدلهم * وأخرج عبد بن حميد عن
عكرمة في قوله قال أوسطهم يعنى أعدلهم وكل شئ في كتاب الله أوسط فهو أعدل * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله قال أوسطهم قال أعدلهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السرى في قوله ألم أقل لكم لولا
تسبحون قال كان استثناؤهم في ذلك الزمان التسبيح * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله لولا تسبحون
قال لولا تستثنون عند قولهم ليصر منها مصبحين ولا يستثنون عند ذلك وكان التسبيح استثناءهم كما نقول نحن
إن شاء الله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله كذلك العذاب قال عقوبة الدنيا ولعذاب الآخرة
قال عقوبة الآخرة وفي قوله سلهم أيهم بذلك زعيم قال أيهم كفيل بهذا الامر * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في
قوله تدرسون قال تقرؤن وفي قوله أيمان علينا بالغة قال عهد علينا * قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق) الآية
* أخرج البخاري وابن المنذر وابن مردويه عن أبي سعيد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يكشف ربنا
عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره
طبقا واحدا * وأخرج ابن منده في الرد على الجهمية عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
يكشف عن ساق قال يكشف الله عز وجل عن ساقه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن منده
عن ابن مسعود في قوله يوم يكشف عن ساق قال عن ساقيه تبارك وتعالى قال ابن منده لعله في قراءة ابن مسعود
يكشف بفتح الياء وكسر الشين * وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الأسماء
والصفات وضعفه وابن عساكر عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله يوم يكشف عن ساق قال عن
نور عظيم فيخرون له سجدا * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن منده والبيهقي في الأسماء والصفات من
طريق إبراهيم النخعي في قوله يوم يكشف عن ساق قال قال ابن عباس يكشف عن أمر عظيم ثم قال قد قامت
الحرب على ساق قال وقال ابن مسعود يكشف عن ساقه فيسجد كل مؤمن ويعصو ظهر الكافر فيصير عظما واحدا
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق
عكرمة عن ابن عباس انه سئل عن قوله يوم يكشف عن ساق قال إذا خفى عليكم شئ من القرآن فابتغوه في الشعر
فإنه ديوان العرب أما سمعتم قول الشاعر
254

اصبر عناق انه شرباق * قد سن لي قومك ضرب الأعناق * وقامت الحرب بنا على ساق
قال ابن عباس هذا يوم كرب وشدة * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله
يوم يكشف عن ساق قال عن شدة الآخرة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
قد قامت الحرب بنا على ساق * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس يوم يكشف
عن ساق قال هو الامر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة * وأخرج ابن منده عن ابن عباس في قوله يوم
يكشف عن ساق قال عن شدة الآخرة * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن منده عن مجاهد في قوله
يوم يكشف عن ساق قال عن شدة الامر وجده قال وكان ابن عباس يقول هي أشد ساعة تكون يوم القيامة
* وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس انه قرأ يوم يكشف عن ساق قال يريد القيامة والساعة
لشدتها * وأخرج البيهقي عن ابن عباس في قوله يوم يكشف عن ساق قال حين يكشف الامر وتبدو الأعمال
وكشفه دخول الآخرة وكشف الامر عنه * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن منده من طريق عمرو
ابن دينار قال كان ابن عباس يقرأ يوم تكشف عن ساق بفتح التاء قال أبو حاتم السجستاني أي تكشف الآخرة
عن ساقها يستبين منها ما كان غائبا * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ يوم يكشف عن ساق بالياء ورفع الياء
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في الأسماء والصفات عن عكرمة انه سئل عن قوله يوم يكشف عن
ساق قال إن العرب كانوا إذا اشتد القتال فيهم والحرب وعظم الامر فيهم قالوا لشدة ذلك قد كشفت الحرب عن
ساق فذكر الله شدة ذلك اليوم بما يعرفون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير انه سئل عن
قوله يوم يكشف عن ساق فغضب غضبا شديدا وقال إن أقواما يزعمون أن الله يكشف عن ساقه وانما يكشف عن
الامر الشديد * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون قال هم
الكفار كانوا يدعون في الدنيا وهم آمنون فاليوم يدعون وهم خائفون ثم أخبر الله سبحانه انه حال بين أهل الشرك
وبين طاعته في الدنيا والآخرة فاما في الدنيا فإنه قال ما كانوا يستطيعون السمع وهي طاعته وما كانوا يبصرون
وأما في الآخرة فإنه قال لا يستطيعون خاشعة أبصارهم * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في الآية قال أخبرنا ان
بين كل مؤمنين منافقا يوم القيامة فيسجد المؤمنان وتقسوا ظهور المنافقين فلا يستطيعون السجود ويزدادون
لسجود المؤمنين توبيخا وحسرة وندامة * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد يوم يكشف عن ساق قال عن بلاء عظيم
* وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم النخعي يوم يكشف عن ساق قال عن أمر عظيم الشدة * وأخرج عبد بن حميد
عن الربيع بن أنس يوم يكشف عن ساق قال عن الغطاء فيقع من كان آمن به في الدنيا فيسجدون له ويدعى
الآخرون إلى السجود فلا يستطيعون لانهم لم يكونوا آمنوا به في الدنيا ولا يبصرونه ولا يستطيعون السجود
وهم سالمون في الدنيا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله يوم يكشف عن ساق قال عن أمر
فظيع جليل ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون قال ذلكم يوم القيامة ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم
كان يقول يؤذن للمؤمنين يوم القيامة في السجود فيسجد المؤمنون وبين كل مؤمنين منافق فيتعسر ظهر
المنافق عن السجود ويجعل الله سجود المؤمنين عليهم توبيخا وصغارا وذلا وندامة وحسرة وفي قوله وقد كانوا
يدعون إلى السجود وهم سالمون قال في الصلوات وأخرج ابن مردويه عن كعب الحبر قال والذي أنزل التوراة على
موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود والفرقان على محمد أنزلت هذه الآيات في الصلوات المكتوبات حيث
ينادى بهن يوم يكشف عن ساق إلى قوله وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون الصلوات الخمس إذا نودي بها
* وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن سعيد بن جبير في قوله وقد كانوا يدعون إلى السجود قال الصلوات في
الجماعات * وأخرج البيهقي عن ابن عباس في قوله وقد كانوا يدعون إلى السجود قال الرجل يسمع الاذان فلا يجيب
الصلاة * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الله الخلائق يوم القيامة ثم
ينادى مناد من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع كل قوم ما كانوا يعبدون ويبقى المسلمون وأهل الكتاب فيقال
لليهود ما كنتم تعبدون فيقولون الله وموسى فيقال لهم لستم من موسى وليس موسى منكم فيصرف بهم ذات
255

الشمال ثم يقال للنصارى ما كنتم تعبدون فيقولون الله وعيسى فيقال لهم لستم من عيسى وليس عيسى منكم
ثم يصرف بهم ذات الشمال ويبقى المسلمون فيقال لهم ما كنتم تعبدون فيقولون الله فيقال لهم هل تعرفونه
فيقولون ان عرفنا نفسه عرفناه فعند ذلك يؤذن لهم في السجود بين كل مؤمنين منافق فتقصم ظهورهم عن
السجود ثم قرأ هذه الآية ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون * وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده وعبد بن
حميد وابن أبي الدنيا والطبراني والآجري في الشريعة والدارقطني في الرؤية والحاكم وصححه وابن مردويه
والبيهقي في البعث عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله الناس يوم القيامة وينزل الله
في ظلل من الغمام فينادى مناد يا أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم وصوركم ورزقكم ان يولى كل انسان
منكم ما كان يعبد في الدنيا ويتولى أليس ذلك من ربكم عدلا قالوا بلى قال فينطلق كل انسان منكم إلى ما كان يعبد
في الدنيا ويتمثل لهم ما كانوا يعبدون في الدنيا فيتمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى ويتمثل لمن كان يعبد
عزيرا شيطان عزير حتى يمثل لهم الشجرة والعود والحجر ويبقى أهل الاسلام جثوما فيتمثل لهم الرب عز وجل
فيقول لهم مالكم لم تنطلقوا كما انطلق الناس فيقولون ان لنا ربا ما رأيناه بعد فيقول فبم تعرفون ربكم ان رأيتموه
قالوا بيننا وبينه علامة ان رأيناه عرفناه قال وما هي قال يكشف عن ساق فيكشف عند ذلك عن ساق فيخر كل من
كان يسجد طائعا ساجدا ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون ثم يؤمرون
فيرفعوا رؤسهم فيعطون نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه ومنهم من يعطى نوره
فوق ذلك ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه ومنهم من يعطى نوره دون ذلك بيمينه حتى يكون آخر ذلك من
يعطى نوره على ابهام قدميه يضئ مرة ويطفأ مرة فإذا أضاء قدم قدمه وإذا طفئ قام فيمر ويمرون على الصراط
والصراط كحد السيف دحض مزلة فيقال لهم انجوا على قدر نوركم فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب ومنهم من
يمر كالطرف ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الرجل ويرمل رملا يمرون على قدر أعمالهم حتى يمر الذي نوره
على ابهام قدمه يجر يدا ويعلق يدا ويجر رجلا ويعلق رجلا وتصيب جوانبه النار فيخلصون فإذا خلصوا قالوا الحمد لله
الذي نجانا منك بعدي الذي أراناك لقد أعطانا الله ما لم يعط أحدا فينطلقون إلى ضحضاح عند باب الجنة فيغتسلون
فيعود إليهم ريح أهل الجنة وألوانهم ويرون من خلل باب الجنة وهو يصفق منزلا في أدنى الجنة فيقولون ربنا
أعطنا ذلك المنزل فيقول لهم أتسألون الجنة وقد نجيتكم من النار فيقولون ربنا أعطنا حل بيننا وبين النار هذا
الباب لا نسمع حسيسها فيقول لهم لعلكم ان أعطيتموه ان تسألوا غيره فيقولون لا وعزتك لا نسأل غيره وأي
منزل يكون أحسن منه قال فيدخلون الجنة ويرفع لهم منزل امام ذلك كان الذي رأوا قبل ذلك حلم عنده
فيقولون ربنا أعطنا ذلك المنزل فيقول لعلكم ان أعطيتكموه ان تسألوا غيره فيقولون لا وعزتك لا نسأل غيره
رأى منزل أحسن منه فيعطونه ثم يرفع لهم امام ذلك منزل آخر كان الذي رأوا قبل ذلك حلم عند هذا الذي رأوا
فيقولون ربنا أعطنا ذلك المنزل فيقول لعلكم ان أعطيتكموه ان تسألوا غيره فيقولون لا وعزتك لا نسأل غيره
وأي منزل أحسن منه ثم يسكتون فيقول لهم مالكم لا تسألون فيقولون ربنا قد سألناك حتى استحينا فيقال
لهم ألم ترضوا ان أعطيكم مثل الدنيا منذ يوم خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافها فيقولون أتستهزئ بنا
وأنت رب العالمين قال مسروق فما بلغ عبد الله هذا المكان من الحديث الا ضحك وقال سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يحدثه مرارا فما بلغ هذا المكان من الحديث الا ضحك حتى تبدو لهواته ويبدو آخر ضرس
من أضراسه يقول الأسنان قال فيقول لا ولكني على ذلك قادر فسلوني قالوا ربنا ألحقنا بالناس فيقال لهم الحقوا
الناس فينطلقون يرملون في الجنة حتى يبدو لرجل منهم في الجنة قصر درة مجوف فيخر ساجدا فيقال له ارفع
رأسك فيرفع رأسه فيقول رأيت ربى فيقال له انما ذلك منزل من منازلك فينطلق ويستقبله رجل فيتهيأ للسجود
فيقال له مالك فيقول رأيت ملكا فيقال له انما ذلك قهرمان من قهارمتك عبد من عبيدك فيأتيه فيقول انما أنا
قهرمان من قهارمتك على هذا القصر تحت يدي ألف قهرمان كلهم على ما أنا على فينطلق به عند ذلك حتى
يفتح له القصر وهي درة مجوفة سقائفها وأغلاقها وأبوابها ومفاتيحها منها قال فيفتح له القصر فتستقبله جوهرة
256

خضراء مبطنة بحمراء سبعون ذراعا فيها ستون بابا كل باب يفضي إلى جوهرة على غير لون صاحبتها في كل
جوهرة سرر وأدراج ونصائف أو قال وصائف فيدخل فإذا هو بحوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقهما
من وراء حللها كبدها مرآته وكبده مرآتها إذا أعرض عنها اعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفا عما كانت قبل
ذلك وإذا أعرضت عنه اعراضة ازداد في عينها سبعين ضعفا عما كان قبل ذلك فتقول لقد ازددت في عيني
سبعين ضعفا ويقول لها مثل ذلك قال فيشرف على ملكه مد بصره مسيرة مائة عام قال فقال عمر بن الخطاب عند
ذلك الا تسمع يا كعب ما يحدثنا به ابن أم عبد عن أدنى أهل الجنة ماله فكيف بأعلاهم قال يا أمير المؤمنين
مالا عين رأت ولا أذن سمعت ان الله كان فوق العرش والماء فخلق لنفسه دارا بيده فزينها بما شاء وجعل فيها
ما شاء من الثمرات والشراب ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه منذ خلقها جبريل ولا غيره من الملائكة ثم قرأ
كعب فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين الآية وخلق دون ذلك جنتين فزينهما بما شاء وجعل فيهما
ما ذكر من الحرير والسندس والاستبرق وأراهما من شاء من خلقه من الملائكة فمن كان كتابه في عليين نزل تلك
الدار فإذا ركب الرجل من أهل عليين في ملكه لم يبق خيمة من خيام الجنة الا دخلها من ضوء وجهه حتى أنهم
ليستنشقون ريحه ويقولون واها وهذه الريح الطيبة ويقولون لقد أشرف علينا اليوم رجل من أهل عليين فقال
عمر ويحك يا كعب ان هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها فقال كعب يا أمير المؤمنين ان لجهنم زفرة ما من ملك
ولا نبي الا يخر لركبته حتى يقول إبراهيم خليل الله رب نفسي نفسي وحتى لو كان لك عمل سبعين نبيا إلى عملك
لظننت أن لن تنجو منها * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي
في البعث والنشور عن ابن مسعود انه ذكر عنده الدجال فقال يفترق ثلاث فرق فرقة تتبعه وفرقة تلحق بأرض
آبائها منابت الشيح وفرقة تأخذ شط الفرات فيقاتلهم ويقاتلونه حتى يجتمع المؤمنون بقرى الشام فيبعثون
إليه طليعة فيهم فارس على فرس أشقر أو أبلق فيقتلون لا يرجع إليهم شئ ثم إن المسيح ينزل فيقتله ثم يخرج
يأجوج ومأجوج فيموجون في الأرض فيفسدون فيها ثم قرأ عبد الله وهم من كل حدب ينسلون ثم يبعث
الله عليهم دابة مثل هذا النغفة فتدخل في أسماعهم ومناخرهم فيموتون منها فتنتن الأرض منهم فيجأر أهل
الأرض إلى الله فيرسل الله ماء فيطهرها منهم ثم يبعث ريحا فيها زمهرير باردة فلا تدع على وجه الأرض 7 الا كفئت
بتلك الريح ثم تقوم الساعة على شرار الناس ثم يقوم ملك الصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فلا يبقى
خلق لله في السماوات والأرض الا مات الا من شاء ربك ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون فليس من ابن آدم
خلق الا وفي الأرض منه شئ ثم يرسل الله ماء منت تحت العرش منيا كمنى الرجال فتنبت جسمانهم ولحمانهم
من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الثرى ثم قرأ عبد الله الله الذي يرسل الرباح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت
فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فتنطلق كل
نفس إلى جسدها حتى تدخل فيه فيقومون فيجيئون مجيئة رجل واحد قياما لرب العالمين ثم يتمثل الله للخلق
ويلقاهم فليس أحد من الخلق يعبد من دون الله شيئا الا هو متبع له يتبعه فيلقى اليهود فيقول ما تعبدون فيقولون
نعبد عزيرا فيقول هل يسركم الماء قالوا نعم فيريهم جهنم كهيئة السراب ثم قرأ عبد الله وعرضنا جهنم للكافرين
عرضا ثم يلقى النصارى فيقولون ما كنتم تعبدون قالوا المسيح فيقول هل يسركم الماء قالوا نعم فيريهم جهنم كهيئة
السراب وكذلك كل من كان يعبد من دون الله شيئا ثم قرأ عبد الله وقفوهم انهم مسؤلون حتى يمر المسلمون
فيلقاهم فيقول من تعبدون فيقولون نعبد الله ولا نشرك به شيئا فينتهرهم مرة أو مرتين من تعبدون فيقولون
نعبد الله ولا نشرك به شيئا فيقول هل تعرفون ربكم فيقولون سبحان الله إذا تعرف لنا عرفناه فعند ذلك يكشف
عن ساق فلا يبقى مؤمن الا خر لله ساجدا ويبقى المنافقون ظهورهم طبق واحد كأنما فيها السفافيد فيقولون ربنا
فيقول قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون ثم يؤمر بالصراط فيضرب على جهنم فتمر الناس بأعمالهم يمر
أوائلهم كلمح البصر أو كلمح البرق ثم كمر الريح ثم كمر الطير ثم كأسرع البهائم ثم كذلك حتى يجئ الرجل سعيا
حتى يجئ الرجل مشيا حتى يجئ آخرهم رجل يتكفأ على بطنه فيقول يا رب أبطأت بي فيقول انما أبطا بك عملك
257

ثم يأذن الله في الشفاعة فيكون أول شافع جبريل ثم إبراهيم خليل الله ثم موسى أو قال عيسى ثم يقوم نبيكم صلى الله
عليه وسلم رابعا لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه وهو المقام المحمود الذي وعده الله عسى أن يبعثك ربك مقاما
محمودا فليس من نفس الا تنظر إلى بيت في الجنة وبيت في النار وهو يوم الحسرة فيرى أهل النار البيت الذي في
الجنة فيقال لو عملتم ويرى أهل الجنة البيت الذي في النار فيقال لولا أن من الله عليكم ثم يشفع الملائكة والنبيون
والشهداء والصالحون والمؤمنون فيشفعهم الله ثم يقول أنا أرحم الراحمين فيخرج من النار أكثر مما أخرج من
جميع الخلق برحمته حتى ما يترك فيها أحدا فيه خير ثم قرأ عبد الله يا أيها الكفار ما سلككم في سقر قالوا لم نك من
المصلين إلى قوله وكنا نكذب بيوم الدين قال ترون في هؤلاء أحدا فيه خير لا وما يترك فيها أحدا فيه خير فإذا أراد
الله أن لا يخرج منها أحدا غير وجوههم وألوانهم فيجئ الرجل من المؤمنين فيشفع فيقال له من عرف أحدا
فيخرجه فيجئ الرجل فينظر فلا يعرف أحدا فيقول الرجل للرجل يا فلان أنا فلان فيقول ما أعرفك فيقولون ربنا
أخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون فيقول اخسؤوا فيها ولا تكلمون فإذا قال ذلك أطبقت عليهم فلم يخرج منهم بشر
* قوله تعالى (ولا تكن كصاحب الحوت) * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ولا تكن كصاحب الحوت
قال تغاضب كما غاضب يونس * وأخرج عبد الرزاق واحمد في الزهد وابن المنذر عن قتادة ولا تكن كصاحب
الحوت قال لا تعجل كما عجل ولا تغاضب كما غاضب * وأخرج الحاكم عن وهب قال كان في خلق يونس ضيق فلما
حملت عليه أثقال النبوة تفسخ منها تفسخ الربع فقذفها من يديه وهرب قال تعالى لنبيه ولا تكن كصاحب
الحوت إذ نادى هو مكظوم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وهو مكظوم قال مغموم
وفي قوله وهو مذموم قال مليم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله وهو مكظوم قال مغموم * قوله تعالى
(وان يكاد الذين كفروا) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله
ليزلقونك بأبصارهم قال ينفذونك بأبصارهم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ليزلقونك بأبصارهم لينفذونك
بأبصارهم * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ليزلقونك بأبصارهم قال لينفذونك بأبصارهم معاداة لكتاب الله
ولذكر الله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن عطاء قال كان ابن عباس
يقرأ وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم قال يقول ينفذونك بأبصارهم من شدة النظر إليك قال ابن
عباس فكيف يقولون أزلق السهم أو زهق السهم * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن جرير عن مسعود أنه
قرأ ليزهقونك بأبصارهم * وأخرج البخاري عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العين حق
* وأخرج أبو نعيم في الحلية عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر
* وأخرج البزار عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين
* (سورة الحاقة) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة الحاقة بمكة * وأخرج ابن
مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج الطبراني عن أبي برزة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بالحاقة
ونحوها * وأخرج أحمد عن عمر بن الخطاب قال خرجت أتعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم
فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة فجعلت أعجب من تأليف القرآن فقلت هذا
والله شاعر كما قالت قريش فقرأ انه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون قلت كاهن قال ولا
بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل إلى آخر السورة فوقع الاسلام في قلبي كل موقع * قوله تعالى (الحاقة
ما الحاقة) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله الحاقة قال من أسماء يوم القيامة
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم عن قتادة رضي الله عنه في قوله الحاقة يعنى الساعة
أحقت لكل عامل عمله وما أدراك ما الحاقة قال تعظيما ليوم القيامة كما تسمعون وفي قوله كذبت ثمود وعاد بالقارعة
قال بالساعة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله الحاقة قال حققت لكل عامل عمله للمؤمن
ايمانه وللمنافق نفاقه وفي قوله بالقارعة قال يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد
258

رضي الله عنه في قوله فأهلكوا بالطاغية قال بالذنوب وكان ابن عباس يقول الصيحة * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله فأهلكوا بالطاغية قال أرسل الله عليهم صيحة واحدة
فأهمدتهم فأهلكوا وفي قوله بريح صرصر عاتية قال عتت عليهم حتى نقبت عن أفئدتهم * وأخرج الفريابي وعبد
ابن حميد وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما أرسل الله شيئا من ريح الا بمكيال ولا قطرة من مطر الا
بمكيال الا يوم نوح ويوم عاد فاما يوم نوح فان الماء طغى على خزانه فلم يكن لهم عليه سبيل ثم قرأ انا لما طغى الماء وأما
يوم عاد فان الريح عتت على خزانها فلم يكن لهم عليها سبيل ثم قرأ بريح صرصر عاتية * وأخرج ابن
جرير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لم تنزل قطرة من ماء الا بمكيال على يدي ملك الا يوم نوح فإنه أذن
للماء دون الخزان فطغى الماء على الخزان فخرج فذلك قوله انا لما طغى الماء ولم ينزل شئ من الريح الا بكيل على
يدي ملك الا يوم عاد فإنه أذن لها دون الخزان فخرجت فذلك قوله بريح صرصر عاتية عتت على الخزان * وأخرج
أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نصرت بالصبا وأهلكت عاد
بالدبور قال ما أمر الخزان ان يرسلوا على عاد الا مثل موضع الخاتم من الريح فعتت على الخزان فخرجت من نواحي
الأبواب فذلك قوله ريح صرصر عاتية قال عتوها عتت على الخزان فبدأت باهل البادية منهم فحملتهم بمواشيهم
وبيوتهم فأقبلت بهم إلى الحاضرة فلما رأوها قالوا هذا عارض ممطرنا فلما دنت الريح وأظلتهم استبق الناس
والمواشي فيها فألقت البادية على أهل الحاضرة تقصفهم فهلكوا جميعا * وأخرج أبو الشيخ في العظمة
والدارقطني في الافراد وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما أنزل من السماء كفا من ماء الا بمكيال ولا كفا من ريح الا بمكيال الا يوم نوح فان الماء طغى على الخزان
فلم يكن لهم عليه سلطان قال الله تعالى انما لما طغى الماء حملناكم في الجارية ويوم عاد فان الريح عتت على
الخزان قال الله بريح صرصر عاتية قال الغالبة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال الصرصر
الباردة عاتية قال حيث عتت على خزانها * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله عاتية قال
شديدة وفي قوله حسوما قال متتابعة * وأخرج ابن عساكر من طريق ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب قال
ما يخرج من الريح شئ الا عليها خزان يعلمون قدرها وعددها وزنها وكيلها حتى كانت الريح التي أرسلت على
عاد فاندفق منها شئ لا يعلمون وزنه ولا قدره ولا كيله غضبا لله ولذلك سميت عاتية والماء كذلك حين كان أمر نوح
فلذلك سمى طاغيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام
قال كان أولها الجمعة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله حسوما قال متتابعات * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من
طرق عن ابن عباس في قوله حسوما قال تبعا وفي لفظ متتابعات * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن
الأزرق قال له أخبرني عن قوله حسوما قال دائمة شديدة يعنى محسومة بالبلاء قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم
أما سمعت أمية بن أبي الصلت وهو يقول
وكم كنا بها من فرط عام * وهذا الدهر مقتبل حسوم
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما قال كانوا
سبع ليال وثمانية أيام أحياء في عذاب الله من الريح فلما أمسوا اليوم الثامن ماتوا فاحتملتهم الريح فألقتهم في البحر
فذلك قوله فهل ترى لهم من باقية وقوله فأصبحوا لا ترى الا مساكنهم قال وأخبرت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
عذبهم بكرة وكشف عنهم في اليوم الثاني حتى كان الليل * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنهما
في قوله حسوما قال متتابعة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله حسوما قال
دائمات وفي قوله كأنهم أعجاز نخل خاوية قال هي أصول النخل قد بقيت أصولها وذهبت أعاليها * وأخرج ابن
المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله كأنهم أعجاز نخل قال أصولها وفي قوله خاوية قال خربة * وأخرج
عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ وجاء فرعون ومن قبله بنصب القاف * وأخرج ابن المنذر عن ابن
259

جريج وجاء فرعون ومن قبله قال ومن معه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
في قوله والمؤتفكات قال هم قوم لوط ائتفكت بهم أرضهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد
في قوله بالخاطئة قال بالخطايا وفي قوله أخذة رابية قال شديدة وفي قوله انا لما طغى الماء قال كثر وفي قوله حملناكم
في الجارية قال السفينة وفي قوله وتعيها أذن واعية قال حافظة وفي لفظ سامعة * وأخرج سعيد بن منصور وابن
المنذر عن ابن عباس في قوله انا لما طغى الماء قال طغى على خزانه فنزل ولم ينزل من السماء ماء الا بمكيال أو ميزان
الا زمن نوح فإنه طغى على خزانه فنزل من غير كيل ولا وزن * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال
لم ينزل من السماء قطرة قط الا بعلم الخزان الا حيث طغى الماء فإنه غضب لغضب الله فطغى على الخزان فخرج
مالا يعلمون ما هو * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله طغى الماء قال بلغني انه طغى فوق
كل شئ خمسة عشر ذراعا وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن السدى في قوله حملناكم في الجارية قال السفينة
وفي قوله لنجعلها لكم تذكرة أي تذكرون ما صنع بهم حيت عصوا نوحا وتعيها يقول تحصيها أذن واعية يقول
أذن حافظة يعنى حديث السفينة * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن
مكحول قال لما نزلت وتعيها أذن واعية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سالت ربى أن يجعلها أذن على قال مكحول
فكان على يقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فنسيته * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
والواحدي وابن مردويه وابن عساكر وابن النجاري عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى ان الله
أمرني ان أدنيك ولا أقصيك وان أعلمك وان تعي وحق لك ان تعي فنزلت هذه الآية وتعيها أذن واعية * وأخرج
أبو نعيم في الحلية عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي ان الله أمرني ان أدنيك وأعلمك لتعي فأنزلت
هذه الآية وتعيها أذن واعية فأنت أذن واعية لعلمي * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله لنجعلها لكم تذكرة
قال لامة محمد صلى الله عليه وسلم ولكم من سفينة قد هلكت وأثر قد ذهب يعنى ما بقى من السفينة حتى أدركته أمة
محمد فرأوه كانت ألواحها ترى على الجودي * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله لنجعلها لكم
تذكرة قال عبرة وآية أبقاها الله حتى نظرت إليها هذه الأمة وكم من سفينة غير سفينة نوح صارت رمما * وأخرج عبد
ابن حميد وابن المنذر عن ابن عمر ان في قوله أذن واعية قال أذن عقلت عن الله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد عن قتادة في قوله وتعيها أذن واعية قال سمعت وعقلت ما سمعت وأوعت * قوله تعالى (وحملت الأرض)
الآيات * أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن أبي بن كعب في قوله وحملت الأرض والجبال فدكتا
دكة واحدة قال يصير ان غبرة على وجوه الكفار لا على وجوه المؤمنين وذلك قوله ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها
قترة * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله فدكتا دكة واحدة قال زلزلة شديدة
عند النفخة الآخرة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عدى بن زيد وهو يقول
ملك ينفق الخزائن والذمة * قد دكها وكادت تبور
* وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الزهري في قوله فدكتا دكة واحدة قال بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول لمن الملك أين ملوك الأرض * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر عن ابن جريج في قوله وانشقت السماء قال ذلك قوله وفتحت السماء فكانت أبوابا * وأخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله فهي يومئذ واهية قال متخرقة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله
والملك على أرجائها قال الملائكة على أطرافها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أنس في قوله
والملك على أرجائها قال الملائكة على شقها ينظرون إلى أهل الأرض وما أتاهم من الفزع * وأخرج ابن المنذر
عن سعيد بن جبير والضحاك في قوله والملك على أرجائها قال على ما لم ينشق منها * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك
وقتادة وسعيد بن جبير في قوله والملك على أرجائها قالوا على حافات السماء * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله والملك على أرجائها قال على حافاتها على ما لم به منها * قوله تعالى
(ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) * أخرج عبد بن حميد وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية
260

وأبو يعلى وابن المنذر وابن خزيمة وابن مردويه والحاكم وصححه والخطيب في تالي التلخيص عن العباس بن عبد
المطلب في قوله ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية قال ثمانية املاك على صورة الأوعال * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية قال ثمانية
صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم الا الله * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ
ثمانية قال يقال ثمانية صفوف لا يعلم عدتهم الا الله ويقال ثمانية املاك رؤسهم عند العرش في السماء السابعة
وأقدامهم في الأرض السفلى ولهم قرون كقرون الوعلة ما بين أصل قرن أحدهم إلى منتهاه مسيرة خمسمائة عام
* وأخرج عبد بن حميد عن الربيع ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية قال ثمانية من الملائكة * وأخرج
ابن جرير عن ابن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمله اليوم أربعة ويوم القيامة ثمانية * وأخرج ابن أبي
حاتم عن ابن زيد قال لم يسم من حملة العرش الا إسرافيل قال وميكائيل ليس من حملة العرش * وأخرج ابن أبي
حاتم وتمام الرازي في فوائده وابن عساكر عن أبي الزاهرية قال أنبئت ان لبنان أحد حملة العرش الثمانية
يوم القيامة * وأخرج ابن عساكر عن كعب قال لبنان أحد الثمانية تحمل العرش يوم القيامة * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن ميسرة في قوله ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية قال أرجلهم في التخوم
ورؤسهم عند العرش لا يستطيعون ان يرفعوا أبصارهم من شعاع النور * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن المنذر عن وهب بن منبه قال أربعة املاك يحملون العرش على أكتافهم لكل واحد منهم أربعة وجوه وجه
ثور ووجه أسد ووجه نسر ووجه انسان لكل واحد منهم أربعة أجنحة أما جناحان فعلى وجهه من أن ينظر
إلى العرش فيصعق وأما جناحان فيصفق بهما وفي لفظ فيطير بهما أقدامهم في الثرى والعرش على أكتافهم ليس
لهم كلام لا ان يقولوا قدسوا الله القوى ملأت عظمته السماوات والأرض * قوله تعالى (يومئذ تعرضون) الآية
* أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله يومئذ تعرضون قال تعرضون ثلاث عرضات فاما عرضتان
ففيهما الخصومات والمعاذير وأما الثالثة فتطاير الصحف في الأيدي * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة يومئذ
تعرضون لا تخفى منكم خافية قال ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول تعرض الناس ثلاث عرضات
يوم القيامة فاما عرضتان ففيهما خصومات ومعاذير وجدال وأما العرضة الثالثة فتطير الصحف في الأيدي اللهم
اجعلنا ممن تؤتيه كتابه بيمينه قال وكان بعض أهل العلم يقول انى وجدت أكيس الناس من قال هاؤم اقرؤا
كتابيه انى ظننت انى ملاق حسابيه قال ظن ظنا يقينا فنفعه الله بظنه قال وذكر ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان
يقول من استطاع ان يموت وهو يحسن الظن بالله فليفعل * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن ماجة
وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض الناس يوم القيامة ثلاث
عرضات فاما عرضتان فجدال ومعاذير وأما الثالثة فعند ذلك تطاير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله
* وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن أبي موسى قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله يومئذ
تعرضون لا تخفى منكم خافية قال عرضتان فيهما الخصومة والجدال والعرضة الثالثة تطير الصحف في أيدي الرجال
* وأخرج ابن جرير والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فاما
عرضتان فجدال ومعاذير وأما العرضة الثالثة فتطاير الكتب بالايمان والشمائل * وأخرج ابن المبارك عن
عمر قال حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإنه أيسر لحسابكم وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وتجهز والعرض الأكبر
يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية * قوله تعالى (فاما من أوتى كتابه بيمينه) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن عبد
الله بن حنظلة غسيل الملائكة قال إن الله يقف عبده يوم القيامة فيبدي سيئاته في ظهر صحيفته فيقول له أنت
عملت هذا فيقول نعم أي رب فيقول له انى لم أفضحك به وإني قد غفرت لك فيقول عند ذلك هاؤم اقرؤا كتابيه انى
ظننت أنى ملاق حسابيه حين نجا من فضيحته يوم القيامة * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر
والخطيب عن أبي عثمان النهدي قال إن المؤمن ليعطى كتابه في ستر من الله فيقرأ سيئاته فيتغير لونه ثم يقرأ
حسناته فيرجع إليه لونه ثم ينظر فإذا سيئاته قد بدلت حسنات فعند ذلك يقول هاؤم اقرؤا كتابيه * وأخرج
261

أحمد عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول من يؤذن له في السجود يوم القيامة وأنا أول من
يؤذن له أن يرفع رأسه فانظر إلى بين يدي فاعرف أمتي من بين الأمم ومن خلفي مثل ذلك وعن يميني مثل ذلك وعن
شمالي مثل ذلك فقال رجل يا رسول الله كيف تعرف أمتك من بين الأمم فيما بين نوح إلى أمتك قال هم غر محجلون
من أثر الوضوء ليس أحد كذلك غيرهم وأعرفهم انهم يؤتون كتبهم بايمانهم وأعرفهم يسعى نورهم بين أيديهم
ذريتهم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله انى ظننت قال أيقنت * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي
حاتم عن البراء بن عازب في قوله وقطوفها دانية قال قريبة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قطوفها دانية قال
دنت فلا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن البراء في قوله قطوفها
دانية قال يتناول الرجل منها من فواكهها وهو قائم * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله قطوفها قال ثمرها
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن سلمان الفارسي لا يدخل الجنة أحد الا بجوار بسم
الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله لفلان بن فلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية * وأخرج عبد بن حميد عن
قتادة كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية قال أيامكم هذه أيام خالية فانية تؤدى إلى أيام باقية فاعملوا في
هذه الأيام وقدموا خيرا ان استطعتم ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن المنذر عن يوسف بن يعقوب الحنفي قال بلغني
أنه إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى يا أوليائي طال ما نظرت إليكم في الدنيا وقد قلصت شفاهكم عن الأشربة
وغارت أعينكم وجفت بطونكم كونوا اليوم في نعيمكم وكلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية * وأخرج
ابن المنذر وابن عدي في الكامل والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن رفيع في قوله بما أسلفتم في الأيام
الخالية قال الصوم * وأخرج البيهقي عن نافع قال خرج ابن عمر في بعض نواحي المدينة ومعه أصحاب له ووضعوا
سفرة لهم فمر بهم راعى غنم فسلم فقال ابن عمر هلم يا راعى هلم فأصب من هذه السفرة فقال له انى صائم فقال ابن عمر
أتصوم في مثل هذا اليوم الحار الشديد سمومه وأنت في هذه الجبال ترعى هذه الغنم فقال له انى والله أبادر أيامي
الخالية فقال له ابن عمر وهو يريد ان يختبر ورعه فهل لك ان تبيعنا شاة من غنمك هذه فنعطيك ثمنها ونعطيك من
لحمها فتفطر عليه فقال إنها ليست لي بغنم انها غنم سيدي فقال له ابن عمر فما عسى سيدك فاعلا إذا فقدها فقلت
أكلها الذئب فولى الراعي عنه وهو رافع أصبعه إلى السماء وهو يقول فأين الله قال فجعل ابن عمر يردد قول الراعي
وهو يقول قال الراعي فأين الله فلما قدم المدينة بعث إلى مولاه فاشترى منه الغنم والراعي فأعتق الراعي ووهب منه
الغنم * قوله تعالى (يا ليتها كانت القاضية) * أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله يا ليتها كانت القاضية قال تمنوا
الموت ولم يكن شئ في الدنيا أكره عندهم من الموت وفي قوله هلك عنى سلطانيه قال أما والله ما كل من دخل النار كان
أمير قرية ولكن الله خلقهم وسلطهم على أبدانهم وأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته * وأخرج هناد عن
الضحاك في قوله يا ليتها كانت القاضية قال يا ليتها كانت موتة لا حياة بعدها * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد
هلك عنى سلطانيه قال حجتي * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة هلك عنى سلطانيه قال يعنى حجته * وأخرج سعيد بن
منصور عن محمد بن كعب في قوله يا ليتها كانت القاضية قال الموت وفي قوله هلك عنى سلطانيه قال حجتي * وأخرج ابن
جرير عن ابن عباس في قوله هلك عنى سلطانيه قال ضلت عنى كل بينة فلم تغن عنى شيئا * قوله تعالى (خذوه فغلوه)
الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله خذوه فغلوه قال أخبرت أنه أبو جهل * وأخرج ابن المبارك وهناد
في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر عن نوف الشامي في قوله ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا قال الذراع سبعون
باعا والباع ما بينك وبين مكة وهو يومئذ بالكوفة * وأخرج ابن المبارك وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
المنذر عن كعب قال إن حلقة من السلسلة التي ذكر الله في كتابه مثل جميع حديد الدنيا * وأخرج ابن أبي حاتم
والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس في قوله فاسلكوه قال تسلك في دبره حتى تخرج من منخريه حتى لا يقوم
على رجليه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله فاسلكوه قال قال ابن عباس السلسلة تدخل
في أسته ثم تخرج من فيه ثم ينظمون فيها كما ينظم الجراد في العود ثم يشوى * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن
جريج عن مجاهد قال بلغني ان السلسلة تدخل من مقعده حتى تخرج من فيه ثم يوثق بها بعد أو من فيه حتى تخرج
262

من مقعدته * وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي الدرداء قال إن الله سلسلة لم تزل تغلي فيها مراجل
النار منذ خلق الله جهنم إلى يوم القيامة تلقى في أعناق الناس وقد نجانا الله من نصفها بايماننا بالله العظيم فحضي
على طعام المسكين يا أم الدرداء * قوله تعالى (فليس له اليوم ههنا حميم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وأبو القاسم
الزجاجي النحوي في أماليه من طريق مجاهد عن ابن عباس قال ما أدرى ما الغسلين ولكني أظنه الزقوم * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال الغسلين الدم والماء الذي يسيل من
لحومهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال الغسلين صديد أهل
النار * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن دلوا من غسلين
يهراق في الدنيا لأنتن باهل الدنيا * وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس قال الغسلين اسم طعام
من أطعمة النار * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال غسلين شجرة في النار * وأخرج البيهقي في شعب الايمان
عن صعصعة بن صوحان قال جاء أعرابي إلى علي بن أبي طالب فقال كيف هذا الحرف لا يأكله الا الخاطون كل
والله يخطو فتبسم على وقال يا أعرابي لا يأكله الا الخاطئون قال صدقت والله يا أمير المؤمنين ما كان الله ليسلم عبده
ثم التفت على إلى أبى الأسود فقال إن الأعاجم قد دخلت في الدين كافة فضع للناس شيئا يستدلون به على صلاح
ألسنتهم فرسم لهم الرفع والنصب والخفض * وأخرج عبد بن حميد والبخاري في تاريخه من طريق أبى
الدهقان عن عبد الله انه قرأ لا يأكله الا الخاطئون مهموزة * وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد انه كان يقرأ
لا يأكله الا الخاطون لا يهمز * وأخرج الحاكم وصححه من طريق أبى الأسود الدؤلي ويحيى بن يعمر عن ابن
عباس قال ما الخاطون انما هو الخاطئون ما الصابون انما هو الصابئون * قوله تعالى (فلا أقسم بما تبصرون)
* أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون يقول بما ترون ومالا ترون
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وما هو بقول شاعر قال طهره الله وعصمه ولا بقول كاهن قال
طهره من الكهانة وعصمه منها * وأخرج الطبراني في الأوسط عن يزيد بن عامر السوائي انهم بينما هم يطوفون
بالطاغية إذ سمعوا متكلما وهو يقول ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين
ففزعنا لذلك وقلنا ما هذا الكلام الذي لا نعرفه فنظرنا فإذا النبي صلى الله عليه وسلم منطلق * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله لأخذنا منه باليمين قال بقدرة * وأخرج عبد بن حميد عن الحكم في قوله
لأخذنا منه باليمين قال بالحق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال الوتين عرق القلب * وأخرج
الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس
في قوله ثم لقطعنا منه الوتين قال هو حبل القلب الذي في الظهر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ثم لقطعنا
منه الوتين قال كنا نحدث انه حبل القلب * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال الوتين الحبل الذي في الظهر
* وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال الوتين نياط القلب * وأخرج ابن أبي حاتم عن حصين بن عبد الرحمن قال قال
ابن عباس إذا احتضر الانسان أتاه ملك الموت فغمز وتينه فإذا انقطع الوتين خرج روحه فهناك حين يشخص
بصره ويتبعه روحه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال إذا انقطع الوتين لا ان جاع عرق ولا ان
شبع عرق * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وانه لتذكرة لك وانه لحسرة وانه لحق اليقين قال القرآن
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وانه لتذكرة للمتقين قال يعنى هذا القرآن وفي قوله وانه
لحسرة على الكافرين قال ذاكم يوم القيامة
* (سورة سال سائل مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة سال بمكة * وأخرج
ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * قوله تعالى (سأل سائل) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن حميد والنسائي
وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله سال سائل قال هو النضر بن الحارث قال اللهم
ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء وفي قوله بعذاب واقع قال كائن للكافرين ليس له
263

دافع من الله ذي المعارج قال ذي الدرجات * وأخرج ابن المنذر عن زيد بن أسلم مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن
السدى في قوله سال سائل قال نزلت بمكة في النضر بن الحارث وقد قال اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك
الآية وكان عذابه يوم بدر * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله بعذاب واقع قال يقع في الآخرة قولهم في
الدنيا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك هو النضر بن الحارث * وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال سال سائل
بعذاب واقع فقال الناس على من يقع العذاب فأنزل الله على الكافرين ليس له دافع * وأخرج سعيد بن منصور
وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله سال سائل قال دعا داع وفي قوله بعذاب واقع قال يقع في الآخرة وهو
قولهم اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم * وأخرج عبد
ابن حميد عن عطاء قال قال رجل من عبد الدار يقال له الحارث بن علقمة اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك
فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فقال الله وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب وقال
الله ولقد جئتمونا فرادى وقال الله سال سائل بعذاب واقع هو الذي قال إن كان هذا هو الحق من عندك
فأمطر وهو الذي قال ربنا عجل لنا قطنا وهو الذي سال عذابا هو واقع به * واخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن ابن عباس في قوله سال سائل قال سال واد في جهنم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله ذي المعارج قال ذي العلو والفواضل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة
عن مجاهد في قوله ذي المعارج قال معارج السماء * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ذي المعارج قال ذي
الفضائل والنعم * وأخرج أحمد وابن خزيمة عن سعد بن أبي وقاص انه سمع رجلا يقول لبيك ذي المعارج فقال إنه
لذو المعارج ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول ذلك * قوله تعالى (تعرج الملائكة) الآية
* أخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ تعرج الملائكة بالتاء * وأخرج عبد بن حميد عن أبي إسحاق
رضي الله عنه قال كان عبد الله يقرأ يعرج الملائكة بالياء * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قال منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى
أمره من فوق سبع سماوات مقداره خمسين ألف سنة ويوم كان مقداره ألف سنة يعنى بذلك نزول الامر من السماء
إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد فذلك مقداره ألف سنة لان ما بين السماء والأرض مسيرة
خمسمائة عام * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال غلظ كل أرض خمسمائة عام فذلك أربعة
عشر ألف عام وبين السماء السابعة وبين العرش مسيرة ستة وثلاثين ألف عام فذلك قوله في يوم كان مقداره
خمسين ألف سنة * وأخرج ابن المنذر والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله في
يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون قال هذا في الدنيا تعرج الملائكة في يوم كان مقداره ألف سنة وفي قوله في
يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فهذا يوم القيامة جعله الله على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة * وأخرج
ابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قال لو
قدرتموه لكان خمسين ألف سنة من أيامكم قال يعنى يوم القيامة * وأخرج ابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه
قال سال رجل ابن عباس رضي الله عنهما ما هؤلاء الآيات في يوم كان مقداره خمسين ألف سنه ويدبر الامر من
السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف
الله وعده وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون قال يوم القيامة حساب خمسين ألف سنة وخلق السماوات
والأرض في ستة أيام كل يوم ألف سنة ويدبر الامر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة
قال ذلك مقدار المسير * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنهما في قوله في يوم كان
مقداره خمسين ألف سنة قالا هي الدنيا أولها إلى آخرها يوم مقداره خمسون ألف سنة يوم القيامة * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال هو ما بين أسفل الأرض إلى
العرش * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قال ذلك يوم القيامة
* وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن حبان والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سئل
264

رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ما أطول هذا اليوم فقال والذي نفسي بيده انه
ليخفف على المؤمن حتى يكون أهون عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
عن إبراهيم التميمي رضي الله عنه قال قدر يوم القيامة على المؤمن قدر ما بين الظهر إلى العصر * وأخرج عبد بن
حميد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال يشتد كرب يوم القيامة حتى يلجم الكافر العرق قيل فأين المؤمنون
يومئذ قال يوضع لهم كراسي من ذهب ويظلل عليهم الغمام ويقصر ذلك اليوم عليهم ويهون حتى يكون كيوم
من أيامكم هذه * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال يكون عليهم كصلاة المكتوبة * وأخرج ابن أبي
حاتم والحاكم والبيهقي في البعث عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا قال ما قدر طول يوم القيامة على المؤمنين
الا كقدر ما بين الظهر إلى العصر * قوله تعالى (فاصبر صبرا جميلا) الآية * أخرج الحكيم الترمذي في
نوادر الأصول عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله صبرا جميلا قال لا تشكو إلى أحد غيري * وأخرج الحكيم
الترمذي عن عبد الأعلى بن الحجاج في قوله فاصبر صبرا جميلا يكون صاحب المصيبة في القوم لا يعرف من هو * قوله
تعالى (انهم يرونه بعيدا) الآية * أخرج عبد بن حميد عن الأعمش رضي الله عنه انهم يرونه بعيدا قال الساعة
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله انهم يرونه بعيدا قال بتكذيبهم ونراه قريبا قال صدقا
كائنا * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن المنذر والخطيب في المتفق والمفترق والضياء في المختارة عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله يوم تكون السماء كالمهل قال إنها الآن خضراء وانها تحول يوم القيامة لونا آخر إلى
الحمرة * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله يوم تكون السماء كالمهل
قال كدردي الزيت وسواد العرق من خوف يوم القيامة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول
الشاعر تنادى به القسم السموم كأنها * تبطنت الأقراب من عرق مهلا
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يوم تكون السماء كالمهل قال عكر الزيت
وتكون الجبال كالعهن قال كالصوف وفي قوله يبصرونهم قال المؤمنون يبصرون الكافرين * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولا يسال حميم حميما قال شغل كل انسان بنفسه عن الناس
يبصرونهم قال تعلمن والله ليعرفن يوم القيامة قوم قوما والناس أناس يود المجرم لو يفتدى الآية قال يتمنى يوم
القيامة لو يفتدى بالأحب فالأحب والأقرب فالأقرب من أهله وعشيرته لتشديد ذلك اليوم * وأخرج ابن جرير
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يبصرونهم قال يعرف بعضهم بعضا ويتعارفون ثم يفر بعضهم من
بعض * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه وفصيلته قال عشيرته * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن
كعب رضي الله عنه وفصيلته التي تؤويه قال قبيلته التي ينتسب إليها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن
مجاهد رضي الله عنه في قوله وفصيلته قال قبيلته وفي قوله نزاعة للشوى قال لجلود الرأس وتدعو من أدبر وتولى قال
عن الحق وجمع فأوعى قال جمع المال * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله نزاعة للشوى
قال تنزع أم الرأس * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه نزاعة للشوى
قال لهامته ومكارم وجهه تدعو من أدبر قال عن طاعة الله تعالى وتولى قال عن كتاب الله وعن حقه وجمع فأوعى
قال كان جموعا للخبيث * وأخرج عبد بن حميد عن قرة بن خالد رضي الله عنه نزاعة للشوى قال نزاعة للهام تحرق
كل شئ منه ويبقى فؤاده نضيجا * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه نزاعة للشوى الشوى الأطراف
* وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه نزاعة للشوى قال فروة الرأس * وأخرج ابن المنذر عن
ثابت رضي الله عنه نزاعة للشوى قال لمكارم وجه ابن آدم * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي
صالح رضي الله عنه نزاعة للشوى قال للحم الساقين * وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه نزاعة
للشوى قال الأطراف * وأخرج ابن سعد عن الحكم رضي الله عنه قال كان عبد الله بن حكيم لا يربط كيسه قال
سمعت الله يقول جمع فأوعى * قوله تعالى (ان الانسان خلق هلوعا) الآية * أخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن الهلوع
265

فقال هو كما قال الله إذا مسه الشر كان جزوعا وإذا مسه الخير كان منوعا فهو الهلوع * وأخرج الطستي عن ابن
عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل ان الانسان خلق هلوعا قال ضجورا جزوعا نزلت في أبى
جهل بن هشام قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت بشر بن أبي حازم وهو يقول
لا مانعا لليتيم بخلقه * ولا مكبا بخلقه هلعا
* وأخرج ابن المنذر عن الحسن انه سئل عن قوله ان الانسان خلق هلوعا قال اقرأ ما بعدها فقرأ إذا مسه الشر
جزوعا وإذا مسه الخير منوعا قال هو هكذا خلق * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله هلوعا قال
شحيحا جزوعا * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه هلوعا قال الضجر * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر
عن قتادة رضي الله عنه هلوعا قال جزوعا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما هلوعا قال الشره
* وأخرج ابن المنذر عن حصين بن عبد الرحمن هلوعا قال الحريص * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك هلوعا قال
الذي لا يشبع من جمال المال * وأخرج الديلمي عن علي مرفوعا يكتب أنين المريض فان كان صابرا كان أنينه
حسنات وان كان جزوعا كتب هلوعا لا أجر له * قوله تعالى (الا المصلين) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله الا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون قال ذكر لنا ان دانيال نعت أمة محمد
صلى الله عليه وسلم فقال يصلون صلاة لو صلاها قوم نوح ما غرقوا أو عاد ما أرسلت عليهم الريح العقيم أو ثمود
ما أخذتهم الصيحة قال قتادة فعليكم بالصلاة فإنها خلق من خلق المؤمنين حسن * وأخرج عبد بن حميد عن
إبراهيم التميمي رضي الله عنه في قوله الذين هم على صلاتهم دائمون قال الصلاة المكتوبة * وأخرج ابن أبي شيبة في
المصنف عن ابن مسعود رضي الله عنه الذين هم على صلاتهم دائمون قال على مواقيتها * واخرج عبد بن حميد عن
مسروق رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عمران بن حصين رضي الله عنه الذين هم على
صلاتهم دائمون قال الذي لا يلتفت في صلاته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه في قوله الذين هم على صلاتهم دائمون قال هم الذين إذا صلوا لم يلتفتوا
* وأخرج ابن المنذر عن أبي الخير ان عقبة بن عامر رضي الله عنه قال لهم من الذين هم على صلاتهم دائمون قال قلنا
الذين لا يزالون يصلون فقال لا ولكن الذين إذا صلوا لم يلتفتوا عن يمين ولا شمال * وأخرج ابن حبان عن أبي سلمة
رضي الله عنه قال حدثتني عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا من العمل ما تطيقون
فان الله لا يمل حتى تملوا قالت وكان أحب الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دووم عليه وان قل وكان إذا
صلى صلاة دام عليها قال أبو سلمة رضي الله عنه قال الله والذين هم على صلاتهم دائمون * وأخرج عبد بن حميد عن
إبراهيم رضي الله عنه في قوله والذين في أموالهم حق معلوم قال كانوا إذا خرجت الأعطية أعطوا منها * قوله تعالى
(فمال الذين كفروا) الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فمال الذين كفروا
قبلك مهطعين قال ينظرون عن اليمين وعن الشمال عزين قال الغضب من الناس عن يمين وشمال معرضين
يستهزؤن به * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه فمال الذين كفروا قبلك مهطعين قال عامدين
عن اليمين وعن الشمال عزين قال فرقا حول نبي الله لا يرغبون في كتاب الله ولا ذكره * وأخرج عبد بن
حميد عن الحسن رضي الله عنه فمال الذين كفروا قبلك مهطعين قال منطلقين عن اليمين وعن الشمال عزين قال
متفرقين يأخذون يمينا وشمالا يقولون ما يقول هذا الرجل * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل عن اليمين وعن الشمال عزين قال الحلق الرفاق قال وهل
تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عبيد بن الأحوص وهو يقول
فجاؤوا مهر عين إليه حتى * يكونوا حول منبره عزين
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله عن يمين وشمال قال عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم
وعن شماله عزين قال مجالس محتبين نفر قليل قليل * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله عزين
قال الحلق المجالس * وأخرج عبد بن حميد عن عبادة بن أنس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد
266

فقال مالي أراكم عزين حلقا حلق الجاهلية قعد رجل خلف أخيه * وأخرج عبد بن حميد ومسلم وأبو داود
والنسائي وابن مردويه عن جابر بن سمرة قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ونحن حلق
متفرقون فقال مالي أراكم عزين * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه جلوس حلقا حلقا فقال مالي أراكم عزين * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ أيطمع كل امرئ
منهم أن يدخل جنة برفع الياء * وأخرج عبد بن حميد عن أبي معمر انه قرأ أن يدخل بنصب الياء ورفع الخاء
* وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم قال كلا لست فاعلا ثم ذكر
خلقهم فقال انا خلقناهم مما يعلمون يعنى النطفة التي خلق منها البشر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كلا انا
خلقناهم مما يعلمون قال انما خلقت من قذر يا ابن آدم فاتق الله * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن بشير
قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فما للذين كفروا قبلك مهطعين إلى قوله كلا انا خلقناهم مما
يعلمون ثم بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم على كفه ووضع عليها أصبعه وقال يقول الله ابن آدم أ؟ ى تعجزني
وقد خلقتك من مثل هذا حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا
بلغت التراقي قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قول فلا أقسم برب المشارق والمغارب قال للشمس كل يوم مطلع تطلع فيه ومغرب
تغرب فيه غير مطلعها بالأمس وغير مغربها بالأمس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله برب
المشارق والمغارب قال المنازل التي تجرى فيها الشمس والقمر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله كأنهم
إلى نصب يوفضون قال إلى علم يسعون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد إلى نصب قال غاية يوفضون
قال يستبقون * وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية مثله * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن كأنهم إلى نصب
يوفضون قال يبتدرون نصيبهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة يوم
يخرجون من الأجداث قال القبور كأنهم إلى نصب يوفضون قال إلى علم يسعون ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون
قال ذلك يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية انه قرأ إلى نصب يوفضون على معنى الواحد * وأخرج
عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ إلى نصب خفيفة منصوبة النون على معنى واحدة * وأخرج عبد بن حميد عن أبي
الأشهب عن الحسن انه كان يقرؤها خاشعا أبصارهم قال وكان أبو رجاء يقرؤها خاشعة أبصارهم والله أعلم
* (سورة نوح عليه السلام) *
أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة نوح بمكة * وأخرج
ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال نزلت سورة انا أرسلنا نوحا بمكة * وأخرج الحاكم عن ابن عباس رفع
الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يدعو نوحا وقومه يوم القيامة أول الناس فيقول ماذا أجبتم
نوحا فيقولون ما دعانا وما بلغنا وما نصحنا ولا أمرنا ولا نهانا فيقول نوح دعوتهم يا رب دعاء فاشيا في الأولين
والآخرين أمة بعد أمة حتى انتهى إلى خاتم النبيين أحمد فانتسخه وقرأه وآمن به وصدقه فيقول للملائكة
ادعوا أحمد وأمته فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته يسعى نورهم بين أيديهم فيقول نوح لمحمد وأمته هل
تعلمون انى بلغت قومي الرسالة واجتهدت لهم بالنصيحة وجهدت ان أستنقذهم من النار سرا وجهرا فلم يزدهم
دعائي الا فرارا فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته فانا نشهد بما نشدتنا انك في جميع ما قلت من الصادقين
فيقول قوم نوح وأنى علمت هذا أنت وأمتك ونحن أول الأمم وأنتم آخر الأمم فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم انا أرسلنا نوحا إلى قومه حتى ختم السورة فإذا ختمها قالت أمته نشهد ان هذا
لهو القصص الحق وما من اله الا الله وان الله لهو العزيز الحكيم فيقول الله عند ذلك وامتازوا اليوم أيها
المجرمون * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون قال بها أرسل الله المرسلين
أن يعبد الله وحده وان تتقى محارمه وان يطاع أمره * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن جريج في قوله
يغفر لكم من ذنوبكم قال الشرك ويؤخركم إلى أجل مسمى قال بغير عقوبة ان أجل الله إذا جاء لا يؤخر قال الموت
267

* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ويؤخركم إلى أجل مسمى قال ما قد خط من الاجل فإذا جاء
أجل الله لم يؤخر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله فلم يزدهم دعائي الا فرارا قال بلغني
أنه كان يذهب الرجل بابنه إلى نوح فيقول لابنه احذر هذا لا يغرنك فان أبى قد ذهب بي وأنا مثلك فحذرني كما
حذرتك * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله جعلوا أصابعهم في آذانهم قال لئلا يسمعوا ما يقول واستغشوا
ثيابهم قال لان يتنكروا له فلا يعرفهم واستكبروا استكبارا قال تركوا التوبة * وأخرج سعيد بن منصور وابن
المنذر عن ابن عباس في قوله واستغشوا ثيابهم قال غطوا بها وجوههم لكي لا يروا نوحا ولا يسمعوا كلامه * وأخرج
عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله واستغشوا ثيابهم قال تسبحوا بها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن
مجاهد في قوله ثم انى دعوتهم جهارا قال الكلام المعلن به وفي قوله ثم انى أعلنت لهم قال صحت وأسررت لهم أسرارا
قال النجاء نجاء الرجل * قوله تعالى (فقلت استغفروا ربكم) الآية أخرج ابن مردويه عن سلمان قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أكثروا من الاستغفار فان الله لم يعلمكم الاستغفار الا وهو يريد ان يغفر لكم * وأخرج عبد
ابن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا قال رأى نوح عليه السلام قوما تجزعت
أعناقهم حرصا على الدنيا فقال هلموا إلى طاعة الله فان فيها درك الدنيا والآخرة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد
ابن حميد والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله ما لكم لا ترجون لله وقارا قال لا تعلمون لله عظمة
* وأخرج ابن جرير والبيهقي عن ابن عباس في قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال عظمة وفي قوله وقد خلقكم
أطوارا قال نطفة ثم علقة ثم مضغة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله مالكم
لا ترجون لله وقارا قال لا تعرفون لله حق عظمته * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس
في قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال لا تخافون لله عظمة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله مالكم
لا ترجون لله وقارا قال لا تخشون له عقابا ولا ترجون له ثوابا * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان
نافع بن الأزرق سأله عن قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال لا تخشون لله عظمة قال وهل تعرف العرب ذلك
قال نعم أما سمعت قول أبى ذؤيب
إذا لسعته النحل لم يرج 7 لسعها * وخالفها في بيت نوب عوامل
* وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن علي بن أبي طالب ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ناسا يغتسلون عراة ليس
عليهم أزر فوقف فنادى بأعلى صوته مالكم لا ترجون لله وقارا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن
المنذر والبيهقي عن الحسن في قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال لا تعرفون لله حقا ولا تشكرون له نعمة
* وأخرج ابن المنذر عن مطر في قوله وقد خلقكم أطوارا قال نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما طورا بعد طور
وخلقا بعد خلق * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة مثله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد
والبيهقي عن مجاهد في قوله مالكم لا ترجون لله وقارا قال لا تبالون لله عظمة وقد خلقكم أطوارا قال من تراب ثم
من نطفة ثم من علقة ثم ما ذكر حتى يتم خلقه * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن يحيى بن رافع في قوله خلقكم
أطوارا قال نطفة ثم علقة ثم مضغة * قوله تعالى (ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا) الآية
* أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن الحسن في قوله خلق سبع سماوات طباقا قال بعضهن فوق بعض بين
كل أرض وسماء خلق وأمر وفي قوله وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا قال وجوههما في السماء
وظهورهما إليكم * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله وجعل القمر فيهن نورا قال إنه يضئ نور القمر فيهن
كلهن كما لو كان سبع زجاجات أسفل منها شهاب أضاءت كلهن فكذلك نور القمر في السماوات كلهن لصفائهن
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن عبد الله بن عمرو قال إن الشمس
والقمر وجوههما قبل السماء وأقفيتهما قبل الأرض وأنا أقرأ بذلك عليكم آية من كتاب الله وجعل القمر فيهن
نورا وجعل الشمس سراجا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن عطاء في قوله وجعل القمر
فيهن نورا قال يضئ لأهل السماوات كما يضئ لأهل الأرض * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وجعل
268

القمر فيهن نورا قال وجهه يضئ السماوات وظهره يضئ الأرض * وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب قال
اجتمع عبد الله بن عمرو بن العاصي وكعب الأحبار وكان بينهما بعض العتب فتعاتبا فذهب ذلك فقال عبد الله بن
عمرو لكعب سلني عما شئت ولا تسألني عن شئ الا أخبرتك بتصديق قولي من القرآن فقال له أرأيت ضوء
الشمس والقمر أهو في السماوات السبع كما هو في الأرض قال نعم ألم تروا إلى قول الله خلق سبع سماوات طباقا
وجعل القمر فيهن نورا * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه عن ابن عباس وجعل
القمر فيهن نورا قال وجهه في السماء إلى العرش وقفاه إلى الأرض * وأخرج عبد بن حميد من طريق الكلبي
عن أبي صالح عن ابن عباس وجعل القمر فيهن نورا قال خلق فيهن حين خلقهن ضياء كاهل الأرض وليس في
السماء من ضوئه شئ * قوله تعالى (والله أنبتكم من الأرض نباتا) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في
قوله والله أنبتكم من الأرض نباتا قال خلق آدم من أديم الأرض كلها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس
في قوله سبلا فجاجا قال طرقا مختلفة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله سبلا فجاجا قال طرقا
مختلفة وأعلاما * قوله تعالى (قال نوح رب) الآية * أخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي انه كان يتمرأ ماله
وولده * وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن وأبى رجاء انهما كانا يقرآن ماله وولده * وأخرج عبد بن حميد عن
الأعمش انه كان يقرؤها في نوح والزخرف وما بعد السجدة من مريم ولد وقال الولد الكبير والولد الواحد * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ومكروا مكرا كبارا قال عظيما * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن
ابن عباس ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا قال هذه أصنام كانت تعبد في زمن نوح * وأخرج البخاري
وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال صارت الأصنام والأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد أما ود
فكانت لكلب بدومة الجندل واما سواع فكانت لهذيل واما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف عند سبا واما
يعوق فكانت لهمدان واما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع وكانوا أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما
هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم ان انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا
فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عبدت * وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة قال اشتكى آدم عليه السلام وعنده
بنوه ود ويغوث ويعوق وسراع ونسر وكان ود أكبرهم وأبرهم به * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه
عن أبي عثمان قال رأيت يغوث صنما من رصاص يحمل على جمل أجرد فإذا برك قالوا قد رضى ربكم هذا المنزل
* وأخرج الفاكهي عن عبيد الله بن عبيد بن عمير قال أول ما حدثت الأصنام على عهد نوح وكانت الأبناء تبر
الآباء فمات رجل منهم فجزع عليه فجعل لا يصبر عنه فاتخذ مثالا على صورته فكلما اشتاق إليه نظره ثم مات ففعل
به كما فعل ثم تتابعوا على ذلك فمات الآباء فقال الأبناء ما اتخذ هذه آباؤنا الا انها كانت آلهتهم فعبدوها * وأخرج
عبد بن حميد عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا قال كانوا قوما
صالحين بين آدم ونوح فنشأ قوم بعدهم يأخذون كأخذهم في العبادة فقال لهم إبليس لو صورتم صورهم فكنتم
تنظرون إليهم فصوروا ثم ماتوا فنشأ قوم بعدهم فقال لهم إبليس ان الذين كانوا من قبلكم كانوا يعبدونها فعبدوها
* وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن محمد بن كعب القرظي قال كان لآدم خمسة بنين ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر
فكانوا عبادا فمات رجل منهم فحزنوا عليه حزنا شديدا فجاءهم الشيطان فقال حزنتم على صاحبكم هذا قالوا نعم قال
هل لكم ان أصور لكم مثله في قبلتكم إذا نظرتم إليه ذكرتموه قالوا لا نكره ان تجعل لنا في قبلتنا شيئا نصلى إليه قال
فاجعله في مؤخر المسجد قالوا نعم فصوره لهم حتى مات خمستهم فصور صورهم في مؤخر المسجد 7 وأخرج الأشياء حتى
تركوا عبادة الله وعبدوا هؤلاء فبعث الله نوحا فقالوا لا تذرن ودا إلى آخر الآية * وأخرج عبد بن حميد عن أبي
مطهر قال ذكروا عند أبي جعفر يزيد بن المهلب فقال اما انه قتل في أول أرض عبد فيها غير الله ثم ذكر ودا قال
وكان ود رجلا مسلما وكان محببا في قومه فلما مات عسكر واحول قبره في أرض بابل وجزعوا عليه فلما رأى إبليس
جزعهم عليه تشبه في صورة انسان ثم قال أرى جزعكم على هذا فهل لكم ان أصور لكم مثله فيكون في ناديكم
فتذكرونه به قالوا نعم فصور لهم مثله فوضعوه في ناديهم وجعلوا يذكرونه فلما رأى ما بهم من ذكره قال هل لكم
269

أن أجعل لكم في منزل كار رجل منكم تمثالا مثله فيكون في بيته فتذكرونه قالوا نعم فصور لكل أهل بيت تمثالا
مثله فاقبلوا فجعلوا يذكرونه به قال وأدرك أبناؤهم فجعلوا يرون ما يصنعون به وتناسلوا ودرس أمر ذكرهم
إياه حتى اتخذوه إلها يعبدونه من دون الله قال وكان أول ما عبد غير الله في الأرض ود الصنم الذي سموه بود
* وأخرج عبد بن حميد عن السدى سمع مرة يقول في قول الله ولا يغوث ويعوق ونسرا قال أسماء آلهتهم
* وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وولده بنصب الواو ولا تذرن ودا بنصب الواو ولا سواعا برفع السين
* وأخرج ابن عساكر عن أبي امامة قال لم يتحسر أحد من الخلائق كحسرة آدم ونوح فاما حسرة آدم فحين أخرج
من الجنة وأما حسرة نوح فحين دعا على قومه فلم يبق شئ الا غرق الا ما كان معه في السفينة فلما رأى الله حزنه أوحى
إليه يا نوح لا تتحسر فان دعوتك وافقت قدري * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله رب لا تذر على الأرض من
الكافرين ديارا قال واحدا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله رب لا تذر على الأرض
من الكافرين ديارا قال أما والله ما دعا عليهم نوح حتى أوحى الله إليه انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فعند
ذلك دعا عليهم ثم دعا دعوة عامة فقال رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد
الظالمين الا تبارا * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله رب اغفر لي ولوالدي قال يعنى أباه وجده
* وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله ولمن دخل بيتي مؤمنا قال مسجدي * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
عن مجاهد في قوله ولا تزد الظالمين الا تبارا قال خسارا
* (سورة الجن مكية) *
أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة الجن بمكة * وأخرج ابن
مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت نزلت سورة قل أوحى بمكة * قوله تعالى (قل
أوحى إلى) الآيات * أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر والحاكم
والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس قال انطلق النبي صلى الله عليه وسلم في
طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب
فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا مالكم فقالوا أحيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب فقالوا
ما حال بينكم وبين خبر السماء الا شئ حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما الذي حال بينكم
وبين خبر السماء فانصرف أولئك الذين ذهبوا نحو تهامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدين إلى سوق
عكاظ وهو يصلى بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر
السماء فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا انا سمعنا قرآن عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا
أحدا فأنزل الله على نبيه قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن وانما أوحى إليه قول الجن * وأخرج ابن المنذر عن
عبد الملك قال لم تحرس الجن في الفترة بين عيسى ومحمد فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم حرست السماء الدنيا
ورميت الجن بالشهب فاجتمعت إلى إبليس فقال لقد حدث في الأرض حدث فتعرفوا فأخبرونا ما هذا الحدث
فبعث هؤلاء النفر إلى تهامة وإلى جانب اليمن وهم أشراف الجن وسادتهم فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم يصلى
صلاة الغداة بنخلة فسمعوه يتلو القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى يعنى بذلك انه فرغ من صلاة لصبح ولوا
إلى قومهم منذرين مؤمنين لم يشعر بهم حتى نزل قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن يقال سبعة من أهل نصيبين
* وأخرج ابن الجوزي في كتاب صفوة الصفوة بسنده عن سهل بن عبد الله قال كنت في ناحية ديار عاد إذ رأيت
مدينة من حجر منقور في وسطها قصر من حجارة تأويه الجن فدخلت فإذا شيخ عظم الخلق يصلى نحو الكعبة وعليه
جبة صوف فيها طراوة فلم أتعجب من عظم خلقته كتعجبي من طراوة جبته فسلمت عليه فرد على السلام وقال
يا سهل ان الأبدان لا تخلق الثياب وانما يخلقها روائح الذنوب ومطاعم السحت وان هذه الجبة على منذ سبعمائة
سنة لقيت بها عيسى ومحمدا عليهما السلام فآمنت بهما فقلت له ومن أنت قال أنا من الذين نزلت فيهم قل أوحى
إلى أنه استمع نفر من الجن قال كانوا من جن نصيبين * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى جد ربنا
270

قال آلاؤه وعظمته * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى وأنه تعالى جد ربنا قال أمره
وقدرته * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله تعالى جد ربنا قال عظمته
قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت الشاعر وهو يقول
لك الحمد والنعماء والملك ربنا * ولا شئ أعلى منك جدا وأمجدا
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس قال لو علمت الجن أية يكون في الانس ما قالوا تعالى جد ربنا
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله تعالى جد ربنا قال غنى ربنا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن
قتادة في قوله تعالى جد ربنا قال تعالت عظمته * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله تعالى جد ربنا قال
جلال ربنا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله تعالى وأنه تعالى جد ربنا قال
ذكره وفي قوله وانه كان يقول سفيهنا قال إبليس * وأخرج ابن مردويه والديلمي بسند واه عن أبي موسى
الأشعري مرفوعا وانه كان يقول سفيهنا قال إبليس * وأخرج عبد بن حميد عن عثمان بن حاضر مثله * وأخرج
عبد بن حميد عن قتادة وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا قال عصاه سفيه الجن كما عصاه سفيه الانس
* وأخرج عبد بن حميد عن علقمة أنه كان يقرأ التي في الجن والتي في النجم وان وانه بالنصب * وأخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم والعقيلي في الضعفاء والطبراني وأبو الشيخ في العظمة وابن عساكر عن كردم بن أبي
السائب الأنصاري رضي الله عنه قال خرجت مع أبي إلى المدينة في حاجة وذلك أول ما ذكر رسول الله صلى الله
عليه وسلم بمكة فآوانا المبيت إلى راعى غنم فلما انتصف الليل جاء ذئب فاخذ حملا من الغنم فوثب الراعي فقال يا عامر
الوادي أنا جار دارك فنادى مناد لا تراه يا سرحان أرسله فأتى الحمل يشتد حتى دخل في الغنم وأنزل الله على رسوله
بمكة وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن الآية * وأخرج ابن سعد عن أبي رجاء العطاردي
من بنى تميم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رعيت على أهلي وكفيت مهنتهم فلما بعث النبي صلى الله
عليه وسلم خرجنا هرابا فأتينا على فلاة من الأرض وكنا إذا أمسينا بمثلها قال شيخنا انا نعوذ بعزيز هذا الوادي من
الجن الليلة فقلنا ذاك فقيل لنا انما سبيل هذا الرجل شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فمن أقربها أمن على
دمه وماله فرجعنا فدخلنا في الاسلام قال أبو رجاء انى لأرى هذه الآية نزلت في وفي أصحابي وانه كان رجال من
الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا * وأخرج أبو نصر السجزي في الإبانة من طريق مجاهد عن ابن
عباس ان رجلا من بنى تميم كان جريئا على الليل والرجال وانه سار ليلة فنزل في أرض مجنة فاستوحش فعقل
راحلته ثم توسد ذراعيها وقال أعوذ بسيد هذا الوادي من شر أهله فأجاره شيخ منهم وكان منهم شاب وكان سيدا في
الجن فغضب الشاب لما أجاره الشيخ فاخذ حربة له قد سقاها السم لينحر ناقة الرجل بها فتلقاه الشيخ دون الناقة
فقال * 7 يا مالك بن مهلهل * مهلا فذلك محجري وإزاري
عن ناقة الانسان لا تعرض لها * واختر إذا ورد المها أثواري
انى ضمنت له سلامة رحله * فاكفف يمينك راشدا عن جاري
ولقد أتيت إلى ما لم احتسب * الا رعيت قرابتي وجواري
تسعى إليه بحربة مسمومة * أف لقربك يا أبا اليقطاري
لولا الحياء وان أهلك جيرة * لنمزقتك بقوة أظفاري
فقال له الفتى أتريد ان تعلو وتخفض ذكرنا * في غير مرزية أبا العيزار
متنحلا أمرا لغيرك فضله * فارحل فان المجد للمرار
من كان منكم سيدا فيما مضى * ان الخيار هم بنو الأخيار
فاقصد لقصدك يا معيكر انما * كان المجير مهلهل بن وبار
فقال الشيخ صدقت كان أبوك سيدنا وأفضلنا دع هذا الرجل لا أنازعك بعده أحدا فتركه فأتى الرجل النبي صلى
الله عليه وسلم فقص عليه القصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصاب أحدا منكم وحشة أو نزل بأرض
271

مجنة فليقل أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل
من السماء وما يعرج فيها ومن فتن الليل ومن طوارق النهار الا طارقا يطرف بخير فأنزل الله في ذلك وانه كان
رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا قال أبو نصر غريب جدا لم نكتبه الا من هذا الوجه
* وأخرج الخرائطي في كتاب الهواتف عن سعيد بن جبير رضي الله عنه ان رجلا من بنى تميم يقال له رافع بن
عمير حدث عن بدء اسلامه قال انى لأسير برمل عالج ذات ليلة إذ غلبني النوم فنزلت عن راحلتي وأنختها ونمت وقد
تعوذت قبل نومي فقلت أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجن فرأيت رجلا في منامي بيده حربة يريد ان يضعها في
نحر ناقتي فانتبهت فزعا فنظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا فقلت هذا حلم ثم عدت فغفوت فرأيت مثل ذلك فانتبهت
فدرت حول ناقتي فلم أر شيئا فإذا ناقتي ترعد ثم غفوت فرأيت مثل ذلك فانتبهت فرأيت ناقتي تضطرب والتفت
فإذا أنا برجل شاب كالذي رأيته في المنام بيده حربة ورجل شيخ ممسك بيده يرده عنها فبينما هما يتنازعان إذ
طلعت ثلاثة أثوار من الوحش فقال الشيخ للفتى قم فخذ أيها شئت فداء لناقة جارى الإنسي فقام الفتى فاخذ منها
ثورا عظيما وانصرف ثم التفت إلى الشيخ وقال يا هذا إذا نزلت واديا من الأودية فخفت هوله فقل أعوذ بالله رب
محمد من هول هذا الوادي ولا تعذ بأحد من الجن فقد بطل أمرها فقلت له ومن محمد هذا قال نبي عربي لا شرقي ولا
غربي بعث يوم الاثنين قلت فأين مسكنه قال يثرب ذات النخل فركبت راحلتي حين برق الصبح وجددت السير حتى
أتيت المدينة فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثني بحديثي قبل ان أذكر له منه شيئا ودعاني إلى الاسلام
فأسلمت قال سعيد بن جبير رضي الله عنه وكنا نرى انه هو الذي أنزل الله فيه وانه كان رجال من الانس يعوذون
برجال من الجن فزادوهم رهقا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وانه كان رجال من
الانس يعوذون برجال من الجن قال كان رجال من الانس يبيت أحدهم في الجاهلية بالوادي فيقول أعوذ
بعزيز هذا الوادي فزادوهم رهقا قال اثما * واخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله وانه كان رجال
من الانس يعوذون برجال من الجن قال كان أحدهم إذا نزل الوادي يقول أعوذ بعزيز هذا الوادي من شر سفهاء
قومه فيأمن في نفسه ليلته أو يومه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله وانه كان رجال من الانس
يعوذون برجال من الجن قال كانوا يقولون إذ هبطوا واديا نعوذ بعظيم هذا الوادي فزادوهم رهقا قال زادوا الكفار
طغيانا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن
قال كانوا في الجاهلية إذا نزلوا منزلا قالوا نعوذ بعزيز هذا المكان فزادوهم رهقا يقول خطيئة وإثما * وأخرج عبد
ابن حميد عن إبراهيم وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا قال كان القوم إذا نزلوا
واديا قالوا نعوذ بسيد أهل هذا الوادي فقالوا نحن لا نملك لنا ولا لكم ضرا ولا نفعا وهؤلاء يخافونا فاحتووا عليهم
* وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا قال
كانوا يقولون فلان رب هذا الوادي من الجن فكان أحدهم إذا دخل ذلك الوادي يعوذ برب الوادي من دون الله
فيزيده بذلك رهقا أي خوفا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال إن ناسا في الجاهلية كانوا إذا أتوا واديا للجن
نادى منادى الانس إلى خيار الجن أن احبسوا عنا سفهاءكم فلم يفنهم ما وعظوا به فزادوهم رهقا * وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس قال كان القوم في الجاهلية إذا نزلوا بالوادي قالوا نعوذ بسيد هذا الوادي من شر ما فيه فلا
يكونون بشئ أشد ولعا منهم بهم فذلك قوله فزادوهم رهقا * وأخرج ابن مردويه من طريق معاوية بن قرة عن
أبيه قال ذهبت لأسلم حين بعث الله محمدا مع رجلين أو ثلاثة في الاسلام فاتيت الماء حيث يجتمع الناس فإذا
الناس براعي القرية الذي يرعى لهم أغنامهم فقال لا أرعى لكم أغنامكم قالوا لم قال يجئ الذئب كل ليلة يأخذ
شاة وصنمكم هذا راقد لا يضر ولا ينفع ولا يقر ولا ينكر فذهبوا وانا أرجو أن يسلموا فلما أصبحنا جاء الراعي يشتد
يقول البشرى البشرى قد جئ بالذئب وهو مقموط بين يدي الصنم بغير قماط فذهبوا وذهبت معهم فقتلوه
وسجدوا له وقالوا هكذا فاصنع فدخلت على محمد صلى الله عليه وسلم فحدثته هذا الحديث فقال لعب بهم الشيطان
* قوله تعالى (وانا لمسنا السماء) الآيات * أخرج عبد بن حميد في قوله وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا
272

شديدا وشهبا قال كانت الجن تسمع سمع السماء فلما بعث الله محمدا حرست السماء ومنعوا ذلك فتفقدت الجن
ذلك من أنفسها قال وذكر لنا ان أشراف الجن كانوا بنصيبين من أرض الموصل فطلبوا ذلك وصوبوا النظر حتى
سقطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى بأصحابه عامدا إلى عكاظ * وأخرج ابن أبي شيبة واحمد وعبد
ابن حميد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في دلائل النبوة
عن ابن عباس قال كان الشياطين لهم مقاعد في السماء يستمعون فيها الوحي فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعا
فاما الكلمة فتكون حقا وأما ما زادوا فيكون باطلا فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم منعوا مقاعدهم
فذكروا ذلك لإبليس ولم تكن النجوم يرمى بها قبل ذلك فقال لهم إبليس ما هذا الامر الا لأمر حدث في الأرض
فبعث جنوده فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما يصلى بين جبلي نخلة فاتوه فأخبروه فقال هذا الحدث
الذي حدث في الأرض * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال كان للجن مقاعد في السماء
يستمعون الوحي فبينما هم كذلك إذ بعث النبي صلى الله عليه وسلم فدحرت الشياطين من السماء ورموا
بالكواكب فجعل لا يصعد أحد منهم الا احترق وفزع أهل الأرض لما رأوا من الكواكب ولم يكن قبل ذلك
وقال إبليس حدث في الأرض حدث فأتى من كل أرض بتربة فشمها فقال لتربة تهامة هنا حدث الحدث فصرف
إليه نفرا من الجن فهم الذين استمعوا القرآن * وأخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن
عباس قال لم تكن سماء الدنيا تحرس في الفترة بين عيسى ومحمد عليهما السلام وكانوا يقعدون منها مقاعد للسمع
فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم حرست السماء شديدا ورجمت الشياطين فأنكروا ذلك فقالوا لا ندري أشر
أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا فقال إبليس لقد حدث في الأرض حدث فاجتمعت إليه الجن فقال
تغرقوا في الأرض فأخبروني ما هذا الحدث الذي حدث في السماء وكان أول بعث بعث ركب من أهل نصيبين
وهم أشراف الجن وساداتهم فبعثهم إلى تهامة فاندفعوا حتى بلغوا الوادي وادى نخلة فوجدوا نبي الله صلى الله
عليه وسلم يصلى صلاة الغداة ولم يكن نبي الله صلى الله عليه وسلم علم أنهم استمعوا إليه وهو يقرأ القرآن فلما قضى
يقول لما فرغ من الصلاة ولوا إلى قومهم منذرين يقول مؤمنين * وأخرج الواقدي وأبو نعيم في الدلائل عن ابن
عمرو قال لما كان اليوم الذي تنبأ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم منعت الشياطين من السماء ورموا بالشهب
* وأخرج الواقدي وأبو نعيم عن أبي بن كعب قال لم يرم بنجم منذ رفع عيسى حتى تنبأ رسول الله صلى الله عليه
وسلم رمى بها * وأخرج البيهقي في الدلائل عن الزهري قال إن الله حجب الشياطين عن السمع بهذه النجوم انقطعت
الكهنة فلا كهانة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع قال حرست به
السماء حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم لكيلا يسترق السمع فأنكرت الجن ذلك فكان كل من استمع منهم
قذف * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كانت الجن قبل ان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم يستمعون من
السماء فلما بعث حرست فلم يستطيعوا ان يستمعوا فجاؤوا إلى قومهم يقولون للذين لم يستمعوا فقالوا انا لمسنا السماء
فوجدناها ملئت حرسا شديدا وهم الملائكة وشهبا وهي الكواكب وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع
الآن يجد له شهابا رصدا يقول نجما قد أرصد له يرمى به قال فلما رموا بالنجم قالوا لقومهم انا لا ندري أشر أريد بمن
في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله يجد له شهابا قال من النجوم رصدا
قال من الملائكة وفي قوله وانا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض قالوا لا ندري لم بعث هذا النبي لان يؤمنوا به ويتبعوه
فيرشدوا أو لان يكفروا به ويكذبوه فيهلكوا كما هلك من قبلهم من الأمم والله أعلم * قوله تعالى (وانا منا الصالحون
ومنا دون ذلك) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وانا منا الصالحون ومنا دون
ذلك يقول منا المسلم ومنا المشرك كنا طرائق قددا قال أهواء شتى * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس
ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله تعالى طرائق قددا قال المنقطعة في كل وجه قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم
أما سمعت الشاعر وهو يقول
ولقد قلت وزيد حاسر * يوم ولت خيل زيد قددا
273

* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله كنا طرائق قددا قال أهواء مختلفة * وأخرج عبد بن حميد
عن مجاهد في قوله كنا طرائق قددا قال مسلمين وكافرين * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن السدى في قوله
كنا طرائق قددا يعنى الجن هم مثلكم قدرية ومرجئة ورافضة وشيعة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في
قوله وانا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض الآية قالوا لن نمتنع منه في الأرض ولا هربا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله فلا يخاف بخسا ولا رهقا قال لا يخاف نقصا من حسناته ولا رهقا ولا ان يحمل عليه
ذنب غيره * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ومنا القاسطون قال العادلون عن الحق * وأخرج عبد
ابن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ومنا القاسطون قال هم الظالمون * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله
ومنا القاسطون قال هم الجائرون وفي قوله وان لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا قال لو آمنوا
كلهم لأسقيناهم لأوسعنا لهم من الدنيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس وأن لو استقاموا على الطريقة قال
أقاموا ما أمروا به لأسقيناهم ماء غدقا قال معينا * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله وأن لو استقاموا
على الطريقة لأسقيناهم الآية قال يقول لو استقاموا على طاعة الله وما أمروا به لأكثر الله لهم من الأموال حتى
يغتنوا بها ثم يقول الحسن والله ان كان أصحاب محمد لكذلك كانوا سامعين لله مطيعين له فتحت عليهم كنوز
كسرى وقيصر فتنوا بها فوثبوا بامامهم فقتلوه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله وان لو
استقاموا على الطريقة قال طريقة الاسلام لأسقيناهم ماء غدقا قال لأعطيناهم مالا كثيرا * وأخرج الطستي في
مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله ماء غدقا قال كثيرا جاريا قال وهل تعرف العرب ذلك قال
نعم أما سمعت الشاعر يقول
تدنى كراديس ملتفا حدائقها * كالنبت جادت به أنهارها غدقا
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن السرى قال قال عمرو ان لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا
قال لأعطيناهم مالا كثيرا * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك لأسقيناهم ماء غدقا قال كثيرا والماء المال
* وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله ماء غدقا قال عيشا رغدا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في
قوله لنفتنهم فيه قال لنبتليهم به وفي قوله ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا قال مشقة من العذاب
يصعد فيها * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله لنفتنهم فيه قال لنبتليهم حتى يرجعوا إلى ما كتب عليهم
وفي قوله عذابا صعدا قال مشقة من العذاب * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن
عباس في قوله يسلكه عذابا صعدا قال جبلا في جهنم * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله عذابا صعدا قال
صعودا من عذاب الله لا راحة فيه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله عذابا صعدا قال صعودا من
عذاب الله لا راحة فيه * وأخرج هناد عن مجاهد وعكرمة في قوله عذابا صعدا قال مشقة من العذاب * وأخرج
عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ يسلكه بالياء * قوله تعالى (وأن المساجد لله) الآية * أخرج ابن أبي حاتم
عن ابن عباس في قوله وأنا المساجد لله قال لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجد الا المسجد الحرام
ومسجد إيليا بيت المقدس * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش قال قالت الجن يا رسول الله ائذن لنا فنشهد معك
الصلوات في مسجدك فأنزل الله وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا يقول صلوا لا تخالطوا الناس * وأخرج
ابن جرير عن سعيد بن جبير قال قالت الجن للنبي صلى الله عليه وسلم كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناؤون عنك
أو كيف نشهد الصلاة ونحن ناؤون عنك فنزلت وأن المساجد لله الآية * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج
في قوله وأن المساجد لله الآية قال إن اليهود والنصارى إذا دخلوا بيعهم وكنائسهم أشركوا بربهم فأمرهم أن
يوحدوه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وأن المساجد لله فلا تدعوا مع
الله أحدا قال كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا بيعهم وكنائسهم أشركوا بالله فامر الله نبيه صلى الله عليه وسلم
ان يخلص الدعوة لله إذا دخل المسجد * قوله تعالى (وأنه لما قام عبد الله) الآيات * أخرج أبو نعيم في الدلائل
عن ابن مسعود قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إلى نواحي مكة فخط لي خطا وقال تحدثن
274

شيئا حتى آتيك ثم قال لا يهولنك شئ تراه فتقدم شيئا ثم جلس فإذا رجال سود كأنهم رجال الزط وكانوا كما قال الله
تعالى كادوا يكونون عليه لبدا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله وأنه لما قام عبد الله كادوا
يكونون عليه لبدا قال لما سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن كادوا يركبونه من الحرص لما سمعوه يتلو
القرآن ودنوا منه فلم يعلم بهم حتى أتاه الرسول فجعل يقرئه قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الزبير بن العوام مثله * وأخرج عبد بن حميد والترمذي والحاكم وصححاه وابن جرير وابن مردويه
والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا قال لما أتى الجن على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى بأصحابه يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده فعجبوا من طواعية
أصحابه له فقالوا لقومهم لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله
وانه لما قام عبد الله يدعوه أي يدعو إليه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في
قوله وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا قال لما قام نبي الله صلى الله عليه وسلم تلبدت الإنس والجن
على هذا الامر ليطفؤه فأبى الله الا أن ينصره ويظهره على من ناواه * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن الحسن وانه لما قام عبد الله يدعوه قال لما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا إله إلا الله ويدعو
لناس إلى ربهم كادت العرب تلبد عليه جميعا * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله كادوا
يكونون عليه لبدا قال أعوانا * وأخرج عبد بن حميد من طريق أبى بكر عن أبي عاصم انه قرأ يكونون عليه لبدا
بكسر اللام ونصب الباء وفي لا أقسم بهذا البلد ما لا لبدا برفع اللام ونصب الباء وفسرها أبو بكر فقال لبدا كثيرا
ولبدا بعضها على بعض * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ قل انما أدعو ربى بغير ألف * وأخرج ابن
جرير عن حضرمي قال ذكر لنا ان جنيا من الجن من أشرافهم ذا تبع قال انما يريد محمد أن نجيره وأنا أجيره
فأنزل الله قل انى لن يجيرني من الله أحد الآية * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال
انطلقت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن حتى أتى الحجون فخط على خطا ثم تقدم إليهم فازدحموا عليه
فقال سيدهم يقال له ورد ان الا أرجلهم عنك يا رسول الله قال انى لن يجيرني من الله أحد * وأخرج عبد بن
حميد عن الضحاك في قوله ولن أجد من دونه ملتحدا قال ملجأ * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في
قوله ولن أجد من دونه ملتحدا قال ملجأ ولا نصيرا الا بلاغا من الله ورسالاته قال هذا الذي بملك بلاغا من الله
ورسالاته وفي قوله عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول قال فإنه إذا ارتضى الرسول
اصطفاه وأطلعه على ما شاء من غيبه وانتخبه * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس في قوله فلا يظهر
على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول قال اعلم الله الرسل من الغيب الوحي وأظهرهم عليه فيما أوحى إليهم من
غيبه ما يحكم الله فإنه لا يعلم ذلك غيره * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله الا من ارتضى
من رسول فإنه يسلكه من بين يديه ومن خلفه رصدا قال هي معقبات من الملائكة يحفظونه من الشيطان
حتى يبين الذي أرسل إليهم به وذلك حين يقول أهل الشرك قد أبلغوا رسالات ربهم * وأخرج عبد بن حميد عن
سعيد بن جبير في قوله الا من ارتضى من رسول قال جبريل * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال ما أنزل
الله على نبيه آية من القرآن الا ومعها أربعة من الأملاك يحفظونها حتى يؤدونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم
قرأ عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا يعنى
الملائكة الأربعة ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله الا من ارتضى
من رسول قال كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يلقى الشيطان في أمنيته يدنون منه فلما ألقى الشيطان في
أمنيته أمرهم أن يتنحوا عنه قليلا ليعلم ان الوحي إذا نزل نزل من عند الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير في قوله فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا قال
أربعة حفظة من الملائكة مع جبريل ليعلم محمد أن قد أبلغوا رسالات ربهم قال وما جاء جبريل الا ومعه أربعة
من الملائكة حفظة * وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم النخعي في قوله فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا
275

