الكتاب: تفسير القرآن
المؤلف: عبد الرزاق الصنعاني
الجزء: ٢
الوفاة: ٢١١
المجموعة: مصادر التفسير عند السنة
تحقيق: الدكتور مصطفى مسلم محمد
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٠ - ١٩٨٩ م
المطبعة:
الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع الرياض - المملكة العربية السعودية
ردمك:
ملاحظات:

كافة حقوق الطبع محفوظة للناشر
الطبعة الأولى
1410 ه‍ - 1989 م
مكتبة الرشد للنشر والتوزيع
المملكة العربية السعودية - الرياض - طريق الحجاز
ص ب 17522 الرياض 11494 هاتف 4583712
تلكس 405798 فاكس ملي 4573381
200

تفسير القرآن العظيم
للامام عبد الرزاق بن همام الصنعاني
126 - 211 ه‍
تحقيق
الدكتور مصطفى مسلم محمد
الجزء الثاني
مكتبة الرشد
الرياض
201

بسم الله الرحمن الرحيم
202

سورة الأنعام
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرزاق عن معمر قال: يقال: إن سورة الأنعام أنزلت جملة واحدة
معها من الملائكة ما بين السماء والأرض لهم زجل بالتسبيح.
عبد الرزاق قال: نا ابن عيينة عن فضيل الرقاشي، قال: سمعت أبا
الحجاج مجاهدا في الحجر يقول: نزل مع سورة الأنعام خمس مائة ملك
يزفونها ويحفونها.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة والحسن في قوله تعالى * (قضى
أجلا وأجل مسمى عنده) * قالا: قضى أجل الدنيا من يوم خلقك إلى
أن تموت، وأجل مسمى عنده يوم القيامة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (قرطاس) *
يقول في صحيفة * (فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا
إلا سحر مبين) *.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولو جعلناه
ملكا لجعلناه رجلا) * يقول في صورة آدمي * (وللبسنا
عليهم ما يلبسون) *
عبد الرزاق عن معمر عن عاصم بن سليمان عن أبي عثمان النهدي عن
203

سلمان في قوله تعالى * (كتب ربكم على نفسه الرحمة) * أن
سلمان قال: إنا نجد في التوراة: أن الله خلق السماوات والأرض ثم خلق أو
جعل مائة رحمة قبل أن يخلق الخلق، ثم خلق الخلق فوضع بينهم رحمة
واحدة، وأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة، قال: فبها يتراحمون، وبها
يتعاطفون، وبها يتباذلون، وبها يتزاورون، وبها تحن الناقة، وبها تثج
البقرة، وبها تيعر الشاة وبها تتابع الطير، وبها تتابع الحيتان في البحر،
فإذا كان يوم القيامة جمع تلك الرحمة إلى ما عنده، ورحمته أوسع وأفضل.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولو أنزلنا ملكا
لقضى الأمر ثم لا ينظرون) * يقول لو أنزلنا ملكا ثم لم يؤمنوا به،
لعجل لهم العذاب.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه أن الله تعالى لما خلق الخلق
لم يعطف شئ على شئ حتى خلق الله مائة رحمة، فوضع بينهم رحمة
واحدة، فعطف بعض الخلق على بعض.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال عبد الله بن عمرو بن العاص: إن لله
مائة رحمة، فأهبط منها إلى الأرض رحمة واحدة، فتراحم بها الجن والأنس
والطير والبهائم وهوام الأرض.
عبد الرزاق عن معمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة مولى ابن عباس
حسبت أنه أسنده يقول: إن الله تبارك وتعالى يخرج يوم القيامة من النار
مثل أهل الجنة، قال الحكم: لا أعلمه إلا قال: مثلي أهل الجنة، فأما مثل
فلا أشك، مكتوب ها هنا - وأشار الحكم إلى نحره - عتقاء الله، فقال رجل: يا
204

أبا عبد الله أفرأيت قول الله تعالى: * (يريدون أن يخرجوا من النار
وما هم بخارجين منها) * قال: ويلك أولئك أهلها الذين هم أهلها.
عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه، قال: سمعت أبا هريرة يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما قضى الله الخلق كتب في كتابه عنده فوق العرش
إن رحمتي سبقت غضبي.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (لأنذركم به ومن
بلغ) * أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بلغوا عن الله، فمن بلغته آية من كتاب الله
فقد بلغه أمر الله.
عبد الرزاق سمعت الأوزاعي يحدث عن حسان بن عطية عن أبي كبشة
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو آية،
وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من
النار.
عبد الرزاق عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله
بن مسعود عن أبيه، قال: رحم الله من سمع حديثا فبلغه، فرب مبلغ أوعى
من سامع.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (وهم ينهون عنه
وينؤون عنه) * قال: ينهون عن القرآن وعن النبي صلى الله عليه وسلم ويتباعدون عنه.
205

عبد الرزاق عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عمن سمع ابن عباس
يقول في قول الله تبارك وتعالى: * (وهم ينهون عنه وينؤون
عنه) * قال: نزلت في أبي طالب، قال: كان ينهى المشركين أن يؤذوا
محمدا صلى الله عليه وسلم، وينأى عما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
عبد الرزاق عن معمر عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي
هريرة في قوله تعالى: * (إلا أمم أمثالكم) * قال: يحشر الله الخلق
كلهم يوم القيامة البهائم والدواب والطير وكل شئ، فيبلغ من عدل الله تعالى
يومئذ أن الله يأخذ للجماء من القرناء، ثم يقول كوني ترابا، قال: فلذلك
يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا.
عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش ذكره عن أبي ذر قال: بينما نحن عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ انتطحت عنزان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون فيما
انتطحتا؟ قالوا: لا ندري، قال: لكن الله يدري وسيقضي بينهما.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (الذين آتيناهم
الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) * قال: اليهود والنصارى،
يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابهم، كما يعرفون أبناءهم.
عبد الرزاق عن معمر وقال قتادة: * (لم تكن فتنتهم) * قال:
مقالتهم.
قال معمر: وقد سمعت من يقول: معذرتهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (انظر كيف
206

نصرف الآيات ثم هم يصدقون) * عن آياتنا قال: يعرضون عنها.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (ما فرطنا في الكتاب
من شئ) * قال: في الكتاب الذي عنده.
عبد الرزاق عن قتادة في قوله تعالى: * (بل بدا لهم ما كانوا يخفون من
قبل) * قال: من أعمالهم
قال: وقال في قوله تعالى: * (ساء ما يزرون) * قال: ساء ما
يعملون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (ولكن الظالمين
بآيات الله يجحدون) * قال: يعلمون أنك رسول، ولكنهم يجحدون،
قال: وأما قوله تعالى: * (فإن استطعت أن تبتغى نفقا في الأرض) *
قال: سربا * (أو سلما في السماء) * يعني الدرج.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى: * (ولا تطرد
الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي) * قال عيينة بن حصن للنبي
صلى الله عليه وسلم: إن سرك أن نتبعك فاطرد عنك فلانا وفلانا فإنه قد آذاني ريحهم،
يعني بلالا وسلمانا وصهيبا، وناسا من ضعفاء المسلمين، فأنزل الله عز
وجل: * (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي) *،
207

قال: نا عبد الرزاق وأنزل في عيينة * (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع
هواه) * إلى * (فرطا) *.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن ناسا من كفار قريش قالوا للنبي
صلى الله عليه وسلم: إن سرك أن نتبعك فاطرد عنك فلانا وفلانا ناسا من ضعفاء المسلمين،
فقال الله تعالى * (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة
والعشي) * وقال: * (وكذلك فتنا بعضهم ببعض) * يقول:
ابتلينا بعضهم ببعض.
عبد الرزاق قال: أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (وما من
دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم) *
يقول: الطير أمة، والإنس أمة، والجن أمة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ويعلم ما
جرحتم بالنهار) * قال: ما علمتم بالنهار * (ثم يبعثكم) * في
النهار، والبعث: اليقظة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (فاطر السماوات والأرض) * قال خالق السماوات والأرض، وقال في قوله تعالى:
* (من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه) * قال: من يصرف عنه
العذاب، وقال في قوله تعالى: * (وجعلنا على قلوبهم أكنة أن
208

يفقهوه وفي آذانهم وقرا) * يقول: يسمعونه بآذانهم، ولا يعون منه
شيئا، كمثل البهيمة التي تسمع القول، ولا تدري ما يقال لها.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (فتحنا عليهم
أبواب كل شئ) * الرخاء وسعة الرزق. * (حتى إذا فرحوا بما أوتوا
أخذناهم بغتة) *.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (توفته
رسلنا) * قال: يلي قبضها الرسل ثم ترفعها إليه، يقول إلى ملك
الموت.
عبد الرزاق قال معمر وقال الكلبي: وإن ملك الموت هو الذي يلي ذاك
فيرفعه، إن كان مؤمنا إلى ملائكة الرحمة، وإن كان كافرا إلى ملائكة
العذاب.
عبد الرزاق قال: أنا الثوري عن منصور عن إبراهيم في قوله تعالى:
* (توفته رسلنا) * قال تتوفاه الرسل، ويقبض منهم ملك الموت
الأنفس.
عبد الرزاق عن الثوري قال وأخبرني الحسن بن عبد الله بن إبراهيم قال:
هم أعوان ملك الموت.
عبد الرزاق عن الثوري أخبرني رجل عن مجاهد قال: جعلت الأرض
لملك الموت مثل الطست يتناول من حيث يشاء، وجعلت له أعوان يتوفون
الأنفس ثم يقبضها منهم.
209

عبد الرزاق قال أخبرني محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن مجاهد
قال: ما من أهل بيت شعر ولا مدر إلا وملك الموت يطوف بهم في كل يوم
مرتين.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الله بن الحارث بن نوفل
عن عبد الله بن خباب في قوله تعالى: * (أو يلبسكم شيعا) * قال:
راقب خباب بن الأرت وكان بدريا ليلة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، حتى إذا
كان في الصبح قال له: يا نبي الله لقد رأيتك الليلة تصلي صلاة ما رأيتك
صليت مثلها، قال: أجل إنها صلاة رغب ورهب، سألت ربي فيها
ثلاث خصلات فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته ألا يهلكنا بما أهلك به
الأمم فأعطاني، وسألته ألا يسلط علينا عدوا فأعطاني، وسألته ألا يلبسنا
شيعا فمنعني.
عبد الرزاق عن معمر قال: أخبرني أيوب عن قلابة عن أبي الأشعث
الصنعاني عن أبي أسماء الرحبي عن شداد بن أوس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
إن الله زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي
سيبلغ ما زوى لي منها، وإني أعطيت الكنزين الأبيض والأحمر، وإني سألت
ربي ألا يهلك أمتي بسنة بعامة، وألا يسلط عليهم عدوا فيهلكهم بعامة ولا
210

يلبسهم شيعا ولا يذيق بعضهم بأس بعض، فقال: يا محمد إني إذا قضيت
قضاء فإنه لا يرد، وإني أعطيك لأمتك ألا أهلكهم بسنة بعامة، ولا
أسلط عليهم عدوا من سواهم فيهلكهم بعامة، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، وبعضهم يقتل بعضا وبعضهم يسبي بعضا، قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني
لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع
عنهم إلى يوم القيامة.
قال عبد الرزاق سمعت غير معمر يقول عن أبي أسماء عن ثوبان وكان
معمر يقول عن أبي أسماء عن شداد بن أوس.
عبد الرزاق عن معمر وابن عيينة عن عمرو بن دينار قال: سمعت جابر
ابن عبد الله يقول: لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: * (قل هو القادر على
أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) * قال النبي صلى الله عليه وسلم: أعوذ
بوجهك. * (أو من تحت أرجلكم) * قال النبي صلى الله عليه وسلم: أعوذ
بوجهك * (أو يلبسكم شيعا) * قال: هذه أهون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (فأعرض عنهم
211

حتى يخوضوا في حديث غيره) * قال: نهاه الله تعالى أن يجلس مع
الذين يخوضون في آيات الله يكذبون بها، فإن نسي فلا يقعد بعد الذكر مع
القوم الظالمين.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (وذر الذين
اتخذوا دينهم لعبا ولهوا) * نسخها قوله: * (فاقتلوا المشركين
حيث وجدتموهم) *
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (وإن تعدل كل
عدل لا يؤخذ منها) * قال: لو جاءت بملء الأرض ذهبا لم يقبل
منها.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (استهوته
الشياطين) * قال: أضلته الشياطين في الأرض حيران.
عبد الرزاق قال: أنا معمر ورجل عن مجاهد في قوله تعالى:
* (حيران) * قال: هذا مثل ضربه الله للكافر، يقول: الكافر حيران
يدعوه المسلم إلى الهدى فلا يجيب.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (وكذلك نرى
إبراهيم ملكوت السماوات والأرض) * قال: خبئ إبراهيم من جبار
من الجبابرة فجعل الله له في أصابعه رزقا، فإذا مص أصبعا من أصابعه وجد
فيها رزقا، فلما خرج أراه الله ملكوت السماوات والأرض، فكان ملكوت
212

السماوات الشمس والقمر والنجوم، وملكوت الأرض الجبال والشجر والبحار.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (ولم يلبسوا
إيمانهم بظلم) * قال: بشرك.
عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش أن ابن مسعود قال: لما نزلت * (ولم
يلبسوا إيمانهم بظلم) * كبر ذلك على المسلمين، فقالوا: يا رسول الله،
ماها هنا أحد إلا وهو يظلم نفسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس ذاكم أما
سمعتم قول لقمان لابنه: * (إن الشرك لظلم عظيم) *.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (فإن يكفر بها
هؤلاء) * يعني قوم محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قال: * (فقد وكلنا بها قوما
ليسوا بها بكافرين) * يعني النبيين الذين قص الله عليهم ثم قال:
* (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) *
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (ولتنذر أم
القرى) * قال هي مكة.
عبد الرزاق قال معمر، وقال قتادة: بلغني أن الأرض دحيت من مكة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (أو قال أوحى إلى ولم
يوح إليه شئ) * قال: نزلت في مسيلمة.
213

عبد الرزاق عن معمر، قال: أخبرني الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
بينما أنا نائم رأيت كأن في يدي سوارين من ذهب، فكبر ذلك علي فأوحى
الله إلي أن أنفخهما فنفختهما فطارا فأولت ذلك كذاب اليمامة وكذاب صنعاء
العنسي.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (لقد تقطع
بينكم) * قال: ما كان بينكم من الوصل.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (فالق الحب
والنوى) * قال: تفلق الحب والنوى عن النبات.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (فالق
الإصباح) * قال: الصبح
معمر عن قتادة في قوله تعالى * (والشمس والقمر حسبانا) *
قال: يدوران بحساب.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (فمستقر
ومستودع) * قال: مستقر في الرحم، ومستودع في الصلب.
214

عبد الرزاق عن ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن إبراهيم قال: قال
عبد الله: مستقرها في الدنيا، ومستودعها في الآخرة.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس، قال:
قال ابن مسعود: إذا كان أجل الرجل بأرض أتيت له إليها حاجة، فإذا بلغ
أقصى أثره قبض، فتقول الأرض يوم القيامة، هذا ما استودعتني.
عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن البراء في قوله تعالى:
* (قنوان دانية) * قال: قريبة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (من طلعها
قنوان دانية) * قال: قنوان: عذوق النخلة، يقول: دانية متهدلة،
يعني متدلية
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (وينعه) * قال:
ونضجه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وخرقوا له بنين وبنات) *
قال: خرصوا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: كان المسلمون يسبون أصنام
الكفار فيسب الكفار الله عدوا بغير علم، فأنزل الله عز وجل: * (ولا
تسبوا الذين يدعون من دون الله) *.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى: (وليقولوا
215

دارست) قال: دارست أهل الكتاب.
عبد الرزاق قال معمر وقال الحسن (درست) يقول: تقادمت،
أمحت.
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة (درست) قرئت وتعلمت.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال: أخبرني عمرو بن
كيسان أن ابن عباس كان يقرؤها: (دارست) تلوت، خاصمت
جادلت، قال عمرو: وسمعت ابن الزبير يقول: إن صبيانا ها هنا
يقرؤون: (دارست) وإنما هي (درست) ويقرؤون: (وحرم على
قرية أهلكناها) وإنما هي: * (وحرام على قرية) *،
ويقرأون: * (في عين حمئة) * وإنما هي حامية، قال عمرو وكان ابن
عباس يخالفه في كلهن.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (شياطين الإنس
والجن) * قال: إن من الجن شياطين، ومن الإنس شياطين * (يوحى
بعضهم إلى بعض) *.
عبد الرزاق عن معمر وقال قتادة: بلغني أن أبا ذر قام يصلي يوما فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: تعوذ يا أبا ذر من شياطين الإنس والجن. فقال: يا نبي الله،
216

وإن من الإنس لشياطين؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم.
عبد الرزاق عن معمر عن منصور أن ابن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
ما من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن، قالوا: ولا أنت يا رسول
الله قال: ولا أنا ولكن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (الكتاب
مفصلا) * قال: مبينا، قال: وقوله * (يفصل الآيات) * قال:
يبين الآيات، وقوله تعالى: * (قد فصل لكم ما حرم عليكم) *
يقول: قد بين لكم ما حرم عليكم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (وإن الشياطين
ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم) * قال: جادلهم المشركون في
الذبيحة، فقالوا: أما ما قتلتم بأيديكم فتأكلونه، وأما ما قتل الله فلا
تأكلونه، يعني الميتة، فكانت هذه مجادلتهم إياه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (وذروا ظاهر الإثم
وباطنه) * قال سره وعلانيته.
عبد الرزاق عن الثوري عن عمرو بن قيس عن عمرو بن مرة عن أبي
جعفر قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي المؤمنين أكيس؟ قال: أكثرهم ذكرا
217

للموت وأحسنهم لما بعده استعدادا، قال: وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية:
* (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام) * قالوا: كيف
يشرح صدره يا رسول الله؟ قال: نور يقذف فيه فيشرح له ويفسح
قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال الإنابة إلى دار الخلود
والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل لقاء الموت.
عبد الرزاق عن معمر عن عطاء الخراساني والكلبي في قوله تعالى
* (يجعل صدره ضيقا حرجا) * قالا ليس للخير فيه منفذ
* (كأنما يصعد في السماء) * يقولان مثله كمثل الذي لا يستطيع أن
يصعد في السماء.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (يا معشر الجن
قد استكثرتم من الإنس) * قال قد أضللتم كثيرا من الجن والإنس.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وكذلك نولي بعض
الظالمين بعضا) * في الدنيا يتبع بعضهم بعضا في النار.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وجعلوا لله مما ذرأ
من الحرث والأنعام نصيبا) * قال كانوا يعزلون من أموالهم
شيئا فيقولون هذا لله وهذا لأصنامهم التي يعبدون فإن ذهب بعير مما
جعلوا لشركائهم يخالط ما جعلوا لله ردوه وإن ذهب شئ مما جعلوا لله
218

يخالط شيئا مما جعلوا لشركائهم تركوه فإن أصابتهم سنة أكلوا مما جعلوا
لله وتركوا ما جعلوا لشركائهم فقال الله تعالى * (ساء ما
يحكمون) *.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (حرث حجر) *
قال حرام.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (خالصة لذكورنا
ومحرم على أزواجنا) * قال ما في بطون البحائر يعني ألبانها
وكانوا يجعلونه للرجال دون النساء.
عبد الرزاق معمر عن ابن طاوس عن أبيه ومعمر عن قتادة في قوله
تعالى * (وآتوا حقه يوم حصاده) * قالا هو الزكاة.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى
* (وآتوا حقه يوم حصاده) * قال عند الزرع يعطي
القبض وعند الصرام يعطي القبض ويتركهم يتبعون آثار الصرام.
عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد قال كانوا
يعلقون العذق عند الصرام فيأكل منه الضيف ومن مر به.
عبد الرزاق عن قتادة عن الحسن في قوله تعالى * (حمولة
219

وفرشا) * قال الحمولة ما حمل عليه منها والفرش حواشيها يعني
صغارها.
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة وكان غير الحسن يقول الحمولة
الإبل والبقر والفرش الغنم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (من الضأن اثنين
ومن المعز اثنين) * قال يقول سلهم * (أألذكرين حرم أم
الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين) * أي أني لم أحرم
عليهم شيئا من هذا قال * (نبئوني بعلم إن كنتم صادقين) *
وذكر من الإبل والبقر نحو ذلك.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه في قوله تعالى * (قل لا
أجد في ما أوحى إلى محرما) * قال كان أهل الجاهلية يستحلون
أشياء ويحرمون أشياء فقال لا أجد شيئا فيما كنتم تستحلون إلا هذا
يقول إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو
فسقا أهل لغير الله به.
عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس
قال تلا هذه الآية * (قل لا أجد في ما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه) *
فقال ابن عباس ما خلا هذا فهو حلال
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال لولا هذه الآية
* (أو دما مسفوحا) * لا تبع المسلمون من العروق ما اتبع اليهود.
220

عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها قبل منه.
عبد الرزاق عن إسرائيل عن الأشعت بن أبي الشعثاء عن أبيه عن ابن
مسعود في قوله تعالى * (لا ينفع نفسا إيمانها) * الآية قال لا
تزال التوبة مبسوطة ما لم تطلع الشمس من مغربها
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أو دما
مسفوحا) * قال حرم الله الدم ما كان مسفوحا فأما لحم يخالطه دم
فلا بأس به.
معمر وعن قتادة في قوله تعالى * (كل ذي ظفر) * قال الإبل
والنعام ظفر يد البعير ورجله والنعام أيضا كذلك قال وحرم عليهم
من الطير البط وشبهه كل شئ ليس مشقوق الأصابع.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أو الحوايا) *
قال هو البقر.
عن معمر في قوله تعالى * (لا تقربوا الفواحش ما ظهر منها
وما بطن) * قال سرها وعلانيتها.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ثم آتينا موسى
221

الكتاب تماما على الذي أحسن) * قال من أحسن في الدنيا
تمم الله ذلك له في الآخرة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إلا أن تأتيهم الملائكة) * قال تأتيهم الملائكة بالموت * (أو يأتي ربك) * يوم
القيامة * (أو يأتي بعض آيات ربك) * قال آية موجبة طلوع
الشمس من مغربها أو ما شاء الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فرقوا دينهم) *
قال هم اليهود والنصارى.
عبد الرزاق عن معمر عن عامر بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن
صفوان بن عسال المرادي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بالمغرب بابا
مفتوحا للتوبة مسيره سبعون عاما لا يغلق حتى تطلع الشمس من
نحوه.
عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن الشعبي قال قالت عائشة إذا
خرج أول الآيات طرحت الأقلام وحبست الحفظة وشهدت الأجساد على
الأعمال.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ونسكي) * قال
وذبيحتي
222

عبد الرزاق عن الثوري عن إسماعيل عن سعيد بن جبير في قوله تعالى
* (صلاتي ونسكي) * قال ذبيحتي.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وأنا أول
المسلمين) * قال أول المسلمين من هذه الأمة.
عبد الرزاق عن أبان بن أبي عياش أن رجلا سأل ابن مسعود ما
الصراط؟ قال تركنا محمد في أدناه وطرفه في الجنة وعن يمينه جواد
وعن شماله جواد وثم رجال يدعون من مر بهم فمن أخذ على تلك الجواد
انتهت به إلى النار ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة ثم قرأ ابن
مسعود * (وأن هذا صراطي مستقيما) *.
223

سورة الأعراف
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (المص) * قال
اسم من أسماء القرآن.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فلا يكن في
صدرك حرج منه) * قالا لا يكن في صدرك شك منه.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى * (ولقد خلقناكم
ثم صورناكم) * قال خلق الانسان في الرحم ثم صور فشق سمعه
وبصره وأصابعه.
عبد الرزاق عن معمر وقال قتادة خلق آدم ثم صور ذريته بعده.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى * (ثم لأتينهم من
بين أيديهم ومن خلفهم) * قال من دنياهم وآخرتهم حتى يكذبوا
بالآخرة وحتى أطغاهم في دنياهم وعن أيمانهم من قبل حسناتهم حتى
أعجبهم بها وعن شمائلهم من قبل شهواتهم.
عبد الرزاق قال انا معمر عن قتادة * (كما بدأكم تعودون) *
قال كما بدأهم فخلقهم ولم يكونوا شيئا ثم ذهبوا ثم نعيدهم.
عبد الرزاق قال معمر وقال الكلبي كما خلقهم كذلك يعودون من
خلقه مؤمنا وكافرا أعاده كما بدأه.
225

عبد الرزاق قال أخبرني الثوري عن وقاء بن إياس عن مجاهد قال
يبعث المؤمن مؤمنا والكافر كافرا.
عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (بدت
لهما سوأتهما) * قال كانا لا يريان سوآتهما فقال آدم يا رب أرأيت
إن تبت فاستغفرت قال إذا أدخلك الجنة وأما إبليس فلم يستغفر
إنما سأل النظرة فأعطي كل واحد منهما الذي سأل.
عبد الرزاق قال أنا عمر بن عبد الرحمن بن درية قال سمعت وهب
ابن منبه يقول لما أسكن الله تعالى آدم الجنة وزوجته ونهاه عن الشجرة
وكانت شجرة غصونها متشعب بعضها في بعض وكان ثمر تأكلها الملائكة
لخلدهم وهي الشجرة التي نهى الله تعالى عنها آدم وزوجته فلما أراد إبليس
أن يستزلهما دخل في جوف الحية وكانت الحية لها أربع قوائم كأنها بختية من
أحسن دابة خلقها الله فلما دخلت الحية الجنة خرج من جوفها إبليس
فأخذ من الشجرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته فجاء بها إلى حواء
فقال انظري إلى هذه الشجرة ما أطيب ريحها؟ وأطيب طعمها وأحسن
لونها فأخذتها حواء فأكلت منها ثم ذهبت إلى آدم فقالت انظر إلى
226

هذه الشجرة ما أطيب ريحها وأطيب طعمها وأحسن لونها فأكل منها
آدم فبدت لهما سوأتهما فدخل آدم في جوف الشجرة فناداه ربه يا آدم
أين أنت؟ قال أنا هذا يا رب؟ قال ألا تخرج؟ قال أستحيي منك
يا رب قال ملعونة الأرض التي خلقت منها لعنة تتحول ثمارها شوكا
قال ولم تكن في الجنة ولا في الأرض شجرتان أفضل من الطلح والسدر ثم
قال يا حواء أنت التي غررت عبدي إنك لا تحملين حملا إلا حملته
كرها فإذا أردت أن تضعي ما في بطنك أشرفت على الموت مرارا وقال
للحية أنت التي دخل الملعون في جوفك حتى غر عبدي ملعونة أنت لعنة
تتحول قوائمك في بطنك ولا يكون لك رزق إلا التراب أنت عدوة بني آدم
وهم أعداؤك حيث لقيت أحدا منهم أخذت بعقبه وحيثما لقيك شدخ
رأسك قال عمر فقيل لوهب فهل كانت الملائكة تأكل؟ قال يفعل الله
ما يشاء
عبد الرزاق عن عمر بن عبد الرحمن قال سمعت وهبا على المنبر
يقول إني وجدت في كتاب الله أن الله يقول إني مني الخير وأنا خلقته
وقدرته لخيار خلقي فطوبى لمن قدرته له وإني مني الشر وأنا خلقته
وقدرته لشرار خلقي فويل لمن قدرته له.
227

عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن العرب كانت تطوف بالبيت عراة
إلا الحمس قريشا وأحلافها فمن جاء من غيرهم وضع ثيابه وطاف في ثوبي
أحمس فإنه يحل له أن يلبس ثيابه فإن لم يجد من يعيره من الحمس فإنه
يلقي ثيابه ويطوف عريانا وإن طاف في ثياب نفسه ألقاها إذا قضى
طوافه يحرمها فيجعلها حراما عليه فلذلك قال الله تعالى * (خذوا
زينتكم عند كل مسجد) *.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه في قوله تعالى
* (خذوا زينتكم عند كل مسجد) * قال الشملة من الزينة.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس في قوله
تعالى * (كلوا واشربوا ولا تسرفوا) * قال أحل الله تعالى الأكل
والشرب ما لم يكن إسرافا ولا مخيلة.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى * (قل هي
للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيمة) * قال هي
للمؤمنين خالصة في الآخرة لا يشاركهم فيها الكفار فأما في الدنيا فقد شاركوهم.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أولئك
ينالهم نصيبهم من الكتب) * قال ينالهم نصيبهم في الآخرة بأعمالهم
التي عملوا وسلفوا في الدنيا.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى * (حتى يلج الجمل في
سم الخياط) * قال حتى يدخل البعير في خرق الإبرة.
228

