الكتاب: الناسخ والمنسوخ
المؤلف: السدوسي
الجزء:
الوفاة: ١١٧
المجموعة: مصادر التفسير عند السنة
تحقيق: الدكتور حاتم صالح الضامن
الطبعة: الثالثة
سنة الطبع: ١٤٠٩
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت
ردمك:
ملاحظات:

كتاب الناسخ والمنسوخ
في كتاب الله تعالى
1

جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الثالثة
1409 ه‍ - 1988 م
مؤسسة الرسالة بيروت - شارع سوريا - بناية صمدي وصالحة
هاتف
3190390 - 241692 ص ب 7460 برقيا - بيوشران
2

سلسة كتب الناسخ والمنسوخ 1
كتاب الناسخ والمنسوخ
في كتاب الله تعالى
عن قتادة بن دعامة السدوسي
المتوفى سنة 117 ه‍
تحقيق
الدكتور حاتم صالح الضامن
كلية الآداب - جامعة بغداد
مؤسسة الرسالة
3

بسم الله الرحمن الرحيم
4

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمه
هذا كتاب في الناسخ والمنسوخ، وهو واحد من خمسة كتب
أعددناها للنشر بمناسبة حلول القرن الخامس عشر الهجري.
وقد روى هذا الكتاب عن قتادة بن دعامة السدوسي، وهو أقدم
كتاب وصل الينا عن الناسخ والمنسوخ.
ولا بد لنا قبل الحديث عن المؤلف والكتاب أن نذكر فصولا تكون
كالمقدمة لهذا الكتاب لأنه خلا منها، وتشمل هذه المقدمة:
أولا:
معنى النسخ (في اللغة والاصطلاح):
يأتي النسخ في كلام العرب على ثلاثة أوجه:
الأول أن يكون مأخوذا من قول العرب: نسخت الكتاب، إذا نقلت
5

ما فيه إلى كتاب آخر، فهذا لم يغير المنسوخ منه انما صار نظيرا له، أي
نسخة ثانية منه. وهذا النسخ لا يدخل في النسخ الذي هو موضوع
بحثنا.
والثاني أن يكون مأخوذا من قول العرب: نسخت الشمس الظل، إذا
أزالته وحلت محله، وهذا المعنى هو الذي يدخل في موضوع ناسخ
القرآن ومنسوخه.
والثالث أن يكون مأخوذا من قول العرب: نسخت الريح الآثار، إذا
أزالتها فلم يبق منها عوض ولا حلت الريح محل الآثار.
هذا هو معنى السنخ في اللغة.
أما النسخ في الاصطلاح فهو رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي
متأخر. فالحكم المرفوع يسمى (المنسوخ)، والدليل الرافع يسمى
(الناسخ) ويسمى الرفع (النسخ).
فعملية النسخ على هذا تقتضي منسوخا وهو الحكم الذي كان مقررا
سابقا، وتقتضي ناسخا، وهو الدليل اللاحق (1).
ثانيا:
أين يقع النسخ؟:
لا يقع النسخ الا في الامر والنهى ولو بلفظ الخبر، أما الخبر الذي
ليس بمعنى الطلب فلا يدخله النسخ ومنه الوعد والوعيد.

(1) ينظر في معنى النسخ: مقاييس اللغة 5 / 424 الايضاح لناسخ القرآن ومنسوخه 41،
مفردات الراغب 511، الاعتبار للحازمي 5، اللسان والتاج (نسخ).
6

وأجاز بعضهم وقوع النسخ في الخبر المحض، وسمى الاستثناء
والتخصيص نسخا، والفقهاء على خلافه (2).
ثالثا:
الفرق بين النسخ والبداء:
البداء (بفتح الباء) (3) في اللغة: الظهور بعد الخفاء، يقال: بدا لي
بداء، أي ظهر لي آخر، وبدا له في الامر بداء، أي نشأ له فيه رأى،
ويقال: بدا لي بداء، أي تغير رأيي على ما كان عليه.
فالبداء استصواب شئ علم بعد أن لم يعلم، وذلك على الله عز
وجل غير جائز.
فمعنى البداء اذن في اللغة والاصطلاح هو: أن يستصوب المرء رأيا ثم
ينشأ له رأى جديد لم يكن معلوما له.
فالنسخ غير البداء لان الأول ليس فيه تغيير لعلم الله تعالى، والثاني
يفترض وقوع هذا التغيير.
والبداء يستلزم سبق الجهل وحدوث العلم، وكلاهما محال على الله
عز وجل، لأنه عالم بكل شئ ومحيط به: ما كان، وما هو كائن، وما
سيكون. والنسخ جائز عقلا، وواقع فعلا في القرآن الكريم (4).

(2) ينظر: الاحكام في أصول الاحكام 444، المصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ
والمنسوخ 198، معترك القرآن 1 / 110.
(3) ضبطها أبو الفضل إبراهيم في البرهان 2 / 30 بالضم مرتين، وهو خطأ والصواب فتح
الباء كما في اللسان والتاج (بدا).
(4) ينظر في الفرق بين النسخ والبداء: الناسخ والمنسوخ للنحاس 9، المغنى في أبواب
التوحيد والعدل 16 / 65، الملل والنحل 2 / 16، النسخ في القرآن الكريم 22، فتح
المنان 50، نظرية النسخ في الشرائع السماوية 14.
7

رابعا:
الفرق بين النسخ والتخصيص:
هناك تشابه بين النسخ والتخصيص، فالنسخ يفيد تخصيص الحكم
ببعض الازمان، لذا سمى بعض العلماء النسخ تخصيصا، وأدخل بعضهم
صورا من التخصيص في باب النسخ، ومن هنا جاء الخلاف في عدد
المنسوخ.
أما الفرق بينهما: فالنسخ لا يقع في الاخبار، والتخصيص يكون في
الاخبار وغيرها. فالنسخ مقصور على الكتاب والسنة، أما التخصيص
فيكون بهما وبغيرهما كالحس والعقل. وتراعى في التخصيص قرينة
سابقة أو لاحقة أو مقارنة، أما النسخ فلا يقع الا بدليل متراخ عن
المنسوخ (5).
خامسا:
فضل هذا العلم:
اعتنى السلف الصالح بهذا العلم وقالوا: لا يجوز لاحد أن يفسر
كتاب الله تعالى، الا بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ. وقالوا أيضا:
ان كل من يتكلم في شئ من علم هذا الكتاب العزيز ولم يعلم الناسخ
والمنسوخ كان ناقصا (6).
وروى عن علي بن أبي طالب (رض) أنه دخل يوما مسجد الجامع

(5) ينظر: الايضاح لناسخ القرآن ومنسوخه 74، النسخ في القرآن الكريم 110، نظرية
النسخ في الشرائع السماوية 12.
(6) ينظر: الناسخ والمنسوخ لابن سلامة 4، البرهان 2 / 29، الاتقان 3 / 58.
8

بالكوفة فرأى فيه رجلا يعرف بعبد الرحمن بن دأب، وكان صاحبا لأبي
موسى الأشعري، وقد تحلق عليه الناس يسألونه، وهو يخلط الامر بالنهي
والإباحة بالحظر، فقال له على (رض): أتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال:
لا، قال هلكت وأهلكت (7).
من هذا تتضح لنا مكانة هذا العلم وحاجة العلماء اليه.

(7) الناسخ والمنسوخ لابن سلامة 4.
9

المصنفون في النسخ في القرآن
لاقى موضوع النسخ نصيبا وافرا من الدراسة والتدوين عند القدماء،
ونتبين هذا مما أفرد لهذا العلم من مؤلفات، وقد أحصيت أسماء
المؤلفين في هذا الباب وذكرتهم حسب ترتيبهم الزمنى، وهو أول احصاء
شامل، وهم:
1 - عطاء بن مسلم، ت 115 ه‍.
2 - قتادة بن دعامة، ت 117 ه‍.
3 - ابن شهاب الزهري، ت 124 ه‍.
4 - محمد بن السائب الكلبي، ت 146 ه‍.
5 - مقاتل بن سليمان، ت 150 ه‍.
6 - الحسين بن واقد القرشي، ت 157 ه‍.
7 - عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ت 182 ه‍.

(1) طبقات المفسرين 1 / 380.
(2) البرهان: 2 / 28.
(3) ينظر: النسخ في القرآن الكريم 296.
(4) فهرست ابن النديم 62.
(5) فهرست ابن النديم 62، طبقات المفسرين 2 / 381.
(6) طبقات المفسرين 1 / 160.
(7) فهرست ابن النديم 63، 329.
10

8 - عبد الله بن عبد الرحمن الأصم المسمعي، من أصحاب الإمام
الصادق، القرن الثاني.
9 - إسماعيل بن زياد (أو ابن أبي زياد) السكوني القرن الثاني.
10 - درام بن قبيصة التميمي الدرامي، من أصحاب الإمام الرضا.
11 - أحمد بن محمد بن عيسى القمي، من أصحاب الإمام
الرضا.
12 - حجاج بن محمد المصيصي الأعور، ت 205 ه‍.
13 - عبد الوهاب بن عطاء العجلي، ت 206 ه‍.
14 - الحسن بن علي فضال، ت 224 ه‍.
15 - أبو عبيد القاسم بن سلام، ت 224 ه‍.
16 - جعفر بن مبشر الثقفي، ت 234 ه‍.
17 - سريج بن يونس، ت 235 ه‍.
18 - أحمد بن حنبل، ت 241 ه‍.