قال الملائكة يحفظونه من الجن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك من مزاحم في قوله الا من ارتضى
من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث إليه الملك بالوحي بعث
معه نفر من الملائكة يحرسونه من بين يديه ومن خلفه ان يتشبه الشيطان على صورة الملك * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله الا من ارتضى من رسول قال يظهره من الغيب على ما شاء إذا ارتضاه
وفي قوله فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا قال من الملائكة وفي قوله ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم قال
ليعلم نبي الله أن الرسل قد بلغت عن الله وان الله حفظها ودفع عنها * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله
ليعلم قال ليعلم ذلك من كذب الرسل أن قد أبلغوا رسالات ربهم
* (سورة المزمل عليه السلام) *
* أخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت يا أيها المزمل بمكة * وأخرج ابن مردويه
عن ابن الزبير مثله * وأخرج النحاس عن ابن عباس قال نزلت سورة المزمل بمكة الا آيتين ان ربك يعلم انك تقوم
أدنى * وأخرج أبو داود والبيهقي في السنن عن ابن عباس قال بت عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم
يصلى من الليل فصلى ثلاث عشرة ركعة منها ركعتا الفجر فحزرت قيامه في كل ركعة بقدر يا أيها المزمل والله أعلم
* قوله تعالى (يا أيها المزمل) الآيات * اخرج البزار والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن جابر قال اجتمعت
قريش في دار الندوة فقالوا سموا هذا الرجل اسما تصدر الناس عنه فقالوا كاهن قالوا ليس بكاهن قالوا مجنون
قالوا ليس بمجنون قالوا ساحر قالوا ليس بساحر قالوا يفرق بين الحبيب وحبيبه فتفرق المشركون على ذلك فبلغ ذلك
النبي صلى الله عليه وسلم فتزمل في ثيابه وتدثر فيها فاتاه جبريل فقال يا أيها المزمل يا أيها المدثر * وأخرج أحمد
ومسلم وأبو داود والنسائي ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة والبيهقي في سننه عن سعد بن هشام قال قلت لعائشة أنبئيني
عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألست تقرأ هذه السورة يا أيها المزمل قلت بلى قالت فان الله قد
افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم
وأمسك الله خاتمتها في السماء اثنى عشر شهرا ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة فصار قيام الليل تطوعا من
بعد فريضة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عائشة قالت نزل القرآن يا أيها المزمل قم الليل الا قليل حتى
كان الرجل يربط الحبل ويتعلق فمكثوا بذلك ثمانية أشهر فرأى الله ما يبتغون من رضوانه فرحمهم وردهم إلى
الفريضة وترك قيام الليل * وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة والحاكم وصححه عن جبير بن نفير قال سالت
عائشة عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت ألست تقرأ يا أيها المزمل قلت بلى قالت هو قيامه
* وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه
وسلم قلما ينام من الليل لما قال الله له قم الليل الا قليلا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم ومحمد
ابن نصر والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال لما نزلت أول المزمل كانوا يقومون نحوا
من قيامهم في شهر رمضان حتى نزل آخرها وكان بين أولها وآخرها نحو من سنة * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن نصر عن أبي عبد الرحمن السلمي قال لما نزلت يا أيها المزمل قاموا حولا حتى ورمت أقدامهم
وسوقهم حتى نزلت فاقرؤا ما تيسر منه فاستراح الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد
ابن جبير قال لما نزلت يا أيها المزمل قم الليل الا قليلا مكث النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحال عشر سنين يقوم
الليل كما أمره الله وكانت طائفة من أصحابه يقومون معه فأنزل الله بعد عشر سنين ان ربك يعلم انك تقوم إلى قوله
فأقيموا الصلاة فخفف الله عنهم بعد عشر سنين * وأخرج أبو داود في ناسخه ومحمد بن نصر وابن مردويه والبيهقي في
السنن من طريق عكرمة عن ابن عباس قال في المزمل قم الليل الا قليلا نصفه الآية التي فيها علم أن لن تحصوه فتاب
عليكم فاقرؤا ما تيسر منه وناشئة الليل أوله كانت صلاتهم أول الليل يقول هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم
من قيام الليل وذلك أن الانسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ وقوله أقوم قيلا يقول هو أجدر أن تفقه قراءة القرآن
وقوله ان لك في النهار سبحا طويلا يقول فراغا طويلا * وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله يا أيها
276

المزمل قال نزلت وهو في قطيفة * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله يا أيها المزمل قال زملت هذا الامر
فقم به * وأخرج ابن أبي شيبة وابن نصر عن عكرمة في قوله يا أيها المزمل قال زملت هذا الامر فقم به وفي قوله يا أيها
المدثر قال دثرت هذا الامر فقم به * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله يا أيها المزمل قال النبي صلى الله عليه
وسلم يتدثر بالثياب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن نصر عن قتادة في قوله يا أيها المزمل قال
هو الذي تزمل بثيابه * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله يا أيها المزمل قال النبي صلى الله عليه وسلم
* وأخرج الفريابي عن ابن عباس في قوله ورتل القرآن ترتيلا قال يقرأ آيتين ثلاثة ثم يقطع لا يهذرم * وأخرج
ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن منيع في مسنده ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
ورتل القرآن ترتيلا قال بينه تبيينا * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي
في سننه عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق ورتل
كما كانت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند آخر آية تقرؤها * وأخرج الديلمي بسند واه عن ابن عباس مرفوعا إذا
قرأت القرآن فرتله ترتيلا وبينه تبيينا لا تنثره نثر الدقل ولا تهذه هذا لشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا
يكونن هم أحدكم آخر السورة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن نصر والبيهقي في سننه عن إبراهيم قال قرأ علقمة على
عبد الله فقال رتله فإنه يزين القرآن * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ورتل القرآن ترتيلا قال
ترسل فيه ترسيلا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن نصر وابن المنذر عن قتادة في قوله ورتل القرآن ترتيلا
قال بلغنا ان عامة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم كانت المد * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ورتل
القرآن ترتيلا قال بينه تبيينا * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله ورتل القرآن ترتيلا قال أقرأه قراءة بينة
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن نصر والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد في قوله ورتل القرآن ترتيلا
قال بعضه على أثر بعض * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله ورتل القرآن ترتيلا قال فسره تفسيرا
* وأخرج العسكري في المواعظ عن علي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله ورتل القرآن ترتيلا
قال بينه تبيينا ولا تنثره نثر الدقل ولا تهذه هذا لشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر
السورة * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن أبي مليكة عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم انها سئلت عن قراءة
النبي صلى الله عليه وسلم فقالت انكم لا تستطيعونها فقيل لها أخبرينا بها فقرأت قراءة ترسلت فيها * وأخرج
ابن أبي شيبة عن طاوس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أحسن قراءة قال الذي إذا سمعته يقرأ
رأيت أنه يخشى الله * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال مر رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على رجل
يقرأ آية ويبكي ويرددها فقال ألم تسمعوا إلى قول الله ورتل القرآن ترتيلا هذا الترتيل * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن الضريس عن أبي هريرة أو أبى سعيد قال يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق فان منزلتك عند آخر
آية تقرؤها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن الضريس عن مجاهد قال القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة يقول
يا رب جعلتني في جوفه فأسهرت ليله ومنعته من كثير من شهواته ولكل عامل من عمله عمالة فيقال له ابسط يدك
فيملأ من رضوان فلا يسخط عليه بعده ثم يقال له أقرأ وارقه فيرفع بكل آية درجة ويزاد بكل آية حسنة * وأخرج
ابن أبي شيبة عن الضحاك بن قيس قال يا أيها الناس علموا أولادكم وأهاليكم القرآن فإنه من كتب له من مسلم
يدخله الله الجنة أتاه ملكان فاكتنفاه فقالا له اقرأ وارتق في درج الجنة حتى ينزلا به حيث انتهى علمه من القرآن
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن الضريس عن بريدة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن القرآن يلقى صاحبه
يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول له هل تعرفني فيقول ما أعرفك فيقول أنا صاحبك
القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك وان كل تاجر من وراء تجارته وانك اليوم من وراء كل تجارة
قال فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا
فيقولان بم كسينا هذا فيقال لهم بأخذ ولدكما القرآن ثم يقال له اقرأ واصعد درج الجنة وعرفها فهو في صعود
ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا * قوله تعالى (انا سنلقي عليك قولا ثقيلا) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
277

المنذر وابن نصر عن قتادة في قوله انا سنلقي عليك قولا ثقيلا قال يثقل من الله فرائضه وحدوده * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر وابن نصر عن الحسن في قوله قولا ثقيلا قال العمل به * وأخرج ابن نصر وابن المنذر عن الحسن
في قوله قولا ثقيلا قال ثقيل في الميزان يوم القيامة * وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن نصر والحاكم
وصححه عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحى إليه وهو على ناقته وضعت جرانها فما تستطيع أن
تتحول حتى يسرى عنه وتلت انا سنلقي عليك قولا ثقيلا * وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو قال سالت النبي صلى
الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هل تحس بالوحي فقال اسمع صلاصل ثم اسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إلى الا
ظننت ان نفسي تقبض * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحى
إليه لم يستطع أحد منا يرفع إليه طرفه حتى ينقضي الوحي * قوله تعالى (ان ناشئة الليل هي أشد وطأ) الآيات
* أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن نصر وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله
ان ناشئة الليل قام قيام الليل بلسان الحبشة إذا قام الرجل قالوا نشأ * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم
والبيهقي في سننه عن ابن أبي مليكة قال سالت ابن عباس وابن الزبير عن ناشئة الليل قالا قيام الليل * وأخرج
البيهقي عن ابن عباس قال ناشئة الليل أوله * وأخرج ابن المنذر وابن الضريس عن ابن عباس قال الليل كله ناشئة
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله ان ناشئة الليل قال هي بالحبشية
قيام الليل * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك ان ناشئة الليل قال قيام الليل بلسان الحبشة * وأخرج عبد بن
حميد وابن نصر عن أبي ميسرة قال هو بلسان الحبشة نشأ قام * وأخرج عبد بن حميد وابن نصر عن ابن أبي مليكة
قال سئل ان عباس عن قوله ناشئة الليل قال أي الليل قمت فقد أنشأت * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة
ان ناشئة الليل قال كل شئ بعد العشاء الآخرة ناشئة * وأخرج عبد بن حميد وابن نصر والبيهقي في سننه عن
الحسن قال كل صلاة بعد العشاء الآخرة فهو ناشئة الليل * وأخرج عبد بن حميد وابن نصر عن أبي
مجلز ان ناشئة الليل قال ما كان بعد العشاء الآخرة إلى لصبح فهو ناشئة * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد
وابن نصر عن مجاهد ان ناشئة الليل قال أي ساعة تهجدت فيها فتهجد من الليل * وأخرج ابن أبي شيبة
في المصنف وابن نصر والبيهقي في سننه عن أنس بن مالك في قوله ان ناشئة الليل قال ما بين المغرب والعشاء
* وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج ابن نصر والبيهقي عن علي بن حسين قال ناشئة الليل قيام
ما بين المغرب والعشاء * وأخرج ابن المنذر عن حسين بن علي انه رؤى يصلى فيما بين المغرب والعشاء فقيل له في ذلك
فقال إنها من الناشئة * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ناشئة الليل مهموزة الياء هي أشد وطأ بنصب الواو
وجزم الطاء يعنى المواطاة * وأخرج أبو يعلى وابن جرير ومحمد بن نصر وابن الأنباري في المصاحف عن أنس بن
مالك انه قرأ هذه الآية ان ناشئة الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلا فقال له رجل انا نقرؤها وأقوم قيلا فقال إن
أصوب وأقوم وأهيأ وأشباه هذا واحد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن نصر وابن المنذر عن مجاهد هي
أشد وطأ قال أشد مواطاة لك في القول وأقوم قيلا قال افرغ لقلبك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن
مجاهد أشد وطءا قال أن توطئ سمعك وبصرك وقلبك بعضه بعضا وأقوم قيلا قال أثبت للقراءة * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد وابن نصر عن قتادة أشد وطءا قال أثبت في الخير وأقوم قيلا قال أجرأ على القراءة * وأخرج
ابن جرير عن ابن عباس في قوله وأقوم قيلا قال أدنى من أن يفقه القرآن وفي قوله ان لك في النهار سبحا طويلا قال
فراغا وفي قوله تبتل إليه تبتيلا قال أخلص لله إخلاصا * وأخرج عبد بن حميد وابن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم
والحاكم في الكنى عن ابن عباس في قوله ان لك في النهار سبحا طويلا قال السبح الفراغ للحاجة والنوم * وأخرج
عبد بن حميد وابن نصر عن مجاهد في قوله سبحا طويلا قال فراغا * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك
والربيع مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن نصر وابن جرير وابن المنذر عن قتادة سبحا طويلا قال
فراغا طويلا وتبتل إليه تبتيلا قال أخلص له الدعوة والعبادة * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير
وابن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد وتبتل إليه تبتيلا قال أخلص له
المسألة والدعاء اخلاصا * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وتبتل إليه تبتيلا قال أخلص له اخلاصا * وأخرج
278

عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ رب المشرق والمغرب بخفض رب * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رب المشرق
والمغرب قال وجه الليل ووجه النهار * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله واهجرهم هجرا جميلا
قال اصفح وقل سلام قال هذا قبل السيف والله أعلم * قوله تعالى (وذرني والمكذبين) الآيات * أخرج
أبو يعلى وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت لما نزلت وذرني
والمكذبين أولى النعمة ومهلهم قليلا لم يكن الا قليل حتى كانت وقعة بدر * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج
في قوله وذرني والمكذبين أولى النعمة قال بلغنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن فقراء المؤمنين يدخلون
الجنة قبل أغنيائهم بأربعين عاما ويحشر أغنياؤهم جثاة على ركبهم ويقال لهم انكم كنتم ملوك أهل الدنيا
وحكامهم فكيف عملتم فيما أعطيتكم وفي قوله ومهلهم قليلا قال إلى السيف * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن قتادة في قوله وذرني والمكذبين أولى النعمة ومهلهم قليلا قال إن لله فيهم طلبة وحاجة وفي قوله ان لدينا
أنكالا قال قيودا * وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود ان لدينا أنكالا قال قيودا * وأخرج أحمد في الزهد وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ان لدينا أنكالا قال قيودا * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن
عكرمة مثله * وأخرج عبد بن حميد عن حماد وطاوس مثله * وأخرج ابن جرير والبيهقي في البعث عن الحسن
قال الأنكال قيود من النار * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن سليمان التميمي ان لدينا أنكالا قال قيودا
والله ثقالا لا تفك أبدا ثم بكى * وأخرج عبد بن حميد عن أبي عمران الجوني قال قيودا والله لا تحل عنهم * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في صفة النار وعبد الله في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي
في البعث عن ابن عباس في قوله وطعاما ذا غصة قال له شوك ويأخذ بالحلق لا يدخل ولا يخرج * وأخرج الحاكم
وصححه عن ابن عباس في قوله وطعاما ذا غصة قال شجرة الزقوم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله * وأخرج
أحمد في الزهد وهناد وعبد بن حميد ومحمد بن نصر عن حمران ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ان لدينا أنكالا وجحيما
وطعاما ذا غصة وعذابا أليما فلما بلغ أليما صعق * وأخرج أبو عبيد في فضائله وأحمد في الزهد وابن أبي الدنيا في نعت
الخائفين وابن جرير وابن أبي داود في الشريعة وابن عدي في الكامل والبيهقي في شعب الايمان من طريق حمران
ابن أعين عن أبي حرب بن أبي الأسود ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقرأ ان لدينا أنكالا وجحيما فصعق
* وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله كثيبا مهيلا قال المهيل الذي إذا أخذت منه شيئا تبعك آخره
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله كثيبا مهيلا قال الرمل السائل وفي قوله
أخذا وبيلا قال شديدا * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله أخذا وبيلا
قال أخذا شديدا ليس له ملجا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
خزى الحياة وخزي الممات * وكلا أراه طعاما وبيلا
* قوله تعالى (فكيف تتقون) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة
فكيف تتقون ان كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا قال تتقون ذلك اليوم ان كفرتم قال لا والله ما اتقى ذلك اليوم قوم
كفروا بالله وعصوا رسوله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن فكيف تتقون ان كفرتم يوما قال بأي
صلاة تتقون بأي صيام تتقون * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن خيثمة في قوله يوما يجعل الولدان شيبا قال ينادى
مناد يوم القيامة يخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون فمن ذلك يشيب الولدان * وأخرج ابن
المنذر عن ابن مسعود في قوله يوما يجعل الولدان شيبا قال إذا كان يوم القيامة فان ربنا يدعو آدم فيقول يا آدم اخرج
بعث النار فيقول أي رب لا علم لي الا ما علمتني فيقول الله اخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين
يساقون إلى النار سوقا مقرنين زرقا 7 كالحين فإذا خرج بعث النار شاب كل وليد * وأخرج والطبراني وابن مردويه
عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوما يجعل الولدان شيبا قال ذلك يوم القيامة وذلك يوم يقول الله
لآدم قم فابعث من ذريتك بعثا إلى النار قال من كم يا رب قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين وينجو
واحد فاشتد ذلك على المسلمين فقال حين أبصر ذلك في وجوههم ان بني آدم كثير وان يأجوج ومأجوج من
279

ولد آدم وانه لا يموت رجل منهم حتى يرثه لصلبه ألف رجل ففيهم وفي أشباههم جند لكم * وأخرج عبد بن حميد
عن الحسن في قوله السماء منفطر به قال مثقلة بيوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة السماء منفطر به
قال مثقلة به * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله السماء منفطر
قال ممتلئة به بلسان الحبشة * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس السماء منفطر به قال مثقلة
موقرة * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس منفطر به قال يعنى تشقق السماء * وأخرج
الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله منفطر به قال منصدع من خوف يوم القيامة
قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
طباهن حتى أعرض الليل دونها * أفاطير وسمى رواء جدورها
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد السماء منفطر به قال مثقلة بالله * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن قتادة السماء منفطر به قال مثقلة بذلك اليوم من شدته وهوله وفي قوله ان ربك يعلم انك تقوم الآية
قال أدنى من ثلثي الليل وأدنى من نصفه وأدنى من ثلثه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن وسعيد بن
جبير علم أن لن تحصوه قال لن تطيقوه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد فاقرؤا ما تيسر منه قال
أرخص عليهم في القيام علم أن لن تحصوه قال إن لن تحصوا قيام الليل فتاب عليكم قال ثم أنبأنا الله عن خصال
المؤمنين فقال علم أن سيكون منكم مرضى إلى آخر الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن نصر عن قتادة قال فرض
قيام الليل في أول هذه السورة فقام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها
حولا ثم أنزل التخفيف في آخرها فقال علم أن سيكون منكم مرضى إلى قوله فاقرؤا ما تيسر منه فنسخ ما كان قبلها
فقال وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فريضتان واجبتان ليس فيهما رخصة * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال لما
نزلت على النبي يا أيها المزمل قم الليل الا قليلا قام رسول الله وقام المسلمون معه حولا كاملا حتى تورمت أقدامهم
فأنزل الله بعد الحول ان ربك يعلم إلى قوله ما تيسر منه قال الحسن فالحمد لله الذي جعله تطوعا بعد فريضة ولابد من
قيام الليل * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة يا أيها المزمل قم الليل الآية قال لبثوا بذلك سنة فشق عليهم وتورمت
أقدامهم ثم نسخها آخر السورة فاقرؤا ما تيسر منه * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس
عن النبي صلى الله عليه وسلم فاقرؤا ما تيسر منه قال مائة آية * وأخرج الدارقطني والبيهقي في السنن وحسناه
عن قيس بن أبي حازم قال صليت خلف ابن عباس فقرأ في أول ركعة بالحمد لله وأول آية من البقرة ثم ركع فلما
انصرف أقبل علينا فقال إن الله يقول فاقرؤا ما تيسر منه * وأخرج أحمد والبيهقي في سننه عن أبي سعيد قال
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن
المنذر عن عمر بن الخطاب قال ما من حال يأتيني عليه الموت بعد الجهاد في سبيل الله أحب إلى من أن يأتيني وأنا بين
شعبتي رحلي التمس من فضل الله ثم تلا هذه الآية وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون
يقاتلون في سبيل الله * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من
جالب يجلب طعاما إلى بلد من بلاد المسلمين فيبيعه بسعر يومه الا كانت منزلته عند الله منزلة الشهيد ثم قرأ رسول
الله صلى الله عليه وسلم وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله
* (سورة المدثر عليه السلام) *
* أخرج ابن الضريس وابن مردويه والنحاس والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة المدثر بمكة * وأخرج
ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم
والترمذي وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وابن الأنباري في المصاحف قال سألت أبا سلمة بن
عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن فقال يا أيها المدثر قلت يقولون اقرأ باسم ربك الذي خلق فقال أبو سلمة
سالت جابر بن عبد الله عن ذلك قلت له مثل ما قلت قال جابر لا أحدثك الا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال جاورت بحراء فلما قضيت جواري فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئا ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا ونظرت خلفي
280

فلم أر شيئا فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه رعبا فرجعت
فقلت دثروني فدثروني فنزلت يا أيها المدثر قم فانذر إلى قوله والرجز فاهجر * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند
ضعيف عن ابن عباس ان الوليد بن المغيرة صنع لقريش طعاما فلما أكلوا قال ما تقولون في هذا الرجل فقال
بعضهم ساحر وقال بعضهم ليس بساحر وقال بعضهم كاهن وقال بعضهم ليس بكاهن وقال بعضهم شاعر وقال
بعضهم ليس بشاعر وقال بعضهم سحر يؤثر فاجتمع رأيهم على أنه سحر يؤثر فبلع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
فخرج وقنع رأسه وتدثر فأنزل الله يا أيها المدثر إلى قوله ولربك فاصبر * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما
يا أيها المدثر قال دثرت هذا الامر فقم به * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم
النخعي رضي الله عنه يا أيها المدثر قال كان متدثرا في قطيف يعنى شملة صغيرة الخمل وثيابك فطهر قال من الاثم
والرجز فاهجر قال الاثم ولا تمنن تستكثر قال لا تعط شيئا لتعطى أكثر منه ولربك فاصبر قال إذا أعطيت عطية
فاعطها لربك واصبر حتى يكون هو الذي يثيبك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
قتادة رضي الله عنه يا أيها المدثر قال المتدثر في ثيابه قم فانذر قال انذر عذاب ربك ووقائعه في الأمم وشده نقمته إذا
انتقم وثيابك فطهر يقول طهرها من المعاصي وهي كلمة عربية كانت العرب إذا نكث الرجل ولم يوف بعهد
قالوا ان فلانا لدنس الثياب وإذا وفى وأصلح قالوا ان فلانا لطاهر الثياب والرجز فاهجر قال هما صنمان كانا عند
البيت أساف ونائلة يمسح وجوههما من أتى عليهما من المشركين فامر الله نبيه محمدا ان يهجرهما ويجانبهما
ولا تمنن تستكثر قال لا تعط شيئا لمثابة الدنيا ولا لمجازات الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي مالك رضي الله عنه
وربك فكبر قال عظم وثيابك فطهر قال عنى نفسه والرجز فاهجر قال الشيطان والأوثان * وأخرج ابن
مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قلنا يا رسول الله كيف نقول إذا دخلنا في الصلاة فأنزل الله وربك فكبر
فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نفتتح الصلاة بالتكبير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما يا أيها المدثر قال النائم وثيابك فطهر قال لا تكن ثيابك التي تلبس
من مكسب باطل والرجز فاهجر قال الأصنام ولا تمنن تستكثر قال لا تعط عطية تلتمس بها أفضل منها * واخرج
الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما
وثيابك فطهر قال من الاثم قال وهي في كلام العرب نقى الثياب * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله وثيابك فطهر قال من الغدر لا تكن غدارا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في الوقف والابتداء وابن مردويه عن عكرمة ان ابن عباس سئل عن قوله
وثيابك فطهر قال لا تلبسها على غدرة ولا فجرة ثم قال ألا تسمعون قول غيلان بن سلمة
انى بحمد الله لا ثوب فاجر * لبست ولا من غدرة أتقنع
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال كان الرجل في الجاهلية ذا كان غدرا
قالوا فلان دنس الثياب * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي رزين وثيابك فطهر قال عملك
أصلحه كان أهل الجاهلية إذا كان الرجل حسن العمل قالوا فلان طاهر الثياب * وأخرج سعيد بن منصور
وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وثيابك فطهر قال وعملك فأصلح * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما وثيابك فطهر قال لست بكاهن ولا ساحر فاعرض عنا والرجز فاهجر قال الأوثان
ولا تمنن تستكثر قال لا تعطه مصانعة رجاء أفضل منه من الثواب ولربك فاصبر قال على ما أوذيت * وأخرج عبد
ابن حميد عن أبي مالك رضي الله عنه وثيابك فطهر قال عنى نفسه * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه
وثيابك فطهر قال ليس ثيابه الذي يلبس * وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله وثيابك فطهر قال
خلقك فحسن * وأخرج ابن المنذر عن يزيد بن مرثد في قوله وثيابك فطهر انه ألقى على رسول الله صلى الله عليه
وسلم سلا شاة * وأخرج الطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قرأ على رسول
الله صلى الله عليه وسلم والرجز فاهجر بالكسر * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه
281

قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والرجز فاهجر برفع الراء وقال هي الأوثان * وأخرج ابن المنذر عن
حماد رضي الله عنه قال قرأت في مصحف أبى ولا تمنن ان تستكثر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه
ولا تمنن تستكثر يقول لا تعط شيئا لتعطى أكثر منه وانما نزل هذا في النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج
عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه ولا تمنن تستكثر قال لا تعط شيئا لتعطى أكثر منه وهي للنبي صلى الله عليه
وسلم خاصة والناس موسع عليهم * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا تمنن تستكثر قال لا تعط
الرجل عطاء رجاء أن يعطيك أكثر منه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه ولا تمنن
تستكثر قال لا تعظم عملك في عينك ان تستكثر من الخير * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما
ولا تمنن تستكثر قال لا تقل قد دعوتهم فلم يقبل منى عد فادعهم ولربك فاصبر على ذلك * قوله تعالى (فإذا نقر
في الناقور) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فإذا
نقر في الناقور قال الصور يوم عسير قال شديد * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه
فإذا نقر في الناقور قال فإذا نفخ في الصور * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه وأبى مالك وعامر
مثله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال الناقور الصور شئ كهيئة البوق * وأخرج ابن أبي شيبة
والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت فإذا نقر في الناقور قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن وحنى جبهته يستمع متى يؤمر قالوا كيف نقول يا رسول الله قال قولوا
حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا * وأخرج ابن سعد والحاكم عن بهز بن حكيم قال أمنا زرارة بن أوفى فقرأ
المدثر فلما بلغ فإذا نقر في الناقور خر ميتا فكنت فيمن حمله * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فذلك يومئذ يوم عسير
قال ثم بين على من مشقته وعسره فقال على الكافرين غير يسير * قوله تعالى (ذرني ومن خلقت) الآيات
* أخرج عبد بن حميد عن قتادة ذرني ومن خلقت وحيدا قال هو الوليد بن المغيرة أخرجه الله من بطن أمه وحيدا
لا مال له ولا ولد فرزقه الله المال والولد والثروة والنماء كلا انه كان لآياتنا عنيدا قال كفورا بآيات الله جحودا بها انه
فكر وقدر قال ذكر لنا انه قال لقد نظرت فيما قال هذا الرجل فإذا هو ليس بشعر وان له لحلاوة وان عليه لطلاوة
وانه ليعلو وما يعلى وما أشك انه سحر فأنزل الله فيه فقتل كيف قدر إلى قوله وبسر قال كلح * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عباس ذرني ومن خلقت وحيدا قال الوليد بن المغيرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد ذرني ومن خلقت وحيدا قال نزلت في الوليد بن المغيرة وحيدا قال خلقته وحده لا مال له ولا ولد
وجلت له مالا ممدودا قال ألف دينار وبنين قال كانوا عشرة شهودا قال لا يغيبون ومهدت له تمهيدا قال بسطت
له من المال والولد ثم يطمع أن أزيد كلا قال فما زال يرى النقصان في ماله وولده حتى هلك انه كان لآياتنا عنيدا
قال معاندا عنها مجانبا لها سأرهقه صعودا قال مشقة من العذاب * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي مالك
ذرني ومن خلقت وحيدا قال الوليد بن المغيرة وبنين شهودا قال كانوا ثلاثة عشر ثم يطمع أن أزيد كلا قال فلم
يولد له بعد يومئذ ولم يزدد له من المال الا ما كان انه كان لآياتنا عنيدا قال مشاقا * وأخرج سعيد بن منصور وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ذرني ومن خلقت وحيدا الآيات قال هو الوليد بن المغيرة بن هشام المخزومي
وكان له ثلاثة عشر ولدا كلهم رب بيت فلما نزلت انه كان لآياتنا عنيدا لم يزل في إدبار من الدنيا في نفسه وماله وولده
حتى أخرجه من الدنيا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس وجعلت له مالا ممدودا قال ألف دينار * وأخرج
عبد بن حميد عن سفيان وجعلت له مالا ممدودا قال ألف ألف * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه
والدينوري في المجالسة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه سئل عن قوله وجعلت له مالا ممدودا قال غلة شهر
بشهر * وأخرج ابن مردويه عن النعمان بن سالم في قوله وجعلت له مالا ممدودا قال الأرض * وأخرج هناد
عن أبي سعيد الخدري في قوله سأرهقه صعودا قال هو جبل في النار يكلفون أن يصعدوا فيه فكلما وضعوا
أيديهم عليه ذابت فإذا رفعوها عادت كما كانت * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل من طريق عكرمة عن
ابن عباس ان الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل
282

فاتاه فقال يا عم ان قومك يريدون ان يجمعوا لك مالا ليعطوه لك فإنك أتيت محمدا لتعرض لما قبله قال قد علمت
قريش انى من أكثرها مالا قال فقيل فيه قولا يبلغ قومك انك منكر أو انك كاره له قال وماذا أقول فوالله ما فيكم
رجل أعلم بالشعر منى ولا برجزه ولا بقصيدة منى ولا بشاعر الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ووالله ان
لقوله الذي يقول حلاوة وان عليه لطلاوة وانه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وانه ليعلو وما يعلى وانه ليحطم ما تحته قال
لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه قال فدعني حتى أكفر ففكر فلما فكر قال هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره
فنزلت ذرني ومن خلقت وحيدا وأخرجه ابن جرير وأبو نعيم في الحليلة وعبد الرزاق وابن المنذر عن عكرمة مرسلا
* وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق مجاهد عن ابن عباس قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم جمع الوليد بن
المغيرة قريشا فقال ما تقولون في هذا الرجل فقال بعضهم هو شاعر وقال بعضهم هو كاهن فقال الوليد سمعت
قول الشاعر وسمعت قول الكهنة فما هو مثله قالوا فما تقول أنت قال فنظر ساعة ثم فكر وقدر فقتل كيف
قدر إلى قوله سحر يؤثر * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال دخل الوليد بن المغيرة على أبى بكر
فسأله عن القرآن فلما أخبره خرج على قريش فقال يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة فوالله ما هو بشعر ولا بسحر
ولا بهذي من الجنون وان قوله لمن كلام الله فلما سمع النفر من قريش ائتمروا وقالوا والله لئن صبا الوليد
لتصبون قريش فلما سمع بذلك أبو جهل قال والله أنا أكفيكم شانه فانطلق حتى دخل عليه بيته فقال للوليد ألم
تر قومك قد جمعوا لك الصدقة فقال ألست أكثرهم مالا وولدا فقال له أبو جهل يتحدثون انك انما تدخل على ابن أبي
قحافة لتصيب من طعامه فقال الوليد تحدث بهذا عشيرتي فوالله لا أقرب ابن أبي قحافة ولا عمر ولا ابن أبي
كبشة وما قوله الا سحر يؤثر فأنزل الله ذرني ومن خلقت وحيدا إلى قوله لا تبقى ولا تذر * وأخرج ابن جرير وهناد
ابن السرى في الزهد وعبد بن حميد عن ابن عباس عنيدا قال جحودا * وأخرج أحمد وابن المنذر والترمذي وابن أبي
الدنيا في صفة النار وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد
الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصعود جبل في النار يصعد فيه الكافر سبعين خريفا ثم يهوى وهو
كذلك فيه أبدا * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر
والطبراني وابن مردويه والبيهقي من وجه آخر عن أبي سعيد قال إن صعودا صخرة في جهنم إذا وضعوا أيديهم
عليها ذابت فإذا رفعوها عادت واقتحامها فك رقبة أو اطعام في يوم ذي مسغبة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس قال صعود صخرة في جهنم يسحب عليها الكافر على وجهه * وأخرج ابن المنذر من طريق عكرمة عن ابن
عباس في قوله سأرهقه صعودا قال جبل في النار * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله صعودا قال جبلا في
جهنم * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك سأرهقه صعودا قال صخرة ملساء في جهنم يكلفون الصعود عليها
* وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد سأرهقه صعودا قال مشقة من العذاب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن المنذر عن قتادة في قوله عبس وبسر قال قبض ما بين عينيه وكلح * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي
رزين ان هذا الا سحر يؤثر قال يأثره عن غيره * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال سقر أسفل الجحيم نار فيها
شجرة الزقوم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله لا تبقى ولا تذر قال لا تحيى ولا تميت * وأخرج
ابن المنذر عن ابن عباس لا تبقى إذا أخذت فيهم لم تبق منهم شيئا وإذا بدلوا جلدا جديدا لم تذر ان تبادرهم سبيل
العذاب الأول * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك لا تبقى ولا تذر تأكله كله فإذا تبدى خلقه لم تذره حتى تقوم عليه
* وأخرج ابن المنذر عن ابن بريدة لا تبقى ولا تذر قال تأكل اللحم والعظم والعرق والمخ ولا تذره على ذلك * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله لواحة للبشر قال حراقة للجلد * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس
لواحة للبشر قال تلوح الجلد فتحرقه فيتغير لونه فيصير أسود من الليل * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي رزين
لواحة للبشر قال تلوح جلده حتى تدعه أشد سوادا من الليل * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن
ابن عباس لواحة محرقة * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن البراء ان رهطا من اليهود
سألوا رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن خزنة جهنم فقال الله ورسوله أعلم فجاء فأخبر النبي صلى الله
283

عليه وسلم فنزل عليه ساعتئذ عليها تسعة عشر * وأخرج الترمذي وابن مردويه عن جابر قال قال ناس من
اليهود لأناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم قال هكذا وهكذا في مرة
عشرة وفي مرة تسعة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال لما نزلت عليها تسعة عشر قال رجل من قريش
يدعى أبا الأشدين يا معشر قريش لا يهولنكم التسعة عشر أنا أدفع عنكم بمنكبي الأيمن عشرة وبمنكبي الأيسر
التسعة فأنزل الله وما جعلنا أصحاب النار الا ملائكة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال لما سمع أبو
جهل عليها تسعة عشر قال لقريش ثكلتكم أمهاتكم أسمع ابن أبي كبشة يخبركم ان خزنة النار تسعة عشر
وأنتم الدهم أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم فأوحى الله إلى نبيه أن يأتي أبا جهل
فيأخذ بيده في بطحاء مكة فيقول له أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة
في قوله عليها تسعة عشر قال ذكر لنا ان أبا جهل حين أنزلت هذه الآية قال يا معشر قريش ما يستطيع كل
عشرة منكم أن يغلبوا واحدا من خزنة النار وأتم الدهم * وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وابن المنذر والبيهقي في البعث من طريق الأزرق بن قيس عن رجل من بنى تميم قال كنا عند أبي العوام فقرأ هذه
الآية عليها تسعة عشر فقال ما تقولون أتسعة عشر ملكا أو تسعة عشر ألفا قلت لا بل تسعة عشر ملكا فقال
ومن أين علمت ذلك قلنا لان الله يقول وما جعلنا عدتهم الا فتنة للذين كفروا قال صدقت هم تسعة عشر ملكا بيد
كل ملك منهم مرزبة من حديد لها شعبتان فيضرب بها الضربة يهوى بها في جهنم سبعين ألفا بين منكبي كل
ملك منهم مسيرة كذا وكذا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله عليها تسعة عشر قال جعلوا
فتنة قال قال أبو الأشدين الجمحي لا يبلغون رتوتي حتى أجهضهم عن جهنم * وأخرج ابن مردويه عن ابن
عباس وما جعلنا عدتهم الا فتنة للذين كفروا قال قال أبو الأشدين خلوا بيني وبين خزنة جهنم أنا أكفيكم مؤنتهم
قال وحدثت ان النبي صلى الله عليه وسلم وصف خزان جهنم فقال كان أعينهم البرق وكان أفواههم الصياصي
يجرون أشفارهم لهم مثل قوة الثقلين يقبل أحدهم بالأمة من الناس يسوقهم على رقبته جبل حتى يرمى بهم
في النار فيرمى بالجبل عليهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ليستيقن الذين أوتوا الكتاب انهم يجدون
عدتهم في كتابهم تسعة عشر ويزداد الذين آمنوا ايمانا فيؤمنوا بما في كتابهم من عدتهم فيزدادوا بذلك ايمانا
* وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله ليستيقن الذين أوتوا الكتاب قال يستقين أهل الكتاب حين
وافق عدد خزنة النار ما في كتابهم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ليستيقن الذين أوتوا الكتاب قال يجدونه
مكتوبا عندهم عدة خزنة النار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد
الذين آمنوا ايمانا قال صدق القرآن الكتب التي خلت قبله التوراة والإنجيل ان خزنة جهنم تسعة عشر وليقول
الذين في قلوبهم مرض قال الذين في قلوبهم النفاق والله أعلم * قوله تعالى (وما يعلم جنود ربك) الآية * أخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وما يعلم جنود ربك الا هو قال من كثرتهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن
جريج مثله * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من طريق ابن جريج عن رجل عن عروة بن الزبير انه سأل
عبد الله بن عمرو بن العاصي أي الخلق أعظم قال الملائكة قال من ماذا خلقت قال من نور الذراعين والصدر قال
فبسط الذراعين فقال كونوا ألفى ألفين قيل لابن جريج ما ألفى ألفين قال ما لا يحصى كثرته * وأخرج الطبراني في
الأوسط عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة الاسراء قال فصعدت أنا
وجبريل إلى السماء الدنيا فإذا أنا بملك يقال له إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا وبين يديه سبعون ألف ملك مع
كل ملك منهم جنده مائة ألف وتلا هذه الآية وما يعلم جنود ربك الا هو * قوله تعالى (وما هي الا ذكرى للبشر)
* أخرج عبد بن حميد عن مجاهد وما هي الا ذكرى للبشر قال النار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة
مثله * وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة عن ابن عباس انه قرأ والليل إذا
دير فجعل الألف مع إذا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن ابن الزبير انه كان يقرأ والليل إذا دبر
* وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن سعيد بن جبير انه قرأها دبر مثل قراءة ابن عباس * وأخرج أبو عبيد وعبد بن
حميد وابن المنذر عن الحسن انه قرأها إذ بغير ألف أدبر بألف * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هارون قال إنها
284

في حرف أبى وابن مسعود إذا أدبر يعنى بألفين * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس والليل إذا أدبر قال دبوره
ظلامه * وأخرج مسدد في مسنده وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال سألت ابن عباس عن
قوله والليل إذ أدبر فسكت عنى حتى إذا كان من آخر الليل وسمع الاذان الأول ناداني يا مجاهد هذا حين دبر الليل
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة والصبح إذا أسفر قال إذا أضاء انها لإحدى الكبر قال
النار * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد انها لإحدى الكبر قال النار * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد
وابن المنذر عن أبي رزين انها لإحدى الكبر نذيرا للبشر قال هي جهنم * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الامل عن
حذيفة قال ما من صباح ولا مساء الا ومناد ينادى يا أيها الناس الرحيل الرحيل وان تصديق ذلك في كتاب الله
انها لإحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم ان يتقدم قال الموت أو يتأخر قال الموت * وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر قال من شاء اتبع طاعة الله ومن شاء تأخر عنها * وأخرج عبد بن حميد
عن قتادة لمن شاء منكم أن يتقدم قال في طاعة الله أو يتأخر قال في معصية الله * قوله تعالى (كل نفس بما كسبت
رهينة الا أصحاب اليمين) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله كل نفس بما كسبت رهينة قال مأخوذة بعملها
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كل نفس بما كسبت رهينة الا أصحاب اليمين قال علق الناس كلهم الا أصحاب
اليمين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله كل نفس
بما كسبت رهينة الا أصحاب اليمين قال لا يحاسبون * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله الا أصحاب اليمين
قال هم المسلمون * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن علي بن أبي طالب في قوله الا أصحاب اليمين قال هم أطفال المسلمين
* وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عمر في قوله الا أصحاب اليمين قال هم أطفال المسلمين
* قوله تعالى (في جنات يتساءلون) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد
الزهد وابن أبي داود وابن الأنباري معا في المصاحف وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عمرو بن دينار قال سمعت
عبد الله بن الزبير يقرأ في جنات يتساءلون عن المجرمين يا فلان ما سلككم في سقر قال عمرو وأخبرني لقيط قال
سمعت ابن الزبير قال سمعت عمر بن الخطاب يقرؤها كذلك * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن المنذر عن ابن
مسعود انه قرأ يا أيها الكفار ما سلككم في سقر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله
وكنا نخوض مع الخائضين قال يقولون كلما غوى غاو غوينا معه وفي قوله فما تنفعهم شفاعة الشافعين قال تعلموا
ان الله يشفع المؤمنين يوم القيامة بعضهم في بعض قال وذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن في أمتي
رجلا ليدخلن الله الجنة بشفاعته أكثر من بنى تميم وقال الحسن أكثر من ربيعة ومضر قال وكنا نحدث ان
الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس حتى أتانا اليقين قال الموت * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد فما تنفعهم شفاعة الشافعين قال لا تنالهم شفاعة من يشفع * وأخرج ابن
مردويه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرجن بشفاعتي من أهل الايمان من النار حتى
لا يبقى فيها أحد الا أهل هذه الآية ما سلككم في سقر إلى قوله شفاعة الشافعين * وأخرج ابن مردويه عن عبد
الرحمن بن ميمون ان كعبا دخل يوما على عمر بن الخطاب فقال له عمر حدثني إلى ما تنتهى شفاعة محمد يوم القيامة
فقال كعب قد أخبرك الله في القرآن ان الله يقول ما سلككم في سقر إلى قوله اليقين قال كعب فيشفع يومئذ
حتى يبلغ من لم يصل صلاة قط ويطعم مسكينا قط ومن لم يؤمن ببعث قط فإذا بلغت هؤلاء لم يبق أحد فيه خير
* وأخرج ابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بأدنى أهل النار منزلة يوم القيامة فيقول الله
له تفتدي بملء الأرض ذهبا وفضة فيقول نعم ان قدرت عليه فيقول كذبت قد كنت أسالك ما هو أيسر عليك من
أن تسألني فأعطيك وتستغفرني فاغفر لك وتدعوني فاستجيب لك فلم تخفني ساعة قط من ليل ونهار ولم ترج ما عندي
قط ولم تخش عقابي ساعة قط وليس وراءه أحد الا وهو شر منه فيقال له ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين إلى
قوله حتى أتانا اليقين يقول الله فما تنفعهم شفاعة الشافعين * وأخرج ابن مردويه عن صهيب الفقير قال كنا
285

بمكة ومعي طلق بن حبيب وكنا نرى رأى الخوارج فبلغنا ان جابر بن عبد الله يقول في الشفاعة فأتيناه فقلنا له بلغنا
عنك في الشفاعة قول الله مخالف لك فيها في كتابه فنظر في وجوهنا فقال من أهل العراق أنتم قلنا نعم فتبسم وقال
وأين تجدون في كتاب الله قلت حيث يقول ربنا انك من تدخل النار فقد أخزيته ويريدون ان يخرجوا من
النار وما هم بخارجين منها وكلما أرادوا ان يخرجوا منها أعيدوا فيها وأشباه هذا من القرآن فقال أنتم أعلم بكتاب
لله أم أنا قلنا بل أنت أعلم به منا قال فوالله لقد شهدت تنزيل هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وشفاعة
الشافعين ولقد سمعت تأويله من رسول الله صلى الله عليه وسلم وان الشفاعة لنبيه في كتاب الله قال في السورة التي
تذكر فيها المدثر ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين الآية الا ترون انها حلت لمن مات لم يشرك بالله شيئا
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله خلق خلقا ولم يستعن على ذلك ولم يشاور فيه أحدا فادخل من
شاء الجنة برحمته وأدخل من شاء النار ثم إن الله تحنن على الموحدين فبعث الملك من قبله بماء ونور فدخل النار
فنضح فلم يصب الا من شاء ولم يصب الا من خرج من الدنيا لم يشرك بالله شيئا فأخرجهم حتى جعلهم بفناء الجنة ثم
رجع إلى ربه فأمده بماء ونور ثم دخل فنضح فلم يصب الا من شاء الله ثم لم يصب الا من خرج من الدنيا لم يشرك
بالله شيئا فأخرجهم حتى جعلهم بفناء الجنة ثم أذن الله للشفعاء فشفعوا لهم فأدخلهم الله الجنة برحمته وشفاعة
الشافعين * وأخرج البيهقي في البعث عن ابن مسعود قال يعذب الله قوما من أهل الايمان ثم يخرجهم بشفاعة
محمد صلى الله عليه وسلم حتى لا يبقى الا من ذكر الله ما سلككم في سقر إلى قوله شفاعة الشافعين * قوله تعالى
(فما لهم عن التذكرة معرضين) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة فما لهم عن التذكرة معرضين قال
عن القرآن * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ كأنهم حمر مثقلة مستنفرة بخفض الفاء * وأخرج أبو
عبيد وابن المنذر عن الحسن وأبى رجاء انهما قرآ مستنفرة يعنى بنصب الفاء * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن أبي موسى الأشعري في قوله فرت من قسورة قال هم الرماة رجال
القنص * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال القسورة الرجال الرماة رجال القنص * وأخرج
سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي جمرة قال قلت لابن عباس قال القسورة
الأسد فقال ما أعلمه بلغة أحد من العرب الا سدهم عصبة الرجال * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة كأنهم حمر
مستنفرة فرت من قسورة قال وحشية فرت من رماتها * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير فرت من
قسورة قال القناص * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد فرت من قسورة قال القناص الرماة * وأخرج عبد بن
حميد عن أبي مالك قال القسورة الرماة * وأخرج الخطيب في تاريخه عن عطاء بن أبي رباح مثله * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال القسورة النبل * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس من قسورة قال من
حبال الصيادين * وأخرج سفيان بن عيينة في تفسيره وعبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس من قسورة
قال هو ركز الناس يعنى أصواتهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله من قسورة قال هم بلسان العرب
الأسد وبلسان الحبشة قسورة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي هريرة في قوله فرت من
قسورة قال الأسد * قوله تعالى (بل يريد) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن السدى عن أبي
صالح قال قالوا ان كان محمد صادقا فليصبح تحت رأس كل رجل منا صحيفة فيها براءته وأمنته من النار فنزلت
بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه بل يريد
كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة قال إلى فلان بن فلان من رب العالمين يصبح عند رأس كل رجل صحيفة
موضوعة يقرؤها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله بل يريد كل امرئ منهم
أن يؤتى صحفا منشرة قال قد قال قائلون من الناس لمحمد صلى الله عليه وسلم ان سرك ان نتابعك فائتنا بكتاب خاصة
يأمرنا باتباعك وفي قوله كلا بل لا يخافون الآخرة قال ذلك الذي أضحك بالقوم وأفسدهم انهم كانوا لا يخافون
الآخرة ولا يصدقون بها وفي قوله كلا انها تذكرة قال هذا القرآن وفي قوله هو أهل التقوى وأهل المغفرة قال إن
ربنا محقوق ان تتقى محارمه وهو أهل ان يغفر الذنوب الكثيرة لعباده * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضى
286

الله عنه؟؟ لا بل لا يخافون الآخرة قال هذا الذي فضحهم * وأخرج أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن
ماجة والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عدي والحاكم وصححه وابن مردويه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية هو أهل التقوى وأهل المغفرة فقال قد قال ربكم أنا أهل ان اتقى فمن لم يجعل
معي إلها فانا أهل ان أغفر له * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن دينار قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه
وابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم يقولون سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله الله هو أهل التقوى
وأهل المغفرة قال يقول الله أنا أهل أن اتقى فلا يجعل معي شريك فإذا اتقيت ولم يجعل معي شريك فانا أهل ان
أغفر ما سوى ذلك * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال الله أنا أكرم وأعظم عفوا من أن استر على عبد لي في الدنيا ثم أفضحه بعد أن سترته ولا أزال أغفر
لعبدي ما استغفرني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى انى لأجدني استحيى من عبدي يرفع يديه
إلى ثم أردهما قالت الملائكة الهنا ليس لذلك باهل قال الله لكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم انى قد غفرت
له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول الله انى لأستحي من عبدي وأمتي يشيبان في الاسلام ثم أعذبهما بعد
ذلك في النار * (سورة القيامة مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال نزلت سورة القيامة
وفي لفظ نزلت لا أقسم بيوم القيامة بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال نزلت سورة لا أقسم بمكة
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال حدثنا أن عمر بن الخطاب قال من سال عن يوم القيامة فليقرأ
هذه السورة والله أعلم * قوله تعالى (لا أقسم بيوم القيامة) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن
جبير في قوله لا أقسم بيوم القيامة يقول أقسم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن
جبير قال سالت ابن عباس عن قوله لا أقسم بيوم القيامة قال يقسم ربك بما شاء من خلقه قلت ولا أقسم بالنفس
اللوامة قال من النفس الملومة قلت أيحسب الانسان ان لن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نستوي بنانه قال لو شاء
لجعله خفا أو حافرا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة لا أقسم بيوم القيامة قال يقسم الله بما شاء من
خلقه ولا أقسم بالنفس اللوامة الفاجرة قال يقسم بها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
في قوله بالنفس اللوامة قال المذمومة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس بالنفس اللوامة قال التي
تلوم على الخير والشر تقول لو فعلت كذا وكذا * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس بالنفس اللوامة قال تندم على
ما فات وتلوم عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد بالنفس اللوامة قال تندم على ما فات وتلوم عليه
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس عن الحسن ولا أقسم بالنفس اللوامة قال إن المؤمن لا؟ رآه
الا يلوم نفسه ما أردت بكلمتي ما أردت بأكلتي ما أردت بحديثي نفسي ولا أراه الا يعاتبها وان الفاجر يمضى قد مالا
يعاتب نفسه * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس بلى قادرين على أن نسوي بنانه قال نجعلها كفا ليس فيه
أصابع * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس بلى قادرين على أن نسوي بنانه قال لو
شاء لجعله كخف البعير أو كحافر الحمار ولكن جعله الله خلقا سويا حسنا جميلا تقبض به وتبسط به يا ابن آدم
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد عن أن نسوي بنانه قال يجعل رجليه كخف البعير فلا يعمل
بها شيئا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة على أن نسوي بنانه قال إن شاء رده مثل خف البعير حتى لا ينتفع
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك على أن نسوي بنانه قال يجعل رجليه كخف البعير فلا يعمل بهما
شيئا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة على أن نسوي بنانه قال إن شاء رده مثل خف الجمل حتى لا ينتفع به
* وأخرج ابن المنذر عن الضحاك على أن نسوي بنانه قال على أن نجعل يديه ورجليه مثل خف البعير * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه انه قرأ هذه الآية بلى قادرين على أن نسوي بنانه فقال إن
الله أعف مطعم ابن آدم ولم يجعله خفا ولا سافرا فهو يأكل بيديه فيتقي بها وسائر الدواب انما يتقى الأرض بفمه
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله بل يريد الانسان ليفجر أمامه قال يمضى قدما * وأخرج
287

ابن أبي حاتم وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله بل يريد الانسان ليفجر أمامه قال هو الكافر يكذب
بالحساب * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله بل يريد الانسان ليفجر أمامه يعنى الامل
يقول اعمل ثم أتوب * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الامل والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما
بل يريد الانسان ليفجر أمامه قال يقدم الذنب ويؤخر التوبة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد
رضي الله عنه بل يريد الانسان ليفجر أمامه قال يمضى امامه راكبا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن
بل يريد الانسان ليفجر أمامه قال يمشى قدما في معاصي الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
قتادة بل يريد الانسان ليفجر امامه قال لا تلقى ابن آدم الا تنزع نفسه إلى معصية الله قدما قدما الا من عصم الله وفي
قوله يسأل أيان يوم القيامة يقول متى يوم القيامة * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله بل يريد الانسان ليفجر أمامه قال يقول
سوف أتوب يسال أيان يوم القيامة قال يقول متى يوم القيامة قال فبين له إذا برق البصر * وأخرج ابن جرير
عن ابن عباس في قوله فإذا برق البصر يعنى الموت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
قتادة رضي الله عنه فإذا برق البصر يعنى الموت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة
فإذا برق البصر قال شخص البصر وخسف القمر يقول ذهب ضوءه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
عن مجاهد في قوله فإذا برق البصر قال عند الموت وخسف القمر وجمع الشمس والقمر قال كورا يوم القيامة
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله وجمع الشمس والقمر قال كورا يوم القيامة * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر عن عطاء بن يسار في قوله وجمع الشمس والقمر قال يجمعان يوم القيامة ثم يقذفان في البحر
فيكون نار الله الكبرى * وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر عن عبد الله بن خالد قال قرأها ابن عباس أين
المفر بنصب الميم وكسر الفاء قال وقرأها يحيى بن وثاب أين المفر بنصب الميم والفاء * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي
الدنيا في كتاب الأهوال وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عن ابن عباس في قوله لا وزر قال لا حصن
ولا ملجأ وفي لفظ لا حرز وفي لفظ لا جبل * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن
قوله لا وزر قال الوزر الملجأ قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عمرو بن كلثوم وهو يقول
لعمرك ما ان له صخرة * لعمرك ما ان له من وزر
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الأهوال وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله لا وزر قال لا حصن
* وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وعطية وأبى قلابة مثله * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله كلا
لا وزر قال كانت العرب إذا نزل بهم الامر الشديد قالوا الوزر الوزير فلما أن جاء الله بالاسلام قال كلا لا وزر قال لا جبل
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن قال كان الرجل يكون في ماشيته فتأتيه الخيل بغتة فيقول له صاحبه
الوزر الوزير أي اقصد الجبل فتحصن به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله لا وزر قال لا جبل
* وأخرج عبد بن حميد عن أبي قلابة لا وزر قال لا غار لا ملجأ * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك لا ورز قال لا جبل
محرزة * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله لا وزر قال لا وزر يعنى الجبل بلغة حمير * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير عن مطرف لا وزر قال لا جبل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال لا وزر قال لا جبل ولا حرز
ولا ملجا ولا منجأ لي ربك يومئذ المستقر قال المنتهى ينبأ الانسان يومئذ بما قدم قال من طاعة الله وأخر قال وما
ضيع من حق الله * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وإبراهيم ينبأ الانسان يومئذ بما قدم
وأخر قال بأول عمله وآخره * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال بما قدم من الذنوب والشر والخطايا
وما أخر من الخير * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله ينبأ الانسان
يومئذ بما قدم وأخر بما قدم من عمله وما أخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شر * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس ينبأ الانسان يومئذ بما قدم وأخر قال بما عمل قبل موته وما يسن فعمل به بعد موته * وأخرج
ابن المنذر عن أبي صالح في قوله ينبأ الانسان يومئذ بما قدم وأخر قال قدم من حسنة أو أخر من سنة حسنة عمل بها
288

بعده علما علمه صدقة أمر بها * واخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ينبأ الانسان يومئذ بما قدم وأخر يقول بها
قدم من المعصية وأخر من الطاعة فينبأ بذلك * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين عن الحسن في قوله ينبأ
الانسان يومئذ بما قدم وأخر قال ينزل ملك الموت عليه مع حفظة فيعرض عليه الخير والشر فإذا رأى حسنة هش
وأشرق وإذا رأى سيئة غض وقطب * وأخرج ابن أبي الدنيا عن مجاهد قال بلغنا ان نفس المؤمن لا تخرج حتى
يعرض عليه عمله خيره وشره * قوله تعالى (بل الانسان على نفسه بصيرة) الآية * أخرج عبد الرزاق وابن جرير
وابن المنذر من طرق عن ابن عباس في قوله بل الانسان على نفسه بصيرة قال الانسان شهيد على نفسه وحده
ولو ألقى معاذيره قال ولو اعتذر * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله بل الانسان على نفسه بصيرة قال شاهد عليها بعملها ولو ألقى معاذيره قال لو اعتذر
يومئذ بباطل لم يقبل الله ذلك منه يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد على نفسه
بصيرة ولو ألقى معاذيره قال لو جادل عنها هو بصير عليها * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك ولو ألقى معاذيره قال حجته
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عمران بن جبير قال قلت لعكرمة بل الانسان على نفسه بصيرة
ولو ألقى معاذيره فسكت وكان يستاك فقلت ان الحسن قال يا ابن آدم عملك أحق بك قال صدقت * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر عن قتادة بل الانسان على نفسه بصيرة قال إذا شئت رأيته بصيرا بعيون الناس غافلا عن عيبه قال
وكان يقال في الإنجيل مكتوب يا ابن آدم أتبصر القداة في عين أخيك ولا تبصر الجذل المعترض في عينك * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس بل الانسان على نفسه بصيرة قال سمعه وبصره ويده ورجليه
وجوارحه ولو ألقى معاذيره قال ولو تجرد من ثيابه * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك ولو ألقى معاذيره قال ستوره
بلغة أهل اليمن * قوله تعالى (لا تحرك به لسانك) الآيات * أخرج الطيالسي وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم
والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والطبراني وابن مردويه وأبو
نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة وكان
يحرك به لسانه وشفتيه مخافة ان يتفلت منه يريد ان يحفظه فأنزل الله لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه
وقرآنه قال يقول إن علينا ان نجمعه في صدرك ثم تقرؤه فإذا قرأناه يقول إذا أنزلناه عليك فاتبع قرآنه فاستمع له
وأنصت ثم إن علينا بيانه بينه بلسانك وفي لفظ علينا ان نقرأه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه
جبريل أطرق وفي لفظ استمع فإذا ذهب قرأ كما وعده الله عز وجل * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن
عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه القرآن تعجل بقراءته ليحفظه فنزلت هذه الآية لا تحرك به
لسانك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم ختم سورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم * وأخرج ابن
جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفتر عن القرآن مخافة أن ينساه فقال
الله لا تحرك به لسانك ان علينا جمعه ان نجمعه لك وقرآنه ان تقرأه فلا تنسى فإذا قرأناه عليك فاتبع قرآنه يقول
إذا يتلى عليك فاتبع ما فيه ثم إن علينا بيانه يقول حلاله وحرامه فذلك بيانه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس فإذا قرأناه قال بيناه فاتبع قرآنه يقول اعمل به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن مجاهد في قوله لا تحرك به لسانك قال كان يستذكر القرآن مخافة النسيان فقيل له كفيناكه يا محمد
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة لا تحرك به لسانك لتعجل به قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يحرك
لسانه بالقرآن مخافة النسيان فأنزل الله ما تسمع ان علينا جمعه وقرآنه يقول إن علينا حفظه وتأليفه فإذا قرأناه
فاتبع قرآنه يقول اتبع حلاله واجتنب حرامه ثم إن علينا بيانه قال بيان حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته * قوله
تعالى (كلا بل تحبون العاجلة) الآية * أخرج سعيد بن منصور عن مجاهد انه كان يقرأ كلا بل يحبون العاجلة
ويذرون الآخرة * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ كلا بل تحبون العاجلة بالتاء وتذرون الآخرة بالتاء
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله كلا بل يحبون العاجلة ويذرون الآخرة قال اختار أكثر الناس العاجلة
الا من رحم الله وعصم * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله كلا بل يحبون العاجلة
289

قال عملت لهم الدنيا سناها وخيرها وغيبت عنهم الآخرة * قوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)
* أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وجوه يومئذ ناضرة قال ناعمة * وأخرج ابن المنذر والآجري في
الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عن ابن عباس في قوله وجوه يومئذ ناضرة قال يعنى حسنها إلى
ربها ناظرة قال نظرت إلى الخالق * وأخرج ابن المنذر والآجري عن محمد بن كعب القرظي في قوله وجوه يومئذ
ناضرة قال نضر الله تلك الوجوه وحسنها للنظر إليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم واللالكائي
عن مجاهد وجوه يومئذ ناضرة قال مسرورة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي صالح وجوه يومئذ ناضرة
قال بهجة لما هي فيه من النعمة * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك وجوه يومئذ ناضرة قال النضارة لبياض
والصفاء إلى ربها ناظرة قال ناظرة إلى وجه الله * وأخرج ابن المنذر والآجري واللالكائي والبيهقي عن عكرمة
وجوه يومئذ ناضرة قال ناضرة من النعيم إلى ربها ناظرة قال تنظر إلى الله نظرا * وأخرج الدارقطني والآجري
واللالكائي والبيهقي عن الحسن في الآية قال النضرة الحسن نظرت إلى ربها فنضرت بنوره * وأخرج ابن
جرير عن الحسن وجوه يومئذ ناضرة يقول حسنة إلى ربها ناظرة قال تنظر إلى الخالق * وأخرج عبد بن حميد عن
عكرمة في قوله وجوه يومئذ ناضرة قال مسرورة إلى ربها ناظرة قال انظر ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه
ان لو جعل نورا أعين جميع خلق الله من الإنس والجن والدواب وكل شئ خلق الله فجعل نورا عينهم في عيني عبد
من عباده ثم كشف عن الشمس سترا واحدا ودونها سبعون سترا ما قدر على أن ينظر إلى الشمس والشمس جزء
من سبعين جزأ من نور الكرسي والكرسي جزء من سبعين جزأ من نور العرش والعرش جزء من سبعين جزأ من نور
الستر قال عكرمة انظروا ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه ان نظر إلى وجه الرب الكريم عيانا * وأخرج
ابن مردويه عن ابن عباس في قوله وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قال تنظر إلى وجه ربها * وأخرج ابن
مردويه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة
قال ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حد محدود ولا صفة معلومة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي
وابن جرير وابن المنذر والآجري في الشريعة والدارقطني في الرؤية والحاكم وابن مردويه واللالكائي في
السنة والبيهقي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أدنى أهل الجنة منزلا لمن ينظر إلى جنانه
وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية ثم قرأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوه يومئذ ناضرة قال البياض والصفاء إلى ربها ناظرة قال تنظر كل يوم في وجه الله
* وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي والدار قطني في الرؤية والبيهقي في الأسماء
والصفات عن أبي هريرة قال قال الناس يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تضارون في الشمس ليس
دونها سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك يحب مع الله الناس فيقول من كان يعبد شيئا
فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد
الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون فيقول أنا ربكم
فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا أتانا ربنا عرفناه فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون
فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ويضرب جسر جهنم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكون أول
من يجيز ودعاء الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفيه كلاليب مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها الا الله
فتخطف الناس بأعمالهم منهم الموبق بعمله ومنهم المخردل ثم ينجو حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد
أن يخرج من النار من أراد أن يخرجه ممن كان يشهد ان لا إله إلا الله أمر الملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم
بآثار السجود فيخرجونهم قد امتحشوا فيصب عليهم ماء يقال له ماء الحياة فينبتون نبات الحبة في جميل السيل
ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار فيقول يا رب قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فاصرف وجهي عن النار
فلا يزال يدعو الله فيقول لعلى ان أعطيتك ذلك تسألني غيره فيقول لا وعزتك لا أسالك غيره فيصرف وجهه عن
النار ثم يقول بعد ذلك يا رب قربني إلى باب الجنة فيقول أليس قد زعمت لا تسألني غيره ويلك يا ابن آدم ما أغدرك
290

فلا يزل يدعو فيقول لعلى ان أعطيتك ذلك تسألني غيره فيقول لا وعزتك لا أسالك غيره فيعطى الله من عهود
ومواثيق أن لا يسأله غيره فيقربه إلى باب الجنة فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت فيقول رب أدخلني
الجنة فيقول أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فيقول رب لا تجعلني أشقى خلقك
فلا يزال يدعو حتى يضحك الله عز وجل فإذا ضحك منه أذن له في الدخول فيها فإذا دخل فيها قيل له تمن من كذا فيتمنى
ثم يقال له تمن من كذا فيتمنى حتى تنقطع به الأماني فيقول هذا لك ومثله معه قال أبو هريرة وذلك الرجل آخر أهل
الجنة دخولا الجنة قال وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة لا يغير عليه شيئا من حديثه حتى انتهى إلى قوله هذا
لك ومثله معه قال أبو سعيد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا لك وعشرة أمثاله قال أبو هريرة حفظت
ومثله معه * وأخرج الدارقطني في الرؤية عن أبي هريرة قال سال الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا
يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحاب قالوا لا يا رسول الله
قال فهل تضارون في رؤية الشمس عند الظهيرة ليست في سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فوالذي نفسي بيده لا
تضارون في رؤية ربكم عز وجل كما لا تضارون في رؤيتهما فيلقى العبد فيقول يا عبدي ألم أكرمك ألم أسودك
ألم أزوجك ألم أسخر لك الخيل والإبل وأتركك ترأس وتربع فيقول بلى يا رب قال فاليوم أنساك كما نسيتني ثم
يلقى الثاني فيقول ألم أسودك ألم أزوجك ألم أسخر لك الخيل والإبل وأتركك ترأس وتربع فيقول بلى يا رب قال
أفظننت انك ملاقي قال لا يا رب قال فاليوم أنساك كما نسيتني قال ثم يلقى الثالث فيقول ما أنت فيقول أنا عبدك
آمنت بك وبنبيك وبكتابك وصمت وصليت وتصدقت ويثني بخير ما استطاع فيقال له الا نبعث عليك شاهدا
فيفكر في نفسه من الذي يشهد على قال فيختم على فيه ويقال لفخذه انطقي فينطق فخذه ولحمه وعظمه بما كان
يعمل ذلك المنافق وذلك بعذر من نفسه وذلك الذي يسخط الله عليه ثم ينادى مناد الا اتبعت كل أمة ما كانت
تعبد فيتبع أولياء الشيطان الشيطان واتبعت اليهود والنصارى أولياءهم إلى جهنم ثم نبقى أيها المؤمنون
فيأتينا ربنا عز وجل وهو ربنا فيقول علام هؤلاء قيام فيقولون نحن عباد الله المؤمنون عبدناه وهو ربنا وهو
آتينا ومئيبنا وهذا مقامنا فيقول الله عز وجل أنا ربكم فامضوا فيوضع الجسر وعليه كلاليب من نار تخطف
الناس فعند ذلك حلت الشفاعة أي اللهم سلم فإذا جاوز الجسر فمن أنفق زوجا من المال مما يملك في سبيل الله
وكل خزنة الجنة يدعوه يا عبد الله يا مسلم هذا خير فتعال قال أبو بكر يا رسول الله ان ذلك العبد لا توى عليه يدع بابا
ويلج من آخر فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على منكبيه وقال ولذي نفسي بيده انى لأرجو أن تكون منهم
* وأخرج الدارقطني في الرؤية عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جمع الله الأولين والآخرين
يوم القيامة جاء الرب عز وجل إلى المؤمنين فوقف عليهم والمؤمنون على كوم فيقول هل تعرفون ربكم عز وجل
فيقولون ان عرفنا نفسه عرفناه فيقول لهم الثانية هل تعرفون ربكم فيقولون ان عرفنا نفسه عرفناه فيتجلى لهم
عز وجل فيضحك في وجوههم فيخرون له سجدا * وأخرج النسائي والدارقطني وصححه عن أبي هريرة قال قلنا
يا رسول الله هل نرى ربنا قال هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه وترون القمر في ليلة لا غيم فيها قلنا نعم قال فإنكم
سترون ربكم عز وجل حتى أن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة فيقول عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا فيقول ألم
تغفر لي فيقول بمغفرتي صرت إلى هذا * وأخرج الدارقطني عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ترون
الله عز وجل يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر أو كما ترون الشمس ليس دونها سحاب * وأخرج أحمد وعبد بن
حميد والدارقطني عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ليتجلى للناس عامة ويتجلي لأبي بكر خاصة * وأخرج
أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والدارقطني والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال قلنا يا رسول الله
هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس فيه سحاب قلنا لا يا رسول الله
قال هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس في سحاب قالوا لا يا رسول الله قال ما تضارون في رؤيته
يوم القيامة الا كما تضارون في رؤية أحدهما * واخرج عبد بن حميد والدارقطني وابن مردويه عن أبي
موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الله الأمم يوم القيامة بصعيد واحد فإذا أراد الله
291

عز وجل ان يصدع بين خلقه مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون فيتبعونهم حتى يقحموهم النار ثم يأتينا ربنا
عز وجل ونحن على مكان رفيع فيقول من أنتم فيقولون نحن المسلمون فيقول ما تنتظرون فيقولون ننتظر ربنا
عز وجل فيقول وهل تعرفونه ان رأيتموه فيقولون نعم فيقول كيف تعرفونه ولم تروه فيقولون نعرفه انه
لا عدل له فيتجلى لنا ضاحكا ثم يقول أبشروا يا معشر المسلمين فإنه ليس منكم أحد الا جعلت له مكانه في النار
يهوديا أو نصرانيا * وأخرج ابن عساكر عن أبي موسى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان يوم
القيامة مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا ويبقى أهل التوحيد فيقال لهم ما تنظرون وقد ذهب الناس
فيقولون ان لنا لربا كنا نعبده في الدنيا لم نره قال وتعرفونه إذا رأيتموه فيقولون نعم فيقال لهم وكيف تعرفونه ولم تروه
قالوا انه لا شبيه له قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تبارك وتعالى فيخرون له سجدا ويبقى أقوام في
ظهورهم مثل صياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون فذلك قول الله عز وجل يوم يكشف عن ساق
ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ويقول الله عز وجل عبادي ارفعوا رؤسكم فقد جعلت بدل وفي لفظ فداء
كل رجل منكم رجلا من اليهود أو النصارى في النار * وأخرج الدارقطني عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما من أحد لا ويخلو الله به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر * وأخرج الدارقطني عن عبد الله بن عمرو قال
ليخلون الله عز وجل بكم يوم القيامة واحدا واحدا في المسألة حتى تكونوا في القرب منه أقرب من هذا وأشار إلى
شئ قريب * وأخرج الدارقطني عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم القيامة أول يوم نظرت فيه عين إلى
الله عز وجل * وأخرج أحمد ومسلم والدارقطني من طريق أبى الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يسال عن الورود
فقال نحن يوم القيامة على كوم فوق الناس فتدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد الأول فالأول ثم يأتينا ربنا بعد
ذلك فيقول ما تنتظرون فيقولون ننتظر ربنا فيقول أنا ربكم فيقولون حتى تنظر إليك فيتجلى لهم يضحك فينطلق
بهم ويتبعونه ويعطى كل انسان منهم نورا * وأخرج الدارقطني عن جابر عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يتجلى لنا ربنا عز وجل ينظرون إلى وجهه فيخرون له سجدا فيقول ارفعوا رؤسكم فليس هذا بيوم
عبادة * وأخرج الدارقطني عن جابر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ليتجلى للناس عامة ويتجلي لأبي بكر
الصديق خاصة * وأخرج الدارقطني والخطيب عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه هذه الآية وجوه يومئذ
ناضرة إلى ربها ناظرة قال والله ما نسخها منذ أنزلها يزورون ربهم تبارك وتعالى فيطعمون ويسقون ويتطيبون
ويحلون ويرفع الحجاب بينه وبينهم فينظرون إليه وينظر إليهم عز وجل وذلك قوله عز وجل لهم رزقهم فيها
بكرة وعشيا * وأخرج الدارقطني عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة رأى
المؤمنون ربهم عز وجل فأحدثهم عهدا بالنظر إليه في كل جمعة ويراه المؤمنات يوم الفطر ويوم النحر * وأخرج
الدارقطني عن أنس قال بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال أتاني جبريل وفي يده كالمرآة البيضاء
في وسطها كالنكتة السوداء قلت يا جبريل ما هذا قال هذا يوم الجمعة يعرض عليك ربك ليكون لك عيدا ولامتك
من بعدك قلت يا جبريل فما هذه النكتة السوداء قال هذه الساعة وهي تقوم في يوم الجمعة وهو سيد أيام الدنيا
ونحن ندعوه في الجنة يوم المزيد قلت يا جبريل ولم تدعونه يوم المزيد قال لان الله عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح
من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة ينزل ربنا على كرسي إلى ذلك الوادي وقد حف العرش بمنابر من ذهب مكللة
بالجوهر وقد حفت تلك المنابر بكراسي من نور ثم يأذن لأهل الغرفات فيقبلون يخوضون كثائب المسك إلى
الركب عليهم أسورة الذهب والفضة وثياب السندس والحرير حتى ينتهوا إلى ذلك الوادي فإذا اطمأنوا فيه
جلوسا بعث الله عز وجل عليهم ريحا يقال لها المثيرة فثارت ينابيع المسك الأبيض في وجوههم وثيابهم
وهم يومئذ جرد مرد مكحلون أبناء ثلاث وثلاثين يضرب جمامهم إلى سررهم على صورة آدم يوم خلقه الله
عز وجل فينادى رب العزة تبارك وتعالى رضوان وهو حازن الجنة فيقول يا رضوان ارفع الحجب بيني وبين عبادي
وزواري فإذا رفع الحجب بينه وبينهم فرأوا بهاءه ونوره هبوا له سجودا فيناديهم عز وجل بصوت ارفعوا
رؤسكم فإنما كانت العبادة في الدنيا وأنتم اليوم في دار الجزاء سلوني ما شئتم فانا ربكم الذي صدقتكم وعدى
292

وأتممت عليكم نعمتي فهذا محل كرامتي فسلوني ما شئتم فيقولون ربنا وأي خير لم تفعله بنا الست الذي أعنتنا على
سكرات الموت وآنست منا الوحشة في ظلمات القبور وآمنت روعتنا عند النفخة في الصور ألست أقلتنا عثراتنا
وسترت علينا القبيح من فعلنا وثبت على جسر جهنم أقدامنا ألست الذي أدنيتنا في جوارك وأسمعتنا من لذاذة
منطقك وتجليت لنا بنورك فأي خير لم تفعله بنا فيعود عز وجل فيناديهم بصوته فيقول أنا ربكم الذي صدقتكم
وعدى وأتممت عليكم نعمتي فسلوني فيقولون نسألك رضاك فيقول رضاي عنكم أقلتكم عثراتكم وسترت عليكم
القبيح من أموركم وأدنيت منى جواركم وأسمعتكم لذاذة منطقي وتجليت لكم بنوري فهذا محل كرامتي فسلوني
فيسألونه حتى تنتهى مسألتهم ثم يقول عز وجل سلوني فيسألونه حتى تنتهى رغبتهم ثم يقول عز وجل سلوني
فيقولون رضينا ربنا وسلمنا فيزيدهم من مزيد فضله وكرامته ويزيد زهرة الجنة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا
خطرت على قلب بشر ويكون كذلك حتى مقدار متفرقهم من الجمعة قال أنس فقلت بابى وأمي يا رسول الله وما
مقدار تفرقهم قال كقدر الجمعة إلى الجمعة قال يحمل عرش ربنا العليون معهم الملائكة والنبيون ثم يؤذن لأهل
الغرفات فيعودون إلى غرفهم وهم غرفتان زمردتان خضراوان وليسوا إلى شئ أشوق منهم إلى يوم الجمعة لينظروا
إلى ربهم وليزيدهم من مزيد فضله وكرامته قال أنس سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بيني وبينه
أحد * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند والحاكم عن لقيط بن عامر أنه خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم قال فخرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم حين انصرف من صلاة الغداة فقام في الناس خطيبا فقال أيها الناس الا انى قد خبأت لكم صوتي منذ
أربعة أيام لأسمعكم ألا فهل من امرئ بعثه قومه فقالوا اعلم لنا ما يقول رسول الله الاثم لعله ان يلهيه حديث نفسه أو
حديث صاحبه أو يلهيه الضلال الا انى مسؤول هل بلغت الا اسمعوا تعيشوا الا اجلسوا الا جلسوا قال فجلس الناس
وقمت أنا وصاحبي حتى إذا فرغ لنا فؤاده وبصره قلنا يا رسول الله ما عندك من علم الغيب فضحك لعمر الله وهز
رأسه وعلم انى الفتى فقال ضن ربك عز وجل بمفاتيح خمس من الغيب لا يعلمها الا الله وأشار بيده قلت وما هن قال
علم المنية قد علم متى منية أحدكم ولا تعلمونه وعلم ما في الغد ما أنت طاعم غدا ولا تعلمه وعلم يوم الغيم يشرف عليكم
إذا قنطتم مشفقين فيظل يضحك قد علم أن 7 غيركم إلى قريب قال لقيط قلت لن نعدم من رب يضحك خيرا وعلم يوم
الساعة قلت يا رسول الله علمنا منا يعلم الناس وما يعلم صاحبي فانا في قبيل لا يصدقون تصديقنا من أحاد من مذحج التي
قربوا علينا وخثعم التي توالينا وعشيرتنا التي نحن منها قال تلبثون ما لبثتم ثم يتوفى نبيكم ثم تلبثون ما لبثتم ثم تبعث
الصائحة لعمر الهك ما تدع على ظهرها من شئ الا مات والملائكة الذين مع ربك عز وجل فأصبح ربك عز وجل
يطوف في البلاد وقد خلت عليه البلاد فأرسل ربك السماء بمهضب من عند العرش ولعمر الهك ما تدع على ظهرها
من مصدع قتيل ولا مدفن ميت الا شقت الأرض عنه حتى تجعله من عند رأسه فيستوي جالسا يقول ربك مهيم لما كان
فيه يقول يا رب أمس اليوم ولعهده بالحياة يحسبه حديثا باهله فقلت يا رسول الله كيف يجمعنا بعدما تمزقنا الرباح
والبلى والسباع قال أنبئك بمثل ذلك من آلاء الله الأرض أشرفت عليها وهي مذرة بالية فقلت لا تحيا أبدا ثم أرسل
ربك عليها السماء فلم تلبث عنك الا أياما حتى أشرفت عليها وهي سرية واحدة ولعمر الهك لهو أقدر على أن
يجمعهم من الماء وعلى أن يجمعهم من نبات الأرض فيخرجون من الأصواء أو من مصارعهم فينظرون إليه
وينظر إليهم قلت يا رسول الله وكيف ونحن ملء الأرض وهو شخص واحد ينظر إلينا وننظر إليه قال أنبئك بمثل ذلك
من آلاء الله الشمس والقمر آية منه صغيرة ترونهما ويريانكم ساعة واحدة وتريانهما لا تضارون في رؤيتهما
ولعمر الهك لهو أقدر على أن يراكم وترونه أو ترونهما ويريانكم لا تضارون في رؤيتهما قلت يا رسول الله فما
يفعل بنا ربنا إذا لقيناه قال تعرضون عليه بادية له صفحاتكم لا تخفى عليه منكم خافية فيأخذ ربك بيده غرفة من
ماء فينضح قبلكم بها فلعمر الهك ما يخطى وجه أحد منه قطرة فاما المسلم فتدع وجهه مثل الربطة البيضاء وأما
الكافر فتخطمه بمثل الحميم الأسود ألا ثم ينصرف نبيكم صلى الله عليه وسلم ويصرف على أثره الصالحون فيسلكون
جسرا من النار فيظل أحدكم يقول حس يقول ربك أو أنه فتطلعون على حوض الرسول على أظمأ والله ناهلة
293

قط رأيتها ولعمر الهك ما يبسط واحد منكم يده الا وقع عليها قرح بطهره من 7 الطرف والبول والأذى ويحبس
الشمس والقمر ولا ترون منهما واحدا قلت يا رسول الله فيما تبصر قال بمثل بصرك ساعتك هذه وذلك قبل طلوع
الشمس في يوم أشرقت الأرض قلت يا رسول الله فما يجزى من حسناتنا وسيئاتنا قال الحسنة بعشر أمثالها
والسيئة بمثلها الا أن يعفو ربك قلت يا رسول الله ما الجنة وما النار قال لعمر الهك اما للنار فسبعة أبواب ما منهن باب
الا يسير الراكب فيها سبعين عاما قلت يا رسول الله فعلام نطلع من الجنة قال على أنهار من عسل مصفى وأنهار
من كأس ما بها من صداع ولا ندامة وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وماء غير آسن وفاكهة لعمر الهك ما تعلمون
وخير من مثله معه وأزواج مطهرة قلت يا رسول الله ولنا فيها أزواج قال الصالحات للصالحين تلذونهم بمثل لذاتكم
في الدنيا ويتلذذن بكم غير أن لا توالد قال لقيط فقلت أقصى ما نحن بالغون ومنتهون إليه قلت يا رسول الله علام
أبايعك فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال على أقام الصلاة وإيتاء الزكاة وزيال الشرك وان لا تشرك بالله
شيئا غيره قلت وان لنا ما بين المشرق والمغرب فقبض النبي صلى الله عليه وسلم يده وبسط أصابعه وظن انى مشترط
شيئا لا يعطينه قلت نحل منها حيث شئنا ولا يجنى على امرئ الا نفسه فبسط يده وقال ذلك لك تحله حيث شئت ولا
يجنى عليك الا نفسك قال فانصرفنا وقال لنا ان هذين لعمر الهك من أتقى الناس في الدنيا والآخرة فقال له كعب من
هم يا رسول الله قال بنو المنتقف أهل ذلك فانصرفنا وأقبلت عليه فقلت يا رسول الله هل لأحد فيما مضى من خير في
جاهليتهم قال قال رجل من عرض قريش والله ان أباك المنتقف لفي النار قال فلكأنه وقع من بين جلدي
ووجهي مما قال لأبي على رؤس الناس فهممت ان أقول وأبوك يا رسول الله ثم قلت يا رسول الله وأهلك قال
وأهلي لعمر الله ما أتيت عليه من قبر عامري أو قرشي مشرك فقل أرسلني إليك محمد فأبشرك بما يسوءك
تجر على وجهك وبطنك في النار قلت يا رسول الله ما فعل بهم ذلك وقد كانوا على عمل لا يحسنون الا إياه وقد
كانوا يحسبون انهم مصلحون قال ذلك بما قال بان الله بعث في آخر كل سبع أمم نبيا فمن عصى نبيه كان من
الضالين ومن أطاع نبيه كان من المهتدين * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود وابن ماجة عن أبي رزين قال قلت
يا رسول الله أكلنا يرى ربه يوم القيامة مخليا به قال نعم قلت ما آية ذلك قال أليس كلكم يرى القمر ليلة البدر
مخليا به قلت بلى قال فالله أعظم * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال أول من ينظر إلى الله تبارك
وتعالى الأعمى * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن موسى بن صالح بن الصباح رضي الله عنه قال إذا كان يوم
القيامة يؤتى باهل ولاية الله فيقومون بين يديه ثلاثة أصناف فيؤتى برجل من الصنف الأول فيقول عبدي لماذا
عملت فيقول يا رب خلقت الجنة وأشجارها وثمارها وأنهارها وحورها ونعيمها وما أعددت لأهل طاعتك فيها
فأسهرت ليلى وأظمأت نهاري شوقا إليها فيقول عبدي انما عملت للجنة فأدخلها ومن فضلي عليك ان أعتقك من
النار فيدخلها هو ومن معه ثم يؤتى بالصنف الثاني فيقول عبدي لما عملت فيقول يا رب خلقت نارا وخلقت
أغلالها وسعيرها وسمومها ويحمومها وما أعددت لأعدائك ولأهل معصيتك فيها فأسهرت ليلى وأظمأت نهاري
خوفا منها فيقول عبدي انما عملت خوفا من النار فإني أعتقتك من النار ومن فضلي عليك أدخلتك جنتي فيدخل
هو ومن معه الجنة ثم يؤتى برجل من الصنف الثالث فيقول عبدي لماذا عملت فيقول ربى حبا لك وشوقا إليك
وعزتك لقد أسهرت ليلى وأظمأت نهاري شوقا إليك وحبا لك فيقول الله عبدي انما عملت شوقا إلى وحبا لي
فيتجلى له الرب فيقول ها أنا ذا أنظر إلى ثم يقول فضلي عليك ان أعتقك من النار وأبيحك جنتي وأزيرك
ملائكتي وأسلم عليك بنفسي فيدخل هو ومن معه الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة والنسائي والبيهقي في الأعمال
والصفات عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهؤلاء لدعوات
اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خير إلى وتوفني إذا كانت الوفاة خير إلى اللهم أسألك
خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحكم في الغضب والرضا وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك
نعيما لا يبيد وقرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى
وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين
294

* وأخرج البيهقي عن زيد بن ثابت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه دعاء وأمره ان يتعاهده ويتعاهد به
أهله كل يوم قال حين تصبح لبيك اللهم لبيك لبيك وسعديك والخير في يديك ومنك وبك واليك اللهم ما قلت من
قول أو حلفت من حلف أو نذرت من نذر فمشيئتك بين يدي ذلك ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن لا حول ولا قوة الا بك
انك على كل شئ قدير اللهم ما صليت من صلاة فعلى من صليت وما لعنت من لعن فعلى من لعنت أنت وليي في الدنيا
والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين أسالك اللهم الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى
وجهك وشوقا إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة أعوذ بك ان أظلم أو أظلم أو اعتدى أو يعتدى على أو
أكسب خطيئة أو ذنبا لا تغفره اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة ذا الجلال والاكرام فإني أعهد
إليك في هذه الحياة الدنيا وأشهدك وكفى بك شهيدا انى أشهد أن لا اله الا أنت وحدك لا شريك لك لك الملك ولك
الحمد وأنت على كل شئ قدير وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك وأشهد أن وعدك حق ولقاءك حق والساعة
آتية لا ريب فيها وأنت تبعث من في القبور وأشهد انك ان تكلني إلى نفسي تكلني إلى وهن وعورة وذنب
وخطيئة وإني لا أثق الا برحمتك فاغفر لي ذنبي كله انه لا يغفر الذنوب الا أنت وتب على انك أنت التواب الرحيم
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله وجوه يومئذ ناضرة قال حسنة إلى ربها
ناظرة قال تنتظر الثواب من ربها * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله إلى ربها ناظرة قال تنتظر
منه الثواب * قوله تعالى (ووجوه يومئذ باسرة) * اخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن
الأزرق قال له أخبرني عن قوله ووجوه يومئذ باسرة قال كالحة قاطبة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما
سمعت عبيد بن الأزرق وهو يقول
صبحنا تميما غداة النساء *؟ شهباء ملمومة باسرة
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه وجوه يومئذ باسرة قال
كالحة تظن ان يفعل بها فاقرة قال إن يفعل بها شر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد
رضي الله عنه ووجوه يومئذ باسرة قال كاشرة تظن ان يفعل بها فاقرة قال داهية * قوله تعالى (كلا إذا
بلغت التراقي) الآية * أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله إذا بلغت التراقي قال الحلقوم
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه وقيل من راق قال من طبيب شاف
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي قلابة رضي الله عنه وقيل من راق قال التمسوا الأطباء فلم
يغنوا عنه من قضاء الله شيئا وظن أنه الفراق قال استيقن انه الفراق والتفت الساق بالساق قال ماتت ساقاه فلم
تحملاه وقد كان عليهما جوالا * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه
وقيل من راق قال هو الطبيب * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما وقيل من راق قال من راق
يرقى * واخرج ابن جرير عن عكرمة مثله * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وقيل من راق قيل تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه قيل من يرقى
بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب والتفت الساق بالساق قال التفت عليه الدنيا والآخرة * وأخرج
سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبي العالية في قوله وقيل من راق قال يختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة
العذاب أيهم يرقى به * وأخرج ابن جرير عن أبي الجوزاء رضي الله عنه في قوله وقيل من راق قال قالت الملائكة
بعضهم لبعض من يصعد به أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما انه كان يقرأ وأيقن انه الفراق * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما والتفت الساق بالساق يقول آخر يوم من أيام الدنيا وأول
يوم من أيام الآخرة فتلقى الشدة بالشدة الا من رحم الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد والتفت
الساق بالساق قال التف أمر الدنيا بأمر الآخرة عند الموت * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن والتفت الساق
بالساق قال لفت ساق الآخرة بساق الدنيا وذكر قول الشاعر * وقامت الحرب بنا على ساق * وأخرج
295