عبد الرزاق عن الثوري عن أبي حصين أو حصين - يشك أبو بكر -
عن إبراهيم عن ابن مسعود في قوله تعالى * (حتى يلج الجمل في سم الخياط) *
قال زوج الناقة يعني الجمل.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ونزعنا ما في
صدورهم من غل) * قال قال علي بن أبي طالب إني لأرجو أن أكون
أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال الله تعالى * (ونزعنا ما في صدورهم
من غل) *.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن إسرائيل أبي موسى قال سمعت الحسن يقول
قال علي فينا والله أهل بدر نزلت * (ونزعنا ما في صدورهم من غل) *
الآية.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى * (أصحاب
الأعراف) * قال كل شئ مرتفع قال معمر وقال قتادة هو السور
الذي بين الجنة والنار.
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة قال ابن عباس أهل الأعراف قوم
استوت حسناتهم وسيئاتهم على سور بين الجنة والنار لم يدخلوها وهم
يطعمون.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي زيد قال سمعت ابن
229

عباس يقول الأعراف الشئ المشرف.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى * (لم يدخلوها وهم
يطمعون) * قال والله ما جعل الله ذلك الطمع في قلوبهم إلا لكرامة
يريدها بهم.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى
* (فاليوم ننساهم) * قال نتركهم كما تركوا لقاء يومهم هذا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (والبلد الطيب
يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا) * قال
هذا مثل ضربه الله تعالى في المؤمن والكافر.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة والكلبي في قوله تعالى * (هل
ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله) * قالا تأويله
عاقبته.
عبد الرزاق عن إسرائيل عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي الطفيل قال
قالت ثمود لصالح ائتنا بآية إن كنت من الصادقين فقال لهم صالح
اخرجوا إلى هضبة من الأرض فخرجوا فإذا هي تمخض كما تمخض الحامل ثم
إنها انفرجت فخرج من وسطها الناقة فقال لهم صالح * (هذه ناقة الله
لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم
عذاب أليم) * لها شرب ولكم شرب يوم معلوم فلما ملوها
230

عقروها فقال لهم * (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير
مكذوب) *.
قال عبد العزيز وحدثني رجل آخر ان صالحا قال لهم إن آية أن
يأتيكم العذاب أن تصبحوا غدا حمرا واليوم الثاني صفرا واليوم الثالث
سودا قال فصبحهم العذاب فلما رأوا ذلك تحنطوا واستعدوا.
عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني من سمع الحسن يقول لما عقرت ثمود
الناقة ذهب فصيلها حتى صعد تلا فقال يا رب أين أمي؟ ثم رغا
رغوة فنزلت الصيحة فأخمدتهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن صالحا قال لهم حين عقروا الناقة
تمتعوا ثلاثة أيام بقية آجالكم ثم قال لهم إن آية هلاككم أن تصبح
وجوهكم غدا مصفرة ثم تصبح اليوم الثاني محمرة ثم تصبح اليوم الثالث
مسودة فأصبحت كذلك فلما كان اليوم الثالث أيقنوا بالهلاك فتكفنوا
وتحنطوا ثم أخذتهم الصيحة فأهمدتهم.
عبد الرزاق عن معمر وقال قتادة قال عاقر الناقة لهم لا أقتلها حتى
ترضوا أجمعون فجعلوا يدخلون على المرأة في خدرها فيقولون أترضين؟
فتقول نعم والصبي حتى رضوا أجمعين فعقروها.
عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن أبي الزبير عن
جابر بن عبد الله قال لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر قال لا تسألوا الآيات
231

فقد سألها قوم صالح فكانت ترد من هذا الفج وتصدر من هذا الفج
فعتوا عن أمر ربهم فعقروها وكانت تشرب ماءهم ويشربون لبنها يوما
فعقروها فأخذتهم صيحة أهمد الله من تحت أديم السماء منهم إلا رجلا
واحدا كان في حرم الله قيل يا رسول الله من هو؟ قال أبو رغال
فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه.
عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني إسماعيل بن أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم مر
بقبر أبي رغال فقال أتدرون من هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال
هذا قبر أبي رغال قالوا ومن هو أبو رغال؟ قال رجل من ثمود كان
في حرم الله فمنعه حرم الله عذاب الله فلما خرج أصابه ما أصاب قومه من
الهلكة فدفن هاهنا ودفن معه غصن من ذهب قال فنزل القوم
فابتدروه بأسيافهم فبحثوا عنه فاستخرجوا الغصن.
قال عبد الرزاق قال معمر وقال الزهري أبو رغال أبو ثقيف.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر
قال لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا
أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثل الذي أصابهم ثم قنع رأسه
232

وأسرع السير حتى أجاز الوادي.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إلا عجوزا في الغابرين) *
قال في الباقين في عذاب الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ويبغونها عوجا) *
يقول يبتغون السبيل عوجا عن الحق.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ربنا افتح
بيننا وبين قومنا بالحق) * قال ربنا اقض بيننا وبين قومنا
بالحق.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (كأن لم يغنوا فيها) *
قال كأن لم يعيشوا فيها كأن لم ينعموا فيها.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (مكان السيئة
الحسنة) * قال مكان الشدة الرخاء * (حتى عفوا) * يقول حتى
سروا بذلك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فإذا هي ثعبان
مبين) * قال تحولت حية عظيمة قال معمر وقال غيره مثل
المدينة.
233

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وأوحينا إلى
موسى أن ألق عصاك) * فألقى عصاه فتحولت حية فأكلت سحرهم
كله.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله
تعالى * (آمنا برب العالمين) * قال كانوا سحرة في أول النهار
وشهداء في آخر النهار يعني حين قتلوا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إنه لكبيركم الذي علمكم
السحر) * قال يعنون موسى.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (الطوفان) *
قال أرسل الله عليهم الماء حتى قاموا فيه قياما ثم كشف عنهم فلم
ينتهوا وأخصبت بلادهم خصبا لم تخصب مثله فأرسل الله عليهم الجراد فأكلته
إلا قليلا فلم يؤمنوا فأرسل الله عليهم القمل وهي الدبا أولاد الجراد
فأكلت ما بقي من زرعهم فلم يؤمنوا فأرسل الله عليهم الضفادع فدخلت
عليهم بيوتهم ووقعت في آنيتهم وفرشهم فلم يؤمنوا ثم أرسل الله تعالى
عليهم الدم فكانوا إذا أراد أحدهم أن يشرب ماء تحول الماء دما قال الله
تعالى * (آيات مفصلات فاستكبروا) *، * (ولما وقع عليهم الرجز) *
يقول العذاب
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ومغاربها التي
باركنا فيها) * قال التي بارك فيها الشام
234

عبد الرزاق عن إسرائيل عن فرات القزاز قال سمعت الحسن
يقول * (مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها) * يقول مشارق الشام
ومغاربها.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سنان بن أبي سنان عن أبي واقد
الليثي قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل حنين فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول
الله اجعل لنا هذه ذات أنواط كما للكفار ذات أنواط وكان الكفار
ينوطون سلاحهم بسدرة ويعكفون حولها فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر
هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى * (اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) *
قال إنكم تركبون سنن الذين من قبلكم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن حذيفة بن اليمان قال لتركبن سنن
بني إسرائيل حذو القذة بالقذة وحذو الشراك بالشراك حتى لو فعل رجل
من بني إسرائيل كذا وكذا لفعله رجل من هذه الأمة فقال رجل قد كان
في بني إسرائيل قردة وخنازير قال وهذه الأمة ستكون فيها قردة
وخنازير.
عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن أبي سعيد الخدري قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن بني إسرائيل شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو
دخل رجل من بني إسرائيل حجر ضب لاتبعتموه فيه.
235

عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى
* (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة) * قال ذو القعدة
* (وأتممناها بعشر) * قال بعشر ذي الحجة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (جعله دكا) *
قال دك بعضه بعضا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (سأوريكم دار
الفاسقين) * قال منازلهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (من حليهم
عجلا جسدا) * قال استعاروا حليا من آل فرعون فجمعه
السامري فصاغ منه عجلا فجعله الله جسدا لحما ودما له خوار.
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب قال تلا أبو قلابة * (سينالهم
غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزى
المفترين) * قال هو جزاء كل مفتر يكون إلى يوم القيامة أن يذله الله
تعالى.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولما سكت عن
موسى الغضب أخذ الألواح) * قال أي رب إني أجد في الألواح
أمة هي خير الأمم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فاجعلهم أمتي
قال تلك أمة أحمد قال أي رب إني أجد في الألواح أمة هم الآخرون
236

السابقون يوم القيامة فاجعلهم أمتي قال تلك أمة أحمد قال أي
رب إني أجد في الألواح أمة أناجيلهم حكمتهم في صدورهم وكانوا يقرؤون
نظرا فاجعلهم أمتي قال تلك أمة أحمد قال أي رب إني أجد في
الألواح أمة يأخذون صدقاتهم يأكلونها في بطونهم ويؤجرون عليها فاجعلها
أمتي قال تلك أمة أحمد.
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة وكان من قبل يقربون صدقاتهم
فإن تقبلت منهم جاءت النار فأكلتها وإن لم تقبل منهم تركت حتى
جاءت السباع فأكلتها فقال أي رب إني أجد في الألواح أمة هم الشافعون
المشفوع لهم فاجعلهم أمتي قال تلك أمة أحمد قال رب إني أجد في
الألواح أمة هم المستجيبون المستجاب لهم فاجعلهم أمتي قال تلك أمة
أحمد قال أي رب إني أجد في الألواح أمة يقاتلون أهل الضلال حتى
يقاتلوا المسيح الدجال فاجعلهم أمتي قال تلك أمة أحمد قال فألقى
موسى الألواح قال أي رب اجعلني منهم قال إنك لن تدركهم قال
الله تعالى * (يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي
وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين) * قال فرضي نبي
الله قال وزيد * (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه
يعدلون) *.
عبد الرزاق عن معمر في قوله تعالى * (فسأكتبها للذين
يتقون) *.
237

قال أخبرني يحيى بن أبي كثير عن نوف البكالي قال: لما انطلق موسى
بوفد بني إسرائيل فناجاه ربه قال: فإني أجعل السكينة في قلوبهم
وأجعلهم يقرؤون التوراة عن ظهر ألسنتهم وأجعل لهم الأرض مساجد
يصلون حيث أدركتهم الصلاة إلا عند مرحاض أو حمام قال: فقالوا لا
نصلي إلا في الكنيسة ولا نستطيع أن نحمل السكينة في قلوبنا فاجعلها لنا
في تابوت ولا نستطيع أن نقرأ التوراة عن ظهر ألسنتنا قال
* (فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة) * حتى بلغ
* (المفلحون) * قال فقال موسى رب جئتك بوفد بني إسرائيل
فجعلت وفادتهم لغيرهم قال فقال موسى اجعلني نبيهم قال نبيهم
منهم قال يا رب فاجعلني منهم قال إنك لن تدركهم قال فقيل له
* (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) * قال
فكان نوف يقول الحمد لله الذي حفظ غيبكم وأخذ بسهمكم وجعل وفادة
بني إسرائيل لكم.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عيسى بن ميمون عن مجاهد في قوله تعالى
* (سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين) * قال تبت إليك
من أن أسألك الرؤية.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال أخبرني
جرير بن جابر الخثعمي أنه سمع كعب الأحبار يقول لما كلم الله موسى كلمه
بالألسنة كلها قبل لسانه فطفق موسى يقول والله يا رب ما أفقه هذا حتى
كلمه آخر ذلك بلسانه بمثل صوته فقال موسى هذا يا رب كلامك قال
238

الله تعالى لو كلمتك كلامي لم تكن شيئا أو قال لم تستقم له قال
أي رب هل من خلقك شئ يشبه كلامك؟ قال لا وأقرب خلقي شبه
كلامي أشد ما يسمع الناس من الصواعق.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إنا هدنا إليك) *
قال تبنا إليك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (لم تعظون قوما
الله مهلكهم) * قال قال ابن عباس هم ثلاث فرق الفرقة التي
وعظت والموعوظة قال والله أعلم ما فعلت الفرقة الثالثة وهم الذين
قال الله * (لم تعظون قوما الله مهلكهم) *.
عبد الرزاق قال معمر وقال الكلبي هما فرقتان الفرقة التي وعظت
والتي قالت * (لم تعظون قوما) * هي الموعوظة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (بعذاب
بئيس) * قال وجيع.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وإذ تأذن ربك
ليبعثن عليهم إلى يوم القيمة من يسومهم سوء العذاب) *.
239

قال بعث عليهم هذا الحي من العرب فهم في عذاب منهم إلى يوم القيامة.
عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني عبد الكريم بن مالك الجزري عن ابن
المسيب أنه كان يستحب أن يتعب الأنباط في الجزية.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (يأخذون عرض
هذا الأدنى) * قال يأخذونه إن كان حلالا وإن كان حراما قال وإن
فاتهم عرض مثله قال إن جاءهم حلال أو حرام أخذوه قال ابن جريج في
قوله تعالى * (فلما نسوا ما ذكروا به) * قال فلما نسوا موعظة
المؤمنين إياهم الذين قال الله تعالى * (لم تعظون قوما الله
مهلكهم) *.
عبد الرزاق عن فضيل عن منصور عن سعيد بن جبير في قوله تعالى
* (يأخذون عرض هذا الأدنى) * قال يعملون بالمعاصي ويقولون
سيغفر لنا.
قال عبد الرزاق قال ابن جريج حدثني رجل عن عكرمة قال
جئت ابن عباس يوما وإذا هو يبكي والمصحف في حجره قال
فأعظمت أن أدنو منه قال ثم لم أزل على ذلك حتى تقدمت فجلست
فقلت ما يبكيك يا أبا عباس جعلني الله فداك قال هؤلاء الورقات
وإذا هو في سورة الأعراف ثم قال هل تعرف أيلة قال قلت نعم
قال فإنه كان بها حي من يهود سيقت الحيتان إليهم يوم السبت ثم غاصت
فلا يقدرون عليها حتى يغوصوا عليها بعد كد ومؤنة شديدة فكانت تأتيهم
240

يوم السبت شرعا بيضا سمانا كأنها الماخض فتبطح ظهورها لبطونها
بأفنيتهم وأبوابهم فكانوا كذلك برهة من الدهر ثم إن الشيطان أوحى
إليهم فقال إنما نهيتم عن أكلها يوم السبت فخذوها فيه وكلوها في غيره
من الأيام فقالت ذلك طائفة منهم وقالت طائفة بل نهيتم عن أكلها
وأخذها وصيدها في يوم السبت فكانوا كذلك حتى جاءت الجمعة المقبلة
فغدت بأنفسها وأبنائها ونسائها واعتزلت طائفة ذات اليمين ونهت
واعترضت طائفة ذات الشمال وسكتت فقال الأيمنون ويلكم الله الله
ننهاكم عن الله ألا تتعرضوا لعقوبة الله وقال الأيسرون * (لم تعظون
قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا) * قال الأيمنون
* (معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون) * إن ينتهوا فهو أحب إلينا ألا
يصابوا ولا يهلكوا وإن لم ينتهوا فمعذرة إلى ربهم فمضوا على الخطيئة
فقال الأيمنون يا أعداء الله قد فعلتم والله لا نبايتنكم الليلة في مدينتكم
والله ما نرى أن تصبحوا حتى يصيبهم الله بخسف أو قذف أو بعض ما عنده
من العذاب فلما أصبحوا ضربوا عليهم الباب ونادوا فلم يجابوا فوضعوا
سلما فأعلوا بسور المدينة رجلا فالتفت إليهم فقال أي عباد الله قرود
241

والله تعاوى لها أذناب قال ففتحوا أولئك عليهم فدخلوا عليهم
فعرفت القرود أنسباءها من الإنس ولا تعرف الإنس أنسباءها من
القرود فجعلت القرود تأتي نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي فيقول
ألم أنهكم عن كذا وعن كذا؟ فتقول برأسها بلى ألم ننهكم عن كذا؟ فتقول
برؤوسها بلى ثم قرأ ابن عباس * (فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا
الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب
بئيس) * أليم وجيع قال فأرى الذين نهوا نجوا ولا أرى الآخرين
ذكروا ونحن نرى أشياء ننكرها فلا نقول شيئا قال قلت أي جعلني
الله فداك قد كرهوا ما هم عليه وخالفوهم وقالوا لم تعظون قوما الله
مهلكهم قال فأمر لي فكسيت بردين غليظين.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله
تعالى * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) *
قال مسح الله على صلب آدم فأخرج من صلبه ما يكون من ذريته إلى
يوم القيامة وأخذ ميثاقهم أنه ربهم فأعطوه ذلك فلا تسأل أحدا كافرا ولا
غيره من ربك؟ إلا قال الله.
وقال معمر وكان الحسن يقول مثل ذلك.
242

عبد الرزاق عن معمر عن الحسن وقتادة في قوله تعالى * (ورحمتي
وسعت كل شئ) * قال وسعت في الدنيا البر والفاجر وهي يوم
القيامة للذين اتقوا خاصة.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى * (واتل عليهم نبأ
الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها) * قال هو أمية بن أبي الصلت
قال معمر وقال قتادة واختلفوا فيه يقول بعضهم بلعم ويقول
بعضهم أمية بن أبي الصلت.
عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش ومنصور عن أبي الضحى عن مسروق
عن ابن مسعود في قوله تعالى * (آتيناه آياتنا فانسلخ منها) *
قال هو بلعم بن آبر.
عبد الرزاق قال الثوري وأخبرني حبيب بن أبي ثابت أن عبد الله بن عمرو
ابن العاص قال هو أمية ابن أبي الصلت.
معمر عن الكلبي قال بينا أمية بن أبي الصلت ومعه ابنتان له إذ فزعت
إحداهما فصاحت عليه قال ما شأنك؟ قالت رأيت نسران يكشطا سقف
البيت فنزل أحدهما إليك فشق بطنك والآخر واقف على ظهر البيت
فناداه فقال أوعى قال وعى قال أزكى قال أبى قال أمية ذلك
خير أريد بأبيكما فلم يقبله.
243

عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى * (ولكنه أخلد إلى
الأرض) * قال مال إلى الدنيا ركن إليها * (فمثله كمثل الكلب
إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث) * فكذلك الكافر هو ضال إن
وعظته أو لم تعظه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وذروا الذين
يلحدون في أسمائه) * يقول في آياته قال يشركون.
عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وممن خلقنا أمة يهدون
بالحق وبه يعدلون) * قال هذه الأمة يهدون بالحق وبه
يعدلون.
عبد الرزاق عن عبد الصمد بن مغفل أنه سمع وهبا يقول في قوله تعالى
* (وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل
شئ) * قال كتب له أن لا تشرك بي شيئا من أهل السماء ولا من
أهل الأرض فإن كل ذلك خلقي ولا تحلف باسمي فإن من حلف باسمي
كاذبا فإني لا أزكيه ووقر والديك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة والكلبي في قوله تعالى * (ثقلت) *
فلا ثقل علمها على السماوات والأرض أنهم لا يعلمون.
244

عبد الرزاق قال معمر وقال الحسن إذا جاءت ثقلت على أهل السماء
وأهل الأرض يقول كبرت عليهم.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى * (كأنك حفى عنها) *
يقول كأنك عالم بها.
قال عبد الرزاق وقال معمر وقال قتادة وقالت قريش يا محمد إن
بيننا وبينك قرابة فأسرر إلينا متى تقوم الساعة قال الله تعالى
* (يسألونك كأنك حفى عنها) * يقول كأنك حفي بهم.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي وقتادة * (فلما تغشاها حملت
حملا خفيفا) * قالا كان آدم لا يولد له ولد إلا مات فجاءه
الشيطان فقال إن شرط أن يعيش ولدك هذا فسمه عبد الحارث ففعل
فأشركا في الاسم ولم يشركا في العبادة.
عبد الرزاق عن معمر وقال الحسن إنما عنى به ذرية آدم من أشرك منهم
بعده.
عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه في قوله تعالى
* (خذ العفو) * قال خذ ما عفا لك من أخلاقهم * (وأمر
بالعرف) * يقول بالمعروف.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وإخوانهم
245

يمدونهم في الغي) * قال إخوان الشياطين يمدهم الشيطان في الغي
* (ثم لا يقصرون) *.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (بالغدو
والأصال) * قال الآصال العشي.
عبد الرزاق عن ابن عيينة قال سمعت صدقة يحدث عن السدي قال هذا
من المفصول المفصل قوله تعالى * (جعلا له شركاء فيما آتاهما) * في
شأن آدم وحواء ثم قال * (فتعالى الله عما يشركون) * عما يشرك
المشركون فلم يعنهما.
عبد الرزاق قال أنا ابن عيينة عن أبي المرادي قال بلغنا أنه لما نزلت
* (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) * قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل ما هذا؟ قال لا أدري حتى أسأل العالم قال
فأتاه جبريل فقال يا محمد إن الله يأمرك أن تعفو عمن ظلمك وتعطي من
حرمك وتصل من قطعك.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى * (لولا
246

اجتبيتها) * قال هلا تلقيتها من ربك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (لولا
اجتبيتها) * قال يقول قتادة لولا جئت بها من نفسك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وإذا قرئ
القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) * قال كان الرجل يأتي وهم في
الصلاة فيسألهم كم صليتم؟ كم بقي؟ فأنزل الله تعالى: * (وإذا قرئ
القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) *.
عبد الرزاق: قال معمر وقال الكلبي: كانوا يرفعون أصواتهم في الصلاة
حين يسمعون ذكر الجنة والنار فأنزل الله تعالى * (وإذا قرئ القرءان
فاستمعوا له وأنصتوا) *.
عبد الرزاق عن الثوري عن جابر بن عبد الله قال وجب الإنصات في
اثنتين في الصلاة ويوم الجمعة.
عبد الرزاق عن الثوري عن أبي هشام عن مجاهد قال هذا في الصلاة في
قوله تعالى * (وإذا قرئ القرءان فاستمعوا له) *.
عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد قال لا بأس إذا قرأ
الرجل في غير صلاة أن يتكلم.
247

عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد أنه كره إذا مر الإمام بآية
خوف أو آية رحمة أن يقول أحد ممن خلفه شيئا قال السكوت.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى * (لئن آتيتنا
صالحا) * قال غلاما.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى * (فمرت به) *
قال استمرت به وقال غيره فمرت به يقول تمارت به لا تدري أحبلى
هي أم لا.
عبد الرزاق عن ابن التيمي عن أبيه عن حيان بن عمير عن عبيد بن عمير
في قوله تعالى * (واذكر ربك في نفسك) * قال يقول الله تعالى
إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي وإذا ذكرني عبدي وحده ذكرته
وحدي وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في أحسن منهم وأكرم.
248

سورة الأنفال
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن القاسم بن محمد قال قال ابن
عباس كان عمر إذا سئل عن شئ قال لا آمرك ولا أنهاك قال ثم
يقول ابن عباس والله ما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلا زاجرا آمرا محلا محرما
قال فسلط على ابن عباس رجل من أهل العراق فسأله عن الأنفال
فقال ابن عباس كان الرجل ينفل فرس الرجل وسلبه فأعاد عليه فقال
مثل ذلك ثم أعاد عليه فقال ابن عباس أتدرون ما مثل هذا؟ مثل
صبيغ الذي ضربه عمر قال وكان عمر ضربه حتى سالت الدماء على
عقبيه أو قال على رجليه فقال أما الله فقد انتقم لعمر منك.
عبد الرزاق عن الثوري عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس
قال لما كان يوم بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا فله كذا وكذا ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا وكانوا قتلوا سبعين وأسروا سبعين فجاء أبو
اليسر بن عمرو بأسيرين فقال يا رسول الله إنك وعدتنا من قتل
249

قتيلا فله كذا ومن أسر أسيرا فله كذا وقد جئت بأسيرين فقام سعد بن
عبادة فقال يا رسول الله إنا لم تمنعنا زهادة في الأجر ولا جبن عن
العدو ولكنا قمنا هذا المقام خشية أن يقتطعك المشركون وإنك إن تعط
هؤلاء لا يبقى لأصحابك شئ قال فجعل هؤلاء يقولون وهؤلاء
يقولون فنزلت * (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله
والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) * قال فسلموا
الغنيمة لرسول لله صلى الله عليه وسلم قال نزلت * (واعلموا أنما غنمتم من شئ) *
الآية.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي قال لما كان يوم بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم
من جاء برأس فله كذا وكذا ومن جاء بأسير فله كذا وكذا فلما هزم
المشركون تبعهم ناس من المسلمين وبقي مع النبي صلى الله عليه وسلم ناس فقال
الذين بقوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يا نبي الله والله ما منعنا أن نصنع كما صنع هؤلاء
وأن نتبعهم ضعف بنا ولا تقصير ولكنا كرهنا أن نعريك وندعك وحدك
قال فتدارأوا في ذلك فأنزل الله تعالى * (يسألونك عن
الأنفال) * ثم أخبر الله تعالى بمواضعها فقال * (واعلموا أنما غنمتم
250

من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى) * الآية.
* (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم) * قال معمر
وقال قتادة هي المغانم.
عبد الرزاق قال أخبرنا معمر قال أخبرني أيوب عن عكرمة أن أبا
سفيان أقبل من الشام في عير قريش وخرج المشركون مغوثين لعيرهم
وخرج النبي صلى الله عليه وسلم يريد أبا سفيان وأصحابه فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين
من أصحابه عينا طليعة ينظران بأي ماء هو فانطلقا حتى إذا علما علمه
وأخبرا خبره جاءا سريعين فأخبرا النبي صلى الله عليه وسلم وجاء أبو سفيان حتى نزل
على الماء الذي كان به الرجلان فقال لأهل الماء هل أحسستم أحدا من أهل
يثرب؟ قالوا لا قال فهل مر بكم أحد؟ قالوا ما رأينا إلا رجلين
من أهل كذا وكذا قال أبو سفيان فأين كان مناخهما؟ فدلوه عليه
فانطلق حتى أتى بعر إبلهما ففته فإذا فيه نوى فقال أن لبني فلان
النوى هذه نواضح أهل يثرب فترك الطريق وأخذ سيف البحر وجاء
الرجلان فأخبرا النبي صلى الله عليه وسلم خبره فقال أيكم أخذ هذه الطريق؟ فقال أبو
بكر هم بماء كذا وكذا ونحن بماء كذا وكذا فيرتحل فينزل ماء كذا وكذا
251

وننزل نحن ماء كذا وكذا ثم ينزل ماء كذا وكذا وننزل ماء كذا وكذا ثم
نلتقي بماء كذا وكذا فكأنا فرسا رهان فسار النبي حتى نزل بدرا
فوجد على ماء بدر بعض رقيق قريش ممن خرج يغيث أبا سفيان
فأخذهم أصحابه فجعلوا يسألونهم فإذا صدقوهم ضربوهم وإذا كذبوهم
تركوهم فمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يفعلون ذلك فقال إن صدقكم ضربتموه
وإن كذبكم تركتموه ثم دعا واحدا منهم فقال من يطعم
القوم؟ فقال فلان وفلان فعدد رجالا يطعمهم كل رجل يوما قال
فكم ينحر لهم؟ قال عشرة من الجزر فقال النبي صلى الله عليه وسلم الجزور بمائة
وهم ما بين الألف والتسع مائة فلما جاء المشركون صافوهم وكان النبي
صلى الله عليه وسلم قد استشار قبل ذلك في قتالهم فقام أبو بكر يشير عليه فأجلسه
النبي صلى الله عليه وسلم ثم استشارهم فقام عمر يشير عليه فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم ثم
استشارهم فقام سعد بن عبادة فقال يا نبي الله والله لكأنك تعرض بنا منذ
اليوم لتعلم ما في نفوسنا والذي نفسي بيده لو ضربت أكبادها حتى تبلغ
برك الغماد من ذي يمن لكنا معك فوطن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على الصبر
والقتال وسر بذلك منهم فلما التقوا سار في قريش عتبة بن ربيعة
252

