الكتاب: تفسير القرآن
المؤلف: عبد الرزاق الصنعاني
الجزء: ١
الوفاة: ٢١١
المجموعة: مصادر التفسير عند السنة
تحقيق: الدكتور مصطفى مسلم محمد
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٠ - ١٩٨٩ م
المطبعة:
الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع الرياض - المملكة العربية السعودية
ردمك:
ملاحظات:

تفسير القرآن
للامام عبد الرزاق بن همام الصنعاني
1

كافة حقوق الطبع محفوظة للناشر
الطبعة الأولى
1410 ه - 1989 م
مكتبة الرشد للنشر والتوزيع
المملكة العربية السعودية - الرياض - طريق الحجاز
2

تفسير القرآن
للامام عبد الرزاق بن همام الصنعاني
126 - 211 ه
تحقيق
الدكتور مصطفى مسلم محمد
الجزء الأول
مكتبة الرشد
الرياض
3

بسم الله الرحمن الرحيم
4

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمد و نستعينه و نسترشده، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا
و سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يظل فلا هادي له.
و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين، و على آله و أصحابه البررة
الميامين، الذين حملوا إلينا الشريعة السمحاء صافية نقية، و بذلوا في سبيل
حمايتها المهج و الأرواح..
و بعد:
فإن التراث الإسلامي، لا يزال يحتاج إلى كثير من الجهد لإحيائه
و إبرازه، و وضعه بين يدي طلاب العلم و المعرفة، و على الرغم مما حقق و نشر
فإن ما تزخر به بطون المكتبات في العالم الإسلامي و مكتبات الغرب و الشرق
شيء كثير.
و لقد أحسنت الجامعات في العالم الإسلامي حين وجهت طلاب الدراسات
العليا لتحقيق هذه المخطوطات و إحياء التراث الإسلامي العظيم.
و لقد أردت أن أساهم في هذا المضمار على قلة بضاعتي و ضيق وقتي فوقع
اختياري على كتاب تفسير القرآن للإمام عبد الرزاق الصنعاني، و من وجهة
نظري أن هذا التفسير جدير بالاهتمام و العناية و ذلك للأسباب التالية:
1 - تقدم عصر مؤلفه، فقد توفي الإمام عبد الرزاق عام 211 ه أي أنه
متقدم على ابن جرير الطبري بقرن كامل. توفي ابن جرير عام 310 ه.
2 - إن تفسير الإمام عبد الرزاق قد وصل إلينا مسندا من غير تحريف
5

و تبديل، و قد بينت ذلك في مبحث نسبة التفسير إلى مؤلفه.
3 - إن هذا التفسير يعطينا صورة عن لون التفسير في هذا العصر، حيث
كان طابع التفسير بالمأثور هو السائد، و لا شيء غيره. كما أن الأسانيد كانت
هي العمدة في النقل، و كان يكتفى في التفسير بما ثبت لدى المفسر من أقوال
مرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه و سلم، أو مسندة إلى الصحابة و التابعين، و لم يكن المفسر
يتكلف تفسير كل كلمة أو كل آية. كما أن التفسير اللغوي أو النحوي لم يكن منتشرا.
4 - إن مكانة عبد الرزاق في علم الرواية، و هو إمام موثوق يضفي على
هذه الأقوال التي أوردها في تفسيره قيمة علمية كبيرة.
كل هذا حملني على القيام بتحقيق تفسيره، أرجو أن أكون بذلك قد
ساهمت بجهد المقل في خدمة الكتاب العزيز، و أن يجعله الله سبحانه و تعالى
لي ذخرا ليوم لا ينفع فيه مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
د. مصطفى مسلم محمد
6

ترجمة الإمام عبد الرزاق الصنعاني
مولده و نشأته:
الإمام عبد الرزاق بن همام بن نافع.
يكنى أبا بكر.
ولد بصنعاء اليمن (1) عام 126 ه، في عائلة علم و فضل و صلاح، فقد كان
والده همام بن نافع يروي الحديث عن سالم بن عبد الله و غيره (2)، من أمثال
عكرمة مولى ابن عباس، و وهب بن منبه، و ميناء مولى عبد الرحمن بن
عوف، و قيس بن يزيد الصنعاني (3)، و عبد الرحمن بن البيلماني مولى عمر بن
الخطاب (4).

(1) انظر ترجمته في: المعارف لابن قتيبة ص 226.
- الفهرست لابن النديم ج 1 ص 228.
- شذرات الذهب لابن العماد ج 2 ص 27.
- ميزان الاعتدال ج 2 ص 126.
- تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 231.
- كتاب الجرح و التعديل لابن أبي حاتم الرازي ج 6 ص 38.
- تهذيب التهذيب لابن حجر ج 6 ص 310.
- الطبقات الكبرى لابن سعد ج 5 ص 548.
- البداية و النهاية لابن كثير ج 10 ص 265.
- مفتاح السعادة طاش كبرى زادة ج 1 ص 415.
- هدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادي ج 5 ص 566.
- الأعلام للزركلي ج 4 ص 126.
- تاريخ التراث العربي فؤاد سزكين ج 1 ص 144.
(2) المعارف لابن قتيبة ص 226 و الطبقات الكبرى لابن سعد ج 5 ص 548.
(3) تهذيب التهذيب ج 11 ص 67.
(4) التهذيب ج 6 ص 149.
7

نشأ الإمام عبد الرزاق في اليمن، حيث كانت وجهة كثير من العلماء
و الأئمة إليها في نهاية القرن الأول و بداية القرن الثاني الهجري، إما لطلب
العلم، حيث استوطنها بعض كبار الأئمة من أمثال معمر بن راشد و وهب بن
منبه. أو هاجر إليها بعضهم بسب الاضطرابات السياسية التي وقعت في بلاد
الرافدين و ما وراء النهرين في أواخر العهد الأموي و بداية العهد العباسي.
و لم يذكر المصنفون رحلات الإمام عبد الرزاق سوى رحلته إلى الشام
للتجارة، و اجتمع فيها بكبار أئمتها، و أخذ عنهم حديثهم، من أمثال الإمام
الأوزاعي و غيره.
و رحلته إلى الحجاز و كان في أواخر حياته، كما يؤخذ من كلامه نفسه
و سيأتي.
و لازم الإمام عبد الرزاق من هاجر إلى اليمن و استوطنها، أو جاء إلى اليمن
طالبا للعلم، فقد ذكر أنه جالس معمر بن راشد سبع سنين (1)، و في رواية
ابن أبي حاتم ثماني سنين، و كان يبلغ يومئذ من العمر عشرين سنة.
كما التقى بعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج قبل ذلك و أخذ منه
الحديث.
و بعد أن اشتهر عبد الرزاق، و ذاع صيته في العالم الإسلامي، شدت إليه
الرحال، و سنجد من بين تلاميذه الذين قصدوه لأخذ الحديث عنه أئمة
الحديث من أمثال إسحاق و أحمد و يحيى بن معين و غيرهم. مما يشهد له برسوخ
قدمه في هذا العلم.

(1) تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 364.
و تهذيب التهذيب لابن حجر ج 6 ص 310 و ما بعدها.
8

شيوخه:
أخذ الإمام عبد الرزاق العلم من أئمة أعلام في عصرهم، ذكر المصنفون جملة
منهم:
- أبوه همام بن نافع.
- و عمه وهب.
- و عن معمر بن راشد الذي سكن اليمن، و عده علي بن المديني و أبو حاتم
فيمن دار الإسناد عليهم، و لما شعر أهل اليمن أنه يريد مغادرتهم قالوا قيدوه
فزوجوه فأقام (1).
- و سفيان الثوري.
- و سفيان بن عيينة.
- و عكرمة بن عمار.
- و مالك إمام دار الهجرة.
- و عبيد الله بن عمر و عبد الله بن عمر العمريان.
- و زكريا بن إسحاق المكي.
- و جعفر بن سلميان.
- و يونس بن سليم الصنعاني.
- و ابن أبي رواد.
- و إسماعيل بن عياش.

(1) تهذيب التهذيب ج 1 ص 243.
9

- و إسرائيل.
- و هشام بن حسان.
- و عبد الله بن سعيد بن أبي هند.
- و عبد الرحمن بن بوذويه.
- و ثور بن يزيد.
- و ابن جريج.
- و أيمن بن نابل، و خلق كثير غيرهم (1).
تلاميذه:
و بعد أن اشتهر الإمام عبد الرزاق، و ذاع صيته، ضربت إليه أكابد الإبل
كما توقع له شيخه معمر بن راشد. و قصده بعض كبار الأئمة في عصرهم، نذكر
منهم:
- الإمام أحمد بن حنبل.
- الإمام يحيى بن معين.
- إسحاق بن إبراهيم بن راهويه المروزي.
- و أحمد بن صالح.
- و الرمادي.

(1) انظر تذكرة الحفاظ ج 1 ص 364.
ميزان الاعتدال ج 2 ص 127.
و تهذيب التهذيب ج 6 ص 310.
10

- و إسحاق بن إبراهيم الدبري.
- و محمد بن يحيى الذهلي.
- و إبراهيم بن موسى.
- و عبد الله بن محمد السندي.
- و سلمة بن شبيب.
- و عمرو الناقد.
- و ابن أبي عمر.
- و إسحاق بن منصور.
- و الكوسج.
- و أحمد بن يوسف السلمي.
و غيرهم كثير..
و روى عنه وكيع و أبو أسامة و هما من أقرانه، و روى عنه ابن عيينة
و معتمر بن سليمان و هما من شيوخه (1).

(1) انظر في ذلك الجرح و التعديل لابن أبي حاتم ج 6 ص 38.
و تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 364.
و تهذيب التهذيب لابن حجر ج 6 ص 340 و ما بعدها.
11

أقوال العلماء فيه:
شهد بسعة علم الإمام عبد الرزاق الصنعاني القريب و البعيد، و أثنوا على
ضبطه و عدالته، و خرجوا له في الصحاح و السنن.
إلا أن رجلا أطبقت شهرته الآفاق، و انتشر علمه، و جاب تلاميذه
الأقطار، لابد أن يتعرض لبعض الأقوال سواء أكانت هذه الأقوال تتعلق
بحفظه و ضبطه، أو تتعلق بعدالته، و سنورد جملة من هذه الأقوال، لنخرج
من حصيلتها بالتعرف على مكانة الرجل في قلوب الناس.
و نبدأ بقول شيخه معمر بن راشد فيه، فهو أعرف الناس به، حيث
لازمه عبد الرزاق فترة تزيد عن سبع سنوات:
- ذكر الذهبي في ميزان الاعتدال و ابن حجر في تهذيب التهذيب: (قال
ابن أبي السري عن عبد الوهاب بن همام: كنت عند معمر، فقال: يختلف
إلينا أربعة:
رباح بن زيد، و محمد بن ثور، و هشام بن يوسف، و عبد الرزاق. فأما
رباح فخليق أن يغلب عليه العبادة، و أما هشام فخليق أن يغلب عليه
السلطان، و أما ابن ثور فكثير النسيان، و أما عبد الرزاق فإن عاش فخليق
أن تضرب إليه أكباد الإبل. قال ابن أبي السري: فوالله لقد أتعبها " (1).
- قال الإمام أحمد: كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر (2).
- و قال الذهبي عنه: وثقه غير واحد، و حديثه مخرج من الصحاح، و له
ما ينفرد به، و كان رحمه الله من أوعية العلم، و لكنه ما هو في حفظ وكيع
و ابن مهدي (2).

(1) التهذيب ج 6 ص 311.
(2) تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 364 و تهذيب التهذيب ج 6 ص 310.
12

- و قال عنه ابن العماد الحنبلي: روى عن معمر و ابن جريج و طبقتهما
و رحل الأئمة إليه إلى اليمن، له أوهام مغمورة في سعة علمه (1).
- و قال ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد بن حنبل: قال أبو يعقوب:
ما رحل إلى أحد بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ما رحل إلى عبد الرزاق (2)، و هو
يقتصد أئمة الحديث و الفقه أمثال:
الشاذكوني، و ابن المديني، و يحيى بن معين، و أحمد بن حنبل، و إسحاق ابن راهويه، و غيرهم.
- و قال ابن أبي حاتم: حدثنا عبد الرحمن (2) أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة
فيما كتب إلي قال: سمعت يحيى بن معين، و سئل عن أصحاب الثوري فقال:
أما عبد الرزاق و الفريابي و عبيد الله بن موسى، و أبو أحمد الزبيري، و أبو
عاصم، و قبيصة و طبقتهم، فهم كلهم في سفيان قريبا بعضهم من بعض. و هم
دون يحيى بن سعيد، و عبد الرحمن بن مهدي و وكيع و ابن مبارك و أبي
نعيم (4).
- و قال: حدثنا عبد الرحمن أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي،
قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان عبد الرزاق في حديث معمر أثبت
من هشام بن يوسف (4).
و قال: حدثنا عبد الرحمن قال: سمعت أبا زرعة يقول: ابن ثور و هشام
ابن يوسف و عبد الرزاق أحفظهم (4).

(1) شذرات الذهب ج 2 ص 27.
(2) مناقب الإمام أحمد بن حنبل ص 97.
(3) هو عبد الرحمن بن بشر بن الحكم أبو محمد النيسابوري أحمد الأئمة الذين صارت إليهم رئاسة
الحديث بنيسابور توفي سنة 260 ه. انظر التهذيب ج 6 ص 144.
(4) الجرح و التعديل لابن أبي حاتم الرازي ج 6 ص 38 و ما بعدها.
13

- و قال عباس الدوري عن ابن معين: كان عبد الرزاق أثبت في حديث
معمر عن هشام بن يوسف و كان هشام في ابن جريج أقرأ للكتب، و قال
يعقوب بن شيبة عن علي بن المديني قال لي هشام بن يوسف: و كان
عبد الرزاق أعلمنا و أحفظنا، قال يعقوب: و كلاهما ثقة (1).
و إلى جانب هذه الشهادة من كبار الأئمة في علم عبد الرزاق و ضبطه
و عدالته فقد وجدت أقوال تذكر مآخذ عليه.
و باستقراء هذه الأقوال نجد أن ما وجهوه إلى عدالته يعود السبب فيه إلى
ما نقموا عليه من تشيع. و سنفرد بحثا خاصا في ما قيل فيه، و ما نسب إليه
من أقوال، و ما روى من أحاديث في هذا الشأن.
أما ما وجهوا إليه من مطاعن في علمه و ضبطه فيعود إلى سببين:
أولهما: أنه أورد أحاديث في فضائل آل البيت انفرد بها، و لو حظ عليه في
بعضها أنه كان يدلس.
ثانيهما: أنه عمي في آخره عمره، فكان يروي من حفظه، فلم يكن في
الضبط على ما كان عليه الحال قبل ذلك، أو كانوا يدخلوا عليه أحاديث
فيرويها من غير أن يدري. و سنفصل القول في السبب الثاني بعض التفضيل،
و أترك الحديث عن السبب الأول لأورده عند الحديث عن تشيعه للعلاقة
بينهما.
- لقد ثبت أن عبد الرزاق كف بصره في آخر حياته في حدود المائتين
للهجرة تقريبا، كما يؤخذ من كلام الإمام أحمد عنه، فصار يحدث من
حفظه. و ربما اختلط عليه الحديث: لذا فرق الأئمة بين روايته قبل المائتين

(1) تهذيب التهذيب ج 6 ص 311 و ما بعدها.
14

و روايته بعد المائتين. كما أن بعضهم فرق بين روايته من كتبه، و بين روايته
من حفظه.
- قال الإمام أحمد: حديث عبد الرزاق عن معمر أحب إلي من حديث
هؤلاء البصريين، و كان يتعاهد كتبه و ينظر فيها باليمن، و كان يحدثهم حفظا
بالبصرة (1) - أي كان معمر يحدث البصريين من حفظه -.
- قال أبو زرعة الدمشقي: قلت لأحمد: من أثبت في ابن جريج؟
عبد الرزاق أو البرساني؟ قال: عبد الرزاق. و قال أيضا: أخبرني أحمد
أخبرنا عبد الرزاق قبل المائتين و هو صحيح البصر، من سمع منه بعد ما ذهب
بصره فهو ضعيف السماع (2).
- و قال الأثرم: سمعت أحمد يسأل عن حديث: النار جبار، فقال: و من
يحدث به عن عبد الرزاق؟ قلت: حدثني أحمد عن شبوبة، قال: هؤلاء
سمعوا بعدما عمي، كان يلقن، فلقنه و ليس هو في كتبه، كان يلقنها بعدما
عمي (3).
و إذا كان هؤلاء الأئمة الأثبات قد ميزوا بين مرحلتين من حياة الرجل
فإننا نجد هناك من الرواة من أجمل الكلام، و لم يذهب إلى هذا التفصيل، مما
جعل بعض الرواة يحمل هذا الكلام على حياته كلها، و يشكك في ضبط
الرجل و ربما في عدالته، و هذه بعض الأقوال التي لم تفصل بهذا الصدد.
- روى ابن أبي حاتم الرازي في كتاب الجرح و التعديل قال: حدثنا
عبد الرحمن قال: سألت أبي عبد الرزاق أحب إليك أو أبو سفيان

(1) تهذيب التهذيب ج 6 ص 312.
(2) المرجع السابق. و ميزان الاعتدال ج 2 ص 128.
(3) تهذيب التهذيب ج 6 ص 312.
15

المعمري؟ فقال: عبد الرزاق أحب إلي، قلت: فمطرف بن مازن أحب
إليك أو عبد الرزاق؟ قال: عبد الرزاق أحب إلي، قلت: فما تقول في
عبد الرزاق؟ قال: يكتب حديثه و لا يحتج به (1).
و هكذا جاء القول بعدم الاحتجاج به على الاجمال. و لا شك أن هذا غير
دقيق في مثل هذا الإمام، و زاد بعضهم على مثل ذلك. فقال أبو زرعة
عبيد الله: حدثنا عبد الله المسندي قال: ودعت ابن عيينة، قلت: أريد
عبد الرزاق، قال: أخاف أن يكون من الذين ضل سعيهم في الحياة
الدنيا (2).
- قال العباس العنبري لما قدم صنعاء: لقد تجشمت إلى عبد الرزاق و إنه
لكذاب، و الواقدي أصدق (2) منه.
- و قال الإسماعيلي في المدخل عن الفرهياني أنه قال: حدثنا عباس العنبري
عن زيد بن المبارك قال: كان عبد الرزاق كذابا، يسرق الحديث، و عن
زيد: قال: لم يخرج أحد من هؤلاء الكبار من هاهنا إلا و هو مجمع أن لا
يحدث عنه (2).
و هذه الأقوال مدفوعة بضدها تماما من الذين عاصروا عبد الرزاق و عاشروه
و أخذوا عنه، لذا نجد الذهبي يعقب على قول العباس بن عبد العظيم العنبري
بقوله:
هذا ما وافق العباس عليه مسلم، بل سائر الحفاظ و أئمة العلم يحتجون به

(1) الجرح و التعديل ج 6 ص 39.
(2) ميزان الاعتدال ج 2 ص 127.
(3) المرجع السابق. و تهذيب التهذيب ج 6 ص 315.
16

إلا في تلك المناكير المعدودة في سعة ما روى (1).
و قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: و هو مردود على قائله (2).
و مما يدفع به قول العباس العنبري ما قاله محمد بن إسماعيل الفزاري: بلغني
و نحن بصنعاء أن أحمد - يعني ابن حنبل - و يحيى - يعنى ابن معين - تركا
حديث عبد الرزاق، فدخلنا غم شديد، فوافيت ابن معين في الموسم،
فذكرت له فقال: يا أبا صالح لو ارتد عبد الرزاق ما تركنا حديثه (2).
و هذا يدل على رسوخ قدم الإمام عبد الرزاق في الصدق و الأمانة و الضبط
عند من أخذ عنه، و على ما يبدو أن شائعة ترك الإمامين أحمد بن حنبل
و يحيى بن معين لحديث عبد الرزاق كانت بعد أن تحدث الناس عن تشيعه
و سنجد فيما بعد أن تشيعه كان من باب المحبة القلبية التي لا تتجاوز إلى
الأقوال أو الطعن، بل حتى إلى التفضيل.
قال النسائي: فيه نظر لمن كتب عنه بآخرة، كتب عنه أحاديث مناكير
و قال أبو حاتم: يكتب حديثه و يحتج به، و ذكره ابن حاتم في الثقات،
و قال: كان من يخطئ إذا حدث من حفظه، على تشيع فيه، و كان ممن جمع
و صنف و حفظ و ذاكر (5).
- و قال الإمام البخاري: ما حدث عنه عبد الرزاق من كتابه فهو
أصح (5).

(1) ميزان الاعتدال ج 2 ص 127.
(2) تهذيب التهذيب ج 6 ص 315.
(3) تهذيب التهذيب ج 6 ص 314.
(4) التهذيب ج 6 ص 314.
(5) ميزان الاعتدال ج 2 ص 126.
17

- قال إبراهيم بن عباد الدبري: كان عبد الرزاق يحفظ نحوا من سبعة عشر
ألف حديث (1).
- قال الدارقطني: ثقة، لكنه يخطئ على معمر في أحاديث.
و قال عبد الله بن أحمد: سمعت يحيى يقول: رأيت عبد الرزاق بمكة
يحدث، فقلت له: هذه الأحاديث سمعتها؟ قال: بعضها سمعتها، و بعضها
عرضا، و بعضها ذكره، و كل سماع. ثم قال يحيى: ما كتبت عنه من غير
كتابه سوى حديث واحد (2).
- قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح - عقيب قول أحمد: (من سمع من
عبد الرزاق بعد العمى لا شيء " -: وجدت أحاديث رواها الطبراني عن
الدبري عن عبد الرزاق استنكرها، فأحلت أمرها على ذلك (2).
من كل ذلك نخلص إلى القول: إن ما أخذ على الإمام عبد الرزاق من
وجود أخطاء في الأحاديث، و ما أصابه من شيء من سوء الحفظ بعدما عمي
و كان يروي من حفظه، كل ذلك لا يؤثر على جانب الضبط عنده، و خاصة
أن العلماء قد فرقوا بين ما رواه قبل المائتين و من كتابه، و بين ما رواه من
حفظه بعد المائتين، فيبقى هو الإمام الثقة لدى جهابذة علم الحديث.

(1) تهذيب التهذيب ج 6 ص 314.
(2) ميزان الاعتدال ج 2 ص 126.
18

ما قيل في تشيعه:
أما ما قيل في تشيعه فهناك فهناك جانبان نحاول توضيحهما في هذا الشأن:
الأول: ما صدر عنه من أقوال بحق بعض الصحابة و نقلت عنه مما فهم منه
أنه كان يتشيع للإمام علي رضي الله عنه.
الثاني: الأحاديث التي نقلها في فضائل آل البيت و الأحاديث التي رواها
في مثالب خصوم علي رضي الله عنه و عن صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم جميعا.
أما الجانب الأول:
و هو ما صدر عنه من أقوال تدل على تشيعه فمن ذلك:
- ما رواه ابن حجر في تهذيب التهذيب: و قال جعفر الطيالسي: سمعت
ابن معين، قال: سمعت من عبد الرزاق كلاما استدللت به على ما ذكر عنه
من المذهب، فقلت له: إن أستاذيك الذين أخذت عنهم ثقات، كلهم
أصحاب سنة معمر و مالك و ابن جريج و الثوري و الأوزاعي، فعمن أخذت
هذا المذهب؟ قال: قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي (1)، فرأيته فاضلا
حسن الهدي فأخذت هذا عنه (2).
- و قال ابن أبي خيثمة سمعت يحيي بن معين، و قيل له: قال أحمد: إن

(1) جعفر بن سليمان الضبعي روى عنه عبد الرزاق و الثوري و ابن المبارك و عبد الرحمن بن مهدي
و غيرهم من أئمة الحديث، كان معروفا بتشيعه و لكنه ليس بداعية إلى مذهبه، و ليبس بين أهل
الحديث من الأئمة خلاف أن الصدوق المتقن إذا كانت فيه بدعة و لم يكن يدعو إليها فالاحتجاج
بخبره جائز، قال عنه ابن المديني: هو ثقة عندنا، و قال البزار: لم نسمع أحدا يطعن عليه في
الحديث و لا في خطأ فيه، إنما ذكرت عنه شيعيته، و أما حديثه فمستقيم. التهذيب ج 2
ص 98 و أخرج له البخاري في الأدب المفرد، و مسلم في صحيحه، و أصحاب السنن الأربعة.
(2) تهذيب التهذيب ج 6 ص 312.
19

عبد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع، فقال: كان عبد الرزاق و الله الذي لا
إله إلا هو أغلى في ذلك منه مائة ضعف، و لقد سمعت من عبد الرزاق
أضعاف ما سمعت من عبيد الله.
- و قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي: هل كان عبد الرزاق يتشيع
و يفرط في التشيع؟ فقال: أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا، و لكن كان
رجلا يعجبه أخبار الناس (1).
- قال ابن عدي: لعبد الرزاق أصناف و حديث كثير، و قد رحل إليه
ثقات المسلمين و أئمتهم و كتبوا عنه، إلا أنهم نسبوه إلى التشيع، و قد روى
أحاديث في الفضائل لم يتابع عليها، فهذا أعظم ما ذموه من روايته لهذه
الأحاديث، و لما رواه في مثالب غيرهم، و أما في باب الصدق فأرجو أنه لا
بأس به (2).
- قال أبو داود: و كان عبد الرزاق يعرض بمعاوية (3).
- و قال العقيلي: حدثني أحمد بن زكير الحضرمي، حدثنا محمد بن إسحاق
ابن يزيد البصري، سمعت مخلدا الشعيري يقول: كنت عند عبد الرزاق،
فذكر رجل معاوية، فقال: لا تقذر مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان (4).
- و قال العقيلي أيضا: سمعت علي بن عبد الله بن المبارك الصنعاني
يقول: كان زيد بن المبارك لزم عبد الرزاق، فأكثر عنه، ثم حرق كتبه،
و لزم محمد بن ثور، فقيل له في ذلك، فقال: كنا عند عبد الرزاق فحدثنا

(1) ا نظر هذه الروايات في ميزان الاعتدال ج 2 ص 128.
(2) تهذيب التهذيب ج 6 ص 313.
(3) تهذيب التهذيب ج 6 ص 314.
(4) ميزان الاعتدال للذهبي ج 2 ص 128.
20

بحديث ابن الحدثان، فلما قرأ قول عمر رضي الله عنه لعلي و العباس رضي
الله عنهما: فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك، و جاء هذا يطلب
ميراث امرأته من أبيها. قال عبد الرزاق: انظر إلى هذا الأنوك يقول: من
ابن أخيك، من أبيها! لا يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم. قال زيد بن المبارك:
فقمت فلم أعد إليه و لا أروي عنه.
قال الذهبي بعد أن ساق الخبر السابق: في هذه الحكاية إرسال، و الله أعلم
بصحتها و لا اعتراض على الفاروق رضي الله عنه فيها، فإنه تكلم بلسان قسمة
التركات (1).
و لقد ذكر الرواة عن الإمام عبد الرزاق ما يناقض هذه الأقوال و خاصة
فيما يتعلق بالشيخين أبي بكر و عمر رضي الله عنهما فمن ذلك:
- ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب: و قال عبد الله بن أحمد: سمعت
سلمة بن شيب يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: و الله ما انشرح صدري قط
أن أفضل عليا على أبي بكر و عمر، رحم الله أبا بكر و عمر و عثمان: و من لم
يحبهم فما هو مؤمن. و قال: أوثق أعمالي حبي إياهم (2).
- و قال أبو بكر بن زنجويه، سمعت عبد الرزاق يقول: الرافضي كافر (3).
- و قال أبو داود: سمعت الحسن بن علي الحلواني يقول: سمعت
عبد الرزاق و سئل: أتزعم أن عليا كان على الهدى في حروبه؟ قال: لا ها
الله، إذا يزعم علي أنها فتنة، و أتقلدها له هذا (4).

(1) ميزان الاعتدال للذهبي ج 2 ص 128. والأنواك: الأحمق. انظر النهاية لابن الأثير ج 5 ص 129.
(2) انظر التذكرة للذهبي ج 1 ص 364 تهذيب التهذيب ج 6 ص 313.
(3) ميزان الاعتدال: ج 2 ص 129.
(4) تهذيب التهذيب ج 6 ص 314.
21

هذه الروايات تبين موقف الإمام عبد الرزاق من الصحابة رضوان الله
عليهم، و الرواية الأخيرة تدل على أنه كان يتوقف حتى في الحكم على ما جرى
بين علي و خصومه، و ما دام أن عليا كان يعتبرها فتنة فلا يمكن أن يقال: إن
الصواب في جانب و إن الجانب الآخر على الباطل. و إنما توقف عبد الرزاق
- و كما هو قول جماهير أهل السنة و الجماعة -، لأن كلا منهم مجتهد يبتغي
الحق. و هذه الروايات إن ثبتت فتبين مدى إنصاف الرجل، حيث لم يدفعه
تشيعه لآل البيت أن يغالي فيهم أو ينتقص من موقف خصومهم.
أما الجانب الثاني:
و هو ما يتعلق بروايته أحاديث في فضائل آل البيت و أحاديث ذكرها في
مثالب غيرهم.
فقد ذكر بعض الرواة أحاديث عن الإمام عبد الرزاق قالوا: إنه انفرد بها
و لم يتابع، من ذلك:
- و قال الذهبي في ميزان الاعتدال: أوهى ما أتى به حديث أحمد بن الأزهر
- و هو ثقة - أن عبد الرزاق حدثه خلوة من حفظه، أخبرنا معمر عن
الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نظر إلى علي فقال:
أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة، من أحبك فقد أحبني و من أبغضك فقد
أبغضني قلت - أي: الذهبي -: مع كونه ليس بصحيح فمعناه صحيح سوى
آخره، ففي النفس منها شيء. و ما اكتفى بها حتى زاد: و حبيبك حبيب
الله، و بغيضك بغيض الله، و الويل لمن أبغضك. فالويل لمن أبغضه هذا لا
ريب فيه. بل الويل لمن يغض منه أو غض من رتبته، و لم يحبه كحب
نظائره أهل الشورى رضي الله عنهم أجمعين (1).