عبد بن حميد عن عكرمة والربيع وعطية والضحاك مثله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه والتفت
الساق بالساق قال بلاء ببلاء * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه والتفت الساق بالساق قال
اجتمع فيه الحياة والموت * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك رضي الله عنه والتفت الساق بالساق قال تلف ساقاه
عند الموت للنزع * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والتفت الساق بالساق قال التفت ساقاه عند الموت
* وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه والتفت الساق بالساق قال اما رأيت إذا حضر ضرب برجله رجله
الأخرى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه والتفت الساق بالساق قال الناس
مجهزون بدنه والملائكة مجهزون روحه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه
انه سئل عن قوله والتفت الساق بالساق قال هما ساقاه إذا التفتا في الأكفان * وأخرج ابن المنذر عن ابن
جريج رضي الله عنه في قوله إلى ربك يومئذ المساق قال في الآخرة * قوله تعالى (فلا صدق ولا صلى) الآيات
* أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله فلا صدق قال بكتاب الله ولا صلى
ولكن كذب بكتاب الله وتولى عن طاعة الله ثم ذهب إلى أهله يتمطى قال يتبختر وهو أبو جهل بن هشام كانت
مشيته ذكر لنا ان نبي الله أخذ بمجامع ثوبه فقال أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى وعيدا على وعيد فقال ما تستطيع
أنت ولا ربك لي شيئا وإني لأعز من مشى بين جبليها وذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إن لكل
أمة فرعونا وان فرعون هذه الأمة أبو جهل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في
قوله ثم ذهب إلى أهله يتمطى قال يتبختر وهو أبو جهل * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يتمطى قال
يختال * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه
وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال سالت ابن عباس عن قول الله أولى لك فأولى أشئ قاله رسول الله صلى الله
عليه وسلم لأبي جهل من قبل نفسه أم أمره الله به قال بل قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان يترك سدا قال هملا * وأخرج عبد بن حميد
وابن المنذر عن مجاهد في قوله ان يترك سدا قال باطلا لا يؤمر ولا ينهى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن
قتادة في قوله ان يترك سدا قال إن يهمل وفي قوله أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى قال ذكر لنا ان نبي الله صلى
الله عليه وسلم كان يقول إذا قرأها سبحانه وبلى * وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف عن صالح
أبى الخليل قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم سبحان ربى وبلى * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
إذا قرأ أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى قال سبحانك اللهم وبلى * وأخرج البخاري في تاريخه عن أبي امامة قال
صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حجته فكان يكثر من قراءة لا أقسم بيوم القيامة فإذا قال أليس ذلك
بقادر على أن يحيى الموتى سمعته يقول بلى وأنا على ذلك من الشاهدين * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والبيهقي
في سننه عن موسى بن أبي عائشة قال كان رجل يصلى فوق بيته فكان إذا قرأ أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى
قال سبحانك فبلى فسألوه عن ذلك فقال سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي
وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
قرأ منكم والتين والزيتون فانتهى إلى آخرها أليس الله بأحكم الحاكمين فليقل بلى وأنا على ذلك من الشاهدين
ومن قرأ لا أقسم بيوم القيامة فانتهى إلى أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى فليقل بلى ومن قرأ والمرسلات فبلغ
فبأي حديث بعده يؤمنون فليقل آمنا بالله * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأت لا أقسم بيوم القيامة فبلغت أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى فقل بلى
* وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس قال إذا قرأت سبح اسم ربك الأعلى فقل سبحان ربى الأعلى وإذا
قرأت أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى فقل سبحانك وبلى
* (سورة الانسان مكية) *
296

* أخرج النحاس عن ابن عباس قال نزلت سورة الانسان بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال أنزلت
بمكة سورة هل أتى على الانسان * وأخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة
الانسان بالمدينة * وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عمر قال جاء رجل من الحبشة إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم سل واستفهم فقال يا رسول الله فضلتم علينا
بالألوان والصور والنبوة أفرأيت ان آمنت بما آمنت به وعملت بمثل ما عملت به انى لكائن معك في الجنة قال نعم
والذي نفسي بيده انه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام ثم قال من قال لا إله إلا الله كان له عهد عند
الله ومن قال سبحان لله وبحمده كتبت له مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة ونزلت عليه هذه السورة
هل أتى على الانسان حين من الدهر إلى قوله ملكا كبيرا فقال الحبشي وان عيني لترى ما ترى عيناك في الجنة قال
نعم فاشتكى حتى فاضت نفسه قال ابن عمر فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيده * وأخرج
أحمد في الزهد عن محمد بن مطرف قال حدثني الثقة ان رجلا أسود كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن التسبيح
والتهليل فقال له عمر بن الخطاب مه أكثرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مه يا عمر وأنزلت على رسول
الله صلى الله عليه وسلم هل أتى على الانسان حين من الدهر حتى إذا أتى على ذكر الجنة زفر الأسود زفرة خرجت نفسه
فقال النبي صلى الله عليه وسلم مات شوقا إلى الجنة * وأخرج ابن وهب عن ابن زيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قرأ هذه السورة هل أتى على الانسان حين من الدهر وقد أنزلت عليه وعنده رجل أسود فلما بلغ صفة الجنان زفر
زفرة فخرجت نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج نفس صاحبكم الشوق إلى الجنة * وأخرج الحاكم
وصححه عن أبي ذر قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أتى على الانسان حين من الدهر حتى ختمها ثم قال انى
أرى ما لا ترون واسمع مالا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع الا ملك واضع
جبهته ساجدا لله والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى
الصعدات تجارون * قوله تعالى (هل أتى على الانسان حين من الدهر الآية) * أخرج عبد بن حميد وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله هل أتى على الانسان حين من الدهر قال الانسان أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا
قال انما خلق الانسان ههنا حديثا ما يعلم من خليقة الله خليقة كانت بعد الا هذا الانسان * وأخرج ابن المبارك
وأبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن المنذر عن عمر بن الخطاب انه سمع رجلا يقرأ هل أتى على الانسان حين من
الدهر لم يكن شيئا مذكورا فقال عمر ليتها تمت * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن مسعود انه
سمع رجلا يتلو هذه الآية هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فقال ابن مسعود يا ليتها تمت
فعوتب في قوله هذا فاخذ عودا من الأرض فقال يا ليتني كنت مثل هذا * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة
في قوله هل أتى على الانسان حين من الدهر قال إن آدم آخر ما خلق من الخلق * واخرج ابن المنذر عن ابن عباس
في قوله هل أتى على الانسان قال كل انسان * واخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال إن من الحين حينا لا يدرك قال
الله هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا والله ما يدرى كم أتى عليه حتى خلقه الله * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن عمر بن الخطاب انه تلا هذه الآية هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا
مذكورا قال أي وعزتك يا رب فجعلته سميعا بصيرا وحيا وميتا * قوله تعالى (انا خلقنا الانسان) الآية
* أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عبد الله بن مسعود قال إذا جئناكم بحديث أتيناكم بتصديقه من كتاب
الله ان النطفة تكون في الرحم أربعين ثم تكون علقة أربعين ثم تكون مضغة أربعين فإذا أراد الله أن يخلق
الخلق نزل الملك فيقول له اكتب فيقول ماذا أكتب فيقول اكتب شقيا أو سعيدا ذكرا أو أنثى وما رزقه وأثره
وأجله فيوحى الله بما يشاء ويكتب الملك ثم قرأ عبد الله انا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه ثم قال عبد الله
أمشاجها عروقها * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله أمشاج قال العروق
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله من نطفة أمشاج قال من ماء الرجل وماء المرأة حين
يختلطان * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله من نطفة أمشاج قال هو نزول الرجل والمرأة يمشج بعضه
297

ببعض * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله من نطفة أمشاج قال اختلاط
ماء الرجل وماء المرأة إذا وقع في الرحم قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أبا ذؤيب وهو يقول
كان الريش والفوقين منه * خلال النصل خالطه مشيج
* وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال مشج ماء الرجل بماء المرأة فصار خلقا * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع
قال إذا اجتمع ماء الرجل وماء المرأة فهو أمشاج * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة قال الأمشاج
ذا اختلط الماء والدم ثم كان علقة ثم كان مضغة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في الآية قال خلق
من نطفة مشجت بدم وذلك الدم الحيض إذا حملت ارتفع الحيض * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله من نطفة أمشاج قال مختلفة الألوان * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد من نطفة أمشاج
قال ألوان نطفة الرجل بيضاء وحمراء ونطفة المرأة خضراء وحمراء * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال
الأمشاج الذي يخرج على أثر البول كقطع الأوتار ومنه يكون الولد * وأخرج ابن المنذر عن زيد بن أسلم قال
الأمشاج العروق التي في النطفة * وأخرج الفريابي عن ابن عباس في قوله من نطفة أمشاج قال ألوان الخلق
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة انا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه قال طورا نطفة وطورا
علقة وطورا مضغة وطورا عظما ثم كسونا العظام لحما وذلك أشد ما يكون إذا كسى اللحم ثم أنشأناه خلقا آخر
قال أنبت له الشعر فتبارك الله أحسن الخالقين فأنبأه الله مم خلقه وأنبأه انما بين ذلك ليبتليه بذلك ليعلم كيف
شكره ومعرفته لحقه فبين الله له ما أحل له وما حرم عليه ثم قال انا هديناه السبيل اما شاكر النعم الله واما كفورا بها
* وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال الأمشاج منه العظام والعصب والعروق من الرجل واللحم والدم
والشعر من المرأة * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عكرمة في قوله أمشاج قال الظفر والعظم والعصب من
الرجل واللحم والشعر من المرأة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة انا هديناه السبيل قال السبيل
الهدى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد انا هديناه السبيل قال الشقاوة والسعادة
* وأخرج ابن المنذر عن عطية العوفي انا هديناه السبيل قال الخير والشر * وأخرج أحمد وابن المنذر عن جابر بن
عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة حتى يعبر عنه لسانه فإذا عبر عنه لسانه اما
شاكرا واما كفورا والله تعالى أعلم * قوله تعالى (ان الأبرار يشربون من كأس) الآيات * أخرج عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ان الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا قال تمزج به عينا يشرب بها
عباد الله يفجرونها تفجيرا قال يقودونها حيث شاؤوا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ان الأبرار
يشربون من كأس كان مزاجها كافورا قال قوم يمزج لهم بالكافور ويختم لهم بالمسك عينا يشرب بها عباد الله
يفجرونها تفجيرا قال يستفيد ماؤهم يفجرونها حيث شاؤوا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة كان
مزاجها قال طعمها يفجرونها تفجيرا قال الانهار يجرونها حيث شاؤوا * وأخرج عبد بن حميد عن ابن إسحاق قال
في قراءة عبد الله كأسا صفرا كان مزاجها * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن شوذب في قوله
يفجرونها تفجيرا قال معهم قضبان ذهب يفجرون بها تتبع قضبانهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
جرير وابن أبي حاتم عن قتادة يوفون بالنذر قال كانوا يوفون بطاعة الله من الصلاة والزكاة والحج والعمرة وما
افترض عليهم فسماهم الله الأبرار لذلك فقال يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا قال استطاروا لله شر
ذلك اليوم حتى ملا السماوات والأرض * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد يوفون بالنذر قال إذا نذروا في حق الله
* وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة يوفون بالنذر قال كل نذر في سكر * وأخرج عبد الرزاق في المصنف والطبراني
عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انى نذرت أن أنحر نفسي فشغل النبي صلى الله عليه
وسلم فذهب الرجل فوجد يريد أن ينحر نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي جعل في أمتي من يوفى
بالنذر ويخاف يوما كان شره مستطيرا أهد مائة ناقة * وأخرج ابن عساكر عن مجاهد قال لما صدر النبي صلى
الله عليه وسلم بالأسارى عن بدر أنفق سبعة من المهاجرين على أسارى مشركي بدر منهم أبو بكر وعمر وعلى والزبير
298

وعبد الرحمن وسعد وأبو عبيدة بن الجراح فقالت الأنصار قتلناهم في الله وفي رسوله وتوفونهم بالنفقة فأنزل الله
فيهم تسع عشرة آية ان الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا إلى قوله عينا فيها تسمى سلسبيلا
* وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله كان شره مستطيرا قال فاشيا * قوله تعالى (ويطعمون
الطعام) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن
مجاهد في قوله ويطعمون الطعام على حبه قال وهم يشتهونه وأسيرا قال هو المسجون انما نطعمكم لوجه الله
الآية قال لم يقل القوم ذلك حين أطعموهم ولكن علم الله من قلوبهم فأثنى عليهم به ليرغب فيه راغب * وأخرج
سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه عن الحسن قال كان الأسارى مشركين يوم نزلت هذه
الآية ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال لقد أمر
الله بالأسارى ان يحسن إليهم وانهم يومئذ لمشركون فوالله لأخوك المسلم أعظم عليك حرمة وحقا * وأخرج أبو
عبيد في غريب الحديث والبيهقي في شعب الايمان في قوله وأسيرا قال لم يكن الأسير على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم الا من المشركين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ياسر أهل
الاسلام ولكنها نزلت في أسارى أهل الشرك كانوا يأسرونهم في الفداء فنزلت فيهم فكان النبي صلى الله عليه
وسلم يأمر بالاصلاح لهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس في قوله وأسيرا قال هو المشرك * وأخرج
عبد بن حميد عن عكرمة في قوله وأسيرا قال ما أسرت العرب من الهند وغيرهم فإذا حبسوا فعليكم أن تطعموهم
وتسقوهم حتى يقتلوا أو يفدوا * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي رزين قال كنت مع شقيق بن سلمة فمر عليه أسارى
من المشركين فأمرني أن أتصدق عليهم ثم تلا هذه الآية يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا
* وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير وعطاء ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا قالا من
أهل القبلة وغيرهم * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله
مسكينا قال فقيرا ويتيما قال لا أب له وأسيرا قال المملوك والمسجون * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله
ويطعمون الطعام على حبه الآية قال نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم * وأخرج ابن سعد عن أم الأسود سرية الربيع بن خيثم قالت كان الربيع يعجبه السكر يأكله فإذا جاء السائل
ناوله فقلت ما يصنع بالسكر الخبز له خير قال انى سمعت الله يقول ويطعمون الطعام على حبه * قوله تعالى (انا
نخاف من ربنا) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يوما عبوسا قال ضيقا قمطريرا قال
طويلا * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله يوما عبوسا قمطريرا قال
يقبض ما بين الابصار * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طرق عن ابن عباس قال القمطرير
الرجل المنقبض ما بين عينيه ووجهه * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله
يوما عبوسا قمطريرا قال الذي ينقبض وجهه من شدة الوجع قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول
الشاعر وهو يقول
ولا يوم الحسار وكان يوما * عبوسا في الشدائد قمطريرا
قال أخبرني عن قوله ولا زمهريرا قال كذلك أهل الجنة لا يصيبهم حر الشمس فيؤذيهم ولا البرد قال وهل تعرف
العرب ذلك قال نعم أما سمعت الأعشى وهو يقول
برهوهة الخلق مثل العتيق * لم تر شمسا ولا زمهريرا
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة يوما عبوسا قمطريرا قال يوما تقبض فيه الحياة من شدته * وأخرج
عبد بن حميد عن مجاهد يوما قال يوم القيامة عبوسا قال العابس الشفتين قمطريرا قال تقبض الوجوه بالسوء وفي
لفظ انقباض ما بين عينيه ووجهه * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ولقاهم نضرة وسرورا قال نضرة في
وجوههم وسرورا في صدورهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن ولقاهم نضرة قال في الوجوه
وسرورا قال في الصدور والقلوب * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ولقاهم نضرة وسرورا قال نضرة في وجوههم
299

وسرورا في قلوبهم وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا قال الصبر صبران صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله
متكئين فيها على الأرائك قال كنا نحدث انها الحجال على السر ولا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا قال علم الله تبارك
وتعالى ان شدة الحر تؤذى وان شدة البرد تؤذى فوقاهم الله عذابهما جميعا قال وذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه
وسلم حدث ان جهنم اشتكت إلى ربها فنفسها في كل عام نفسين فشدة الحر من حرها وشدة البرد من زمهريرها
* وأخرج عبد الرزاق وابن مردويه عن الزهري في قوله لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا قال حدثني أبو سلمة عن أبي
هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اشتكت النار إلى ربها فقالت يا رب اكل بعضي بعضا فنفسني
فجعل لها في كل عام نفسين نفسا في الشتاء ونفسا في الصيف فشدة البرد الذي تجدون من زمهرير جهنم وشدة الحر
الذي تجدون من حر جهنم * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي وابن مردويه من طرق عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكت النار إلى ربها فقالت رب أكل بعضي بعضا فجعل لها نفسين
نفسا في الشتاء ونفسا في الصيف فشدة ما تجدونه من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدونه في الصيف من الحر
من سمومها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ولا زمهريرا قال بردا مقطعا * وأخرج عبد
ابن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال الزمهرير هو البرد الشديد * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن
مسعود قال الزمهرير انما هو لون من العذاب ان الله تعالى قال لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا * وأخرج البيهقي
في الأسماء والصفات عن أبي سعيد الخدري أو أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال إذا كان يوم حار
ألقى الله سمعه وبصره إلى أهل السماء وأهل الأرض فإذا قال العبد لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم اللهم أجرني من
حر جهنم قال الله عز وجل لجهنم ان عبدا من عبيدي استجار بي منك وإني أشهدك انى قد أجرته وإذا كان يوم
شديد البرد ألقى الله سمعه وبصره إلى أهل السماء وأهل الأرض فإذا قال العبد لا إله إلا الله ما أشد برد هذا اليوم
اللهم أجرني من زمهرير جهنم قال الله لجهنم ان عبدا من عبيدي استجارني من زمهريرك وإني أشهدك انى قد
أجرته فقالوا وما زمهرير جهنم قال كعب بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة بردها بعضه من بعض * وأخرج ابن أبي
شيبة عن ابن مسعود قال الجنة سجسج لا فر فيها ولا حر * قوله تعالى (ودانية عليهم) الآيات * أخرج الفريابي
وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد بن السرى وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن البراء بن عازب في قوله ودانية
عليهم ظلالها قال قريبة وذللت قطوفها تذليلا قال إن أهل الجنة يأكلون من ثمار الجنة قياما وقعودا ومضطجعين
وعلى أي حال شاؤوا وفي لفظ قال ذللت لهم فيتناولون منها كيف شاؤوا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وذللت
قطوفها تذليلا قال إن قعدوا نالوها * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك وذللت قطوفها تذليلا قال أدنيت منهم
يتناولونها وهم متكئون * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وذللت قطوفها تذليلا قال أدنيت منهم يتناولونها ان
قام ارتفعت بقدره وان قعد تدلت حتى ينالها وان اضطجع تدلت حتى ينالها فذلك تذليلها * وأخرج ابن أبي
شيبة عن عبد الله بن مسعود قال يقول غلمان أهل الجنة من أين نقطف لك من أين نسقيك * وأخرج ابن أبي
شيبة وسعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي عن مجاهد قال أرض الجنة ورق وترابها مسك وأصول شجرها ذهب
وورق وأفنانها اللؤلؤ والزبرجد والورق والثمار بين ذلك فمن أكل قائما لم يؤذه ومن أكل مضطجعا لم يؤذه ومن
أكل جالسا لم يؤذه وذللت قطوفها تذليلا وفي لفظ ان قام ارتفعت بقدره وان قعد تدلت حتى ينالها وان اضطجع
تدلت حتى ينالها فذلك تذليلها * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ويطاف عليهم بآنية من فضة الآية قال صفاء
القوارير في بياض الفضة قدروها تقديرا قال قدرت على قدر رأى القوم * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي انه كان
يقرأ قدرها برفع القاف * وأخرج عن الحسن انه قرأها بنصف القاف * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في
البعث من طريق العوفي عن ابن عباس قال آنية من فضة وصفاؤها كصفاء القوارير قد روها تقديرا قال قدرت
للكف * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والبيهقي في البعث من طريق عكرمة عن ابن عباس قال لو أخذت
فضة من فضة الدنيا فضربتها حتى جعلتها مثل جناح الذباب لم ير الماء؟ ن ورائها ولكن قوارير الجنة بياض الفضة
300

في صفاء القوارير * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال ليس في الجنة شئ الا قد أعطيتم في الدنيا شبهه الا
قوارير من فضة * وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال لو اجتمع أهل الدنيا على أن يعملوا اناء من فضة يرى ما فيه من
خلفه كما يرى في القوارير ما قدروا عليه * وأخرج الفريابي من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله قدروها تقديرا
قال أتوا بها على قدرهم لا يفضلون شيئا ولا يشتهون بعدها شيئا * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد عن
مجاهد قال الآنية الأقداح والأكواب المكوكبات وتقديرها انها ليست بالملأى التي تفيض ولا ناقصة بقدر
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس قدروها تقديرا قال قدرتها السقاة * وأخرج عبد بن حميد عن
الشعبي في قوله قوارير من فضة قال صفاؤها صفاء القوارير وهي من فضة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن المنذر عن قتادة كان مزاجها زنجيلا قال يمزج لهم بالزنجبيل * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد كان
مزاجها زنجبيلا قال يأثر لهم ما كانوا يشربون في الدنيا فيجيئ إليهم بذلك * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر
الأصول عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عيون في الجنة عينان تجريان من تحت العرش
أحداهما التي ذكر الله يفجرونها تفجيرا والأخرى الزنجبيل وعينان نضاختان من فوق إحداهما التي ذكر الله
سلسبيلا والأخرى التسنيم * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي
عن مجاهد في قوله عينا فيها تسمى سلسبيلا قال حديدة الجرية * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك عينا فيها تسمى
سلسبيلا قال عين الخمرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد تسمى سلسبيلا قال تجرى سلسلة السبيل
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة عينا فيها تسمى سلسبيلا قال سلسلة فيها يصرفونها حيث
شاؤوا وفي قوله حسبتهم لؤلؤا منثورا قال من حسنهم * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال بينا المؤمن على
فراشه إذا بصر شيئا يسير نحوه فجعل يقول لؤلؤ فإذا ولدان مخلدون كما وصفهم الله وهي الآية إذا رأيتهم حسبتهم
لؤلؤا منثورا * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أولهم خروجا إذا خرجوا
وأنا قائدهم إذا وفدوا وأنا خطيبهم إذا انصتوا وأنا مستشفعهم إذا جلسوا وأنا مبشرهم إذا أيسوا الكرامة
والمفاتيح بيدي ولواء الحمد بيدي وآدم ومن دونه تحت لوائي ولا فخر يطوف عليهم ألف خادم كأنهم بيض مكنون
أو لؤلؤ منثور * وأخرج ابن المبارك وهناد وعبد بن حميد والبيهقي في البعث عن ابن عمرو رضي الله عنه قال إن
أدنى أهل الجنة منزلا من يسعى عليه ألف خادم كل واحد على عمل ليس عليه صاحبه * وأخرج الحاكم والبيهقي
في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما انه ذكر ركب أهل الجنة ثم تلا وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا
كبيرا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وإذا رأيت ثم رأيت نعيما
وملكا كبيرا قال هو استئذان الملائكة لا تدخل عليهم الا باذن * وأخرج ابن جرير عن سفيان في قوله ملكا
كبيرا قال بلغنا انه استئذان الملائكة عليهم * وأخرج ابن وهب عن الحسن البصري ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال إن أدنى أهل الجنة منزلة الذي يركب في ألف ألف من خدمه من الولدان المخلدين على خيل
من ياقوت أحمر لها أجنحة من ذهب إذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن
عكرمة قال دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راقد على حصير من جريد
قد أثر في جنبه فبكى عمر فقال ما يبكيك فقال ذكرت كسرى وملكه وقيصر وملكه وصاحب الحبشة وملكه
وأنت رسول الله على حصير من جريد فقال أما ترضى ان لهم الدنيا ولنا الآخرة فأنزل الله وإذا رأيت ثم رأيت
نعيما وملكا كبيرا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي الجوزاء انه كان يقرأ عليهم ثياب سندس خضر
قال علت الخضرة أكثر ثياب أهلها الخضرة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله شرابا طهورا
قال ما ذكر الله من الأشربة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله
شرابا طهورا قال ما ذكر الله من الأشربة * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن أبي قلابة رضي الله عنه
وسقاهم ربهم شرابا طهورا قال إذا أكلوا أو شربوا ما شاء الله من الطعام والشراب دعوا الشراب الطهور
فيشربون فيطهرهم فيكون ما أكلوا وشربوا جشاء بريح مسك يفيض من جلودهم ويضمر لدت بطونهم
301

* وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم التيمي في هذه الآية وسقاهم ربهم شرابا طهورا قال عرق
يفيض من اعراضهم مثل ريح المسك * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن إبراهيم
التيمي قال بلغني انه يقسم للرجل من أهل الجنة شهوة مائة رجل من أهل الدنيا وأكلهم ونهمتهم فإذا أكل سقى
شرابا طهورا يخرج من جلده رشحا كرشح المسك ثم تعود شهوته * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة
رضي الله عنه في قوله وكان سعيكم مشكورا فقال لقد شكر الله سعيا قليلا * قوله تعالى (فاصبر لحكم ربك)
الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولا تطع منهم آثما أو كفورا قال حدثنا
انها نزلت في عدو الله أبى جهل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
انه بلغه ان أبا جهل قال لما فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة وهو يومئذ بمكة لئن رأيت محمدا يصلى
لأطأن على عنقه فأنزل الله في ذلك ولا تطع منهم آثما أو كفورا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه
في قوله آثما أو كفورا قال كان أبو جهل يقول لئن رأيت محمدا يصلى لأطأن على رقبته فنهاه ان يطيعه وفي قوله يوما
ثقيلا قال عسرا شديدا * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وشددنا
أسرهم قال خلقهم * وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه وشددنا أسرهم قال هي المفاصل * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع وشددنا أسرهم قال مفاصلهم * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن مثله
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وشددنا أسرهم قال خلقهم وفي قوله ان هذه
تذكرة قال هذه السورة تذكرة والله أعلم * قوله تعالى (وما تشاؤن الا أن يشاء الله) * أخرج ابن مردويه عن
ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله القدرية وقد فعل لعن الله القدرية وقد فعل لعن الله
القدرية وقد فعل ما قالوا كما قال الله ولا قالوا كما قالت الملائكة ولا قالوا كما قالت الأنبياء ولا قالوا كما قالت أهل الجنة
ولا قالوا كما قالت أهل النار ولا قالوا كما قال الشيطان قال الله وما تشاؤن الا أن يشاء الله وقالت الملائكة لا علم لنا
الا ما علمتنا وقالت الأنبياء في قصة نوح ولا ينفعكم نصحي ان أردت ان أنصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم
وقالت أهل الجنة وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وقالت أهل النار ربنا غلبت علينا شقوتنا وقال الشيطان
رب بما أغويتني * وأخرج ابن مردويه من طريق ابن شهاب عن سالم عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا خطب كل ما هو آت قريب لا بعد لما يأتي ولا يعجل الله لعجلة أحد ما شاء الله
لا ما شاء الناس يريد الناس أمرا ويريد الله أمرا ما شاء الله كان ولو كره الناس لا مباعد لما قرب الله ولا مقرب
لما باعد الله لا يكون سئ الا بإذن الله
* (سورة والمرسلات مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة المرسلات
بمكة * وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال بينما نحن مع النبي صلى
الله عليه وسلم في غار بمنى إذ نزلت عليه سورة والمرسلات عرفا فإنه يتلوها وإني لألقاها من فيه وان فاه لرطب بها إذ
وثبت عليه حية فقال النبي صلى الله عليه وسلم اقتلوها فابتدرناها فذهبت فقال النبي صلى الله عليه وسلم وقيت
شركم كما وقيتم شرها * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال نزلت والمرسلات عرفا نحو ليلة
الحية قالوا وما ليلة الحية قال خرجت حية فقال النبي صلى الله عليه وسلم اقتلوها فتغييب في حجر فقال دعوها فان
الله وقاها شركم كما وقاكم شرها * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار فنزلت عليه والمرسلات فاخذتها من فيه وان فاه لرطب بها فلا أدرى بأيها ختم
فبأي حديث بعده يؤمنون أو وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن
ماجة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان أم الفضل سمعته وهو يقرأ والمرسلات عرفا فقالت يا بنى لقد ذكرتني
بقراءتك هذه السورة انها لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب * وأخرج
الطبراني في الأوسط عن عبد العزيز أبى سكين قال أتيت أنس بن مالك فقلت أخبرني عن صلاة رسول الله صلى الله
302

عليه وسلم فصلى بنا الظهر وقرأ قراءة همسا بالمرسلات والنازعات وعم يتساءلون ونحوها من السور * قوله تعالى
(والمرسلات عرفا) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه والمرسلات عرفا
قال هي الملائكة أرسلت بالمعروف * وأخرج ابن جرير من طريق مسروق عن ابن مسعود رضي الله عنه
والمرسلات عرفا قال الملائكة * وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم الرياح ثمان أربع منها عذاب وأربع منها رحمة فالعذاب منها العاصف والصرصر والعقيم
والقاصف والرحمة منها الناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات فيرسل الله المرسلات فتثير السحاب ثم يرسل
المبشرات فتلقح السحاب ثم يرسل الذاريات فتحمل السحاب فتدر كما تدر اللقحة ثم تمطر وهي اللواقح ثم يرسل
الناشرات فتنشر ما أراد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق أبى العبيدين
انه سأل ابن مسعود والمرسلات عرفا قال الريح فالعاصفات عصفا قال الريح والناشرات نشرا قال الريح فالفارقات
فرقا قال حسبك * وأخرج ابن راهويه وابن المنذر وعبد بن حميد والبيهقي في العشب والحاكم وصححه عن خالد
ابن عرعرة رضي الله عنه قال قام رجل إلى على فقال ما العاصفات عصفا قال الرياح * وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس رضي الله عنهما والمرسلات عرفا قال الريح فالعاصفات عصفا قال الريح فالفارقات فرقا قال الملائكة
فالملقيات ذكرا قال الملائكة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما والمرسلات عرفا قال الملائكة
فالفارقات فرقا قال الملائكة فرقت بين الحق والباطل فالملقيات ذكرا قال الملائكة بالتنزيل * وأخرج ابن
جرير عن مجاهد رضي الله عنه والمرسلات عرفا قال الريح فالعاصفات عصفا قال الريح والناشرات نشرا قال الريح
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة والمرسلات عرفا قال هي الريح فالعاصفات
عصفا قال هي الريح فالفارقات فرقا يعنى القرآن ما فرق الله به بين الحق والباطل فالملقيات ذكرا هي الملائكة
تلقى الذكر على الرسل وتلقيه الرسل على بني آدم عذرا أو نذرا قال عذرا من الله ونذرا منه إلى خلقه * وأخرج عبد
ابن حميد عن مجاهد والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا قال
الملائكة * وأخرج ابن جرير عن مسروق والمرسلات عرفا قال الملائكة * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ
في العظمة وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه والمرسلات عرفا قال هي الرسل ترسل بالعروف فالعاصفات
عصفا قال الريح والناشرات نشرا قال المطر فالفارقات فرقا قال الرسل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر من وجه آخر عن أبي صالح والمرسلات عرفا قال الملائكة يجيئون بالأعارف فالعاصفات عصفا قال
الريح العواصف والناشرات نشرا قال الملائكة ينشرون الكتب فالفارقات فرقا قال الملائكة يفرقون بين الحق
والباطل فالملقيات ذكرا قال الملائكة يجيئون بالقرآن والكتاب عذرا من الله أو نذرا منه إلى الناس وهم الرسل
يعذرون وينذرون * وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن زيد بن
ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنزل القرآن بالتفخيم قال عمار بن عبد الملك كهيئته عذرا ونذرا والصدفين
وألا له الخلق والامر وأشباه هذا في القرآن * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك فإذا النجوم طمست قال تطمس
فيذهب نورها * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم النخعي في قوله وإذا الرسل أقتت
قال وعدت * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد أقتت قال أجلت * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق
العوفي عن ابن عباس أقتت قال جمعت * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ليوم الفصل قال
يوم يفصل الله فيه بين الناس بأعمالهم إلى الجنة وإلى النار وما أدراك ما يوم الفصل قال يعظهم بذلك ويل يومئذ
للمكذبين قال ويل لهم والله ويلا طويلا * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن مسعود قال ويل واد في
جهنم يسيل فيه صديد أهل النار فجعل للمكذبين والله أعلم * قوله تعالى (ألم نخلقكم من ماء مهين) * أخرج ابن
جرير عن ابن عباس في قوله ألم نخلقكم من ماء مهين يعنى بالمهين الضعيف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن مجاهد في قوله من ماء مهين قال ضعيف في قرار مكين * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج فقدرنا فنعم
القادرون قال فملكنا فنعم المالكون * وأخرج ابن جرير عن الضحاك فقدرنا فنعم القادرون قال فخلقنا فنعم
303

المالكون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس كفاتا قال كنا * وأخرج سعيد بن
منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ألم نجعل الأرض كفاتا قال تكفتهم أمواتا وتكف إذا هم أحياء
* وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن
مسعود أنه أخذ قملة فدفنها في المسجد ثم قرأ ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن مجاهد كفاتا قال تكفت الميت ولا يرى منه شئ وقوله أحياء الرجل في بيته لا يرى من عمله شئ وأخرج ابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس رواسي جبالا شامخات مشرفات فراتا عذبا بشرر
كالقصر قال كالقصر العظيم جمالات صفر قال قطع النحاس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
مجاهد ظل ذي ثلاث شعب دخان جهنم * وأخرج عبد الرزاق عن الكلبي في قوله ظل ذي ثلاث شعب قال هو
كقوله نارا أحاط بهم سرادقها والسرادق الدخان دخان النار فأحاط بهم سرادقها ثم تفرق فكان ثلاث شعب شعبة
ههنا وشعبة ههنا وشعبة ههنا * وأخرج ابن جرير عن قتادة مثله * وأخرج عبد الرزاق والفريابي والبخاري وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والحاكم من طريق عبد الرحمن بن عابس قال سمعت ابن عباس
يسأل عن قوله انها ترمى بشرر كالقصر قال كنا نرفع الخشب بقصر ثلاثة أذرع أو أقل فنرفعه للشتاء فنسميه
القصر قال وسمعته يسأل عن قوله تعالى جمالات صفر قال حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوساط
الرجال * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قرأها كالقصر بفتح القاف
والصاد قال قصر النخل يعنى الأعناق وكان يقرأ جمالات بضم الجيم * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس
كالقصر قال كجدور الشجر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كانت العرب تقول في الجاهلية اقصروا
لنا الحطب فيقطع على قدر الذراع والذراعين * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
والطبراني في الأوسط عن ابن مسعود في قوله ترمى بشرر كالقصر قال إنها ليست كالشجر والجبال ولكنها مثل
المدائن والحصون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله كالقصر قال هو القصر كأنه جمالات
صفر قال الإبل * وأخرج ابن الأنباري في كتاب الأضداد عن الحسن في قوله كأنه جمالات صفر قال الصفر
السود وفي قوله جمالات صفر قال هو الجسر وفي لفظ قال الجبال وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله كالقصر
قال مثل قصر النخلة * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية قال القصر أصول الشجر العظام كأنها أجواز
الإبل الصفر قال ابن جرير وسط كل شئ جوزة * وأخرج ابن جرير عن هارون قال قرأها الحسن القصر بجزم
الصاد وقال هو الجزل من الخشب * وأخرج ابن جرير عن الحسن كأنه جمالات صفر قال كالنوق السود * وأخرج
ابن جرير من طريق على عن ابن عباس كأنه جمالات صفر يقول قطع النحاس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
عن مجاهد في قوله كالقصر قال خرم الشجر وقطع النخل كأنه جمالات صفر قال جبال الجسور * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة كالقصر قال أصول الشجر وأصول النخل كأنه جمالات صفر قال كأنه
نوق سود * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة انه كان يقرأ كالقصر قال كقطعة النخلة الجادرة كأنه جمالات صفر
قال القلوص * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الصامت قال قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص أرأيت قول الله
هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون قال إن يوم القيامة يوم له حالات وتارات في حال لا ينطقون وفي حال
ينطقون وفي حال يعتذرون لا أحدثكم الا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة ينزل
الجبار في ظلل من الغمام وكل أمة جاثية في ثلاث حجب مسيرة كل حجاب خمسون ألف سنة حجاب من نور وحجاب من
ظلمة وحجاب من ماء لا يرى لذلك فيأمر بذلك الماء فيعود في تلك الظلمة ولا تسمع نفس ذلك القول الا ذهبت فعند
ذلك لا ينطقون * وأخرج الحاكم وصححه من طريق عكرمة قال سال نافع بن الأزرق ابن عباس عن قوله تعالى
هذا يوم لا ينطقون ولا تسمع الا همسا وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون وهاؤم اقرؤا كتابيه فما هذا قال ويحك
هل سألت عن هذا أحدا قبلي قال لا قال إنك لو كنت سالت هلكت أليس قال الله تعالى وان يوما عند ربك كألف سنة
مما تعدون قال بلى قال وان لكل مقدار يوم من الأيام لونا من الألوان * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة انه سئل عن
304

قوله يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قال الا أخبركم باشد مما تسألون عنه قال ابن عباس وذكر لا يسأل عن
ذنبه انس ولا جان فوربك لنسألنهم أجمعين وهذا يوم لا ينطقون قال ابن عباس انها أيام كثيرة في يوم واحد فيصنع
الله فيها ما يشاء فمنها يوم لا ينطقون ومنها يوم عبوسا قمطريرا * وأخرج عبد بن حميد عن أبي الضحى أن نافع بن
الأزرق وعطية أتيا ابن عباس فقالا يا ابن عباس أخبرنا عن قول الله هذا يوم لا ينطقون وقوله ثم انكم يوم القيامة
عند ربكم تختصمون وقوله والله ربنا ما كنا مشركين وقوله ولا يكتمون لله حديثا قال ويحك يا ابن الأزرق انه يوم
طويل وفيه مواقف تأتى عليهم ساعة لا ينطقون ثم يؤذن لهم فيختصمون ثم يمكثون ما شاء الله يحلفون ويجهدون
فإذا فعلوا ذلك ختم الله على أفواهم ويأمر جوارحهم فتشهد على أعمالهم بما صنعوا ثم تنطق ألسنتهم فيشهدون
على أنفسهم بما صنعوا قال وذلك قوله ولا يكتمون لله حديثا * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر
عن أبي عبد الله الجدلي قال أتيت بيت المقدس فإذا عبادة ابن الصامت وعبد الله بن عمر وكعب الأحبار يتحدثون
في بيت المقدس فقال عبادة إذا كان يوم القيامة جمع الناس في صعيد واحد فينفذهم البصر ويسمعهم الداعي
ويقول الله هذا يوم لا ينطقون هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين فان كان لكم كيد فكيدون اليوم لا ينجو منى
جبار ولا شيطان مريد فقال عبد الله بن عمرو انا نجد في الكتاب انه يخرج يومئذ عنق من النار فينطلق معتقا حتى
إذا كان بين ظهراني الناس قال يا أيها الناس انى بعثت إلى ثلاثة أنا أعرف بهم من الوالد بولده ومن الأخ بأخيه
لا يغنيهم منى وزر ولا تخفيهم منى خافية الذي يجعل مع الله إلها آخر وكل جبار عنيد وكل شيطان مريد قال فينطوي
عليهم فيقذفهم في النار قبل الحساب بأربعين اما قال يوما واما عاما قال ويهرع قوم إلى الجنة فتقول لهم الملائكة
قفوا للحساب فيقولون والله ما كانت لنا أموال وما كنا بعمال فيقول الله صدق عبادي انا أحق من أوفى بعهده
ادخلوا الجنة فيدخلون الجنة قبل الحساب بأربعين اما قال يوما واما عاما * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
عن عكرمة في قوله كلوا واشربوا هنيئا أي لا موت * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله كلوا وتمتعوا قليلا قال
عنى بذلك أهل الكفر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وإذا
قيل لهم اركعوا لا يركعون قال نزلت في ثقيف * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد وإذا قيل لهم اركعوا قال صلوا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة وإذا قيل لهم اركعوا
قال عليكم باحسان الركوع فان الصلاة من الله بمكان قال وذكر لنا ان حذيفة رأى رجلا يصلى ولا يركع كأنه
بعير نافر قال لو مات هذا ما مات على شئ من سنة الاسلام قال وحدثنا ان ابن مسعود رأى رجلا يصلى ولا يركع
وآخر يجر إزاره فضحك قالوا ما يضحك يا ابن مسعود قال أضحكني رجلان أحدهما لا ينظر الله إليه والآخر
لا يقبل الله صلاته * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون يقول يدعون يوم القيامة
إلى السجود فلا يستطيعون السجود من أجل انهم لم يكونوا يسجدون لله في الدنيا والله أعلم
* (سورة عم يتساءلون مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة عم يتساءلون بمكة * وأخرج
ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال أنزلت عم يتساءلون بمكة * وأخرج البيهقي في سننه عن عبد العزيز بن
قيس قال سألت أنسا عن مقدار صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فامر أحد بنيه فصلى بنا الظهر والعصر فقرأ بنا
المرسلات وعم يتساءلون * قوله تعالى (عم يتساءلون) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن الحسن قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم جعلوا يتساءلون بينهم فنزلت عم يتساءلون
عن النبأ العظيم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله يتساءلون عن النبأ العظيم قال القرآن * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله عم يتساءلون عن النبأ العظيم قال القرآن وفي
قوله الذي هم فيه مختلفون قال مصدق به ومكذب * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة عم
يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون قال هو البعث بعد الموت صار الناس فيه رجلين مصدق ومكذب
فاما الموت فأقروا به كلهم لمعاينتهم إياه واختلفوا في البعث بعد الموت * واخرج ابن المنذر عن الحسن في قوله كلا
305

سيعلمون ثم كلا سيعلمون قال وعيد بعد وعيد * وأخرج ابن جرير عن الضحاك كلا سيعلمون الكفار ثم كلا
سيعلمون المؤمنون وكذلك كان يقرؤها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ألم نجعل
الأرض مهادا قال فرشت لكم والجبال أوتادا قبال أوتدت بها لكم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة
في قوله ألم نجعل الأرض مهادا إلى قوله معاشا قال نعم من الله يعددها عليك يا ابن آدم لتعمل لأداء شكرها
* وأخرج والحاكم وصححه عن ابن عباس قال لما أراد الله أن يخلق الخلق أرسل لريح فنسفت الماء حتى أبدت
عن حشفة وهي التي تحت الكعبة ثم مد الأرض حتى بلغت ما شاء الله من الطول والعرض وكانت هكذا تميد وقال
بيده وهكذا وهكذا فجعل الله الجبال رواسي أوتادا فكان أبو قبيس من أول جبل وضع في الأرض * وأخرج ابن
المنذر عن الحسن قال إن الأرض أول ما خلقت خلقت من عند بيت المقدس وضعت طينة فقيل لها اذهبي هكذا
وهكذا وهكذا وخلقت على صخرة والصخرة على حوت والحوت على الماء فأصبحت وهي تميع فقالت الملائكة
يا رب من يسكن هذه فأصبحت الجبال فيها أوتادا فقالت الملائكة يا رب أخلقت خلقا هو أشد من هذه قال الحديد
قالوا فخلقت خلقا هو أشد من الحديد قال النار قالوا فخلقت خلقا هو أشد من النار قال الماء قالوا فخلقت خلقا هو
أشد من الماء قال الريح قالوا فخلقت خلقا هو أشد من الريح قال البناء قالوا فخلقت خلقا هو أشد من البناء قال آدم
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله وخلقناكم أزواجا قال اثنين اثنين
وفي قوله وجعلنا النهار معاشا قال يبتغون من فضل الله وفي قوله وجعلنا سراجا وهاجا قال يتلألأ وأنزلنا من
المعصرات قال الريح ماء ثجاجا قال منصبا ينصب * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
والخرائطي في مكارم الأخلاق عن قتادة وجعلنا سراجا وهاجا قال الوهاج المنير وأنزلنا من المعصرات قال من
السماء وبعضهم يقول من الريح ماء ثجاجا قال الثجاج المنصب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن عباس في قوله وجعلنا سراجا وهاجا قال مضيئا وأنزلنا من المعصرات قال السحاب ماء ثجاجا قال منصبا
* وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مجاهد في قوله سراجا وهاجا قال يتلألأ * وأخرج الطستي عن ابن عباس
ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله وأنزلنا من المعصرات قال السحاب يعصر بعضها بعضا فيخرج الماء من
بين السحابتين قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول النابغة
تجرى بها الأرواح من بين شمال * وبين صباها المعصرات الدوامس
قال أخبرني عن قوله ثجاجا قال الثجاج الكثير الذي ينبت منه الزرع قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما
سمعت أبا ذؤيب يقول
سقى أم عمر وكل آخر ليلة * غمائم سود ماؤهن ثجيج
* وأخرج عبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم والخرائطي من طرق عن ابن عباس وأنزلنا من
المعصرات قال الرياح ماء ثجاجا قال منصبا * وأخرج الشافعي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن
مردويه والخرائطي والبيهقي في سننه عن ابن مسعود في قوله وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا قال يبعث الله سحابا
فتحمل الماء من السماء فتمر به السحاب فتدر كما تدر اللقحة والثجاج ينزل من السماء أمثال العزالى فتصرفه الرياح
فينزل متفرقا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة وأنزلنا من المعصرات قال السحاب ماء ثجاجا قال
صبا أو قال كثيرا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أنس وأنزلنا من المعصرات قال من السماء
ماء ثجاجا قال منصبا * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن قتادة في مصحف الفضل بن عباس وأنزلنا من
المعصرات ماء ثجاجا * وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن قتادة قال في قراءة ابن عباس وأنزلنا من
المعصرات بالرياح * وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن مجاهد وأنزلنا من المعصرات الريح ولذلك كان
يقرؤها بالمعصرات ثجاجا منصبا * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وجنات
ألفافا قال مجتمعة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير عن مجاهد في قوله وجنات ألفافا قال ملتفة
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وجنات ألفافا قال ملتفة بعضها إلى بعض * وأخرج
306

عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة وجنات ألفافا قال الزرع إذا كان بعضه إلى بعض جنات * وأخرج ابن جرير
عن ابن عباس وجنات ألفافا يقول جنات التفت بعضها ببعض * قوله تعالى (ان يوم الفصل كان ميقاتا)
الآيتين * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ان يوم الفصل كان ميقاتا قال هو يوم عظمة الله
وهو يوم يفصل فيه بين الأولين والآخرين * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله يوم
ينفخ في الصور فتأتون أفواجا قال زمرا زمرا * وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب ان معاذ جبل قال يا رسول
الله ما قول الله يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا فقال يا معاذ سالت عن أمر عظيم ثم أرسل عينيه ثم قال عشرة أصناف
قد ميزهم الله من جماعة المسلمين وبدل صورهم فبعضهم على صورة لقردة وبعضهم على صورة الخنازير
وبعضهم منكبين أرجلهم فوق ووجوههم أسفل يسحبون عليها وبعضهم عمى يترددون وبعضهم صم بكم
لا يعقلون وبعضهم يمضغون ألسنتهم وهي مدلاة على صدورهم يسيل القيح من أفواههم لعابا يقذرهم أهل
الجمع وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم وبعضهم مصلبون على جذوع من نار وبعضهم أشد نتنا من الجيف
وبعضهم يلبسون جبابا سابغات من قطران لازقة بجلودهم فاما الذين على صورة القردة فالقتات من الناس
وأما الذين على صورة الخنازير فأكلة السحت والمنكوسون على وجوههم فأكلة الربا والعمى من يجور في
الحكم والصم البكم المعجبون بأعمالهم والذين يمضغون ألسنتهم فالعلماء والقضاة من الذين يخالف قولهم
أعمالهم والمقطعة أيديهم وأرجلهم الذين يؤذون الجيران والمصلبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى
السلطان والذين هم أشد نتنا من الجيف فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات ويمنعون حق الله وحق الفقراء
من أموالهم والذين يلبسون الجباب فأهل الكبر والخيلاء والفخر * قوله تعالى (وفتحت السماء)
الآيات * أخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ وفتحت خفيفة * وأخرج ابن المنذر عن أبي الجوزاء في قوله ان
جهنم كانت مرصادا قال صارت * وأخرج عبد حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله ان جهنم كانت
مرصادا قال لا يدخل الجنة أحد حتى يجتاز النار * وأخرج ابن جرير عن سفيان ان جهنم كانت مرصادا قال عليها
ثلاث قناطر لا يدخل الجنة أحد حتى يجتاز النار * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
قتادة ان جهنم كانت مرصادا قال تعلموا انه لا سبيل إلى الجنة حتى تقطع النار وقال في آية أخرى وان منكم الا
واردها للطاغين مآبا قال مأوى ومنزلا لابثين فيها أحقابا قال الأحقاب مالا انقطاع له كلما مضى حقب جاء بعده
حقب آخر قال وذكر لنا ان الحقب ثمانون سنة من سنى يوم القيامة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
لابثين فيها أحقابا قال سنين * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن لابثين فيها أحقابا قال ليس لها أجل كلما مضى
حقب دخلنا في الأخرى * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن قال الحقب الواحد سبعون سنة كل يوم منها
ألف سنة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع لابثين فيها أحقابا قال لا يدرى أحدكم تلك
الأحقاب الا ان الحقب الواحد ثمانون سنة السنة ثلاثمائة وستون يوما اليوم الواحد مقدار ألف سنة والحقب
الواحد ثمانية عشر ألف سنة * وأخرج ابن جرير عن بشير بن كعب في قوله لابثين فيها أحقابا قال بلغني ان الحقب
ثلاثمائة سنة كل سنة ثلاثمائة وستون يوما كل يوم ألف سنة * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وهناد وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر عن سالم بن أبي الجعد قال سال علي بن أبي طالب هلالا الهجري ما تجدون الحقب في
كتاب الله قال نجده ثمانين سنة كل سنة منها اثنا عشر شهرا كل شهر ثلاثون يوما كل يوم ألف سنة * وأخرج سعيد
بن منصور والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله لابثين فيها أحقابا قال الحقب ثمانون سنة * وأخرج البزار
عن أبي هريرة رفعه لابثين فيها أحقابا قال الحقب ثمانون سنة * وأخرج هناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن أبي هريرة لابثين فيها أحقابا قال الحقب ثمانون سنة والسنة ثلثمائة وستون يوما واليوم كألف سنة مما
تعدون * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير مثله * وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة لابثين فيها أحقابا قال
الحقب ثمانون عاما اليوم منها كسدس الدنيا * وأخرج ابن عمر العدني في مسنده وابن أبي حاتم والطبراني وابن
مردويه بسند ضعيف عن أبي امامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابثين فيها أحقابا قال الحقب ألف شهر والشهر
307

ثلاثون يوما والسنة اثنا عشر شهر والشهر ثلاثمائة وستون يوما كل يوم منها ألف سنة مما تعدون فالحقب ثمانون
ألف سنة * وأخرج البزار وابن مردويه والديلمي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والله لا يخرج من
النار أحد حتى يمكث فيها أحقابا والحقب بضع وثمانون سنة كل سنة ثلاثمائة وستون يوما واليوم ألف سنة مما
تعدون قال ابن عمر فلا يتكلن أحد على أنه يخرج من النار * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال الحقب
ثمانون سنة * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن عبد الله بن عمرو في قوله لابثين فيها أحقابا قال الحقب
الواحد ثمانون سنة * وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحقب
أربعون سنة * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ لابثين فيها أحقابا بالألف * وأخرج عبد بن حميد عن
عمرو بن ميمون انه قرأ لبثين فيها أحقابا بغير ألف * وأخرج ابن جرير عن خالد بن معدان في قوله لابثين فيها أحقابا
وقوله الا ما شاء ربك انهما في أهل الجنة والتوحيد من أهل القبلة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن مسعود قال زمهرير جهنم يكون لهم من العذاب لان الله يقول لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا الا حميما
وغساقا * وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير عن أبي العالية لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا الا حميما وغساقا قال
فاستثنى من الشراب الحميم ومن البارد الغساق وهو الزمهرير * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس
الا حميما وغساقا قال الحميم الحار الذي يحرق والغساق الزمهرير البارد * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن
مجاهد الا حميما وغساقا قال لا يستطيعونه من برده * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم في قوله لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا الا حميما قال قد انتهى حره وغساقا قال لقد انتهى برده وان الرجل إذ
أدنى الاناء من فيه سقط فروة وجهه حتى يبقى عظاما تقعقع * وأخرج ابن المنذر عن مرة لا يذوقون فيها بردا قال
نوما 7 الممتلئة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله جزاء وفاقا قال وافق أعمالهم
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة جزاء وفاقا قال جزاء وافق أعمال القوم أعمال السوء * وأخرج
الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله جزاء وفاقا يقول وافق الجزاء العمل
انهم كانوا لا يرجون حسابا قال لا يخافونه وفي لفظ لا يبالون فيصدقون بالبعث * وأخرج ابن المنذر عن سعيد
ابن جبير في قوله انهم كانوا لا يرجون حسابا قال لا يرجون ثوابا ولا يخافون عقابا * واخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن عبد الله بن عمرو قال ما نزلت على أهل النار آية قط أشد منها فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا فهم في مزيد
من عذاب الله أبدا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن الحسن بن
دينار قال سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية في كتاب الله على أهل النار فقال قول الله فذوقوا فلن نزيدكم
الا عذابا * وأخرج ابن مردويه عن الحسن قال سئل أبو برزة الأسلمي عن أشد آية في القرآن فقال قول الله
فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا قال فهو مقدار ساعة بساعة ويوم بيوم وشهر بشهر وسنة بسنة أشد عذابا حتى لو أن
رجلا من أهل النار أخرج من المشرق لمات أهل المغرب ولو أخرج من المغرب مات أهل المشرق من نتن ريحه
قال أبو برزة شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تلاها فقال هلك القوم بمعاصيهم ربهم وغضب عليهم فأبى
إذ غضب عليهم الا أن ينتقم منهم * قوله تعالى (ان للمتقين مفازا) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن مجاهد في قوله ان للمتقين مفازا قال فازوا بان نجوا من النار * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ان للمتقين مفازا قال مفازا من النار إلى الجنة * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله ان للمتقين مفازا قال منتزها وكواعب قال نواهد
أترابا قال مستويات وكأسا دهاقا قال ممتلئا * وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني
عن قوله حدائق وأعنابا قال الحدائق البساتين قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول
بلاد سقاها الله ما سهو لها * فقضب ودر مغدق وحدائق
قال أخبرني عن قوله كأسا دهاقا قال الكاس الخمر والدها الملآن قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما
سمعت قول الشاعر
308

أتانا عامر يرجو قرانا * فأترعنا له كأسا دهاقا
* وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله كواعب قال العذارى * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن مجاهد في
قوله كواعب قال نواهد * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه
وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله وكأسا دهاقا قال هي الممتلئة المترعة المتتابعة وربما سمعت
العباس يقول يا غلام اسقنا وادهق لنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس وكأسا
دهاقا قال ملأى * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وقتادة ومجاهد والضحاك والحسن مثله * وأخرج
عبد بن حميد عن عكرمة وكأسا دهاقا قال يتبع بعضها بعضا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وكأسا
دهاقا قال المتتابعة * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير والضحاك مثله * وأخرج هناد عن عطية في قوله
وكأسا دهاقا قال ملأى متتابعة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي هريرة وكأسا دهاقا قال دمادم
قال المؤلف فارسي بمعنى متتابعة * وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله وكأسا دهاقا قال متتابعة صافية
* وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال إذا كان فيها خمر فهي كأس وإذا لم يكن فيها خمر فليس بكأس * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا قال باطلا ولا مأثما وفي قوله
عطاء حسابا قال كثيرا وفي قوله لا يملكون منه خطابا قال كلاما * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر عن مجاهد في قوله جزاء من ربك قال عطاء منه حسابا قال لما عملوا وفي قوله لا يملكون منه خطابا قال
كلاما * قوله تعالى (يوم يقوم الروح والملائكة صفا) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن
مردويه عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الروح جند من جنود الله ليسوا بملائكة لهم رؤس وأيد
وأرجل ثم قرأ يوم يقوم الروح والملائكة صفا قال هؤلاء جند وهؤلاء جند * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد قال الروح خلق على صورة بني آدم
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد قال الروح يأكلون ولهم أيد
وأرجل ورؤس وليسوا بملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء
والصفات عن أبي صالح في قوله يوم يقوم الروح والملائكة صفا قال الروح خلق كالناس وليسوا بالناس لهم أيد
وأرجل * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن الشعبي في قوله يوم يقوم الروح والملائكة صفا قال هما
سماطا رب العالمين يوم القيامة سماط من الروح وسماط من الملائكة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
عبد الله بن بريدة قال ما يبلغ الجن والإنس والملائكة والشياطين عشر الروح ولقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم
وما يعلم الروح * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله يوم يقوم الروح والملائكة صفا قال الروح
أعظم خلقا من الملائكة ولا ينزل ملك الا ومعه روح * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ
والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله يوم يقوم الروح قال هو ملك من أعظم الملائكة خلقا * وأخرج
ابن جرير عن ابن مسعود قال الروح في السماء السابعة وهو أعظم من السماوات والجبال ومن الملائكة يسبح كل
يوم اثنى عشر ألف تسبيحة يخلق الله من كل تسبيحة ملكا من الملائكة يجئ يوم القيامة صفا وحده * وأخرج أبو
الشيخ في العظمة عن الضحاك قال الروح حاجب الله يقوم بين يدي الله يوم القيامة وهو أعظم الملائكة لو فتح فاه
لوسع جميع الملائكة والخلق إليه ينظرون فمن مخافته لا يرفعون طرفهم إلى من فوقه * وأخرج ابن المنذر وأبو
الشيخ عن مقاتل بن حبان قال الروح أشرف الملائكة أقربهم من الرب وهو صاحب الوحي * وأخرج الخطيب في
المتفق والمفترق عن وهب بن منبه قال الروح ملك من الملائكة له عشرة آلاف جناح ما بين كل جناحين منها ما بين
المشرق والمغرب له ألف وجه لكل وجه ألف لسان وشفتان وعينان يسبح الله تعالى * وأخرج مسلم وأبو داود
والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده
سبوح قدوس رب الملائكة والروح * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن الضحاك في قوله يوم يقوم الروح قال
جبريل * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال إن جبريل يوم القيامة لقائم بن يدي الجبار ترعد فرائصه فرقا من
309

عذاب الله يقول سبحانك لا اله الا أنت ما عبدناك حق عبادتك ان ما بين منكبيه كما بين المشرق إلى المغرب أما سمعت
قول الله يوم يقوم الروح والملائكة صفا * وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله يوم يقوم
الروح قال يعنى حين تقوم أرواح الناس مع الملائكة فيما بين النفختين قبل ان ترد الأرواح إلى الأجساد * قوله
تعالى (لا يتكلمون الا من أذن له الرحمن وقال صوابا) * أخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الأسماء
والصفات عن ابن عباس في قوله وقال صوابا قال شهادة أن لا إله إلا الله * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن
عباس في قوله وقال صوابا قال شهادة أن لا إله إلا الله * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة مثله * وأخرج الفريابي
وعبد بن حميد عن مجاهد في قوله وقال صوابا قال حقا في الدنيا وعمل به * وأخرج البيهقي في شعب الايمان وضعفه
عن جابر بن عبد الله قال قال العباس بن عبد المطلب يا رسول الله ما الجمال قال صواب القول بالحق قال فما الكمال
قال حسن الفعال بالصدق والله أعلم * قوله تعالى (ذلك اليوم الحق) الآية * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن المنذر عن قتادة في قوله فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا قال سبيلا * قوله تعالى (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه)
* أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في قوله يوم ينظر المرء قال المؤمن * وأخرج ابن المنذر عن الحسن أنه
قرأ هذه الآية يوم ينظر المرء ما قدمت يداه قال هو المؤمن العامل بطاعة الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث والنشور عن أبي هريرة قال يحشر الخلائق كلهم يوم القيامة البهائم
والدواب والطير وكل شئ فيبلغ من عدل الله ان يأخذ للجماء من القرناء ثم يقول كوني ترابا فذلك حين يقول
الكافر يا ليتني كنت ترابا * وأخرج الدينوري في المجالسة عن يحيى بن جعدة قال إن أول خلق الله يحاسب يوم
القيامة الدواب والهوام حتى يقضى بينها حتى لا يذهب شئ بظلامته ثم يجعلها ترابا ثم يبعث الثقلين الجن والإنس
فيحاسبهم فيومئذ يتمنى الكافر يا ليتني كنت ترابا * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال تقاد المنقورة من الناقرة
والمركوضة من الراكضة والجلحاء من ذات القرون والناس ينظرون ثم يقول كوني ترابا لا جنة ولا نار فذلك حين
يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا * وأخرج عبد بن حميد وابن شاهين في كتاب العجائب والغرائب عن أبي الزناد
قال إذا قضى بين الناس وأمر باهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار قيل لسائر الأمم ولمؤمني الجن عودوا ترابا
فيعودوا ترابا فعند ذلك يقول الكافر حين يراهم قد عادوا ترابا يا ليتني كنت ترابا * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة
قال إذا حوسبت البهائم ثم صيرها الله ترابا فعند ذلك قال الكافر يا ليتني كنت ترابا * وأخرج عبد بن حميد عن ليث
ابن أبي سليم قال الجن يعودون ترابا * وأخرج ابن أبي الدنيا عن ليث بن أبي سليم قال ثواب الجن أن يجاروا من
النار ثم يقال لهم كونوا ترابا * (سورة النازعات مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة النازعات بمكة * وأخرج
ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن علي في قوله والنازعات غرقا قال هي
الملائكة تنزع أرواح الكفار والناشطات نشطا هي الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الأظفار والجلد
حتى تخرجها والسابحات سبحا هي الملائكة تسبح بارواح المؤمنين بين السماء والأرض فالسابقات سبقا هي
الملائكة يسبق بعضها بعضا بارواح المؤمنين إلى الله فالمدبرات أمرا قال هي الملائكة تدبر أمر العباد من السنة إلى
السنة * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله والنازعات غرقا قال هي أنفس
الكفار تنزع ثم تنشط ثم تغرق في النار * وأخرج الحاكم وصححه من طريق مجاهد عن ابن عباس والنازعات
غرقا والناشطات نشطا قال الموت * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس والناشطات نشطا قال الموت * وأخرج
جويبر في تفسيره عن ابن عباس في قوله والنازعات غرقا قال هي أرواح الكفار لما عاينت ملك الموت فيخبرها
بسخط الله غرقت فينشطها انتشاطا من العصب واللحم والسابحات سبحا أرواح المؤمنين لما عاينت ملك الموت
قال اخرجي أيتها النفس المطمئنة إلى روح وريحان ورب غير غضبان سبحت سباحة الغائص في الماء فرحا
وشوقا إلى الجنة فالسابقات سبقا قال تمشى إلى كرامة الله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله
والنازعات غرقا والناشطات نشطا قال هاتان الآيتان للكفار عند نزع النفس تنشط نشطا عنيفا مثل سفود في
صوف فكان خروجه شديدا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا قال هاتان للمؤمنين * وأخرج ابن أبي حاتم عن
310

السدى في قوله والنازعات غرقا قال النفش حين تغرق في الصدور والناشطات نشطا قال الملائكة حين تنشط
الروح من الأصابع والقدمين والسابحات سبحا حين تسبح النفس في الجوف تتردد عند الموت * وأخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله والنازعات غرقا قال الملائكة الذين يلون أنفس الكفار إلى قوله
والسابحات سبحا قال الملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي صالح والنازعات غرقا قال الملائكة
ينزعون نفس الانسان والناشطات نشطا قال الملائكة ينشطون نفس الانسان والسابحات سبحا قال الملائكة
حين ينزلون من السماء إلى الأرض فالسابقات سبقا قال الملائكة فالمدبرات أمرا قال الملائكة يدبرون ما أمروا
به * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد والنازعات غرقا والناشطات نشطا قال الموت * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات
سبقا فالمدبرات أمرا قال الملائكة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة والنازعات غرقا قال هو الكافر والناشطات
نشطا قال هي النجوم والسابحات سبحا قال هي النجوم والسابقات سبقا قال هي النجوم فالمدبرات أمرا قال هي
الملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء والنازعات غرقا قال القسي والناشطات نشطا قال الأوهاق
فالسابقات سبقا قال الخيل * وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمزق
الناس فتمزقك كلاب النار قال الله والناشطات نشطا أتدري ما هو قلت يا نبي الله ما هو قال كلاب في النار تنشط
العظم واللحم * وأخرج ابن المنذر عن الحسن في قوله والسابحات سبحا قال هي النجوم كلها * وأخرج ابن أبي حاتم
عن علي بن أبي طالب ان ابن الكوا سأله عن المدبرات أمرا قال الملائكة يدبرون ذكر الرحمن وأمره * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الرحمن بن سابط قال يدبر أمر الدنيا
أربعة جبريل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل فاما جبريل فموكل بالرياح والجنود وأما ميكائيل فموكل بالقطر
والنبات وأما ملك الموت فموكل بقبض الأرواح وأما إسرافيل فهو ينزل عليهم بالامر * وأخرج ابن أبي الدنيا في
ذكر الموت من طريق أبى المتوكل الناجي عن ابن عباس في قوله فالمدبرات أمرا قال ملائكة يكونون مع ملك
الموت يحضرون الموتى عند قبض أرواحهم فمنهم من يعرج بالروح ومنهم من يؤمن على الدعاء ومنهم من يستغفر
للميت حتى يصلى عليه ويدلى في حفرته * قوله تعالى (يوم ترجف الراجفة) الآية * أخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس في قوله يوم ترجف الراجفة قال النفخة الأولى تتبعها الرادفة قال
النفخة الثانية قلوب يومئذ واجفة قال خائفة أئنا لمردودون في الحافرة قال الحياة * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في
البعث عن مجاهد في قوله يوم ترجف الراجفة قال ترجف الأرض والجبال وهي الزلزلة تتبعها الرادفة قال دكتا دكة
واحدة وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب
الايمان عن أبي بن كعب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال يا أيها الناس اذكروا
الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف الراجفة رجفا وتزلزل بأهلها وهي التي يقول الله يوم ترجف الراجفة
تتبعها الرادفة يقول مثل السفينة في البحر تكفأ بأهلها مثل القنديل المعلق بأرجائه * وأخرج عبد بن حميد عن أبي
صالح يوم ترجف الراجفة قال النفخة الأولى تتبعها الرادفة قال النفخة الثانية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة
يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قال هما الصيحتان أما الأولى فتميت كل شئ بإذن الله وأما الأخرى فتحيى كل شئ
بإذن الله * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن انه سئل عن قول الله يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قال هما
النفختان أما الأولى فتميت الاحياء وأما الثانية فتحيى الموتى ثم تلا هذه الآية ونفخ في الصور فصعق من في السماوات
ومن في الأرض الا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله
قلوب يومئذ واجفة قال وجلة متحركة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قلوب يومئذ واجفة قال خائفة
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد قلوب يومئذ واجفة قال وجلة وفي قوله أئنا لمردودون في الحافرة
قال الأرض نبعث خلقا جديدا أئذا كنا عظاما نخرة قال مدقوقة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة
311

في قوله قلوب يومئذ واجفة قال وجفت مما عاينت يومئذ أبصارها خاشعة قال ذليلة يقولون أئنا لمردودون في الحافرة
أئنا لمبعوثون خلقا جديدا إذا متنا تكذيبا بالبعث أئذا كنا عظاما نخرة قال بالية * وأخرج عبد بن حميد عن
ابن عباس أئنا لمردودون في الحافرة قال خلقا جديدا * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك أئنا لمردودون في الحافرة
قال الحياة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله أئنا لمردودون في الحافرة
أئذا كنا عظاما نخرة قال لما نزلت هذه الآية قال كفار قريش لئن حيينا بعد الموت لنحشرن فنزلت تلك إذا كرة
خاسرة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن عمر بن الخطاب انه كان يقرأ أئذا كنا عظاما ناخرة بألف
* وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود انه كان يقرأ ناخرة بالألف * وأخرج الطبراني عن ابن عمر انه كان يقرأ هذا
الحرف أئذا كنا عظاما ناخرة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن مجاهد قال سمعت ابن الزبير يقرؤها
عظاما ناخرة فذكرت ذلك لابن عباس فقال أو ليس كذلك * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر من
طرق عن ابن عباس انه كان يقرأ التي في النازعات ناخرة بالألف وقال بالية * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن
كعب القرظي وعكرمة وإبراهيم النخعي انهم كانوا يقرؤن ناخرة بالألف * وأخرج الفراء عن ابن الزبير انه قال
على المنبر ما بال صبيان يقرؤن نخرة انما هي ناخرة * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك عظاما ناخرة قال بالية
* وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال الناخرة العظم يبلى فتدخل الريح فيه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج
في قوله قالوا تلك إذا كرة خاسرة قال إن خلقنا خلقا جديدا لنرجعن إلى الخسران وفي قوله فإنما هي زجرة واحدة
قال صيحة فإذا هم بالساهرة قال المكان المستوى من الأرض * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله قالوا تلك إذا
كرة خاسرة قال رجعة خاسرة قال فلما تباعد البعث في أنفس القوم قال الله انما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة
قال فإذا هم على ظهر الأرض بعد أن كانوا في جوفها * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال كانوا في بطن الأرض
ثم صاروا على ظهرها * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن والشعبي مثله * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الأنباري
في الوقف والابتداء وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة انه سئل عن قوله فإذا هم بالساهرة قال
الأرض كلها ساهرة وقال ابن عباس قال أمية بن أبي الصلت * وفيها لحم ساهرة وبحر * وأخرج عبد بن حميد
وابن المنذر عن عكرمة فإذا هم بالساهرة قال الساهرة وجه الأرض وفي لفظ قال الأرض كلها ساهرة ألا ترى
الشاعر يقول * صيد بحر وصيد ساهرة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن الشعبي فإذا هم بالساهرة قال
إذا هم بالأرض ثم تمثل ببيت أمية بن أبي الصلت
وفيها لحم ساهرة وبحر * وما فاهوا به أبدا مقيم
* وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير فإذا هم بالساهرة قال بالأرض * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد
فإذا هم بالساهرة قال بالأرض كانوا بأسفلها فاخرجوا إلى أعلاها * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله
بالساهرة قال تسمى الأرض ساهرة بنى فلان * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سهل بن سعد الساعدي
فإذا هم بالساهرة قال أرض بيضاء عفراء كالخبزة من النقي * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن وهب بن منبه
قال الساهرة جبل إلى جنب بيت المقدس * وأخرج ابن المنذر عن قتادة فإذا هم بالساهرة قال في جهنم * قوله
تعالى (هل أتاك حديث موسى) الآيات * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في
قوله اذهب إلى فرعون انه طغى قال عصى وفي قوله فأراه الآية الكبرى قال عصاه ويده وفي قوله ثم أدبر يسعى قال
يعمل بالفساد وفي قوله فاخذه الله نكال الآخرة والأولى قال الأولى ما علمت لكم من اله غيري والآخرة قوله انا
ربكم الأعلى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله فأراه الآية الكبرى قال عصاه ويده وفي قوله
فاخذه الله نكال الآخرة والأولى قال أصابته عقوبة الدنيا والآخرة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن
الحسن مثله * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن صخر بن جويرية قال لما بعث الله موسى إلى فرعون قال اذهب
إلى فرعون انه طغى إلى قوله وأهديك إلى ربك فتخشى ولن يفعله فقال موسى يا رب كيف اذهب إليه وقد علمت أنه
لا يفعل فأوحى الله إليه ان امض لما أمرت به فان في السماء اثنى عشر ألف ملك يطلبون علم القدر فلم يبلغوه ولم
312

يدركوه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله هل لك إلى أن تزكى قال هل لك إلى أن تقول لا إله إلا الله
* وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله هل لك إلى أن تزكى قال إلى أن
تقول لا إله إلا الله * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله هل لك ان تزكى قال إلى أن تخلص وفي قوله ثم
أدبر يسعى قال ليس بالشد يعمل بالفساد والمعاصي * وأخرج ابن المنذر عن الربيع في قوله ثم أدبر يسعى قال
أدبر عن الحق وسعى يجمع * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال قال موسى يا فرعون هل لك في أن أعطيك شبابك
لا تهرم وملكك لا ينزع منك وترد إليك لذة المناكح والمشارب والركوب وإذا مت دخلت الجنة وتؤمن بي
فوقعت في نفسه هذه الكلمات وهي اللينات قال كما أنت حتى يأتي هامان فلما جاء هامان أخبره فعجزه هامان وقال
تصير تعبد إذ كنت ربا تعبد فذلك حين خرج عليهم فقال لقومه وجمعهم أنا ربكم الأعلى * وأخرج ابن جرير عن
ابن عباس في قوله فاخذه الله نكال الآخرة والأولى قال بقوله أنا ربكم الأعلى والأولى قوله ما علمت * وأخرج
عبد بن حميد عن عكرمة والضحاك مثله * وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي فاخذه الله نكال الآخرة والأولى قال
هما كلمتاه الأولى ما علمت لكم من اله غيري والأخرى أنا ربكم الأعلى وكان بينهما أربعون سنة * وأخرج عبد بن
حميد وابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو قال بين كلمتيه أربعون سنة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن خيثمة
قال كان بين قول فرعون ما علمت لكم من اله غيري وقوله أنا ربكم الأعلى أربعون سنة * قوله تعالى (أأنتم أشد
خلقا) الآيات * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله رفع سمكها قال بناها وأغطش ليلها قال
أظلم ليلها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله رفع سمكها قال رفع
بنيانها بغير عمد وأغطش ليلها قال أظلم ليلها وأخرج ضحاها قال أبرزه والأرض بعد ذلك مع ذلك دحاها قال بسطها
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله رفع سمكها قال رفع بنيانها وأغطش
ليلها قال أظلم ليلها وأخرج ضحاها قال نور ضوئها والأرض بعد ذلك دحاها قال بسطها والجبال أرساها قال
أثبتها بها ان تميد بأهلها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس وأغطش ليلها قال
العشاء وأخرج ضحاها قال الشمس * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وأغطش ليلها قال أظلم ليلها
وأخرج ضحاها قال أخرج نهارها * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس والأرض بعد ذلك دحاها قال مع ذلك
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس ان رجلا قال له آيتان في كتاب الله تخالف إحداهما الأخرى
فقال انما أتيت من قبل رأيك اقرأ قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الله الأرض في يومين حتى بلغ ثم استوى إلى
السماء وهي دخان وقوله والأرض بعد ذلك دحاها قال خلق الأرض قبل أن يخلق السماء ثم خلق السماء ثم
دحى الأرض بعدما خلق السماء وانما قوله دحاها بسطها * وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم النخعي والأرض بعد
ذلك دحاها قال دحيت من مكة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله أخرج منها ماءها قال فجر منها الانهار
ومرعاها قال ما خلق الله من نبات أو شئ * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في دحاها قال دحاها ان أخرج
منها الماء والمرعى وشقق فيها الانهار وجعل فيها الجبال والرمال والسبل والآكام وما بينهما في يومين * وأخرج
ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله متاعا لكم قال منفعة * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال بلغني ان الأرض
دحيت دحيا من تحت الكعبة * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن علي قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلاة الصبح فلما قضى صلاته رفع رأسه فقال تبارك رافعها ومدبرها ثم رمى ببصره إلى الأرض فقال تبارك داحيها
وخالقها * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فإذا جاءت الطامة الكبرى قال الطامة من
أسماء يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن القاسم بن الوليد الهمداني في قوله فإذا جاءت الطامة
الكبرى قال إذا سيق أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عمرو
ابن قيس الكندي فإذا جاءت الطامة الكبرى قال إذا قيل اذهبوا به إلى النار * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج
في قوله وبرزت الجحيم لمن يرى قال لمن ينظر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله فإذا جاءت الطامة قال إذا دفعوا إلى مالك خازن النار وفي قوله فاما من طغى قال عصى وفي قوله يسألونك
313

عن الساعة أيان مرساها قال حينها فيم أنت من ذكراها قال الساعة * وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي
طالب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة فنزلت فيم أنت من ذكراها * وأخرج ابن أبي
حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال إن مشركي أهل مكة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم
فقالوا متى تقوم الساعة استهزاء منهم فنزلت يسألونك عن الساعة أيان مرساها يعنى متى مجيئها فيم أنت من
ذكراها ما أنت من علمها يا محمد إلى ربك منتهاها يعنى منتهى علمها انما أنت منذر من يخشاها يعنى من يخشى
القيامة كأنهم يوم يرونها يعنى يرون القيامة لم يلبثوا في الدنيا ولم ينعموا بشئ من نعيمها الا عشية ما بين
الظهر إلى غروب الشمس أو ضحاها ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار * وأخرج البزار وابن جرير وابن
المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن عائشة قالت ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسال عن الساعة حتى
أنزل عليه فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها فلم يسأل عنها وأخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه عن عروة مرسلا * وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن
طارق بن شهاب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ذكر الساعة حتى نزلت فيم أنت من ذكراها إلى ربك
منتهاها فكف عنها * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت كانت الاعراب إذا قدموا على النبي صلى الله عليه
وسلم سألوه عن الساعة فينظر إلى أحدث انسان فيهم فيقول ان يعش هذا قرنا فأمت عليكم ساعتكم * وأخرج
ابن أبي شيبة عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما يدخل الجنة من يرجوها وانما يجتنب النار
من يخشاها وانما يرحم الله من يرحم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله إلى ربك منتهاها قال علمها وفي قوله
الا عشية قال من الدنيا أو ضحاها قال العشية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله كأنهم يوم
يرونها الآية قال تدق الدنيا في أنفس القوم حين عاينوا أمر الآخرة
* (سورة عبس مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال نزلت سورة عبس بمكة
* وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج ابن الضريس عن أبي وائل ان وفد بنى أسد أتوا النبي
صلى الله عليه وسلم فقال من أنتم فقالوا نحن بنو الزينة أحلاس الخيل فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنتم بنور شدة
فقال الحضرمي بن عامر والله لا تكون كبني المحوسلة وهم بنو عبد الله بن غطفان كان يقال لهم بنو عبد العزى ابن
غطفان فقال النبي صلى الله عليه وسلم للحضرمي هل تقرأ من القرآن شيئا قال نعم فقال أقرأه فقرأ من عبس وتولى
ما شاء الله ان يقرأ ثم قال وهو الذي من على الحبلى فاخرج منها نسمة تسعى بين شراسيف وحشا فقال النبي صلى
الله عليه وسلم لا تزد فيها فإنها كافية * وأخرج ابن النجار عن أنس قال استأذن العلاء بن يزيد الحضرمي على النبي
صلى الله عليه وسلم فأذن له فتحدثا طويلا ثم قال له يا علاء تحسن من القرآن شيئا قال نعم ثم قرأ عليه عبس حتى ختمها
فانتهى إلى آخرها وزاد في آخرها من عنده وهو الذي أخرج من الحبلى نسمة تسعى من بين شراسيف وحشا فصاح
به النبي صلى الله عليه وسلم يا علاء انته فقد انتهت السورة والله أعلم * قوله تعالى (عبس وتولى) * أخرج الترمذي
وحسنه وابن المنذر وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن عائشة قالت أنزلت سورة عبس وتولى في ابن
أم مكتوم الأعمى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول يا رسول الله أرشدني وعند رسول الله صلى الله عليه
وسلم رجل من عظماء المشركين فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخر ويقول أترى
بما أقول بأسا فيقول لا ففي هذا أنزلت * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم في مجلس في ناس من وجوه قريش منهم أبو جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة فيقول لهم أليس حسنا
ان جئت بكذا وكذا فيقولون بلى والله فجاء ابن أم مكتوم وهو مشتغل بهم فسأله فاعرض عنه فأنزل الله أما من
استغنى فأنت له تصدى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى يعنى ابن أم مكتوم * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وأبو يعلى عن أنس قال جاء ابن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يكلم أبي بن خلف
فاعرض عنه فأنزل الله عبس وتولى أن جاءه الأعمى فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه * وأخرج ابن
314

جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجى عتبة بن ربيعة والعباس بن عبد
المطلب وأبا جهل بن هشام وكان يتصدى لهم كثيرا ويحرص ان يؤمنوا فاقبل إليه رجل أعمى يقال له عبد الله بن
أم مكتوم يمشى وهو يناجيهم فجعل عبد الله يستقرئ النبي صلى الله عليه وسلم آية من القرآن قال يا رسول الله
علمني مما علمك الله فاعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبس في وجهه وتولى وكره كلامه وأقبل على الآخرين
فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم نجواه وأخذ ينقلب إلى أهله أمسك الله ببعض بصره ثم خفق برأسه ثم
أنزل الله عبس وتولى أن جاءه الأعمى فلما نزل فيه ما نزل أكرمه نبي الله وكلمه يقول له ما حاجتك هل تريد من شئ
* وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي مالك في قوله عبس وتولى قال جاءه عبد الله بن أم
مكتوم فعبس في وجهه وتولى وكان يتصدى لامية بن خلف فقال الله أما من استغنى فأنت له تصدى * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الحكم قال ما رؤى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية متصديا لغنى ولا معرضا عن فقير
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من الوحي كتم هذا عن نفسه
* وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي امامة قال أقبل ابن أم مكتوم الأعمى وهو الذي نزل فيه عبس
وتولى أن جاءه الأعمى فقال يا رسول الله كما ترى قد كبرت سنى ورق عظمي وذهب بصرى ولى قائد لا يلائمني
قياده إياي فهل تجد لي من رخصة أصلي الصلوات الخمس في بيتي قال هل تسمع المؤذن قال نعم قال ما أجد لك من رخصة
* وأخرج ابن مردويه عن كعب بن عجرة ان الأعمى الذي أنزل الله فيه عبس وتولى أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله انى أسمع النداء ولعلي لا أجد قائدا فقال إذا سمعت النداء فأجب داعي الله * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله أن جاءه الأعمى قال رجل من بنى فهر اسمه عبد الله بن أم مكتوم أما من استغنى
عتبة بن ربيعة وأمية بن خلف * وأخرج ابن سعد وابن المنذر عن الضحاك في قوله عبس وتولى قال هو رسول الله صلى
الله عليه وسلم لقى رجلا من أشراف قريش فدعاه إلى الاسلام فاتاه عبد الله بن أم مكتوم فجعل يسأله عن أشياء من
أمر الاسلام فعبس في وجهه فعاتبه الله في ذلك فما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم
فأكرمه واستخلفه على المدينة مرتين * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه في شعب الايمان عن مسروق قال
دخلت على عائشة وعندها رجلا مكفوف تقطع له الأترج وتطعمه إياه بالعسل فقلت من هذا يا أم المؤمنين فقالت
هذا ابن أم مكتوم الذي عاتب الله فيه نبيه صلى الله عليه وسلم قالت أتى نبي الله صلى الله عليه وسلم وعنده عتبة وشيبة
فاقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما فنزلت عبس وتولى أن جاءه الأعمى ابن أم مكتوم * وأخرج عبد بن
حميد عن مجاهد قال كان النبي صلى الله عليه وسلم مستخليا بصنديد من صناديد قريش وهو يدعوه إلى الله وهو يرجو
ان يسلم إذ أقبل عبد الله بن أم مكتوم الأعمى فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم كره مجيئه وقال في نفسه يقول هذا
القرشي انما اتباعه العميان والسفلة والعبيد فعبس فنزل الوحي عبس وتولى إلى آخر الآية * قوله تعالى (كلا
انها تذكرة) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة قال هي عند الله
بأيدي سفرة قال هي القرآن * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة بأيدي سفرة قال كتبة * وأخرج عبد بن
حميد وابن المنذر عن وهب بن منبه بأيدي سفرة كرام بررة قال هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد
ابن حميد عن مجاهد قال السفرة الكتبة من الملائكة * وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر من طريق على عن ابن
عباس في قوله بأيدي سفرة قال كتبة * وأخرج الخطيب في تاريخه عن عطاء بن أبي رباح مثله * وأخرج ابن أبي
حاتم وابن المنذر عن ابن عباس سفرة قال بالنبطية القراء * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله كرام بررة قال
الملائكة * وأخرج أحمد والأئمة الستة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقرأ القرآن وهو
ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه وهو عليه شاق له أجران والله أعلم * قوله تعالى (قتل الانسان)
الآيات أخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله قتل الانسان ما أكفره قال نزلت في عتبة بن أبي لهب حين قال كفرت
برب النجم إذا هوى فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فاخذه الأسد بطريق الشام * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد
قال ما كان في القرآن قتل الانسان انما عنى به الكافر * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ما أكفره قال ما أشد كفره
315

وفي قوله فقدره قال نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم كذا ثم كذا ثم كذا انتهى خلقه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
عن عكرمة في قوله خلقه فقدره قال قدره في رحم أمه كيف شاء وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس
في قوله ثم السبيل يسره يعنى بذلك خروجه من بطن أمه يسره له * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ثم السبيل يسره
قال خروجه من الرحم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة ثم السبيل يسره قال خروجه من بطن أمه
* وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك مثله * وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح ثم السبيل يسره قال خروجه من
الرحم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ثم السبيل يسره قال هو كقوله انا هديناه السبيل
اما شاكرا واما كفورا الشقاء والسعادة * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن محمد بن كعب القرظي قال قرأت في
التوراة أو قال في مصحف إبراهيم فوجدت فيها يقول الله يا ابن آدم ما أنصفتني خلقتك ولم تك شيئا وجعلتك بشرا
سويا وخلقتك من سلالة من طين ثم جعلتك نطفة في قرار مكين ثم خلقت النطفة علقة فخلقت العلقة مضغة فخلقت
المضغة عظاما فكسوت العظام لحما ثم أنشأناك خلقا آخر يا ابن آدم هل يقدر على ذلك غيري ثم خففت ثقلك على
أمك حتى لا تتمرض بك ولا تتأذى ثم أوحيت إلى الأمعاء ان اتسعي وإلى الجوارح ان تفرقي فاتسعت الأمعاء من
بعد ضيقها وتفرقت الجوارح من بعد تشبيكها ثم أوحيت إلى الملك الموكل بالأرحام ان يخرج من بطن أمك
فاستخلصتك على ريشة من جناحه فاطلعت عليك فإذا أنت خلق ضعيف ليس لك سن يقطع ولا ضرس يطحن
فاستخلصت لك في صدر أمك عرقا يدر لك لبنا باردا في الصيف حارا في الشتاء واستخلصته لك من بين جلد ولحم ودم
وعروق ثم قذفت لك في قلب والدتك الرحمة وفي قلب أبيك التحنن فهما يكدان ويجهدان ويربيانك ويغذيانك
ولا ينامان حتى ينوماك ابن آدم أنا فعلت ذلك بك لا لشئ استأهلته به منى أو لحاجة استعنت على قضائها ابن آدم
فلما قطع سنك وطحن ضرسك أطعمتك فاكهة الصيف في أوانها وفاكهة الشتاء في أوانها فلما ان عرفت أنى
ربك عصيتني فالآن إذ عصيتني فادعني فإني قريب مجيب وادعني فإني غفور رحيم * وأخرج الفريابي وعبد
ابن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله لما يقض ما أمره قال لا يقضى أحد أبدا كل ما افترض عليه * قوله تعالى
(فلينظر الانسان) الآية * أخرج ابن المنذر عن عبد الله بن الزبير في قوله فلينظر الانسان إلى طعامه قال إلى
مدخله ومخرجه * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التواضع من
طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس فلينظر الانسان إلى طعامه قال إلى خرئه * وأخرج ابن أبي حاتم
عن الحسن في قوله فلينظر الانسان إلى طعامه قال ملك يثنى رقبة ابن آدم إذا جلس على الخلاء لينظر ما يخرج منه
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي قلابة قال مكتوب في التوراة يا ابن آدم انظر إلى ما بخلت به إلى ما صار * وأخرج
ابن المنذر عن بشير بن كعب انه كان يقول لأصحابه إذا فرغ من حديثه انطلقوا حتى أريكم الدنيا فيجئ فيقف
على مزبلة فيقول انظروا إلى عسلهم وإلى سمنهم وإلى بطهم وإلى دجاجهم إلى ما صار * وأخرج ابن المنذر عن ابن
عباس أنا صبنا الماء صبا قال المطر ثم شققنا الأرض شقا عن النبات * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم من طريق على عن ابن عباس وقضبا قال الفصفصة يعنى ألقت وحدائق غلبا قال طوال وفاكهة
وأبا قال الثمار الرطبة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الحدائق كل ملتف
والغلب ما غلظ والأب ما أنبت الأرض مما يأكله الدواب ولا يأكله الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
عن مجاهد وحدائق غلبا قال ملتفة وفاكهة وهو ما أكل الناس وأبا ما أكلت الانعام * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن الحسن قال الغب الكرام من النخل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة غلبا قال غلاظا
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس وحدائق غلبا قال شجر في الجنة يستظلل به لا يحمل منه شيئا
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الأب الحشيش للبهائم * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن
ابن عباس قال الأب الكلأ والمرعى * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن
قوله وأبا قال الأب ما يعتلف منه الدواب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
ترى به الأب واليقطين مختلطا * على الشريعة يجرى تحتها العذب
316

* وأخرج أبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد عن إبراهيم التيمي قال سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن قوله
وأبا فقال أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله مالا أعلم * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير
وابن سعد وعبد حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان والخطيب والحاكم وصححه عن أنس
أن عمر قرأ على المنبر فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا إلى قوله وأبا قال كل هذا قد عرفناه فما الأب ثم رفض عصا كانت في
يده فقال هذا لعمر الله هو التكلف فما عليك ان لا ندري ما الأب اتبعوا ما بين لكم هداه من الكتاب فاعملوا به وما لم
تعرفوه فكلوه إلى ربه * وأخرج ابن المنذر عن السدى قال الحدائق البساتين والعنب ما غلظ من الشجر والأب
العشب متاعا لكم ولأنعامكم قال الفاكهة لكم والعشب لأنعامكم * وأخرج عبد بن حميد وقضبا قال الفصافص
وحدائق غلبا النخل الكرام وفاكهة لكم وأبا لأنعامكم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد انه قرأ غلبا مشقة
* وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال الفاكهة التي يأكلها بنو آدم والأب المرعى * وأخرج عبد بن حميد
عن عكرمة قال الفاكهة ما تأكل الناس وأبا ما تأكل الدواب * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال ما طاب واحلولى
فلكم والأب لأنعامكم * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وأبا قال الكلأ * وأخرج عبد بن حميد
عن أبي رزين وفاكهة وأبا قال النبات * وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك قال الأب الكلأ * وأخرج عبد بن حميد
عن الضحاك قال الأب هو التبن * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال كل شئ ينبت على الأرض فهو الأب
* وأخرج عبد بن حميد عن عبد الرحمن بن يزيد أن رجلا سأل عمر عن قوله وأبا فلما رآهم يقولون أقبل عليهم
بالدرة * وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف عن أنس قال قرأ عمر وفاكهة وأبا فقال هذه الفاكة
قد عرفناها فما الأب ثم قال نهينا عن التكلف * وأخرج ابن مردويه عن أبي وائل أن عمر سئل عن قوله وأبا
ما الأب ثم قال ما كلفنا هذا أو ما أمرنا بهذا * قوله تعالى (فإذا جاءت الصاخة) الآية * أخرج ابن جرير وابن
المنذر من طريق على عن ابن عباس قال الصاخة من أسماء يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد والترمذي
والحاكم وصححاه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تحشرون
حفاة عراة غزلا فقالت زوجته أينظر بعضنا إلى عورة بعض فقال يا فلانة لكل امرئ منهم يومئذ شان
يغنيه * وأخرج الطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن سودة بنت زمعة قالت قال النبي صلى الله عليه
وسلم يبعث الناس حفاة عراة غرلا قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم الآذان قلت يا رسول الله وا سوأتاه ينظر بعضنا
إلى بعض قال شغل الناس عن ذلك وتلا يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ
شأن يغنيه * وأخرج الطبراني عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر الناس يوم القيامة مشاة
حفاة غرلا قيل يا رسول الله ينظر الرجال إلى النساء فقال لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه * وأخرج الطبراني في
الأوسط بسند صحيح عن أم سلمة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة
قلت يا رسول الله وا سوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض فقال شغل الناس قلت ما شغلهم قال نشر الصحائف فيها مثاقيل
الذر ومثاقيل الخردل * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه
وسلم قال يبعث الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا قلت يا رسول الله فكيف بالعورات قال لكل امرئ منهم يومئذ
شأن يغنيه * وأخرج ابن عساكر عن الحسن قال إن أول من يفر يوم القيامة من أبيه إبراهيم وأول من يفر من أمه
إبراهيم وأول من يفر من ابنه نوح وأول من يفر من أخيه هابيل وأول من يفر من صاحبته نوح ولوط وتلا هذه
الآية يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه فيرون ان هذه الآية نزلت فيهم * وأخرج أبو عبيد وابن
المنذر عن قتادة قال ليس شئ أشد على الانسان يوم القيامة من أن يرى من يعرفه مخافة ان يكون يطلبه بمظلمة ثم
قرأ يوم يفر المرء من أخيه الآية * وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر من طريق على عن ابن عباس في قوله مسفرة
قال مشرقة وفي قوله ترهقها فترة قال تغشاها شدة وذلة * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عطاء الخراساني عن ابن
عباس قترة قال سواد الوجوه * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يلجم الكافر العرق ثم تقع الغبرة على وجوههم فهو قوله وجوه يومئذ عليها غبرة
* (سورة التكوير مكية) *
317

* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة إذا
الشمس كورت بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير وعن عائشة مثله * وأخرج أحمد والترمذي وابن المنذر
والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره ان ينظر إلى يوم القيامة
كأنه رأى عين فليقرأ إذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت وإذا السماء انشقت * وأخرج ابن أبي شيبة في
المصنف ومسلم وابن ماجة والبيهقي في سننه عن عمرو بن حوشب ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الفجر والليل
إذا عسعس * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث من طريق على عن ابن عباس في
قوله إذا الشمس كورت قال أظلمت وإذا النجوم انكدرت قال تغيرت وإذا الموؤدة سئلت يقول سالت * وأخرج
ابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما إذا الشمس كورت قال أغورت * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله إذا الشمس كورت قال أغورت وإذا النجوم انكدرت قال تناثرت
وإذا الجبال سيرت قال ذهبت وإذا العشار عشار الإبل عطلت لا راعى لها وإذا البحار سجرت قال أوقدت وإذا
النفوس زوجت قال الأمثال للناس جمع بينهم وإذا السماء كشطت قال اجتبذت * وأخرج عبد بن حميد عن
سعيد بن جبير إذا الشمس كورت قال هي بالفارسية كور * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
في قوله كورت قال غورت قال يعقوب وهي بالفارسية كور يهود * وأخرج ابن أبي حاتم والديلمي عن أبي
مريم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في قوله إذا الشمس كورت قال كورت في جهنم وإذا النجوم انكدرت
قال انكدرت في جهنم وكل من عبد من دون الله فهو في جهنم الا ما كان من عيسى بن مريم وأمه ولو رضيا ان
يعبدا لدخلاها * وأخرج ابن أبي الدنيا في الأهوال وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله إذا الشمس كورت قال يكور الله الشمس والقمر والنجوم يوم القيامة في البحر ويبعث الله ريحا
دبورا فتنفخه حتى يرجع نارا * وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الشمس والقمر مكوران يوم القيامة زاد البزار في مسنده في النار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي
العالية رضي الله عنه قال ست آيات من هذه السورة في الدنيا والناس ينظرون إليه وست في الآخرة إذا الشمس
كورت إلى وإذا البحار سجرت هذه في الدنيا والناس ينظرون إليه وإذا النفوس زوجت وإذ الجنة أزلفت هذه في
الآخرة * وأخرج ابن أبي الدنيا في الأهوال وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي بن كعب قال ست آيات قبل يوم
القيامة بينما الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الأرض فتحركت
واضطربت واختلطت ففزعت الجن إلى الانس والانس إلى الجن واختلطت الدواب والطير والوحش فماجوا
بعضهم في بعض وإذا الوحوش حشرت قال اختلطت وإذا العشار عطلت أهملها أهلها وإذا البحار سجرت قال
الجن والإنس نحن نأتيكم بالخبر فانطلقوا إلى البحر فإذا هي نار تأجج فبينما هم كذلك إذ انصدعت الأرض صدعة
واحدة إلى الأرض السابعة وإلى السماء السابعة فبينما هم كذلك إذ جاءتهم ريح فأماتتهم * وأخرج عبد بن
حميد عن أبي صالح رضي الله عنه إذا الشمس كورت قال نكست * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه إذا
الشمس كورت قال اضمحلت * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه إذا الشمس كورت قال ذهب
ضوءها وإذا النجوم انكدرت قال تساقطت وإذا الوحوش حشرت قال حشرها موتها وإذا البحار سجرت قال
ذهب ماؤها غار ماؤها قال سجرت وفجرت سواء وإذا النفوس زوجت قال زوجت الأرواح الأجساد * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه إذا الشمس كورت قال ذهب ضوءها فلا ضوء لها وإذا النجوم
انكدرت قال تساقطت وتهافتت وإذا العشار عطلت قال سيبها أهلوها أتاهم ما شغلهم عنها فلم تصر ولم تحلب ولم
يكن في الدنيا مال أعجب إليهم منها وإذا الوحوش حشرت قال إن هذه الخلائق موافية يوم القيامة فيقضى الله فيها
ما يشاء وإذا البحار سجرت قال ذهب ماؤها ولم يبق منها قطرة وإذا النفوس زوجت قال الحق كل انسان بشيعته
اليهودي باليهودي والنصراني بالنصراني وإذا الموؤدة سئلت قال هي في بعض القراءة سألت بأي ذنب قتلت قال
لا بذنب وكان أهل الجاهلية يقتل أحدهم ابنته ويغدو كلبه فعاب الله ذلك عليهم وإذا الصحف نشرت قال صحيفتك
318

يا ابن آدم يملي ما فيها ثم تطوى ثن تنشر عليك يوم القيامة فينظر الرجل ما يملي في صحيفته وإذا الجحيم سعرت قال أوقدت
وإذا الجنة أزلفت قال قربت علمت نفس ما أحضرت من عمل قال قال عمر رضي الله عنه إلى ههنا آخر الحديث
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وإذا العشار عطلت قال هي الإبل وإذا الوحوش حشرت قال
حشرها موتها وإذا النفوس زوجت قال ترجع الأرواح إلى أجسادها وإذا الموؤدة سئلت قال أطفال المشركين
قال ابن عباس الموؤدة هي المدفونة كانت المرأة في الجاهلية إذا هي حملت فكان أوان ولادها حفرت حفرة
فتمخضت على رأس تلك الحفرة فان ولدت جارية رمت بها في تلك الحفرة وان ولدت غلاما حبسته قال ابن عباس
رضي الله عنهما فمن زعم انهم في النار فقد كذب بل هم في الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر
عن الربيع بن خيثم في قوله إذا الشمس كورت قال رمى بها وإذا النجوم انكدرت قال تناثرت وإذا الجبال سيرت
قال سارت وإذا العشار عطلت لم تحلب ولم تصر وتخلى منها أهلها وإذا الوحوش حشرت قال أتى عليها أمر الله وإذا
البحار سجرت قال فاضت وإذا النفوس زوجت قال كل رجل مع صاحب عمله وإذا الموؤدة سئلت قال كانت العرب
من أفعل الناس لذلك وإذا الجحيم سعرت أوقدت وإذا الجنة أزلفت قربت إلى ههنا انتهى الحديث فريق في الجنة
وفريق في السعير * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والحاكم
وصححه من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وإذا الوحوش حشرت قال حشر إليها ثم موتها
وحشر كل شئ الموت غير الجن والإنس فإنهما يوقفان يوم القيامة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما وإذا الوحوش حشرت قال يحشر كل شئ حتى أن الذباب ليحشر * وأخرج الطبراني عن ابن
عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله وإذا البحار سجرت قال اختلط ماؤها بماء الأرض قال وهل
تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت زهير بن أبي سلمى يقول
لقد نازعتم حسبا قديما * وقد سجرت بحارهم بحاري
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه وإذا البحار سجرت قال فتحت وسيرت * وأخرج البيهقي في البعث
من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وإذا البحار سجرت قال تسجر حتى تصير نارا * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن والضحاك رضي الله عنه وإذا البحار سجرت قال غار ماؤها فذهب * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر عن شمر بن عطية رضي الله عنه في قوله وإذا البحار سجرت قال تسجر كما يسجر التنور
* وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وسعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في البعث وأبو نعيم في الحلية عن النعمان بن بشير عن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه انه سئل عن قوله وإذا النفوس زوجت قال يقرن بين الرجل الصالح مع الصالح في الجنة
ويقرن بين الرجل السوء مع السوء في النار فذلك تزويج الأنفس * وأخرج ابن مردويه عن النعمان بن بشير
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله وإذا النفوس زوجت قال هو الرجل يزوج نظيره من أهل النار يوم
القيامة ثم قرأ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم * وأخرج ابن مردويه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وإذا النفوس زوجت قال هما الرجلان يعملان العمل يدخلان
الجنة والنار * وأخرج ابن منيع عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وإذا النفوس زوجت قال تزويجها ان
يؤلف كل قوم إلى شبههم وقال احشروا الذين ظلموا وأزواجهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال يسيل واد من أصل العرش من ماء فيما بين الصيحتين ومقدار ما بينهما أربعون عاما فينبت منه
كل خلق بلى من الانسان أو طير أو دابة ولو مر عليهم مار قد عرفهم قبل ذلك لعرفهم على وجه الأرض قد نبتوا ثم
ترسل الأرواح فتزوج الأجساد فذلك قول الله وإذا النفوس زوجت * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبي
العالية رضي الله عنه في قوله وإذا النفوس زوجت قال زوج الروح للجسد * وأخرج ابن المنذر عن
الشعبي وإذا النفوس زوجت قال زوج الروح من الجسد وأعيدت الأرواح في الأجساد * وأخرج عبد بن حميد
وابن المنذر عن الكلبي قال زوج المؤمنون الحور العين والكفار الشياطين * وأخرج الفراء عن عكرمة في
319

قوله وإذا النفوس زوجت قال يقرن الرجل في الجنة بقرينه الصالح في الدنيا ويقرن الرجل الذي كان يعمل
السوء في الدنيا بقرينه الذي كان يعينه في النار * وأخرج أحمد والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن سلمة
ابن زيد الجعفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الوئيد والموؤدة في النار الا أن تدرك الاسلام فيعفو الله عنها
* وأخرج سعيد بن منصور وعهد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي الصحي مسلم بن صبيح انه قرأ
وإذا الموؤدة سألت قال طلبت قاتلها بدمائها * وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة
والطبراني وابن مردويه عن خدامة بنت وهب قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزل فقال ذاك
الوأد الخفي وهو الموؤدة سئلت * وأخرج الطبراني عن صعصعة بن ناجية المجاشعي وهو جد الفرزدق قال قلت
يا رسول الله انى عملت أعمالا في الجاهلية فهل لي فيها ما أجر قال وما عملت قال أحييت ثلثمائة وستين موؤدة
اشترى كل واحدة منهن بناقتين عشراوين وجمل فهل لي في ذلك من أجر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لك أجره
إذ من الله عليك بالاسلام * وأخرج البزار والحاكم في الكنى والبيهقي في سننه عن عمر بن الخطاب في قوله
وإذا الموؤدة سئلت قال جاء قيس بن عاصم التميمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انى وأدت ثمان بنات
لي في الجاهلية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أعتق عن كل واحدة رقبة قال انى صاحب إبل قال فاهد عن كل
واحدة بدنة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج وإذا الصحف نشرت قال إذا مات الانسان طويت صحيفته
ثم تنشر يوم القيامة فيحاسب بما فيها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه
من طريق زيد بن أسلم عن أبيه قال لما نزلت إذا الشمس كورت قال عمر لما بلغ علمت نفس ما أحضرت قال
لهذا أجرى الحديث * وأخرج سعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم
وصححه من طرق عن علي في قوله فلا أقسم بالخنس قال هي الكواكب تكنس بالليل وتخنس بالنهار فلا ترى
* وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الأصبغ بن نباتة عن علي في قوله فلا أقسم بالخنس قال خمسة أنجم زحل
وعطارد والمشترى وبهرام والزهرة ليس في الكواكب شئ يقطع المجرة غيرها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ
في العظمة من طريق عكرمة عن ابن عباس قال الخنس نجوم تجرى يقطعن المجرة كما يقطع الفرس * وأخرج
ابن مردويه والخطيب في كتاب النجوم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله فلا أقسم بالخنس
الجواري الكنس قال هي النجوم السبعة زحل وبهرام وعطارد والمشترى والزهرة والشمس والقمر خنوسها
رجوعها وكنوسها تغيبها بالنهار * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والفريابي وابن سعد وعبد بن حميد
وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه من طرق عن ابن مسعود في قوله بالخنس
الجواري الكنس قال هي بقر الوحش * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس الجواري
الكنس قال البقر تكنس إلى الظل * وأخرج ابن المنذر من طريق خصيف عن ابن عباس الجواري الكنس قال
هي الوحش تكنس لأنفسها في أصول الشجر تتوارى فيه * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس
في قوله الخنس قال الظباء * وأخرج عبد بن حميد وابن راهويه والبيهقي في البعث عن علي الجواري الكنس قال
هي الكواكب * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس قال هي النجوم تبدو بالليل
وتخفى بالنهار تكنس * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله بالخنس الجواري الكنس قال النجوم تخنس
بالنهار * وأخرج عبد بن حميد عن المغيرة قال سأل إبراهيم مجاهدا عن قول الله فلا أقسم بالخنس الجواري
الكنس قال لا أدرى قال إبراهيم ولم لا تدرى قال إنكم تقولون عن علي انها النجوم فقال كذبوا فقال مجاهد هي بقر
الوحش والخنس الجواري حجرتها فقال إبراهيم هو كما قلت * وأخرج عبد بن حميد عن بكر بن عبد الله المزني قال
الخنس الجواري الكنس هي النجوم الدراري التي تجرى تستقبل المشرق * وأخرج عبد بن حميد عن أبي ميسرة
قال الجواري الكنس بقر الوحش * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد الجواري الكنس قال هي الظباء إذا
كنست كوانسها * وأخرج عبد بن حميد عن جابر بن زيد الجواري الكنس قال هي الظباء ألم ترها إذا كانت في
الظل كيف تكنس بأعناقها ومدت نظرها * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن الجواري الكنس قال البقر
320

* وأخرج الحاكم أبو أحمد في الكنى عن العدبس قال كنا عند عمر بن الخطاب فاتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين
ما الجواري الكنس فطعن عمر مخصرة معه في عمامة الرجل فألقاها عن رأسه فقال عمر أحروري والذي نفس عمر
ابن الخطاب بيده لو وجدتك محلوقا لأنحيت القمل عن رأسك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من
طرق عن ابن عباس في قوله والليل إذا عسعس قال إذا أدبر والصبح إذا تنفس قال إذا بدا النهار حسين طلوع الفجر
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة والليل إذا عسعس قال إذا أدبر والصبح إذا تنفس قال إذا تنفس قال إذا أضاء وأقبل
* وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد والليل إذا عسعس قال إذا أظلم * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد والليل إذا
عسعس قال إقباله ويقال إدباره * وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله والليل
إذا عسعس قال اقبال سواده قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول النابغة
كأنما خدما قالوا وما وعدوا * ال تضمنه من 7 عسس
* وأخرج الطحاوي والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن علي انه خرج حين طلع الفجر فقال
نعم ساعة الوتر هذه تلا والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله انه لقول
رسول كريم قال جبريل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة انه لقول رسول كريم قال هو
جبريل وفي قوله ولقد رآه بالأفق المبين قال كنا نحدث انه الأفق الذي يجئ منه النهار وفي لفظ انه الأفق من
حيث تطلع الشمس * وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن قرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل
ما أحسن ما أثنى عليك ربك ذي قوة عند ذي العرش مكين ثم أمين فما كانت قوتك وما كانت أمانتك قال أما قوتي
فإني بعثت إلى مدائن لوط وهي أربع مدائن وفي كل مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذراري فحملتهم من
الأرض السفلى حتى سمع أهل السماء أصوات الدجاج ونباح الكلاب ثم هويت بهم فقتلتهم وأما أمانتي فلم أومر
بشئ فعدوته إلى غيره * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل ليلة الاسراء
اكشف عن النار فكشف عنها فنظر إليها فذلك قوله مطاع ثم أمين على الوحي وما صاحبكم بمجنون محمد صلى الله
عليه وسلم * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن أبي صالح في قوله مطاع ثم أمين قال أمين على سبعين حجابا
يدخلها بغير اذن وما صاحبكم بمجنون قال محمد صلى الله عليه وسلم وفي قوله ولقد رآه بالأفق المبين قال كنا نحدث انه
الأفق الذي يجئ عنه النهار وفي لفظ ان الأفق من حيث تطلع الشمس * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في
الدلائل عن ابن مسعود ولقد رآه بالأفق المبين قال جبريل في رفرف أخضر قد سد الأفق * وأخرج عبد الرزاق
وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود ولقد رآه بالأفق المبين قال رأى جبريل له ستمائة جناح
قد سد الأفق * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله ولقد رآه بالأفق المبين قال انما عنى جبريل ان محمدا رآه
في صورته عند سدرة المنتهى * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة ولقد رآه بالأفق المبين قال ورسول
الله صلى الله عليه وسلم قال هو رأى جبريل بالأفق والأفق الصبح * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ولقد
رآه بالأفق المبين قال السماء السابعة * وأخرج الدارقطني في الافراد والخطيب في تاريخه والحاكم وصححه وابن
مردويه عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها وما هو على الغيب بظنين بالظاء
* وأخرج عبد الرزاق وابن مردويه عن ابن الزبير ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها وما هو على الغيب
بظنين وفي لفظ بضنين بالضاد * وأخرج عبد بن حميد عن هشام بن عروة قال كان أبى يقرؤها وما هو على الغيب
بظنين فقيل له في ذلك فقال قالت عائشة ان الكتاب يخطؤون في المصاحف * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن
حميد وابن المنذر وابن مردويه من طرق عن عبد الله بن الزبير انه كان يقرأ بظنين * وأخرج سعيد بن منصور
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس انه كان يقرأ بضنين
وقال ببخيل * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال زعموا انها في المصاحف وفي مصحف عثمان بضنين * وأخرج أبو
عبيد وابن المنذر عن مجاهد وهرون قال في حرف أبي بن كعب بضنين يعنى بالضاد * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن مجاهد وما هو على الغيب بضنين يقول ما كان يضن عليكم بما يعلم * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة
321

وما هو على الغيب بضنين قال إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضن بما أنزل الله عليه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة
وما هو على الغيب بضنين قال كان هذا القرآن غيبا أعطاه الله تعالى محمدا فبذله وعلمه ودعا إليه وما ضن به * وأخرج
ابن المنذر عن الزهري وما هو على الغيب بضنين قال لا يضن بما أوحى إليه * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن
حميد وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود انه قرأها وما هو على الغيب بظنين قال ما هو على القرآن بمنهم
* وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وما هو على الغيب بظنين قال ليس بمتهم على ما جاء به وليس بضنين على ما أوتى
به * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم النخعي قال الظنين المتهم والضنين البخيل
* وأخرج عبد بن حميد عن زر قال الغيب القرآن في قراءتنا بظنين متهم وفي قراءتكم بضنين ببخيل * وأخرج
عبد بن حميد عن زر قال الغيب القرآن في قراءتنا بظنين متهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد لمن
شاء منكم أن يستقيم قال إن يتبع الحق * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة قال لما نزلت لمن
شاء منكم أن يستقيم قالوا الامر إلينا ان شئنا وان شئنا لم نستقم فهبط جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال كذبوا يا محمد وما تشاؤن الا أن يشاء الله رب العالمين ففرح بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن
سعد والبيهقي في الأسماء والصفات عن وهب بن منبه قال قرأت اثنين وتسعين كتابا كلها أنزلت من السماء
وجدت في كلها ان من أضاف إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم
عن سليمان بن موسى قال لما نزلت لمن شاء منكم أن يستقيم قال أبو جهل جعل الامر إلينا ان شئنا استقمنا وان
شئنا لم نستقم فأنزل الله وما تشاؤن الا أن يشاء الله رب العالمين * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن القاسم بن
مخيمرة قال لما نزلت لمن شاء منكم أن يستقيم قال أبو جهل أرى الامر إلينا فنزلت وما تشاؤن الا أن يشاء الله رب
العالمين
* (سورة الانفطار مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت إذا السماء انفطرت بمكة
* وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج النسائي عن جابر قال معاذ فصلى العشاء فطول فقال النبي
صلى الله عليه وسلم أفتان أنت يا معاذ أين أنت عن سبح اسم ربك الأعلى والضحى وإذا السماء انفطرت * قوله
تعالى (إذا السماء انفطرت) الآيات * أخرج ابن المنذر عن السدى إذا السماء انفطرت قال انشقت * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث من طريق عكرمة عن ابن عباس وإذا البحار فجرت قال
بعضها في بعض وإذا القبور بعثرت قال بحثت * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن خيثم وإذا البحار فجرت قال
فجر بعضها في بعض فذهب ماؤها * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج وإذا القبور بعثرت أخرج ما فيها من الموتى
* وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله علمت نفس ما قدمت وأخرت
قال ما قدمت من خير وأخرت من سنة صالحة يعمل بها بعده فان له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من
أجورهم شيئا أو سنة سيئة يعمل بها بعده فان عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيئا * وأخرج
عبد بن حميد عن ابن عباس في الآية قال ما قدمت من عمل خير أو شر وما أخرت من سنة يعمل بها من بعده
* وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من استن خيرا فاستن به فله اجره ومثل
أجور من اتبعه غير منتقص من أجورهم ومن استن شرا فاستن به فعليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منتقص
من أوزارهم وتلا حذيفة علمت نفس ما قدمت وأخرت * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن
عكرمة في قوله علمت نفس ما قدمت وأخرت قال ما أدت إلى الله مما أمرها به وما ضيعت * وأخرج عبد بن حميد
عن قتادة ما قدمت من خير وما أخرت من حق الله تعالى لم تعمل به * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير
ما قدمت من خير وما أخرت ما حدث به نفسه لم يعمل به * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ما قدمت من خير وما
أخرت ما أمرت أن تعمل فتركت * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء ما قدمت بين أيديها وما أخرت وراءها من
سنة يعمل بها من بعدها * قوله تعالى (يا أيها الانسان ما غرك) الآيات * أخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم
322

وابن المنذر عن عمر بن الخطاب انه قرأ هذه الآية يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم فقال غره والله جهله
* وأخرج ابن المنذر عن عكرمة يا أيها الانسان ما غرك قال أبي بن خلف * وأخرج عبد بن حميد عن صالح بن
مسمار قال بلغني ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم ثم قال جهله
* وأخرج ابن أبي شيبة عن ربيع بن خثيم ما غرك قال الجهل * وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه من طريق
سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فسواك فعدلك مثقل * وأخرج البخاري
في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن شاهين وابن قانع والطبراني وابن مردويه من طريق موسى بن علي بن
رباح عن أبيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له ما ولد لك قال يا رسول الله ما عسى أن يولد لي اما غلام واما
جارية قال فمن يشبه قال يا رسول الله ما عسى أن يشبه أباه واما أمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم عندها مه لا تقولن
هذا ان النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله كل نسب بينها وبين آدم فركب خلقه في صورة من تلك الصور
أما قرأت هذه الآية في كتاب الله في أي صورة ما شاء ركبك من نسلك ما بينك وبين آدم * وأخرج الحكيم
الترمذي والطبراني وابن مردويه بسند جيد والبيهقي في الأسماء والصفات عن مالك بن الحويرث قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله أن يخلق النسمة فجامع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عرق وعصب منها فإذا كان
اليوم السابع أحضر الله كل عرق بينه وبين آدم ثم قرأ في أي صورة ما شاء ركبك * وأخرج الحكيم الترمذي عن
عبد الله بن بريدة ان رجلا من الأنصار ولدت له امرأته غلاما أسود فاخذ بيد امرأته فأتى بها رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقالت والذي بعثك بالحق لقد تزوجني بكرا وما أقعدت مقعده أحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صدقت ان لك تسعة وتسعين عرقا وله مثل ذلك فإذا كان حين الولد اضطربت العروق كلها ليس منها عرق الا
يسأل الله ان يجعل الشبه له * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في أي صورة ما شاء ركبك قال اما قبيحا
واما حسنا وشبه أب أو أم أو خال أو عم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والرامهرمزي في الأمثال عن أبي صالح
في أي صورة ما شاء ركبك قال إن شاء حمارا وان شاء خنزيرا وان شاء فرسا وان شاء انسانا * وأخرج عبد بن
حميد عن عكرمة في قوله في أي صورة ما شاء ركبك قال إن شاء قردا وان شاء صورة خنزير والله تعالى أعلم * قوله
تعالى (كلا بل تكذبون بالدين) * أخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله كلا بل تكذبون بالدين قال بالحساب
وان عليكم لحافظين كراما كاتبين * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال جعل الله على ابن آدم حافظين في الليل
وحافظين في النهار يحفظان عمله ويكتبان أثره * وأخرج البزار عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان الله ينهاكم عن التعري فاستحيوا من ملائكة الله الذين معكم الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم الا
عند إحدى ثلاث حاجات الغائط والجنابة والغسل * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم عند الظهيرة فرأى رجلا يغتسل بفلاة من الأرض فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فاتقوا
الله وأكرموا الكرام الكاتبين الذين معكم ليس يفارقونكم الا عند إحدى منزلتين حيث يكون الرجل على
خلائه أو يكون مع أهله لانهم كرام كما سماهم الله فيستتر أحدكم عند ذلك بجرم حائط أو بعيره فإنهم لا ينظرون
إليه * وأخرج البزار عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من حافظين يرفعان إلى الله ما حفظا في يوم
فيرى في أول الصحيفة وآخرها استغفارا الا قال الله قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة * قوله تعالى (وما أدراك
ما يوم الدين) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله وما أدراك ما يوم الدين قال تعظيم يوم
القيامة يوم بدان الناس فيه بأعمالهم وفي قوله والامر يومئذ لله قال ليس ثم أحد يقضى شيئا ولا يصنع شيئا غير رب
العالمين * (سورة المطففين) *
* أخرج النحاس وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت سورة المطففين بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن
الزبير مثله * وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال آخر ما أنزل بمكة سورة المطففين * وأخرج ابن مردويه
والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال أول ما نزل بالمدينة ويل للمطففين * وأخرج النسائي وابن ماجة وابن
جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان بسند صحيح عن ابن عباس قال لما قدم النبي صلى الله
323

عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله ويل للمطففين فاحسنوا الكيل بعد ذلك * وأخرج ابن
سعد والبزار والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل سباع بن عرفطة على
المدينة لما خرج إلى خيبر فقرأ ويل للمطففين فقلت هلك فلان له صاع يعطى به وصاع يأخذ به * وأخرج الحاكم
عن ابن عمر انه قرأ ويل للمطففين فبكى وقال هو الرجل يستأجر الرجل أو الكيال وهو يعلم أنه يحيف في كيله
فوزره عليه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقض قوم العهد الا
سلط الله عليهم عدوهم ولا طففوا الكيل الا منعوا النبات وأخذوا بالسنين * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي
شيبة عن سلمان قال انما الصلاة مكيال فمن أوفى أوفى له ومن طفف فقد سمعتم ما قال الله في المطففين * وأخرج
عبد بن حميد والبيهقي في شعب الايمان عن وهب بن منبه قال تركك المكافأة تطفيف قال الله ويل للمطففين
* قوله تعالى (يوم يقوم الناس لرب العالمين) * أخرج مالك وهناد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي
وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب
أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه * وأخرج الطبراني وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في البعث
عن ابن عمر قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية يوم يقوم الناس لرب العالمين قال كيف بكم إذا
جمعكم الله كما يجمع النبل في الكنانة خمسين ألف سنة لا ينظر إليكم * وأخرج عن ابن مسعود إذا حشر الناس
قاموا أربعين عاما * وأخرج أحمد في الزهد عن القاسم بن أبي بزة قال حدثني من سمع ان عمر قرأ ويل للمطففين
حتى بلغ يوم يقوم الناس لرب العالمين بمقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة فيهون ذلك اليوم على المؤمن كتدلي
الشمس من الغروب حتى تغرب * وأخرج الطبراني عن ابن عمر وانه قال يا رسول الله كم قيام الناس بين يدي
رب العالمين يوم القيامة قال ألف سنة لا يؤذن لهم * وأخرج ابن المنذر عن كعب في الآية قال يقومون ثلثمائة
عام لا يؤذن لهم بالقعود فاما المؤمن فيهون عليه كالصلاة المكتوبة * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في
الآية قال يقومون مقدار ثلثمائة سنة ويخفف الله ذلك اليوم ويقصره على المؤمن كمقدار نصف يوم أو كصلاة
مكتوبة * وأخرج ابن مردويه عن حذيفة يقوم الناس على أقدامهم يوم القيامة ثلثمائة سنة ويهون ذلك
اليوم على المؤمن كقدر الصلاة المكتوبة * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لبشير الغفاري كيف أنت صانع في يوم يقوم الناس لرب العالمين مقدار ثلثمائة سنة من أيام
الدنيا لا يأتيهم خبر من السماء ولا يؤمر فيهم بأمر قال بشير المستعان بالله يا رسول الله قال إذا أويت إلى فراشك
فتعوذ بالله من شر يوم القيامة ومن شر الحساب * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي هريرة رضي الله عنه
ان رجلا كان له من رسول الله صلى الله عليه وسلم مقعد يقال له بسير ففقده النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا
فرآه شاحبا فقال ما غير لونك يا بشير قال اشتريت بعيرا فشرد على فكنت في طلبه ولم أشترط فيه شرطا فقال
النبي صلى الله عليه وسلم ان البعير الشرود يرد منه انما غير لونك غير هذا قال لا قال فكيف بيوم يكون مقداره
خمسين ألف سنة يوم يقوم الناس لرب العالمين * قوله تعالى (كلا ان كتاب الفجار لفي سجين) الآية
* أخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر من طريق شمر بن عطية ان ابن عباس رضي الله عنهما
سال كعب الأحبار عن قوله كلا ان كتاب الفجار لفي سجين قال إن روح الفاجر يصعد بها إلى السماء فتأبى
السماء ان تقبلها فيهبط بها إلى الأرض فتأبى الأرض ان تقبلها فيدخل بها تحت سبع أرضين حتى ينتهى بها
إلى السجين وهو خد إبليس فيخرج لها من تحت خد إبليس كتابا فيختم ويوضع تحت خد إبليس لهلاكه
للحساب فذلك قوله تعالى وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم وقوله ان كتاب الأبرار لفي عليين قال إن روح
المؤمن إذا عرج بها إلى السماء فتنفتح لها أبواب السماء وتلقاه الملائكة بالبشرى حتى ينتهى بها إلى العرش
وتعرج الملائكة فيخرج لها من تحت العرش رق فيرقم ويختم ويوضع تحت العرش لمعرفة النجاة للحساب يوم
القيامة ويشهد الملائكة المقربون فذلك قوله وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم * وأخرج سعيد بن منصور
وابن المنذر عن محمد بن كعب رضي الله عنه في الآية قال قد رقم الله على الفجار ما هم عاملون في سجين فهو أسفل
324

والفجار منتهون إلى ما قد رقم الله عليهم ورقم على الأبرار ما هم عاملون في عليين وهم فوق فهم منتهون إلى ما قد رقم
الله عليهم * وأخرج ابن أبي حاتم اعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سجين أسفل الأرضين * وأخرج ابن جرير
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الفلق جب في جهنم مغطى وأما سجين فمفتوح
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله كلا ان كتاب الفجار لفي سجين قال عملهم في
الأرض السابعة لا يصعد * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله كلا ان كتاب الفجار لفي
سجين قال تحت الأرض السفلى فيها أرواح الكفار وأعمالهم أعمال السوء * وأخرج أبو الشيخ في العظمة
والمحاملي في أماليه عن مجاهد رضي الله عنه قال سجين صخرة تحت الأرض السابعة في جهنم تقلب فيجعل كتاب
الفجار تحتها * وأخرج عبد بن حميد عن فرقد كلا ان كتاب الفجار لفي سجين قال تحت الأرض السفلى * وأخرج
عبد بن حميد وعبد الرزاق عن قتادة كلا ان كتاب الفجار لفي سجين قال هو أسفل الأرض السابعة كتاب
مرقوم قال مكتوب قال قتادة ذكر لنا ان عبد الله بن عمرو كان يقول الأرض السفلى فيها أرواح الكفار
وأعمالهم السوء * وأخرج ابن مردويه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سجين الأرض السابعة
السفلى * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن عمرو قال الأرض السفلى فيها أرواح الكفار وأعمالهم أعمال
السوء * وأخرج ابن المبارك عن ابن جريج قال بلغني ان سجين الأرض السفلى وفي قوله مرقوم قال مكتوب
* وأخرج عبد بن حميد عن قتادة كتاب مرقوم قال رقم لهم بشر * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة لفي سجين
قال لفي خسار * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الملك يرفع
العمل للعبد يرى أن في يديه منه سرورا حتى ينتهى إلى الميقات الذي وصفه الله له فيضع العمل فيه فيناديه الجبار
من فوقه ارم بما معك في سجين وسجين الأرض السابعة فيقول الملك ما رفعت إليك الا حقا فيقول صدقت ارم بما
معك في سجين * وأخرج عبد بن حميد وابن ماجة والطبراني والبيهقي في البعث عن عبد الله بن كعب بن مالك قال
لما حضرت كعبا الوفاة أتته أم بشر بنت البراء فقالت إن لقيت ابني فاقرئه منى السلام فقال لها غفر الله لك يا أم
بشر نحن أسفل من ذلك فقالت أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن نسمة المؤمن تسرح في الجنة
حيث شاءت وان نسمة الكافر في سجين قال بلى فهو ذلك * وأخرج ابن المبارك عن سعيد بن المسيب قال التقى
سلمان وعبد الله بن سلام فقال أحدهما لصاحبه ان مت قبلي فالقني فأخبرني بما صنع ربك بك وان أنا مت قبلك
لقيتك فأخبرتك فقال عبد الله كيف يكون هذا قال نعم ان أرواح المؤمنين تكون في برزخ من الأرض تذهب
حيث شاءت ونفس الكافر في سجين والله أعلم * قوله تعالى (كلا بل ران على قلوبهم) الآية * أخرج
أحمد وعبد بن حميد والحاكم والترمذي وصححاه والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن حبان وابن المنذر وابن
مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا أذنب
ذنبا نكتت في قلبه نكتة سوداء فان تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وان عاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران
الذي ذكر الله في القرآن كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * وأخرج ابن أبي حاتم عن بعض الصحابة
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من قتل مؤمنا اسود سدس قلبه وان قتل اثنين اسود ثلث قلبه وان قتل
ثلاثة رين على قلبه فلم يبال ما قتل فذلك قوله بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * وأخرج الفريابي والبيهقي
عن حذيفة رضي الله عنه قال القلب هكذا مثل الكف فيذنب الذنب فينقبض منه ثم يذنب الذنب فينقبض منه
حتى يختم عليه فيسمع الخير فلا يجد له مساغا 7 يجمع فإذا أجمع طبع عليه فإذا سمع خيرا دخل في أذنيه حتى يأتي
القلب فلا يجد فيه مدخلا فذلك قوله بل ران على قلوبهم الآية * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال
كانوا يرون ان القلب مثل الكف وذكر مثله * وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم التميمي رضي الله عنه في قوله
كلا بل ران على قلوبهم قال إذا عمل الرجل الذنب نكت في قلبه نكتة سوداء ثم يعمل الذنب بعد ذلك فينكت
في؟؟؟؟؟ نكتة سوداء ثم كذلك حتى يسود عليه فإذا ارتاح العبد قال بيسر له عمل صالح فيذهب من السواد بعضه
ثم ييسر له عمل صالح أيضا فيذهب من السواد بعضه ثم ييسر له أيضا عمل صالح فيذهب من السواد بعضه ثم
325

كذلك حتى يذهب السوء كله * وأخرج نعيم بن حماد في الفتن والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن عبد الله بن عمر
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول لن تنفكوا بخير ما استغنى أهل بدوكم عن أهل حضركم
وليسوقنهم السنون والسنات حتى يكونوا معكم في الديار ولا تمتنعوا منهم لكثرة من يسير عليكم منهم قال يقولون
طالبا جعنا وشبعتم وطالما شقينا ونعمتم فواسونا اليوم ولتستصعبن بكم الأرض حتى يغيط أهل حضركم
أهل بدوكم ولتميلن بكم الأرض ميلة يهلك منا من هلك ويبقى من بقى حتى تعتق الرقاب ثم تهدأ بكم الأرض بعد
ذلك حتى يندم المعتقون ثم تميل بكم الأرض ميلة أخرى فيهلك فيها من هلك ويبقى من بقى يقولون ربنا نعتق
ربنا نعتق فيكذبهم الله كذبتم كذبتم أنا أعتق قال وليبتلين أخريات هذه الأمة بالرجف فان تابوا تاب الله عليهم
وان عادوا عاد الله عليهم الرجف والقذف والخذف والمسخ والخسف والصواعق فإذا قيل هلك الناس هلك
الناس هلك الناس فقد هلكوا ولن يعذب الله أمة حتى تعذر قالوا وما عذرها قال يعترفون بالذنوب ولا يتوبون
ولتطمئن القلوب بما فيها من برها وفجورها كما تطمئن الشجرة بما فيها حتى لا يستطيع محسن يزداد إحسانا
ولا يستطيع مسئ استعتابا قال الله كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * وأخرج عبد بن حميد
عن قتادة كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال اعمال السوء ذنب على ذنب حتى مات قلبه
واسود * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال
أثبتت على قلبه الخطايا حتى غيرته * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ران قال طبع * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال الران الطابع * وأخرج سعيد بن
منصور وابن المنذر والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد رضي الله عنه في الآية كانوا يرون ان الرين هو
الطبع * وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه كانوا يرون ان القلب مثل الكف فيذنب الذنب فينقبض
منه ثم يذنب الذنب فينقبض حتى يختم عليه ويسمع الخير فلا يجد له مساغا * وأخرج ابن جرير والبيهقي عن
مجاهد رضي الله عنه قال الران أيسر من الطبع والطبع أيسر من الاقفال والاقفال أشد ذلك كله * وأخرج
عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه كلا بل ران على قلوبهم قال يعمل الذنب فيحيط بالقلب فكلما عمل ارتفعت
حتى يغشى القلب * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه كلا بل ران على قلوبهم قال الذنب على
الذنب ثم الذنب على الذنب حتى يغمر القلب فيموت * وأخرج عبد بن حميد من طريق خليد بن الحكم عن أبي
الخير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع خصال تفسد القلب مجاراة الأحمق فان جاريته كنت مثله
وان سكت عنه سلمت منه وكثرة الذنوب مفسدة القلوب وقد قال بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون والخلوة
بالنساء والاستمتاع منهن والعمل برأيهن ومجالسة الموتى قيل وما الموتى قال كل غنى قد أبطره غناه * قوله
تعالى (كلا انهم عن ربهم يومئذ) الآية * أخرج عبد بن حميد عن أبي مليكة الزيادي رضي الله عنه في قوله كلا
انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون قال المنان والمختال والذي يقطع يمينه بالكذب ليأكل أموال الناس والله أعلم
* قوله تعالى (كلا ان كتاب الأبرار لفي عليين) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن قتادة رضي الله عنه كلا ان كتاب الأبرار لفي عليين قال عليون فوق السماء السابعة عند قائمة العرش
اليمنى كتاب مرقوم قال رقم لهم بخير يشهده المقربون قال المقربون من ملائكة لله * وأخرج عبد بن حميد
عن كعب رضي الله عنه قال هي قائمة العرش اليمنى * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال عليون
السماء السابعة * وأخرج عبد بن حميد من طريق الأجلح عن الضحاك رضي الله عنه قال إذا قبض روح العبد
المؤمن يعرج به إلى السماء الدنيا فينطلق معه المقربون إلى السماء الثانية قال الأجلح فقلت وما المقربون قال
أقربهم إلى السماء الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة حتى ينتهى به إلى سدرة
المنتهى فقال الأجلح فقلت للضحاك ولم تسمى سدرة المنتهى قال لأنه ينتهى إليها كل شئ من أمر الله لا يعدوها
فيقولون رب عبدك فلان وهو أعلم به منهم فيبعث الله إليهم بصك مختوم يأمنه من العذاب وذلك قوله كلا
ان كتاب الأبرار في عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله لفي عليين قال الجنة وفي قوله يشهده المقربون قال كل أهل سماء * وأخرج
326

ابن المنذر عن ابن جريج في قوله يشهده المقربون قال هم مقربوا أهل كل سماء إذا مر بهم عمل المؤمن شيعه
مقربوا كل أهل سماء حتى ينتهى العمل إلى السماء السابعة فيشهدون حتى يثبت في السماء السابعة * وأخرج
ابن مردويه عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب مرقوم في
عليين * وأخرج عبد بن حميد من طريق خالد بن عرعرة وأبى عجيل ان ابن عباس سال كعبا عن قوله تعالى كلا ان
كتاب الأبرار لفي عليين الآية قال إن المؤمن يحضره الموت ويحضره رسل ربه فلا هم يستطيعون ان يؤخروه ساعة
ولا يعجلوه حتى تجئ ساعته فإذا جاءت ساعته قبضوا نفسه فدفعوه إلى ملائكة الرحمة فاروه ما شاء الله ان يروه من
الخير ثم عرجوا بروحه إلى السماء فيشيعه من كل سماء مقربوها حتى ينتهوا به إلى السماء السابعة فيضعونه
بين أيديهم ولا ينتظرون به صلاتكم عليه فيقولون اللهم هذا عبدك فلان قبضنا نفسه فيدعون له بما شاء الله أن
يدعو فنحن نحب ان يشهدنا اليوم كتابه فينثر كتابه من تحت العرش فيثبتون اسمه فيه وهم شهوده فذلك قوله
كتاب مرقوم يشهده المقربون وسأله عن قوله ان كتاب الفجار لفي سجين الآية قال إن العبد الكافر يحضره الموت
ويحضره رسل الله فإذا جاءت ساعته قبضوا نفسه فدفعوه إلى ملائكة العذاب فاروه ما شاء الله ان يروه من الشر ثم
هبطوا به إلى الأرض السفلى وهي سجين وهي آخر سلطان إبليس فاثبتوا كتابه فيها وسأله عن سدرة المنتهى فقال
هي سدرة نابتة في السماء السابعة ثم علت على الخلائق إلى ما دونها وعندها جنة المأوى قال جنة الشهداء
* وأخرج عبد بن حميد عن عطاء بن يسار قال لقيت رجلا من حمير كان علامة يقرأ الكتب فقلت له الأرض التي
نحن عليها ما سكانها قال هي على صخرة خضراء تلك الصخرة على كف ملك ذلك الملك قائم على ظهر حوت منطو
بالسموات والأرض من تحت العرش قلت الأرض الثانية من سكانها قال سكانها لريح العقيم لما أراد الله أن
يهلك عادا أوحى إلى خزنتها أن افتحوا عليهم منها بابا قالوا يا ربنا مثل منخر الثور قال اذن تكفا الأرض ومن عليها
فضيق ذلك حتى جعل مثل حلقة الخاتم فبلغت ما حدث الله قلت الأرض الثالثة من ساكنها قال فيها حجارة جهنم
قلت الأرض الرابعة من ساكنها قال فيها كبريت جهنم قلت الأرض الخامسة من ساكنها قال فيها عقارب جهنم
قلت الأرض السادسة من ساكنها قال فيها حيات جهنم قلت الأرض السابعة من ساكنها قال تلك سجين فيها
إبليس موثق يد أمامه ويد خلفه ورجل خلفه ورجل أمامه كان يؤذى الملائكة فاستعدت عليه فسجن هناك وله
زمان يرسل فيه فإذا أرسل لم تكن فتنة الناس بأعيى عليهم من شئ * وأخرج ابن المبارك عن ضمرة بن حبيب قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الملائكة يرفعون أعمال العبد من عباد الله يستكثرونه ويزكونه حتى يبلغوا به
حيث يشاء الله من سلطانه فيوحى الله إليهم انكم حفظة على عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه ان عبدي هذا لم
يخلص له عمله فاجعلوه في سجين ويصعدون بعمل العبد يستقلونه ويحتقرونه حتى يبلغوا به إلى حيث شاء الله
من سلطانه فيوحى الله إليهم انكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه ان عبدي هذا أخلص لي عمله
فاجعلوه في عليين * وأخرج ابن الضريس عن أم الدرداء قالت إن درج الجنة على عدد آي القرآن وأنه يقال
لصاحب القرآن اقرأ وارقه فان كان قد قرأ ثلث القرآن كان على الثلث من درج الجنة وان كان قد قرأ نصف
القرآن كان على النصف من درج الجنة وان كان قد قرأ القرآن كان في أعلى عليين ولم يكن فوقة أحد من
الصديقين والشهداء * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال إن لأهل عليين كوى يشرفون منها فإذا
أشرف أحدهم أشرقت الجنة فيقول أهل الجنة قد أشرف رجل من أهل عليين * وأخرج ابن أبي شيبة عن محمد
ابن كعب قال يرى في الجنة كهيئة البرق فيقال ما هذا قيل رجل من أهل عليين تحول من غرفة إلى غرفة * قوله
تعالى (ان الأبرار) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله يسقون من رحيق مختوم
ختامه مسك قال عاقبته مسك قوم يمزج لهم بالكافور ويختم لهم بالمسك ومزاجه من تسنيم قال شراب من أشرف
الشراب عينا في الجنة يشرب بها المقربون صرفا ويمزج لسائر أهل الجنة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن البعث عن مجاهد في قوله يسقون من رحيق مختوم قال الخمر ختامه مسك قال طينه
مسك ومزاجه من تسنيم قال تسنيم عليهم من فوق دورهم وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن الحسن يسقون
327

من رحيق مختوم قال هي الخمرة ومزاجه من تسنيم قال خفايا أخفاها الله لأهل الجنة * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد
ابن حميد عن سعيد بن جبير يسقون من رحيق مختوم قال الخمر ختامه مسك قال آخر طعمه مسك * وأخرج عبد بن
حميد عن علقمة ختامه مسك قال خلطه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن مالك بن الحارث ومزاجه من
تسنيم قال هي عين في الجنة يشرب بها المقربون صرفا ويمزج لسائر أهل الجنة * وأخرج عبد بن حميد عن
عكرمة قال التسنيم أفضل شراب أهل الجنة ألم تسمع يقال للرجل انه لفي السنام من قومه * وأخرج ابن المنذر عن علي
نضرة النعيم قال هي عين في الجنة يتوضؤن منها ويغتسلون فيجرى عليهم نضرة النعيم * وأخرج ابن المنذر
عن ابن مسعود مختوم قال ممزوج ختامه مسك قال طعمه وريحه * وأخرج سعيد بن منصور وهناد وابن أبي حاتم
وابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي في البعث عن ابن مسعود في قوله يسقون من رحيق مختوم قال الرحيق الخمر
والمختوم يجدون عاقبتها طعم المسك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر والبيهقي في البعث من طريق
على عن ابن عباس من رحيق مختوم قال ختم بالمسك * وأخرج الفريابي والطبراني والحكام وصححه والبيهقي عن
ابن مسعود في قوله ختامه مسك قال ليس بخاتم يختم به ولكن خلطه مسك ألم تر إلى المرأة من نسائكم تقول
خلطه من الطيب كذا وكذا * وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن علقمة مثله * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر والبيهقي عن أبي الدرداء ختامه مسك قال هو شراب أبيض مثل الفضة يختمون به آخر شرابهم ولو أن رجلا
من أهل الدنيا أدخل أصبعه فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح الا وجد ريحها * وأخرج أحمد وابن مردويه عن أبي
سعيد رفعه أيما مؤمن سقى مؤمنا شربة على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق الختوم * وأخرج البيهقي
عن عطاء قال التسنيم اسم العين التي تمزج بها الخمر * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس تسنيم أشرف شراب أهل الجنة وهو صرف للمقربين ويمزج
لأصحاب اليمين * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المبارك وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن ابن مسعود في قوله ومزاجه من تسنيم قال عين في الجنة تمزج لأصحاب اليمين ويشرب بها المقربون
صرفا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس انه سئل عن قوله ومزاجه
من تسنيم قال هذا مما قال الله فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين * وأخرج ابن المنذر عن حذيفة بن اليمان
قال تسنيم عين في عدن يشرب بها المقربون صرفا ويجرى تحتهم أسفل منهم إلى أصحاب اليمين فيمزج أشربتهم
كلها الماء والخمر واللبن والعسل يطيب بها أشربتهم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبي قال تسنيم
عين تثعب عليهم من فوق وهو شراب المقربين * قوله تعالى (ان الذين أجرموا) الآية * أخرج عبد بن حميد عن
قتادة ان الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون قال في الدنيا ويقولون والله ان هؤلاء لكذبة وما هم على شئ
استهزاء بهم * وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي الدنيا في الصمت والبيهقي في البعث عن الحسن قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان المستهزئين بالناس في الدنيا يرفع لأحدهم يوم القيامة باب من أبواب الجنة فيقال هلم هلم
فيجئ بكربه وغمه فإذا أتاه أغلق دونه ثم يفتح له باب آخر فيقال هلم هلم فيجئ بكربه وغمه فإذا أتاه أغلق دونه فما
يزال كذلك حتى أنه ليفتح له الباب فيقول هلم هلم فلا يأتيه من إياسه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن
المنذر عن قتادة فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون قال قال كعب ان بين أهل الجنة وأهل النار كوى لا يشاء
الرجل من أهل الجنة ان ينظر إلى عدوه من أهل النار الا فعل * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر عن
مجاهد في قوله هل ثوب قال جوزي
* (سورة الانشقاق مكية) *
أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة إذا السماء انشقت
بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن
مردويه عن أبي رافع قال صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ إذا السماء انشقت فسجد فقلت له فقال سجدت خلف
أبى القاسم صلى الله عليه وسلم فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي
328

والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن أبي هريرة قال سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في إذا السماء
انشقت واقرأ باسم ربك * وأخرج البغوي في معجمه والطبراني عن صفوان بن عسال ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم سجد في إذا السماء انشقت * وأخرج ابن خزيمة والروياني في مسنده والضياء المقدسي في المختارة عن بريدة
ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر إذا السماء انشقت ونحوها * قوله تعالى (إذا السماء انشقت)
الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن علي قال تنشق السماء من المجرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
وأذنت قال أطاعت وحقت قال حققت بالطاعة * وأخرج ابن المنذر عن السدى وأذنت لربها وحقت قال
أطاعت وحق لها أن تطيع * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس وأذنت لربها قال سمعت حيث كلمها * وأخرج
الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله وأذنت لربها وحقت قال سمعت وأطاعت وإذا الأرض مدت قال يوم القيامة
وأقت ما فيها أخرجت ما فيها من الموتى وتخلت عنهم * وأخرج عبد بن حميد مجاهد مثله * وأخرج ابن المنذر
عن ابن عباس وألقت ما فيها قال سواري الذهب * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والحاكم وصححه
والبيهقي في الدلائل عن عبد الله بن عمرو قال كان البيت قبل الأرض بألفي سنة وذلك قول الله وإذا الأرض مدت
قال مدت من تحته مدا * وأخرج الحاكم عن ابن عمرو قال إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم وحشر الله
الخلائق الإنس والجن والدواب والوحوش فإذا كان ذلك اليوم جعل الله القصاص بين الدواب حتى يقتص
للشاة الجماء من القرناء بنطحتها فإذا فرغ الله من القصاص بين الدواب قال لها كوني ترابا فيراها الكافر فيقول
يا ليتني كنت ترابا * وأخرج الحاكم بسند جيد عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تمد الأرض يوم القيامة
مد الأديم ثم لا يكون لابن آدم منها الا موضع قدميه * وأخرج أبو القاسم الختلي في الديباج عن ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه وسلم في قوله إذا السماء انشقت الآية قال أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة فاجلس جالسا
في قبري وان الأرض تحركت بي فقلت لها مالك فقالت إن ربى أمرني ان ألقى ما في جوفي وان أتخلى فأكون كما
كنت إذ لا شئ في فذلك قوله وألقت ما فيها وتخلت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله وأذنت
لربها وحقت قال سمعت وأطاعت وفي قوله وألقت ما فيها وتخلت قال أخرجت أثقالها وما فيها من الكنوز
والناس وفي قوله يا أيها الناس انك كادح إلى ربك كدحا قال عامل له عملا * وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك
في قوله يا أيها الناس انك كادح إلى ربك كدحا قال عامل إلى ربك عملا * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في
قوله انك كادح إلى ربك كدحا قال عامل عملا فملاقيه قال ملاق عملك * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري
ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن مردويه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس أحد يحاسب
الا هلك فقلت أليس الله يقول فاما من أوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال ليس ذلك بالحساب
ولكن ذلك العرض ومن نوقش الحساب هلك * وأخرج أحمد وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه
عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته اللهم حاسبني حسابا يسيرا فلما انصرف قلت
يا رسول الله ما الحساب اليسير قال إن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه انه من نوقش الحساب هلك * وأخرج ابن
المنذر عن عائشة في قوله فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال يعرف ذنوبه ثم يتجاوز له عنها * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن المنذر عن عائشة قالت من حوسب يوم القيامة أدخل الجنة وقالت فاما من أوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب
حسابا يسيرا ثم تلت يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام * وأخرج البزار والطبراني
والحاكم عن أبي هريرة مرفوعا ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله الجنة برحمته تعطى من حرمك
وتعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد وينقلب إلى أهله مسرورا قال إلى أهل له في
الجنة وفي قوله وأما من أوتى كتابه وراء ظهره قال تخلع يده فتجعل من وراء ظهره * وأخرج ابن المنذر عن حميد بن
هلال قال ذكر لنا ان الرجل يدعى إلى الحساب يوم القيامة فيقال يا فلان هلم إلى الحساب قال حتى يقول اما يراد
غيري مما يحضر به من الحساب * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس يدعو ثبور قال الويل * وأخرج ابن
المنذر عن الضحاك انه كان في أهله مسرورا قال في الدنيا * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي
329

في البعث عن مجاهد في قوله وأما من أوتى كتابه وراء ظهره قال تجعل شماله وراء ظهره فيأخذ بها كتابه * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله انه ظن أن لن يحور قال لن يبعث * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة مثله * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس أن لن يحور قال إن
لن يرجع * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد أن لن يحور ان لن يرجع إلينا * وأخرج الطستي في مسائله
والطبراني عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله أن لن يحور قال أن لن يرجع بلغة الحبشة يقول
أن لن يرجع إلى الله في الآخرة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول لبيد
وما المرء الا كالشهاب وضوءه * يحور رمادا بعد إذ هو ساطع
* وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة انه ظن أن لن يحور قال ألم تسمع الحبشي إذا قيل له حر إلى أهلك أي اذهب
* وأخرج ابن أبي شيبة عن العوام بن حوشب قال قلت لمجاهد الشفق قال إن الشفق من الشمس * وأخرج
عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن المنذر وعبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عمر قال الشفق الحمرة * وأخرج
سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن ابن عباس والليل ما وسق قال وما دخل فيه * وأخرج أبو عبيد في فضائله
وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله والليل وما وسق قال وما جمع * وأخرج عبد بن حميد
وابن المنذر عن عكرمة والليل وما وسق يقول ما أوى فيه وما جمع من حياته وعقاربه ودوابه * وأخرج عبد بن
حميد عن سعيد بن جبير وما وسق قال ما عمل فيه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس
والقمر إذا اتسق قال إذا استوى * وأخرج الطستي في مسائله والطبراني وابن الأنباري في الوقف والابتداء عن
ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله والقمر إذا اتسق قال اتساقه اجتماعه قال وهل تعرف العرب ذلك
قال نعم أما سمعت قول ابن صرمة
ان لنا قلائصا نقانقا * مستوسقات لو يجدن سائقا
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة والقمر إذا اتسق قال إذا استدار * وأخرج عبد بن
حميد عن عكرمة مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري من طرق عن ابن عباس أنه سئل عن قوله والليل
وما وسق قال وما جمع أما سمعت قوله
ان لنا قلائصا نقانقا * مستوسقات لو يجدن سائقا
* وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس والقمر إذا تسق قال ليلة ثلاث عشرة * وأخرج عبد بن حميد عن عمر بن
الخطاب في قوله لتركبن طبقا عن طبق حالا بعد حال * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله لتركبن طبقا
عن طبق قال أمرا بعد أمر * وأخرج البخاري عن ابن عباس لتركبن طبقا عن طبق حالا بعد حال قال هذا نبيكم
صلى الله عليه وسلم * وأخرج أبو عبيد في القراءات وسعيد بن منصور وابن منيع وابن جرير وعبد بن حميد وابن
المنذر عن ابن عباس أنه كان يقرأ لتركبن طبقا عن طبق يعنى بفتح الباء قال هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم
حالا بعد حال * وأخرج أبو عبيد في القراءات وسعيد بن منصور وابن منيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن مردويه عن ابن عباس أنه كان يقرأ لتركبن طبقا عن طبق يعنى بفتح الباء قال يعنى نبيكم حالا بعد حال
* وأخرج الطيالسي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عباس لتركبن طبقا عن طبق قال يا محمد
السماء طبقا بعد طبق * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والحاكم في الكنى وابن منده في غرائب شعبة وابن
مردويه والطبراني عن ابن مسعود أنه قرأ لتركبن طبقا عن طبق قال لتركبن بالنصب يا محمد سماء بعد سماء
* وأخرج البرار عن ابن مسعود لتركبن طبقا عن طبق يا محمد حالا بعد حال * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم
عن الشعبي لتركبن طبقا عن طبق يا محمد حال بعد حال * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والفريابي وابن
جرير وابن أبي حاتم وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والحاكم والبيهقي في البعث عن ابن مسعود في قوله
لتركبن طبقا عن طبق قال يعنى السماء تنفطر ثم تنشق ثم تحمر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي
عن ابن مسعود في الآية قال السماء تكون ألوانا كالمهل وتكون وردة كالدهان وتكون واهية وتشقق فتكون
330

حالا بعد حال * وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن مكحول في قوله لتركبن طبقا عن طبق قال في كل عشرين عاما
تحدثون أمرا لم تكونوا عليه * وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير لتركبن طبقا عن طبق قال قوم كانوا
في الدنيا خسيسا أمرهم فارتفعوا في الآخرة وقوم كانوا في الدنيا أشرافا فاتضعوا في الآخرة * وأخرج عبد بن
حميد عن قتادة في الآية قال حالا بعد حال بينما صاحب الدنيا في رخاء إذ صار في بلاء وبينما هو في بلاء إذ صار في رخاء
* وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مكحول في قوله لتركبن طبقا عن طبق قال تكونون في كل عشرين سنة على
حال لم تكونوا على مثلها * وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية أنه قرأ لتركبن طبقا بالنصب * وأخرج
عبد بن حميد عن أبي عمرو بن العلاء عن مجاهد أنه قرأ لتركبن طبقا بالنصب * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم
أنه قرأ لتركبن بالتاء ورفع الباء على الجماع * وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس في قوله والله أعلم
بما يوعون قال يسرون * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة بما يوعون قال يكتمون وفي قوله لهم أجر غير ممنون قال غير
محسوب * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله لهم أجر غير ممنون قال
غير منقوص قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول زهير
فضل الجواد على الخيل البطاء فلا * يعطى بذلك ممنونا ولا ترفا
* (سورة البروج مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس والبيهقي وابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت والسماء ذات البروج بمكة
* وأخرج أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الأخيرة بالسماء ذات البروج
والسماء والطارق * وأخرج أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يقرأ بالسموات
في العشاء * وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة في المصنف وأحمد والدارمي وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي
وابن حبان والطبراني والبيهقي في سننه عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر
بالسماء والطارق والسماء ذات البروج * وأخرج سعيد بن منصور عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لمعاذ اقرأ بهم في العشاء بسبح اسم ربك الأعلى والليل إذا يغشى والسماء ذات البروج * قوله تعالى (والسماء
ذات البروج) الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال البروج قصور في السماء * وأخرج ابن المنذر عن
الأعمش قال كان أصحاب عبد الله يقولون في قوله والسماء ذات البروج ذات القصور * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن أبي صالح في قوله ذات البروج قال النجوم العظام * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله أن النبي
صلى الله عليه وسلم سئل عن السماء ذات البروج فقال الكواكب وسئل عن الذي جعل في السماء بروجا فقال
الكواكب قيل فبروج مشيدة فقال قصور * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله والسماء ذات
البروج قال بروجها نجومها واليوم الموعود قال يوم القيامة وشاهد ومشهود قال يومان عظيمان عظمهما الله من
أيام الدنيا كنا نحدث ان الشاهد يوم القيامة والمشهود يوم عرفة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن
في قوله والسماء ذات البروج قال حبكت بالخلق الحسن ثم حبكت بالنجوم واليوم الموعود قال يوم القيامة وشاهد
ومشهود قال الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد
والسماء ذات البروج قال ذات النجوم وشاهد ومشهود قال الشاهد ابن آدم والمشهود يوم القيامة * وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس في قول الله واليوم الموعود وشاهد ومشهود قال اليوم الموعود يوم القيامة والشاهد يوم
الجمعة والمشهود يوم عرفة وهو الحج الأكبر فيوم الجمعة جعله الله عيدا لمحمد وأمته وفضلهم بها على الخلق أجمعين
وهو سيد الأيام عند الله وأحب الأعمال فيه إلى الله وفيه ساعة لا يوافقها عبد قائم يصلى يسأل الله فيها خيرا الا أعطاه
إياه * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن أبي الدنيا في الأصول وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم الموعود يوم القيامة واليوم
المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه فيه ساعة لا يوافقها عبد
مؤمن يدعو الله بخير الا استجاب الله له ولا يستعيذ بشئ الا أعاذه الله منه * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه
331

والبيهقي في سننه عن أبي هريرة رفعه وشاهد ومشهود قال الشاهد يوم عرفة ويوم الجمعة والمشهود هو الموعود يوم
القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن علي قال اليوم الموعود يوم القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود
يوم النحر * وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه من طريق شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم الموعود يوم القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة ويوم الجمعة
ادخره الله لنا والصلاة الوسطى صلاة العصر وأخرجه سعيد بن منصور عن شريح بن عبيد مرسلا * وأخرج ابن
مردويه وابن عساكر عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى وشاهد ومشهود قال
الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس وأبي هريرة موقوفا مثله * وأخرج
سعيد بن منصور وابن جرير وعبد بن حميد وابن مردويه عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ان سيد الأيام يوم الجمعة وهو الشاهد والمشهود يوم عرفة * وأخرج ابن جرير عن أبي الدرداء قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا على من الصلاة يوم الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة * وأخرج عبد
الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن علي بن أبي طالب في قوله وشاهد ومشهود قال الشاهد
يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن الحسن بن علي أن رجلا سأله عن قوله وشاهد
ومشهود قال هل سالت أحدا قبلي قال نعم سالت ابن عمرو وابن الزبير فقالا يوم الريح ويوم الجمعة فقال لا ولكن الشاهد
محمد صلى الله عليه وسلم ثم قرأ انا أرسلناك شاهدا ومبشرا وجئنا بك على هؤلاء شهيدا والمشهود يوم القيامة ثم
قرأ ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود * وأخرج الطبراني في الأوسط وعبد بن حميد وابن مردويه وابن
عساكر من طرق عن ابن عباس واليوم الموعود يوم القيامة وشاهد ومشهود قال الشاهد محمد والمشهود يوم
القيامة وتلا ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود * وأخرج ابن جرير من طريق على عن ابن عباس قال
الشاهد الله والمشهود يوم القيامة * وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة
رضي الله عنه قال الشاهد الذي يشهد على الانسان بعمله والمشهود يوم القيامة * قوله تعالى (قتل أصحاب
الأخدود) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن نجى عن علي بن أبي طالب قال كان نبي أصحاب
الأخدود حبشيا * وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر من طريق الحسن عن علي بن أبي طالب في قوله أصحاب
الأخدود قال هم الحبشة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قتل أصحاب الأخدود قال كانوا من النبط
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله قتل أصحاب الأخدود قال هم ناس من بني إسرائيل خدوا أخدودا
في الأرض ثم أوقدوا فيه نارا ثم أقاموا على ذلك الأخدود رجالا ونساء فعرضوا عليها * وأخرج الفريابي وعبد بن
حميد وابن المنذر عن مجاهد قال الأخدود شق بنجران كانوا يعذبون الناس فيه * وأخرج ابن عساكر عن عبد
الرحمن بن نفير قال كانت الأخدود زمان تبع * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قتل أصحاب الأخدود قال هم
قوم خدوا في الأرض ثم أوقدوا فيه نارا ثم جاؤوا باهل الاسلام فقالوا اكفروا بالله واتبعوا ديننا والا
ألقيناكم في هذه النار فاختاروا النار على الكفر فالقوا فيها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن
قتادة في قوله قتل أصحاب الأخدود قال حدثنا ان علي بن أبي طالب كان يقول هم أناس بمدارع اليمن اقتتل
مؤمنوهم وكفارهم فظهر مؤمنوهم على كفارهم ثم أخذ بعضهم على بعض عهودا ومواثيق لا يغدر بعضهم
ببعض فغدرهم الكفار فأخذوهم ثم إن رجلا من المؤمنين قال هل لكم إلى خير توقدون نارا ثم تعرضوننا عليه
فمن بايعكم على دينكم فذلك الذي تشتهون ومن لا اقتحم فاسترحتم منه فأججوا لهم نارا وعرضوهم عليها فجعلوا
يقتحمونها حتى بقيت عجوز فكأنها تلكأت فقال طفل في حجرها امضى ولا تقاعسي فقص الله عليكم نبأهم
وحديثهم فقال النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود قال يعنى بذلك المؤمنين وهم على ما يفعلون بالمؤمنين يعنى بذلك
الكفار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات قال حرقوا * وأخرج
الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات قال عذبوا * وأخرج
عبد بن حميد عن الحسن قال كان بعض الجبابرة خدا خدودا في الأرض وجعل فيها النيران وعرض المؤمنين على
332

ذلك فمن تابعه على كفره خلى عنه ومن أبى ألقاه في النار فجعل يلقى حتى أتى على امرأة ومعها بنى لها صغير فكأنها
أنفت النار فكلمها الصبى فقال يا أمه قعي في النار ولا تقاعسي فألقيت في النار والله ما كانت الا نقطة من نار حتى
أفضوا إلى رحمة الله تعالى قال الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ذكرت أصحاب الأخدود الا تعوذت
بالله من جهد البلاء * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن نجى قال شهدت عليا وأتاه أسقف نجران فسأله عن
أصحاب الأخدود فقص عليه القصة فقال على أنا أعلم بهم منك بعث نبي من الحبشة إلى قومه ثم قرأ على ولقد أرسلنا
رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك فدعاهم فتابعه الناس فقاتلهم فقتل أصحابه واخذ
فأوثق فانفلت فآنس إليه رجال يقول اجتمع إليه رجال فقاتلهم فقتلوا واخذ فأوثق فخدوا أخدودا في الأرض
وجعلوا فيه النيران فجعلوا يعرضون الناس فمن تبع النبي رمى به فيها ومن تابعهم ترك وجاءت امرأة في آخر من
جاء معها صبي لها فجزعت فقال الصبى يا أمه اطمري ولا تمارى فوقعت * وأخرج عبد بن حميد عن سلمة بن كهيل
قال ذكروا أصحاب الأخدود عند على فقال أما ان فيكم مثلهم فلا تكونن أعجز من قوم * وأخرج عبد بن حميد
عن علي بن أبي طالب قال كان المجوس أهل كتاب وكانوا مستمسكين بكتابهم وكانت الخمر قد أحلت لهم فتناول منها
ملك من ملوكهم فغلبته على عقله فتناول أخته أو ابنته فوقع عليها فلما ذهب عنه السكر ندم وقال لها ويحك ما
هذا الذي أتيت وما المخرج منه قالت المخرج منه ان تخطب الناس فتقول أيها الناس ان الله قد أحل لكم نكاح
الأخوات والبنات فإذا ذهب ذا في الناس وتناسوه خطبتهم فحرمته فقام خطيبا فقال يا أيها الناس ان الله أحل
لكم نكاح الأخوات أو البنات فقال الناس جماعتهم معاذ الله ان نؤمن بهذا أو نقر به أو جاءنا به نبي أو نزل
علينا في كتاب فرجع إلى صاحبته فقال ويحك ان الناس قد أبوا على ذلك قالت إذا أبوا عليك ذلك فابسط فيهم
السوط فبسط فيهم السوط فأبوا أن يقروا فرجع إليها فقال قد بسطت فيهم السوط فأبوا ان يقروا قالت فجرد
فيهم السيف فجرد فيهم السيف فأبوا ان يقروا قالت خد لهم الأخدود ثم أوقد فيه النيران فمن تابعك فخل عنه
فخد لهم أخدودا وأوقد فيه النيران وعرض أهل مملكته على ذلك فمن أبى قذفه في النار ومن لم يأب خلى عنه فأنزل
الله فيهم قتل أصحاب الأخدود إلى قوله ولهم عذاب الحريق * وأخرج ابن أبي شيبة عن عوف قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أصحاب الأخدود تعوذ بالله من جهد البلاء * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد
ابن حميد ومسلم والنسائي والترمذي عن صهيب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر همس فقيل
لك انك يا رسول الله إذا صليت العصر همست فقال إن نبيا من الأنبياء كان أعجب بأمته فقال من يقوم لهؤلاء فأوحى
الله إليه ان خيرهم بين ان ينتقم منهم وبين ان يسلط عليهم عدوهم فاختاروا النقمة فسلط عليهم الموت فمات
منهم في يوم سبعون ألفا قال وكان إذا حدت بهذا الحديث الآخر قال كان ملك من الملوك وكان لذلك الملك
كاهن يكهن له فقال له ذلك الكاهن انظروا إلى غلاما فهما أو قال فطنا لقنا فاعلمه علمي هذا فإني أخاف أن أموت
فينقطع هذا العلم منكم ولا يكون فيكم من يعلمه قال فنظروا له على ما صف فأمروه ان يحضر ذلك الكاهن وان
يختلف إليه فجعل الغلام يختلف إليه وكان على طريق الغلام راهب في صومعته فجعل الغلام يسال الراهب كلما
مر به فلم يزل به حتى أخبره فقال انما أ عبد الله فجعل الغلام يمكث عند الراهب ويبطئ على الكاهن فأرسل
الكاهن إلى أهل الغلام انه لا يكاد يحضرني فأخبر الغلام الراهب بذلك فقال له الراهب إذا قال لك أين كنت فقل
عند أهلي وإذا قال لك أهلك أين كنت فقل عند الكاهن فبينما الغلام على ذلك إذ مر بجماعة من الناس كثيرة
قد حبستهم دابة يقال كانت أسدا فاخذ الغلام حجرا فقال اللهم ان كان ما يقول الراهب حقا فأسألك ان أقتل هذه
الدابة وان كان ما يقوله الكاهن حقا فأسألك أن لا أقتلها ثم رمى فقتل الدابة فقال الناس من قتلها فقالوا الغلام
ففزع الناس وقالوا قد علم هذا الغلام علما لم يعلمه أحد فسمع أعمى فجاءه فقال له ان أنت رددت بصرى فلك كذا وكذا
فقال الغلام لا أريد منك هذا ولكن أرأيت ان رجع عليك بصرك أتؤمن بالذي رده عليك قال نعم فدعا الله فرد
عليه بصره فآمن الأعمى فبلغ الملك أمرهم فبعث إليهم فأتى بهم فقال لأقتلن كل واحد منكم قتلة لا أقتل بها
صاحبه فامر بالراهب والرجل الذي كان أعمى فوضع المنشار على مفرق أحدهما فقتله وقتل الآخر بقتلة أخرى
333

ثم أمر بالغلام فقال انطلقوا به إلى جبل كذا وكذا فالقوه من رأسه فانطلقوا به إلى ذلك الجبل فلما انتهوا به إلى ذلك
المكان الذي أرادوا أن يلقوه منه جعلوا يتهافتون من ذلك الجبل ويتردون حتى لم يبق منهم الا الغلام ثم رجع
الغلام فامر الملك أن ينطلقوا به إلى البحر فيلقوه فيه فانطلق به إلى البحر فغرق الله الذين كانوا معه وأنجاه الله
فقال الغلام للملك انك لا تقتلني الا ان تصلبني وترميني وتقول بسم الله رب الغلام فامر به فصلب ثم رماه وقال بسم
الله رب الغلام فوضع الغلام يده على صدغه حين رمى ثم مات فقال الناس لقد علم هذا الغلام علما ما علمه أحد فانا
نؤمن برب هذا الغلام فقيل للملك أجزعت ان خالفك ثلاثة فهذا العالم كلهم قد خالفوك قال فخد أخدودا ثم ألقى
فيها الحطب والنار ثم جمع الناس فقال من رجع عن دينه تركناه ومن لم يرجع ألقيناه في هذه النار فجعل يلقيهم
في تلك الأخدود فقال يقول الله قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود حتى بلغ العزيز الحميد فاما الغلام فإنه دفن
ثم أخرج فيذكر انه أخرج في زمن عمر بن الخطاب وإصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل * وأخرج عبد بن حميد
وابن مردويه عن صهيب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ملك ممن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر
الساحر قال للملك انى قد كبرت سنى وحضر أجلى فادفع إلى غلاما أعلمه السحر فدفع إليه غلاما فكان يعلمه السحر
وكان بين الساحر وبين الملك راهب فأتى الغلام على الراهب فسمع من كلامه فأعجبه نحوه وكلامه فكان إذا أتى
على الساحر ضربه وقال ما حبسك فإذا أتى أهله جلس عند الراهب فيبطئ فإذا أتى أهله ضربوه وقالوا ما حبسك
فشكا ذلك إلى الراهب فقال إذا أراد الساحر أن يضربك فقل حبسني أهلي وإذا أراد أهلك ان يضربوك فقل
حبسني الساحر فبينما هو كذلك إذ أتى ذات يوم على دابة فظيعة عظيمة قد حبست الناس فلا يستطيعون ان
يجوزوا فقال الغلام اليوم أعلم أمر الراهب أحب إلى الله أم أمر الساحر فاخذ حجرا فقال اللهم ان كان أمر
الراهب أحب إليك وأرضى لك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يجوز الناس فرماها فقتلها ومضى الناس
فأخبر الراهب بذلك فقال أي بنى أنت أفضل منى وانك ستبتلى فان ابتليت فلا تدل على وكان الغلام يبرئ الأكمه
والأبرص وسائر الأدواء ويشفيهم وكان جليس الملك قد عمى فسمع به فاتاه بهدايا كثيرة فقال له اشفني ولك
ما ههنا أجمع فقال ما أشفى أنا أحدا انما يشفى الله فان آمنت بالله دعوت الله فشفاك فآمن فدعا له فشفاه ثم أتى
الملك فجلس منه نحو ما كان يجلس فقال له الملك يا فلان من رد عليك بصرك قال ربى قال أنا قال لا قال أو لك رب
غيري قال نعم فلم يزل به يعذبه حتى دل على الغلام فبعث إليه الملك فقال أي بنى قد بلغ من سحرك ان تبرئ الأكمه
والأبرص وهذه الأدواء قال ما أشفى أنا أحدا ما يشفى غير الله قال أنا قال لا قال وان لك ربا غيري قال نعم ربى وربك
الله فاخذه أيضا بالعذاب فلم يزل به حتى دل على الراهب فقال له ارجع عن دينك فأبى فوضع المنشار في مفرقه
حتى وقع شقاه على الأرض وقال للغلام ارجع عن دينك فأبى فبعث به مع نفر إلى جبل كذا وكذا وقال إذا بلغتم
ذروته فان رجع عن دينه والا فدهدهوه من فوقه فذهبوا به فلما علوا به الجبل قال اللهم اكفنيهم بما شئت
فرجف بهم الجبل فتدهدهوا أجمعين وجاء الغلام يتلمس حتى دخل على الملك فقال ما فعل أصحابك قال كفانيهم
الله فبعث به في قرقور مع نفر فقال إذا لججتم به البحر فان رجع عن دينه والا فأغرقوه فلجوا به البحر فقال الغلام للهم
اكفنيهم بما شئت فغرقوا أجمعين وجاء الغلام يتلمس حتى دخل على الملك فقال ما فعل أصحابك قال كفانيهم الله ثم
قال للملك انك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به فان أنت فعلت ما آمرك به قتلتني والا فإنك لن تستطيع
قتلى قال وما هو قال تجمع الناس في صعيد ثم تصلبني على جذع وتأخذ سهما من كنانتي ثم قل بسم الله رب الغلام
فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ففعل ووضع السهم في كبد القوس ثم رماء وقال بسم الله رب الغلام فوقع السهم في
صدغه فوضع الغلام يده على موضع السهم ومات فقال الناس آمنا برب الغلام فقيل للملك أرأيت ما كنت تحذر
فقد والله نزل بك هذا من الناس كلهم فامر بأفواه السكك فخدت فيها الأخدود وأضرمت فيها النيران وقال من
رجع عن دينه فدعوه والا فاقحموه فيها فكانوا يتقارعون فيها ويتدافعون فجاءت امرأة بابن لها صغير فكأنها
تقاعست ان تقع في النار فقال الصبى يا أمه اصبري فإنك على الحق * قوله تعالى (ان بطش ربك لشديد)
* أخرج ابن المنذر والحكام وصححه عن ابن مسعود قال قسم والسماء ذات البروج إلى قوله وشاهد ومشهود
334

قال هذا قسم على أن بطش ربك لشديد إلى آخرها * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ان بطش ربك لشديد
قال ههنا القسم انه هو يبدئ ويعيد قال يبدئ الخلق ثم يعيده وهو الغفور الودود قال بود على طاعته من أطاعه
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس انه هو يبدئ ويعيد قال يبدئ العذاب ويعيده * وأخرج أبو الشيخ عن
الحسين بن واقد في قوله وهو الغفور الودود قال الغفور للمؤمنين الودود لأوليائه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله الودود قال الحبيب وفي قوله ذو العرش المجيد قال الكريم
* وأخرج ابن جرير عن أنس قال إن اللوح المحفوظ الذي ذكره الله في القرآن في قوله بل هو قرآن مجيد في لوح
محفوظ في جبهة إسرافيل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في لوح محفوظ قال في أم الكتاب
* وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله في لوح محفوظ قال أخبرت أن لوح الذكر لوح واحد فيه الذكر وان
ذلك اللوح من نور وانه مسيرة ثلثمائة سنة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله محفوظ قال
محفوظ عند الله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله في لوح محفوظ قال في صدور المؤمنين
* وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن بريدة في لوح محفوظ قال لوح عند الله وهو أم الكتاب * وأخرج أبو الشيخ
في العظمة بسند جيد عن ابن عباس قال خلق الله اللوح المحفوظ كمسيرة مائة عام فقال للقلم قبل أن يخلق الخلق
اكتب علمي في خلقي فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق والبيهقي في
الشعب وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه من طريق حلال القسلي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان لله لوحا من زبرجدة خضراء جعله تحت العرش وكتب فيه انى أنا الله لا اله الا أنا خلقت ثلثمائة وبضعة
عشر خلقا من جاء بخلق منها مع شهادة أن لا إله إلا الله دخل الجنة * وأخرج عبد بن حميد في مسنده وأبو يعلى
بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بين يدي الرحمن تبارك وتعالى
للوحا فيه ثلثمائة وخمس عشرة شريعة يقول الرحمن وعزتي وجلالي لا يجيئني عبد من عبادي لا يشرك بي شيئا فيه
واحدة منكن الا أدخلته الجنة * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
لله لوحا أحد وجهيه ياقوتة والوجه الثاني زبرجدة خضراء قلمه النور فيه يخلق وفيه يرزق وفيه يحيى وفيه يميت
وفيه يعز وفيه يفعل ما يشاء في كل يوم وليلة * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم خلق الله لوحا من درة بيضاء دفتاه من زبرجدة خضراء كتابه من نور يلحظ إليه في كل يوم
ثلثمائة وستين لحظة يحيى ويميت ويخلق ويرزق ويعز ويذل ويفعل ما يشاء
* (سورة الطارق مكية) *
* أخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت والسماء والطارق بمكة * وأخرج أحمد
والبخاري في التاريخ وابن مردويه والطبراني عن خالد العدواني أنه أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق
ثقيف وهو قائم على قوس أو عصا حين أتاهم يبتغى النصر عندهم فسمعه يقرأ والسماء والطارق حتى ختمها قال
فوعيتها في الجاهلية ثم قرأتها في الاسلام * وأخرج النسائي عن جابر قال صلى معاذ المغرب فقرأ البقرة والنساء فقال
النبي صلى الله عليه وسلم أفتان أنت يا معاذ أما يكفيك أن تقرأ والسماء والطارق والشمس وضحاها ونحو هذا قوله
تعالى (والسماء والطارق) الآيات * أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله والسماء والطارق قال أقسم ربك
بالطارق وكل شئ طرقك بالليل فهو طارق * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس والسماء
والطارق فقال وما أدراك ما الطارق فقلت فلا أقسم بالخنس فقال الجواري الكنس فقلت والمحصنات من النساء
فقال الا ملكت أيمانكم فقلت ما هذا فقال ما أعلم منها الا ما تسمع * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله والسماء والطارق قال وما يطرق فيها ان كل نفس لما عليها حافظ قال كل نفس عليها حفظة من
الملائكة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس في
قوله النجم الثاقب قال النجم المضئ ان كل نفس لما عليها حافظ قال الا عليها حافظ * وأخرج ابن المنذر عن ابن
جريج والسماء والطارق قال النجم يخفى بالنهار ويبدو بالليل ان كل نفس لما عليها حافظ قال حفظ كل نفس عمله
335

وأجله ورزقه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة والسماء والطارق قال هو ظهور النجم
بالليل يقول يطرقك بالليل النجم الثاقب قال المضئ ان كل نفس لما عليها حافظ قال ما كان نفس الا عليها حافظ
قال وهم حفظة يحفظون عملك ورزقك وأجلك فإذا توفيته يا ابن آدم قبضت إلى ربك * وأخرج عبد بن حميد عن
مجاهد النجم الثاقب قال الذي يتوهج * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال النجم الثاقب الثريا * وأخرج ابن
المنذر عن خصيف النجم الثاقب قال مم يثقب من يسترق السمع * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ان كل
نفس لما عليها حافظ مثقلة منصوبة اللام * قوله تعالى (فلينظر الانسان) الآيات أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة
في قوله فلينظر الانسان مم خلق قال هو أبو الأشدين كان يقوم على الأديم فيقول يا معشر قريش من أزالني عنه فله
كذا وكذا ويقول إن محمدا يزعم أن خزنة جهنم تسعة عشر فانا أكفيكم وحدي عشرة واكفوني أنتم تسعة
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يخرج من بين الصلب والترائب قال صلب الرجل
وترائب المرأة لا يكون الولد الا منهما * وأخرج عبد بن حميد عن ابن أبزى قال الصلب من الرجل والترائب من
المرأة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس يخرج من بين الصلب والترائب قال ما بين الجيد والنحر
* وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال الترائب أسفل من التراقي * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله
والترائب قال تريبة المرأة وهو موضع القلادة * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني
عن قوله عز وجل يخرج من بين الصلب والترائب قال الترائب موضع القلادة من المرأة قال وهل تعرف العرب
ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
والزعفران على ترائبها * شرفا به اللبات والنحر
* وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أنه سئل عن قوله يخرج من بين الصلب والترائب قال صلب الرحل وترائب
المرأة اما سمعت قول الشاعر
نظام 7 اللؤلؤ على ترائبها * شرفا به اللبات والنحر
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال الترائب الصدر * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وعطية وأبى
عياض مثله * وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال الترائب أربعة أضلاع من كل جانب من أسفل الأضلاع
* وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الأعمش قال يخلق العظام والعصب من ماء الرجل ويخلق اللحم والدم من ماء
المرأة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله يخرج من بين الصلب والترائب قال يخرج
من بين صلبه ونحره انه على رجعه لقادر قال إن الله على بعثه واعادته لقادر يوم تبلى السرائر قال إن هذه السرائر
مختبرة فأسروا خيرا وأعلنوه فماله من قوة يمتنع بها ولا ناصر ينصره من الله * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
عن ابن عباس في قوله انه على رجعه لقادر قال على أن يجعل الشيخ شابا والشاب شيخا * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن مجاهد انه على رجعه لقادر قال على رجع النطفة في الإحليل * وأخرج عبد بن حميد وابن
المنذر عن عكرمة انه على رجعه لقادر قال على أن يرجعه في صلبه * وأخرج عبد بن حميد عن ابن أبزى قال على أن
يرده نطفة في صلب أبيه * وأخرج ابن المنذر عن الحسن انه على رجعه لقادر قال على احيائه * وأخرج عبد بن حميد
عن الربيع بن خثيم يوم تبلى السرائر قال السرائر التي تخفين من الناس وهن لله بواد داووهن بدوائهن قيل
وما دواؤهن قال إن تتوب ثم لا تعود * وأخرج ابن المنذر عن عطاء في قوله تبلى السرائر قال الصوم والصلاة
وغسل الجنابة * وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن أبي كثير مثله * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن أبي
الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضمن الله خلقه أربعة الصلاة والزكاة وصوم رمضان والغسل من
الجنابة وهن السرائر التي قال الله يوم تبلى السرائر * قوله تعالى (والسماء ذات الرجع) الآيات * أخرج عبد
الرزاق والفريابي وعبد بن حميد والبخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن
مردويه عن ابن عباس في قوله والسماء ذات الرجع قال المطر بعد المطر والأرض ذات الصدع قال صدعها عن
النبات * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وعكرمة وأبى مالك وابن أبزى والربيع بن أنس مثله * وأخرج
336

عبد بن حميد عن مجاهد والسماء ذات الرجع قال السحاب تمطر ثم ترجع بالمطر والأرض ذات الصدع قال المأزم
غير الأودية والجروف * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء والسماء ذات الرجع قال ترجع بالمطر كل عام
والأرض ذات الصدع قال تصدع بالنبات كل عام * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس والأرض ذات الصدع قال
صدع الأودية * وأخرج ابن منده والديلمي عن معاذ بن أنس مرفوعا والأرض ذات الصدع قال تصدع بإذن الله
عن الأموال والنبات * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة والسماء ذات الرجع قال ترجع إلى العباد برزقهم كل
عام لولا ذلك لهلكوا وهلكت مواشيهم والأرض ذات الصدع قال تصدع عن النبات والثمار كما رأيتم انه لقول فصل
قال قول حكم وما هو بالهزل قال ما هو باللعب فمهل الكافرين أمهلهم رويدا قال الرويد القليل * وأخرج الطستي
عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل وما هو بالهزل قال القرآن ليس بالباطل واللعب
قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قيس بن رفاعة وهو يقول
وما أدرى وسوف أخال أدرى * أهزل ذاكم أم قول جد
* وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير وما هو بالهزل قال وما هو باللعب * وأخرج ابن مردويه عن علي قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أتاني جبريل فقال يا محمد ان أمتك مختلفة بعدك قلت فأين المخرج
يا جبريل فقال كتاب الله به يقصم كل جبار من اعتصم به نجا ومن تركه هلك قول فصل ليس بالهزل * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله انه لقول فصل قال حق وما هو بالهزل قال بالباطل وفي قوله أمهلهم رويدا
قال قريبا * وأخرج ابن المنذر عن السدى في قوله فمهل الكافرين أمهلهم رويدا قال أمهلهم حتى آمر بالقتال
وأخرج ابن أبي شيبة والدارمي والترمذي ومحمد بن نصر وابن الأنباري في المصاحف عن الحارث الأعور قال دخلت
المسجد فإذا الناس قد وقعوا في الأحاديث فاتيت عليا فأخبرته فقال أوقد فعلوها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إنها ستكون فتنة قلت فما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبا من قبلكم وخبر من بعدكم وحكم
ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله
المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تشبع منه العلماء ولا تلتبس منه
الألسن ولا يخلق من الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى
الرشد من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم * وأخرج محمد
ابن نصر والطبراني عن معاذ بن جبل قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الفتن فعظمها وشددها فقال
علي بن أبي طالب يا رسول الله فما المخرج منها قال كتاب الله فيه المخرج فيه حديث ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وفصل
ما بينكم من تركه من جبار يقصمه الله ومن يبتغى الهدى في غيره يضله الله وهو حبل الله المتين والذكر الحكيم
والصراط المستقيم هو الذي لما سمعته الجن لم تتناه ان قالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد هو الذي لا تختلف
به الألسن ولا تخلقه كثرة الرد
* (سورة سبح مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة سبح بمكة * وأخرج
ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال أنزلت سورة سبح اسم ربك الأعلى بمكة * وأخرج ابن مردويه عن
عائشة قالت نزلت سورة سبح اسم ربك بمكة * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبخاري عن البراء بن عازب قال أول
من قدم علينا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرئاننا القرآن ثم جاء عمار
وبلال وسعد ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشئ
فرحهم به حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء فما جاء حتى قرأت سبح
اسم ربك الأعلى في سور مثلها * وأخرج أحمد والبزار وابن مردويه عن علي قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يحب هذه السورة سبح اسم ربك الأعلى * وأخرج أبو عبيد عن تميم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
انى نسيت أفضل المسبحات فقال أبي بن كعب فلعلها سبح اسم ربك الأعلى قال نعم * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
337

ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن النعمان بن بشير ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في
العيدين ويوم الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية وان وافق يوم الجمعة قرأهما جميعا
* واخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة عن أبي عتبة الخولاني ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الجمعة بسبح اسم
ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية * وأخرج ابن ماجة عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ
في العيد بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية * وأخرج أحمد وابن ماجة والطبراني عن سمرة بن
جندب ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية
* وأخرج البزار عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر بسبح اسم ربك الأعلى وهل
أتاك حديث الغاشية * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم عن جابر بن سمرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في
الظهر بسبح اسم ربك الأعلى * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والبيهقي في سننه عن عمران بن حصين ان النبي صلى
الله عليه وسلم صلى الظهر فلما سلم قال هل قرأ أحد منكم بسبح اسم ربك الأعلى فقال رجل أنا قال قد علمت أن
بعضكم خالجنيها * وأخرج أبو داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان والدار قطني والحاكم والبيهقي عن أبي ابن
كعب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون * وأخرج
أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقرأ في الوتر في الركعة الأولى بسبح وفي الثانية قل يا أيها الكافرون وفي الثالثة قل هو الله أحد والمعوذتين
* وأخرج البزار عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها
الكافرون وقل هو الله أحد * وأخرج محمد بن نصر عن أنس مثله * وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر بن عبد الله
قال أم معاذ قوما في صلاة المغرب فمر به غلام من الأنصار وهو يعمل على بعير له فأطال بهم معاذ فلما رأى ذلك
الغلام ترك الصلاة وانطلق في طلب بعيره فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أفتان أنت يا معاذ ألا يقرأ
أحدكم في المغرب بسبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحاها * وأخرج ابن ماجة عن جابر ان معاذ بن جبل صلى
بأصحابه العشاء فطول عليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ بالشمس وضحاها وسبح اسم ربك الأعلى والليل
إذا يغشى واقرأ باسم ربك الأعلى * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قلنا يا رسول الله كيف نقول في
سجودنا فأنزل الله سبح اسم ربك الأعلى فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نقول في سجودنا سبحان ربى
الأعلى * وأخرج ابن سعد عن الكلبي قال وفد حضرمي بن عامر على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم أتقرأ شيئا من القرآن فقرأ سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر
فهدى والذي امتن على الحبلى فاخرج منها نسمة تسعى بين شغاف وحشا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تزيدون فيها فإنها شافية كافية * قوله تعالى (سبح اسم ربك الأعلى) * أخرج أحمد وأبو داود وابن ماجة
وابن المنذر وابن مردويه عن عقبة بن عامر الجهني قال لما أنزلت فسبح باسم ربك العظيم قال لنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم اجعلوها في ركوعكم فلما نزلت سبح اسم ربك الأعلى قال اجعلوها في سجودكم * وأخرج أحمد وأبو
داود وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ سبح اسم ربك
الأعلى قال سبحان ربى الأعلى * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس انه كان
إذا قرأ سبح اسم ربك الأعلى قال سبحان ربى الأعلى * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال إذا قرأت سبح اسم
ربك الأعلى فقل سبحان ربى الأعلى * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف
عن علي بن أبي طالب انه قرأ سبح اسم ربك الأعلى فقال سبحان ربى الأعلى وهو في الصلاة فقيل له أتزيد في القرآن
قال لا انما أمرنا بشئ فقلته * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي
موسى الأشعري انه قرأ في الجمعة سبح اسم ربك الأعلى فقال سبحان ربى الأعلى * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال سمعت ابن عمر يقرأ سبحان اسم ربك
الأعلى فقال سبحان ربى الأعلى قال وكذلك هي قراءة أبي بن كعب * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن عبد
338