(8) ايضاح المكنون 2 / 615.
(9) طبقات المفسرين 1 / 107.
(10) مقدمة كتاب العتائقي 3.
(11) فهرست الطوسي 49، معالم العلماء 14.
(12) طبقات المفسرين 1 / 128.
(13) فهرست ابن النديم 333، طبقات المفسرين 1 / 364.
(14) طبقات المفسرين 1 / 138.
(15) فهرست ابن خير 47، معجم الأدباء 16 / 260.
(16) طبقات المفسرين 1 / 125.
(17) فهرست ابن النديم 337.
(18) فهرست ابن النديم 334، طبقات المفسرين 1 / 71.
11

19 - سليمان بن الأشعث السجستاني، ت 275 ه‍.
20 - محمد بن إسماعيل الترمذي، ت 280 ه‍.
21 - إبراهيم بن إسحاق الحربي، ت 285 ه‍.
22 - إبراهيم بن عبد الله الكجى، ت 292 ه‍.
23 - علي بن إبراهيم بن هاشم القمي، القرن الثالث.
24 - سعد بن إبراهيم الأشعري القمي، ت 301 ه‍.
25 - الحسين بن منصور المشهور بالحلاج، ت 309 ه‍.
26 - عبد الله بن سليمان الأشعث، ت 316 ه‍.
27 - الزبير بن أحمد، ت 317 ه‍.
28 - أبو عبد الله محمد بن حزم الأندلسي، ت 320 ه‍.
29 - أبو مسلم محمد بن بحر الأصفهاني، ت 322 ه‍.
30 - محمد بن عثمان بن مسبح المعروف بالجعد، ت 326 ه‍.
31 - أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، ت 328 ه‍.

(19) فهرست ابن النديم 338، فهرسة ابن خير 47.
(20) طبقات المفسرين 2 / 105.
(21) فهرست ابن النديم 337.
(22) فهرست ابن النديم 62.
(23) فهرست الطوسي 115، معالم العلماء 62، طبقات المفسرين 1 / 385.
(24) ايضاح المكنون 2 / 615.
(25) فهرست ابن النديم 62.
(26) تاريخ بغداد 9 / 464.
(27) فهرست ابن النديم 63، طبقات المفسرين 1 / 175.
(28) وصل الينا، وقد طبع أكثر من مرة.
(29) بغية الوعاة 1 / 59.
(30) تاريخ بغداد 3 / 47، نزهة الألباء 309.
(31) البرهان 2 / 28، الاتقان 3 / 59.
12

32 - أحمد بن جعفر البغدادي المعروف بابن المنادى، ت 334.
33 - أبو جعفر أحمد بن محمد النحاس، ت 338 ه‍.
34 - محمد بن العباس المعروف بابن الحجام، القرن الرابع.
35 - الحسين بن علي البصري، ت 339 ه‍.
36 - قاسم بن أصبغ، ت 340 ه‍.
37 - أبو بكر البردعي، ت نحو 350 ه‍.
38 - المنذر بن سعيد البلوطي، ت 355 ه‍.
39 - أبو سعيد السيرافي النحوي، ت 368 ه‍.
40 - أبو الحسين محمد بن محمد النيسابوري، ت 368 ه‍.
41 - محمد بن علي بن بابويه القمي المعروف بالصدوق، ت
381 ه‍.
42 - أبو المطرف بن فطيس، ت 402 ه‍.

(32) البرهان 2 / 37، الاتقان 3 / 75، كشف الظنون 1921.
(33) انباه الرواة 1 / 102، وقد طبع.
(34) فهرست الطوسي 177، معالم العلماء 143. وجاء في رجال الطوسي 504: سمع منه
التلعكبري سنة 328 ه‍.
(35) طبقات المفسرين 1 / 156.
(36) الديباج المذهب 2 / 146، طبقات المفسرين 2 / 32.
(37) فهرست ابن النديم 344، طبقات المفسرين 2 / 174.
(38) انباه الرواة 3 / 325 نفح الطيب 2 / 174.
(39) فهرست ابن النديم 63.
(40) ايضاح المكنون 2 / 615.
(41) الرجال للنجاشي 306.
(42) طبقات الحفاظ 414، طبقات المفسرين 1 / 286.
13

43 - هبة الله بن سلامة الضرير، ت 410 ه‍.
44 - عبد القاهر البغدادي، ت 429 ه‍.
45 - مكي بن أبي طالب المغربي، ت 437 ه‍.
46 - علي بن أحمد بي حزم الظاهري، ت 456 ه‍.
47 - الواحدي، علي بن أحمد، ت 468 ه‍.
48 - سليمان بن خلف الباجي، ت 474 ه‍.
49 - عبد الملك بن حبيب، ت 489 ه‍.
50 - محمد بن بركات السعيدي المصري، ت 520 ه‍.
51 - أبو العباس الإشبيلي، ت 531 ه‍.
52 - محمد بن عبد الله المعروف بابن العربي، ت 543 ه‍.
53 - أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، ت 597 ه‍.

(43) فهرسة ابن خير 46، برنامج شيوخ الرعيني 115، وقد طبع.
(44) كشف الظنون 1921، وقد وصل الينا، وسيظهر بتحقيقنا قريبا.
(45) طبقات النحاة واللغويين 504. وقد طبع.
(46) ايضاح المكنون 2 / 615. ولم يصل الينا كتابه، وقد وهم الأستاذ سعيد الأفغاني في
كتابه عن ابن حزم 59 حينما ذكر أنه مطبوع بهامش تفسير الجلالين.
(47) الوسيط في الأمثال 77.
(48) الديباج المذهب 1 / 385، طبقات المفسرين 1 / 204.
(49) طبقات المفسرين 1 / 350.
(50) ايضاح المكنون 2 / 615. وقد وصل الينا، وسيظهر بتحقيقنا قريبا.
(51) طبقات المفسرين 1 / 40.
(52) البرهان 2 / 28، نفح الطيب 2 / 35.
(53) البرهان 2 / 28. وقد نشرنا كتابه (المصفى بأكف أهل الرسوخ)، وما زال كتابه (نواسخ
القرآن) مخطوطا نرجو أن نوفق في نشره.
14

54 - علي بن محمد المعروف بابن الحصار، ت 611 ه‍.
54 أ - ابن الشواش، أبو عبد الله محمد بن أحمد، ت 619 ه‍.
55 - هبة الله بن إبراهيم بن البارزي، ت 738 ه‍.
56 - يحيى بن عبد الله الواسطي، ت 738 ه‍.
57 - علي بن شهاب الدين الهمذاني، ت 786 ه‍.
58 - عبد الرحمن بن محمد العتائقي الحلي، ت 790 ه‍.
59 - أحمد بن المتوج البحراني، ت 836 ه‍.
60 - أحمد بن إسماعيل الأبشيطي، ت 883 ه‍.
61 - جلال الدين السيوطي، ت 911 ه‍.
62 - مرعى بن يوسف الكرمي، ت 1033 ه‍.

(54) التكملة لوفيات النقلة 4 / 122.
(54 أ) برنامج شيوخ الرعيني 154.
(55) هدية العارفين 2 / 507. وقد وصل الينا، ونشرته بتحقيقنا مؤسسة الرسالة عام 1983.
(56) طبقات الشافعية 10 / 391، ايضاح المكنون 2 / 615.
(57) وصل الينا وما زال مخطوطا.
(58) وصل الينا، وقد طبع.
(59) وصل الينا، وقد طبع بطهران مع شرح للقاري عليه.
(60) ايضاح المكنون 2 / 615. وهؤلاء المؤلفون (البارزي، الواسطي، الهمذاني، العتائقي،
ابن المتوج، الأبشيطي) عاشوا في القرنين الثامن والتاسع، وهذا مما يستدرك على
مؤلف كتاب (النسخ في القرآن الكريم) إذ قال في ص 336: (ويمضى القرنان الثامن
والتاسع دون أن يذكر لنا المؤرخون الذين رجعنا إليهم مصنفا في ناسخ القرآن
ومنسوخه).
(61) كشف الظنون 1921.
(62) الاعلام 8 / 88، وقد وصل الينا وما زال مخطوطا.
15

63 - عطية الله بن عطية الأجهوري، ت 1190 ه‍.
وهناك مؤلفون آخرون لم أقف على سنة وفاة كل منهم بعد، وهم:
64 - الحارث بن عبد الرحمن.
65 - هشام بن علي بن هشام.
66 - أبو إسماعيل الزبيدي.
67 - عيسى الجلودي.
68 - كمال الدين بن محمد العبادي الناصري.
69 - المظفر بن الحسين بن خزيمة.
70 - أبو عبد الله محمد بن عبد الله الاسفراييني.
71 - ومن المؤلفين من أنكر النسخ، ومن هؤلاء: أبو على محمد
ابن أحمد بن الجنيد المتوفى سنة 381 ه‍، له كتاب (الفسخ على من
أجاز النسخ).
* * * أما المحدثون فلعل أهم ما أفردوه في الناسخ والمنسوخ هو:

(63) الاعلام 5 / 33، وقد وصل الينا، وما زال مخطوطا.
(64) فهرست ابن النديم 63، طبقات المفسرين 1 / 127.
(65) فهرست ابن النديم 62، طبقات المفسرين 2 / 352.
(66) فهرست ابن النديم 62.
(67) الرجال للنجاشي 181.
(68) ايضاح المكنون 2 / 615.
(69) طبع ملحقا بكتاب النحاس.
(70) طبع ملحقا بكتاب لباب النقول للسيوطي.
(71) الرجال للنجاشي 302، فهرست الطوسي 160، معالم العلماء 98.
16