فقال أي قوم أطيعوني اليوم ولا تقاتلوا محمدا وأصحابه فإنكم إن قاتلتموه لم
تزل بينكم إحنة ما بقيتم وفساد لا يزال الرجل منكم ينظر إلى قاتل أخيه
وقاتل ابن عمه فإن يك ملكا أكلتم في ملك أخيكم وإن يك نبيا فأنتم أسعد
الناس به وإن يك كاذبا كفتكموه ذؤبان العرب فأبوا أن يسمعوا مقالته
وأبوا أن يطيعوه فقال أنشدكم الله في هذه الوجوه التي كأنها المصابيح أن
تجعلوها أندادا لهذه الوجوه التي كأنها عيون الحيات فقال أبو جهل لقد
ملأت سحرك رعبا ثم سار في قريش فقال إن عتبة بن ربيعة إنما يشير
عليكم بهذا لأن ابنه مع محمد ومحمد ابن عمه فهو يكره أن يقتل ابنه وابن
عمه فغضب عتبة بن ربيعة فقال أي مصفر استه ستعلم أينا أجبن
وألأم وأقتل لقومه اليوم ثم نزل ونزل معه أخوه شيبة بن ربيعة وابنه
الوليد بن عتبة فقالوا أبرز إلينا أكفاءنا فثار ناس من الأنصار من
بني الخزرج فأجلسهم النبي صلى الله عليه وسلم فقام علي وحمزة وعبيدة بن الحارث بن
عبد المطلب بن عبد مناف فاختلف كل رجل منهم وقرينه ضربتين
فقتل كل رجل منهم صاحبه وأعان حمزة عليا على قتل صاحبه فقتله
وقطعت رجل عبيدة فمات بعد ذلك وكان أول قتيل قتل يومئذ من
المسلمين مهجع مولى عمر بن الخطاب ثم أنزل الله تعالى نصره وهزم
253

عدوه وقتل أبو جهل بن هشام فأخبر بقتله النبي صلى الله عليه وسلم فقال
أفعلتم؟ قالوا نعم يا نبي الله فسر بذلك وقال إن عهدي به وفي
ركبتيه حور فاذهبوا فانظروا هل ترون ذلك فنظروا فرأوه وأسر
يومئذ ناس من قريش ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقتلى فجروا حتى ألقوا في القليب
ثم أشرف عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي عتبة بن ربيعة أي أمية بن خلف
فجعل يسميهم رجلا رجلا هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فقالوا يا نبي
الله أو يسمعون ما تقول.
قال عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة قال عمر بن الخطاب كيف
يسمع يا نبي الله قوم أموات؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم ما أنتم بأعلم بما أقول
منهم أي أنهم قد رأوا أعمالهم.
عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث يومئذ زيد
ابن حارثة بشيرا يبشر أهل المدينة فجعل ناس لا يصدقونه ويقولون والله
ما رجع هذا إلا فإلا وجعل يخبرهم بالأسرى ويخبرهم بمن قتل فلم
يصدقوه حتى جئ بالأسارى مقرنين في قد ثم وافاهم النبي صلى الله عليه وسلم
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وعن عثمان الجزري عن مقسم قالا فادى
254

النبي صلى الله عليه وسلم أسارى بدر وكان فداء كل رجل منهم أربعة آلاف وقتل عقبة
ابن أبي معيط قبل الفداء قام إليه علي فقتله فقال يا محمد فمن
للصبية؟ قال النار.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى مردفين قال
متتابعين.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى * (ليطهركم به) *
قال كانت بينهم وبين القوم رملة يوم بدر وكانت أصابتهم جنابة وليس
عندهم ماء فألقى الشيطان في قلوبهم من ذلك شيئا فأنزل الله عليهم من
السماء ماء فطهرهم به وأذهب عنهم ما ألقى الشيطان وثبت به أقدامهم حين
أصابهم الرملة الغيث فكان أشد لها فذلك قوله تعالى * (ماء ليطهركم به) *
* (ويثبت به الأقدام) *.
عبد الرزاق عن إسرائيل بن يونس عن سماك بن حرب عن عكرمة عن
ابن عباس قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم حين فرغ من بدر عليك العير ليس دونها
شئ قال فناداه العباس لا يصلح فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لم؟
قال لأن الله وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك قال
صدقت.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وما رميت إذ
255

رميت) * قال رماهم يوم البدر بالحصباء.
قال معمر وأخبرني أيوب عن عكرمة قال ما وقع من الحصباء منها
شئ إلا في عين رجل.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في قوله تعالى * (إن تستفتحوا فقد
جاءكم الفتح) * قال استفتح أبو جهل بن هشام فقال اللهم أينا
كان أفجر بك وأقطع للرحم فأحنه اليوم يعني محمدا ونفسه فقال الله
تعالى * (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) * فضربه ابنا عفراء
عوذ ومعوذ وأجهز عليه عبد الله بن مسعود.
عبد الرزاق عن الثوري في قوله تعالى * (إذ يغشيكم النعاس
أمنة منه) * عن عاصم عن أبي رزين قال قال عبد الله بن مسعود
النعاس في الصلاة من الشيطان والنعاس في القتال أمنة من الله تعالى.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في قوله تعالى * (وما رميت إذ
رميت ولكن الله رمى) * قال جاء أبي بن خلف الجمحي بعظم
حائل فقال الله يحيي هذا يا محمد وهو رميم وهو يفت العظم؟ فقال
النبي صلى الله عليه وسلم يحييك ثم يبعثك ثم يدخلك النار فلما كان يوم أحد
قال لئن رأيت محمدا لأقتلنه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال بل أنا
256

أقتله إن شاء الله.
عبد الرزاق عن معمر في قوله تعالى * (يحول بين المرء
وقلبه) * قال هي كقوله * (أقرب إليه من حبل
الوريد) *.
عبد الرزاق عن معمر قال الكلبي يحول بين المؤمن وبين الكفر ويحول
بين الكافر وبين الايمان.
عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن سعيد بن جبير في قوله تعالى
* (يحول بين المرء وقلبه) * قال بين المؤمن وبين الكفر وبين
الكافر وبين الإيمان.
عبد الرزاق عن عبد العزيز بن أبي رواد عن الضحاك بن مزاحم قال
سمعته قال يحول بين المرء وقلبه قال يحول بين الكافر وطاعة الله وبين
المؤمن ومعصية الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (واتقوا فتنة لا
تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) * أن الزبير بن العوام قال لقد
نزلت وما نرى أحدا منا بها أو يقع بها قال ثم خلفنا حتى أصابتنا خاصة.
257

عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي أو قتادة أو كلاهما في قوله تعالى
* (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض) * أنها في يوم
بدر كانوا يومئذ يخافون أن يتخطفهم الناس فآواهم الله وأيدهم بنصره.
عبد الرزاق قال أخبرني أبي وهب في قوله تعالى * (تخافون أن
يتخطفكم الناس) * قال فارس.
عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد في قوله
تعالى * (إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) * قال نجاة.
عبد الرزاق عن الثوري عن مجاهد في قوله تعالى * (إن تتقوا الله
يجعل لكم فرقانا) * قال مخرجا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وعن عثمان الجزري عن مقسم مولى ابن
عباس في قوله تعالى * (وإذ يمكر بك الذين كفروا) * قال
تشاوروا فيه ليلة وهو بمكة فقال بعضهم إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق وقال
بعضهم بل اقتلوه وقال بعضهم بل أخرجوه فلما أصبحوا رأوا عليا فرد
الله تعالى مكرهم.
قال معمر وأخبرني عثمان الجزري عن مقسم أن عليا حين تشاوروا في النبي
صلى الله عليه وسلم تلك الليلة بات على فراش النبي صلى الله عليه وسلم وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق
بالغار وبات المشركون يحرسونه ويحسبون أن عليا هو النبي صلى الله عليه وسلم حتى
أصبح ورد الله تعالى مكرهم.
258

عبد الرزاق قال سمعت أبي يحدث عن عكرمة في قوله تعالى * (وإذ
يمكر بك الذين كفروا) * قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى
الغار أمر علي بن أبي طالب فنام في مضجعه وبات المشركون يحرسونه فإن
رأوه نائما حسبوا أنه النبي صلى الله عليه وسلم فتركوه فلما أصبحوا وثبوا إليه وهم يحسبون
أنه النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هم بعلي فقالوا أين صاحبك؟ قال لا أدري قال
فركبوا الصعب والذلول في طلبه.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى * (وما كان الله
ليعذبهم وأنت فيهم) * قال لو أراد الله أن يعذبهم أخرجك من بين
أظهرهم * (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) * يقول ما
كان الله معذبهم وهم لا يزال رجل منهم يتوب ويدخل في الاسلام.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وما كان صلاتهم
عند البيت إلا مكاء وتصدية) * قال المكاء التصفير والتصدية
التصفيق.
عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم في قوله تعالى
* (يوم الفرقان) * قال يوم بدر فرق الله بين الحق والباطل.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إذ أنتم بالعدوة
الدنيا) * قال شفير الوادي الأدنى وهم بشفير الوادي الأقصى
* (والركب أسفل منكم) * يقول أبو سفيان وأصحابه أسفل منهم.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى * (إذ
259

يريكهم الله في منامك قليلا) * قال أراهم الله تعالى إياه في منامه
قليلا فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك أصحابه وكان تثبيتا لهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولكن الله
سلم) * قال سلم أمره فيهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وتذهب ريحكم) * قال ريح الحرب.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولا تكونوا
كالذين خرجوا من ديارهم بطرا) * قال هم قريش أبو جهل
وأصحابه الذين خرجوا يوم بدر.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وإذ زين لهم
الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس) * قال
الكلبي إن سراقة بن مالك تمثل به الشيطان وقال * (لا غالب لكم
اليوم من الناس وإني جار لكم) * فاثبتوا فلما رأى الملائكة نكص
على عقبيه * (وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون إني
أخاف الله) * فذلك منه كذب فذكروا أنهم أقبلوا على سراقة بعد ذلك
فأنكر أن يقول شيئا من ذلك.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى * (إذ يقول
المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم) * قال
هم قوم لم يشهدوا القتال يوم بدر فسموا منافقين.
260

عبد الرزاق عن معمر وقال الكلبي هم قوم كانوا أقروا بالإسلام بمكة ثم
خرجوا مع المشركين يوم بدر فلما رأوا المسلمين قالوا غر هؤلاء
دينهم.
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن سعيد بن جبير في قوله تعالى
* (فشرد بهم من خلفهم) * قال أنذر بهم من خلفهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وإن جنحوا
للسلم) * قال للصلح ونسختها قوله تعالى * (اقتلوا المشركين
حيث وجدتموهم) *.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى
* (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين) * قال
كان فرض عليهم إذا لقي عشرون مائتين ألا يفروا وأنهم إن لم يفروا غلبوا
ثم خفف الله عنهم فقال * (فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا
مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين) * فيقول لا ينبغي أن
يفر ألف من ألفين فإنهم إن صبروا لهم غلبوهم.
عبد الرزاق عن الثوري عن جويبر عن الضحاك في قوله تعالى * (إن
يكن منكم عشرون صابرون) * الآية قال هذا واجب عليهم ألا
يفر واحد منهم عن عشرة.
261

عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن عطاء مثل ذلك.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى * (لولا كتاب من
الله سبق) * قال سبق من الله خير لأهل بدر
عبد الرزاق قال معمر وقال الأعمش سبق من الله أن أحل لهم
الغنيمة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ما لكم من
ولايتهم من شئ) * قال كان المسلمون يتوارثون بالهجرة وآخى
بينهم النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا يتوارثون بالإسلام وبالهجرة وكان الرجل يسلم ولا
يهاجر فلا يرث أخاه فنسخ ذلك قوله تعالى * (وأولوا الأرحام بعضهم
أولى ببعض في كتب الله من المؤمنين) *.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى * (إلا تفعلوه تكن
فتنة في الأرض وفساد كبير) * قال كان ناس من المشركين يأتون
فيقولون لا نكون مع المسلمين ولا مع الكفار فأمرهم الله تعالى إما أن يدخلوا
مع المسلمين وإما أن يلحقوا بالكفار.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ على رجل دخل في
الاسلام فقال تقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتحج البيت وتصوم رمضان وأنك
لا ترى نار مشرك إلا وأنت له حرب.
262

عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في
الأرض وفساد عريض كان يقرؤها عريض.
عبد الرزاق قال معمر وقوله تعالى * (إن الله بكل شئ عليم) *
* (براءة من الله) * قال يقال إنها سورة واحدة الأنفال والتوبة فلذلك
لم يكتب بينهما بسم الله الرحمن الرحيم قال ابن جريج عن عطاء يقولون
إن الأنفال والتوبة سورة واحدة فلذلك لم يكتب بينهما بسم الله الرحمن
الرحيم * * *
263

سورة التوبة وهي مدنية
نا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب في قوله تعالى
* (براءة من الله ورسوله) * قال لما قفل النبي صلى الله عليه وسلم زمان حنين
اعتمر من الجعرانة وأمر أبا بكر على تلك الحجة.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن أبا هريرة كان يحدث أن أبا بكر
أمر أبا هريرة أن يؤذن ببراءة في ناس معه قال أبو هريرة ثم تبعنا
النبي صلى الله عليه وسلم عليا وأمره أن يؤذن ببراءة وأبو بكر على الموسم كما هو أو قال
على هيئته.
عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي قال
أمرت بأربع أمرت ألا يقرب البيت بعد هذا العام مشرك ولا يطوف
رجل بالبيت عريانا ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وأن أتم إلى كل ذي
عهد عهده.
عبد الرزاق قال معمر قال قتادة مثله أيضا.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في قوله تعالى * (فسيحوا في
الأرض أربعة أشهر) * قال نزلت في شوال فهي أربعة أشهر
شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة والكلبي عشرون من ذي الحجة والمحرم
265

وصفر وربيع الأول وعشر من ربيع الآخر وكان ذلك العهد الذي كان
بينهم.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي أنها كانت هذه الأربعة الأشهر لمن كان
بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد دون الأربعة فجعل له عهد أكثر من الأربعة
الأشهر فهو الذي أمر أن يتم له عهده فقال أتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى * (إلى الناس يوم
الحج الأكبر) * قال إنما سمي الحج الأكبر لأنه حج أبو بكر الحجة التي
حجها فاجتمع فيها المسلمون والمشركون ووافق أيضا عيد اليهود والنصارى
فلذلك سمي الحج الأكبر.
قال عبد الرزاق قال معمر وقال عطاء يوم عرفة يوم الحج الأكبر.
عبد الرزاق قال نا معمر عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث بن علي
قال الحج الأكبر يوم النحر.
معمر وقال الزهري يوم النحر الحج الأكبر.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن أهل الجاهلية كانوا يسمون الحج
الأصغر العمرة.
266

عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال الحج الأكبر يوم عرفة.
عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال أدبار
النجوم ركعتان قبل الفجر وأدبار السجود ركعتان من بعد المغرب
والحج الأكبر يوم النحر.
عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق قال سألت عبد الله بن شداد عن
الحج الأكبر والحج الأصغر فقال الحج الأكبر يوم النحر والحج الأصغر
العمرة.
عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق قال سألت أبا حجيفة عن الحج
الأكبر قال فقال يوم عرفة فقلنا أمن عندك هذا أم من أصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم قال كل ذلك قال فسألت عبد الله بن شداد فقال الحج
الأكبر يوم النحر والحج الأصغر العمرة.
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال أفضل
أيام الحج يوم عرفة.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عبد الملك بن عمير قال سمعت عبد الله
ابن أبي أوفى يقول الحج الأكبر يوم يوضع فيه الشعر ويهراق فيه الدماء
ويحل فيه الحرام.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إلا الذين عاهدتم
عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم) * قال هو
267

يوم الحديبية قال فلم يستقيموا نقضوا عهدهم أعانوا بني بكر حلفاء
قريش على خزاعة حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إلا ولا ذمة) *.
قال الإل الحلف والذمة العهد.
عبد الرزاق عن معمر قال وأخبرني ابن أبي نجيح عن مجاهد قال إلا
ولا ذمة لا يراقبون الله تعالى ولا غيره.
أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فقاتلوا أئمة الكفر) * قال
أبو سفيان بن حرب وأمية بن خلف وعتبة بن ربيعة وأبو جهل بن
هشام وسهيل بن عمرو وهم الذين نكثوا عهد الله وهموا باخراج الرسول
وليس والله كما يتأول أهل الشبهات والبدع والفري على الله تعالى وعلى
كتابه.
عبد الرزاق معمر عن الحسن في قوله تعالى * (وليجة) * قال هو
الكفر والنفاق أو أحدهما.
معمر عن يحيى بن أبي كثير عن رجل عن النعمان بن بشير أن رجلا قال
ما أبالي ألا أعمل عملا بعد الاسلام إلا أن أسقي الحاج وقال آخر
ما أبالي ألا أعمل عملا بعد الاسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام وقال آخر الجهاد
في سبيل الله أفضل مما قلتم فزجرهم عمر وقال لا ترفعوا أصواتكم عند
منبر رسول الله وذلك يوم الجمعة ولكن إذا صلى الجمعة دخلنا عليه
فنزلت * (أجعلتم سقاية الحاج) * إلى قوله * (لا يستون
268

عند الله) *.
معمر عن عمرو عن الحسن قال لما نزلت * (أجعلتم سقاية
الحاج) * في علي وعباس وعثمان وشيبة تكلموا في ذلك فقال عباس ما
أراني إلا تاركا سقايتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقيموا سقايتكم فإن لكم فيها
خيرا.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن إسماعيل عن الشعبي قال نزلت في علي
وعباس تكلما في ذلك.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن قال لما نزلت * (أجعلتم سقاية
الحاج وعمارة المسجد الحرام) * قال العباس ما أراني إلا تاركا
سقايتنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أقيموا سقايتكم فإن لكم فيها خيرا.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن كثير بن عباس بن عبد المطلب عن
أبيه في قوله تعالى * (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) * قال
لما كان يوم حنين التقى المسلمون والمشركون فولى المسلمون يومئذ فلقد
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وما معه أحد إلا أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب
آخذا بغرز رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يألو ما أسرع نحو المشركين.
قال فأتيت حتى أخذت بلجامه وهو على بغلة له شهباء فكففتها
فقال يا عباس ناد أصحاب السمرة قال فناديت وكنت رجلا صيتا
فناديت بصوتي الأعلى أي أصحاب السمرة؟ فأقبلوا كأنهم الإبل إذا حنت
269

إلى أولادها يقولون يا لبيك يا لبيك وأقبل المشركون فاقتتلوا
والمسلمون ونادت الأنصار يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار ثم
قصرت الدعوة في بني الحارث بن الخزرج يا بني الحارث بن الخزرج فنظر
النبي صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول إلى قتالهم فقال هذا حين حمي
الوطيس ثم أخذ بيده من الحصباء فرماهم بها ثم قال انهزموا ورب
الكعبة انهزموا ورب الكعبة مرتين قال فوالله ما زلت أرى أمرهم مدبرا
وحدهم كليلا حتى هزمهم الله فكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم
على بغلة له.
قال الزهري وأخبرني ابن المسيب أنهم أصابوا يومئذ ستة آلاف سبي قال
الزهري وأخبرني عروة أنهم جاءوا مسلمين بعد ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا
نبي الله أنت خير الناس وأنت أبر الناس وقد أخذت أبناؤنا ونساؤنا
وأموالنا قال إن عندي من ترون وإن خير القول أصدقه قال
فاختاروا مني إما ذراريكم ونساءكم وإما أموالكم فقالوا ما كنا نعدل
بالأحساب شيئا فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال إن هؤلاء قد جاءوا
مسلمين وإنا قد خيرناهم بين الذراري والأموال فلم يعدلوا بالأحساب
شيئا فمن كان عنده شئ فطابت نفسه أن يرده فبسبيل ذلك ومن أبي
فليعطنا وليكن قرضا علينا حتى نصيب شيئا فنعطه مكانه قالوا يا
270

نبي الله رضينا وسلمنا قال إني لا أدري لعل فيكم من لم يرض فأمروا
عرفاءكم فليرفعوا ذاكم إلينا فرفعت إليه أن قد رضوا وسلموا.
عبد الرزاق عن معمر في قوله تعالى * (إنما المشركون نجس) *
قال لا أعلم قتادة إلا قال النجس الجنابة.
قال عبد الرزاق قال معمر وبلغني أن حذيفة لقي النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ
النبي صلى الله عليه وسلم بيده فقال حذيفة يا رسول الله إني جنب فقال النبي صلى الله عليه وسلم
إن المؤمن لا ينجس.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (يضاهئون قول
الذين كفروا من قبل) * قال ضاهت النصارى قول اليهود من قبل
فقالت النصارى المسيح ابن الله كما قالت اليهود عزير ابن الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فلا يقربوا
المسجد الحرام بعد عامهم هذا) * قال إلا صاحب الجزية أو عبد
لرجل من المسلمين) *.
عبد الرزاق عن ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن
عبد الله يقول في قوله تعالى * (إنما المشركون نجس فلا يقربوا
271

المسجد الحرام) * قال لا إلا أن يكون عبدا أو أحدا من أهل
الذمة
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم صالح عبدة الأوثان على
الجزية إلا من كان من العرب منهم وقبل النبي صلى الله عليه وسلم الجزية من أهل
البحرين وكانوا مجوسا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وإن خفتم عيلة
فسوف يغنيكم الله من فضله) * قال أغناهم الله بالجزية الجارية
شهرا فشهرا وعاما فعاما.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (لا يمسه إلا
المطهرون) * قال لا يمسه في الآخرة إلا المطهرون فأما في الدنيا فقد
مسه الكافر النجس والمنافق الرجس.
عبد الرزاق عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختري قال
سأل رجل حذيفة فقال يا أبا عبد الله أرأيت قوله * (اتخذوا
أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) * أكانوا يعبدونهم؟ قال
لا ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه.
272

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فتكوى بها
جباههم) * قال أبو ذر بشر أصحاب الكنوز بكي في الجباه وكي في
الجنوب وكي في الظهور.
عبد الرزاق أنا الثوري قال أنا أبو حصين عن أبي الضحى عن جعدة
ابن هبيرة عن علي في قوله تعالى * (والذين يكنزون الذهب
والفضة) * قال أربعة آلاف درهم فما دونها نفقة وما فوقها كنز.
عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي
الجعد قال نزلت هذه الآية * (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا
ينفقونها في سبيل الله) * قال المهاجرون فأي المال نتخذ؟ قال
عمر فإني أسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه قال فأدركته على بعيري فقلت يا
رسول الله إن المهاجرين قالوا أي المال نتخذ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على دينه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يقول من فارق الروح جسده وهو برئ من ثلاث دخل الجنة الكنز
والغلول والدين.
273

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن شهر بن حوشب بن أبي أمامة قال
توفي رجل من أهل الصفة فوجد في إزاره دينار فقال النبي صلى الله عليه وسلم
كية ثم توفي آخر فوجد في إزاره ديناران فقال النبي صلى الله عليه وسلم
كيتان قال معمر كانوا يأكلون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بالهم
يرفعون شيئا.
عبد الرازق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال بلغني أن الكنز
يتحول يوم القيامة شجاعا أقرع يتبع صاحبه وهو يفر منه يقول أنا
كنزك لا يدرك منه شيئا إلا أخذه.
عبد الرازق قال أنا معمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل يوم
القيامة صفائح من نار فكوى بها جنبه وجبهته وظهره في يوم كان مقداره
خمسين ألف سنة حتى يقضي بين الناس ثم يرى سبيله وإن كانت إبلا إلا
بطح بها بقاع قرقر في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة تطؤه بأخفافها
حسبته قال وتعضه بأفواهها - يرد أولها على آخرها حتى يقضى بين
الناس ثم يرى سبيله وإن كانت غنما فكمثل ذلك إلا أنه قال تنطحه
بقرونها وتطأه بأظلافها.
274

عبد الرازق عن معمر عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له مال فلم يؤد حقه جعل
له يوم القيامة شجاع أقرع لفيه زبيبتان يتبعه حتى يضع يده فيه فلا
يزال يقضمها حتى يقضى بين الخلائق.
عبد الرازق عن الثوري عن أبي سلمة عن رجلين بينه وبين ابن مسعود عن
ابن مسعود قال من كسب طيبا خبثه منع الزكاة ومن كسب خبيثا لم
تطيبه الزكاة.
عبد الرازق عن جعفر بن سليمان قال أخبرني ابن أبي سليمان عن
يزيد الرقاشي قال سمعت أنس بن مالك يقول لا صلاة إلا بزكاة.
عبد الرازق عن معمر عن قتادة قال كان يقال إن الزكاة قنطرة بين
الناس وبين الجنة فمن أدى الزكاة قطع القنطرة.
عبد الرازق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى
* (إنما النسئ زيادة في الكفر) * قال فرض الله الحج في ذي
الحجة وكان المشركون يسمون الأشهر ذا الحجة والمحرم وصفر وربيع وربيع
وجمادى وجمادى ورجب وشعبان ورمضان وشوال وذا القعدة وذا الحجة ثم
يحجون فيه مرة أخرى ثم يسكتون عن المحرم فلا يذكرونه ثم يعدون
275

فيسمون صفر صفر ثم يسمون رجب جمادي الآخرة ثم يسمون شعبان
رمضان ورمضان شوال ثم يسمون ذا القعدة شوالا ثم يسمون ذا الحجة ذا
القعدة ثم يسمون المحرم ذا الحجة ثم يحجون فيه واسمه عندهم ذو الحجة
ثم عادوا كمثل هذه القصة فكانوا يحجون في كل سنة في كل شهر عامين حتى
وافق حجة أبي بكر الآخرة من العامين في ذي القعدة ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم
حجته التي حج فوافق ذا الحجة فذلك حين يقول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته
إن الزمان قد استدار لهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في قوله * (إذ هما في الغار) *
قال هو الغار الذي في الجبل الذي يسمى ثورا مكث النبي صلى الله عليه وسلم فيه وأبو
بكر ثلاث ليال.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (انفروا خفافا
وثقالا) * قال نشاطا وغير نشاط.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (لو كان عرضا قريبا) *.
قال هي غزوة تبوك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولأوضعوا خلالكم) * حتى يقول لأسرعوا خلالكم بينكم يبغونكم الفتنة بذلك.
276

عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى * (ائذن لي ولا
تفتني) * قال إن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ائذن لي ولا تفتني فإني أخاف
على نفسي الفتنة إن بنات الأصفر صباح الوجوه وإني أخشى الفتنة على
نفسي فقال الله تعالى * (ألا في الفتنة سقطوا) * قال معمر
بلغني أنه الجد بن قيس.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ومنهم من يلمزك في
الصدقات) * قال يطعن عليك.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف
عن أبي سعيد الخدري قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسما إذ جاءه ابن ذي
الخويصرة التميمي فقال أعدل يا رسول الله فقال ويلك ومن
يعدل إذا لم أعدل قال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه
فقال دعه فإن له أصحابا يحتقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع
صيامهم يمرقون من الدين كم يمرق السهم من الرمية فينظر في قذذه فلا
يوجد فيه شئ ثم ينظر في نصيه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر في
رصافه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر في نصله فلا يرى فيه شئ قد سبق
277

الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى يديه أو قال على إحدى يديه
مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر يخرجون على حين فترة من
الناس قال فنزلت فيه * (ومنهم من يلمزك في
الصدقات) * قال أبو سعيد أشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأشهد أن عليا حين قتلهم وأنا معه جئ بالرجل على النعت الذي نعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إنما الصدقات
للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي
الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل) * قال الفقير
من به زمانة والمسكين الصحيح المحتاج.
عبد الرزاق قال أنا معمر نا الثوري عن زيد بن أسلم عن عطاء بن
يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحل الصدقة إلا
لخمس العامل عليها أو لرجل اشتراها بماله أو غارم أو غاز في
278