الله بن الزبير انه قرأ سبح ربك الأعلى فقال سبحان ربى الأعلى وهو في الصلاة * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك
انه كان يقرؤها كذلك ويقول من قرأها فليقل سبحان ربى الأعلى * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأها قال سبحان ربى الأعلى * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر انه كان إذا قرأ سبح
اسم ربك الأعلى قال سبحان ربى الأعلى * قوله تعالى (والذي قدر فهدى) الآية * أخرج الفريابي وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله والذي قدر فهدى قال هدى الانسان للشقوة
والسعادة وهدى الانعام لمراتعها * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن إبراهيم والذي أخرج المرعى قال
النبات * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فجعله غثاء قال هشيما أحوى قال متغيرا * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله فجعله غثاء أحوى قال الغثاء الشئ البالي وأحوى قال أصفر
وأخضر وأبيض ثم ييبس حتى يكون يابسا بعد خضرة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد فجعله
غثاء أحوى قال غثاء لسيل وأحوى قال أسود * قوله تعالى (سنقرئك فلا تنسى) الآيات * أخرج الفريابي
وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله سنقرئك فلا تنسى قال كان يتذكر القرآن في نفسه
مخافة ان ينسى * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه
جبريل بالوحي لم يفرغ جبريل من الوحي حتى يزمل من ثقل الوحي حتى يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بأوله مخافة
ان يغشى عليه فينسى فقال له جبريل لم تفعل ذلك قال مخافة ان أنسى فأنزل الله سنقرئك فلا تنسى الا ما شاء الله
فان النبي صلى الله عليه وسلم نسى آيات من القرآن ليس بحلال ولا حرام ثم قال له جبريل انه لم ينزل على نبي قبلك الا
نسى والا رفع بعضه وذلك أن موسى أهبط الله عليه ثلاثة عشر سفرا فلما ألقى الألواح انكسرت وكانت من زمرد
فذهب أربعة أسفار وبقى تسعة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يستذكر
القرآن مخافة ان ينساه فقيل له كفيناك ذلك ونزلت سنقرئك فلا تنسى * وأخرج الحاكم عن سعد بن أبي وقاص
نحوه * واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس سنقرئك فلا تنسى الا ما شاء الله يقول الا ما شئت أنا فأنسيك
* واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله سنقرئك فلا تنسى الا ما شاء الله قال كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا ينسى شيئا الا ما شاء الله انه يعلم الجهر وما يخفى قال الوسوسة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي
حاتم عن سعيد بن جبير انه يعلم الجهر وما يخفى قال ما أخفيت في نفسك * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
في قوله ونيسرك لليسرى قال للخير * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله
سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى قال والله ما خشى الله عبد قط الا ذكره ولا يتنكب عبد هذا الذكر زهدا فيه
وبغضا له ولأهله الأشقى بين الأشقياء * قوله تعالى (قد أفلح من تزكى) الآية * أخرج البزار وابن مردويه عن
جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله قد أفلح من تزكى قال من شهد أن لا إله إلا الله وخلع الأنداد
وشهد أنى رسول الله وذكر اسم ربه فصلى قال هي الصلوات الخمس والمحافظة عليها والاهتمام بمواقيتها * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قد أفلح من تزكى قال من الشرك وذكر
اسم ربه قال وحد الله فصلى قال الصلوات الخمس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو نعيم في الحلية عن عكرمة رضي الله عنه في قوله قد أفلح من تزكى قال من قال لا إله إلا الله * وأخرج البيهقي في
الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله قد أفلح من تزكى قال من قال لا إله إلا الله
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه قال قد أفلح من تزكى قال من آمن * وأخرج
ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه قال قد أفلح من تزكى قال من أكثر الاستغفار * وأخرج عبد الرزاق وعبد
ابن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله قد أفلح من تزكى قال بعمل صالح * وأخرج البزار وابن
المنذر وابن أبي حاتم والحاكم في الكنى وابن مردويه والبيهقي في سننه بسند ضعيف عن كثير بن عبد الله بن
عمرو بن عوف عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يأمر بزكاة الفطر قبل ان يصلى صلاة العيد
ويتلو هذه الآية قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى وفي لفظ قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
339

زكاة الفطر قال قد أفلح من تزكى فقال هي زكاة الفطر * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ثم يقسم الفطرة قبل ان
يغدو إلى المصلى يوم الفطر * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قد أفلح من
تزكى قال أعطى صدقة الفطر قبل ان يخرج إلى العيد وذكر اسم ربه فصلى قال خرج إلى العيد فصلى * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قوله قد أفلح من تزكى قال زكاة
الفطر * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ان عبد الله بن عمر كان يقدم صدقة الفطر حين يغدو ثم
يغدو وهو يتلو قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى * وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن نافع عن ابن عمر
رضي الله عنه قال انما أنزلت هذه الآية في اخراج صدقة الفطر قبل صلاة العيد قد أفلح من تزكى وذكر اسم
ربه فصلى * وأخرج الطبراني عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه في قوله قد أفلح من تزكى الآية قال القاء القمح
قبل الصلاة يوم الفطر في المصلى * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله قد أفلح
من تزكى وذكر اسم ربه فصلى قال نزلت في صدقة الفطر تزكى ثم تصلى * وأخرج ابن جرير عن أبي خلدة رضي الله عنه
قال دخلت على أبى العالية فقال لي ذا غدوت غدا إلى العيد فمر بي قال فمررت به فقال هل طعمت شيئا قلت
نعم قال فأخبرني ما فعلت زكاتك قلت قد وجهتها قال انما أردتك لهذا ثم قرأ قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه
فصلى وقال إن أهل المدينة لا يرون صدقة أفضل منها ومن سقاية الماء * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه
قد أفلح من تزكى قال أدى زكاة الفطر * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين رضي الله عنه في قوله قد
أفلح من تزكى قال أدى صدقة الفطر ثم خرج فصلى بعدما أدى * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه
قال قدم الزكاة ما استطعت يوم الفطر ثم قرأ قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى * وأخرج ابن أبي
حاتم عن عطاء رضي الله عنه قال قلت لابن عباس رضي الله عنهما أرأيت قوله قد أفلح من تزكى للفطر قال لم
أسمع بذلك ولكن لزكاة كلها ثم عاودته فيها فقال لي والصدقات كلها * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير
رضي الله عنه قد أفلح من تزكى يعنى من ماله * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قد
أفلح من تزكى قال من أرضى خالقه من ماله * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قد أفلح من تزكى قال
تزكى رجل من ماله وتزكى رجل من خلقه * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير
عن أبي الأحوص رضي الله عنه قال رحم الله امرأ تصدق ثم صلى ثم قرأ قد أفلح من تزكى الآية ولفظ ابن أبي
شيبة من استطاع ان يقدم بين يدي صلاته صدقة فليفعل فان الله يقول وذكر الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن أبي الأحوص رضي الله عنه قال لو أن الذي يتصدق بالصدقة صلى ركعتين ثم قرأ قد أفلح من تزكى
الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق أبى الأحوص عن ابن مسعود
رضي الله عنه قال إذا خرج أحدكم يريد الصلاة فلا عليه ان يتصدق بشئ لان الله يقول قد أفلح من تزكى وذكر
اسم ربه فصلى * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الأحوص رضي الله عنه قد أفلح من تزكى قال من رضخ * قوله
تعالى (بل تؤثرون الحياة الدنيا) الآية * أخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود رضي الله عنه انه كان يقرأ بل
تؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن
عرفجة الثقفي قال استقرأت ابن مسعود سبح اسم ربك الأعلى فلما بلغ بل تؤثرون الحياة الدنيا ترك القراءة وأقبل
على أصحابه فقال آثرنا الدنيا على الآخرة سكت القوم فقال آثرنا الدنيا لأنا رأينا زينتها ونساءها وطعامها
وشرابها وزويت عنا الآخرة فاخترنا هذا العاجل وتركنا الآجل وقال بل يؤثرون بالياء * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة بل يؤثرون الحياة الدنيا قال اختار الناس العاجلة الا من عصم الله
والآخرة خير في الخير وأبقى في البقاء * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة بل
تؤثرون الحياة الدنيا قال يعنى هذه الأمة وانكم ستؤثرون الحياة الدنيا * وأخرج البيهقي في شعب الايمان
عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا إله إلا الله تمنع العباد من سخط الله ما لم يؤثروا صفقة
340

دنياهم على دينهم فإذا آثروا صفقة دنياهم ثم قالوا لا إله إلا الله ردت عليها وقال الله كذبتم * وأخرج البيهقي عن ابن
عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يلقى الله أحد بشهادة ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له الا دخل
الجنة ما لم يخلط معها غيرها رددها ثلاثا قال قائل من قاصية الناس بابى أنت وأمي يا رسول الله وما يخلط معها غيرها
قال حب الدنيا وأثرة لها وجمعا لها ورضا بها وعمل الجبارين * وأخرج أحمد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا
ما يبقى على ما يفنى * وأخرج أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا دار من
لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لا عقل له * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن موسى بن يسار رضي الله عنه
انه بلغه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله جل ثناؤه لم يخلق خلقا أبغض إليه من الدنيا وانه منذ خلقها لم ينظر
إليها * وأخرج البيهقي عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب الدنيا رأس كل خطيئة
* قوله تعالى (ان هذا لفي الصحف الأولى) * أخرج البزار وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت ان هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم هي كلها في صحف إبراهيم وموسى * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان هذا لفي الصحف الأولى قال نسخت هذه السورة من صحف
إبراهيم وموسى ولفظ سعيد هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى ولفظ ابن مردويه وهذه السورة وقوله وإبراهيم
الذي وفى إلى آخر السورة من صحف إبراهيم وموسى * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى ان هذه السورة في صحف
إبراهيم وموسى مثل ما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه
ان هذا لفي الصحف الأولى يقول قصة هذه السورة في الصحف الأولى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن
المنذر عن قتادة رضي الله عنه ان هذا لفي الصحف الأولى قال تتابعت كتب الله كما تسمعون ان الآخرة خير وأبقى
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ان هذا لفي الصحف الأولى الآية قال في الصحف الأولى ان
الآخرة خير من الدنيا * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه ان هذا لفي الصحف
الأولى قال هو الآيات * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه ان هذا لفي الصحف الأولى قال في كتب الله
كلها * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه وابن عساكر عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله كم أنزل
الله من كتاب قال مائة كتاب وأربعة كتب أنزل على شيث خمسين صحيفة وعلى إدريس ثلاثين صحيفة وعلى إبراهيم
عشر صحائف وعلى موسى قبل التوراة عشر صحائف وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قلت يا رسول الله
فما كانت صحف إبراهيم قال أمثال كلها أيها الملك المتسلط المبتلى المغرور لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض
ولكن بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم فإني لا أردها ولو كانت من كافر وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله ان
يكون له ثلاث ساعات ساعة يناجى فيها ربه وساعة يحاسب فيها نفسه ويتفكر فيما صنع وساعة يخلو فيها لحاجته
من الحلال فان في هذه الساعة عونا لتلك الساعات واستجماعا للقلوب وتفريغا لها وعلى العاقل ان يكون بصيرا
بزمانه مقبلا على شانه حافظا للسانه فان من حسب كلامه من عمله أقل الكلام الا فيما يعنيه وعلى العاقل ان
يكون طالبا لثلاث مرمة لمعاش أو تزود لمعاد أو تلذذ في غير محرم قلت يا رسول الله فما كانت صحف موسى قال
كانت عبرا كلها عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ولمن أيقن بالموت ثم يضحك ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم
يطمئن إليها ولمن أيقن بالقدر ثم ينصب ولمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل قلت يا رسول الله هل أنزل عليك شئ مما
كان في صحف إبراهيم وموسى قال يا أبا ذر نعم قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا
والآخرة خير وأبقى ان هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى * وأخرج البغوي في معجمه عن عبد الرحمن
ابن أبي سبرة رضي الله عنه انه أتى النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه فسأله عن أشياء فقال يا رسول الله كم توتر قال
بثلاث ركعات تقرأ فيها بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد * وأخرج الطبراني عن
عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب قال صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا المغرب فقرأ في الركعة الأولى
341

سبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون
* (سورة الغاشية مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة الغاشية
بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج مالك ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن النعمان
ابن بشير انه سئل بم كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة مع سورة الجمعة قال هل أتاك حديث الغاشية
* قوله تعالى (هل أتاك حديث الغاشية) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال
الغاشية القيامة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في هل أتاك حديث الغاشية قال الساعة وجوه يومئذ خاشعة
عاملة ناصبة قال تعمل وتنصب في النار تسقى من عين آنية قال هي التي قد طال أنيها ليس لهم طعام الا من ضريع
قال الشبرق * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة هل أتاك حديث
الغاشية قال حديث الساعة وجوه يومئذ خاشعة قال ذليلة في النار عاملة ناصبة قال تكبرت في الدنيا عن طاعة الله
فأعملها وأنصبها في النار تسقى من عين آنية قال اناء طبخها منذ خلق الله السماوات والأرض ليس لهم طعام الا من
ضريع قال الشبرق شر الطعام وأبشعه وأخبثه * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير وجوه يومئذ قال يعنى
في الآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة قال يعنى اليهود والنصارى تخشع
ولا ينفعها عملها تسقى من عين آنية قال تدانى غليانه * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر والحاكم عن أبي عمران
الجوني قال مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه براهب فوقف ونودي الراهب فقيل له هذا أمير المؤمنين فاطلع فإذا
انسان به من الضر والاجتهاد وترك الدنيا فلما رآه عمر بكى فقيل له انه نصراني فقال قد علمت ولكني رحمته ذكرت
قول الله عاملة ناصبة تصلى نارا حامية فرحمت نصبه واجتهاده وهو في النار * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة
رضي الله عنه في قوله عاملة ناصبة قال عاملة في الدنيا بالمعاصي تنصب في النار يوم القيامة الا من ضريع قال
الشبرق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تصلى نارا حامية قال حارة تسقى من
عين آنية قال انتهى حرها ليس لهم طعام الا من ضريع يقول من شجر من نار * وأخرج عبد الرزاق وعبد
ابن حميد عن الحسن رضي الله عنه من عين آنية قال قد أنى طبخها منذ خلق الله السماوات والأرض * وأخرج
الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله من عين آنية قال قد
بلغت اناها وحان شربها وفي قوله الا من ضريع قال الشبرق اليابس * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى من عين
آنية قال انتهى حرها فليس فوقه حر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله آنية قال حاضرة
* وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس ليس لهم طعام الا من ضريع قال الشبرق اليابس * وأخرج ابن أبي حاتم
عن قتادة رضي الله عنه قال الضريع بلغة قريش في الربيع الشبرق وفي الصيف الضريع * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال الضريع الشبرق شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض
* وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي الجوزاء قال الضريع السلم وهو الشوك
وكيف يسمن من كان طعامه الشوك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير الا من
ضريع قال من حجارة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير الا من ضريع قال الزقوم
* وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى على أهل النار الجوع حتى يعدل
ما هم فيه من العذاب فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يغنى من جوع * وأخرج ابن
مردويه بسند واه عن ابن عباس ليس لهم طعام الا من ضريع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ
يكون في النار شبه الشوك أمر من الصبر وأنتن من الجيفة وأشد حرا من النار سماه الله الضريع إذا طعمه
صاحبه لا يدخل البطن ولا يرتفع إلى الفم فيبقى بين ذلك ولا يغنى من جوع * قوله تعالى (وجوه يومئذ ناعمة)
الآيات * أخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير انه قرأ في سورة الغاشية متكئين فيها ناعمين فيها * وأخرج ابن أبي
حاتم عن سفيان في قوله لسعيها راضية قال رضيت عملها * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ لا تسمع فيها
342

بالتاء ونصب التاء لاغية منصوبة منونة * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله لا يسمع فيها لاغية يقول
لا تسمع أذى ولا باطلا وفي قوله فيها سرر مرفوعة قال بعضها فوق بعض ونمارق قال مجالس * وأخرج الفريابي
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد لا تسمع فيها لاغية قال شتما * وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش
لا تسمع فيها لاغية قال مؤذية * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
لا تسمع فيها لاغية قال لا تسمع فيها باطلا ولا مأثما وفي قوله ونمارق قال الوسائد وفي قوله مبثوثة قال مبسوطة
* وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج فيها سرر مرفوعة قال مرتفعة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه
في قوله ونمارق قال الوسائد وزرابي قال البسط * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه
في قوله ونمارق قال المرافق * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه وزرابي قال البسط
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه وزرابي مبثوثة قال بعضها على بعض * وأخرج
ابن الأنباري في المصاحف عن عمار بن محمد قال صليت خلف منصور بن المعتمر فقرأ هل أتاك حديث الغاشية
فقرأ فيها وزرابي مبثوثة متكئين فيها ناعمين * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن أبي الهذيل أن موسى أو غيره
من الأنبياء قال يا رب كيف يكون هذا منك أولياؤك في الأرض خائفون يقتلون ويطلبون فلا يعطون وأعداؤك
يأكلون ما شاؤوا ويشربون ما شاؤوا ونحو هذا فقال انطلقوا بعبدي إلى الجنة فينظر ما لم ير مثله قط إلى أكواب
موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة وإلى الحور العين وإلى الثمار وإلى الخدم كأنهم لؤلؤ مكنون فقال
ما ضر أوليائي ما أصابهم في الدنيا إذا كان مصيرهم إلى هذا ثم قال انطلقوا بعبدي هذا فانطلق به إلى النار فخرج
مها عنق فصعق العبد ثم أفاق فقال ما نفع أعدائي ما أعطيتهم في الدنيا إذا كان مصيرهم إلى هذا قال لا شئ
* وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال نبي من الأنبياء اللهم العبد من عبيدك يعبدك
ويطيعك ويجتنب سخطك تزوى عنه الدنيا وتعرض له البلاء والعبد يعبد غيرك ويعمل بمعاصيك فتعرض له
الدنيا وتزوى عنه البلاء قال فأوحى الله إليه ان العباد والبلاد لي كل يسبح بحمدي فاما عبدي المؤمن فتكون له
سيأت فإنما أعرض له البلاء وأزوى عنه الدنيا فتكون كفارة لسيئاته وأجزيه إذا لقيني وأما عبدي الكافر
فتكون له الحسنات فأزوي عنه البلاء وأعرض له الدنيا فيكون جزاء لحسناته وأجزيه بسيئاته حين يلقاني
والله أعلم * قوله تعالى (أفلا ينظرون) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال
لما نعت الله ما في الجنة عجب من ذلك أهل الضلالة فأنزل الله أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وكانت الإبل
عيشا من عيش العرب وخولا من خولهم وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت قال تصعد إلى الجبل
الصخور عامة يومك فإذا أفضت إلى أعلاه أفضت إلى عيون منفجرة وأثمار متهدلة لم تغرسه الأيدي ولم تعمله الناس
نعمة من الله إلى أجل وإلى الأرض كيف سطحت أي بسطت يقول إن الذي خلق هذا قادر على أن يخلق في
الجنة ما أراد * وأخرج عبد بن حميد عن شريح انه كان يقول لأصحابه اخرجوا بنا إلى السوق فننظر إلى الإبل
كيف خلقت * قوله تعالى (فذكر انما أنت مذكر) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد
ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن جابر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا منى دماءهم
وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله ثم قرأ فذكر انما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر * وأخرج الحاكم
وصححه عن جابر قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لست عليهم بمصيطر بالصاد * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله لست عليهم بمسيطر يقول بجبار فاعف عنهم واصفح * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة لست عليهم بمسيطر قال بقاهر * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة
لست عليهم بمسيطر قال كل عبادي إلى * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك بمسيطر قال بمسلط * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد لست عليهم بمسيطر قال جبار الا من تولى وكفر قال حسابه على الله
* وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن عباس لست عليهم بمسيطر نسخ ذلك فقال اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم
343

* وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ان إلينا إيابهم قال مرجعهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء مثله
* وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل ان إلينا ايابهم قال الإياب
المرجع قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت عبيد بن الأبرص يقول
وكل ذي غيبة يؤب * وغائب الموت لا يؤب
وقال الآخر فألقت عصاها واستقربها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى ان إلينا ايابهم قال منقلبهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ان
إلينا ايابهم ثم إن علينا حسابهم قال إلى الله الإياب وعلى الله الحساب
* (سورة الفجر مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس في ناسخه وابن مردويه والبيهقي من طرق عن ابن عباس قال نزلت والفجر
بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال أنزلت والفجر بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عائشة
قالت أنزلت سورة والفجر بمكة * وأخرج النسائي عن جابر قال أفتان يا معاذ أين أنت من سبح اسم ربك الأعلى
والشمس وضحاها والفجر والليل إذا يغشى * قوله تعالى (والفجر) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن
عبد الله بن الزبير في قوله والفجر قال قسم أقسم الله به * وأخرج ابن أبي شيبة عن ميمون بن مهران قال إن الله
تعالى يقسم بما يشاء من خلقه وليس لأحد أن يقسم الا بالله * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم
والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله والفجر قال فجر النهار * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن عكرمة في قوله والفجر قال هو الصبح * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله والفجر قال
طلوع الفجر غداة جمع * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله والفجر قال فجر يوم النحر وليس كل فجر
* وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي مثله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس والفجر قال يعنى
صلاة الفجر * وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في الشعب وابن عساكر عن ابن عباس في قوله والفجر قال هو
المحرم أول فجر السنة * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد
الفريضة صلاة الليل * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن النعمان قال أتى عليا رجل فقال يا أمير المؤمنين
أخبرني بشهر أصومه بعد رمضان قال لقد سألت عن شئ ما سمعت أحدا يسأل عنه بعد رجل سأل عنه رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إن كنت صائما شهرا بعد رمضان فصم المحرم فإنه شهر الله وفيه يوم تاب فيه قوم وتاب
فيه على آخرين * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والبيهقي عن ابن عباس قال قدم النبي صلى الله عليه
وسلم المدينة واليهود تصوم يوم عاشوراء فقال ما هذا اليوم الذي تصومونه قالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه
موسى وأغرق فيه آل فرعون فصامه موسى شكرا لله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن أحق بموسى منكم
فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه * وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي عن الربيع بنت معوذ بن
عفراء قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان أصبح
صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليصم بقية يومه قالت فكنا بعد ذلك نصومه ونصوم صبياننا الصغار
ونذهب بهم إلى المسجد ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه إياها حتى يكون عند
الافطار * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والبيهقي عن ابن عباس قال ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يتحرى صيام يوم يبتغى فضله على غيره الا هذا اليوم يوم عاشوراء أو شهر رمضان * وأخرج ابن أبي
الدنيا والبيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس ليوم على يوم فضل في الصيام الا شهر
رمضان ويوم عاشوراء * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن الأسود بن يزيد قال ما رأيت أحدا ممن كان بالكوفة
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصوم يوم عاشوراء من على وأبى موسى * وأخرج ابن أبي شيبة
ومسلم والبيهقي عن ابن عباس قال حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول
344

الله انه تعظمه اليهود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا يوم التاسع فلم يأت
العام المقبل حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن عدي والبيهقي عن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا قبله يوما وبعده يوما * وأخرج البيهقي عن ابن
عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لئن بقيت لآمرن بصيام يوم قبله أو بعده يوم عاشوراء * وأخرج
البيهقي عن ابن عباس قال خالفوا اليهود وصوموا التاسع والعاشر * وأخرج البيهقي عن أبي جبلة قال كنت مع
ابن شهاب في سفر فصام يوم عاشوراء فقيل له تصوم يوم عاشوراء في السفر وأنت تفطر في رمضان قال إن رمضان له
عدة من أيام أخر وان عاشوراء يفوت * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى قال يوم عاشوراء يوم تعظمه اليهود
وتتخذه عيدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموه أنتم * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء يوم كانت تصومه الأنبياء فصوموه أنتم * وأخرج البيهقي عن جابر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه طول سنته * وأخرج البيهقي عن ابن
مسعود قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه من سائر سنته * وأخرج ابن أبي
الدنيا والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسع على أهله يوم عاشوراء
وسع الله عليه سائر سنته * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسع على عياله
وأهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته قال البيهقي أسانيدها وان كانت ضعيفة فهي إذا ضم بعضها إلى
بعض أحدثت قوة * وأخرج البيهقي عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر قال كان يقال من وسع على عياله يوم
عاشوراء لم يزالوا في سعة من رزقهم سائر سنتهم * وأخرج البيهقي وضعفه عن عروة عن ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا * قوله تعالى (وليال عشر) * أخرج أحمد
والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن جابر ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال والفجر وليال عشر والشفع والوتر قال إن العشر عشر الأضحى والوتر يوم عرفة والشفع يوم
النحر * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه
والبيهقي في الشعب من طرق عن ابن عباس في قوله وليال عشر قال عشرة الأضحى وفي لفظ قال هي ليال العشر
الأول من ذي الحجة * وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن جرير وابن أبي حاتم عن عبد الله بن الزبير في قوله وليال
عشر قال أول ذي الحجة إلى يوم النحر * وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم والبيهقي في الشعب عن مسروق في قوله وليال عشر قال هي عشر الأضحى هي أفضل أيام السنة * وأخرج
عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد وليال عشر قال عشر ذي الحجة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن
حميد عن قتادة مثله * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة مثله * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن الضحاك بن
مزاحم في قوله وليال عشر قال عشر الأضحى أقسم بهن لفضلهن على سائر الأيام * وأخرج عبد بن حميد عن
مسروق وليال عشر قال عشر الأضحى وهي التي وعد الله موسى قوله وأتمناها بعشر * وأخرج عبد بن حميد عن
طلحة بن عبيد الله انه دخل على ابن عمر هو وأبو سلمة بن عبد الرحمن فدعاهم ابن عمر إلى الغداء يوم عرفة فقال أبو
سلمة أليس هذه الليالي العشر التي ذكر الله في القرآن فقال ابن عمر وما يدريك قال ما أشك قال بلى فاشكك
* وأخرج ابن مردويه عن عطية في قوله والفجر قال هذا الذي تعرفون وليال عشر قال عشر الأضحى والشفع
قال يقول وخلقناكم أزواجا والوتر قال الله قيل هل تروى هذا عن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال نعم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج البخاري والبيهقي في الشعب عن ابن
عباس قال ما من أيام فيهن العمل أحب إلى الله عز وجل أفضل من أيام العشر قيل يا رسول الله ولا الجهاد في
سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل جاهد في سبيل الله بماله ونفسه فلم يرجع من ذلك بشئ * وأخرج
البيهقي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أيام أفضل عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من
أيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد * وأخرج البيهقي عن الأوزاعي قال بلغني ان العمل في
345

اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ويحرس ليلها الا أن يختص امرؤ بشهادة قال
الأوزاعي حدثني بهذا الحديث رجل من بنى مخزوم عن النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج البيهقي من طريق
هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسع
ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر وخميسين * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أيام من أيام الدنيا العمل فيها أحب إلى الله من أن يتعبد له فيها من أيام
العشر يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام كل ليلة بقيام ليلة القدر * وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أيام أفضل عند الله ولا العمل فيهن أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام العشر
فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير فإنها أيام التهليل والتكبير وذكر الله وان صيام يوم منها يعدل بصيام سنة
والعمل فيهن يضاعف بسبعمائة ضعف * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وليال عشر قال
هي العشر الأواخر من رمضان * وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة عن أبي عثمان قال كانوا يعظمون ثلاث
عشرات العشر الأول من المحرم والعشر الأول من ذي الحجة والعشر الأخير من رمضان * قوله تعالى (والشفع
والوتر) * أخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن
عمران بن حصين ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الشفع والوتر فقال هي الصلاة بعضها شفع وبعضها وتر
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن عمران بن حصين والشفع والوتر قال الصلاة المكتوبة منها
شفع ومنها وتر * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة والشفع والوتر قال إن من الصلاة شفعا وان منها وترا قال قال
الحسن هو العدد منه شفع ومنه وتر * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي العالية والشفع والوتر قال ذلك
صلاة المغرب الشفع الركعتان والوتر الركعة الثالثة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس مثله * وأخرج
عبد بن حميد عن الحسن والشفع والوتر قال أقسم ربنا بالعدد كله الشفع منه والوتر * وأخرج سعيد بن منصور
وعبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم النخعي قال الشفع الزوج والوتر الفرد * وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس
والشفع والوتر قال كل شئ شفع فهو اثنان والوتر واحد * وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد والشفع والوتر قال
الخلق كله شفع ووتر فاقسم بالخلق * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس والشفع والوتر قال الله الوتر وأنتم الشفع
* وأخرج الفريابي وسعيد بن جبير وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد والشفع
والوتر قال كل خلق الله شفع السماء والأرض والبر والبحر والانس والجن والشمس والقمر ونحو هذا شفع والوتر
الله وحده * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد والشفع والوتر قال الله الوتر
وخلقه الشفع الذكر والأنثى * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال الشفع آدم وحواء والوتر الله * وأخرج
عبد بن حميد من طريق إسماعيل عن أبي صالح والشفع والوتر قال خلق الله من كل زوجين اثنين والله وتر واحد صمد
قال إسماعيل فذكرت ذلك للشعبي فقال كان مسروق يقول ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال من قال
في دبر كل صلاة وإذا أخذ مضجعه الله أكبر الله أكبر عدد الشفع والوتر وعدد كلمات الله التامات الطيبات المباركات
ثلاثا ولا إله إلا الله مثل ذلك كن له في قبره نورا وعلى الجسر نورا وعلى الصراط نورا حتى يدخل الجنة * وأخرج
الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل عن الشفع والوتر فقال
يومان وليلة يوم عرفة ويوم النحر والوتر ليلة النحر ليلة جمع * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عطاء
والشفع والوتر قال هي أيام نسك عرفة والأضحى هما للشفع وليلة الأضحى هي الوتر * وأخرج ابن جرير عن جابر
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشفع اليومان والوتر اليوم الثالث * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور
وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن الزبير انه سئل عن الشفع والوتر
فقال الشفع قول الله فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه والوتر اليوم الثالث وفي لفظ الشفع أوسط أيام التشريق والوتر
آخر أيام التشريق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب
الايمان من طرق عن ابن عباس والشفع والوتر قال الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة * وأخرج عبد الرزاق
346

وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال عرفة وتر ويوم النحر شفع غرفة يوم التاسع والنحر يوم العاشر
* وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة أقسم الله بهما لفضلهما على العشر
* قوله تعالى (والليل إذا يسر) * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله والليل إذا يسر قال إذا ذهب * وأخرج
ابن جرير وابن أبي حاتم عن عبد الله بن الزبير والليل إذا يسر قال إذا سار * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن
جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد والليل إذا يسر قال إذا سار * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي
حاتم عن عكرمة والليل إذا يسر قال ليلة جمع * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي انه قيل له ما الليل
إذا يسر قال هذه الإفاضة أسر يا ساري ولا تبيتن الا بجمع * قوله تعالى (هل في ذلك قسم لذي حجر) * أخرج ابن
المنذر عن ابن مسعود انه قرأ والفجر إلى قوله إذا يسر قال هذا قسم على أن ربك لبالمرصاد * وأخرج الفريابي
وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان من طرق عن ابن
عباس في قوله قسم لذي حجر قال لذي حجا وعقل ونهى * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد
عن عكرمة والضحاك مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن لذي حجر قال لذي حلم * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي مالك لذي حجر قال ستر من النار * وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء
عن السدى في قوله لذي حجر قال لذي لب قال الحارث بن ثعلبة
وكيف رجائي ان أتوب وانما * يرجى من الفتيان من كان ذا حجر
* قوله تعالى (ألم تر كيف) الآيات * أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ألم تر كيف فعل ربك بعاد ارم قال
يعنى بالأرم الهالك الا ترى انك تقول ارم بنو فلان ذات العماد يعنى طولهم مثل العماد * وأخرج الفريابي وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله بعاد ارم قال القديمة ذات العماد قال أهل عمود لا يقيمون
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ارم قال أمة ذات العماد
قال كان لها جسم في السماء * وأخرج ابن المنذر عن السدى في قوله بعماد ارم قال عاد بن ارم نسبهم إلى أبيهم
الأكبر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال كنا نحدث ان
ارم قبيلة من عاد كان يقال لهم ذات العماد كانوا أهل عمود التي لم يخلق مثلها في البلاد قال ذكر لنا انهم كانوا اثنى
عشر ذراعا طولا في السماء * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن المقدام بن معد يكرب عن النبي صلى
الله عليه وسلم انه ذكر ارم ذات العماد فقال كان الرجل منهم يأتي إلى الصخرة فيحملها على كاهله فيلقيها على أي
حي أراد فيهلكهم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال ارم هي دمشق * وأخرج ابن جرير وعبد
ابن حميد وابن عساكر عن سعيد المقبري مثله * وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن المسيب مثله * وأخرج عبد بن
حميد عن خالد الربعي مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي قال ارم هي الإسكندرية
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال الأرم هي الهلاك ألا ترى انه يقال ارم بنو فلان أي هلكوا قال ابن حجر
هذا التفسير على قراءة شاذة ارم بفتحتين وتشديد الراء على أنه فعل ماض وذات بفتح التاء مفعوله أي أهلك الله
ذات العماد * وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب ارم قال رمهم رما فجعلهم رمما * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم عن الضحاك ذات العماد ذات الشدة والقوة * وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس
في قوله جابوا الصخر بالواد قال كانوا ينحتون من الجبال بيوتا وفرعون ذي الأوتاد قال الأوتاد الجنود الذين
يشيدون له أمره * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله جابوا الصخر قال
نقبوا الحجارة في الجبال فاتخذوها بيوتا قال وهل تعرف ذلك العرب قال نعم أما سمعت قول أمية
وشق أبصارنا كيما نعيش بها * وجاب للسمع أصماخا وآذانا
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد جابوا الصخر قال خرقوا الجبال
فجعلوها بيوتا وفرعون ذي الأوتاد قال كان يتد الناس بالأوتاد فصب عليهم ربك سوط عذاب قال ما عذبوا به
* وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله ذي الأوتاد قال وتد فرعون لامرأته أربعة أوتاد ثم جعل على
347

ظهرها رحى عظيمة حتى ماتت * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير وفرعون ذي الأوتاد قال كان يجعل رجلا هنا
ورجلا هنا ويداهنا ويداهنا بالأوتاد * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن سعيد بن جبير قال انما سمى فرعون ذا الأوتاد لأنه كان يبنى له المنابر يذبح عليها الناس * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الحسن قال كان يعذب بالأوتاد * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال كان فرعون إذا أراد
ان يقتل أحدا ربطه بأربعة أوتاد على صخرة ثم أرسل عليه صخرة من فوقه فشدخه وهو ينظر إليها قد
ربط بكل يد منها قائمة * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وفرعون ذي الأوتاد قال ذي البناء
قال وحدثنا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه كانت له مظال يلعب تحتها وأوتاد كانت تضرب له * وأخرج ابن
المنذر عن السدى في قوله فأكثروا فيها الفساد قال بالمعاصي فصب عليهم ربك سوط عذاب قال رجع عذاب
* وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال كل شئ عذب الله به فهو سوط عذاب * قوله تعالى (ان ربك لبالمرصاد)
* أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ان ربك
لبالمرصاد قال يسمع ويرى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن ان ربك
لبالمرصاد قال بمرصاد أعمال بني آدم * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود
في قوله والفجر قال قسم وفي قوله ان ربك لبالمرصاد من وراء الصراط جسور جسر عليه الأمانة وجسر عليه الرحم
وجسر عليه الرب عز وجل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو نصر السجزي في الإبانة عن الضحاك قال إذا
كان يوم القيامة يأمر الرب بكرسيه فيوضع على النار فيستوي عليه ثم يقول أنا الملك الديان وعزتي وجلالي لا
يتجاوز اليوم ذو مظلمة بظلامته ولو ضربة بيد فذلك قوله ان ربك لبالمرصاد * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد
وابن المنذر عن سالم بن أبي الجعد في قوله ان ربك لبالمرصاد قال إن لجهنم ثلاث قناطر قنطرة فيها الأمانة وقنطرة
فيها الرحم وقنطرة فيها الرب تبارك وتعالى وهي المرصاد لا ينجو منها الا ناج فمن نجا من ذلك لم ينج من هذه * وأخرج
ابن جرير عن عمرو بن قيس قال بلغني ان على جهنم ثلاث قناطر قنطرة عليها الأمانة إذا مروا بها تقول يا رب هذا
أمين هذا خائن وقنطرة عليها الرحم إذا مروا بها تقول يا رب هذا واصل يا رب هذا قاطع وقنطرة عليها الرب ان
ربك لبالمرصاد * وأخرج ابن أبي حاتم عن أيفع بن عبد الكلاعي قال إن لجهنم سبع قناطر والصراط عليهن
فيحبس الخلائق عند القنطرة الأولى فيقول قفوهم انهم مسؤلون فيحاسبون على الصلاة ويسألون عنها فيهلك
فيها من هلك وينجو من نجا فإذا بلغوا القنطرة الثانية حوسبوا على الأمانة كيف أدوها وكيف خانوها فيهلك من
هلك وينجو من نجا فإذا بلغوا القنطرة الثالثة سئلوا عن الرحم كيف وصلوها وكيف قطعوها فيهلك من هلك وينجو
من نجا والرحم يومئذ متدلية إلى الهوى في جهنم تقول اللهم من وصلني فصله ومن قطعني فاقطعه وهي التي يقول
الله ان ربك لبالمرصاد * وأخرج الطبراني عن أبي امامة رفعه ان في جهنم جسرا له سبع قناطر على أوسطه القضاء
فيجاء بالعبد حتى إذا انتهى إلى القنطرة الوسطى قيل له ماذا عليك من الديون وتلا هذه الآية ولا يكتمون الله
حديثا فيقول رب على كذا وكذا فيقال له اقض دينك فيقول مالي شئ فيقال خذوا من حسناته فلا يزال يؤخذ
من حسناته حتى ما يبقى له حسنة فيقال خذوا من سيأت من يطلبه فركبوا عليه * وأخرج البيهقي في الأسماء
والصفات عن مقاتل بن سليمان قال أقسم الله ان ربك لبالمرصاد يعنى الصراط وذلك أن جسر جهنم عليها سبع
قناطر على كل قنطرة ملائكة قيام وجوههم مثل الجمر وأعينهم مثل البرق يسألون الناس في أول قنطرة عن
الايمان وفي الثانية يسألونهم عن الصلوات الخمس وفي الثالثة يسألونهم عن الزكاة وفي الرابعة يسألونهم عن شهر
رمضان وفي الخامسة يسألونهم عن الحج وفي السادسة يسألونهم عن العمرة وفي السابعة يسألونهم عن المظالم فمن
أتى بما سئل عنه كما أمر جاز على الصراط والا حبس فذلك قوله ان ربك لبالمرصاد * قوله تعالى (فاما الانسان)
الآية * أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله فاما الانسان الآية قال كلا أكذبتهما جميعا
ما بالغنى أكرمك ولا بالفقر أهانك ثم أخبرهم بما يهين بل لا يكرمون اليتيم الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن
مجاهد في الآية قال ظن كرامة الله في المال وهو انه في قلته وكذب انما يكرم بطاعته ويهين بمعصيته من أهان
348

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد فقدر عليه رزقه قال ضيقه عليه * وأخرج ابن مردويه والحاكم وصححه
عن عبد الرحمن بن عوف ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بل لا يكرمون اليتيم ولا يحضون بالياء * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن الحسن ويأكلون التراث قال الميراث أكلا لما قال نصيبه ونصيب صاحبه * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر عن ابن عباس في قوله أكلا لما قال سفا وفي قوله حبا جما قال شديدا * وأخرج ابن جرير عن ابن
عباس في قوله أكلا لما قال أكلا شديدا * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله
عن قوله حبا جما قال كثيرا قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول أمية بن خلف
ان تغفر اللهم تغفر جما * وأي عبد لك لا ألما
* وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة بن عبد الله المزني في قوله ويأكلون التراث أكلا لما قال اللم الاعتداء
في الميراث يأكل ميراثه وميراث غيره * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة ويأكلون التراث قال
الميراث أكلا لما قال شديدا ويحبون المال حبا جما قال شديدا * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أكلا لما قال اللم اللف وفي قوله حبا جما قال الجم الكثير * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الحسن في قوله أكلا لما قال من طيب أو خبيث وفي قوله حبا جما قال فاحشا * وأخرج عبد بن حميد
عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله ويأكلون التراث الآية قال يأكل نصيبي ونصيبك * وأخرج ابن
جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ويأكلون التراث الآية قال كانوا لا يورثون النساء ولا يورثون الصغار
* وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال الاكل اللم الذي يلم كل شئ يجده لا يسال عنه
يأكل الذي له والذي لصاحبه لا يدرى أحلالا أم حراما * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه انه قال
في قوله ويحبون المال حبا جما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد الا ومال وارثه أحب إليه من
ماله قالوا يا رسول الله ما منا أحد الا وماله أحب إليه من مال وارثه قال ليس لك من مالك الا ما أكلت فأفنيت
أو لبست فأبليت أو أعطيت فأمضيت * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه انه قرأ كلا بل لا تكرمون
اليتيم بالتاء ورفع التاء ولا تحاضون ممدود منصوبة التاء بالأف غير مهموزة وتأكلون التراث بالتاء أكلا
لما مثقلة * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ كلا بل
لا يكرمون اليتيم ولا يحضون على طعام المسكين ويأكلون التراث أكلا لما ويحبون المال حبا جما الأربعة بالياء
* وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ كلا بل لا يكرمون اليتيم
ولا يحضون على طعام المسكين إلى قوله ويحبون المال بالياء كلها * قوله تعالى (كلا إذا دكت الأرض) الآيات
* أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله إذا دكت الأرض دكا دكا قال تحريكها
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال تحمل الأرض والجبال فيدك بعضها على بعض
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه وجاء ربك والملك صفا صفا قال صفوف الملائكة
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله والملك صفا صفا قال جاء أهل السماوات كل سماء صفا * وأخرج
ابن مردويه على أبى سعيد قال لما نزلت هذه الآية تغير رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرف في وجهه حتى
اشتد على أصحابه ما رأوا من حاله فسأله على فقال جاء جبريل فأقرأني هذه الآية كلا إذا دكت الأرض دكا دكا
وجاء ربك والملك صفا صفا وجئ يومئذ بجهنم فقيل وكيف يجاء بها قال يجئ بها سبعون ألف ملك يقودونها
بسبعين ألف زمام فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع * وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما تفسير هذه الآية كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء
ربك والملك صفا صفا وجئ يومئذ بجهنم قال إذا كان يوم القيامة تقاد جهنم بسبعين ألف زمام بيد سبعين ألف
ملك فتشرد شردة لولا أن الله حبسهما لأحرقت السماوات والأرض * وأخرج ابن وهب في كتاب الأهوال عن زيد
ابن أسلم رضي الله عنه قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فناجاه ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم منكس
الطرف فسأله على فقال أتاني جبريل فقال لي كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجئ
349

يومئذ بجهنم وجئ بها تقاد بسبعين ألف زمام كل زمام يقوده سبعون ألف ملك فبينما هم كذلك إذ شردت
عليهم شردة انفلتت من أيديهم فلو لا انهم أدركوها لأحرقت من في الجمع فاخذوها * وأخرج مسلم والترمذي
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها * وأخرج ابن أبي شيبة
وعبد بن حميد والترمذي وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله
وجئ يومئذ بجهنم قال جئ بها تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يقودونها * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله يتذكر الانسان قال يريد التوبة وفي قوله يا ليتني قدمت لحياتي يقول
عملت في الدنيا لحياتي في الآخرة * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه يومئذ يتذكر الانسان إلى قوله
لحياتي قال علم والله انه صادق هناك حياة طويلة لا موت فيها أحسن مما عليه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر
عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يا ليتني قدمت لحياتي قال الآخرة * وأخرج أحمد والبخاري في التاريخ والطبراني
عن محمد بن أبي عميرة رضي الله عنه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن عبدا جر على وجهه من يوم ولد
إلى أن يموت هرما في طاعة الله إلى يوم القيامة لود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب * قوله تعالى
(فيومئذ) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله فيومئذ لا يعذب عذابه أحد
ولا يوثق وثاقه أحد قال لا يعذب بعذاب الله أحد ولا يوثق وثاق الله أحد * وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق
خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق
وثاقه أحد * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن مردويه وابن جرير والبغوي والحاكم وصححه وأبو نعيم
عن أبي قلابة عمن أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية مالك بن الحويرث ان النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه وفي
لفظ اقرأ إياه فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد منصوبة الذال والثاء * قوله تعالى (يا أيتها
النفس) الآية * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس
في قوله يا أيتها النفس المطمئنة قال المؤمنة ارجعي إلى ربك يقول إلى جسدك قال نزلت هذه الآية وأبو بكر جالس
فقال يا رسول الله ما أحسن هذا فقال اما انه سيقال لك هذا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن
مردويه وأبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير قال قرئت عند النبي صلى الله عليه وسلم يا أيتها النفس المطمئنة
ارجعي إلى ربك راضية مرضية فقال أبو بكر ان هذا الحسن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ان الملك
سيقولها لك عند الموت * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق ثابت بن عجلان عن سليم بن أبي
عامر رضي الله عنه قال سمعت أبا بكر الصديق يقول قرئت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية يا أيتها
النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فقلت ما أحسن هذا يا رسول الله فقال يا أبا بكر أما ان الملك
سيقولها لك عند الموت * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال من يشترى بئر رومة نستعذب بها غفر الله له فاشتراها عثمان فقال النبي صلى الله
عليه وسلم هل لك ان تجعلها سقاية للناس قال نعم فأنزل الله في عثمان يا أيتها النفس المطمئنة الآية * وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يا أيتها النفس المطمئنة قال نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه
* وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما يا أيتها النفس المطمئنة قال هو النبي صلى الله عليه
وسلم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن بريدة رضي الله عنه في قوله يا أيتها النفس المطمئنة قال يعنى نفس
حمزة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما يا أيتها النفس المطمئنة قال المصدقة
* وأخرج سعيد بن منصور الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه في قوله يا أيتها النفس المطمئنة قال التي أيقنت بان الله ربها * وأخرج ابن جرير
عن أبي الشيخ الهنائي رضي الله عنه قال في قراءة أبى يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة فادخلي في عبدي
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قرأها فادخلي في عبدي على التوحيد * وأخرج ابن
350

جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ارجعي إلى ربك قال ترد الأرواح يوم القيامة في الأجساد * وأخرج
ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال يسيل واد من أصل العرش فتنبت فيه كل دابة على وجه الأرض
ثم تطير الأرواح فتؤمر ان تدخل الأجساد فهو قوله ارجعي إلى ربك راضية مرضية * وأخرج ابن أبي حاتم عن
ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ارجعي إلى ربك راضية قال بما أعطيت من الثواب مرضية عنها بعماد؟ فادخلي
في عبادي المؤمنين * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله يا أيتها النفس المطمئنة الآية قال إن
الله إذا أراد قبض عبده المؤمن اطمانت النفس إليه واطمأن إليها ورضيت عن الله ورضى الله عنها أمر
بقبضها فأدخلها الجنة وجعلها من عباده الصالحين * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح
رضي الله عنه في قوله ارجعي إلى ربك قال هذا عند الموت رجوعها إلى ربها خروجها من الدنيا فإذا كان يوم القيامة
قيل لها فادخلي في عبادي وادخلي جنتي * وأخرج الطبراني وابن عساكر عن أبي امامة رضي الله عنه ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل قل اللهم إني أسألك نفسا مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه يا أيتها النفس المطمئنة قال المخبتة إلى الله * وأخرج
عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة والحسن يا أيتها النفس المطمئنة ما قال الله المصدقة بما قال * وأخرج عبد
ابن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة يا أيتها النفس المطمئنة قال هذا المؤمن اطمأن إلى ما وعد الله فادخلي
في عبادي قال ادخلي في الصالحين وادخلي جنتي * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك ارجعي إلى ربك قال إلى
جسدك * وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي في الآية قال إن المؤمن إذا مات رأى منزله من الجنة
فيقول تبارك وتعالى يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى جسدك الذي خرجت منه راضية ما رأيت من نوابي
مرضيا عنك حتى يسألك منكر ونكير * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه فادخلي في عبادي
قال مع عبادي * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه يا أيتها النفس المطمئنة الآية
قال بشرت بالجنة عند الموت وعند البعث ويوم الجمع * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
قال مات ابن عباس رضي الله عنهما بالطائف فجاء طير لم تر عين خلقته فدخل نعشه ثم لم ير خارجا منه
فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لا يدرى من تلاها يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية
مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي
* (سورة البلد مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة لا أقسم
بهذا البلد بمكة * واخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * قوله تعالى (لا أقسم بهذا البلد) * أخرج ابن جرير
وابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى لا أقسم بهذا البلد قال مكة وأنت حل بهذا البلد يعنى بهذا النبي صلى الله
عليه وسلم أحل الله له يوم دخل مكة ان يقتل من شاء ويستحيى من شاء فقتل يومئذ ابن خطل صبرا وهو آخذ
بأستار الكعبة فلم يحل لأحد من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقتل فيها حراما بحرمة الله فأحل الله له
ما صنع باهل مكة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس لا أقسم بهذا البلد قال مكة وأنت
حل بهذا البلد قال أنت يا محمد يحل لك ان تقاتل به وأما غيرك فلا * وأخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه
قال في نزلت هذه الآية لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد خرجت فوجدت عبد الله بن خطل متعلقا
بأستار الكعبة فضربت عنقه بين الركن والمقام * وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال لما
فتح النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة أخذ أبو برزة الأسلمي وهو سعيد بن حرب عبد الله بن خطل وهو الذي كانت
قريش تسميه ذا القلبين فأنزل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه فقدمه أبو برزة فضرب عنقه وهو متعلق
بأستار الكعبة فأنزل الله فيه لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد وانما كان ذلك لأنه قال لقريش أنا أعلم لكم
علم محمد فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى أحب ان تستكتبني قال فاكتب فكان إذا أملى
عليه من القرآن وكان الله عليما حكيما كتب وكان الله حكيما عليما وإذا أملى عليه وكان الله غفورا رحيما كتب
351

وكان الله رحيما غفورا ثم يقول يا رسول الله اقرأ عليك ما كتب فيقول نعم فإذا قرأ عليه وكان الله عليما حكيما
أو رحيما غفور قال له النبي صلى الله عليه وسلم ما هكذا أمليت عليك وان الله لكذلك انه لغفور رحيم وانه لرحيم
غفور فرجع إلى قريش فقال ليس آمره بشئ كنت آخذ به فينصرف لم يؤمنه فكان أحد الأربعة الذين لم
يؤمنهم النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله لا أقسم قال لا ردا عليهم أقسم
بهذا البلد * وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن مجاهد لا أقسم بهذا البلد يعنى مكة وأنت حل بهذا البلد يعنى
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنت في حل مما صنعت فيه * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن مجاهد وأنت حل بهذا البلد يقول لا تؤاخذ بما عملت فيه وليس عليك فيه ما على الناس * وأخرج عبد
ابن حميد عن منصور قال سأل رجل مجاهدا عن هذه الآية لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا قال لا أدرى ثم
فسرها لي فقال لا أقسم بهذا البلد الحرام وأنت حل بهذا البلد الحرام أحل الله له ساعة من النهار قيل له ما صنعت
فيه من شئ فأنت في حل * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير لا أقسم بهذا البلد قال مكة
* وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح لا أقسم بهذا البلد قال مكة وأنت حل بهذا البلد قال أحلت له ساعة من نهار
* وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك مثله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن قتادة لا أقسم بهذا البلد قال مكة وأنت حل بهذا البلد قال أنت به غير حرج ولا اثم * وأخرج عبد بن حميد
عن عطية لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد قال أحلت مكة للنبي صلى الله عليه وسلم ساعة من نهار ثم
حرمت إلى يوم القيامة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن وأنت حل بهذا البلد قال أحلها الله لمحمد صلى الله عليه
وسلم ساعة من نهار يوم الفتح * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك وأنت حل بهذا البلد يعنى محمدا صلى الله عليه وسلم
يقول أنت حل بالحرم فاقتل ان شئت أودع * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن عطاء لا أقسم
بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد قال إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام إلى أن تقوم الساعة
لم تحل لبشر الا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة من نهار ولا يختلى خلاها ولا يعضد عضاهها ولا ينفر صيدها
ولا تحل لقطتها الا لمعرف * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد وأنت حل بهذا البلد قال لم يكن بها أحد حلا غير النبي
صلى الله عليه وسلم كان من كان بها حرام لم يحل لهم ان يقاتلوا فيها ولا يستحلوا حرمه * وأخرج سعيد بن منصور
وابن المنذر عن شرحبيل بن سعد وأنت حل بهذا البلد قال يحرمون ان يقتلوا بها الصيد ويعضدوا بها شجرة
ويستحلون اخراجك وقتلك * وأخرج الحاكم وصححه من طريق مجاهد عن ابن عباس لا أقسم بهذا البلد وأنت
حل بهذا البلد قال أحل له ان يصنع فيه ما شاء ووالد وما ولد يعنى بالوالد آدم وما ولد ولده * وأخرج الفريابي
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس ووالد وما ولد قال الوالد الذي
يلد وما ولد العاقر الذي لا يلد من الرجال والنساء * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني ووالد
وما ولد قال إبراهيم وما ولد * وأخرج ابن جرير والطبراني عن ابن عباس في قوله لا أقسم بهذا البلد قال مكة وأنت
حل بهذا البلد قال مكة ووالد وما ولد قال آدم لقد خلقنا الانسان في كبد قال في اعتدال وانتصاب * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ووالد وما ولد قال آدم وما ولد لقد خلقنا الانسان قال وقع ههنا
القسم في كبد قال في مشقة يكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة يقول أهلكت مالا لبدا قال كثيرا * وأخرج الفريابي
وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ووالد وما ولد قال الوالد آدم وما ولد ولده لقد خلقنا
الانسان في كبد قال في شدة يقول أهلكت مالا لبدا قال كثيرا أيحسب ان لم يره أحد قال لم يقدر عليه أحد
* وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير ووالد وما ولد قال آدم وما ولد لقد خلقنا الانسان في
كبد في نصف * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس لقد خلقنا الانسان في كبد قال في شدة * وأخرج الفريابي وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طريق عطاء عن ابن عباس لقد خلقنا الانسان
في كبد قال في شدة خلق في ولادته ونبت أسنانه 7 وسوره ومعيشته وختانه * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مقسم عن ابن عباس لقد خلقنا الانسان في كبد قال خلق الله الانسان منتصبا وخلق
352

كل شئ يمشى على أربع * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس لقد خلقنا الانسان في كبد قال منتصب في بطن أمه
* وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس في قوله لقد خلقنا الانسان في كبد قال منتصبا في بطن أمه انه قد
وكل به ملك إذا نامت الام أو اضطجعت رفع رأسه لولا ذلك لغرق في الدم * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن
عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله لقد خلقنا الانسان في كبد قال في اعتدال واستقامة قال وهل تعرف
العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة
يا عين هلا بكيت اربداذ * قمنا وقام الخصوم في كبد
* وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم رضي الله عنه أحسبه عن عبد الله
في كبد قال منتصبا * وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه لقد
خلقنا الانسان في كبد قال يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة * وأخرج ابن المبارك عن الحسن رضي الله عنه
انه قرأ هذه الآية لقد خلقنا الانسان في كبد قال لا أعلم خليقة يكابد من الامر ما يكابد هذا الانسان * وأخرج
عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه لقد خلقنا الانسان في كبد قال يكابد أمور الدنيا وأمور
الآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في كبد قال شدة وطول * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم رضي الله عنه في كبد قال في السماء خلق آدم * وأخرج أبو يعلى والبغوي وابن مردويه عن رجل من بنى
عامر رضي الله عنه قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقرأ أيحسب ان لن يقدر عليه أحدا يحسب أن
لم يره أحد يعنى بفتح السين من يحسب * وأخرج ابن المنذر عن السدى رضي الله عنه أيحسب ان لن يقدر
الآية قال الكافر يحسب أن لن يقدر الله عليه ولم يره * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
مالا لبدا قال كثيرا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله أهلكت مالا لبدا قال أنفقت مالا في الصد عن سبيل
الله أيحسب ان لم يره أحد قال الاحد الله عز وجل * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله يقول
أهلكت مالا لبدا قال أيمن علينا فما فضلناه أفضل ألم نجعل له عينين وكذا وكذا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي
حاتم عن قتادة ألم نجعل له عينين قال نعم من الله متظاهرة يقررنا بها كيما تشكر * وأخرج ابن عساكر عن
مكحول رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله يا ابن آدم قد أنعمت عليك نعما عظاما لا تحصى
عدها ولا تطيق شكرها وان مما أنعمت عليك ان جعلت لك عينين تنظر بهما وجعلت لهما غطاء فانظر بعينك
إلى ما أحللت لك فان رأيت ما حرمت عليك فأطبق عليهما غطاءهما وجعلت لك لسانا وجعلت له غلافا فانطق
بما أمرتك وأحللت لك فان عرض لك ما حرمت عليك فأغلق عليك لسانك وجعلت لك فرجا وجعلت لك سترا
فأصب بفرجك ما أحللت لك فان عرض لك ما حرمت عليك فأرخ عليك سترك ابن آدم انك لا تحمل سخطي ولا
تستطيع انتقامي * قوله تعالى (وهديناه النجدين) * أخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله وهديناه النجدين
قال سبيل الخير والشر * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وهديناه
النجدين قال عرفناه سبيل الخير والشر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
وهديناه النجدين قال الهدى والضلالة * وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب رضي الله عنه مثله
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن علي رضي الله عنه انه قيل له ان ناسا يقولون ان النجدين الثديين قال الخير
والشر * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة والضحاك رضي الله عنهما مثله * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق
سنان بن سعيد عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هما نجدان فما جعل نجد الشر أحب
إليكم من نجد الخير * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه من طرق عن الحسن رضي الله عنه
في قوله وهديناه النجدين قال ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول أيها الناس انما هما نجدان
نجد الخير ونجد الشر فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير * وأخرج الطبراني عن أبي امامة رضي الله عنه
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أيها الناس انما هما نجدان نجد خير ونجد شر فما جعل نجد الشر أحب
353

من نجد الخير * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال ذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر مثله
* وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما هما نجدان نجد
الخير ونجد الشر فلا يكن نجد الشر أحب إلى أحدكم من نجد الخير * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي
حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وهديناه النجدين قال الثديين * قوله تعالى (فلا اقتحم
العقبة) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنه فلا اقتحم العقبة
قال جبل في جهنم * وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال العقبة النار * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال للناس عقبة
دون الجنة واقتحامها فك رقبة الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي رجاء رضي الله عنه قال بلغني ان
العقبة التي ذكر الله في كتابه مطلعها سبعة آلاف سنة ومهبطها سبعة آلاف سنة * وأخرج عبد بن حميد
عن ابن عباس رضي الله عنهما فلا اقتحم العقبة قال عقبة بين الجنة والنار * وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح
رضي الله عنه فلا اقتحم العقبة قال عقبة بين الجنة والنار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن كعب
الأحبار قال العقبة سبعون درجة في جهنم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد فلا اقتحم العقبة قال ألا سلك
الطريق التي فيها النجاة والخير * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن فلا اقتحم العقبة قال جهنم وما
أدراك ما العقبة قال ذكر لنا انه ليس من رجل مسلم يعتق رقبة مسلمة الا كانت قداءه من النار * وأخرج
ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه وما أدراك ما العقبة ثم أخبر عن اقتحامها فقال فك رقبة ذكر لنا ان نبي الله
صلى الله عليه وسلم سئل عن الرقاب أيها أعظم أجرا قال أكثر ثمنا * وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء
رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أمامكم عقبة كؤدا لا يجوزها المثقلون فانا أريد
ان أتخفف لتلك العقبة * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة رضي الله عنها
قالت لما نزلت فلا اقتحم العقبة قيل يا رسول الله ما عند أحدنا ما يعتق الا 7 عند أحدنا الجارية السوداء
تخدمه وتنوء عليه فلو أمرناهن بالزنا فزنين فجئن بالأولاد فأعتقناهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان أمتع
بسوط في سبيل الله أحب إلى من أن آمر بالزنا ثم أعتق الولد * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها
ان بلغها قول أبي هريرة رضي الله عنه علاقة سوط في سبيل الله أعظم أجرا من عتق ولد زنية فقالت عائشة
رضي الله عنها يرحم الله أبا هريرة انما كان هذا ان الله لما أنزل فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة قال
بعض المسلمين يا رسول الله انه ليس لنا رقبة نعتقها فإنما يكون لبعضنا الخويدم التي لابد منها فنأمرهن يبغين فإذا
بغين فولدن أعتقنا أولادهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تأمروهن بالبغاء لعلاقة سوط في سبيل الله
أعظم أجرا من هذا * وأخرج ابن مردويه عن أبي نجيح السلمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من أعتق رقبة مؤمنة فإنه يجزى مكان كل عظم من عظامها عظم من عظامه من النار * وأخرج ابن سعد
وابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعتق نسمة مسلمة أو مؤمنة وقى الله
بكل عضو منها عضوا منه من النار * وأخرج أحمد عن أبي امامة قال قلت يا نبي الله أي الرقاب أفضل قال أغلاها
ثمنا وأنفسها عند أهلها * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار حتى الفرج بالفرج
* وأخرج أحمد وابن حبان وابن مردويه والبيهقي عن البراء ان أعرابيا قال لرسول الله علمني عملا يدخلني الجنة
قال أعتق النسمة وفك الرقبة قال أو ليستابوا حدة قال لا ان عتق الرقبة ان تفرد بعتقها وفك الرقبة ان تعين في
عتقها والمنحة الركوب والفئ على ذي الرحم فان لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه
عن المنكر فان لم تطق ذلك فكف لسانك الا من خير * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله يوم ذي مسغبة قال مجاعة * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن
عباس رضي الله عنهما في قوله في يوم ذي مسغبة قال مجاعة * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن
354

مجاهد رضي الله عنه في يوم ذي مسغبة قال جوع * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن إبراهيم رضي الله عنه
في يوم ذي مسغبة قال يوم فيه الطعام عزيز * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وأبى رجاء العطاردي رضي الله عنه
انهما قرآ أو أطعم في يوم ذا مسغبة * وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن جابر رضي الله عنه مرفوعا من
موجبات المغفرة اطعام المسلم السغبان * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله ذا مقربة أي ذا قرابة وفي قوله ذا متربة يعنى بعيد التربة أي غريبا من وطنه * وأخرج
الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله أو مسكينا ذا متربة قال هو المطروح الذي ليس له بيت وفي لفظ الحاكم هو الترب الذي لا يقيه
من التراب شئ وفي لفظ هو اللازق بالتراب من شدة الفقر * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه
مثله * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما أو مسكينا ذا متربة يقول شديد الحاجة
* وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما أو مسكينا ذا متربة يقول مسكين ذو بنين
وعيال ليس بينك وبينه قرابة * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق
سأله عن قوله ذا متربة قال ذا جهد وحاجة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
تربت يداك ثم قل نوالها * وترفعت عنك السماء سحابها
* وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مسكينا ذا متربة قال الذي مأواه المزابل * وأخرج
عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ذا متربة قال كنا نحدث ان المترب ذو العيال الذي لا شئ له * وأخرج ابن أبي
شيبة عن الضحاك رضي الله عنه ما عمل الناس بعد الفريضة أحب إلى الله من اطعام مسكين * وأخرج ابن أبي
حاتم عن هشام بن حسان رضي الله عنه في قوله وتواصوا بالصبر قال على ما افترض الله * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما وتواصوا بالمرحمة يعنى بذلك رحمة الناس كلهم * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله مؤصدة قال مغلقة الأبواب
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة مؤصدة قال مطبقة * وأخرج سعيد
ابن منصور وعبد بن حميد وابن جرير من طرق عن ابن عباس مثله * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة
وعطية والضحاك وسعيد بن جبير والحسن وقتادة مثله * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن
الأزرق سأله عن قوله مؤصدة قال مطبقة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر
تحن إلى أجبال مكة ناقتي * ومن دوننا أبواب صنعا مؤصده
* وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد مؤصدة قال هي بلغة قريش أوصد الباب أغلقه
* (سورة والشمس وضحاها مكية) *
أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة والشمس وضحاها بمكة
* وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والنسائي عن بريدة ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة العشاء بالشمس وضحاها وأشباهها من السور * وأخرج الطبراني عن ابن
عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم أمره ان يقرأ في صلاة الصبح بالليل إذا يغشى والشمس وضحاها * وأخرج
البيهقي في شعب الايمان عن عقبة بن عامر قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نصلى ركعتي الضحى بسورتيهما
بالشمس وضحاها والضحى * وأخرج الطبراني عن النعمان بن بشير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في
العيدين سبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحاها * قوله تعالى (والشمس وضحاها) * أخرج الحاكم وصححه من
طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله والشمس وضحاها قال ضوءها والقمر إذا تلاها قال تبعها والنهار إذا جلاها قال
أضاءها والسماء وما بناها قال الله بنى السماء وما طحاها قال دحاها فألهمها فجورها وتقواها قال عرفها شقاءها
وسعادتها وقد خاب من دساها قال أغواها * وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس والقمر إذا تلاها قال
يتلو النهار والأرض وما طحاها يقول ما خلق الله فيها فألهمها فجورها وتقواها قال علمها الطاعة والمعصية * وأخرج
355

ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس والقمر إذا تلاها قال تبعها * وأخرج ابن أبي حاتم عن يريد بن ذي
حمامة قال إذا جاء الليل قال الرب غشى عبادي في خلقي العظيم ولليل مهابة والذي خلقه أحق أن يهاب * وأخرج
ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس والأرض وما طحاها قال قسمها فألهمها فجورها وتقواها قال
قال بين الخير والشر * وأخرج الحاكم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس فألهمها قال علمها فجورها وتقواها
* وأخرج أحمد ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عمران بن حصين ان رجلا قال يا رسول الله
أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه شئ قد قضى عليهم ومضى عليهم في قدر قد سبق أو فيما يستقبلون
ما أتاهم به نبيهم واتخذت عليهم به الحجة قال بل شئ قضى عليهم قال فلم يعملون إذا قال من كان الله خلقه لواحدة من
المنزلتين هيأه لعملها وتصديق ذلك في كتاب الله ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها * وأخرج الطبراني
وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا هذه الآية ونفس وما
سواها فألهمها فجورها وتقواها وقف ثم قال اللهم آت نفسي تقواها أنت وليها ومولاها وخير من زكاها * وأخرج
ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فألهمها فجورها وتقواها قال اللهم
آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها قال وهو في الصلاة * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
ومسلم والنسائي عن زيد بن أرقم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم آت نفسي تقواها أنت خير من
زكاها أنت وليها ومولاها * وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم
الهاجرة فرفع صوته فقرأ والشمس وضحاها والليل إذا يغشى فقال له أبي بن كعب يا رسول الله أمرت في هذه
الصلاة بشئ قال لا ولكني أردت ان أوقت لكم * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد والشمس وضحاها قال ضوءها والقمر إذا تلاها قال تبعها والنهار إذا جلاها قال أضاء والليل إذا
يغشاها قال يغشاها الليل والسماء وما بناها قال الله بنى السماء والأرض وما طحاها قال دحاها فألهمها فجورها
وتقواها قال عرفها شقاءها قد أفلح من زكاها قال أصلحها وقد خاب من دساها قال أغواها كذبت ثمود بطغواها
قال بمعصيتها ولا يخاف عقباها قال الله لا يخاف عقباها * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد والشمس وضحاها قال اشراقها والقمر إذا تلاها قال يتلوها والنهار إذا جلاها قال حين ينجلي
ونفس وما سواها قال سوى خلقها ولم ينقص منه شيئا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن قتادة والشمس وضحاها قال هذا النهار والقمر إذا تلاها قال يتلوها صبيحة الهلال فإذا سقطت رؤى عند
سقوطها والنهار إذا جلاها قال إذا غشيها النهار والليل إذا يغشاها قال إذا غشيها الليل والسماء وما بناها قال وما
خلقها والأرض وما طحاها قال بسطها فألهمها فجورها وتقواها قال بين لها الفجور من التقوى قد أفلح قال
وقع القسم ههنا من زكاها قال من عمل خيرا فزكاها بطاعة الله وقد خاب من دساها قال من اثمها وفجرها
كذبت ثمود بطغواها قال بالطغيان إذا انبعث أشقاها قال أحيمر ثمود فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
ناقة الله وسقياها قال يقول الله خلوا بينها وبين قسم الله الذي قسم لها من هذا الماء فدمدم عليهم ربهم بذنبهم
قال ذكر لنا انه أبى أن يعقرها حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم فلما اشترك القوم في عقرها
فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها يقول لا يخاف تبعتها * وأخرج عبد بن حميد عن أبي
العالية والقمر إذا تلاها قال إذا تبعها * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة والقمر إذا تلاها قال إذا تبع
الشمس * وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح والأرض وما طحاها قال بسطها * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك
مثله * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ونفس وما سواها قال سوى خلقها * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير فألهمها قال ألزمها فجورها وتقواها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي
حاتم عن الضحاك فألهمها فجورها وتقواها قال الطاعة والمعصية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم فألهمها فجورها وتقواها قال الفاجرة ألهمها الفجور والتقية ألهمها التقوى * وأخرج ابن مردويه في
قوله فألهمها فجورها وتقواها يقول بين للعباد الرشد من الغي والهم كل نفس ما خلقها له وكتب عليها * وأخرج
356

عبد بن حميد الكلبي قد أفلح من زكاها الآية قال أفلح من زكاه الله وخاب من دساه الله * وأخرج عبد بن حميد
عن الحسن في الآية قد أفلح من زكى نفسه وأصلحها وخاب من أهلكها وأضلها * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع
في الآية يقول أفلح من زكى نفسه بالعمل الصالح وخاب من دسى نفسه بالعمل السيئ * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عكرمة من دساها قال من خسرها * وأخرج حسين في الاستقامة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن
عباس في قوله قد أفلح من زكاها يقول قد أفلح من زكى الله نفسه وقد خاب من دساها يقول قد خاب من دسى الله
نفسه فاضله ولا يخاف عقباها قال لا يخاف من أحد تابعة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس وقد
خاب من دساها يعنى مكر بها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والديلمي من طريق جويبر عن
الضحاك عن ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قد أفلح من زكاها الآية أفلحت نفس زكاها الله
وخابت نفس خيبها الله من كل خير * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله كذبت ثمود بطغواها قال اسم
العذاب الذي جاءها الطغوى فقال كذبت ثمود بعذابها * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد
والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله بن زمعة قال خطب رسول
الله صلى الله عليه وسلم فذكر الناقة وذكر الذي عقرها فقال إذ انبعث أشقاها قال انبعث لها رجل عارم عزيز
منيع في رهطه مثل أبى زمعة * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبغوي وأبو نعيم في الدلائل عن عمار بن
ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أحدثك بأشقى الناس قال بلى قال رجلان أحيمر ثمود الذي عقر الناقة
والذي يضربك على هذا يعنى ترقوته حتى تبتل منه هذه يعنى لحيته * وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم
مثله من حديث صهيب وجابر بن سمرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن
ولا يخاف عقباها قال ذاك ربنا لا يخاف منهم تبعة بما صنع بهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى ولا
يخاف عقباها قال لم يخف الذي عقرها عاقبة ما صنع * وأخرج ابن جرير عن الضحاك ولا يخاف عقباها قال لم يخف
الذي عقرها عقباها * (سورة والليل إذا يغشى مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال نزلت سورة الليل إذا يغشى بمكة
* وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله * وأخرج البيهقي في سننه عن جابر بن سمرة قال كان النبي صلى الله
عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر بالليل إذا يغشى ونحوها * وأخرج ابن أبي حاتم بسند ضعيف عن ابن عباس ان
رجلا كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال فكان الرجل إذا جاء فدخل الدار فصعد إلى النخلة ليأخذ
منها الثمرة فربما تقع ثمرة فيأخذها صبيان الفقير فينزل من نخلته فيأخذ الثمرة من أيديهم وان وجدها في فم
أحدهم أدخل أصبعه حتى يخرج الثمرة من فيه فشكا ذلك الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اذهب ولقى
النبي صلى الله عليه وسلم صاحب النخلة فقال له أعطني نخلتك المائلة التي فرعها في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة
فقال له الرجل لقد أعطيت وان لي لنخلا كثيرا وما فيه نخل أعجب إلى ثمرة منها ثم ذهب الرجل ولقى رجلا كان
يسمع الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحب النخلة فأتى رسول الله فقال أعطني ما أعطيت الرجل
ان أنا أخذتها قال نعم فذهب الرجل فلقى صاحب النخلة ولكليهما نخل فقال له صاحب النخلة أشعرت ان محمدا
أعطاني بنخلتي المائلة إلى دار فلان نخلة في الجنة فقلت لقد أعطيت ولكن يعجبني ثمرها ولى نخل كثير ما فيه نخلة
أعجب إلى ثمرة منها فقال له الآخر أتريد بيعها فقال لا الا ان أعطى بها ما أريد ولا أظن أعطى قال فكم تؤمل فيها
قال أربعين نخلة فقال له الرجل لقد جئت بأمر عظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة ثم سكت عنه فقال أنا
أعطيك أربعين نخلة فقال له أشهد ان كنت صادقا فاشهد له بأربعين نخلة بنخلته المائلة فمكث ساعة ثم قال ليس
بيني وبينك بيع لم نفترق فقال له الرجل ولست بأحق حين أعطيتك أربعين نخلة بنخلتك المائلة فقال له أعطيك
على أن تعطيني كما أريد تعطينيها على ساق فسكت عنه ثم قال هي لك على ساق قال ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال يا رسول الله ان النخلة قد صارت لي فهي لك فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صاحب الدار
فقال النخلة لك ولعيالك فأنزل الله والليل إذا يغشى إلى آخر السورة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال
357

انى لأقول هذه السورة نزلت في السماحة والبخل والليل إذا يغشى * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس والليل إذا
يغشى قال إذا أظلم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير والليل إذا يغشى قال إذا
أقبل فغطى كل شئ * وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير
وابن المنذر وابن مردويه عن علقمة انه قدم الشام فجلس إلى أبى الدرداء فقال له أبو الدرداء ممن أنت قال من أهل
الكوفة قال كيف سمعت عبد الله يقرأ والليل إذا يغشى قال علقمة والذكر والأنثى فقال أبو الدرداء أشهد انى
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هكذا وهؤلاء يريدوني على انى أقروها خلق الذكر والأنثى والله لا أتابعهم
* وأخرج البخاري في تاريخ بغداد من طريق الضحاك عن ابن عباس انه كان يقرأ القرآن على قراءة زيد بن ثابت
الا ثمانية عشر حرفا أخذها من قراءة عبد الله بن مسعود وقال ابن عباس ما يسرني انى تركت هذه الحروف ولو
ملئت لي الدنيا ذهبة حمراء منها حرف في البقرة من بقلها وقثائها وثومها بالثاء وفي الأعراف فلنسألن الذين أرسل
إليهم قبلك من رسلنا ولنسألن المرسلين وفي براءة يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا 7 مع الصادقين وفي إبراهيم وان
كان مكرهم لتزول منه الجبال وفي الأنبياء وكنا لحكمهم شاهدين وفيها وهم من كل جدث ينسلون وفي الحج يأتون
من كل فج سحيق وفي الشعراء فعلتها إذا وأنا من الجاهلين وفي النمل أعبد رب هذه البلدة التي حرمها وفي الصافات
فلما سلما وتله للجبين وفي الفتح وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بالتاء وفي النجم ولقد جاء من ربكم الهدى وفيها ان
تتبعون الا الظن وفي الحديد لكي يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون على شئ وفي ن لولا أن تداركته نعمة من ربه على
التأنيث وفي إذا الشمس كورت وإذا الموؤدة سألت بأي ذنب قتلت وفيها وما هو على الغيب بضنين وفي الليل والذكر
والأنثى قال هو قسم فلا تقطعوه * وأخرج ابن جرير عن أبي إسحاق قال في قراءة عبد الله والليل إذا يغشى والنهار
إذا تجلى والذكر والأنثى * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن انه كان يقرؤها وما خلق الذكر
والأنثى يقول الذي خلق الذكر والأنثى * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ان سعيكم قال السعي العمل
* وأخرج ابن جرير عن قتادة قال وقع القسم ههنا ان سعيكم لشئ يقول مختلف * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو
الشيخ وابن عساكر عن ابن مسعود ان أبا بكر الصديق اشترى بلالا من أمية بن خلف وأبى بن خلف ببردة وعشر
أواق فاعتقه لله فأنزل الله والليل إذا يغشى ان سعيكم لشتى سعى أبى بكر وأمية وأبى إلى قوله وكذب بالحسنى قال
لا إله إلا الله إلى قوله فسنيسره للعسرى قال النار * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن جرير والبيهقي في شعب الايمان من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله فاما من أعطى من الفضل
واتقى قال اتقى ربه وصدق بالحسنى قال صدق بالخلف من الله فسنيسره لليسرى قال الخير من الله وأما من بخل
واستغنى قال بخل بماله واستغنى عن ربه وكذب بالحسنى قال بالخلف من الله فسنيسره للعسرى قال للشر من الله
* وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة فاما من أعطى قال أعطى حق الله واتقى محارم الله وصدق
بالحسنى قال بموعود الله على نفسه وأما من بخل قال بحق الله عليه واستغنى في نفسه عن ربه وكذب بالحسنى قال
بموعود الله الذي وعد * وأخرج ابن جرير من طريق عن ابن عباس وصدق بالحسنى قال أيقن بالخف * وأخرج ابن
جرير عن ابن عباس وصدق بالحسنى يقول صدق بلا إله إلا الله وأما من نحل واستغنى يقول من أغناه الله فبخل
بالزكاة * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي عبد الرحمن السلمي وصدق
بالحسنى قال بلا إله إلا الله * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد
وصدق بالحسنى قال بالجنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم فسنيسره لليسرى قال الجنة * وأخرج ابن جرير
وابن عساكر عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال كان أبو بكر يعتق على الاسلام بمكة فكان يعتق عجائز ونساء إذا
أسلمن فقال له أبوه أي بنى أراك تعتق أناسا ضعفاء فلو انك تعتق رجالا جلدا يقومون معك ويمنعونك ويدفعون
عنك قال أي أبت انما أريد ما عند الله قال فحدثني بعض أهل بيتي ان هذه الآية نزلت فيه فاما من أعطى واتقى
وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي
صالح عن ابن عباس في قوله فاما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى قال أبو بكر الصديق وأما من
358

بخل واستغنى وكذب بالحسنى قال أبو سفيان بن حرب * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود
والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه وابن جرير عن علي بن أبي طالب قال كنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في جنازة فقال ما منكم من أحد الا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار فقالوا يا رسول الله
أفلا نتكل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة وأما من كان
من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاء ثم قرأ فاما من أعطى واتقى إلى قوله للعسرى * وأخرج ابن جرير عن أبي
عبد الرحمن السلمي قال لما نزلت هذه الآية انا كل شئ خلقناه بقدر قال رجل يا رسول الله ففيم العمل أفى شئ
نستأنفه أم في شئ قد فرغ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر نيسره لليسرى ونيسره
للعسرى * وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله إذا تردى قال إذا تردى
ودخل في النار نزلت في أبى جهل قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول عدى بن زيد
خطفته منية فتردى * وهو في الملك يأمل التعميرا
* وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة إذا تردى قال في النار * وأخرج ابن أبي شيبة وما يغنى عنه ماله إذا
تردى قال في النار * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله إذا
تردى قال إذا مات وفي قوله نارا تلظى قال توهج * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن جرير عن
قتادة في قوله ان علينا للهدى يقول على الله البيان بيان حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته * وأخرج سعيد بن
منصور والفراء والبيهقي في سننه بسند صحيح عن عبيد بن عمير انه قرأ فأنذرتكم نارا تتلظى بالتائين * وأخرج ابن
جرير عن أبي هريرة قال لتدخلن الجنة الا من يأبى قالوا ومن يأبى ان يدخل الجنة فقرأ الذي كذب وتولى * وأخرج
سعيد بن منصور وابن أبي حاتم وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن أبي امامة قال لا يبقى أحد من هذه الأمة
الا أدخله الله الجنة الا من شرد على الله كما يشرد البعير السوء على أهله فمن لم يصدقني فان الله تعالى يقول لا يصلاها
الا الأشقى الذي كذب وتولى يقول لا يصلاها الا الأشقى الذي كذب بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وتولى عنه
* وأخرج أحمد والحاكم عن أبي امامة الباهلي انه سئل عن ألين كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم يدخل الجنة الا من شرد على الله شردا البعير على أهله
* وأخرج أحمد والبخاري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل أمتي تدخل الجنة يوم القيامة
الا من أبى قالوا ومن يأبى يا رسول الله قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى * وأخرج أحمد وابن مردويه
عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل النار الأشقى قيل ومن الشقي قال الذي لا يعمل لله
بطاعة ولا يترك لله معصية * وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة ان أبا بكر الصديق أعتق سبعة كلهم يعذب في الله بلال
وعامر بن فهيرة والنهدية وابنتها وزنيرة وأم عيسى وأمة بنى المؤمل وفيه نزلت وسيجنبها الأتقى إلى آخر السورة
* وأخرج أحمد ومسلم وابن حبان والطبراني وابن مردويه عن جابر بن عبد الله ان سراقة بن مالك قال يا رسول الله
أفى أي شئ نعمل أفى شئ ثبتت فيه المقادير وجرت فيه الأقلام أم في شئ نستقبل فيه العمل قال بل في شئ ثبتت
فيه المقادير وجرت فيه الأقلام قال سراقة ففيم العمل اذن يا رسول الله قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له وقرأ رسول
الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فاما من أعطى واتقى إلى قوله فسنيسره للعسرى * وأخرج ابن قانع وابن
شاهين وعبدان كلهم في الصحابة عن بشير بن كعب الأسلمي ان سائلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيم
العمل مل قال فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير فاعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ فاما من أعطى واتقى وصدق
بالحسنى فسنيسره لليسرى * وأخرج الحاكم وصححه عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال قال أبو قحافة لأبي
بكر أراك تعتق رقابا ضعافا فلو انك إذ فعلت ما فعلت أعتقت رجالا جلدا يمنعونك ويقومون دونك فقال يا أبت
انما أريد وجه الله فنزلت هذه الآيات فيه فاما من أعطى واتقى إلى قوله وما لأحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء
وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى * وأخرج البزار وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن عدي وابن مردويه وابن
عساكر من وجه آخر عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال نزلت هذه الآية وما لأحد عنده من نعمة تجزى
359

الا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى في أبى بكر الصديق * وأخرج ابن جرير عن سعيد قال نزلت وما لأحد
عنده من نعمة تجزى في أبى بكر أعتق ناسا لم يلتمس منهم جزاء ولا شكورا ستة أو سبعة منهم بلال وعامر بن فهيرة
* وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله وسيجنبها الأتقى قال هو أبو بكر الصديق * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وما لأحد عنده من نعمة تجزى يقول ليس به مثابة الناس ولا مجازاتهم انما
عطيته لله * (سورة والضحى مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة والضحى
بمكة * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان من طريق أبى الحسن البزي المقري قال
سمعت عكرمة بن سليمان يقول قرأت على إسماعيل بن قسطنطين فلما بلغت والضحى قال كبر عند خاتمة كل سورة
حتى تختم فإني قرأت على عبد الله بن كثير فلما بلغت والضحى قال كبر حتى تختم وأخبره عبد الله بن كثير انه قرأ
على مجاهد فأمره بذلك وأخبره مجاهد ان ابن عباس رضي الله عنهما أمره بذلك وأخبره ابن عباس ان أبي بن كعب
أمره بذلك وأخبره ان النبي صلى الله عليه وسلم أخبره بذلك * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم
والترمذي والنسائي وابن جرير والطبراني والبيهقي وأبو نعيم معا في الدلائل عن جندب البجلي قال اشتكى النبي
صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثا فاتته امرأة فقالت يا محمد ما أرى شيطانك الا قد تركك لم؟ ره قربك ليلتين
أو ثلاثا فأنزل الله والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد
ابن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن جندب رضي الله عنه قال أبطأ جبريل على النبي صلى
الله عليه وسلم فقال المشركون قد ودع محمد فأنزل الله ما ودعك ربك وما قلى * وأخرج الطبراني عن جندب رضي الله عنه
قال احتبس جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالت بعض بنات عمه ما أرى صاحبك الا قد قلاك فنزلت
والضحى إلى وما قلى * واخرج الترمذي وصححه وابن أبي حاتم واللفظ له عن جندب قال رمى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بحجر في أصبعه فقال هل أنت الا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت فمكث ليلتين أو ثلاثا لا يقوم فقالت
له امرأة ما أرى شيطانك الا قد تركك فنزلت والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى * وأخرج الحاكم
عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال لما نزلت تبت يدا أبى لهب وتب ما أغنى إلى وامرأته حمالة الحطب فقيل لامرأة
أبى لهب ان محمدا قد هجاك فاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في الملا فقالت يا محمد علام تهجوني قال
انى والله ما هجوتك ما هجاك الا الله فقالت هل رأيتني أحمل حطبا أو رأيت في جيدي حبلا من مسد ثم انطلقت
فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم أياما لا ينزل عليه فاتته فقالت ما أرى صاحبك الا قد ودعك وقلاك فأنزل الله
والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى * وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه ان خديجة
قالت للنبي صلى الله عليه وسلم ما أرى ربك الا قد قلاك فأنزل الله والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عروة رضي الله عنه قال أبطأ جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم فجزع
جزعا شديدا فقالت خديجة أرى ربك قد قلاك مما يرى من جزعك فنزلت والضحى إلى آخرها * وأخرج الحاكم
وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق عروة عن خديجة قالت لما أبطأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الوحي جزع من ذلك فقلت له مما رأيت من جزعه لقد قلاك ربك مما يرى من جزعك فأنزل الله ما ودعك ربك
وما قلى * وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزل على
رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن أبطأ عنه جبريل أياما فعير بذلك فقال المشركون ودعه ربه وقلاه
فأنزل الله والضحى والليل إذا سجى يعنى أقبل ما ودعك ربك وما قلى * وأخرج ابن جرير نحوه من مرسل
قتادة والضحاك * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في
قوله والضحى قال ساعة من ساعات النهار والليل إذا سجى قال سكن بالناس * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه والليل إذا سجى قال إذا استوى * وأخرج
عبد الرزاق عن الحسن رضي الله عنه إذا سجى قال إذا لبس الناس * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى
360

الله عنهما إذا سجى قال إذا أقبل * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه
والليل إذا سجى قال إذا أقبل فغطى كل شئ * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما إذا سجى قال إذا ذهب ما ودعك ربك قال ما تركك وما قلى قال ما أبغضك * وأخرج
ابن أبي شيبة في مسنده والطبراني وابن مردويه عن أم حفص عن أمها وكانت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان جروا دخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فدخل تحت السرير فمات فمكث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أيام
لا ينزل عليه الوحي فقال يا خولة ما حدث في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل لا يأتيني فقلت يا نبي الله ما أتى
علينا يوم خير منا اليوم فاخذ برده فلبسه وخرج فقلت في نفسي لو هيأت البيت وكنسته فأهويت بالمكنسة تحت
السرير فإذا بشئ ثقيل فلم أزل حتى بدا لي الجرو ميتا فاخذته بيدي فألقيته خلف الدار فجاء النبي صلى الله عليه
وسلم ترعد لحيته وكان إذا نزل عليه أخذته الرعدة فقال يا خولة دثريني فأنزل الله عليه والضحى والليل إذا سجى
إلى قوله فترضى * وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض على ما هو مفتوح لامتي بعدي فسرني فأنزل الله وللآخرة خير لك
من الأولى * وأخرج ابن أبي حاتم وعبد بن حميد وابن جرير والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي وابن
مردويه وأبو نعيم كلاهما في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما هو مفتوح على أمته من بعده كفرا كفرا فسر بذلك فأنزل الله ولسوف يعطيك ربك فترضى فأعطاه في الجنة
ألف قصر من لؤلؤ ترابه المسك في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم * وأخرج ابن جرير من طريق السدى
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولسوف يعطيك ربك فترضى قال من رضا محمد ان لا يدخل أحد من أهل
بيته النار * وأخرج البيهقي في شعب الايمان من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
ولسوف يعطيك ربك فترضى قال رضاه ان تدخل أمته الجنة كلهم * وأخرج الخطيب في تلخيص المتشابه من وجه
آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولسوف يعطيك ربك فترضى قال لا يرضى محمد واحد من أمته في النار
* وأخرج مسلم عن ابن عمرو رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله في إبراهيم فمن تبعني فإنه منى
وقول عيسى ان تعذبهم فإنهم عبادك الآية فرفع يديه وقال اللهم أمتي أمتي وبكى فقال الله يا جبريل اذهب إلى
محمد فقل له انا سنرضيك في أمتك ولا نسؤك * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية من طريق
حرب بن شريح رضي الله عنه قال قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين أرأيت هذه الشفاعة التي يتحدث
بها أهل العراق أحق هي قال أي والله حدثني عمى محمد بن الحنفية عن علي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
أشفع لامتي حتى يناديني ربى أرضيت يا محمد فأقول نعم يا رب رضيت ثم أقبل على فقال إنكم تقولون يا معشر أهل
العراق ان أرجى آية في كتاب الله يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب
جميعا قلت انا لنقول ذلك قال فكلنا أهل البيت نقول ان أرجى آية في كتاب الله ولسوف يعطيك ربك فترضى
وهي الشفاعة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه انه سئل عن قوله ولسوف يعطيك ربك فترضى
قال هي الشفاعة * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا
أهل بيت اختار الله لنا لآخرة على الدنيا ولسوف يعطيك ربك فترضى * وأخرج العسكري في المواعظ وابن
مردويه وابن لآل وابن النجار عن جابر بن عبد الله قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة وهي تطحن
بالرحى وعليها كساء من حملة الإبل فلما نظر إليها قال يا فاطمة تعجلي فتجرعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا فأنزل
الله ولسوف يعطيك ربك فترضى * وأخرج ابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه قال لما نزلت وللآخرة خير لك
من الأولى قال العباس بن عبد المطلب لا يدع الله نبيه فيكم الا قليلا لما هو خير له * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير
وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولسوف يعطيك ربك فترضى قال ذلك يوم القيامة هي الجنة
* وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل وابن عساكر من طريق موسى بن علي بن رباح عن أبيه رضي الله عنه
قال كنت عند مسلمة بن مخلد وعنده عبد الله بن عمرو بن العاصي فتمثل مسلمة ببيت من شعر أبى طالب فقال لو أن أبا
361