(1) ميزان الاعتدال ج 2 ص 128، 129.
22

و من ذلك أيضا ما ذكره الذهبي أيضا: عن محمد بن سهل بن عسكر
قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: ذكر الثوري، عن أبي إسحاق عن زيد بن
يثيع عن حذيفة، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إن ولوا عليا فهاديا مهديا)،
فقيل لعبد الرزاق: سمعته عن الثوري؟ قال: حدثنا النعمان بن أبي شيبة
و يحيى بن العلاء عنه.
النعمان فيه جهالة، و يحيي بن العلاء هالك. لكن رواه أحمد في مسنده
عن شاذان عن عبد الحميد الفراء عن إسرائيل، عن أبي إسحاق.
و رواه زيد بن الحباب عن فضيل بن مرزوق عن أبي إسحاق. و روي من
وجه آخر عن أبي إسحاق فهو محفوظ عنه، و زيد شيخه ما علمت فيه جرحا.
و الخبر فمنكر (1).
يتبين مما تقدم أن هذه الرواية و إن كانت منكرة، كما حكم عليها الذهبي لم
ينفرد عبد الرزاق بها و لكن الملحظ أنه دلس في روايته عن الشوري.
- و من ذلك ما قاله أبو الصلت الهروي - و هو الآفة - أنبأنا عبد الرزاق،
أخبرنا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، عن ابن عباس، قالت فاطمة
عليها السلام: يا رسول الله، زوجتني عائلا لا مال له، قال: (أما ترجين
أن الله اطلع إلى أهل الأرض فاختار منها رجلين، فجعل أحدهما أباك و الآخر
بعلك) (1).
هذه بعض الروايات التي انفرد بها عبد الرزاق، أو روايات ضعيفة توبع
عليها، و لكنها لم تتقو، و قد تساهل فيها عبد الرزاق، لأنها في فضائل علي
رضي الله عنه أو مناقب آل البيت.

(1) ميزان الاعتدال ج 2 ص 128، 129.
23

ومما نقل عنه في مثالب خصوم علي رضي الله عنه.
ما رواه ابن عدي، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا ابن راهويه، حدثنا
عبد الرزاق، عن ابن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة عن أبي
سعيد مرفوعا: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه.
قال: و حدثنا محمد بن سعيد بن معاوية بنصيبين، حدثنا سليمان بن
أيوب الصريفيني، حدثنا ابن عيينة.
وحدثناه محمد بن العباس الدمشقي، عن عمار بن رجاء عن ابن المديني
عن سفيان.
و حدثنا محمد بن إبراهيم الأصبهاني، حدثنا أحمد بن الفرات، حدثنا
عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن ابن جدعان نحوه (1).
من كل ما تقدم من أقوال متعارضة نسبها الرواة إلى الإمام عبد الرزاق
و من خلال الروايات التي رواها في فضائل علي و آل البيت رضي الله عنهم أو
رواها في مثالب غيرهم، من كل ذلك نخرج بالنتائج التالية:
1 - إن الإمام عبد الرزاق كان يتشيع لآل البيت و يحبهم محبة كبيرة،
و لكن ذلك لم يدفعه إلى من ذهب إليه غلاة الشيعة من تجريح في الصحابة أو
رد أحاديثهم، بل كان في مواقفه معتدلا، و آثاره مليئة بالروايات عن
الصحابة جميعا.
2 - إن حبه لآل البيت و للإمام علي رضوان الله عليهم، جعله يتساهل
في بعض الأحاديث التي وردت في فضائلهم، و ربما علم الضعف في بعض رواتها
إلا أنه كان ينقلها من باب أنها في الفضائل. و لم يثبت عنه أنه اختلق شيئا

(1) ميزان الاعتدال ج 2 ص 129.
24

من ذلك حاشاه من هذا.
3 - إن محبته لآل البيت جعلته ينساق مع عاطفته أحيانا، فيعرض
بخصومهم أو تفلت منه فلتات لسان في شأنهم.
أما إذا كان في موقف و إصدار الحكم و الرأي، فكان الثقة الثبت
المدقق، و قد وجدناه عندما سئل عن الحكم في الخلاف بين علي و خصومه:
أتزعم أن عليا كان على الهدى في حروبه؟ فقال: لا ها الله، إذا يزعم علي
أنها فتنة، و أتقلدها له هذا.
أي إن عليا نفسه اعتبرها فتنة بين المسلمين و لم يحكم على خصومه بالضلال
و أنه على الحق المحض، فكيف أزعم أنه كان على الهدى و خصومه على الباطل.
و هذا منتهى الانصاف من الرجل و هو موقف أهل السنة و الجماعة.
4 - إن جل ما يؤخذ عليه هو هذا التساهل في نقل الروايات الخاصة بآل
البيت وهذه روايات معدودة بعضها قد توبع عليها، و بعضها انفرد بها، و لم
يأت بشيء من عند نفسه. و إن ذلك لم يؤثر في مكانة عبد الرزاق عند
المحدثين.
و خلاصة القول: إن الإمام عبد الرزاق الصنعاني هو الإمام الثقة الثبت
روى له أئمة الحديث، و الهنات التي ذكرت عنه لم تؤثر على عدالته و ضبطه
بشكل عام، لذا نجد أن الإمام البخاري يروي له في صحيحه و كذلك الإمام
مسلم في صحيحه، كما أخرج له أصحاب السنن جميعا، و كفى بذلك تزكية
و توثيقا للإمام عبد الرزاق. و ردا على من بالغ - من غير حجة مقبولة - في
التشنيع عليه و اتهامه بالباطل، و لعل الإمام عبد الرزاق شعر في آخر حياته
بحملة بعض الناس عليه وتشهيرهم به مما جعله يشعر بالمرارة و الألم في نفسه.
فقد نقل الذهبي في ميزان الاعتدال:
25

عن أبي بكر المقري قال: حدثنا المفضل الجندي، سمعت سلمة بن شبيب
يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: أخزى الله سلعة لا تنفق إلا بعد الكبر
و الضعف، حتى إذا بلغ أحدهم مائة سنة كتب عنه، فإما أن يقال: كذاب،
فيبطلون علمه، و إما أن يقال: مبتدع فيبطلون عمله، فما أقل من ينجو من
ذلك (1).
وفاته:
قضى الإمام عبد الرزاق إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالعلم حفظا
و تدوينا و نشرا. قال ابن سعد: مات في نصف شوال سنة إحدى عشرة
و مائتين و عاش خمسا و ثمانين سنة (2).
و لم يذكر خلاف بين العلماء في تاريخ وفاة للإمام عبد الرزاق.
قال ابن حجر في تهذيب التذهيب: و قال البخاري و غير واحد: مات
سنة إحدى عشرة و مائتين.
رحمه الله تعالى رحمة واسعة.

(1) ميزان الاعتدال: ج 2 ص 129.
(2) انظر الطبقات الكبرى لابن سعد ج 5 ص 548.
و تذكرة الحفاظ ج 1 ص 364.
تهذيب التهذيب ج 6 ص 314.
ميزان الاعتدال ج 2 ص 129.
مفتاح السعادة ج 2 ص 78.
معجم المؤلفين لكحالة ج 5 ص 219.
26

آثاره العلمية:
ذكر العلماء أن الإمام عبد الرزاق صنف الكتب الكثيرة، و لكن التي
خصوها بالذكر هي:
- السنن في الفقه.
- المغازي.
- تفسير القرآن.
- الجامع الكبير في الحديث (لعله يقصد به المصنف).
- تزكية الأرواح عن مواقع الإفلاح.
- كتاب الصلاة.
- الأمالي في آثار الصاحبة (1).

(1) انظر معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة ج 5 ص 219.
و هدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادي ج 5 ص 566.
و كشف الظنون لحاجي خليفة ج 1 ص 452.
كتاب الصلاة و الأمالي ذكرهما سزكين في تاريخ التراث ج 1 ص 144 و قال إنهما موجودان في
المكتبة الظاهرية.
27

نسبة التفسير إلى مؤلفه الإمام عبد الرزاق الصنعاني
لم يشك أحد في نسبة هذا التفسير الذي بين أيدينا إلى مؤلفه عبد الرزاق
الصنعاني و مما يؤكد النسبة هو:
1 - أن أغلب هذه الروايات التي وردت في هذا التفسير بأسانيدها من
عبد الرزاق إلى التابعين و الصحابة و المرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أغلب هذه
الروايات وردت بنفس الأسانيد في تفسير ابن جرير الطبري، وكتاب الدر
المنثور، و سأذكر فيما بعد أنني جعلت الكتابين المذكورين كمرجعين مساعدين
للنسختين المخطوطتين.
2 - كل من تجرم للإمام عبد الرزاق نسب إليه تفسيره للقرآن الكريم،
و ربط بعضهم بين تفسيره و بين تفسير معمر بن راشد و قالوا: إنه نسخة معدلة
عنه. انظر في ذلك مثلا تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين ج 1 ص 144.
3 - هناك أسانيد متصلة من الإشبيلي إلى الإمام عبد الرزاق يبين الطرق
نقل التفسير و قراءته بالسند إلى مؤلفه. و فيما يلي نص كلام الإشبيلي:
كتاب تفسير القرآن، لعبد الرزاق بن همام رحمه الله.
حدثني به الشيخ الإمام أبو عمر أحمد بن عبد الله بن صلح الأزدي رحمه
الله قراءة مني عليه في مسجده بإشبيلية، قال: حدثني به الفقيه المشاور أبو
محمد عبد الله بن إسماعيل بن خزرج قراءة عليه، قال: حدثني به الفقيه أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن يزيد اللخمي الإشبيلي و يعرف بابن الأحدب
قال: حدثني به الفقيه الراوية أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي اللخمي
الباجي عن أبي عمر أحمد بن خلد بن يزيد، عن محمد بن عبد السلام الخشني
عن سلمة بن شبيب النيسابوري، عن عبد الرزاق بن همام مؤلفه رحمه الله.
28

و حدثني به أيضا الشيخ الإمام أبو بكر يحيي بن موسى بن عبد الله، قراءة
مني عليه في مسجد بقرطبة حرسها الله، قال: حدثني به الشيخ أبو محمد
عبد الله بن إبراهيم بن بشير المعافري، قراءة مني عليه و الشيخ الفقيه أبو علي
حسين بن محمد بن أحمد الغساني، سماعا مني عليه، قالا: حدثنا أبو العاصي
حكم بن محمد بن الحكم الجذامي، قال أبو علي: قرأته عليه، قال: حدثنا به
أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن حميد بن رزيق المخزومي البغدادي، و أبو
الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المقري قالا: نا أحمد بن عمرو بن
جابر الحافظ الرملي عن محمد بن حماد الطهراني عن عبد الرزاق بن همام.
قال أبو العاصي: و أخبرني به أبو الوليد هاشم بن يحيى بن حجاج
البطليوسي - يعرف بابن الحصار - قال: نا أبو الحسن علي بن العباس بن أبي
عياش الغزي بغزة - مدينة من عمل الشام - في ربيع الآخر سنة 341، قال:
أخبرني به محمد بن حماد الطهراني بمدينة عسقلان في صفر سنة 270، قال
عبد الرزاق بن همام.
قال أبو علي الغساني: و قرأته أيضا على أبي عمر أحمد بن محمد بن يحيى بن
الحذاء، قال: نا به أبو القاسم عبد الوارث بن سفيان بن جبرون، قال: نا
أبو محمد قاسم بن أصبغ، قال: نا محمد بن عبد السلام الخشني قال: نا سلمة بن
شبيب، قال عبد الرزاق بن همام، قال شيخنا أبو بكر يحيي بن موسى بن
عبد الله، و حدثني به أيضا أبو بكر حازم بن محمد بن حازم المخزومي عن
القاضي بقرطبة أبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث، عن أبي بكر إسماعيل
ابن بدر عن محمد بن عبد الله الخشني بسنده المتقدم قبل هذا.
و حدثني به أيضا شيخنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن مكي، رحمه الله،
إذنا و مشافهة قال: حدثني به أبي رحمه الله و أبو مروان عبد الملك بن سراج بن
عبد الله، قالا: حدثنا به أبو محمد مكي بن أبي طالب المقري، رحمه الله، عن
29

أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن حميد بن رزيق المخزومي البغدادي و عبد الغنم
ابن عبيد الله بن غالبون المقري، قالا: حدثنا به أحمد بن عمرو بن جابر
الحافظ الرمي، عن محمد بن حماد الطهراني، عن عبد الرزاق مؤلفه.
و حدثني به الشيخ أبو محمد بن عتاب، رحمه الله إجازة قال: حدثني به
مكي بن أبي طالب المقري بالسند المتقدم، و حدثني به أيضا أبي أبو عبد الله
رحمه الله، قراءة عليه و أنا أسمع قال: قرأت على أبي بكر عبد الرحمن بن أحمد
التجيبي، قال: حدثنا أبو بكر إسماعيل بن بدر قال: نا محمد بن عبد السلام
الخشني، قال أبي رحمه الله.
و حدثني به أيضا أبو بكر التجيبي و أبو القاسم خلف بن يحيي قراءة عليه
و أنا أسمع قال: حدثنا أبو عثمان سعيد بن عبد ربه، قال: حدثنا أحمد ابن
خلد، قال: حدثنا الخشني محمد بن عبد السلام عن أبي سلمة بن شبيب عن
عبد الرزاق رحمه الله (1).
و بهذا يظهر لنا أن رواية كتاب التفسير تمت عن اثنين من تلاميذ
عبد الرزاق هما سلمة بن شبيب، و محمد بن حماد الطهراني.

(1) انظر هذه الأسانيد في كتاب (فهرست ما رواه عن شيوخه) لمؤلفه أبي بكر محمد بن خير
الأموي الإشبيلي. المتوفى سنة / 575 / ه. ط دار الآفاق الجديدة.
30

تفسير عبد الرزاق و الإسرائيليات
إن مما أخذ على التفسير بالمأثور هو اهتمامه بالسند و بأقوال السلف
و تساهلهم في مضمون كثير من الأخبار التي يروونها.
و الإمام عبد الرزاق الصنعاني الذي سلك طريقة المحدثين و تتبع أقوال
السلف في معاني الآيات و أسباب النزول و رواها بأسانيدها، قد روى من جملة
ما روى بعض الروايات عن وهب بن منبه و كعب الأحبار و ابن جريج
و غيرهم من الذين عرفوا برواية الإسرائيليات. و على الرغم من أن الإمام
عبد الرزاق لم يكثر من رواية الإسرائيليات هذه، و تجنب ما فيه خدش
بعصمة الأنبياء عليهم السلام، فنجده في قصة داود عليه السلام و تسور المحراب
عليه يختار من تلك القصص أسلمها و أقربها إلى القبول، و كذلك في قصة أيوب
عليه السلام، و قصة يوسف عليه السلام.
و كذلك تجنب رواية الإسرائيليات التي تتنافى مع العقيدة و ظاهر الشريعة
إلا أنه لم يسلم من إيراد بعض القصص الإسرائيلي الذي لا نستسيغ روايته
عقلا، كما أورد في سورة البقرة قصة هاروت و ماروت، و في سورة (ق)
و غيرها. و قد نبهت أثناء التحقيق على مواطن هذه الإسرائيليات، و كنا نتمنى
على الإمام عبد الرزاق أن يجتنب هذه الروايات، و لعل عذره في ذلك - كما
أعذر العلماء من بعده ابن جرير - أنه يروي الأسانيد في هذه الروايات،
و على القارئ أن يتنبه إلى الأسانيد و إلى الأقوال و إلى من نسبت.
و لعل الله يقيض للتفسير بالمأثور بعامة و كتاب ابن جرير بخاصة من
ينبه إلى مثل هذه الإسرائيليات إلى جانب بيان الصحيح من السقيم من
الأقوال المنسوبة إلى الصحابة أو التابعين، ليأخذها القارئ و هو مطمئن القلب
إلى نسبتها إلى أصحابها.
31

وصف المخطوطة
للمخطوطة نسختان إحداهما نسخة أنقرة و قد رمزنا إلها بحرف (ق) و النسخة
الثانية نسخة دار الكتب المصرية و قد رمزنا لها بحرف (م).
- أما نسخة أنقرة (ق) و الموجودة في مكتبة (صائب) تحت رقم
/ 4216 / فيقول عنها فؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي: إنها كتبت في
القرن السادس الهجري تقريبا، و ليس على النسخة ما يشير إلى تاريخها.
و تقع النسخة في / 110 / و رقات / 220 صفحة صفحة من الحجم الكبير،
وفيها نقص من أولها في حدود ملزمة، تقارب / 12 صفحة وفيها نقص من أولها في حدود ملزمة، تقارب / 12 / صفحة. و يمكن البدء
بالقراءة فيها من تفسير قوله تعالى: (و كذلك جعلناكم أمة و سطا)
من سورة البقرة:
كما أن في ثناياها نقصا من قوله تعالى: (إنا أنزلنا التورة فيها
هدى و نور) في سورة المائدة إلى قوله تعالى: (لعن الذين كفروا
من بني إسرائيل) من السورة نفسها.
و سقطت الصفحة الأخيرة منها و التي تشتمل على تفسير سورة الفلق
و الناس. وقد أكملنا النقص من نسخة (م) بالمقارنة بما في الطبري من
روايات عبد الرزاق و هذه النسخة دقيقة و عليها تعليقات تشرح بعض معاني
الكلمات أو تعرف ببعض الرجال أحيانا.
- أما النسخة الثانية (م) و الموجودة في دار الكتب المصرية بالقاهرة تحت
رقم 1 / 40 تفسير 242، فتقع في 178 ورقة أي 356 صفحة من الحجم الوسط
و قد كتبت عام / 724 / ه بيد محمد بن بكر بن عمر المعروف بناصر الدين
ابن المقنع.
و قد أصاب البلل بعض الصفحات الأول منها، و تتضح القراءة بشكل
32

جيد من الصفحة السابعة من قوله تعالى: (ود كثير من أهل الكتاب
لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم)
من سورة البقرة. و باقي الأوراق سليمة إلى آخر القرآن الكريم إلا الصفحة
الأخيرة حيث أصاب البلل قسما من تفسير سورة الفلق. و يوجد نقص في
النسخة من قوله تعالى: (ولستم بآخذيه ألا أن تغمضوا فيه)
من سورة البقرة إلى قوله تعالى: (.. فادفعوا إليهم أموالهم و لا
تأكلوها إسرافا و بدارا) من سورة النساء. و قد أكملنا النقص من نسخة
(ق) بالمقارنة بما في تفسير الطبري.
جاء في نهاية تفسير سورة النساء في نسخة (م).
(كمل الجزء الأول من تفسير عبد الرزاق بن همام، رواية محمد بن
عبد السلام الخشني عن سلمة بن شبيب، و الحمد لله منتهى رضاه، و أقصى ما
يجب من حمده، و صلواته التامة على محمد رسوله).
و من المعلوم أن سلمة بن شبيب هو أحد تلاميذ عبد الرزاق قال عنه الحاكم
هو محدث أهل مكة و المتفق على إتقانه و صدقه. و توفي سنة / 247 / و يؤخذ
من هذا الكلام أن هذه النسخة نقلت عن طريق السند المتصل ب (سلمة بن
شبيب) و قد تقدم في مبحث نسبة التفسير إلى مؤلفه ذكر الإشبيلي طريقا
أخرى هي عن محمد بن حماد الطهراني عن عبد الرزاق.
كما يقدر حجم التفسير في هذه النسخة - على ضوء الكلام المذكور هنا - بما
يقارب خمسة أجزاء.
و ختمت هذه النسخة بعد تفسير سورة الناس بقول الكاتب:
هنا كمل الكتاب بحمد الله و عونه، و صلواته التامة الزاكية على سيدنا محمد
33

خاتم النبيين و رسول رب العالمين و على آله و أزواجه الطيبين، و رضي الله عن
أصحابه الكرام الخيرة المنتجبين، و ذلك عقب جمادى الآخرة سنة أربع
و عشرين و سبعمائة على يد العبد المقصر محمد بن بكر بن عمر المعروف بناصر
الدين المقنع غفر الله له و لمن قرأه و لجميع المسلمين آمين.
34

عملي في التحقيق
1 - إن عدم توفر أكثر من نسختين من المخطوطة جعلني أتحمل عبئا
إضافيا في التدقيق و بخاصة أن النسختين فيهما نقص من أولهما. و اضطررت
للرجوع إلى تفسير الطبري و تفسير الدر المنثور لنقل الروايات الثابتة فيها عن
عبد الرزاق و هكذا استخرجت منها ما يتعلق بتفسير سورة الفاتحة والقسم
المحذوف من سورة البقرة، و قد أشرت إلى ذلك في مواطنها.
2 - اعتمدت طريقة النص المختار في تحقيق النص، فحيثما وجدت النص
الذي يتلاءم مع السياق في إحدى النسختين أثبته و أشرت إلى الفرق في
الثانية.
- في كل موطن جزمت بسقوط كلمة أو رواية من إحدى النسخ قلت
بالجزم سقطت من () أما إن كان الوجهان صحيحين، أي: أن العبارة
تستقيم في النسختين بالرغم من اختلاف الجملة قلت في () كذا، من غير
جزم بتضعيف ما في النسخة الأخرى.
- هذا في حال ترجيح إحدى النسختين على الأخرى و في ترجيح إحداهما
برواية الطبري أو الدر المنثور فقد ذكرت ذلك في الحاشية مشيرا إلى وجه
الترجيح.
- في حال اختلاف رواية الطبري أو الدر عن رواية النسختين أثبت ما
ورد في الطبري أو الدر في الحاشية. و كذلك في حال اختلاف رواية الحديث
عن رواية بعض الكتاب المستخرجة منه، أشرت إلى هذا الفرق.
3 - لاحظت أن أغلب روايات تفسير عبد الرزاق مروية عند الطبري
35

بأحد طريقين، أحدهما قول الطبري: حدثنا الحسن قال: أخبرنا
عبد الرزاق...
و الثانية قوله: حدثنا ابن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور عن
معمر..
فيلتقي مع الطريقة الأولى في معمر.
و كثيرا ما يذكر الطبري إحدى الطريقتين ثم يذكر الأخرى فيقول بمثله.
4 - عزوت الآيات التي وردت في غير موطنها من التفسير، و خرجت
الأحاديث المسندة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم. و شرحت الكلمات الغريبة و علقت على
بعض العبارات المبهمة، كما نبهت على الإسرائيليات التي أوردها عبد الرزاق في
تفسير بعض الآيات.
بالإضافة إلى النقط و الفواصل التي تساعد القارئ على وضوح العبارة
و فهمها و وضعت الفهارس الضرورية في نهاية الكتاب.
أسأل الله سبحانه و تعالى أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم.
36

تفسير سورة الفاتحة
بسم الله الرحمن الرحيم
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
قتادة في قوله ملك يوم الدين قال يوم يدين الله العباد
بأعمالهم
وحدثنا الحسن بن يحيى قال أنبأنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
بديل العقيلي قال أخبرني عبد الله بن شقيق أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم
وهو بوادي القرى وهو على فرسه وسأله رجل من بني القين فقال يا
رسول الله من هؤلاء؟ قال المغضوب عليهم وأشار إلى اليهود
وحدثنا الحسن بن يحيى قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
بديل العقيلي قال أخبرني عبد الله بن شقيق أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم
وهو بوادي القرى وهو على فرسه وسأله رجل من بني القين فقال يا
رسول الله من هؤلاء قال هؤلاء الضالون يعني النصارى
37

سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
قتادة في قوله ألم قال اسم من أسماء القرآن
حدثنا الحسن بن يحيى قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
قتادة لا ريب فيه هدى يقول لا شك فيه
حدثنا الحسن بن يحيى قال أنبأنا عبد الرازق قال أنبأنا معمر عن قتادة
في قوله ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الأخر
وما هم بمؤمنين حتى بلغ فما ربحت تجارتهم عليه وما كانوا
مهتدين قال هذه في المنافقين
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرازق قال أنبأنا معمر بن
قتادة في قوله وإذا خلو إلى شياطينهم أي قال المشركون
وحدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرازق قال أخبرنا معمر عن
قتادة مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما هي
حوله هي لا إله إلا الله أضاءت لهم فأكلوا بها وشربوا وأمنوا في
الدنيا ونكحوا النساء وحقنوا بها دماءهم حتى إذا ماتوا ذهب الله بنورهم
وتركهم في ظلمات لا يبصرون
وحدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن
قتادة أو كصيب قال المطر
39

وحدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
قتادة فيه ظلمات ورعد وبرق يقول أخبر عن قوم لا
يسمعون شيئا إلا ظنوا أنهم هالكون فيه حذرا من الموت والله محيط
بالكافرين ثم ضرب لهم مثلا آخر فقال يكاد البرق يخطف
أبصرهم كلما أضاء لهم ما مشوا فيه يقول هذا المنافق إذا كثر
ماله وكثرت ماشيته وأصابته عافية قال لم يصبني منذ دخلت في ديني هذا
إلا خير وإذا أظلم عليهم قاموا يقول إذا ذهبت أموالهم
وهلكت مواشيهم وأصابهم البلاء قاموا متحيرين
وقد روي عن قتادة أنه كان يتأول قوله حذر الموت حذرا
من الموت حدثنا بذلك الحسن بن يحيى قال حدثنا عبد الرزاق أنبأنا
معمر عنه
وحدثنا الحسن بن يحيى قال أنبأنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
قتادة في قوله فأتوا بسورة من مثله يقول بسورة مثل
هذا القرآن
وحدثنا الحسن بن يحيى قال أنبأنا عبد الرزاق قال أنبأنا ابن عيينة
عن مسعر عن عبد الملك الزراد عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود في قوله
وقودها الناس والحجارة قال حجارة الكبريت جعلها الله كما
شاء
وحدثنا الحسن بن يحيى قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر
قال قال الحسن وأتوا به متشبها قال يشبه بعضه بعضا
ليس فيه مرذول
40

وحدثنا الحسن بن يحيى قال حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا الثوري عن
ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله متشبها قال مشتبها في اللون
ومختلفا في الطعم
حدثني المثني قال حدثنا إسحاق قال حدثنا عبد الرزاق عن الثوري
عن أبي نجيح عن مجاهد ويحيى بن سعيد متشبها قالا في اللون
والطعم
حدثنا الحسن بن يحيى قال أنبأنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
قتادة وأتوا به متشبها قال يشبه ثمر الدنيا غير أن ثمر الجنة
أطيب
وحدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا الثوري
عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال لا يبلن ولا يتغوطن ولا يحضن ولا يلدن
ولا يمنين ولا يبزقن
وحدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
قتادة في قوله ولهم فيها أزوج مطهرة قال طهرهن الله
من كل بول وغائط وقذر ومن كل مأثم
وحدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا معمر عن قتادة قال لما ذكر الله
العنكبوت والذباب قال المشركون ما بال العنكبوت والذباب يذكران
فأنزل الله إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما
فوقها
وحدثني الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
41

ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: (هو الذي خلق لكم ما في
الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء قال خلق الأرض قبل
السماء فلما خلق الأرض ثار منها دخان فذلك حين يقول ثم
استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات قال بعضهن فوق
بعض وسبع أرضين بعضهن تحت بعض
وحدثنا الحسن بن يحيى قال أنبأنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
قتادة في قوله فسواهن سبع سموت قال بعضهن فوق
بعض بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
قتادة في قوله أتجعل فيها من يفسد فيها قال كان الله
أعلمهم إذا كان في الأرض خلق أفسدوا فيها وسفكوا الدماء فذلك قوله
أتجعل فيها من يفسد فيها
حدثنا الحسن بن يحيى قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
قتادة في قوله ونحن نسبح بحمدك قال التسبيح التسبيح
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
قتادة في قوله ونقدس لك قال التقديس الصلاة
وحدثنا الحسن بن يحيى قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر
عن قتادة في قوله وعلم آدم الأسماء كلها قال علمه اسم كل
42

شئ هذا بحر وهذا جبل وهذا كذا وهذا كذا لكل شئ ثم عرض
تلك الأسماء على الملائكة فقال أنبؤوني بأسماء هؤلاء إن كنتم
صادقين
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله وأعلم ما تبدون
وما كنت تكتمون قال أسروا بينهم فقالوا يخلق الله ما يشاء
فلن يخلق الله خلقا إلا ونحن أكرم عليه منه
عبد الرزاق قال نا معمر قال أخبرني شيخ أن ابن عباس في
قوله يأدم اسكن أنت وزوجك الجنة قال خلق الله آدم
من أديم الأرض يوم الجمعة بعد العصر فسماه آدم ثم عهد الله فنسي فسماه
الانسان قال ابن عباس فلله يقول فبالله ما غابت الشمس حتى أهبط
من الجنة
عبد الرزاق قال نا معمر قال أخبرنا عوف الأعرابي عن قسامة بن
زهير عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله آدم من أديم
الأرض كلها فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأبيض والأسود
والأحمر وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب
عبد الرزاق قال نا معمر وأخبرني عوف أيضا عن قسامة عن أبي موسى
43

أن الله حين أهبط آدم من الجنة إلى الأرض علمه صنعة كل شئ وزوده من
ثمار الجنة فثماركم هذه من ثمار الجنة غير أن هذه تتغير وتلك لا تتغير
........ عن أبيه قال لما خلق الله آدم أراد أن......
عبد الرزاق قال نا الثوري عن عبد العزيز ثني وعبيد عن عبيد بن عمير
قال قال آدم لربه وذكر خطيئته رب أرأيت خطيئتي التي عصيتك
بها أشئ كتبته علي قبل أن تخلقني أم شئ ابتدعته من نفسي قال بل
شئ كتبته عليك قبل أن أخلقك قال فكما كتبته علي فاغفره لي قال
فذلك قوله فتلقى ادم من ربه كلمت وهو قوله
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من
الخاسرين
عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله فتلقى آدم
من ربه كلمت وهو قوله ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم
تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
عبد الرزاق قال وحدثنا معمر عن قتادة في قوله أتأمرون
الناس بالبر وتنسون أنفسكم قال كان بنوا إسرائيل يأمرون
الناس بطاعة الله وبتقواه وبالبر وهم يخالفون ذلك فعيرهم الله به
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالي وأني فضلتكم
44

على العلمين قال فضلوا على عالم ذلك الزمان
عبد الرازق قال نا معمر عن بهز بن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه
عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنتم تتمون سبعين أمة أنتم
خيرها وأكرمها على الله
عبد الرزاق قال معمر وقال الكلبي أنتم خير الناس للناس
عبد الرزاق قال نا عمر عن قتادة في قوله لا يقبل منها
شفعة ولا يؤخذ منها عدل لو جاءت بكل شئ لم يقبل منها
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله رجزا قال
عذابا
عبد الرزاق قال نا معمر عن أبي إسحاق الهمداني عن عمرو بن ميمون
الأودي في قوله وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم أي وأغرقنا آل
فرعون وأنتم تنظرون قال لما خرج موسى ببني إسرائيل بلغ
ذلك فرعون فقال لا تتبعوهم حتى يصيح الديك قال فوالله ما صاح
ليلتئذ ديك حتى أصبحوا فدعا بشاة فذبحت ثم قال لا أفرغ على من
كبدها حتى يجتمع إلي ستمائة ألف من القبط فلم يفرغ من كبدها حتى
اجتمع إليه ستمائة ألف من القبط ثم سار موسى بمن معه فلما أتى البحر
قال له رجل من أصحابه يقال له يوشع بن نون أين أمرك ربك يا
45