سبيل الله أو مسكين تصدق عليه منها فأهدى منها لغني.
عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن أم سلمة أن امرأة أهدت لها رجل شاة تصدق بها عليها فأمرها النبي
صلى الله عليه وسلم أن تقبلها.
عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني محمد بن أبي زياد أنه سمع أبا هريرة
يقول كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم تمرا من تمر الصدقة والحسن بن
علي في حجره فلما فرغ حمله النبي صلى الله عليه وسلم على عاتقه فسال لعابه على خد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع النبي صلى الله عليه وسلم إليه رأسه فإذا تمرة في فيه فأدخل النبي
صلى الله عليه وسلم يده فانتزعها منه ثم قال له أما علمت أن الصدقة لا تحل لآل
محمد.
عبد الرزاق عن الثوري عن أبي جهضم سالم البصري عن رجل عن ابن
عباس قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم - ولا أقول نهاكم - أن ننزي حمارا عن فرس
وأمرنا أن نسبغ الوضوء ولا نأكل الصدقة.
279

عبد الرزاق عن الثوري عن عطاء بن السائب قال حدثتني أم كلثوم ابنة
علي قال وأتيتها بصدقة كان أمر بها فقالت أخذت شيئا؟ فإن ميمون
أو مهران مولى النبي صلى الله عليه وسلم أخبرني أنه مر على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا
ميمون أو قال يا مهران إنا أهل بيت نهينا عن الصدقة وإن موالينا من
أنفسنا فلا تأكل الصدقة.
عبد الرزاق عن الثوري عن يزيد بن حيان التميمي قال سمعت زيد
ابن أرقم وقيل له من آل محمد؟ قال من حرم الصدقة قال قيل
من؟ قال آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس.
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين أن عمر بن الخطاب
قال ليس المسكين بالذي لا مال له ولكن المسكين الأخلق الكسب.
عبد الرزاق عن الثوري عن عثمان بن الأسود عن مجاهد في قوله تعالى
* (والغارمين) * قال من احترق بيته وذهب السيل بماله وأدان على
عياله.
عبد الرزاق عن معمر عن هارون بن رئاب عن كنانة العدوي قال
280

كنت جالسا عند قبيصة بن المخارق إذ جاءه نفر من قومه يستعينونه في
نكاح رجل من قومه فأبى أن يعطيهم شيئا فانطلقوا من عنده قال
كنانة فقلت له أنت سيد قومك أتوك يسألونك فلم تعطهم شيئا
قال لو عصبه بقد حتى يفحل لكان خيرا له من أن يسأل في هذا
وسأخبرك عن ذلك إني تحملت بحمالة في قومي فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم
فقلت يا نبي الله إني تحملت بحمالة في قومي وأتيتك لتعينني فيها قال
بل نحملها عنك يا قبيصة ونؤديها إليهم من الصدقة ثم قال إن
المسألة حرمت إلا في ثلاث في رجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله فيسأل
حتى يصيب قواما من عيشه ثم يمسك وفي رجل أصابته حاجة حتى
يشهد له ثلاثة نفر من ذوي الحجا من قومه أن المسألة قد حلت له فيسأل
حتى يصيب القوام من العيش ثم يمسك وفي رجل تحمل بحمالة فيسأل حتى
إذا بلغ أمسك وما كان غير ذلك فإنه سحت يأكله صاحبه سحتا.
عبد الرزاق عن معمر عن يحيي بن أبي كثير أن المؤلفة قلوبهم من بني هاشم
أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ومن بني أمية أبو سفيان بن حرب
ومن بني مخزوم الحارث بن هشام وعبد الرحمن بن يربوع ومن بني جمح
صفوان بن أمية ومن بني عامر ابن لؤي سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد
281

العزى ومن بني أسد بن عبد العزى حكيم بن حزام ومن بني سهم عدي بن
قيس ومن بني فزارة عيينة بن حصن بن بدر ومن بني تميم الأقرع بن
حابس ومن بني نصر مالك بن عوف ومن بني سليم العباس بن مرداس
ومن ثقيف العلاء بن جارية أعطى النبي صلى الله عليه وسلم كل رجل منهم مائة ناقة
إلا عبد الرحمن بن يربوع وحويطب بن عبد العزى فإنه أعطى كل واحد
منهما خمسين ناقة.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال صفوان بن أمية لقد أعطاني
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وأنه لأبغض الناس إلي فما برح يعطيني عمر حتى
إنه لأحب الناس إلي.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولئن سألتهم
ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب) * قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة
تبوك وركب من المنافقين يسيرون بين يديه فقالوا أيظن هذا أن
تفتتح قصور الروم وحصونها فأطلع الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم على ما
قالوا فقال علي بهؤلاء النفر فدعاهم فقال أقلتم كذا وكذا؟
فحلفوا ما كنا إلا نخوض ونلعب.
عبد الرزاق قال معمر وقال الكلبي كان رجل منهم لم يمالئهم في
الحديث يسير مجانبا لهم فنزلت * (إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة) *
282

فسمي طائفة وهو واحد.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ويقبضون
أيديهم) * قال يقبضون أيديهم عن كل خير.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى * (فاستمتعوا
بخلاقهم) * قال بدينهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال * (والمؤتفكات) * قوم
لوط ائتفكت بهم أرضوهم فجعل عاليها سافلها.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى * (جاهد الكفار
والمنافقين) * بالحدود أقم عليهم حدود الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (يحلفون بالله ما
قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر) * قال نزلت في عبد الله بن أبي ابن
سلول.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (الذين يلمزون
المطوعين من المؤمنين في الصدقات) * قال تصدق عبد الرحمن بن
عوف بشطر ماله وكان ماله ثمانية آلاف دينار فتصدق بأربعة آلاف فقال
ناس من المنافقين إن عبد الرحمن لعظيم الربا فقال الله تعالى
* (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين بالصدقات والذين
لا يجدون إلا جهدهم) * وكان لرجل من الأنصار صاعان من تمر
283

فجاء بأحدهما فقال ناس من المنافقين إن كان الله لغنيا عن صاع هذا
وكان المنافقون يطعنون عليهم ويستهزؤن بهم فقال الله جل ثناؤه
* (والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم
عذاب أليم) *.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال لما نزلت * (استغفر لهم أو لا
تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) *
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأزيدن عن سبعين فقال الله عز وجل * (سواء
عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله
لهم) *.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فرح المخلفون
بمقعدهم خلاف رسول الله) * قال هي غزوة تبوك.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى * (فليضحكوا
قليلا) * قال يضحكوا قليلا في الدنيا وليبكوا كثيرا في الآخرة في نار
جهنم جزاء ما كانوا يكسبون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولا تصل على
284

أحد منهم مات أبدا) * قال أرسل عبد الله بن أبي بن سلول وهو
مريض إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم قال له أهلكك حب
يهود قال له يا رسول الله إنما أرسلت إليك تستغفر لي ولم أرسل إليك
لتؤنبني ثم سأله عبد الله أن يعطيه قميصه يكفن فيه فأعطاه إياه وصلى
عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقام على قبره فأنزل الله تعالى * (ولا تصل على أحد
منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) *.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (والسابقون وإن الأولون من المهاجرين والأنصار) * قال الذين صلوا القبلتين
جميعا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وممن حولكم من
الأعراب منافقون) * كما إلى قوله تعالى * (لا تعلمهم نحن
نعلمهم) * قال فما بال أقوام يتكلفون علم الناس قال فلان في الجنة
وفلان في النار فإذا سألت أحدهم عن نفسه قال لا أدري لعمري لأنت
بنفسك أعلم منك بأعمال الناس ولقد تكلفت شيئا ما تكلفته الأنبياء قبلك
قال نبي الله نوح * (وما علمي بما كانوا يعملون) * وقال نبي
الله شعيب * (بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم
بحفيظ) * وقال لنبيه * (لا تعلمهم نحن نعلمهم) *.
285

عبد الرزاق عن معمر عن الحسن وقتادة في قوله تعالى * (رضوا بأن
يكونوا مع الخوالف) * قالا مع النساء.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى
* (سنعذبهم مرتين) * قال القتل والسباء.
عبد الرزاق قال معمر وقال الحسن عذاب الدنيا وعذاب القبر.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (خلطوا عملا
صالحا وآخر سيئا) * قال هم نفر ممن تخلف عن غزوة تبوك منهم أبو
لبابة ومنهم جد بن قيس ثم تيب عليهم قال قتادة وليسوا بالثلاثة.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال كان أبو لبابة ممن تخلف عن
النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قال الزهري فربط نفسه بسارية ثم قال والله
لا أحل عنه نفسي منها ولا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أو يتوب الله
علي قال فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاما ولا شرابا حتى كان
يخر مغشيا عليه قال ثم تاب الله عليه فقيل له قد تيب عليك يا أبا
لبابة فقال والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو يحلني
قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فحله بيده ثم قال أبو لبابة يا رسول الله إن من
توبتي أن أهجر داري في قومي التي أصبت فيها الذنب وأن أختلع من مالي
كله صدقة إلى الله وإلى رسوله قال يجزيك الثلث يا أبا لبابة.
286

معمر عن أيوب عن القاسم بن محمد عن أبي هريرة في قوله تعالى
* (ويأخذ الصدقات) * قال إن الله يقبل الصدقة إذا كانت من طيب
ويأخذها بيمينه وإن الرجل ليتصدق بمثل اللقمة فيربيها الله كما يربى
أحدكم فصيله أو مهره فتربو في كنف الله أو قال في يده حتى تكون
مثل أحد.
عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الله بن السائب عن عبد الله بن قتادة
عن عبد الله بن مسعود قال ما تصدق رجل بصدقة إلا وقعت في يد الله
قبل أن تقع في يد السائل وهو يضعها في يد السائل ثم قرأ * (ألم
يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عبادة ويأخذ
الصدقات) *.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وآخرون
مرجون لأمر الله) * قال هم الثلاثة الذين تخلفوا.
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن سعيد بن جبير في قوله تعالى
* (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا) * قال هم حي يقال لهم
بنو غنم.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير قال الذين بنى
فيهم المسجد الذي أسس على التقوى بنو عمرو بن عوف قال وفي قوله
تعالى * (وإرصادا لمن حارب الله ورسوله) * أبو عامر الراهب
287

انطلق إلى الشام فقال الذين بنوا مسجدا ضرارا إنما بنيناه ليصلي فيه أبو
عامر.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد قال
أحسبه عن أبيه قال مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أسس على التقوى.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (لا يزال بنيانهم
الذي بنوا ريبة في قلوبهم) * قال شك في قلوبهم * (إلا أن
تقطع قلوبهم) * يقول إلى أن يموتوا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال لما نزلت * (فيه رجال
يحبون أن يتطهروا) * قال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار ما هذا
الطهور الذي أثنى الله عليكم فيه؟ قالوا إنا لنستطيب بالماء إذا جئنا
من الغائط.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال لما
حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن
أبي أمية فقال أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند
الله قال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة
عبد المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شئ كلمهم به أنا على ملة
288

عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فنزلت
* (إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء) *
ونزلت فيه * (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا
للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم
أصحاب الجحيم) *.
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة تبين له حين مات وعلم أن التوبة
قد انقطعت عنه.
عبد الرزاق عن الزهري قال لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم كاد بعض أصحابه أن
يوسوس فكان عثمان بن عفان ممن كان كذلك فمر به عمر بن الخطاب فسلم
عليه فلم يجبه فأتى عمر أبا بكر فقال ألا ترى عثمان مررت به فسلمت
فلم يرد علي قال فانطلق بنا إليه قال فمروا به فسلما عليه فرد عليهما
فقال له أبو بكر ما شأنك مر بك أخوك آنفا فسلم عليك فلم ترد عليه؟
قال لم أفعل قال عمر بلى قد فعلت ولكنها نخوتكم يا بني أمية
فقال له أبو بكر أجل قد فعل ولكنه أمر ما شغلك عنه قال فإني
كنت أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذكر أن الله قبضه قبل أن أسأله عن نجاة هذا
الأمر فقال أبو بكر فإني قد سألته عن ذلك فقال عثمان فداك أبي
وأمي فأنت أحق بذلك فقال أبو بكر يا رسول الله ما نجاة هذا
الأمر الذي نحن فيه؟ قال فقال من قبل مني الكلمة التي عرضتها على
289

عمي فردها علي فهي له نجاة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إن إبراهيم لأواه
حليم) * قال الأواه رحيم.
قال معمر قال عبد الكريم الجزري عن أبي عبيدة عن ابن مسعود قال
الأواه الرحيم.
عبد الرزاق عن الثوري عن مسلم عن مجاهد قال الأواه المؤمن.
عبد الرزاق عن الثوري عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبي ظبيان عن ابن
عباس قال الموقن هو الأواه.
عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب في
قوله تعالى * (الذين اتبعوه في ساعة العسرة) * قال خرجوا في
غزوة تبوك الرجلان والثلاثة على بعير واحد وخرجوا في حر شديد
فأصابهم يوما عطش شديد حتى جعلوا ينحرون إبلهم فيعصرون أكراشها
ويشربون ماءها فكان ذلك عسرة من الماء وعسرة من الظهر وعسرة من
النفقة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (مخمصة) * قال هو
الجوع.
عبد الرزاق عن معمر عن من سمع عكرمة في قوله تعالى * (وعلى
290

الثلاثة الذين خلفوا) * قال خلفوا عن التوبة.
معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وما كان المؤمنون لينفروا
كافة) * قال كافة ويدعون النبي صلى الله عليه وسلم.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى * (من كل فرقة
منهم طائفة ليتفقهوا في الدين) * قال يتفقه الذين خرجوا مما
يريهم الله من الظهور على المشركين والنصر ولينذروا قومهم إذا رجعوا
إليهم.
عبد الرزاق عن معمر وقال قتادة ليتفقه الذين قعدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم
ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم قال ينذر الذين خرجوا إذا رجعوا
إليهم.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى * (يفتنون في كل
عام مرة أو مرتين) * قال يبتلون بالغزو في كل عام مرة أو
مرتين.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (حريص عليكم
بالمؤمنين رؤوف رحيم) * قال حريص على من لم يسلم أن يسلم.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن جعفر بن محمد في قوله * (لقد جاءكم
291

رسول من أنفسكم) * قال لم يصبه شئ من ولادة الجاهلية قال
وقال النبي صلى الله عليه وسلم إني خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح.
292

سورة يونس وهي مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرزاق عن معمر في قوله تعالى * (مخلصين له الدين) *
قال إذا مسهم الضر في البحر أخلصوا لله الدعاء.
عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة في
قوله تعالى * (دعوا الله مخلصين له الدين) * قال هيا شرا هيا
قال سفيان تفسيره يا حي يا قيوم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وازينت) *
قال أنبتت وحسنت.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (كأن لم تغن
بالأمس) * قال كأن لم تنعم بالأمس.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (والله يدعوا إلى دار
السلام) * قال الله هو السلام والدار الجنة.
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال قيل لي لتنم عينك وليعقل قلبك ولتسمع أذنك فنامت عيني
وعقل قلبي وسمعت أذناي ثم قيل لي سيد ابتنى دارا وصنع مأدبة وأرسل
293

داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ورضي عنه السيد
ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة ولم يرض عنه
السيد فالله السيد والدار الاسلام والمأدبة الجنة والداعي محمد عليه
السلام
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (للذين أحسنوا
الحسنى وزيادة) * قال الحسنى الجنة والزيادة فيما بلغنا - النظر
إلى وجه الله.
عبد الرزاق عن معمر عن عوف عن أبي رجاء العطاردي عن عمران بن
حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أدري أقال في المنام أم لا وكان
منامه وحيا - رأيت كأن رجلا شق أحد شدقيه حتى سقط لحيه ويتحول
إلى الشق الآخر فيشقه ويلتئم هذا ثم يعود إليه أيضا فيشقه فقلت من
هذا؟ قال هو الذي يكذب الكذبة تطير في الآفاق قال رأيت رجلا
يرضخ رأسه بحجر فكلما رضخ رضخة ثأت الحجر أو تدأت ثم يعود
رأسه فيرضخ قال فقلت من هذا؟ قيل كان ينام عن الصلاة ولا يصلي
294

من الليل شيئا.
عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني عبد الرحمن بن
البيلقاني قال ما من ليلة إلا ينزل ربكم إلى السماء الدنيا وما من سماء إلا
وله فيها كرسي فإذا نزل إلى سماء خر أهلها سجودا حتى يرفع فإذا أتى
إلى السماء الدنيا تأططت وترعدت من خشية الله وهو باسط يديه
يقول من يدعني أجبته ومن يتوب إلي أتوب عليه ومن يستغفرني
فأغفر له ومن يسألني فأعطيه ومن يقرض غير عدوم ولا ظلوم.
عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق الهمداني عن الأغر أبي مسلم عن
أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إن الله تبارك وتعالى يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الآخر نزل إلى هذه
السماء فنادى يقول هل من مذنب يتوب؟ هل من يستغفر؟ هل من
داع؟ هل من سائل؟ إلى الفجر.
295

عبد الرزاق عن معمر عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال
الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (قطعا من الليل مظلما) *
قال ظلمة من الليل.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى * (فأنى تؤفكون) 8
قال أنى تصرفون.
عبد الرزاق عن الحسن في قوله تعالى * (قل بفضل الله وبرحمته) *
قال فضله الاسلام ورحمته القرآن.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله * (لهم البشرى في الحياة
الدنيا) * قال البشارة عند الموت قال معمر وقال الزهري البشارة
عند الموت.
عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم * (لهم
البشرى في الحياة الدنيا) * قال الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ثم لا يكن أمركم
عليكم غمة) * قال لا يكبر أمركم عليكم ثم اقضوا ما أنتم قاضون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ربنا اطمس على
296

أموالهم) * قال بلغنا أن حروثا لهم صارت حجارة.
عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني من سمع ميمون بن مهران يقول لما
قال فرعون * (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل) *
أخذ جبريل حمأة البحر فضرب بها فاه مخافة أن تدركه رحمة الله تعالى.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فاليوم ننجيك
ببدنك) * قال لما غرق الله تعالى فرعون لم تصدق طائفة من الناس
بذلك فأخرجه الله تعالى ليكون عظة وآية.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (واجعلوا بيوتكم
قبلة) * قال نحو القبلة.
عبد الرزاق عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله
تعالى * (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين) * قال لا تسلط
علينا فيقتلونا.
عبد الرزاق عن الثوري عن رجل عن عكرمة في قوله تعالى * (قد
أجيبت دعوتكما) * قال كان موسى يدعو وهارون يؤمن فذلك
قوله * (أجيبت دعوتكما) *.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولقد بوأنا بني إسرائيل
مبوأ صدق) * قال بوأهم الله تعالى الشام وبيت المقدس.
297

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فإن كنت في
شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتب) * قال بلغنا
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا أشك ولا أسأل.
عبد الرزاق عن ابن التيمي عن أبيه عن أبي السليل عن قيس بن عباد أو
غيره قال قالت بنو إسرائيل لم يمت - يعنون فرعون - قال فأخرجه الله
تعالى إليهم ينظرون إليه مثل الثور الأحمر.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إن الذين حقت
عليهم كلمت ربك لا يؤمنون) * قال حقت عليهم سخطة الله بما
عصوا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إلا قوم يونس
لما آمنوا) * قال بلغنا أنهم خرجوا فنزلوا على تل وفرقوا بين كل بهيمة
وولدها فدعوا الله تعالى أربعين ليلة حتى تاب عليهم وفي حرف ابن
مسعود * (فلولا) * يقول فهلا.
عبد الرزاق عن ابن طاوس عن أبيه أن يونس لما نبذ بالعراء أنبت الله
عليه شجرة من يقطين قال فأيبسها الله تعالى قال فحزن قال
فقال أتحزن على شجرة أيبستها ولا تحزن على مائة ألف أم يزيدون
أردت أن أهلكهم؟.
298

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لأحد أن يقول إني خير من يونس بن متى
- نسبه إلى أمه - أصاب ذنبا ثم اجتباه ربه.
299

سورة هود
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (الر كتاب
أحكمت آياته ثم فصلت) * قال أحكمها الله من الباطل وفصلها
يقول بينها.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (متاعا حسنا إلى أجل
مسمى) * قال إلى الموت.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ألا إنهم يثنون
صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم
ما يسرون وما يعلنون) * قال أخفى ما يكون إذا أسر في نفسه شيئا
وتغطى بثوبه فذلك أخفى ما يكون والله تعالى مطلع على ما في نفوسكم
يعلم ما تسرون وتعلنون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وكان عرشه
على الماء) * قال هذا بدء خلقه قبل أن يخلق السماء والأرض.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (مستقرها
ومستودعها) * قال مستقرها في الرحم ومستودعها في الصلب.
عبد الرزاق عن إبراهيم عن ليث عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس
301

* (ويعلم مستقرها ومستودعها) * قال مستقرها حيث تأوي
ومستودعها حيث تموت.
عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن سعيد بن جبير قال سئل ابن
عباس عن قوله تعالى * (وكان عرشه على الماء) * على أي شئ كان
الماء؟ قال على متن الريح.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إلى أمة
معدودة) * قال إلى أجل معدود.
عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس في قوله
تعالى * (إلى أمة معدودة) * قال إلى أجل معدود.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (من كان يريد
الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا
يبخسون) * قال من كان إنما همه الدنيا أن يطلبها إياها أعطاه الله
مالا وأعطاه فيها ما يعيش به وكان ذلك قصاصا له بعلمه قال وهم
فيها لا يبخسون يقول لا يظلمون.
عبد الرزاق عن معمر عن ليث بن أبي سليم عن محمد بن كعب القرظي أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال من أحسن من محسن فقد وقع أجره على الله في عاجل
الدنيا وآجل الآخرة.
302

عبد الرزاق عن الثوري عن عيسى عن مجاهد في قوله تعالى * (من
كان يريد الحياة الدنيا) * ممن لا تقبل منه جوزي به يعطي ثوابه
في الدنيا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ويتلوه شاهد
منه) * قال لسانه هو الشاهد منه قال معمر قال الكلبي جبريل
شاهد من الله.
عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم في قوله * (أفمن كان
على بينة من ربه) * قال محمد * (ويتلوه شاهد منه) * قال
جبريل.
عبد الرزاق عن معمر قال قتادة في قوله تعالى * (ومن يكفر به
من الأحزاب فالنار موعده) * قال الكفار أحزاب كلهم على
الكفر.
عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني أيوب عن سعيد بن جبير قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد يسمع بي من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني
فلا يؤمن بي إلا دخل النار قال فجعلت أقول فأين تصديقها من
كتاب الله؟ وقل ما سمعت حديثا عن
النبي صلى الله عليه وسلم إلا وجدت له
تصديقا في القرآن حتى وجدت هذه * (ومن يكفر به
من الأحزاب) * فالأحزاب الملل كلها * (فالنار موعده) * قال
303

الكفار أحزاب كلهم على الكفر.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فلا تبتئس بما
كانوا يفعلون) * قال لا تيأس ولا تحزن.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وأخبتوا إلى
ربهم) * قال الإخبات التخشع والتواضع.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ويوم يقوم
الأشهاد) * قال الأشهاد الخلائق أو قال الملائكة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ما كانوا
يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون) * قال ما كانوا يستطيعون
أن يسمعوا خيرا فينتفعوا به ولا يبصروا خيرا فيأخذوا به.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (بأعيننا ووحينا) *
قال بعين الله تعالى ووحيه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إن نقول إلا
اعتراك بعض آلهتنا بسوء) * قال ما يحملك على ذم آلهتنا إلا أنه
قد أصابك منها سوء.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال ذكر لنا أن الغراب بعث لينظر
إلى الأرض فرأى جيفة فوقع عليها فبعثت الحمامة فجاءت بورق الزيتون
فأعطيت الطوق الذي في عنقها وخصاب رجليها.
معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فلما ذهب عن إبراهيم الروع) *
304

قال الخوف
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (تمتعوا في
داركم ثلاثة أيام) * قال بقية آجالهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (برحمة منا ومن
خزى يومئذ) * قال نجاه الله برحمة منه ونجاه من خزي يومئذ.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن عباس قال لو صعدتم على
القارة لرأيتم عظام الفصيل.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فأصبحوا في ديارهم
جاثمين) * قال ميتين.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (بعجل حنيذ) *
قال نضيج.
عبد الرزاق عن معمر وقال الكلبي الحنيذ الذي يحنذ في الأرض.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فلما رأى أيديهم
لا تصل إليه نكرهم) * قال كانوا إذا نزل لهم ضيف فلم يأكل من
طعامهم ظنوا أنه لم يأت بخير وأنه يحدث نفسه بشر قال ثم حدثوه عند
305

ذلك لما جاؤوه فضحكت امرأته عند ذلك تعجبا من غفلة القوم وما أتاهم
من العذاب فبشروها بإسحاق بعد الذي كان من امره ومن وراء إسحاق
يعقوب.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى * (فضحكت) *
قال ضحكت حين راعوا إبراهيم مما رأت من الروع بإبراهيم.
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة فضحكت تعجبا مما فيه لوط من الغفلة
وما أتاهم من العذاب.
نا سلمة عن إبراهيم بن الحكم قال حدثني أبي عكرمة في قوله
فضحكت قال فحاضت.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (هؤلاء بناتي هن
أطهر لكم) * قال أمرهم لوط أن يتزوجوا من النساء وقال هن أطهر
لكم.
قال معمر وبلغني مثل ذلك عن مجاهد.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال كنت عند الحسن فقال
* (ونادى نوح ابنه) * لعمر الله ما هو ابنه قال قلت يا أبا
سعيد يقول الله تعالى * (ونادى نوح ابنه) * وتقول ليس بابنه
قال أقرأت قوله * (إنه ليس من أهلك) * قال قلت إنه ليس
من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك ولا يختلف أهل الكتاب أنه ابنه
306

قال إن أهل الكتاب يكذبون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وغيره عن عكرمة عن ابن عباس قال
هو ابنه غير أنه خالفه في العمل والنية قال وقال عكرمة في بعض
الحروف إنه عمل عملا غير صالح فالخيانة تكون على غير باب.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال قال حذيفة جاءت الملائكة لوطا
وهو يعمل في أرض له فقالوا إنا متضيفوك الليلة فانطلق معهم فلما
مشى معهم ساعة التفت إليهم فقال أما تعلمون ما يعمل أهل هذه القرية؟
ما أعلم على وجه الأرض أهل قرية شرا منهم ثم مشى ساعة فقال أما
تعلمون ما يعمل أهل هذه القرية؟ ما أعلم على وجه الأرض أهل قرية شرا
منهم قال ذلك ثلاثة مرات وكانوا أمروا ألا يعذبوهم حتى يشهد عليهم
ثلاث مرات فلما دخلوا عليه ذهبت عجوز السوء فأتت قومها فقالت
تضيف لوط الليلة قوم ما رأيت قوما قط أحسن وجوها منهم قال فجاؤوا
يسرعون فعالجهم لوط على الباب قال فقام ملك فلز الباب
يقول فسده واستأذن جبريل ربه في عقوبتهم فأذن له فضربهم جبريل
307

بجناحه فتركهم عميا فباتوا بشر ليلة ثم قالوا * (إنا رسل ربك
لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم
أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم) * قال فبلغنا أنها سمعت صوتا
فالتفتت فأصابها حجر وهي شاذة من القوم معلوم مكانها قال قتادة
وبلغنا أن جبريل أخذ بعروة القرية الوسطى ثم ألوى بها إلى السماء حتى
سمع أهل السماء ضواغي كلابهم ثم دمدم بعضها على بعض فجعل عاليها
سافلها ثم تبعتهم الحجارة.
قال معمر وقال قتادة وبلغنا أنهم كانوا أربعة آلاف ألف.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وجاءته
البشرى) * قال حين أخبروه أنهم أرسلوا إلى قوم لوط وأنهم ليسوا إياه
يريدون.
عبد الرزاق قال معمر وقال آخرون بشر بإسحاق.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (يجادلنا في قوم
لوط) * قال إنه قال لهم يومئذ أرأيتم إن كان فيهم خمسون من
المسلمين قال إن كان فيهم خمسون لم نعذبهم قال أربعون؟ قالوا
أربعون قال وثلاثون؟ قالوا وثلاثون قال عشرون قال حتى
بلغوا عشرة قال فإن كان فيهم عشرة؟ قال ما قوم لا يكون فيهم عشرة
فيهم خير.
308