1 - النسخ في القرآن الكريم: د. مصطفى زيد.
2 - فتح المنان في نسخ القرآن: الشيخ على حسن العريض.
3 - نظرية النسخ في الشرائع السماوية: د. شعبان محمد
إسماعيل.
4 - النسخ في الشريعة الاسلامية: عبد المتعال الجبري.
وقد وهم بعض المحققين فأدرج كتب ناسخ الحديث ومنسوخه مع
كتب ناسخ القرآن ومنسوخه ومن هؤلاء الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم
فقد ذكر في البرهان 2 / 28 كتاب (أخبار أهل الرسوخ في الناسخ
والمنسوخ) لابن الجوزي على أنه في الناسخ والمنسوخ في القرآن
الكريم، والصواب أنه في المنسوخ من الحديث، وهو مطبوع. ووهم
الأستاذ مصطفى بعد الواحد في مقدمة تحقيقه لكتاب (الوفا في تاريخ
المصطفى) إذا جعل كتاب (أخبار الرسوخ) أيضا ضمن علوم القرآن.
17

قتادة بن دعامة وكتابه
المؤلف:
هو أبو الخاطب قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز السدوسي
البصري، من التابعين (1).
ولد قتادة ضريرا سنة ستين بالبادية فلما ترعرع شرع في تحصيل
العلم وصار من حفاظ أهل زمانه، جالس سعيد بن المسيب أياما، فقال
له سعيد: قم يا أعمى فقد أنزفتني. لكثرة ما سأله. وجالس الحسن
البصري اثنتى عشرة سنة (2). وروى عن أنس بن مالك وأبى سعيد
الخدري وابن سيرين وعطاء بن أبي رباح وعكرمة إضافة إلى سعيد بن
المسيب والحسن البصري.
وروى عنه أيوب السختياني ومعمر بن عبد الرزاق وهمام بن يحيى
وسعيد بن أبي عروبة والأوزاعي وغيرهم (3).
علمه:
كان قتادة ثقة مأمونا حجة في الحديث (4).

(1) المعارف 462، مشاهير علماء الأمصار 96.
(2) الأنساب 7 / 103.
(3) تهذيب التهذيب 8 / 351 - 352.
(4) الطبقات الكبرى 7 / 229.
18

قال عنه الإمام أحمد بن حنبل: قتادة عالم بالتفسير وباختلاف
العلماء (5).
وكان قتادة عالما بالأنساب والعربية واللغة وأيام العرب، قال أبو
عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس، كان قد أدرك دغفلا (6).
وقال الذهبي: ومع حفظ قتادة وعمله بالحديث كان رأسا في العربية
واللغة وأيام العرب والنسب (7).
وروى أبو عبيدة، قال: (ما كنا نفقد في كل أيام راكبا من ناحية بنى
أمية ينيخ على باب قتادة يسأله عن خبر أو نسب أو شعر، وكان قتادة
أجمع الناس) (8). وقد كان الرجلان من بنى أمية يختلفان في البيت من
الشعر، فيبردان بريدا إلى قتادة، فيسألانه عن ذلك (9). لكل هذا ترجم له
ياقوت في معجم الأدباء والقطيفي انباه الرواة.
قوة حفظه:
أما عن قوة حفظه فنكتفي بذكر أقوال العلماء:
- قال ابن حنبل: كان قتادة أحفظ أهل البصرة، لا يسمع شيئا الا
حفظه، قرئت عليه صحيفة جابر مرة فحفظها (10).
- وقال ابن سيرين: قتادة أحفظ الناس (11).

(5) طبقات المفسرين 2 / 43.
(6) انباه الرواة 3 / 37، وفيات الأعيان 4 / 85.
(7) تذكرة الحفاظ 123.
(8) معجم الأدباء 17 / 10.
(9) انباه الرواة 3 / 35.
(10) تذكرة الحفاظ 123.
(11) تهذيب التهذيب 8 / 353.
19

- وقال بكير بن عبد الله المزني: ما رأيت (12) الذي هو أحفظ منه
ولا أجدر أن يؤدى الحديث كما سمعه.
- وقيل: من أراد أن ينظر إلى أحفظ أهل زمانه فلينظر إلى
قتادة (13).
- وروى ابن حجر: انه لما قدم قتادة على سعيد بن المسيب فجعل
يسأله أياما وأكثر قفال له سعيد: أكل ما سألتني عنه تحفظه؟ قال: نعم،
سألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وسألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وقال فيه
الحسن كذا حتى رد عليه حديثا كثيرا. فقال سعيد: ما كنت أظن أن الله
خلق مثلك (14).
- وقال قتادة: ما قلت لمحدث قط أعد على وما سمعت أذناي شيئا
قط الا وعاه قلبي (15).
مذهبه:
قال ابن سعد: كان يقول بشئ من القدر (16).
وقال الذهبي: وكان يرى القدر. وقال: ومع هذا الاعتقاد الردى ما
تأخر أحد عن الاحتجاج بحديثه سامحه الله (17).
وقال ياقوت: وكان يقول بشئ من القدر ثم رجع عنه (18).

(12) المصدر نفسه.
(13) تذكرة الحفاظ 125.
(14) تهذيب التهذيب 8 / 352 - 353.
(15) المصدر نفسه 8 / 354.
(16) الطبقات الكبرى 7 / 229.
(17) تذكرة الحفاظ 124.
(18) معجم الأدباء 17 / 8.
20

ونقل سعيد بن أبي عروبة عن قتادة أنه قال: كل شئ بقدر الا
المعاصي (19).
وقال معمر: سألت أبا عمرو بن العلاء عن قوله تعالى: * (وما كنا له
مقرنين) * فلم يجبني، فقلت: انى سمعت قتادة يقول: مطيقين، فسكت،
فقلت له: ما تقول يا أبا عمرو؟ فقال: حسبك قتادة، فلولا كلامه في
القدر - وقد قال (ص): إذا ذكر القدر فأمسكوا - لما عدلت به أحدا من
أهل دهره (20).
تجريحه:
ومع غزارة علمه وقوة حفظه لم يسلم من التجريح فقد اتهم
بالتدليس (21).
قال ابن حبان عنه: كان مدلسا (22).
وقال الذهبي: وكان معروفا بالتدليس (23). وقال عنه أيضا: حافظ ثقة
ثبت لكنه مدلس (24).
وقال الخزرجي: أحد الأئمة الاعلام، حافظ مدلس. وقد احتج به
أرباب الصحاح (25).

(19) تذكرة الحفاظ 124.
(20) وفيات الأعيان 4 / 85، نكت الهميان 231.
(21) التدليس هو أن يروى عمن لقيه، ولم يسمعه منه موهما أنه سمعه منه، أو عمن
عاصره، ولم يلقه موهما أنه لقيه أو سمعه منه (التعريفات 47).
(22) مشاهير علماء الأمصار 96.
(23) تذكرة الحفاظ 123.
(24) ميزان الاعتدال 3 / 385.
(25) خلاصة تذهيب الكمال 2 / 350.
21

وفاته:
توفى قتادة سنة سبع عشرة ومائة بواسط. وذهب الأصمعي إلى أن
وفاته كانت بالبصرة.
وقيل: توفى سنة ثماني عشرة ومائة وله سبع وخمسون سنة (26).
مؤلفاته:
ذكر الداودي أن له تفسيرا رواه عنه شيبان بن عبد الرحمن
التميمي (27).
وله أيضا كتاب الناسخ والمنسوخ الذي ننشره اليوم.
كتاب الناسخ والمنسوخ.
أولا: توثيقه:
ذكر ابن سلامة كتاب قتادة بين المصادر التي استمد منها كتابه،
ولكنه أضاف إلى ذلك أن راوي الكتاب عن قتادة هو سعيد بن أبي
عروبة (28) وهو أثبت الناس رواية عن قتادة.
وذكر الزركشي قتادة على رأس الذين ألفوا في الناسخ
والمنسوخ (29).

(26) ينظر في الاختلاف في سنة وفاته: طبقات ابن خياط 511، الطبقات الكبرى 7 / 231،
طبقات الفقهاء 89، معجم الأدباء 17 / 9، تذكرة الحفاظ 124، تهذيب التهذيب
8 / 355.
(27) طبقات المفسرين 2 / 43.
(28) الناسخ والمنسوخ لابن سلامة 106.
(29) البرهان 2 / 28.
22

ومما قطع الشك في نسبة الكتاب إلى قتادة هذه النقول الكثيرة التي
نراها عند النحاس ومكي بن أبي طالب، فقد أورد النحاس في كتابه
الناسخ والمنسوخ أقوال قتادة في آيات كثيرة كما (30) كما أورد مكي نقولا
أخرى عن قتادة في كتابه الايضاح (31) وهذه الأقوال جميعا تنفق مع ما
ورد في كتاب قتادة. وثمة أقوال أخرى في تفسير الطبري (32) وأسباب
النزول للواحدي (33) تطابق ما جاء في كتابنا.
الا أنني في الحقيقة استبعد أن يكون قتادة قد ألف كتابا في الناسخ
والمنسوخ لان تصنيف الكتب بدأ في منتصف القرن الثاني ولعل قولة
الإمام أحمد بن حنبل في أبى الوليد بن جريج تسند ما ذهبت اليه، قال:
(كان من أوعية العلم، وهو وابن أبي عروبة أول من صنف الكتب) (34).
وابن جريج توفى ستة 150 ه‍ وابن أبي عروبة توفى ستة 156 ه‍. وكذا
قول الذهبي في ترجمة سعيد بن أبي عروبة: (وهو أول من صنف
الأبواب بالبصرة) (35).
ولكن النص الذي ننشره جاء برواية همام بن يحيى الذي دون ما
سمع من شيخه ثم ذكرت هذه المرويات على أنها كتب اعتمد عليها
المصنفون في الموضوع.