موسى قال أمامك يشير إلى البحر فأقحم يوشع فرسه في البحر
حتى بلغ الغمر فذهب به ثم رجع فقال أين أمرك ربك يا موسى
فوالله ما كذبت ولا كذبت فقال ذلك ثلاث مرات ثم أوحى الله جل
ثناؤه إلى موسى أن اضرب بعصاك الحجر فضربه فانفلق فكان
كل فرق كالطود العظيم مثل جبل نخلة ثم سار موسى ومن
معه وأتبعهم فرعون في طريقهم حتى إذا تتاموا فيه أطبقه الله عليهم فذلك
قوله وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون قال
معمر وقال قتادة قال كان مع موسى ستمائة ألف وأتبعه فرعون على ألفي
ألف ومائتي ألف حصان
عبد الرزاق نا معمر عن قتادة في قوله فأخذتكم الصعقة
وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم قال أخذتهم
الصاعقة أي ماتوا ثم بعثهم الله تعالى ليكملوا بقية آجالهم
عبد الرازق قال معمر عن قتادة قال في قوله قد علم كل أناس
مشربهم قال كانوا اثني عشر سبطا لكل سبط عين
عبد الرازق نا معمر عن قتادة في قوله وأنزلنا عليكم المن
والسلوى قال كان المن ينزل مثل الثلج والسلوى طير كانت
تحشرها عليهم ريح الجنوب
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله ادخلوا هذه
القرية قال بيت المقدس ثم قال ادخلوا الباب سجدا
46

وقولوا حطة إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة في قوله
حطة قال لا إله إلا الله
عبد الرزاق قال معمر وقال الحسن وقتادة أي احطط عنا خطايانا
فدخلوا على غير الجهة التي أمروا بها دخلوا متزحفين على أوراكهم وبدلوا
قولا غير الذي قيل لهم فقالوا حبة في شعيرة
عبد الرزاق قال نا الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله
والصابئين قال الصابئون قوم بين اليهود والمجوس ليس لهم دين
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله لن نصبر على
طعام واحد قال ملوا طعامهم وذكروا عيشهم الذي كانوا فيه مثل
ذلك فقالوا فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من
بقلها وقثاءها الله وفومها
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة والحسن الفوم الخبز
عبد الرزاق قال نا معمر عن الحسن وقتادة في قوله وضربت
عليهم الذلة قالا يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله وإذا أخذنا
ميثاقكم قال ورفعنا فوقكم الطور قال الطور الجبل اقتلعه الله
فرفعه فوقهم فقال خذوا ما آتيناكم بقوة والقوة الجد
وإلا قذفته عليكم قال فأقروا بذلك أنهم يأخذون ما أوتوا بقوة
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة والكلبي في قوله ولقد علمتكم
الذين اعتدوا منكم في السبت قالا نهوا عن صيد الحيتان في يوم
47

السبت فكانت تشرع إليهم يوم السبت بلوا بذلك فاصطادوها فجعلهم الله
قردة خاسئين
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله خاسئين قال
صاغرين
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله فجعلناها نكلا لما
بين يديها وما خلفها وموعظة قال لما بين يديها من ذنوبهم
وما خلفها من الحيتان وموعظة للمتقين بعدهم
عبد الرزاق قال نا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة السلماني
أن رجلا من بني إسرائيل كان له ذو قرابة هو وارثه فقتله ليرثه ثم
ذهب به فألقاه إلى باب قوم آخرين ثم أصبح يطلب بدمه فهموا أن
يقتتلوا حتى لبست الطائفتان السلاح فقال رجل أتقتتلون وفيكم نبي الله
موسى فكف بعضهم عن بعض ثم انطلقوا إلي موسى فذكروا له شأنهم
فأوحى الله إليه أن يذبحوا بقرة فلو اعترضوا بقرة فذبحوها أجزأت عنهم
فسألوا وشددوا فشدد الله عليهم فقالوا ادع لنا ربك يبين لنا
ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين
ذلك
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة الفارض الهرمة يقول ليست
بالهرمة ولا بالبكر عوان بين ذلك قالوا ادع لنا
ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع
لونها
48

قال معمر قال قتادة هي الصافي لونها قالوا ادع لنا ربك
يبين لنا ما هي إن البقر تشبه علينا قال إنه يقول
أنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا
شية فيها يقول لا عيب فيها وأما لا شية فيها فيقول
لا بياض فيها فذبحوها وما كادوا يفعلون
عبد الرزاق قال معمر قال الزهري وقتادة فالبقرة إن شئت ذبحت
وإن شئت نحرت
قال معمر قال أيوب في حديثه عن ابن سيرين عن عبيدة قال لم
يجدوا هذه البقرة إلا عند رجل في واحد فباعها بوزنها ذهبا أو بملء
مسكها ذهبا قال فذبحوها ثم ضربوا المقتول ببعض لحمها
قال معمر قال قتادة ضربوه بلحم الفخذ فعاش وقال قتلني فلان
قال عبيدة فلم يرث ولم نعلم قاتلا ورث بعده
عبد الرزاق قال نا معمر قال حدثت أن يهوديا كان يحدث ناسا من
الأنصار في مجلس عظيم أن سيأتيهم نبي فلما جاءهم آمنوا به إلا ذلك
اليهودي
عبد الرزاق قال أخبرنا أبو معشر المدني عن محمد بن كعب القرظي في
قوله فذبحوها وما كادوا يفعلون قال لغلاء ثمنها
49

عبد الرزاق قال: نا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال: لو
أخذ بنو إسرائيل أدنى بقرة لأجزأت عنهم ولولا أنهم قالوا وإنا إن
شاء الله لمهتدون ما وجدوها
عبد الرزاق قال ابن عيينة وأخبرني محمد بن سوقة عن عكرمة قال: ما
كان ثمنها إلا ثلاثة دنانير.
عبد الرزاق قال: نا معمر عن قتادة في قوله ثم قست قلوبكم
من بعد ذلك قال قست قلوبهم من بعد ما أراهم الله الآية، فهي
كالحجارة أو أشدة قسوة ثم عذر الحجارة فقال: وإن من
الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج
منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله أتحدثونهم بما
فتح الله عليكم ليحاجوكم به قال كانوا يقولون إنه سيكون نبي
فجاء بعضهم لبعض فقالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحتجوا به عليكم
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله ومنهم أميون لا
يعلمون الكتب إلا أماني قال أمثال البهائم لا يعلمون شيئا
قال إلا أماني قال يتمنون على الله الباطل وما ليس لهم
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله فويل للذين
يكتبون الكتب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله
50

قال كان ناس من بني إسرائيل كتبوا كتبا ليتأكلوا بها الناس ثم قالوا
هذه من عند الله وما هي من عند الله
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله لن تمسنا النار
إلا أياما معدودة قال أياما معدودة بما أصبنا في العجل قال الله
قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى بلى من
كسب سيئة وأحطت به خطيئته قال السيئة الشرك
والخطيئة الكبائر
عبد الرزاق قال نا الثوري عن أبي بكر عن عكرمة في قوله
فباءوا هذه بغضب على غضب قال كفرهم بعيسى وكفرهم بمحمد
صلى الله عليه وسلم
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله وأيدنه بروح
القدس قال هو جبريل صلى الله عليه وسلم
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله قلوبنا غلف
قال هو كقوله قلوبنا في أكنة
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله فقليلا ما
يؤمنون قال لا يؤمن منهم إلا قليل
51

عبد الرزاق قال نا معمر عن الكلبي قال لا يؤمنون إلا بقليل مما في
أيديهم ويكفرون بما وراءه
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله وكانوا من قبل
يستفتحون على الذين كفروا قال كانوا يقولون وإنه سيأتي
نبي فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على
الكافرين
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله وأشربوا في
قلوبهم العجل بكفرهم قال أشربوا حبه حتى خلص ذلك إلى
قلوبهم
عبد الرزاق قال نا معمر عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة في قوله
فتمنوا الموت إن كنتم صادقين قال قال ابن عباس قال أبو
جهل لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لأطأن على عنقه فبلغ ذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لو فعل لأخذته الملائكة عيانا قال وقال
ابن عباس لو تمنى اليهود الموت لماتوا ولو وخرج الذين يباهلون النبي لرجعوا
لا يجدون أهلا ولا مالا
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله من كان عدوا
لجبريل قال قالت اليهود إن جبريل يأتي محمدا وهو عدونا لأنه
يأتي بالشدة والحرب والسنة وإن ميكائيل ينزل بالرخاء والعافية والخصب
52

فجبريل عدونا فقال من كان عدوا لجبريل
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة قال كتبت الشياطين كتبا فيها
كفر وشرك ثم دفعت تلك الكتب تحت كرسي سليمان فلما مات سليمان
استخرج الناس تلك الكتب فقالوا هذا علم كتمناه سليمان فقال الله
واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر
سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما
أنزل على الملكين ببابل هروت ومروت
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة والزهري عن عبيد الله قال كانا
ملكين من الملائكة فأهبطا ليحكما بين الناس وذلك أن الملائكة سخروا من
أحكام بني آدم فتحاكمت إليهما امرأة فحابيا سنة لها ثم ذهبا يصعدان فحيل
بينهما وبين ذلك وخير بين ذلك عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب
الدنيا
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة فكانا يعلمان الناس السحر فأخذ
عليهما أن لا تعلما أحدا حتى تقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر
عبد الرزاق قال معمر وقال الكلبي لا يعلمان إلا الفرقة قال وأخذ
عليهما أن لا يعلما أحدا حتى يتقدما إليه ويقولا له إنما نحن فتنة
فلا تكفر
عبد الرزاق قال نا الثوري عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر عن
كعب قال ذكرت الملائكة أعمال بني آدم وما يأتون من الذنوب فقيل لهم
53

اختاروا ملكين فاختاروا هاروت وماروت قال فقال لهما إني أرسل رسلي
إلى الناس وليس بيني وبينكما رسول انزلا ولا تشركا بي شيئا ولا تزنيا ولا
تسرقا قال عبد الله بن عمر قال كعب فما استكملا يومهما الذي أنزلا فيه
حتى عملا ما حرم الله عليهما
عبد الرزاق قال نا ابن التيمي عن أبيه عن أبي عثمان عن ابن عباس أن
المرأة التي فتن بها الملكان مسخت فهي هذه الكوكب الحمراء يعني الزهرة
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة ما له في الآخرة من
خلق أي ليس له في الآخرة جنة عند الله
قال معمر وقال الحسن ليس له دين
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله لمثوبة من عند
الله قال ثواب من عند الله
عبد الرزاق قال نا معمر عن جعفر الجزري عن يزيد بن الأصم قال
سئل المختار الكذاب هل يرى هاروت وماروت اليوم أحد قال أما منذ
انفلت بابل اليفاتها عمرو الآخرة فإن أحدا لم يرهما
عبد الرزاق قال نا معمر والكلبي في قوله لا تقولوا راعنا
وقولوا انظرنا واسمعوا قال كانوا يقولون راعنا سمعك قال
فكان اليهود يأتون فيقولون مثل ذلك يستهزئون فقال الله لا تقولوا راعنا
54

وقولوا انظرنا
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة والكلبي قبل في قوله ما ننسخ
من آية أو ننسها قال كان الله تعالى ذكره ينسي نبيه ما شاء
وينسخ ما شاء
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة وأما قوله نأت بخير منها
أو مثلها يقول آية فيها تخفيف فيها رخصة فيها أمر فيها
نهي
عبد الرزاق قال نا هشيم قال أخبرني يعلى بن عطاء قال حدثني
القاسم بن قائف الثقفي قال سمعت سعد بن أبي وقاص يقول ما ننسخ
من آية أو تنساها قال فقلت إن سعيد بن المسيب يقرؤها أو ننسها
قال فقال سعد إن القرآن لم ينزل على ابن المسيب ولا على آل المسيب
قال الله سنقرئك فلا تنسى قال واذكر ربك إذا
نسيت
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري في قوله ود كثير من
أهل الكتب قال هو كعب بن الأشرف
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله فاعفوا واصفحوا
حتى يأتي الله بأمره قال نسختها قوله فاقتلوا المشركين
حيث وجدتموهم
55

عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله ومن أظلم ممن
منع مسجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها قال
هو بختنصر وأصحابه خربوا بيت المقدس وأعانته على ذلك النصارى قال
الله أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين وهم
النصارى لا يدخلون المسجد إلا مسارقة إن قدر عليهم عوقبوا لهم في
الدنيا خزي قال يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة عن ابن المسيب صلوا بمكة وبعدما
قدموا المدينة ستة عشر شهرا نحو بيت المقدس قال معمر وقال الزهري
ثمانية عشر شهرا
عبد الرزاق قال نا إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن البراء بن
عازب قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو
قال سبعة عشر شهرا وكان يجب أن تحول نحو الكعبة فنزلت قد
نرى تقلب وجهك في السماء فيه فصرف إلى الكعبة فمر رجل
صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفر من الأنصار وهم يصلون نحو بيت المقدس
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى إلى الكعبة فانحرفوا نحو الكعبة قبل أن
يركعوا وهم في صلاتهم
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة ومنصور بن المعتمر عن ابن مسعود في
قوله يتلونه حق تلاوته قال حق تلاوته أن تحل حلاله
56

وتحرم حرامه ولا يحرف عن مواضعه
عبد الرزاق قال معمر عمن سمع الحسن في قوله وإذ ابتلى
إبراهيم ربة بكلمات قال ابتلاه بذبح ولده وبالنار وبالكواكب
والشمس والقمر
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة قال ابن عباس ابتلاه الله بالنار
عبد الرزاق قال نا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس في
قوله وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال ابتلاه الله
بالطهارة خمس في الرأس وخمس في الجسد في الرأس السواك والاستنشاق
والمضمضة وقص الشارب وفرق الرأس وفي الجسد خمسة تقليم الأظافر
وحلق العانة والختان والاستنجاء عند الغائط والبول ونتف الإبط
سعيد بن منصور عن إسماعيل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله
ويلعنهم اللاعنون قال البهائم
إذا اشتد الأرض قالت البهائم هذا من أجل عصاة بني آدم لعن الله
عصاتهم
عبد الرزاق قال نا معمر وأخبرني الحكيم بن أبان عن القاسم بن أبي بزة
عن ابن عباس مثله
عبد الرزاق قال نا الثوري عن محمد بن المسيب عن أبي صالح عن ابن
57

عباس مثله
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله لا ينال عهدي
الظالمين قال لا ينال عهد الله في الآخرة الظالمون فأما في الدنيا فقد
ناله الظالم وأمن به وأكل وأبصر وعاش
عبد الرزاق قال نا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله
واتخدوا من مقام إبراهيم مصلى قال مقامه عرفة وجمع
ومنى ولا أعلمه إلا وقد ذكر مكة
عبد الرزاق قال نا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله
وإذ جعلنا البيت مثابة للناس قال لا يقضون منه وطرا
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله طهرا بيتي
للطائفين قال من الشرك وعبادة الأوثان
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري في قوله رب اجعل هذا
بلدا آمنا قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الناس لم يحرموا مكة ولكن الله
حرمها فهي حرام إلى يوم القيامة وإن أعتى الناس على الله ثلاثة رجل
قتل في الحرم ورجل قتل غير قاتله ورجل أخذ بنحول أهل الجاهلية
عبد الرزاق قال نا معمر عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
في قوله وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت قال
58

القواعد التي كانت قواعد البيت قبل ذلك
عبد الرزاق قال نا الثوري عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب
القرظي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليت شعري ما فعل أبواي ليت
شعري ما فعل أبواي ثلاث مرات فنزلت إنا أرسلناك بالحق
بشيرا ونذيرا ولا تسئل عن أصحب الجحيم قال فما
ذكرهما حتى توفاه الله
عبد الرزاق قال نا الثوري عن أبي الهذيل عن سعيد بن جبير في قوله
مثابة للناس قال يحجون ثم يحجون لا يقضون منه وطرا
عبد الرزاق قال نا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله
مقام إبراهيم قال الحج كله مقام إبراهيم
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله وأرنا
مناسكنا قال أرنا منسكنا وحجنا
عبد الرزاق قال حدثني الثوري عن ابن جريج عن عطاء وأرنا
مناسكنا قال مذابحنا
عبد الرزاق قال نا ابن أبي التيمي عن كثير بن زياد قال سألت الحسن
عن الحنيفية فقال هو حج هذا البيت قال ابن التيمي وأخبرني جرير عن
الضحاك بن مزاحم مثله
59

عبد الرزاق قال نا معمر عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن
أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو قالا صلى جبريل بإبراهيم الظهر والعصر
بعرفات ثم وقف به حتى إذا غربت الشمس دفع به فصلى به المغرب
والعشاء بجمع ثم صلى الفجر كأسرع ما صلى أحد من المسلمين
عبد الرزاق قال معمر وقال أيوب قال ابن أبي مليكة صلى به صلاة
معجلة ثم وقف به حتى كان كأفضل ما يصلي أحد في المسلمين
قال معمر وقال أيوب ثم وقف به حتى إذا كان كالصلاة المؤخرة دفع
به ثم رمى الجمرة ثم ذبح ثم حلق ثم أفاض به إلى البيت وقال الله
لنبيه ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان
من المشركين
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة وقد تكون حنيفية في شرك ومن
الحنيفية الختان وتحريم نكاح الأم والبنت والأخت ولكن الله قال
حنيفا وما كان من المشركين
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله صبغة الله
قال دين الله
قال وحدثنا معمر عن قتادة في قوله ومن أظلم ممن كتم
شهدة عنده من الله قال الشهادة النبي مكتوبا عندهم هو الذي كتموا
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة قال في قوله أمة
60

وسطا قال عدولا لتكون هذه الأمة شهداء على الناس أن الرسل
قد بلغتهم ويكون الرسول على هذه الأمة شهيدا أن قد بلغ ما أرسل به
عبد الرزاق قال نا معمر عن زيد بن أسلم قوم نوح يقولون يوم
القيامة لم يبلغنا نوح قال فيدعى نوح فيسأل هل بلغتهم قال
فيقول نعم قد بلغتهم فيقال من شهودك فيقول أحمد وأمته
فيدعون فيسألون فيقولون نعم قد بلغهم قال فيقول قوم نوح
وكيف تشهدون علينا ولم تدركونا قال فيقولون قد جاءنا نبي فأخبرنا
أنه قد بلغكم وأنزل عليه أنه قد بلغكم فصدقناه فيصدق نوح
ويكذبون قال لتكونوا شهداء على الناس ويكون
الرسول عليكم شهيدا
عبد الرزاق قال معمر وقال زيد بن أسلم إن الأمم يقولون يوم
القيامة والله لقد كادت هذه الأمة أن يكونوا أنبياء كلهم لما يرون الله
أعطاهم
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى لكبيرة إلا
على الذين هدى الله قال كبيرة حين حولت القبلة إلى المسجد
61

الحرام فكانت كبيرة إلا على الذين هدى الله
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى قد نرى
تقلب وجهك في السماء قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه إلى
السماء يحب أن يصرفه الله تعالى إلى الكعبة حتى صرفه الله تعالى إليها
عبد الرزاق قال نا هشيم عن يعلى بن عطاء عن يحيى بن قمطة قال
رأيت عبد الله بن عمرو جالسا في المسجد الحرام بإزاء الميزاب فتلا هذه
الآية فلنوليك وكان قبلة ترضها فقال هذه القبلة هذه
القبلة
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى فول وجهك
شطر المسجد الحرام قال نحو المسجد الحرام وحيث ما كنتم
فولوا وجوهكم شطره أي تلقاءه
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولكل وجهة
هو موليها قال هي صلاتهم إلى بيت المقدس وصلاتهم إلى الكعبة
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة وابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله
تعالى لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا
منهم قال هم مشركو العرب قالوا حين صرفت القبلة إلى
الكعبة قد رجع إلى قبلتكم فيوشك أن يرجع إلى دينكم قال الله تعالى
فلا تخشوا الناس واخشون
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف
62

عن أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وكانت من المهاجرات الأول في
قوله استعينوا بالصبر والصلاة قال غشي على
عبد الرحمن بن عوف عشية ظنوا أن نفسه فيها فخرجت امرأته أم كلثوم إلى
المسجد تستعين بما أمرت أن تستعين من الصبر والصلاة قال فلما أفاق
قال أغشي علي قالوا نعم قال صدقتم إنه أتاني ملكان في غشيتي
هذه فقالا انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين قال فانطلقا بي
فلقيهما ملك آخر فقال أين تريدان قالا نحاكمه إلى العزيز الأمين
قال فأرجعاه روى فإن هذا ممن كتبت لهم السعادة وهم بطون أمهاتهم
وسيمتع الله به بنيه ما شاء الله قال فعاش شهرا ثم مات
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا تقولوا
لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء قال إن أرواح
الشهداء في صور طير بيض
عبد الرزاق قال معمر وقال الكلبي في صور طير خضر تأكل من ثمار
الجنة وتأوي إلى قناديل تحت العرش
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن نسمة المسلم طير يعلق في شجرة الجنة ولم حتى يرجعها الله إلى جسده
63

عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري عن الأعوج في قوله تعالى
إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد
ما بينه للناس في الكتب قال قال أبو هريرة إنكم لتقولون
أكثر أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم والله الموعد وإنكم لتقولون ما بال المهاجرين
لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الأحاديث وما بال الأنصار لا يحدثون
عن رسول الله بهذه الأحاديث إن أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم
صفقاتهم في الأسواق وإن أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضوهم والقيام
عليها وإني كنت امرءا مسكينا وكنت أكثر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم أحضر إذا
غابوا وأحفظ إذا نسوا وإن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يوما فقال من يبسط ثوبه
حتى أفرغ من حديثي ثم يقبضه إليه فإنه لن ينسى شيئا سمعه مني أبدا قال
فبسطت ثوبي أو قال نمرتي فحدثنا فقبضت إلي فوالله ما نسيت شيئا سمعته
منه وأيم الله لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم بشئ أبدا ثم تلا
أن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى الآية
كلها
عبد الرزاق قال نا معمر قال بلغني عن عطاء بن أبي رباح عن أبي
هريرة قال من سئل عن علم عنده فكتمه أتى به يوم القيامة ملجما بلجام من
نار
64

عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ويلعنهم
اللاعنون قال الملائكة
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى وتقطعت
بهم الأسباب قال هو الوصل الذي كان بينهم في الدنيا
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى كمثل الذي
ينعق بما لا يسمع قال هذا مثل ضربه الله تعالى للكافر يقول
مثل هذا الكافر كمثل هذه البهيمة التي تسمع الصوت ولا تدري ما يقال لها
فكذلك الكافر يقال له ولا ينتفع بما يقال له
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى وما أهل به
لغير الله بين قال ما ذبح لغير الله مما لم يسم عليه
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري قال الإهلال أن يقول باسم
المسيح
عبد الرزاق قال نا معمر عمن سمع الحسن في قوله تعالى فمن
اضطر غير باغ ولا عاد قال غير باغ فيها ولا معتد فيها
يأكلها وهو غني عنها
قال معمر وقال الكلبي غير باغ في الأرض يقول اللص يقطع
الطريق ولا عاد على الناس
65

عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى فما أصبرهم
على النار قال ما أجرأهم عليها
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة قال كانت اليهود تصلي قبل المغرب
والنصاري قبل المشرق فنزلت ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل
المشرق والمغرب
عبد الرزاق قال نا الثوري عن زيد عن مرة عن عبد الله بن مسعود في
قوله تعالى وآتى المال على حبه قال أن تؤتيه وأنت صحيح
شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر
عبد الرزاق قال نا معمر في قوله تعالى والصابرين في
البأساء والضراء وحين البأس قال البأساء البؤس والضراء
الزمانة في الجسد وحين البأس قال حين القتال
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى كتب عليكم
القصاص في القتلى قال لم يكن لمن قبلنا دية إنما كان القتل
أو العفو فنزلت هذه الآية في قوم كانوا أكثر من غيرهم فكانوا إذا قتل
من الحي الكثير عبد قالوا لا نقتل به إلا حرا وإذا قتلت منهم امرأة
قالوا لا نقتل بها إلا رجلا فأنزل الله تعالى الحر بالحر والعبد
بالعبد والأنثى بالأنثى
66

عبد الرزاق قال نا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وابن عيينة عن
عمرو بن دينار عن مجاهد عن ابن عباس قال كان القصاص في بني
إسرائيل ولم تكن الدية فقال الله تعالى لهذه الأمة كتب عليكم
القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى
بالأنثى فمن عفى له من أخيه شئ قال فالعفو أن يقبل الدية
في العمد فاتباع بالمعروف قال يتبع الطالب بمعروف
ويؤدي إليه المطلوب بإحسان ذلك تخفيف من ربكم
ورحمة مما كتب على من كان قبلكم
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة فاتباع بالمعروف
قال يتبع الطالب بالمعروف ويؤدي إليه المطلوب بإحسان
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى فمن عفى له
من أخيه شئ قال إذا قتل الرجل عمدا ثم أخذت منه الدية فقد
عفي له عن القتل
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى فمن اعتدى
بعد ذلك قال هو القتل بعد أخذ الدية يقول من قتل بعد أن
يأخذ الدية فعليه القتل لا تقبل منه الدية
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أعافي
67

أحدا قتل بعد أخذ الدية
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولكم في
القصاص حياة يا أولى الألباب قال جعل الله في القصاص حياة
إذا ذكره الظالم المعتدي كف عن القتل
عبد الرزاق قال نا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه في قوله تعالى
خيرا الوصية قال دخل علي بن أبي طالب على مولى لهم وهو
في الموت فقال ألا أوصي فقال له قال الله تبارك وتعالى إن
ترك خيرا الوصية وليس له كبير شئ
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري قال جعل الله الوصية حقا مما
قل منه أو كثر
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى إن ترك
خيرا الوصية للولدين والأقربين قال نسخ الوالدين منها
وترك الأقربين ممن لا يرث
عبد الرزاق قال نا الثوري عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم قال
ذكر عنده طلحة والزبير فقيل كانا يشددان في الوصية فقال وما
68

عليهما ألا يفعلا توفي النبي صلى الله عليه وسلم فما أوصى وأوصى أبو بكر فإن أوصى
فحسن وإن لم يوص فلا بأس
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى فمن بدله
بعدما سمعه قال من بدل الوصية بعدما سمعها فإن إثم ما بدل عليه
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى فمن خاف
من موص جنفا أو إثما قال هو الرجل يوصي فيحيف في
وصيته فيردها الولي إلى الحق والعدل
عبد الرزاق قال نا ابن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه في قوله تعالى
فمن خاف من موص جنفا أو إثما قال هو الرجل يوصي لولد
ابنته
عبد الرزاق قال نا معمر عن أبان عن النخعي في قوله تعالى إن
ترك خيرا قال ألف درهم إلى خمس مائة درهم
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى كتب عليكم
الصيام كما كتب على الذين من قبلكم قال كتب الله تعالى شهر
رمضان على الناس كما كتبه على الذين من قبلهم وقد كان كتب على الناس
قبل أن ينزل شهر رمضان صوم ثلاثة أيام من كل شهر
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى وعلى الذين
يطيقونه فدية طعام مسكين قال كانت في الشيخ الكبير والمرأة
69

الكبيرة يطيقان الصوم وهو شديد عليهما فرخص لهما أن يفطرا ويطعما ثم
نسخ ذلك بعد فقال فمن شهد منكم الشهر فليصمه
قال معمر وأخبرني من سمع سعيد بن جبير ومجاهدا وعكرمة كانوا
يقرؤونها وعلى الذين يطوقونه يقول
يكلفونه الذين يكلفون الصوم ولا يطيقونه فيطعمون ويفطرون
عبد الرزاق قال معمر وأخبرني ابن طاوس عن أبيه مثل ذلك
عبد الرزاق قال نا معمر قال أخبرني ثابت البناني أن أنس بن مالك
كبر حتى كان لا يطيق الصوم فكان يفطر ويطعم
عبد الرزاق قال نا ابن جريج قال أخبرني محمد بن عباد عن جعفر
عن أبي عمرو مولى عائشة عن عائشة أنها كانت تقرؤها وعلى الذين
يطوقونه
عبد الرزاق قال نا ابن جريج عن عطاء أنه كان يقرؤها وعلى
الذين يطوقونه قال ابن جريج وكان مجاهدا يقرؤها كذلك أيضا
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى أحل لكم
ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم قال كان الناس قبل هذه الآية
إذا رقد أحدهم من الليل رقدة لم يحل له طعام وشراب ولا أن يأتي
امرأته إلى الليلة المقبلة فوقع بذلك بعض المسلمين فمنهم من أكل بعد
70

هجعة وشرب ومنهم من وقع على أهله فرخص الله تعالى لهم
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة الرفث غشيان النسيان
عبد الرزاق قال نا معمر وأخبرني إسماعيل بن شروس عن عكرمة مولى
ابن عباس أن رجلا قد سماه لي فنسيته من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم من
الأنصار جاء ليلة وهو صائم فقالت له امرأته لا تنم حتى نصنع لك طعاما
فنام فجاءت فقالت نمت والله قال لا والله ما نمت قالت بلى
والله فلم يأكل تلك الليلة شيئا وأصبح صائما يغشى عليه فأنزلت الرحمة
فيه
عبد الرزاق قال نا معمر عمن سمع الحسن في قوله تعالى وابتغوا
ما كتب الله لكم قال هو الولد
عبد الرزاق قال نا معمر وقال قتادة وابتغوا ما كتب الله
لكم قال الرخصة التي كتبت لكم
عبد الرزاق قال نا ابن عيينة قال أخبرني عمرو بن دينار عن عطاء
ابن أبي رباح قال قلت لابن عباس كيف تقرأ هذه الآية وابتغوا
أو اتبعوا قال أيهما شئت عليك بالقراءة الأولى
71

عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا
تبشروهن حديث وأنتم عكفون في المسجد قال كان الناس إذا
اعتكفوا خرج الرجل فيباشر أهله ثم يرجع إلى المسجد فنهاهم الله تعالى عن
ذلك
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى وتدلوا بها
إلى الحكام قال لا تدل بمال أخيك إلى الحاكم وأنت تعلم أنك ظالم
فإن قضاءه لا يحل لك شيئا كان حراما عليك
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى مواقيت
للناس قال هي مواقيت لهم في حجهم وصومهم وفطرهم ونسكهم
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري قال كان أناس من الأنصار إذا
أهلوا بالعمرة لم يحل بينهم وبين السماء شئ يتحرجون من ذلك فكان الرجل
يخرج مهلا بالعمرة فتبدوا له الحاجة بعدما يخرج من بيته فيرجع فلا
يدخل من باب الحجرة من أجل سقف البيت لا يحول بينه وبين السماء
فيقتحم الجدار من ورائه ثم يقوم من حجرته فيأمر بحاجته فتخرج إليه
من بيته حتى بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أهل زمان الحديبية بالعمرة فدخل عند إلى
حجرته فدخل على أثره رجل من الأنصار من بني سلمة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
إني أحمس
72