طالب رأى ما نحن فيه اليوم من نعمة الله وكرامته لعلم ان ابن أخيه سيد قد جاء بخير كثير فقال عبد الله ويومئذ
قد كان سيدا كريما قد جاء بخير كثير فقال مسلمة ألم يقل الله ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك
عائلا فأغنى فقال عبد الله أما اليتيم فقد كان يتيما من أبويه وأما العيلة فكل ما كان بأيدي العرب إلى القلة
* وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن شهاب رضي الله عنه قال بعث عبد المطلب ابنه عبد الله يمتار له تمرا من يثرب
فتوفى عبد الله وولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان في حجر جده عبد المطلب * وأخرج ابن أبي حاتم
والطبراني والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل وابن مردويه وابن عساكر رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال سألت ربى مسألة ووددت انى لم أكن سألته فقلت قد كانت قبلي الأنبياء منهم من
سخرت له الريح ومنهم من كان يحيى الموتى فقال تعالى يا محمد ألم أجدك يتيما فآويتك ألم أجدك ضالا فهديتك ألم
أجدك عائلا فأغنيتك ألم أشرح لك صدرك ألم أضع عنك وزرك أم أرفع لك ذكرك قلت بلى يا رب * وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت ربى شيئا وددت انى لم أكن
سألته قلت يا رب كل الأنبياء فذكر سليمان بالريح وذكر موسى فأنزل الله ألم يجدك يتيما فآوى * وأخرج ابن
مردويه والديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت والضحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يمن على ربى وأهل أن يمن ربى والله أعلم * قوله تعالى (ووجدك ضالا فهدى)
الآية * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ووجدك ضالا فهدى قال وجدك بين ضالين
فاستنقذك من ضلالتهم * قوله تعالى (ووجدك عائلا فأغنى) * أخرج ابن جرير عن سفيان ووجدك عائلا قال
فقيرا وذكر انها في مصحف ابن مسعود ووجدك عديما فآوى * وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن الأعمش
قال قراءة ابن مسعود ووجدك عديما فأغنى * قوله تعالى (فاما اليتيم) الآيتين * أخرج ابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد فاما اليتيم فلا تقهر قال لا تحقره وذكر أن في مصحف عبد لله فلا تكهر * وأخرج ابن أبي حاتم
عن مجاهد فلا تقهر قال فلا تظلم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة فاما اليتيم
فلا تقهر يقول لا تظلمه * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة فاما اليتيم فلا تقهر قال كن لليتيم كأب
رحيم وأما السائل فلا تنهر قال رد السائل برحمة ولين * وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان وأما السائل فلا تنهر قال
من جاء يسألك عن أمر دينه فلا تنهره والله أعلم * قوله تعالى (وأما بنعمة ربك فحدث) * أخرج سعيد بن منصور
وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد وأما بنعمة ربك فحدث قال بالنبوة التي أعطاك ربك * وأخرج عبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد وأما بنعمة ربك فحدث قال بالقرآن * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه
عن مقسم قال لقيت الحسن بن علي بن أبي طالب فصافحته فقال التقابل مصافحة المؤمن قلت أخبرني عن قوله
وأما بنعمة ربك فحدث قال الرجل المؤمن يعمل عملا صالحا فيخبر به أهل بيته قلت أي الأجلين قضى موسى الأول
أو الآخر قال الآخر * وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن الحسن بن علي في قوله وأما بنعمة ربك فحدث قال
إذا أصبت خيرا فحدث إخوانك * وأخرج ابن جرير عن أبي نضرة قال كان المسلمون يرون من شكر النعمة
أن يحدث بها * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند والبيهقي في شعب الايمان بسند ضعيف عن أنس بن
بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم
يشكر الله والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر والجماعة رحمة * وأخرج أبو داود عن جابر بن عبد الله عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال من أبلى بلاء فذكره فقد شكره وان كتمه فقد كفره ومن تحلى بما لم يعط فإنه كلابس ثوب
زور * وأخرج أحمد وأبو داود عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعطى عطاء
فوجد فليخبر به فان لم يجد فليثن به فمن أثنى به فقد شكره ومن كتمه فقد كفره * وأخرج أحمد
والطبراني في الأوسط والبيهقي عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولى معروفا فليكافئ به
فان لم يستطع فليذكره فان من ذكره فقد شكره * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من أولى معروفا فليكافئ به فان لم يستطع فليذكره فان من ذكره فقد شكره * وأخرج سعيد بن
362

منصور عن عمر بن عبد العزيز قال إن ذكر النعمة شكر * وأخرج البيهقي عن الحسن قال أكثروا ذكر هذه
النعمة فان ذكرها شكر * وأخرج البيهقي عن الجريري قال كان يقال ان تعداد النعم من الشكر * وأخرج
البيهقي عن يحيى بن سعيد قال كان يقال تعداد النعم من الشكر * وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن قتادة قال من
شكر النعمة افشاؤها * وأخرج البيهقي عن فضيل بن عياض قال كانت يقال من شكر النعمة ان يحدث بها
* وأخرج البيهقي عن ابن أبي الحوارى قال جلس فضيل بن عياض وسفيان بن عيينة ليلة إلى الصباح يتذاكران
النعم أنعم الله علينا في كذا أنعم الله علينا في كذا * وأخرج الطبراني عن أبي الأسود الدؤلي وزاذان الكندي
قالا قلنا لعلى حدثنا عن أصحابك فذكر مناقبهم قلنا فحدثنا عن نفسك قال مهلا نهى الله عن التزكية فقال له
رجل فان الله يقول وأما بنعمة ربك فحدث قال فإني أحدث بنعمة ربى كنت والله إذا سألت أعطيت وإذا سكت
ابتدئت * (سورة ألم نشرح مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة ألم نشرح
بمكة زاد بعضهم بعد الضحى * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال أنزلت ألم نشرح بمكة * وأخرج
ابن مردويه عن عائشة قالت نزلت سورة ألم نشرح بمكة * قوله تعالى (ألم نشرح لك صدرك) * أخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ألم نشرح لك صدك قال شرح الله صدره للاسلام
* وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن ألم نشرح لك صدرك قال ملئ حلما وعلما ووضعنا عنك وزرك
الذي أنقض ظهرك قال الذي أثقل الحمل ورفعنا لك ذكرك قال إذا ذكرت ذكرت معي * وأخرج البيهقي
في الدلائل عن إبراهيم بن طهمان قال سألت سعدا عن قوله ألم نشرح لك صدرك فحدثني به عن قتادة عن أنس
قال شق بطنه من عند صدره إلى أسفل بطنه فاستخرج به قلبه فغسل في طست من ذهب ثم ملئ ايمانا وحكمة
ثم أعيد مكانه * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي بن كعب ان أبا هريرة قال يا رسول الله ما أول
ما رأيت من أمر النبوة فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا وقال لقد سألت أبا هريرة انى لفي صحراء ابن
عشرين سنة وأشهرا إذا بكلام فوق رأسي وإذا رجل يقول لرجل أهو هو فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط
وأرواح لم أجدها في خلق قط وثياب لم أجدها على أحد قط فأقبلا إلى يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما
بعضدي لا أجد لأخذهما مسا فقال أحدهما لصاحبه أضجعه فاضجعني بلا قصر ولا هصر فقال أحدهما أفلق
صدره فحوى أحدهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دم ولا وجع فقال له أخرج الغل والحسد فاخرج شيئا كهيئة
العلقة ثم نبذها فطرحها فقال له أدخل الرأفة والرحمة فإذا مثل الذي أخرج شبه الفضة ثم هز ابهام رجلي اليمنى
وقال اغد واسلم فرجعت بها أغدو بها رقة على الصغير ورحمة للكبير * وأخرج أحمد عن عتبة بن عبد السلمي
ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كيف كان أول شأنك يا رسول الله قال كانت حاضنتي بنت
سعد بن بكر * قوله تعالى (ووضعنا عنك وزرك) * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد ووضعنا عنك وزرك قال ذنبك الذي أنقض ظهرك قال أثقل * وأخرج ابن أبي حاتم
عن شريح بن عبيد الحضرمي ووضعنا عنك وزرك قال وغفرنا لك ذنبك * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال
في قراءة عبد الله وحللنا عنك وقرك * قوله تعالى (ورفعنا لك ذكرك) * أخرج الشافعي في الرسالة وعبد الرزاق
والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن مجاهد في
قوله ورفعنا لك ذكرك قال لا أذكر الا ذكرت معي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن قتادة ورفعنا لك ذكرك قال رفع الله ذكره
في الدنيا والآخرة فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة الا ينادى أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا
رسول الله * وأخرج سعيد بن منصور وابن عساكر وابن المنذر عن محمد بن كعب في الآية قال إذا ذكر الله
ذكر معه أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك ورفعنا لك ذكرك
قال إذا ذكرت ذكرت معي ولا تجوز خطبة ولا نكاح الا بذكرك معي * وأخرج ابن عساكر عن الحسن في قوله
363

ورفعنا لك ذكرك قال ألا ترى ان الله لا يذكر في موضع الا ذكر معه نبيه * وأخرج البيهقي في سننه عن الحسن
ورفعنا لك ذكرك قال إذا ذكر الله ذكر رسوله * وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
حبان وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتاني
جبريل فقال إن ربك يقول تدرى كيف رفعت ذكرك قلت الله أعلم قال إذا ذكرت ذكرت معي * وأخرج ابن أبي
حاتم عن عدى بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت ربى مسألة وددت انى لم أكن سألته قلت
أي رب اتخذت إبراهيم خليلا وكلمت موسى تكليما قال يا محمد ألم أجدك يتيما فآويت وضالا فهديت وعائلا
فأغنيت وشرحت لك صدرك وحططت عنك وزرك ورفعت لك ذكرك فلا أذكر الا ذكرت معي واتخذتك
خليلا * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغت من أمر السماوات
والأرض قلت يا رب انه لم يكن نبي قبلي الا وقد كرمته اتخذت إبراهيم خليلا وموسى كليما وسخرت لداود الجبال
ولسليمان الريح والشياطين وأحييت لعيسى الموتى فما جعلت لي قال أو ليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كله ان
لا أذكر الا ذكرت معي وجعلت صدور أمتك أنا جبل يقرؤن القرآن ظاهرا ولم أعطها أمة وأعطيتك كنزا من
كنوز عرشي لا حول ولا قوة الا بالله * وأخرج ابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس
ورفعنا لك ذكرك قال لا يذكر الله الا ذكرت معه * قوله تعالى (فان مع العسر يسرا) الآية * أخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله فان مع العسر يسرا قال اتبع العسر يسرا * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير عن قتادة في قوله فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا قال ذكر لنا ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم بشر بهذه الآية أصحابه فقال لن يغلب عسر يسرين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه
عن الحسن قال لما نزلت هذه الآية ان مع العسر يسرا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشروا أتاكم
اليسر لن يغلب عسر يسرين * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ونحن ثلثمائة أو يزيدون علينا أبو عبيدة بن الجراح ليس معنا من الحمولة الا ما نركب فزودنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم جرابين من تمر فقال بعضنا لبعض قد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أين تريدون وقد علمتم ما معكم
من الزاد فلو رجعتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألتموه أن يزودكم فرجعنا إليه فقال انى قد عرفت الذي
جئتم له ولو كان عندي غير الذي زودتكم لزودتكموه فانصرفنا ونزلت فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا
فأرسل نبي الله إلى بعضنا فدعاه فقال أبشروا فان الله قد أوحى إلى فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا وان
يغلب عسر يسرين * وأخرج البزار وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والحاكم وابن مردويه والبيهقي في
الشعب عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا وحياله حجر فقال لو جاء العسر فدخل هذا
الحجر لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه فأنزل الله فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ولفظ الطبراني وتلا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا * وأخرج ابن النجار من طريق حميد بن
حماد عن عائذ عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قاعدا ببقيع الغرقد فنزل إلى حائط فقال يا معشر من
حضر والله لو كانت العسر جاءت تدخل الحجر لجاءت اليسر حتى تخرجها فأنزل الله فان مع العسر يسرا ان مع
العسر يسرا * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لو كان العسر في جحر لدخل عليه اليسر حتى يخرجه ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ان مع العسر يسرا
* وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الصبر وابن المنذر والبيهقي في شعب
الايمان عن ابن مسعود قال لو كان العسر في حجر لتبعه اليسر حتى يدخل عليه ليخرجه ولن يغلب عسر يسرين
ان الله يقول فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير والحاكم والبيهقي عن
الحسن قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما فرحا مسرورا وهو يضحك ويقول لن يغلب عسر يسرين ان مع
العسر يسرا ان مع العسر يسرا * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال كانوا يقولون لا يغلب عسر واحد
يسرين اثنين * قوله تعالى (فإذا فرغت فانصب) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن
364

أبى حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس في قوله فإذا فرغت فانصب الآية قال إذا فرغت من الصلاة
فانصب في الدعاء واسأل الله وارغب إليه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله فإذا فرغت فانصب
الآية قال قال الله لرسوله إذا فرغت من صلاتك وتشهدت فانصب إلى ربك واسأله حاجتك * وأخرج ابن أبي
الدنيا في الذكر عن ابن مسعود فإذا فرغت فانصب إلى الدعاء وإلى ربك فارغب في المسألة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن الضحاك قال كان ابن مسعود يقول أيما رجل أحدث في آخر صلاته فقد تمت صلاته وذلك قوله فإذا
فرغت فانصب قال فراغك من الركوع والسجود وإلى ربك فارغب قال في المسألة وأنت جالس * وأخرج ابن
المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود فإذا فرغت فانصب قال إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد فإذا فرغت فانصب قال إذا جلست فاجتهد
في الدعاء والمسألة * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن نصر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله
فإذا فرغت فانصب قال إذا فرغت من أسباب نفسك فصل وإلى ربك فارغب قال اجعل رغبتك إلى ربك * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة فإذا فرغت فانصب قال إذا فرغت من صلاتك فانصب
في الدعاء * وأخرج عبد بن حميد وابن نصر عن الضحاك فإذا فرغت قال من الصلاة المكتوبة وإلى ربك فارغب
قال في المسألة والدعاء * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب قال أمره إذا فرغ
من الصلاة ان يرغب في الدعاء إلى ربه وقال الحسن أمره إذا فرغ من غزوه أن يجتهد في العبادة * وأخرج ابن أبي
حاتم عن زيد بن أسلم فإذا فرغت فانصب قال إذا فرغت من الجهاد فتعبد
* (سورة والتين مكية) *
* أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال أنزلت سورة والتين بمكة * وأخرج
ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال أنزلت سورة والتين بمكة * وأخرج مالك وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم
وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن البراء بن عازب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فصلى
العشاء فقرأ في إحدى الركعتين بالتين والزيتون فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه * وأخرج ابن أبي
شيبة في المصنف وعبد بن حميد في مسنده والطبراني عن عبد الله بن يزيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب
بالتين والزيتون * وأخرج الخطيب عن البراء بن عازب قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فقرأ
والتين والزيتون * وأخرج ابن قانع وابن السكن والشيرازي في الألقاب عن زرعة بن خليفة قال أتيت النبي
صلى الله عليه وسلم من اليمامة فعرض علينا الاسلام فأسلمنا فلما صلينا الغداة قرأ بالتين والزيتون وانا أنزلناه في
ليلة القدر * قوله تعالى (والتين) الآيات * أخرج الخطيب وابن عساكر بسند فيه مجهول عن الزهري عن
أنس قال لما نزلت سورة والتين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح بها فرحا شديدا حتى تبين لنا شدة فرحه
فسألنا ابن عباس عن تفسيرها فقال التين بلاد الشام والزيتون بلاد فلسطين وطور سينين الذي كلم الله موسى
عليه وهذا البلد الأمين مكة لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم محمد صلى الله عليه وسلم ثم رددناه أسفل سافلين
عبدة اللات والعزى الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون أبو بكر وعمر وعثمان وعلى فما يكذبك بعد
بالدين أليس الله بأحكم الحاكمين إذ بعثك فيهم نبيا وجمعك على التقوى يا محمد * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم
وابن مردويه عن ابن عباس في قوله والتين قال مسجد نوح الذي بنى بأعلى الجودي والزيتون قال بيت المقدس
وطور سينين قال مسجد الطور وهذا البلد الأمين قال مكة لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل
سافلين يقول يرد إلى أرذل العمر كبر حتى ذهب عقله هم نفر كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تسفهت عقولهم فأنزل الله عذرهم ان لهم أجرهم الذي عملوا قبل ان تذهب
عقولهم فما يكذبك بعد بالدين يقول بحكم الله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله والتين والزيتون
قال هما المسجدان مسجد الحرام ومسجد الأقصى حيث أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم وطور سينين الجبل
الذي صعده موسى وهذا البلد الأمين مكة لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم قال في انتصاب لم يخلق منكبا على
365

وجهه ثم رددناه أسفل سافلين قال أرذل العمر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن
عساكر عن قتادة في قوله والتين قال التين الجبل الذي عليه دمشق والزيتون الذي عليه بيت المقدس وطور سينين
قال جبل بالشام مبارك حسن ذو شجر وهذا البلد الأمين قال مكة لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم قال وقع
القسم ههنا ثم رددناه أسفل سافلين قال جهنم فما يكذبك بعد بالدين يقول استيقن فقد جاءك من الله البيان وأخرج
عبد بن حميد عن أبي عبد الله الفارسي قال التين مسجد دمشق والزيتون بيت المقدس وطور سينين جبل موسى
وهذا البلد الأمين البلد الحرام * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال التين مسجد أصحاب
الكهف والزيتون مسجد إيليا وطور سينين مسجد الطور وهذا البلد الأمين مكة * وأخرج عبد بن حميد عن
الضحاك والتين والزيتون مسجدان بالشام وطور سينين قال الطور الجبل وسينين الحسن وأخرج ابن الضريس
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر عن كعب الأحبار في قوله والتين الآية قال التين دمشق
والزيتون بيت المقدس وطور سينين الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام والبلد الأمين مكة * وأخرج سعيد
ابن منصور عن أبي حبيب الحارث بن محمد قال أربعة جبال مقدمة بين يدي الله تعالى طور زيتا وطور سينا وطور
تينا وطور تيما وهو قول الله والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين فاما طور زيتا فبيت المقدس وأما
طور سينا فالطور وأما طور تينا فدمشق وأما طور تيما فمكة * وأخرج ابن المنذر عن زيد بن ميسرة مثله وفيه
وطور سينا حيث كلم الله موسى * وأخرج ابن عساكر عن الحكم والتين دمشق والزيتون فلسطين وهذا البلد
الأمين مكة * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس والتين والزيتون قال الفاكهة التي يأكلها
الناس وطور سينين قال الطور الجبل وسينين المبارك * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن مجاهد والتين والزيتون قال الفاكهة التي يأكل الناس وطور سنين قال الطور الجبل وسينين
المبارك وهذا البلد الأمين قال مكة لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم قال في أحسن صورة ثم رددناه أسفل سافلين
قال في النار الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال الا من آمن فلهم أجر غير ممنون قال غير محسوب * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله وطور سينين قال هو الحسن * وأخرج عبد بن حميد
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال سينين هو الحسن بلسان الحبشة * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع
في قوله والتين والزيتون وطور سينين قال الجبل الذي عليه التين والزيتون * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن
عبد الله ان خزيمة بن ثابت وليس بالأنصاري سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن البلد الأمين فقال مكة * وأخرج
عبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف عن عمرو بن ميمون قال صليت خلف عمر بن الخطاب المغرب فقرأ في
الركعة الأولى والتين والزيتون وطور سينا قال وهكذا هي في قراءة عبد الله وقرأ في الركعة الثانية ألم تر كيف فعل
ربك بأصحاب الفيل ولئلاف قريس جمع بينهما ورفع صوته فقدرت انه رفع صوته تعظيما للبيت * وأخرج
سعيد بن منصور وابن جرير وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس لقد خلقنا
الانسان في أحسن تقويم قال في أعدل خلق ثم رددناه أسفل سافلين يقول إلى أرذل العمر الا الذين آمنوا وعملوا
الصالحات فلهم أجر غير ممنون غير منقوص يقول فإذا بلغ المؤمن أرذل العمر وكان يعمل في شبابه عملا صالحا
كتب الله له من الاجر مثل ما كان يعمل في صحته وشبابه ولم يضره ما عمل في كبره ولم يكتب عليه الخطايا التي يعمل
بعدما يبلغ أرذل العمر * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم قال خلق كل
شئ منكبا على وجهه الا الانسان ثم رددناه أسفل سافلين إلى أرذل العمر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية
قال فأيما رجل كان يعمل عملا صالحا وهو قوى شاب فعجز عنه جرى له أجر ذلك العمل حتى يموت * وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة والتين قال هو هذا التين والزيتون قال هو هذا
الزيتون وطور سينين قال الطور الجبل وسينين هو الحسن بالحبشة وهذا البلد الأمين قال مكة لقد خلقنا الانسان
في أحسن تقويم قال شباب وشدة ثم رددناه أسفل سافلين قال رد إلى أرذل العمر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات
فلهم أجر غير ممنون قال يوفيه الله أجره وعمله فلا يؤاخذه إذا رد إلى أرذل العمر وفي لفظ قال من رد منهم إلى أرذل
366

العمر جرى له من الاجر مثل ما كان يعمل في صحته وشبابه فذلك الاجر غير ممنون قال ولا يمن به عليهم * وأخرج
عبد بن حميد عن الحسن والتين والزيتون قال تينكم هذا الذي تأكلون وزيتونكم هذا الذي تعصرون لقد
خلقنا الانسان في أحسن تقويم قال في أحسن صورة ثم رددناه أسفل سافلين قال في نار جهنم * وأخرج عبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم يقول في
أحسن صورة ثم رددناه أسفل سافلين قال في النار في شر صورة * واخرج الفريابي وعبد بن حميد عن إبراهيم لقد
خلقنا الانسان في أحسن تقويم قال في أحسن صورة ثم رددناه أسفل سافلين قال إلى أرذل العمر فإذا بلغوا ذلك
كتب لهم من العمل مثل ما كانوا يعملون في الصحة * وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له
أخبرني عن قوله عزو جل ثم رددناه أسفل سافلين قال هذا الكافر من الشباب إلى الكبر ومن الكبر إلى النار قال
وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت علي بن أبي طالب وهو يقول
فاضحوا لدى دار الجحيم بمعزل * عن الشعث والعدوان في أسفل السفل
* وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك ثم رددناه أسفل سافلين قال إلى أرذل العمر * وأخرج الحاكم وصححه
والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس قال من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر وذلك قوله ثم رددناه أسفل
سافلين الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال الا الذين قرؤا القرآن * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة
قال كان يقال من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر ثم قرأ لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل
سافلين الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال لا يكون حتى لا يعلم من بعد علم شيئا * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي
حاتم عن عكرمة ثم رددناه أسفل سافلين قال الهرم لم يجعل فيه قوة ما كان لكي لا يعلم بعد علم شيئا قال ولا ينزل تلك
المنزلة أحد قرأ القرآن وذلك قوله الا الذين آمنوا الآية قال هم أصحاب القرآن * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن
عباس ثم رددناه أسفل سافلين يقول إلى الكبر وضعفه فإذا ضعف وكبر عن العمل كتب له مثل أجر ما كان يعمل في
شبيبته * وأخرج ابن مردويه عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان العبد على طريقة
من الخير فمرض أو سافر كتب الله له مثل ما كان يعمل ثم قرأ فلهم أجر غير ممنون * وأخرج البخاري عن أبي موسى
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له من الاجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما
* وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله فلهم أجر غير ممنون
قال غير ممنون ما يكتب لهم صاحب اليمين فان عمل خيرا كتب له صاحب اليمين وان ضعف عن ذلك كتب له صاحب
اليمين وامسك صاحب الشمال فلم يكتب سيئة ومن قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا
* وأخرج ابن عساكر عن مكحول قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض العبد يقال لصاحب الشمال
ارفع عنه القلم ويقال لصاحب اليمين اكتب له أحسن ما كان يعمل فإني أعلم به وانا قيدته * وأخرج الطبراني
عن شداد بن أوس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني على
ما ابتليته فإنه يقوم من مضجعه كيوم ولدته أمه من الخطايا ويقول الرب عز وجل انى أنا قيدته وابتليته فاجروا له
ما كنتم تجرون له قبل ذلك وهو صحيح * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن منصور قال
قلت لمجاهد فما يكذبك بعد بالدين وأرأيت الذي يكذب بالدين عنى به النبي صلى الله عليه وسلم قال معاذ الله انما
عنى به الانسان * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة أليس الله بأحكم الحاكمين قال ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه
وسلم كان يقول بلى وأنا على ذلك من الشاهدين * وأخرج عبد بن حميد عن صالح أبى الخليل قال كان النبي صلى
الله عليه وسلم إذا أتى على هذه الآية أليس الله بأحكم الحاكمين يقول سبحانك فبلى * وأخرج الترمذي وابن
مردويه عن أبي هريرة يرويه من قرأ والتين والزيتون فقرأ أليس الله بأحكم الحاكمين فليقل بلى وأنا على ذلك
من الشاهدين * وأخرج ابن مردويه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قرأت والتين والزيتون
فقرأت أليس الله بأحكم الحاكمين فقل بلى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس انه كان إذا قرأ أليس
الله بأحكم الحاكمين قال سبحانك اللهم فبلى
367

* (سورة اقرأ باسم ربك مكية) *
* أخرج ابن مردويه من طرق عن ابن عباس قال أول ما نزل من القرآن بمكة اقرأ باسم ربك الذي خلق
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن الضريس وابن الأنباري في المصاحف والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو
نعيم في الحلية عن أبي موسى الأشعري قال كانت اقرأ باسم ربك أول سورة أنزلت على محمد * وأخرج البيهقي
في الدلائل عن ابن شهاب حدثني محمد بن عباد بن جعفر المخزومي انه سمع بعض علمائهم يقول كان أول ما أنزل الله
على نبيه اقرأ باسم ربك إلى ما لم يعلم فقالوا هذا صدرها الذي أنزل يوم حراء ثم أنزل الله آخرها بعد ذلك ما شاء الله
* وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وصححه عن عائشة قالت أول ما نزل من
القرآن اقرأ باسم ربك الذي خلق * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن جرير
وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه والبيهقي من طريق ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أم
المؤمنين انها قالت أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى
رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد
قبل ان ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك
فقال اقرأ قال قلت ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ قال
فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ
منى الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم
الآية فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال زملوني زملوني
فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة كلا والله
ما يخزيك الله أبدا انك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق
فانطلقت به خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية
وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله ان يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمى فقالت له
خديجة يا ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة يا ابن أخي ماذا ترى فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر
ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى يا ليتني أكون فيها جذعا يا ليتني أكون فيها حيا إذ
يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به الا عودي
وان يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة ان توفى وفتر الوحي قال ابن شهاب وأخبرني أبو سلمة بن
عبد الرحمن ان جابر بن عبد الله الأنصاري قال وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه بينا أنا أمشى إذ سمعت
صوتا من السماء فرفعت بصرى فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت
منه فرجعت فقلت زملوني زملوني فأنزل الله يا أيها المدثر قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر
فحمى الوحي وتتابع * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال أول سورة نزلت على محمد اقرأ باسم ربك الذي
خلق * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال أول ما نزل من القرآن
اقرأ باسم ربك ثم ن والقلم * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال أول شئ أنزل من القرآن
خمس آيات اقرأ باسم ربك الذي خلق إلى قوله ما لم يعلم * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد بن عمير قال أول ما نزل
من القرآن اقرأ باسم ربك الذي خلق ثم ن * وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن عائشة قالت كان أول
ما نزل عليه بعد اقرأ باسم ربك ن والقلم ويا أيها المدثر والضحى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن
الزهري وعمرو بن دينار ان النبي صلى الله عليه وسلم كان بحراء إذا أتاه ملك بنمط من ديباج فيه مكتوب اقرأ باسم
ربك الذي خلق إلى ما لم يعلم * وأخرج الحاكم من طريق عمرو عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان بحراء إذ أتاه
ملك بنمط من ديباج فيه مكتوب اقرأ باسم ربك الذي خلق إلى ما لم يعلم * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وأبو نعيم
في الدلائل عن عبد الله بن شداد قال أتى جبريل محمدا صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اقرأ قال وما أقرأ فضمه ثم قال
368

يا محمد اقرأ قال وما أقرأ قال اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ ما لم يعلم فجاء إلى خديجة فقال يا خديجة ما أراه الا
قد عرض لي قالت كلا والله ما كان ربك يفعل ذلك بك وما أتيت فاحشة قط فاتت خديجة ورقة فأخبرته الخبر
قال لئن كنت صادقة ان زوجك لنبي وليلقين من أمته شدة ولئن أدركته لأؤمنن به قال ثم أبطأ عليه جبريل
فقالت خديجة ما أرى ربك الا قد قلاك فأنزل الله والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى * وأخرج ابن
مردويه عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف هو وخديجة شهرا فوافق ذلك رمضان فخرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم وسمع السلام عليكم قالت فظننت انه فجأة الجن فقال أبشروا فان السلام خير ثم رأى يوما
آخر جبريل على الشمس له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب قال فهبت منه فانطلق يريد أهله فإذا هو بجبريل
بينه وبين الباب قال فكلمني حتى أنست منه ثم وعدني موعدا فجئت لموعده واحتبس على جبريل فلما أراد أن
يرجع إذا هو به وبميكائيل فهبط جبريل إلى الأرض وميكائيل بين السماء والأرض فأخذني جبريل فصلقني
لحلاوة والقفا وشق على بطني فاخرج منه ما شاء الله ثم غسله في طست من ذهب ثم أعاد فيه ثم كفأني كما يكفأ الاناء ثم
ختم في ظهري حتى وجدت مس الخاتم ثم قال لي اقرأ باسم ربك الذي خلق ولم اقرأ كتابا قط فاخذ بحلقي حتى
أجهشت بالبكاء ثم قال لي اقرأ باسم ربك الذي خلق إلى قوله ما لم يعلم قال فما نسيت شيئا بعده ثم وزنني جبريل برجل
فوازنته ثم وزنني بآخر فوازنته ثم وزنني بمائة فقال ميكائيل تبعته أمته ورب الكعبة قال ثم جئت إلى منزلي فلم
يلقني حجر ولا شجر الا قال السلام عليك يا رسول الله حتى دخلت على خديجة فقالت السلام عليك يا رسول الله
* وأخرج الطبراني عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أعز الاسلام بعمر بن الخطاب وقد
ضرب أخته أول الليل وهي تقرأ اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى ظن أنه قتلها ثم قام من السحر فسمع صوتها تقرأ
اقرأ باسم ربك الذي خلق فقال والله ما هذا بشعر ولا همهمة فذهب حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد
بلالا على الباب فدفع الباب فقال بلال من هذا قال عمر بن الخطاب فقال حتى استأذن لك على رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال بلال يا رسول الله عمر بالباب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يرد الله بعمر خيرا أدخله في الدين
فقال لبلال افتح وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بضبعيه فهزه فقال ما الذي تريد وما الذي جئت له فقال له عمر
اعرض على الذي تدعو إليه قال تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فأسلم عمر مكانه
وقال اخرج * قوله تعالى (الذي علم بالقلم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في
قوله الذي علم بالقلم قال القلم نعمة من الله عظيمة لولا القلم لم يقم دين ولم يصلح عيش وفي قوله علم الانسان ما لم يعلم قال
الخط * قوله تعالى (كلا ان الانسان ليطغى أن رآه استغنى) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
عن ابن مسعود قال منهومان لا يشبعان صاحب علم وصاحب دنيا ولا يستويان فاما صاحب العلم فيزداد رضا الرحمن
ثم قرأ انما يخشى الله من عباده العلماء وأما صاحب الدنيا فيتمادى في الطغيان ثم قرأ ان الانسان ليطغى أن رآه استغنى
والله أعلم * قوله تعالى (أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى) الآيات * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري
وابن جرير وابن مردويه وابن المنذر وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس قال قال أبو جهل لئن رأيت
محمدا يصلى عند الكعبة لأطأن عنقه فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو فعل لأخذته الملائكة عيانا * وأخرج ابن أبي
شيبة وأحمد والترمذي وصححه وابن المنذر وابن جرير والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن ابن عباس
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى فجاء أبو جهل فقال ألم أنهك عن هذا ألم أنهك عن هذا فانصرف النبي صلى
الله عليه وسلم فزبره فقال أبو جهل انك لتعلم ما بها رجل أكثر ناديا منى فأنزل الله فليدع ناديه سندع الزبانية قال
ابن عباس والله لو دعا ناديه لأخذته زبانية الله * وأخرج ابن جرير والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن
ابن عباس قال قال أبو جهل لئن عاد محمد يصلى عند المقام لأقتلنه فأنزل الله اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ هذه
الآية لنسفعن بالناصية ناصية كاذبة خاطئة فليدع ناديه سندع الزبانية فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يصلى فقيل
ما يمنعك فقال قد اسود ما بيني وبينه قال ابن عباس والله لو تحرك لأخذته الملائكة والناس ينظرون إليه * وأخرج
البزار والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن العباس بن عبد المطلب قال كنت يوما في
369

المسجد فاقبل أبو جهل فقال إن لله على أن رأيت محمدا ساجدا أن أطا على رقبته فخرجت على رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى دخلت عليه فأخبرته بقول أبى جهل فخرج غضبانا حتى جاء المسجد فعجل أن يدخل الباب فاقتحم
الحائط فقلت هذا يوم شر فاتزرت ثم تبعته فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ اقرأ باسم ربك الذي
خلق فلما بلغ شان أبى جهل كلا ان الانسان ليطغى قال انسان لأبي جهل يا أبا الحكم هذا محمد فقال أبو جهل ألا
ترون ما أرى والله لقد سد أفق السماء على فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر السورة سجد * وأخرج
أحمد ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن أبي هريرة قال قال أبو جهل
هل يعفر محمد وجهه الا بين أظهركم قالوا نعم فقال واللات والعزى لئن رأيته يصلى كذلك لأطأن على رقبته
ولأعفرن وجهه في التراب فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى ليطأ على رقبته قال فما فجأهم منه الا وهو
ينكص على عقبيه ويتقى بيديه فقيل له مالك قال إن بيني وبينه خندقا من نار وهؤلاء أجنحة فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لو دنا منى لاختطفته الملائكة عضوا عضوا قال وأنزل الله كلا ان الانسان ليطغى إلى آخر السورة
يعنى أبا جهل فليدع ناديه يعنى قومه سندع الزبانية يعنى الملائكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله
أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى قال أبو جهل بن هشام حيث رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلا على ظهره
وهو ساجد لله عز وجل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله أرأيت
الذي ينهى عبدا إذا صلى قال نزلت في عدو الله أبى جهل وذلك أنه قال لئن رأيت محمدا يصلى لأطأن على عنقه فأنزل
الله أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى أرأيت ان كان على الهدى أو أمر بالتقوى قال محمد أرأيت ان كدب وتولى
يعنى بذلك أبا جهل فليدع ناديه قال قومه وحيه سندع الزبانية قال الزبانية في كلام العرب الشرط * وأخرج
الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى قال أبو جهل ينهى
محمدا إذا صلى فليدع ناديه قال عشيرته سندع الزبانية قال الملائكة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله
لنسفعن قال لنأخذن * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة مثله * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس وابن المنذر
وابن أبي حاتم عن عبد الله بن الحرث قال الزبانية أرجلهم في الأرض ورؤسهم في السماء * وأخرج ابن أبي حاتم
عن زيد بن أسلم قال واسجد أنت يا محمد واقترب أنت يا أبا جهل يتوعده * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور
وابن المنذر عن مجاهد قال أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجدا لا تسمعونه يقول اسجد واقترب * وأخرج
ابن سعد عن عثمان بن أبي العاصي قال آخر كلام كلمني به رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ استعملني على الطائف
ان قال خفف الصلاة عن الناس حتى وقت اقرأ باسم ربك الذي خلق وأشباهها من القرآن
* (سورة القدر مكية) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت سورة انا أنزلناه في ليلة القدر بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن
عباس وعائشة مثله * وأخرج ابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه
والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله انا أنزلناه في ليلة القدر قال أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة
من الذكر الذي عند رب العزة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ثم جعل جبريل ينزل على محمد بحراء
بجواب كلام العباد وأعمالهم * وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس انا أنزلناه في ليلة القدر قال أنزل الله
القرآن جملة في ليلة القدر كله ليلة القدر خير من ألف شهر يقول خير من عمل ألف شهر * وأخرج عبد الرزاق
والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد
انا أنزلناه في ليلة القدر قال ليلة الحكم * وأخرج عبد بن حميد عن أنس قال العمل في ليلة القدر والصدقة
والصلاة والزكاة أفضل من ألف شهر * وأخرج ابن جرير عن عمرو بن قيس الملائي في قوله ليلة القدر خير من
ألف شهر قال عمل فيها خير من عمل في ألف شهر * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير ومحمد بن نصر
وابن المنذر عن قتادة في قوله ليلة القدر خير من ألف شهر قال خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر وفي قوله
تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر قال يقضى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها سلام هي قال انما هي
370

بركة كلها وخير حتى مطلع الفجر يقول إلى مطلع الفجر * وأخرج مالك في الموطأ والبيهقي في شعب الايمان عنه
انه بلغه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرى أعمال الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصر أعمار أمته
أن لا يبلغوا من العمل مثل ما بلغ غيرهم في طول العمر فأعطاه الله ليلة القدر خيرا من ألف شهر * وأخرج ابن
جرير عن مجاهد قال كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي ففعل ذلك
ألف شهر فأنزل الله ليلة القدر خير من ألف شهر قيام تلك الليلة خير من عمل ذلك الرجل ألف شهر * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن مجاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا من بني إسرائيل ليس
السلاح في سبيل الله ألف شهر فعجب المسلمون من ذلك فأنزل الله انا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر
ليلة القدر خير من ألف شهر التي لبس فيها ذلك الرجل السلاح في سبيل الله ألف شهر * وأخرج ابن أبي حاتم عن علي
بن عروة قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أربعة من بني إسرائيل عبدوا الله ثمانين عاما لم يعصوه
طرفة عين فذكر أيوب وزكريا وحزقيل بن العجوز ويوشع بن نون فعجب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من
ذلك فاتاه جبريل فقال يا محمد عجبت أمتك من عبادة هؤلاء النفر ثمانين سنة فقد أنزل الله خيرا من ذلك فقرأ عليه
انا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر هذا أفضل مما عجبت أنت وأمتك فسر
بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه * وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس قال رأى رسول
الله صلى الله عليه وسلم بنى أمية على منبره فساءه ذلك فأوحى الله إليه انما هو ملك يصيبونه ونزلت انا أنزلناه في ليلة
القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر * وأخرج الخطيب عن ابن المسيب قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أريت بنى أمية يصعدون منبري فشق ذلك على فأنزل الله انا أنزلناه في ليلة القدر * وأخرج
الترمذي وضعفه وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن يوسف بن مازن الرواسي قال قام رجل
إلى الحسن بن علي بعدما بايع معاوية فقال؟ ودت وجوه المؤمنين فقال لا تؤنبني رحمك الله فان النبي صلى الله عليه
وسلم رأى بنى أمية يخطبون على منبره فساءه ذلك فنزلت انا أعطيناك الكوثر يا محمد يعنى نهرا في الجنة ونزلت انا
أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر يملكها بعدك بنو أمية يا محمد قال القاسم
فعددنا فإذا هي ألف شهر لا تزيد يوما ولا تنقص يوما * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن مجاهد في قوله انا أنزلناه
في ليلة القدر قال ليلة الحكم وما أدراك ما ليلة القدر قال ليلة الحكم * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر ومحمد بن نصر
وابن أبي حاتم عن مجاهد ليلة القدر خير من ألف شهر قال خير من ألف شهر عملها وصيامها وقيامها وليس في تلك
الشهر وليلة القدر * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال ما أعلم ليوم فضلا على يوم ولا ليلة الا ليلة القدر فإنها خير
من ألف شهر * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك فيقوله تنزل الملائكة والروح فيها قال الروح جبريل من كل أمر
سلام قال لا يحل لكوكب ان يرجم به فيها حتى يصبح * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد ومحمد بن نصر وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد في قوله سلام هي قال سالمة لا يستطيع الشيطان أن
يعمل فيها سوأ أو يعمل فيها أذى * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس انه كان يقرأ من كل أمر سلام * وأخرج
سعيد بن منصور وابن المنذر عن منصور بن زاذان قال تنزل الملائكة من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر
يمرون على كل مؤمن يقولون السلام عليك يا مؤمن * وأخرج ابن المنذر عن الحسن في قوله سلام قال إذا كان ليلة
القدر لم تزل الملائكة تخفق بأجنحتها بالسلام من الله والرحمة من لدن صلاة المغرب إلى طلوع الفجر * واخرج محمد
ابن نصر وابن مردويه عن ابن عباس في قوله سلام قال تلك الليلة تصعد مردة الجن والشياطين وعفاريت الجن
وتفتح فيها أبواب السماء كلها ويقبل الله فيها التوبة لكل تائب فلذا قال سلام هي حتى مطلع الفجر قال وذلك
من غروب الشمس إلى أن يطلع الفجر * واخرج محمد بن نصر عن سعيد بن المسيب انه سئل عن ليلة القدر أهي شئ
كان فذهب أم هي في كل عام فقال بل هي لامة محمد ما بقى منهم اثنان * وأخرج الديلمي عن أنس عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال إن الله وهب لامتي ليلة القدر لم يعطها من كان قبلهم * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن مكانس
مولى معاوية قال قلت لأبي هريرة زعموا ان ليلة القدر قد رفعت قال كذب من قال ذلك قلت هي في كل رمضان
371

أستقبله قال نعم قلت زعموا ان الساعة التي في الجمعة لا يدعو فيها مسلم الا استجيب له قد رفعت قال كذب من قال ذلك
قلت هي في كل جمعة أستقبلها قال نعم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن ابن عمر انه سئل عن ليلة
القدر أفي كل رمضان ولفظ ابن مردويه أفي رمضان هي قال نعم ألم تسمع إلى قول الله تعالى انا أنزلناه في ليلة القدر
وقوله شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن * وأخرج أبو داود والطبراني عن ابن عمر قال سئل رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأنا أسمع عن ليلة القدر فقال هي في كل رمضان * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن عمر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان * وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة
قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير ومحمد
ابن نصر وابن مردويه اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر * وأخرج ابن أبي شيبة عن الفلتان بن عاصم قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم انى رأيت ليلة القدر ثم نسيتها فاطلبوها في العشر الأواخر وترا * وأخرج ابن جرير
من طريق أبى ظبيان عن ابن عباس انهم كانوا قعودا في المجلس حين أقبل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
سريعا حتى فزعنا لسرعته فلما انتهى إلينا ثم سلم قال جئت إليكم مسرعا لكيما أخبركم بليلة القدر فنسيتها فيما
بيني وبينكم ولكن التمسوها في العشر الأواخر * وأخرج أحمد وابن جرير ومحمد بن نصر والبيهقي وابن
مردويه عن عبادة بن الصامت انه سال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال في رمضان في العشر
الأواخر فإنها في ليلة وتر في إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع
وعشرين أو آخر ليلة من رمضان من قامها ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن أماراتها انها ليلة بلجة
صافية ساكنة ساجية لا حارة ولا باردة كان فيها قمرا ساطعا ولا يحل لنجم ان يرمى به تلك الليلة حتى الصباح ومن
أماراتها ان الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها مستو؟ ة كأنها القمر ليلة البدر وحرم الله على الشيطان ان يخرج
معها يومئذ * وأخرج ابن جرير في تهذيبه وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم انى كنت
أريت هذه الليلة وهي في العشر الأواخر في الوتر وهي ليلة طلقة بلجة لا حارة ولا باردة كان فيها قمرا لا يخرج شيطانها
حتى يضئ فجرها * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر
قال قد كنت علمتها ثم اختلست منى وانها في رمضان فاطلبوها في تسع يبقين أو سبع يبقين أو ثلاث يبقين وآية
ذلك أن الشمس تطلع ليس لها شعاع ومن قام السنة سقط عليها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن زنجويه وابن نصر
عن أبي عقرب الأسدي قال أتينا ابن مسعود في داره فسمعناه يقول صدق الله ورسوله فسألته فأخبرنا ان ليلة
القدر في السبع من النصف الأخير وذلك أن الشمس تطلع يومئذ بيضاء لا شعاع لها فنظرت إلى السماء فإذا هي
كما حدثت فكبرت * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير من طريق الأسود عن عبد الله قال تحروا ليلة القدر
ليلة سبع تبقى تحروها لتسع تبقى تحروها لإحدى عشرة تبقى صبيحة بدر فان الشمس تطلع كل يوم بين قرني
شيطان الا صبيحة ليلة القدر فإنها تطلع يومئذ بيضاء ليس لها شعاع * وأخرج ابن زنجويه وابن مردويه بسند
صحيح عن أبي هريرة قال ذكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم كم بقى من الشهر قلنا مضت اثنتان وعشرون وبقى ثمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مضت
اثنتان وعشرون وبقيت سبع التمسوها الليلة الشهر تسع وعشرون * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن
مالك عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال التمسوا ليلة القدر في أول ليلة من رمضان وفي تسعة وفي إحدى عشرة
وفي إحدى وعشرين وفي آخر ليلة من رمضان * وأخرج أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
في ليلة القدر انها آخر ليلة * وأخرج محمد بن نصر عن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوا ليلة
القدر آخر ليلة من رمضان * وأخرج محمد بن نصر عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أخبرني عن ليلة القدر أي شئ
تكون في زمان الأنبياء ينزل عليهم فيها الوحي فإذا قبضوا رفعت أم هي إلى يوم القيامة قال بل هي إلى يوم القيامة
قلت يا رسول الله في أي رمضان هي قال التمسوها في العشر الأول وفي العشر الأواخر قال ثم حدث رسول الله صلى
الله عليه وسلم وحدث فاهتبلت غفلته فقلت يا رسول الله أقسمت عليك تخبرني أو لما أخبرتني في أي العشر هي
372

فغضب على غضبا ما غضب على مثله لا قبله ولا بعده فقال إن الله لو شاء لأطلعكم عليها التمسوها في السبع الأواخر
لا تسألني عن شئ بعدها * وأخرج البخاري وابن مردويه والبيهقي عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان * وأخرج مالك وابن أبي شيبة والطيالسي وأحمد
والبخاري ومسلم وابن ماجة وابن جرير والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعتكف العشر الأوسط من شهر رمضان فاعتكف عاما حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التي
يخرج من اعتكافه فقال من اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر وقد رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها وقد رأيتني
أسجد من صبيحتها في ماء وطين فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر قال أبو سعيد فمطرت السماء
من تلك الليلة وكان المسجد على عريش فوكف المسجد قال أبو سعيد فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين من صبيحة إحدى وعشرين * وأخرج مالك وابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد
ومسلم وابن زنجويه والطحاوي والبيهقي عن عبد الله بن أنيس انه سئل عن ليلة القدر فقال سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول التمسوها الليلة وتلك الليلة ليلة ثلاث وعشرين * وأخرج مالك والبيهقي عن أبي النضر مولى
عمر بن عبد الله بن أنيس الجهني قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله انى رجل شاسع الدار فمرني بليلة
أنزلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انزل ليلة ثلاث وعشرين من رمضان * وأخرج البيهقي عن الزهري
قال قلت لضمرة بن عبد الله بن أنيس ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيك ليلة القدر قال كان أبى صاحب بادية
قال فقلت يا رسول الله مرني بليلة أنزل فيها قال انزل ليلة ثلاث وعشرين قال فلما تولى قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم اطلبوها في العشر الأواخر * وأخرج مالك والبخاري ومسلم والبيهقي عن ابن عمر ان رجالا من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في السبع الأواخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى أرى رؤياكم
قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد
ابن حميد والبخاري والبيهقي عن عبادة بن الصامت قال خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد ان يخبرنا
بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين قال خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فلان وفلان
فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة * وأخرج الطيالسي والبيهقي عن
عبادة بن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وهو يريد ان يخبر أصحابه بليلة القدر فتلاحى رجلان
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت وأنا أريد أن أخبركم بليلة القدر فتلاحى رجلان فاختلجت منى
فاطلبوها في العشر الأواخر في تاسعة تبقى أو سابعة تبقى أو خامسة تبقى * وأخرج البخاري وأبو داود وابن جرير
والبيهقي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوها في العشر الأواخر من رمضان في تاسعة تبقى وفي
سابعة تبقى وفي خامسة تبقى * وأخرج أحمد عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوها في العشر الأواخر في
تاسعة وسابعة وخامسة * وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي وابن
جرير والحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الرحمن بن جوشن قال ذكرت ليلة القدر عند أبي بكرة فقال أما أنا فلست
بملتمسها الا في العشر الأواخر بعد حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول التمسوها في العشر الأواخر
لتاسعة تبقى أو سابعة تبقى أو ثالثة تبقى أو آخر ليلة فكان أبو بكرة رضي الله عنه يصلى في عشرين من رمضان كما
كان يصلى في سائر السنة فإذا دخل العشر اجتهد * وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والبيهقي من طريق أبى نضرة
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوها في العشر الأواخر من رمضان
فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة قلت يا أبا سعيد انكم أعلم بالعدد منا قال أجل قلت ما التاسعة
والسابعة والخامسة قال إذا مضت واحدة وعشرون فالتي تليها التاسعة وإذا مضى الثلاث والعشرون فالتي تليها
السابعة وإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة * وأخرج الطيالسي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليلة القدر أربع وعشرون * وأخرج أحمد والطحاوي ومحمد بن نصر وابن
جرير والطبراني وأبو داود وابن مردويه عن بلال رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة القدر
373

ليلة أربع وعشرين * وأخرج ابن سعد ومحمد بن نصر وابن جرير عن عبد الرحمن بن عسلة الصنابحي رضي الله عنه
قال ما فاتني رسول الله صلى الله عليه وسلم الا بخمس ليال توفى وأنا بالجحفة فقدمت على أصحابه متوافرين
فسالت بلالا رضي الله عنه عن ليلة القدر فقال ليلة ثلاث وعشرين * وأخرج محمد بن نصر عن ابن عباس رضي الله عنهما
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال التمسوا ليلة القدر في أربع وعشرين * وأخرج الطيالسي
وابن زنجويه وابن حبان والبيهقي عن أبي ذر رضي الله عنه قال صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم بنا
شيئا من الشهر حتى إذا كانت ليلة أربع وعشرين السابع مما يبقى صلى بنا حتى كاد ان يذهب ثلث الليل
فلما كانت ليلة خمس وعشرين لم يصل بنا فلما كانت ليلة ست وعشرين السابع مما بقى صلى بنا حتى كاد
ان يتأطر الليل فقلت يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا فقال لا ان الرجل إذا صلى مع الامام حتى ينصرف
كتب له قيام ليلة فلما كانت ليلة سبع وعشرين لم يصل بنا فلما كانت ليلة ثمان وعشرين جمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم واجتمع له الناس فصلى بنا حتى كاد ان يفوتنا الفلاح ثم لم يصل بنا شيئا من الشهر والفلاح السحور
* وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن زنجويه وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن جرير وابن
حبان وابن مردويه والبيهقي عن زر بن حبيش قال سالت أبي بن كعب عن ليلة القدر قلت إن أخاك عبد الله بن
مسعود يقول من يقم الحول يصب ليلة القدر فحلف لا يستثنى انها ليلة سبع وعشرين قلت بم تقول ذلك أبا المنذر
قال بالآية والعلامة التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انها تصبح من ذلك اليوم تطلع الشمس ليس لها شعاع
ولفظ ابن حبان بيضاء لا شعاع لها كأنها طست * وأخرج محمد بن نصر وابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي من
طريق عاصم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان عمر رضي الله عنه يدعوني مع أصحاب محمد صلى الله عليه
وسلم ويقول لا تتكلم حتى تتكلموا فدعاهم فسألهم فقال أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة
القدر التمسوها في العشر الأواخر وترا أي ليلة ترونها فقال بعضهم ليلة إحدى وعشرين وقال بعضهم ليلة ثلاث
وقال بعضهم ليلة خمس وقال بعضهم ليلة سبع فقالوا وأنا ساكت فقال مالك لا تتكلم فقلت انك أمرتني ان
لا أتكلم حتى يتكلموا فقال ما أرسلت إليك الا لتكلم فقال انى سمعت الله يذكر السبع فذكر سبع سماوات
ومن الأرض مثلهن وخلق الانسان من سبع ونبت الأرض سبع فقال عمر رضي الله عنه هذا أخبرتني بما أعلم
أرأيت مالا أعلم فذلك نبت الأرض سبع قلت قال الله عز وجل شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا
وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا قال فالحدائق غلبا الحيطان من النخل والشجر وفاكهة وأبا فالأب
ما أنبتت الأرض مما تأكله الدواب والانعام ولا تأكله الناس فقال عمر رضي الله عنه لأصحابه أعجزتم ان تقولوا كما
قال هذا الغلام الذي لم يجتمع شؤون رأسه والله انى لأرى القول كما قلت وقد أمرتك ان لا تتكلم معهم * وأخرج
عبد الرزاق وابن راهويه ومحمد بن نصر والطبراني والبيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
دعا عمر رضي الله عنه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألهم عن ليلة القدر فاجتمعوا انها في العشر الأواخر فقلت
لعمر انى لأعلم وأني لأظن أي ليلة هي قال وأي ليلة هي قال سابعة تبقى من العشر الأواخر قال عمر رضي الله عنه
ومن أين علمت ذلك قلت خلق الله سبع سماوات وسبع أرضين وسبع أيام وان الدهر يدور في سبع وخلق
الانسان من سبع ويأكل من سبع ويسجد على سبعة أعضاء والطواف بالبيت سبع والجمار سبع لأشياء
ذكرها فقال عمر رضي الله عنه لقد فطنت لأمر ما فطنا له وكان قتادة يزيد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
ويأكل من سبع قال هو قول الله تعالى فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا الآية * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن
سعيد بن جبير رضي الله عنه قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدنى ابن عباس رضي الله عنهما وكان ناس
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكأنهم وجدوا في أنفسهم فقال لأرينكم اليوم منه شيئا تعرفون فضله
فسألهم عن هذه السورة إذا جاء نصر الله فقالوا أمر نبينا صلى الله عليه وسلم إذا رأى مسارعة الناس في الاسلام
ودخولهم فيه ان يحمد الله ويستغفره فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا ابن عباس مالك لا تتكلم فقال
أعلمه متى يموت قال إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فهي آيتك من الموت
374

فقال عمر رضي الله عنه صدق والذي نفس عمر بيده ما أعلم منها الا ما علمت قال وسألهم عن ليلة القدر
فأكثروا فيها فقالوا كنا نرى انها في العشر الأوسط ثم بلغنا انها في العشر الأواخر فأكثروا فيها فقال بعضهم
ليلة إحدى وعشرين وقال بعضهم ثلاث وعشرين وقال بعضهم سبع وعشرين فقال له عمر رضي الله عنه
مالك يا ابن عباس لا تتكلم قال الله أعلم قال قد نعلم أن الله أعلم ولكني انما أسألك عن علمك فقال ابن عباس
رضي الله عنهما ان الله وتر يحب الوتر خلق سبع سماوات وجعل عدد الأيام سبعا وجعل الطواف بالبيت
سبعا والسعي بين الصفا والمروة سبعا ورمى الجمار سبعا وخلق الانسان من سبع وجعل رزقه من سبع
قال كيف خلق الانسان من سبع وجعل رزقه من سبع فقد فهمت من هذا شيئا لم أفهمه قال قول الله لقد خلقنا
الانسان من سلالة من طين إلى قوله فتبارك الله أحسن الخالقين ثم ذكر رزقه فقال انا صببنا الماء صبا إلى قوله
وفاكهة وأبا فالأب ما أنبتت الأرض للأنعام والسبعة رزق لبني آدم قال لا أراها والله أعلم الا لثلاث يمضين وسبع
يبقين * وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما
ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه جلس في رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين
فذكروا ليلة القدر فتكلم منهم من سمع فيها بشئ مما سمع فتراجع القوم فيها الكلام فقال عمر رضي الله عنه
مالك يا ابن عباس صامت لا تتكلم تكلم ولا يمنعك الحداثة قال ابن عباس رضي الله عنهما فقلت يا أمير المؤمنين
ان الله تعالى وتر يحب الوتر فجعل أيام الدنيا تدور على سبع وخلق الانسان من سبع وجعل فوقنا سماوات سبعا
وخلق تحتنا أرضين سبعا وأعطى من الثاني سبعا ونهى في كتابه عن نكاح الأقربين عن سبع وقسم الميراث في
كتابه على سبع ونقع في السجود من أجسادنا على سبع وطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكعبة سبعا وبين
الصفا والمروة سبعا ورمى الجمار سبع لإقامة ذكر الله في كتابه فأراها في السبع الأواخر من شهر رمضان والله
أعلم قال فتعجب عمر رضي الله عنه وقال وما وافقني فيها أحد الا هذا الغلام الذي لم يسر شؤون رأسه ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال التمسوها في العشر الأواخر ثم قال يا هؤلاء من يؤدى في هذا كأداء ابن عباس * وأخرج
عبد بن حميد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوا ليلة القدر ليلة سبع
وعشرين * وأخرج ابن أبي شيبة عن زر رضي الله عنه انه سئل عن ليلة القدر فقال كان عمر وحذيفة وناس
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشكون انها ليلة سبع وعشرين * وأخرج ابن نصر وابن جرير في
تهذيبه عن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوا ليلة القدر في آخر ليلة * وأخرج ابن أبي شيبة
والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أتيت وأنا نائم في رمضان فقيل لي
ان الليلة ليلة القدر فقمت وأنا ناعس فتعلقت ببعض أطناب فسطاط رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى فنظرت في الليلة فإذا هي ليلة ثلاث وعشرين قال فقال ابن عباس ان
الشيطان يطلع مع الشمس كل يوم الا ليلة القدر وذلك انها تطلع يومئذ بيضاء لا شعاع لها * وأخرج محمد بن
نصر والحاكم وصححه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ليلة
ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين
حتى ظننت انا لا ندرك الفلاح وأنتم تسمون السحور وأنتم تقولون ليلة سابعة ثلاث عشر ونحن نقول ليلة سابعة
سبع وعشرين أفنحن أصوب أم أنتم * وأخرج محمد بن نصر عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم التمسوا ليلة القدر في العشر الباقيات من شهر رمضان في الخامسة والسابعة والتاسعة * وأخرج البخاري في
تاريخه عن ابن عمر رضي الله عنه سأل عمر رضي الله عنه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال ابن
عباس رضي الله عنهما ان ربى يحب السبع ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال البخاري في اسناده نظر * وأخرج
الطيالسي وأحمد وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ليله القدر انها
ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين وان الملائكة في تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى * وأخرج محمد بن نصر
من طريق أبى ميمون عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إنها السابعة وتاسعة والملائكة معها أكثر من عدد نجوم
375

السماء وزعم أنها في قول أبي هريرة رضي الله عنه ليلة أربع وعشرين * وأخرج محمد بن نصر وابن جرير
والطبراني والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله انى شيخ
كبير يشق على القيام فمرني بليلة لعل الله ان يوفقني فيها لليلة القدر قال عليك بالسابعة * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن منيع والبخاري في تاريخه والطبراني وأبو الشيخ والبيهقي عن حوة العبدي قال سئل زيد بن أرقم رضي الله عنه
عن ليلة القدر فقال ليلة سبع عشرة ما تشك ولا تستثن وقال ليلة نزل القرآن ويوم الفرقان يوم التقى
الجمعان * وأخرج الحرث بن أبي أسامة عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال هي الليلة التي لقى رسول الله صلى
الله عليه وسلم في يومها أهل بدر يقول الله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان قال جعفر رضي الله عنه
بلغني انها ليلة ست عشرة أو سبع عشرة * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة ومحمد بن نصر والطبراني
وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال التمسوا ليلة القدر لسبع عشرة خلت من رمضان فإنها صبيحة
يوم بدر التي قال الله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان وفي إحدى وعشرين وفي ثلاث وعشرين
فإنها لا تكون الا في وتر * وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم اطلبوها ليلة سبع عشرة من رمضان وليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين ثم سكت * وأخرج
الطحاوي عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال تحروها في
النصف الأخير ثم عاد فسأله فقال إلى ثلاث وعشرين * وأخرج أحمد ومحمد بن نصر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ليلة القدر فقال هي في العشر الأواخر أو في الثالثة أو في الخامسة
* وأخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اطلبوا ليلة القدر في
العشر الأواخر في تسع يبقين وسبع يبقين وخمس يبقين وثلاث يبقين * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة عن أبي
قلابة رضي الله عنه قال ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر في كل وتر * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بكر بن
عبد الرحمن بن الحرث بن هشام قال ليلة القدر ليلة سبع عشرة ليلة جمعة * وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن
حويرث قال انما أرى ان ليلة القدر لسبع عشرة ليلة الفرقان * وأخرج محمد بن نصر والطبراني عن خارجة بن
زيد رضي الله عنه ابن ثابت عن أبيه أنه كان يحيى ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان وليلة سبع
وعشرين ولا كإحياء ليلة سبع عشرة فقيل له كيف تحيى ليلة سبع عشرة قال إن فيها نزل القرآن وفي
صبيحتها فرق بين الحق والباطل * وأخرج محمد بن نصر عن ابن مسعود رضي الله عنه في ليلة القدر تحروها
لإحدى عشرة يبقين صبيحتها يوم بدر لتسع يبقين ولسبع يبقين فان الشمس تطلع كل يوم بين قرني الشيطان الا
صبيحة ليلة القدر فإنها تطلع ليس لها شعاع * وأخرج الطيالسي ومحمد بن نصر والبيهقي وضعفه عن ابن عباس
رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا بارة تصبح شمس
صبيحتها ضعيفة حمراء * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليلة القدر ليلة بلجة سمحة تطلع شمسها ليس لها شعاع * وأخرج ابن جرير في تهذيبه عن أبي قلابة رضي الله عنه
قال ليلة القدر تجول في ليالي العشر كلها * وأخرج البخاري ومسلم والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي
رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الشهر أيقظ أهله ورفع مئزره * وأخرج ابن أبي
شيبة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر اجتهادا لا يجتهد في غيره
* وأخرج البيهقي عن علي بن أبي طالب قال أنا والله حرضت عمر على القيام في شهر رمضان قيل وكيف ذلك يا أمير
المؤمنين قال أخبرته ان في السماء السابعة حظيرة يقال لها حظيرة القدس فيها ملائكة يقال لهم الروح وفي لفظ
الروحانيون فإذا كان ليلة القدر استأذنوا ربهم في النزول إلى الدنيا فيأذن لهم فلا يمرون على مسجد يصلى فيه
ولا يستقبلون أحدا في طريق الا دعوا له فأصابه منهم بركة فقال له عمر يا أبا الحسن فنحرض الناس على
الصلاة حتى تصيبهم البركة فامر الناس بالقيام * وأخرج البيهقي عن أنس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
376

من صلى المغرب والعشاء في جماعة حتى ينقضي شهر رمضان فقد أصاب من ليلة القدر بحظ وافر * وأخرج ابن
خزيمة والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى العشاء الأخيرة في جماعة في رمضان
فقد أدرك ليلة القدر * وأخرج ابن زنجويه عن ابن عمرو قال من صلى العشاء أصاب ليلة القدر * وأخرج مالك
وابن أبي شيبة وابن زنجويه والبيهقي عن سعيد بن المسيب قال من شهد العشاء ليلة القدر في جماعة فقد أخذ بحظه
منها * وأخرج البيهقي عن علي قال من صلى العشاء كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ فقد قامه * وأخرج ابن أبي
شيبة عن عامر قال يومها كليلتها وليلتها كيومها * وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن بن الحر قال بلغني ان
العمل في يوم القدر كالعمل في ليلتها * وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة ومحمد بن نصر والبيهقي
عن عائشة قالت قلت يا رسول الله ان وافقت ليلة القدر فما أقول قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنى
* وأخرج ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر والبيهقي عن عائشة قالت لو عرفت أي ليلة القدر ما سألت الله فيها الا العافية
* وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت لو علمت أي ليلة القدر كان أكثر دعائي فيها أسأل الله العفو والعافية
* وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي يحيى بن أبي مرة قال طفت ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان
فريت الملائكة تطوف في الهواجر إلى البيت * وأخرج البيهقي من طريق الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة قال
ذقت ماء البحر ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان فإذا هو عذب * وأخرج البيهقي عن أيوب بن خالد قال كنت
في البحر فأجنبت ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان فاغتسلت من ماء البحر فوجدته عذبا فراتا * وأخرج ابن
زنجويه ومحمد بن نصر عن كعب الأحبار قال نجد هذه الليلة في الكتب حطوطا تحط الذنوب يريد ليلة القدر
* وأخرج البيهقي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان ليلة القدر نزل جبريل في كبكبة من
الملائكة يصلون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله تعالى فإذا كان يوم عيدهم باهى بهم الملائكة فقال
يا ملائكتي ما جزاء أجير وفي عمله قالوا ربنا جزاؤه ان يؤتى أجره قال يا ملائكتي عبيدي وإمائي قضوا فريضتي عليهم
ثم خرجوا يعجون إلى بالدعاء وعزتي وجلالي وكرمي وعلوي وارتفاع مكاني لأجيبنهم فيقول ارجعوا فقد غفرت
لكم وبدلت سيئاتكم حسنات فيرجعون مغفورا لهم * وأخرج الزجاجي في أماليه عن علي بن أبي طالب
قال إذا أتى أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لامتي
في بكورها يوم الخميس وليقرأ إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران وانا أنزلناه في ليلة القدر وأم
الكتاب فان فيهن قضاء حوائج الدنيا والآخرة * وأخرج أحمد والترمذي ومحمد بن نصر والطبراني عن علي قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بتسع سور في ثلاث ركعات ألهاكم التكاثر وانا أنزلناه في ليلة القدر وإذا
زلزلت الأرض في ركعة وفي الثانية والعصر وإذا جاء نصر الله وانا أعطيناك الكوثر وفي الثالثة قل يا أيها الكافرون
وتبت يدا أبى لهب وقل هو الله أحد * وأخرج محمد بن نصر عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ انا
أنزلناه في ليلة القدر عدلت بربع القرآن ومن قرأ إذا زلزلت عدلت بنصف القرآن وقل يا أيها الكافرون تعدل
ربع القرآن وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن
* (سورة لم يكن الذين كفروا) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت سورة لم يكن بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت نزلت
سورة لم يكن بمكة * وأخرج أبو نعيم في المعرفة عن إسماعيل بن أبي حكيم المزني أحد بنى فضيل سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إن الله ليسمع قراءة لم يكن فيقول أبشر عبدي فوعزتي وجلالي لأمكنن لك في الجنة حتى
ترضى وأخرج أبو موسى المديني في المعرفة عن إسماعيل بن أبي حكيم عن مطر المزني أو المدني عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال إن الله ليسمع قراءة لم يكن الذين كفروا فيقول أبشر عبدي فوعزتي وجلالي لا أنساك على حال من أحوال
الدنيا والآخرة ولأمكنن لك في الجنة حتى ترضى * وأخرج أحمد وابن قانع في معجم الصحابة والطبراني وابن مردويه
عن أبي حبة البدري قال لما نزلت لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب إلى آخرها قال جبريل للنبي صلى الله عليه
وسلم يا رسول الله ان ربك يأمرك أن تقرئها أبيا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ان جبريل أمرني ان أقرئك هذه
377

السورة قال أبى وقد ذكرت ثم يا رسول الله قال نعم فبكى * وأخرج ابن سعد وأحمد والبخاري ومسلم وابن مردويه
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب ان الله أمرني ان أقرأ عليك لم يكن الذين كفروا قال
وسماني لك قال نعم فبكى وفي لفظ لما نزلت لم يكن الذين كفروا دعا أبي بن كعب فقرأها عليه فقال أمرت ان أقرأ
عليك * وأخرج أحمد والترمذي والحاكم وصححاه عن أبي بن كعب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله
أمرني ان أقرأ عليك القرآن لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب فقرأ فيها ولو أن ابن آدم سال واديا من مال
فاعطيه لسأل ثانيا ولو سأل ثانيا فاعطيه لسأل ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم الا التراب ويتوب الله على من تاب وان
ذات الدين عند الله الحنيفية غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية ومن يفعل ذلك فلن يكفره * وأخرج أحمد عن أبي
بن كعب قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله أمرني ان اقرأ عليك فقرأ على لم يكن الذين كفروا من
أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة وما تفرق
الذين أوتوا الكتاب الا من بعدما جاءتهم البينة ان الدين عند الله الحنيفية غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية
ومن يفعل خيرا فلن يكفره قال شبعة ثم قرأ آيات بعدها ثم قرأ لو أن لابن آدم واديا من مال لسأل واديا ثانيا ولا يملأ
جوف ابن آدم الا التراب قال ثم ختم بما لقى من السورة * وأخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب ان رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال يا أبى انى أمرت ان أقرئك سورة فأقرأنيها ما كان الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين
منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة أي ذات اليهودية والنصرانية ان أقوم
الدين الحنيفية مسلمة غير مشركة ومن يعمل صالحا فلن يكفره وما اختلف الذين أوتوا الكتاب الا من بعدما جاءتهم
البينة ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وفارقوا الكتاب لما جاءهم أولئك عند الله شر البرية ما كان الناس
الا أمة واحدة ثم أرسل الله النبيين مبشرين ومنذرين يأمرون الناس يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويعبدون
الله وحده وأولئك عند الله هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا
رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربه * وأخرج أحمد عن ابن عباس قال جاء رجل إلى عمر يسأله فجعل عمر
ينظر إلى رأسه مرة وإلى رجليه أخرى هل يرى عليه من البؤس ثم قال له عمر كم مالك قال أربعون من الإبل قال ابن
عباس قلت صدق الله ورسوله لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم الا التراب ويتوب
الله على من تاب فقال عمر ما هذا فقلت هكذا أقرأني أبى قال فمر بنا إليه فجاء إلى أبى فقال ما تقول هذا قال أبى هكذا
أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أثبتها في المصحف قال نعم * وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال
قلت يا أمير المؤمنين ان أبيا يزعم انك تركت من آيات الله آية لم تكتبها قال والله لأسألن أبيا فان أنكر لتكذبن
فلما صلى صلاة الغداة غدا على أبى فأذن له وطرح له وسادة وقال يزعم هذا انك تزعم انى تركت آية من كتاب الله لم
أكتبها فقال انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما واديا ثالثا
ولا يملأ جوف بن آدم الا التراب ويتوب الله على من تاب فقال عمر أفأكتبها قال لا أنهاك قال فكأن أبيا شك
أقول من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قرآن منزل * وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال لما نزلت لم يكن الذين
كفروا من أهل الكتاب لقى أبي بن كعب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبى ان الله قد أنزل سورة وأمرني
ان أقرئكها فقال آلله أمرك قال نعم قال فافعل قال فاقرأها إياه * قوله تعالى (لم يكن الذين كفروا) الآية
* أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة لم يكن الذين كفروا من أهل
الكتاب والمشركين منفكين قال منتهين عماهم فيه حتى تأتيهم البينة أي هذا القرآن رسول من الله يتلو صحفا
مطهرة قال يذكر القرآن بأحسن الذكر ويثني عليه بأحسن الثناء وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين
حنفاء والحنيفية الختام وتحريم الأمهات والبنات والأخوات والعمات والخالات والمناسك وتقيموا الصلاة
وتؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة قال هو الذي بعث الله به رسوله وشرعه لنفسه ورضيه * وأخرج ابن المنذر عن
ابن عباس في قوله منفكين قال برحين * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
مجاهد منفكين قال منتهين لم يكونوا ليؤمنوا حتى تبين لهم الحق * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله حتى
378

تأتيهم البينة قال محمد وفي قوله وذلك دين القيمة قال القيم * وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله من بعد
ما جاءتهم البينة قال محمد * وأخرج ابن أبي حاتم عن عقيل قال قلت للزهري تزعمون أن الصلاة والزكاة ليس من
الايمان فقرأ وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة
ترى هذا من الايمان أم لا * وأخرج ابن المنذر عن عطاء بن أبي رباح انه قيل له ان قوما قالوا ان الصلاة والزكاة
ليسا من الدين فقال أليس يقول الله وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا
الزكاة وذلك دين القيمة فالصلاة والزكاة من الدين * وأخرج عبد بن حميد عن المغيرة قال كان أبو وائل إذا
سئل عن شئ من الايمان قرأ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب إلى قوله وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له
الدين * قوله تعالى (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال أتعجبون من
منزلة الملائكة من الله والذي نفسي بيده لمنزلة العبد المؤمن عند الله يوم القيامة أعظم من منزلة ملك واقرؤا
ان شئتم ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية * وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت قلت يا
رسول الله من أكرم الخلق على الله قال يا عائشة أما تقرئين ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير
البرية * وأخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فاقبل على فقال النبي
صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ونزلت ان الذين آمنوا وعملوا
الصالحات أولئك هم خير البرية فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل على قالوا جاء خير البرية
* وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا على خير البرية * وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال
لما نزلت ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى هو
أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين * وأخرج ابن مردويه عن علي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ألم تسمع قول الله ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم
الحوض إذا جثت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين
* (سورة الزلزلة مدنية) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت سورة إذا زلزلت بالمدينة * وأخرج ابن مردويه عن قتادة
قال نزلت بالمدينة إذا زلزلت * وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب
الايمان عن عبد الله بن عمرو قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اقرئني يا رسول الله قال له اقرأ ثلاثا
من ذولت الراء فقال له الرجل كبر سنى واشتد قلبي وغلظ لساني قال اقرأ ثلاثا من ذوات حم فقال مثل مقالته الأولى
فقال اقرأ ثلاثا من المسبحات فقال مثل مقالته ولكن اقرئي يا رسول الله سورة جامعة فاقرأه إذا زلزلت الأرض
زلزالها حتى فرغ منها قال الرجل والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها ثم أدبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح
الرويجل أفلح الرويجل * وأخرج الترمذي وابن مردويه والبيهقي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من قرأ إذا زلزلت عدلت له بنصف القرآن ومن قرأ قل هو الله أحد عدلت له بثلث القرآن ومن قرأ قل يا أيها
الكافرون عدلت له بربع القرآن * وأخرج الترمذي وابن الضريس ومحمد بن نصر والحاكم وصححه والبيهقي
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زلزلت تعدل نصف القرآن وقل هو الله أحد تعدل ثلث
القرآن وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول من قرأ في ليلة إذا زلزلت كان له عدل نصف القرآن * وأخرج أبو داود والبيهقي في سننه عن
رجل من بنى جهينة انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح إذا زلزلت الأرض في الركعتين كلتيهما فلا أدرى
أنسى أم قرأ ذلك عمدا * وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن المسيب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه
الفجر فقرأ بهم في الركعة الأولى إذا زلزلت الأرض ثم أعادها في الثانية * وأخرج أحمد ومحمد بن نصر والطبراني
والبيهقي في سننه عن أبي امامة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى ركعتين بعد الوتر وهو جالس يقرأ فيهما إذا
زلزلت وقيل يا أيها الكافرون * وأخرج البيهقي عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى بعد الوتر ركعتين
379

وهو جالس يقرأ في الركعة الأولى بأم الكتاب وإذا زلزلت وفي الثانية قل يا أيها الكافرون * وأخرج الخطيب في
تاريخه عن الشعبي قال من قرأ إذا زلزلت فإنها تعدل سدس القرآن * وأخرج ابن الضريس عن عاصم قال كان
يقال قل هو الله أحد ثلث القرآن وإذا زلزلت الأرض نصف القرآن وقل يا أيها الكافرون ربع القرآن * قوله
تعالى (إذا زلزلت الأرض) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه
عن ابن عباس إذا زلزلت الأرض زلزالها تحركت من أسفلها وأخرجت الأرض أثقالها قال الموتى وقال الانسان
مالها قال يقول الكافر مالها يومئذ تحدث أخبارها قالها ربك قولي فقالت بان ربك أوحى لها قال أوحى إليها يومئذ
يصدر الناس أشتاتا قال من كل من ههنا وههنا * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد في قوله وأخرجت الأرض أثقالها قال من في القبور يومئذ تحدث اخبارها قال تخبر الناس بما عملوا
عليها بان ربك أوحى لها قال أمرها فألقت ما فيها * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية وأخرجت الأرض أثقالها قال
ما فيها من الكنوز والموتى * وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقئ الأرض أفلاذ
كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة فيجئ القائل فيقول في هذا قتلت ويجئ القاطع فيقول في هذا
قطعت رحمي ويجئ السارق فيقول في هذا قطعت يدي ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا * وأخرج أحمد وعبد بن
حميد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان
عن أبي هريرة قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية يومئذ تحدث اخبارها قال أتدرون ما أخبارها قالوا
الله ورسوله أعلم قال فان أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها تقول عمل كذا وكذا في يوم كذا
وكذا فهذه أخبارها * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إن الأرض لتخبر يوم القيامة بكل ما عمل على ظهرها وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زلزلت الأرض
زلزالها حتى بلغ يومئذ تحدث أخبارها قال أتدرون ما أخبارها جاءني جبريل قال خبرها إذا كان يوم القيامة
أخبرت بكل عمل عمل على ظهرها * وأخرج الطبراني عن ربيعة الجرشى رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال تحفظوا من الأرض فإنها أمكم وانه ليس من أحد عامل عليها خيرا أو شرا الا وهي مخبرة به * وأخرج عبد
ابن حميد عن الحكم رضي الله عنه قال رأيت أبا أمية صلى في المسجد الحرام المكتوبة ثم تقدم فجعل يصلى ههنا
وههنا فلما فرغ قلت له ما هذا الذي رأيتك تصنع قال قرأت هذه الآية إذا زلزلت الأرض زلزالها إلى قوله يومئذ
تحدث أخبارها فأردت إلى تشهد لي يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير
وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن إسماعيل بن عبد الملك قال سمعت سعيد بن جبير يقرأ بقراءة ابن
مسعود هذه الآية يومئذ تنبئ أخبارها وقرأ مرة يومئذ تحدث أخبارها * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى
رضي الله عنه في قوله يومئذ يصدر الناس أشتاتا قال فرقا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه يومئذ
يصدر الناس قال يتصدعون أشتاتا فلا يجتمعون بعد ذلك آخر ما عليهم وكان يقال ان هذه السورة الفاذة
الجامعة * قوله تعالى (فمن يعمل مثقال ذرة) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني
في الأوسط والحاكم في تاريخه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أنس رضي الله عنه قال بينما أبو بكر
الصديق رضي الله عنه يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل
مثقال ذرة شرا يره فرفع أبو بكر رضي الله عنه يده وقال يا رسول الله انى لراء ما عملت من مثقال ذرة من شر فقال
يا أبا بكر أرأيت ما ترى في الدنيا مما تكره فبمثاقيل ذر بشر ويدخر لك مثاقيل ذر الخير حتى توفاه يوم القيامة
* وأخرج إسحاق بن راهويه وعبد بن حميد والحاكم وابن مردويه عن أسماء قالت بينما أبو بكر رضي الله عنه
يتغدى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نزلت هذه الآية فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل
مثقال ذرة شرا يره فامسك أبو بكر رضي الله عنه وقال يا رسول الله أكل ما عملناه من سوء رأيناه فقال ما ترون مما
تكرهون فذاك مما تجزون به ويدخر الخير لأهله في الآخرة * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب البكاء وابن
جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال
380

أنزلت إذ زلزلت الأرض زلزالها وأبو بكر الصديق رضي الله عنه قاعد فبكى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما يبكيك يا أبا بكر قال تبكيني هذه السورة فقال لولا انكم تخطئون وتذنبون فيغفر لكم لخلق الله أمة يخطئون
ويذنبون فيغفر لهم * وأخرج ابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق إذ نزلت عليه هذه الآية فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا
يره فامسك رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عن الطعام ثم قال من عمل منكم خيرا فجزاؤه في الآخرة ومن عمل
منكم شرا يراه في الدنيا مصيبات وأمراضا ومن يكن فيه مثقال ذرة من خير دخل الجنة * وأخرج ابن مردويه
عن أبي إدريس الخولاني رضي الله عنه قال كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يأكل مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذ نزلت عليه هذه الآية فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فامسك أبو بكر
يده وقال يا رسول الله انا الراؤن ما عملنا من خير أو شر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر أرأيت ما رأيت
مما تكره فهو من مثاقيل الشر ويدخر لك مثاقيل الخير حتى توفاه يوم القيامة وتصديق ذلك في كتاب الله وما
أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري قال لما
أنزلت هذه الآية فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قلت يا رسول الله انى لراء عملي قال
نعم قلت تلك الكبار الكبار قال نعم قلت الصغار الصغار قال نعم قلت وا ثكل أمي قال ابشر يا أبا سعيد فان الحسنة
بعشر أمثالها يعنى إلى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء والسيئة بمثلها أو يعفو الله ولن ينجو أحد منكم
بعمله قلت ولا أنت يا نبي الله قال ولا أنا الا ان يتغمدني الله منه بالرحمة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير
رضي الله عنه في قوله فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره الآية قال لما نزلت ويطعمون الطعام على حبه كان المسلمون
يرون انهم لا يؤجرون على الشئ القليل إذا أعطوه فيجئ السائل إلى أبوابهم فيستقلون أن يعطوه التمرة
والكسرة فيردونه ويقولون ما هذا بشئ انما نؤجر على ما نعطى ونحن نحبه كان آخرون يرون انهم لا يلامون
على الذنب اليسير كالكذبة والنظرة والغيبة وأشباه ذلك ويقولون انما وعد الله النار على الكبائر فرغبهم في الخير
القليل ان يعملوه فإنه يوشك ان يكثر وحذرهم اليسير من الشر فإنه يوشك ان يكثر فمن يعمل مثقال ذرة يعنى وزن
أصغر النمل خيرا يره يعنى في كتابه ويسره ذلك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث عن ابن عباس
في قوله فمن يعمل مثقال ذرة الآية قال ليس من مؤمن ولا كافر عمل خيرا ولا شرا في الدنيا الا أراه الله إياه فاما المؤمن
فيريه الله حسناته وسيئاته فيغفر له من سيئاته ويثيبه على حسناته وأما الكافر فيريه حسناته وسيئاته
فيرد حسناته ويعذبه بسيئاته * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب في
الآية قال من يعمل مثقال ذرة من خير من كافر يرى ثوابها في الدنيا في نفسه وأهله وماله وولده حتى يخرج من
الدنيا وليس عنده خير ومن يعمل مثقال ذرة شرا من مؤمن يرى عقوبته في الدنيا في نفسه وأهله وماله وولده حتى
يخرج من الدنيا وليس عليه شئ * وأخرج ابن المبارك في الزهد وأحمد وعبد بن حميد والنسائي والطبراني وابن
مردويه عن صعصعة ابن معاوية عم الفرزدق انه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا
يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فقال حسبي لا أبالي ان لا أسمع من القرآن غيرها * وأخرج سعيد بن منصور عن
المطلب بن عبد الله بن حنطب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في مجلس ومعهم اعرابي جالس فمن يعمل مثقال
ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فقال الاعرابي يا رسول الله أمثقال ذرة قال نعم فقال الاعرابي وا سوأتاه
ثم قام وهو يقولها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد دخل لقب الاعرابي الايمان * وأخرج عبد الرزاق
وسعيد بن منصور وعبد بن حميد عن زيد بن أسلم رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فمن يعمل مثقال
ذرة خيرا يره الآية فقام رجل فجعل يضع يده على رأسه وهو يقول وا سوأتاه فقال النبي صلى الله عليه وسلم
أما الرجل فقد آمن * وأخرج ابن المبارك عن زيد بن أسلم رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله ليس أحد
يعمل مثقال ذرة خيرا الا رآه ولم يعمل مثقال ذرة شرا الا رآه قال نعم فانطلق الرجل وهو يقول وا سوأتاه فقال
النبي صلى الله عليه وسلم آمن الرجل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضى الله
381

عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم دفع رجلا إلى رجل يعلمه فعلمه حتى بلغ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره فقال
الرجل حسبي فقال الرجل يا رسول الله أرأيت الرجل الذي أمرتني ان أعلمه لما بلغ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا
يره فقال حسبي فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه فقد فقه * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال ذكر
لنا ان رجلا ذهب مرة يستقرئ فلما سمع هذه الآية فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره إلى آخرها فقال حسبي حسبي
ان عملت مثقال ذرة من خير رأيته وان عملت مثقال ذرة من شر رأيته قال وذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان
يقول هي الجامعة الفاذة * وأخرج ابن المبارك وعبد الرزاق عن الحسن قال لما نزلت فمن يعمل مثقال ذرة
خيرا يره الآية قال رجل من المسلمين حسبي حسبي ان عملت مثقال ذرة من خير أو شر رأيته انتهت الموعظة
* وأخرج ابن أبي شيبة عن الحارث بن سويد انه قرأ إذا زلزلت حتى بلغ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره قال إن هذا
الاحصاء شديد * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال هو الكافر يعطى كتابه يوم القيامة فينظر فيه فيرى
فيه كل حسنة عملها في الدنيا فترد عليه حسناته وذلك قول الله تعالى وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا
فأبلس واسود وجهه وأما المؤمن فإنه يعطى كتابه بيمينه يوم القيامة فيرى فيها كل خطيئة عملها في دار الدنيا ثم
يغفر له ذلك وذلك قول الله أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات فابيض وجهه واشتد سروره * وأخرج
ابن جرير عن سليمان بن عامر رضي الله عنه انه قال يا رسول الله ان أبى كان يصل الرحم ويفي بالذمة ويكرم
الضيف قال مات قبل الاسلام قال نعم قال لن ينفعه ذلك ولكنها تكون في عقبة فلن تخزوا أبدا ولن تذلوا أبدا ولن
تفتقروا أبدا * وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال لولا ثلاث لأحببت ان لا أبقى
في الدنيا وضعي وجهي للسجود لخالقي في اختلاف الليل والنهار أقدمه لحياتي وظلما الهواجر ومقاعدة أقوام
ينتقون الكلام كما تنتقي الفاكهة وتمام التقوى ان يتقى الله تعالى العبد حتى يتقيه في مثقال ذرة حتى أن يترك
بعض ما يرى أنه حلال خشية ان يكون حراما حتى يكون حاجزا بينه وبين الحرام ان الله قد بين للناس الذي
هو يصيرهم إليه قال فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فلا تحقرن شيئا من الشر ان تتقيه
ولا شيئا من الشر ان تفعله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم اعلموا ان الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة
شرا يره * وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اتقوا النار
ولو بشق تمرة ثم قرأت من يعمل مثقال ذرة خيرا يره * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال ذكر لنا
ان عائشة رضي الله عنها جاءها سائل فسأل فأمرت له بتمرة فقال لها قائل يا أم المؤمنين انكم لتصدقون بالتمرة
قالت نعم والله ان الخلق كثير ولا يشبعه الا الله أو ليس فيها مثاقيل ذر كثيرة * وأخرج البيهقي في شعب الايمان
عن عائشة ان سائلا جاءها فقالت لجاريتها اطعميه فوجدت تمرة فقالت اعطيه إياها فان فيها مثاقيل ذرات
تقبلت * وأخرج مالك وابن سعد وعبد بن حميد من طريق عائشة رضي الله عنها ان سائلا أتاها وعندها سله
من عنب فأخذت حبة من عنب فأعطته فقيل لها في ذلك فقالت هذه أثقل من ذر كثير ثم قرأت ومن يعمل مثقال
ذرة خيرا يره * وأخرج عبد بن حميد عن جعفر بن برقان قال بلغنا ان عمر بن الخطاب أتاه مسكين وفي يده عنقود
من عنب فناوله منه حبة وقال فيه مثاقيل ذر كثيرة * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه ان سائلا
سأل عبد الرحمن بن عوف وبين يديه طبق وعليه عنب فناوله حبة فكأنهم أنكروا ذلك عليه فقال في هذه مثاقيل
ذر كثير * وأخرج سعد عن عطاء بن فروخ ان سعد بن مالك أتاه سائل وبين يديه طبق عليه تمر فأعطاه تمرة
فقبض السائل يده فقال سعد ويحك تقبل الله منا مثقال الذرة والخردلة وكم في هذه من مثاقيل الذر * وأخرج
ابن سعد عن شداد بن أوس انه خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أيها الناس الا ان الدنيا أجل حاضر
يأكل منها البار والفاجر ألا وان الآخرة أجل مستأخر يقضى فيها ملك قادر ألا وان الخير بحذافيره في الجنة
ألا وان الشر بحذافيره في النار ألا واعلموا أنه من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
* وأخرج الزجاجي في أماليه عن أنس بن مالك ان سائلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه تمرة فقال السائل نبي
382