(30) الناسخ والمنسوخ للنحاس 137، 155، 157، 181، 182، 183، 219، 232
(31) الايضاح لمكي 119، 127، 131، 134، 171، 195، 232، 243، 259،
263، 330، 255، 370، 378.
(32) تفسير الطبري 1 / 78.
(33) أسباب النزول 403.
(34) تذكرة الحفاظ 169.
(35) تذكرة الحفاظ 177.
23

ثانيا: مخطوطة الكتاب:
نسخة حديثة جيدة، كتب بخط معتاد فيه بعض الشكل: رؤوس
الفقر مكتوبة بالحمرة. وتقع النسخة في مجموع رقمه 7899 تحتفظ به
دار الكتب الظاهرية (36). وقد أرفقت صورة لهذا الكتاب رغبة في اطلاع
القراء عليه.
ثالثا: منهج التحقيق:
أهم ما يجب ذكره في منهج التحقيق هو أنني خرجت الآيات القرآنية
وحصرتها بين قوسين مزهرين ثم حضرت ما أضفته بين قوسين مربعين
كما عرفت بالاعلام تعريفا موجزا وأحلت دائما على كتب الناسخ
والمنسوخ المطبوعة والمخطوطة ونبهت على أقوال قتادة التي ذكرها
النحاس ومكي في كتابيهما توثيقا للكتاب.
وأخيرا أرجو أن يكون عملي خالصا لوجهه، والحمد لله على ما
أنعم، انه نعم المولى ونعم النصير.

(36) فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (علوم القرآن) 404.
24

الورقة الأولى من الناسخ والمنسوخ.
25

صلة الورقة الأولى من الناسخ والمنسوخ
26

الورقة الثانية من الناسخ والمنسوخ
27

صلة الورقة الثانية من الناسخ والمنسوخ
28

الروقة الثالثة من الناسخ والمنسوخ
29

كتاب الناسخ والمنسوخ
في كتاب الله تعالى
عن
قتادة بن دعامة السدوسي
أخبرنا الفقيه المكي أبو الحرم مكي بن عبد الرحمن بن سعيد بن
عتيق (1) وجماعة قال: أنا الحافظ شيخ الاسلام بخر الأنام جمال الحفاظ
أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن سلفة
السلفي الأصبهاني (2) في العشر الاخر من صفر سنة اثنتين وسبعين
وخمس مائة بثغر الإسكندرية في منزله، قراءة عليه وأنا أسمع. قلت:
وفى طبقة السماع بخط السلفي: هذا تسميع صحيح كما كتب. وكتب
أحمد بن محمد الأصبهاني قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسين (3) المبارك بن

(1) لم أقف على ترجمته.
(2) من الحفاظ المكثرين، توفى سنة 576 ه‍ (تذكرة الحفاظ 1298، الوافي بالوفيات
7 / 351، طبقات الشافعية 4 / 43).
(3) في الإنباه ووفيات الأعيان: أبو الحسن.
31

عبد الجبار بن أحمد الصيرفي (4) ببغداد من أصل سماعه، أنا أبو طاهر
محمد بن علي بن يوسف بن العلاف (5)، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر (6)
ابن محمد بن سلم الختلي، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب
الجمحي (7)، ثنا محمد بن كثير العبدي (8)، ثنا همام بن يحيى (9) (66
ب) قال: سمعت قتادة يقول في قول الله عز وجل: * (فأينما تولوا فثم
وجه الله) * (10) قال: كانوا يصلون نحو بيت المقدس ورسول الله (ص) بمكة
قبل الهجرة وبعدما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم [صلى] نحو بيت المقدس ستة
حشر شهرا ثم وجهه الله تعالى نحو الكعبة البيت الحرام (11).
وقال في آية أخرى: * (فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر
المسجد الحرام وحيث ما كنتم قولوا وجوهكم شطره) * (12) أي: تلقاءه.
ونسخت هذه ما كان قبلها من أمر القبلة (13).

(4) أستاذ ابن الشجري المتوفى 542 ه‍ في الحديث (ينظر: هامش انباه الرواة 2 / 301
نقلا عن ابن مكتوم، وفيات الأعيان 6 / 46).
(5) لم أقف على ترجمته.
(6) الختلي مقرئ مفسر محدث، توفى سنة 365 ه‍ (العبر 2 / 335، طبقات القراء
1 / 44).
(7) محدث مكثر، توفى سنة 305 ه‍. (معجم الأدباء 16 / 204، تذكرة الحفاظ 670،
لسان الميزان 4 / 438).
(8) من المحدثين، توفى 223 ه‍. (الوافي بالوفيات 4 / 374، تهذيب التهذيب 9 / 417).
(9) من المحدثين، توفى 163 ه‍. (العبر 1 / 243، ميزان الاعتدال 4 / 309، طبقات الحفاظ
86).
(10) البقرة 115. وينظر: تفسير الرازي 4 / 33، تفسير البيضاوي 1 / 58، روح المعاني
1 / 198.
(11) ينظر: النحاس 14، ابن سلامة 12، البغدادي ق 7 ب، مكي 112، ابن الجوزي
199، العتائقي 29، ابن المتوج 39.
(12) البقرة 144.
(13) ينظر أيضا: تفسير الطبري 2 / 19، زاد المسير 1 156.
32

وعن قوله جل وعز: * (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد
ايمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا
واصفحوا حتى يأتي الله بأمره) * (14). فأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعفو
عنهم ويصفح حتى يأتي الله بأمره، ولم يؤمر يومئذ بقتالهم، فأنزل الله
عز وجل في براءة، فأتى الله فيها بأمره وقضائه، فقال: * (قاتلوا الذين لا
يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله) * إلى:
* (وهم صاغرون) * (15). فنسخت هذه الآية ما كان قبلها وأمر فيها بقتال
أهل الكتاب حتى يسلموا أو يفدوا بالجزية (16).
وعن قوله جل وعز: * (ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى
يقاتلوكم فيه فان قاتلوكم فاقتلوهم) * (17). فأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم ألا
يقاتلهم عند المسجد الحرام إلا أن يبدأوا فيه بقتال (18).
وقال في آية أخرى: * (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه، قل
قتال فيه كبير) * (19). كان القتال فيه كبيرا كما قال الله عز وجل، فنسخ
هاتين الآيتين في براءة: * (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين
حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد) * (20).
وقال عز وجل: * (وقاتلوا المشركين كافة) *، يعنى بالكافة جميعا، * (كما

(14) البقرة 109.
(15) التوبة (براءة) 29.
(16) ينظر: ابن حزم 123، النحاس 25، ابن سلامة 12، مكي 108، ابن الجوزي
199، العتائقي 28، ابن المتوج 38.
(17) البقرة 191.
(18) نقل مكي قول قتادة 131. وينظر أيضا: ابن حزم 124، النحاس 26، ابن سلامة
19، ابن الجوزي 200، العتائقي 33، ابن المتوج 55.
(19) البقرة 217.
(20) التوبة 5.
33

يقاتلونكم كافة) * (21). وقال: * (والأشهر الحرم) *. قال: كان عهد بين
رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش أربعة أشهر بعد يوم النحر، كانت تلك بقية
مدتهم، ومن لا عهد له لانسلاخ في المحرم. فأمر الله جل وعز لنبيه صلى الله عليه وسلم
إذا مضى الاجل أن يقاتلهم في الحل والحرم وعند البيت حتى يشهدوا
أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (22).
وعن قوله جل وعز: * (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة
قروء) * (23). فجعل عدة المطلقة ثلاث حيض، ثم إنه نسخ منها عدة
المطلقة التي طلقت ولم يدخل بها زوجها، قال الله عز وجل في سورة
الأحزاب (24): * (يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن
من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن
وسرحوهن سراحا جميلا) * فهذه ليس عليها عدة، ان شاءت تزوجت من
يومها.
وقد نسخ من الثلاثة قروء اثنان: * (واللائي يئسن من المحيض من
نسائكم) * (25): فهذه العجوز قد قعدت من الحيض، * (واللائي لم
يحضن) * (26): فهذه البكر التي لم تبلغ الحيض فعدتها ثلاثة أشهر،
وليس الحيض من أمرهما في شئ.
ثم نسخ من الثلاثة قروء الحامل فقال: * (وأولات الأحمال أجلهن أن

(21) التوبة 36.
(22) ينظر: ابن حزم 124، النحاس 30، ابن سلامة 20، مكي 134 وفيه قول قتادة، ابن
الجوزي 201، العتائقي 34، ابن المتوج 57.
(23) البقرة 228.
(24) آية 49.
(25: 26) الطلاق 4.
34

يضعن حملهن) * (27): فهذه: أيضا ليست من القروء في شئ، انما
أجلها أن تضع حملها.
وعن قوله عز وجل: * (وبعولتهن أحق بردهن في ذلك) * (28). أي:
في القروء الثلاثة، فنسخ منها المطلقة ثلاثا، قال الله جل وعز: * (فان
طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره) * (29).
وعن قوله عز وجل: * (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت ان ترك
خيرا الوصية) * (30). والخير: المال، كأن يقال: ألف فما فوق ذلك، فأمر
أن يوصى لوالديه وأقربيه، ثم نسخ بعد ذلك في سورة النساء (31) فجعل
للوالدين نصيبا معلوما وألحق لكل ذي ميراث نصيبه منه وليست لهم
وصية فصارت الوصية لمن لا يرث من قريب وغير قريب.
وعن قوله عز وجل: * (يسألونك عن الخمر والميسر) * (32): القمار
كله، * (قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس) *. وذمهما ولم يحرمهما، وهي
لهم حلال يومئذ، ثم أنزل الله عز وجل بعد ذلك هذه الآية في شأن