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال بلغني أنه كان في قرية لوط
أربعة آلاف ألف انسان أو ما شاء الله من ذلك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (هذا يوم
عصيب) * قال شديد.
عبد الرزاق عن محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار أن عبيد بن عمير كان إذا
ذكر النار قال أوه أوه وذلك في قوله * (أواه منيب) *.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (يهرعون إليه) *
قال يسرعون إليه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (بقطع من
الليل) * قال بطائفة من الليل.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وعكرمة في قوله تعالى * (من
سجيل) * قالا من طين * (مسومة) * قالا مطوقة بها نضح من
حمرة * (منضود) * يقول مصفوفة قال * (وما هي من الظالمين
ببعيد) * يقول لم يبرأ منها ظالم بعدهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال من عمل عمل قوم لوط رجم إن
كان محصنا فإن كان بكرا جلد مائة.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري مثله قال يرجم إن كان محصنا ويجلد
إن كان بكرا ويغلظ عليه في الحبس والنفي.
309

عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت أول ما
اتهم بالأمر القبيح - يعني عمل قوم لوط - على عهد عمر اتهم به رجل فأمر
عمر بعض شباب قريش ألا يجالسوه.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في الذي يأتي البهيمة قال يجلد مائة
أحصن أو لم يحصن.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال من قذف رجلا ببهيمة جلد حد
الفرية.
عبد الرزاق عن الثوري عن أبي عامر الهمداني عن الضحاك بن مزاحم عن
ابن عباس قال ما بغت امرأة نبي قط وقوله * (إنه ليس من أهلك) *
الذين وعدتك أن أنجيهم معك.
عبد الرزاق عن الثوري وابن عيينة عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان
ابن قتة قال سمعت ابن عباس يسأل وهو إلى جنب الكعبة عن قول الله
تعالى * (فخانتاهما) * فقال أما أنه ليس بالزنا ولكن كانت هذه
تخبر الناس أنه مجنون وكانت هذه تدل على الأضياف قال ثم قرأ * (إنه
عمل غير صالح) *.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إنه عمل غير
صالح) * قال مسألتك إياي عمل غير صالح.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وما قوم لوط
310

منكم ببعيد) * قال إنما كانوا حديثي عهد قريب بعد قوم نوح وعاد
وثمود.
عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد قال * (بقيت الله خير
لكم) * قال طاعة الله خيرا لكم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (بقيت الله خير لكم) *
قال حظكم من الله خير لكم.
عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش في قوله تعالى * (أصلاتك
تأمرك) * قال أقراءتك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أو آوي إلى ركن
شديد) * قال العشيرة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إني أراكم بخير) *
قال يعني خير الدنيا وزينتها.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولا تعثوا في
الأرض مفسدين) * يقول لا تسيروا
قال معمر وقال قتادة في قوله تعالى * (لا يجرمنكم شقاقي) *
لا يجرمنكم شقاقي.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (واتخذتموه وراءكم
ظهريا) * قال لم تراقبوه في شئ إنما تراقبون قومي واتخذتم الله
311

وراءكم ظهريا لا تخافونه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (كأن لم يغنوا فيها) *
يقول كأن لم يعيشوا فيها.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (يقدم قومه يوم
القيامة) * قال فرعون يقدم قومه يوم القيامة يقول يمضي بين
أيديهم حتى يهجم بهم على النار.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أرهطي أعز
عليكم من الله) * قال أعززتم قومكم واغتررتم بربكم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ويوم القيامة
بئس الرفد المرفود) * قال لعنة في الدنيا وزيدوا فيها لعنة في
الآخرة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (منها قائم
وحصيد) * قال قائمة خاوية على عروشها وحصيد مستأصلة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (غير تتبيب) *
قال غير تخسير.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فأما الذين شقوا
ففي النار) * إلى قوله * (إلا ما شاء ربك) * قال الله أعلم
وذكر لنا أن ناسا يصيبهم سفع من النار بذنوب أصابوها ثم يدخلهم
312

الله الجنة
عبد الرزاق عن ابن التيمي عن أبيه عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله أو
أبي سعيد الخدري أو رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (إلا ما
شاء ربك إن ربك فعال لما يريد) * قال هذه الآية تأتي على
القرآن كله يقول حيث كان في القرآن * (خالدين فيها) * تأتي
عليه قال وسمعت أبا مجلز يقول هو جزاؤه فإن شاء الله تجاوز عن
عذابه.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عمن سمع ابن عباس يقول
* (فأوردهم النار) * قال الورد الدخول.
عبد الرزاق عن الثوري عن جابر عن مجاهد عن ابن عباس في قوله
تعالى * (وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص) * قال ما
يصيبهم من خير أو شر.
عبد الرزاق عن معمر عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن ابن
مسعود في قوله تعالى * (وأقم الصلاة طرفي النهار) * قال ضرب
رجل على كفل امرأة ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله وأبا بكر وعمر فكلما سأل
رجلا منهم عن كفارة ذلك قال أمغزية هي؟ قال نعم قال لا
أدري حتى أنزل الله تعالى * (وأقم الصلاة طرفي النهار) *.
313

عبد الرزاق عن ابن التيمي عن أبيه عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود
مثله قال معمر عن قتادة هي الصبح والعصر * (وزلفا من الليل) *
قال هي المغرب والعشاء * (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك
ذكرى للذاكرين) *.
عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى * (وأقم
الصلاة طرفي النهار) * قال صلاة الفجر وصلاة العصر
* (وزلفا من الليل) * قال المغرب والعشاء * (إن الحسنات) *
قال الصلوات * (يذهبن السيئات) *.
عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الله بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس قال * (إن الحسنات يذهبن السيئات) * قال الصلوات
الخمس والباقيات الصالحات الصلوات الخمس.
عبد الرزاق عن إسرائيل بن يونس عن سماك بن حرب أنه سمع إبراهيم
ابن يزيد يحدث عن علقمة والأسود عن عبد الله بن مسعود قال جاء رجل
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أخذت امرأة في البستان ففعلت بها
كل شئ غير أني لم أجامعها قبلتها ولزمتها ولم أفعل غير ذلك فافعل بي
ما شئت فلم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فذهب الرجل فقال عمر بن
الخطاب لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه فأتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم
بصره فقال ردوه علي فردوه عليه فقرأ عليه * (وأقم الصلاة طرفي
314

النهار وزلفا من الليل) * إلى * (ذكرى للذاكرين) * قال
فقال معاذ بن جبل أله وحده أم للناس كافة يا نبي الله؟ قال بل
للناس كافة.
عبد الرزاق عن محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة أن
رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذكر امرأة وهو جالس مع النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه
لحاجة فذهب في طلبها فلم يجدها فأقبل الرجل يريد أن يبشر النبي صلى الله عليه وسلم
بالمطر فوجد المرأة جالسة على غدير فدفع في صدرها وجلس بين رجليها
فصار ذكره مثل الهدبة فقام نادما حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما صنع فقال
له النبي صلى الله عليه وسلم استغفر ربك وصل أربع ركعات ثم تلا عليه * (وأقم
الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل) * الآية.
عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم أن رجلا كان في الأمم الماضية
يجتهد في العبادة ويشدد على نفسه ويقنط الناس من رحمة الله تعالى ثم
مات فقال أي رب مالي عندك؟ قال النار قال أي رب فأين
عبادتي واجتهادي؟ قال فيقول إنك كنت تقنط الناس من رحمتي في
الدنيا فأنا أقنطك اليوم من رحمتي.
معمر عن زيد بن أسلم قال كان الرسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأخذ
رجل فرخ طائر فجاء الطائر فألقى بنفسه في حجر الرجل مع فرخه
315

فأخذه الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم عجبتم لهذا الطائر جاء فألقى نفسه في
أيديكم رحمة لولده فوالله لله أرحم بعبده المؤمن من هذا الطائر بفرخه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إلا من رحم ربك
ولذلك خلقهم) * قال للرحمة خلقهم.
عبد الرزاق عن ابن التيمي عن جعفر عن عكرمة عن ابن عباس قال
* (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك) * قال إلا أهل
رحمته فإنهم لا يختلفون ولذلك خلقهم.
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال إن الله تعالى لما
لعن إبليس سأله النظرة فقال وعزتك لا أخرج من صدر عبدك حتى
تخرج نفسه فقال الله تعالى وعزتي لا أحجب توبتي عن عبدي حتى تخرج
نفسه.
عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن عمرو بن عبيد عن الحسن قال
للاختلاف خلقهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة فقوله تعالى * (وجاءك في هذه الحق) *
قال في هذه السورة.
عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في
قوله تعالى * (وجاءك في هذه الحق) * قال في هذه السورة.
* * *
316

سورة يوسف
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (الر تلك آيات
الكتب المبين) * قال بين الله تعالى رشده وهداه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أحد عشر كوكبا
والشمس والقمر) * قال الكواكب أخوته والشمس والقمر أبواه. قال
معمر وقال بعض أهل العلم أبوه وخالته.
عبد الرزاق عن إسرائيل عن أبي سنان عن عبد الله بن شداد بن الهادي
قال كان بين رؤيا يوسف وتعبيرها أربعون سنة وذلك أقصى منتهى
الرؤيا.
عبد الرزاق عن ابن التيمي عن أبيه عن أبي عثمان عن سلمان قال كان
بين رؤيا يوسف وتعبيرها أربعون سنة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (لا تقتلوا
يوسف) * قال كان أكبر إخوته وكان ابن خالة يوسف فنهاهم عن
قتله.
عبد الرزاق عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي قال لا تقصص
رؤياك على امرأتك ولا تخبر بها حتى تطلع الشمس وقال صلى النبي صلى الله عليه وسلم
الصبح ثم انفتل إليهم فقال من رأى منكم رؤيا صالحة فليحدثنا بها.
317

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (غيابت الجب) *
قال بئر بيت المقدس بئر في بعض نواحيها.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (يرتع ويلعب) *
قال نسعى ونلهو.
عبد الرزاق عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس
* (وجاؤوا على قميصه بدم كذب) * قال دم سخلة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وأوحينا إليه
لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون) * قال أوحى الله تعالى
إلى يوسف وهو في الجب أن سينبئهم بما صنعوا به وهم لا يشعرون فذلك
الوحي.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وجاؤوا على قميصه
بدم كذب) * قال كان ذلك الدم كذبا لم يكن دم يوسف.
عبد الرزاق عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن عامر الشعبي قال كان
في قميص يوسف ثلاث آيات الشق والدم وإلقاؤه على وجهه يعني أباه
* (فارتد بصيرا) *.
عبد الرزاق عن الثوري عن رجل عن مجاهد في قوله تعالى * (فصبر
جميل) * قال في غير جزع.
318

عبد الرزاق عن الثوري عن بعض أصحابه قال يقال ثلاث من الصبر
أن لا تحدث بوجعك ولا بمصيبتك ولا تزكي نفسك.
عبد الرزاق عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت أن يعقوب النبي عليه
السلام كان قد سقط حاجباه فكان يرفعهما بخرقة فقيل له ما هذا؟
فقال طول الزمان وكثرة الأحزان فأوحى الله تعالى إليه يا يعقوب
أتشكوني قال يا رب خطيئة أخطأتها فاغفر لي.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن إسرائيل عن رجل عن فاطمة بنت الحسين
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أصيب بمصيبة فذكرها فاسترجع كان له من
الأجر مثله حين أصيب أول ما أصيب بها فاسترجع.
عبد الرزاق عن معمر عن الجحشي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لحمنة بنت جحش
قولي إنا لله وإنا إليه راجعون فقالت إنا لله وإنا إليه راجعون قال
قتل أخوك عبد الله بن جحش قالت يرحمه الله ثم قال لها أيضا
قولي إنا لله وإنا إليه راجعون فقالت ذلك فقال قتل حمزة بن
عبد المطلب قالت يرحمه الله ثم قال لها قولي إنا لله وإنا إليه
راجعون فقالت ذلك فقال قتل زوجك مصعب بن عمير فصاحت
319

وبكت فعجب النبي صلى الله عليه وسلم إن الزوج ليقع من المرأة موقعا لا يقعه
شئ.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فأرسلوا واردهم
فأدلى دلوه) * قال دلا دلوه فتشبث الغلام بالدلو فلما خرج قال
يا بشراي هذا غلام قال قتادة بشرهم واردهم حين وجد يوسف.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله * (وأسروه بضاعة) *
قال أسروا بيعه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وشروه بثمن
بخس) * قال ظلم وهم السيارة الذين باعوه بعشرين درهما وكانوا فيه
من الزاهدين.
معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وقالت هيت لك) * قال تقول
بعضهم هلم لك.
قال عبد الرزاق قال معمر قال قتادة قال عكرمة تهيأت لك.
عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن أبي وائل قال قال ابن مسعود
قد تسمعت القراءة فسمعتهم مقاربين فاقرؤوا كما علمتم وإياكم والتنطع
والاختلاف فإنما هو كقول أحدهم هلم وتعال ثم قرأ عبد الله * (هيت
لك) * قال فقلت يا أبا عبد الرحمن إن ناسا يقرؤونها * (هيت
لك) * فقال عبد الله إني أن أقرأها كما علمت أحب إلي.
320

عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى
* (ولقد همت به وهم بها) * قال جلس منها مجلس الرجل من
امرأته حتى رأى صورة يعقوب في الجدر قال معمر قال قتادة بل
رأى صورة يعقوب في الجدر فقال يا يوسف أتعمل عمل الفجار وأنت
مكتوب من الأنبياء؟ فاستحيا منه.
عبد الرزاق عن الثوري عن أبي حصين عن سعيد بن جبير في قوله
تعالى * (لولا أن رأى برهان ربه) * قال يعقوب ضرب بيده على
صدره فخرجت شهوة يوسف من أنامله.
عبد الرزاق عن الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يعقوب مثل له.
عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن يونس عن الحسن قال رأى
يعقوب عاضا على يده.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عثمان بن أبي سليمان عن أبي مليكة
قال شهدت ابن عباس وهو يسأل عن هم يوسف ما بلغ قال حل الهميان
وجلس منها مجلس الخاتن فنودي يا ابن يعقوب أتزني؟ فتكون
كالطائر وقع ريشه فذهب يطير فلا ريش له.
321

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (واستبقا
الباب) * قال استبق هو والمرأة * (وقدت قميصه من دبر) *.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وشهد شاهد من
أهلها) * قال رجل حكيم من أهلها.
عبد الرزاق عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس * (وشهد
شاهد من أهلها) * قال ذو لحية.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (قد شغفها حبا) *
قال استبطنها حبها إياه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (امرأة العزيز) *
قال بلغنا أنه كان يلي عملا من أعمال الملك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (متكئا) * قال
طعاما.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (قطعن
أيديهن) * قال جعلن يحززن أيديهن ولا يشعرن بذلك.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد * (قطعن
أيديهن) * قال قطعن أيديهن حتى ألقينها.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إن هذا إلا ملك كريم) *
322

قال قلن ملك من الملائكة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (من بعد ما رأوا الآيات) *
قال الآيات حزهن أيديهن وقد القميص.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (اذكرني عند
ربك) * قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو لم يستعن يوسف على ربه ما
لبث في السجن كل ما لبث.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فلبث في السجن بضع
سنين) * قال بلغنا أنه لبث في السجن سبع سنين.
عبد الرزاق أن عمران أبا الهذيل الصنعاني قال سمعت وهب بن منبه
يقول أصاب أيوب البلاء سبع سنين ولبث يوسف في السجن سبع سنين
وعذب بخت نصر حول في السباع سبع سنين.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له حين سئل
عن البقرات العجاف والسمان ولو كنت مكانه ما أخبرتهم حتى أشرط
عليهم أن يخرجوني ولقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له
حين أتاه الرسول ولو كنت مكانه لبادرتهم الباب ولكنه أراد أن يكون
له العذر ولولا أنه قال الكلمة التي قال ما لبث في السجن طول ما لبث.
323

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أضغاث
أحلام) * قال أخلاط أحلام * (وما نحن بتأويل الأحلام
بعالمين) *.
عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس * (وادكر بعد
أمة) * قال بعد حين.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وادكر بعد أمة) *
قال بعد نسيانه.
قال معمر وقال الحسن بعد حين.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أفتنا في سبع
بقرات سمان) * قال أما السمان فسنون فيها خصب وأما السبع
العجاف فسنون مجدبة لا تنبت شيئا وأما قوله * (يأكلن ما قدمتم
لهن إلا قليلا) * فيقول يأكلن ما كنتم اتخذتم فيهن من القوت
* (إلا قليلا مما كنتم تحصنون) * قال قتادة فزاده الله علم سنة لم يسألوه
عنها فقال * (ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه
يعصرون) * قال يعصرون الأعناب والثمار.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (الآن حصحص
الحق) * قال تبين الحق.
324

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ذلك ليعلم أنى لم
أخنه بالغيب) * قال هو قول يوسف قال بلغنا أن الملك - حين
قال ما قال - اذكر همك قال * (وما أبرئ نفسي إن
النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى إن ربى غفور
رحيم) *.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وهم له
منكرون) * قال لا يعرفونه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إلا أن يحاط
بكم) * قال إلا أن تغلبوا حتى لا تطيقوا ذلك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وادخلوا من
أبواب متفرقة) * قال كانوا قد أوتوا صورة وجمالا فخشي عليهم
أنفس الناس.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (جعل
السقاية) * قال مشربة الملك إناؤه قال وصواع الملك إناء الملك
الذي يشرب فيه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وأنا به زعيم) *
قال حميل.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ثم استخرجها
325

من وعاء أخيه) * قال كان كلما فتح متاع رجل استغفر تائبا مما
صنع حتى بقي متاع الغلام فقال ما أظن هذا أخذ شيئا قالوا بلى
فاستبره.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي قال أخبروه بما يحكم به في بلادهم أنه
من سرق أخذ عبدا فقالوا * (جزاؤه من وجد في رحله فهو
جزاؤه) * وأما قوله تعالى * (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك) *
قال كان حكم الملك أن من سرق ضاعف عليه الغرم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ما كان ليأخذ
أخاه في دين الملك) * قال لم يكن ذلك في دين الملك أن يأخذ من
سرق عبدا * (قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو
جزاؤه) * قال كانوا أخبروه بما يحكم في بلادهم أنه من سرق ضعف عليه
الغرم ولم يؤخذ عبدا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة * (فقد سرق أخ له من قبل) *
قال ذكر لنا أنه سرق صنما كان لجده أبي أمه فعيروه بذلك * (فأسرها
يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما
تصفون) * أسر هذا القول.
عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير قال كنا
عند ابن عباس فحدث حديثا فتعجب رجل فقال الحمد لله فوق كل ذي
326

علم عليم فقال ابن عباس بئس ما قلت الله العليم وفوق كل عالم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (كبيرهم) * قال
هو روبيل الذي أشار عليهم ألا يقتلوا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وما كنا للغيب
حافظين) * قال يقولون ما كنا نظن أن ابنك يسرق.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (يا أسفى على
يوسف) * قال يا حزنا على يوسف.
نا عبد الرزاق عن الثوري عن سفيان بن زياد العصفري عن سعيد بن
جبير قال لم يعط أحد غير هذه الأمة الاسترجاع ألا تسمعون إلى قول
يعقوب يا أسفا على يوسف.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فهو كظيم) *
قال كظم على الحزن كان فلم يقل شيئا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (تالله تفتؤا تذكر
يوسف) * قال لا تزال تذكر يوسف * (حتى تكون حرضا) *
قال حتى تكون هرما * (أو تكون من الهالكين) * قال من
الميتين.
عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الرحمن بن زياد عن مسلم بن يسار رفعه
327

إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال من بث لم يصبر ثم قرأ إنما أشكو بثي وحزني إلى
الله
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (لا ييأس من روح
الله) * قال من رحمة الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (لولا أن تفندون) *
قال لولا أن تسفهون تهرمون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ببضاعة مزجاة) *
قال يسيرة.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن عيينة عن عثمان بن أبي سليمان عن ابن مليكة
قال سمعت ابن عباس وسئل عن قوله تعالى * (وجئنا ببضاعة
مزجاة) * قال رثة المتاع خلق الحبل والغرارة والشئ.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ورفع أبويه
على العرش) * قال على السرير * (وخروا له سجدا) * قال
كان تحية الناس يومئذ أن يسجد بعضهم لبعض.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وما يؤمن
أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) * قال لا يسأل أحد من المشركين
328

من ربك؟ إلا قال الله تعالى وهو يشرك في ذلك.
عبد الرزاق عن إسرائيل عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل قال
سمعت ابن عباس يقول * (ولما فصلت العير) * قال لما خرجت
العير هاجت ريح فجاءت يعقوب بريح قميص يوسف فقال * (إني
لأجد ريح يوسف لولا أن تفتدون) * يقول تسفهون قال
فوجد ريحه من مسيرة ثمانية أيام.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة * (غاشية من عذاب الله) *
قال غاشية وقيعة تغشاهم من عذاب الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (حتى إذا
استيئس الرسل) * ممن كذبهم من قومهم أن يصدقوهم وظنت الرسل أن
من قد آمن بهم من قومهم قد كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن شبرمة قال أخبرني تميم بن حذام
قال قرأت على ابن مسعود القرآن فلم يأخذ علي إلا حرفين قال قرأت
* (وكل أتوه داخرين) * مشددة فقال * (كل أتوه) * مخففة
وقرأت عليه * (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا) *
مشددة فقال * (كذبوا) * مخففة.
عبد الرزاق عن معمر عن منصور عن الحسن قال كنت مع عمران بن
حصين فمر رجل يقرأ على قوم سورة يوسف فاشتهى عمران قراءته
329

فجلس فلما فرغ سألهم فقال عمران إنا لله وإنا إليه راجعون وأخذ
بيدي فقال اذهب بنا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرأوا القرآن
واسألوا الله به فإنه سيأتي أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس.
330

سورة الرعد
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن وقتادة في قوله تعالى * (رفع
السماوات بغير عمد) * قالا رفعها بغير عمد ترونها قال معمر وقال
قتادة قال ابن عباس رفع السماء بغير عمد ترونها يقول لها عمد ولكن
لا ترونها يعني الأعماد.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة * (وفي الأرض قطع متجاورات) *
قال قرى متجاورات.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله * (صنوان وغير
صنوان) * قال صنوان النخلة التي يكون في أصلها نخلتان وثلاث أصلهن
واحد قال وكان بين عمر بن الخطاب وبين العباس قول فأسرع إليه
العباس فجاء عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله ألم تر عباسا فعل بي وفعل
بي فأردت أن أجيبه فذكرت مكانه منك فكففت عنه فقال يرحمك
الله إن عم الرجل صنو أبيه.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن داود بن شابور عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لا تؤذوني في العباس فإنه بقية آبائي وإن عم الرجل صنو أبيه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ويستعجلونك
331

بالسيئة قبل الحسنة) * قال بالعقوبة قبل العافية.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وقد خلت من
قبلهم المثلات) * قال العقوبات.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولكل قوم هاد) *
قال نبي يدعوهم إلى الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وما تغيض
الأرحام وما تزداد) * قال الغيض السقط وما تزداد فوق التسعة
الأشهر قال معمر وقال سعيد بن جبير إذا رأت المرأة الدم على الحمل فهو
الغيض للولد يقول نقصان في غذاء الولد وهو زيادة في الحمل.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن وقتادة في قوله تعالى * (وسارب
بالنهار) * قالا ظاهر ذاهب.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (يحفظونه من
أمر الله) * قال ملائكة يتعاقبونه بالليل والنهار يحفظونه من أمر
الله أي بأمر الله.
عبد الرزاق عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في
قوله تعالى * (يحفظونه) * أي من أمر الله فإذا جاء القدر خلوا
عنه.
عبد الرزاق عن معمر عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن حفص عن
يعلي بن مرة قال اجتمعنا - أصحاب علي - فقلنا لو حرسنا أمير المؤمنين
332

فإنه محارب ولا نأمن عليه أن يغتال قال فبتنا عند باب حجرته حتى
خرج لصلاة الصبح قال فقال ما شأنكم؟ فقلنا له حرسناك يا أمير
المؤمنين فإنك محارب وخشينا أن تغتال فحرسناك فقال أفمن أهل السماء
تحرسوني أم من أهل الأرض؟ قال فقلنا بل من أهل الأرض وكيف
نستطيع أن نحرسك من أهل السماء قال فإنه لا يكون في الأرض شئ حتى
يقدر في السماء وليس من أحد إلا وقد وكل به ملكان يدفعان عنه
ويكلآنه حتى يجئ قدره فإذا جاء قدره خليا بينه وبين قدره.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (يريكم البرق
خوفا وطمعا) * قال خوف للمسافر وطمعا للمقيم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (شديد المحال) *
قال إذا تمحل - يعني الهلال - يقول فهو شديد قال معمر وقال قتادة
شديد الحيلة.
عبد الرزاق عن الثوري عن الحكم عن مجاهد قال الرعد ملك يزجر
السحاب بصوته.
عبد الرزاق عن فضل عن ليث عن مجاهد قال الرعد ملك.
عبد الرزاق عن معمر في قوله تعالى * (يسبح الرعد بحمده) *
333

قال سألت الزهري عن الرعد ما هو؟ فقال الله أعلم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (له دعوة الحق) *
قال شهادة أن لا إله إلا الله.
عبد الرزاق عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس
في قوله تعالى * (دعوة الحق) * قال لا إله إلا الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إلا كباسط كفيه
إلى الماء) * قال كباسط يديه إلى الماء فليس الماء ببالغ فاه ما دام باسطا
كفيه لا يقبضهما * (وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في
ضلال) * قال هذا مثل ضربه الله لمن اتخذ من دون الله إلها أنه غير
نافعه ولا يدفع عنه شيئا حتى يموت على ذلك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فسالت أودية بقدرها) *
قال الكبير بقدره والصغير بقدره.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فاحتمل السيل
زبدا رابيا) * قال ربا فوق الماء الزبد قال * (ومما يوقدون
عليه في النار) * قال هو الذهب إذا أدخل النار بقي صفوه وذهب
ما كان من كدر فهذا مثل ضربه الله للحق والباطل * (فأما الزبد
فيذهب جفاء) * قال يتعلق بالشجر فلا يكون شيئا فهذا مثل
الباطل وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض فهذا يخرج النبات وهو
334

مثل الحق.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أو متاع زبد مثله) *
قال المتاع الصفر والحديد.
عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان في قوله تعالى * (ويخشون ربهم
ويخافون) * قال أخبرني عمرو بن مالك قال سمعت أبا الجوزاء يقول
في قوله تعالى * (ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) * قال
المناقشة بالأعمال.
عبد الرزاق عن جعفر عن أبي عمران الجوزي قال تلا هذه الآية
* (سلام عليكم بما صبرتم) * على دينكم * (فنعم عقبى الدار) *
الجنة.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق
عن عبد الله بن مسعود قال جنات عدن بطنان الجنة يعني بطنها.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (طوبى لهم) *
قال هذه كلمة عربية يقول الرجل طوبى لك إن أصيب خيرا.
335

عبد الرزاق عن معمر عن الأشعت بن عبد الله عن شهر بن حوشب عن
أبي هريرة قال طوبى شجرة في الجنة يقول الله لها تفتقي لعبدي
عما يشاء فتتفتق له عن الخيل بسرجها ولجمها وعن الإبل برحالتها
وأزمتها وعما شاء من الكسوة.
عبد الرزاق عن معمر عن الحكم بن أبان أنه سمع عكرمة يقول إن الرجل
ليلبس الحلة فتتلون في ساعة سبعين لونا وإن الرجل منهم ليرى وجهه في
وجه زوجته وإنها لترى وجهها في وجهه وإنه ليرى وجهه في نحرها
وإنها لترى وجهها في نحره وإنه ليرى وجهه في معصمها وإنها لترى وجهها في
ساعده وإنه ليرى وجهه في ساقها وإنها لترى وجهها في ساقه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس قال يقول أهل الجنة انطلقوا
بنا إلى السوق قال فينطلقون إلى كثبان مسك فيجلسون عليها وتهب
عليهم تلك الريح ثم يرجعون.
عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى
* (طوبى لهم وحسن مآب) * قال الخير.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن كفار قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم أذهب
عنا جبال تهامة حتى نتخذها زرعا وتكون لنا أرضين وأحيي لنا فلانا
336