عبد الرزاق قال نا معمر وقال الزهري وكانت قريش وحلفاؤها لأنه الخمس
لا يبالون ذلك فقال الأنصاري وأنا أحمس يقول وأنا على دينك قال
فأنزل الله تعالى وليس البر بأن تأتوا البيوت من
ظهورها الآية
عبد الرزاق قال نا جعفر بن سليمان عن عوف عن الحسن قال سأل
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أين ربنا فأنزل الله تعالى
وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع
إذا دعان الآية
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله والفتنة أشد من
القتل قال يقول الشرك أشد من القتل
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا
تقتلوهم عند المسجد الحرام قال نسخها قوله تعالى
فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى وقتلوهم
حتى لا تكون فتنة قال حتى لا يكون شرك
عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن قتادة عن عكرمة في قوله تعالى
الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص قال كان
73

هذا في سفر الحديبية صد المشركون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن البيت في الشهر
الحرام فقاضوا يومئذ المشركين قضية أن لهم أن يعتمروا في العام المقبل في هذا
الشهر الذي صدوهم فيه فجعل الله تعالى لهم شهرا حراما يعتمرون فيه مكان
شهرهم الذي صدوا فيه فلذلك قال والحرمات قصاص
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى لا تلقوا
بأيديكم إلى التهلكة قال يقول لا تمسكوا بأيديكم عن النفقة في
سبيل الله
عبد الرزاق قال نا معمر وأخبرني أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة
السلماني قال هي في الرجل يصيب الذنب العظيم فيلقي بيديه ويرى أنه
قد هلك
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة وعمن سمع عطاء بن أبي رباح في
قوله تعالى وأتموا الحج والعمرة لله قال هما واجبتان الحج
والعمرة
عبد الرزاق قال نا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن مسعود في
قوله تعالى فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى قال إذا
أحصر الرجل من مرض أو كسر أو شبه ذلك بعث بهديه ومكث على إحرامه
حتى يبلغ الهدي محله وينحر ثم قد حل ويرجع إلى أهله وعليه الحج
والعمرة جميعا وهدي أيضا قال فإن وصل إلى البيت من وجهه ذلك فليس
عليه إلا الحج من قابل
74

عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة نحو ذلك
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري في قوله تعالى فمن كان
منكم مريضا أو به أذى من رأسه قال أمر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن
عجرة أن يصوم ثلاثة أيام
عبد الرزاق قال معمر أخبرني أيوب عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على كعب بن عجرة وهو يوقد تحت قدر وهوام
رأسه تتساقط عليه قال أتؤذيك هذه الهوام يا كعب قال نعم يا نبي
الله فأمره أن يحلق رأسه وينسك نسكا أو يصوم ثلاثة أيام أو يطعم
فرقا بين ستة مساكين
عبد الرزاق قال نا معمر قال أخبرني داود بن أبي هند عن الشعبي عن
كعب بن عجرة أنه قال بين كل مسكين صاع أو نسك قال معمر
وقال قتادة والنسك شاة
عبد الرزاق قال نا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه في قوله تعالى
فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج قال يقول إذا
75

أمنت حين تحصر من كسرك من وجعك فعليك أن تأتي البيت فتكون متعة
لك إلى قابل ولا حل لك حتى تأتي البيت
عبد الرزاق قال نا معمر عن أيوب عن عكرمة في قوله تعالى
فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم قال صيام
ثلاثة أيام يعني أيام العشر من حين يحرم آخرها يوم عرفة
عبد الرزاق قال نا معمر وقال الزهري عن سالم عن ابن عمر صوم
ثلاثة أيام في الحج آخرها يوم عرفة فمن فاته ذلك صام أيام التشريق فإنها
من أيام الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ذلك لمن لم
يكن أهله حاضري المسجد الحرام قال قال ابن عباس يا أهل
مكة لا متعة لكم إنما يجعل أحدكم بينه وبين مكة واديا ثم يهل
عبد الرزاق قال نا معمر عن ابن طاوس عن أبيه في قوله تعالى
ذلك لمن لم يكن أهله حاضري السجد الحرام قال هي
لأهل مكة
عبد الرزاق قال معمر وقال الزهري من كن على يوم أو نحوه فهو كأهل مكة
عبد الرزاق قال معمر وأخبرني من سمع عطاء بن أبي رباح يقول من
كان أهله دون الميقات فهو كأهل مكة يقول لا يتمتع
76

عبد الرزاق قال نا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى
الحج أشهر معلومات قال شوال وذو القعدة وذو الحجة
فمن فرض فيهن الحج قال ابن أبي نجيح قال مجاهد والفرض
الإهلال
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري وقتادة وعن ابن أبي نجيح عن
مجاهد قال الرفث غشيان النساء والفسوق المعاصي واختلفوا في
الجدال فقال الزهري وقتادة هو الصخب والمراء وأنت محرم وقال
مجاهد لا جدال فيه قد بين الله الحج فليس فيه شك
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى وتزودوا
فإن خير الزاد التقوى قال كان أناس من أهل اليمن يخرجون بغير
زاد إلى مكة فأمرهم الله أن يتزودوا وأخبرهم أن خير الزاد التقوى
عبد الرزاق قال نا عمر بن ذر قال سمعت مجاهدا يقول كانوا يحجون
ولا يتزودون فرخص لهم في الزاد وكانوا يحجون ولا يركبون فأنزل الله
تبارك وتعالى يأتوك رجالا وعلى كل ضامر
وتزودوا فإن خير الزاد التقوى
عبد الرزاق قال حدثني أبي عن عكرمة قال هذا السويق والدقيق
عبد الرزاق قال نا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال كانوا يحجون
بغير زاد فأمروا أن يتزودوا فقال وتزودوا ثم قال فإن خير الزاد
التقوى
77

عبد الرزاق قال نا ابن عيينة عن محمد بن سوقة عن سعيد بن جبير
قال هو الكعك والسويق
عبد الرزاق قال نا ابن عيينة عن عبد الملك عن الشعبي قال هو التمر
والسويق
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ليس عليكم
جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم قال كانوا إذا أفاضوا من
عرفات لم يتجروا بتجارة ولم يعرضوا على كسب ولا ضالة فأحل
الله لهم ذلك فقال ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا
من ربكم
عبد الرزاق قال نا ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد قال سمعت
أبا الزبير يقرأ ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من
ربكم في مواسم الحج
عبد الرزاق قال نا ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال قال ابن
عباس كان ذو المجاز وعكاظ متجرا للناس في الجاهلية فلما كان الاسلام
كرهوا ذلك حتى نزلت ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا
من ربكم في مواسم الحج
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى فاذكروا الله
78

عند المشعر الحرام قال المشعر الحرام جمع كله قال معمر وقال
أيوب عن ابن أبي مليكة سمع ابن الزبير يقول الجمع كله موقف
وارتفعوا عن بطن محسر وعرفة كلها موقف وارتفعوا عن بطن عرنة
قال عبد الرزاق قال معمر عن الزهري قال كان الناس يقفون بعرفة
إلا قريشا وأحلافها وهم الحمس فقال بعضهم لبعض لا تعظموا إلا الحرم فإنكم
إن عظمتم غير الحرم أوشك الناس أن يتهاونوا بحرمكم فقصروا عن مواقف
الحق فوقفوا بجمع فأمرهم الله تعالى أن يفيضوا من حيث أفاض الناس
من عرفات فلذلك قال الله تعالى ثم أفيضوا أخبرنا من حيث أفاض
الناس
عبد الرزاق قال معمر وأخبرني أيوب عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن
عمرو أن جبريل عليه السلام وقف بإبراهيم عليه السلام بعرفات
قال معمر وأخبرني سليمان التيمي أنه سمع نعيم بن أبي هند قال لما وقف
جبريل بإبراهيم بعرفة قال عرفت فسميت عرفات
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى كذكركم
آباءكم يا قال إذا قضوا مناسكهم اجتمعوا فافتخروا وذكروا آباءهم
وأيامها فأمروا أن يجعلوا مكان ذلك ذكر الله تعالى فيذكرونه كذكر آبائهم
أو أشد ذكرا
79

عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ربنا آتنا في
الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة قال في الدنيا عافية وفي
الآخرة عافية
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة قال رجل اللهم ما كنت معاقبي به
في الآخرة فعجله لي في الدنيا فمرض مرضا حتى أضني على فراشه فذكر
للنبي صلى الله عليه وسلم شأنه فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له إنه دعا بكذا وكذا فقال
النبي صلى الله عليه وسلم لا طاقة لأحد بعقوبة الله ولكن قل ربنا آتنا في الدنيا حسنة
وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار فقالها فما لبث إلا أياما أو قال يسيرا
حتى برأ
عبد الرزاق قال نا معمر عن عبد الكريم الجزري عن سعيد بن جبير
قال أتى رجل إلى ابن عباس فقال إني أجرت نفسي من قوم فتركت لهم
أجرتي أو قال بعض أجرني ويخلوا بيني وبين المناسك قال ابن
عباس هذا من الذين قال الله تعالى أولئك لهم نصيب مما
كسبوا
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى واذكروا الله
80

في أيام معدودات قال هي أيام التشريق فمن تعجل في
يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه يقول رخص
الله تعالى أن ينفروا في يومين منها إن شاءوا ومن تأخر إلى اليوم الثالث
فلا إثم عليه لمن اتقى قال قتادة يرون أنه مغفور له
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ومن الناس
من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في
قلبه قال هو المنافق
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وهو ألد
الخصام قال جدل بالباطل
عبد الرزاق قال أنا معمر قال أخبرني ابن جريج عن ابن أبي
مليكة لو عن عائشة قالت كان أبغض الرجال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الألد
الخصم
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ويهلك
الحرث والنسل قال الحرث الحرث والنسل نسل كل شئ
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ومن الناس
من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله قال هم المهاجرون
والأنصار
81

عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى هل ينظرون
إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة قال يأتيهم
الله في ظلل من الغمام وتأتيهم الملائكة عند الموت
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى كان الناس
أمة وحدة قال كانوا على الهدى جميعا فاختلفوا فبعث الله النبيين
مبشرين ومنذرين وكان أول نبي بعث نوح عليه السلام
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ادخلوا في
السلم كافة قال ادخلوا في الاسلام جميعا ولا تتبعوا خطوات
الشيطان يقول خطاياه
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى والذين اتقوا
فوقهم قال فوقهم في الجنة
عبد الرزاق قال نا معمر عن سليمان الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة في قوله تعالى فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه
من الحق بإذنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون الأولون يوم
القيامة نحن أول الناس دخولا الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه
من بعدهم فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه هدانا الله له فالناس لنا تبع فيه
غدا لليهود وبعد غد للنصارى
عبد الرزاق قال نا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال
82

النبي صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من
قبلنا وأوتيناه من بعدهم فهذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه
فهدانا الله له فهم لنا فيه تبع غدا لليهود وبعد غد للنصارى
عبد الرزاق قال نا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة في
قوله تعالى فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من
الحق قال قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون الأولون يوم القيامة نحن
أول الناس دخولا الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من
بعدهم فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه
الناس فيه لنا تبع غدا اليهود وبعد غد للنصارى
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولما يأتكم
مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء قال
نزلت في يوم الأحزاب أصاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يومئذ بلاء وحصر فكانوا
كما قال الله عز وجل وبلغت القلوب الحناجر
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري قال لما كان يوم الأحزاب
حصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بضع عشرة ليلة حتى خلص إلى امرئ منهم
الكرب وحتى قال النبي صلى الله عليه وسلم كما قال ابن المسيب اللهم أنشدك عهدك
ووعدك اللهم إنك إن تشاء لا تعبد فبينا هم على ذلك أرسل النبي صلى الله عليه وسلم
83

إلى عيينة بن حصن بن بدر أرأيت إن جعلت لك ثلث ثمر الأنصار أترجع
بمن معك من غطفان وتخذل بين الأحزاب فأرسل إليه عيينة إن جعلت
لي الشطر فعلت فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة وسعد بن معاذ فقال
إني أرسلت إلى عيينة فعرضت عليه أن أجعل له ثلث ثمركم يكون ويرجع بمن
معه من غطفان ويخذل بين الأحزاب فأبى إلا الشطر فقالا يا رسول
الله إن كنت أمرت بشئ فامض لأمر الله قال لو كنت أمرت بشئ ما
استأمرتكما مع ولكن هذا رأي أعرضه عليكما قالا فإنا لا نرى أن تعطيهم
إلا السيف قال ابن أبي نجيح قالا فوالله يا رسول الله لقد كان يمر في
الجاهلية يجر صرمه في عام السنة حول المدينة ما يطيق أن يدخلها
أفالآن سعيد حين جاء الله بالإسلام نعطيهم ذلك
عبد الرزاق قال معمر قال الزهري قال النبي صلى الله عليه وسلم فنعما إذا
فبينما هم كذلك إذ جاءهم نعيم بن مسعود الأشجعي وكان يأمنه الفريقان
جميعا وكان موادعا فقال إني كنت عند عيينة وأبي سفيان إذ جاءتهم
رسل بني قريظة أن اثبتوا فإنا سنخالف المسلمين إلى بيضتهم فقال النبي
صلى الله عليه وسلم فلعلنا أمرناهم بذلك وكان نعيم رجلا لا يكتم الحديث فقام
بكلمة النبي صلى الله عليه وسلم فجاء عمر فقال يا رسول الله إن كان هذا أمر من
أمر الله فأمضه وإن كان رأيا منك فشأن بني قريظة وقريش أهون
84

من أن يكون لأحد عليك فيه مقال النبي صلى الله عليه وسلم على الرجل ردوه
فردوه فقال انظر الذي ذكرناه لك فلا تذكره لأحد فكأنما أغراه
به فانطلق حتى أتى عيينة وأبا سفيان فقال هل سمعتم محمد يقول قولا إلا
كان حقا قالوا لا قال فإني لما ذكرت له شأن بني قريظة قال
فلعلنا أمرناهم بذلك فقال أبو سفيان سنعلمكم بكر ذلك إن كان مكرا فأرسل
إلى بني قريظة إنكم قد أمرتمونا أن نثبت وأنكم ستخالفون المسلمين إلى
بيضتهم فأعطونا بذلك رهينة قالوا إنها قد دخلت ليلة السبت وإنا لا
نقضي في السبت شيئا قال أبو سفيان أنتم في مكر من بني قريظة
فارتحلوا فأرسل الله عليهم الريح وقذف في قلوبهم الرعب فأطفأت نيرانهم
وقطعت أرسان خيولهم وانطلقوا منهزمين من غير قتال قال فذلك حين
قال الله تعالى وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا
عزيزا قال فندب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في طلبهم فطلبوهم حتى
بلغوا حمراء الأسد ثم رجعوا قال فوضع النبي صلى الله عليه وسلم عنه لأمته واغتسل
واستجمر فناداه جبريل عذيرك من محارب ألا أراك قد وضعت اللأمة
ولم تضعها الملائكة فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعا فقال لأصحابه عزمت عليكم لا
تصلوا صلاة العصر حتى تأتوا بني قريظة فغربت الشمس قبل أن يأتوهم فقالت طائفة من المسلمين إن النبي صلى الله عليه وسلم
85

لم يرد أن تدعوا الصلاة فصلوا وقالت طائفة والله إنا لفي عزيمة النبي صلى الله عليه وسلم
وما علينا بأس فصلت طائفة إيمانا واحتسابا وتركت طائفة إيمانا واحتسابا
فلم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم واحدا من الفريقين وخرج النبي صلى الله عليه وسلم فمر بمجالس
بينه وبين بني قريظة فقال هل مر بكم من أحد فقالوا مر علينا دحية
الكلبي على بغلة شهباء تحته قطيفة ديباج فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس ذلك
بدحية ولكنه جبريل أرسل إلى بني قريظة ليزلزلهم ويقذف في قلوبهم
الرعب قال فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم قال وأمر أصحابه أن يستروه بالحجف
حتى يسمعهم كلامه ففعلوا فناداهم يا أخوة القردة والخنازير قالوا
يا أبا القاسم ما كنت فاحشا قال فحاصرهم حتى نزلوا على حكم سعد
ابن معاذ وكانوا حلفاءه فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم
ونساؤهم وزعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أصاب الحكم وكان حيي بن أخطب
استجاش المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم فجاء إلى بني قريظة فاستفتح عليهم ليلا
فقال سيدهم إن هذا الرجل مشئوم فلا يشأمنكم فناداهم حيي يا بني
قريضة ألا تستحيون ألا تلحقوني ألا تضيفوني فإني جائع مقرور فقالت
بنو قريظة والله لنفتحن له فلم يزالوا حتى فتحوا له فلما دخل معهم
أطعمهم قال يا بني قريظة جئتكم في عز الدهر جئتكم في عارض برد لا
86

يقوم لسبيله شئ فقال له سيدهم أتعدنا عارضنا بردا تنكشف عنا وتدعنا
عند بحر دايم لا يفارقنا إنما تعدنا الغرور قال فواثقهم وعاهدهم لئن
انقضت جموع الأحزاب أب يجئ حتى يدخل معهم أطمهم فأطاعوه حينئذ في
الغدر بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالمسلمين فلما فض الله جموع الأحزاب انطلق حتى إذا
كان بالروحاء ذكر العهد والميثاق الذي أعطاهم فرجع حتى دخل معهم
أطمهم فلما قتلت بنو قريظة أتى ملبوبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال حيي
للنبي صلى الله عليه وسلم أما والله ما لمت نفسي في عداوتك ولكنه من يخذل الله
يخذل فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فضربت عنقه
عبد الرزاق قال معمر عن قتادة في قوله وهو كره لكم
قال شديد عليكم
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري وعن عثمان الجزري عن مقسم مولى
ابن عباس قال لقى وافد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي في أول ليلة من
رجب وهو يرى أنه من جمادى فقتله وهو أول قتيل من المشركين فعير
المشركون المسلمين قالوا أتقتلون في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى
يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير
وصد عن سبيل الله وكفر به يقول وكفر بالله والمسجد الحرام
يقول وصد عن المسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر من قتلكم عمرو بن
87

الحضرمي والفتنة يقول والشرك الذي أنتم فيه أكبر من ذلك أيضا قال
الزهري وكان النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا يحرم القتال في الشهر الحرام ثم أحل
له بعد
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة عن رجل عن مجاهد في قوله
يسألونك عن الخمر والميسر قالا لما نزلت هذه الآية شربها
بعض الناس وتركها بعضهم حتى نزل تحريمها في سورة المائدة قال قتادة
والميسر القمار
عبد الرزاق قال نا معمر عن ليث عن مجاهد وسعيد قالا الميسر القمار
كله حتى الجوز الذي يلعب به الصبيان
عبد الرزاق قال نا معمر قال أخبرني يزيد بن أبي زياد عن أبي
الأحوص قال سمعت ابن مسعود يقول إياكم وزجرا بالكعبين أو قال
بالكعبتين فإنهما من الميسر.
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى قل
العفو قال هو الفضل
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى لعلكم
تتفكرون في الدنيا والآخرة قال يقول لعلكم تتفكرون في الدنيا
والآخرة فتعرفون فضل الآخرة على الدنيا
88

عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة قال لما نزلت ولا
تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن اعتزل الناس اليتامى فلم
يخالطوهم في مأكل ولا مشرب ولا مال فشق ذلك على الناس فسألوا
النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى ويسئلونك عن اليتامى قل إصلاح
لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا تنكحوا
المشركات كل قال المشركات ممن ليس من أهل الكتاب وقد تزوج
حذيفة يهودية أو نصرانية
عبد الرزاق قال معمر عن الزهري وقتادة في قوله تعالى ولا
تنكحوا المشركين قال لا يحل لك أن تنكح يهوديا ولا نصرانيا
ولا مشركا من غير ذلك
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ويسئلونك
عن المحيض قل هو أذى قال قذر وقوله تعالى فأتوهن
من حيث أمركم الله يقول طئوهن غير حيض
عبد الرزاق قال نا معمر عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله
قال كانت العرب تبرك نساءها وكانت اليهود تعيرهم يقولون إذا ولد لأحدهم
ولد كان أحول فأنزل الله عز وجل نساؤكم حرث لكم فأتوا
حرثكم أنى شئتم
89

عبد الرزاق قال نا معمر عن ابن خيثم عن ابن شابط عن حفصة
بنت عبد الرحمن عن أم سلمة أن امرأة سألتها عن الرجل يأتي امرأته
منحنية فسألت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نساؤكم حرث لكم
فأتوا حرثكم أنى شئتم صماما واحدا
محمد بن كثير قال نا عبد الله بن وافد قال حدثني طلحة بن عمرو
عن عطاء في قوله وقدموا لأنفسكم قال التسمية عند
الجماع
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا تجعلوا
الله عرضة لأيمانكم قال هو الرجل يحلف في الأمر الذي ر يصلح
له فإذا كلم في ذلك قال إني قد حلفت فيجعل يمينه عرضة لذلك فأنزل
الله تعالى ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة في قوله
تعالى لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم قال قالت هم
القوم يتدارؤون في الأمر يقول هذا لا والله وبلى والله وكلا والله
يتدارؤون في الأمر لا يعقد عليه قلوبهم
90

عبد الرزاق قال نا معمر وقال الحسن وقتادة هو الخطأ غير العمد
كقول الرجل والله إن هذا لكذا وكذا وهو يرى أنه صادق ولكن لا يكون
كذلك
عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة في قوله
تعالى ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
لا يتلجج أحدكم باليمين في أهله فهو إثم له عند الله من الكفارة التي أمر
الله بها
عبد الرزاق قال نا الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى
لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم قال هو الرجل يحلف على
الشئ يرى أنه كذلك وليس كذلك ولكن يؤاخذكم بما عقدتم
الأيمن قال أن تحلف على الشئ وأنت تعلمه
عبد الرزاق قال نا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير في قوله
تعالى لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم قال هو الرجل
يحلف على الحرام فلا يؤاخذ الله بتركه
عبد الرزاق قال نا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال هو الرجل
يحلف على الشئ ثم ينساه
91

عبد الرزاق قال رأيت ابن المبارك يقرأ على معمر التفسير
عبد الرزاق قال نا معمر عن ابن طاوس عن أبيه في قوله تعالى
ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم قال هو الرجل يحلف على
الأمر الذي لا يصلح ثم يعتل بيمينه يقول الله تعالى أن تبروا
وتتقوا خير من أن تمضي على ما لا يصلح
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة عن علي بن أبي طالب وعن عطاء
الخراساني عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عثمان وزيد أنهم قالوا في قوله
تعالى للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر
قالوا الإيلاء تطليقة وهي أملك بنفسها وعليها العدة لغيره
عبد الرزاق قال معمر وقال الزهري هي واحدة وهو أملك برجعتها
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا يحل لهن
أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن
قال كانت المرأة تكتم حملها حتى تجعله لرجل آخر فنهاهن الله تعالى
عن ذلك
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى وبعولتهن
أحق بردهن في ذلك قال أحق بردهن في العدة
92

عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى وللرجال
عليهن درجة قال للرجال درجة في الفضل على النساء
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة قال كان الطلاق ليس له وقت
حتى أنزل الله تعالى الطلق مرتان فالثالثة إمساك بمعروف أو
تسريح بإحسان
عبد الرزاق قال نا الثوري عن إسماعيل بن سميع عن أبي رزين قال
قال رجل يا رسول الله أسمع الله يقول الطلاق مرتان فأين الثالثة
قال التسريح بإحسان
عبد الرزاق قال نا الثوري عن إسماعيل بن سميع عن أبي رزين قال
قال رجل: يا رسول الله أسمع الله يقول: الطلاق مرتان، فأين الثالثة
قال التسريح بإحسان
عبد الرزاق قال: نا معمر عن الزهري في قوله تعالى ولا يحل
لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود
الله قال لا يحل للرجل أن يختلع امرأته إلا أن يؤتي ذلك منها
فإما أن تكون يضارها حتى تختلع منه فإن ذلك لا
يصلح ولكن إذا نشزت فأظهرت له البغضاء وأساءت عشرته فقد حل له
خلعها
93

عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا
تمسكوهن ضرارا قال هو الرجل يطلق امرأته فإذا بقي من عدتها
يسير راجعها يضارها بذلك ويطول عليها فنهاهم الله تعالى عن ذلك
فأمرهم أن يمسكوهن بمعروف أو يسرحوهن بمعروف
عبد الرزاق قال نا معمر عن الحسن وقتادة في قوله تعالى فلا
تعضلوهن قالا نزلت في معقل بن يسار كانت أخته تحت رجل
فطلقها حتى إذا مضت عدتها جاء رجل فخطبها فعضلها معقل بن يسار وأبى
أن ينكحها إياه فنزلت فيها هذه الآية يعني به الأولياء يقول لا
تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى لا تضار
ولدة بولدها يقول لا ترم به إلى أبيه ضرارا ولا مولود له
بولده يقول ولا الوالد فينتزعه منها ضرارا إذا رضيت من أجر
الرضاع بما ترضى به غيرها وهي أحق به إذا رضيت بذلك وعلى وارث
الصبي مثل ما على أبيه إذا كان قد هلك أبوه ولم يكن له مال فإن على
الوارث أجر الرضاع
عبد الرزاق قال نا ابن جريج أن عمرو بن شعيب أخبره أن سعيد بن
المسيب أخبره أن عمر بن الخطاب قال في قوله تعالى وعلى الوارث
94

مثل ذلك قال وقف بني عم منفوس بني عمه كلالة بالنفقة عليه
مثل العاقلة فقالوا لا مال له قال ولو فوقفهم بالنفقة عليه
عبد الرزاق قال نا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى
فيما عرضتم به من خطبة النساء قال هو الرجل يعرض
للمرأة عدتها فيقول والله إنك لجميلة وإن النساء لمن حاجتي وإنك لإلى خير
إن شاء الله
عبد الرزاق قال نا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى
ولا تواعدوهن سرا قال مواعدة السر أن يأخذ عليها عهدا أن
تحبس نفسها عليه ولا تنكح غيره
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة عن الحسن في قوله تعالى لا
تواعدوهن سرا قال هو الفاحشة
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري في قوله ومتعوهن على
الموسع قدره قال متعتان إحداهما يقضي بهما والأخرى
حق على المتقين فمن طلق قبل أن يدخل ويفرض فإنه لم يؤخذ بالمتعة
ومن طلق بعدما يدخل أو يفرض فالمتعة حق عليه قال معمر وأخبرني
أيوب عن نافع أن ابن عمر قال لا متعة لها إذا فرض لها
95

عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة عن ابن المسيب في قوله تعالى
فنصف ما فرضتم قال لها نصف الصداق ولا متعة لها
عبد الرزاق قال نا معمر وقال الزهري لكل مطلقة متعة
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة عن سعيد بن المسيب وأيوب عن ابن
سيرين عن شريح وابن أبي نجيح عن مجاهد قالوا الذي بيده عقدة النكاح
الزوج
قال معمر وقال الحسن هو الولي
عبد الرزاق عن معمر وقال الزهري هو الأب منه وقوله تعالى إلا
أن يعفون يعني المرأة
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى وقوموا لله
قنتين قال مطيعين
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري في قوله تعالى فإن خفتم
فرجالا أو ركبانا قال إذا أطلت على المسلمين الأعداء فقد حل لهم
أن يصلوا قبل أي جهة كانوا رجالا أو ركبانا يومؤون إيماء ركعتين
عبد الرزاق وقال معمر وقال قتادة تجزئ ركعة إذا لم يستطيع غيرها
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى وصية
لأزواجهم: قال نسخها الميراث للمرأة الربع أو الثمن وقوله تعالى
متعا إلى الحول قال نسخها العدة أربعة أشهر وعشرا
عبد الرزاق قال نا الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى
96

حتى يبلغ الكتب أجله قال حتى تنقضي العدة
عبد الرزاق قال ابن جريج وقال مجاهد في قوله تعالى في ما فعلن
في أنفسهن من معروف قال هو النكاح الحلال الطيب
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ألم تر إلى
الذين خرجوا من ديرهم وهم ألوف حذر الموت قال فروا
من الطاعون فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم غير ليكملوا بقية
أيامهم
عبد الرزاق قال معمر وقال الكلبي كانوا ثمانية آلاف
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة عن عكرمة فروا من القتال
عبد الرزاق قال نا معمر وعن قتادة في قوله تعالى ابعث لنا
ملكا نقتل في سبيل الله وقال لهم نبيهم إن الله قد
بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا قال
وكان من سبط لم يكن فيه نبوة ولا ملك
فقال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم
والجسم
قال عبد الرزاق قال معمر فأما قوله تعالى وقال لهم
نبيهم قال قتادة كان نبيهم الذي بعد موسى يوشع بن نون قال وهو
أحد الرجلين اللذين أنعم الله عليهما قال وأحسبه أيضا قال هو فتى موسى
97

عبد الرزاق قال نا معمر عن زيد بن أسلم قال لما نزلت من
ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا
كثيرة قال جاء ابن الدحداحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي
الله ألا أرى ربنا يستقرضنا مما أعطانا لأنفسنا وإن لي أرضين أحدهما
بالعالية والأخرى بالسافلة وإني قد جعلت خيرهما صدقة قال وكان النبي
صلى الله عليه وسلم يقول كم من عذق مذلل لابن الدحداحة في الجنة
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى تحمله
الملائكة قال تحمله حتى تضعه في بيت طالوت فيه سكينة
من ربكم أي وقار وبقية مما ترك آل موسى وآل
98