(27) الطلاق 4.
(28) البقرة 228.
(29) البقرة 230. وينظر: ابن حزم 125، النحاس 62، ابن سلامة 24، البغدادي ق 16،
مكي 148 وفيه قول قتادة، ابن الجوزي 201، العتائقي 35، ابن المتوج 65.
(30) البقرة 180.
(31) الآية 11 * (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فان كم نساء فوق اثنتين
فلهن ثلثا ما ترك وان كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما
ترك ان كان له ولد فان لم يكن له ولد وورثه أبواه فلامه الثلث فإن كان له اخوة فلامه
السدس من بعد وصية يوصى بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم
نفعا فريضة من الله ان الله كان عليما حكيما) *. وينظر: ابن حزم 124، النحاس 18،
ابن سلامة 16، مكي 119، ابن الجوزي 200، العتائقي 30، ابن المتوج 49.
(32) البقرة 219.
35

الخمر، وهي أشد منها فقال: * (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلواة وأنتم
سكارى حتى تعلموا ما تقولون) * (33). فكان السكر منها حراما عليهم. ثم إن
الله عز وجل أنزل الآية التي في سورة المائدة فقال: * (يا أيها الذين
آمنوا انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان
فاجتنبوه لعلكم تفلحون. انما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة
والبغضاء في الخمر...) * إلى قوله: * (فهل أنتم منتهون) * (34). فجاء
تحريمها في هذه الآية قليلها وكثيرها، ما أسكر منها وما لم يسكر (35).
وعن قوله عز وجل: * (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية
لأزواجهم متاعا إلى الحول غير اخراج) * (36). قال: كانت المرأة إذا
توفى عنها زوجها كان لها السكنى والنفقة حولا من مال زوجها ما لم
تخرج. ثم نسخ ذلك بعد في سورة النساء (37) فجعل لها فريضة معلومة،
الثمن ان كان له ولد، والربع إن لم يكن له ولد وعدتها: * (أربعة أشهر
وعشرا) * فنسخت هذه الآية ما كان قبلها من أمر الحول، ونسخت
الفريضة، الثمن والربع، ما كان قبلها من النفقة في الحول (39).
وعن قوله عز وجل: * (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما

(33) النساء 43. قال الرضى في حقائق التأويل 345: (فالصحيح أن هذه الآية منسوخة
بقوله تعالى: * (انما الخمر والميسر...) * وبقوله تعالى (البقرة 219): * (يسألونك عن
الخمر...) *).
(34) المائدة 90 - 91.
(35) ينظر: ابن حزم 124، النحاس 39، ابن سلامة 20، مكي 139، ابن الجوزي
201، العتائقي 34، ابن المتوج 58.
(36) البقرة 240.
(37) الآية 12.
(38) البقرة 234.
(39) ينظر: ابن حزم 125، النحاس 72، ابن سلامة 26، مكي 153، ابن الجوزي
201، العتائقي 37، ابن المتوج 70.
36

كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. أياما معدودات...) * إلى
قوله: * (من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) * (40).
كانت فيها رخصة الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة وهما لا يطيقان الصوم أن
يطعما مكان كل يوم مسكينا أو يفطرا. ثم نسخ تلك الآية التي بعدها
فقال: * (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من
الهدى والفرقان فمن شهد منكم / (67 أ) الشهر فليصمه ومن كان مريضا
أو على سفر فعدة من أيام أخر) * (41). فنسختها هذه الآية فكان أهل
العلم يرون ويرجون أن الرخصة قد ثبتت للشيخ الكبير والعجوز الكبيرة
إذا لم يطيقا القيام. أن يطعما مكان كل يوم مسكينا، وللحبلى إذا خشيت
على ما في بطنها، والمرضع إذا خشيت على ولدها (42).
حدثنا قتادة عن يزيد بن عبد الله (43) أخي مطرف بن عبد الله (44) أن
النبي صلى الله عليه وسلم رخص للحبلى والمرضع.
وعن قتادة: * (وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله
فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) * (45) ثم أنزل الله عز وجل الآية التي
بعدها فيها تخفيف ويسر وعافية: * (لا يكلف الله نفسا الا وسعها) * أي:
طاقتها، * (لها ما كسبت) * (46)، فنسختها هذه الآية (47).

(40) البقرة 183 - 184.
(41) البقرة 185.
(42) ينظر: ابن حزم 124، النحاس 20، ابن سلامة 18، مكي 127، وفيه قول قتادة،
ابن الجوزي 200، العتائقي 33، ابن المتوج 54.
(43) من المحدثين، توفى سنة 108 ه‍، وقيل: 111 ه‍. (طبقات ابن سعد 7 / 155،
طبقات ابن خياط 497، تهذيب التهذيب 11 / 341).
(44) من المحدثين الثقات، توفى سنة 87 ه‍. (طبقات ابن خياط 467، حلية الأولياء
2 / 198، تذكرة الحفاظ 64).
(45) البقرة 284.
(46) البقرة 286.
(47) ينظر: ابن حزم 125، النحاس 85، ابن سلامة 27، مكي 167، ابن الجوزي 201.
37

حدثنا قتادة عن زرارة بن أوفى (48) عن أبي هريرة (49) قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان الله عز وجل تجاوز لأمتي عن كل شئ تحدث
أنفسها ما لم تكلم به أو تعمل به) (50).
ومن [سورة آل عمران]
* (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته) * (51): أن يطاع فلا يعصى،
* (ولا تموتن الا وأنتم مسلمون) * (52). نسختها الآية التي في التغابن:
* (فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا) * (53). وعليها بايع رسول الله
صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ما استطاعوا.
ومن [سورة النساء]
* (وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمسكين فارزقوهم منه
وقولوا لهم قولا معروفا) * (54). عن قتادة عن سعيد بين المسيب (55) أنه
قال: إنها منسوخة، كانت قبل الفرائض، كان ما ترك الرجل من مال
38

أعطى منه اليتيم والمسكين وذوي القربى إذا حضروا القسمة ثم نسخ
ذلك بعد ذلك ثم نسختها المواريث (56)، فنسخ الله عز وجل لكل ذي
حق حقه، ثم صارت وصية من ماله يوصى بها لقرابته وحيث شاء (57).
حدثنا قتادة قال: قال الأشعري (58): ليست منسوخة (59).
وعن قتادة: * (والتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن
أربعة منكم) * إلى: * (أو يجعل الله لهن سبيلا. والذان يأتيانها منكم
فآذوهما فان تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما ان الله كان توابا رحيما) * (60).
قال: كان هذا بدء عقوبة الزنا، كانت المرأة تحبس فيؤذيان جميعا
فيعيران بالقول جميعا في الشتيمة بعد ذلك. ثم إن الله عز وجل نسخ
ذلك بعد في سورة النور فجعل لهن سبيلا فقال: * (الزانية والزاني فاجلدوا
كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله) * (61).
وصارت السنة فيمن أحصن جلد مائة ثم الرجم بالحجارة، وفيمن لم
يحصن جلد مائة ونفى سنة. هذا سبيل الزانية والزاني (62).
وعن قتادة عن قوله عز وجل: * (والذين عقدت أيمانكم فاتوهم

(56) هي الآية 11 من النساء كما سلف في هامش رقم 31.
(57) ينظر: ابن حزم 126، النحاس 95، ابن سلامة 31، مكي 176، ابن الجوزي
202، العتائقي 39، ابن المتوج 83.
(58) هو أبو موسى عبد الله بن قيس، من فقهاء الصحابة، توفى سنة 42 ه‍ وقيل 52 ه‍.
(المعارف 266، طبقات الفقهاء 44، أسد الغابة 6 / 306).
(59) ينظر: تفسير الطبري 4 / 263، الكشاف 1 / 503، زاد المسير 2 / 20، تفسير القرطبي
5 / 48، البحر المحيط 3 / 175.
(60) النساء 15 - 16. وينظر: معاني القرآن 1 / 258، معاني القرآن واعرابه 2 / 26.
(61) النور 2.
(62) ينظر: ابن حزم 126، النحاس 96، ابن سلامة 33، مكي 179، ابن الجوزي
202، العتائقي 40، ابن المتوج 87.
39

نصيبهم ان الله كان على كل شئ شهيدا) * (63). وذلك أن الرجل كان
يعاقد الرجل في الجاهلية فيقول: هدمى هدمك ودمى دمك وترثني
وأرثك وتطلب بي وأطلب بك. فجعل له السدس من جميع المال ثم
يقسم أهل الميراث مواريثهم. ثم نسخ ذلك في سورة الأنفال، قال:
* (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ان الله بكل شئ
عليم) * (64). فنسخ ما كان في عهد يتوارث به وصارت المواريث لذوي
الأرحام (65).
وعن قوله عز وجل: * (إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق
أو جاؤوكم حصرت صدورهم..) * إلى قوله: * (وألقوا إليكم السلم فما
جعل الله لكم عليهم سبيلا (66). ثم نسخ بعد ذلك في براءة، نبذ إلى كل ذي عهد عهده، ثم أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقاتل المشركين
حتى يشهدوا أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله: * (فاقتلوا المشركين
حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد) * (67).
ومن [سورة المائدة]
وعن قوله عز وجل: * (يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر

(63) النساء 33. وفى المصحف الشريف (عقدت) بغير ألف، وهي قراءة عاصم وحمزة
والكسائي. أما (عاقدت) بألف فهي قراءة باقي السبعة وهم ابن كثير ونافع وأبو عمرو
وابن عامر. (ينظر: السبعة في القراءات 233، حجة القراءات 201، الكشف عن وجوه
القراءات السبع 1 / 388، التيسير في القراءات السبع 96).
(64) الأنفال 75.
(65) ينظر: ابن حزم 127، النحاس 105، ابن سلامة 36، مكي 191، لبن الجوزي
202، العتائقي 43، ابن المتوج 91.
(66) النساء 90.
(67) التوبة 5. وينظر: ابن حزم 127، النحاس 108، ابن سلامة 38، مكي 195 وفيه
قول قتادة، ابن الجوزي 203، العتائقي 44، ابن المتوج 94.
40