وفلانا حتى يخبرونا أحق ما تقول فقال الله تعالى * (ولو أن
قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به
الموتى) * يقول لو كان فعل ذلك بشئ من الكتاب فيما مضى لكان
ذلك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (تصيبهم بما
صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم) * قال يعني النبي صلى الله عليه وسلم
تحل قريبا من دارهم.
عبد الرزاق عن معمر وقال الحسن تحل القارعة قريبا من دارهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (حتى يأتي وعد الله) *
قال فتح مكة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أفمن هو قائم على كل
نفس بما كسبت) * قال الله تعالى قائم على كل نفس.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وإليه مآب) * قال
إليه مصير كل عبد.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (يمحوا الله ما
يشاء ويثبت) * قال ابن عباس هو القرآن كان الله يمحو ما يشاء
337

ويثبت وينسي نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء وينسخ ما شاء
ويثبت ما شاء وهو
المحكم * (وعنده أم الكتاب) * قال جملة الكتاب وأصله.
عبد الرزاق عن الثوري عن ابن أبي ليلى عن المنهال عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس في قوله تعالى * (يمحوا الله ما يشاء ويثبت) * قال
إلا الشقاوة والسعادة والحياة والموت.
عبد الرزاق عن معتمر عن أبيه عن عكرمة قال الكتاب كتابان
كتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت وعنده الأصل أم الكتاب.
عبد الرزاق عن معتمر عن أبيه قال سئل ابن عباس عن أم الكتاب
فقال قال كعب خلق الله الخلق وعلم ما هم عاملون ثم قال لعلمه كن
كتابا فكان كتابا.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري وعن ابن طاوس عن أبيه قال لقي
عيسى بن مريم إبليس فقال أما علمت أنه لا يصيبك إلا ما قدر لك؟
قال نعم فقال إبليس فأوف بذروة هذا الجبل فترد منه فانظر أتعيش أم
لا قال قال ابن طاوس عن أبيه فقال أما علمت أن الله قال لا
يجربني عبدي فإني أفعل ما شئت؟ قال وأما الزهري فقال إن العبد لا
يبتلي ربه ولكن الله يبتلي عبده قال فخصمه.
338

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن قال من كذب بالقدر فقد
كذب بالقرآن.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ننقصها من
أطرافها) * قال كان عكرمة يقول هو قبض الناس.
قال معمر وقال الحسن هو ظهور المسلمين على المشركين.
عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن مجاهد ننقصها من أطرافها
قال الموت موت علمائها وفقهائها.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ومن عنده علم
الكتب) * قال كان منهم عبد الله بن سلام وسلمان الفارسي وتميم
الداري قال معمر وقال الحسن ومن عند الله علم الكتاب.
* * *
339

سورة إبراهيم
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرزاق عن قتادة في قوله تعالى * (وذكرهم بأيام الله) *
قال بنعم الله.
عبد الرزاق عن الثوري عن عبيد عن مجاهد في قوله تعالى
* (وذكرهم بأيام الله) * قال بنعم الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فردوا أيديهم في
أفواههم) * قال ردوا على الرسل ما جاءت به.
عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال
في قوله تعالى * (فردوا أيديهم في أفواههم) * قال هكذا ورد
يده على فيه قال غيظا وعض يده.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (واستفتحوا) *
قال استنصرت الرسل على قومها * (وخاب كل جبار عنيد) * عن
الحق معرضا عنه أبى أن يقول لا إله إلا الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ويسقى من ماء
صديد) * قال ماء يسيل من بين جلده ولحمه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة * (ما أنا بمصرخكم) * قال ما أنا
بمغيثكم.
341

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (كشجرة
طيبة) * قال يذكرون أنها النخلة * (تؤتى أكلها كل حين بإذن
ربها) * قال تؤكل ثمارها في الشتاء والصيف قال معمر وقال الحسن
ما بين الستة الأشهر والسبعة.
عبد الرزاق عن معمر عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك قال
الشجرة الطيبة النخلة والشجرة الخبيثة الحنظلة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (اجتثت من فوق
الأرض) * قال استؤصلت من فوق الأرض ما لها من قرار.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه في قوله تعالى
* (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا) *
قال لا إله إلا الله * (وفي الآخرة) * المسألة في القبر.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (يثبت الله الذين
آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) * قال
بلغنا أن هذه الأمة تبتلي في قبورها فيثبت الله المؤمن في قبره حين يسأل
عبد الرزاق عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل أن ابن
الكواء سأل عليا قال من الذين * (بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا
قومهم دار البوار) * قال الأفجران وقال قريش أو قال أهل
مكة بنو مخزوم وبنو أمية وكفيتهم يوم بدر.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء قال سمعت
342

ابن عباس يقول هم والله * (الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا
قومهم دار) * البوار فقال قريش أو قال أهل مكة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وأحلوا قومهم
دار البوار) * قال هم قادة المشركين يوم بدر * (وأحلوا قومهم دار
البوار جهنم يصلونها) * هي دارهم في الآخرة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وآتاكم عليه من كل ما
سألتموه) * قال لم تسألوه كل الذي آتاكم قال معمر وقال الحسن
آتاكم من كل الذي سألتموه.
معمر عن قتادة في قوله تعالى * (بواد غير ذي زرع) * قال
مكة لم يكن بها زرع يومئذ.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أفئدة من الناس
تهوى إليهم) * قال تنزع إليهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (مهطعين) * قال
مسرعين * (مقنعي رؤوسهم) * قال المقنع الذي يرفع رأسه شاخصا
بصره لا يطرف
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وأفئدتهم
هواء) * قال ليس فيها شئ خرجت من صدورهم فنشبت في حلوقهم
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وإن كان مكرهم
لتزول منه الجبال) * قال ذلك حين دعوا لله ولدا وقال في آية
343

أخرى * (تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر
الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا) * قال معمر عن الحسن ما كان
مكرهم لتزول منه الجبال.
عبد الرزاق قال معمر وأخبرني الكلبي أن نمرود عمد إلى صندوق
فجعل فيه رجلا وجعل في نواحيه نسورا وجعل في وسطه رمحا وفي
طرف الرمح لحما فكانت النسور تلحق اللحم وهي تصعد بالصندوق حتى
خالط الرجل الظلمة فلم ير شيئا نكس الرمح فانحطت النسور حتى وقعت
قريبا من جبل فظن الجبل أنه حدث شئ فزال الجبل عن مكانه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (يوم تبدل
الأرض غير الأرض والسماوات) * قال بلغنا أن عائشة سألت النبي
صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقالت أين الناس يومئذ؟ قال هم على الصراط.
عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي في
قوله تعالى * (يوم تبدل الأرض غير الأرض) * قال تبدل أرضا
بيضاء كالفضة لم تعمل فيها خطيئة ولم يسفك فيها دم حرام.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (مقرنين في
الأصفاد) * قال مقرنين في القيود وفي الأغلال.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (سرابيلهم من
قطران) * قال من نحاس قال معمر وقال الحسن قطران الإبل.
344

سورة الحجر
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرزاق عن معمر عن حماد عن إبراهيم في قوله تعالى * (ربما
يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) * قال إن أهل النار يقولون
كنا أهل شرك وكفر فما شأن هؤلاء الموحدين ما أغنى عنهم عبادتهم إياه؟
قال فيخرج من النار من كان فيها من المسلمين قال فعند ذلك يود
الذين كفروا لو كانوا مسلمين.
عبد الرزاق عن الثوري عن حماد عن إبراهيم وعن خصيف عن مجاهد
قالا يقول أهل النار للموحدين ما أغنى عنكم إيمانكم قال فإذا قالوا
قال الله أخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة فعند ذلك * (ربما يود
الذين كفروا لو كانوا مسلمين) * قال يوم القيامة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وثابت في قوله تعالى * (إنا نحن
نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) * قال حفظه الله من أن يزيد فيه
الشيطان باطلا أو يبطل منه حقا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (كذلك نسلكه في
قلوب المجرمين لا يؤمنون به) * قال إذا كذبوا سلك الله في
قلوبهم ألا يؤمنوا به.
عبد الرزاق عن الثوري عن حميد عن الحسن في قوله تعالى * (كذلك
345

سلكناه في قلوب المجرمين) * قال الشرك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن ابن عباس في قوله تعالى * (ولو
فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون) * قال لو
فتح الله عليهم من السماء بابا فظلت الملائكة تعرج فيه يقول يختلفون فيه
ذاهبين وجائين لقالوا سحرت أبصارنا يقول أخذت أبصارنا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولقد جعلنا في السماء
بروجا) * قال الكواكب.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (من كل شئ موزون) *
قال معلوم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (الرياح لواقح) *
قال تلقيح الماء في السحاب.
معمر وقاله الكلبي أيضا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن حيان بن عمير عن ابن عباس قال
ما راحت جنوب قط إلا سال في واد ماء رأيتموه أو لم تروه. عبد الرزاق عن معمر عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال
الجنوب سيدة الأرواح واسمها عند الله الأزيب ومن دونها سبعة أبواب
وإنما تأتيكم من خللها ولو فتح منها باب واحد لأذرت ما بين السماء
346

والأرض وهي ريح الجنة.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا رأى مخيلة تغير وجهه ودخل وأقبل وأدبر فإذا أمطرت سري عنه
فذكرت ذلك له فقال ما أمنت أن تكون كما قال الله * (فلما رأوه
عارضا مستقبل أوديتهم) * إلى قوله * (ريح فيها عذاب
أليم) *.
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن القاسم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
إذا رأى الغيث قال اللهم صبا هنيا أو صيبا.
عبد الرزاق عن معمر عن منصور عن إبراهيم قال كان يقال إذا هاجت
ريح أو ظلمة قال اللهم اجعلها رياحا لواقح لا ريحا عقيما.
عبد الرزاق عن معمر عن جعفر بن برقان أنه بلغه عن حذيفة أنه كان
إذا سمع الرعد قال اللهم لا تسقط علينا سخطك ولا تهلكنا بعذابك
وعافنا قبل ذلك.
عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن طاوس قال ثار سحاب في واد كان
347

إذا ثار في ذلك الوادي سحاب كان عام خصب فلما ثار قال لهم هود
قد جاءكم العذاب فقالوا أتعدنا العذاب وهذا واد إذا ثار فيه سحاب كان
عاما متعالما فيه الخصب؟ قال فلم يرعهم الريح قد جاءت بالغنم
وبرعاتها قال وجعلت تدخل البيت فتلف ما فيه ثم تحلق به في السماء.
عبد الرزاق عن قتادة في قوله تعالى * (ولقد علمنا المستقدمين
منكم ولقد علمنا المستأخرين) * قال المستقدمين آدم ومن بعده
حتى نزلت هذه الآية والمستأخرين من كان من ذريته لم يخلق بعد وهو
مخلوق كل أولئك قد علمهم.
عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان قال أخبرني عمرو بن مالك العنبري قال
سمعت أبا الجوزاء يقول في قول الله عز وجل * (ولقد علمنا المستقدمين منكم) *
في الصفوف في الصلاة و * (المستأخرين) *.
عبد الرزاق عن ابن التيمي عن أبيه عن عكرمة قال إن الله خلق الخلق
ففرغ منه فالمستقدمين ما خرج من الخلق والمستأخرين ما بقي في أصلاب
الرجال لم يخرج بعد.
عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الملك بن أبي سليمان عن مجاهد قال
المستقدمين ما مضى من الأمم والمستأخرين أمة محمد صلى الله عليه وسلم
معمر عن قتادة في قوله تعالى * (من صلصال من حمأ
مسنون) * قال الصلصال الطين اليابس يسمع له صلصلة ثم يكون
348

حمأ مسنونا قد أسن قال منتنة.
عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش قال أسماء أبواب جهنم الحطمة
والهاوية ولظى وسقر والجحيم والسعير وجهنم والنار هي جماع.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إنها لمن
الغابرين) * قال ممن غبر فهلك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (واتبع
أدبارهم) * قال أمر أن يكون خلف أهله يتبع أدبارهم في آخرهم إذا
مشوا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (لفي سكرتهم) *
قال في ضلالتهم * (يعمهون) * قال يتلاعبون وقال مجاهد
يترددون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (للمتوسمين) *
قال للمعتبرين.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وإنهما لبإمام) *
قال طريق واضح.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أصحاب
الحجر) * قال أصحاب الوادي.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (سبعا من
349

المثاني) * قال فاتحة الكتاب تثنى في كل ركعة مكتوبة أو تطوع.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه وعن ابن أبي نجيح عن
مجاهد قال القرآن كله يثنى.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن خيثم عن ابن -؟ عن أبي هريرة قال
فاتحة الكتاب هي سبع من المثاني ليس فيها * (بسم الله الرحمن الرحيم) *.
عبد الرزاق عن ابن جريج قال أخبرني أبي سعيد بن جبير أخبره أن
ابن عباس قال * (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) * أم القرآن
وقرأها على سعيد بن جبير بسم الله الرحمن الرحيم حتى ختمها ثم قال
بسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة قال سعيد بن جبير وقرأها علي ابن
عباس كما قرأتها عليك ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة قال
ابن عباس فقد أخرجها الله لكم فما أخرجها لأحد قبلكم.
عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال هي أم القرآن والآية
السابعة * (بسم الله الرحمن الرحيم) *.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (كما أنزلنا على
المقتسمين) * قال فرقوه فقال بعضهم سحر وقال بعضهم شعر.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (جعلوا القرءان
عضين) * قال عضهوه قال بهتوه قال معمر وكان عكرمة يقول
350

العضة السحر بلسان قريش يقولون للساحرة العاضهة.
عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى * (فاصدع بما
تؤمر) * قال بالقرآن.
عبد الرزاق عن الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى
* (فوربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون) * قال عن
لا إله إلا الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وعثمان الجزري عن مقسم مولى ابن عباس
في قوله تعالى * (إنا كفيناك المستهزئين) * قال المستهزئون
الوليد بن المغيرة والعاصي بن وائل وعدي بن قيس والأسود بن
عبد يغوث والأسود بن المطلب مروا رجلا رجلا على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه
جبريل فإذا مر رجل منهم قال له جبريل كيف تجد هذا؟ فيقول بئس
عبد الله فيقول جبريل كفيناكه فأما الوليد بن المغيرة فتردى فتعلق
سهم بردائه فذهب يجلس فقطع أكحله فنزف فمات وأما الأسود بن
عبد يغوث فأتى بغصن فيه شوك فضرب به وجهه فسالت حدقتاه على وجهه
فكان يقول دعوت على محمد دعوة ودعا علي دعوة فاستجيب لي
واستجيب له دعا علي أن أعمى فعميت ودعوت عليه أن يكون وحيدا
طريدا في أهل يثرب فكان كذلك وأما العاصي بن وائل فوطئ على
شوكة فتساقط لحمه عن عظامه حتى هلك وأما الأسود بن المطلب وعدي
351

ابن قيس فإن أحدهما قام من الليل وهو ظمآن ليشرب من جرة فلم يزل
يشرب حتى انفتق بطنه فمات وأما الآخر فلدغته حية فمات.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة * (إنا
كفيناك المستهزئين) * قال هم خمسة كلهم هلك قبل يوم بدر
العاصي بن وائل والوليد بن المغيرة وأبو زمعة بن عبد الأسد والحارث بن قيس
أبن العيطلة والأسود بن عبد يغوث.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (حتى يأتيك اليقين) *
قال اليقين الموت.
352

سورة النحل (وهي مدنية)
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ينزل الملائكة
بالروح) * قال بالوحي والرحمة.
عبد الرزاق عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في
قوله تعالى * (لكم فيها دفء ومنافع) * قال نسل كل دابة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (لكم فيها جمال
حين تريحون) * قال إذا راحت كأعظم ما تكون أسنمة وأحسن ما
تكون ضروعا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إلا بشق
الأنفس) * قال بجهد الأنفس.
عبد الرزاق عن ابن جريج قال أخبرني داود بن أبي عاصم أن الغزو
واجب على الناس أجمعين غزوة واحدة كهيئة الحج قال لي داود فقلت
لابن المسيب اعلم أن الغزو واجب على الناس فسكت فقد علمت أن لو
أنكر ما قلت لبين لي فقلت لابن المسيب تجهزت لا يهزني إلا ذلك حتى
رابطت قال أجرت عنك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (لتركبوها وزينة) *
قال جعلها لتركبوها وزينة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وما ذرأ لكم
353

في الأرض مختلفا ألوانه) * قال من الدواب والأشجار والثمار.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ومنها جائر) *
قال في حرف ابن مسعود ومنكم جائر.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (شجر فيه
تسيمون) * قال ترعون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: * (مواخر فيه) *
قال تجري مقبلة ومدبرة بريح واحدة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وسبلا لعلكم
تهتدون) * قال طرقا.
معمر عن قتادة عن الحسن في قوله * (وألقي في الأرض
رواسي) * قال الجبال * (أن تميد بكم) * قال قتادة وسمعت الحسن
يقول لما خلقت الأرض كادت أن تميد فقالوا ما هذه بمقرة على ظهرها
أحدا فأصبحوا وقد خلقت الجبال فلم تدر الملائكة مم خلقت الجبال.
معمر عن الكلبي في قوله تعالى * (وعلامات) * قال الجبال
قال عبد الرازق قال معمر وقال قتادة النجوم.
عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم - لا أعلمه إلا رفعه قال لم
354

يخلق الله خلقا وقد خلق ما يغلبه خلق رحمته تغلب غضبه وخلق
الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وخلق الأرض فتزحزحت
فقالت ما يغلبني؟ فخلق الجبال فوتدها بها فقالت الجبال غلبت
الأرض فما يغلبني؟ فخلق الحديد فقال الحديد غلبت الجبال فما يغلبني؟
فخلقت النار فقالت النار غلبت الحديد فما يغلبني فخلق الماء فقال
الماء غلبت النار فما يغلبني؟ فخلقت الريح ترده في السحاب فقالت
الريح غلبت الماء فما يغلبني؟ فخلق الانسان يبني البناء الذي لا تنفذه
ريح فقال ابن آدم غلبت الريح فما يغلبني فخلق الموت فقال الموت
غلبت ابن آدم فما يغلبني؟ فقال الله تعالى أنا أغلبك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فخر عليهم
السقف) * قال أتى الله بنيانهم من أصوله فخر عليهم السقف
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال قيل لابن عباس إن رجالا
يقولون إن عليا مبعوث قبل يوم القيامة ويتأولون هذه الآية
* (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا
عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * قال لو كنا نعلم أن
عليا مبعوث ما تزوجنا نساءه ولا قسمنا ميراثه ولكن هذه للناس عامة
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن داود بن أبي هند عن الشعبي أن علقمة كان
355

يقرأ هذه الآية * (فإن الله لا يهدى من يضل) *.
عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن داود بن هند قال نزلت
* (والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا) *
الآية نزلت في أبي جندل بن سهيل
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أو يأخذهم في تقلبهم) *
قال في أسفارهم.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله * (على تخوف) * قال
على تنقص يقول يصابون في أطراف قراهم بالشئ حتى يأتي ذلك
عليهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (يتفيؤوا ظلاله) *
قال ظل كل شئ فيئه قال وظل كل شئ سجوده عن اليمين والشمائل
فاليمين أول النهار والشمائل آخر النهار.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (داخرون) *
قال صاغرون.
356

معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وله الدين واصبا) * قال
دائما ألا ترى أنه يقول * (ولهم عذاب واصب) * أي دائم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولله المثل الأعلى) *
قال شهادة أن لا إله إلا الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة * (أن لهم النار وأنهم مفرطون) *
قال قد فرطوا في النار أي معجلون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أن لهم
الحسنى) * قال الغلمان.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (تتخذون منه
سكرا ورزقا حسنا) * قال السكر هي خمور الأعاجم ونسخت في
سورة المائدة والرزق الحسن ما ينتبذون ويخللونه ويأكلون.
عبد الرزاق عن الثوري عن الأسود بن قيس عن عمر بن سفيان عن ابن
عباس قال سئل عن هذه الآية * (تتخذون منه سكرا ورزقا
حسنا) * قال السكر ما حرم من ثمرها والرزق الحسن ما حل من
ثمرها.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى * (وأوحى ربك إلى النحل) *
قال قذف في أنفسها.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ذللا) * قال
مطيعة.
معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فيه شفاء للناس) * قال جاء
357

رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أن أخاه اشتكى بطنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهب
فاسق أخاك عسلا ثم جاءه فقال ما زاده إلا شدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم
اذهب فاسق أخاك عسلا فقد صدق الله وكذب بطن أخيك
فسقى له فكأنما نشط من عقال فبرأ.
معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فما الذين فضلوا برادي
رزقهم) * قال هذا الذي فضل في المال والولد لا يشرك عبد في
ماله وزوجه يقول فقد رضيت بذلك لله ولم ترض به لنفسك فجعلت
لله شريكا في ملكه وخلقه.
عبد الرزاق عن معمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة في قوله تعالى
* (بنين وحفدة) * قال الحفدة من يخدمك من ولدك وولد
ولدك.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش
قال قال عبد الله بن مسعود أتدري ما الحفدة يا زر؟ قال قلت نعم هم
حفاد الرجل من ولده وولد ولده قال لا هم الأصهار.
عبد الرزاق عن ابن التيمي عن أبيه عن الحسن قال الحفدة الخدم.
358

عبد الرزاق عن معمر عن قتاد في قوله تعالى * (عبدا مملوكا لا
يقدر على شئ) * قال هو الكافر لا يعمل بطاعة الله ولا ينفق
خيرا قال * (ومن رزقه الله منا رزقا حسنا) * قال هو المؤمن
يطيع الله في نفسه وماله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أبكم لا يقدر
على شئ) * قال الوثن * (هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل) *
فالله يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وما أمر الساعة
إلا كلمح البصر) * قال هو أن يقول كن فهو كلمح البصر أو هو
أقرب فأمر الساعة كلمح البصر أو هو أقرب.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أثاثا) * قال هو
المال * (ومتاعا إلى حين) * يقول أجل وبلغة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (سرابيل تقيكم
الحر) * قال هي من القطن والكتان * (وسرابيل تقيكم
بأسكم) * قال هي سرابيل من حديد.
معمر عن قتادة في قوله تعالى * (دخلا بينكم) * قال خيانة
بينكم.
359

عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم بن مالك الجزري عن أبي عبيدة بن
محمد بن عمار بن ياسر في قوله تعالى * (إلا من أكره وقلبه مطمئن
بالإيمان) * قال أخذ المشركون عمار بن ياسر فعذبوه حتى قاربهم في
بعض ما أرادوا فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم كيف تجد
قلبك؟ قال مطمئن بالإيمان ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم فإن عادوا
فعد.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (قرية كانت آمنة
مطمئنة) * قال هي مكة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وعلى الذين
هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل) * قال هو الذي في
سورة الأنعام * (وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر
والغنم) * الآية.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (كان أمة قانتا لله) *
قال إمام مطيع لله.
عبد الرزاق عن الثوري عن إسماعيل بن سميع عن أبي الربيع عن ابن
عباس في قوله تعالى * (فلنحيينه حياة طيبة) * قال الرزق
الطيب في الدنيا ولنجزينهم أجرهم في الآخرة.
الثوري عن فراس عن الشعبي عن مسروق قال قرئت عند ابن
360

مسعود * (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله) * فقال إن معاذا كان
أمة قانتا لله قال فأعادوا عليه قال فأعاد عليهم ثم قال أتدرون ما
الأمة؟ الذي يعلم الناس الخير والقانت الذي يطيع الله ورسوله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وإن عاقبتم
فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) * قال مثل بالمسلمين يوم أحد فقال
* (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير
للصابرين) * ثم قال بعد ذلك * (واصبر وما صبرك إلا
بالله) *.
عبد الرزاق عن الثوري عن خالد عن ابن سيرين قال * (وإن
عاقبتم فعاقبوا) * يقول إن أخذ الرجل منك شيئا فخذ منه مثله.
عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال إن أخذ منك شيئا
فخذ منه مثله.
قال عبد الرزاق قال سفيان الثوري ويقول إن أخذ منك دينارا فلا
تأخذ منه إلا دينارا وإن أخذ منك شيئا فلا تأخذ إلا مثل ذلك.
عبد الرزاق عن ابن التيمي عن داود عن الشعبي قال لا تخن من خانك
أكثرا مما خانك فإن أخذت منه مثل ما أخذ منك فليس عليك بأس.
عبد الرزاق قال سمعت هشاما يحدث عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا
361

تخن من خانك وأد الأمانة إلى من ائتمنك.
عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني من سمع مجاهدا يقول في قوله
تعالى * (إنما جعل السبت) * قال أرادوا الجمعة فأخذوا السبت
مكانه.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق
عن عبد الله بن مسعود قال في قوله تعالى * (الذين كفروا وصدوا
عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب) * قال زيدوا عقارب
أنيابها أمثال النخل الطوال.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن أبان بن تغلب عن مجاهد في قوله تعالى
* (تبيانا لكل شئ) * قال مما أحل الله وحرم عليهم.
عبد الرزاق عن معمر قال سمعت أن مسيلمة أخذ رجلين من أهل
الاسلام فقال لأحدهما أتشهد أن محمد رسول الله؟ قال نعم وكان
مسيلمة لا ينكر أن محمدا رسول الله ويقول هو نبي وأنا نبي قال فقال
له أتشهد أن مسيلمة رسول الله؟ قال نعم فتركه ثم جئ بالآخر
فقال أتشهد أن محمدا رسول الله؟ فقال نعم قال أتشهد أن مسيلمة
رسول الله؟ قال إني أصم فقال أسمعوه فقال مثل مقالته الأولى فقال
إذا ذكروا لك محمدا سمعت وإذا ذكروا لك مسيلمة قلت إني أصم اضربوا
362

عنقه قال فضربوا عنقه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال أما هذا فقد بقي
على يقين وأما الآخر فأخذ بالرخصة.
عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان في قوله تعالى * (يوم تأتي كل
نفس تجدل عن نفسها) * قال سمعت علي بن زيد بن جدعان يحدث
عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال أنا كعب أن عمر قال له يا
كعب خوفنا قال قلت يا أمير المؤمنين أليس فيكم كتاب الله وسنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم والحكمة؟ قال بلى ولكن خوفنا قال قلت يا أمير
المؤمنين اعمل عمل رجل لو وافيت يوم القيامة بعمل سبعين نبيا لازدريت
عملك مما ترى قال فأطرق عمر مليا ثم أفاق ثم قال زد يا كعب
قال قلت يا أمير المؤمنين لو فتح قدر منخر ثور من جهنم بالمشرق ورجل
بالمغرب لغلي دماغه حتى يسيل من شدة حرها قال فأطرق مليا ثم
أفاق فقال زد يا كعب قال قلت يا أمير المؤمنين إن جهنم لتزفر
يوم القيامة زفرة ما يبقى ملك مقرب ولا نبي مصطفى إلا خر جاثيا على
ركبتيه حتى إن إبراهيم خليل الله ليخر جاثيا لركبتيه يقول لا
أسألك إلا نفسي قال فأطرق عمر مليا ثم أفاق قال قلت يا
363

أمير المؤمنين أليس هذا في كتاب الله؟ قال كيف؟ قال قلت
* (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها) * الآية.
عبد الرزاق عن الثوري عن رجل عن الحسن * (إن الله مع الذين
اتقوا والذين هم محسنون) * قال اتقوا الله فيما حرم عليهم وأحسنوا
فيما افترض عليهم.
* * *
364