هارون قال فالبقية عصا موسى والرضراض من الألواح
عبد الرزاق قال نا الثوري عن بعض أشياخهم قال تحمله الملائكة
قال تسوقه على عجلة على بقرة
عبد الرزاق قال نا عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهب بن منبه يقول
إن أرميا لما خرب بيت المقدس وحرقت الكتب وقف في ناحية الجبل
قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم
رد الله من رد من بني إسرائيل على رأس سبعين سنة من حين أماته الله
فعمروها ثلاثين سنة تمام المائة فلما تمت المائة رد الله روحه وقد عمرت
وهي على حالها الأولى قال فجعل ينظر إلى العظام كيف تلتئم بعضها إلى
بعض ثم نظر إلى العظام تكسى عصبا ولحما فلما تبين له قال أعلم
أن الله على كل شئ قدير فقال الله تعالى فانظر إلى طعامك
وشرابك لم يتسنه قال وكان طعامه تينا في مكتل وقلة فيها ماء
قال ثم سلط الله عليهم الوصب فلما أراد أن يرد عليهم التابوت أوحى الله
تعالى إلى نبي من أنبيائهم إما دانيال وإما غيره إن كنتم تريدون أن يرفع
الله عنكم المرض فأخرجوا عنكم هذا التابوت قالوا بآية ماذا قال
بآية أنكم تأتون ببقرتين صعبتين لم تعملا عملا قط فإذا نظرتا إليها وضعتا
بأعناقهما للنير حتى يشد عليهما ثم يشد التابوت على عجل ثم يعلق على
البقرتين ثم تخليان فتسيران من حيث يريد الله أن يبلغها ففعلوا ذلك
ووكل الله بهما أربعة من الملائكة يسوقونها فسارت البقرتان بها سيرا
99

سريعا حتى إذا بلغتا طرف القدس كسرتا سيرهما وقطعتا حبالهما
وتركتاها بعد وذهبتا فنزل إليها داود ومن معه فلما رأى داود التابوت
حجل إليها فرحا بها قال فقلنا لوهب بن منبه ما حجل إليها
قال شبيها بالرقص فقالت له امرأته لقد خففت حتى كاد الناس أن
يمقتوك يقول لما صنعت فقال أتبطئيني عن طاعة ربي لا تكونين لي زوجة
بعدها أبدا ففارقها
قال عبد الرزاق قال بكار وسمعت وهبا يقول لما رد الله بني إسرائيل
إلى مدينتهم وكان بختنصر أحرق التوراة أمر الله ملكا فجاء بغرفة من نور
فقذفها في في عزير فنسخ التوراة حرفا بحرف حتى فرغ منها
قال ونا بكار بن عبد الله قال سألنا وهب بن منبه عن تابوت موسى
ما كان فيها وما كانت فقال كانت نحوا من ثلاثة أذرع في ذراعين فقلنا
ما كان فيها قال عصا موسى والسكينة فقيل له ما السكينة قال
روح من الله تعالى يتكلم إذا اختلفوا في شئ تكلم فأخبرهم ببيان ما
يريدون
عبد الرزاق قال نا الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص عن علي
100

قال السكينة لها وجه كوجه الانسان ثم هي بعد ريح هفافة
عبد الرزاق قال نا الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال لها
جناحان وذنب مثل ذنب الهرة
عبد الرزاق وسألت الثوري عن قوله تعالى وبقية مما ترك
آل موسى وآل هارون قال منهم من يقول البقية قفيز من من
ورضراض الألواح ومنهم من يقول العصا والنعلان
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى إن الله
مبتليكم بنهر فمن شرب منه قال هو نهر الأردن وفلسطين
فمن شرب منه فليس منى ومن لم يطعمه فإنه منى إلا من
اغترف غرفة بيده قال كان الكفار يشربون فلا يروون وكان
المسلمون يغترفونه غرفة فيجزئهم ذلك
نا عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى كم من فئة
قليلة غلبت فئة كثيرة إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم بدر
أنتم بعدة أصحاب طالوت ثلاثة مائة
عبد الرزاق قال معمر عن قتادة وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر ثلاث
مائة وبضعة عشر
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى وأيدنه
101

بروح القدس قال هو جبريل عليه السلام
عبد الرزاق عن قتادة والحسن في قوله تعالى لا تأخذه سنة
قال نعسة
نا عبد الرزاق قال نا معمر قال أخبرني الحكم بن أبان عن عكرمة مولى
ابن عباس في قوله تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم قال إن
موسى سأل الملائكة هل ينام ربنا تبارك وتعالى قال فأوحى الله
تعالى إلى الملائكة وأمرهم أن يؤرقوه ثلاثا فلا يتركوه ينام ففعلوا ذلك
ثم أعطوه قارورتين قال فأمسكهما ثم تركوه وحذروه أن يكسرهما قال
فجعل ينعس وهما في يديه في كل يد واحدة فجعل ينعس وينبه
وينعس وينبه حتى نعس نعسة فضرب إحداهما بالأخرى فكسرهما قال
عبد الرزاق قال معمر إنما هو مثل ضربه الله له يقول فكذلك
السماوات والأرض في يديه يقول فكيف ينعس
عبد الرزاق قال نا معمر عن الحسن وقتادة في قوله تعالى ولا
يؤده حفظهما قال لا يثقل عليه شئ
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى لا إكراه في
الدين قال كانت العرب ليس لها دين فأكرهوا على الدين بالسيف
قال ولا يكره اليهودي ولا النصراني ولا المجوسي إذا أعطوا الجزية
عبد الرزاق قال نا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح قال سمعت مجاهدا
102

يقول لغلام له نصراني يا جرير أسلم ثم قال هكذا كان يقال لهم
عبد الرزاق قال نا معمر عن الكلبي وقتادة في قوله ألم تر إلى
الذي حاج إبراهيم في ربه قالا هو جبار اسمه نمرود وهو أول
من تجبر في الأرض فحاج إبراهيم في ربه أن آتاه الملك أي أن آتى الله
الجبار الملك وإذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت
فقال ذلك الجبار فأنا أحيي وأميت يقول أنا أقتل من شئت وأحيي من
شئت
عبد الرزاق قال نا بكار بن عبد الله قال سمعت وهب بن منبه يحدث
قال لما خرج أو قال برز طالوت لجالوت قال جالوت أبرزوا إلي من
يقاتلني فإن قتلني فلكم ملكي وإن قتلته فلي ملككم فأتى داود إلى
طالوت فقاضاه إن قتله بأن ينكحه ابنته ويحكمه في ملكه قال فألبسه
طالوت سلاحه فكرة داود أن يقاتله بسلاح وقال إن الله لم ينصرني
عليه لم يغن السلاح شيئا فخرج إليه بالمقلاع وبمخلاة فيها أحجاره ثم
برز إليه فقال جالوت أنت تقاتلني قال داود نعم قال ويلك ما
خرجت إلي إلا كما يخرج للكلب بالمقلاع والحجارة لأبددن لحمك ولأطعمنه
اليوم السباع والطير فقال له داود بل أنت عدو الله شر من الكلب
فأخذ داود حجرا فرماه بالمقلاع فأصاب بين عينية حتى نفذت في
103

دماغه فصرع جالوت وانهزم من معه واحتز داود رأسه فلما رجعوا إلى
طالوت ادعى الناس قتل جالوت فمنهم من يأتي بالسيف وبالشئ من
سلاحه أو جسده وخبأ داود رأسه فقال طالوت من جاء برأسه فهو الذي
قتله فجاء به داود ثم قال لطالوت أعطني ما وعدتني فندم طالوت على
ما شرط له وقال إن بنات الملوك لا بد لهن من صداق وأنت رجل
جرئ شجاع فاجعل لها صداقا ثلاث مائة غلفة من أعدائنا وكان يرجو
بذلك أن يقتل داود فغزا داود فأسر ثلاث مائة وقطع غلفهم وجاء
بها فلم يجد طالوت بدا من أن يزوجه فزوجه ثم أدركته الندامة فأراد
قتل داود فهرب منه إلى الجبل فنهض إليه طالوت فحاصره فلما كان
ذات ليلة سلط النوم على طالوت وحرسه فهبط إليهم داود فأخذ إبريق
طالوت الذي يشرب به ويتوضأ وقطع شعيرات من لحيته وشيئا من هدب
ثيابه ثم رجع داود إلى مكانه فناداه أن تعاهد حرسك فإني لو شئت أن
أقتلك البارحة فعلت بآية أن هذا إبريقك وشئ من شعر لحيتك وهدب
ثيابك وبعث به إليه فعلم طالوت أنه لو شاء قتله فعطفه ذلك عليه
فأمنه وعاهده الله ألا يرى منه بأسا ثم انصرف ثم كان في آخر أمر
طالوت أنه كان يدس لقتله وكان طالوت لا يقاتل عدوا إلا هزم حتى
مات قال بكار وسئل وهب وأنا أسمع أنبيا كان طالوت يوحى إليه
104

فقال لا لم يأته وحي ولكن كان معه نبي يوحى إليه يقال له اسمويل
يوحى إليه هو الذي ملك طالوت
حديث نمرود
عبد الرزاق قال نا معمر عن زيد بن أسلم أن أول جبار كان في الأرض
نمرود قال وكان الناس يخرجون يمتارون من عنده الطعام فخرج إبراهيم
يمتار مع من يمتار قال فإذا مر به الناس قال من ربكم قالوا أنت
حتى مر به إبراهيم قال من ربك قال الذي يحيي ويميت
قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من
المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر قال فرده
بغير طعام قال فرجع إبراهيم إلى أهله فمر على كثيب رمل أعفر فقال
ألا آخذ من هذا فآتي به أهلي فتطيب نفوسهم حين أدخل عليهم فأخذ
منه فأتى أهله قال فوضع متاعه ثم نام قال فقامت امرأته إلى متاعه
ففتحته فإذا هو بأجود طعام رآه أحد فصنعت له منه فقربته إليه
وكان عهده بأهله أنه ليس عندهم طعام فقال من أين هذا فقالت من
الطعام الذي جئت به فعرف أن الله زرقة فحمد الله ثم بعث الله تعالى
إلى الجبار ملكا أن آمن بي وأتركك على ملكك قال فهل رب غيري
قال فجاءه الثانية فقال له ذلك فأبى عليه ثم أتاه الثالثة فأبى عليه
فقال له الملك فاجمع جموعك إلى ثلاثة أيام فجمع الجبار جموعه
105

قال فأمر الله الملك ففتح عليه بابا من البعوض قال فطلعت الشمس
فلم يروها من كثرها قال فبعثها الله تعالى عليهم فأكلت لحومهم وشربت
دماءهم فلم تبق إلا العظام والملك كما هو لم يصبه من ذلك شئ قال
فبعث الله عليه بعوضة فدخلت في منخره فمكث أربع مائة سنة يضرب رأسه
بالمطارق وأرحم الناس به من جمع يديه ثم ضرب بهما رأسه وكان جبارا
أربع مائه سنة فعذبه الله أربع مائة سنة كملكه ثم أماته الله وهو الذي كان
بنى صرحا إلى السماء فأتى الله بنيانه من القواعد وهو الذي قال الله تبارك
وتعالى فأتى الله بنيانهم من القواعد
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى إني يحيي
هذه الله بعد موتها قال هو عزير مر على قرية خربة فتعجب
فقال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله أول
النهار فلبث مائة عام ثم بعثه في آخر النهار فقال كم لبثت قال يوما أو
بعض يوم قال بل لبثت مائة عام
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى لم يتسنه
قال لم يتغير
عبد الرزاق قال سمعت هشام بن حسان يحدث عن محمد بن سيرين أن
زيد بن ثابت كان يقرؤها كيف ننشزها
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولكن
ليطمئن قلبي قال ابن عباس ما في القرآن آية أرجى في نفسي منها
106

قال عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة لازداد يقينا
قال عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى فخذ أربعة
من الطير فصرهن إليك قال فمزقهن قال أمر أن يخلط الدماء
بالدماء والريش بالريش ثم يجعل على كل جبل منهن جزءا
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة والحسن في قوله تعالى كيف
ننشزها ثم نكسوها لحما قال بلغنا أن أول ما خلق من عزير خلق
عيناه فكان ينظر إلى عظامه كيف يجتمع إليه وإلى لحمه
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله فتركة صلدا
قال نقيا ليس عليه شئ
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى وتثبيتا من
أنفسهم قال ثقة من أنفسهم
عبد الرزاق قال نا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال قال سمعت ابن
عباس يقول فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شئ
قدير قال إنما قيل له ذلك
عبد الرزاق قال نا معمر عن الحسن في قوله تعالى جنة
بربوة قال هي الأرض المستوية التي تعلو فوق الماء وقال
مجاهد هي الأرض المرتفعة المستوية
107

عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله فطل قال
الطل الندا
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى أيود أحدكم
أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجرى من تحتها الأنهر له
فيها من كل الثمرات قال هذا مثل ضربه الله تعالى فقال
أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجرى من
تحتها الأنهر له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية
ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت يقول قد ذهبت
جنته عند أحوج ما كان حين كبرت سنه وضعف عن الكسب وله ذرية
ضعفاء لا ينفعونه وأصاب جنته ريح فيها سموم وكان الحسن يقول
صر برد فاحترقت فذهبت أحوج ما كان إليها فلذلك يقول أيود
أحدكم أن يذهب عمله أحوج ما كان إليه
عبد الرزاق قال نا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في
قوله تعالى الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا
وعلانية قال نزلت في علي كانت معه أربعة دراهم فأنفق بالليل
درهما وبالنهار درهما وسرا درهما وعلانية درهما
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا تيمموا
الخبيث منه تنفقون قال لا تعمد إلى رذالة مالك فتتصدق
منه قال ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه يقول
108

إلا أن يهضم لكم منه
عبد الرزاق قال نا الثوري قال قال مجاهد لعلكم تتفكرون
قال تطيعون
عبد الرزاق عن رجل عن عمار الدهني عن أبي جعفر في قوله تعالى
إن تبدوا الصدقات فنعما هي يعني الزكاة المفروضة وإن
تخفوها وتؤتوها الفقراء يعني التطوع
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن
مسعود في قوله تعالى الشيطان يعدكم الفقر قال إن للملك
لمة وللشيطان لمة فلمة الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجدها
فليحمد الله ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق فمن وجدها
فليستعذ بالله
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى يؤتى الحكمة
من يشاء قال الحكمة القرآن والفقه في القرآن
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى للفقراء
الذين أحصروا في سبيل الله قال حصروا أنفسهم للغزو فلا
يستطيعون تجارة
يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف عبد الرزاق عن
معمر عن مجاهد قال تعرفهم بسيماهم قال التخشع
109

عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى لا يقومون
إلا كما يقوم الذي يتخبطه علي الشيطان من المس قال هو
التخبيل حتى الذي يتخبطه الشيطان من الجنون
عبد الرزاق قال نا معمر قال سمعت عطاء الخراساني يقول إن
عبد الله بن سلام قال يؤذن يوم القيامة للبر والفاجر في القيام إلا أكلة
الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا يأب
الشهداء إذا ما دعوا قال لا تأب أن تشهد إذا دعيت إلى الشهادة
عبد الرزاق قال معمر وكان الحسن يقول مثل ذلك ويقول جمعت
الأمرين لا تأب إن كانت عندك شهادة أن تشهد بها ولا تأب إذا دعيت
إلى الشهادة أن تشهد بها
عبد الرزاق قال نا الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى
ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا قال إذا كانوا قد شهدوا
قال وقال جابر الجعفي عن مجاهد الشاهد بالخيار ما لم يشهد
عبد الرزاق قال حدثنا ابن جرير عن عطاء ومجاهد في قوله تعالى
ولا يضار كاتب ولا شهيد قال واجب على الكاتب أن
يكتب ولا شهيد قال إذا كان قد شهد قبل هذا
عبد الرزاق قال معمر عن قتادة في قوله ولا يضار كاتب ولا
شهيد قال لا يضار كاتب فيكتب ما لم يمل عليه ولا شهيد يقول
فيشهد بما لم يشهد عليه
110

عبد الرزاق قال نا ابن جريج عن عطاء في قوله تعالى ولا
يضار كاتب ولا شهيد يقول أن يؤديا ما قبلهما
عبد الرزاق قال نا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال كان عمر
يقرأ ولا يضارر كاتب ولا شهيد
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى وإن تبدوا ما
في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله قال نسخها قوله تعالى
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت الآية
عبد الرزاق قال نا معمر عن ابن طاوس عن أبيه في قوله تعالى ولا
يضار كاتب ولا شهيد إذا دعي الرجل فقال لي حاجة
عبد الرزاق قال نا معمر والثوري وابن عيينة عن ابن شبرمة عن الشعبي
في قوله تعالى فإن أمن بعضكم بعضا قال لا بأس به إذا
أمنته ألا تكتب ولا تشهد فإن أمن بعضكم بعضا قال ابن
عيينة عن ابن شبرمة قال الشعبي إلى هذا انتهى فإن أمن بعضكم
بعضا قال لا بأس إذا أمنته ألا تكتب ولا تشهد
عبد الرزاق قال نا معمر عن أيوب عن ابن سيرين في قوله تعالى
فنظرة إلى ميسرة قال خاصم رجل إلى شريح في دين
يطلبه فقال آخر يعذر صاحبه أنه معسر وقد قال الله عز وجل
وإن كان ذو عسرة فنظرة تعالى إلى ميسرة فقال شريح هذه
كانت في الربا وإنما كان الربا في الأنصار وإن الله تعالى يقول أن تؤدوا
الأمانات فإن إلى أهلها وإذا حكمت بين الناس أن تحكموا بالعدل
111

ولا والله لا يأمر الله بأمر ثم نخالفه احبسوه إلى جنب هذه السارية حتى
يوفيه
عبد الرزاق قال نا الثوري عن مغيرة عن إبراهيم في قوله تعالى
وأن تصدقوا خير لكم عمر إن كنتم تعلمون قال برأس المال
عبد الرزاق قال نا معمر قال سمعت الزهري يقول إن ابن عمر قرأ
وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه فبكى وقال أإنا لمؤاخذون
بما نحدث به أنفسنا فبكى حتى سمع نشيجه فقام رجل من عنده فأتى
ابن عباس فذكر له ذلك فقال رحم الله ابن عمر لقد وجد المسلمون
نحوا مما وجد حتى نزلت بعدها لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها
ما كسبت وعليها ما اكتسبت
عبد الرزاق قال سمعت هشاما يحدث عن الحسن في قوله تعالى
إن نسينا أو أخطأنا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجوز الله لهذه
الأمة عن الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ربنا لا
تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا قال بلغني أن الله تجاوز لهذه الأمة
عن نسيانها وما حدثت به نفسها
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى لا تحمل
علينا إصرا قال لا تحمل علينا عهدا وميثاقا كما حملته على
الذين من قبلنا يقول كما غلظ على الذين من قبلنا
112

عبد الرزاق قال نا معمر عن صاحب له عن أبي قلابة قال إن الله
كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي سنة ثم وضعه على عرشه
أو قال في عرشه وكان خواتم البقرة من ذلك الكتاب قال ومن قرأ
خاتمة البقرة لم يدخل الشيطان بيته ثلاثا
عبد الرزاق قال معمر وأخبرني من سمع الحسن يقول كان مما من الله
تبارك وتعالى به على نبيه أنه قال وأعطيتك خواتم سورة البقرة وهي من
كنوز عرشي
عبد الرزاق قال نا معمر عن عاصم بن بهدلة عن علقمة بن قيس قال
من قرأ خواتم سورة البقرة في ليلة أجزأت عنه قيام تلك الليلة
عبد الرزاق حدثني الثوري عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن
يزيد عن أبي مسعود الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ بالآيتين من
آخر سورة البقرة كفتاه
عبد الرزاق قال نا جعفر بن سليمان عن حميد الأعرج عن مجاهد قال
كنت عند ابن عمر فقرأ لله ما في السماوات وما في الأرض وإن
تبدوا ما في أنفسكم إلى قوله تعالى قدير فبكى قال
فانطلقت حتى أتيت على ابن عباس قلت يا أبا عباس كنت عند ابن
عمر آنفا فقرأ هذه الآية فبكى قال أية آية قال قلت لله ما
في السماوات وما في الأرض إلى قدير قال فضحك ابن
113

عباس وقال يرحم الله ابن عمر أو ما يدري فيما أنزلت وكيف أنزلت إن
هذه الآية حين أنزلت غمت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غما شديدا أو غاظتهم
غيظا شديدا وقالوا يا رسول الله هلكنا إنما كنا نؤخذ بما تكلمنا فأما
ما تعقل قلوبنا ليست بأيدينا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا سمعنا
وأطعنا قال فنسختها هذه الآية آمن الرسول إلى
وعليها ما اكتسبت قال فتجوز لهم عن حديث النفس
وأخذوا بالأعمال
114

من سورة آل عمران وهي مدنية
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى منه آيات
محكمات قال المحكم ما يعمل به فأما الذين في قلوبهم زيغ
فيتبعون ما تشبه منه ابتغاء الفتنة قال معمر وكان قتادة
إذا قرأ هذه الآية فأما الذين في قلوبهم زيغ قال إن لم
تكن الحرورية أو السبئية فلا أدري من هم ولعمري لقد كان في أصحاب
بدر والحديبية الذين شهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان من
المهاجرين والأنصار خبر لمن استخبر وعبرة لمن اعتبر لمن كان يعقل أو
يبصر إن الخوارج خرجوا وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ كثير بالمدينة
وبالشام وبالعراق وأزواجه يومئذ أحياء والله إن خرج منهم ذكر ولا أنثى
حروريا قط ولا رضوا الذي هم عليه ولا ما لؤوهم وإن فيه بل كانوا يحدثون
بعيب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم ونعته الذي نعتهم به وكانوا يبغضونهم
بقلوبهم ويعادونهم بألسنتهم ويشتد والله أيديهم عليهم إذا لقوهم
ولعمري لو كان أمر الخوارج هدى لاجتمع ولكنه كان ضلالة فتفرق
وكذلك الأمر إذا كان من عند غير الله وجدت فيه اختلافا كثيرا فقد
ألاصوا هذا الأمر منذ زمان طويل فهل أفلحوا فيه يوما قط أو
أنجحوا يا سبحان الله كيف لا يعتبر آخر هؤلاء القوم بأولهم إنهم لو كانوا
115

على حق أو هدى قد أظهره الله وأفلجه كما ونصره ولكنهم كانوا على باطل
فأكذبه الله تعالى وأدحضه فهم كما رأيتم خرج منهم قرن أدحض الله حجتهم
وأكذب أحدوثتهم وأهراق دماءهم وإن كتموه كان قرحا في قلوبهم وغما
عليهم وإن أظهروه أهراق الله دماءهم ذاكم والله دين سوء فاجتنبوه فوالله
إن اليهودية لبدعة، و إن النصرانية لبدعة، و إن الحرورية لبدعة، و إن
السبئية لبدعة، ما نزل بهن كتاب ولا سنهن نبي
عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأها فقال إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله
فاحذروهم
عبد الرزاق قال نا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال كان ابن عباس
يقرؤها وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون في العلم
آمنا به
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى قد كان لكم
آية في فئتين التقتا فئة تقتل في سبيل الله وأخرى كافرة
يرونهم مثليهم رأي العين قال يضعفون عليهم فقتلوا منهم
سبعين وأسروا سبعين يوم بدر
116

عبد الرزاق قال نا الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى
قد كان لكم آية في فئتين التقتا قال ذلك يوم بدر التقى
المسلمون والكفار
عبد الرزاق قال نا الثوري عن حبيب عن أبي ثابت عن مجاهد في قوله
تعالى والخيل المسومة قال هي المطهمة الحسان قال حبيب
وقال سعيد بن جبير هي الراعية يعني السائمة
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى والخيل
المسومة قال شية الخيل في وجوهها
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى تولج الليل
في النهار وتولج النهار في الليل قال هو نقصان أحداهما في
الآخر
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى وتخرج
الحي من الميت وتخرج الميت من الحي قال يخرج الحي من
هذه النطفة الميتة ويخرج هذه النطفة الميتة من الحي قال معمر وقال
الحسن يخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على بعض
نسائه فإذا عندها امرأة حسنة الهيئة فقال من هذه قالت
117

إحدى خالاتك قال إن خالاتي بهذه البلدة لغرائب وأي خالاتي
هذه قالت بنت الأسود بن عبد يغوث قال سبحان الله
الذي يخرج الحي من الميت وكانت امرأة صالحة وكان أبوها كافرا
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى لا يتخذ
المؤمنون الكافرين أولياء قال لا يحل للمؤمن أن يتخذ كافرا وليا
في دينه وقوله تعالى إلا أن تتقوا منهم تقاة إلا أن يكون
بينك وبينه قرابة فتصله لذلك
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قولة تعالى إن الله
اصطفى ادم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العلمين
قال ذكر الله تعالى أهل بيتين صالحين ورجلين صالحين ففضلهما الله على
العالمين فكان محمد صلى الله عليه وسلم من آل إبراهيم
عبد الرزاق قال نا ابن عيينة عن عمرو عن الحسن أنه قرأ
ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد قال من رأفته بهم
أن حذرهم نفسه
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله إني نذرت لك ما
في بطني محررا قال نذرت ولدها للكنيسة فلما وضعتها
قالت رب إني وضعتها أنثى وإنما كانوا يحررون الغلمان قالت
118

وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك
وذريتها من الشيطان الرجيم
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهراوي عن سعيد بن المسيب عن أبي
هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ما من مولود يولد إلا الشيطان يمسه فيستهل
صارخا من مسة الشيطان إياه إلا مريم وابنها ثم يقول أبو هريرة اقرؤوا
إن شئتم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم
عبد الرزاق قال نا المنذر بن النعمان الأفطس أنه سمع وهب بن منبه
يقول لما ولد عيسى عليه السلام أتت الشياطين إبليس فقالوا أصبحت
الأصنام قد نكست رؤوسها فقال هذا حادث حدث مكانكم وطار
حتى جاء خافقي الأرض فلم يجد شئ ثم جاء البحار فلم يقدر على
شئ ثم طار أيضا فوجد عيسى قد ولد عند مذود حمار فإذا الملائكة قد
حفت حوله فرجع إليهم فقال إن نبيا قد ولد البارحة وما حملت أنثى
قط ولا وضعت إلا وأنا بحضرتها إلا هذه فايأسوا هو من أن تعبد الأصنام
بعد هذه الليلة ولكن ائتوا بني آدم من قبل الخفة والعجلة
119

عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى وجد عندها
رزقا قال وجد عندها ثمرة في غير زمانها قال يا مريم أنى لك هذا
قالت هو من عند الله
عبد الرزاق قال نا الثوري عن أبي ليلى عن الحكم عن مجاهد في قوله
تعالى اقنتي لربك قال أطيلي الركود السكون في الصلاة
قال الثوري وقال ليث عن مجاهد كانت تصلى حتى ترم قدماها
عبد الرزاق قال نا معمر جاء غلمان إلى يحيى بن زكريا فقالوا
اذهب بنا نلعب فقال ما للعب خلقت قال وذلك قوله تعالى
وآتيناه الحكم صبيا
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى أن الله
يبشرك بيحيى قال شافهته الملائكة بذلك قال رب
اجعل لي اية قال آيتك عنه ألا تكلم الناس ثلاثة أياما إلا رمزا
قال إيماء وكانت عقوبة عوقب بها إذ سأل الآية بعد مشافهة الملائكة إياه
بما بشرته به
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى مصدقا
بكلمة من الله قال يعني بعيسى ابن مريم وسيدا
وحصورا قال الحصور الذي لا يأتي النساء
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري عن ابن المسيب في قوله تعالى
يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء
العالمين قال كان أبو هريرة يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير النساء
120

ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه لزوج في
ذات يده قال أبو هريرة ولم تركب مريم بعيرا قط
عبد الرزاق قال نا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال خير نساء ركبن الإبل خيار نساء قريش أحناه على ولد في صغره
وأرعاه لزوج في ذات يده
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى اقنتي
لربك إلا قال أطيعي ربك
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة
ابنة خويلد وفاطمة ابنة محمد
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى إذ يلقون
أقلامهم فيه قال تساهموا على مريم أيهم يكفلها فقرعهم زكريا
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى وأبرئ الأكمه
والأبرص قال الأكمه الأعمى
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة وأنبئكم بما تأكلون وما
تدخرون في بيوتكم قال أنبئكم بما تأكلون من المائدة وما
121

تدخرون منها قال وكان أخذ عليهم في المائدة حين نزلت أن يأكلوا ولا
يدخروا فادخروا وخانوا فجعلوا خنازير حين ادخروا فذلك قوله
تعالى فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا
من العلمين
قال معمر ذكره قتادة عن خلاس بن عمرو عن عمار بن ياسر
عبد الرزاق قال نا معمر عن الحسن في قوله تعالى إني
متوفيكم صلى قال إني متوفيك من الأرض
عبد الرزاق قال نا معمر عن ثابت البناني قال رفع عيسى بن مريم
وعليه مدرعة وخفا راع وحذاقة يحذف بها الطير
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى فمن حاجك
فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا
وأبناءكم قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليداعي وقال أهل نجران فلما رأوه
هابوا وفرقوا فرجعوا
قال معمر وقال قتادة لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يباهل أهل نجران أخذ بيد
حسن وحسين وقال لفاطمة اتبعينا فلما رأى ذلك أعداء الله
رجعوا
122

عبد الرزاق قال نا معمر أخبرني عبد الكريم الجزري عن عكرمة
قال قال ابن عباس لو خرج الذين يباهلون النبي صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون
أهلا ولا مالا
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة والكلبي في قوله تعالى آمنوا
بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره
قالا قال بعضهم ببغض أعطوهم الرضى بدينهم أول النهار واكفروا آخره
فإنه أجدر أن يصدقوكم ويعلموا أن قد رأيتم فيهم ما تكرهون وهو أجدر أن
يرجعوا عن دينهم
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ومن أهل
الكتاب من إن تأمنه بقنطار قال القنطار مائة رطل من
ذهب أو ثمانون ألف درهم من ورق قال معمر وقال الكلبي القنطار ملء
مسك ثور ذهبا
عبد الرزاق قال أنا عمر بن حوشب عن عطاء الخراساني قال سئل ابن
عمر كم القنطار قال سبعون ألفا
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ما دمت عليه
قائما قال تقتضيه إياه
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ليس علينا
في الأمين سبيل قال ليس علينا في المشركين سبيل يعنون من
ليس من أهل الكتاب
عبد الرزاق قال نا معمر عن أبي إسحاق الهمداني عن صعصعة بن
123