من الأنبياء يتصدق بتمرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما علمت أن فيها مثاقيل ذكر كثير * وأخرج هناد عن ابن
عباس في قوله مثقال ذرة انه أدخل يده في التراب ثم رفعها ثم نفخ فيها وقال كل من هؤلاء مثقال ذرة * وأخرج
الحسين بن سفيان في مسنده وأبو نعيم في الحلية عن شداد بن أوس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
أيها الناس ان الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر وان الآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك قادر يحق فيها
الحق ويبطل الباطل أيها الناس كونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فان كل أم يتبعها ولدها
اعملوا وأنتم من الله على حذر واعلموا أنكم معروضون على أعمالكم وأنكم ملاقوا الله لابد منه فمن يعمل مثقال
ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره * وأخرج مالك والبخاري وأحمد ومسلم والنسائي وابن ماجة عن أبي
هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر الحديث قال
وسئل عن الحمر فقال ما نزل على فيها لا هذه الآية الجامعة الفاذة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال
ذرة شرا يره * (سورة والعاديات مكية) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت والعاديات بمكة * وأخرج أبو عبيد في فضائله عن الحسن قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زلزلت تعدل بنصف القرآن والعاديات تعدل بنصف القرآن * وأخرج محمد بن
نصر من طريق عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زلزلت تعدل نصف
القرآن والعاديات تعدل نصف القرآن وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع
القرآن * وأخرج البزار وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني في الافراد وابن مردويه عن ابن عباس قال بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا فاستمرت شهرا لا يأتيه منها خبر فنزلت والعاديات ضبحا ضبحت أرجلها ولفظ
ابن مردويه ضبحت بمناخيرها فالموريات قدحا قدحت بحوافرها الحجارة فأورت نارا فالمغيرات صبحا صبحت القوم
بغارة فأثرن به نقعا أثارت بحوافرها التراب فوسطن به جمعا صبحت القوم جميعا * وأخرج ابن مردويه من وجه
آخر عن ابن عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى العدو فأبطأ خبرها فشق ذلك عليه فأخبره
الله خبرهم وما كان من أمرهم فقال والعاديات ضبحا قال هي الخيل والضبح نخير الخيل حين تنخر فالموريات قدحا
قال حين تجرى الخيل توري نارا أصابت بسنابكها الحجارة فالمغيرات صبحا قال هي الخيل أغارت فصبحت العدو
فأثرن به نقعا قال هي الخيل أثرن بحوافرها يقول تعدو الخيل والنقع الغبار فوسطن به جمعا قال الجمع العدو
* وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح قال تقاولت أنا وعكرمة في شأن العاديات فقال قال ابن عباس هي الخيل في
القتال وضبحها حين ترخى مشافرها إذا أعدت فالموريات قدحا قال أرت المشركين مكرهم فالمغيرات صبحا قال إذا
صبحت العدو فوسطن به جمعا قال إذا توسطت العدو قال أبو صالح فقلت قال على هل الإبل في الحج ومولاي كان أعلم
من مولاك * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن
عباس قال بينما أنا في الحجر جالس إذ أتاني رجل فسأل عن العاديات ضبحا فقلت الخيل حين تغير في سبيل الله ثم
تأوي إلى الليل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم فانفتل عنى فذهب عنى إلى علي بن أبي طالب وهو جالس تحت
سقاية زمزم فسأله عن العاديات ضبحا فقال سألت عنها أحدا قبلي قال نعم سألت عنها ابن عباس فقال هي الخيل
حين تغير في سبيل الله فقال اذهب فادعه لي فلما وقفت على رأسه قال تفتى الناس بما لا علم لك والله ان أول غزوة في
الاسلام لبدر وما كان معنا الا فرسان فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود فكيف يكون العاديات ضبحا انما
العاديات ضبحا من عرفة إلى المزدلفة فإذا أدوا إلى المزدلفة أوروا إلى النيران والمغيرات صبحا من المزدلفة إلى منى
فذلك جمع وأما قوله فأثرن به نقعا فهو نقع الأرض حين تطؤه بخفافها وحوافرها قال ابن عباس فنزعت عن قولي
ورجعت إلى الذي قال على * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق الأعمش عن إبراهيم عن
عبد الله والعاديات ضبحا قال الإبل قال إبراهيم وقال علي بن أبي طالب هي الإبل وقال ابن عباس هي الخيل فبلغ
عليا قول ابن عباس فقال ما كانت لنا خيل يوم بدر قال ابن عباس انما كان ذلك في سرية بعثت * وأخرج عبد بن
حميد عن عامر قال تمارى على وابن عباس في العاديات ضبحا فقال ابن عباس هي الخيل وقال على كذبت يا ابن
383

فلانة والله ما كان معنا يوم بدر فارس الا المقداد وكان على فرس أبلق قال وكان على يقول هي الإبل فقال ابن عباس
ألا ترى انها تثير نقعا فما شئ تثيره الا بحوافرها * وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه من طريق مجاهد عن ابن
عباس والعاديات ضبحا قال الخيل فالموريات قدحا قال الرجل إذا أورى زنده فالمغيرات صبحا قال الخيل تصبح العدو
فأثرن به نقعا قال التراب فوسطن به جمعا قال العدوان الانسان لربه لكنود قال لكفور * وأخرج عبد بن حميد
عن مجاهد والعاديات صبحا قال قال ابن عباس في القتال وقال ابن مسعود في الحج * وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن
منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس والعاديات
ضبحا قال ليس شئ من الدواب يضبح الا كلب أو فرس فالموريات قدحا قال هو مكر الرجل قدح فأورى
فالمغيرات صبحا قال غارت الخيل صبحا فأثرن به نقعا قال غبار وقع سنابك الخيل فوسطن به جمعا قال جمع العدو
قال عمرو وكان عبيد بن عمير يقول هي الإبل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس والعاديات ضبحا قال
الخيل ضبحها زجرها ألم تر ان الفرس إذا عدا قال أح أح فذاك ضبحها * وأخرج ابن جرير عن علي قال الضبح من
الخيل الحجمة ومن الإبل النفس * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة والعاديات ضبحا قال
هي الخيل تعدو حتى تضبح فالموريات قدحا قال قدحت النار بحوافرها فالمغيرات صبحا غارت حين أصبحت فأثرن
به نقعا قال غبارا فوسطن به جمعا قال جمع القوم ان الانسان لربه لكنود قال لكفور * وأخرج الفريابي وعبد
ابن حميد عن مجاهد والعاديات ضبحا قال الخيل ألم تر إلى الفرس إذا أجرى كيف يضج وما ضج بعير قط فالموريات
قدحا قال المكر تقول العرب إذا أراد الرجل أن يمكر بصاحبه اما والله لأقدحن لك ثم لأورين فالمغيرات صبحا قال
الخيل فأثرن به نقعا قال التراب من وقع الخيل فوسطن به جمعا قال جمع العدوان الانسان لربه لكنود قال لكفور
* وأخرج عبد بن حميد عن عطية والعاديات ضبحا قال الخيل ألم ترها إذا عدت تزحر يقول تنحر فالموريات قدحا قال
الكر فالمغيرات صبحا قال الخيل فأثرن به نفعا قال الغبار فوسطن به جمعا قال جمع المشركين ان الانسان لربه
لكنود قال لكفور * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس فالموريات قدحا قال كان مكر المشركين إذا مكروا
قدحوا النار حتى يروا انهم كثير * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله
عز وجل فأثرن به نقعا قال النقع ما يسطع من حوافر الخيل قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت حسان
ابن ثابت وهو يقول
عدمنا خيلنا ان لم تروها * تثير النقع موعدها كداء
قال فأخبرني عن قوله ان الانسان لربه لكنود قال الكنود الكفور للنعمة وهو الذي يأكل وحده ويمنع رفده
ويجيع عبده قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول
شكرت له يوم العكاظ نواله * ولم أك للمعروف ثم كنودا
* وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود والعاديات ضبحا قال هي الإبل في الحج فالموريات قدحا إذا سقطت الحصى
بمناسمها تضرب الحصى بعضه بعضا فيخرج منه النار فالمغيرات صبحا حين يفيضون من جمع فأثرن به نقعا قال إذا
صرن يثرن التراب * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء والعاديات ضبحا قال الإبل فالموريات قدحا قال الخيل
فوسطن به جمعا قال القوم ان الانسان لربه لكنود قال لكفور * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن كعب القرظي
والعاديات ضبحا قال الدفعة من عرفة فالموريات قدحا قال قال النيران تجمع فالمغيرات صبحا قال الدفعة من جمع فأثرن
به نقعا قال بطن الوادي فوسطن به جمعا قال جمع منى * وأخرج عبد بن حميد وسعيد بن منصور وابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس قال الكنود بلساننا أهل البلد الكفور * وأخرج
ابن عساكر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ان الانسان لربه لكنود قال لكفور * وأخرج
عبد بن حميد والبخاري في الأدب والحكيم الترمذي وابن مردويه عن أبي أمامة قال الكنود الذي يمنع رفده
وينزل وحده ويضرب عبده * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي وابن عساكر
بسند ضعيف عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما الكنود قالوا الله ورسوله أعلم قال هو
384

الكفور الذي يضرب عبده ويمنع رفده ويأكل وحده * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن قتادة والحسن في
قوله ان الانسان لربه لكنود قال الكفور للنعمة البخيل بما أعطى الذي يمنع رفده ويجيع عبده ويأكل وحده ولا
يعطى النائبة تكون في قومه ولا يكون كنودا حتى تكون هذه الخصال فيه * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن ان الانسان لربه لكنود قال لكفور
يعدد المصيبات وينسى نعم ربه عز وجل * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما وانه على ذلك لشهيد
قال الانسان وانه لحب الخير قال المال * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد وانه على ذلك لشهيد قال الله عز وجل
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة وانه على ذلك لشهيد قال هذه من مقاديم الكلام يقول وان الله على
ذلك لشهيد وان الانسان لحب الخير لشديد * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة وانه لحب
الخير قال هو المال * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب وانه على ذلك لشهيد قال الانسان شاهد على نفسه أفلا
يعلم إذا بعثر ما في القبور قال حين يبعثون وحصل ما في الصدور قال أخرج ما في الصدور * وأخرج ابن عساكر من
طريق البختري بن عبيد عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رجل يا رسول الله ما العاديات ضبحا فاعرض عنه ثم رجع
إليه من الغد فقال ما الموريات قدحا فاعرض عنه ثم رجع إليه الثالثة فقال ما المغيرات صبحا فرفع العمامة والقلنسوة
عن رأسه بمخصرته فوجده مقرعا رأسه فقال لو وجدتك حالقا رأسك لوضعت الذي فيه عيناك ففزع الملا من
قوله فقالوا يا نبي الله ولم قال إنه سيكون أناس من أمتي يضربون القرآن بعضه ببعض ليبطلوه ويتبعون ما تشابه
ويزعمون ان لهم في أمر ربهم سبيلا ولكل دين مجوس وهم مجوس أمتي وكلاب النار فكأنه يقول هم القدرية
قال الذهبي في الميزان البختري ضعفه أبو حاتم وأعله غيره وقال أبو نعيم روى عن أبيه موضوعات
* (سورة القارعة) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة القارعة بمكة * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال القارعة من أسماء يوم القيامة
* وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله يوم يكون الناس كالفراش المبثوث قال هذا
هو الفراش الذي رأيتم يتهافت في النار وفي قوله وتكون الجبال كالعهن المنفوش قال كالصوف وفي قوله
فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية قال هي الجنة وأما من خفت موازينه فأمه هاوية قال هي النار مأواهم
وأمهم ومصيرهم ومولاهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه
في قوله فأمه هاوية قال مصيره إلى النار وهي الهاوية * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس فأمه هاوية كقولك
هويت أمه * وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال هي كلمة غربية إذا وقع رجل في أمر شديد قالوا هويت أمه * وأخرج
ابن أبي حاتم عن أبي خالد الوالبي فأمه هاوية قال أم رأسه * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال أم رأسه هاوية في
جهنم * وأخرج ابن جرير عن أبي صالح قال يهوون في النار على رؤسهم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال
الهاوية النار هي أمه ومأواه التي يرجع إليها ويأوي إليها * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن الأشعث بن عبد
الله الأعمى قال إذا مات المؤمن ذهب بروحه إلى روح المؤمنين فتقول روحوا لأخيكم فإنه كان في غم الدنيا
ويسألونه ما فعل فلان ما فعل فلان فيخبرهم فيقول صالح حتى يسألوه ما فعل فلان فيقول مات أما جاءكم فيقولون
لا ذهب به إلى أمه الهاوية * وأخرج الحاكم عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مات
العبد تلقى روحه أرواح المؤمنين فيقولون ما فعل فلان فإذا قال مات قالوا ذهب به إلى أمه الهاوية فبئست الام
وبئست المربية * وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
مات المؤمن تلقته أرواح المؤمنين يسألونه ما فعل فلان ما فعلت فلانة فان كان مات ولم يأتهم قالوا خولف به إلى أمه
الهاوية بئست الام وبئست المربية حتى يقولوا ما فعل فلان هل تزوج ما فعلت فلانة هل تزوجت فيقولون دعوه
فيستريح فقد خرج من كرب الدنيا * وأخرج ابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقتها أهل الرحمة من عباد الله كما يلقون البشير من أهل الدنيا فيقولون
385

انظروا صاحبكم يستريح فإنه كان في كرب شديد ثم يسألونه ما فعل فلان وفلانة هل تزوجت فإذا سألوه عن
الرجل قد مات قبله فيقول هيهات قد مات ذاك قبلي فيقولون انا لله وانا إليه راجعون ذهب به إلى أمه الهاوية
فبئست الام وبئست المربية * وأخرج ابن المبارك عن أبي أيوب الأنصاري قال إذا قبضت نفس العبد تلقاها
أهل الرحمة من عباد الله كما يلقون البشير في الدنيا فيقبلون عليه ليسألوه فيقول بعضهم لبعض انظروا أخاكم حتى
يستريح فإنه كان في كرب فيقبلون عليه يسألونه ما فعل فلان ما فعلت فلانة هل تزوجت فإذا سألوه عن الرجل
مات قبله قال لهم انه قد هلك فيقولون انا لله وانا إليه راجعون ذهب به إلى أمه الهاوية فبئست الام وبئست المربية
فيعرض عليهم أعمالهم فإذا رأوا حسنا فرحوا واستبشروا وقالوا هذه نعمتك على عبدك فأتمها وان رأوا سوأ
قالوا اللهم راجع عبدك قال ابن المبارك ورواه سلام الطويل عن ثور فرفعه * وأخرج ابن المبارك عن سعيد بن
جبير انه قيل له هل يأتي الأموات أخبار الاحياء قال نعم ما من أحد له حميم الا يأتيه أخبار أقاربه فان كان خيرا سر به
وفرح به وان كان شرا ابتأس لذلك وحزن حتى أنهم ليسألون عن الرجل قد مات فيقال ألم يأتكم فيقولون لقد
خولف به إلى أمه الهاوية * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال مر عيسى عليه السلام
بقرية قد مات أهلها آنسها وجنها وهوامها وأنعامها وطيورها فقام ينظر إليها ساعة ثم أقبل على أصحابه فقال
مات هؤلاء بعذاب الله ولو ماتوا بغير ذلك ماتوا متفرقين ثم ناداهم يا أهل القرية فأجابه مجيب لبيك يا روح الله قال
ما كان جنايتكم قالوا عبادة الطاغوت وحب الدنيا قال وما كانت عبادتكم الطاغوت قال الطاعة لأهل معاصي
الله تعالى قال فما كان حبكم الدنيا قالوا كحب الصبى لامه كنا إذا أقبلت فرحنا وإذا أدبرت حزنا مع أمل بعيد
وإدبار عن طاعة الله واقبال في سخط الهل قال وكيف كان شأنكم قالوا بتنا ليلة في عافية وأصبحنا في الهاوية فقال
عيسى وما الهاوية قال سجين قال وما سجين قال جمرة من نار مثل أطباق الدنيا كلها دفنت أرواحنا فيها قال فما بال
أصحابك لا يتكلمون قال لا يستطيعون ان يتكلموا ملجمون بلجام من نار قال فكيف كلمتني أنت من بينهم قال
انى كنت فيهم ولم أكن على حالهم فلما جاء البلاء عمني معهم فانا معلق بشعرة في الهاوية لا أدرى أكردس في
النار أم أنجو فقال عيسى بحق أقول لكم لاكل خبز الشعير وشرب ماء القراح والنوم على المزابل مع الكلاب
كثير مع عافية الدنيا والآخرة * وأخرج أبو يعلى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فقد الرجل من
اخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فان كان غائبا دعا له وان كان شاهدا زاره وان كان مريضا عاده ففقد رجلا من
الأنصار في اليوم الثالث فسأل عنه فقالوا تركناه مثل الفرخ لا يدخل في رأسه شئ الا خرج من دبره قال عودوا
أخاكم فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوده فلما دخلنا عليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف
تجدك قال لا يدخل في رأسي شئ الا خرج من دبرى قال ومم ذاك قال يا رسول الله مررت بك وأنت تصلى المغرب
فصليت معك وأنت تقرأ هذه السورة القارعة ما القارعة إلى آخرها نارا حامية فقلت اللهم ما كان من ذنب أنت
معذبي عليه في الآخرة فقبل لي عقوبته في الدنيا فنزل بي ما ترى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس ما قلت الا
سألت الله ان يؤتيك في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة ويقيك عذاب النار فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فدعا
بذلك ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقام كأنما نشط من عقال
* (سورة ألهاكم مكية) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت بمكة سورة ألهاكم التكاثر * وأخرج الحاكم
والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا يستطيع أحدكم ان
يقرأ ألف آية في كل يوم قالوا ومن يستطيع ان يقرأ ألف آية قال اما يستطيع أحدكم ان يقرأ ألهاكم
التكاثر * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي هلال رضي الله عنه قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم يسمون ألهاكم التكاثر المغيرة * وأخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والترمذي
والنسائي وان جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وابن مردويه عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال
انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ ألهاكم التكاثر وفي لفظ وقد أنزلت عليه ألهاكم التكاثر وهو
386

يقول يقول ابن آدم مالي مالي وهل لك من مالك الا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت * وأخرج
الطبراني عن مطرف عن أبيه قال لما أنزلت ألهاكم التكاثر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ابن آدم
مالي مالي وهل لك من مالك الا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت أو أعطيت فأمضيت * وأخرج
عبد بن حميد ومسلم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
العبد مالي مالي وانما له من ماله ثلاثة ما اكل فأفنى أو لبس فأبلى أو تصدق فأبقى وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه
للناس * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ابن آدم مالي
مالي وماله من ماله الا ما اكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فأمضى * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول
والبيهقي في شعب الايمان وضعفه عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان قارئ عليكم سورة ألهاكم التكاثر فمن بكى فقد دخل الجنة فقرأها فمنا من بكى ومنا من لم يبك فقال الذين لم
يبكوا قد جهدنا يا رسول الله ان نبكي فلم نقدر عليه فقال انى قارئها عليكم الثانية فمن بكى فله الجنة ومن لم يقدر ان
يبكى فليتباك * وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو يصلى وهو يقرا ألهاكم التكاثر حتى ختمها * وأخرج البخاري وابن جرير عن أبي بن كعب رضي الله عنه
قال كنا نرى هذا من القرآن لو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم الا التراب ثم
يتوب الله على من تاب حتى نزلت سورة ألهاكم التكاثر إلى آخرها * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ألهاكم التكاثر قال قالوا نحن أكثر من بنى فلان
وبنو فلان أكثر من بنى فلان قالها هم ذلك حتى ماتوا ضلالا * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه
في قوله ألهاكم التكاثر قال نزلت في اليهود * وأخرج الترمذي وحنيش بن اصرم في الاستقامة وابن جرير
وابن المنذر وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال نزلت ألهاكم التكاثر في عذاب القبر * وأخرج ابن المنذر وابن أبي
حاتم عن عمر بن عبد العزيز انه قرأ ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ثم قال ما أرى المقابر الا زيارة وما للزائر بد من أن
يرجع إلى منزله * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله ألهاكم التكاثر قال في الأموال والأولاد
* وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخشى عليكم الفقر ولكن أخشى
عليكم التكاثر وما أخشى عليكم الخطا ولكن أخشى عليكم التعمد * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن زيد
ابن أسلم عن أبيه قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ألهاكم التكاثر قال يعنى عن الطاعة حتى زرتم المقابر قال
يقول حتى يأتيكم الموت كلا سوف تعلمون يعنى لو قد دخلتم قبوركم ثم كلا سوف تعلمون يقول لو قد خرجتم من
قبوركم إلى محشركم كلا لو تعلمون علم اليقين قال لو قد وقفتم على أعمالكم بين يدي ربكم لترون الجحيم وذلك أن
الصراط يوضع وسط جهنم فناج مسلم ومخدوش مسلم ومكدوش في نار جهنم ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم يعنى شبع
البطون وبارد الشراب وظلال المساكن واعتدال الخلق ولذة النوم * وأخرج ابن مردويه عن عياض بن غنم
انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قوله ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون يقول لو دخلتم
القبور ثم كلا سوف تعلمون لو قد خرجتم من قبوركم كلا لو تعلمون علم اليقين في يوم محشركم إلى ربكم لترون الجحيم
أي في الآخرة حق اليقين كرأي العين ثم لترونها عين اليقين يوم القيامة ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم بين يدي
ربكم عن بارد الشراب وظلال المساكن وشبع البطون واعتدال الخلق ولذاذة النوم حتى خطبة أحدكم المرأة
مع خطاب سواه فزوجها ومنعها غيره * وأخرج ابن جرير عن الضحاك كلا سوف تعلمون الكفار ثم كلا سوف
تعلمون المؤمنين وكذلك كانوا يقرونها * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة كلا
لو تعلمون علم اليقين قال كنا نحدث أن علم اليقين أن يعلم أن الله باعثه بعد الموت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله لو تعلمون علم اليقين قال كنا نحدث انه الموت وفي قوله ثم
لتسئلن يومئذ عن النعيم قال إن الله سائل كل ذي نعمة فيما أنعم عليه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن
مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس في قوله ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم قال صحة الأبدان والاسماع
387

والابصار يسأل الله العباد فيم استعملوها وهو أعلم بذلك منهم وهو قوله ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان
عنه مسؤلا * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم
قال كل شئ من لذة الدنيا * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم قال الامن والصحة * وأخرج هناد وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود في الآية قال النعيم الامن والصحة
* وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن علي بن أبي طالب ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم قال النعيم العافية * وأخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي بن أبي طالب انه سئل عن قوله ثم لتسئلن يومئذ عن
النعيم قال عن أكل خبز البر وشرب ماء الفرات مبردا وكان له منزل يسكنه فذاك من النعيم الذي يسأل عنه
* وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم قال ناس من
أمتي يعقدون السمن والعسل بالنفي فيأكلونه * وأخرج عبد بن حميد عن حمران بن أبان عن رجل من أهل
الكتاب قال ما الله معط عبدا فوق ثلاث الا سائله عنهن يوم القيامة قدر ما يقيم به صلبه من الخبز وما يكنه من الظل
وما يوارى به عورته من الناس * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي خاتم عن عكرمة قال لما نزلت هذه الآية لتسئلن
يومئذ عن النعيم قال الصحابة وفي أي نعيم نحن يا رسول الله وانما نأكل في أنصاف بطوننا خبز الشعير فأوحى الله إلى
نبيه أن قل لهم أليس تحتذون النعال وتشربون الماء البارد فهذا من النعيم * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وأحمد
وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن محمود بن لبيد قال لما أنزلت ألهاكم التكاثر فقرأ حتى بلغ
ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم قالوا يا رسول الله عن أي نعيم نسأل وانما هما الأسودان الماء والتمر وسيوفنا على
رقابنا والعدو حاضر فعن أي نعيم نسأل قال أما ان ذلك سيكون * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن مردويه عن أبي
هريرة قال لما نزلت هذه الآية ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قال الناس يا رسول الله عن أي النعيم نسأل وانما هما
الأسودان والعدو حاضر وسيوفنا على عواتقنا قال أما ان ذلك سيكون * وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن
ماجة وابن المنذر وابن مردويه عن الزبير بن العوام قال لما نزلت ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم قالوا يا رسول الله
وأي نعيم نسأل عنه وانما هما الأسودان التمر والماء قال إن ذلك سيكون * وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو
نعيم في الحلية عن ابن الزبير قال لما نزلت ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم قال الزبير بن العوام يا رسول الله أي نعيم
نسأل عنه وانما هما الأسودان الماء والتمر قال أما ان ذلك سيكون * وأخرج عبد بن حميد عن صفوان بن سليم قال
لما نزلت ألهاكم التكاثر إلى آخرها ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن أي نعيم
نسأل انما هما الأسودان الماء والتمر وسيوفنا على عواتقنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه سيكون * وأخرج أبو
يعلى عن الحسن قال لما نزلت هذه الآية لتسألن يومئذ عن النعيم قالوا يا رسول الله أي نعيم نسأل عنه وسيوفنا
على عواتقنا وذكر الحديث * وأخرج أحمد في زوائد الزهد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن حبان وابن
مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول ما يسأل العبد عند؟
يوم القيامة من النعيم ان يقال له ألم نصح لك جسمك ونروك من الماء البارد * وأخرج هناد وعبد بن حميد والبخاري
وابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة
والفراغ * وأخرج ابن جرير عن ثابت البناني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال النعيم المسؤول عنه يوم القيامة كسرة
تقوته وماء يرويه وثوب يواريه * وأخرج أحمد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب
الايمان عن جابر بن عبد الله قال جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فأطعمناهم رطبا وسقيناهم ماء
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من النعيم الذي تسألون عنه * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي
عن جابر بن عبد الله قال كان ليهودي على أبى تمر فقتل أبى يوم أحد وترك حديقتين وتمر اليهودي يستوعب ما في
الحديقتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل لك ان تأخذ العام بعضه وتؤخر بعضا إلى قابل فأبى اليهودي فقال
النبي صلى الله عليه وسلم إذا حضر الجذاذ فأذني فأذنته فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فجعلنا
388

نجذ ويكال له من أسفل النخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بالبركة حتى وفيناه جميع حقه من أصغر
الحديقتين ثم أتيتهم برطب وماء فأكلوا وشربوا ثم قال هذه من النعيم الذي تسألون عنه * وأخرج مسلم وأبو داود
والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن مردويه عن أبي هريرة قال حرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذات يوم فإذا هو بابى بكر وعمر فقال ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة قالا الجوع يا رسول الله قال والذي نفسي
بيده لأخرجني الذي أخرجكما فقوموا فقاما معه فأتى رجلا من الأنصار فإذا هو ليس في بيته فلما رأته المرأة قالت
مرحبا وأهلا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين فلان قالت انطلق يستعذب لنا الماء إذ جاء الأنصاري فنظر إلى
النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فقال الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا منى فانطلق فجاء بعذق فيه بسر وتمر
فقال كلوا من هذا وأخذ المدية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك والحلوب فذبح لهم فأكلوا من الشاة
ومن ذلك العذق وشربوا فلما شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر والذي نفسي بيده
لتسئلن عن هذا النعيم يوم القيامة * وأخرج البزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل
عن ابن عباس انه سمع عمر بن الخطاب يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما عند الظهيرة فوجد أبا بكر
في المسجد جالسا فقال ما أخرجك هذه الساعة قال أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله ثم؟؟ عمر جاء فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يا ابن الخطاب ما أخرجك هذه الساعة قال أخرجني الذي أخرجكما فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم هل بكما من قوة فتنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان من طعام وشراب فقلنا نعم يا رسول الله فانطلقنا حتى
أتينا منزل مالك بن التيهان أبى الهيثم الأنصاري * وأخرج ابن حبان وابن مردويه عن ابن عباس قال خرج أبو
بكر في الهاجرة إلى المسجد فسمع عمر فخرج فقال لأبي بكر ما أخرجك هذه الساعة قال أخرجني ما أجد في نفسي من
حاق الجوع قال عمر والذي نفسي بيده ما أخرجني الا الجوع فبينما هما كذلك إذ خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال ما أخرجكما هذه الساعة فقالا والله ما أخرجنا الا ما نجد في بطوننا من حاق الجوع فقال النبي صلى الله
عليه وسلم والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره فقاموا فانطلقوا إلى منزل أبى أيوب الأنصاري فلما انتهوا إلى داره
قالت امرأته مرحبا بنبي الله وبمن معه قال النبي صلى الله عليه وسلم أين أبو أيوب فقالت امرأته يأتيك يا نبي الله
الساعة فجاء أبو أيوب فقطع عذقا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما أردت ان تقطع لنا هذا الا اجتنيت الثمرة قال
أحببت يا رسول الله ان تأكلوا من بسره وتمره ورطبه ثم ذبح جديا فشوى نصفه وطبخ نصفه فلما وضع بين يدي
النبي صلى الله عليه وسلم أخذ من الجدي فجعله في رغيف وقال يا أبا أيوب أبلغ بهذا فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا
منذ أيام فذهب به أبو أيوب إلى فاطمة فلما أكلوا وشبعوا قال النبي صلى الله عليه وسلم خبز ولحم وتمر وبسر
ورطب ودمعت عيناه والذي نفسي بيده ان هذا لهو النعيم الذي تسألون عنه قال الله ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم
فهذا النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة فكبر ذلك على أصحابه فقال بلى إذا أصبتم هذا فضربتم بأيديكم فقولوا
بسم الله فإذا شبعتم فقولوا الحمد لله الذي هو أشبعنا وأنعم علينا وأفضل فان هذا كفاف لها * وأخرج أحمد وابن
جرير وابن عدي والبغوي في معجمه وابن منده في المعرفة وابن عساكر وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان
عن أبي عسيب مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليلا فمر بي فدعاني فخرجت إليه ثم
مر بابى بكر فدعاه فخرج إليه ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه فانطلق حتى دخل حائطا لبعض الأنصار فقال لصاحب
الحائط أطعمنا فجاءه بعذق فوضعه فاكل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم دعا بماء بارد فشرب وقال لتسئلن عن
هذا النعيم يوم القيامة فاخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر ثم قال يا رسول الله انا لمسؤولون عن هذا
يوم القيامة قال نعم الا من ثلاث كسرة يسد بها الرجل جوعته أو ثوب يستر به عورته أو جحر يدخل فيه من الحر
والبرد * وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال كان النبي صلى الله عليه وسلم على جدول فأتى برطب وماء بارد فاكل
من الرطب وشرب من الماء ثم قال هذا من النعيم الذي تسألون عنه * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن أبي بكر
الصديق قال انطلقت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعنا عمر إلى رجل يقال له الواقفي فذبح لنا شاة فقال النبي صلى الله
عليه وسلم إياك وذات الدر فأكلنا ثريدا ولحما وشربنا ماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا من النعيم الذي تسألون
389

عنه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج في ساعة لم يكن يخرج فيها ثم خرج أبو بكر
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرجك يا أبا بكر قال أخرجني الجوع قال وأخرجني الذي أخرجك ثم خرج
عمر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرجك يا عمر قال أخرجني والذي بعثك بالحق الجوع ثم جاء أناس من
أصحابه فقال انطلقوا بنا إلى منزل أبى الهيثم فقالت لهم امرأته انه ذهب يستعذب لنا فدوروا إلى الحائط ففتحت
لهم باب البستان فدخلوا فجلسوا فجاء أبو الهيثم فقالت له امرأته أتدري من عندك قال لا قالت له عندك رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأصحابه فدخل عليهم فعلق قربته على نخلة ثم أخذ مخرفا فأتى عذقا له فاخترف لهم رطبا فأتاهم
به فصبه بين أيديهم فأكلوا منه وبرد لهم ذلك الماء فشربوا منه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من النعيم
الذي تسألون عنه * وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي الهيثم بن التيهان ان أبا بكر الصديق خرج فإذا هو
بعمر جالسا في المسجد فعمد نحوه فوقف فسلم فرد عمر فقال له أبو بكر ما أخرجك هذه الساعة فقال له عمر بل
أنت ما أخرجك هذه الساعة قال أبو بكر انى سألتك قبل أن تسألني فقال عمر أخرجني الجوع فقال أبو بكر وأنا
أخرجني الذي أخرجك فلبثا يتحدثان وطلع النبي صلى الله عليه وسلم فعمد نحوهما حتى وقف عليهما فسلم فردا
السلام فقال ما أخرجكما هذه الساعة فنظر كل واحد منهما إلى صاحبه ليس منهما واحد الا وهو يريد أن يخبره
صاحبه فقال أبو بكر يا رسول الله خرج قبلي وخرجت بعده فسألته ما أخرجك هذه الساعة فقال بل أنت
ما أخرجك هذه الساعة فقلت انى سألتك قبل أن تسألني فقال بل أخرجني الجوع فقلت له أخرجني الذي
أخرجك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وأنا فأخرجني الذي أخرجكما فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم تعلمان
من أحد نضيفه قالا نعم أبو الهيثم بن التيهان له أعذق وجدي ان جئناه نجد عنده فضل تمر فخرج النبي صلى الله
عليه وسلم وصاحباه حتى دخلوا الحائط فسلم النبي صلى الله عليه وسلم فسمعت أم الهيثم تسليمه ففدت بالأب
والام وأخرجت حلسا لها من شعر فجلسوا عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم فأين أبو الهيثم فقالت ذاك ذهب
ليستعذب لنا من الماء وطلع أبو الهيثم بالقربة على رقبته فلما ان رأى وضح النبي صلى الله عليه وسلم بين ظهراني
النخل أسندها إلى جذع وأقبل يفدى بالأب والام فلما رآهم عرف الذي بهم فقال لام الهيثم هل أطعمت رسول
الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه شيئا فقالت انما جلس النبي صلى الله عليه وسلم الساعة قال فما عندك قالت عندي
حبات من شعير قال كركريها واعجني واخبزي إذ لم يكونوا يعرفون الخمير قال وأخذ الشفرة فرآه النبي صلى الله عليه
وسلم موليا فقال إياك وذات الدر فقال يا رسول الله انما أريد عنيقا في الغنم فذبح ونصب فلم يلبث إذ جاء بذلك إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فاكل النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه فشبعوا لا عهد لهم بمثلها فما مكث النبي صلى الله
عليه وسلم الا يسيرا حتى أتى بأسير من اليمن فجاءته فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه العمل وتريه
يديها وتسأله إياه قال لا ولكن أعطيه أبا الهيثم فقد رأيته وما لقى هو وامرأته يوم ضفناهم فأرسل إليه وأعطاه إياه
فقال خذ هذا الغلام يعينك على حائطك واستوص به خيرا فمكث عند أبي الهيثم ما شاء الله أن يمكث فقال لقد
كنت مستقلا أنا وصاحبتي بحائطنا اذهب فلا رب لك الا الله فخرج ذلك الغلام إلى الشام وزرق فيها * وأخرج
الطبراني عن ابن مسعود ان أبا بكر خرج لم يخرجه الا الجوع وخرج عمر لم يخرجه الا الجوع وان النبي صلى الله
عليه وسلم خرج عليهما وأنهما أخبراه انه لم يخرجهما الا الجوع فقال انطلقوا بنا إلى منزل رجل من الأنصار يقال
له أبو الهيثم بن التيهان فإذا هو ليس في المنزل ذهب يستقى فرحبت المرأة برسول الله صلى الله عليه وسلم
وبصاحبيه وبسطت لهم شيئا فجلسوا عليه فسألها النبي صلى الله عليه وسلم أين انطلق أبو الهيثم قالت ذهب
يستعذب لنا فلم يلبث ان جاء بقربة فيها ماء فعلقها وأراد ان يذبح لهم شاة فكان النبي صلى الله عليه وسلم كره
ذلك فذبح لهم عناقا ثم انطلق فجاء بكبائس من النخل فأكلوا من ذلك اللحم والسر والرطب أو شربوا من الماء
فقال أحدهما اما أبو بكر واما عمر هذا من النعيم الذي نسأل عنه يوم القيامة فقال النبي صلى الله عليه وسلم
المؤمن لا يثرب عليه شئ أصابه في الدنيا انما يثرب على الكافر * وأخرج ابن مردويه عن الكلبي انه سئل
عن تفسير هذه الآية ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم قال انما هي للكفار وأذهبتم طيباتكم في حياتكم
390

الدنيا اما هي للكفار قال وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر كلهم يقولون أخرجني الجوع
فانطلق بهما النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل من الأنصار يقال له أبو الهيثم فلم يره في منزله ورحبت المرأة برسول
الله صلى الله عليه وسلم وبصاحبيه وأخرجت بساطا فجلسوا عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين انطلق أبو الهيثم
فقالت انطلق يستعذب لنا فلم يلبثوا ان جاء بقربة من ماء فعلقها وكانه أراد ان يذبح لهم شاة فكره النبي صلى الله
عليه وسلم ذلك فذبح عناقا ثم انطلق فجاء بكبائس من نخل فأكلوا من اللحم ومن البسر والرطب وشربوا من الماء
فقال أحدهما اما أبو بكر واما عمر هذا من النعيم الذي نسأل عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم انما يسأل الكفار
وان المؤمن لا يثرب عليه شئ أصابه في الدنيا وانما يثرب على الكافر قيل له من حدثك قال الشعبي عن الحارث
عن ابن مسعود * وأخرج أحمد في الزهد عن عامر قال أكل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر لحما وخبز شعير
ورطبا وماء باردا فقال هذا وربكما من النعيم * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال لما نزلت هذه الآية ثم
لتسئلن يومئذ عن النعيم قالوا يا رسول الله أي نعيم نسأل عنه سيوفنا على عواتقنا والأرض كلها لنا حرب يصبح أحدنا
بغير غداء ويمسي بغير عشاء قال عنى بذلك قوم يكونون من بعدكم أنتم خير منهم يغدى عليهم بجفنة ويراح عليهم
بجفنة ويغدو في حلة ويروح في حلة ويسترون بيوتهم كما تستر الكعبة ويفشي فيهم السمن * وأخرج ابن مردويه
عن أنس بن مالك قال لما نزلت ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قام رجل محتاج فقال يا رسول الله هل على من النعمة
شئ قال نعم الظل والنعلان والماء البارد * وأخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس في قوله لتسألن يومئذ عن
النعيم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخصاف والماء البارد وفلق الكسر قال العباس الخصاف
خصف النعلين * وأخرج البزار عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فوق الإزار وظل الحائط
وخبز يحاسب به العبد يوم القيامة ويسأل عنه * وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يحاسب بهن العبد ظل خص يستظل به وكسرة يشد بها صلبه وثوب يوارى
به عورته * وأخرج أيضا عن سلمان قال بلغني ان في التوراة مكتوب ابن آدم كسيرة تكفيك وخرقة تواريك وحجر
يؤويك * وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الله بن عمرو ان رجلا سأله انسان من فقراء المهاجرين فقال ألك امرأة
تأوي إليك وتأوي إليها قال نعم قال ألك مسكن تسكنه قال نعم قال فلست من فقراء المهاجرين * وأخرج أحمد في
الزهد عن عثمان بن عفان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل شئ سوى ظل بيت وجلف الخبز وثوب يوارى
عورته والماء فما فضل عن هذا فليس لابن آدم فيهن حق * وأخرج أحمد وابن ماجة والحكيم الترمذي في نوادر
الأصول وابن مردويه عن معاذ بن عبد الله الجهني عن أبيه عن عمه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعليه أثر غسل وهو طيب النفس فظننا انه ألم باهله فقلنا يا رسول الله نراك طيب النفس فقال أجل والحمد لله ثم
ذكر الغنى فقال لا باس بالغنى لمن اتقى الله والصحة لمن اتقى خير من الغنى وطيب النفس من النعيم * وأخرج عبد
ابن حميد عن عكرمة قال مر عمر بن الخطاب برجل مبتلى أجذم أعمى أصم أبكم فقال لمن معه هل ترون في هذا من
نعم الله شيئا قالوا لا قال بلى ألا ترونه يبول فلا يعتصر ولا يلتوي يخرج بوله سهلا فهذه نعمة من الله * وأخرج عبد
ابن حميد عن الحسن قال يا لها من نعمة تأكل لذة وتخرج سرحا لقد كان ملك من ملوك هذه القرية يرى الغلام من
غلمانه يأتي الحش فيكتان ثم يجرجر قائما فيقول يا ليتني مثلك ما يشرب حتى يقطع عنقه العطش فإذا شرب كان
له في تلك الشربة موتات يا لها من نعمة تأكل لذة وتخرج سرحا * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال يعرض
الناس يوم القيامة على ثلاثة دواوين ديوان فيه الحسنات وديوان فيه النعيم وديوان فيه السيئات فيقابل بديوان
الحسنات ديوان النعيم فيستفرغ النعيم الحسنات وتبقى السيئات مشيئتها إلى الله عز وجل ان شاء عذب وان شاء
غفر * وأخرج ابن أبي شيبة وهناد عن بكير بن عتيق قال سقيت سعيد بن جبير شربة من عسل في قدح فشربها
ثم قال والله لأسألن عن هذا فقلت لمه قال شربته وأنا أستلذه
* (سورة والعصر مكية) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت سورة والعصر بمكة * وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في
391

شعب الايمان عن أبي مليكة الدارمي وكانت له صحبة قال كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة والعصر ان الانسان لفي خسر إلى آخرها ثم يسلم أحدهما
على الآخر * وأخرج ابن سعد عن ميمون قال شهدت عمر حين طعن فأمنا عبد الرحمن بن عوف فقرأ بأقصر
سورتين في القرآن بالعصر وإذا جاء نصر الله في الفجر * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر
وابن الأنباري في المصاحف والحاكم عن علي بن أبي طالب انه كان يقرأ والعصر ونوائب الدهر ان الانسان لفي
خسر وانه لفيه إلى آخر الدهر * وأخرج عبد بن حميد عن إسماعيل بن عبد الملك قال سمعت سعيد بن جبير
يقرأ قراءة ابن مسعود والعصر ان الانسان لفي خسر وانه لفيه إلى آخر الدهر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات
* وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال قرأنا والعصر ان الانسان لفي خسر وانه لفيه إلى آخر الدهر الا الذين
آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ذكر انها في قراءة عبد الله بن مسعود * وأخرج عبد بن
حميد عن حوشب قال أرسل بشر بن مروان إلى عبد الله بن عتبة بن مسعود فقال كيف كان ابن مسعود يقرأ
والعصر فقال والعصر ان الانسان لفي خسر وهو فيه إلى آخر الدهر فقال له بشر هو يكفر به فقال عبد الله
لكني أو من به * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس والعصر قال ساعة من ساعات النهار * وأخرج ابن المنذر عن
ابن عباس والعصر قال هو ما قبل مغيب الشمس من العشى * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة في قوله والعصر قال ساعة من ساعات النهار وفي قوله وتواصوا بالحق قال كتاب الله وتواصوا بالصبر
قال طاعة الله * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب
القرظي والعصر قال قسم أقسم به ربنا تبارك وتعالى ان الانسان لفي خسر قال الناس كلهم ثم استثنى فقال الا
الذين آمنوا ثم لم يدعهم وذاك حتى قال وعملوا الصالحات ثم لم يدعهم وذاك حتى قال وتواصوا بالحق ثم لم يدعهم
وذاك حتى قال وتواصوا بالصبر يشترط عليهم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله والعصر ان الانسان
لفي خسر يعنى أبا جهل بن هشام الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ذكر عليا وسلمان
* (سورة الهمزة مكية) *
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال أنزلت ويل لكل همزة بمكة * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر انه
قيل له نزلت هذه الآية في أصحاب محمد ويل لكل همزة لمزة فقال أين عمر ما عنينا ولا عنينا بعشر القرآن
* وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن إسحاق عن عثمان بن عمر قال ما زلنا نسمع ان ويل لكل همزة قال ليست
بحاجبة لأحد نزلت في جميل بن عامر زعم الرقاشي * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى ويل لكل همزة في الأخنس
ابن شريق * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن راشد بن سعد المقدامي عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لما عرج بي مررت برجال تقطع جلودهم بمقاريض من نار فقلت من هؤلاء قال الذين
يتزينون قال ثم مررت يجب منتن الريح فسمعت فيه أصواتا شديدة فقلت من هؤلاء يا جبريل قال نساءكن
يتزين بزينة ويعطين مالا يحل لهن ثم مررت على نساء ورجال معلقين بثديهن فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء
انهما زون والهمازات ذلك بان الله قال ويل لكل همزة لمزة * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي الدنيا في ذم
الغيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس انه سئل عن قوله ويل لكل
همزة لمزة قال هو المشاء بالنميمة المفرق بين الجمع المغري بين الاخوان * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله
ويل لكل همزة قال طعان لمزة قال مغتاب * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن مجاهد في الآية قال الهمزة الطعان في الناس واللمزة
الذي يأكل لحوم الناس * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة ويل لكل همزة لمزة قال يأكل لحوم
الناس ويطعن عليهم * وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية ويل لكل همزة لمزة قال تهمزه في وجهه وتلمزه من
خلفه * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة ويل لكل همزة قال يهمزه ويلمزه بلسانه وعينيه ويأكل
لحوم الناس ويطعن عليهم * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن جريح قال الهمز بالعينين والشدق
392

واليد واللمز باللسان * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله جمع مالا وعدده قال أحصاه * وأخرج ابن
حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والخطيب في تاريخه عن جابر بن عبد الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ
يحسب أن ماله أخلده بكسر السين * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة يحسب أن ماله أخلده قال يزيد في عمره
* وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى كلا لينبذن قال ليلقين * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسين بن واقد قال
الحطمة باب من أبواب جهنم * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله التي تطلع على
الأفئدة قال تأكل كل شئ منه حتى تنتهى إلى فؤاده فإذا بلغت فؤاده ابتدئ خلقه * وأخرج ابن عساكر عن
محمد بن المنكدر في قوله التي تطلع على الأفئدة قال تأكله النار حتى تبلغ فؤاده وهو حي * وأخرج عبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله انها عليهم مؤصدة قال مطبعة في عمد ممددة قال عمد من نار * وأخرج
عبد بن حميد عن علي بن أبي طاب انه قرأ في عمد * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود انه قرأ بعمد ممددة قال
وهي الأدهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في عمد قال الأبواب * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في
عمد ممددة قال أدخلهم في عمد فمدت عليهم في أعناقهم السلاسل فسدت بها الأبواب * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية
في عمد قال عمد من حديد في النار * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في عمد قال
كنا نحدث انها عمد يعذبون بها في النار * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح في عمد ممددة قال القيود
الطوال * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى قال من قرأها في عمد فهو عمد من نار ومن قرأها في عمد فهو حبل ممدود
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال في النار رجل في شعب من شعابها ينادي مقدار ألف عام
يا حنان يا منان فيقول رب العزة لجبريل أخرج عبدي من النار فيأتيها فيجدها مطبقة فيرجع فيقول يا رب انها
عليهم مؤصدة فيقول يا جبريل فكها واخرج عبدي من النار فيفكها ويخرج مثل الفحم فيطرحه على ساحل
الجنة حتى ينبت الله له شعرا ولحما ودما * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم انما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي ثم ماتوا عليها فهم في الباب الأول من جهنم
لا تسود وجوههم ولا تزرق أعينهم ولا يغلون بالأغلال ولا يقرنون مع الشياطين ولا يضربون بالمقامع ولا
يطرحون في الادراك منهم من يمكث فيها ساعة ومنهم من يمكث يوما ثم يخرج ومنهم من يمكث شهرا ثم يخرج ومنهم
من يمكث فيها سنة ثم يخرج وأطولهم مكثا فيها مثل الدنيا يوم خلقت إلى يوم أفنيت وذلك سبعة آلاف سنة ثم إن
الله عز وجل إذا أراد ان يخرج الموحدين منها قذف في قلوب أهل الأديان فقالوا لهم كنا نحن وأنتم جميعا في الدنيا
فآمنتم وكفرنا وصدقتم وكذبنا وأقررتم وجحدنا فما أغنى ذلك عنكم نحن وأنتم فيها جميعا سواء تعذبون كما نعذب
وتخلدون كما نخلد فيغضب الله عند ذلك غضبا لم يغضبه من شئ فيما مضى ولا يغضب من شئ فيما بقى فيخرج أهل
التوحيد منها إلى عين بين الجنة والصراط يقال لها نهر الحياة فيرش عليهم من الماء فينبتون كما تنبت الحبة في حميل
السيل ما يلي الظل منها أخضر وما يلي الشمس منها أصفر ثم يدخلون الجنة فيكتب في جباههم عتقاء الله من النار
الا رجلا واحدا فإنه يمكث فيها بعدهم ألف سنة ثم ينادى يا حنان يا منان فيبعث الله إليه ملكا ليخرجه فيخوض
في النار في طلبه سبعين عاما لا يقدر عليه ثم يرجع فيقول يا رب انك أمرتني ان أخرج عبدك فلانا من النار وإني
طلبته في النار منذ سبعين سنة فلم أقدر عليه فيقول الله عز وجل انطلق فهو في وادى كذا وكذا تحت صخرة فأخرجه
فيذهب فيخرجه منها فيدخله الجنة ثم إن الجهنميين يطلبون إلى الله أن يمحى ذلك الاسم عنهم فيبعث الله إليهم
ملكا فيمحو عن جباههم ثم انه يقال لأهل الجنة ومن دخلها من الجهنميين اطلعوا إلى أهل النار فيطلعون إليهم
فيرى الرجل أباه ويرى أخاه ويرى جاره ويرى صديقه ويرى العبد مولاه ثم إن الله عز وجل يبعث إليهم ملائكة
باطباق من نار ومسامير من نار وعمد من نار فيطبق عليهم بتلك الاطباق وتسمر بتلك المسامير وتمد بتلك العمد
ولا يبقى فيها خلل يدخل فيه روح ولا يخرج منه غم وينساهم الجبار على عرشه ويتشاغل أهل الجنة بنعيمهم ولا
يستغيثون بعدها أبدا وينقطع الكلام فيكون كلامهم زفيرا وشهيقا فذلك قوله انها عليهم مؤصدة في عمد ممدودة
يقول مطبقة والله أعلم
393

* (سورة الفيل) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال أنزل ألم تر كيف فعل ربك بمكة * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في
الدلائل عن عثمان بن المغيرة بن الأخنس قال كان من حديث أصحاب الفيل ان أبرهة الأشرم الحبشي كان ملك
اليمن وان ابن ابنته أكسوم بن الصباح الحميري خرج حاجا فلما انصرف من مكة نزل في كنيسة بنجران فغدا عليها
ناس من أهل مكة فاخذوا ما فيها من الحلي وأخذوا متاع أكسوم فانصرف إلى جده مغضبا فبعث رجلا من
أصحابه يقال له شهر بن معقود على عشرين ألفا من خولان والأشعريين فساروا حتى نزلوا بأرض خثعم فتنحت
خثعم عن طريقهم فلما دنا من الطائف خرج إليه ناس من بنى خثعم ونصر وثقيف فقالوا ما حاجتك إلى طائفنا
وانما هي قرية صغيرة ولكنا ندلك على بيت بمكة يعبد وحرز من لجا إليه من ملكه تم له ملك العرب فعليك به ودعنا
منك فاتاه حتى إذا بلغ المغمس وجد إبلا لعبد المطلب مائة ناقة مقلدة فاتهبها بين أصحابه فلما بلغ ذلك عبد المطلب
جاءه وكان جميلا وكان له صديق من أهل اليمن يقال له ذو عمرو فسأله أن يرد عليه إبله فقال انى لا أطيق ذلك ولكن
ان شئت أدخلتك على الملك فقال عبد المطلب افعل فادخله عليه فقال له ان لي إليك حاجة قال قضيت كل حاجة
تطلبها قال انا في بلد حرام وفي سبيل بين أرض العرب وارض العجم وكانت مائة ناقة لي مقلدة ترعى بهذا الوادي
بين مكة وتهامة عليها عير أهلها وتخرج إلى تجارتنا وتتحمل من عدونا عدا عليها جيشك فاخذوها وليس مثلك
يظلم من جاوره فالتفت إلى ذي عمرو ثم ضرب بإحدى يديه على الأخرى عجبا فقال لو سألني كل شئ أحوزه أعطيته
إياه أما إبلك فقد رددنا إليك ومثلها معها فما يمنعك ان تكلمني في بنيتكم هذه وبلدكم هذه فقال له عبد المطلب أما
بنيتنا هذه وبلدنا هذه فان لهما ربا ان شاء أن يمنعهما منعهما ولكني انما أكلمك في مالي فامر عند ذلك بالرحيل
وقال لتهدمن الكعبة ولتنهبن مكة فانصرف عبد المطلب وهو يقول
لأهم ان المرء يمنع رحله فامنع حلالك * لا يغلبن صليبهم ومحالهم عدوا محالك
فإذا فعلت فربما تحمى فامر ما بدا لك * فإذا فعلت فإنه أمر تتم به فعالك
وغدوا غدا بجموعهم والفيل كي يسبوا عيالك * فإذا تركتهم وكعبتا فوا حربا هنالك
فلما توجه شهر وأصحاب الفيل وقد أجمعوا ما أجمعوا طفق كلما وجهوه أناخ وبرك فإذا صرفوه عنها من حيث
أتى أسرع السير فلم يزل كذلك حتى غشيهم الليل وخرجت عليهم طير من البحر لها خراطيم كأنها البلس شبيهة
بالوطواط حمر وسود فلما رأوها أشفقوا منها وسقط في أيديهم فرمتهم بحجارة مد حرجة كالبنادق تقع على رأس
الرجل فتخرج من جوفه فلما أصبحوا من الغد أصبح عبد المطلب ومن معه على جبالهم فلم يروا أحدا غشيهم
فبعث ابنه على فرس له سريع ينظر ما لقوا فإذا هم مشدخين جميعا فرجع يرفع رأسه كاشفا عن فخذه فلما رأى
ذلك أبوه قال إن ابني أفرس العرب وما كشف عن فخذه الا بشيرا أو نذيرا فلما دنا من ناديهم قالوا ما وراءك قال
هلكوا جميعا فخرج عبد المطلب وأصحابه فاخذوا أموالهم وقال عبد المطلب شعرا في المعنى
أنت منعت الجيش والأفيالا * وقد رعوا بمكة الأفيالا
وقد خشينا منهم القتالا * وكل أمر منهم معضالا
* شكرا وحمدا لك ذا الجلالا *
فانصرف شهر هاربا وحده فأول منزل نزله سقطت يده اليمنى ثم نزل منزلا آخر فسقطت رجله اليمنى فأتى منزله
وقومه وهو جسد لا أعضاء له فأخبرهم الخبر ثم فاضت نفسه وهم ينظرون * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر
وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس قال جاء أصحاب الفيل حتى نزلوا الصفاح فأتاهم
عبد المطلب فقال أن هذا بيت الله لم يسلط عليه أحد قالوا لا نرجع حتى نهدمه وكانوا لا يقدمون فيلهم الا
تأخر فدعا الله الطير الأبابيل فأعطاها حجارة سودا عليهم الطين فلما حاذتهم رمتهم فما بقى منهم أحد الا أخذته
الحكة فكان لا يحك انسان منهم جلده الا تساقط لحمه * وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي
عن ابن عباس قال أقبل أصحاب الفيل حتى إذا دنوا من مكة استقبلهم عبد المطلب فقال لملكهم ما جاء بك إلينا
ألا بعثت فنأتيك بكل شئ أردت فقال أخبرت بهذا البيت الذي لا يدخله أحد الا أمن فجئت أخيف أهله
394

فقال انا نأتيك بكل شئ تريد فارجع فأبى أن يرجع الا ان يدخله وانطلق يسير نحوه وتخلف عبد المطلب فقام
على جبل فقال لا أشهد مهلك هذا البيت وأهله ثم قال اللهم ان لكل اله حلالا فامنع حلالك لا يغلبن محالهم أبدا
محالك اللهم فان فعلت فامر ما بدا لك فأقبلت مثل السحابة من نحو البحر حتى أظلتهم طيرا أبابيل التي قال الله
ترميهم بحجارة من سجيل فجعل الفيل يعج عجا فجعلهم كعصف مأكول * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله
ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل قال أقبل أبرهة الأشرم بالحبشة ومن تبعه من غواة أهل اليمن إلى بيت الله
ليهدموه من أجل بيعة لهم أصابها العرب بأرض اليمن فاقبلوا بفيلهم حتى إذا كانوا بالصفاح فكانوا إذا وجهوه
إلى بيت الله ألقى يجرانه إلى الأرض فإذا وجهوه قبل بلادهم انطلق وله هرولة حتى إذا كانوا ببجلة اليمانية بعث الله
عليهم طيرا أبابيل بيضا وهي الكبيرة فجعلت ترميهم بها حتى جعلهم الله كعصف مأكول فنجا أبو يكسوم فجعل
كلما نزل أرضا تساقط بعض لحمه حتى إذا أتى قومه فأخبرهم الخير ثم هلك * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله
ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل قال أبو يكسوم جبار من الجبابرة جاء بالفيل يسوقه معه الحبش ليهدم زعم
بيت الله من أجل بيعة كانت هدمت باليمن فلما دنا الفيل من الحرم ضرب بجرانه فإذا أرادوا به الرجعة عن الحرم
أسرع الهرولة * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال أقبل أبو يكسوم صاحب الحبشة ومعه الفيل فلما
انتهى إلى الحرم برك الفيل فأبى أن يدخل الحرم فإذا وجه راجعا أسرع راجعا وإذا ارتد على الحرم أبى فأرسل
الله عليهم طيرا صغارا بيضا في أفواهها حجارة أمثال الحمص لا تقع على أحد الا هلك * وأخرج عبد بن حميد عن ابن
عباس قال جاء أصحاب الفيل حتى نزلوا الصفاح فتاهم عبد المطلب فقال إن هذا بيت لم يسلط عليه أحد قالوا
لا نرجع حتى نهدمه وكانوا لا يقدمون فيلهم الا تأخر فدعا الله الطير الأبابيل فأعطاها حجارة سودا عليها الطين فلما
حاذت بهم صفت عليهم ثم رمتهم فما بقى منهم أحد الا أصابته الحكة وكانوا لا يحك انسان منهم جلده الا تساقط
جلده * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال لما أرسل الله
الحجارة على أصحاب الفيل جعل لا يقع منها حجر الا سقط 7 وذلك أول ما كان الجدري ثم أرسل الله سيلا فذهب بهم
فألقاهم في البحر قيل فما الأبابيل قال الفرق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي
في الدلائل عن ابن مسعود طيرا أبابيل قال هي الفرق * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن ابن عباس طيرا
أبابيل قال فوجا بعد فوج كانت تخرج عليهم من البحر * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله طيرا أبابيل قال خضر لها خراطيم كخراطيم الإبل
وأنف كانف الكلاب * وأخرج عبد بن حميد عن عن ابن عباس طيرا أبابيل قال لها أكف كأكف الرجل وأنياب
كأنياب السباع * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم والبيهقي معا في
الدلائل عن عبيد بن عمير الليثي قال لما أراد الله أن يهلك أصحاب الفيل بعث الله عليهم طيرا نشأت من البحر كأنها
الخطاطيف بكف كل طير منها ثلاثة أحجار مجزعة في منقاره حجر وحجران في رجليه ثم جاءت حتى صفت على رؤسهم
ثم صاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها فما من حجر وقع منها على رجل الا خرج من الجانب الآخر ان وقع على
رأسه خرج من دبره وان وقع على شئ من بدنه خرج من الجانب الآخر وبعث الله ريحا شديدا فضربت أرجلها
فزادها شدة فأهلكوا جميعا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في
الدلائل عن عكرمة طيرا أبابيل قال طير بيض وفي لفظ خضر جاءت من قبل البحر كان وجوهها وجوه السباع لم
تر قبل ذلك ولا بعده فأثرت في جلودهم مثل الجدري فإنه أول ما رؤى الجدري * وأخرج ابن مردويه عن ابن
عباس ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل لما أقبل أصحاب الفيل يريدون مكة ورأسهم أبو يكسوم الحبشي
حتى أتوا المغمس أتتهم طير في منقار كل طير حجر وفي رجليه حجران فرمتهم بها فذلك قوله وأرسل عليهم طيرا
أبابيل يقول يتبع بعضها بعضا ترميهم بحجارة من سجيل يقول من طين قال وكانت من جزع أظفار مثل بعر
الغتم فرمتهم بها فجعلهم كعصف مأكول وهو ورق الزرع البالي المأكول يقول خرقتهم الحجارة كما يتخرق
ورق الزرع البالي المأكول قال وكان اقبال هؤلاء إلى مكة قبل ان يولد النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث وعشرين
395

سنة * وأخرج ابن المنذر عن أبي الكنود ترميهم بحجارة من سجيل قال دون الحمصة وفوق العدسة * وأخرج عبد
الرزاق وعبد بن حميد عن عمر ان طيرا أبابيل قال طير كثيرة جاءت بحجارة كثيرة أكبرها مثل الحمصة وأصغرها
مثل العدسة * وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله ترميهم بحجارة من سجيل قال
بحجارة مثل البندق وبها نضح حمرة مختمة مع كل طائر ثلاثة أحجار حجران في رجليه وحجر في منقاره حلقت عليهم
من السماء ثم أرسلت تلك الحجارة عليهم فلم تعد عسكرهم * وأخرج أبو نعيم عن نوفل بن معاوية الديلمي قال رأيت
الحصى التي رمى بها أصحاب الفيل حصى مثل الحمص وأكبر من العدس حمر مختمة كأنها جزع ظفار * وأخرج
أبو نعيم عن حكيم بن حزام قال كانت في المقدار من الحمصة والعدسة حصى به نضح أحمر مختمة كالجزع فلولا انه عذب
به قوم أخذت منه ما اتخذه لي مسجدا وهي بمكة كثير * وأخرج أبو نعيم عن أم كرز الخزاعية قالت رأيت الحجارة
التي رمى بها أصحاب الفيل حمرا مختمة كأنها جرع ظفار فمن قال غير ذلك فلم ير منها شيئا ولم يصبهم كلهم وقد أفلت
منهم * وأخرج أبو نعيم عن محمد بن كعب القرظي قال جاؤوا بفيلين فاما محمود فربض وأما الآخر فشجع فحصب
* وأخرج أبو نعيم عن عطاء بن يسار قال حدثني من كلم قائد الفيل وسائسه قال لهما أخبراني خبر الفيل قالا أقبلنا
به وهو فيل الملك النجاشي الأكبر لم يسر به قط إلى جمع الا هزمهم فلما دنا من الحرم جعلنا كلما نوجهه إلى الحرم
يربض فتارة نضربه فيهبط وتارة نضربه حتى نمل ثم نتركه فلما انتهى إلى المغمس ربض فلم يقم فطلع العذاب
فقلنا نجا غيركما قالا نعم ليس كلهم أصابه العذاب وولى أبرهة ومن تبعه يريد بلاده كلما دخلوا أرضا وقع منهم عضو
حتى انتهوا إلى بلاد خثعم وليس عليه غير رأسه فمات * وأخرج أبو نعيم من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس
ان أبرهة الأشرم قدم من اليمن يريد هدم الكعبة فأرسل الله عليهم طيرا أبابيل يريد مجتمعة لها خراطيم تحمل
حصاة في منقارها وحصاتين في رجليها ترسل واحدة على رأس الرجل فيسيل لحمه ودمه وتبقى عظاما خاوية لا لحم
عليها ولا جلد ولا دم * وأخرج أبو نعيم عن عثمان بن عفان انه سأل رجلا من هذيل قال أخبرني عن يوم الفيل
فقال بعثت يوم الفيل طليعة على فرس لي أنثى فرأيت طيرا خرجت من الحرم في كل منقار طير منها حجر وفي رجل
كل طير منها حجر وهاجت ريح وظلمة حتى قعدت بي فرسي مرتين فمسحتهم مسحة 7 كلفتة كرداك وانجلت
الظلمة وسكنت الريح قال فنظرت إلى القوم خامدين * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم عن أبي صالح انه رأى عند
أم هاني بنت أبي طالب من تلك الحجارة نحوا من قفيز مخططة بحمرة كأنها جزع ظفار مكتوب في الحجر اسمه واسم
أبيه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس فجعلهم كعصف يقول كالتبن * وأخرج
عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس فجعلهم كعصف مأكول قال هو التبن
* وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد كعصف مأكول قال ورق الحنطة * وأخرج
الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال العصف المأكول ورق الحنطة * وأخرج عبد بن
حميد عن طاوس كعصف مأكول قال ورق الحنطة فيها النقب * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة كعصف
مأكول قال إذا أكل فصار أجوف * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس كعصف
مأكول قال هو الطيور عصافه الزرع * وأخرج ابن إسحاق في السيرة والواقدي وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي
عن عائشة قالت لقد رأيت سائس الفيل وقائده بمكة أعميين مقعدين يستطعمان * وأخرج عبد بن حميد والبيهقي
في الدلائل عن ابن أبزى قال ولد النبي صلى الله عليه وسلم عام الفيل * وأخرج ابن إسحاق وأبو نعيم والبيهقي عن
قيس بن مخرمة قال ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل * وأخرج البيهقي عن محمد بن جبير بن مطعم
قال ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل وكانت عكاظ بعد الفيل بخمس عشرة سنة وبنى البيت على رأس
خمس وعشرين سنة من الفيل وتنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس أربعين من الفيل
* (سورة قريش) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت لإيلاف قريش بمكة * وأخرج البخاري في تاريخه والحاكم
وصححه والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الخلافيات عن أم هانئ بنت أبي طالب ان رسول الله صلى الله عليه
396

وسلم قال فضل الله قريشا بسبع خصال لم يعطها أحدا قبلهم ولا يعطيها أحدا بعدهم انى فيهم وفي لفظ النبوة فيهم
والخلافة فيه والحجابة فيهم والسقاية فيهم ونصروا على الفيل وعبدوا الله سبع سنين وفي لفظ عشر سنين لم يعبده
أحد غيرهم ونزلت فيهم سورة من القرآن لم يذكر فيها أحد غيرهم لإيلاف قريش * وأخرج الطبراني في الأوسط
وابن مردويه وابن عساكر عن الزبير بن العوام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الله قريشا بسبع
خصال فضلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبده الا قريش وفضلهم بأنه نصرهم يوم الفيل وهم مشركون وفضلهم
بأنه نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيها أحد من العالمين غيرهم وهي لإيلاف قريش وفضلهم بان فيهم النبوة
والخلافة والحجابة والسقاية * وأخرج الخطيب في تاريخه عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان الله فضل قريشا بسبع خصال انا منهم وان الله أنزل فيهم سورة كاملة من كتابه لم يذكر فيها أحدا غيرهم
وانهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبده أحد غيرهم وان الله نصرهم يوم الفيل وان الخلافة والسقاية والسدانة فيهم
* وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر عن إبراهيم قال صلى عمر بن الخطاب بالناس بمكة عند البيت
فقرأ لإيلاف قريش قال فليعبدوا رب هذا البيت وجعل يومئ بإصبعه إلى الكعبة وهو في الصلاة * وأخرج الفريابي
وابن جرير والطبراني والحاكم وابن مردويه عن أسماء بنت يزيد قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ويل أمكم يا قريش لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف * وأخرج أحمد وابن أبي حاتم عن أسماء
بنت يزيد قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ويحكم
يا قريش اعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف * وأخرج ابن جرير عن عكرمة انه كان
يقرأ لإيلاف قريش الفهم رحلة الشتاء والصيف * وأخرج ابن جرير عن عكرمة انه كان يعيب لإيلاف قريش
ويقول انما هي لتألف قريش وكانوا يرحلون في الشتاء والصيف إلى الروم والشام فأمرهم الله ان يألفوا عبادة
رب هذا البيت * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس في قوله لإيلاف
قريش قال نعمتي على قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف قال كانوا يشتون بمكة ويصيفون بالطائف فليعبدوا
رب هذا البيت قال الكعبة لذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف قال الجذام * وأخرج الفريابي وابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد لإيلاف قريش قال نعمتي على قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف قال
إيلافهم ذلك فلا يشق عليهم رحلة شتاء ولا صيف وآمنهم من خوف قال من كل عدو في حرمهم * وأخرج ابن جرير
وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله لإيلاف قريش إيلافهم يقول لزومهم الذي
أطعمهم من جوع يعنى قريشا أهل مكة بدعوة إبراهيم حيث قال وارزقهم من الثمرات وآمنهم من خوف حيث
قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد انه سئل عن قوله لإيلاف قريش فقرأ ألم تر
كيف فعل ربك بأصحاب الفيل إلى آخر السورة قال هذا لإيلاف قريش صنعت هذا بهم لألفة قريش لئلا أفرق
الفهم وجماعتهم انما جاء صاحب الفيل يستبيد حرمهم فصنع الله ذلك بهم * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات
عن عمر بن عبد العزيز قال كانت قريش في الجاهلة تحتفد وكان احتفادها ان أهل البيت منهم كانوا إذا ساقت
يعنى هلكت أموالهم خرجوا إلى برار من الأرض فضربوا على أنفسهم الأخبية ثم تناوبوا فيها حتى يموتوا من قبل
ان يعلم بخلتهم حتى نشأ هاشم بن عبد مناف فلما نبل وعظم قدره في قومه قال يا معشر قريش ان العز مع الكثرة
وقد أصبحتم أكثر العرب أموالا وأعزهم نفرا وان هذا الاحتفاد قد أتى على كثير منكم وقد رأيت رأيا قالوا
رأيك راشد فمرنا نأتمر قال رأيت أن أخلط فقراءكم بأغنيائكم فاعمد إلى رجل غنى فأضم إليه فقيرا عياله بعدد
عياله فيكون يوازره في الرحلتين رحلة الصيف إلى الشام ورحلة الشتاء إلى اليمن فما كان في مال الغنى من
فضل عاش الفقير وعياله في ظله وكان ذلك قطعا للاحتفاد قالوا نعم ما رأيت فألف بين الناس فلم كان من أمر
الفيل وأصحابه ما كان وأنزل الله ما أنزل وكان ذلك مفتاح النبوة وأول عز قريش حتى أهابهم الناس كلهم
وقالوا أهل الله والله معهم وكان مولد النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك العام فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم
كان فيما أنزل الله عليه يعرف قومه وما صنع إليهم وما نصرهم من الفيل وأهله ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب
الفيل إلى آخر السورة ثم قال ولم فعلت ذلك يا محمد بقومك وهم يومئذ أهل عبادة أوثان فقال لهم لإيلاف
397

قريش إلى آخر السورة أي لتراحمهم وتواصلهم وكانوا على شرك وكان الذي آمنهم منه من الخوف خوف
الفيل وأصحابه واطعامهم إياهم من الجوع من جوع الاحتفاد * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس
في قوله لإيلاف قريش الآية قال نهاهم عن الرحلة وأمرهم أن يعدوا رب هذا البيت وكفاهم المؤنة وكانت
رحلتهم في الشتاء والصيف ولم يكن لهم راحة في شتاء ولا صيف فأطعمهم الله بعد ذلك من جوع وآمنهم من خوف
فألفوا الرحلة وكان ذلك من نعمة الله عليهم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس لإيلاف قريش إيلافهم رحلة
الشتاء والصيف قال ألفوا ذلك فلا يشق عليهم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله لإيلاف قريش قال عادة قريش رحلة في الشتاء ورحلة في الصيف وفي قوله وآمنهم من خوف قال
كانوا يقولون نحن من حرم الله فلا يعرض لهم أحد في الجاهلية يأمنون بذلك وكان غيرهم من قبائل العرب إذا خرج
أغير عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله لإيلاف قريش قال كان أهل مكة يتعاورون
البيت شتاء وصيفا تجارا آمنين لا يخافون شيئا لحرمهم وكانت العرب لا يقدرون على ذلك ولا يستطيعونه من
الخوف فذكرهم الله ما كانوا فيه من الامن حتى أن كان الرجل منهم ليصاب في الحي من أحياء العرب فيقال
حرمي قال ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال من أذل قريشا أذله الله وقال ارقبوني وقريشا فان ينصرني
الله عليهم فالناس لهم تبع فلما فتحت مكة أسرع الناس في الاسلام فبلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
الناس تبع لقريش في الخير والشر كفارهم تبع لكفارهم ومؤمنوهم تبع لمؤمنهم * وأخرج ابن جرير عن
ابن عباس في قوله لإيلاف قريش الآية قال أمروا أن يألفوا عبادة رب هذا البيت كالفهم رحلة الشتاء
والصيف * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر عن أبي صالح قال علم الله حب قريش الشام فأمروا ان يألفوا
عبادة رب هذا البيت كإيلافهم رحلة الشتاء والصيف * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبي مالك في قوله
لإيلاف قريش قال كانوا يتجرون في الشتاء والصيف فألفتهم ذلك * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال كانت
قريش تتجر شتاء وصيف فتأخذ في الشتاء على طريق البحر وايلة إلى فلسطين يلتمسون الدفاء وأما الصيف
فيأخذون قبل بصرى وأذرعات يلتمسون البرد فذلك قوله إيلافهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن
زيد قال كانت لهم رحلتان الصيف إلى الشام والشتاء إلى اليمن في التجارة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن
عكرمة في قوله وآمنهم من خوف قال لا يخطفون * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش وآمنهم من خوف قال خوف
الحبشة * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك وآمنهم من خوف قال من الجذام
* وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي ريحانة العامري ان معاوية قال لابن عباس لم سميت قريش قريشا قال بدابة
تكون في البحر أعظم دوابه يقال لها القرش لا تمر بشئ من الغث والسمين الا أكلته قال فأنشدني في ذلك شيئا
فأنشده شعر الجمحي إذ يقول
وقريش هي التي تسكن البحر * بها سميت قريش قريشا
تأكل الغث والسمين ولا تترك * منها لذي الجناحين ريشا
هكذا في البلاد حي قريش * يأكلون البلاد أكلا كميشا
ولهم آخر الزمان نبي * يكثر القتل فيهم والخموشا
* وأخرج ابن سعد عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم ان عبد الملك بن مروان سأل محمد بن جبير متى سميت
قريش قريشا قال حين اجتمعت إلى الحرم من تفرقها فذلك التجمع التقرش فقال عبد الملك ما سمعت هذا
ولكن سمعت ان قصيا كان يقال له القرشي ولم تسم قريش قبله * وأخرج ابن سعد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
ابن عوف قال لما نزل قصي الحرم وغلب عليه فعل أفعالا جميلة فقيل له القرشي فهو أول من سمى به * وأخرج
أحمد عن قتادة بن النعمان انه وقع بقريش فكأنه نال منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا قتادة لا تسبن
قريشا فإنه لعلك ان ترى منهم رجالا تزدري عملك مع أعمالهم وفعلك مع أفعالهم وتغبطهم إذا رأيتهم لولا أن تطغى
قريش لأخبرتهم بالذي لهم عند الله * وأخرج ابن أبي شيبة عن معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
398

يقول الناس تبع لقريش في هذا الامر خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا والله لولا أن تبطر
قريش لأخبرتها بما لخيارها عند الله قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خير نسوة ركبن الإبل صالح
نساء قريش أرعاه على زوج في ذات يده وأحناه على ولد في صغره * وأخرج أحمد وابن أبي شيبة والنسائي عن
أنس قال كنا في بيت رجل من الأنصار فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقف فاخذ بعضادتي الباب فقال
الأئمة من قريش ولهم عليكم حق ولكم مثل ذلك ما ان استحكموا عدلوا وان استرحموا رحموا وإذا عاهدوا
أوفوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن جبير
ابن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان للقرشي مثلي قوة الرجل من غير قريش قيل للزهري ما عنى
بذلك قال نبل الرأي * وأخرج ابن أبي شيبة عن سهل بن أبي حثمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعلموا
من قريش ولا تعلموها وقدموا قريشا ولا تؤخروها فان للقرشي قوة الرجلين من غير قريش * وأخرج ابن أبي
شيبة عن أبي جعفر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقدموا قريشا فتضلوا ولا تأخروا عنها فتضلوا خيار
قريش خيار الناس وشرار قريش شرار الناس والذي نفس محمد بيده لولا أن تبطر قريش لأخبرتها مالها عند
الله * وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس تبع لقريش في الخير والشر إلى
يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة عن إسماعيل بن عبد الله بن رفاعة عن أبيه عن جده قال جمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم قريشا فقال هل فيكم من غيركم قالوا لا الا ابن أختنا ومولانا وحليفتنا فقال ابن أختكم منكم
ومولاكم منكم ان قريشا أهل صدق وأمانة فمن بغى لهم الغواء أكبه الله على وجهه * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس تبع لقريش في هذا الامر خيارهم تبع لخيارهم
وشرارهم تبع لشرارهم * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب فيه
نفر من قريش فقال إن هذا الامر في قريش * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لقريش ان هذا الامر فيكم وأنتم ولاته * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن ابن عمر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال هذا الامر في قريش ما بقى من الناس اثنان وحرك أصبعيه * وأخرج ابن أبي
شيبة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الملك في قريش والقضاء في الأنصار والاذان في الحبشة
* وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد بن عمير قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش فقال اللهم كما أذقت
أولهم عذابا فأذق آخرهم نوالا * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد بن أبي وقاص ان رجلا قتل فقيل للنبي صلى الله
عليه وسلم فقال أبعده الله انه كان يبغض قريشا * وأخرج الترمذي وصححه عن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اللهم أذقت أول قريش نكالا فأذق آخرهم نوالا
* (سورة الماعون مكية) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال أنزلت أرأيت الذي يكذب بمكة * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن
الزبير مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن أرأيت الذي يكذب بالدين قال الكافر * وأخرج ابن جرير وابن
المنذر عن ابن جريج أرأيت الذي يكذب بالدين قال بالحساب * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس
أرأيت الذي يكذب بالدين قال يكذب بحكم الله فذلك الذي يدع اليتيم قال يدفعه عن حقه * وأخرج الطستي عن ابن
عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل فذلك الذي يدع اليتيم قال يدفعه عن حقه قال وهل
تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت أبا طالب يقول
يقسم حقا لليتيم ولم يكن * يدع لذي يسارهن الأصاغر
* وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب يدع اليتيم قال يدفعه * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن قتادة يدع اليتيم قال يظلمه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب
الايمان عن ابن عباس فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون قال هم المنافقون يراؤن الناس بصلاتهم
إذا حضروا ويتركونها إذا غابوا ويمنعونهم العارية بغضا لهم وهي الماعون * وأخرج ابن جرير وابن مردويه
399

عن ابن عباس الذين هم عن صلاتهم ساهون قال هم المنافقون يتركون الصلاة في السر ويصلون في العلانية
* وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد الذين هم عن صلاتهم ساهون قال هم المنافقون * وأخرج
الفريابي وسعيد بن منصور وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن مصعب بن سعد
قال قلت لأبي أرأيت قول الله الذين هم عن صلاتهم ساهون أينا لا يسهو أينا لا يحدث نفسه قال إنه ليس ذلك أنه
إضاعة الوقت * وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وابن مردويه
والبيهقي في سننه عن سعد بن أبي وقاص قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله الذين هم عن صلاتهم ساهون
قال هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها قال الحاكم والبيهقي الموقوف أصح * وأخرج ابن جرير وابن مردويه
بسند ضعيف عن أبي برزة الأسلمي قال لما نزلت هذه الآية الذين هم عن صلاتهم ساهون قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الله أكبر هذه الآية خير لكم من أن يعطى كل رجل منكم جميع الدنيا هو الذي ان صلى لم يرج خير
صلاته وان تركها لم يخف ربه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله الذين هم عن صلاتهم ساهون قال الذين
يؤخرونها عن وقتها * وأخرج ابن أبي حاتم عن مسروق عن صلاتهم ساهون قال تضييع ميقاتها * وأخرج عبد
الرزاق وابن المنذر عن مالك بن دينار قال سأل رجل أبا العالية عن قوله الذين هم عن صلاتهم ساهون ما هو فقال
أبو العالية هو الذي لا يدرى عن كم انصرف عن شفع أو عن وتر فقال الحسن مه هو الذي يسهو عن ميقاتها حتى
تفوت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله عن صلاتهم ساهون قال لاهون
* وأخرج ابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في سننه والخطيب في تالي التلخيص عن ابن مسعود انه قرأ الذين هم
عن صلاتهم لاهون * وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار قال الحمد لله الذي قال هم عن صلاتهم ساهون ولم يقل
في صلاتهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية عن صلاتهم ساهون قال هو الذي يصلى ويقول هكذا وهكذا
يعنى يلتفت عن يمينه وعن يساره * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم عن صلاتهم ساهون قال
يصلون رياء وليس الصلاة من شأنهم * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة عن صلاتهم ساهون قال لا يبالي
عنها أصلى أم لم يصل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن علي بن أبي طالب الذين هم يراؤن قال
يراؤن بصلاتهم * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر
وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن ابن مسعود قال كنا نعد الماعون
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية الدلو والقدر والفاس والميزان وما تتعاطون بينكم * وأخرج
الطبراني عن ابن مسعود قال كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدث ان الماعون الدلو والقدر والفأس ولا
يستغنى عنهن * وأخرج الفريابي والبيهقي عن ابن مسعود في قوله الماعون قال الفاس والقدر والدلو ونحوها
* وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال كان المسلمون يستعيرون من المنافقين الدلو والقدر والفاس وشبهه
فيمنعونهم فأنزل الله ويمنعون الماعون * وأخرج أبو نعيم والديلمي وابن عساكر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم في قوله ويمنعون الماعون قال ما تعاون الناس بينهم الفاس والقدر والدلو وأشباهه * وأخرج ابن أبي
حاتم وابن مردويه عن قرة بن دعموص النميري أنهم وفدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله
ما تعهد إلينا قال لا تمنعوا الماعون قالوا وما الماعون قال في الحجر وفي الحديدة وفي الماء قال فأي الحديدة قال قدوركم
النحاس وحديد الناس الذي يمتهنون به قالوا ما الحجر قال قدوركم الحجارة * وأخرج الباوردي عن الحرث بن شريح
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم أخو المسلم لا يمنعه الماعون قالوا يا رسول الله ما الماعون قال في الحجر وفي
الماء وفي الحديد قالوا أي الحديد قال قدر النحاس وحديد الفاس الذي تمتهنون به قالوا فما هذا الحجر قال القدر الذي
من الحجارة * وأخرج ابن قانع عن علي بن أبي طالب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المسلم أخو المسلم إذا
لقيه حياه بالسلام ويرد عليه ما هو خير منه لا يمنع الماعون قلت يا رسول الله ما الماعون قال الحجر والحديد والماء
وأشباه ذلك * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن حفصة بنت سيرين قالت لنا أم عطية أمرنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نمنع الماعون قلت وما الماعون قالت هو ما يتعاطاه الناس بينهم * وأخرج ابن
400

أبى شيبة وابن جرير عن سعيد بن عياض عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الماعون الفاس والقدر والدلو
* وأخرج آدم وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي والضياء
في المختارة من طرق عن ابن عباس في قوله ويمنعون الماعون قال عارية متاع البيت * وأخرج الفريابي عن سعيد
ابن جبير قال الماعون العارية * وأخرج الفريابي وابن المنذر والبيهقي عن عكرمة انه سئل عن الماعون فقال
هي العارية فقيل فمن يمنع متاع بيته فله الويل قال لا ولكن إذا جمعهن ثلاثهن فله الويل إذا سها عن الصلاة ورايا
ومنع الماعون * وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم
والبيهقي في سننه عن علي بن أبي طالب قال الماعون الزكاة المفروضة يراؤن بصلاتهم ويمنعون زكاتهم * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله ويمنعون الماعون قال أولئك المنافقون ظهرت الصلاة فصلوها
وخفيت الزكاة فمنعوها * وأخرج البيهقي عن ابن عباس ويمنعون الماعون قال الزكاة * وأخرج عبد الرزاق
والفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن أبي المغيرة قال قال ابن عمر المال الذي لا يعطى حقه قلت
له ان ابن مسعود قال وهو ما يتعاطاه الناس بينهم من الخير قال ذلك ما أقول لك * وأخرج ابن أبي حاتم عن
عكرمة قال رأس الماعون زكاة المال وأدناه المنخل والدلو والإبرة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد
ابن المسيب قال الماعون بلسان قريش المال * وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك وابن الحنفية قالا
الماعون الزكاة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال الماعون المعروف * واخرج ابن
مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله ويمنعون الماعون قال اختلف الناس في ذلك فمنهم من قال
يمنعون الزكاة ومنهم من قال يمنعون الطاعة ومنهم من قال يمنعون العارية * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير
وابن أبي حاتم عن ابن عباس ويمنعون الماعون قال ما جاء هؤلاء بعد
* (سورة الكوثر) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت سورة انا أعطيناك الكوثر بمكة * وأخرج ابن مردويه عن
ابن الزبير وعائشة مثله * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمرو بن ميمون قال لما طعن عمرو ماج الناس تقدم عبد
الرحمن بن عوف فقرأ بأقصر سورتين في القرآن انا أعطيناك الكوثر وإذا جاء نصر الله والفتح * وأخرج البيهقي
في سننه عن ابن شبرمة قال ليس في القرآن سورة أقل من ثلاث آيات * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع
ابن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى انا أعطيناك الكوثر قال نهر في بطنان الجنة حافتاه قباب الدر والياقوت فيه
أزواجه وخدمه قال وبأي شئ ذكر ذلك قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل من باب الصفا وخرج من باب
المروة فاستقبله العاص بن وائل السهمي فرجع العاص إلى قريش فقالت له قريش من استقبلك يا أبا عمرو
آنفا قال ذلك الأبتر يريد به النبي صلى الله عليه وسلم حتى أنزل الله هذه السورة انا أعطيناك الكوثر فصل لربك
وانحر ان شانئك هو الأبتر يعنى عدوك العاص بن وائل هو الأبتر من الخير لا أذكر في مكان الا ذكرت معي يا محمد
فمن ذكرني ولم يذكرك ليس له في الجنة نصيب قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت حسان بن ثابت يقول
وحباه الا له بالكوثر الأكبر * فيه النعيم والخيرات
* وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه
عن أنس بن مالك قال أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة فرفع رأسه متبسما فقال إنه نزلت على آنفا سورة
فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم انا أعطيناك الكوثر حتى ختمها قال هل تدرون ما الكوثر قالوا الله ورسوله أعلم قال
هو نهر أعطانيه ربى في الجنة عليه خير كثير ترده أمتي يوم القيامة آنيته عدد الكواكب يختلج العبد منهم فأقول
يا رب انه من أمتي فيقال انك لا تدرى ما أحدث بعدك * وأخرج مسلم والبيهقي من وجه آخر بلفظ ثم رفع رأسه
فقرأ إلى آخر السورة قال البيهقي والمشهور فيما بين أهل التفاسير والغازي ان هذه السورة مكية وهذا اللفظ
لا يخالفه فيشبه ان يكون أولى * وأخرج الطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن أم سلمة أن النبي صلى الله
عليه وسلم قرأ هذه الآية انا أعطيناك الكوثر * وأخرج أحمد وابن المنذر وابن مردويه عن أنس أنه قرأ هذه
401

الآية انا أعطيناك الكوثر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت الكوثر فإذا هو نهر في الجنة
يجرى ولم يشق شقا وإذا حافتاه قباب اللؤلؤ فضربت بيدي إلى تربته فإذا هو مسكة ذفرة وإذا حصاه اللؤلؤ
* وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فإذا أنا بنهر حافتاه خيام اللؤلؤ فضربت بيدي إلى ما يجرى فيه الماء فإذا
مسك أذفر قلت ما هذا يا جبريل قال هذا الكوثر الذي أعطاكه الله * وأخرج أحمد والترمذي وابن جرير وابن
المنذر والحاكم وابن مردويه عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله ما الكوثر قال نهر في الجنة أعطانيه ربى لهو أشد
بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طيور أعناقها كأعناق الجزر قال عمر يا رسول الله انها لناعمة قال آكلها أنعم
منها يا عمر * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قد أعطيت الكوثر
قلت يا رسول الله ما الكوثر قال نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب لا يشرب منه أحد فيظمأ ولا يتوضأ
منه أحد فيتشعث أبدا لا يشرب منه من أخفر ذمتي ولا من قتل أهل بيتي * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي
وصححه وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عطاء بن السائب قال قال لي محارب بن دثار ما قال سعيد
ابن جبير في الكوثر قلت حدثنا عن ابن عباس انه الخير الكثير فقال صدقت والله انه للخير الكثير ولكن حدثنا
ابن عمر قال نزلت انا أعطيناك الكوثر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب
يحرى على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل * وأخرج ابن أبي
شيبة والبخاري وابن جرير وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت عن قوله تعالى انا أعطيناك الكوثر
قالت هو نهر أعطيه نبيكم صلى الله عليه وسلم في بطنان الجنة شاطئاه عليه در مجوف فيه من الآنية والأباريق
عدد النجوم * وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله انا أعطيناك الكوثر
قال الخير الكثير وقال أنس بن مالك نهر في الجنة وقالت عائشة هو نهر في الجنة ليس أحد يدخل أصبعيه في أذنيه الا
سمع خرير ذلك النهر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتيت الكوثر
آنيته عدد النجوم * وأخرج ابن مردويه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انا أعطيناك الكوثر قال نهر أعطاه الله محمدا في الجنة * وأخرج ابن
جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب وفضة يجرى على الياقوت
والدر ماؤه أبيض من الثلج وأحلى من العسل * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
انا أعطيناك الكوثر قال نهر في الجنة عمقه سبعون ألف فرسخ ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل
شاطئاه الدر والياقوت والزبرجد خص الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم دون الأنبياء * وأخرج البخاري
وابن جرير والحاكم من طريق أبى بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال الكوثر الخير
الذي أعطاه الله إياه قال أبو بشر قلت لسعيد بن جبير فان ناسا يزعمون أنه نهر في الجنة قال النهر الذي في الجنة
من الخير الذي أعطاه الله إياه * وأخرج الطبراني في الأوسط عن حذيفة في قوله أنا أعطيناك الكوثر قال
نهر في الجنة أجوف فيه آنية من الذهب والفضة لا يعلمها الا الله * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن
أسامة بن زيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى حمزة بن عبد المطلب يوما فلم يجده فسأل امرأته عنه فقالت
خرج آنفا أولا ندخل يا رسول الله فدخل فقدمت له حيسا فاكل فقالت هنيئا لك يا رسول الله ومريئا لقد جئت
وانا أريد ان آتيك فأهنيك وأمريك أخبرني أبو عمارة انك أعطيت نهرا في الجنة يدعى الكوثر فقال أجل
وأرضه ياقوت ومرجان وزبرجد ولؤلؤ * وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان
رجلا قال يا رسول الله ما الكوثر قال نهر من أنهار الجنة أعطانيه الله عرضه ما بين أيلة وعدن قال يا رسول الله أله
طين أو حال قال نعم المسك الأبيض قال له رضراض حصى قال نعم رضراضه الجوهر وحصباؤه اللؤلؤ قال اله شجر
قال نعم حافتاه قضبان ذهب رطبة شارعة عليه قال ألتلك القضبان ثمار قال نعم تنبت أصناف الياقوت الأحمر
والزبرجد الأخضر فيه أكواب وآنية وأقداح تسعى إلى من أراد أن يشرب منها منتشره في وسطه كأنها
402