سورة بني إسرائيل
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرزاق عن معمر قال حدثني أبو هارون العبدي عن أبي سعيد
الخدري في قوله تعالى * (سبحن الذي أسرى بعبده ليلا من
المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) * قال حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن
ليلة أسري به قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيت بدابة هي أشبه الدواب بالبغل
له أذنان مضطربتان وهو البراق وهو الذي كانت تركبه الأنبياء قبلي
فركبته فانطلق تقع يده عند منتهى بصره فسمعت نداء عن يميني يا محمد
على رسلك أسألك فمضيت ولم أعرج عليه ثم سمعت نداء عن شمالي يا
محمد على رسلك أسألك فمضيت ولم أعرج عليه ثم استقبلتني امرأة عليها من
كل زينة الدنيا رافعة يدها تقول على رسلك أسألك فمضيت ولم أعرج
عليها ثم أتيت بيت المقدس أو قال المسجد الأقصى فنزلت عن الدابة
فأوثقتها بالحلقة التي كانت الأنبياء توثق بها ثم دخلت المسجد فصليت فيه
فقال لي جبريل ما رأيت في وجهك؟ فقلت سمعت نداء عن يميني أن
يا محمد على رسلك أسألك فمضيت ولم أعرج عليه قال ذاك داعي
اليهود أما إنك لو وقفت عليه تهودت أمتك قلت ثم سمعت نداء عن
يساري أن يا محمد على رسلك فمضيت ولم أعرج عليه قال ذاك داعي
365

النصارى أما إنك لو وقفت عليه لتنصرت أمتك ثم استقبلتني امرأة عليها من
كل زينة الدنيا رافعة يديها تقول على رسلك يا محمد أسألك فمضيت
ولم أعرج عليها قال تلك الدنيا تزينت لك أما إنك لو وقفت عليها
اختارت أمتك الدنيا على الآخرة ثم أتيت بإناءين أحدهما فيه لبن والآخر
فيه خمر فقيل لي اشرب أيهما شئت فأخذت اللبن فشربته فقال أصبت
الفطرة أو أخذت الفطرة.
قال معمر وأخبرني الزهري عن ابن المسيب أنه قيل له أما إنك لو
أخذت الخمر غوت أمتك ثم قال أبو هارون عن أبي سعيد الخدري في
حديثه قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم جئ بالمعراج الذي كانت تعرج فيه أرواح بني
آدم فإذا أحسن ما رأيت ألم تروا إلى الميت كيف يحدج ببصره إليه
فعرج بنا فيه حتى انتهينا إلى باب السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل
من هذا؟ قال جبريل قيل ومن معه؟ قال محمد قيل أوقد
أرسل إليه؟ قال نعم ففتحوا لي وسلموا علي وإذا ملك موكل يحرس
السماء يقال له إسماعيل معه سبعون ألف ملك مع كل منهم مائة ألف
ثم قرأ * (وما يعلم جنود ربك إلا هو) * وإذا أنا برجل كهيئته
يوم خلقه الله لم يتغير منه شئ وإذا هو تعرض عليه أرواح ذريته فإذا
كان روح مؤمن قال روح طيب وريح طيبة اجعلوا كتابه في عليين
فإذا كان روح كافر قال روح خبيث وريح خبيثة اجعلوا كتابه في
سجين قلت يا جبريل من هذا؟ قال أبوك آدم فسلم علي ورحب
366

بي قال مرحبا بالابن الصالح ثم نظرت فإذا أنا بقوم لهم مشافر
كمشافر الإبل وقد وكل بهم من يأخذ بمشافرهم ثم يجعل في أفواههم صخرا
من نار يخرج من أسافلهم قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء
* (الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم
نارا) * قال ثم نظرت فإذا أنا بقوم يحذى من جلودهم ويدس في
أفواههم ويقال كلوا كما أكلتم فإذا أكره ما خلق الله لهم ذلك
قلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء الهمازون الذين يأكلون لحوم
الناس قال ثم نظرت فإذا أنا بقوم على مائدة عليها لحم مشوي كأحسن ما
رأيت من اللحم وإذا حولهم جيف منتنة فجعلوا يميلون على الجيف
يأكلون منها ويدعون ذلك اللحم فقلت يا جبريل من هؤلاء؟ قال
هؤلاء الزناة عمدوا إلى ما حرم الله عليهم وتركوا ما أحل الله لهم ثم نظرت
فإذا أنا بقوم لهم بطون كأنها البيوت وهم على سابلة آل فرعون فإذا مر
بهم آل فرعون فيميل بأحدهم بطنه فيقع فيتوطؤهم آل فرعون بأرجلهم
367

وهم يعرضون على النار غدوا وعشيا قلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال
هؤلاء أكلة الربا ربا في بطونهم فمثلهم كمثل الذي يتخبطه الشيطان من
المس ثم نظرت فإذا أنا بنساء معلقات بثديهن ونساء منكسات بأرجلهن
قلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال هن اللائي يزنين ويقتلن أولادهن ثم صعدنا
إلى السماء الثانية فإذا بيوسف وحوله تبع كثير من أمته ووجهه مثل
القمر ليلة البدر فسلم علي ورحب بي ثم مضينا إلى السماء الثالثة فإذا أنا
بابني الخالة يحيى وعيسى شبيهان أحدهما بصاحبه ثيابهما وشعرهما
فسلما علي ورحبا بي ثم مضينا إلى السماء الرابعة فإذا أنا بإدريس فسلم علي
ورحب بي فقال النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى * (ورفعناه مكانا
عليا) * ثم مضينا إلى السماء الخامسة فإذا أنا بهارون المحبب في قومه
وحوله تبع كثير من أمته فوصفه النبي صلى الله عليه وسلم طويل اللحية تكاد لحيته تمس
سرته فسلم علي ورحب بي ثم مضينا إلى السماء السادسة فإذا أنا بموسى فسلم
علي ورحب بي فوصفه النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل كثير الشعر لو كان عليه
قميصان خرج شعره منهما فقال موسى يزعم الناس أني أكرم الخلق على الله
وهذا أكرم على الله مني ولو كان وحده لم أبال ولكن كل نبي ومن تبعه
من أمته ثم مضينا إلى السماء السابعة فإذا أنا بإبراهيم وهو جالس مسند ظهره
إلى البيت المعمور فسلم علي وقال مرحبا بابني الصالح وقال إن هذا
مكانك ومكان أمتك ثم تلا * (إن أولى الناس بإبراهيم للذين
368

اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين) * قال ثم
دخلت البيت المعمور فصليت فيه فإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف
ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة ثم نظرت فإذا أنا بشجرة إن كانت
الورقة منها لمغطية هذه الأمة وإذا في أصلها عين تجري فانشعبت شعبتين
قلت ما هذا يا جبريل؟ قال أما هذا فهو نهر الرحمة وأما هذا فهو
الكوثر الذي أعطاكه الله فقال فاغتسلت في نهر الرحمة فغفر لي ما
تقدم من ذنبي وما تأخر ثم أخذت على الكوثر حتى دخلت الجنة فإذا
فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وإذا فيها رمان
كأنها جلود الإبل المقتبة وإذا فيها طير كأنها البخت فقال أبو بكر يا
رسول الله إن تلك الطير لناعمة قال آكلها أنعم منها يا أبا بكر وإني
لأرجو أن تأكل منها قال ورأيت جارية فسألتها لمن أنت؟ فقالت
لزيد بن حارثة فبشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا قال ثم إن الله تبارك
وتعالى أمرني بأمره وفرض علي خمسين صلاة فمررت على موسى فقال
بم أمرك ربك قلت فرض علي خمسين صلاة قال ارجع إلى ربك
فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يقومون لهذا فرجعت إلى ربي فسألته
فوضع عني عشرا ثم رجعت إلى موسى فلم أزل أرجع إلى ربي إذا مررت
بموسى حتى فرض علي خمس صلوات فقال لي موسى ارجع إلى ربك
فاسأله التخفيف فقلت لقد رجعت حتى استحييت أو قال قلت ما أنا
براجع قال فقيل لي إن لك بهذه الخمس صلوات خمسين صلاة، الخمسة
369

بعشرة أمثالها ومن هم بحسنة ثم لم يعملها كتبت له حسنة ومن عملها
كتبت عشرا ومن هم بسيئة ولم يعملها لم يكتب عليه شئ فإن عملها
كتبت واحدة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن سالم عن معدان بن أبي طلحة عن
ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا عند عقر حوضي أذود الناس عنه
لأهل اليمين إني لأضربهم بعصاي حتى يرفضوا عنه وإنه ليغت فيه
ميزابان من الجنة أحدهما من ورق والاخر من ذهب طوله ما بين بصرى
وصنعاء أو ما بين أيلة ومكة أو مقامي هذا إلى عمان.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن رجل عن أبي هريرة قال قال
النبي صلى الله عليه وسلم ليردن علي ناس من أصحابي حتى إذا رأيتهم ورأوني
فليحلون عن الحوض يعني ينحون فلأقولن أي رب أصحابي أصحابي
فيقال إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري
370

عبد الرزاق عن معمر عن الحسن قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليرفعن لي
ناس من أصحابي حتى إذا رأيتهم ورأوني اختلجوا دوني فلأقولن أي رب
أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال
سمعت جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قمت في الحجر حين
كذبني قومي ليلة أسري بي فأثنيت على ربي وسألته أن يمثل لي بيت
المقدس فرفع لي فجعلت أنعت لهم آياته.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف لأصحابه قبل ليلة أسرى به إبراهيم وموسى وعيسى قال
أما إبراهيم فلم أر رجلا أشبه بصاحبكم منه وأما موسى فرجل آدم طوال
جعد أقنى كأنه من رجال شنوءة وأما عيسى فرجل أحمر بين القصير
والطويل سبط الشعر كثير خيلان الوجه كأنه خرج من ديماس تخال
371

رأسه يقطر ماء وما به ماء أشبه من رأيت به عروة بن مسعود.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بالبراق ليلة
أسرى به مسرجا ملجما ليركبه فاستصعب عليه فقال له جبريل ما يحملك
على هذا؟ فوالله ما ركبك أحد قط أكرم على الله منه فأرفض
عرقا.
نا عبد الرزاق عن ابن عيينة عن مسعر عن عاصم بن أبي النجود عن زر
ابن حبيش قال ذكر عند حذيفة المسجد الأقصى فقلت قد صلى فيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنت تقول ذلك يا صلع؟ قلت نعم بيني
وبينك القرآن فاقرأه قال فقرأ * (سبحان الذي أسرى بعبده
ليلا) * الآية قال هل تجده صلى فيه؟ قلت لا قال حذيفة لو
صلى فيه لكتبت عليكم صلاة فيه كما كتبت عند المسجد الحرام ثم قال
حذيفة أتي بدابة طوال هكذا وأنشأ بيده خطوه مد البصر فما زايلا ظهر
البراق حتى رأيا الجنة والنار ووعده أجمع ثم رجع عودهما على بدئهما
ويحدثون أنه ربطه لئلا يفر منه وإنما سخره له عالم الغيب والشهادة.
372

عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن عمر بن نبهان عن قتادة عن أنس
قال إن النبي صلى الله عليه وسلم حيث أسري به مر بقوم تقض شفاههم بمقاريض من نار.
فكلما قصت عادت قال قلت يا جبريل من هؤلاء؟ قال هؤلاء
خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يعملون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ذرية من حملنا مع
نوح) * إنه يقال بنوه ثلاثة ونساؤهم وامرأته.
قال عبد الرزاق قال معمر وأخبرني يونس بن حيان عن مجاهد
قال بنوه ثلاثة ونساؤهم ونوح ولم يكن معهم امرأته.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (لتفسدن في
الأرض مرتين) * قال أما المرة الأولى فسلط الله عليهم جالوت حين بعث
طالوت ومعه داود فقتله داود ثم ردت الكرة لبني إسرائيل ثم جاء وعد
الآخرة من المرتين * (ليسوؤوا وجوهكم) * قال ليقبحوا وجوهكم
* (وليتبروا ما علوا تتبيرا) * قال ليدمروا ما علوا تدميرا قال
هو بخت نصر قال وبعث عليهم في المرة الآخرة ثم قال * (عسى
ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا) * فعادوا فبعث الله عليهم محمدا
صلى الله عليه وسلم فهم يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إنه كان عبدا
373

شكورا) * قال كان إذا لبس ثوبا قال بسم الله وإذا أخلقه قال
الحمد لله.
عبد الرزاق عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي قال شكره أن
يسمي الله إذا أكل ويحمده إذا فرغ.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال إذا
كان يوم القيامة جمع الله أهل الفترة والمعتوه والأصم والأبكم والشيوخ الذين لم
يدركوا الاسلام ثم أرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار قال فيقولون
كيف ولم يأتنا رسول؟ قال وأيم الله لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما
ثم يرسل إليهم فيطيعه من كان يريد أن يطيعه قال ثم قال أبو هريرة
اقرؤوا إن شئتم * (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) *.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وجعلنا جهنم
للكافرين حصيرا) * قال محبسا حصروا فيها وقال الحسن حصيرا
فراشا مهادا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ويدع الانسان
بالشر دعاءه بالخير) * قال يدعو على نفسه بما استجيب له هلك
أو على خادمه أو على ماله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وكل انسان
ألزمناه طائره في عنقه) * قال عمله ويخرج ذلك العمل كتابا
يلقاه منشورا قال معمر وقال الحسن طائره عمله شقاوة أو سعادة.
374

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وإذا أردنا أن نهلك
قرية أمرنا مترفيها) * قال أكثرنا.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن
زينب بنت جحش قالت دخل النبي صلى الله عليه وسلم يوما على زينب وهو يقول لا
إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج
ومأجوج مثل هذا وحلق إبهامه والتي تليها قالت يا رسول الله أنهلك
وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال قال معاذ بن جبل
اخرجوا من اليمن قبل ثلاث قبل خروج النار وقبل انقطاع الحبل
وقبل ألا يكون لأهلها زاد إلا الجراد.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال تخرج نار من اليمن
تسوق الناس تغدو وتروح وتدلج.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال تخرج نار بأرض الحجاز تضئ
أعناق الإبل ببصرى.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة يرويه قال تخرج نار من مشارق
الأرض تسوق الناس إلى مغاربها سوق البرق الكسير تقيل معهم إذا قالوا
وتبيت معهم إذا باتوا وتأكل من تخلف.
375

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وما كان عطاء ربك
محظورا) * قال منقوصا.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال ليأتين على الناس
زمان وخير منازلهم التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم البادية.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وقضى ربك ألا تعبدوا
إلا إياه) * قال أمروا ألا يعبدوا إلا الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في حرف ابن مسعود ووصى ربك ألا تعبدوا إلا
إياه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فإنه كان للأوابين
غفورا) * قال للمطيعين المصلين.
عبد الرزاق عن الثوري عن معمر عن يحيى بن سعيد بن المسيب قال
الأواب الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب.
عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن مجاهد قال الأواب الذي يذكر
ذنوبه في الخلاء فيستغفر الله منها.
أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن
عبيد بن عمير في قوله تعالى * (فإنه كان للأوابين غفورا) * قال
376

كنا نعد الأواب الحفيظ أن يقول اللهم اغفر لي ما أصبت في مجلسي هذا
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فقل لهم
قولا ميسورا) * قال عدهم خيرا.
عبد الرزاق قال معمر وقال الحسن قل لهم قولا سهلا قال أنا
معمر عن قتادة * (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) * قال في
النفقة يقول لا تمسك عن النفقة * (ولا تبسطها كل البسط) *
يقول لا تبذر تبذيرا * (فتقعد ملوما) * في عباد الله
* (محسورا) * يقول نادما على ما فرط منك.
عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله * (ولا تقتلوا
أولادكم خشية إملاق) * قال كانوا يقتلون البنات خشية الفاقة.
عبد الرزاق قال أنا الثوري عن حصيف عن سعيد بن جبير في قوله
تعالى * (فلا يسرف في القتل) * قال لا يقتل رجلان برجل.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فلا يسرف في
القتل) * يقول لا تقتل غير قاتلك ولا تمثل به * (إنه كان
منصورا) *.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولا تقربوا
مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) * قال كانوا لا يخالطوهم في مال
377

ولا مأكل ولا مشرب ولا مركب حتى نزلت * (وإن تخالطوهم
فإخوانكم) *.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ذلك خير
وأحسن تأويلا) * قال عاقبة وثوابا.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولا تقف ما
ليس لك به علم) * قال لا تقل رأيت ولم تر وسمعت ولم تسمع
وعلمت ولم تعلم.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولا تمش في
الأرض مرحا) * قال لا تمش كبرا ولا فخرا فإن ذلك لا يبلغ بك أن
تبلغ الجبال طولا ولا أن تخرق الأرض تكبرا وفخرا.
قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ملوما مدحورا) *
قال ملوما في عباد الله مدحورا في النار.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (واتخذ من
الملائكة إناثا) * قال قالت اليهود الملائكة بنات الجن.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إذا لابتغوا
إلى ذي العرش سبيلا) * قال لابتغوا التقرب إليه مع أنه ليس كما
يقولون.
378

قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وإن من شئ إلا
يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) * قال كل شئ فيه الروح يسبح من شجرة أو شئ فيه الروح.
قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (حجابا مستورا) *
قال هي الأكنة.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الكلبي في قوله تعالى * (أو خلقا مما
يكبر في صدوركم) * قال لو كنتم الموت لأماتكم.
عبد الرزاق قال أنا معمر قال بلغني عن سعيد بن جبير أنه قال هو
الموت.
قال عبد الرزاق قال معمر وقال مجاهد السماء والأرض والجبال.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فسينغضون إليك
رؤوسهم) * قال يحركون به رؤوسهم.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أولئك
الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة) * قال قال ابن
مسعود هم قوم عبدوا الجن فأسلم أولئك الجن قال الله * (أولئك الذين
يدعون يبتغون) *.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله * (الوسيلة) * قال
القربة والزلفة.
عبد الرزاق قال أنا ابن عيينة عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر
379

قال قال عبد الله بن مسعود كان ناس يعبدون نفرا من الجن فأسلم
أولئك الجنيون وثبت الإنس على عبادتهم فقال * (أولئك الذين يدعون
يبتغون إلى ربهم الوسيلة) * الآية.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وإذ قلنا لك
إن ربك أحاط بالناس) * قال منعك من الناس.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وما جعلنا
الرؤيا التي أريناك) * قال الرؤيا التي أراه الله في المقدس حين أسري
به فكان ذلك الفتنة للكفار.
عبد الرزاق قال أنا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس في
قوله تعالى * (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) *
قال هي رؤيا عين رآها ليلة أسري به.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري أنهم ذهبوا إلى أبي بكر فقالوا إن
صاحبك يقول أنه قد ذهب إلى بيت المقدس في ليلة ورجع فقال أو قال
ذلك؟ قالوا نعم قال فأشهد لئن كان قال ذلك لقد صدق فقالوا
أتصدقه في أن ذهب إلى بيت المقدس في ليلة ورجع؟ قال نعم أصدقه بما
هو أبعد من ذلك في خبر السماء غدوة أو عشية فسمي الصديق لذلك.
عبد الرزاق وقال معمر وقال الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن
عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قمت في الحجر حين كذبني قومي فرفع لي بيت
380

المقدس حتى جعلت أنعت لهم آياته.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (والشجرة
الملعونة في القرآن) * قال الزقوم قال وذلك أن المشركين قالوا
يخبرنا محمد أن في النار شجرة والنار تأكل الشجر ولا تدع منه شيئا
فذلك فتنة لهم.
عبد الرزاق قال أنا إسرائيل عن فرات القزاز قال سألت سعيد بن
جبير عن الشجرة الملعونة في القرآن فقال شجرة الزقوم.
عبد الرزاق قال أنا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس
قال هي الزقوم.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (واستفزز
من استطعت منهم بصوتك) * قال بدعائك * (وأجلب
عليهم بخيلك ورجلك) * قال إن له خيلا ورجالا من الجن
والإنس هم الذين يطيعونه.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وشاركهم
في الأموال والأولاد) * قال قد فعل أما في الأموال فأمرهم أن يجعلوها
بحيرة وسائبة ووصيلة وحاميا وأما في الأولاد فإنهم هودوهم ونصروهم
ومجسوهم.
قال عبد الرزاق قال معمر وقال الحسن * (وشاركهم في
381

الأموال) * أمرهم أن يكسبوها من خبيث وينفقوها في حرام.
عبد الرزاق قال معمر قال قتادة في قوله تعالى * (ربكم الذي
يزجى لكم الفلك في البحر) * قال يسيرها في البحر * (فيرسل
عليكم قاصفا من الريح) * قال * (ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا) *
يقول لا يتبعنا أحد بشئ من ذلك.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن زيد بن أسلم في قوله تعالى * (ولقد
كرمنا بني آدم) * الآية قال قالت الملائكة يا ربنا أعطيت بني
آدم الدنيا يأكلون فيها وينعمون ولم تعطنا ذلك فأعطناه في الآخرة
فقال وعزتي لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن
فيكون.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (يوم ندعوا
كل أناس بإمامهم) * يقول بأنبيائهم.
قال معمر وقال الحسن بكتابهم الذي فيه أعمالهم.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولا يظلمون
فتيلا) * قال الذي في شق النواة.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ومن كان في
382

هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى) * قال في الدنيا أعمى عما أراه
الله من آياته من خلق السماوات والأرض والجبال والنجوم فهو في
الآخرة) * الغائبة التي لم يراها * (أعمى وأضل سبيلا) *.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وإن كادوا
ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره) *
قال أطافوا به ليلة فقالوا أنت سيدنا وابن سيدنا فأرادوه على بعض ما
يريدون فهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقاربهم في بعض ما يريدون ثم عصمه الله
قال فذلك قوله * (لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا) * للذي
أرادوا فهم أن يقاربهم فيه.
عبد الرزاق قال أخبرنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله
تعالى * (أعمى) * قال أعمى عن حجته في الآخرة.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إذن لأذقناك
ضعف الحياة وضعف الممات) * قال عذاب الدنيا وعذاب الآخرة.
عبد الرزاق قال انا جعفر بن سليمان بن دينار قال سألت
أبا الشعثاء عن قوله * (ضعف الحياة وضعف الممات) * قال
ضعف عذاب الدنيا وضعف عذاب الآخرة.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى
* (ليستفزونك من الأرض) * قال قد فعلوا بعد ذلك
383

فأهلكهم الله يوم بدر فلم يلبثوا بعده إلا قليلا حتى أهلكهم الله يوم بدر
كذلك كانت سنة الله في الرسل إذا فعل بهم قومهم مثل ذلك.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أقم الصلاة
لدلوك الشمس) * قال دلوكها حتى تزيغ عن بطن السماء
و * (غسق الليل) * صلاة المغرب * (وقرءان الفجر) * صلاة
الفجر قال قتادة وأما قوله * (كان مشهودا) * فيقول ملائكة
الليل وملائكة النهار يشهدون تلك الصلاة.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر في قوله
تعالى * (لدلوك الشمس) * قال دلوكها ميلها بعد نصف النهار
وهو وقت الظهر.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه وعن إسماعيل بن
شروس عن عكرمة قالا دلوكها غروبها.
عبد الرزاق قال أخبرني ابن جريج قال قلت لعطاء ما دلوكها؟
قال ميلها قال قلت فما غسق الليل؟ قال أوله حين يدخل
عبد الرزاق قال أخبرني الثوري عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله
أنه قال حين غربت الشمس دلكت براح يعني براح مكانا.
عبد الرزاق قال أخبرني الثوري عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس
384

قال دلوكها غروبها.
عبد الرزاق قال أنا معمر في قوله تعالى * (لدلوك الشمس) *
قال أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم عن ابن لهيعة قال جئت أبا هريرة
وهو في المسجد الحرام جالس قال عبد الله صفه لي؟ قال كان رجلا آدم
ذا طمرين بعيد ما بين المنكبين أفشع الثنيتين يعني أفرق فقلت
أخبرني عن أمر الأمور له تبع عن صلاتنا التي لا بد لنا منها قال ممن
أنت؟ قلت من قوم شمروا بطاعتهم واشتملوا بها قال ممن؟ قلت من
ثقيف قال فأين أنت من عمرو بن أوس قال قلت رأيت مكان
عمرو ولكني جئت لأسألك قال أتقرأ من القرآن شيئا قال قلت
نعم قال اقرأ قال فقرأت فاتحة القرآن قال فقال هذه السبع المثاني
التي يقول الله * (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن
العظيم) * ثم قال أتقرأ سورة المائدة؟ قال قلت نعم قال فاقرأ
علي آية الوضوء فقرأتها عليه قال فقال ما أراك إلا وقد علمت وضوء
الصلاة أما سمعت الله يقول * (أقم الصلاة لدلوك الشمس) *
أتدري ما دلوكها؟ قال قلت إذا زالت الشمس عن بطن
السماء أو عن كبد السماء بعد نصف النهار قال نعم قال فصل حينئذ الظهر ثم صل
العصر والشمس بيضاء تجد لها مسا قال فهل تدري ما غسق الليل؟
قال قلت نعم غروب الشمس قال نعم قال فاحدرها في إثرها ثم
385

أحدرها في إثرها وصل صلاة العشاء إذا ذهب الشفق وادلأم الليل من
هنا فصل وأشار إلى المشرق فيما بينك وبين ثلث الليل وما عجلت بعد
ذهاب بياض الأفق فهو أفضل وصل صلاة الفجر إذا طلع الفجر أتعرف
الفجر؟ قال قلت نعم قال ليس كل الناس تعرفه قال قلنا إذا
اصطفق الأفقان بالبياض قال نعم فصلها حينئذ إلى الشرق وقال في
حديثه وإياك والحبوة والإقعاء وتحفظ من السهو حتى تفرغ من
المكتوبة قال قلت فأخبرني عن الصلاة الوسطى قال اما سمعت
الله يقول (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرءان
الفجر) قال * (ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات
لكم) * فذكر الصلوات كلها ثم قال * (حافظوا على الصلوات والصلاة
الوسطى) * ألا وهي العصر ألا وهي العصر.
عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (نافلة لك) * قال
تطوعا وفضيلة.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (مقاما
محمودا) * قال هو الشفاعة يشفعه الله في أمته.
عبد الرزاق أنا معمر عن الحسن في قوله * (مخرج
صدق) * من مكة إلى المدينة ومدخل صدق قال الجنة.
386

عبد الرزاق قال الثوري ومعمر عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر
قال سمعت حذيفة يقول * (عسى أن يبعثك ربك مقاما
محمودا) * قال يجمع الله الناس في صعيد واحد حيث يسمعهم الداعي
وينفذهم البصر حفاة عراة كما خلقوا سكوتا لا تكلم نفس إلا بإذنه
فينادي محمد فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك
والمهدي من هديت وعبدك بين يديك وبك وإليك لا ملجأ ولا منجا منك
إلا إليك تباركت ربنا وتعاليت سبحانك رب البيت قال فذلك المقام
المحمود الذي ذكر الله * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) *.
عبد الرزاق قال أنا الثوري عن الأعمش عن ذكوان قال بلغني أن
الناس يحشرون يوم القيامة هكذا ووضع رأسه ووضع يده اليمنى على كوع
اليسرى ونحى شيئا.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إذا كان يوم القيامة مد الله الأرض مد الأديم حتى لا يكون لبشر من
الناس إلا موضع قدميه قال النبي صلى الله عليه وسلم فأكون أول من يدعى وجبريل عن
يمين الرحمن والله ما رآه قبلها قال فأقول يا رب إن هذا أخبرني أنك
أرسلته إلي فيقول الله صدق ثم أشفع فأقول يا رب عبادك عبدوك في أطراف
الأرض قال وهو المقام المحمود.
387

عبد الرزاق قال أخبرني الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي
معمر عن ابن مسعود قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت ثلاث
مائة وستون صنما فجعل يطعنها ويقول * (جاء الحق وزهق الباطل إن
الباطل كان زهوقا) *.
عبد الرزاق قال أخبرني معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي دعوة يدعو بها وإنني أريد أن
أخبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة والحسن في قوله تعالى
* (ويسئلونك عن الروح) * قال هو جبريل قال قتادة وكان
ابن عباس يكتمه.
عبد الرزاق قال أنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله
تعالى * (ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى) *
قال هو ملك واحد له عشرة آلاف جناح جناحان ما بين المشرق
والمغرب له ألف وجه في كل وجه ألف وجه لكل وجه لسان وعينان
وشفتان تسبحان الله إلى يوم القيامة.
عبد الرزاق قال أنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال ما بين
منكبي جبريل خفق طائر خمس مائة عام.
388