معاوية أنه سأل ابن عباس فقال إنا نصيب في الغزو من أموال أهل
الذمة الدجاجة والشاة قال ابن عباس فتقولون ماذا قالوا نقول
ليس علينا بأس في ذلك قال هذا كما قال أهل الكتاب ليس
علينا في الأمين سبيل إنهم إذا أدوا الجزية لم تحلل لكم أموالهم إلا
بطيب أنفسهم
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري عن ابن المسيب في قوله تعالى
إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا قال هي
اليمين الفاجرة يقتطع بها الرجل مال أخيه واليمين الفاجرة من الكبائر وتلا
ابن المسيب إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم
عبد الرزاق قال نا ابن عيينة عن عبد الملك بن أعين عن أبي وائل عن
ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من رجل يقتطع مالا بيمين فاجرة إلا
لقي الله عليه غضبان
قال عبد الرزاق وأخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه في قول الله تعالى
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتب
وحكمة قال أخذ الله ميثاق النبيين أن يصدق بعضهم بعضا ثم قال
ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه
قال فهذه الآية لأهل الكتاب أخذ الله ميثاقهم أن يؤمنوا لمحمد ويصدقوه
124

عبد الرزاق قال أنا معمر عن منصور بن المعتمر عن أبي رزين في قوله
تعالى كونوا ربانيين قال حلماء علماء
قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى وله أسلم من في
السماوات والأرض طوعا وكرها قال أما المؤمن فأسلم طوعا
وأما الكافر فأسلم حين رأى بأس الله قال فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا
بأسنا
عبد الرزاق أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى كيف يهدى
الله قوما كفروا بعد إيمانهم قال هم أهل الكتاب كانوا يجدون
محمدا صلى الله عليه وسلم مكتوبا في كتابهم ويستخفون به فكفروا بعد إيمانهم به قال
معمر وقال الكلبي هم قوم ارتدوا بعد إيمانهم
عبد الرزاق قال أنا جعفر بن سليمان بن حميد الأعرج عن مجاهد قال
جاء الحارث بن سويد فأسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم كفر الحارث فرجع إلى قومه
فأنزل الله تعالى فيه القرآن كيف يهدى الله قوما كفروا بعد
إيمانهم إلى إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن
الله غفور رحيم فحملها إليه رجل من قومه فقرأها عليه قال فقال
الحارث والله إنك ما علمت لصدوق وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصدق منك
وإن الله لأصدق الثلاثة قال فرجع الحارث فحسن إسلامه
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ثم ازدادوا
كفرا قال ازدادوا كفرا حتى إذا حضرهم الموت فلم تقبل توبتهم حين
125

حضرهم الموت
قال معمر وقال مثل ذلك عطاء الخراساني
عبد الرزاق قال أنا معمر عن أيوب وغيره أنه لما نزلت لن
تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون جاء زيد بن حارثة بفرس له
كان يحبها فقال هذه في سبيل الله فحمل النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن
زيد فكأن زيد وجد في نفسه فلما رأى ذلك منه النبي صلى الله عليه وسلم قال أما الله
فقد قبلها
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى إلا ما حرم
إسرائيل على نفسه قال اشتكى إسرائيل عرق النساء فقال إن
الله شفاني لأحرمن العروق فحرمها
عبد الرزاق قال معمر قال الكلبي قال إسرائيل إن الله شفاني
لأحرمن أطيب الطعام والشراب أو قال أحب الطعام والشراب إلي فحرم
لحوم الإبل وألبانها
عبد الرزاق قال أخبرني الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس قال كان إسرائيل أخذه عرق النساء فكان يبيت له
زقاء فجعل الله عليه إن شفاه ألا يأكل العروق فأنزل الله كل
الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على
نفسه قال سفيان له زقاء قال صياح
قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى إن أول بيت وضع
126

للناس للذي ببكة مباركا قال أول بيت وضعه الله في الأرض
فطاف به آدم ومن بعده قال قتادة وبكة يبك الناس بعضهم بعضا
الرجال والنساء يصلي بعضهم بين يدي بعض ويمر بعضهم بين يدي بعض
لا يصلح ذلك إلا بمكة
عبد الرزاق قال أنا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وقتادة في قوله
تعالى آيات بينات مقام إبراهيم قالا مقام إبراهيم من
الآيات البينات
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ومن دخله
كان آمنا قال كان ذلك في الجاهلية فأما اليوم فإن سرق فيه
وأخذ قطع ولو قتل فيه قتل ولو قدر على المشركين فيه قتلوا
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى من
استطاع إليه سبيلا قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الحج فقال
الزاد والراحلة
عبد الرزاق قال أنا هشام عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
عبد الرزاق قال معمر عن الحسن في قوله تعالى ومن كفر فإن
127

الله غنى عن العلمين قال كفر الجحود به والزهادة فيه
عبد الرزاق قال أنا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى
ومن كفر قال هو من إن حج لم يره برا وإن قعد لم يره
مأثما
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى اتقوا الله
حق تقاته قال يطاع فلا يعصى ثم نسخها فاتقوا الله ما
استطعتم
عبد الرزاق قال أنا معمر بن سليمان عن حميد الأعرج عن مجاهد في
قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين
أوتوا الكتب قال كان جماع قبائل الأنصار بطنين الأوس
والخزرج وكان بينهما في الجاهلية حرب ودماء وشنآن حتى من الله عليهما
بالإسلام وبالنبي صلى الله عليه وسلم فأطفأ الله الحرب التي كانت بينهم وألف بينهم
بالإسلام قال فبينا رجل من الأوس ورجل من الخزرج قاعدان يتحدثان
ومعهما يهودي جالس فلم يزل يذكرهما أيامهما والعداوة التي بينهما حتى
استبا ثم اقتتلا قال فنادى هذا قومه وهذا قومه فخرجوا بالسلاح
وصف بعضهم لبعض قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ شاهد بالمدينة فجاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل يمشي بينهم إلى هؤلاء وإلى هؤلاء يسكنهم حتى
رجعوا ووضعوا السلاح قال فأنزل الله تعالى في القرآن في ذلك
يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتب
128

يردوكم إلى قوله تعالى أولئك لهم عذاب عظيم
عبد الرزاق قال أنا الثوري عن زبيد عن مرة عن عبد الله في قوله
تعالى اتقوا الله حق تقاته قال يطاع فلا يعصى ويشكر
فلا يكفر ويذكر فلا ينسى
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى واعتصموا
بحبل الله قال بعهد الله وبأمره
عبد الرزاق قال أنا معمر عن أيوب عن عكرمة قال لقي النبي صلى الله عليه وسلم
ستة نفر من الأنصار فآمنوا به وصدقوه وأراد أن يذهب معهم فقالوا يا
رسول الله إن بين قومنا حربا وإنا نخاف إن جئت على حالك هذه أن لا
يتهيأ الذي تريد فواعدوه من العام المقبل وقالوا نذهب يا رسول الله
لعل الله يصلح تلك الحرب قال ففعلوا فأصلح الله تلك الحرب
وكانوا يرون أنها لا تصلح أبدا وهو يوم بعاث فلقوه من العام المقبل
سبعين رجلا قد آمنوا به فأخذ منهم النقباء اثني عشر رجلا فذلك حين
يقول الله عز وجل واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء
فألف بين قلوبكم
عبد الرزاق قال أنا معمر عن حرام بن عثمان عن ابن جابر عن جابر بن
عبد الله قال النقباء كلهم من الأنصار سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو وهو
129

من بني ساعدة وسعد بن خيثمة من بني عمرو بن عوف وسعد بن ربيع وأسعد
ابن زرارة من بني النجار وأسيد بن حضير من بني عبد الأشهل وعبادة بن
الصامت وعبد الله بن رواحة وأبو الهيثم بن التيهان وعبد الله بن عمرو أبو
جابر بن عبد الله من بني سلمة والبراء بن معرور من بني سلمة ورافع بن ملك
الزرقي
عبد الرزاق قال نا إسرائيل عن سماك بن جرير عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس في قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس
قال هم الذين هاجروا مع محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
عبد الرزاق قال أنا معمر عن بهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جده
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت
للناس قال أنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله
تعالى
عبد الرزاق قال معمر وقال الكلبي أنتم خير الناس للناس
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى إلا بحبل
من الله وحبل من الناس قال بعهد من الله وعهد من الناس
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى مسومين
قال سيماها صوف في نواصيها وأذنابها
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى من فورهم
هذا قال من وجههم هذا
130

عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة قال أخبرني هشام بن عروة عن أبيه
قال نزلت الملائكة يوم بدر على خيل بلق عليهم عمائم صفر وكان على
الزبير يومئذ عمامة صفراء
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة أن رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أصيبت
يوم أحد أصابها عتبة بن أبي وقاص وشجه في جبهته فكان سالم مولى أبي
حذيفة يغسل عن النبي الدم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كيف يفلح قوم صنعوا
هذا بنبيهم فأنزل الله تعالى ليس لك من الأمر شئ أو
يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون
عبد الرزاق قال أنا الثوري عن منصور قال بلغني أنها نزلت
ليسوا سواء من أهل الكتب أمة قائمة يتلون آيات الله
آناء الليل وهم يسجدون فيما بين المغرب والعشاء
عبد الرزاق قال أنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت
جابر بن عبد الله يقول إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا
قال نحن هم بنو سلمة وبنو حارثة وما نحب أن لو لم تكن لقول الله
تعالى والله وليهما
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري وعن عثمان الجزري عن مقسم أن
131

النبي صلى الله عليه وسلم دعا على عتبة بن أبي وقاص يوم أحد حين كسر رباعيته ودمى
وجهه فقال اللهم لا يحل عليه الحول حتى يموت كافرا فما حال عليه
الحول حتى مات كافرا إلى النار
عبد الرزاق قال أخبرني ابن جريج عن إبراهيم بن ميسرة عن يعقوب بن
عاصم قال الذي دمى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد رجل من هذيل يقال
له عبد الله بن القمئة فكان حتفه أن سلط الله تعالى عليه تيسا فنطحه
حتى قتله
عبد الرزاق قال نا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أن النبي
صلى الله عليه وسلم لعن في صلاة الفجر بعد الركوع الآخرة فقال اللهم العن فلانا
وفلانا ناسا من المنافقين فأنزل الله تعالى ليس لك من الأمر
شئ أو يتوب عليهم الآية
عبد الرزاق قال أنا داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن رجل من أهل
الشام يقال عبد الجليل عن عم له عن أبي هريرة في قوله تعالى
والكاظمين الغيظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظا وهو
يقدر على إنفاذه ملأه الله أمنا وإيمانا
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى والعافين عن
132

الناس قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شدة رجل وقوته فقال ألا أخبركم بأشد
منه رجل شتمه أخوه فغلب نفسه وشيطان صاحبه ثم قال أيعجز أحدكم
أن يكون مثل أبي فلان كان إذا أصبح قال اللهم إني قد تصدقت بعرضي على
عبادك
عبد الرزاق قال نا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني قال سمعت
الحسن قرأ هذه الآية الذين ينفقون في السراء والضراء
إلى المحسنين ثم قرأ والذين إذا فعلوا فاحشة أو
ظلموا أنفسهم إلى أجر العملين قال إن هذين النعتين
نعت رجل واحد
عبد الرزاق قال أخبرني الثوري عن منصور عن أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال ما عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا
عبد الرزاق قال نا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني قال بلغني أن
إبليس حين نزلت هذه الآية والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا
أنفسهم بكى عدو الله
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى ولم يصروا
على ما فعلوا إتيان الذنب عمدا إصرارا حتى يتوب وتلاها قتادة
133

قال قدما قدما في معاصي الله لا تنهاهم مخافة الله حتى جاءهم أمر الله
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولقد كنتم
تمنون الموت قال كانوا يتمنون أن يلقوا المشركين أن يقاتلوهم
فلما لقوهم يوم أحد ولوا
عبد الرزاق قال أخبرني معمر عن الزهري أن الشيطان صاح بأعلى
صوته يوم أحد أن محمدا قتل قال كعب بن مالك فكنت أول من عرف
النبي صلى الله عليه وسلم عرفت عينيه من تحت المغفر فناديت بصوتي الأعلى هذا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إلي أن أسكت فأنزل الله تعالى وما محمد إلا
رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل
الآية
عبد الرزاق قال أخبرني الثوري عن البيان عن الشعبي في قوله تعالى
هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين قال بيان من
العمى وهدى من الضلالة وموعظة من الجهل
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى معه
ربيون كثير قال علماء كثير
قال معمر وقال قتادة جموع كثير قال ابن عيينة وأخبرني الثوري
عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله قال هم الألوف
134

عبد الرزاق قال أنا عن قتادة في قوله تعالى إذ تحسونهم
يقول إذ تقتلونهم
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري في قوله تعالى وعصيتم
من بعد ما أراكم ما تحبون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد حين غزا
أبا سفيان وكفار قريش إني رأيت كأني درعا حصينة فأولتها
المدينة فأجلسوا في صمعكم إذا وقاتلوا من ورائه وكانت المدينة قد شبكت
البنيان فهي كالحصن فقال رجل ممن لم يشهد بدرا يا رسول الله اخرج بنا
إليهم فلنقاتلهم وقال عبد الله بن أبي بن سلول نعم ما رأيت يا رسول
الله إنا والله ما نزل بنا عدو قط فخرجنا إليه إلا أصاب فينا ولا ثبتنا في
المدينة وقاتلنا من ورائها إلا هزمنا عدونا فكلمه ناس من المسلمين فقالوا
يا رسول الله اخرج بنا إليهم فدعا بلامته فلبسهما ثم قال ما أظن
الصرعى إلا ستكثر عنكم ومنهم أني أرى في النوم بقرة منحورة فأقول بقر
والله خير فقال رجل يا رسول الله بأبي وأمي فاجلس بنا قال إنه لا
ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يلقى البأس فقال فهل من
رجل يدلنا بالطريق فيخرجنا فقال على القوم من كثب فانطلقت به الأدلاء بين
يديه حتى إذا كان بالواسط أي من الجبانة انخذل عبد الله بن أبي بن سلول بثلث
الجيش أو قريب من ثلث الجيش وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم حتى لقيهم بأحد
وفاجؤوهم فعهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه إن هزموهم ألا يدخل لهم حجرا
ولا يتبعوهم فلما التقوا هزموهم وعصوا النبي صلى الله عليه وسلم وتنازعوا الغنائم ثم
صرفهم الله ليبليهم ثنا كما قال وأقبل المشركون وعلى خيلهم خالد بن الوليد بن
المغيرة فقتل من المسلمين سبعون رجلا وأصابتهم جراح شديدة وكسرت
135

رباعية النبي صلى الله عليه وسلم ووثئ به بعض وجهه حتى صاح الشيطان بأعلى
صوته قتل محمد قال كعب بن مالك فكنت أول من عرف النبي صلى الله عليه وسلم
عرفت عينيه من تحت المغفر فناديت بصوتي الأعلى هذا رسول الله فأشار
إلي أن اسكت ثم كف الله المشركين والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقوف فنادى
أبو سفيان بعدما مثل ببعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجدعوا ومنهم من بقر
بطنه فقال أبو سفيان إنكم ستجدون في قتلاكم بعض المثل وإن ذلك لم
يكن عن ذوي رأينا ولا ساداتنا ثم قال أبو سفيان أعل هبل فقال عمر
ابن الخطاب الله أعلى وأجل فقال أبو سفيان أنعمت فعال عنها قتلى
بقتلى بدر فقال عمر لا يستوي القتل قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار
قال أبو سفيان لقد خبنا إذن ثم انصرفوا راجعين وندب النبي صلى الله عليه وسلم
أصحابه في طلبهم بعدما أصابهم القرح فطلبوهم حتى بلغوا قريبا من حمراء
الأسد ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم
قال معمر عن قتادة وكان فيمن طلبهم عبد الله بن مسعود وذلك حين
يقول الله تعالى الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم
فاخشوهم
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى غما بغم
قال الغم الأول الجراح والقتل والغم الآخر حين سمعوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد
قتل فأنساهم الغم الآخر ما أصابهم من الجراح والقتل وما كانوا يرجون من
136

الغنيمة وذلك حين يقول لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا
ما أصابكم
عبد الرزاق أنا معمر في قوله تعالى أمنة نعاسا قال
ألقى الله عليهم النعاس فكان ذلك أمنة لهم قال وذكر أن أبا طلحة
قال ألقي علي النعاس يومئذ فكنت أنعس حتى يسقط سيفي من يدي
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ظن
الجاهلية قال ظن أهل الشرك
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وما كان
لنبي ان يغل قال أن يغله أصحابه ومن يغلل يأتي بما غل يوم
القيامة
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غنم مغنما بعث
مناديا فنادى ألا لا يغلن رجل مخيطا فما دونه ألا لا يغلن رجل بعيرا
فيأتي به على ظهره يوم القيامة له رغاء ألا لا يغلن رجل فرسه فيأتي به
يوم القيامة على ظهره له حمحمة
عبد الرزاق قال أنا معمر عن زيد بن أسلم قال جاء عقيل بن أبي
طالب بمخيط فقال لامرأته خيطي بهذه ثيابك قال فبعث النبي
صلى الله عليه وسلم مناديا ألا يغلن رجل إبرة فما دونها فقال عقيل لامرأته ما
137

أرى إبرتك إلا قد فاتتك
عبد الرزاق قال أنا معمر قال أنا همام قال سمعت أبا هريرة
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم غزا نبي من الأنبياء فقال لا يغزون معي رجل
تزوج امرأة لم يبن بها ولا رجل له غم ينتظر ولادتها ولا رجل يبني بناء
لم يفرغ منه فلما أتي المكان الذي يريده وجاءه عند العصر قال للشمس
إنك مأمورة وإني مأمور اللهم احبسها علي ساعة فحبست له ساعة حتى
فتح الله عليه وزعموا أنها لم تحبس لأحد من قبله ولا بعده ثم وضعت
الغنيمة فجاءت النار فلم تأكلها فقال إن فيكم غلولا فليبايعني من كل
قبيلة منكم رجل قال فلزقت يده بيد رجلين أو ثلاثة قال فقال إن
منكم الغلول قال فأخرجوا رأس بقرة من ذهب فألقوا في الغنيمة فجاءت
النار فأكلتها قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تحل الغنيمة لأحد قبلنا
وذلك أن الله رأى ضعفنا فطيبها لنا
عبد الرزاق قال أنا ابن عيينة عن مطرف عن الضحاك بن مزاحم في
قوله تعالى أفمن اتبع رضوان الله قال من لم يغل
كمن باء بسخط من الله قال كمن غل
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة قال أصيب المسلمون يوم أحد
مصيبة فكانوا قد أصابوا مثلها يوم بدر ممن قتلوا وأسروا فقال الله تعالى
138

أو لما أصابتكم هذا مصيبة قد أصبتم مثليها
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا تحسبن
الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء قال بلغنا أن
أرواح الشهداء في صور طير بيض تأكل من ثمار الجنة قال معمر وقال
الكلبي في صور طير خضر تسرح في الجنة وتأوي إلى قناديل تحت العرش
عبد الرزاق قال نا الثوري عن الأعمش عن عبد الله بن مرة بن مسروق
قال سألنا عبد الله بن عمر عن هذه الآية ولا تحسبن الذين
قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
قال قال أرواح الشهداء عند الله كطير خضر لها قناديل معلقة بالعرش
تسرح في الجنة حيث شاءت قال فاطلع إليهم ربك اطلاعة فقال هل
تشتهون من شئ فأزيدكموه قالوا ربنا ألسنا نسرح في الجنة في أيها شئنا
ثم اطلع إليهم الثانية فقال هل تشتهون من شئ فأزيدكموه فقالوا
ربنا ألسنا نسرح في الجنة في أيها شئنا ثم اطلع إليهم الثالثة فقال لهم هل
تشتهون من شئ فأزيدكموه فقالوا ربنا تعيد أرواحنا في أجسادنا
فنقاتل في سبيلك فنقتل مرة أخرى قال فسكت عنهم
عبد الرزاق قال أخبرني ابن عيينة عن عطاء بن السائب عن أبي عبيدة
عن عبد الله أنهم قالوا في الثالثة حين قال هل تشتهون شيئا فأزيدكموه
قالوا تقرئ نبينا عنا السلام وتخبره أن قد رضينا ورضي عنا
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك قال
139

قالت أم مبشر لكعب بن مالك وهو شاك اقرأ على ابني السلام
تعني مبشرا فقال يغفر الله لك يا أم مبشر أو لم تسمعي ما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما نسمة المسلم طير تعلق في شجر الجنة يرجعها الله إلى
جسده يوم القيامة قالت ضعفت فأستغفر الله
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى حتى يميز
الخبيث من الطيب قال حتى يميز الكافر من المؤمن
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى سيطوقون
ما بخلوا به يوم القيمة قال يطوقون في أعناقهم يوم القيامة
عبد الرزاق قال أنا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال كانت بدر
متجرا في الجاهلية فخرج ناس من المسلمين يريدونه فلقيهم ناس من
الشركين فقالوا لهم إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فأما الجبان فرجع
وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال وأهبة التجارة وقالوا حسبنا الله ونعم
الوكيل قال وأتوهم فلم يلقوا أحدا فأنزل الله تعالى فيهم الذين
قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم
عبد الرزاق قال أنا ابن عيينة وأخبرني زكريا عن الشعبي عن عبد الله
ابن عمرو قال هي كلمة إبراهيم حين ألقي فيه البنيان يعني النار حسبنا الله
140

ونعم الوكيل
عبد الرزاق قال نا الثوري عن منصور عن إبراهيم في قوله تعالى
سيطوقون ما بخلوا قال طوق من نار
عبد الرزاق قال نا الثوري عن أبي إسحاق عن أبي وائل عن ابن مسعود
قال يجئ ماله يوم القيامة ثعبانا فينقر رأسه ويقول أنا مالك
الذي بخلت بي فينطوي على عنقه
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة قال لما أنزل الله تعالى من
ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا قالت اليهود إنما يستقرض
الفقير من الغني فأنزل الله تعالى لقد سمع الله قول الذين قالوا
إن الله فقير ونحن أغنياء
عبد الرزاق قال أنا الثوري عن أبي الجحاف عن مسلم البطين قال سأل
الحجاج جلساءه عن هذه الآية وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا
الكتب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فقام رجل إلى سعيد بن
جبير يسأله فقال وإذ أخذ الله ميثاق أهل الكتاب اليهود لتبيننه
للناس محمدا صلى الله عليه وسلم ولا يكتمونه فنبذوه لا تحسبن الذين يفرحون
بما أتوا قال بكتمانهم محمدا ويحبون أن يحمدوا بما لم
يفعلوا قال قولهم نحن على دين إبراهيم
عبد الرزاق قال أنا ابن جريح قال أخبرني ابن أبي مليكة أن علقمة
141

ابن وقاص أخبره أن مروان قال لرافع بوابه اذهب يا رافع إلى ابن عباس
فقل له لئن كان كل امرئ منا فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لم يفعل
يعذب لنعذبن أجمعين فقال ابن عباس وما لكم ولهذه إنما دعا النبي صلى الله عليه وسلم
يهود فسألهم عن شئ فكتموه إياه وأخبروه بغيره فأروه أن قد استجابوا
لله بما أخبروه عنه مما سألهم وفرحوا بما أتوا من كتمانهم إياه ثم قرأ وإذ
أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتب الآية
عبد الرزاق قال أخبرني الثوري عن رجل عن ابن المسيب في قوله
تعالى ربنا إنك من تدخل النار فقد رسول أخزيته قال هذه
خاصة لمن لا يخرج منها
عبد الرزاق قال أنا الثوري عن الأعمش عن خيثمة عن الأسود عن
عبد الله قال ما من نفس برة ولا فاجرة إلا والموت خير لها ثم قرأ عبد
الله وما عند الله خير للأبرار وقرأ هذه الآية ولا
يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم الآية
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري في قوله تعالى ولتسمعن
من الذين أوتوا الكتب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى
كثيرا قال هو كعب بن الأشرف وكان يحرض المشركين على النبي
صلى الله عليه وسلم وأصحابه في شعره ويهجو النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فانطلق إليه خمسة نفر
من الأنصار فيهم محمد بن مسلمة ورجل آخر يقال له أبو عبس فأتوه
وهو في مجلس قومه بالعوالي فلما رآهم ذعر منهم وأنكر شأنهم وقالوا
142

جئناك ولا لحاجة قال فليدن إلي بعضكم فليحدثني بحاجته فجاءه رجل
منهم فقال جئناك لنبيعك أدرعا عندنا لنستنفق بها قال والله لئن
فعلتم لقد جهدتم منذ نزل لكم هذا الرجل فواعدوه أن يأتوه عشاء حين
يهدأ عنهم الناس فأتوه فنادوه فقالت امرأته ما طرقك هؤلاء ساعتهم
هذه لشئ مما تحب قال إنهم قد حدثوني بحديثهم وشأنهم قال معمر عن
أيوب عن عكرمة إنه أشرف عليهم فكلمهم فقال ما ترهنوني أترهنوني
أبناءكم وأرادوا أن يبيعهم تمرا فقالوا إنا نستحي أن نعير أبناؤنا
فيقال هذا رهينة وسق وهذا رهينة وسقين فقال أترهنوني نساءكم
فقالوا أنت أجمل الناس ولا نأمنك وأي امرأة تمتنع منك لجمالك ولكنا
نرهنك سلاحنا فقد علمت حاجتنا إلى السلاح اليوم فقال نعم ائتوني
بسلاحكم واحتملوا ما شئتم قالوا فانزل إلينا نأخذ عليك وتأخذ علينا
فذهب ينزل فتعلقت به امرأته فقالت أرسل إلى أمثالهم من قومك فيكونوا
معك فقال لو وجدني هؤلاء نائما ما أيقظوني قالت فكلمهم من فوق
البيت فأبى عليها قال فنزل إليهم يفوح ريحه قالوا ما هذه الريح يا
أبا فلان قال هذا عطر أم فلان لامرأته فدنا إليه بعضهم ليشتم لم رأسه ثم
اعتنقه ثم قال اقتلوا عدو الله فطعنه أبو عبس في خاصرته وعلى محمد بن
مسلمة بالسيف فقتلوه ثم رجعوا فأصبحت اليهود مذعورين فجاؤوا النبي
صلى الله عليه وسلم فقالوا قتل سيدنا غيلة فذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم صنيعه وما كان يحرض
عليهم ويحرض في قتالهم ويؤذيهم به ثم دعاهم أن يكتب بينه وبينهم
143

صلحا قال وكان ذلك الكتاب مع علي بعد
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة قال إن أهل خيبر أتوا النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه فقالوا إنا على رأيكم وهيئتكم وإنا لكم ود فأكذبهم الله وقال
لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم
يفعلوا
عبد الرزاق قال أنا بن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت رجلا
من ولد أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم يقول قالت أم سلمة يا رسول الله لا
أسمع ذكر النساء في الهجرة بشئ فأنزل الله فاستجاب لهم
ربهم أني لا أضيع عمل عمل منكم من ذكر أو أنثى
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وإن من
أهل الكتب لمن يؤمن بالله قال نزلت في النجاشي وأصحابه ممن
آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم واسم النجاشي أصحمة قال الثوري اسم النجاشي
أصحمة قال ابن عيينة هو بالعربية عطية
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وصابروا
ورابطوا يقول صابروا المشركين ورابطوا في سبيل الله
144

سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرزاق قال نا معمر عن الحسن في قوله تعالى واتقوا الله
الذي تساءلون به والأرحام قال هو قول الرجل أنشدك الله
الرحم
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
اتقوا الله وصلوا الأرحام
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى إنه كان
حوبا كبيرا قال إثما
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قال قلت
لها قول الله تعالى وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى
فأنكحوا ما طاب لكم من النساء قالت يا ابن أختي اليتيمة
التي تكون في حجر وليها فيرغب في مالها وجمالها ويريد أن ينكحها بأدنى
من صداقها فنهوا عن أن ينكحوهن حتى يقسطوا لهن في إكمال الصداق
وأمروا أن ينكحوا ما سواهن من النساء
نا عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب عن سعيد بن جبير في قوله تعالى
وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى قال خاف الناس ألا
يقسطوا في اليتامى فنزلت فانكحوا ما طاب لكم يقول ما
145

أحل لكم مثنى وثلاث ورباع وخافوا في النساء مثل الذي خفتم في اليتامى
ألا تقسطوا فيهن
عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ذلك أدني ألا
تعولوا قال ألا تميلوا
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى ولا تؤتوا
السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما قال السفهاء
ابنك السفيه وامرأتك السفيهة وقوله قياما قال قيام عيشك وقد
ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الله في الضعيفين اليتيم والمرأة
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة والحسن في قوله تعالى
وابتلوا اليتامى قال يقول اختبروا اليتامى فإن
آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا
وبدارا يقول لا تسرف فيها ولا تبادر أن يكبر ومن كان
غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف
نا عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري عن القاسم بن محمد قال جاء
رجل إلى ابن العباس فقال إن في حجري أموال يتامى وهو يستأذنه أن
يصيب فيها قال ابن عباس ألست تبغي ضالتها قال بلى قال
ألست تهنئ جرباها قال بلى قال ألست تلوط حياضها قال
بلى قال ألست تفرط عليها يوم وردها قال بلى قال فأصب من
146

رسلها يعني من لبنها
عبد الرزاق قال أخبرني الثوري عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن القاسم
ابن محمد قال جاء أعرابي إلى ابن عباس فقال إن في حجري يتامى وإن لهم
إبلا ولي إبل وأنا أمنح في إبلي وأفقر يعني ظهرها فماذا يحل لي
من ألبانها قال إن كنت تبغي ضالتها وتهنأ جرباها وتلوط حياضها
وتسقي عليها فاشرب غير مضر بنسل ولا ناهك في الحلب
نا عبد الرزاق قال أنا الثوري عن مغيرة عن إبراهيم في هذه الآية
ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل
بالمعروف قال ما سد الجوع ووارى العورة ليس بلبس الكتان
ولا الحلل
نا عبد الرزاق قال أنا الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وعن حماد
عن سعيد بن جبير في قوله تعالى فليأكل بالمعروف قال هو
القرض قال الثوري وقاله الحكم أيضا ألا ترى أنه يقول فإذا
دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم يعني الوصي
نا عبد الرزاق قال سمعت هشاما يحدث عن محمد بن سيرين عن عبيدة
في قوله تعالى ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف قال هو
147

عليه قرض
نا عبد الرزاق قال أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة مثله
قال معمر سمعت هشاما يقول سألت الحسن عن قوله تعالى ومن كان
غنيا فليستعفف قال ليس بقرض
نا عبد الرزاق قال أنا ابن عيينة قال أخبرني عمرو بن دينار عن عطاء
وعكرمة قالا يضع يده
نا عبد الرزاق قال أنا الثوري عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر العبسي
قال جاء إلى عبد الله رجل من همدان على فرس أبلق فقال إن عمي
أوصى إلي بتركته وإن هذا من تركته أفأشتريه قال لا ولا تستقرض
من أموالهم شيئا
نا عبد الرزاق قال أنا ابن عيينة قال أخبرني عمرو بن دينار عن
الحسن العرني قال قا رجل للنبي صلى الله عليه وسلم إن في حجري يتيما أفأضربه
قال مما كنت منه ضاربا ولدك قال أفأصيب من ماله قال
بالمعروف غير متأثل مالا ولا واق مالك بماله
نا عبد الرزاق قال أنا معمر عن أيوب عن عمرو بن دينار عن الحسن
العرني مثله
148