الكوكب الدري * وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله انا أعطيناك الكوثر قال نهر في
الجنة حافتاه قباب الدر فيه أزواج النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج هناد وابن جرير عن عائشة رضي الله عنها
قالت من أحب ان يسمع خرير الكوثر فليجعل أصبعيه في أذنيه * وأخرج ابن جرير وابن عساكر عن مجاهد
رضي الله عنه قال الكوثر خير الدنيا والآخرة * وأخرج هناد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن عساكر عن
عكرمة رضي الله عنه قال الكوثر ما أعطاه الله من النبوة والخير والقرآن * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن
قال الكوثر القرآن * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن علي بن أبي طالب قال لما
نزلت هذه السورة على النبي صلى الله عليه وسلم انا أعطيناك الكوثر قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل
ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربى قال إنها ليست بنحيرة ولكن يأمرك إذا تحرمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت
وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع فإنها صلاتنا وصلاة الملائكة الذين هم في السماوات السبع وان لكل
شئ زينة وزينة الصلاة رفع اليدين عند كل تكبيرة قال النبي صلى الله عليه وسلم رفع اليدين من الاستكانة التي
قال الله فما استكانوا لربهم وما يتضرعون * وأخرج ابن جرير عن أبي جعفر في قوله فصل لربك قال الصلاة
وانحر قال يرفع يديه أول ما يكبر في الافتتاح * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
فصل لربك وانحر قال إن الله أوحى إلى رسوله ان ارفع يديك حذاء نحرك إذا كبرت للصلاة فذاك النحر * وأخرج
ابن أبي شيبة في المصنف والبخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني في الافراد وأبو
الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله فصل لربك وانحر
قال وضع يده اليمنى على وسط ساعده اليسرى ثم وضعهما على صدره في الصلاة * وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في
سننه عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله * وأخرج ابن أبي حاتم وابن شاهين في السنة
وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما فصل لربك وانحر قال وضع اليمنى على الشمال عند
التحرم في الصلاة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء فصل لربك وانحر قال إذا صليت فرفعت رأسك من الركوع
فاستو قائما * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الأحوص فصل لربك وانحر قال استقبل القبلة بنحرك * واخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه فصل لربك وانحر قال صل لربك الصلاة المكتوبة واسأل * وأخرج
ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه فصل لربك قال اشكر لربك * وأخرج ابن جرير وابن مردويه
عن سعيد بن جبير قال كانت هذه الآية يوم الحديبية أتاه جبريل فقال انحر وارجع فقام رسول الله صلى الله
عليه وسلم فخطب خطبة الأضحى ثم ركع ركعتين ثم انصرف إلى البدن فنحرها فذلك حين يقول فصل لربك وانحر
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد وعطاء وعكرمة فصل لربك وانحر قالوا
صلاة الصبح بجمع ونحر البدن بمنى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس وانحر قال الصلاة المكتوبة
والذبح يوم الأضحى * واخرج ابن جرير عن قتادة فصل لربك وانحر قال صلاة الأضحى والنحر نحر البدن * وأخرج
ابن أبي حاتم عن عطاء فصل لربك قال صلاة العيد * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير وانحر قال البدن
* وأخرج ابن جرير عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ينحر قبل ان يصلى فامر ان يصلى ثم ينحر * واخرج
البيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله وانحر قال يقول فادع يوم النحر * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر
عن عكرمة قال لما أوحى الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت قريش بتر محمد منا فنزلت ان شانئك هو
الأبتر * وأخرج البزار وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال قدم كعب بن الأشرف مكة
فقالت له قريش أنت خير أهل المدينة وسيدهم ألا ترى إلى هذا الصابئ المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن
أهل الحجيج وأهل السقاية وأهل السدانة قال أنتم خير منه فنزلت ان شانئك هو الأبتر ونزلت ألم تر إلى الذين أوتوا
نصيبا من الكتاب إلى قوله فلن تجد له نصيرا * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي أيوب قال لما مات إبراهيم بن
النبي صلى الله عليه وسلم مشى المشركون بعضهم إلى بعض فقالوا ان هذا الصابئ قد بتر الليلة فأنزل الله إنا أعطيناك
الكوثر إلى آخر السورة * وأخرج ابن سعد وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس
403

قال كان أكبر ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم ثم زينب ثم عبد الله ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية فمات
القاسم وهو أول ميت من ولده بمكة ثم مات عبد الله فقال العاصي بن وائل السهمي قد انقطع نسله فهو أبتر فأنزل
الله ان شانئك هو الأبتر * وأخرج ابن عساكر من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس قال ولدت خديجة
من النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله ثم أبطا عليه الولد من بعده فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم رجلا
والعاصي بن وائل ينظر إليه إذ قال له رجل من هذا قال هدا الأبتر يعنى النبي صلى الله عليه وسلم فكانت قريش
إذا ولد للرجل ثم أبطأ عليه الولد من بعده قالوا هذا الأبتر فأنزل الله ان شانئك هو الأبتر أي مبغضك هو الأبتر الذي
بتر من كل خير * وأخرج البيهقي في الدلائل عن محمد بن علي قال كان القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
بلغ ان يركب على الدابة ويسير على النجيبة فلما قبضه الله قال عمرو بن العاصي لقد أصبح محمد أبتر من ابنه فأنزل
الله انا أعطيناك الكوثر عوضا يا محمد عن مصيبتك بالقاسم فصل لربك وانحر ان شانئك هو الأبتر قال البيهقي
هكذا روى بهذا الاسناد وهو ضعيف والمشهور انها نزلت في العاصي بن وائل * وأخرج الزبير بن بكار وابن
عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه قال توفى القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو آت من جنازته على العاصي بن وائل وابنه عمرو فقال حين رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
انى لأشنؤه فقال العاصي بن وائل لا جرم لقد أصبح أبتر فأنزل الله ان شانئك هو الأبتر * وأخرج ابن جرير وابن
مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان شانئك هو الأبتر قال هو العاصي بن وائل * وأخرج ابن أبي حاتم
عن السدى رضي الله عنه قال كانت قريش تقول إذا مات ذكور الرجل بتر فلان فلما مات ولد النبي صلى الله
عليه وسلم قال العاصي بن وائل بتر والأبتر الفرد * وأخرج ابن المنذر وابن جرير وعبد الرزاق وابن أبي حاتم
وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان شانئك يقول عدوك * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء ان شانئك
قال أبو جهل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شهر بن عطية عن إبراهيم قال كان عقبة بن أبي
معيط يقول إنه لا يبقى للنبي صلى الله عليه وسلم ولد وهو أبتر فأنزل الله فيه ان شانئك هو الأبتر
* (سورة الكافرون) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة قل يا أيها الكافرون بمكة * وأخرج ابن
مردويه عن ابن لزبير رضي الله عنه قال أنزلت بالمدينة قل يا أيها الكافرون * وأخرج ابن جرير وابن أبي
حاتم والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما ان قريشا دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يعطوه مالا
فيكون أغنى رجل بمكة ويزوجوه ما أراد من النساء فقالوا هذا لك يا محمد وكف عن شتم آلهتنا ولا تذكر آلهتنا
بسوء فان لم تفعل فانا نعرض عليك خصلة واحدة ولك فيها صلاح قال ما هي قالوا تعبد آلهتنا سنة ونعبد الهك
سنة قال حتى انظر ما يأتيني من ربى فجاء الوحي من عند الله قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون الآية وأنزل
الله قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون إلى قوله الشاكرين * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن وهب
قال قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم ان سرك ان نتبعك عاما وترجع إلى ديننا عاما فأنزل الله قل يا أيها
الكافرون إلى آخر السورة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن سعيد بن ميناء
مولى أبى البختري قال لقى الولد بن المغيرة والعاصي بن وائل والأسود بن المطلب وأمية بن خلف رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقالوا يا محمد هلم فلنعبد ما نعبد ونعبد ما تعبد ولنشترك نحن وأنت في أمرنا كله فان كان الذي
نحن عليه أصح من الذي أنت عليه كنت قد أخذت منه حظا وان كان الذي أنت عليه أصح من الذي نحن عليه
كنا قد أخذنا منه حظا فأنزل الله قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون حتى انقضت السورة * واخرج
عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان قريشا قالت لو استلمت آلهتنا لعبدنا
الهك فأنزل الله قل يا أيها الكافرون السورة كلها * وأخرج ابن أبي حاتم عن زرارة بن أوفى قال كانت هذه
السورة تسمى المقشقشة * وأخرج ابن مردويه عن أبي رافع قال طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت ثم جاء
مقام إبراهيم فقرأ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ثم صلى فقرأ بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد الله الصمد فقال
404

كذلك الله لم يلد ولم يولد قال ذاك الله ولم يكن لم كفوا أحد قال كذلك الله ثم ركع وسجد ثم قرأ بفاتحة الكتاب
وقل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد قال لا أعبد الا الله ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم
عابدون ما أعبد فقال لا أعبد الا الله لكم دينكم ولى دين ثم ركع وسجد * وأخرج ابن ماجة عن ابن عمر قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد * وأخرج ابن ماجة عن ابن
مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين بعد صلاة المغرب قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد
* وأخرج البيهقي في سننه عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت ثم صلى ركعتين قرأ
فيهما قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد * وأخرج الحاكم وصححه عن أبي قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوتر بسبح وقل للذين كفروا والله الواحد الصمد * وأخرج مسلم والبيهقي في سننه عن أبي هريرة ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد
والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة وابن حبان وابن مردويه عن ابن عمر قال رمقت النبي صلى الله عليه وسلم
خمسا وعشرين مرة وفي لفظ شهرا فكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بقل يا أيها
الكافرون وقل هو الله أحد * وأخرج ابن الضريس والحاكم في الكنى وابن مردويه عن ابن عمر قال رمقت
النبي صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا في غزوة تبوك فسمعته يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو
الله أحد ويقول نعم السورتان تعدل واحدة بربع القرآن والأخرى بثلث القرآن * وأخرج البيهقي في شعب
الايمان عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل صلاة الفجر بقل
يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول من قرأ قل يا أيها الكافرون كانت له عدل ربع القرآن * وأخرج الطبراني في الصغير والبيهقي في شعب
الايمان عن سعيد بن أبي العاصي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل يا أيها الكافرون فكأنما قرأ
ربع القرآن ومن قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن * وأخرج مسدد عن رجل من الصحابة قال
سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وعشرين مرة يقول نعم السورتان يقرأ بهما في الركعتين الاحد
الصمد وقل يا أيها الكافرون * وأخرج أحمد وابن الضريس والبغوي وحميد بن زنجويه في ترغيبه عن شيخ
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فمر برجل يقرأ قل يا أيها الكافرون
فقال أما هذا فقد برئ من الشرك وإذا آخر يقرأ قل هو الله أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم بها وجبت له الجنة
وفي رواية أما هذا فقد غفر له * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن الأنباري في
المصاحف والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن فروة بن نوفل بن معاوية الأشجعي عن
أبيه انه قال يا رسول الله علمني ما أقول إذا أويت إلى فراشي قال اقرأ يا أيها الكافرون ثم نم على خاتمتها فإنها براءة
من الشرك * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن مردويه عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي عن أبيه
قال قلت يا رسول الله انى حديث عهد بشرك فمرني بآية تبرئني من الشرك فقال اقرأ قل يا أيها الكافرون قال
فما أخطأها أبى من يوم ولا ليلة حتى فارق الدنيا * وأخرج ابن مردويه عن البراء قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لنوفل بن معاوية الأشجعي إذا أتيت مضجعك للنوم فاقرأ قل يا أيها الكافرون فإنك إذا قرأتها فقد برئت من
الشرك * وأخرج أحمد والطبراني في الأوسط عن الحارث بن جبلة وقال الطبراني عن جبلة بن حارثة وهو أخو
زيد بن حارثة قال قلت يا رسول الله علمني شيئا أقوله عند منامي قال إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ قل يا أيها
الكافرون حتى تمر بآخرها فإنها براءة من الشرك * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن أنس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ اقرأ قل يا أيها الكافرون عند منامك فإنها براءة من الشرك * وأخرج الديلمي عن عبد
الله بن جراد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المنافق لا يصلى الضحى ولا يقرأ قل يا أيها الكافرون * وأخرج
أبو يعلى والطبراني عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على كلمة تنجيكم من الاشراك بالله
تقرؤن قل يا أيها الكافرون عند منامكم * وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه عن خباب ان النبي صلى الله عليه
405

وسلم قال إذا أخذت مضجعك فاقرأ قل يا أيها الكافرون وان النبي صلى الله عليه وسلم لم يأت فراشه قطا الا قرأ قل يا أيها
الكافرون حتى يحتم * وأخرج ابن مردويه عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لقى الله
بسورتين فلا حساب عليه قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد * وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الضريس
عن أبي مسعود الأنصاري قال من قرأ قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون في ليلة فقد أكثر وأطاب * وأخرج
الطبراني في الصغير عن علي قال لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلى فلما فرغ قال لعن الله العقرب
لا تدع مصليا ولا غيره ثم دعا بماء وملح وجعل يمسح عليها ويقرأ قال يا أيها الكافرون وقل أعوذ برب الفلق وقل
أعوذ برب الناس * وأخرج أبو يعلى عن جبير بن مطعم قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أتحب يا جبير إذا
خرجت سفرا أن تكون أمثل أصحابك هيئة وأكثرهم زادا قلت نعم بابى أنت وأمي قال فاقرأ هذه السور الخمس
قل يا أيها الكافرون وإذا جاء نصر الله والفتح وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وافتتح
كل سورة ببسم الله الرحمن لرحيم واختتم قراءتك ببسم الله الرحمن الرحيم قال جبير وكنت غنيا كثير المال فكنت
أخرج في سفر فأكون من أبذهم هيئة وأقلهم زادا فما زلت منذ علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأت بهن
أكون من أحسنهم هيئة وأكثرهم زادا حتى أرجع من سفري * وأخرج ابن الضريس عن عمرو بن مالك قال
كان أبو الجوزاء يقول أكثروا من قراءة قل يا أيها الكافرون وابرؤا منهم
* (سورة النصر) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال أنزل بالمدينة إذا جاء نصر الله والفتح * وأخرج ابن مردويه عن ابن
الزبير قال أنزل إذا جاء نصر الله بالمدينة * وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار قال نزلت إذا جاء نصر الله والفتح
كلها بالمدينة بعد فتح مكة ودخول الناس في الدين ينعى إليه نفسه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبزار
وأبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر قال هذه السورة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم
أوسط أيام التشريق بمنى وهو في حجة الوداع إذا جاء نصر الله والفتح حتى ختمها فعرف رسول الله صلى الله عليه
وسلم انه الوداع * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس انه قرأ إذا جاء فتح الله والنصر * وأخرج ابن
جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله إذا جاء نصر الله والفتح قال فتح مكة ورأيت الناس يدخلون في دين أهل أفواجا
فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا قال اعلم انك ستموت عند ذلك * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله
أفواجا قال الزمر من الناس * وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله إذا جاء نصر الله والفتح قال كانت هذه
السورة آية لموت النبي صلى الله عليه وسلم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله إذا جاء نصر
الله والفتح قال ذكر لنا ان ابن عباس قال هذه السورة علم وحد حده الله لنبيه ونعى نفسه أي انك لن تعيش بعدها
الا قليلا قال قتادة والله ما عاش بعدها الا قليلا سنتين ثم توفى * وأخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه
عن ابن عباس قال لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعيت إلى نفسي انى مقبوض
في تلك السنة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم نعيت إلى نفسي وقرب أجلى * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت على النبي صلى الله عليه
وسلم إذا جاء نصر الله والفتح علم أنه نعيت إليه نفسه * وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد والطبراني والحاكم
وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي سعيد الخدري قال لما نزلت هذه السورة إذا جاء نصر الله والفتح
قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها ثم قال أنا وأصحابي خير والناس خير لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد
ونية * وأخرج النسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن
عباس قال لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح نعيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه حين أنزلت فأخذني أشد
ما يكون اجتهادا في أمر الآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أم حبيبة قالت لما نزلت إذا جاء نصر
الله والفتح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لم يبعث نبيا الا عمر في أمته شطر ما عمر النبي الماضي قبله وان
عيسى بن مريم كان أربعين سنة في بني إسرائيل وهذه لي عشرون سنة وأنا ميت في هذه السنة فبكت فاطمة فقال
406

النبي صلى الله عليه وسلم أنت أول أهل بيتي لحوقا بي فتبسمت * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال لما أقبل
رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين أنزل عليه إذا جاء نصر الله والفتح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا علي بن أبي طالب يا فاطمة بنت محمد جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبحان ربى
وبحمده واستغفره انه كان توابا * وأخرج الخطيب وابن عساكر عن علي قال نعى الله لنبيه صلى الله عليه وسلم
نفسه حين أنزل عليه إذا جاء نصر الله والفتح فكان الفتح سنة ثمان بعد مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما
طعن في سنة تسع من مهاجره تتابع عليه القبائل تسعى فلم يدر متى الاجل ليلا أو نهارا فعمل على قدر ذلك فوسع
السنن وشدد الفرائض وأظهر الرخص ونسخ كثيرا من الأحاديث وغزا تبوك وفعل فعل مودع * وأخرج
الطبراني عن ابن عباس قال لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين أنزل عليه إذا جاء نصر الله
والفتح إلى آخر القصة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي بن أبي طالب ويا فاطمة بنت محمد جاء نصر الله والفتح
إلى آخر القصة سبحان ربى وبحمده واستغفره انه كان توابا ويا على أنه يكون بعدي في المؤمنين الجهاد قال علام
نجاهد المؤمنين الذين يقولون آمنا قال على الاحداث في الدين إذا عملوا بالرأي ولا رأى في الدين انما الدين من الرب
أمره ونهيه قال على يا رسول الله أرأيت ان عرض علينا أمر لم ينزل فيه قرآن ولم يقض فيه سنة منك قال تجعلونه
شورى بين العابدين من المؤمنين ولا تقضونه برأي خاصة فلو كنت مستخلفا أحدا لم يكن أحد أحق منك لقربك
في الاسلام وقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهرك وعندك سيدة نساء المؤمنين وقبل ذلك ما كان من
بلاء أبى طالب إياي ونزل القرآن وأنا حريص على أن أرعى له في ولده * وأخرج أحمد والطبراني وابن مردويه
والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فقال إنه
قد نعيت إلى نفسي * وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد والبخاري وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن
مردويه والبيهقي وأبو نعيم معا في الدلائل عن ابن عباس قال كان عمر يدخلني وأشياخ بدر فقال له عبد الرحمن
عوف لم تدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله فقال إنه ممن قد علمتم فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم وما رأيت دعاني
يومئذ الا ليريهم منى فقال ما تقولون في قوله إذا جاء نصر الله والفتح حتى ختم السورة فقال بعضهم أمرنا الله أن
نحمده ونستغفره إذا جاء نصر الله وفتح علينا وقال بعضهم لا ندري وبعضهم لم يقل شيئا فقال لي يا بن عباس أكذاك
تقول قلت لا قال فما تقول قلت هو أجل رسول الله أعلمه الله إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون والفتح
فتح مكة فذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا فقال عمر ما أعلم منها الا ما تعلم * وأخرج ابن
مردويه عن ابن عباس ان عمر سألهم عن قول الله إذا جاء نصر الله والفتح فقالوا فتح المدائن والقصور قال فأنت
يا ابن عباس ما تقول قال قلت مثل ضرب لمحمد نعيت له نفسه * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في فضائل الصحابة
والخطيب في تالي التلخيص عن ابن عباس قال لمالت إذا جاء نصر الله والفتح جاء العباس إلى على فقال انطلق بنا
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فان كان هذا الامر لنا من بعده لم تشاحنا فيه قريش وان كان لغيرنا سألناه الوصاة لنا
قال لا قال العباس جئت فذكرت ذلك له فقال إن الله جعل أبا بكر خليفتي على دين الله ووحيه وهو مستوص
فاسمعوا له وأطيعوا تهتدوا وتفلحوا وافتدوا به ترشدوا قال ابن عباس فما وافق أبا بكر على رأيه ولا وازره على أمره
ولا أعانه على شأنه إذ خالفه أصحابه في ارتداد العرب الا العباس قال فوالله ما عدل رأيهما وحزمهما رأى أهل
الأرض أجمعين * وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله إذا جاء نصر الله والفتح قال ذاك حين نعى
لهم نفسه يقول إذا رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا يعنى اسلام الناس يقول فذلك حين حضر أجلك
فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا * وأخرج ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن أبي هريرة في قوله
إذا جاء نصر الله والفتح قال علم وحد حده الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ونعى إليه نفسه انك لا تبقى بعد فتح مكة الا قليلا
* وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن ابن عباس قال آخر سورة نزلت من القرآن جميعا إذا جاء نصر الله والفتح
* وأخرج البخاري عن سهل بن سعد الساعدي عن أبي بكر ان سورة إذا جاء نصر الله والفتح أنزلت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نفسه نعيت إليه * وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال غزا رسول الله
407

صلى الله عليه وسلم غزوة الفتح فتح مكة فحرج من المدينة في رمضان ومعه من المسلمين عشرة آلاف وذلك
على رأس ثمان سنين ونصف سنة من مقدمه المدينة وافتتح مكة لثلاث عشرة بقيت من رمضان * وأخرج
ابن أبي شيبة ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يكثر من قول سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه فقلت يا رسول الله أراك تكثر من قول سبحان الله
وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه فقال خبرني انى سأرى علامة في أمتي فإذا رأيتها أكثرت من قول
سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه فقد رأيتها إذا جاء نصر الله والفتح فتح مكة ورأيت الناس يدخلون
في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا * وأخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم
وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن يعنى إذا جاء
نصر الله والفتح * وأخرج ابن جرير عن عائشة قالت ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أنزلت
عليه هذه السورة إذا جاء نصر الله والفتح الا يقول مثلهما سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي * وأخرج
ابن جرير وابن مردويه عن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر عمره لا يقوم ولا يقعد ولا يذهب
ولا يجئ الا قال سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك فقلت له قال انى أمرت بها وقرأ إذا جاء نصر الله
إلى آخر السورة * وأخرج عبد الرزاق ومحمد بن نصر وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود قال لما
نزلت إذا جاء نصر الله والفتح كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي انك
أنت التواب الغفور * وأخرج الحاكم وابن مردويه عن ابن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يكثر ان يقول سبحانك ربنا وبحمدك فلما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح قال سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم
اغفر لي انك أنت التواب الرحيم * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء أهل اليمن هم أرق قلوبا الايمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية * وأخرج
الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا
فقال ليخرجن منه أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا * وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن الفضيل بن
عياض قال لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح إلى آخر السورة قال محمد يا جبريل نعيت إلى نفسي قال جبريل
الآخرة خير لك من الأولى * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
الناس دخلوا في دين الله أفواجا وسيخرجون منه أفواجا * وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء نصر الله والفتح وجاء أهل اليمن رقيقة أفئدتهم وطباعهم سجية قلوبهم عظيمة
حسنتهم دخلوا في دين الله أفواجا
* (سورة أبى لهب) *
* أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال أنزلت تبت يدا أبى لهب بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير
وعائشة مثله * وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال ما كان أبو لهب الا من كفار قريش ما هو حتى خرج من
الشعب حين تمالأت قريش حتى حصرونا في الشعب وظاهرهم فلما خرج أبو لهب من الشعب لقى هندا بنت عتبة
ابن ربيعة حين فارق قومه فقال يا ابنت عتبة هل نصرت اللات والعزى قالت نعم فجزاك الله خيرا يا أبا عتبة قال إن
محمدا يعدنا أشياء لا نراها كائنة يزعم أنها كائنة بعد الموت فما ذاك وصنع في يدي ثم نفخ في يديه ثم قال تبا لكما ما أرى
فيكما شيئا مما يقول محمد فنزلت تبت يدا أبى لهب قال ابن عباس فحصرنا في الشعب ثلاث سنين وقطعوا عنا الميرة
حتى أن الرجل ليخرج منا بالنفقة فما يبايع حتى يرجع حتى هلك فينا من هلك * وأخرج سعيد بن منصور
والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس
قال لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين خرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا
فهتف يا صباحاه فاجتمعوا إليه فقال أرأيتكم لو أخبرتكم ان خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي قالوا
408

ما جربنا عليك كذبا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب تبا لك انما جمعتنا لهذا ثم قام فنزلت
هذه السورة تبت يدا أبى لهب وتب * وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عمر في قوله تبت يدا أبى لهب
قال خسرت * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في تبت يدا أبى لهب قال خسرت وتب قال خسر
* وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة تبت يدا أبى لهب وتب قال خسرت يدا أبى لهب وخسر
* وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال انما سمى أبا لهب من حسنه * وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة
قالت إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وان ابنه من كسبه ثم قرأت ما أغنى عنه ماله وما كسب قالت وما
كسب ولده * وأخرج عبد الرزاق عن عطاء قال كان يقال ما أغنى عنه ماله وما كسب وولده كسبه ومجاهد
وعائشة قالاه * وأخرج الطبراني عن قتادة قال كانت رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم عند عتبة بن أبي لهب
فلما أنزل الله تبت يدا أبى لهب سأل النبي صلى الله عليه وسلم طلاق رقية فطلقها فتزوجها عثمان * وأخرج
الطبراني عن قتادة قال تزوج أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عتيبة بن أبي لهب وكانت رقية عند
أخيه عتبة بن أبي لهب فلما أنزل الله تبت يدا أبى لهب قال أبو لهب لابنيه عتيبة وعتبة رأسي من رأسكما حرام ان لم
تطلقا بنتي محمد وقالت أمهما بنت حرب بن أمية وهي حمالة الحطب طلقاهما فإنهما قد صبتا فطلقاهما
* وأخرج ابن جرير عن ابن زيد ان امرأة أبى لهب كانت تلقى في طريق النبي صلى الله عليه وسلم الشوك فنزلت
تبت يدا أبى لهب وامرأته حمالة الحطب فلما نزلت بلغ امرأة أبى لهب ان النبي يهجوك قالت علام يهجوني هل
رأيتموني كما قال محمدا حمل حطبا في جيدي حبل من مسد فمكثت ثم أنته فقالت إن ربك قلاك وودعك فأنزل الله
والضحى إلى وما قلى * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد وامرأته حمالة الحطب قال كانت تأتى بأغصان
الشوك تطرحها بالليل في طريق رسول الله * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم عن مجاهد وامرأته حمالة الحطب قال كانت تمشى بالنميمة في جيدها حبل من مسد من نار * وأخرج ابن
جرير وابن أبي حاتم عن قتادة وامرأته حمالة الحطب قال كانت تنقل الأحاديث من بعض الناس إلى بعض
في جيدها حبل قال عنقها * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن حمالة الحطب قال كانت تحمل النميمة فنأتي
بها بطون قريش * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن عروة بن الزبير في جيدها
حبل من مسد قال سلسلة من حديد من نار ذرعها سبعون ذراعا * وأخرج ابن الأنباري عن قتادة رضي الله عنه
في جيدها حبل من مسد قال من الودع * وأخرج ابن جرير والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله وامرأته حمالة الحطب قال كانت تحمل الشوك فتطرحه على طريق النبي صلى الله عليه
وسلم ليعقره وأصحابه ويقال حمالة الحطب نقالة الحديث حبل من مسد قال هي حبال تكون بمكة ويقال المسد
العصا التي تكون في البكرة ويقال المسد قلادة لها من ودع * وأخرج ابن عساكر بسند فيه الكديمي عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت ولى أربع عمومة فاما العباس فيكنى بابى
الفضل ولولده الفضل إلى يوم القيامة وأما حمزة فيكنى بابى يعلى فاعلي الله قدره في الدنيا والآخرة وأما عبد العزى
فيكنى بابى لهب فادخله الله النار وألهبها عليه وأما عبد مناف فيكنى بابى طالب فله ولولده المطاولة والرفعة إلى
يوم القيامة * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر عن جعفر بن محمد عن أبيه رضي الله عنه قال مرت درة ابنة
أبى لهب برجل فقال هذه ابنة عدو الله أبى لهب فأقبلت عليه فقالت ذكر الله أبى لنسابته وشرفه وترك
أباك لجهالته ثم ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال لا يؤذين مسلم بكافر * وأخرج ابن مردويه
عن ابن عمر وأبي هريرة وعمار بن ياسر رضي الله عنهم قالوا قدمت درة بنت أبي لهب مهاجرة فقال لها نسوة أنت
درة بنت أبي لهب الذي يقول الله تبت يدا أبى لهب فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فخطب فقال يا أيها الناس
مالي أوذى في أهلي فوالله ان شفاعتي لتنال بقرابتي حتى أن حكما وحاء وصدا وسلهبا تنالها يوم القيامة بقرابتي
* (سورة الاخلاص) *
* أخرج أحمد والبخاري في تاريخه والترمذي وابن جرير وابن خزيمة وابن أبي حاتم في السنة والبغوي في معجمه
409

وابن المنذر في العظمة والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي بن كعب رضي الله عنه ان المشركين
قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد أنسب لنا ربك فأنزل الله قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد لأنه ليس
يولد شئ الا سيموت وليس شئ يموت الا سيورث وان الله لا يموت ولا يورث ولم يكن له كفوا أحد ليس له شبيه ولا
عدل وليس كمثله شئ * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه ان المشركين قالوا يا رسول الله أخبرنا
عن ربك صف لنا ربك ما هو ومن أي شئ هو فأنزل الله قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا
أحد * وأخرج ابن الضريس وابن جرير عن أبي العالية رضي الله عنه قال قالوا انسب لنا ربك فاتاه جبريل
بهذه السورة قل هو الله أحد الله الصمد * وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن المنذر والطبراني في الأوسط وأبو
نعيم في الحلية والبيهقي بسند حسن عن جابر رضي الله عنه قال جاء اعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنسب
لنا ربك فأنزل الله قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد * وأخرج الطبراني وأبو الشيخ
في العظمة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قالت قريش يا رسول الله أنسب لنا ربك فأنزل الله قل هو الله أحد
* وأخرج أبو الشيخ في العظمة وأبو بكر السمرقندي في فضائل قل هو الله أحد عن أنس رضي الله عنه قال جاءت
يهود خيبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم خلق الله الملائكة من نور الحجاب وآدم من حما مسنون
وإبليس من لهب النار والسماء من دخان والأرض من زبد الماء فأخبرنا عن ربك فلم يجبهم النبي صلى الله عليه
وسلم فاتاه جبريل بهذه السورة قل هو الله أحد ليس له عروق تتشعب الله الصمد ليس بالأجوف لا يأكل
ولا يشرب لم يلد ولم يولد ليس له والد ولا ولد ينسب إليه ولم يكن له كفوا أحد ليس من خلقه شئ يعدل مكانه
يمسك السماوات ان زالتا هذه السورة ليس فيها ذكر جنة ولا نار ولا دنيا ولا آخرة ولا حلال ولا حرام انتسب الله
إليها فهي له خالصة من قرأها ثلاث مرات عدل بقراءة الوحي كله ومن قرأها ثلاثين مرة لم يفضله أحد من أهل
الدنيا يومئذ الا من زاد على ما قال ومن قرأها مائتي مرة أسكن من الفردوس سكنا يرضاه ومن قرأها حين يدخل
منزله ثلاث مرات نفت عنه الفقر ونفعت الجار وكان رجل يقرؤها في كل صلاة فكأنهم هزؤا به وعابوا ذلك عليه
فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال وما حملك على ذلك قال يا رسول الله انى أحبها قال حبها أدخلك الجنة قال
وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويرددها حتى أصبح * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وأبو نعيم في الحلية
من طريق محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام ان عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال لأحبار اليهود انى
أردت أن أحدث بمسجد أبينا إبراهيم عهدا فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فوافاه بمنى
والناس حوله فقام مع الناس فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أنت عبد الله بن سلام قال نعم قال
أدن فدنا منه فقال أنشدك بالله أما تجدني في التوراة رسول الله فقال له انعت لنا ربك فجاء جبريل فقال قل هو الله
أحد إلى آخر السورة فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن سلام أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول
الله ثم انصرف إلى المدينة وكتم اسلامه * وأخرج ابن أبي حاتم وابن عدي والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن
عباس رضي الله عنهما ان اليهود جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم منهم كعب بن الأشرف وحيى بن أخطب
فقالوا يا محمد صف لنا ربك الذي بعثك فأنزل الله قل هو الله الله الصمد لم يلد فيخرج منه الولد ولم يولد فيخرج من شئ
* وأخرج الطبراني في السنة عن الضحاك قال قالت اليهود يا محمد صف لنا ربك فأنزل الله قل هو الله أحد الله الصمد
فقالوا أما الاحد فقد عرفناه فما الصمد قال الذي لا جوف له * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال
أتى رهط من اليهود النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له يا محمد هذا الله خلق الخلق فمن خلقه فغضب النبي صلى الله عليه
وسلم حتى انتقع لونه ثم ساورهم غضبا لربه فجاءه جبريل فسكنه وقال اخفض عليك جناحك وجاء من الله جواب
ما سألوه عنه قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فلما تلاها عليهم قالوا صف لنا ربك كيف
خلقه وكيف عضده وكيف ذراعه فغضب النبي صلى الله عليه وسلم أشد من غضبه الأول وساورهم غضبا فاتاه
جبريل فقال له مثل مقالته وأتاه جواب ما سألوه عنة وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة
والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن
410

قتادة رضي الله عنه قال جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أنسب لنا ربك وفي لفظ صف لنا
ربك فلم يدر ما يرد عليهم فنزلت قل هو الله أحد حتى ختم السورة * وأخرج أبو عبيد وأحمد في فضائله والنسائي
في اليوم والليلة وابن منيع ومحمد بن نصر وابن مردويه والضياء في المختارة عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن * وأخرج ابن الضريس والبزار
وسمويه في فوائده والبيهقي في شعب الايمان عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ قل هو الله أحد
مائتي مرة غفر له ذنوب مائتي سنة * وأخرج أحمد والترمذي وابن الضريس والبيهقي في سننه عن أنس
رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انى أحب هذه السورة قل هو الله أحد فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم حبك إياها أدخلك الجنة * وأخرج ابن الضريس وأبو يعلى وابن الأنباري في
المصاحف عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أما يستطيع أحدكم أن يقرأ قل
هو الله أحد ثلاث مرات في ليلة فإنها تعدل ثلث القرآن * وأخرج أبو يعلى ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن
أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد خمسين مرة غفر له ذنوب خمسين سنة * وأخرج
الترمذي وأبو يعلى ومحمد بن نصر وابن عدي والبيهقي في الشعب واللفظ له عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من قرأ كل يوم مائتي مرة قل هو الله أحد كتب الله له ألفا وخمسمائة حسنة ومحا عنه ذنوب
خمسين سنة الا أن يكون عليه دين * وأخرج الترمذي وابن عدي والبيهقي في العشب عن أنس رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أراد أن ينام على فراشه من الليل نام على يمينه فقرأ قل هو الله أحد مائة
مرة فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب يا عبدي ادخل على يمينك الجنة * وأخرج ابن سعد وابن الضريس
وأبو يعلى والبيهقي في الدلائل عن أنس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم بالشام فهبط عليه جبريل
فقال يا محمد ان معاوية بن معاوية المزني هلك أفتحب أن تصلى عليه قال نعم فضرب بجناحه الأرض فتضعضع له
كل شئ ولزق بالأرض ورفع له سريره فصلى عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أي شئ أتى معاوية هذا الفضل
صلى عليه صفان من الملائكة في كل صف ستمائة ألف ملك قال بقراءة قل هو الله أحد كان يقرؤها قائما وقاعدا
وجالسا وذاهبا ونائما * وأخرج ابن سعد وابن الضريس والبيهقي في الدلائل والشعب من وجه آخر عن
أنس رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك فطلعت الشمس ذات يوم بضياء وشعاع ونور
لم نرها قبل ذلك فيما مضى فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجب من ضيائها ونورها إذ أتاه جبريل فسأل
جبريل ما للشمس طلعت لها نور وضياء وشعاع لم أرها طلعت فيما مضى قال ذاك ان معاوية بن معاوية الليثي
مات بالمدينة اليوم فبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه قال يم ذاك يا جبريل قال كان يكثر قل هو الله أحد
قائما وقاعدا وماشيا وآناء الليل والنهار استكثر منها فإنها نسبة ربكم ومن قرأها خمسين مرة رفع الله له خمسين
ألف درجة وحط عنه خمسين ألف سيئة وكتب له خمسين ألف حسنة ومن زاد زاد الله له قال جبريل فهل لك أن
اقبض الأرض فتصلى عليه قال نعم فصلى عليه * وأخرج ابن عدي والبيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة غفر له خطيئة خمسين سنة إذا اجتنبت أربع
خصال الدماء والأموال والفروج والأشربة * وأخرج ابن عدي والبيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ قل هو الله أحد على طهارة مائة مرة كطهارة الصلاة يبدأ بفاتحة الكتاب
كتب الله له بكل حرف عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وبنى له مائة قصر في الجنة وكأنما
قرأ القرآن ثلاثا وثلاثين مرة وهي براءة من الشرك ومحضرة للملائكة ومنفرة للشياطين ولها دوي حول
العرش تذكر بصاحبها حتى ينظر الله إليه وإذا نظر إليه لم يعذبه أبدا * وأخرج أبو يعلى عن جابر بن عبد الله
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من جاء بهن مع الايمان دخل من أي أبواب لجنة شاء وزوج
من الحور العين حيث شاء من عفا عن قاتله وأدى دينا خفيا وقرأ في دير كل صلاة مكتوبة عشر مرات قل هو الله
أحد فقال أبو بكر أو إحداهن يا رسول الله قال أو إحداهن * واخرج الطبراني في الأوسط بسند فيه مجهول عن
411

جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد في كل يوم خمسين مرة نودي يوم
القيامة من قبره قم مادح الله فادخل الجنة * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من نسئ أن يسمى على طعامه فليقرأ قل هو الله أحد إذا فرغ * وأخرج الطبراني عن جرير البجلي قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد حين يدخل منزله نفت الفقر من أهل ذلك المنزل والجيران * وأخرج
البزار والطبراني في الصغير عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد
فكأنما قرأ ثلث القرآن ومن قرأ قل يا أيها الكافرون فكأنما قرأ ربع القرآن * وأخرج الطبراني في الأوسط
وأبو نعيم في الحلية بسند ضعيف عن عبد الله بن الشنخير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله
أحد في مرضه الذي يموت فيه لم يفتن في قبره وأمن من فتنة القبر وحملته الملائكة يوم القيامة بأكفها حتى تجيزه
الصراط إلى الجنة * وأخرج أبو عبيد في فضائله عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
قل هو الله أحد ثلث القرآن * وأخرج ابن الضريس والطبراني في الأوسط وابن مردويه عن ابن عمر قال صلى
بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في سفر فقرأ في الركعة الأولى قل هو الله أحد وفي الثانية قل يا أيها
الكافرون فلما سلم قال قرأت بكم ثلث القرآن وربعه * وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال أتى رسول الله صلى الله
عليه وسلم جبريل وهو بتبوك فقال يا محمد اشهد جنازة معاوية بن معاوية المزني فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونزل جبريل في سبعين ألفا من الملائكة فوضع جناحه الأيمن على الجبال فتواضعت ووضع جناحه الأيسر على
الأرضين فتواضعت حتى نظر إلى مكة والمدينة فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل والملائكة فلما
فرغ قال يا جبريل ما بلغ معاوية بن معاوية المزني هذه المنزلة قال بقراءته قل هو الله أحد قائما وقاعدا وراكبا
وماشيا * وأخرج ابن الضريس عن سعيد بن المسيب قال كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال
له معاوية بن معاوية فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو مريض ثقيل فسار رسول الله صلى الله
عليه وسلم عشرة أيام ثم لقيه جبريل فقال إن معاوية بن معاوية توفى فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
أيسرك أن أريك قبره قال نعم فضرب بجناحه الأرض فلم يبق جبل الا انخفض حتى أبدى الله قبره فكبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم وجبريل عن يمينه وصفوف الملائكة سبعين ألفا حتى إذا فرغ من صلاته قال يا جبريل بم نزل
معاوية بن معاوية من الله بهذه المنزلة قال بقل هو الله أحد كان يقرؤها قائما وقاعدا وماشيا ونائما ولقد كنت
أخاف على أمتك حتى نزلت هذه السورة فيها * وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من قرأ آية الكرسي وقل هو الله أحد دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة الا الموت * وأخرج ابن
النجار في تاريخ بغداد من طريق مجاشع بن عمرو أحد الكذابين عن يزيد الرقاشي قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم جاءني جبريل في أحسن صورة ضاحكا مستبشرا فقال يا محمد العلى الأعلى يقرؤك السلام ويقول إن
لكل شئ نسبا ونسبتي قل هو الله أحد فمن أتاني من أمنك قارئا بقل هو الله أحد ألف مرة من دهره لزمه داري
7 وإقامة عرشي وشفعته في سبعين ممن وجبت عقوبته ولولا انى آليت على نفسي كل نفس ذائقة الموت لما قبضت
روحه * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أراد سفرا فاخذ بعضادتي
منزله فقرأ إحدى عشرة مرة قل هو الله أحد كان الله لو حارسا حتى يرجع * وأخرج ابن النجار عن أنس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى بعد المغرب ركعتين قبل أن ينطق مع أحد يقرأ في الأولى بالحمد وقل
يا أيها الكافرون وفي الركعة الثانية بالحمد وقل هو الله أحد خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها * وأخرج
ابن السني في عمل اليوم والليلة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ بعد صلاة الجمعة قل هو الله
أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس سبع مرات أعاذه الله بها من السوء إلى الجمعة الأخرى * وأخرج
الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي في فضائل قل هو الله أحد عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال بلغنا
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن ومن قرأها عشر مرات بنى
الله له قصرا في الجنة فقال أبو بكر اذن نستكثر يا رسول الله فقال الله أكثر وأطيب رددها مرتين * وأخرج
412

أيضا عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن ومن قرأ قل هو
الله أحد مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن ومن قرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات فكأنما قرأ جميع ما أنزل الله
* وأخرج أيضا عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد مرة بورك عليه ومن قرأها
مرتين بورك عليه وعلى أهل بيته ومن قرأها ثلاث مرات بورك عليه وعلى أهل بيته وجيرانه ومن قرأها اثنتي
عشرة مرة بنى الله له في الجنة اثنى عشر قصرا ومن قرأها عشرين مرة كان مع النبيين هكذا وضم الوسطى والتي تليها
الابهام ومن قرأها مائة مرة غفر الله له ذنوب خمس وعشرين سنة الا الدين والدم ومن قرأها مائتي مرة غفرت له
ذنوب خمسين سنة ومن قرأها أربعمائة مرة كان له أجر أربعمائة شهيد كل عقر جواده وأهريق دمه ومن قرأها
ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له * وأخرج أيضا عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن
ومن قرأها ثلاثا فكأنما قرأ القرآن ارتجالا * وأخرج أيضا عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ
قل هو الله أحد ألف مرة كانت أحب إلى الله من ألف ملجمة مسرجة في سبيل الله * وأخرج أيضا عن كعب
الأحبار قال ثلاثة ينزلون من الجنة حيث شاؤوا الشهيد ورجل قرأ في كل يوم قل هو الله أحد مائتي مرة * واخرج
أيضا عن كعب الأحبار قال من واظب على قراءة قل هو الله أحد وآية الكرسي عشر مرات في ليل أو نهار
استوجب رضوان الله الأكبر وكان مع أنبيائه وعصم من الشيطان * وأخرج أيضا من طريق دينار عن أنس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله وهو من خاصة
الله * وأخرج أيضا من طريق نعيم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ قل هو الله أحد ثلاثين مرة
كتب الله له براءة من النار وأمانا من العذاب والأمان يوم الفزع الأكبر وأخرج أيضا عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من أتى منزله فقرأ الحمد لله وقل هو الله أحد نفى الله عنه الفقر وكثر خير بيته حتى يفيض
على جيرانه * وأخرج الطبراني أيضا من طريق أبى بكر البردعي حدثنا أبو زرعة وأبو حاتم قالا حدثنا عيسى بن أبي
فاطمة رازي ثقة قال سمعت أنس بن مالك يقول إذا نقر في الناقور اشتد غضب الرحمن فتنزل الملائكة
فيأخذون بأقطار الأرض فلا يزالون يقرؤن قل هو الله أحد حتى يسكن غضبه * وأخرج إبراهيم بن محمد الخيارجي
في فوائده عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد ألف مرة فقد اشترى نفسه من
الله * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن كعب بن عجرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ في ليلة أو يوم
قل هو الله أحد ثلاث مرات كان مقدار القرآن * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من قرأ قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة بنى الله له قصرا في الجنة فقال عمر والله يا رسول الله اذن نستكثر من
القصور فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فالله أمن وأفضل أو قال أمن وأوسع * وأخرج البخاري ومسلم
والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية فكان يقرأ
لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سلوه لأي
شئ يصنع ذلك فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن قانا أحب أن أقرأها فاتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال
أخبروه ان الله تعالى يحبه * وأخرج ابن الضريس عن الربيع بن خيثم قال سورة من كتاب الله يراها الناس قصيرة
وأراها عظيمة طويلة يحب الله محبها ليس لها خلط فأيكم قرأها فلا يجمعن إليها شيئا استقلالا بها فإنها تجزئه
* وأخرج ابن الضريس عن أنس قال قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان لي أخا قد حبب إليه قراءة قل هو
الله أحد فقال بشر أخاك بالجنة * وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن ماجة وابن الضريس عن بريدة قال
دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ويدي في يده فإذا رجل يصلى يقول اللهم إني أسألك بأنك أنت الله
لا اله الا أنت الواحد الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد
دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعى به أجاب * وأخرج ابن الضريس عن الحسن قال من قرأ قل
هو الله أحد مائتي مرة كان له من الاجر عبادة خمسمائة سنة * وأخرج الدارقطني في الافراد والخطيب في تاريخه
413

عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى قرأ على نفسه بقل هو الله أحد * وأخرج ابن النجار في تاريخه
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات أوجب
الله له رضوانه ومغفرته وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي غالب مولى خالد بن عبد الله قال قال عمر ذات ليلة قبيل الصبح
يا أبا غالب ألا تقوم فتصلى ولو تقرأ بثلث القرآن فقلت قد دنا الصبح فكيف أقرأ بثلث القرآن فقال إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إن سورة الاخلاص قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن * وأخرج العقيلي عن رجاء الغنوي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد ثلاث مرار فكأنما قرأ القرآن أجمع * وأخرج ابن
عساكر عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة الغداة ثم لم يتكلم حتى يقرأ قل هو الله أحد عشر
مرات لم يدركه ذلك اليوم ذنب وأجير من الشيطان * وأخرج الديلمي بسند واه عن البراء بن عازب مرفوعا من
قرأ قل هو الله أحد مائة بعد صلاة الغداة قبل أن يكلم أحدا رفع له ذلك اليوم عمل خمسين صديقا * واخرج ابن
عساكر عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم حين زوجه فاطمة دعا بماء فمجه ثم أدخله معه فرشه في جيبه وبين
كتفيه وعوذه بقل هو الله أحد والمعوذتين * وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس قال من صلى ركعتين فقرأ
فيهما قل هو الله أحد ثلاثين مرة بنى الله له ألف قصر من ذهب في الجنة ومن قرأها في غير صلاة؟ بي الله له مائة قصر
في الجنة ومن قرأها في صلاة كان أفضل من ذلك ومن قرأها إذا دخل إلى أهله أصاب أهله وجيرانه منها خير
* وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو ان أبا أيوب كان في مجلس وهو يقول ألا يستطيع أحدكم ان يقوم
بثلث القرآن كل ليلة قالوا وهل يستطيع ذلك أحد قال فان قل هو الله أحد ثلث القرآن فجاء النبي
صلى الله عليه وسلم وهو يسمع أبا أيوب فقال صدق أبو أيوب * وأخرج ابن الضريس والبزار ومحمد بن نصر
والطبراني بسند صحيح عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيعجز أحدكم ان يقرأ كل ليلة
ثلث القرآن قالوا ومن يطيق ذلك قال بلى قل هو الله أحد تعدل بثلث القرآن * وأخرج أحمد والطبراني
وابن السني بسند ضعيف عن معاذ بن أنس الجهني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ قل هو الله أحد
حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة فقال له عمر إذا نستكثر يا رسول الله قال الله أكثر وأطيب
* وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن معاذ بن جبل قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك
فلما كان ببعض المنازل صلى بنا صلاة الفجر فقرأ في أول ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد وفي الثانية
بقل أعوذ برب الفلق فلما سلم قال ما قرأ رجل في صلاة بسورتين أبلغ منهما ولا أفضل * وأخرج محمد بن نصر
والطبراني بسند جيد عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل هو الله أحد تعدل بثلث
القرآن * وأخرج أبو عبيد وأحمد والبخاري في التاريخ والترمذي وحسنه والنسائي وابن الضريس والبيهقي
في الشعب عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في
ليلة فلما رأى أنه قد شق عليهم قال من قرأ قل هو الله أحد الله الصمد في ليلة فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن
* وأخرج أحمد والطبراني عن أبي امامة قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يقرأ قل هو الله أحد
فقال أوجب لهذا الجنة * وأخرج أبو عبيد وأحمد ومسلم وابن الضريس والنسائي عن أبي الدرداء ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال أيعجز أحدكم أن يقرأ كل يوم ثلث القرآن قالوا نحن أضعف من ذاك وأعجز قال
فان الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاه فقال قل هو الله أحد ثلث القرآن * وأخرج مالك وأحمد والبخاري وأبو داود
والنسائي وابن الضريس والبيهقي في سننه عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد يرددها فلما
أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انها
لتعدل ثلث القرآن * وأخرج أحمد والبخاري وابن الضريس عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لأصحابه أيعجز أحدكم ان يقرأ ثلث القرآن في ليلة فشق ذلك عليهم وقالوا أينا يطيق ذلك فقال الله
الواحد الصمد ثلث القرآن * وأخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري قال بات قتادة بن النعمان يقرأ الليل كله نقل
هو الله أحد فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال والذي نفسي بيده انها لتعدل نصف القرآن أو ثلثه
* وأخرج البيهقي في سننه من طريق أبى سعيد الخدري قال أخبرني قتادة بن النعمان ان رجلا قام في زمن النبي
414

صلى الله عليه وسلم فقرأ قل هو الله أحد السورة كلها يرددها لا يزيد عليها فلما أصبحنا أخبر رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال إنها لتعدل ثلث القرآن * وأخرج أحمد وأبو عبيد والنسائي وابن ماجة وابن الضريس عن ابن
مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن * وأخرج الطبراني في الصغير
والبيهقي في الشعب بسند ضعيف عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد بعد
صلاة الصبح اثنى عشرة مرة فكأنما قرأ القرآن أربع مرات وكان أفضل أهل الأرض يومئذ إذا اتقى * وأخرج
أحمد وابن الضريس والنسائي والطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب بسند صحيح عن أم كلثوم بنت عقبة
ابن أبي معيط ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قل هو الله أحد قال ثلث القرآن أو تعدله * وأخرج
سعيد بن منصور عن محمد بن المنكدر قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ قل هو الله أحد ويرتل فقال
له سل تعط * وأخرج سعيد بن منصور وابن الضريس عن علي قال من قرأ قل هو الله أحد عشر مرار بعد الفجر
وفي لفظ في دبر الغداة لم يلحق به ذلك اليوم ذنب وان جهد الشيطان * وأخرج سعيد بن منصور وابن الضريس
عن ابن عبس قال من صلى ركعتين بعد العشاء فقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وخمس عشرة مرة قل هو الله أحد
بنى الله له قصرين في الجنة يتراآهما أهل الجنة * وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من صلى ركعتين بعد عشاء الآخرة يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وعشرين مرة قل هو الله أحد بنى
الله له قصرين في الجنة يتراآهما أهل الجنة * وأخرج سعيد بن منصور وابن الضريس عن ابن عباس قال من
قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة في أربع ركعات في كل ركعة خمسين مرة غفر الله له ذنوب مائة سنة خمسين مستقبلة
وخمسين مستأخرة * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن عائشة ان النبي
صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما قل هو الله أحد وقل أعوذ
برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل
من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي
وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والطبراني عن عبد الله بن حبيب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له اقرأ قل هو
الله أحد والمعوذتين حين تصبح وحين تمسي ثلاثا يكفيك من كل شئ * وأخرج أحمد عن عقبة بن عامر ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال يا عقبة بن عامر ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان
العظيم قلت بلى جعلني الله فداءك قال فأقرأني قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم قال
يا عقبة لا تنساهن ولا تبت ليلة حتى تقرأهن * وأخرج النسائي وابن مردويه والبزار بسند صحيح عن عبد الله
ابن أنيس الأسلمي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على صدره ثم قال له قل فلم أدر ما أقول ثم قال قل هو الله
أحد ثم قال لي قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق حتى فرغت منها ثم قال لي قل أعوذ برب الناس حتى فرغت منها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا فتعوذ فما تعوذ المتعوذون بمثلهن قط * وأخرج ابن مردويه والبيهقي
في الشعب عن علي قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة يصلى فوضع يده على الأرض لدغته عقرب فتناولها
رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعله فقتلها فلما انصرف قال لعن الله العقرب ما تدع مصليا ولا غيره أو نبيا أو غيره ثم
دعا بملح وماء فجعله في اناء ثم جعل يصبه على أصبعه حيث لدغته ويمسحها ويعوذها بالمعوذتين وفي لفظ فجعل يمسح
عليها ويقرأ قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو
الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق على عن ابن عباس قال الصمد السيد الذي قد كمل في
سؤدده والشريف الذي قد كمل في شرفه والعظيم الذي قد كمل في عظمته والحليم الذي قد كمل في حلمه والغنى الذي
قد كمل في غناه والجبار الذي قد كمل في جبروته والعالم الذي قد كمل في علمه والحكيم الذي قد كمل في حكمته وهو
الذي قد كمل في أنواع الشرف والسودد وهو الله سبحانه هذه صفته لا تنبغي الا له ليس له كفو وليس كمثله شئ
* وأخرج ابن الضريس وأبو الشيخ في العظمة وابن جرير عن كعب قال إن الله تعالى ذكره أسس السماوات
السبع والأرضين السبع على هذه السورة قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وان الله
415

لم يكافئه أحد من خلقه * (سورة الفلق) *
* أخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردويه من طرق صحيحة عن ابن عباس وابن مسعود أنه كان يحك
المعوذتين من المصحف ويقول لا تخلطوا القرآن بما ليس منه انهما ليستا من كتاب الله انما أمر النبي صلى الله
عليه وسلم أن يتعوذ بهما وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما قال البزار لم يتابع ابن مسعود أحد من الصحابة وقد صح
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بهما في الصلاة وأثبتتا في المصحف * وأخرج الطبراني عن ابن مسعود ان النبي
صلى الله عليه وسلم سئل عن هاتين السورتين فقال قيل لي فقلت فقولوا كما قلت * وأخرج أحمد والبخاري
والنسائي وابن الضريس وابن الأنباري وابن حبان وابن مردويه عن زر بن حبيش قال أتيت المدينة فلقيت
أبي بن كعب فقلت يا أبا المنذر انى رأيت ابن مسعود لا يكتب المعوذتين في مصحفه فقال أما والذي بعث محمدا بالحق
قد سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما وما سألني عنهما أحد منذ سألته غيرك قال قيل لي قل فقلت فقولوا
فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج مسدد وابن مردويه عن حنظلة السدوسي قال قلت
لعكرمة انى أصلى بقوم فاقرأ بقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فقال اقرأ بهما فإنهما من القرآن
* وأخرج أحمد وابن الضريس بسند صحيح عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير قال قال رجل كنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم في سفر والناس يعتقبون وفي الظهر قلة فجاءت نزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلتي
فلحقني فضرب منكبي فقال قل أعوذ برب الفلق فقلت أعوذ برب الفلق فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقرأتها معه ثم قال قل أعوذ برب الناس فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه قال إذا أنت صليت
فاقرأ بهما * وأخرج الطبراني في الأوسط بسند حسن عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد أنزل
على آيات لم ينزل على مثلهن المعوذتين * وأخرج مسلم والترمذي والنسائي وابن الضريس وابن الأنباري في
المصاحف وابن مردويه عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزلت على الليلة آيات لم أر مثلهن
قط قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس * وأخرج ابن الضريس وابن الأنباري والحاكم وصححه وابن
مردويه والبيهقي في الشعب عن عقبة بن عامر قال بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين الجحفة
والأبواء إذ غشينا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بأعوذ برب الفلق وأعوذ برب الناس
ويقول يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما قال وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة * وأخرج ابن سعد والنسائي
والبغوي والبيهقي عن أبي حابس الجهني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا أبا حابس ألا أخبرك بأفضل
ما تعوذ به المتعوذون قال بلى يا رسول الله قال قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس هما المعوذتان
* وأخرج الترمذي وحسنه والنسائي وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان ومن عين الانس فلما نزلت سورة المعوذتين أخذ بهما وترك ما سوى
ذلك * وأخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه عن ابن مسعود ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يكره
عشر خصال الصفرة يعنى الخلوق وتغيير الشيب وجر الإزار والتختم بالذهب وعقد التمائم والرقى الا بالمعوذات
والضرب بالكعاب والتبرج بالزينة لغير بعلها وعزل الماء 7 لغير حله وفساد الصبى غير محرمه * وأخرج
البيهقي في شعب الايمان عن ابن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الرقي الا بالمعوذات * وأخرج
ابن مردويه عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤا بالمعوذات في دبر كل صلاة * وأخرج
ابن أبي شيبة وابن مردويه عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سال سائل ولا استعاذ
مستعيذ بمثلهما يعنى المعوذتين * وأخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر قال قال لي رسول الله صلى الله
عليه وسلم يا عقبة اقرأ بقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فإنك لن تقرأ أبلغ منهما * وأخرج ابن
مردويه عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب السور إلى الله قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ
برب الناس * وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فصلى الغداة
فقرأ فيها بالمعوذتين ثم قال يا معاذ هل سمعت قلت نعم قال ما قرأ الناس بمثلهن * وأخرج النسائي وابن الضريس
416

وابن الأنباري وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال أخذ منكبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقرأ قلت
ما أقرأ بابى أنت وأمي قال قل أعوذ برب الفلق ثم قال اقرأ قلت بابى أنت وأمي ما اقرأ قال قل أعوذ برب الناس ولن
تقرأ بمثلهما * وأخرج ابن سعد عن يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس ان ثابت بن قيس اشتكى فاتاه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض فرقاه بالمعوذات ونفث عليه وقال اللهم رب الناس اكشف الباس عن
ثابت بن قيس بن شماس ثم أخذ ترابا من واديهم ذلك يعنى بطحان فألقاه في ماء فسقاه * وأخرج ابن أبي شيبة
وابن الضريس عن عقبة بن عامر الجهني قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما طلع الفجر أذن
وأقام ثم أقامني عن يمينه ثم قرأ بالمعوذتين فلما انصرف قال كيف رأيت قلت قد رأيت يا رسول الله قال فاقرأ بهما
كلما نمت وكلما قمت * وأخرج ابن الأنباري عن قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعقبة بن عامر اقرأ
بقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فإنهما من أحب القرآن إلى الله * وأخرج الحاكم عن عقبة بن
عامر قال كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته في السفر فقال يا عقبة الا أعلمك خير سورتين قرئتا قلت
بلى قال قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فلما نزل صلى بهما صلاة الغداة ثم قال له كيف ترى يا عقبة
* وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم ركب بغلة فحادت به فحبسها وأمر رجلا ان
يقرأ عليها قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق فسكنت ومضت * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال أهدى
النجاشي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة شهباء فكان فيها صعوبة فقال للزبير اركبها وذللها فكان الزبير اتقى
فقال له اركبها واقرأ القرآن قال ما أقرأ قال اقرأ قل أعوذ برب الفلق فوالذي نفسي بيده ما قمت تصلى بمثلها
* وأخرج ابن الأنباري عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى قرأ على نفسه المعوذتين
وتفل أو نفث * وأخرج ابن الأنباري عن ابن عمر قال إذا قرأت قل أعوذ برب الفلق فقل أعوذ برب الفلق وإذا
قرأت بقل أعوذ برب الناس فقل أعوذ برب الناس * وأخرج محمد بن نصر عن أبي ضمرة عن أبيه عن جده ان
النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعة الثانية التي يوتر بها بقل هو الله أحد والمعوذتين * وأخرج الطبراني
عن ابن مسعود انه رأى في عنق امرأة من أهله سيرا فيه تمائم فقطعه وقال إن آل عبد الله أغنياء عن الشرك ثم
قال التولة والتمائم والرقى من الشرك فقالت امرأة ان إحدانا لتشتكي رأسها فتسترقي فإذا استرقت ظنت ان ذلك
قد نفعها فقال عبد الله ان الشيطان يأتي أحدكم فينخس في رأسها فإذا استرقت حبس فإذا لم تسترق نحر فلو ان
إحداكن تدعو بماء فتنضحه على رأسها ووجهها ثم تقول بسم الله الرحمن الرحيم ثم تقرأ قل هو الله أحد وقل أعوذ
برب الفلق وقل أعوذ برب الناس نفعها ذلك إن شاء الله * وأخرج عبد بن حميد في مسنده عن زيد بن أسلم قال
سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فاشتكى فاتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين وقال إن رجلا من
اليهود سحرك والسحر في بئر فلان فأرسل عليا فجاء به فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية فجعل يقرأ ويحل حتى قام
النبي صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال * وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت كان
لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلام يهودي يخدمه يقال له لبيد بن أعصم فلم تزل به يهود حتى سحر النبي صلى الله
عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذوب ولا يدرى ما وجعه فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة نائم
إذ أتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه ما وجعه
قال مطبوب قال من طبه قال لبيد بن أعصم قال بم طبه قال بمشط ومشاطة وجف طلعة ذكر بذي أروان وهي
تحت راعوفة البئر فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا ومعه أصحابه إلى البئر فنزل رجل فاستخرج جف
طلعة من تحت الراعوفة فإذا فيها مشط رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن مشاطة رأسه وإذا تمثال من شمع تمثال
رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا فيها إبر مغروزة وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة فاتاه جبريل بالمعوذتين فقال
يا محمد قل أعوذ برب الفلق وحل عقدة من شر ما خلق وحل عقدة حتى فرغ منها وحل العقد كلها وجعل لا ينزع
إبرة الا يجد لها ألما ثم يجد بعد ذلك راحة فقيل يا رسول الله لو قتلت اليهودي فقال قد عافاني الله وما وراءه من عذاب
الله أشد فأخرجه * وأخرج ابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان لبيد بن الأعصم
417

اليهودي سحر النبي صلى الله عليه وسلم وجعل فيه تمثالا فيه إحدى عشرة عقدة فأصابه من ذلك وجع شديد فاتاه
جبريل وميكائيل يعودانه فقال ميكائيل يا جبريل ان صاحبك شاك قال أجل قال أصابه لبيد بن الأعصم
اليهودي وهو في بئر ميمون في كدية تحت صخرة الماء قال فما وراء ذلك قال تنزح البئر ثم تقلب الصخرة فتأخذ
الكدية فيها تمثال فيه إحدى عشرة عقدة فتحرق فإنه يبرأ بإذن الله فأرسل إلى رهط فيهم عمار بن ياسر فنزح الماء
فوجدوه قد صار كأنه ماء الحناء ثم قلبت الصخرة فإذا كدية فيها صخرة فيها تمثال فيا إحدى عشرة عقدة فأنزل
الله يا محمد قل أعوذ برب الفلق الصيح فانحلت عقدة من شر ما خلق من الجن والإنس فانحلت عقدة ومن شر غاسق
إذا وقب الليل وما يجئ به الليل ومن شر النفاثات في العقد السحارات المؤذيات فانحلت ومن شر حاسد إذا حسد
* وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال صنعت اليهود بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئا فأصابه منه
وجع شديد فدخل عليه أصحابه فخرجوا من عنده وهم يرون انه ألم به فاتاه جبريل بالمعوذتين فعوذه بهما ثم
قال بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ومن كل عين ونفس حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك * قوله تعالى (قل
أعوذ برب الفلق) * أخرج ابن مردويه عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقرأ قل أعوذ برب الفلق فقال يا ابن عبسة أتدري ما الفلق قلت الله ورسوله أعلم قال بئر في جهنم إذا سعرت جهنم
فمنه تسعر وانها لتتأذى به كما يتأذى بنو آدم من جهنم * وأخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه
قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ قل أعوذ برب الفلق هل تدرى ما لفلق باب في النار إذا فتح سعرت
جهنم * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن قول الله قل أعوذ برب الفلق قال هو سجن في جهنم يحبس فيه الجبارون والمتكبرون وان جهنم
لتعوذ بالله منه * وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الفلق جب في
جهنم مغطى * وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن علي عن آبائه قال الفلق جب في قعر جهنم عليه غطاء فإذا كشف
عنه خرجت منه نار تصيح منه جهنم من شدة حر ما يخرج منه * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال الفلق الصبح * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن
قوله تعالى قل أعوذ برب الفلق قال أعوذ برب الصبح إذا انفلق عن ظلمة الليل قال وهل تعرف العرب ذلك قال
نعم أما سمعت زهير بن أبي سلمى يقول
الفارج الهم مسدولا عساكره * كما يفرج غم الظلمة الفلق
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الفلق الخلق * قوله تعالى
(ومن شر غاسق إذا وقب) * أخرج أحمد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والحاكم
وصححه وابن مردويه عن عائشة قالت نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى القمر لما طلع فقال يا عائشة
استعيذي بالله من شر هذا فان هذا الغاسق إذا وقب * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ومن شر غاسق إذا وقب قال النجم هو الغاسق وهو الثريا * وأخرج ابن
جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله ومن شر غاسق إذا وقب قال كانت العرب تقول الغاسق سقوط الثريا
وكانت الأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها وترتفع عند طلوعها * وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ارتفعت النجوم رفعت العاهة عن كل بلد * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية ومن
شر غاسق إذا وقب قال الليل إذا ذهب * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب رضي الله عنه قال الغاسق سقوط
الثريا والغاسق إذا وقب الشمس إذا غربت * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما ومن
شر غاسق إذا وقب قال الليل إذا أقبل * وأخرج الطستي عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله
عز وجل ومن شر غاسق إذا وقب قال الغاسق الظلمة والوقب شدة سواده إذا دخل في كل شئ قال وهل تعرف
العرب ذلك قال نعم أما سمعت زهيرا يقول
ظلت تجوب يداها وهي لاهية * حتى إذا جنح الاظلام والغسق
418

وقال في الوقب وقب العذاب عليهم فكأنهم * لحقتهم نار السماء فاخمدوا
* وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه غاسق إذا وقب قال الليل إذا دخل * قوله تعالى (ومن
شر النفاثات في العقد) * أخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما ومن شر النفاثات قال الساحرات
* وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما النفاثات في العقد قال ما خالط السحر من الرقي * وأخرج
ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه النفاثات قال السواحر * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد
رضي الله عنه النفاثات في العقد قال الرقي في عقد الخيط * وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك * واخرج الحاكم وابن
مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء يعوده فقال ألا أرقيك برقية رقاني بها
جبريل قلت بلى بابى أنت وأمي قال بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء فيك من شر النفاثات في العقد ومن
شر حاسد إذا حسد فرقى بها ثلاث مرات * واخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه
وسلم وجد وجعا في رأسه فأبطأ على أصحابه ثم خرج إليهم فقال له عمر ما الذي بطأ بك عنا فقال وجع وجدته
في رأسي فهبط على جبريل فوضع يده على رأسي ثم قال بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك أو يصيبك ومن شر كل
ذي شر معلن أو مسر ومن شر الجن والإنس ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد قال فبرأت * قوله
تعالى (ومن شر حاسد إذا حسد) * أخرج ابن عدي في الكامل والبيهقي في شعب الايمان عن الحسن في قوله ومن
شر حاسد إذا حسد قال هو أول ذنب كان في السماء * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه ومن شر حاسد
إذا حسد يعنى اليهود هم حسدة الاسلام * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما ومن شر حاسد إذا
حسد قال نفس ابن آدم وعينه * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه ومن شر حاسد قال من
شر عينه ونفسه * وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان جبريل أتاه وهو يوعك فقال بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك من حسد حاسد وكل عين اسم الله يشفيك
* وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله أو عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم
اشتكى فاتاه جبريل فقال بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك من كل كاهن وحاسد والله يشفيك * وأخرج ابن
مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والحسد فان الحسد يأكل
الحسنات كما تأكل النار الحطب * وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا يحل الدرجات العلى اللعان ولا منان ولا بخيل ولا باغ ولا حسود * وأخرج البيهقي في الشعب
عن أنس رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوسا فقال يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل
من أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه في يده الشمال فسلم فلما كان من
الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع الرجل مثل مرته الأولى فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله
عليه وسلم مثل مقالته أيضا فطلع ذلك لرجل على مثل حاله الأول فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن
عمرو بن العاص رضي الله عنه فقال انى لاحيت أبى فأقسمت ان لا أدخل عليه ثلاثا فان رأيت أن تؤويني إليك
حتى تمضي الثلاث فعلت قال نعم قال أنس فكان عبد الله يحدث انه بات معه ثلاث ليال فلم يره يقوم الا لصلاة
الفجر وإذا تقلب على فراشه ذكر الله وكبره ولا يقول الا خيرا فلما مضى الثلاث ليال وكدت احتفر عمله قلت
يا عبد الله لم يكن بيني وبين والدي عضب ولا هجرة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يطلع الآن
عليكم رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرات فأردت ان آوى إليك فانظر ما عملك فلم أرك تعمل كثير عمل
فلما وليت دعاني فقال ما هو الا ما رأيت غير انى لا أجد في نفسي غشا على أحد من المسلمين ولا أحسده على خير
أعطاه الله إياه قال عبد الله فهذه التي بلغت بك وهي التي لا تطلق * وأخرج البيهقي عن أنس رضي الله عنه ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصلاة نور والصيام جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار والحسد
يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول
419

الله صلى الله عليه وسلم كاد الفقر ان يكون كفرا وكاد الحسد ان يغلب القدر * وأخرج البيهقي في الشعب عن
الأصمعي رضي الله عنه قال بلغني ان الله عز وجل يقول الحاسد عدو نعمتي متسخط لقضائي غير راض بقسمتي
التي قسمت بين عبادي * وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
الحسد ليأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب
* (سورة الناس) *
* أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال أنزل بالمدينة قل أعوذ برب الناس * وأخرج
ابن مردويه عن الحكم بن عمير الثمالي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحذر أيها الناس وإياكم
والوسواس الخناس فإنما يبلوكم أيكم أحسن عملا * وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه قال
أول ما يبدأ الوسواس من الوضوء * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مغفل قال البول في المغتسل يأخذ منه
الوسواس * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مرة رضي الله عنه قال ما وسوسة بأولع ممن يراها تعمل فيه
* وأخرج أبو بكر بن أبي داود في كتاب ذم الوسوسة عن معاوية بن أبي طلحة قال كان من دعاء النبي صلى الله
عليه وسلم اللهم أعمر قلبي من وسواس ذكرك واطرد عنى وسواس الشيطان * وأخرج ابن أبي داود في كتاب ذم
الوسوسة عن معاوية في قوله لوسواس الخناس قال مثل الشيطان كمثل ابن عرس واضع فمه على فم القلب
فيوسوس إليه فإذا ذكر الله خنس وان سكت عاد إليه فهو الوسواس الخناس * وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد
الشيطان وأبو يعلى وابن شاهين في الترغيب في الذكر والبيهقي في شعب الايمان عن أنس عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فان ذكر الله خنس وان نسى التقم قلبه فذلك الوسواس
الخناس * وأخرج ابن شاهين عن أنس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن للوسواس خطما كخطم
الطائر فإذا غفل ابن آدم وضع ذلك المنقار في أذن القلب يوسوس فان ابن آدم ذكر الله نكص وخنس فلذلك سمى
الوسواس الخناس * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله الوسواس الخناس
قال الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس وإذا ذكر الله خنس * وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير
وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي والضياء في المختارة عن ابن عباس قال من مولود يولد الا على
قلبه الوسواس فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل وسوس فذلك قوله الوسواس الخناس * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد
قال الخناس الذي يوسوس مرة ويخنس مرة من الجن والإنس وكان يقال شيطان الانس أشد على الناس من
شيطان الجن شيطان الجن يوسوس ولا تراه وهذا يعاينك معاينة * وأخرج ابن أبي الدنيا عن يحيى بن أبي كثير
قال إن الوسواس له باب في صدر ابن آدم يوسوس منه * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي الدنيا وابن المنذر عن
عروة بن رويم ان عيسى بن مريم عليهما السلام دعا ربه ان يريه موضع الشيطان من ابن آدم فجلى له فإذا رأسه
مثل رأس الحية واضعا رأسه على ثمرة القلب فإذا ذكر الله خنس وإذا لم يذكره وضع رأسه على ثمرة قلبه فحدثه
* وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال الوسواس محله على فؤاد الانسان وفي عينه وفي ذكره ومحله من المرأة في عينها
وفي فرجها إذا أقبلت وفي دبرها إذا أدبرت هذه مجالسه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله من الجنة
والناس قال هما وسواسان فوسواس من الجنة وهو الجن ووسواس نفس الانسان فهو قوله والناس * واخرج
عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله من الجنة والناس قال إن من الناس شياطين فنعوذ بالله من شياطين
الإنس والجن
* (ذكر ما ورد في سورة الخلع وسورة الحفد) *
قال ابن الضريس في فضائله أخبرنا موسى بن إسماعيل أنبأنا حماد قال قرأنا في مصحف أبي بن كعب اللهم انا
نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك قال حماد هذه الآن سورة
وأحسبه قال اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد واليك نسعى ونحفد نخشى عذابك ونرجو رحمتك ان عذابك
بالكفار ملحق * وأخرج ابن الضريس عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه قال صليت خلف عمر بن الخطاب
420

فلما فرغ من السورة الثانية قال اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير كله ولا نكفرك ونخلع ونترك
من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد واليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك ان عذابك
بالكفار ملحق وفي مصحف ابن عباس قراءة أبى وأبى موسى بسم الله الرحمن الرحيم اللهم انا نستعينك ونستغفرك
ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك وفي مصحف جحر اللهم انا نستعينك وفي مصحف ابن عباس
قراءة أبى وأبى موسى اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد واليك نسعى ونحفد نخشى عذابك ونرجو رحمتك ان
عذابك بالكفار ملحق * وأخرج أبو الحسن القطان في المطولات عن أبان بن أبي عياش قال سألت أنس بن
مالك عن الكلام في القنوت فقال اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونؤمن بك ونترك
من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد واليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد ان عذابك
بالكفار ملحق قال أنس والله ان أنزلتا الا من السماء * وأخرج محمد بن نصر والطحاوي عن ابن عباس ان عمر بن
الخطاب كان يقنت بالسورتين اللهم إياك نعبد واللهم انا نستعينك * وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن
أبزى قال قنت عمر رضي الله عنه بالسورتين * وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ان عمر قنت بهاتين
السورتين اللهم انا نستعينك واللهم إياك نعبد * وأخرج البيهقي عن خالد بن أبي عمران قال بينما رسول الله صلى
الله عليه وسلم يدعو على مضر إذ جاءه جبريل فأومأ إليه ان اسكت فسكت فقال يا محمد ان الله لم يبعثك سبابا ولا لعانا
وانما بعثك رحمة للعالمين ولم يبعثك عذابا ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ثم علمه
هذا القنوت اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونخضع لك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك
نصلى ونسجد واليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك ان عذابك الجد بالكفار ملحق * وأخرج ابن أبي
شيبة في المصنف ومحمد بن نصر والبيهقي في سننه عن عبيد بن عمير ان عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال بسم
الله الرحمن الرحيم اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك بسم الله الرحمن
الرحيم اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد ولك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك ان عذابك بالكفار ملحق
وزعم عبيد أنه بلغه انهما سورتان من القرآن من مصحف ابن مسعود * وأخرج ابن أبي شيبة وعن عبد الملك بن
سويد الكاهلي ان عليا قنت في الفجر بهاتين السورتين اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك
ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد واليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك ان
عذابك بالكفار ملحق * وأخرج ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر عن ميمون بن مهران قال في قراءة أبي بن كعب اللهم
انا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد
واليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك ان عذابك بالكفار ملحق * وأخرج محمد بن نصر عن ابن إسحاق
قال قرأت في مصحف أبي بن كعب بالكتاب الأول العتيق بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد إلى آخرها
بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق إلى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس إلى آخرها بسم
الله الرحمن الرحيم اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك بسم الله
الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد واليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك ان عذابك
بالكفار ملحق بسم الله الرحمن الرحيم اللهم لا تنزع ما تعطى ولا ينفع ذا الجد منك الجد سبحانك وغفرانك
وحنانيك اله الحق * وأخرج محمد بن نصر عن يزيد بن أبي حبيب قال بعث عبد العزيز بن مروان إلى عبد الله بن
رزين الغافقي فقال له والله انى لأراك جافيا ما أراك تقرأ القرآن قال بلى والله انى لأقرأ القرآن وأقرأ منه مالا
تقرأ به فقال له عبد العزيز وما الذي لا أقرأ به من القرآن قال القنوت حدثني علي بن أبي طالب انه من القرآن
* وأخرج محمد بن نصر عن عطاء بن السائب قال كان أبو عبد الرحمن يقرئنا اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونثني
عليك الخير ولا نكفرك ونؤمن بك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد واليك نسعى
ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد ان عذابك بالكفار ملحق وزعم أبو عبد الرحمن ان ابن مسعود كان
يقرئهم إياها ويزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم إياها * وأخرج محمد بن نصر عن الشعبي قال
421

قرأت أو حدثني من قرأ في بعض مصاحف أبي بن كعب هاتين السورتين اللهم انا نستعينك والأخرى بينهما
بسم الله الرحمن الرحيم قبلهما سورتان من المفصل وبعدهما سور من المفصل * وأخرج محمد بن نصر عن سفيان
قال كانوا يستحبون أن يجعلوا في قنوت الوتر هاتين السورتين اللهم انا نستعينك واللهم إياك نعبد * وأخرج محمد
ابن نصر عن إبراهيم قال يقرأ في الوتر السورتين اللهم إياك نعبد اللهم انا نستعينك ونستغفرك * وأخرج محمد بن
نصر عن خصيف قال سألت عطاء بن أبي رباح أي شئ أقول في القنوت قال هاتين السورتين اللتين في قراءة أبى
اللهم انا نستعينك واللهم إياك نعبد * وأخرج محمد بن نصر عن الحسن قال نبدأ في القنوت بالسورتين ثم ندعو على
الكفار ثم ندعو للمؤمنين والمؤمنات * وأخرج البخاري في تاريخه عن الحارث بن معاقب ان النبي صلى الله عليه
وسلم قال في صلاة من الصلوات بسم الله الرحمن الرحيم غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله وشئ من جهينة وشئ من
مزينة وعصية عصت الله ورسوله ورعل وذكوان ما أنا قلته الله قاله قال الحارث فاختصم ناس من أسلم وغفار
فقال الأسلميون بدأ بأسلم وقالت غفار بدأ بغفار قال الحارث فسألت أبا هريرة فقال بدأ بغفار * وأخرج ابن أبي
شيبة ومسلم عن خفاف بن ايماء بن رحضة الغفاري قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر فلما رفع رأسه
من الركعة الآخرة قال لعن الله لحيانا ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله أسلم سالمها الله غفار غفر الله لها
ثم خر ساجدا فلما قضى الصلاة أقبل على الناس بوجهه فقال أيها الناس انى لست قلت هذا ولكن الله قاله
* (ذكر دعاء ختم القرآن) *
* أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ختم القرآن دعا قائما * وأخرج البيهقي
في شعب الايمان قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ القرآن وحمد الرب وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم
واستغفر ربه فقد طلب الخير مكانه * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن أبي جعفر قال كان علي بن حسين يذكر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا ختم القرآن حمد الله بمحامده وهو قائم ثم يقول الحمد لله رب العالمين الحمد لله
الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون لا إله إلا الله وكذب العادلون
بالله وضلوا ضلالا بعيدا لا إله إلا الله وكذب المشركون بالله من العرب والمجوس واليهود والنصارى والصابئين ومن
دعا لله ولدا أو صاحبة أو ندا أو شبيها أو مثلا أو سميا أو عدلا فأنت ربنا أعظم من أن تتخذ شريكا فيما خلقت والحمد لله
الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا الله الله الله أكبر
كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا والحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب إلى قوله الا كذبا الحمد لله
الذي له ما في السماوات وما في الأرض الآيتين الحمد لله فاطر السماوات والأرض الآيتين الحمد لله وسلام على عباده
الذين اصطفى آلله خير أما يشركون بل الله خير وأبقى وأحكم وأكرم وأعظم مما يشركون فالحمد لله بل أكثرهم
لا يعلمون صدق الله وبلغت رسله وأنا على ذلك من الشاهدين اللهم صل على جميع الملائكة والمرسلين وارحم
عبادك المؤمنين من أهل السماوات والأرضين واختم لنا بخير وافتح لنا بخير وبارك لنا في القرآن العظيم وانفعنا
بالآيات والذكر الحكيم ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم * وأخرج ابن الضريس عن عبد الله بن مسعود
قال من ختم القرآن فله دعوة مستجابة * وأخرج ابن مردويه عن عطاء الخراساني عن ابن عباس قال جميع
سور القرآن مائة وثلاث عشرة سورة المكية خمس وثمانون سورة والمدنية ثمانية وعشرون سورة وجميع آي
القرآن ستة آلاف آية ومائتا آية وست عشرة آية وجميع حروف القرآن ثلثمائة الف حرف وثلاثة وعشرون
ألف حرف وستمائة حرف واحد وسبعون حرفا * وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابرا محتسبا فله بكل حرف زوجة من
الحور العين قال بعض العلماء هذا العدد باعتبار ما كان قرآنا ونسخ رسمه والا فالموجود الآن لا يبلغ هذه العدة
قال الحافظ ابن حجر رضي الله عنه في أول كتابه أسباب النزول وسماه العجاب في بيان الأسباب الذين اعتنوا
بجمع التفسير المسند من طبقة الأئمة الستة أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ويليه أبو بكر محمد بن إبراهيم
ابن المنذر النيسابوري وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم بن إدريس الرازي ومن طبقة شيوخهم عبد بن حميد عن
422

نصر الكشي فهذه التفاسير الأربعة قل ان يشذ عنها شئ من التفسير المرفوع والموقوف على الصحابة والمقطوع
عن التابعين وقد أضاف الطبري إلى النقل المستوعب أشياء لم يشاركوه فيها كاستيعاب القراءات والاعراب
والكلام في أكثر الآيات على المعاني والتصدي لترجيح بعض الأقوال على بعض وكل من صنف بعده لم يجتمع
له ما اجتمع فيه لأنه في هذه الأمور في مرتبة متقاربة وغيره يغلب عليه فن من الفنون فيمتاز فيه ويقصر في غيره
والذين اشتهر عنهم القول في ذلك من التابعين أصحاب ابن عباس رضي الله عنهما وفيهم ثقات وضعفاء فمن
الثقات مجاهد وابن جبير ويروى التفسير عنه من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد رضي الله عنه والطريق إلى
ابن أبي نجيح قوية ومنهم عكرمة ويروى التفسير عنه من طريق الحسن بن واقد عن يزيد النحوي عنه ومن
طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن عكرمة أو سعيد بن جبير هكذا بالشك ولا
يضر لكونه عن ثقة ومن طريق معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وعلى صدوق ولم يلق ابن
عباس لكنه انما جمل عن ثقات أصحابه فلذلك كان البخاري وأبو حاتم وغيرهما يعتمدون على هذه النسخة
ومن طريق ابن جريج رضي الله عنه عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس لكن فيما يتعلق بالبقرة وآل عمران
وما عدا ذلك يكون عطاء رضي الله عنه هو الخراساني وهو لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنهما فيكون منقطعا
الا ان صرح ابن جريج بأنه عطاء بن أبي رباح ومن روايات الضعفاء عن ابن عباس رضي الله عنهما التفسير
المنسوب لأبي النصر محمد بن السائب الكلبي فإنه يرويه عن أبي صالح وهو مولى أم هانئ عن ابن عباس والكلبي
اتهموه بالكذب وقد مرض فقال لأصحابه في مرضه كل شئ حدثتكم عن أبي صالح كذب ومع ضعف الكلبي
قد روى عنه تفسير مثله أو أشد ضعفا وهو محمد بن مروان السدى الصغير ورواه عن محمد بن مروان مثله
أو أشد ضعفا وهو صالح بن محمد الترمذي وممن روى التفسير عن الكلبي من الثقات سفيان الثوري ومحمد
ابن فضيل بن غزوان ومن الضعفاء من قبل الحفظ حبان بكسر المهملة وتثقيل الموحدة وهو ابن علي العنزي
بفتح المهملة والنون بعدها زاي منقوطة ومنهم جويبر بن سعيد وهو واه روى التفسير عن الضحاك بن مزاحم
وهو صدوق عن ابن عباس رضي الله عنهما ولم يسمع منه شيئا وممن روى التفسير عن الضحاك علي بن الحكم
وهو ثقة وعلي بن سليمان وهو صدوق وأبو روق عطية بن الحرث وهو لا باس به ومنهم عثمان بن عطاء الخراساني
رضي الله عنه يروى التفسير عن أبيه عن ابن عباس ولم يسمع أبوه من ابن عباس ومنهم إسماعيل بن عبد الرحمن
السدى بضم المهملة وتشديد الدال وهو كوفي صدوق لكنه جمع التفسير من طرق منها عن أبي صالح عن ابن
عباس وعن مرة بن شراحيل عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم وخلط روايات
الجميع فلم تتميز روايات الثقة من الضعيف ولم يلق السدى من الصحابة الا أنس بن مالك وربما التبس بالسدي
الصغير الذي تقدم ذكره ومنهم إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني وهو ضعيف يروى التفسير عن أبيه عن
عكرمة وانما ضعفوه لأنه وصل كثيرا من الأحاديث بذكر ابن عباس وقد روى عنه تفسيره عبد بن حميد ومنهم
إسماعيل بن أبي زياد الشامي وهو ضعيف جمع تفسيرا كثيرا فيه الصحيح والسقيم وهو في عصر اتباع التابعين ومنهم
عطاء بن دينار رضي الله عنه وفيه لين يروى التفسير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما تفسير
رواه عنه ابن لهيعة وهو ضعيف ومن تفاسير التابعين ما يروى عن قتادة رضي الله عنه وهو من طرق منها رواية
عبد الرزاق عن معمر عنه ورواية آدم بن أبي اياس وغيره عن شيبان عنه ورواية يزيد بن زريع عن سعيد
ابن أبي عروبة ومن تفاسيرهم تفسير الربيع بن أنس عن أبي العالية واسمه رفيع بالتصغير الرياحي بالمثناة
التحتية والحاء المهملة وبعضه لا يسمى الربيع فوقه أحدا وهو يروى من طرق منها رواية أبى عبيد الله بن أبي
جعفر الرازي عن أبيه عنه ومنها تفاسير مقاتل بن حيان من طريق محمد بن مزاحم بن بكير بن معروف عنه
ومقاتل هذا صدوق وهو غير مقاتل بن سليمان الآتي ذكره ومن تفاسير ضعفاء التابعين فمن بعدهم تفسير
زيد بن أسلم من رواية ابنه عبد الرحمن عنه وهي نسخة كبيرة يرويها ابن وهب وغيره عن عبد الرحمن عن أبيه
وعن غير أبيه وفيه أشياء كثيرة لا يسندها لأحد وعبد الرحمن من الضعفاء وأبوه من الثقات ومنها تفسير مقاتل
423

ابن سليمان وقد نسبوه إلى الكذب وقال الشافعي رضي الله عنه مقاتل قاتله الله تعالى وانما قال الشافعي رضي الله عنه
فيه ذلك لأنه اشتهر عنه القول بالتجسيم وروى تفسير مقاتل هذا عنه أبو عصمة نوح بن أبي مريم الجامع وقد
نسبوه إلى الكذب ورواه أيضا عن مقاتل الحكم بن هذيل وهو ضعيف لكنه أصلح حالا من أبى عصمة ومنها تفسير
يحيى بن سلام المغربي وهو كبير في نحو ستة أسفار أكثر فيه النقل عن التابعين وغيرهم وهو لين الحديث وفيما
يرويه مناكير كثيرة وشيوخه مثل سعيد بن أبي عروبة ومالك والثوري ويقرب منه تفسير سنيد بمهملة ونون
مصغر واسمه الحسين بن داود وهو من طبقة شيوخ الأئمة الستة يروى عن حجاج بن محمد المصيصي كثيرا وعن
انظاره وفيه لين وتفسيره نحو تفسير يحيى بن سلام وقد أكثر ابن جريج التخريج منه ومن التفاسير الواهية لوهاء
رواتها التفسير الذي جمعه موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني وهو قدر مجلدين يسنده إلى ابن جريج عن عطاء
عن ابن عباس رضي الله عنهما وقد نسب ابن حبان موسى هذا إلى وضع الحديث ورواه عن موسى عبد الغنى بن
سعيد الثقفي وهو ضعيف وقد يوجد كثير من أسباب النزول في كتب المغازي فما كان منها من رواية معتمر بن
سليمان عن أبيه أو من رواية إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة فهو أصلح مما فيها من كتاب محمد
ابن إسحاق وما كان من رواية ابن إسحاق أمثل مما فيها من رواية الواقدي انتهى قال مؤلفه رضي الله عنه وتقبل
الله منه صنيعه فرغت من تبيضه يوم عيد الفطر سنة ثمان وتسعين وثمانمائة والحمد لله وحده وصلى الله عليه سيدنا
محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
* (يقول راجي غفران المساوي مصححه محمد الزهري الغمراوي) *
نحمدك اللهم حمدا يوافي در فضلك المنثور ويكافئ عقد نعمائك الذي لا يتناهى عزيز جوهره المأثور ونسألك
اللهم الإعانة على تأدية شكرك والاستزادة من العبودية بالوقوف عند نهيك وأمرك ونضرع إليك ان تديم
وافر صلات صلواتك وكامل رقيق تسليماتك على نقطة دائرة الوجود والواسطة في التنزلات الرحمانية لكل موجود
رسولك سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين المؤيد بكلامك الذي هو النور المستضاء به والمرشد الأمين وعلى آله
خير آل وأصحابه من نالوا من هديه خير منال أما بعد فقد تم بحمده تعالى طبع كتاب الدر المنثور في تفسير
القرآن بالمأثور للامام الكبير والعلم الشهير من اسمه يغنى عن التنويه بشأنه وفضله لا يدرك مداه وان بالغ
الواصف بقلمه ولسانه الامام عبد الرحمن بن أبي بكر الأسيوطي رحمه الله وأحله من فضله دار رضاه وهذا
الكتاب لا غر وان كان أحسن مؤلف في هذا الفن وأعجب جمع من التفاسير المأثورة ما أروى الغليل وأطرب
وما الأحاديث ما يستضاء بمشكاته ويهتدى بنبراسه في سور القرآن وآياته فإليه المرجع إذا تضاربت الافهام
وعليه المعول في تبيين أسباب النزول والفضائل والاحكام وبالجملة فهو عزيز المثال في بابه كبير الشأن لا يشتفي
الا من سلسبيل عبابه فعم بطبعه الارجاء نوره القويم وتبينت به سبل الرشاد الكريم لا سيما وقد تحلت
طرره ووشيت غرره بتنوير المقباس تفسير الامام عبد الله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه
وجعل الجنة مثواه مع القرآن الشريف والحجة العالية القدر المنيف وذلك
بالمطبعة الميمنية بمصر المحروسة المحمية بجوار سيدي أحمد الدردير
قريبا من الجامع الأزهر المنير إدارة المفتقر لعفو
ربه القدير أحمد البابي الحلبي ذي العجز
والتقصير وذلك في شهر شوال
سنة 1314 هجرية
على صاحبها أزكى
الصلاة وأتم
التحيه
آمين
424