الحرام ولا الهدى ولا القلاد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من
ربهم ورضوانا) * (68).، فنسختها براءة، فقال الله جل وعز: * (فاقتلوا
المشركين حيث وجدتموهم) * (69)، وقال الله عز وجل: * (ما كان
للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر) * إلى
قوله: * (وفى النار هم خالدون) * (70) فقال عز وجل: * (انما المشركون
نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) * (71). وهو العام الذي
حج فيه أبو بكر رضى. الله عنه ونادى على فيه بالأذان، يعنى بالأذان أنه
قرأ عليهم علي رضي الله عنه سورة براءة (72).
وعن قوله عز وجل: * (ولا تزال تطلع على خائنة منهم الا قليلا منهم
فاعف عنهم واصفح) * (73) حتى يأتي الله بأمره عز وجل فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن
يعفو عنهم ويصفح، ولم يؤمر يومئذ بقتالهم، ثم نسخ ذلك بعد في
(براءة) فقال: * (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر) * إلى قوله:
* (وهم صاغرون) * (74). فأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقاتلهم حتى يسلموا
أو يعطوا الجزية (75).

(68) المائدة 2.
(69) التوبة 5. وينظر: ابن حزم 127، النحاس 115، ابن سلامة 40، مكي 218، ابن
الجوزي 203، العتائقي 46، ابن المتوج 98.
(70) التوبة 17.
(71) التوبة 28. وفى الأصل: المشركين، وما أثبتناه من المصحف الشريف.
(72) ينظر: تفسير الطبري 10 / 106، أحكام القرآن لابن العربي 913، زاد المسير
3 / 417.
(73) المائدة 13.
(74) التوبة 29.
(75) ينظر: ابن حزم 127، ابن سلامة 41، مكي 232 وفيه قول قتادة، ابن الجوزي
204، العتائقي 46، ابن المتوج 100. ويلا حظ أن بعض العلماء ذهب إلى أنها
منسوخة بآية السيف.
41

وعن قوله عز وجل: * (سماعون للكذب أكالون للسحت فان جاؤوك
فاحكم بينهم أو أعرض عنهم) * (76) يعنى اليهود، فأمر الله عز وجل نبيه
صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهم أو يعرض عنهم ان شاء، ثم أنزل الله عز وجل الآية
التي بعدها: * (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من
الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله) * (77). فأمر الله عز وجل
نبيه صلى الله عليه وسلم يحكم بينهم بما أنزل الله بعد أن كان رخص له ان شاء أن
يعرض عنهم (78).
ومن [سورة الأنعام]
وعن قوله عز وجل: * (وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا) * (79)، ثم
أنزل الله في براءة (80)، فأمر بقتالهم.
ومن [سورة الأنفال]
وعن قوله: * (وان جنحوا للسلم فاجنح لها) * (81)، فنسختها الآية
التي في براءة: * (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) * (82).

(76) المائدة 42.
(77) المائدة 48.
(78) ينظر: ابن حزم 128، النحاس 128، ابن سلامة 41، مكي 234، ابن الجوزي
204، العتائقي 47، ابن المتوج 101. وفى جميعها أن الآية الناسخة هي الآية 49:
* (وان احكم بينهم بما أنزل الله...) *.
(79) الانعام 70.
(80) الآية 5: * (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) * كما ورد عند النحاس 137 ومكي
243 نقلا عن قتادة وذهب إلى ذلك ابن الجوزي أيضا 205 وذهب ابن حزم 128
وابن سلامة 45 والعتائقي 49 وابن المتوج 107 إلى أنها الآية 29 من التوبة: * (قاتلوا
الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر) *.
(81) الأنفال 61.
(82) التوبة 5 وذكر النحاس 155 ومكي 259 قول قتادة. وذهب إلى ذلك ابن المتوج 121. وهي الآية 29 عند ابن حزم 129 وابن سلامة 49 والعتائقي 51.
42

وعن / (67 ب) قوله عز وجل: * (والذين آمنوا ولم يهاجروا
ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا) * (83). قال: فأنزلت هذه الآية
فتوارث المسلمون بالهجرة، فكان لا يرث الأعرابي المسلم من المهاجر
المسلم شيئا. ثم نسخ ذلك بعد في سورة الأحزاب، فقال عز وجل:
* (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين
المواريث بالملك. وعن قوله عز وجل: * (إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم
معروفا) * (85)، يقول: [إلى] أوليائكم من أهل الشرك وصية، لا ميراث
لهم. فأجاز الله عز وجل الوصية، ولا ميراث لهم (86).
ومن [سورة التوبة].
وعن قوله عز وجل * (عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك
الذين صدقوا وتعلم الكاذبين) * (87)، ثم أنزل بعد ذلك في سورة النور،
فقال: * (فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم
الله ان الله غفور رحيم) * (88).

(83) الأنفال 72.
(84) الأحزاب 6. ونقل النحاس 157 ومكي 263 قول قتادة. ووهم محقق الايضاح فظنها
الآية 75 من الأنفال.
(85) الأحزاب 6.
(86) ينظر أيضا: ابن حزم 129، ابن سلامة 50، ابن الجوزي 207، العتائقي 52، ابن.
المتوج 122.
(87) التوبة 43. وذكر ابن سلامة 52 وابن المتوج 129 الآية 44 مكان الآية 43 وهي:
* (لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر) *.
(88) النور 62. وينظر: ابن حزم 129، النحاس 168، مكي 274، العتائقي 53.
43

ومن [سورة النحل]
وعن قوله عز وجل: * (تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا) * (89). فأما
الرزق فهو ما أحل مما يأكلون وينبذون ويخللون ويعصرون. وأما السكر
فهو خمر الأعاجم. فأنزل الله عز وجل هذه الآية والخمر في سورة المائدة فقال: * (يا أيها الذين
آمنوا انما الخمر والميسر...) * (90) قرأ إلى آخرها.
ومن [سورة الإسراء]
وعن قوله عز وجل: * (اما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا
تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما. واخفض لهما جناح الذل
من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) * (91). ثم نسخ منها
حرف واحد، لا ينبغي لاحد أن يستغفر لوالديه وهما مشركان ولا يقول:
رب ارحمهما كما ربياني صغيرا). ثم نمنهلوا لديه وهما مشركان ولا يقول:
رب ارحمهما في الدنيا معروفا، وقال عز وجل: ما كان لنبي والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى). هذه الآية نسخت ذلك الحرف.
وعن قوله عز وجل: (ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي أحسن
44

حتى يبلغ أشده). وكانت هذه جهدا عليهم، لا تخالطوهم في المال
ولا في المأكول، ثم انزل الله عز وجل الآية التي في سورة البقرة: (وان
تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح)، فرخص لهم
ان يخالطوهم.
ومن (سورة العنكبوت).
وعن قوله عز وجل: (ولا تجادلوا اهل الكتب الا بالتي هي
أحسن). نهاهم عن مجادلتهم في هذه الآية، ثم نسخ ذلك بعد في
براءة فقال: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر)، ولا
مجادلة أشد من السيف.
ومن (سورة الجاثية)
وعن قوله عز وجل: (قل للذين آمنوا يعفروا للذين لا يرجون أيام
الله)، وهم المشركون، فانزل الله عز وجل للمؤمنين ان يغفروا لهم،
ثم نسخ ذلك بعد في براءة فقال: (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم).
45

ومن (سورة الأحقاف)
وعن قوله عز وجل: (وما أدرى ما يفعل بي ولا بكم). قد
اعلم الله عز وجل نبيه ما يفعل به، فانزل الله عز وجل بيان ذلك
فقال: (انا فتحنا لك فتحا مبينا) إلى قوله: (نصرا عزيزا).
عن قتادة عن انس بن مالك ان هده. الآية نزلت على
رسول الله (ص) مرجعه من الحديبية، والنبي (ص) وأصحابه مخالطون الحزن
فحدثهم انس ان رسول الله (ص) قال لأصحابه: أنزلت على آية أحب إلى
من الدنيا جميعا، فتلاها نبي الله (ص) فقال رجل من القوم: هنيئا مريئا يا
نبي الله، قد بين الله عز وجل لك ما يفعل بك، فماذا يفعل بنا فانزل الله
عز وجل بعدها: (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنت تجرى من تحتها
الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا
عظيما).
حدثنا همام، رجل يقال له أبو عبد الله، قال: سمعت السدي
46

يقول: ما كان في القرآن من خبر فإنما أخبر به العليم الخبير بعلم فليس
منه منسوخ انما هو من الخبار. وأخبر عن الأمم الماضية ما صنعوا وما
صنع بهم وعما هو كائن بعد فناء الدنيا، فإنما المنسوخ فيما أحل أو
حرم.
قال: حدثنا همام عن الكلبي في هذه الآية: (ما أدرى ما يفعل بي ولا بكم)، قال: رأى رسول الله (ص) في المنام رو يا كأنه مر
بأرض ذات شجر ونخل فقال له بعض أصحابه: رؤياك التي رأيت فقال:
(ما أدرى ما يفعل بي ولا بكم)، انزل بمكة أو اخرج منها إلى غيرها أو
أتحول منها إلى غيرها.
ومن (سورة محمد (ص)
حدثنا همام عن قتادة في قوله عز وجل: (حتى إذا أثخنتموهم
فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداء) رخص الله لهم ان يمنوا على
من شاءوا منهم ويأخذوا الفداء منهم إذا أثخنتموهم، ثم نسخ ذلك في براءة فقال: (اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم).
ومن (سورة المجادلة)
وعن قوله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا
بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر) وذلك أن الناس
47