نا عبد الرزاق أنا الثوري عن ابن أبي نجيح عن الزبير بن موسى عن
الحسن العرني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
نا عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة قال كانوا لا يورثون النساء
فنزلت وللنساء نصيب مما ترك الولدان والأقربون
نا عبد الرزاق قال أنا معمر عن الحسن والزهري في قوله تعالى
وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى ابن والمسكين
فارزقوهم منه قالا هي محكمة وذلك عند قسمة ميراث الميت
نا عبد الرزاق قال أنا معمر عن هشام بن عروة أن أباه أعطاه من
ميراث المصعب حين قسم ماله
نا عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة أن ابن المسيب قال نسخها
الميراث والوصية وقال الكلبي مثل ذلك
نا عبد الرزاق قال أنا الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله
تعالى وإذا حضر القسمة أولوا القربى قال هي واجبة على
أهل الميراث ما طابت به أنفسهم
نا عبد الرزاق قال أنا ابن جريج قال أخبرني ابن أبي مليكة أن أسماء
ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر والقاسم بن محمد أخبراه أن عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي بكر قسم ميراث أبيه عبد الرحمن وعائشة حية قال فلم
يدع في الدار مسكينا ولا ذا قرابة إلا أعطاه من ميراث أبيه قال وتلا
وإذا حضر القسمة أولوا القربى الآية قال القاسم فذكرت
149

ذلك لابن عباس ما أصاب ليس ذلك له إنما ذلك للوصية وإنما
هذه الآية في الوصية يريد الميت أن يوصي لهم
نا عبد الرزاق قال أنا الثوري عن حبيب عن ابن أبي ثابت عن سعيد بن
جبير في قوله تعالى وليخش الذين لو تركوا من خلفهم
ذرية ضعفا قال يحضرهم المساكين واليتامى فيقولون اتق الله
وصلهم وأعطهم ولو كانوا هم لأحبوا أن يبقوا لأولادهم قال حبيب وقال
مقسم الذين يقولون اتق الله وأمسك عليك مالك ولو كان ذا قربة
لأحب أن يوصي لهم
نا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وليخش
الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعفا قال إذا حضرت
وصية فأمره بما كنت آمرا به نفسك مما تتقرب به إلى الله تعالى وخف في
ذلك ما كنت خائفا على ضعفة لو تركتهم بعدك فاتق الله وقل قولا
سديدا سدده إن ذاع
عبد الرزاق قال أنا الثوري عن يعلى بن نعمان قال أخبرني من سمع ابن
عمر يقول التوبة مبسوطة للعبد ما لم يسق ثم قرأ ابن عمر وليست
التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت
قال إني تبت الآن قال ثم قال وهل حضور إلا السوق
150

نا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى فأمسكوهن
في البيوت حتى يتوفاهن الموت قال نسختها الحدود
نا عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله عز وجل
والذان يأتينها منكم فأذوهما قال نسختها الحدود
نا عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى للذين
يعملون السوء بجهلة قال اجتمع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فرأوا أن
كل شئ عصي به تعالى فهو جهالة عمدا كان وغير ذلك
نا عبد الرزاق قال نا الثوري عن صالح عن الشعبي في قوله تعالى
الفاحشة من نسائكم قال الزنا
نا عبد الرزاق قال الثوري وقال غيره الخروج من المعصية
نا عبد الرزاق قال أنا الثوري عن رجل عن الضحاك قال ثم
يتوبون من قريب قال كل شئ قبل الموت فهو قريب
نا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري في قوله تعالى لا يحل لكم
أن ترثوا النساء كرها قال نزلت في ناس من الأنصار كانوا إذا
مات الرجل منهم فأملك الناس بامرأته وليه فمسكها قوله حتى تموت فيرثها
فنزلت فيهم
نا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله ولا
تعضلوهن يقول لا ينبغي لك أن تحبس امرأتك ضرارا حتى تفتدي
منها
151

عبد الرزاق قال أنا معمر قال أخبرني سماك بن الفضل عن ابن
البيلماني قال نزلت هاتان الآيتان إحداهما في أمر الجاهلية والأخرى في
الاسلام
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إلا أن يأتين
بفاحشة مبينة قال هو النشوز
عبد الرزاق قال أنا معمر عن عطاء الخراساني أن الرجل كان إذا أصابت
امرأته فاحشة أخذ ما ساق إليها وأخرجها فنسخ ذلك الحدود
نا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وأخذن منكم
ميثاقا غليظا قال هو ما أخذ الله تعالى للنساء على الرجال
فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان قال وقد كان ذلك يؤخذ عند عقدة
النكاح
نا عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة عن عمران بن حصين في قوله
تعالى وأمهات له نسائكم قال هي مما حرم الأم قال وقال
مسروق بن الأجدع وسئل عنها فقال إنها مبهمة فدعها قال معمر وكان
الحسن والزهري يكرهانها
نا عبد الرزاق نا معمر عن أبي طاوس عن أبيه أنه كرهها أيضا
نا عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة أن ابن مسعود قال حرم الله
152

اثنتي عشرة امرأة وأنا أكرهتني ذلك عشرة الأمة وأمها وبنتها والأختين يجمع
بينهما والأمة إذا وطئها أبوك والأمة إذا وطئها ابنك والأمة إذا زنت
والأمة في عدة غيرك والأمة لها زوج.
قال النخعي وكان ابن مسعود يقول بيعها طلاقها واكره أمتك
مشركة وعمتك من الرضاعة وخالتك من الرضاعة
نا عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب في قوله تعالى
والمحصنات من النساء قال هن ذوات الأزواج حرم الله
تعالى نكاحهن إلا ما ملكت يمينك فبيعها طلاقها قال معمر وقال الحسن
مثل ذلك
نا عبد الرزاق قال أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة قال
أحل الله لك أربعا في أول السورة وحرم عليك كل نكاح محصنة بعد الأربع
إلا ما ملكت يمينك قال معمر وأخبرني ابن طاوس عن أبيه قال إلا
ما ملكت يمينك قال فزوجك مما ملكت يمينك يقول حرم الله
الزنا لا يحل لك أت تطأ امرأة إلا ما ملكت يمينك
نا عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة عن أبي الخليل أو غيره أو عن أبي
سعيد الخدري قال أصبنا سبايا من سبي يوم أوطاس لهن أزواج فكرهنا
أن نقع عليهن ولهن أزواج فسألنا النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت والمحصنات
153

من النساء إلا ما ملكت أيمانكم فاستحللناهن بملك اليمين
معمر عن قتادة عن شريح في قوله تعالى وربائبكم إلى قال لا
بأس بالربيبة ولا بالأم إذا لم يكن دخل بالمرأة
قال عبد الرزاق قال معمر ولا يحل للرجل ابنة ربيبته ولا بأس بامرأة
الرجل وربيبته
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى فما
استمتعتم منهن قال هو النكاح
عبد الرزاق قال أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه في قوله تعالى
وخلق الانسان ضعيفا قال في أمر النساء
قال ليس يكون الانسان في شئ أضعف منه في أمر النساء قال
يريد عند الوطء إنه أضعف ما يكون الرجل بعد أليس كذلك قال سلمة
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى إن تجتنبوا
كبائر ما تنهون عنه الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين
وقتل النفس وأكل الربا وقذف المحصنة وأكل مال اليتيم واليمين
الفاجرة والفرار من الزحف
154

عبد الرزاق قال أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال قيل لابن
عباس الكبائر سبع قال هي إلى السبعين أقرب
عبد الرزاق قال أنا معمر عن أبي إسحاق عن وبرة عن عامر أبي الطفيل
عن عبد الله بن مسعود قال أكبر الكبائر الإشراك بالله والأمن من مكر
الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله
عبد الرزاق قال أنا معمر عن ابن نجيح عن مجاهد أن عمر بن الخطاب
قال أنا فئة كل مسلم
نا عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة أن عبيد الثقفي استعمله عمر بن
الخطاب على جيش فقتل في أرض فارس هو وجيشه فقال عمر لو انحاز
إلي كنت لهم فئة
قال معمر بن قتادة إنهم كانوا يرون أن ذلك في يوم بدر ألا ترى أنه
يقول ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا
نا عبد الرزاق قال أنا معمر عن رجل عن ابن مسعود قال خمس آيات
في سورة النساء لهن أحب إلي من الدنيا جميعها إن تجتنبوا كبائر
ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وقوله تعالى وإن تك
حسنة يضعفها وقوله تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك
به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقوله تعالى ومن
155

يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا
رحيما وقوله تعالى والذين آمنوا بالله ورسله ولم
يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان
الله غفورا رحيما
عبد الرزاق قال أنا معمر عن شيخ من أهل مكة في قوله تعالى
ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض قال كانت
النساء يقلن ليتنا كنا رجالا فنجاهد كما يجاهد الرجال ونغزو في سبيل
الله فقال الله تعالى ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على
بعض
عبد الرزاق قال معمر وقال الكلبي لا تمنى زوجة أخيك ولا مال
أخيك وسل الله أنت من فضله
عبد الرزاق قال أنا عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال قالت أم
سلمة يا رسول الله أيغزو الرجال ولا نغزو وإنما لنا نصف الميراث
فنزلت ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على
بعض
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولكل جعلنا
مولى قال الموالي الأولياء الأب أو الأخ أو ابن الأخ أو غيره
من العصبة
156

عبد الرزاق قال أنا الثوري عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى
ولكل جعلنا مولى قال هم الأولياء والذين عقدت
أيمانكم قال كان هذا حلفا في الجاهلية فلما كان الاسلام أمروا أن
يؤتوهم نصيبهم من النصر والولاء والمشورة ولا ميراث
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى والذين
عقدت أيمانكم قال كان الرجل في الجاهلية يعاقد الرجل
فيقول دمي دمك وهدمي هدمك وترثني وأرثك وتطلب بي وأطلب
بك فلما جاء الاسلام بقي منهم ناس فأمروا أن يؤتوهم نصيبهم من
الميراث وهو السدس ثم نسخ ذلك بالميراث فقال وأولوا الأرحام
بعضهم أولى ببعض في كتب الله
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة قال صك رجل امرأته فأتت النبي
صلى الله عليه وسلم فأراد أن يقيدها منه فأنزل الله تعالى الرجال قوامون
على النساء قال معمر وسمعت الزهري يقول إن رجلا جرح
امرأته أو شجها لم يكن عليه في ذلك قود وكان عليه العقل إلا أن
يغدو عليه فيقتلها فيقتل بها
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى قنتت
قال مطيعات
157

عبد الرزاق قال أنا معمر عن الحسن وقتادة فعظوهن
واهجروهن قالا إذا خاف نشوزها وعظها فإن أقبلت وإلا هجر
مضجعها فإن أقبلت وإلا ضربها ضربا غير مبرح ثم قال فإن
أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا قال عبد الرزاق قال معمر
قال الكلبي ليس الهجر في المضاجع أن يقول لها هجرا والهجر أن يأمرها
أن تفئ ويرجع إلى مضجعها
عبد الرزاق قال أخبرني ابن جريج قال قلت لعطاء فاضربوهن قال
ضربا غير مبرح قال ابن جريج إلى قوله فلا تبغوا عليهن سبيلا
قال العلل
عبد الرزاق قال أخبرنا الثوري عن رجل عن أبي صالح عن ابن عباس
في قوله تعالى واهجروهن في المضاجع قال يهجرها بلسانه
ويغلظ لها بالقول ولا يدع جماعها
عبد الرزاق قال أنا الثوري عن خصيف عن عكرمة قال إنما الهجران
بالمنطق أن يغلط لها وليس بالجماع
وقال الثوري في قوله تعالى فإن أطعنكم قال أتت الفراش
وهي تبغضه
عبد الرزاق قال أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة في قوله
تعالى حكما من أهله وحكما من أهلها قال شهدت عليا
158

وجاءته امرأة وزوجها مع كل واحد منهم فئام من الناس وأخرج هؤلاء
حكما وهؤلاء حكما فقال علي الحكمين أتدريان ما عليكما إن عليكما إن
رأيتما أن تفرقا ففرقا وإن رأيتما أن تجمعا جمعتما فقال الزوج أما الفرقة
فلا قال علي كذبت لا والله لا تبرح حتى ترضى بكتاب الله لك
وعليك قالت المرأة رضيت بكتاب الله لي وعلي
قال أنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال
إن شاء الحكمان فرقا وإن شاءا أن يجمعا جمعا
عبد الرزاق قال معمر وقال الحسن يقول يحكمان في الاجتماع ولا
يحكمان في الفرقة
عبد الرزاق قال أخبرني معمر عن ابن طاوس عن عكرمة بن خالد عن
ابن عباس قال بعثت أنا ومعاوية بن أبي سفيان حكمين قال معمر بلغني
أن عثمان بعثهما فقيل لهما إن رأيتما أن تجمعا جمعتما وإن رأيتما أن تفرقا
فرقتما
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة وعن ابن أبي نجيح عن مجاهد في
قوله تعالى والجار ذي القربى قالا هو جارك وهو ذو
قرابتك والجار الجنب جارك من قوم آخرين والصاحب
بالجنب صاحبك في السفر وابن السبيل الذي يمر عليك
وهو مسافر
عبد الرزاق قال نا الثوري عن أبي هاشم عن مجاهد قال إن
159

يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما يقول يوفق الله بين الحكمين
عبد الرزاق قال أنا الثوري عن أبي بكير عن سعيد بن جبير في قوله
تعالى والصاحب بالجنب قال الرفيق في السفر
قال الثوري وقال أبو الهيثم عن إبراهيم هي المرأة
نا عبد الرزاق أنا معمر قال تلا قتادة إن الله لا يظلم
مثقال ذرة وإن تك حسنة يضعفها قال لأن تفضل حسناتي
سيئاتي بمثقال ذرة أحب إلي من الدنيا وما فيها
عبد الرزاق قال أنا معمر عن أبان بن أبي عياش عن أبي العالية قال
جئت إلى أبي هريرة فقلت بلغني أنك قلت إن الحسنة تضاعف ألف ألف
ضعف قال أبو هريرة لم أقل ذلك لم تحفظوا ولكن قلت تضاعف
الحسنة ألفي ألف ضعف
عبد الرزاق قال أنا معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي
سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار من كان في قلبه مثقال
ذرة من الإيمان قال أبو سعيد فمن شاء فليقرأ إن الله لا يظلم
مثقال ذرة
عبد الرزاق قال أنا معمر قال أخبرني رجل عن المنهال بن عمرو عن
سعيد بن جبير قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال أرأيت أشياء تختلف
علي من القرآن قال ما هو أشك في القرآن قال ليس بشك ولكن
160

اختلاف قال فهات ما اختلف عليك من ذلك قال أسمع الله حيث
يقول ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا
مشركين وقال ولا يكتمون الله حديثا فقد كتموا قال
وماذا قال اسمعه يقول فلا أنساب بينهم يومئذ ولا
يتساءلون وقال وأقبل بعضهم على بعض
يتساءلون وقال أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض
في يومين حتى بلغ طائعين وقال في الآية الأخرى
السماء بنها رفع سمكها فسوها كان ثم قال والأرض
بعد ذلك دحاها قال اسمعه يقول كان الله ما شأنه
يقول وكان الله فقال ابن عباس أما قوله ثم لم تكن فتنتهم
إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين فإنهم لما رأوا يوم القيامة
أن الله يغفر لأهل الاسلام ويغفر الذنوب ولا يغفر شركا ولا يتعاظمه
ذنب أن يغفره جحد المشركون فقالوا والله ربنا ما كنا مشركين رجاء
أن يغفر لهم فختم على أفواههم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون
فعند ذلك يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا
يكتمون الله حديثا وأما قوله فلا أنساب بينهم يومئذ ولا
يتساءلون فإنه إذا نفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في
الأرض إلا من شاء الله فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون ثم
161

نفخ فيه أخرى فإذا هي قيام ينظرون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون
وأما قوله قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في
يومين فإن الأرض خلقت قبل السماء وكانت السماء دخانا فسواهن سبع
سماوات في يومين بعد خلق الأرض وأما قوله والأرض بعد ذلك
دحاها فيقول جعل فيها جبلا جعل فيها نهرا جعل فيها شجرا جعل
فيها بحورا
عبد الرزاق قال أخبرني معمر قال أخبرني ابن أبي نجيح عن مجاهد
قال فخلق الله الأرض قبل السماء فثار من الأرض دخان ثم خلقت السماء
بعد
وأما قوله والأرض بعد ذلك دحاها فيقول مع ذلك دحاها ومع
وبعد سواء في كلام العرب قال ابن عباس وأما قوله كان
الله فإن الله كان ولم يزل كذلك وهو كذلك عزيز حكيم عليم قدير لم
يزل كذلك فما اختلف عليك من القرآن وهو شبه ما ذكرت لك وإن
الله لم ينزل شيئا إلا قد أصاب به الذي أراد ولكن الناس لا يعلمون
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة قال جاء رجل إلى عكرمة فقال
أرأيت قول الله تعالى هذا يوم لا ينطقون وقوله ثم
إنكم يوم القيمة عند ربكم تختصمون قال أنها مواقف فأما
موقف منها فتكلموا واختصموا ثم ختم الله على أفواههم فتكلمت أيديهم
وأرجلهم فحينئذ لا ينطقون
162

عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى لا تقربوا
الصلاة وأنتم سكرى قال كانوا يجتنبون السكر عند حضور
الصلوات ثم نسخت في تحريم الخمر
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة وابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله
تعالى ولا جنبا إلا عابري سبيل قالا هو الرجل يكون في
السفر فتصيبه الجنابة فيتيمم ويصلي
عبد الرزاق قال أنا معمر قال أخبرني عبد الكريم الجزيري عن أبي
عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال هو المار في المسجد
عبد الرزاق أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى واسمع غير
مسمع كما تقول اسمع غير مسموع منك
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة قال كانت اليهود تقول للنبي
صلى الله عليه وسلم راعنا سمعك يستهزئون بذلك وكانت في اليهود قبيحة قال الله
تعالى ورعنا ليا بألسنتهم واللي تحريكهم ألسنتهم بذلك
وطعنا في الدين
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى فنردها على
أدبارها قال نحول وجوههم قيل ظهورهم أو نلعنهم كما لعنا
أصحب السبت قال قال يقول أو نجعلهم قردة
عبد الرزاق قال معمر وقال الحسن نطمس وجوها
163

يقول نطمسها عن الحق بردها على أدبارها على ضلالتها أو نلعنهم كما
لعنا أصحب السبت قال يقول أو نجعلهم قردة
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى فلا يؤمنون
إلا قليلا لا يؤمن منهم إلا قليل قال معمر وقال الكلبي لا
يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم
معمر عن الحسن في قوله تعالى ألم تر إلى الذين يزكون
أنفسهم قال هم اليهود والنصارى قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه
وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا يظلمون
فتيلا قال الفتيل الذي في شق النواة
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى بالجبت
والطاغوت قال الجبت الشيطان والطاغوت الكاهن قال معمر
وقال الكلبي هما كاهنان جميعا كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب
معمر عن أيوب عن عكرمة أن كعب بن الأشرف انطلق إلى المشركين من
كفار قريش فاستجاشهم على البني صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن يغزوه وقال أنا
معكم نقاتله فقالوا إنكم أهل كتاب وهو صاحب كتاب ولا نأمن أن
يكون هذا مكرا منكم فإن أردت أن نخرج معك فاسجد لهذين الصنمين
164

وآمن بهما ففعل ثم قالوا أنحن أهدى أم محمد نحن ننحر الكوم
ونسقي اللبن على الماء ونصل الرحم ونقري الضيف ونطوف بهذا
البيت ومحمد قطع رحمه وخرج من بلده قال بل أنتم خير وأهدى
فنزلت فيه ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتب
يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء
أهدى من الذين آمنوا سبيلا
عبد الرزاق قال نا معمر عن أيوب وعكرمة يقول الجبت والطاغوت
صنمان
عبد الرزاق قال نا معمر عن قتادة في قوله تعالى فإن كان
من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة قال
هو المسلم يكون في المشركين فيقتله المؤمن ولا يدري ففيه عتق رقبة
وليست له دية
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا يظلمون
نقيرا قال النقير الذي في وسط النواة من ظهرها
عبد الرزاق قال أخبرني الثوري عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون
الأودي قال رأى موسى رجلا متعلقا بالعرش فغبطه بمكانه فسأل عنه
فقال أخبرك بعلمه كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ولا
165

يمشي بالنميمة ولا يعق والدية قال يا رب ومن يعق والديه قال
الذي يستسب لهما فيسبان أو ولا يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى وأولي
الأمر منكم قال هم العلماء
قال أنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصا الله
ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصا أميري فقد عصاني
عبد الرزاق قال أخبرنا الثوري عن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى
وأولي الأمر منكم قال هم أهل الفقه والعلم
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الحسن وقتادة قالا في قوله تعالى
أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها إن رجلا خرج من
قرية ظالمة إلى قرية صالحة فأدركه الموت في الطريق فناء بصدره إلى
القرية الصالحة قالا فما تلاقاه إلا بذلك فأصبحت فيه ملائكة الرحمة
وملائكة العذاب فأمروا أن يقدروا بين أقرب القريتين إليه فوجدوه أقرب
إلى القرية الصالحة بشبر وقال بعضهم قرب الله إليه الصالحة فتوفاه
ملائكة الرحمة
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الكلبي وقتادة في قوله تعالى ولولا
فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا قالا
يقول لاتبعتم الشيطان كلكم وأما قوله إلا قليلا فهو كقوله لعلمه
166

الذي يستنبطونه منهم إلا قليلا
عبد الرزاق قال أخبرني الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى
فردوه إلى الله والرسول قال إلى الله إلى كتابه وإلى
رسوله إلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
عبد الرزاق قال أنا معمر عن ابن الكلبي أن ناسا من أهل مكة كتبوا إلى
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد أسلموا وكان منهم كذبا فلقوهم فاختلف فيهم
المسلمون فقالت طائفة دماؤهم حلال وقالت طائفة دماؤهم حرام
فأنزل الله تعالى فما لكم في المنفقين فئتين والله أركسهم
بما كسبوا قال معمر قال قتادة أهلكهم بما كسبوا
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة فإن اعتزلوكم قال
نسخها فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري في قوله تعالى وإن كان
من قوم بينكم وبينهم ميثاق قال هو المعاهد
عبد الرزاق قال أنا الثوري عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس في قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا قال ليس
لقاتل مؤمن توبة إلا أن يستغفر الله
عبد الرزاق قال أنا الثوري عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم قال
167

بينهما ثماني سنين التي في النساء بعد التي في الفرقان
عبد الرزاق قال أنا ابن عيينة عن أبي الزناد قال سمعت رجلا يحدث
خارجة بن زيد قال سمعت أباك في هذا المكان بمنى يقول نزلت
الشديدة بعد الهينة قال أراه قال بستة أشهر يعني ومن يقتل
مؤمنا متعمدا بعد إن الله لا يغفر أن يشرك به
عبد الرزاق قال أخبرني الثوري عن الأعمش عن إبراهيم قال كل شئ
في القرآن تحرير رقبة مؤمنة قال الذي قد صلى وما لم تكن مؤمنة
فتجزيه ما لم يصل
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى فإن كان
من قوم عدو لكم وهو مؤمن قال الرجل المؤمن يكون في العدو من
المشركين فيقتله المسلم ولا يعلم فإنه يعتق رقبة وليس عليه دية
قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا تقولوا لمن ألقى
إليكم السلم لست مؤمنا قال بلغني أن رجلا من المسلمين أغار
168

على رجل من المشركين فحمل عليه فقال له المشرك إني مسلم لا إله إلا
الله فقتله بعد أن قالها فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال للذي قتله وقد
قال لا إله إلا الله قال هو يعتذر يا نبي الله إنما قالها متعوذا وليس
كذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فهلا شققت عن قلبه ثم مات قاتل الرجل
فقبر فلفظته الأرض فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم أن يعيدوه ثم لفظته
فأمرهم أن يعيدوه ثم لفظته الأرض فعل ذلك ثلاث مرات فقال النبي
صلى الله عليه وسلم إن الأرض قد أبت أن تقبله فألقوه في غار من الغيران قال
معمر وقال بعضهم إن الأرض لتقبل من هو شر منه ولكن الله جعله لكم
عبرة
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري عن قبيصة بن ذويب عن زيد بن
ثابت قال كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اكتب لا يستوي
القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله فجاء عبد الله
ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله إني أحب الجهاد في سبيل الله ولكن
بي من الزمانة ما قد ترى وذهب بصري قال زيد فثقلت فخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي حتى خشيت أن ترضها ثم قال اكتب
لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون
في سبيل الله
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة والحسن في قوله تعالى ومن
169

يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مرغما كثيرة وسعة
قالا متحولا
عبد الرزاق قال أنا ابن عيينة عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس قال
لحق ناس من المسلمين رجلا في غنيمة فقال السلام عليكم فقتلوه وأخذوا
غنيمته فنزلت فيه يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل
الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست
مؤمنا قال كان ابن عباس يقرؤها السلام تبتغون
عرض الحياة الدنيا غنيمة
عبد الرزاق قال أنا ابن جريج قال أنا عبد الله بن كثير عن سعيد بن
جبير في قوله تعالى كذلك كنتم من قبل تستخفون بإيمانكم كما
استخفى هذا الراعي بإيمانه
قال ابن جريج وأخبرني عبد الكريم أن مقسما مولى عبد الله بن الحارث
أخبره أن ابن عباس أخبره قال لا يستوى القاعدون من المؤمنين عن بدر
والخارجون إليها
عبد الرزاق قال أنا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة في قوله تعالى
لا يستطيعون حيلة قال مخرجا ولا يهتدون
سبيلا قال طريقا إلى المدينة
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة قال لما نزلت إن الذين
170

توفهم الملائكة ظالمي أنفسهم قال رجل من المسلمين وهو
مريض يومئذ والله ما لي من عذر إني لدليل بالطريق وإني لموسر
فاحملوني فحملوه فأدركه الموت في الطريق فنزل فيه ومن يخرج
من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله
عبد الرزاق قال أنا ابن عيينة عن عمرو قال سمعت عكرمة يقول
كان الناس من أهل مكة قد شهدوا أن لا إله إلا الله قال فلما خرج
المشركون إلى بدر أخرجوهم معهم فقتلوا فنزلت فيهم إن الذين
توفهم الملائكة ظالمي أنفسهم إلى فأولئك عسى الله أن
يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا قال فكتب بها المسلمون
الذين بالمدينة إلى المسلمين الذين بمكة قال فخرج ناس من المسلمين حتى
إذا كانوا ببعض الطريق طلبهم المشركون فأدركوهم فمنهم من أعطى الفتنة
فأنزل الله تعالى ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي
في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله فكتب بها المسلمون الذين
بالمدينة إلى المسلمين الذين بمكة فقال رجل من بني ضمرة وكان مريضا
أخرجوني إلى الروح فأخرجوه حتى إذا كان بالحصحاص مات فأنزل الله
فيه ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله الآية
وأنزل في أولئك الذين كانوا أعطوا الفتنة ثم إن ربك للذين
هاجروا من بعد ما فتنوا إلى رحيم
171

عبد الرزاق قال ابن عيينة وأخبرني محمد بن إسحاق في قوله
تعالى إن الذين توفهم الملائكة) قال هم خمسة فتية من
قريش علي بن أمية وأبو قيس بن الفاكه وزمعة بن الأسود وأبو
العاص بن منبه قال ونسيت الخامس
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عبد الله بن أبي يزيد قال سمعت ابن
عباس يقول كنت أنا وأمي من المستضعفين من النساء والولدان
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى إن الصلاة
كانت على المؤمنين كتبا موقوتا قال قال ابن مسعود إن
للصلاة وقتا كوقت الحج
معمر عن قتادة في قوله تعالى فإذا اطمأننتم يقول فإذا
اطمأننتم في أمصاركم فأتموا الصلاة قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى
ولا يجدل عن الذين يختانون أنفسهم قال أختان رجل
عن عم له درعا ففقدت فقذف بها يهوديا كان يغشاهم فجادل عن
الرجل قومه فكأن النبي صلى الله عليه وسلم عذره ثم لحق بأرض الشرك فنزله فيه
ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى
172

عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى فليبتكن
آذان الأنعم قال التبتيك في البحيرة والسائبة كانوا يبتكون
آذانها لطواغيتهم
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى فليغيرن
خلق الله قال دين الله
عبد الرزاق قال أنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال إن من
تغيير خلق الله الخصاء
عبد الرزاق قال أنا جعفر بن سليمان قال أخبرني شبيل أنه سمع شهر
ابن حوشب قرأ هذه الآية فليغيرن خلق الله ثم قال الخصاء
منه قال فأمرت أبا التياح فسأل الحسن عن الخصاء خصاء الغنم فقال
لا بأس به
عبد الرزاق قال أخبرني عمي وهب بن نافع عن القاسم بن أبي برة قال
أمرني مجاهد أن أسأل عكرمة في قوله تعالى فليغيرن خلق الله
قال هو الخصاء فأخبرت مجاهدا فقال أخطأ فليغيرن خلق
الله قال دين الله
قال عبد الرزاق وأخبرني المثنى بن الصباح عن القاسم مثله
الثوري عن قيس بن مسلم عن إبراهيم في قوله تعالى فليغيرن
خلق الله قال دين الله
173

عبد الرزاق قال أنا معمر عن جابر الجعفي قال معمر وأخبرني أيضا
رجل أصدقه عن إسماعيل بن أبي خالد عن رجل من فقهاء أهل الكوفة عن
أبي بكر الصديق أنه قال يا نبي الله كيف الصلاح مع هذه الآية
من يعمل سوءا يجز به فقال يا أبا بكر ألست تحزن ألست
تمرض ألست تنصب ألست تصيبك اللأواء قال بلى قال فذلك فما
تجزون به
عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن عبد الملك بن عبيد في قوله تعالى
واتخذ الله إبراهيم خليلا قال ذكر عن خالد بن ربيع عن
ابن مسعود أنه قال إن الله اتخذ صاحبكم خليلا
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ويستفتونك في
النساء قل الله يفتيكم فيهن قال كانت اليتيمة تكون في حجر
الرجل فيها دمامة فيرغب عنها أن ينكحها ولا ينكحها رغبة في
مالها قال معمر وقال الكلبي كانوا في الجاهلية لا يورثون النساء ولا
الولدان الأطفال فأنزل الله تعالى ويستفتونك في النساء قل
الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتب في يتامى النساء التي
174