عبد الرزاق قال أنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال لله لوح
محفوظ مسيرة مائة عام له دفتان من ياقوت أحمر والدفتان لوحان الله
ينظر فيه كل يوم ثلاث مائة وستين نظرة يمحو الله ما يشاء ويثبت عنده
أم الكتاب.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (مدخل
صدق) * قال المدينة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (مدخل صدق) *
قال المدينة و * (مخرج صدق) * قال مكة.
معمر عن قتادة في قوله تعالى * (جاء الحق) * قال جاء القرآن
* (وزهق الباطل) * قال هلك الباطل وهو الشيطان.
عبد الرزاق معمر عن قتادة في قوله تعالى * (حتى تفجر لنا من
الأرض ينبوعا) * قال عيونا.
معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أو تسقط السماء كما زعمت علينا
كسفا) * قال قطعا.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أو تأتي بالله
والملائكة قبيلا) * قال عيانا.
عبد الرزاق قال أنا إسرائيل عن أبي إسحاق وابن عيينة عن أصحابه
عن أبي إسحاق عن رجل من بني تميم أنه قال لابن عباس ما * (ولا
389

يظلمون فتيلا) * قال ففت بين أصبعيه فخرج بينهما شئ فقال
هو هذا.
قال أخبرني الثوري عن رجل عن الحكم قال قال لي مجاهد كنا لا
ندري ما الزخرف حتى رأيناه في قراءة ابن مسعود أو يكون له بيت من
ذهب.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أو يكون لك بيت
من زخرف) * قال بيت من ذهب.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (عميا
وبكما) * قال البكم الخرس.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (كلما خبت
زدناهم سعيرا) * قال كلما لان منها شئ.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى * (خشية
الانفاق) * قال الفاقة.
قال أنا معمر عن قتادة عن ابن عباس في قوله * (تسع آيات
بينات) * قال هي متتابعات وهي في سورة الأعراف * (ولقد
أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات) * قال السنين
لأهل البوادي ونقص من الثمرات لأهل القرى فهاتان آيتان
* (الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم) * فهذه خمس
390

ويد موسى إذ أخرجها بيضاء من غير سوء والسوء البرص وعصاه إذ
ألقاها فإذا هي ثعبان مبين.
عبد الرزاق قال معمر وقال الحسن * (ولقد أخذنا آل فرعون
بالسنين ونقص من الثمرات) * قال هذه آية واحدة والطوفان
والجراد والقمل والضفادع والدم ويد موسى وعصا موسى إذ ألقاها فإذا هي
ثعبان مبين وإذ ألقاها فإذا هي تلقف ما يأفكون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله * (مثبورا) * قال
مهلكا.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (جئنا بكم
لفيفا) * قال جميعا.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وقرآنا
فرقناه) * قال نزل متفرقا ولم ينزل جمعا كان بين أوله وآخره نحو
من عشرين سنة.
عبد الرزاق قال أنا الثوري عن عبيدة عن مجاهد في قوله * (لتقرأه على
الناس على مكث) * قال على تؤدة.
عبد الرزاق قال أخبرني الثوري أيضا قال أخبرني منصور عن مجاهد في
391

قوله تعالى * (ونزلناه تنزيلا) * قال بعضه على أثر بعض.
عبد الرزاق قال أنا ابن جريج قال قلت لعطاء ما قوله
* (ورتلناه ترتيلا) * قال الطرح هو النبذ فإذا هو لا يوجب
الترتيل.
عبد الرزاق وأخبرني ابن طاوس عن أبيه قال الترتيل تبينه حتى
تفهمه.
عبد الرزاق قال أخبرني سماك بن الفضل عن بعض أهل المدينة في قوله
تعالى * (ولا تجهر بصلاتك) * قال هو منسوخة نسخها قوله
تعالى * (واذكر ربك في نفسك) *.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (يخرون
للأذقان) * قال للوجوه.
قال عبد الرزاق قال معمر وقال الحسن للحى.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله * (ولا تجهر
بصلاتك ولا تخافت بها) * قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع صوته في الصلاة
فيرمى بالخبث فقال لا ترفع صوتك فتؤذي ولا تخافت وابتغ بين ذلك سبيلا
392

عبد الرزاق قال أنا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه في قوله * (ولا
تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) * قال في الدعاء.
قال عبد الرزاق قال معمر وكان الحسن يقول لا تحسن علانيتها
وتسئ سريرتها.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال * (لدلوك
الشمس) * غروبها * (إلى غسق الليل) * المغرب * (وقرءان الفجر) *
صلاة الفجر وقوله * (كان مشهودا) * تجتمع ملائكة الليل وملائكة
النهار في صلاة الفجر ثم يصعدون فيقولون نقص فلان من صلاته الربع
ونقص فلان الشطر ويقولون زاد فلان كذا وكذا.
عبد الرزاق قال أخبرني بكار قال سمعت وهب بن منبه يحدث أن
بختنصر مسخ أسدا فكان ملك السباع ثم مسخ نسرا فكان ملك الطير ثم
مسخ ثورا فكان ملك الدواب ثم قال وهو يعقل في ذلك عقل الانسان
وكان ملكه قائما يدير له ثم رد الله روحه فدعا الناس إلى توحيد الله
وقال إن كل إله باطل إلا إله السماء قال فقيل لوهب بن منبه
أمؤمن مات؟ قال وجدت أهل الكتاب قد اختلفوا فيه فقال بعضهم
قد آمن قبل أن يموت وقال بعضهم قتل الأنبياء وحرق الكتب وخرب
بيت المقدس فلم تقبل منه التوبة.
* * *
393

سورة الكهف
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة عن عكرمة قال كان أصحاب
الكهف أبناء ملوك الروم فضرب الله على صماخاتهم ورزقهم الله الاسلام
فتعوذوا بدينهم واعتزلوا قومهم حتى انتهوا إلى الكهف فضرب الله على
صماخاتهم فلبثوا دهرا طويلا حتى هلكت أمتهم وجاءت أمة مسلمة
وكان ملكهم مسلما فاختلفوا في الروح والجسد فقال قائل تبعث الروح
والجسد جميعا وقال قائل تبعث الروح فأما الجسد فتأكله الأرض ولا
يكون شيئا فشق على ملكهم اختلافهم فانطلق فلبس المسوح وجلس على
الرماد ثم دعا الله فقال أي رب قد ترى اختلاف هؤلاء فابعث إليهم
آية تبين لهم فبعث الله أصحاب الكهف فبعثوا أحدهم ليشتري لهم طعاما
فدخل السوق فجعل ينكر الوجوه ويعرف الطرق ورأى الإيمان بالمدينة
ظاهرا فانطلق وهو مستخف حتى أتى رجلا ليشتري منه طعاما فلما
نظر الرجل إلى الورق أنكرها وقال حسبت أنه قال كأنها أخفاف
الربع يعني الإبل الصغار فقال الفتى أليس ملككم فلان فقال الرجل
بل ملكنا فلان فلم يزل ذلك بينهما حتى رفعه إلى الملك فأخبره الفتى
395

خبر أصحابه فبعث الملك في الناس فجمعهم فقال إنكم قد اختلفتم في الروح
والجسد وإن الله قد بعث لكم آية فهذا رجل من قوم فلان يعني ملكهم
الذي مضى فقال الفتى انطلقوا بي إلى أصحابي فركب الملك وركب معه
الناس حتى انتهى إلى الكهف فقال الفتى دعوني أدخل إلى أصحابي فلما
بصروه وأبصرهم ضرب على آذانهم فلما استبطؤوه دخل الملك ودخل الناس
معه فإذا أجساد لا ينكر منها شيئا غير أنها لا أرواح فيها فقال الملك
هذه آية بعثها الله لكم.
عبد الرزاق قال معمر عن قتادة عن ابن عباس قال كنت مع حبيب بن
سلمة فمروا بالكهف فإذا فيه عظام فقال رجل هذه عظام أصحاب
الكهف فقال ابن عباس ذهبت عظامهم منذ أكثر من ثلاث مائة سنة.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولم يجعل له عوجا
قيما) * قال أنزل الله الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (باخع
نفسك) * قال قاتل نفسك.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (إن لم يؤمنوا بهذا
الحديث أسفا) * قال حزنا عليهم.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن ابن أبي نجيح في قوله تعالى * (أصحاب
396

الكهف والرقيم) * قال يقول بعضهم الرقيم كتاب تبيانهم ويقول
بعضهم وهو الوادي الذي فيه كهفهم.
عبد الرزاق قال أنا الثوري عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن
عباس في قوله تعالى * (والرقيم) * قال يزعم كعب أنها القرية.
عبد الرزاق قال أنا إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن
عباس كل القرآن أعلمه إلا أربعا غسلين وحنانا والأواه والرقيم.
عبد الرزاق قال أنا معمر قال أخبرني إسماعيل بن شروس أنه سمع
وهب بن منبه يقول جاء حواري عيسى بن مريم إلى مدينة أصحاب
الكهف فأراد أن يدخلها فقيل له إن على بابها صنما لا يدخلها أحد إلا
سجد له فكره أن يدخلها فأتى حماما فكان فيه قريبا من تلك المدينة
فكان يعمل فيه ويؤاجر نفسه من صاحب الحمام ورأى صاحب الحمام في
حمامه البركة ودر عليه الرزق ففوض إليه وجعل يسترسل إليه وعلقه
فتية من أهل المدينة فجعل يخبرهم عن خبر السماوات والأرض وخبر
الآخرة حتى آمنوا به وصدقوه وكانوا على مثل حاله في حسن الهيئة وكان
397

يشترط على صاحب الحمام أن الليل لي ولا تحول بيني وبين الصلاة إذا
حضرت فكان ذلك حتى جاء ابن الملك بامرأة يدخل بها الحمام فعيره
الحواري وقال أنت ابن الملك وتدخل معك الكذا والكذا فاستحيا
فذهب فرجع مرة أخرى فقال له مثل قوله فسبه وانتهره ولم يلتفت
حتى دخل ودخلت معه المرأة فماتا في الحمام فأتى الملك فقيل قتل ابنك
صاحب الحمام فالتمس فلم يقدر عليه فهرب فقال من كان يصحبه
فسمعوا الفتية فالتمسوا فخرجوا من المدينة فمروا على صاحب لهم في زرع
له وهو على مثل أمرهم فذكروا له أنهم التمسوا فانطلق معهم ومعه كلب
حتى أواهم الليل إلى الكهف فدخلوه فقالوا نبيت ها هنا الليلة ثم نصبح
إن شاء الله فترون رأيكم فضرب الله على آذانهم فخرج الملك في
أصحابه يتبعونهم حتى وجدوهم قد دخلوا الكهف فكلما أراد رجل أن
يدخل أرعب فلم يطق أحد أن يدخله فقال له قائل ألست قلت لو
كنت قدرت عليهم قتلتهم؟ قال بلى قال فابن عليهم باب الكهف
ودعهم يموتوا جوعا وعطشا ففعل ثم غبروا زمانا بعد زمان ثم إن راعيا
أدركه المطر عند الكهف فقال لو فتحت هذا الكهف فأدخلت غنمي من
المطر فلم يزل يعالجه حتى فتح لغنمه فأدخلها فيه ورد الله أرواحهم في
398

أجسادهم من الغد حين أصبحوا فبعثوا أحدهم بورق يشتري لهم طعاما
فكلما أتى باب مدينة رأى شيئا ينكره حتى دخل فأتى رجلا فقال يعني
بهذه الدراهم طعاما قال ومن أين هذه الدراهم؟ قال خرجت أنا
وأصحاب لي أمس فأوانا الليل إلى الكهف ثم أصبحنا فأرسلوني قال
هذه الدراهم كانت على عهد ملك فلان فأنى لك بها؟ فرفعه إلى الملك وكان
ملكا صالحا قال من أين لك هذه الورق؟ قال خرجت أنا وأصحاب لي
أمس حتى أدركنا الليل في كهف كذا وكذا ثم أمروني أن أشتري لهم طعاما
قال وأين أصحابك؟ قال في الكهف قال فانطلق معه حتى أتوا باب
الكهف فقال دعوني أدخل إلى أصحابي قبلكم فلما رأوه ودنا منهم ضرب
على أذنه وآذانهم وأرادوا أن يدخلوا فجعلوا كلما دخل الرجل أرعب فلم
يقدروا على أن يدخلوا إليهم فبنوا عليهم كنيسة واتخذوه مسجدا
يصلون فيه.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (لولا يأتون
عليهم بسلطان بين) * قال بحجة بينة بعذر بين.
عبد الرزاق قال أنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن
عباس قال كل سلطان في القرآن حجة.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (بالوصيد) *
399

قال فناء الكهف
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (تزاور عن
كهفهم ذات اليمين) * قال تميل عن كهفهم ذات اليمين.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (تقرضهم ذات
الشمال) * قال تدعهم ذات الشمال.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أيها أزكى
طعاما) * قال خير طعاما يعني أجوده.
عبد الرزاق قال أخبرني الثوري عن أبي حصين عن سعيد بن جبير في
قوله تعالى * (أزكى طعاما) * قال أحل قال أبو حصين وقال
عكرمة أكثر.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (رجما بالغيب) *
قال قذفا بالظن.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة * (ما يعلمهم إلا قليل) *
قال كان ابن عباس يقول أنا من القليل سبعة وثامنهم كلبهم.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فلا تمار
فيهم إلا مراء ظاهرا) * قال حسبك ما قد قصصنا عليك من شأنهم.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الكلبي في قوله تعالى * (ولا تقولن
400

لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله) * قال إن نسيت فقل
ذلك إذا ذكرت وذلك قوله * (واذكر ربك إذا نسيت) *.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين أن أبا هريرة كان
يحدث أن سليمان بن داود كانت له مائة امرأة فقال لأطيفن الليلة بهن
فلتلدن كل امرأة منهن غلاما يقاتل فارسا في سبيل الله - ولم يستثن - قال فلم
تلد منهن امرأة إلا امرأة ولدت شطر رجل ولو استثنى لولد له مائة غلام
كل غلام يقاتل فارسا.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال
قال سليمان بن داود لأطيفن الليلة على سبعين امرأة تلد كل امرأة منهن
غلاما يقاتل في سبيل الله فقيل له قل إن شاء الله فلم يقل فأطاف
بهن فلم تلد منهن إلا امرأة واحدة نصف انسان قال فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركا لحاجته.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة قال لما نزلت * (واصبر
نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي) * قال قال
النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرت أن أصبر معه.
عبد الرزاق قال أنا الثوري عن منصور عن إبراهيم ومجاهد في قوله
401

* (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم) * قال أهل الصلوات
الخمس.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله * (إن يستغيثوا
يغاثوا بماء كالمهل) * قال ذكر لنا أن ابن مسعود قال هو الذهب
والفضة يسبكان جميعا.
عبد الرزاق قال أنا جعفر بن سليمان عن سعيد الجزري عن كعب قال
هم والذي نفس كعب بيده هم الذين عنوا بهذه الصفة أهل الصلوات الخمس
الدائبون عليها في الجماعة.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ولبثوا في
كهفهم) * قال في حرف ابن مسعود وقالوا... ولبثوا يعني أنه قاله
الناس ثلاث مائة سنة وازدادوا تسعا ألا ترى أنه يقول * (قل الله أعلم بما
لبثوا) *.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (ملتحدا) *
قال ملتجأ.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الكلبي في قوله تعالى * (سرادقها) *
قال دخان يحيط بالكافر يوم القيامة وهو الذي قال الله * (انطلقوا إلى
ظل ذي ثلاث شعب) *.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال لما خلقت النار
402

طارت أفئدة الملائكة فلما خلق آدم سكنت.
قال أنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم
من ما وصف لكم.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الكلبي في قوله تعالى * (من سندس
وإستبرق) * قال الإستبرق هو الديباج.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الكلبي في وقوله تعالى * (على
الأرائك) * قال على السرر في الحجال.
عبد الرزاق قال قتادة هي الحجال.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن همام بن منبه قال سمعت أبا هريرة
يقول قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم أول زمرة تلج الجنة وجوههم على صورة القمر
ليلة البدر لا يمتخطون ولا يبصقون ولا يتغوطون آنيتهم وأمشاطهم من
الذهب والفضة ومجامرهم اللؤلؤة ورشحهم المسك لكل امرئ منهم
زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا
تباغض قلوبهم على قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشيا.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال أهل الجنة
403

ينكحون النساء لا يلدن وليس فيها مني ولا منية.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله * (حسبانا من
السماء) * قال عذابا من السماء.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وأحيط
بثمره) * قال الثمر من المال كله يعني الثمر وغيره من المال كله.
عبد الرزاق قال أخبرني الثوري عن رجل عن مجاهد * (وكان له
ثمر) * قال الذهب والفضة.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله * (إلا إبليس كان من
الجن) * قال من قبيل من الملائكة يقال لهم الجن.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (موبقا) *
قال هلاكا.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (متخذ
المضلين عضدا) * قال أعوانا.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فظنوا أنهم
مواقعوها) * قال علموا.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين قال دخل
النبي صلى الله عليه وسلم على علي وفاطمة وهما نائمان فقال ألا تصلون؟ فقال علي يا
رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثها بعثها قال فانصرف
404

عنهم وهو يقول وكان الانسان أكثر شئ جدلا.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله * (موئلا) * قال
منجيا.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله * (مجمع
البحرين) * قال بحر فارس وبحر الروم.
عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة قال * (حقبا) * قال: زمانا.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن أبي إسحاق الهمداني عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال خطب موسى بني إسرائيل فقال ما أحد أعلم بالله
وبأمره مني فأمر أن يلقى هذا الرجل يعني الخضر.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة أنه قيل له إن آية لقيك إياه أن
تنسى بعض متاعك فخرج هو وفتاه يوشع بن نون وتزودوا حوتا
مملوحا حتى إذا كانا حيث شاء الله رد الله إلى الحوت روحه فسرب في
البحر فاتخذ الحوت طريقه في البحر سربا فسرب فيه * (فلما جاوزا
قال لفتاه آتنا غداءنا) * حتى بلغ * (واتخذ سبيله في البحر
عجبا) * فكان موسى اتخذ سبيله في البحر عجبا فجعل يعجب من
سرب الحوت.
405

عبد الرزاق قال أنا معمر عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن
عباس قال لما اقتص موسى أثر الحوت انتهى إلى رجل راقد وقد سجى
عليه ثوبه فسلم عليه موسى فكشف الرجل عن وجهه فرد عليه السلام
ثم قال له من أنت؟ قال أنا موسى قال صاحب بني إسرائيل؟ قال
نعم قال أو ما كان لك في بني إسرائيل شغل؟ قال بلى ولكن أمرت أن
آتيك وأصحبك * (قال إنك لن تستطيع معي صبرا) * كما قص
الله حتى بلغ * (إذا ركبا في السفينة خرقها) * قال موسى
* (أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا) * يقول نكرا
* (قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمرى عسرا) *
* (فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا
زكية بغير نفس) * قال معمر قال الحسن تائبة قال أبو إسحاق
في حديثه لقد جئت شيئا نكرا حتى بلغ * (وكان وراءهم ملك يأخذ كل
سفينة غصبا) *.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن ليث عن طاوس أن رجلا ابتاع خمرا
وحمله إلى أرض الهند فلما دنا منهم صب عليه ماء مثله ثم باعه وجعل
ثمنه في كيس ثم ربطه في دقل السفينة ثم ساروا وكان معهم قرد في
السفينة فصعد القرد حتى استوى على رأس الدقل ثم أخذ الكيس ففتحه
فجعل يلقي في السفينة درهما وفي البحر درهما حتى أتى على آخره.
406

عبد الرزاق وقال معمر وقال قتادة أمامهم ألا ترى أنه يقول
* (من ورائهم جهنم) * وهي بين يديه وفي حرف ابن مسعود
وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا وأما الغلام فكان
كافرا وفي حرف أبي بن كعب وكان أبواه مؤمنين فأردنا أن يبدلهما ربهما
خيرا منه زكاة وأقرب رحما أبر بوالديه.
* (واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنزا لهما) *
قال مال لهما.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة أحل الكنز لمن كان قبلنا وحرم
علينا وحرمت الغنيمة على من كان قبلنا وأحلت لنا.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فأتبع سببا) *
قال منازل الأرض.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (صعيدا
زلقا) * قال حصد ما فيها فلم يترك فيها شئ.
عبد الرزاق قال نا ابن عيينة عن حميد عن مجاهد في قوله تعالى * (وكان
تحته كنزا لهما) * قال صحف من علم.
407

عبد الرزاق قال نا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير
قال قلت لابن عباس إن نوفا يزعم أن موسى ليس بصاحب الخضر
فقال كذب عدو الله أخبرنا أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن موسى
قام خطيبا في بني إسرائيل فقيل له أي الناس أعلم؟ فقال أنا
فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إلى الله فقال الله بلى عبد لي عند
مجمع البحرين قال ربي وكيف به؟ قال تأخذ حوتا فتجعله في مكتل
حيث يفارقك الحوت فهو ثم قال فأخذ حوتا فجعله في مكتل ثم
انطلق هو وفتاه يمشيان فقال لفتاه حيث يفارقك الحوت فآذني حتى إذا
أتيا الصخرة رقد موسى فاضطرب الحوت في المكتل فخرج ووقع في الماء
فأمسك الله عنه جرية الماء مثل الطوق ومد إبهامه والتي تليها وفتحها قال
فنسي أن يخبره قال فانطلقا حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه
* (آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) * قال ولم يجد
النصب حتى جاوز حيث أمره الله * (قال أرأيت إذ أوينا وفي إلى
الصخرة فإني نسيت الحوت) * حتى بلغ * (في البحر عجبا) *
* (قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا) * قال
يقصان آثارهما حتى أتيا الصخرة فإذا هما برجل مسجى عليه الثوب فسلم
موسى فرد عليه وقال وأني بأرضك من سلام قال من أنت؟ قال أنا
408

موسى قال أموسى بني إسرائيل؟ قال نعم قال فما شأنك؟ قال
جئتك لتعلمني مما علمت رشدا قال وما يكفيك أن التوراة بيدك وأن
الوحي يأتيك قال أنا على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه وأنت
على علم من علم الله علمكه لا أعلمه * (أتبعك على أن تعلمن مما
علمت رشدا) * حتى بلغ * (ولا أعصي لك أمرا) * قال فانطلقا
يمشيان على الساحل فعرف الخضر فحمل بغير نول فلما ركبا السفينة
جاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر من الماء فقال ما ينقص
علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر قال
فبينا هم في السفينة لم يفجأ موسى إلا وهو يريد أو إذا هو يريد أن يخرقها
قال حسبت أنه قال وتد فيها وتدا فقال حملنا بغير نول وتريد
أن تخرقها وتغرق أهلها إلى * (ولا ترهقني من أمري عسرا) *
فكانت الأولى نسيانا * (لا تؤاخذني بما نسيت) * فخرجا حتى لقيا غلاما
يلعب مع الغلمان فقال بيده هكذا كأنه احتز رأسه فقطع رأسه فقال
له * (أقتلت نفسا زكية بغير نفس) * إلى قوله * (فوجدا فيها
جدارا يريد أن ينقض فأقامه) * وقال بيده هكذا وعدله بيده فقال
409

له موسى لم يضيفونا و * (لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا
فراق بيني وبينك) * قال النبي صلى الله عليه وسلم وددنا أن موسى صبر قال
عمرو كان ابن عباس يقرأ * (أما الغلام فكان كافرا) * وكان يقرأ
* (وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا) *.
قال عبد الرزاق فتناول رأس الغلام بثلاث أصابع الإبهام واللتان
تليانها.
قال عبد الرزاق فأخبرني إسرائيل عن سماك بن حرب عن حبيب بن
خماش الأسدي قال أتي رجل فسأل عليا وأنا عنده عن ذي القرنين
فقال هو عبد صالح ناصح لله فأطاع الله فسخر له السحاب فحمله عليه
ومد له في الأسباب وبسط له في النور ثم قال للرجل أيسرك أن
أزيدك؟ فسكت الرجل وجلس.
عبد الرزاق قال أنا الثوري عن منصور عن مجاهد قال * (الباقيات
الصالحات) * لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى * (عين حمئة) *
قال حارة وكذلك قرأها الحسن.
عبد الرزاق قال معمر وقال الكلبي طينة سوداء.
410

عبد الرزاق عن معمر قال أخبرني إسماعيل بن أمية أن معاوية قرأها
في عين حامية وقرأها ابن عباس في عين حمئة فقال ابن
عباس فأرسل إلى كعب فاسأله فيما تغرب؟ فأرسل إليه فقال تغرب في
ثأط يعني طينة سوداء.
عبد الرزاق قال أنا الثوري عن أبي إسحاق عن ابن عباس قال في
قوله تعالى * (لقيا غلاما فقتله) * قال طبع الغلام كافرا.
عبد الرزاق قال أنا أن التيمي قال أخبرني خليل بن أحمد قال
حدثني عثمان بن أبي حاضر قال لي ابن عباس لو رأيت إلي وإلى معاوية
وقرأت * (في عين حمئة) * فقال حامية ودخل كعب فسأله فقال أنتم
أعلم بالعربية مني ولكنها تغرب في عين سوداء أو قال في حمأة لا أدري
أي ذلك قال خليل الذي شك فقال ألا أنشدك قصيدة تبع:
قد كان ذو القرنين عمي مسلما * ملكا تدين له الملوك وتفتدي
فأتى المشارق والمغارب يبتغي * أسباب ملك من حكيم مرشد
411

فرأى مغيب الشمس عند مغابها * في عين ذي خلب وثأط حرمد
عبد الرزاق قال أنا ابن المبارك عن عمرو بن منذول بن مهران عن عثمان
ابن أبي حاضر نحوا من هذا قال فقال له ابن عباس ما الخلب؟ قال
الطين بلسانهم قال فما الثأط؟ قال الحمأة قال فما الحرمد؟ قال
الشديد السواد قال يا غلام إيتني بالدواة فكتبه.
عبد الرزاق قال أخبرني ابن التيمي عن أبيه أن معاوية قرأ حامية
وقرأ ابن عباس حمئة وسئل عنها ابن عمر فقال حامية فسأل عنها كعبا
فقال إنها تغرب في ماء وطين فقال ابن عباس إنا نحن أعلم.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أما من ظلم فسوف
نعذبه) * قال هو القتل.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (لم نجعل لهم
من دونها سترا) * يقال إنهم الزنج قال معمر وقال قتادة بلغنا
أنهم كانوا في مكان لا يثبت عليه بنيان فكانوا يدخلون في أسراب لهم إذا
طلعت الشمس حتى تزول عنهم ثم يخرجوا إلى معايشهم.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فهل نجعل لك
خرجا) * قال أجرا.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (زبر
الحديد) * قال قطع الحديد.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (بين
412

السدين) * قال هما جبلان.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (أفرغ عليه
قطرا) * قال أفرغ عليه نحاسا.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فما اسطاعوا
أن يظهروه) * قال ما اسطاعوا أن يرتقوه * (وما استطاعوا له
نقبا) *.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن إبراهيم بن أبي حرة عن المصعب بن
سعد بن أبي وقاص عن أبيه في قوله تعالى * (هل ننبئكم بالأخسرين
أعمالا) * قال هم اليهود والنصارى.
عبد الرزاق قال أنا الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل قال
قام ابن الكوا إلى علي بن أبي طالب فقال من * (الأخسرين أعمالا) *
إلى * (صنعا) * قال ويلك منهم أهل حروراء.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل عن علي
مثله.
عبد الرزاق قال أخبرني الثوري عن منصور عن هلال بن يساف عن
مصعب بن سعد قال قال سعد هم أهل الصوامع.
عبد الرزاق قال أنا جعفر بن سليمان قال أخبرني عمرو بن مالك
قال سمعت أبا الجوزاء يقول في قوله * (قل لو كان البحر مدادا
413

لكلمات ربي) * قال لو كان كل شجرة في الأرض أقلاما والبحر يمده
من بعده سبعة أبحر لو كان مدادا لنفد الماء وتكسرت الأقلام قبل أن تنفد
كلمات ربي.
قال معمر عن عبد الكريم الجزري عن طاوس قال جاء رجل فقال يا
نبي الله إني أحب الجهاد في سبيل الله وأحب أن يرى موطني ويعرف
مكاني فأنزل الله تعالى * (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك
بعبادة ربه أحدا) *.
414