كانوا قد احفوا برسول الله (ص) في المسالة فنهاهم الله عز وجل عنه، وربما قال: فمنعهم عنه في هذه الآية، فكان الرجل تكون له الحاجة إلى
النبي (ص) فلا يستطيع ان يقضيها حتى بقدم بين يدي نجواه صدقة فاشتد
ذلك على أصحاب رسول الله (ص) فانزل الله عز وجل بعد هذه الآية
فنسخت ما كان قبلها من امر الصدقة من نجوى فقال: (أشفقتم ان
تقدموا بين يدي نجواكم صدقت فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا
الصلاة وآتوا الزكاة) وهما فريضتان واجبتان لا رخصة لاحد فيهما.
ومن (سورة الحشر)
وعن قوله عز وجل: (ما أفاء الله على رسوله من اله / 1768)
القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمسكين وابن
السبيل)، فكان الفئ بين هؤلاء، فما نزلت هذه الآية في
الأنفال: (واعلموا انما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي
القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل)، فنسخت هذه الآية ما كان قبلها من سورة الحشر، فجعل الخمس لمن كان له الفئ وصار ما
بقي من الغنيمة لسائر الناس لمن قاتل عليها.
ومن (سورة الممتحنة)
وعن قوله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات
48

مهاجرات فامتحنوهن الله اعلم بايمانهن فان علمتموهن مؤمنات فلا
ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم ما
انفقوا ولا جناح عليكم ان تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن ولا تمسكوا
بعصم الكوافر)، يعن بذلك كفار نساء العرب إذا أبين ان يسلمن
ان يخلى عنهن.
وعن قوله عز وجل: (وسئلوا ما أنفقتم وليسألوا ما انفقوا)،
فكن إذا فررن من أصحاب رسول الله (ص) رجعن إلى الكفار
الذين بينهم وبين أصحاب رسول الله (ص) العهد فتزوجن وبعثن
بمهورهن إلى أزواجهن من المسلمين، فإذا فررن من الكفار الذين بينهم
وبين أصحاب رسول الله (ص) العهد فتزوجن وبعثن بمهورهن إلى
أزواجهن من الكفار، فكان هذا بين أصحاب رسول الله (ص) وبين اهل
العهد من الكفار.
وعن قوله عز وجل: (ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله علم
حكيم)، فهذا حكمه بين اهل الهدى وأهل الضلالة.
وعن قوله عز وجل: (وان فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار
49

فعاقبتم)، يقول: إلى الكفار ليس بينهم وبين أصحاب رسول الله
(ص) عهد يأخذون به فغنموا غنيمة، إذا غنموا ان يعطوا زوجها صداقها
الذي ساق منها من الغنيمة ثم يقسموا الغنيمة بعد ذلك، ثم نسخ هذا
الحكم وهذا العهد في براءة فنبذ إلى كل ذي عهد عهده.
ومن (سورة المزمل)
وعن قوله عز وجل: (يا أيها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه أو
انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرن ترتيلا)، فقرض الله عز
وجل قيام الليل في أول هذه السورة فقام أصحاب رسول الله (ص) حتى
انتفخت اقدامهم فامسك الله خاتمتها حولا، ثم انزل الله عز وجل
التخفيف في آخرها، قال عز وجل: (لعم ان سيكون منكم مرضى
وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقتلون في
سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه)، فنسخت هذه الآية ما كان قبلها من
قيام الليل، فجعل قيام الليل تطوعا بعد فريضة، وقال: (وأقيموا
الصلاة وآتوا الزكاة) وهما فريضتان لا رخصة لاحد فيهما.
50

عن قتادة ان أسباع القرآن سبع: الأول إلى: (ان كيد الشيطان
كان ضعيفا). والثاني: (إلى جهنم يحشرون).
والثالث: (يا عبادي انى انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب
والسادس: خاتمة الحجرات. والسابع: ما بفى.
قال: حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح وسعيد بن
جبير انهما قالا: ان اخر آية نزلت من القرآن: (واتقوا يوما ترجعون
فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.
قال: حدثنا همام عن قتادة ان أبي بن كعب قال: إن اخر عهد
القرآن في السماء هاتان الآيتان، خاتمة براءة: (لقد جاء كم رسول
من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم) إلى آخرها.
51

ذكر المدني من القرآن
قال: حدثنا همام عن قتادة: قال البقرة وآل عمران والنساء والمائدة
والأنفال وبراءة والرعد والنحل والنور والأحزاب ومحمد والفتح
والحجرات والرحمن والحديد إلى: (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله
لك) عشر متواليات، وإذا زلزلت وإذا جاء نصر الله والفتح، قال:
هذا مدني وسائر القرآن مكي.
قال: حدثنا همام عن الكلبي عن أبي سالح أنه قال: أول شئ
انزل من القرآن: (اقرا باسم برك الذي خلق) حتى بلغ إلى:
(ان إلى ربك الرجعى). وقال قتادة مثل ذلك قال الكلبي: ثم أنزلت آيات
بعد ثلاث آيات من أول (ن والقلم) أو ثلاث آيات من أول (المؤثر)
أحدهما قبل الأخرى فأي الثلاث كن قبل الأولى فالأخرى بعدهن.
قال: حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس
قال: أنزل القرآن إلى سماء الدنيا جملة واحدة ثم أنزل إلى الأرض
52

نجوما ثلاث آيات وخمس آيات وأقل وأكثر: (قلا اقسم بموقع النجوم
وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن كريم.
قال: حدثنا همام قال: سئل الكلبي عن قوله عز وجل: (فلا اقسم
بمواقع النجوم).
آخر الجزء الناسخ والمنسوخ ولله الحمد والمنة وصلى الله على
سيدنا محمد وعلى آله وسلم.
53

فهرس المصادر والمراجع
- المصحف الشريف. - بالاتقان في علوم القرآن:
السيوطي، جلال الدين، ت 911 ه‍، تح أبى الفضل إبراهيم،
مصر 1967.
- الاحكام في أصول الحكام:
أبو محمد علي بن حزم الظاهري، ت 456 ه‍، مط العاصمة
بالقاهرة.
- احكام القرآن:
ابن العربي، أبو بكر محمد بن عبد الله، ت 543 ه‍، ‍
البجاوي، البابي الحلبي بمصر 1967.
- أسباب نزول القرآن:
الواحدي، علي بن أحمد، ت 468 ه‍، تح‍ سيد صقر، القاهرة 1969.
- أسد الغابة: ابن الأثير، عز الدين علي بن محمد، ت 630 ه‍، القاهرة 1970 - 73.
55

- الإصابة في تمييز الصحابة:
أين حجر العسقلاني، أحمد بن علي، ت 852 ه‍، تح‍ البجاوي،
مط نهضة مصر 1971.
- الاعتبار في بيان الناسخ والمنسوخ من الآثار:
محمد بن موسى بن عثمان بن حازم الهمذاني، ت 584 ه‍ حيدر
آباد الدكن 1359 ه‍.
- الاعلام:
خير الذين الوركلى، ت 1976، بيروت 1969.
- انباه الرواة على انباه النجاة:
القفطي، جمال الدين علي بن يوسف: ت 646 ه‍، تح‍ أبى
الفضل، مط دار الكتب 1955 - 1973.
- الأنساب:
السمعاني، عبد الكريم بن محمد، ت 562 ه‍، حيدر آباد - الهند
1976.
- الايضاح لناسخ القرآن ومنسوخة:
مكي بن أبي طالب المغربي، ت 437 ه‍، تح‍ د. احمد حسن
فرجات، الرياض 1976. - ايضاح المكنون:
إسماعيل باشا، ت 1339 ه‍ استانبول 1945.
- البحر المحيط:
أبو حيان الأندلسي، أثير الدين محمد بن يوسف، ت 754 ه‍، مط
السعادة بمصر 1328 ه‍.
56

- برنامج شيوخ الرعيني:
علي بن محمد الإشبيلي، ت 666 ه‍، تح‍ إبراهيم شبوح، دمشق
1962.
- البرهان في علوم القرآن.
الزركشي، بدر الدين محمد بن عبد الله، 794 ه‍، تح‍ أبى
الفضل، البابي الحلبي بمصر 1957 - 58.
- تاج العروس:
الزبيدي، محمد مرتضى، ت 1205 ه‍، مط الخيرية بمصر 1306
ه (.
- تاريخ بغداد:
الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، ت 463 ه‍، مط السعادة
بمصر 1931.
- تذكرة الحفاظ:
الذهبي شمس الدين، ت 748 ه‍، حيدر آباد الدكن 1376 ه‍.
- التسهيل لعلوم التنزيل:
ابن جزى الكلبي: محمد بن أحمد، ت 741 ه‍، دار الكتاب العربي - بيروت 1973.
- التعريفات:
الشريف الجرجاني، علي بن محمد، ت 816 ه‍، البابي الحلبي
بمصر 1938.
- تفسير البغوي (معالم التنزيل):
الحسن بن مسعود الشافعي البغوي، ت 516 ه‍، (طبع مع تفسير
الخازن)، مصر.
57