لا تؤتونهن ما كتب لهن قال الميراث
عبد الرزاق قال أنا الثوري عن الأعمش عن يشيع الكندي في قوله
تعالى ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا
قال جاء رجل إلى علي بن أبي طالب فقال كيف تقرأ هذه الآية
ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا وهم
يقتلون قال علي ادنه فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله
للكافرين يوم القيامة على المؤمنين سبيلا
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب وعن سليمان بن
يسار أن رافع بن خديج قال في قوله تعالى وإن امرأة خافت من
بعلها نشوزا قال كانت تحته امرأته قد خلا من سنها فتزوج عليها
شابة فآثر الشابة عليها فأبت امرأته الأولى أن تقر على ذلك فطلقها
تطليقة حتى إذا بقي من أجلها يسير قال إن شئت راجعتك وصبرت
على الأثرة وإن شئت تركتك حتى يخلو أجلك قالت بل راجعني وأصبر
على الأثرة فراجعها وآثر عليها الشابة فلم تصبر على الأثرة فطلقها وآثر
عليها الشابة حتى إذا بقي من اجلها يسير قال لها مثل قوله الأول
فقالت راجعني وأصبر قال فذلك الصلح الذي بلغنا أن الله تعالى أنزل
فيه وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما
أن يصلحا بينهما صلحا
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة مثل حديث
الزهري وزاد فإن أضر بها الثالثة فإن عليه أن يوفيها حقها أو يطلقها
175

عبد الرزاق قال أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة في قوله
تعالى ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم
قال في المودة كأنه يعني الحب
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى فتذروها
كالمعلقة قال كالمسجونة كالمحبوسة
معمر عن قتادة والكلبي في قوله تعالى وإن تلوا أو
تعرضوا قال تدخل في شهادتك ما يبطلها أو تعرض عنها فلا
تشهد بها
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى إن الذين
آمنوا ثم كفروا قال هؤلاء اليهود آمنوا بالتوراة ثم كفروا بها ثم
ذكر النصارى فقال ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا يقول آمنوا
بالإنجيل ثم كفروا به ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم
عبد الرزاق قال سمعت المثنى بن الصباح يحدث عن مجاهد في قوله
تعالى لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الآية قال
ضاف رجل رجلا فلم يؤد إليه حق ضيافته فلما خرج أخبر الناس
فقال ضفت فلانا فلم يؤد إلي حق ضيافتي فذلك جهر بالسوء إلا من
ظلم حين لم يؤد الآخر حق ضيافته
176

عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وما
قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم قال ألقى شبهه على رجل
من الحواريين فقتل وكان عيسى عرض ذلك عليهم فقال أيكم ألقي عليه
شبهي وله الجنة فقال رجل منهم علي
عبد الرزاق معمر عن الكلبي وقتادة في قوله تعالى وإن من أهل
الكتب إلا ليؤمنن به قبل موته قال قبل موت عيسى إذا
نزل آمنت به الأديان كلها
عبد الرزاق قال أنا إسرائيل بن يونس عن فرات القزاز عن الحسن في
قوله تعالى وإن من أهل الكتب إلا ليؤمنن به قبل موته
قال لا يموت منهم أحد حتى يؤمن بعيسى قبل أن يموت
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وكلمته
ألقها إلى مريم قال هو قوله كن فكان
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري وقتادة في قوله تعالى قل
الله يفتيكم في الكلالة قالا من ليس له ولد ولا والد
عبد الرزاق قال أنا معمر عن أبي إسحاق الهمداني عن عمرو بن شرحبيل
في قوله تعالى يفتيكم في الكلالة قال ما رأيتهم إلا قد
تواطئوا أن الكلالة من لا ولد له ولا والد
عبد الرزاق قال أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال نزلت
قل الله يفتيكم في الكلالة والنبي صلى الله عليه وسلم في مسير له وإلى جنبه
حذيفة بن اليمان فبلغها النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة وبلغها حذيفة عمر وهو يسير
177

خلف حذيفة فلما استخلف عمر سأل حذيفة عنها ورجا أن يكون عنده
تفسيرها فقال له حذيفة والله إن ظننت أن إمارتك تحملني على أن
أحدثك منها ما لم أكن أحدثك قال عمر لم أرد هذا رحمك الله
عبد الرزاق قال أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال كان عمر بن
الخطاب إذا قرأ يبين الله لكم أن تضلوا قال من بينت له
في الكلالة فلم تبين لي
عبد الرزاق قال أخبرني يحيى بن يعلى عن الكلبي عن شهر بن
حوشب قال عرضنا الحجاج أعطياتنا بطابة وعلي ثياب لي رثة وتحتي
فرس لي رثة فقال لي يا شهر ما لي أرى ثيابك رثة وفرسك رثة قال
فقلت أما فرسي فقد ابتعتها ولم آل وأما ثيابي فبحسب المرء ما وارى
عورته قال لا ولكني أراك تكره لباس الخز قال قلت ما أكره
قال فأمر لي بقطعة من خز وكساء خز وعمامة من خز ثم قال يا شهر
آية من كتاب الله ما قرأتها إلا اعترض في نفسي منها شئ قول الله تعالى
وإن من أهل الكتب إلا ليؤمنن به قبل موته وأنا أوتى
بالأسارى فأضرب أعناقهم فلا أسمعهم يقولون شيئا قال قلت إنها رفعت
إليك على غير وجهها إن النصراني إذا خرجت نفسه أو قال روحه ضربته
الملائكة من قبله ودبره فقالوا أي خبيث إن المسيح ابن مريم الذي زعمت
أنه الله وأنه ابن الله وأنه ثالث ثلاثة عبد الله وروحه وكلمته فيؤمن به
178

حين لا ينفعه إيمانه وإن اليهودي إذا خرجت نفسه ضربته الملائكة من
قبله ودبره وقالوا أي خبيث إن المسيح الذي زعمت أنك قتلته عبد الله
وروحه وكلمته فيؤمن به حين لا ينفعه إيمانه فإذا كان عند نزول عيسى
آمنت به أحياؤهم كما آمنت به موتاهم فقال من أين أخذتها قال
قلت من محمد بن علي قال لقد أخذتها من معدنها قال شهر وأيم الله
ما حدثتنيه إلا أم سلمة ولكني أحببت أن أغيظه
عبد الرزاق قال أنا معمر في قوله تعالى وإن تصبهم
حسنة يقول نعمة يقولون هذه من عند الله وإن تصبهم
سيئة يقول مصيبة يقولون هذه من عندك قال يقول كل من عند
الله النعم والمصائب
عبد الرزاق قال أنا معمر في قوله تعالى ما أصابك من
حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك قال كان
الحسن يقول ما أصابك من نعمة فمن الله وما أصابك من سيئة يقول
من مصيبة فمن نفسك يقول بذنبك ثم قال قل كل من عند الله
النعم والمصائب
179

سورة المائدة وهي مدنية
بسم الله الرحمن الرحيم
نا عبد الرزاق قال عن قتادة في قوله تعالى أوفوا
بالعقود قال بالعهود وهي عقود الجاهلية الحلف
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى أحلت لكم
بهيمة الأنعم قال الأنعام كلها إلا ما يتلى عليكم
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة إلا الميتة وما لم يذكر اسم الله
عليه
عبد الرزاق عن الثوري عن بيان عن الشعبي قال لم ينسخ من سورة
المائدة غير هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر
الله
عبد الرزاق أنا عمر بن حبيب عن ابن أبي نجيح عن عكرمة أن عمر
ابن الخطاب قال نزلت يوم عرفة سورة المائدة ووافق يوم الجمعة
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ليث عن شهر بن حوشب قال نزلت
سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة على راحلته فتنوخت
181

لأن لا تدق ذراعها
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى لا تحلوا
شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدى ولا القلائد ولا آمين
البيت الحرام قال منسوخ كان الرجل في الجاهلية إذا خرج من بيته
يريد الحج تقلد من السمر فلم يعرض له أحد وإذا تقلد قلادة شعر
لم يعرض له أحد وكان المشرك يومئذ لا يصد عن البيت فأمروا ألا يقاتلوا
في الشهر الحرام ولا عند البيت فنسخها قوله تعالى فاقتلوا
المشركين حيث وجدتموهم التوبة
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وما ذبح
على النصب قال يعني أنصاب أهل الجاهلية
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى يبتغون
فضلا من ربهم ورضوانا عليه قال هي للمشركين يلتمسون فضل الله
ورضوانه بما يصلح لهم في دنياهم
182

عبد الرزاق معمر عن قتادة قال المنخنقة التي تموت في خناقها
والموقوذة التي توقذ فتموت والمتردية التي تردى فتموت والنطيحة التي
تنطح فتموت وقال وما أكل السبع إلا ما ذكيتم من هذا
كله فإذا وجدها تطرف عينها أو تحرك أذنها من هذا كله منخنقة أو
موقوذة أو متردية أو نطيحة أو ما أكل السبع فهي لك حلال
عبد الرزاق قال أنا معمر قال سمعت رجلا من أهل المدينة يزعم أن
رجلا سأل أبا هريرة عنها فقال إذا طرفت بعينيها أو تحرك
أذناها فلا بأس بها
قال وسئل زيد بن ثابت فقال إن الميتة تتحرك
معمر عن قتادة في قوله تعالى وأن تستقسموا بالأزلام
قال كان الرجل إذا أراد الخروج في سفر كتب في قدح هذا يأمر
بالمكوث وكتب في آخر هذا يأمر بالخروج وجعل معهما منيحا لم
يكتب فيه شيئا ثم استقسم بها حين يريد أن يخرج فإن خرج الذي يأمر
بالخروج خرج وقال لا يصيبني في سفري هذا إلا خير وإن خرج الذي
يأمر بالمكوث مكث وإن خرج الاخر أجالها ثانية حتى يخرج أحد
القدحين
183

عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى اليوم أكملت
لكم دينكم قال أخلص الله لهم دينهم ونفى الله المشركين عن
البيت وبلغنا أنها نزلت يوم عرفة ووافق يوم الجمعة
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى في مخمصة
غير متجانف لإثم قال مخمصة مجاعة غير متجانف لإثم غير
متعرض لإثم
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى وما علمتم
من الجوارح مكلبين قال أخبرني ليث أنه سمع مجاهدا وسئل عن
الصقر والبازي والفهد وما يصطاد به من السباع فقال هذه كلها جوارح
عبد الرزاق عن معمر عن عاصم بن سليمان عن الشعبي عن عدي بن
حاتم قال قلت يا رسول الله إن أرضي أرض صيد قال إذا أرسلت
كلبك وسميت فكل ما أمسك عليك كلبك وإن قتل فإن أكل منه فلا
تأكل فإنه إنما أمسك على نفسه فإذا أرسلت كلبك فخالطته أكلب لم تسم
عليها فلا تأكل فإنك لا تدري أيها قتلته
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال سألت عبيدة عن
قوله تعالى أو لمستم النساء قال اللمس باليد قال معمر
184

وقال قتادة قال ابن عباس هو الجماع ما ولكن الله يعف ويكني
معمر عن الزهري عن أبي سليمة عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل
منزلا وتفرق الناس في العضاة يستظلون تحتها فعلق النبي صلى الله عليه وسلم سلاحه
بشجرة فجاء أعرابي إلى سيفه فأخذه فسله ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم
فقال من يمنعك مني قال الله قال الأعرابي مرتين أو ثلاثا من
يمنعك مني والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الله فشام الأعرابي السيف ودعا
النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فأخبرهم خبر الأعرابي وهو جالس إلى جنبه لم يعاقبه
قال معمر وكان قتادة يذكر نحو هذا ويذكر أن قوما من العرب أرادوا أن
يفتكوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فأرسلوا هذا الأعرابي ويتأول واذكروا نعمت
الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم الآية
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى فأغرينا بينهم
العداوة والبغضاء قال هم اليهود والنصاري أغرى الله بينهم
العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى وعزرتموهم
قال نصرتموهم
عبد الرزاق عن معمر في قوله تعالى فاعف عنهم واصفح
قال نسخها قوله تعالى قتلوا الذين لا لا يؤمنون بالله ولا باليوم
185

الأخر ولا يحرمون ما حرم الله التوبة 29
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال رجلان من الذين
يخافون أنعم الله عليهما قال في بعض الحروف يخافون
الله الله أنعم عليهما
عبد الرزاق عن الثوري عن مغيرة عن إبراهيم في قوله تعالى
وطعام الذين أوتوا الكتب حل لكم قال ذبائحهم
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا تزال
تطلع على خائنة منهم يقول على خيانة وكذب وفجور
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى على فترة
من الرسل قال كان بين عيسى ومحمد خمس مائة سنة وستون سنة
قال معمر وقال الكلبي خمس مائة سنة وأربعون سنة
عبد الرزاق معمر عن قتادة عن الحسن في قوله تعالى وجعلكم
ملوكا قال ملكهم الخدم قال معمر وقال قتادة وكانوا أول من ملك
الخدم
عبد الرزاق قال عن معمر عن قتادة في قوله تعالى والأرض
المقدسة قال هي الشام
186

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى الذين قالوا إنا
نصارى قال تسموا بقرية يقال لها ناصرة وكان عيسى بن مريم
ينزلها
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى واتل عليهم نبأ
ابني ادم قال هما هابيل وقابيل قال كان أحدهما صاحب زرع
والآخر صاحب ماشية فجاء أحدهما بخير ماله وجاء أحدهما بشر ماله فجاءت
النار فأكلت قربان أحدهما وهو قابيل وتركت قربان الآخر فحسده
وقال لأقتلنك وأما قوله إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك
فيقول بإثم قتلي وإثمك وأما قوله فبعث الله غرابا فإنه قتل
غراب غرابا فجعل يحثو عليه فقال ابن آدم الذي قتل أخاه حين رآه
يا ويلتي أن أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب الآية
عبد الرزاق قال معمر وقال الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ابني آدم
ضربا لهذه الأمة مثلا فخذوا بالخير منهما
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن نجيح عن مجاهد الربانيون قال
هم فوق الأحبار هم الفقهاء العلماء
عبد الرزاق قال أخبرني الثوري عن منصور عن الحكم أو غيره عن ابن
عباس في قوله تعالي وجعلكم ملوكا قال الزوجة والخادم
والبيت
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى قالوا يا موسى
187

إن فيها قوما جبارين قال هم أطول منا أجساما وأشد
قوة
عبد الرزاق قال أنا معمر قال تلا قتادة من قتل نفسا
بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن
أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا فقال عظم والله أجرها وعظم
والله وزرها
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة والكلبي وعطاء الخراساني في قوله
تعالى إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في
الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا قالوا هذا اللص الذي
يقطع الطريق فهو محارب قالوا فإن قتل وأخذ مالا صلب وإن قتل
ولم يأخذ مالا قتل وإن أخذ مالا ولم يقتل قطعت يده ورجله وإن أخذ
قبل أن يفعل شيئا من ذلك نفي وأما قوله تعالى إلا الذين تابوا
من قبل أن تقدروا عليهم فهذه لأهل الشرك خاصة فمن أصاب
من المشركين شيئا من المسلمين وهو لهم حرب فأخذ مالا وأصاب دماء
ثم تاب من قبل أن يقدر عليه أهدر عنه ما مضى
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري في وقوله تعالى أو ينفوا
من الأرض قال نفيه أن يطلب فلا يقدر عليه كلما سمع به في
أرض طلب
188

عبد الرزاق قال أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى وابتغوا إليه
الوسيلة قال القربة
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال حدثنا رجل من مزينة ونحن
جلوس عند ابن المسيب عن أبي هريرة قال زنى رجل من اليهود وامرأة
فقال بعضهم لبعض اذهبوا بنا إلى النبي فإنه نبي بعث بتخفيف فإن أفتانا
بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججنا بها عند الله وقلنا فتيا نبي من
أنبيائك فقال فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد في أصحابه فقالوا
يا أبا القاسم ما ترى في رجل وامرأة منهم زنيا فلم يكلمهم كلمة حتى أتى
بيت مدراسهم فقام على الباب فقال أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة
على موسى بن عمران ما تجدون في التوراة على من زنا إذا أحصن قالوا
يحمم ويجبه قال والتجبية أن يحمل الزانيان على حمار وتقابل أقفيتهما
ويطاف بهما قال وسكت شاب منهم فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم سكت ألظ به
النشيدة فقال اللهم إذ نشدتنا فإنا نجد في التوراة الرجم فقال النبي
صلى الله عليه وسلم فما أول ما ارتخصتم أمر الله قال زنى رجل ذو قرابة من ملك
من ملوكنا فأخر عنه الرجم ثم زنى رجل آخر في أثرة من الناس فأراد
189

رجمه فحال دونه وقالوا لا ترجم صاحبنا حتى تجئ بصاحبك
فترجمه فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم قال النبي صلى الله عليه وسلم فإني أحكم
بما في التوراة فأمر بهما فرجما قال الزهري فبلغنا أن هذه الآية
نزلت فيهم إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون
الذين أسلموا فكان النبي منه
نا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال شهدت
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمر برجمها رأيته يجافي بيده عنها ليقيها
الحجارة
نا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله ذلك بأن منهم
قسيسين ورهبانا قال نزلت في النجاشي وأصحابه إذ جاءتهم
مهاجرة المؤمنين
معمر عن قتادة في قوله ومهيمنا عليه قال شهيدا عليه
نا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري في قوله وأن
احكم بينهم بما أنزل الله إن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عدي بن
أرطأة إذا جاءك أهل الكتاب فاحكم بينهم بما في كتاب الله
نا عبد الرزاق عن الثوري عن السدي عن عكرمة قال نسخت هذه الآية
فاحكم بينهم أو أعرض عنهم بقوله فاحكم بينهم
بما أنزل الله
190

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وأكلهم السحت
قال الرشا
نا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال سئل ابن عباس
عن قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون
قال هي كفر قال ابن طاوس وليس كمن كفر بالله وملائكته ورسله
نا عبد الرزاق عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختري قال
سأل رجل حذيفة عن هؤلاء الآيات ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الكافرون فأولئك هم الضالمون فأولئك هم الفاسقون قال فقيل ذلك في
بني إسرائيل قال نعم الأخوة لكم بنو إسرائيل إن كانت لهم كل مرة ولكم
كل حلوة فلا والله لتسألن طريقهم قد الشراك
نا عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال نزلت هؤلاء
الآيات في بني إسرائيل ورضي لهذه الأمة بها
نا عبد الرزاق نا الثوري عن زكريا عن الشعبي قال الأولى للمسلمين
والثانية لليهود والثالثة للنصارى
نا عبد الرزاق قال أنا الثوري عن رجل عن طاوس قال
فأولئك هم الكافرون قال كفر لا ينقل عن الملة قال وقال
عطاء كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسوق دون فسوق
معمر عن قتادة في قوله لا تحرموا طيبت ما أحل الله
لكم قال نزلت في أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أرادوا أن يتخلوا
191

من الدنيا ويتركوا النساء منهم علي بن أبي طالب وعثمان بن مظعون
نا عبد الرزاق قال أنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال أراد ناس من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرفضوا الدنيا ويتركوا النساء ويترهبوا فقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم فغلظ فيهم المقالة ثم قال إنما هلك من كان قبلكم
بالتشديد شددوا فشدد عليهم فأولئك بقاياهم الديار والصوامع اعبدوا الله
ولا تشركوا به شيئا وحجوا واعتمروا فاستقيموا يستقم لكم قال ونزلت
فيهم يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبت ما أحل الله
لكم
معمر عن قتادة في قوله لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا
قال الدين واحد والشريعة مختلفة
نا عبد الرزاق قال نا الثوري عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس
في قوله شرعة ومنهاجا قال سبيل وسنة
نا عبد الرزاق قال أنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن
عبد الرحمن بن ثوبان عن زيد بن ثابت في قوله إطعام عشرة مسكين
قال مدا لكل مسكين
نا عبد الرزاق عن الثوري عن سليمان العبسي عن سعيد بن جبير من
أوسط ما تطعمون قال قوتهم
نا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين أن الأشعري كسا ثوبا
ثوبا المساكين
192

نا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن أبا
بكر كان إذا حلف على شئ لم يأثم حتى نزلت كفارة اليمين
نا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في رجل حلف كاذبا لم يكن قال
هو أعظم من الكفارة
نا عبد الرزاق عن معمر وأنا أرى فيه الكفارة ويتوب
نا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق الهمذاني قال في حرف ابن
مسعود فصيام ثلاثة أيام متتابعات قال أبو إسحاق فكذلك نقرؤها
عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تناله
أيديكم ورماحكم قال تناله أيديكم بأخذكم إياهن من فروخهن
وأولادهن قال ورماحكم ما رميت أو طعنت
نا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه من أوسط ما تطعمون
أهليكم كما تطعم المرء من أهلك
نا عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فجزاء مثل
ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم قال يحكم عليه بهدي
أن وجده وإلا قوم الهدي طعاما ثم قوم الطعام صياما فكان كل إطعام
مسكين صيام يوم
قال عبد الرزاق قال معمر وقال الزهري ومن قتله منكم متعمدا
قال هذا في العمد وهو الخطأ سنة
نا عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال متعمدا لقتله
ناسيا لإحرامه
193

نا عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة لا يحكم على صاحب العمد إلا مرة
واحدة ومن عاد فينتقم الله منه
نا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن طاوس قال يحكم عليه في العمد
وليس عليه في الخطأ شئ والله ما قال الله إلا ومن قتله منكم متعمدا
نا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب في قوله أحل
لكم صيد البحر وطعامه قال صيده ما اصطدت منه وطعامه ما
اصطدت منه مملوكا في سفرك
نا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال قال ابن عمر طعامه ما قذف
وصيده ما اصطدت
نا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن أبا بكر قال الحيتان كلها ذكي
حية وميتة
قال قتادة وما طفا على الماء فليس به بأس
نا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى عن أبي كثير قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن
البحر فقال هو الذي حلال ميتته طهور ماؤه
نا عبد الرزاق عن الثوري على علي بن أبي عن أبي عبيدة عن عبد الله
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بني إسرائيل لما وقع منهم النقص جعل الرجل
194

إذا رأى أخاه على الذنب نهاه عنه فإذا كان من الغد لم يمنعه ما رأى منه أن
يكون خليطه وأكيله وشريبه فضرب الله بقلوب بعضهم على بعض وأنزل
فيهم القرآن لعن الذين كفروا من بني إسرائيل حتى
بلغ وفي العذاب هم خلدون قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم متكئا
فجلس ثم قال كلا والذي نفسي بيده حتى تأخذوا على يدي الظالم
فتأطروه على الحق أطرا
عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى ولا تسئلوا عن أشياء إن
تبد لكم تسؤكم قال لما نزلت آية الحج قال رجل أكل عام
قال لو قلت ذلك لوجبت ولما قمتم بها
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي الزبير عن مولى لأبي بكر الصديق
قال كل دابة في البحر قد ذبحها الله لك فكلها
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فأكثروا عليه
فقام مغضبا مستشيطا الله فقال سلوني فوالله لا تسألوني اليوم عن شئ
ما دمت في مقامي هذا إلا حدثتكم به فقام رجل فقال من أبي يا رسول
الله فقال أبوك حذافة واشتد غضب النبي صلى الله عليه وسلم فقال سلوني
فلما رأى ذلك الناس منه كثر بكاؤهم فجثا عمر على ركبتيه
195

عبد الرزاق قال معمر وأخبرنا الزهري عن أنس بن مالك قال فجثا عمر
على ركبتيه وقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا فقال
النبي صلى الله عليه وسلم أولى أما والذي نفسي بيده لقد صورت لي الجنة والنار آنفا
في عرض هذا الحائط فلم أر كاليوم في الخير والشر
عبد الرزاق عن معمر وقال الزهري فأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة بن مسعود قال فقالت أم عبد الله بن حذافة ما رأيت ولدا قط أعق
منك أكنت تأمن أن تكون أمك قارفت ما قارف أهل الجاهلية فتفضحها
على رؤوس الناس قال والله لو ألحقني بعبد أسود للحقته قال معمر وإنما
لحقه بأبيه الذي كان له
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال نزلت لا
تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم في رجل قال يا رسول الله
من أبي قال أبوك فلان
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب في قوله تعالى
ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام
قال البحيرة من الإبل التي تمنع درها للطواغيت والسائبة من الإبل ما
كانوا يسبونها لطواغيتهم والوصيلة من الإبل ما كانت الناقة تبكر بأنثى
ثم تثني بأنثى فيسمونها الوصيلة يقولون وصلت اثنتين ليس بينها ذكر
196

وكانوا يجدعونها لطواغيتهم والحامي الفحل من الإبل يضرب الضراب
المعدودة قال فإذا بلغ ذلك قيل هذا حام حمي ظهره فترك فيسموه
الحامي
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة إذا ضرب عشرا
عبد الرزاق قال عن معمر عن الزهري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار وهو أول من سيب
السوائب وغير عهد إبراهيم
عبد الرزاق عن معمر عن زيد ابن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني
لأعرف أول من سيب السوائب وأول من غير عهد إبراهيم قالوا من هو
يا رسول الله قالوا عمرو بن يحيى أخو بني كعب لقد رأيته يجر قصبه في
النار يؤذي بريحه أهل النار وإني لأعرف أول من بحر البحائر قالوا
من هو يا رسول الله قال رجل من بني مدلج كانت له ناقتان فجدع
آذانهما وحرم ألبانهما ثم شرب ألبانهما بعد ذلك ولقد رأيته في النار
هو وهما في النار تعضانه من بأفواههما وتخبطانه في بأخفافهما
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال البحيرة من الإبل كانت الناقة إذا
197

نتجت خمسة بطون فإن كان الخامس ذكرا كان للرجال دون النساء وإن
كانت أنثى بتكوا آذانها ثم أرسلوها فلم يجزوا لها وبرا ولم يشربوا لها لبنا
ولم يركبوا لها ظهرا فإن كانت ميتة فهم فيه شركاء الرجال والنساء وأما
السائبة فإنهم كانوا يسيبون بعض إبلهم فلا تمنع حوضا أن تشرع فيه ولا
مرعى أن ترعى فيه والوصيلة الشاة كانت إذا ولدت سبعة بطون فإن
كان السابع ذكرا ذبح وأكله الرجال والنساء وإن كانت أنثى تركت
وإن كان ذكرا وأنثى قالوا وصلت أخاها فترك لا يذبح
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فإنها محرمة
عليهم أربعين سنة يعني الشام على بني إسرائيل يتيهون في
الأرض لا يأوون إلى قرية فعند ذلك أظلمهم الله بالغمام وأنزل عليهم
المن والسلوى وفي تيههم ذلك ضرب موسى بعصاه الحجر فكان يتفجر منه
اثنتا عشرة عينا لكل سبط منهم عين قال وكان يحملونه فإذا ضربه
بعصاه تفجرت
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه أن بني إسرائيل كانت
تشب معهم ثيابهم إذا كانوا صغارا في تيههم لا تبلى
عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق قال
كنا عند عبد الله بن مسعود فأتى عبد الله بضرع فتنحى رجل فقال
198

عبد الله ادن فقال إني كنت حرمت الضرع قال فتلا عبد الله
يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبت ما أحل الله لكم
كل وكفر
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال سمعت ابن المسيب يقول
اثنان ذوا عدل منكم قال مسلمين أو آخران من
غيركم قال من أهل الكتاب
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن أو آخران من غيركم قال
من المسلمين
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن أن ابن مسعود سأله رجل عن قوله
تعالى عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم
فقال إن هذا ليس بزمانها إنها اليوم مقبوله ولكنه قد أوشك أن يأتي
زمانها تأمرون بالمعروف فيصنع بكم كذا وكذا أو قال فلا يقبل منكم
فحينئذ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن رجل قال كنت في خلافة عثمان
بالمدينة في حلقة فيهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيهم شيخ يسندون إليه
فحسبت أنه أبي بن كعب فقرأ رجل عليكم أنفسكم لا يضركم من
ضل فقال الشيخ إنما تأويلها في آخر الزمان
199

عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى حين الوصية
اثنان ذوا عدل منكم قال خرج مولى لقريش تاجرا فأصابه
قدره ومعه رجلان من أهل الكتاب فدفع إليهما ماله وكتب وصيته فذهبا
بالوصية والمال إلى أهله فكتما بعض المال فقال أهله هل تجر صاحبنا
بعدنا بتجارة قالا لا قالوا فهل استهلك من ماله شيئا قالا لا
قالوا فإنه قد خرج من عندنا بمال فقدنا بعضه فاتهما عليه فاستحلفا في
دبر الصلاة
عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة في قوله تعالى
تحبسونهما من بعد الصلاة قال استحلفا بعد العصر ثم عثر
بعد عليهما فوجد عندهما إناء قال أحسبه من فضة كان مما خرج به الميت
معه فأقام أهله البينة إن هذا للرجل وأنه خرج به معه وحلف رجلان
من أولياء الميت على ذلك
عبد الرزاق قال معمر عن الكلبي في قوله تعالى وإذ أوحيت إلى
الحوارين قال قذف في قلوبهم
عبد الرزاق قال معمر وقال قتادة الحواري الوزير
عبد الرزاق عن المنذر بن النعمان أنه سمع وهب بن منبه يقول في قوله
تعالى أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا
قال أنزل عليهم أقرصة من شعير وأحوات فحدثت به عبد الصمد بن معقل
قال سمعت وهبا يقول وقيل له وما كان ذلك يغني عنهم قال لا شيء
200

ولكن الله تعالى حشا بين أضعافهن البركة فكان قوم يأكلون ثم يخرجون
ويجئ آخرون فيأكلون ثم يخرجون حتى أكلوا جميعهم وأفضلوا منها
عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن مجاهد في قوله تعالى يوم
يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم فيفزعون فيقولون لا علم
لنا
عبد الرزاق عن معمر في قوله تعالى يا عيسى ابن مريم أأنت
قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله متى تكون
قال قتادة يوم القيامة ألا ترى أنه يقول هذا يوم ينفع الصادقين
صدقهم
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى كنت أنت
الرقيب عليهم قال الحفيظ عليهم
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم
فإنك أنت العزيز الحكيم فقال والله ما كانوا طعانين ولا لعانين
201