- تفسير البيضاوي (أنوار التنزيل وأسرار التأويل):
القاضي عبد الله بن عمر، ت 685 ه‍، مط الميمنية بمصر
1320 ه‍.
- تفسير الخازن (لباب التأويل في معاني التنزيل):
علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم البغدادي، ت 741 ه‍،
مصر.
- تفسير الرازي (مفاتيح الغيب):
الفخر الرازي، محمد بن عمر، ت 606 ه‍ مط التهية المصرية.
- تفسير الطبري (جامع البيان):
أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، ت 310 ه‍، البابي الحلبي
بمصر 1954.
- تفسير القرطبي (الجامع لاحكام القرآن):
القرطبي، محمد بن أحمد، ت 671 ه‍، القاهرة 1967.
- تفسير الكشاف:
الزمخشري، محمود بن عمر، ت 538 ه‍، مط الحلبي بمصر
1954.
- التكملة لوفيات النقلة:
المنذري، زكى الدين عبد العظيم بن عبد القوى، ت 656 ه‍،
تح‍ د. بشار عواد معروف، مط الآداب، النجف 1971.
- تهذيب التهذيب:
ابن حجر العسقلاني، حيدر آباد الدكن 1325 ه‍.
- التيسير في القراءات السبع:
أبو عمرو الداني، عثمان بن سعيد، ت 444 ه‍، تح‍ برتزل،
58

استانبول 1930.
الجرح والتعديل:
ابن أبي حاتم الرازي، عبد الرحمن بن محمد، ت 327، حيدر
آباد - الهند.
- حجة القراءات:
أبو زرعة، عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة، القرن الرابع الهجري،
تح‍ سعيد الأفغاني، منشورات جامعة بنغاوي 1974.
حقائق التأويل في متشابه التنزيل:
الشريف الرضي، محمد بن أبي أحمد، ت 406 ه‍، مط الغري
بالنجف 1936.
- حلية الأولياء: أبو نعيم الأصفهاني، أحمد بن عبد الله، ت 430 ه‍، مط السعادة
بمصر 1938.
- خلاصة تهذيب الكمال:
الخزرجي: أحمد بن عبد الله، ت بعد 923 ه‍، تح‍ محمود عبد
الوهاب فايد، القاهرة 1971.
- الرجال: النجاشي، أحمد بن علي، ت 450 ه‍ - طهران.
- رجال الطوسي:
الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن، ت 460 ه‍ - مط الحيدرية،
النجف 1961.
- روح المعاني:
الآلوسي، شهاب الدين محمود بن عبد الله، ت 1270 ه‍، مط
59

الأميرية 1301 ه‍.
- زاد المسير في علم التفسير:
ابن الجوزي، جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن، ت 597 ه‍،
دمشق 1965.
- السبعة في القراءات:
ابن مجاهد، أبو بكر أحمد بن موسى، ت 324 ه‍، تح‍ د. شوقي
ضيف، دار المعارف بمصر 1972.
- سنن ابن ماجة:
ابن ماجة، محمد بن يزيد، ت 275 ه‍، تح‍ محمد فؤاد عبد
الباقي، البابي الحلبي بمصر 1952.
- صحيح مسلم: مسلم بن الحجاج، ت 261 ه‍، تح‍ محمد فؤاد عبد الباقي،
البابي الحلبي بمصر 1955.
- صفة الصفوة:
ابن الجوزي، حيدر آباد 1355 - 56.
- الطبقات:
خليفة بن خياط، ت 240 ه‍، تح‍ سهيل زكار، دمشق 1966 -
1967.
طبقات الحفاظ:
السيوطي، تح‍ علي محمد عمر، القاهرة 1973.
- طبقات الشافعية:
السبكي، تاج الدين، ت 771 ه‍، تح‍ الحلو والطناحي، البابي
الحلبي بمصر 1964.
60

- طبقات الفقهاء:
الشيرازي، إبراهيم بن علي، ت 476 ه‍، تح‍ د. احسان عباس،
بيروت 1970.
- طبقات القراء (غاية النهاية):
ابن الجزري، محمد بن محمد، ت 833 ه‍، تح‍ برجستراسر
وبرتزل، القاهرة 1932 - 35.
- الطبقات الكبرى:
محمد بن سعد، ت 230 ه‍، بيروت 1957.
- طبقات المفسرين:
الداودي، محمد بن علي، ت 945 ه‍، تح‍ على محمد عمر،
القاهرة 1972.
- طبقات النحاة واللغويين:
ابن قاضي شبهة، أبو بكر بن أحمد، ت 851 ه‍، مصورة عن
نسخة الظاهرية.
- العبر في خبر من غبر:
الذهبي، تح‍ فؤاد السيد، الكويت 1961.
- فتح المنان في نسخ القرآن:
على حسن العريض، الخانجي بمصر 1973.
- فنون الافنان في عيون علوم القرآن:
ابن الجوزي، نشره احمد الشرقاوي، مط النجاح، الدار البيضاء
1970.
- فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (علوم القرآن):
د. عزة حسن، دمشق 1962.
61

- الفهرست:
الطوسي، مط الحيدرية في النجف 1960.
- الفهرست:
ابن النديم، محمد بن إسحاق، ت 380 ه‍، مط الاستقامة،
القاهرة.
- فهرسة ما رواه عن شيوخه:
ابن خير الإشبيلي، أبو بكر محمد، ت 575 ه‍، بيروت 1962.
- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون:
حاجى خليفة،: ت 1067 ه‍، استانبول 1941.
- الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها:
مكي بن أبي طالب المغربي القيسي، تح‍ د. محى الدين رمضان،
دمشق 1974.
- لباب النقول في أسباب النزول:
السيوطي، البابي الحلبي بمصر.
- لسان العرب:
ابن منظور، محمد بن مكرم، ت 711 ه‍، بيروت 1968.
- لسان الميزان:
ابن حجر العسقلاني، حيدر آباد 1331 ه‍.
- مشاهير علماء الأمصار:
محمد بن حبان البستى، ت 345 ه‍ تح‍ فلا يشهمر، القاهرة
1959.
- المصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ:
ابن الجوزي، تح‍ حاتم صالح الضامن، (نشر في مجلة المورد م 6
62

1977).
- معالم العلماء:
ابن شهرآشوب، محمد بن علي، ت 588، مط الحيدرية، النجف
1961.
- المعارف:
ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم، ت 276 ه‍، تح‍ د. ثروة عكاشة،
دار المعارف بمصر 1969.
- معاني القرآن:
الفراء، أبو زكرياء يحيى بن زياد، ت 207 ه‍، تح‍ نجاتي
والنجار، القاهرة 1955.
- معاني القرآن واعرابه:
الزجاج، أبو إسحاق إبراهيم بن السرى، ت 311 ه‍، تح‍ د. عبد
الجليل عبده شلبي، القاهرة 1974.
- معترك الاقران في اعجاز القرآن:
السيوطي، تح‍ البجاوي، دار الفكر العربي بمصر 1969.
- معجم الأدباء:
ياقوت الحموي، ت 626 ه‍، مط دار المأمون بمصر 1936.
- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم:
محمد فؤاد عبد الباقي، دار مطابع الشعب بمصر.
- معرفة القراء الكبار:
الذهبي، نشر محمد سيد جاد الحق مط دار التأليف بمصر 1961.
- المغنى في أبواب التوحيد والعدل:
القاضي عبد الجبار، ت 415 ه‍، تح‍ أمين الخولي، مط دار
63

الكتب، القاهرة 1960 (ج‍ 16).
- مفردات الراغب الأصفهاني:
الحسين بن محمد، ت 502 ه‍، تح‍ نديم مرعشلي، بيروت
1972.
- مقاييس اللغة:
أحمد بن فارس، ت 395 ه‍ تح‍ عبد السلام هارون، القاهرة 1366
ه‍.
- الملل والنحل:
الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم، ت 548 ه‍، تح‍ عبد العزيز
محمد الوكيل، القاهرة 1968.
- ميزان الاعتدال:
الذهبي، تح‍ البجاوي، البابي الحلبي بمصر.
- الناسخ والمنسوخ:
ابن حزم، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري الأندلسي، ت
320 ه‍، نشر مع تنوير المقباس، مصر 1390 ه‍.
- الناسخ والمنسوخ:
ابن سلامة، هبة الله، ت 410 ه‍، البابي الحلبي بمصر.
- الناسخ والمنسوخ:
عبد القاهر البغدادي، ت 429 ه‍، مصورة في خزانتي.
- الناسخ والمنسوخ:
العتائقي، عبد الرحمن بن محمد الحلي، ت نحو 790 ه‍، تح‍
عبد الهادي الفضلى، النجف 1970.
64

- الناسخ والمنسوخ:
النحاس، أبو جعفر أحمد بن محمد، ت 338 ه‍، مط السعادة
بمصر 1323 ه‍.
- نزهة الألباء:
أبو البركات الأنباري، عبد الرحمن بن محمد، ت 577 ه‍، تح‍
أبى الفضل، القاهرة.
- النسخ في القرآن الكريم:
د. مصطفى زيد، مط المدني بمصر 1963.
- نظرية النسخ في الشرائع السماوية:
د. شعبان محمد إسماعيل، القاهرة 1977.
- نفح الطيب مع غصن الأندلس الرطيب:
المقرى، أحمد بن محمد، ت 1041 ه‍ تح‍ د. احسان عباس،
دار صادر، بيروت 1968.
- نكت الهميان في نكت العميان:
الصفدي، خليل بن أيبك، ت 764 ه‍، مصر 1911.
- الوافي بالوفيات:
الصفدي، نشر ريتر 1931.
- الوسيط في الأمثال:
الواحدي، تح‍ د. عفيف محمد عبد الرحمن، الكويت 1975.
- وفيات الأعيان:
ابن خلكان، شمس الدين أحمد بن محمد، ت 681 ه‍، تح‍ د.
احسان عباس، دار الثقافة - بيروت.
65